صفحات العالم

5 أهداف تحققها أنقرة من «المنطقة الآمنة» شمالي سوريا/ خالد المطيري

 

 

أبرزها: حماية الأمن القومي وتخفيف ضغط اللجوء السوري وإجهاض حلم الدولة الكردية

يتمثل الهدف الرئيسي لأنقرة من الضربات الجوية التي بدأتها، أمس الجمعة، في سوريا في إخلاء الشمال السوري على الحدود مع تركيا من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية»، ومن ثم تصبح هذه المنطقة ملاذا آمنا للنازحين الهاربين من عنف التنظيم ونظام «الأسد»، حسب تقرير لوكالة «الأناضول» التركية الرسمية.

تحقق هذا الهدف يترتب عليه تلقائيا تحقق أربعة أهداف أخرى هي: تخفيف ضغط اللجوء السوري على تركيا، وتقوية الأمن القومي التركي عبر إبعاد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» عن الحدود التركية، وإجهاض حلم الأكراد في دولة كردية في الشمال السوري والعراقي والجنوب التركي، وحماية التركمان والعرب في الشمال السوري من التهجير القسري التي ينفذه ضدهم الأكراد.

إحداثيات المنطقة الآمنة

وحول إحداثيات المنطقة الآمنة، أشارت وكالة «الأناضول» في تقريرها إلى أنها تمتد أفقيا بين مدينتي أعزاز وجرابلس.

وسيتضح عمق هذه المنطقة باتجاه الجنوب مع مرور الوقت؛ بناءً على الخطط العسكرية، التي ستوضع وفقا للأوضاع الميدانية.

ورغم أن تفضل الإدارة الأمريكية عدم استخدام مصطلح «منطقة آمنة»؛ بسبب ما يترتب عليه من مسؤوليات سياسية وعسكرية وقانونية.

إلا أن إجبار «الدولة الإسلامية» على الانسحاب من خط أعزاز- جرابلس، تحت ضغط الغارات الجوية للتحالف، وتوفير الحماية الجوية والبرية لتلك المنطقة، سيؤمن ظهور «منطقة آمنة»، بصورة تلقائية.

وتعول تركيا والولايات المتحدة، على إحكام «الجيش السوري الحر»، ومجموعات المعارضة السورية المعتدلة، السيطرة على تلك المنطقة، وبالتالي حمايتها وضمان استمرارها.

المتوقع من المنطقة الآمنة

ومن المتوقع أن تجذب المنطقة الآمنة، النازحين الهاربين من عنف «الدولة الإسلامية» ونظام «الأسد»، وأن تمثل حافزاً هاماً للسوريين الموجودين في تركيا، للعودة الطوعية إلى سوريا.

ويرتبط توفير شروط حياة آمنة للسوريين في تلك المنطقة، بشكل مباشر، بجهود المعارضة المعتدلة، التي عليها أن تكثف من نشاطها في المنطقة بعد إخلائها من «الدولة الإسلامية»، وأن تؤمن للمدنيين الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية.

لا مكان لحزب «الاتحاد الديمقراطي»

وتشير وكالة «الأناضول» في تقريرها إلى أن حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي في سوريا يضع عينه على المنطقة التي يجري السعي لتحويلها إلى منطقة آمنة، حيث لابد له من السيطرة على تلك المنطقة، لربط المناطق الواقعة تحت سيطرته بعضها ببعض، من أجل الوصول لحلم الدولة الكردية.

وتعارض مجموعات المعارضة السورية، انتقال «الاتحاد الديمقراطي» إلى غرب الفرات؛ لأن ذلك سيقطع عليهم الطريق إلى الحدود التركية.

وفي الوقت الذي يوضح فيه المسؤولون الأتراك، أن العمليات ضد «الدولة الإسلامية» لا تستهدف الاتحاد الديمقراطي، فإنهم يجددون تحذيراتهم، بخصوص ضرورة عدم تهجير التركمان، والمجموعات العرقية الأخرى، من المناطق الواقعة تحت سيطرته.

وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الأناضول» إن الولايات المتحدة تتفق مع تركيا، فيما يخص عدم دخول «الاتحاد الديمقراطي» للمناطق التي سيتم إخلاء مسلحي «الدولة الإسلامية» منها.

ويستخدم مسؤولو البلدين، جميع القنوات المتاحة، لتحذير الاتحاد الديمقراطي، بخصوص عدم العبور إلى غرب نهر الفرات، وعدم إحداث تغييرات ديموغرافية، والسماح للتركمان والعرب الذين تركوا منازلهم بالعودة.

الوجود التركماني مرتبط أيضا بالمنطقة الآمنة

سيكون للمنطقة الآمنة كذلك، تأثير في القضاء على التهديدات، التي تواجهها القرى التركمانية في سوريا، من قبل «الدولة الإسلامية» وحزب «الاتحاد الديمقراطي».

ويعيش التركمان في سوريا في مناطق متفرقة، إلا أن ثلثا عددهم تقريباً يعيش في حلب وشمال الرقة.

وبدأ «الاتحاد الديمقراطي»، الشهر الماضي، بعد استيلائه على مدينة «تل أبيض» من «الدولة الإسلامية»، في التهجير القسري لتركمان المنطقة من قراهم.

الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى