أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 04 نيسان 2017

النظام يرتكب مجزرة كيميائية جديدة بريف إدلب  

قالت مديرية صحة إدلب إن عدد ضحايا غارة بغاز السارين شنتها طائرات النظام على مدينة خان شيخون ارتفع إلى مئة قتيل وأكثر من أربعمئة مصاب، معظمهم من الأطفال.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن من بين القتلى عائلة بكامل أفرادها قضت اختناقا بالغازات السامة.

 

وفي إثر المجزرة قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن طائرات النظام السوري استهدفت مدينة خان شيخون بغارات جوية مستخدمة صواريخ محملة بغازات كيميائية سامة تشبه أعراضها أعراض غاز السارين.

 

ووصف الائتلاف في بيان ما جرى في خان شيخون بجريمة مشابهة لجريمة الغوطة الشرقية في دمشق التي وقعت صيف 2013 وأودت حينها بحياة المئات.

 

وطالب الائتلاف مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة وفتح تحقيق فوري، واتخاذ ما يلزم من تدابير تضمن محاسبة المسؤولين والمنفذين والداعمين والمتورطين وفق الفصل السابع.

 

وقال مراسل الجزيرة في ريف إدلب ميلاد فضل إن الأطباء يقولون إن أعراض المصابين تدلل على استخدام غاز السارين السام، مشيرا إلى أن عدد القتلى مرشح للزيادة.

 

وأضاف أن الغارات بلغ عددها 15 وأن القصف بدأ عند الساعة الثامنة من صباح اليوم الثلاثاء حسب التوقيت المحلي لدمشق.

 

وأكد ناشطون وفاة عائلات بأكملها اختناقا جراء استهداف خان شيخون بغازات سامة.

 

وتعليقا على قتلى خان شيخون، قال مصدر من الجيش السوري إن الجيش ليس لديه أي نوع من أنواع الأسلحة الكيميائية ولم يستخدمها سابقا ولن يستخدمها لاحقا.

 

وتداول نشطاء سوريون صورا على وسائل التواصل الاجتماعي توضح من قالت إنه ضحية تخرج من فمه رغوة، ولرجال إنقاذ يرشون أطفالا شبه عرايا بالمياه وهم يتلوون على الأرض، كما شوهدت صور لجثث أطفال من عائلة واحدة.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

 

خطة واشنطن لإضعاف «الهلال الشيعي»… وتركيا

لندن – إبراهيم حميدي نيويورك – «الحياة»

تعتقد إدارة الرئيس دونالد ترامب بأن السيطرة على مدينة الرقة ومناطق شرق نهر الفرات وإقامة خمس قواعد ومطارات عسكرية ستؤدي إلى تحقيق أولويتين لواشنطن، تتمثلان بهزيمة تنظيم «داعش» وإضعاف «الهلال الشيعي» من إيران والعراق إلى سورية ولبنان، إضافة إلى التخلص من القيود التي تضعها أنقرة على استخدام قاعة إنجرليك التركية، لكن طهران وأنقرة تستعدان لمواجهة «خطة ترامب».

ووفق مسؤولين غربيين، تستند «خطة ترامب» إلى دعم «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية بالذخيرة والأسلحة الثقيلة لطرد «داعش» من الرقة وتحويلها إلى «لاس فيغاس الشرق» بعد تحريرها وإعمارها، وزيادة الوجود العسكري شرق نهر الفرات بمشاركة ألفين من الخبراء والكوماندوس الأميركيين، إضافة إلى دعم فصائل من «الجيش الحر» جنوب شرقي سورية بعد تدريبها في الأردن لنشرها وتوفير غطاء جوي لها في المعارك ضد «داعش» قرب حدود العراق.

وقال أحد المسؤولين لـ «الحياة»: «إدارة ترامب لها أولويتان في سورية: هزيمة داعش وتقليص نفوذ إيران، وهي تعتقد بأن السيطرة الكاملة على مناطق داعش ستؤدي إلى تحقيق هذين الهدفين بأقل كلفة ممكنة مالياً وعسكرياً». وأشار إلى أن واشنطن تعتقد بأن «الوجود العسكري في هذه المناطق سيؤدي إلى الفصل بين مناطق النفوذ الإيراني في العراق وسورية ولبنان وإضعاف الهلال الشيعي» الذي تعزز بعد الغزو الأميركي للعراق في 2003.

وكانت القوات النظامية السورية وتنظيمات تدعمها طهران سعت بغطاء جوي روسي إلى طرد «داعش» من مناطق شرق حلب للتقدم باتجاه سد الطبقة ومطارها العسكري، لكن التحالف الدولي بقيادة أميركا استعجل السيطرة على هذه المناطق. وأوضح مسؤول كردي لـ «الحياة» أمس: «حصل إنزال جوي لقوات سورية الديموقراطية حيث ساعد خبراء أميركيون وبريطانيون مجموعات ضمت كل واحدة منها بين 200 و270 عنصراً للسيطرة على سد الطبقة، لكن المهاجمين فوجئوا باستعدادات داعش»، لافتاً إلى أن التنظيم يواصل شن هجماته على السد لمنع السيطرة عليه بالتزامن مع تفجير عربة مفخخة أمس قرب مطار الطبقة.

ويعتبر هذا المطار أحد الأركان الأساسية في «خطة ترامب» وتقضي بطرد «داعش» منه وتحويله إلى قاعدة عسكرية كاملة تتضمن مدرجات لهبوط الطائرات العسكرية الأميركية وانطلاقها. وأوضح مسؤوول غربي لـ «الحياة» أن لدى أميركا حالياً أربع مطارات زراعية شرق نهر الفرات ومناطق «قوات سورية الديموقراطية»، وهي مهبط للمروحيات قرب الحسكة ومطاري دجلة والخابور قرب مدينة الرميلان، إضافة إلى مطار أكبر في كوباني (عين العرب) قادر على استقبال طائرات مدنية وعسكرية كبيرة.

وفي حال السيطرة على مطار الطبقة، فإن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تريد استخدامه في الهجوم على الرقة وتقليل الاعتماد على قاعدة إنجرليك جنوب تركيا، بعدما لوحت أنقرة بوضع قيود على استخدام التحالف الدولي لهذه القاعدة في حال مضت واشنطن في الاعتماد على «وحدات حماية الشعب» الكردية في معركة الرقة.

وقال المسؤول الكردي: «بمجرد السيطرة الكاملة على سد الطبقة وتثبيت السيطرة على المطار، ستبدأ قوات سورية الديموقراطية تحرير الرقة بمشاركة القوات الأميركية ومروحيات آباتشي تنطلق من غرب العراق» وسط توقعات بأن تستمر المعركة إلى تموز (يوليو) المقبل. وأشار المسؤول إلى أن أميركا تخطط لتحويل الرقة إلى «لاس فيغاس الشرق» بعد تحريرها بمشاريع إعمار واستثمارات اقتصادية.

ولاحظ مراقبون أن إيران وتركيا تستعدان لمواجهة «خطة ترامب»، إذ إن الجيش التركي يخطط لدعم فصائل من «الجيش الحر» للهجوم على الرقة من تل أبيض على الحدود السورية – التركية بعد الاستفتاء على الدستور في 16 الشهر الجاري، في حين تعزز إيران وجودها وتنظيمات تابعة لها في دمشق وبينها وحدود لبنان. وقال مسؤول غربي: «إن اتفاق تبادل التهجير بين الزبداني والفوعة الذي شاركت طهران في إنجازه، يرمي إلى نقل شيعة إدلب إلى مناطق بين دمشق وحدود لبنان كي تعزز طهران من وجودها في هذه المناطق ونفوذها على القرار السياسي في دمشق».

في نيويورك، قال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن اتصالاً مباشراً سيتم للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية بين الدول الثلاث الأعضاء في المجلس المكلفة متابعة الملف الإنساني في سورية، وهي السويد واليابان ومصر، مع البعثة السورية في الأمم المتحدة لـ «بحث كيفية تعزيز المساعدات الإنسانية في سورية». وقال السفير السويدي في المجلس أولوف سكوغ ان الدول «قررت طلب لقاء رسمي قريباً مع البعثة السورية في نيويورك لبحث الجانب االتقني في إيصال المساعدات مع الحكومة السورية، بهدف تشجيعها على تبسيط إجراءات الموافقة على دخول هذه المساعدات، خصوصاً الى المناطق المحاصرة».

وكان ملفتاً، وفق المصادر نفسها، أن أياً من الدول الأعضاء في مجلس الأمن «لم يبد اعتراضاً على عقد هذا الاجتماع».

 

قتلى وجرحى في ضربات جوية استهدفت ريف إدلب

دبي، بيروت – «الحياة»، رويترز

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن ما يشتبه أنه هجوم كيماوي شنته طائرات تابعة للحكومة السورية أو طائرات روسية قتل 58 شخصاً على الأقل بينهم 11 طفلاً في محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شمال غربي سورية اليوم (الثلثاء).

ونفى مصدر من الجيش السوري استخدام قوات الحكومة لمثل هذه الأسلحة وقال إن الجيش «ليس لديه أي نوع من أنواع الأسلحة الكيمياوية ولا يستخدمها ولم يستخدمها لا سابقاً ولا لاحقاً».

وأكدت مصادر طبية وناشطو المرصد، تعرض حي في مدينة خان شيخون لقصف مواد يرجح أنها ناجمة عن استخدام غازات تسببت بحالات اختناق.

وقال المرصد ومقره بريطانيا إن أكثر من 60 شخصا أصيبوا. وتداول ناشطون في شمال سورية صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي توضح من قالت إنه ضحية تخرج من فمه رغاوي ولرجال إنقاذ يرشون أطفالاً شبه عرايا بالمياه وهم يتلوون على الأرض.

وذكر مصدر عسكري سوري الأسبوع الماضي أن المزاعم بأن القوات الحكومية تستخدم أسلحة كيماوية عارية عن الصحة.

 

هايلي: الأسد مجرم حرب والشعب السوري لم يعد يريده زعيماً

نيويورك – علي بردى والوكالات

صرحت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة نيكي هايلي أمس بأن الولايات المتحدة تعتقد أن الشعب السوري لم يعد يريد بشار الأسد زعيما له.

 

وقالت في مؤتمر صحافي أمس عندما سئلت عن تعليقات لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في العاصمة التركية أنقرة الأسبوع الماضي والتي قال فيها إن الشعب السوري هو الذي يقرر مصير الأسد: “لا نعتقد أن الشعب يريد الأسد بعد الآن”. وأضافت “اعتقد أنه مجرم حرب”.

 

مصدر عسكري سوري ينفي استخدام أسلحة كيميائية ضد مواقع المعارضة في خان شيخون

دمشق – د ب أ – نفى مصدر عسكري سوري رفيع المستوى، ما تداولته وسائل إعلام عن استخدام الجيش السوري أسلحة كيميائية ضد مواقع مقاتليها بمدينة خان شيخون جنوب مدينة إدلب بنحو 70 كيلومتراً.

 

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: “إن الجيش السوري لم ولن يستخدم أي أسلحة كيميائية في خان شيخون وأن جميع ما تتناقله وسائل الإعلام حول هذا الموضوع عار عن الصحة مطلقاً”.

 

وأضاف أن الجيش السوري “لا يمتلك أصلاً أسلحة كيمائية كي يستخدمها في خان شيخون أو غيرها”، مضيفاً أن “القوات السورية تخلصت من جميع ترساناتها الكيميائية بشهادة وإشراف الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.

 

وقال المصدر إن المعارضة “تروج هذه المعلومات والأكاذيب عند كل هزيمة تتلقاها على يد الجيش السوري وحلفائه”، مضيفاً أن “فصائل المعارضة نفسها تقوم باستخدام الأسلحة الكيميائية لاتهام الجيش السوري بذلك”.

 

وكان ائتلاف المعارضة السورية قد أفاد بأن 70 شخصاً لقوا حتفهم وأصيب نحو مئتين في الغارات التي نفذتها طائرات الحكومة السورية فجر اليوم على مدينة خان شيخون.

 

قصف يستهدف مستشفى يعالج فيه ضحايا الغازات السامة في شمال غرب سوريا

خان شيخون – أ ف ب – تعرض مستشفى نقل إليه ضحايا القصف بالغازات السامة على مدينة خان شيخون في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا للقصف الثلاثاء، ما الحق به دماراً كبيراً.

 

وقال مراسل لفرانس برس ان قصفاً استهدف قسماً من المستشفى في خان شيخون والحق اضراراً كبيرة، كما شاهد افراداً من الطاقم الطبي وهم يتمكنون من الفرار.

 

مداهمات تستهدف أملاكاً لأسرة الأسد في اسبانيا

مدري – أ ف ب – تجري السلطات الاسبانية الثلاثاء، مداهمات في املاك لأسرة الرئيس السوري بشار الأسد وخصوصاً عمه رفعت في منتجع ماربيا (جنوب)، حسبما افاد مصدر قضائي.

 

وأوضح المصدر نفسه ان المداهمات التي يقوم بها الحرس الوطني تتم خصوصاً في المرفأ الفخم في بويرتو بانوس (الاندلس)، وهي مرتبطة بتحقيق في فرنسا حول شبهات بقيام رفعت الأسد باختلاس اموال عامة وتبييض اموال.

 

مؤتمر دولي في بروكسل يبحث تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسوريا

بروكسل – د ب أ – انطلقت الثلاثاء في بروكسل، فعاليات مؤتمر دولي تشارك فيه 70 دولة ومنظمة إغاثية حيث تم توجيه نداء لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسوريا.

 

وقال المفوض الأوروبي المختص بالمساعدات الإنسانية كريستوس ستيليانيدس خلال افتتاح المؤتمر: “من واجبنا الأخلاقي كمجتمع دولي الإيفاء بمسؤوليتنا تجاه الشعب السوري طالما كان ذلك ضرورياً… لا يوجد مساعدات إنسانية لهذه الأزمة، فقط الحل السياسي يمكنه إنهاء المعاناة”.

 

ومن المقرر أن تناقش منظمات إغاثية خلال فعاليات المؤتمر اليوم أداءها في سوريا، ومن المنتظر إجراء محادثات سياسية حول هذا الأمر الأربعاء.

 

ويعتزم المؤتمر مناقشة تنفيذ المساعدات التي تم التعهد بها خلال مؤتمر المانحين في لندن في شباط/فبراير عام 2016، والتي بلغت قيمتها 12 مليار دولار.

 

وأعرب ستيليانيدس عن أسفه إزاء الصعوبة البالغة لإيصال المساعدات الدولية لسوريا “في ظل ظروف مأساوية”، موضحاً أن وصول المساعدات إلى المواطنين شهد المزيد من التراجع “بسبب العوائق المستمرة من كافة الأطراف”.

 

مصدر خاص لـ «القدس العربي»: ميليشيات متعددة الجنسيات تسيطر على محردة المسيحية لإقحامها في حرب طائفية… وإيران وحزب الله يهاجمان ثوار ريف حماة

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: في تطور لافت على صعيد الساحة العسكرية في سوريا، نفذت ميليشيات طائفية أجنبية وأخرى محلية هجوماً على مواقع المعارضة السورية في ريف حماة الشمالي، انطلاقاً من مدينة «محردة» المسيحية بريف حماة، رغم أن المعارضة السورية المسلحة كانت قد أكدت تحييدها للمدينة بشكل كامل عن الأعمال العسكرية التي تقودها ضد قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له في ريف حماة.

وقالت مصادر عسكرية وأخرى إعلامية في محافظة حماة، إن هجمات صاروخية ومدفعية ثقيلة استهدفت أحياء في ريف حماة، مصدرها مدينة «محردة»، وهذا ما أكده عضو وفد الهيئة العليا المعارضة للمفاوضات أسعد حنا عبر حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال حنا: المدعوان نابل العبد الله من مدينة سقيلبية، وسيمون الوكيل من مدينة محردة، هما من يقودان الميليشيات المسيحية في هجماتها ضد المعارضة، رغم تحييد الأخيرة لها.

وقالت الناشطة المسيحية الموالية للثورة السورية شمس لـ «القدس العربي» خلال اتصال هاتفي خاص معها «من يسيطر على مدينة محردة في ريف حماة اليوم، هم حركة النجباء الشيعية العراقية، ومجموعات من المقاتلين الإيرانيين والباكستانيين، بالإضافة إلى حزب الله اللبناني، الذي يتولى بدوره زعامة كامل تلك الميليشيات، كما هنالك تواجد لميليشيات الدفاع الوطني «المسيحية» في المدينة، وميليشيات الدفاع الوطني تم إقحامها بالمعركة لإلباسها الزي الطائفي ليس أكثر».

واستطردت، من كان يقود الدبابات ويرمي بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الفيل هم جماعات مسلحة غير سورية وغير تابعة للنظام السوري، وما لاحظناه هو أن النظام السوري كان في الخطوط الخلفية وليس له دور في المعارك التي يقودها حزب الله وحركة النجباء العراقية.

وقالت شمس «من خلال ما شاهدناه، وجدنا أن إيران وحزب الله اللبناني، ليس لديهما أي ثقة بـ «بالعلويين»، ودوافع الهجوم الظاهرة، هي استعادة مدينة «حلفايا» من المعارضة السورية، ولكن الهدف المخفي لها غير ذلك، منوهة إلى انتشار كبير في الميليشيات الشيعية والأجنبية في المدينة التي لا يوجد فيها سوى الطائفة المسيحية».

وأشارت «ما يريده حزب الله والميليشيات العراقية من خلال قيادة المعركة ضد المعارضة انطلاقاً من محردة هو، إظهار أن المسيحين معهم واتخاذهم ورقة ضغط دولية على المعارضة»، ووصفت شمس هذه الأفعال بأنها «تجارة ومتاجرة».

وأردفت، غالبية أهالي مدينة محردة ليسوا راضين عما حصل ولا يقبلون به، وخاصة أن يتم اتخاذ مدينة محردة، كقاعدة عسكرية لضرب المدن والأحياء المجاورة، التي لم تتعرض بدورها لمحردة وأهلها بأي سوء طيلة الفترات السابقة.

وأكدت شمس أن «إيران والنظام السوري يريدان الهدف ذاته، بما فيها مدينة محردة وأهلها، وهو توريط الجميع معهم في هذه المعركة، مؤكدة أنهم أرسلوا حشوداً عسكرية هائلة من مدينة حماة للمدينة تمهيداً لمهاجمة المعارضة انطلاقاً من المدينة».

وخلال حديثها، نوهت شمس، إلى إن «عدداً من أبناء المدينة من المسيحين تعرضوا للاعتقال والضرب على يد النظام السوري، كما أن الأخير داهم العديد من منازل المسيحين لمواقفهم الإيجابية تجاه الثورة السورية».

وقالت «علاقتنا التاريخية مع أهل السنة قديمة جداً ومعروفة، ولن نسمح لأحد بزعزعتها، ولكن التراكمات الحاصلة في المشهد السوري، والطائفية والحقد اللذين لعب بهما النظام السوري، فرقا السوريين عن بعضمها خلال الفترة الحالية».

بدوره، قال عبادة الحموي مدير المكتب الإعلامي لـ «جيش العزة» لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه «من يقف وراء الهجمات ضد مواقع الجيش السوري الحر، هي ميليشيا حركة النجباء الشيعية العراقية، وكذلك حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى ميليشيات طائفية محلية، وجميعهم يتخذ من الأحياء السكنية في مدينة «محردة» المسيحية قاعدة تمركز وانطلاق لهم».

وزاد «هنالك ما يقارب من مئتي مقاتل من أبناء المدينة المسيحيين يقاتلون ضمن الفيلق الخامس المشكل مؤخراً، بالإضافة إلى ميليشيات الدفاع الوطني»، وأكد المتحدث باسم جيش العزة التابع للجيش الحر، بأنهم قتلوا ثلاثة عناصر من حركة النجباء وعشرة من عناصر الدفاع الوطني ممن ينتمون للطائفة المسيحية خلال صد للهجوم المباغت، وبأنهم دمروا دبابتين ومدافع ثقيلة، فيما قُتل قائد عسكري كبير من جيش العزة خلال الهجوم المفاجئ الذي نفذته الميليشيات الأجنبية على نقاط ومواقع تمركز الجيش الحر بالقرب من مدينة حلفايا في ريف حماة الشمالي».

وأكد الحموي: «فصائل الثوار بما فيها جيش العزة، أعطوا الأمان لأهالي ومدنيي مدينة محردة، وبأنهم حيدوا المدينة عن الأعمال القتالية بهدف تجنيبها صراعات الحرب».

وكان قد أوضح «الجيش السوري الحر» أن المعارك التي يخوضونها في ريف حماة لن تستهدف مدينة محردة، وذلك بالتزامن مع تحرير العديد من القرى وطرد عناصر النظام والميليشيات الإيرانية، ووجَّه جيش العزة التابع لـ»لجيش الحر» وأحد أبرز الفصائل المشاركة حاليًّا في معارك ريف حماة رسالة إلى المجتمع الدولي حول مدينة محردة ذات الأغلبية المسيحية.

وقال المتحدث العسكري باسم الجيش في بيان مصور «إلى أهالي مدينة محردة»: «يحاول النظام والاحتلال الروسي المتاجرة بقضية الأقليات واللعب على الطائفية، ونريد أن نوضح للمجتمع الدولي وأهالي محردة أن المدينة ليست هدفاً لنا».

 

طيران النظام السوري وحليفه الروسي يكثفان الغارات الجوية على الشريط الحدودي التركي

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: شن الطيران الروسي خلال الساعات الماضية غارات جوية عدة على مناطق سيطرة المعارضة في ريف ادلب الغربي كما طالت هذه الغارات مناطق الشريط الحدودي في قرية خربة الجوز عين البيضا.

وأكد ناشطون من الساحل ان هذه القرى لم يسبق لها ان تعرضت لأي غارات خلال السنوات الاربع الماضية، ابو عمار ناشط إعلامي من المنطقة قال لـ «القدس العربي»: «الطيران الحربي الروسي حلق على ارتفاعات منخفضة ولم يؤثر أي من المضادات عليه، هذه القرى تقصف لأول مرة من الجو طيلة السنوات الماضية كانت هذه القرى بمثابة مناطق آمنة تحوي مخيمات يصل تعداد قاطنيها إلى 100 الف وهم موزعون على أكثر من 20 مخيم، وجميع القاطنين في هذه المخيمات كان لسان حالهم يقول عند تحليق الطيران اللهم اكفنا شرها، وعندما تقصف يقولون «برداً وسلاماً» في اشارة إلى حالة الهلع الشديدة التي تنتاب هؤلاء النازحين».

مدينة جسر الشغور تعرضت خلال الأيام الماضية لعشرات الغارات الجوية عدا عن القصف المدفعي تسبب بمقتل إثنين من المدنيين في قرية الحمبوشية القريبة من المدينة، وعن اسباب هذا القصف العنيف الذي طال الشريط الحدودي اكد ابو احمد الجبلاوي أحد مقاتلي المعارضة ان هناك انباء ترددت بشكل كبير في المنطقة تشير إلى نية المعارضة بدء عملية عسكرية كبيرة ضد قوات النظام في جبل الأكراد وأكثر ما يخيف جنود النظام حسب الجبلاوي تواجد الحزب التركستاني الذي يتولى قيادة هذه العملية، تزامنت غارات النظام على الشريط الحدودي قصف مخازن جيش الإسلام واحرار الشام بالقرب من بلدة سرمدا حيث توجد كميات كبيرة من السلاح والذخائر يؤكد ناشطون ان النظام يحاول عرقلة هذه العملية بأي طريقة لانه لا يستطيع التصدي لأكثر من جبهة بنفس التوقيت.

عشرات صواريخ الغراد اطلقها الدفاع الوطني من معسكر جورين القريب باتجاه مقرات الحزب التركستاني في قرى الكبانة وجب الأحمر عقب الانباء التي تتحدث عن نية الحزب قيادة العمل العسكري في تلك المنطقة.

يخشى النظام السوري من أي تحرك وبدا ذلك واضحاً من خلال تعقب أجهزة اتصال المعارضة ورصد اي تجمع او آلية، ويرسل الطيران الحربي بشكل عاجل حيث اكد ابو عمار ان مراصد المعارضة هي الأخرى تتبع حركة الطائرات وتبث تحذيرات عن الأماكن التي ينوي الطيران استهدافها حتى ان جميع المدنيين باتوا يحملون أجهزة اتصال «لاسلكية» خصوصاً من يتنقل خلال ساعات الليل المتأخر لأنه يصبح هدفاً سهلاً لقذائف الطائرات. وتسببت غارات النظام الاخيرة بحالة نزوح مؤقت في جسر الشغور تمثل بترك المنازل نهارًا والعودة إليها ليلا مع إطفاء الأنوار كافة بهدف التمويه وإيهام الطيار بان المدينة خالية من اي تواجد سكاني، بينما كانت ردة فعل قاطني المخيمات فقط الدعاء لله بان يحمي أطفالهم فلم يعد لديهم مكان ينزحون اليه بعد الشريط الحدودي مع تركية.

احمد احد سكان مخيم الزيتونة قال لـ «القدس العربي»: «كنا في الأيام الماضية نستيقظ على أصوات القصف البعيد لكن الآن نستيقظ على اصوات الطائرات وهي تحلق فوقنا وبعد ان تطلق صواريخها تفتح جدار الصوت مما يتسبب لأطفالي بحالات رعب شديد»، وتساءل احمد «هل يوجد مكان غير الشريط الحدودي آمن؟ يجيب بحسرة لا يوجد مكان امن في المناطق السورية المعارضة».

 

خمسون قتيلاً بقصف سامّ من النظام على خان شيخون

جلال بكور

قتل خمسون مدنياً، وأصيب أكثر من مائتي مدني، بحالات اختناق نتيجة قصف من طائرة تابعة لقوات النظام السوري استهدف فجر اليوم الثلاثاء، مدينة خان شيخون في ريف إدلب بقذائف تحوي غازا ساماً.

وبحسب مصادر لـ”العربي الجديد”، فإن حصيلة القتلى الموثقة في القصف الكيماوي على مدينة خان شيخون 50 قتيلا، معظمهم أطفال ومسنون.

 

وقال الناشط جابر أبو محمد، لـ”العربي الجديد”، إن مصادر الدفاع المدني في المنطقة تؤكد أن عشرات المدنيين قتلوا، بينما تجاوز عدد المصابين المائتين، في حين تقوم فرق الدفاع المدني والفرق الطبية بمحاولة تقديم العلاج للمصابين بحالات اختناق شديدة.

وتبقى حصيلة القتلى مرجّحة للارتفاع، نتيجة العدد الكبير بين المصابين، والذين تم نقلهم إلى مراكز طبية في مناطق عدّة بريف إدلب.

وبيّن الناشط أبو محمّد أن طائرة من نوع سوخوي شنت أربع غارات وألقت أربعة صواريخ على مناطق متفرقة في المدينة، مشيراً إلى أن الصواريخ تحوي غازا ساماً يعتقد أنه غاز السارين.

ولوحظ على المصابين ارتخاء شديد في العضلات والأعصاب، وخروج الزبد من الفم، واحمرار العينين، وصعوبة شديدة في التنفس، ما يرجح أن الغاز المستخدم هو غاز السارين، وفق ما ذكرت مصادر طبيّة لـ”العربي الجديد”.

وأكدت المصادر أن ستة أطفال من عائلة واحدة كانوا من بين ضحايا الغاز السام، موضحة أن “رئة الطفل وجسده الصغير لا يتحملان قوة المادة السامة الموجودة في غاز السارين”.

وفي حديث مع “العربي الجديد” أوضح وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، الدكتور محمد فراس الجندي، أن الأعراض التي لوحظت على المصابين، خاصة في توسع حدقة العينين، تدل على استخدام غاز السارين.

وأكّد الجندي أنهم “يقومون بجمع كافة الأدلة والعينات التي تؤكد استهداف النظام للمدنيين بغاز السّارين السام من أجل تقديمها للجان التحقيق المعنية”.

 

وفي السياق نفسه، قال الدفاع المدني في إدلب إن “الطيران الحربي التابع لقوات النظام استهدف مدينة خان شيخون بعدة غارات جوية، إحداها تحمل غازات سامة، ويوجد ما يقارب 100 مصاب، من ضمنهم عدة إصابات في صفوف رجال الدفاع المدني”.

ونشر الدفاع المدني، على صفحته الرسمية في موقع “فيسبوك”، صوراً تظهر أطفالاً مصابين بالغاز السام، ومحاولة رجال الدفاع المدني تقديم العلاج لهم.

 

إلى ذلك، دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مجلس الأمن الدولي إلى “عقد جلسة طارئة وفتح تحقيق فوري في استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد المدنيين في مدينة خان شيخون”.

وجاء في بيان صحافي عن الائتلاف “نطالب مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة على خلفية الجريمة، وفتح تحقيق فوري، واتخاذ ما يلزم من تدابير تضمن محاسبة المسؤولين والمنفذين والداعمين المتورطين فيها وفق الفصل السابع”.

وشدد البيان على أن “الفشل في القيام بذلك سيفهم كرسالة مباركة للنظام على أفعاله، وبالتالي بمثابة صمت دولي، وربما تورط في المسؤولية عن تلك الجرائم”.

كذلك دعا إلى “تفعيل المادة 21 من قرار مجلس الأمن 2118، والتي تنص على أنه في حال عدم امتثال النظام للقرار، بما يشمل نقل الأسلحة الكيميائية أو استخدامها؛ فإنه يتم فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”.

وكان الطيران التابع للنظام السوري قد استهدف، مساء أمس، بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي ببرميل يحوي غازات سامة، ما أدّى إلى إصابة نحو عشرين مدنياً بحالات اختناق، كما أُصيب أكثر من عشرة مدنيين آخرين بحالات اختناق أيضاً جرّاء استهداف مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي ببرميل يحوي غازاً ساماً.

 

تركيا تقود حملة تحرير الرقة بعد الاستفتاء

محمد أمين

تلوح بوادر تبدّل كلّي في معطيات الصراع على شمال وشرقي سورية، مع دخول تحضيرات لعملية عسكرية واسعة النطاق لقوات المعارضة، بدعم تركي، لانتزاع الرقة، إلى دائرة العلن، مع ما يحمل ذلك من بذور صدام دامٍ، ربما يقلب موازين القوى، بين هذه القوات و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، التي طرحت نفسها ذراعاً برياً للتحالف الدولي في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، الذي لا يبدو أنه بصدد إخلاء الرقة وريفها من دون قتال ضارٍ.

وتولي الولايات المتحدة الأميركية أولوية قصوى لمعركة الرقة، مع ورود معلومات عن البدء بتأهيل مطار الطبقة العسكري (غرب الرقة بنحو 50 كيلومتراً)، الذي سيطرت عليه “قوات سورية الديمقراطية” أخيراً، ليكون قاعدة أميركية مركزية تخفف من اعتماد واشنطن على قاعدة أنجيرليك، جنوب تركيا. وأكد قيادي في الجيش السوري الحر، لـ”العربي الجديد”، انطلاق تحضيرات، وصفها بـ”النظرية”، لعملية عسكرية وشيكة لانتزاع السيطرة على مدينة الرقة، شرقي سورية، من “داعش”، الذي يسيطر على المدينة وريفها منذ بدايات عام 2014، وباتت أهم معاقله. وأعلن أن العملية المتوقعة ستكون بدعم مباشر من الجيش التركي، وسيشارك فيها “قسم من القوات التي شاركت في عملية درع الفرات، التي أعلنت أنقرة توقفها منذ أيام”، موضحاً أن فصائل تابعة للمعارضة السورية المسلحة، “قامت هيئة تحرير الشام بالسطو عليها”، وفق تعبيره، بقي لديها عناصر من دون عتاد، سيزج بهم في العملية. وتوقع القيادي أن تبدأ العملية إثر انتهاء الاستفتاء على تعديل الدستور التركي في 16 إبريل/ نيسان الحالي، مرجحاً انطلاقها قبيل نهاية الشهر الحالي. وأوضح القيادي أن ترتيبات العملية ترجح دخول قوات المعارضة عبر مدينة تل أبيض التي تسيطر عليها الوحدات الكردية منذ منتصف عام 2015، متوقعاً في حال حدوث “مفاجآت” دخول القوات من مناطق قرب جرابلس والتوغل باتجاه الرقة.

وأشار القيادي، في معرض حديثه، إلى أنه ستشارك في العملية “أنواع من الطيران الحربي، والقاذفات، إضافة إلى صواريخ استراتيجية، فضلاً عن القوات على الأرض”، موضحاً أن الخطة تستهدف حسم المعركة سريعاً “لإظهار تفوق الأسلحة الأميركية”، وفق تعبيره. وقال إن ما سمّاها “اللعبة في شمال سورية” ستكون “بثوب مختلف تماماً عما نتوقعه”، معرباً عن اعتقاده بأن استعادة السيطرة على الرقة “تعني انتهاء المسلسل الطويل للقضية السورية”. وكانت وزارة الدفاع التركية قدمت إلى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تصوراً لانتزاع الرقة، يتضمن عدة رؤى، منها التوغل من تل أبيض، أو عبور الفرات من جرابلس باتجاه الرقة. ورفض الطرف الأميركي استبعاد الوحدات الكردية من المعركة، وهو ما جمد الخطة التركية، إذ تصر أنقرة على استبعاد الوحدات الكردية، التي تعتبرها “منظمة إرهابية”. ويبدو أن الإدارة الأميركية وجدت أن حسم معركة الرقة سريعاً لا يمكن أن يتم من دون مساندة من الجيش التركي، ومن قوات المعارضة السورية التي تمتلك حاضنة اجتماعية كبيرة في الرقة، بعكس “قوات سورية الديمقراطية” المتهمة بالقيام بعمليات انتقامية وتهجير في المناطق التي انتزعتها من “داعش” بدعم دولي في أرياف الحسكة، والرقة، وحلب.

ويكتسب التوغل عبر مدينة تل أبيض أهمية كونه الأقصر مسافة باتجاه الرقة، خصوصاً أن “قوات سورية الديمقراطية” توغلت جنوب تل أبيض، وباتت على مسافة نحو 30 كيلومتراً من المدينة، أي أن قوات المعارضة والقوات التركية لا تحتاج إلى وقت كبير كي تكون على التخوم الشمالية للرقة، لتبدأ عمليات واسعة النطاق لاقتحام المدينة التي تشهد أوضاعاً مأساوية. وتبلغ المسافة من مدينة جرابلس إلى مدينة الرقة نحو 150 كيلومتراً، لكن يبقى على القوات المهاجمة انتزاع السيطرة على مدينة الطبقة الاستراتيجية، التي فشلت “قوات سورية الديمقراطية” في السيطرة عليها، رغم حصارها من الشمال والغرب والجنوب. وتحاول “قسد” جاهدة السيطرة على مدينة الطبقة لخلق وقائع على الأرض من الصعب تجاوزها في حال حسمت أميركا أمرها، وقررت الاعتماد على الأتراك في عملية انتزاع السيطرة على الرقة، لكن جهود هذه القوات لم تكلل بالنجاح رغم عمليات إنزال جوي قام بها التحالف في ريف الطبقة الغربي.

وكانت تركيا أعلنت، أخيراً، انتهاء عملية “درع الفرات” بعد أن أفشلت تفاهمات روسية أميركية مساعي لاستعادة مدينة منبج من الوحدات الكردية، والانطلاق منها نحو محافظة الرقة. وشكّلت مدينة منبج عقدة استعصت على الحل، وهو ما أدى إلى انسداد الأفق أمام “درع الفرات”، لأن مهاجمة منبج ستؤدي إلى نزاع دموي طويل، وهو ما حاولت واشنطن تجنبه بوضع قوات فصل في محيط المدينة، كي لا تعيق عملية انتزاع الرقة من “داعش”. ولا تزال “قسد”، التي تشكّل الوحدات الكردية عمادها، ترفض أي دور تركي في معارك الرقة. ومن المتوقع أن ترفض منح قوات المعارضة، المدعومة من أنقرة، ممرات للعبور ضمن مناطق سيطرتها في تل ابيض وشرقي نهر الفرات، لكن من المرجح أن تفرض واشنطن عليها ذلك، إذا تم التوصل إلى تفاهم نهائي بين تركيا وأميركا. ولا تريد الولايات المتحدة تكرار سيناريو الموصل في الرقة، لذا تحاول إقناع أنقرة بشتى الطرق لتكون قوات تابعة للمعارضة “رأس الحربة” في الهجوم الوشيك لانتزاع الرقة. وتحقق تركيا من خلال اشتراكها في عملية استعادة الرقة أكثر من هدف، لعل أهمها وضع حد نهائي لمساعي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي فرض إقليم ذي صبغة كردية في شمال سورية، وهو ما تعتبره أنقرة مساساً مباشراً بأمنها القومي. فدخول قوات تركية، وأخرى تابعة للمعارضة، إلى تل أبيض يعني قطع الاتصال الجغرافي بين “كانتونات” أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي في محافظة الحسكة، أقصى شمال شرقي سورية، وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، وجنوبه الغربي. وتعد مدينة تل أبيض واسطة العقد بين هذه “الكانتونات”، وعملت الوحدات الكردية، خلال نحو عامين، على ترسيخ وجودها في المدينة الحدودية مع تركيا.

 

سورية: تأجيل تهجير كفريا والفوعة ومضايا والزبداني

عدنان علي

وسط انتقادات ومخاوف مرتبطة باتفاق “المدن السورية الأربع” (كفريا والفوعة ومضايا والزبداني)، الذي جرى بين إيران و”هيئة تحرير الشام”، لم تبرز أية مؤشرات على نية الطرفين البدء في تطبيق الاتفاق، اليوم الثلاثاء، وفق ما هو مقرر حسبما أشارت مصادر عدة، فيما أبلغ مصدر في هيئة تحرير الشام “العربي الجديد” أنه “تم تأجيل تنفيذ الاتفاق أياماً عدة”.

 

في هذا السياق، أفاد ناشطون في بلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق، لـ”العربي الجديد”، بأنه “لا توجد أية مؤشرات على الأرض بأن ثمة عملية ترحيل وشيكة للأهالي أو المقاتلين في البلدتين”. وأوضح الناشط أبو المهاجر الشامي من مدينة الزبداني، أن “كل ما هو متوفر حول الاتفاق شائعات وأقاويل، إذ لم يصدر أي تفصيل رسمي من الجهتين الموقعتين على الاتفاق”، مشيراً إلى “الحالة المزرية التي يعيشها الأهالي في المدينة، في ظلّ الحصار الخانق المفروض عليها من جانب حزب الله منذ أعوام”.

 

وحول مزاج الناس في البلدتين تجاه الاتفاق، قال الشامي لـ”العربي الجديد”، إن “لا أحد يسعد بترك أرض أهله وأجداده، لكن الجوع والموت اليومي هو الذي يجبر الناس على القبول بمثل هذه الاتفاقات”. وأضاف أن “المعلومات المتوفرة عن الاتفاق تفيد بأنه يقضي بخروج كل من يرغب من المقاتلين والأهالي، وعدد الموجودين حالياً في الزبداني ومضايا، يبلغ نحو 40 ألف شخص، أغلبهم من المقاتلين وذويهم”.

 

من جهتها، كشفت تصريحات عدة صادرة عن أطراف معنية بالأمر، وجود مثل هذا الاتفاق “الذي يبدو أن الموقعين عليه باتوا يتريثون في تطبيقه في ظل موجة الرفض والانتقادات الموجهة له من جانب قوى المعارضة السورية، ووسط أنباء عن رفضه أيضاً من جانب أهالي كفريا والفوعة، وإن لم تظهر احتجاجات علنية حتى الآن بسبب ضغوط يمارسها حزب الله على الأهالي في هاتين المنطقتين”. وفي تصريح لـ”العربي الجديد” قال مصدر في “هيئة تحرير الشام” إن “الاتفاق لم يلغ، لكن تنفيذه تأجّل أياماً عدة”.

 

وكان مدير العلاقات الإعلامية في “هيئة تحرير الشام”، عماد الدين مجاهد، قد أفاد في تصريح سابق لـ”العربي الجديد” بأن “الاتفاق جاء استجابة لطلب وإلحاح أهالي بلدتي الزبداني ومضايا لإخراجهم من الحصار”. وأشار إلى أنه “ينصّ على إخراج قرابة 3000 شخص من الراغبين، من مضايا والزبداني وبلودان إلى الشمال، وإخراج 1500 أسير وأسيرة من سجون النظام، وإدخال مساعدات، إضافة إلى تحقيق هدنة في مناطق جنوب دمشق وأولها مخيم اليرموك المحاصر”.

 

ولفت إلى أن “الاتفاق تضمن إخراج المحاصرين في مخيم اليرموك إلى الشمال، بعد شهرين من بدء تنفيذ الاتفاق، وحل قضية 50 عائلة عالقة في لبنان من أهالي الزبداني ومضايا، وإجراء هدنة في إدلب وتفتناز وبنش ورام حمدان وشلخ وبروما (بلدات في ريف إدلب) لمدة 9 أشهر، تشمل جميع أنواع القصف المدفعي والجوي، وإخراج كامل سكان كفريا والفوعة على دفعتين”.

 

وأبدى مجاهد استغرابه من “اعتبار البعض هذا الاتفاق مجحفاً، أو يهدف إلى التغيير الديمغرافي”، موضحاً أنه “لن يخرج من مناطق محيط العاصمة إلا قرابة ثلاثة آلاف شخص فقط”، بحسب قوله. وأكد أن “مسألة تنفيذ الاتفاق بعد الاعتراضات الواسعة عليه أمر يقرره القادة حسب الواقع”.

 

من جهته، أفاد القيادي في حركة “أحرار الشام الإسلامية” في مدينة الزبداني، أبو عدنان زبداني، عبر قناته في تطبيق “تلغرام” بأن “الاتفاق يتضمن سبع نقاط تشمل إجلاء كامل بلدتي كفريا والفوغة في ريف إدلب خلال مدة زمنية لا تتجاوز شهرين، على دفعتين”. وأضاف أنه “سيتم بالمقابل إخلاء الزبداني ومضايا وعائلات أبناء الزبداني الموجودين في بلدة مضايا والمناطق المحيطة بها نحو الشمال السوري”.

 

ولفت أبو عدنان إلى أن “الاتفاق يتضمن وقف إطلاق النار في المناطق المحيطة بالفوعة ومنطقة جنوب العاصمة (يلدا، وببيلا، وبيت سحم)، وهدنة بين الجانبين في المناطق المذكورة تستمر تسعة أشهر، وكذلك إدخال المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق من دون توقف، وإطلاق سراح 1500 معتقل من سجون النظام السوري، وذلك في المرحلة الثانية من تنفيذ بنود الاتفاق. كما يتضمن إخلاء مخيم اليرموك من مقاتلي جبهة فتح الشام، وتقديم لوائح بين الطرفين بأعداد وأسماء الأسرى لإجراء عمليات تبادل”.

 

وفي أحدث المواقف بشأن الاتفاق، أصدرت فصائل الجيش السوري الحر بياناً مشتركاً أدانت فيه الاتفاق معتبرة أنه “يؤسس لمرحلة خطيرة من التطهير العرقي والطائفي، تمهيداً ﻹعادة رسم حدود الدولة السورية، كما يُعتبر جريمة ضد الإنسانية ومخالفاً ﻷحكام الفقرة د من المادة 7 من النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية”.

 

ونددت الفصائل بـ”الحصار الخانق وتجويع السكان ومنع الغذاء والدواء عنهم”. وطالبت بـ”رفع كل أشكال الحصار عن السكان المدنيين، لأن سياسة الحصار تعتبر جريمة إبادة جماعية وفق المادة الأولى من النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية”. وكانت مواقف مشابهة صدرت عن الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض والائتلاف الوطني المعارض وفصائل وقوى أخرى في المعارضة السورية.

 

وبشأن شمول الاتفاق جنوب دمشق، رأى عضو جبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد، أن “الاتفاق المذكور ينصّ على إخراج 8000 شخص من كفريا والفوعا ومن زبداني ومضايا، على أن يتم في مرحلته الثانية إخراج مقاتلين من بيت سحم ويلدا والتضامن، لكنه لا يشمل مخيم اليرموك”. وأوضح في تصريحات لوكالة “فرانس برس”، أن “التفاهمات بشأن منطقتي مخيم اليرموك والحجر الأسود واليرموك ستكون بعد تنفيذ اتفاق كفريا والفوعة”.

 

ميدانياً، قُتل ثمانية أشخاص وأُصيب آخرون، أمس الاثنين، نتيجة قصف الطيران الروسي مناطق متفرقة بالغوطة الشرقية في ريف دمشق. وأسفرت الغارات الروسية على بلدة سقبا عن سقوط خمسة قتلى، إضافة لشخص في مدينة عربين، وشخصين آخرين في مدينتي حرستا، وحزة، في الغوطة الشرقية بريف دمشق. وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف تعرضت له المناطق السابقة. وقال ناشطون إن “المناطق المذكورة تعرّضت إلى أكثر من 70 غارة جوية”.

 

جاءت هذه التطورات، عقب فشل قوات النظام والمليشيات المساندة لها، في التقدم على حي جوبر، وخسارتها أكثر من 10 عناصر بين قتيل وجريح. وكانت قوات النظام والمليشيات الداعمة لها، شنّت أمس هجوماً على شرق دمشق، بالتزامن مع تصعيد القصف الجوي بشكل كثيف على حي جوبر. وفي جنوب العاصمة دمشق، وقعت معارك بين المعارضة وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في منطقة العروبة بحي مخيم اليرموك، سجلت خلالها إصابات في صفوف الطرفين.

 

في محافظة حماة، سيطرت قوات النظام والمليشيات المساندة لها ظهر أمس على بلدتي معردس والإسكندرية، بالإضافة إلى تلة الدوير في ريف حماة الشمالي، وذلك إثر معارك عنيفة مع فصائل المعارضة استمرت منذ مساء الأحد، وسط قصف بعشرات الغارات الجوية من الطيران الروسي والسوري.

 

من جهتها، تصدّت فصائل المعارضة لمحاولة تقدم قوات النظام باتجاه مدينة حلفايا، وتمكنت من تدمير دبابة من طراز “تي 72″، إضافة لقتل وجرح أكثر من عشرة عناصر من مليشيا الدفاع الوطني، في محيط قرية المجدل، شمال حماة.

 

في حلب، شمالي البلاد، ذكر مصدر من الدفاع المدني لـ”العربي الجديد”، بأنّ “فرق الإنقاذ تمكّنت من انتشال أربع جثث من تحت الأنقاض في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، كان أصحابها قد قضوا في قصف سابق على المدينة، بينما تواصل فرق الدفاع المدني عمليات تفكيك ألغام زرعها داعش قبل انسحابه”.

 

في غضون ذلك، نزحت عشرات العائلات من قرى عدة في منطقة جبل الحص، جنوب حلب، جراء القصف العنيف من الطيران الروسي والنظامي على المنطقة. واستهدفت الطائرات الحربية بعشرات الصواريخ الفراغية قريتي جعفر المنصور والبطرانة في منطقة جبل الحص بريف حلب الجنوبي، تزامناً مع قصف قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على المنطقة، مما أدى لسقوط أعداد كبيرة من الجرحى، ودمار واسع في الممتلكات، إضافة لنزوح عشرات العائلات من ريف حلب الجنوبي. كما أصيب عدد من المدنيين جراء قصف جوي للنظام على مدينة في ريف حمص الشمالي. وذكر الدفاع المدني أن “طائرات النظام الحربية شنت غارتين على مدينتي تلدو وكفرلاها شمال غربي مدينة حمص، ما أدى لسقوط جرحى”.

 

في الرقة، تواصلت الاشتباكات بشكل متقطّع، بين الوحدات الكردية وتنظيم “داعش”، في محيط مطار الطبقة ومنطقة مزرعة الصفصافة شرق مدينة الطبقة، وقعت خلالها خسائر في صفوف الطرفين، بينما تستمر الاشتباكات أيضاً في المدخل الشمالي لسد الفرات، بالقرب من قناة البليخ. وقد جدد “داعش” هجومه على مطار الطبقة العسكري بريف الرقة، والذي تمكنت “قوات سورية الديمقراطية” من انتزاعه أخيراً من التنظيم.

 

في سياق آخر، تمكن فصيل “لواء شهداء القريتين” من السيطرة على كتيبة الرادار والكتيبة المهجورة القريبة من منطقة السبع بيار من “داعش” في البادية الشامية. وذلك ضمن معركة “سرجنا الجياد لتطهير الحماد” التي دخلت يومها السابع عشر على التوالي.

 

ألغام في علب المعكرونة بسورية

لبنى سالم

يفيد “المعهد السوري للعدالة” بأنّ الجهات التي زرعت ألغاماً في الأراضي السورية هي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، يليه نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ثم الحزب الديمقراطي الكردي، إضافة إلى قوّات المعارضة في مناطق محدودة. ففي مدينة منبج وحدها، قضى نحو 210 أشخاص بسبب الألغام، 59 في المائة منهم من المدنيّين، فيما أصيب 350 آخرون.

 

يقول المتحدّث باسم المعهد، أحمد المحمد، لـ “العربي الجديد”، إن “الجهات التي تحارب داعش تملك خططاً للتخلص منه، من دون أن يكون هناك تفكير في كيفيّة التخلّص من مخلّفاته، كالألغام، ومعالجة الضحايا، وغيرها”. يضيف أنّ الألغام التي صنعها داعش وزرعها كانت وما زالت الأخطر على حياة الناس، لافتاً إلى أنّها غير تقليدية، ويصعب كشفها، إذ تفنن التنظيم في تمويهها.

 

أمر يؤكّده طه، وهو من أهالي منبج السورية. يقول: “استخدم التنظيم كلّ شيء لتمويه ألغامه. وضع ألغاماً تحت علب من الكرتون، وبين أرغفة الخبز، وفي علب المعكرونة وغيرها”. يروي قصة أحد المصابين: “عاد رب عائلة إلى منزله بعدما خرج التنظيم من منبج. وما إن حرّك صورة والده الموجودة على الحائط، حتّى انفجر لغم كان موضوعاً خلفها”.

 

مع بداية مارس/آذار الماضي، هطلت أمطار غزيرة مصحوبة بحبّات برد على مناطق عدّة في الشمال السوري، من بينها مدينة الباب التي كان يسيطر عليها داعش، وما زالت مليئة بالألغام. فوجئ بعض الأهالي بسماع دوي تفجيرات في الأراضي المحيطة، ليتبين أنّ حبّات البرد أدت إلى انفجار عدد من الألغام، علماً أنّ مياه الأمطار ساهمت في تعطيل ألغام عدّة في المناطق المكشوفة. لكن الخطورة تكمن في الألغام المزروعة في البيوت.

 

واقتصرت عمليّات إزالة الألغام على مبادرات القوات العسكرية لأهداف عسكرية في معظم الأحيان، فيما لم تتدخّل فرق دوليّة متخصّصة حتى اليوم لإزالتها. يكشف مصدر ينتمي إلى منظّمة حقوقيّة سورية، بعد لقائه مسؤولاً في فريق تفكيك الألغام التابع للأمم المتحدة، أن الفرق الدولية لم تعمل على إزالة الألغام في سورية لحاجتها إلى إذن من الحكومة السورية، إذ هدّد النظام باستهداف فرق الأمم المتحدة حين طُرِح إزالة الألغام في مدينة تدمر السورية. يشار إلى أن الأمم المتحدة ليست مستعدة إلّا للمساهمة في مشاريع توعويّة حاليّاً.

 

إلى ذلك، أجبر ارتفاع عدد الضحايا مديريّة الدفاع المدني على التدخّل، رغم أنّها ليست متخصّصة في عمليّات من هذا النوع. يوضح مدير الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، لـ “العربي الجديد”، أنّ “70 في المائة من الأراضي السورية اليوم مليئة بمخلفات الحروب، من ألغام وقنابل عنقودية وقنابل جدباء”. ويوضح أن خطورة الألغام التي زرعها النظام السوري تكمن في عشوائيتها. أمّا الألغام التي زرعها داعش في الراعي والباب وجرابلس، على سبيل المثال، فتكمن خطورتها في كونها ألغام مبتكرة وغير تقليدية.

 

يضيف الصالح: “قبل نحو عام، بدأ الدفاع المدني تدريب أشخاص وتجهيز فرق متخصصة للتعامل مع مخلفات الحروب. أيضاً، أطلقنا حملات توعية شملت 600 ألف سوري حتى الآن في المستشفيات والمخيمات ومدارس الأطفال. ورغم أن فرقنا باتت مدربة، إلّا أنّنا فقدنا منذ نحو شهر أحد أفراد الدفاع المدني خلال تفكيكه لغماً، الأمر الذي أثّر سلباً على عمل الفريق. وهناك صعوبة كبيرة في التعامل مع الألغام التي يزرعها داعش في المناطق السكنية”.

 

زهرة، وهي شابة سورية من قرية عون الدادات في شمال مدينة منبج، قضت عن عمر 28 عاماً بانفجار لغم زرعه داعش عند باب بيتها. تروي جارتها فاطمة تفاصيل ما حدث: “كان التنظيم يسيطر على قريتنا حين بدأت المعارك مع الأكراد. نزح أهالي القرية إلى الوديان المجاورة، وصارت القرية خط اشتباك. بعد نحو يومين، اتفقتُ وزهرة على أن نغامر ونعود إلى القرية لجلب بعض الذهب والمال، وتفقّد الأبقار. تسللنا إلى القرية وتوجهت كل منا إلى بيتها. ما إن وصلت إلى باب بيتي حتى سمعت صوت انفجار كبير من جهة منزلها، حتى إنني لم أسمعها تصرخ. ناديت عليها ولم ترد. لم أجرؤ على الاقتراب وعدت سريعاً إلى المكان الذي نزحنا إليه وأخبرت عائلتها بالأمر. لم أكن متأكدة من وفاتها، لكنها لم تعد”.

 

تضيف فاطمة: “لم نستطع دخول القرية إلا بعد خمسة أيام، لنجد أشلاءها”. تبيّن أنها توفيت بلغم زرعه التنظيم عند باب البيت. تتابع: “في قريتنا الصغيرة وحدها قضى 10 أشخاص بسبب هذه الألغام”.

 

أما جابر (23 عاماً)، فيتحدّر من قرية العوسجلي الواقعة غرب مدينة منبج، والتي انتزعتها القوات الكردية من أيدي داعش. يقول: “بعدما سيطرت القوات الكردية على القرية، زرعت بعض الأراضي المحيطة بالألغام منعاً لتقدم داعش. كنت أعرف بوجود ألغام في المنطقة من دون أن أتمكن من تحديد أماكنها. في أحد أيام الشتاء، خرجت لجمع الحطب، وقصدت حرج الخاروفية. وبينما كنت أجمع الأغصان والأخشاب، انفجر لغم وأغمي علي. سمع الناس صوت اللغم وأسعفوني إلى الحدود ودخلت تركيا. حين صحوت، وجدت نفسي في مستشفى في غازي عنتاب، وقد بُترت ساقاي. اليوم، صرت في حاجة إلى رعاية، ولا أستطيع القيام بأي شيء وحدي. حاولنا التواصل مع منظمات عدة لتأمين أطراف اصطناعية من دون جدوى. بعد فترة، ركّبت طرفين جامدين مصنوعين من البلاستيك، تصنعهما إحدى المنظمات السورية. لكن بالكاد أستطيع المشي”.

 

مناطق “درع الفرات”: التنازع بين المعارضة و”قسد

خالد الخطيب

لم تتبدد مخاوف المعارضة بشأن تنامي دور “قوات سوريا الديموقراطية” شمالي سوريا (المدن)

وضع الإعلان التركي عن نهاية عمليات “درع الفرات” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” والتي امتدت بين 24 آب /أغسطس 2016 وحتى 23 آذار مارس 2017، فصائل المعارضة المسلحة في الريف الحلبي في موقف حرج. وبينما تسارع تركيا في دعم السوريين في مناطق “درع الفرات” لتمكينهم من انشاء مؤسساتهم وتنظيم حياتهم، تحاول “قوات سوريا الديموقراطية” الترويج لمشروع بديل، وبدأت الإثنين في مخاطبة أوساط المعارضة السورية وحواضنها الشعبية، بلغة مختلفة.

 

المناطق التي كانت مسرحاً للعمليات العسكرية التي خاضتها فصائل “درع الفرات” إلى جانب الجيش التركي وأسفرت عن طرد “داعش” من مناطق واسعة أهمها مدينة الباب، لا يمكن اعتبارها حتى الآن آمنة جاذبة لسكانها الذين هجروها قسراً على الرغم من رحيل التنظيم عن مناطقهم، على عكس التصريحات التركية التي تبالغ في الأرقام من حيث عدد العائدين إلى المنطقة من اللاجئين الذين كانوا في أراضيها.

 

التصريحات التركية التي أكدت نهاية “درع الفرات” لا تعني بالضرورة إيقاف العمليات العسكرية، إنما بداية مرحلة جديدة بمسمى آخر، لكن ذلك لم يبدد مخاوف المعارضة بشأن تنامي دور “قوات سوريا الديموقراطية” شمالي سوريا في ريفي حلب الشمالي والشرقي. وعززت المعارك والتصعيد العسكري في أكثر من محور في جبهات مارع وإعزاز بين “وحدات الحماية” وبين المعارضة مخاوف الأخيرة بشأن احتمالية تمدد “قسد” باتجاه شرقي عفرين وتل رفعت، مستغلة انحسار الدور التركي الداعم للمعارضة بسبب الضغوط الأميركية والروسية التي صبت جميعها في صالح “قسد”.

 

استغلت “قسد” عدم استقرار مناطق “درع الفرات” في ريف حلب، وشعور المعارضة باليأس من استمرار العمليات العسكرية حتى تحقيق المزيد من الأهداف، لكي تبث الشائعات حول مصير المنطقة عبر أشخاص يرتبطون معها بمصالح مشتركة؛ وبعضهم لديه صلات وثيقة بـ”جيش الثوار” وهو أحد مكوناتها وفي معظمه من المقاتلين العرب. وتتمحور دعاية “قسد” حول رحيل القوات التركية الحتمي عن المنطقة، لتمهد في ما بعد للنظام كي يبسط سيطرته عليها. وهنا تقدم “قسد” نفسها كخيار بديل للحؤول دون وصول النظام وتطبيق السيناريو المفترض.

 

وكانت أوساط مقربة من “قوات سوريا الديموقراطية”، قد نشرت الإثنين، بياناً دعت إلى التوقيع عليه، وتضمن بنوداً رئيسية لـ”مبادرة وطنية” تعمل عليها “نخبة من الشباب السوري الوطني عرباً وكُرداً، وتهدف الى جمع قوات سوريا الديموقراطية والمعارضة السورية بشقيهما العسكري والسياسي”. وتضمنت البنود: “تفكيك النظام السوري ومنظومته الامنية الموغلة بدم الشعب السوري والحفاظ على مؤسسات الدولة التي تعود ملكيتها للشعب والعمل على الانتقال السياسي وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وضمان وحدة البلاد و التراب السوري ضمن نظام حكم اتحادي لا مركزي. والتعهد بمحاربة التنظيمات المتطرفة والفصائل التي لا تعترف بديموقراطية وعلمانية الدولة التي تضمن الحقوق القومية والدينية وضمان حرية المعتقد لكل مكونات الشعب السوري. والانفكاك عن الاجندات الاقليمية والدولية والعمل لمصلحة سوريا وسيادتها أولاً، واستقلال قرارها مع الحفاظ على المصالح السياسية والاقتصادية مع الدول الاقليمية والدولية لما فيه مصلحة الشعب السوري”.

 

في المقابل، تبدو تركيا ماضية وإن بخطى ثقيلة، في تعزيز وجودها في مناطق ريف حلب التي سيطرت عليها “درع الفرات”، ولا وجود لدلائل واقعية تثبت رغبتها في الانسحاب، أو التخلي عن المنطقة لصالح أي من الأطراف. وأنشأت تركيا منذ تحرير الباب وحتى اليوم ثلاث قواعد عسكرية جديدة على الأقل، ونشرت المزيد من المعدات العسكرية الثقيلة. القواعد والتعزيزات التركية الجديدة تركزت في محيط مارع وإعزاز من جهة الغرب  في مواجهة “قسد”، وهي الجبهات الأكثر نشاطاً في الوقت الحالي.

 

وفي موازاة التوسع التركي عسكرياً في المنطقة، بدأت بشكل متسارع توسيع نفوذها في مختلف القطاعات المدنية، كالتعليم والصحة، والخدمات عبر تبني “المجالس المحلية” ودفع رواتب أعضائها وموظفيها. ولا يمضي يوم إلا ويجول وفد تركي في مختلف المناطق بهدف تقييم الأضرار في شبكات المياه والصرف الصحي، والاتصالات والكهرباء والمدارس. جميع هذه المرافق والخدمات وعدت تركيا بتأمينها خلال الصيف القادم كحد أقصى لكل مناطق ريف حلب التي سيطرت عليها “درع الفرات”.

 

وبدأت “الشرطة الوطنية الحرة” التي دربتها تركيا تأخذ دورها تدريجياً في المنطقة، وتسلمت قسماً كبيراً من الحواجز، ومداخل المدن والبلدات، وانتشر عناصرها في عدد من المراكز لحماية “المجالس المحلية”. والتحقت الدفعة الرابعة من الشرطة الوطنية بعملها، والتي أنهت تدريباتها في تركيا نهاية أذار/مارس، وقوامها  530 عنصراً تم توزيعهم على مراكز جديدة في المنطقة. وهناك تحضيرات لتدريب دفعات جديدة حتى تتم تغطية مناطق سيطرة “درع الفرات” بشكل كامل.

 

ودفعت تركيا الفصائل المسلحة في ريف حلب لإجراء معسكرات تدريبية داخلية قرب الحدود السورية-التركية، بهدف رفع لياقة مقاتلي الفصائل ورفع جاهزية المقاتلين المنضمين حديثاً إليها. وزادت أعداد المنتسبين خلال الشهور الثلاثة الماضية، ووصلت إلى قرابة 5 آلاف مقاتل، معظمهم ينتمون إلى البلدات التي استعادتها “درع الفرات” من “داعش”. وتقول المعارضة إن التدريبات تندرج في إطار التحضير لمعارك جديدة، ربما معركة الرقة، أو معارك ضد “قسد” في تل رفعت.

 

طيف واسع من المعارضة في ريف حلب يرى بأن الحديث عن مشاركة متوقعة لفصائل المعارضة التي كانت تعمل في إطار “درع الفرات” في معركة الرقة ليس جدياً حتى الآن، وإن صدرت تصريحات تركية بهذا الاتجاه فهي لا تختلف كثيراً عن التلويح التركي المتكرر في ما مضى بشأن التقدم نحو منبج. وتدرك المعارضة أن تركيا لن تشارك في معركة الرقة، ضمن شروط “قسد”، إنما تنتظر الفرصة التي تسمح لها وللفصائل التي تدعمها بإثبات وجودها باعتبارها شريكاً في المعركة لا يمكن المضي من دونه تبعاً لاعتبارات جغرافية وديموغرافية. كذلك هي المعركة نحو تل رفعت ومناطق شرقي عفرين التي تسيطر عليها “قسد”، تبدو مستحيلة الآن.

 

وفي الوقت نفسه تعوّل المعارضة على دور حليفها التركي، وتنتظر منه المفاجآت رغم كل الضغوط الممارسة ضده. وتبدي المعارضة تجاوباً كبيراً مع التطلعات التركية في مناطق ريف حلب، في المجالين العسكري والمدني؛ وبدأت الفصائل في هيكلة جديدة لقواتها. فـ”الجبهة الشامية” أعادت تقسيم الكتائب التابعة لها، وشكّلت عدداً من الألوية وألحقتهم بـ”هيئة أركان”. هذه الخطوات التنظيمية داخل فصائل المعارضة من شأنها أن تسهل عملية أي اندماج واسع يشملها جميعاً تحت مظلة “جيش وطني” أو قوة عسكرية مركزية من الممكن أن يصل قوامها لأكثر من 25 ألف مقاتل. تطلعات ما يزال من المبكر الحديث عن جديتها في الوقت الحاضر.

 

النظام يرتكب مجزرة كيماوية جديدة في خان شيحون

عشرات الجثث من المدنيين، بينهم أطفال، قتلوا مباشرة بعد تنشق الغاز (انترنت)

ارتكبت قوات النظام مجزرة جديدة في خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي،في غارات جوية استخدمت فيهاصواريخ محملة بغاز سام، في غارات جوية، صباح الثلاثاء، ما تسبب في مقتل 70 مدنياً، على الأقل، وإصابة المئات. غارات النظام بالغازات الكيماوية على مناطق المعارضة كانت قد تزايدت في الأيام الأخيرة، ولوحظ استخدام مركبات كيماوية مختلفة في أحياء دمشق الشرقية وريف حماة وريف إدلب.

 

واظهرت صور في مواقع التواصل الاجتماعي، صادرة عن “الدفاع المدني”، عشرات الجثث من المدنيين، بينهم أطفال، قتلوا مباشرة بعد تنشق الغاز. الصور أظهرت زبداً خارجاً من الفم والأنف، للقتلى، الذين انقلبت وجوههم صفراء وعيونهم زجاجية، ما يشير، بحسب خبراء، إلى استخدام “غاز السارين”.

 

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قال في بيان له: “شنت طائرات نظام بشار السفاح الحربية، فجر اليوم الثلاثاء، غارات على مدينة خان شيخون جنوب إدلب، مستخدمة صواريخ محملة بغازات كيماوية سامة تتشابه أعراضها مع أعراض غاز السارين، ما تسبب بسقوط عشرات الشهداء والمصابين (70 شهيداً حتى الآن و200 مصاب)، وتؤكد الصور الأولى القادمة من هناك وقوع جريمة مروِّعة تتشابه من حيث الطبيعة مع الجريمة التي وقعت في الغوطة الشرقية لدمشق صيف عام 2013، والتي مررها المجتمع الدولي دون حساب أو عقاب”.

 

وتابع البيان: “يكرر النظام استخدام الغازات الكيماوية والسامة والمحرمة، وارتكاب جرائم الحرب وقصف المناطق المدنية، في خرق لميثاق جنيف، ولقرارات مجلس الأمن 2118، 2209، 2235، 2254، في إجرام ما كان النظام ليتجرأ على فعله ومن ثم تكراره لولا المواقف الدولية الهزيلة التي لا تعبأ بحياة المدنيين”. ودعا “الائتلاف” إلى “تفعيل المادة 21 من قرار مجلس الأمن 2118، والتي تنص على أنه في حال عدم امتثال النظام للقرار، بما يشمل نقل الأسلحة الكيماوية أو استخدامها؛ فإنه يتم فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”. وطالب “مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة على خلفية الجريمة، وفتح تحقيق فوري، واتخاذ ما يلزم من تدابير تضمن محاسبة المسؤولين والمنفذين والداعمين المتورطين فيها وفق الفصل السابع”.

 

وأفادت “شبكة شام” بأن طائرة “سوخوي 22” شنت غارات جوية بصواريخ محملة بغازات سامة استهدفت قلب مدينة خان شيخون “ما تسبب في البداية في حدوث أكثر من 150 حالة اختناق بينها عناصر الدفاع المدني في المدينة، وسرعان ما ارتفع العدد مع انتشار الغازات، التي تواردت أنباء أن أعراضها لا تشابه أعراض غاز الكلور”.

 

وأوضح مصدر طبي لـ”عنب بلدي”، أن الغارات تبعها حدوث وفيات مباشرة بين المدنيين، واتضح من خلال المعاينة الأولية أنهم استنشقوا وتعرضوا لمواد سامة. وعانى المصابون بمعظمهم من صعوبات في التنفس وتخرشات في الرئة، وأعراض أخرى تدل على أن المادة المستخدمة ليست غاز الكلور، وانما عنصر كيماوي آخر. ورجّحت بعض صفحات المعارضة أن يكون العنصر المستخدم هو غاز “السارين”.

 

المراصد العسكرية في ريف حماة الشمالي، أكدت أن طائرة حربية من طراز “سوخوي 22” هي من نفذت الغارات على خان شيخون.

 

وكانت مقاتلات حربية روسيّة، قد شنّت مساء الإثنين غارات بصواريخ محملة بقنابل فوسفورية، على مدينة خان شيخون، ما تسبب بحرائق واسعة في الأحياء السكنية، وتمكنت فرق الدفاع المدني من السيطرة عليها.

 

بدورها بلدة الهبيط، قرب خان شيخون، كانت قد تعرضت للقصف بالغازات السامة، الإثنين، ما تسبب بإصابة نحو 20 مدنياً على الأقل، بحسب ناشطين.

 

كما استهدف الطيران الحربي، الإثنين، بثلاث غارات، مستشفى معرة النعمان في إدلب، الذي تدعمه “رابطة الأطباء السوريين الأميركية”، ما أخرجه من الخدمة مباشرة. ويعد مشفى المعرة أكبر مستشفيات الشمال السوري وأفضلها تجهيزاً، فضلاً عن تقديمه خدمات طبية لـ60–80 ألف مريض سنوياً.

 

ونفذ سرب طائرات مؤلف من 8 طائرات حربية، منتصف ليل الأحد/الإثنين، غارات على أطراف مدينة جسر الشغور وأطراف بلدة كفرنبل في ريف معرة النعمان الغربي، ومناطق أخرى في مدينة خان شيخون في الريف الجنوبي.

 

وكانت منظمة “أطباء بلا حدود” قد أكدت قبل يومين، استخدام أسلحة كيماوية على مدينة اللطامنة شمالي حماة، في 25 آذار/مارس، وأكدت مقتل طبيب وإصابة آخرين فيها. وقالت مديرية الصحة في حماة إن اثنين من المدنيين، أحدهما طبيب، لقيا مصرعهما وأصيب العشرات بحالات اختناق جراء استنشاقهم غاز الكلور السام، الذي ألقي عبر براميل متفجرة من طائرة تابعة لقوات النظام، على مشفى اللطامنة الجراحي في ريف حماة الشمالي. وأضافت المديرية أن مشفى اللطامنة توقف بالكامل عن تقديم خدماته الطبية جراء القصف.

 

وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق النقض لتعطيل مشروع قرار في “مجلس الأمن” لفرض عقوبات جديدة على النظام السوري لاستخدامه السلاح الكيماوي في 28 شباط/فبراير.

 

وزراء خارجية أوروبا يخالفون واشنطن:لن نقبل بقاء الاسد

شدد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في ختام اجتماعهم في لوكسمبورغ، الاثنين، على أن الدول الأوروبية متمسكة بموقفها لناحية عدم قبول بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة في ختام المرحلة الانتقالية السياسية.

 

وقال وزير الخارجية الفرنسية جان-مارك ايرولت، إنه يجب “حصول انتقال سياسي فعلي وعند انتهاء العملية السياسية وحين يتعلق الأمر ببناء سوريا المستقبل، لا يمكن لفرنسا أن تتصور للحظة أن سوريا هذه يمكن أن يديرها الأسد طالما أنه يتحمل مسؤولية في الوضع الراهن، أكثر من 300 ألف قتيل وسجناء وتعذيب وبلد مدمر. أعتقد أنها مسألة الحس بالمسؤوليات”. وأضاف ايرولت “يجب ان يحصل انتقال سياسي، هؤلاء الذين نسوا ذلك يخدعون أنفسهم، لانه لن يكون هناك سلام دائم بما يشمل في مواجهة التهديد الارهابي، في سوريا بدون عملية سياسية”.

 

وزير الخارجية الهولندية برت كوندرس أدلى بتصريحات مؤيدة لنظيره الفرنسي، وأكد أن هولندا تعتبر بقاء الأسد في السلطة أمراً غير مقبول. وأوضح “كان لدينا على الدوام الموقف نفسه، لا أعتقد أن هناك مستقبلاً للأسد، لكن القرار يعود للشعب السوري”.

 

من جهتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إنه “بعد ست سنوات من الحرب، يبدو من غير الواقعي تماماً الاعتقاد أن مستقبل سوريا سيكون تحديداً كما كان عليه في السابق. لكن يعود للسوريين أن يقرروا، هذا أمر واضح”.

 

أما وزير الخارجية الألمانية سيغمار غابريال، فاعتبر أن على السوريين “أن يقرروا من سيكون رئيسهم وأي حكومة ستكون لديهم، وإنه من غير المجدي تسوية مسألة الأسد في البداية لأن ذلك سيقود إلى طريق مسدود”. ورأى أن “الولايات المتحدة أصبحت الآن تعتمد موقفاً أكثر واقعية من السابق”، في إشارة إلى تصريحات المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، التي قالت في وقت سابق إن مسألة رحيل الأسد لم تعد من أولويات واشنطن.

 

وأضاف غابريال “لكن هناك أمراً غير مقبول، وهو أن يبقى ديكتاتور ارتكب مثل هذه الجرائم الرهيبة في المنطقة في منصبه من دون عقاب”، باسم “التركيز على مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية. هذا الأمر لا يمكن أن يكون موقف أوروبا”.

 

وعشية مؤتمر دولي حول المساعدة الإنسانية لسوريا وإعادة إعمارها يعقد في بروكسل، دعت الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الاوروبي “كل الاطراف الى احترام وقف اطلاق النار” المبرم في أستانة. كما وجهت دعوة إلى “روسيا وتركيا وإيران إلى أن تكون بمستوى التعهدات التي قطعتها بصفتها ضامنة لوقف اطلاق النار من اجل ضمان تطبيقه الكامل” بحسب بيان صدر بعد اجتماعهم في لوكسمبورغ.

 

يشار إلى أن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة حاولت إيضاح تصريحاتها التي أثارت موجة من ردود الفعل والاستياء لدى المعارضة السورية. وقال في مقابلة تلفزيونية السبت، إن الإدارة الأميركية “ترى أن الأسد هو مشكلة، لكن المشكلة الأكبر هي داعش، لكننا لن نتغاضى عن الأسد بكل تأكيد، ولن نكف عن الأمل في جلبه إلى العدالة.. يجب أن نبدأ من التعامل مع مشكلة داعش بحيث نعيد السلام إلى المنطقة، وعلينا أن نقوم بذلك من خلال إخراج التأثير الإيراني، وإزاحة الأسد من الطريق”.

 

ووصفت هايلي الأسد بأنه “مجرم حرب استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، وهو يمنع وصول المساعدات الإنسانية ويشكل عقبة أمام السلام”، وشددت على أن واشنطن يجب أن تعود إلى موقع القيادة مجدداً وأن يعلم الجميع ماذا نؤيد وماذا نرفض، وأن ندعم حلفاءنا ونتأكد من أنهم يدعموننا، وكل من يتحدانا سنوقفه”.

 

باريس تطلب اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن: ردود فعل دولية منددة بالهجوم “الكيميائي” في سوريا

إيلاف- متابعة

إيلاف – متابعة: طلبت فرنسا عقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي بعد “الهجوم الكيميائي الجديد الخطير” في سوريا كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت الثلاثاء.

 

وقال الوزير في بيان ان “المعلومات الاولى تشير الى عدد كبير من القتلى بينهم أطفال” في محافظة ادلب موضحا انه “طلب الدعوة الى عقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي”.

 

واضاف وزير الخارجية الفرنسي ان “استخدام اسلحة كيميائية يشكل انتهاكا غير مقبول لاتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية ودليلا جديدا على الهمجية التي يتعرض لها الشعب السوري منذ سنوات طويلة”.

 

تهديد محادثات السلام

 

من جانبه، ندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالهجوم “الكيميائي” واعتبره “غير انساني” محذرا من انه يمكن ان يهدد محادثات استانا للسلام في سوريا.

 

وقالت مصادر رئاسية ان “الرئيس اردوغان قال ان مثل هذا النوع من الهجمات غير الانسانية غير مقبولة محذرا من انها قد تنسف كل الجهود الجارية ضمن اطار عملية استانا” لاحلال السلام في سوريا لكن بدون الاشارة الى مسؤولية اي طرف في الهجوم.

 

مسؤولية النظام

 

واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الثلاثاء ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد يتحمل “المسؤولية الرئيسية” في الهجوم الذي يرجح انه كيميائي وأسفر عن مقتل 58 مدنيا في بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا.

 

وقالت موغيريني في مقابلة مع منظمات اعلامية في بروكسل على هامش مؤتمر الاتحاد الاوروبي-الامم المتحدة الهادف لبحث مستقبل سوريا، “اليوم الانباء رهيبة” مضيفة “بالطبع المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق النظام” السوري.

 

المعارضة تندد

 

واعتبر كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية الى محادثات جنيف محمد صبرا ان القصف بالغازات السامة يضع المفاوضات الهادفة لتسوية النزاع السوري في “مهب الريح”.

 

وقال صبرا لوكالة فرانس برس ان “الجريمة تضع كل العملية السياسية في جنيف في مهب الريح، وتجعلنا نعيد النظر بجدوى المفاوضات” التي ترعاها الامم المتحدة بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة السوريتين واختتمت الجمعة جولتها الخامسة.

 

فرنسا تدعو مجلس الأمن للانعقاد بعد مجزرة خان شيخون  

دعت فرنسا اليوم إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الهجوم الكيميائي في مدينة خان شيخون في ريف إدلب شمالي سوريا. وأبلغ الرئيس التركي طيب رجب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأن الهجوم “الكيميائي غير الإنساني” في سوريا يهدد محادثات السلام. من جهتها نفت روسيا أن تكون القاذفات الروسية قد أغارت على مدينة خان شيخون.

 

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو في بيان “وقع هجوم كيميائي جديد وخطير هذا الصباح في محافظة إدلب. المعلومات الأولية تشير إلى أن هناك عددا كبيرا من الضحايا بينهم أطفال… أدين هذا التصرف الشائن”.

 

وأضاف أنه “في ظل هذه التصرفات الخطيرة التي تهدد الأمن الدولي أدعو الجميع إلى عدم التملص من مسؤولياتهم. ومع وضع هذا الأمر في الاعتبار أطلب اجتماعا طارئا لمجلس الأمن”.

 

من جهتها حملت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني النظام السوري مسؤولية الهجوم الكيميائي “الرهيب” في سوريا.

 

موقف المعارضة

وسبق ذلك أن دعا الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث استخدام النظام لأسلحة كيميائية استهدف المدنيين وأدت لمقتل أكثرمن مئة شخص معظمهم أطفال إلى جانب إصابة أكثر من 400 آخرين في غارات جوية صباح اليوم.

 

وقال رئيس الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان في اتصال مع الجزيرة إنه لا بد من تفعيل المادة 21 من القرار الدولي رقم 2118 والتي تنص على أنه في حال استخدام النظام للسلاح الكيميائي فعلى مجلس الأمن أن ينعقد وأن يتخذ القرار وفقا للفصل السابع الذي يجيز التدخل في الدول.

 

وأكد أن الائتلاف يجري اتصالات واسعه مع العديد من الأطراف بمن فيها الموفد الدولي إلى سوريا ستافان دي مستورا وأصدقاء سوريا لبحث هذه النقطة تحديدا، مشيرا إلى دعوة الائتلاف ممثلي أصدقاء سوريا إلى اجتماع طارئ.

 

واعتبر رمضان أن “بعض أجنحة النظام السوري ترى أنها لن تعاقب مهما اقترفت من جرائم، وهو ما شجعها على استخدام الكيميائي من جديد ضد المدنيين”.

من جهته أكد عضو اللجنة القانونية في الائتلاف السوري المعارض هشام مروة في اتصال مع الجزيرة أن القرارات الدولية عقب مجزرة غوطة دمشق في 2013 تحتم على المجتمع الدولي عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن وتعطيه الصلاحية للتدخل بشكل مباشر لمعاقبة النظام بعد استخدامه الكيميائي في خان شيخون.

 

واعتبر أن الجريمة التي ارتكبت اليوم ترتقي الى جريمة حرب وإبادة جماعية والذي يجيز للمجتمع الدولي معاقبة مرتكبيها.

 

وأضاف مروة أن روسيا وإيران متورطتان في الجريمة من خلال دعمهما للنظام، “وما كان للنظام أن يقوم بمثل هذا الجرم لولا أن لديه تغطية من هاتين الدولتين”.

 

أما كبير المفاوضين في الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة محمد صبرا فقد اعتبر أن مجزرة خان شيخون نوع من الاختبار للإدارة الأميركية الجديدة ولقياس ردة الفعل.

 

وبالنسبة لمسيرة المفاوضات بين المعارضة والنظام بعد المجزرة، اعتبر صبرا أن المجزرة تعد نسفا لمصداقية العملية السياسية وإهدارا لكل محاولات الحل السياسي.

 

وأكد صبرا الذي كان يتحدث للجزيرة عبر الهاتف أن الهيئة العليا تدرس تعليق مشاركاتها في أي مفاوضات سياسية قادمة.

 

من جهته قال الكاتب الصحفي السوري المعارض محمد عبد الله للجزيرة من إسطنبول إن مجزرة خان شيخون “تعد ثمرة للموقف الأميركي الحقيقي الذي أعلن عنه مؤخرا من خلال اعتبار أن إسقاط نظام الأسد ليس من أوليات الإدارة الأميركية” وإنما إنهاء تنظيم الدولة الإسلامية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

100 قتيل و400 مصاب بمجزرة بالكيمياوي في إدلب

النظام يستهدف مستشفى يعالج فيه ضحايا القصف بخان شيخون

العربية.نت

أكدت مديرية صحة إدلب مقتل 100 شخص وإصابة 400 آخرين في قصف بـ #السارين على بلدة #خان_شيخون بريف #إدلب.

وأفادت قوى الثورة بمقتل 100 شخص بـ #قصف بـ #الغازات_السامة في #مجزرة مروعة ارتكبها #النظام_السوري في ساعات الصباح الأولى الثلاثاء في بلدة #خان_شيخون بريف #إدلب، التي قصفها بالكيمياوي، في مجزرة أعادت صورها إلى الأذهان ما حدث قبل أربعة أعوام في الغوطة.

وذكرت شبكة شام أن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة تحوي غاز السارين، ما أدى لحدوث حالات اختناق في صفوف المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

وفي هذا السياق، قال رئيس الحكومة المؤقتة إن الطائرات التي ألقت غاز السارين في إدلب لا يمتلكها إلا النظام، مطالباً بقرار دولي تحت الفصل السابع لوقف مجازر النظام.

كذلك تعرض مستشفى نقل إليه ضحايا الكيمياوي للقصف ما ألحق به دماراً كبيراً، وفق مراسل وكالة فرانس برس. كما شاهد أفراداً من الطاقم الطبي وهم يتمكنون من الفرار.

في المقابل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قصفاً جوياً بغازات سامة شنته طائرات تابعة للنظام السوري أو روسيا تسبب بمقتل 58 شخصاً على الأقل اختناقاً، بينهم 11 طفلاً، في محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا الثلاثاء.

وتسبب القصف بعشرات حالات الاختناق الأخرى، ترافقت، بحسب المرصد، مع “أعراض إغماء والتقيؤ وخروج زبد من الفم”.

من جهته، أعلن #الجيش_الروسي أنه لم يشن أي غارة جوية في بلدة خان شيخون، حيث حصل هجوم كيمياوي كما ذكر المرصد.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن “طائرات سلاح الجو الروسي لم تشن أي غارة في بلدة خان شيخون”.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر مسعفين من الدفاع المدني، وهم يضعون كمامات ويعملون على رش المصابين الممددين على الأرض بأنابيب المياه.

وأسفر قصف جوي استهدف، الخميس الماضي، مناطق عدة في ريف #حماة الشمالي عن #إصابة حوالي 50 شخصاً بحالات اختناق، وفق المرصد.

 

أطفال قضوا في إدلب بغازات الأسد السامة

النظام يستمر بجرائمه ويقتل أكثر من 100 مدني شمال سوريا

دبي – العربية.نت

نشر #ناشطون من محافظة إدلب السورية صوراً وفيديوهات تظهر ضحايا أطفال قضوا جراء قصف طيران الأسد مدينة #خان_شيخون بالغازات السامة صباح الثلاثاء.

وكانت مديرية صحة إدلب قد أكدت مقتل 100 شخص وإصابة 400 آخرين في قصف بـ #السارين على بلدة #خان_شيخون بريف #إدلب.

وأفادت قوى الثورة بمقتل 100 شخص بـ #قصف بـ #الغازات_السامة في #مجزرة مروعة ارتكبها #النظام_السوري في ساعات الصباح الأولى الثلاثاء في بلدة #خان_شيخون بريف #إدلب، التي قصفها بالكيمياوي، في مجزرة أعادت صورها إلى الأذهان ما حدث قبل 4 أعوام في الغوطة.

من جهتها، طالبت #المعارضة_السورية مجلس الأمن الدولي بفتح تحقيق فوري في قصف بالغازات السامة أودى الثلاثاء بحياة مدنيين في محافظة #إدلب شمال غربي البلاد، متهمة #قوات_النظام بتنفيذ الغارات.

ودعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان “#مجلس_الأمن إلى عقد جلسة طارئة على خلفية #الجريمة، وفتح تحقيق فوري” متهماً قوات النظام بشن غارات على #مدينة_خان _شيخون “مستخدمة صواريخ محملة بغازات #كيمياوية_سامة تتشابه أعراضها مع أعراض #غاز_السارين”.

فيما قال مصدر من #جيش_النظام السوري إن الجيش ليس لديه أي نوع من أنواع الأسلحة الكيمياوية، ولا يستخدمها ولم يستخدمها لا سابقاً ولا لاحقاً.

 

روسيا: من السخرية وصف “هجوم المترو” بأنه انتقام لسوريا

لندن – رويترز

نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء عن وزير الخارجية سيرغي #لافروف قوله، اليوم الثلاثاء، إن #التفجير الذي وقع في عربة قطار بمدينة #سان_بطرسبرغ أمس يوضح الحاجة إلى بذل جهود مشتركة لمكافحة #الإرهاب_العالمي.

 

وقال في اجتماع مع وزير خارجية #قرغيزستان إيرلان عبدي الضعيف إن هذه المأساة التي وقعت في سان بطرسبرغ “توضح مرة أخرى أهمية تصعيد الجهود المشتركة لمحاربة هذا الشر”.

 

ويشتبه في أن #الهجوم الذي أسفر عن سقوط 14 قتيلاً نفذه رجل روسي مولود في قرغيزستان.

كما أضاف لافروف بحيث نقلته وكالة الأنباء الروسية أنه من “السخرية والحقارة” وصف تفجير سان بطرسبرغ بأنه عمل انتقامي من تصرفات #روسيا في سوريا.

وقالت #السلطات_الروسية إن التفجير قتل ما لا يقل عن 14 شخصاً ونفذه من يشتبه أنه انتحاري تربطه علاقات بمتطرفيين.

 

عشرات القتلى ومئات الجرحى في خان شيخون السورية.. ونشطاء يتهمون نظام الأسد باستخدام الغاز

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– سقط عشرات القتلى، بينهم ما لا يقل عن 10 أطفال، وأكثر من 200 جريح، الثلاثاء، في مدينة خان شيخون شمال محافظة إدلب، نتيجة الاختناق بسبب التعرض لغاز غير معروف أو مادة كيماوية، حسبما أفادت جماعات من الناشطين.

 

وقال الناشط في مركز حلب الإعلامي، أنس الدياب، لشبكة CNN، إنه كان على الأرض في خان شيخون، وعند الساعة 6:30 صباحاً ضربت غارات جوية وسط المدينة، ما أدى إلى انبعاث ما وصفه بأنه “غاز سام”. وبعد 5 دقائق، استهدفت 3 غارات جوية أخرى نفس الموقع ولكن لم ينتج عن الضربات انبعاث أي غازات.

 

وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو مروعة تُظهر العديد من الناس، بينهم أطفال، ويبدو أنهم غائبون عن الوعي أو يواجهون صعوبة في التنفس أو يرتدون أقنعة الأوكسيجين.

 

وهناك العديد من التقارير التي تفيد بأن أعداد القتلى تستمر في الارتفاع، ويقول الدياب إن عدد القتلى لا يقل عن 67 شخصاً. وأفاد المرصد السوري بسقوط 58 قتيلاً على الأقل، بما في ذلك 10 أطفال.

 

في حين تقول الهيئة العليا للمفاوضات السورية التي تمثل قوى المعارضة، إن عدد القتلى يرقى إلى 100 شخص وأكثر من 400 مصاب.

 

وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في سلسلة من التغريدات على موقع “تويتر”: “يكرر النظام استخدام الغازات الكيميائية والسامة والمحرمة، وارتكاب جرائم الحرب وقصف المناطق المدنية، في خرق لميثاق جنيف، ولقرارات مجلس الأمن.. تؤكد الصور القادمة من هناك وقوع جريمة تتشابه مع الجريمة التي وقعت في الغوطة الشرقية عام 2013، والتي مررها المجتمع الدولي دون حساب أو عقاب.”

 

النظام يقصف ريف إدلب بمواد كيماوية والضحايا مدنيين

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 4 أبريل 2017

روما ـ قالت مصادر سورية معارضة إنه “قُتل نحو مائة شخص وأصيب نحو مائتين بحالات اختناق نتيجة قصف النظام السوري مدينة خان شيخون في ريف إدلب شمال سورية بمواد كيماوية يُعتقد أنها غاز السارين”، كما “قصف أيضاً بلدة الهبيط بمواد كيماوية يُعتقد أنها غاز الكلور”.

 

وأضافت المصادر ذاتها أن “إن عدد ضحايا بلدة خان شيخون قارب المائة، غالبيتهم العظمى من المدنيين، نتيجة استنشاقهم لغازات سامة، تأكد بالنسبة لناشطين في المنطقة أنها غاز السارين، ألقتها طائرات النظام السوري فجر اليوم (الثلاثاء) على المدينة”، فيما أكد ناشطون أن “نحو 25 شخصاً أصيبوا بحالات اختناق في بلدة الهبيط جراء قصف طائرات النظام السوري للبلدة بغاز الكلور، في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين”.

 

ونشر ناشطون صور عشرات الأطفال الضحايا نتيجة استنشاق المواد الكيماوية، وصور عائلات كاملة قضت اختناقاً نتيجة استنشاق هذه المواد، فيما أكّد ناشطون إصابة عمال إنقاذ من “الخوذ البيضاء” نتيجة استنشاقهم هذه الغازات خلال محاولتهم إنقاذ من يمكن إنقاذه.

 

ووفق شهود عيان، فإن “مستشفيات المنطقة لم تعد تستطيع استيعاب المزيد من المصابين نتيجة استنشاق الغازات السامة، خاصة بعد خروج عدة مشافي عن الخدمة خلال الأسبوع الأخير نتيجة قصفها بسلاح الطيران السوري والروسي”، ومن بينها “مشفى معرة النعمان الوطني ومتشفى تلمنس وغيرهما”.

 

ووفقا للمصادر فإن “هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام السوري الأسلحة لكيماوية ضد البلدات المدن التي تُسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة، أو ضد الحواضن الشعبية لهذه المعارضة”، وقد “كانت أولى وأكبر عمليات القصف بالأسلحة الكيماوية قد حدث في غوطة دمشق في آب/أغسطس 2013، راح ضحيتها نحو 1500 الغالبية العظمى منهم من المدنيين”، ثم “تعرضت بعدها عدة مناطق سورية أخرى للقصف بالأسلحة الكيماوية، دون أن يستطيع المجتمع الدولي وقف هذا الاستخدام المتكرر للنظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد معارضيه”.

 

وزير الخارجية التركي: الهجوم المشتبه أنه بالغاز في سوريا جريمة ضد الإنسانية

أنقرة (رويترز) – قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يوم الثلاثاء إن بلاده تندد بهجوم يشتبه في أنه كيماوي على مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في سوريا ووصفه بأنه جريمة ضد الإنسانية.

 

وأضاف في تصريحات للصحفيين بمحافظة إسبرطة بغرب تركيا، ونقلها التلفزيون على الهواء، أن استخدام أسلحة يشتبه أنها كيماوية قد يعرقل محادثات السلام السورية التي تجري في أستانة في قازاخستان.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وعاملون طبيون إن الهجوم، الذي يعتقد أن طائرات تابعة للحكومة السورية شنته، أسفر عن مقتل 58 شخصا على الأقل بينهم 11 طفلا دون سن الثامنة في محافظة إدلب الواقعة بشمال غرب سوريا.

 

(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

بريطانيا ترصد مليار جنيه استرليني لمساعدة اللاجئين السوريين والدول المضيفة

القاهرة (رويترز) – قالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان صحفي يوم الثلاثاء إن بريطانيا ستنفق مليار جنيه استرليني لمساعدة اللاجئين السوريين والدول المضيفة لهم بهدف توفير حافز للاجئين للبقاء في المنطقة قرب بلدهم.

 

وقال البيان الذي وزعه مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية ومقره دبي إن مساعدات التمويل التنموي تشمل 840 مليون جنيه استرليني جرى التعهد بها في مؤتمر لندن لمساعدة سوريا الذي عقد العام الماضي إلى جانب 160 مليونا مخصصات جديدة.

 

يأتي الإعلان عن المساعدات قبل إنطلاق مؤتمر مساعدة سوريا في العاصمة البلجيكية بروكسل يوم الأربعاء الذي تشارك بريطانيا في استضافته.

 

وأثرت عمليات النزوح الضخمة للسوريين هربا من القتال الدائر في بلدهم على الاتحاد الأوروبي الذي استقبل نحو 1.6 مليون من اللاجئين، الذين أغلبهم من سوريا، والمهاجرين في الفترة من 2014 إلى 2016.

 

وقال البيان إن التمويل “يوفر مساعدات حيوية للاجئين والدول المضيفة لهم في أنحاء المنطقة.”

 

وأوضح أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي ستحدد مجالات إنفاق المليار جنيه استرليني.

 

ونقل عن ماي قولها “سوف أحث الدول التي تحضر مؤتمر بروكسل على اتباع خطى بريطانيا والوفاء بالوعود التي قطعناها على أنفسنا في لندن بزيادة المساعدات لملايين المتضررين من الصراع المستمر في سوريا والمساعدة في تعزيز الصمود في أنحاء المنطقة.”

 

وقالت الخارجية البريطانية إن حزمة المساعدات تركز على توفير حوافز جديدة للاجئين “للبقاء في المنطقة قريبا من بلدهم كي لا يشعروا بالاضطرار للخروج في رحلات محفوفة بالمخاطر ربما تهدد حياتهم.”

 

وتشمل المساعدات توفير مزيد من فرص التعليم والمهارات والعمل للاجئين وغيرهم في الدول المضيفة مثل الأردن.

 

وقالت الوزارة في البيان إن التمويل يهدف “لتحقيق الاستقرار في هذه الدول وتمكينها من الصمود في تحمل التدفق المستمر من اللاجئين بحثا عن المأوى وإعطاء هؤلاء اللاجئين الفرصة لبناء مستقبل حقيقي طويل الأمد لأنفسهم في المنطقة.”

 

(تغطية صحفية نادية الجويلي – تحرير علا شوقي)

 

موجيريني: الأسد يتحمل “المسؤولية الرئيسية” لهجوم يشتبه في أنه بالغاز

بروكسل (رويترز) – قالت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء إن الرئيس السوري بشار الأسد يتحمل “المسؤولية الرئيسية” بعد مقتل 58 شخصا على الأقل في هجوم يشتبه أنه بالغاز.

 

وقالت موجيريني للصحفيين “الأخبار مروعة اليوم. هذا تذكير مأسوي بأن الوضع على الأرض لا يزال مأساويا في عدة أنحاء في سوريا.”

 

وأضافت أن “من الواضح أن هناك مسؤولية رئيسية من النظام لأنه يتحمل المسؤولية الرئيسية لحماية شعبه.”

 

(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى