صفحات الرأي

«حين تستيقظ سورية»


بيروت – «الحياة»

قلة هم الغربيون القادرون على تحديد موقع سورية على الخريطة من دون تردّد، وأقل منهم أيضاً، أولئك الذين يعرفون تاريخها. ودأبت وسائل الإعلام الغربية على وصفها بـ «الدكتاتورية الممسوخة والمنتمية إلى محور الشر». هذه البلاد التي هي ملتقى الحضارات المصرية والفارسية واليونانية والرومانية والبيزنطية والتركية، ظلت على مدى نحو ثلاثين سنة تحت إدارة فرنسية. وتبقى سورية أيضاً مهداً للمسيحية، يعيش فيها اليوم نحو مليوني مسيحي يمارسون شعائرهم الدينية بحرية تامة، فهذه البلاد هي في الواقع إحدى الدول العربية العلمانية النادرة التي تضمن لكل مواطنيها، رجالاً ونساءً وأياً تكن طائفتهم، المساواة في دخول الوظائف العامة والخاصة.

والصورة التي يرسمها كتاب «حين تستيقظ سوريا» لريشار لابيفيير وطلال الاطرش (ترجمة ميشال كرم، دار الفارابي-بيروت) لسورية اليوم، والتي جاءت ثمرة جهد استمرّ سنوات من المعاينة على الأرض والاستناد إلى مصادر غير معروفة من قبل، وإلى أحاديث حصرية مع شهود أساسيين، من بينهم الرئيس بشار الأسد، تلقي ضوءاً على الوضع الراهن في الشرق الأدنى اليوم، فمنذ ولادة القومية العربية وقيام إسرائيل، وصولاً إلى «الإرث الملغوم» الذي خلّفه حافظ الأسد، وتداعيات سقوط بغداد سنة 2003، يكشف المؤلفان أيضاً كيف أن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري سهّل محاولة الإطاحة بالنظام السوري، وكيف ساهمت «الحرب العالمية على الإرهاب» في تفاقم الفوضى العالمية.

ريشار لابيفيير هو رئيس تحرير مجلة «دفاع»، وهي مجلة مدققي IHEDN (معهد دروس الدفاع الوطني العليا)، ومتخصص في شؤون الشرقين الأدنى والأوسط، وصاحب نحو خمسة عشر كتاباً، بينها: «دولارات الإرهاب: الولايات المتحدة والإسلاميون»، و «مجزرة إهدن أو لعنة العرب المسيحيين».

وطلال الأطرش هو كاتب ومراسل للصحافة الفرنسية واللبنانية في دمشق. حائز على جائزة لورانزو ناتالي للعام 2007 من الاتحاد الأوروبي، وعمل سنوات مراسلاً لـ «راديو فرنسا الدولية»، و «وكالة فرانس برس»، وصحيفة «’l’Humanité’» التابعة للحزب الشيوعي الفرنسي.

الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى