صفحات سورية

جيوبولتيكية الواقع في سوريا


فؤاد حمه خورشيد

لا يشك احد في ان جيوبولتيكية الموقف في سوريا قد تعقد وتأخر وزاد من تضحيات الشعب السوري وخاصة بعد صدور الفيتو ا لروسي- الصيني المزدوج . فإذا كان المبرر لهاتين الدولتين هو الخوف من تكرار الخراب الليبي , فان قوات النظام السوري ليست أرحم من قوات الناتو في ضرب الشعب السوري ودك مدنه , فا لنظام مستمر في فرض حله الأمني بلا حياء, او خجل , او وخز في الضمير , فالفيتو المزدوج كان تشجيعا ووساما للنظام , ودفعا له للسير بسياسته القمعية لحين فرض سيطرته النهائية على المدن الثائرة جميعا , فروسيا لا تزال الى جانب النظام السوري وتقف ضد أي تحرك من شانه دعم المعارضة ومحاولاتها لإسقاط النظام.

يضاف الى ذلك وجود تخريجات جيوبولتيكية واهية وشائعات تقول بان من شان إسقاط النظام في سوريا ان يؤدي الى اضطراب الشرق الأوسط برمته , ولا ندري ما هي أسس هذا الزعم الزائف, الم يقولوا ان إسقاط صدام سيلهب الشرق الأوسط ويحرقه , ولم يحدث شئ . فالحقائق تقول :ان لا ايران, ولا حزب الله سيحركون ساكنا ان ترنح النظام السوري وسقط . كما ان كلا من النظامين الروسي والصيني سيجدان صعوبة في تلطيف مشاعر الشعب السوري وشعوب الشرق الأوسط المتعاطفة معه. بان حزب الله سيسلم أسلحته طواعية للحكومة اللبنانية.

إذا كان الأمر كذلك فلماذا يتباطأ الجانب الأخر , المؤيد للشعب السوري في تسريع مواقفه ؟ واتخاذ قرارات حاسمه بشأنها؟ لماذا هذا الخلل والعجز الدوليين ؟ ان الخلل الأساسي في ذلك يكمن في (جوهر الموضوع) وهو وحدة المعارضة السورية ذاتها وفي برنامجها السياسي لما بعد سقوط النظام . فهذه أمور غير مكتملة بعد ,للأسف , مع أهميتها القصوى داخليا وإقليميا ودوليا رغم مرور ما يقارب السنة على غليان الشارع السوري. فالمعارضة جميعها: المجلس الوطني , الجيش الحر, لجان التنسيق , مجموعة العمل , تيار التغيير , والمنبر الوطني, لم تفلح جميعها في بلورة صيغة عمل مشترك , و ستراتيجية ثابتة , وطاقم موحد لقيادة بديلة موثوقة من قبل العرب والأوربيين و الأمريكان على حد سواء, للتحرك السريع لتخليص الشعب السوري من محنته, وهذه الحالة تجعل المعارضة عاجزة تماما عن تشكيل حكومة منفى.

فالمعارضة تطلب من الغير اكثر مما تعمل لرص صفوفها وتوحيد كلمتها وتجديد منهجها السياسي المستقبلي, وهذا الغير لا يعرف مع من يتعامل ويتصرف لو اسقط النظام, ولا يعرف من سيحكم السيطرة على البلاد بعد نجاح الثورة. يضاف الى ذلك برود وتميع مواقف الجامعة العربية إزاء النظام السوري . صحيح , ربما لأنها خجلة , بل نادمة من موقفها السابق في دعوتها لقوات الناتو لضرب لبيا وتدميرها بالشكل المؤسف الذي شاهدناه. فإذا كانت الجامعة العربية تتحمل الشئ الكثير في إطالة نفس النظام السوري ومعاناة شعبه فان قوى عربية اكثر واقعية في السياسة العربية مثل السعودية وقطر اتخذتا مواقف اكثر واقعية في سياساتها العربية والإقليمية والدولية. فبعد ان ميعت الجامعة مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تونس بتاريخ 24-2-2012والذي انسحب منه الوفد السعودي احتجاجا على ذلك التمييع, فضلا عن موقف العاهل السعودي الواضح والصريح من روسيا حيال سوريا. ومطالبة قطر الصريحة بضرورة تسليح المعارضة السورية. وهذا يعني بان هناك ثمة مجال للأصدقاء لإصلاح ذلك الخلل والفتور.

ان نجاح الثورة السورية وانتهاء نظام الأسد-البعثي في سوريا يمر عبر النقاط التالية :

1_ توحيد المعارضة السورية وتشكيل قيادة معترف بها.

2- سحب الاعتراف بالنظام القائم والاعتراف بالقيادة المؤقتة الجديدة .

3- دعم القيادة الجديدة للفترة الانتقالية ولحين إجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة الديمقراطية.

4-التزام دول الجوار الجغرافي لسوريا بعدم التدخل ومنع مرور الإمدادات العسكرية واللوجستية والمتطوعين من أراضيها الى سوريا.

5- فرض حذر الطيران في الأجواء السورية , بما في ذلك المروحيات ولحين نجاح الثورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى