أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 09 حزيران 2013

النظام يكمل ربط دمشق مع الساحل

موسكو – رائد جبر

لندن، نيويورك، دمشق – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب – أعلن النظام السوري امس استعادة بلدة البويضة، آخر معاقل مقاتلي المعارضة في ريف القصير، وقال انه اكمل بذلك سيطرته على هذه المنطقة الاستراتيجية في وسط البلاد وربط دمشق مع الساحل، فيما أعلنت مصادر المعارضة عن محاولات قامت بها قوات النظام بالتعاون مع مقاتلي «حزب الله» ومقاتلين عراقيين لاستعادة السيطرة على مدينة حمص ومحيطها. وقالت هذه المصادر ان 20 في المئة فقط من عناصر الجيش النظامي يشاركون في هذه المعارك بينما تشمل النسبة الأكبر المقاتلين الذين قدموا من خارج سورية لإعانة النظام. وأكد رئيس الاركان في «الجيش السوري الحر» اللواء سليم ادريس ان معظم المقاتلين في معارك ريف حلب ودير الزور وريف دمشق هم من «حزب الله» ومعهم مقاتلون عراقيون وايرانيون.

وفي نيويورك كشفت وثيقة رسمية في الأمم المتحدة وجود تنسيق ميداني بين القوات الحكومية السورية والجيش الإسرائيلي في الجولان عبر قوة مراقبة فك الاشتباك – (أندوف)، إذ لبت إسرائيل طلب الجيش السوري بأن لا يقوم الجيش الإسرائيلي «بأي تحرك» ضد الدبابات السورية التي دخلت منطقة فك الاشتباك الخميس الماضي «لأنها مخصصة حصراً لمحاربة العناصر المسلحة في المعارضة». وفي الوثيقة التي تضمنت تقريراً قدم الى مجلس الأمن مساء اول من امس (الجمعة) قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام إيرفيه لادسوس إن «ضابط الاتصال الرفيع في الجيش السوري، المحاور الرئيسي مع أندوف في الجانب السوري من منطقة فك الاشتباك، أبلغ الخميس قائد أندوف أن وجود الدبابات (السورية) مخصص حصراً لغرض محاربة الأعضاء المسلحين في المعارضة وطلب أن لا يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بأي عمل» ضدها. وأضاف لادسوس، وفق الوثيقة نفسها، أن «الجيش السوري لا يزال يبقي أربع دبابات وثلاث ناقلات جند مدرعة في منطقة فك الاشتباك، في انتهاك لاتفاقية فك الاشتباك» مع إسرائيل.

وعرض لادسوس أمام المجلس، وفق ديبلوماسيين، تقريراً ميدانياً حول الاشتباك الذي وقع الخميس الماضي بين قوات النظام السوري والمعارضة في القنيطرة وأدى الى إصابة جندي فيليبيني وآخر هندي تابعين لـ «أندوف». وقال إن «إسرائيل أبلغت أندوف أن الجيش الإسرائيلي قدم علاجاً طبياً طارئاً الى ١٧ مسلحاً من المعارضة، وأعيدوا جميعاً الى الجانب السوري» من الجولان، وإن الجيش السوري أبلغ «أندوف» أن «عناصر وحدة الاتصال السورية تعرضوا لإصابات» أثناء الاشتباك، من دون أن يحدد حجمها. وأكد أن مسلحي المعارضة تمكنوا من السيطرة على معبر القنيطرة قبل أن تعيد القوات الحكومية السيطرة عليه.

ويتجه مجلس الأمن الى «تعزيز القدرات العسكرية لقوة أندوف لتمكينها من تأمين الحماية الذاتية لنفسها» وفق ديبلوماسيين، فيما اعتذرت الأمم المتحدة عن عدم قبول العرض الروسي بإرسال جنود الى الجولان للمساهمة في «أندوف» بسبب بند تتضمنه الاتفاقية الموقعة بين سورية وإسرائيل عام ١٩٧٤ يشير صراحة الى أن جنود القوة «يختارهم الأمين العام للأمم المتحدة بالتشاور مع الطرفين (سورية وإسرائيل) من دول أعضاء في الأمم المتحدة من غير الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن».

وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن ليل الجمعة إن «الدول الأعضاء في المجلس أخذت علماً بالمبادرة الروسية وأبلغونا ما كنا قلناه بأن تحقيق ذلك يتطلب اتفاقاً بين الأطراف (سورية وإسرائيل) فيما طرح آخرون أن الأمر يتطلب قراراً من مجلس الأمن». وأوضح أن العرض الروسي يهدف الى التعويض عن انسحاب الكتيبة النمسوية وهو تالياً يعني «استبدال الكتيبة النسموية التي انسحبت بالحجم نفسه وما فهمته أنها قريبة من ٣٠٠ جندي وهو العدد الذي يمكن أن نرسله على وجه السرعة».

وحول إمكانية تعديل ولاية أندوف وصلاحياتها قال تشوركين إن «روسيا والولايات المتحدة هما الأقدم عهداً بين أعضاء مجلس الأمن وأندوف ونحن بدأنا العمل على ذلك مع الولايات المتحدة ويجب البحث في ما يمكن المجلس أن يفعله لجعل (عناصر) أندوف أكثر اطمئناناً على أنفسهم خلال وجودهم في منطقة فك الاشتباك».

وأكد رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري السفير البريطاني مارك ليال غرانت إن «قسم عمليات حفظ السلام سيعرض على مجلس الأمن خلال الأسبوعين المقبلين خيارات حول عمل أندوف على المدى البعيد وكيفية تعزيز ولايتها» التي ستجدد في ٢٦ حزيران (يونيو) في قرار ينتظر صدوره عن المجلس.

ومن المقرر أن يجري مجلس الأمن مشاورات مع الدول المساهمة في أندوف الأربعاء المقبل على أن يتسلم خلال أيام تقريراً من الأمين العام بان كي مون حول عمل أندوف «يتوقع أن يتضمن مقترحات لتعديل ولايتها».

وعلى الصعيد الميداني استعادت قوات النظام مدعومة من «حزب الله» قرية البويضة الشرقية في ريف القصير، ما اكمل الطريق الرابط بين دمشق والساحل السوري. وأعرب «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن «القلق» على مصير مئات الجرحى الذين كانوا موجودين في البلدة. وأفاد مصدر امني ان «عشرات المقاتلين المعارضين المصابين» في معارك القصير باتوا في بلدة عرسال في لبنان.

وتعرضت مناطق في بلدة الغنطو في الريف الشمالي لحمص لقصف من القوات النظامية، وقتل سبعة اشخاص في انفجار سيارة مفخخة «في المنطقة الواقعة بين النزهة والعدوية وكرم اللوز» في حمص.

وفي حلب، قال «المرصد السوري» ان مواجهات عنيفة جرت بين مقاتلي النظام ومقاتلين اكراد أثناء محاولة الجيش النظامي اقتحام حي الشيخ مقصود الشرقي من جهة العوارض بعد منتصف ليل الجمعة – السبت. كما حصلت اشتباكات بين قوات الحماية الشعبية التابعة لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم ومقاتلي المعارضة في الطريق الواصل بين قريتي جلبرا وبينه التابعتين لناحية شيراوا في منطقة عفرين، علماً ان «الحماية الشعبية» اعلنت السيطرة على قرية باصلة قبل يومين.

وتجددت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية داخل مطار «منغ» العسكري رافقها قصف من قبل الطيران الحربي على مناطق في تمركز الكتائب المقاتلة في المطار ومحيطه. وأفادت مصادر المعارضة عن سقوط صاروخي ارض – ارض على بلدتي كفرحمره ومعارة الارتيق اديا الى قتلى وجرحى، وذلك في وقت تحاول قوات النظام التقدم في ريف حلب الغربي.

وفي جنوب سورية، فجر رجل سيارة مفخخة بالقرب من مقر الامن العسكري في مدينة النبك بين دمشق وحمص. وسيطر مقاتلو المعارضة على حاجز للقوات النظامية في بلدة انخل في درعا جنوب البلاد، بعد اشتباكات مع القوات النظامية.

وأعرب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أمس عن الأمل بصدور «قرار ملزم» من قبل مجلس الأمن لإقامة ممرات إنسانية أمنية لمساعدة السوريين، بعدما «رحب» ببيان المجلس الداعي الى فتح ممرات في مدينة القصير.

لبنان يستقبل جرحى القصير… واحتجاجات ضد تدخل «حزب الله»

بيروت – «الحياة»

يواصل الرئيس اللبناني ميشال سليمان لملمة آثار مشاركة «حزب الله» في المعارك في سورية وانعكاساتها، فالتقى أمس سفراء دول مجلس التعاون الخليجي، الذين شدد أمامهم على أن السياسة الرسمية للدولة اللبنانية هي النأي بالنفس عن الأزمة السورية، شارحاً الصعوبات التي تواجه لبنان في معالجة قضية النازحين السوريين الذين ازداد تدفقهم بعد سقوط مدينة القصير والقرى المحيطة بها بيد الجيش النظامي السوري و «حزب الله»، والحلول التي يقترحها لمساعدة لبنان على استيعاب هؤلاء، فيما أدى اتفاق ضمني بين الفرقاء المعنيين الى استقبال عشرات الجرحى السوريين الذين نقلوا من الأراضي السورية، في عدد من مستشفيات البقاع اللبناني وسط تدابير أمنية اتخذها الجيش والقوى الأمنية اللبنانية منعاً للتعرض الى سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر التي أقلتهم من بلدة عرسال البقاعية. وتبيّن أن إصابات هؤلاء تراوح بين الحرجة والمتوسطة.

وعلى خط مواز استمرت الجهود من أجل تثبيت الهدوء في مدينة طرابلس بعد استكمال الجيش اللبناني انتشاره في أحياء المدينة، وقالت مصادر معنية بأمن عاصمة الشمال إنها أكثر تفاؤلاً بإمكان نجاح خطة الجيش هذه المرة «نظراً الى أنه بدأ انتشاره في منطقة جبل محسن فحال دون استئناف عمليات القنص من أسطح أبنيتها، وهو الأمر الذي كان يؤدي في كل مرة الى فشل الخطط الأمنية التي كان ينفذها الجيش». وذكرت المصادر نفسها أن هذا الانتشار دفع القوى السياسية بدءاً بـ «تيار المستقبل» والقيادات التي تستظل بها المجموعات المسلحة في باب التبانة، الى إصدار مواقف تؤيد خطة الجيش وترفع الغطاء عن أي مسلحين يخرقون وقف النار. وعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً وزارياً نيابياً حضره مسؤولون أمنيون في منزله في المدينة أمس، انتهى الى تأكيد الوزير فيصل كرامي باسم المجتمعين ارتياح هؤلاء الى «الإيجابيات التي بدأت تظهر بعد إجراءات الأجهزة الأمنية والجيش للحد من التفلت الأمني».

وكان الجيش اللبناني عزز انتشاره في الأسواق القديمة للمدينة أمس بعد الاشتباكات التي حصلت فيها وحصدت قتيلاً وعدداً من الجرحى خلال اليومين الماضيين بين مسلحين موالين للنظام السوري وآخرين متضامنين مع الثوار السوريين. ولاحق الجيش المسلحين وأقام حواجز تفتيش كثيرة في المدينة بحثاً عن السلاح وسيواصل انتشاره مع القوى الأمنية في الشوارع الداخلية للمدينة. وعمّ هدوء كامل أمس لم يخرقه أي إخلال بالأمن، للمرة الأولى منذ بدء الجيش تنفيذ خطته.

وإذ يلتقي الرئيس سليمان غداً سفراء دول الاتحاد الأوروبي في إطار حملته لشرح الموقف اللبناني وللمطالبة بدعم لبنان لاستيعاب النازحين السوريين بعدما تفاقمت المشاكل الناجمة عن تزايدهم في لبنان، داعياً الى تبني اقتراحه الذي طرحه منذ أشهر بتخصيص مؤتمر دولي للبحث في قضيتهم وتوزيع أعباء استقبالهم على الدول، ينتظر أن يتصاعد التجاذب السياسي الداخلي حول مشاركة «حزب الله» في القتال الى جانب النظام في سورية وسط تعدد الروايات الإعلامية عن أنه سيشترك في معارك ريف دمشق، ومدينة حلب. وفضلاً عن أن مناطق عدة ستشهد تحركات تعاطف مع الثورة السورية وضد تدخل الحزب في المعارك السورية اليوم، ومنها في قلب بيروت، وسط الخشية من قيام مناصري «حزب الله» بتحركات مضادة، فإن «قوى 14 آذار» تتهيأ لعقد اجتماع تنسيقي بين قياداتها ينتهي للبحث بتحركها في مواجهة التورط العسكري للحزب في سورية، والذي سيشمل إعداد مذكرة للتقدم بها الى الرئيس سليمان وإلى الأمم المتحدة برفض ما يقوم به الحزب.

وينعكس التجاذب هذا ارتفاعاً في منسوب الاحتقان المذهبي السني – الشيعي في البلاد، وعلى كل مظاهر الحياة السياسية فيها، في ظل انقطاع الحوار بين الفرقاء اللبنانيين، ويزيد من الصعوبات أمام تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة النائب تمام سلام الذي يترقب ما سيصدر عن المجلس الدستوري في شأن مراجعتي الطعن اللتين تقدم بهما كل من الرئيس سليمان وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون بقانون التمديد للبرلمان لـ15 شهراً، وسط تكهنات بأن مداولات أعضاء المجلس الدستوري العشرة، السرية، قد تتجه الى القبول بالطعن بمدة التمديد وليس بمبدأ حصوله، نظراً الى أن الوقت لم يعد يسمح بإجراء الانتخابات في موعدها (16 حزيران/ يونيو) الجاري.

مقتل محتج مناهض لحزب الله قرب السفارة الإيرانية في بيروت

بيروت – رويترز، الحياة

قال مسؤولون أمنيون لبنانيون إن محتجاً لبنانياً غير مسلح قتل بالرصاص أمام السفارة الإيرانية في بيروت.

وأكد رئيس “حزب الانتماء اللبناني” احمد الأسعد مقتل رئيس الهيئة الطلابية في الحزب هاشم سلمان بإطلاق رصاص في الإعتصام المعارض لحزب الله أمام السفارة

يذكر أن حزب الانتماء يترأسه أحد الوجوه الشيعية المعروفة بمعارضتها لحزب الله.

وأضافت مصادر أن مسلحين لبنانيين مؤيدين للأسد كانوا في المكان في الوقت الذي قتل فيه الرجل.

الائتلاف السوري يرد على سقوط القصير

بـ”إغلاق الباب” أمام المبادرات السياسية

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

بعد ساعات من اعلان  القوات السورية النظامية الدخول الى قرية البويضة الشرقية مستكملة بذلك السيطرة على كامل منطقة ريف القصير بمحافظة حمص في وسط البلاد بمساعدة مقاتلي “حزب الله” اللبناني، شدد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”  على ان ما يجري حالياً في البلاد “يغلق الابواب كليا” على اي مبادرات لحل الازمة.

وقال رئيس الائتلاف بالوكالة جورج صبرا في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول ان “ما يجري في سوريا اليوم يغلق الابواب كلياً امام أي حديث عن المؤتمرات الدولية والمبادرات السياسية لأن الحرب التي يعلنها النظام وحلفاؤه في المنطقة بلغت حداً لا يجوز تجاهله”. واضاف  ان الشعب السوري “يفكر فقط بشيء واحد: رفع الموت عن اطفالنا”.

وحذر من ان “ما يفعله حزب الله وحلفاؤه في سوريا هو تخريب البنى السياسية والاجتماعية والثقافية والانسانية في المنطقة التي بنيت خلال آلاف السنين”. واشار الى ان “الفعل الطائفي الذي يقوم به مقاتلو حزب الله والسياسة الايرانية والعراقية (الداعمتان للنظام السوري) يستجر ردود افعال من نفس النوع. هذه الردود لا نريدها ولا نقبلها لانها تحول حياتنا في المنطقة الى جحيم”. وحمل السلطات اللبنانية “المسؤولية عن التفاعلات التي تترتب على هذا الغزو”، مشدداً على انه “من حقنا ان ندافع عن ابنائنا، من حقنا ان لا نتحمل جور الموت فقط. نعم للسوريين يد طويلة، وسيعرفون ذلك”.

واعتبر رئيس المجلس العسكري الاعلى لـ”الجيش السوري الحر” اللواء سليم إدريس أن ما حصل في القصير “هو معركة دافع فيها السكان والجيش الحر دفاع الأبطال بوسائل بسيطة”. ونفى أن تكون معركة القصير قد انتهت بسيطرة الجيش السوري عليها، واصفا القصير بأنها “ريشة في جسد النسر السوري”.

وانتقد تدخل إيران و”حزب الله” في سوريا، مستغربا في الوقت عينه موقف روسيا الداعم لما وصفه بـ”نظام الأسد المجرم” وموقف السلطات اللبنانية “غير الممانع” لتدخل “حزب الله” في سوريا. وطالب المجتمع الدولي بتسليح “الجيش الحر” بأسلحة حديثة، مؤكدا أن “تسليح المعارضة بات أمرا حتميا”.

وجدد الامين العام للائتلاف مصطفى الصباغ دعوة الدول الداعمة للمعارضة لتزويدها السلاح لمواجهة القوة النارية الضخمة للقوات النظامية. وشدد على “اننا تعاملنا مع كل هواجس الاصدقاء، لكن كل ما حصل بالمقابل يقتصر على وعود لم يتم الوفاء الا بجزء صغير منها في وجه آلة حرب ايران وحزب الشيطان واستمرار تسليح روسيا للنظام البائد”.

سورية تشتعل … وها هي الآن تقذف بالمتفجرات

الجريدة الكويتية

أُقرّ أنني كنت أكنّ الكثير من التقدير لوليام هيغ، لكني أعترف علانية اليوم أنني كنت مخطئاً جداً، فلا يملك هذا الرجل حسن تمييز أو منطقاً، ويُعتبر من أسوأ وزراء الخارجية الذين حظينا بهم، وهذا أقل ما يُقال عنه، إذ تؤدي سياساته بجنون إلى الحرب في منطقة يعمها السلم.

“تخيلوا ما يلي”: تبدأ الصحف وشبكات البث في الصين فجأة بالتنديد بالحكومة البريطانية، فتنعتها بـ”النظام” وتقول إنها تعامل الأقلية المسلمة فيها بظلم ووحشية، وسرعان ما يعبّر عن وجهة النظر عينها وزير الخارجية الصيني، الذي يذكر في خطاب يلقيه في الأمم المتحدة أن معاملة بريطانيا للأقليات فيها مشينة، ويدعو إلى فرض عقوبات على هذا البلد.

يُصاب بعض المتظاهرين، وتُعرَض لقطات محرَّرة بعناية لما حدث على محطات التلفزة العالمية، فيبدو فيها رجال الشرطة متوحشين، فيما تُحذف كل عمليات الاستفزاز التي يواجهونها.

بعيد ذلك، تُشَنّ اعتداءات مسلحة على مراكز الشرطة وثكنات الجيش، ويبدأ الناس في المدن البريطانية برؤية رجال أجانب، عدد منهم مسلح. وفي غضون أشهر، ينجرّ البلد إلى حرب أهلية. وهكذا ينحدر بلد كان ينعم بالاستقرار والنظام والازدهار بسرعة نحو العنف والفوضى المدمرة، ولا يكتمل هذا المشهد من دون اللاجئين، وأعمدة الدخان، ومساعي تأمين الطعام للمشردين.

يهز السكان أكتافهم بحيرة وعجز عندما يقرؤون تقارير أجنبية عما يحدث في بلدهم، تلك الروايات التي تشجّع الثوار، مع أنه لا أحد يعرف هويتهم حقاً. لكن هؤلاء المواطنين لا يرجون سوى انتهاء القتال ووقف أعمال العنف.

لا تنفك كل وسائل الإعلام الأجنبية تنقل الأحداث من جانب واحد، عارضةً بسذاجة “فظائع” الحكومة البريطانية من دون التحقق منها. بعد ذلك، توافق كل دول العالم الكبرى على مدّ الثوار مباشرة بالسلاح.

هل هذا غريب؟ انتظروا لتروا. حدث أمر مماثل، إنما على نطاق أصغر، في أيرلندا الشمالية، حيث ساهم بعض الأفراد الأميركيين في شراء البنادق والقنابل للجيش الجمهوري الأيرلندي. ثم مارست الحكومة الأميركية ضغطا كبيراً علينا لنستسلم للإرهابيين. ولا شك أن الصين، التي توشك أن تتحول إلى قوة عالمية، تراقب عن كثب كل أعمالنا السابقة من يوغوسلافيا إلى العراق واليوم سورية.

أعتذر من السفير الصيني الحقيقي لأنني اختلقت هذه القصة، لكن الحوادث التي تخيلتها هنا ترتكز على تصرفات القوى الغربية في الشأن السوري. وما تفعله الأمم عادةً بالآخرين تعانيه هي أيضاً في النهاية.

لا أحب الحكومة السورية، وهل من سبب لأحبها؟ فهي لا تختلف كثيراً عن معظم أمم الشرق الأوسط، أي أنها تبقى في السلطة خوفًا، وينطبق الأمر عينه على الدول التي ندعمها وعلى الأماكن التي حررناها سابقاً، مثل العراق وليبيا، والتي تعود اليوم إلى العنف والفوضى.

تكثر اليوم المثل العليا ويتفاقم معها البؤس والدمار، أصاب خصمي القديم، مهدي حسن (الذي يفهم العالم الإسلامي أكثر من معظم الصحافيين البريطانيين)، حين ذكر خلال برنامج Question Time أن دعمنا الثوار السوريين ضرب من الجنون.

هؤلاء هم الإسلاميون ذاتهم الذين يعارضهم وزراء الحكومة بشدة (إن كانوا على الأراضي البريطانية)، أو مطالبين بترحيلهم، أو إسكاتهم، أو وضعهم تحت المراقبة، أو اعتقالهم.

ولكن عندما نلتقي هؤلاء الإسلاميين ذاتهم في سورية، نسعى لمنحهم أسلحة متقدمة. فقد أقدم أخيراً أحد هؤلاء “الناشطين”، “نبيل” يُدعى أبو صقار، على غرز أسنانه في القلب الدامي لجندي تابع للحكومة قُتل حديثاً.

أُقرّ أنني كنت أكنّ الكثير من التقدير لوليام هيغ، لكني أعترف علانية اليوم أنني كنت مخطئاً جداً، فلا يملك هذا الرجل حسن تمييز أو منطقاً، ويُعتبر من أسوأ وزراء الخارجية الذين حظينا بهم، وهذا أقل ما يُقال عنه. تؤدي سياساته (التي تشجعها على نحو مشين شبكة BBC التي فقدت كل حيادها) بجنون إلى الحرب في منطقة يعمها السلم.

كانت سورية، رغم كل عيوبها، المكان الوحيد في المنطقة الذي شعر فيه العرب المسيحيون بالأمان، لكنها لن تعود كذلك اليوم، فمَن استفاد من كل هذا؟ من المؤكد أن بريطانيا لم تجنِ أي فائدة.

واليوم، دفعت حماسة هيغ الغريبة لرفع حظر الاتحاد الأوروبي على السلاح بموسكو إلى التعهد بتسليم سورية صواريخ متقدمة مضادة للطائرات. كذلك هددت إسرائيل بتدمير هذه الصواريخ إن نُشرت. وأكدت سورية أنها سترد بقوة.

هكذا تبدأ عادةً الحروب الكبرى، فلا يصبّ هيغ الوقود على منزل يحترق مليء بالناس فحسب، بل يقذفه بالمتفجرات السريعة الاشتعال أيضاً. لربما يرغب البعض في شن حرب مماثلة، معتبرين إيران هدفهم الفعلي، فهم يدركون أن دعاية “أسلحة الدمار الشامل” ما عادت تنجح. لذلك يدّعون أنهم يقاتلون في سبيل “الديمقراطية” في سورية.

لا شك أن هذه كذبة كبيرة، وإن لم يكن وراء هذا الغباء غاية ما، يوشك العالم على الانحدار في درب قد يفضي بنا في النهاية إلى البربرية.

هذه المسألة ملحة جدًّا؛ لذلك أرجوكم أن تسألوا نوابكم عما يمكنهم اقتراحه لوقف هذا الانحدار الواعي نحو حرب لا يريدها أحد، حرب قد تقوّض بسهولة العالم المتحضر.

http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2013/6/817236.html

عدد النازحين السوريين إلى لبنان يتخطى عتبة المليون نهاية العام

مفوضية اللاجئين تجمع 1.6 مليار دولار.. وأبو فاعور: الأزمة تتجاوز قدراتنا

بيروت: ليال أبو رحال

أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد النازحين السوريين الموجودين في لبنان تخطى عتبة النصف مليون سوري، أي يتجاوز إلى حد كبير العدد التخطيطي الذي كان شركاء المفوضية في مجال الإغاثة الإنسانية حددوه لشهر يونيو (حزيران) الحالي، والبالغ 300 ألف نازح.

وبقدر ما تعكس هذه الأرقام حجم المأساة التي يتعرض لها المدنيون في سوريا، فإنها تكشف الستار عن العبء الثقيل الذي يتحمله لبنان، خصوصا أن تقديرات المفوضية تشير إلى أنه بحلول ديسمبر (كانون الأول) 2013 من المتوقع أن يصل عدد النازحين المسجلين في لبنان إلى مليون شخص، أي ما يعادل 25% من مجموع سكان لبنان، وهو البلد الأصغر مساحة بين البلدان المجاورة لسوريا. ومن الجدير بالذكر أن تقديرات غير رسمية، تزاوج بين عدد النازحين وعدد العمال السوريين الموجودين أصلا في لبنان، ترجح وجود نحو مليون سوري في لبنان حاليا.

وانطلاقا من عجز لبنان عن تحمل أعباء النزوح السوري، في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المضطربة، أطلقت الحكومة اللبنانية أول من أمس مع الأمم المتحدة وشركائها في مجال الإغاثة الإنسانية نداء، هو الخامس، من أجل لبنان لجمع 1.6 مليار دولار أميركي، بما في ذلك 450 مليون دولار أميركي تقدم من جانب الحكومة اللبنانية من أجل دعم المؤسسات الوطنية ومرافق الخدمات العامة الأساسية بشكل مباشر.

ولم يمول من «خطة الاستجابة الإقليمية للتصدي لاحتياجات النازحين السوريين»، التي تقودها المفوضية وتشارك فيها أكثر من 60 منظمة إغاثة إنسانية، سوى 26% حتى الآن. وتقول المفوضية إنه «مع هذه المستويات في التمويل، لن يتمكن الشركاء من تأمين المساعدات الأساسية، كما سيتم تقويض الأنشطة المنقذة للحياة في القطاعات الرئيسة، بما في ذلك الحماية والمأوى والتعليم والصحة والمياه والنظافة الصحية والأمن الغذائي».

وتزامن هذا النداء مع حراك يقوم به الرئيس اللبناني ميشال سليمان في اليومين الأخيرين، حيث عرض مع سفراء كل من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي (الجمعة) وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي (أمس) الموقف الرسمي من ملف النزوح السوري، مقدما سلسلة اقتراحات من أجل أن تساعد الدول القادرة في تقاسم الأعباء والأعداد. ودعا المجتمع الدولي إلى «وعي خطورة العبء الذي بات يشكله استمرار تدفق النازحين من سوريا إلى حد لم يعد بإمكان لبنان حكومة وشعبا تحمل تداعياته».

وكرر وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال، وائل أبو فاعور، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، مناشدة الدول العربية، الحريصة على الشعب السوري وعلى لبنان واستقراره، الوقوف الفعلي إلى جانب لبنان، أولا من أجل حماية الشعب السوري من المقتلة التي يتعرض لها على يد (الرئيس السوري) بشار الأسد، وثانيا لحماية استقرار لبنان في ظل تحول النزوح إلى أزمة كبرى».

وذكر أبو فاعور بالنداءات المتكررة التي أطلقها في وقت سابق إعلاميا وخلال اجتماعات مجلس الوزراء لناحية أن «أزمة النزوح باتت تتجاوز حدود قدرة الدولة اللبنانية والشعب على الاحتمال، وتحذيره من الوصول إلى حد (انفجار اجتماعي)»، كاشفا عن «مخاوف حقيقية من انهيار النظام الصحي في لبنان بسبب الأعباء التي يرتبها وجود النازحين السوريين».

وقال أبو فاعور إن «الرئيس سليمان وبعد ترؤسه اجتماعا للجنة المخولة مواكبة ملف النازحين السوريين باشر تنفيذ سلسلة خطوات تم الاتفاق عليها على المستوى الدبلوماسي والمحلي من أجل تدارك الأخطار الناجمة عن تزايد النازحين، على وقع الإرباكات التي تحصل نتيجة ضغوط أمنية واقتصادية واجتماعية وتكرار التوترات بين لبنانيين وسوريين على خلفيات اجتماعية». ولفت إلى أن سليمان سيستكمل غدا لقاءاته، وربما يقدم لبنان على خطوة باتجاه الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن بشأن أزمة النزوح».

وأكدت الناطقة باسم مفوضية اللاجئين في بيروت، دانا سليمان، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «بات من الصعب جدا أن يتحمل لبنان أعباء النازحين السوريين من دون أي مساعدة من الدول المانحة»، مشددة على أنه «لا قدرة للبنان على تأمين الاحتياجات المتزايدة للنازحين، ومن هنا تم إطلاق نداء التمويل الخامس بالتعاون مع الحكومة اللبنانية والمنظمات الشريكة».

واعتبر نائب ممثلة مكتب المفوضية في لبنان، جان بول كافالييري، أن «عدد النازحين الفارين من الحرب الدائرة في سوريا يتزايد بمعدل ينذر بالخطر؛ وعلى غراره احتياجات المجتمعات المضيفة»، لافتا إلى أن «وكالات الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإنسانية والحكومة اللبنانية تواجه تحديات ضخمة لمواكبة هذه الأزمة المتنامية».

وبحسب مفوضية شؤون اللاجئين، فإن الأرقام الواردة في خطة الاستجابة التي توسع نطاق الاحتياجات لتغطية العام الحالي، تصيب المطلع عليها بالذهول، مع توقع ارتفاع عدد النازحين المسجلين إلى مليون شخص. علما بأن الخطة تتضمن أيضا الاستجابة للتصدي للاحتياجات الإنسانية لنحو 80 ألف لاجئ فلسطيني وافدين من سوريا وما يصل إلى 49 ألف عائد لبناني، فضلا عن 1.2 مليون لبناني من سكان المجتمعات المضيفة المحلية المتأثرة بشدة جراء تدفق النازحين.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن نحو أربعة ملايين طفل سوري يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة أن أكثر من 10 ملايين من السوريين، أي ما يعادل نصف سكان البلاد، يحتاجون إلى المساعدة بحلول نهاية هذا العام. وفي سبيل التخفيف من تداعيات هذه الأزمة، وجهت الأمم المتحدة أول من أمس نداء لجمع 5.2 مليار دولار حتى نهاية العام الحالي، في رقم قياسي تاريخي، لتمويل عملياتها في سوريا والدول المجاورة.

«الحر» يخسر آخر مواقعه في القصير.. وصواريخ «غراد» تسقط على قصر الشعب في دمشق

«الصليب الأحمر اللبناني» ينقل عددا من جرحى القصير إلى مستشفيات البقاع

لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»

تسعى الآلة الإعلامية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، سواء السورية منها أم التابعة لأطراف إقليمية، لاستثمار استعادة سيطرة القوات النظامية على مدينة القصير، وسط سوريا، قبل أيام وتصوير المعارك القتالية الدائرة حاليا على أساس أنها «الفصل الأخير» من جهود الدولة في القضاء على «الإرهابيين والتكفيريين» الأمر الذي أكده أمس رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي، الذي قال إن «انتصارات الجيش السوري المتلاحقة والمتسارعة على كل الأراضي السورية مستمرة حتى اجتثاث آخر إرهابي ومرتزق على الأراضي السورية».

وعرض التلفزيون السوري أمس مشاهد لشوارع قرية البويضة الشرقية، 13 كيلومترا شمال القصير، بعد ما «تمكنت قواتنا المسلحة الباسلة من إعادة الأمن والأمان» إليها وهي خاوية إلا من المباني المهدمة. وتزامنا مع ذلك، قالت قناة حزب الله اللبناني إن «القوات النظامية تمكنت من إلقاء القبض على العشرات من عناصر المعارضة في البويضة».

وعرض التلفزيون الرسمي «قذائف تحمل مواد كيميائية في بلدة البويضة الشرقية عليها كتابات باللغة العبرية»، متهما مقاتلي المعارضة «بالتواطؤ» مع إسرائيل. لكن تل أبيب سارعت لنفي الأنباء، وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي إن ما عرض في القصير هو من مخلفات انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، وواضعا ما يسوقه الإعلام الموالي لنظام الأسد ضمن سياق «المحاولات اليائسة لصرف الأنظار عن تدخله (حزب الله) في الحرب في سوريا».

وبسيطرة القوات النظامية على البويضة الشرقية بعد ثلاثة أيام من سيطرتها، مدعومة بحزب الله على مدينة القصير، يكون نظام الرئيس بشار الأسد قد استعاد كامل منطقة القصير الاستراتيجية وسط البلاد، والتي تربط دمشق بالساحل السوري، وبات على بعد 20 كيلومترا عن مركز مدينة حمص، التي ستدور على أرضها وحلب رحى «معارك التطهير القادمة» وفقا لتسريبات مسؤولين سوريين. وسيعتمد الجيش النظامي في حمص، وهي الجبهة الأضعف مقارنة بحلب، على «قوات الدفاع الوطني» وهي تشكيلات أنشئت بهدف تنظيم عمل الميليشيات المؤيدة لنظام الأسد، وترتدي زيا رسميا وتتقاضى أجورا من الجيش وتصنف بأنها نوع من قوات الاحتياط. كما سيعتمد النظام في عملياته العسكرية في حمص على الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية كعكرمة والزهراء وكرم اللوز والنزهة وهي أحياء تحيط بمركز المدينة «السني» والمعروف بحمص القديمة. وما يجعل حمص «خاصرة طرية» بالنسبة للمعارضة هو افتقارها لطرق الإمداد بعد سقوط القصير، وتمتع النظام بطرق إمداد بالسلاح من جهتي دمشق والساحل.

أما في حلب، ثاني أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان، فتبدو مهمة الجيش السوري أصعب، إذ لا يمتلك طرق إمداد، كما أنه مني في الأسابيع الأخيرة بسلسلة انتكاسات، وهو أمر عزاه الإعلام السوري إلى تغيير في استراتيجية القتال والرغبة في التركيز على جبهة واحدة عوضا عن تشتيت القدرات في أكثر من جبهة. وسيعتمد النظام في معاركه في حلب على مطارها الدولي، أما في الريف فسيعتمدون على بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المواليتين للنظام، واللتين يحاصرهما الجيش الحر منذ أكثر من 10 أيام طلبا لشبيحة سنة مختبئين فيهما. وما يجعل حلب ساحة أصعب للمعارك هو «هرمية» الجيش السوري الحر هناك، إذ يشرف، إداريا، على المدينة العقيد عبد الجبار العكيدي رئيس المجلس العسكري في المحافظة، بينما يقود المعارك، عملياتيا، عبد القادر صالح قائد لواء التوحيد.

وقد أكد أمس رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس أن نظام الأسد يدفع حاليا بعناصر حزب الله في مقدمة الصفوف، وهي عناصر «تتميز بروح قتالية مرتفعة وحسن التدريب والتسلح بكافة وأحدث أنواع الأسلحة»، على حد وصف القيادي العسكري الذي أضاف أن «المجموعات العراقية والإيرانية تأتي في الصف الثاني». وأشار إلى «وجود أعداد هائلة من عناصر حزب الله في الأكاديمية العسكرية في حلب تتولى عمليات التدريب والحشد وقيادة العمليات في المنطقة». وذكر أن «الوجود العسكري الإيراني كان مقتصرا في البداية على خبراء ودعم فني واستخباراتي، ثم توسع بزيادة عدد القوات».

في غضون ذلك، أعلنت كتائب «مروان حديد» التابعة للمعارضة المسلحة استهدافها «قصر الشعب» الرئاسي، وبعض تجمعات «الشبيحة» في محيطه داخل دمشق، بخمسة صواريخ «غراد». وقالت الكتائب في بيان نشرته على صفحتها على موقع «فيس بوك» إن «عمليات إطلاق الصواريخ واستهداف تجمعات (الشبيحة) والقوات النظامية في دمشق وخارجها ستستمر ردا على تكرار المجازر واستمرار الظلم والبطش». وأظهرت صورا بثها ناشطون على مواقع الإنترنت دبابة تابعة للقوات النظامية تمكنت كتائب الجيش الحر من تفجيرها على المتحلق الجنوبي في دمشق. وأعلن الجيش الحر سيطرته على منطقة الشياح الواقعة بين داريا والمعضمية بعد اشتباكات عنيفة ضد القوات النظامية.

وفي لبنان، نقلت سيارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني عددا من الجرحى الذين تم إجلاؤهم من مدينة القصير عبر بلدة عرسال الحدودية. وقالت مصادر في الصليب الأحمر لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية نقل الجرحى بدأت صباح أمس وانتهت ظهرا»، موضحة أن «عدد الجرحى الذين تسلمتهم كوادر الصليب الأحمر وصل إلى 28 جريحا، تم توزيعهم على مستشفيات البقاع الأوسط والغربي في شتورة وجب جنين وراشيا».

وفي حين لم تحدد مصادر «الصليب الأحمر» نوعية الإصابات التي تعرض لها الجرحى، أظهرت صورا بثتها وسائل الإعلام اللبنانية بعض الجرحى وهم يسيرون على أقدامهم من دون أن تبدو عليهم آثار إصابات بليغة، في حين تم نقل آخرين وهم ممددون على حمالات الإسعاف. وأوضحت مصادر الصليب الأحمر أن «عملية نقل الجرحى تمت بالتنسيق مع الجيش اللبناني واللجنة الدولية للصليب الأحمر».

على صعيد آخر، ناشد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» المجتمع الدولي «إنقاذ مدينة دير الزور من مجزرة قد ترتكبها القوات النظامية بعد قصفها بأطنان من القنابل والمتفجرات التي تلقيها الطائرات وتطلقها الراجمات وتقصفها المدافع، إضافة إلى إطلاق قنابل النابلم الحارقة لاستهداف المدنيين فيها قبل أي طرف آخر».

الأمم المتحدة تدرس تغيير تفويض قوة «أندوف» في الجولان السورية

بعدما حثت الهند والفلبين على إبقاء قواتهما ورفضت العرض الروسي

لندن: «الشرق الأوسط» واشنطن: محمد علي صالح

تبذل الأمم المتحدة جهودا حثيثة لإقناع النمسا بعدم سحب جنودها العاملين في القوة الدولية لمراقبة فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل «أندوف» الموجودة في الجولان قبل تاريخ 26 يونيو (حزيران) الجاري، موعد انتهاء مهمة «أندوف» التي ستمدد بشكل تلقائي.

وتسعى المنظمة العالمية من خلال هذا الاقتراح شراء بعض الوقت، ريثما تستطيع إقناع دول أخرى، كالهند والفلبين وفيجي، بإرسال مزيد من القوات لسد الفراغ الذي أحدثه الانسحاب النمساوي، أو تغيير التفويض المعطى لهذه البعثة بالشكل الذي ينسجم مع عرض موسكو التي أبدت استعدادها لإرسال جنود لمراقبة وقف إطلاق النار في الجولان، وذلك وفقا لما فُهم من تصريحات أدلى بها رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة، مارك ليال غرانت عقب مشاورات مغلقة مساء أول من أمس.

وأكد غرانت أن قوة حفظ السلام في الجولان في موقع «خطير» لكن مجلس الأمن الدولي يعتبر مهمتها أساسية، مشيرا إلى أن كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن «متوافقة على وجوب أن تواصل القوة مهمتها رغم تقليصها مؤقتا»، مضيفا «نحن في وضع خطير وعلينا أن نعمل معا لتفادي انهيار البعثة». وأضاف أن إدارة عمليات حفظ السلام تبحث عن مساهمين جدد وتسعى لإقناع الدول المساهمة حاليا بزيادة عدد قواتها وتسعى أيضا إلى إقناع فيينا بـ«تأخير مغادرة» جنودها الـ377، لافتا إلى أنه ينبغي في مرحلة تالية مناقشة «تعزيز أو تغيير وتعديل التفويض للتكيف مع الظروف الراهنة» مع استمرار النزاع في سوريا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في وقت سابق عن استعداد بلاده لإرسال 380 جنديا ليحلوا محل القوة النمساوية، مشترطا، في سبيل تحويل «العرض» إلى واقع إبداء القوى الإقليمية اهتماما به وطلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ذلك بشكل رسمي. لكن العرض الروسي قوبل بالرفض من جانب نيويورك، إذ قال بيان صادر عن مكتب كي مون، إن اتفاقية فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا بعد حرب 1974، تمنع مشاركة قوات من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وروسيا عضو دائم في المجلس. وقال مارتن نيسركي، المتحدث باسم الأمم المتحدة، «نقدر عرض روسيا تقديم قوات لنشرها في الجولان. لكن، اتفاق فك الاشتباك، وبروتوكولاته المبرمة بين سوريا وإسرائيل، لا يسمح للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بالمشاركة في قوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان».

يشار إلى أن «أندوف» قومها 1043 وكان يعمل فيها قوات كندية ويابانية وكرواتية (انسحبت في وقت سابق)، إضافة إلى جنود من النمسا والهند والفلبين (موجودة حاليا على الأرض). من جهته، قال السفير الروسي فيتالي تشوركين لمجلس الأمن إن على الأمم المتحدة إعادة النظر في منع قوات الدول العظمى من المشاركة في القوة. وردا على سؤال حول الرفض الذي عبرت عنه الأمم المتحدة، صرح تشوركين أن موسكو «على علم بهذه الوثيقة ولكنها تعتبر أن الزمن قد تغير». وأضاف أن البروتوكول الذي أوقف الحرب بين إسرائيل وسوريا في 1973 «وقع قبل 39 عاما في خضم الحرب الباردة والآن تغيرت الأمور كليا وقوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان في وضع سيئ». وتابع «نحن نعرض خصوصا إنقاذ هذه القوة ويجب بالتأكيد حل هذه المشكلة».

لكن الجهود الروسية قوبلت ببرود من أطراف عدة داخل أروقة المنظمة العالمية، إذ قال مسؤولون في الأمم المتحدة، طلبوا عدم ذكر هويتهم، إن مفاوضات تجري مع دولة واحدة على الأقل غير روسيا (يرجح أن تكون فيجي)، موضحين أنهم يأملون في إعادة حجم هذه القوات إلى حده الأعلى المحدد بـ1250 جنديا. وهو ما استدعى انتقادا روسيا سريعا، إذ كتب جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أمس على حسابه في «تويتر» أن «الحفاظ على السلام والاستقرار يتطلب تفكيرا سياسيا مختلفا»، ووصف جاتيلوف سياسة الأمم المتحدة في هذا الشأن بأنها «تقادمت» وأضاف أنه «ليس هناك ضرورة للتمسك بمحاذير عمرها 40 عاما». وعلى صعيد ردود الأفعال، دعت الولايات المتحدة جميع الأطراف في المنطقة إلى تفادي القيام بأي تصرف «يهدد» وقف إطلاق النار طويل الأمد في مرتفعات الجولان. وحثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين بساكي كل الأطراف على التقيد باتفاقية وقف إطلاق النار، مؤكدة من جديد «الالتزام الأميركي المستمر» بدعم قوات الأندوف ومراقبة الوضع عن كثب. أما النظام السوري فصرح على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أمس بترحيبه لاستعداد «جمهورية روسيا الاتحادية لإرسال قوات روسية لتحل محل القوات النمساوية وتؤكد استعدادها للتعاون التام مع هذه القوات»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية.

رئيس الائتلاف: ما يجري في سوريا يغلق أبواب الحلول السياسية

إدريس يربط حضور «جنيف2» بوصول السلاح

لندن: «الشرق الأوسط»

قال جورج صبرا، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض بالإنابة إن ما يحدث في سوريا الآن من تدخل إيران وميليشيات حزب الله «يغلق الأبواب أمام أي حديث عن مؤتمرات أو مبادرات سياسية» حول تسوية الأزمة.

وأضاف صبرا، في مؤتمر صحافي لقيادات الائتلاف العسكرية والسياسية في إسطنبول: إن «المحور الإيراني يحاول أن يعمم ما يحصل في سوريا على الدول المجاورة» وأشار صبرا إلى أن بلاده تتعرض إلى غزو خارجي تقوده «طائفة بغيضة، » على حد وصفه ترفع الأعلام السوداء على أبواب جوامع وكنائس سوريا.

وحذر رئيس الائتلاف بالإنابة من أن ارتدادات ما تعيشه سوريا اليوم سينتقل إلى دول الجوار. في غضون ذلك، أكد الأمين العام للائتلاف، مصطفى الصباغ، في كلمة له في المؤتمر ذاته أن «سوريا تتعرض لغزو مباشر بكل معاني الاحتلال الأجنبي، مما يضع العالم بأسره ومجموعة أصدقاء سوريا أمام مسؤولياتهم». وشدد على أن «قلب موازين القوى على الأرض لا يتطلب إلا بضع ساعات حال توافر الإرادة السياسية». وقال إن «النظام السوري سقط، وأكبر دليل على ذلك أن المعارضة السورية تحارب الآن إيران وحزب الله».

من جانبه، أعلن رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الحر اللواء سليم إدريس أن المعارضة السورية لن تشارك في مؤتمر «جنيف2» المرتقب في حال لم يحصل مقاتلو المعارضة على دفعات إضافية من السلاح.

وأضاف إدريس في تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية قوله «إن لم نحصل على العتاد والسلاح لتغيير الوضع على الأرض، يمكن أن أقول بصراحة إننا لن نذهب إلى جنيف». وشدد إدريس على أن مؤتمر «جنيف2» للسلام هو فكرة جيدة من حيث المبدأ، ولكنه أبدى قلقا من تداعيات سلبية لو تم عقده قبل تعزيز مواقع المعارضة. وقال إن «عقد مؤتمر جنيف هو فكرة غربية، ولكن يجب أن نكون أقوياء على الأرض كجيش سوري حر، وكمعارضة» متسائلا: «ما الذي يمكن أن نطلبه إن ذهبنا إلى جنيف، ونحن ضعفاء؟ سيقول الروس والإيرانيون وممثلو النظام: أنتم لا قوة لكم، ونحن نسيطر على كل شيء، ما الذي جئتم لطلبه؟» وأشار قائد «الجيش الحر» إلى أن القدرات العسكرية لمقاتلي المعارضة أقل بكثير مما هو لدى الجيش الحكومي، مضيفا أن الأخير استخدم المدفعية بعيدة المدى والدبابات والصواريخ من نوع «أرض – أرض» والطائرات الحربية، فيما ليست لدى المعارضة سوى أسلحة خفيفة، بما في ذلك البنادق الآلية والرشاشات والمورتر وراجمات القنابل «آر بي جي».

لبنان يعيش أسوأ كارثة سياحية منذ 10 سنوات في ظل أزمة سوريا

غياب السياح الخليجيين يخسره 65% من مداخيل القطاع

بيروت: كارولين عاكوم

لا يجد أصحاب الفنادق والمطاعم وصفا للوضع السياحي والاقتصادي في لبنان سوى «الكارثة الحقيقية» في ظل الأزمة السياسية والأمنية التي يعيشها لبنان منذ أكثر من عامين، لتصل اليوم إلى ذروتها، ضاربة بعرض الحائط كل الآمال التي كانت معقودة على موسم عام 2013.

وجاء قرار دول مجلس التعاون الخليجي بتحذير رعاياها من الذهاب إلى لبنان وحتى مغادرته، لتزيد الأمر سوءا وتقفل الباب أمام أي إمكانية لتصحيح الوضع ما لم تحصل معجزة، بحسب ما يرى نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر. وهي المرة الأولى التي يتخذ فيها قرار خليجي مماثل بشكل «جماعي»، إذ كانت الدعوات تأتي في وقت سابق من بعض الدول منفردة، لتعود الأمور وتصحح بعد فترة قصيرة.

وكرر السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري دعوة دول الخليج، مشيرا في بيان إلى ضرورة عودة جميع السعوديين الموجودين في لبنان إلى وطنهم؛ التزاما بالدعوة الصادرة من مجلس التعاون الخليجي حرصا على سلامتهم.

وإضافة إلى أزمة سوريا وتداعياتها على السياحة البرية بشكل خاص، لا يساهم الوضع الأمني اللبناني في جذب السياح العرب، وحتى اللبنانيين المغتربين للمجيء إلى لبنان، خصوصا بسبب التوترات الأمنية التي تشهدها مناطق لبنانية عدة، أبرزها طرابلس، حيث أدى تجدد الاشتباكات أمس إلى مقتل المواطن السوري طلال حسون وخلق حالة من الذعر في أسواق المدينة. وكان لافتا إشارة «جمعية إنماء طرابلس والميناء» أمس إلى أنه «أمام الكارثة التي تعيشها المدينة، يبدو أنها مهددة بانهيار مزدوج، الأول يتعلق باستمرار الاقتتال العبثي، والثاني خسارة السياحة، حيث كان المجتمع الأهلي الطرابلسي يعلق أهمية على هذا الموسم من أجل إبراز معالم وجمال مدينة الفيحاء.. الأمر الذي يعني خسارة فادحة لأبنائها المغتربين الذين فضلوا عدم المجيء بسبب الظروف الراهنة».

«الوضع صعب للغاية والفترة المقبلة قد تكون الأصعب منذ نحو 10 سنوات»، بحسب ما يقوله نقيب أصحاب الفنادق لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «كان لدينا بصيص نور أو أمل، إلى أن جاء قرار دول المجلس الخليجي ونسف أي احتمال قد يعيد إحياء موسم هذا العام في بلد يؤمن فيه السياح العرب 65 في المائة من مداخيل القطاع السياحي.. الأمر الذي جعلنا نخسر العنصر الأساسي لمنظومة السياحة اللبنانية».

ويشير الأشقر إلى أن «نسبة تشغيل الفنادق التي وصلت في عام 2008 إلى 80 في المائة تراجعت العام الماضي إلى 50 في المائة لتتدنى اليوم إلى 16 في المائة». وفي حين يوضح أن «هذه الأرقام تثبت مدى تأثير الوضعين الأمني والسياسي على الوضع الاقتصادي في لبنان»، يستشهد بما حصل منذ ثلاثة أشهر «حين تم تكليف النائب تمام سلام لتشكيل حكومة جديدة، برغم أن الوضع الأمني حينها، لم يكن سليما كما يجب، فإنه بين ليلة وضحاها بدأت أسهم الحجوزات ترتفع والحركة الاقتصادية تنشط، واستمر الوضع عليه لمدة شهر ليعود بعدها ويتراجع مع عودة الأحداث الأمنية في عدد من المناطق، ولا سيما طرابلس وصيدا والبقاع والشمال».

ويعتبر الأشقر أن «ما يزيد الأمر سوءا هو هذا الانقسام الحاد بين الفئات اللبنانية نتيجة الأزمة السورية؛ إذ إن هذه الخلافات لم تقتصر على السياسية منها، إنما تعدتها إلى مواجهات عسكرية، وهو الأمر الذي لا يبشر بالخير أبدا».

وبرغم تشاؤمه من الوضع القائم، فإن الأشقر يرى أن «من شأن التوافق اللبناني – اللبناني إذا حصل ونتج عنه تأليف حكومة أن يؤدي إلى استعادة الاقتصاد عافيته خلال أيام قليلة»، مشيرا إلى أن «هذا الواقع لا ينعكس فقط على استغناء العرب عن لبنان بوصفه وجهتهم السياحية هذا العام فحسب، إنما على المغتربين الذين يعتمد القطاع السياحي عليهم أيضا، ويبدو أنهم لغاية الآن يترددون في اتخاذ قرار المجيء أو عدمه».

في موازاة ذلك، يلفت نقيب أصحاب المطاعم والملاهي بول العريس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «قبل اتخاذ دول الخليج قرارها بتحذير رعاياها من المجيء إلى لبنان، ضربت السياحة عبر البر من الدول القريبة بشكل شبه نهائي، حيث يخسر لبنان 350 ألف سائح سنويا بسبب الأزمة السورية».

وكان وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود قد عبر عن تفهمه لحرص بلدان الخليج العربي على حماية رعاياها، مجددا التأكيد على أن «إرادة الحياة تبقى أكبر من أي يوم في تاريخنا، وهذا البلد لن يتمكن أحد من محوه سياحيا».

واعتبر عبود أنه «يجب أن لا نضخم الحوادث الأمنية التي تحدث في لبنان، وبالتالي ليس صحيحا أن الوضع في لبنان ميؤوس منه، إذا أخذنا نسبة السرقات، نسبة التعديات، نسبة الجرائم، مقارنة بأي مدينة سياحية في لبنان، نرى أن هذه النسبة ما تزال معقولة، والبلد ليس بلدا يطبق شريعة الغاب».

ويتوافق كل من العريس والأشقر على اعتبار أن «الأمن والسياسة يشكلان البورصة التي من خلالها تتحدد الصورة الاقتصادية بشكل عام، والسياحية بشكل خاص»، مشددين على أن «إعادة النهوض في لبنان، ولا سيما في هذين القطاعين، سريعة إلى درجة كبيرة، وبالتالي يبقى الوضع مرهونا بمعجزة ما تأتي من الخارج وتؤدي إلى التهدئة، ومن ثم إلى سير الأمور السياسية كما يجب، لينعكس ذلك فورا على الاقتصاد».

ويكشف العريس عن أن «هذا العام هو الأسوأ بالنسبة إلى لبنان، حتى مقارنة مع الأزمات التي مر بها لبنان في السنوات الأخيرة، ولا سيما منذ عام 2005»، مذكرا بأن «الأزمة التي شهدها لبنان خلال عدوان يوليو (تموز) 2006 عادت وانحسرت بعد شهر واحد واستعاد القطاع عافيته». ويضيف: «لم يختلف الأمر كثيرا عام 2008 عندما شهد لبنان في شهر مايو (أيار) أحداثا أليمة ومعارك بين اللبنانيين أنفسهم؛ إذ ازدهر الموسم بعدها، فيما كان عاما 2010 و2011 الأفضلين». ويخلص إلى أن «مؤشر الأزمة بدأ منذ اندلاع المعارك في سوريا إلى أن وصلت إلى أقصاها هذا العام».

ويشدد العريس في الوقت عينه على أن الأزمة هذا العام وصلت إلى ذروتها، لا سيما بعد إقفال أكثر من 300 مؤسسة سياحية أبوابها منذ بداية العام الحالي، متوقعا أن «هذا الوضع قد يتجه نحو الأسوأ في الفترة المقبلة، لا سيما أن أصحاب المؤسسات السياحية التي تقاوم منذ أكثر من سنتين، قد استهلكوا ما لديهم من المخزون الاحتياطي وبدأوا الآن يصرفون من مالهم الذاتي، وبالتالي قد لا يجدون قدرة على الاستمرار، وقد يواجهون بدورهم خيار الإقفال وتشريد المزيد من اليد العاملة اللبنانية في هذا القطاع».

“النُصرة” في لبنان: عرسال ممرّها وبيروت مسرحها اللوجستي

“جبهة النصرة” في لبنان … عنوانٌ دوّى في التقارير الأمنيّة والمخابراتيّة في الفترة الأخيرة، وتردّد صداه تخوّفات وتحليلات بين اللبنانيين وفي وسائل الإعلام. وبعد معركة القصير التي سقطت في أيدي النظام السوري و”حزب الله”، وبعد التهديدات التي وجّهها مقاتلو المعارضة السورية بالردّ على “حزب الله” داخل لبنان، وبعد صاروخين أُطلِقا على الضاحية الجنوبية لبيروت، هل بات لبنان فعلاً “موطئ قدم” لـ”جبهة النصرة” و”ساحة تموضع” لها؟

تؤكّد مصادر متطابقة، رفضت الكشف عن هويتها، في حديث إلى موقع “NOW”، وجود عناصر لـ”جبهة النصرة” في لبنان، إلاّ أنّها تختلف في تحديد مهمتها ودورها ومناطق انتشارها، في حين أنّ معظم القوى السياسيّة المنتشرة في هذه المناطق تنفي نفياً قاطعاً وجود تنظيمات لـ”جبهة النصرة” فيها.

البقاع: “الجرّاح مسؤول عن إدخال النصرة من عرسال”

بقاعاً، أفادت مصادر ميدانيّة لـ”NOW” عن “انتشار مجموعات مسلّحة، منها “جبهة النصرة”، في عرسال ومجدل عنجر، وعلى طول الخط الحدودي مع سوريا في المناطق المتداخلة، وهي تظهر إلى العلن أحياناً”. هذا الأمر أكّده أيضاً نائب بقاعي في قوى “8 آذار”، قال إنّ “المنفذ الوحيد المتبقّي لعناصر “جبهة النصرة” المتواجدين في لبنان هو من عرسال”. ويتّهم هذا النائب البقاعي عضو كتلة “المستقبل” النائب جمال الجرّاح بأنّه “المسؤول الأول عن إدخال وإخراج عناصر “النصرة” من عرسال وإليها ومتابعتهم”.

في المقابل، اكتفى رئيس بلدية عرسال علي الحجيري في حديث إلى “NOW” بالقول: “لا معلومات لديّ عن هذا الموضوع”، مضيفاً: “ماذا سيفعل عناصر “جبهة النصرة” هنا؟ أعتقد أنّ هدف من يثير البلبلة خلق الفتنة عبر شريك له في التطرف”.

عضو كتلة “المستقبل” النائب عصام عراجي أكّد بدوره “ألا وجود لعناصر من “جبهة النصرة” في مجدل عنجر”، وأضاف: “كل شخص يطلق لحيته أصبح من “جبهة النصرة” بنظرهم. بالطبع لا يوجد أيّ تنظيمات من هذا النوع عندنا”. ورأى عراجي أنّ “من يطلق هذه المعلومات هدفه تبرير تدخلاته في القتال في القصير وسوريا”، وأنّ “إدراج اسم مجدل عنجر قد يكون هدفه التحضير لعملية ما فيها”.

إلى ذلك، لا يستغرب الشيخ عدنان إمامة أن “يقول الأمين العام لـ”حزب الله” (حسن نصرالله) أنّ “جبهة النصرة” في مجدل عنجر، لأنّها فبركة من فبركاته، وسخافة مما يروّج له، محاولاً إيجاد أي ذريعة لتنفيذ المشروع الإيراني”. ويضيف: “نحن نستقبل النازحين السوريين، ونصفهم لا يعرف كيفية الوضوء، فكيف يكونون من “النصرة”؟”.

 الشمال: “جبهة أسديّة” أو “متعاطفين مع “النصرة”؟

في مقابل تأكيده وجود عناصر لـ”جبهة النصرة” في عرسال وعلى الخط الحدودي البقاعي، يعود النائب من 8 آذار لاتهام عضو آخر من كتلة “المستقبل” هو النائب خالد الضاهر في “دعم هذه الجماعات في الشمال وخصوصاً عكار”، وإن كان برأيه أن دورها في الشمال انتهى “وبات اليوم يتركز في البقاع”.

عضو كتلة “المستقبل” النائب معين المرعبي، يردّ في هذا الإطار، بإشارته إلى “وجود “جبهة نصرة أسديّة” في المناطق التي تتبع النظام السوري في عكار، هدفها تنفيذ أوامر الأسد ونصرالله والمشروع الايراني”، مؤكداً ألا وجود “لجبهة النصرة التي يتكلمون عنها”.

طرابلس المشتعلة، لم تسلم من حمم الاتهامات بوجود لـ”جبهة النصرة” فيها، خصوصاً في ظل وجود تيارات سلفية قريبة منها. إلا أنّ الشيخ نبيل رحيم، ينفي عبر “NOW”، وجود تنظيمات لـ”النصرة” نفياً قاطعاً، ويوضح أنه “قد يكون هناك أشخاص متعاطفون معها ومؤيدون لها لأنّهم يقاتلون النظام السوري، ولكن ليس هناك أي تنظيمات لها”. ويتهم رحيم “النظام السوري بإطلاق هذه الإشاعات”، ويرى أنّ “هدفه تشويه سمعة طرابلس وإظهارها وكأنها خارجة عن لبنان وتحريض الجيش اللبناني على استهدافها”.

بيروت: “النصرة تعتمد عليها”

بيروت أيضاً كانت واحدة من المناطق التي قال النائب في 8 آذار إنّ “النصرة” موجودة فيها، و”خصوصاً في طريق الجديدة”، قائلاً: “من يريد بإمكانه أن يراهم بالعين المجردة”، ويشير إلى “خلايا نائمة في المناطق السنيّة”.

تأكيدات نائب 8 آذار، توازيها أخرى من مصادر مطلعة على ملف “جبهة النصرة” قالت لـ”NOW” إن هناك وجوداً لـ”النصرة” في لبنان ولا سيما في بيروت “لموقعها الجغرافي والخدمات المتوافرة فيها وسرعة التواصل والاتصالات فيها”، موضحاً أنّ “النصرة تعتمد على المدينة أولاً لوجستياً وثانياً لتجنيد عناصر ودعمها في سوريا”.

ورداً على سؤال، تشير المصادر إلى “وجود تيارت متحالفة مع “النصرة” تنتهج التفكير نفسه، ولها وجود أمني وفاعل في لبنان، ما يشكل مناخاً مناسباً من أجل تجنيد جماعات لبنانية وفلسطينية وسورية للانضمام إلى النصرة”. وحذّرت المصادر من أنّ “هذه المنظمات ستستخدم المناطق التي تلقى فيها تأييداً شعبياً وبيئة خصبة لمحاولة تجنيد مناصرين لها، ولا أحد يعرف متى تنقلب المهمة اللوجستيّة لهذه المجموعات في لبنان إلى مهمة جهاد”.

ويردّ المدير التنفيذي لرابطة أهالي بيروت والناشط الاجتماعي ابراهيم خرشي عبر “NOW” على هذه المعلومات، بالقول: “لا وجود لـ”جبهة النصرة” في بيروت بل هناك جماعات تتعاطف معها لتطابق الأفكار في ما بينها ولكن ليست موجودة كتنظيم”. ويشير خرشي إلى “مشاكل حدثت في المدينة الرياضيّة أو خلفها أو في حيّ فرحات وقالوا إنّ من قام بها تيارات سلفيّة و”جبهة النصرة”، وهو أمر غير صحيح”.

عين الحلوة: “لا عناصر لـ”النصرة” فيها.. حتى الآن”

أما مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، والذي قيل إنّه شهد اجتماعاً لمسؤولي “جبهة النصرة” فيه، فيوضح عضو قيادة الساحة في حركة “فتح” محمود عبد المجيد عيسى المعروف بـ”اللينو” لـ”NOW” أنه “حتى الآن لا وجود لـ”جبهة النصرة” في المخيم، وفق المعلومات التي أملكها وليس هناك أيّ إعلان عنها”. ويضيف: “نحن نقوم بواجباتنا وهناك بعض المجموعات المشبوهة التي قد تكون محسوبة على “النصرة”، ولكن لا تأكيدات بهذا الشأن، ونحن لن نسمح لأي شيء أن ينعكس على أمن المخيمات”.

وجود “جبهة النصرة” في لبنان سيشكّل إذاً في الأيام المقبلة خطراً كبيراً على لبنان، بغضّ النظر عن دقة المعلومات حول هذا الوجود، إذ إن مجرد الحديث عن الأمر يفتح الباب أمام إمكانية استغلاله من أي جهة تريد تعكير الأمن. فهل في لبنان من جهة رسمية تتحرك “جدياً” لمتابعة هذا الملف وحماية البلاد؟ سؤال برسم كل مسؤول لبناني، عسى أن لا يكون الأمر على قاعدة “ما في دخان بلا نار”.

تذمّر في الأردن من اللاجئين السوريين: عمالة منافسة وموارد غير كافية

يرزح الأردن تحت وطأة مليون ومئتي ألف لاجئ سوري عبروا إليه منذ اندلاع الثورة في بلادهم مطلع آذار من العام 2011 وحتى الأول من حزيران/ يونيو 2013، وذلك بحسب إحصائيات رسمية صادرة عن الحكومة الأردنية.

هذا التدفق في أعداد اللاجئين زاد من معاناة البلد الفقير، بما شكله من ضغط على الموارد المحدودة للدولة الأردنية، ورتّب كلفة إضافية على موازنة تعاني العجز، الأمر الذي دفع بالحكومة إلى درس إعلان المحافظات الشمالية المتاخمة للحدود السورية “منكوبة بفعل اللاجئين”، الذين باتوا ينافسون الأردنيين على كل أسباب الحياة.

ويُشكّل اللاجئون السوريون اليوم 15 بالمئة من تعداد سكان الأردن، البالغ وفق أرجح الإحصائيات ستة ملايين نسمة، وذلك بحسب المنسق العام لشؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود.

هذا العدد إلى ارتفاع، إذ إن معدلات التدفق الحالية للاجئين يبلغ متوسطها اليومي ألف وخمسمائة لاجئ، وهذا ما سيجعل اللاجئين أكثر من 40 بالمئة من تعداد سكان الأردن منتصف العام 2014، وفق إعلان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة.

هذه الأرقام “الـمخيفة” المتوقّعة يستند إليها الرسميون في دراسة الأثر الذي يخلّفه اللجوء السوري على الأردن. ويكشف الحمود في حديث لموقع “NOW” عن دراسة أعدّتها وزارة التخطيط الأردنية مطلع العام الجاري خلصت إلى أن “660 ألف لاجئ سوري يكلّفون الدولة نصف مليار دولار خلال العام 2013”.

وبحسب دراسة عمل عليها فريق من الباحثين في المجلس الاقتصادي والاجتماعي بلغت كلفة اللاجئين السوريين على الاقتصاد الأردني خلال العامين الماضيين نحو 832 مليون دولار.

ويقول الحمود: “عالمياً يعتبر ما نسبته 0.7 بالمئة من اللاجئين إلى عدد السكان عبئاً على الدولة المضيفة، فكيف الحال في الأردن مع اللاجئين؟”، ويضيف: “إن أثر اللاجئين امتد ليشمل مختلف القطاعات الخدماتية، من صحة وتعليم وإيواء وطاقة ومياه ومواصلات، خصوصاً وأن غالبية اللاجئين يقيمون خارج أسوار مخيمات اللجوء البالغ عددها مخيمين حتى الآن، والتي تضم حتى مطلع حزيران/يونيو 164 ألف لاجئ، فيما يتوزع العدد المتبقي على أرجاء المملكة”.

وقدّرت دراسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي كلفة تعليم 14 ألف لاجئ نحو 46 مليون دولار، فيما بلغت فاتورة علاج اللاجئين 33 مليون دولار، وزادت بفعلهم فاتورة الطاقة البالغة 56 مليار دولار سنوياً، ما معدّله 18 مليون دولار في السنة، وهذه كلها أرقام ترصد أثر اللاجئين خلال العامين الماضيين، حيث لم يكن يزيد عددهم على 300 ألف لاجئ.

الأرقام السابقة لم تزعج الأردنيين، فأثرها لم ينعكس عليهم مباشرة، بل إن ما أزعجهم من أثر مباشر تمثلّ بانعكاس هذا اللجوء على سوق العمل وأجور السكن وحصص المياه.

الحمود حمّل اللاجئين مسؤولية فقدان مزيد من الأردنيين فرص العمل، فيما كشفت إحصائيات غير رسمية ان نسبة اللاجئين السوريين في سوق العمل الأردني بلغت 30 بالمئة، حسب الناطق بإسم وزارة العمل هيثم الخصاونة.

وقال الخصاونة لـ”NOW”: “إغتنَم أصحاب العمل وجود اللاجئين كعمالة رخيصة كفرصة للاستغناء عن العمالة المحلية، حيث يوافق اللاجئون على العمل بأجر لا يتعدى 141 دولاراً في الشهر في بلد يحدد فيه الحد الأدنى للأجور بـ 286 دولاراً”.

وما زاد من قناعة أرباب العمل الاعتماد على اللاجئين شهرة السوريين بأنّهم تجار وحرفيين مهرة، لترتفع بذلك نسبة البطالة بين الأردنيين البالغة 25 بالمئة حسب تقرير التنمية البشرية للعام 2013.

وزارة العمل الأردنية، وفي مسعى للحد من “تغوّل” اللاجئين على سوق العمل الأردني أطلقت حملة للتفتيش على المنشآت التي تشغِّلهم بشكل مخالف، تحت طائلة إغلاقها، وفق ما أكد الخصاونة.

أما الإيجارات فقد ارتفعت بشكل جنوني نتيجة لزيادة الطلب من قبل اللاجئين المقيمين خارج المخيمين، لاسيما في محافظات الشمال. وزاد متوسط إيجار البيوت في الأردن من 212 دولاراً شهريًا إلى ضعف المبلغ وهو ارتفاعٌ عجز الأردنيون عن مجاراته، وتطور الأمر إلى احتجاجات مطلع العام 2013، حيث نصب بعض الأردنيين خياماً في محافظة المفرق (68 كيلومتراً شمال شرق عمّان) للإقامة فيها وكتبوا عليها “مخيم النازحين الأردنيين”.

الأثر الأكثر صعوبة الذي تركه اللاجئون، ضغطهم الهائل على مياه الشرب في بلد يصنّف ضمن أفقر أربع دول في العالم مائياً. وفقاً لإحصاءات وزارة المياه والري الأردنية، التي أُعدّت قبل توافد اللاجئين، يبلغ العجز المائي في الأردن سنوياً خمسمائة مليون مترٍ مكعب، وهو العجز الذي يجعل المياه في الصيف كنزاً ثمينا يلهث وراءه المواطنون.

المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لدى الأردن حددت حاجة اللاجئ اليومية داخل المخيم من المياه بـ 50 لتراً، الحصة التي اعتبرها الخبير المائي الدكتور مروان الرقاد مناسبة، غير أنه أشار إلى أن حصة اللاجئ خارج المخيم تتجاوز ما هو محدد للاجئ داخل المخيم.

دراسات غير رسمية تشير إلى أن اللاجئين يتحملون المسؤولية عن عجز مائي يبلغ ستمائة مليون متر مكعب سنوياً. وتوقّع الرقاد أن يكون العجز المائي في الأردن متساوياً ونسبة الوجود السوري، والذي حدده بين 10- 15 بالمئة.

قتيل بمظاهرة أمام سفارة إيران في لبنان

                                            قتل شخص متأثرا بجروحه وأصيب أربعة آخرون أثناء مظاهرة أمام السفارة الإيرانية في العاصمة اللبنانية بيروت احتجاجا على مشاركة حزب الله في القتال في سوريا.

وكان حزب الانتماء برئاسة أحمد الأسعد قد دعا إلى هذه المظاهرة التي تصدى لها مناصرون لحزب الله مما أسفر عن وقوع اصابات.

وقالت مراسلة الجزيرة في بيروت إلسي أبو عاصي إن الحادث وقع لدى قدوم بعض المتظاهرين نحو السفارة الإيرانية حيث اعترضهم عدد من مناصري حزب الله, وأطلق أحدهم النار من مسدسه فأصاب متظاهرا يدعى هاشم السلمان وهو رئيس مصلحة الطلاب بحزب الانتماء, والذي توفي لاحقا بالمستشفى.

وقالت المراسلة إن ما حدث أدى إلى تركيز الاهتمام في بيروت على تلك المظاهرة للإعلان على رفض مشاركة حزب الله في القتال بسوريا, مشيرة إلى أن صيدا ستشهد لاحقا مظاهرات مماثلة.

في هذه الأثناء, أعلن الجيش اللبناني في بيان أنه مستمر في تعقب مطلق النار, وقال إنه ضرب طوقا أمنيا حول السفارة الإيرانية.

وكانت قوى  14 آذار المعارضة قد حذرت مؤخرا من أن حزب الله يجر البلاد إلى حرب أهلية جديدة بمشاركته في القتال بسوريا، ويتزامن ذلك مع تحذير مثقفين شيعة من “انحلال الدولة” واعتراض حكومة تصريف الأعمال على الإدانة العربية لتدخل الحزب اللبناني في سوريا.

يُشار إلى أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قال في وقت سابق إن حزب الله وإيران يغزوان كل الأراضي السورية، وليس فقط منطقة القصير بريف حمص، والتي سيطرت عليها القوات النظامية مدعومة بمقاتلين من الحزب اللبناني قبل يومين.

وقال جورج صبرة نائب رئيس الائتلاف والرئيس الفعلي له بعد استقالة أحمد معاذ الخطيب منذ أسابيع، إن حزب الله ومن سماهم “ملالي طهران” في إشارة إلى القيادة الإيرانية “يريدون تحويل شعوب المنطقة إلى مجموعات متقاتلة ومتعادية على وهم في التاريخ”.

ودعا صبرة -في مؤتمر صحفي اليوم بمدينة إسطنبول بتركيا- كل السوريين إلى مقاتلة من سماهم “الغزاة” بكل الوسائل المتاحة، مضيفا أن حزب الله يسعى إلى “تخريب البنى الاجتماعية والثقافية في المنطقة”.

الحر يسيطر على كتائب في الرقة

                                            قال متحدث باسم حركة أحرار الشام الإسلامية للجزيرة إن الحركة سيطرت على ثلاث كتائب عسكرية داخل الفرقة السابعة عشرة في الرقة، في حين تشهد عدة بلدات بدرعا معارك عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي أسفرت عن سيطرة المعارضة المسلحة على ثلاثة حواجز.

وقال القائد العسكري في حركة أحرار الشام أبو عبد الله إن عملية اقتحام الفرقة بدأت مع ساعات الفجر الأولى، حيث دمرت الحركة عددا من المدرعات وآليات قوات النظام، وسيطرت على كتائب الكيمياء والتسليح وكتيبة مضادات الدبابات، ومستودعات الألغام داخل الفرقة. وأوضح أن العديد من جنود النظام قتلوا وأن آخرين لاذوا بالفرار.

وأفاد بأن قوات النظام فجرت عددا من مستودعات الذخائر داخل الفرقة لمنع الحركة من السيطرة عليها، وقصفت اليوم مبنى الفرقة مستهدفة مخزن الذخائر، لكنه أكد أن مقاتلي أحرار الشام قاموا بنقل الأسلحة بمجرد سيطرتهم على الكتائب.

وقالت شبكة شام الإخبارية إن قصفا من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة استهدف محيط الفرقة 17 وسط اشتباكات عنيفة داخل الفرقة بعد تمكن الجيش الحر من اقتحام الفرقة وتحرير عدة مبان بداخلها.

وتحاصر الحركة الفرقة السابعة عشرة منذ ثلاثة أشهر سيطرت فيها على معظم الكتائب الموجودة فيها، إلا أنهم في الأيام الماضية مارسوا التضييق عليها، وفجر أمس أطلقوا عدة صواريخ غراد باتجاهها واستولوا على العديد من الكتائب التابعة لها.

معارك بدرعا

في غضون ذلك ذكرت شبكة شام أن الجيش الحر أعلن عن تحرير مدينة إنخل بريف درعا بالكامل بعد تحرير حواجز قوات النظام التي كانت تتمركز فيها بالكامل

وأفاد مراسل الجزيرة في درعا بأن عدة بلدات تشهد معارك عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي. وأضاف مراسلنا في نشرة سابقة أن ثلاثين جنديا من الجيش النظامي قتلوا، في حين قتل ستة عشر من عناصر الجيش الحر في هذه الاشتباكات التي أسفرت عن سيطرة المعارضة المسلحة على ثلاثة حواجز في درعا.

وقالت شبكة شام إن الجيش الحر حرر حاجز المركز الثقافي بمدينة إنخل بريف درعا بعد انسحاب قوات النظام منه تحت حصار وضربات الجيش الحر، مخلفة وراءها ذخائر وسلاحا.

وأضافت أن اشتباكات عنيفة تدور اليوم في محيط حاجز الجمعية، مشيرة إلى أنه آخر حواجز النظام بالمدينة، وكذلك أفادت بوقوع اشتباكات عنيفة عند حواجز مدينة كفرشمس بريف درعا.

وتحدثت الشبكة كذلك عن مقتل امرأة وسقوط عدد كبير من الجرحى جراء القصف العنيف على قرية جاسم بريف درعا.

جبهات أخرى

وفي دمشق نقلت شبكة شام أن المدفعية الثقيلة قصفت حي برزة وريف دمشق وأن الطيران الحربي قصف بلدات منطقة المرج بالغوطة الشرقية، بالإضافة إلى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات السبينة وعربين والزبداني وجيرود وداريا ومعضمية الشام وعدة مناطق بالغوطة الشرقية.

وفي حمص سقطت أربعة صواريخ أرض أرض على أحياء حمص المحاصرة، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة على المنطقة واشتباكات عنيفة في حي وادي السايح بين الجيش الحر وقوات النظام.

وفي حمص أيضا انفجرت سيارة مفخخة في حي النزهة، كما قصفت قوات النظام بلدة قلعة الحصن ومدن تلبيسة وتدمر، بالتزامن مع حركة نزوح تشهدها بلدتا الغنطو والدار الكبيرة في ريف حمص.

وقال ناشطون إن الجيش الحر أعلن عن استهداف ناقلة جند تابعة لقوات النظام في منطقة غويران وقتل 15 عنصرا، بينما قصفت القوات النظامية بلدة تل حميس في ريف الحسكة براجمات الصواريخ.

أما في ريف حلب فقصف الطيران الحربي بلدة الدويرينة في ريف حلب الشرقي، كما قصف حي الشيخ ياسين بالتزامن مع قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على معظم أحياء دير الزور.

وفي ريف القنيطرة اتخذت قوات النظام من المدنيين دروعا بشرية في بلدة القحطانية ردا على مهاجمة الجيش الحر لأحد معاقل قوات النظام بالمنطقة.

صبرة يجدد رفض جنيف2 والإبراهيمي بالقاهرة

                                            جدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفضه المشاركة في مؤتمر جنيف2 الذي دعت إليه واشنطن وموسكو، متهما النظام السوري وحزب الله وإيران بارتكاب مجازر بسوريا، في حين ينتظر أن يلتقي المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي في وقت لاحق بالقاهرة اليوم الأمين العام لجامعة الدول العربية ومسؤولين مصريين وآخرين من المعارضة السورية.

وقال جورج صبرة نائب رئيس الائتلاف والرئيس الفعلي له بعد استقالة أحمد معاذ الخطيب، إن ما يجري في سوريا اليوم يغلق الباب تماما أمام أي محادثات أو مبادرات دولية لحل الأزمة السورية،  في إشارة إلى مؤتمر جنيف2 الذي دعت إليه موسكو وواشنطن في مسعى لإنهاء الأزمة السورية سياسيا من خلال جمع طرفي الصراع بسوريا على طاولة المفاوضات.

وأضاف صبرة في تصريحات صحفية “الحرب المعلنة من قبل النظام السوري وحلفائه بالمنطقة وصلت لدرجة لا يمكن السكوت عنها”، واتهم كلا من إيران وحزب الله وقوى شيعية بالعراق بجر المنطقة إلى حرب طائفية، مؤكدا رفض المعارضة للانجرار إلى هذه الحرب، لأنها ستحيل الحياة بالمنطقة إلى جحيم، على حد قوله.

كما كرر تحذيراته للحكومة اللبنانية، مؤكدا أنها تتحمل مسؤولية “غزو” حزب الله لسوريا.

تصريحات صبرة الأخيرة جاءت بعد سيطرة قوات النظام ومقاتلي حزب الله على مدينتي القصير والبويضة الشرقية، التي رافقها مقتل وإصابة الكثير من المدنيين ومسلحي المعارضة، بالإضافة إلى نزوح معظم سكان المنطقتين.

وكان صبرة قد أكد قبل عدة أيام رفض الائتلاف المشاركة في جنيف2، قبل انسحاب مقاتلي حزب الله وإيران من الأراضي السورية.

كما دعا أمس كل السوريين إلى مقاتلة من سماهم “الغزاة” بكل الوسائل المتاحة، مضيفا أن حزب الله يسعى إلى “تخريب البنى الاجتماعية والثقافية في المنطقة”.

وحذر المجتمع الدولي و”أصدقاء الشعب السوري” من مخاطر ما يجري في المنطقة، وقال إن ما يقوم به حزب الله في سوريا “حرب مفتوحة وغزو، ونضع جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم”.

الإبراهيمي بالقاهرة

على صعيد آخر يبحث المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي الأزمة السورية مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي وعدد من المسؤولين المصريين وشخصيات من المعارضة السورية، على ضوء نتائج الاجتماع الذي جمعه في جنيف مع دبلوماسيين أميركيين وروس لبحث الترتيبات لعقد مؤتمر جنيف2.

يذكر أن الأمم المتحدة ممثلة بالإبراهيمي والولايات المتحدة وروسيا أعلنوا عزمهم عقد اجتماع تحضيري آخر نهاية الشهر الجاري، وسط توقعات بعقد جنيف2 في يوليو/ تموز المقبل.

وقد عزت الأطراف الثلاثة فشل الاجتماع الأخير لرفض المعارضة السورية لغاية الآن تحديد قائمة الممثلين عنها للمشاركة في المؤتمر، كما قالت وسائل إعلام إن إصرار موسكو على مشاركة إيران في المؤتمر المرتقب يعتبر عقبة رئيسية في ظل رفض أميركا ودول غربية لهذه المشاركة.

أنباء عن مقتل العشرات من حزب الله وجيش الأسد في ريف حلب

جورج صبرة حذّر من مشروع إيراني لنقل ما يجري في سوريا إلى دول الجوار

دبي – قناة العربية

لم يتوقف القتال في سوريا، ولعل أشده وفق شبكة “حلب نيوز” كان في ريف حلب الشمالي، حيث شنت قوات النظام وميليشيا حزب الله هجمات على بلدتي “معارة الأرتيق” و “كفر حمرة” بمعدل ثلاث قذائف كل دقيقة، تمهيداً لاقتحام البلدتين.

وأفادت الشبكة أنه تم استهداف رتل من قوات النظام وحزب الله ما أدى إلى مقتل العشرات منهم.

وحذّر رئيس أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس من أن ميليشيات حزب الله باتت تنتشر في ريف حلب، كما في دير الزور وريف دمشق.

وقال إن نظام الأسد أصبح يعتمد بشكل كامل على المقاتلين الأجانب، خصوصا اللبنانيين والإيرانيين والعراقيين.

من جانبه حذر جورج صبرة رئيس الائتلاف السوري بالوكالة من مشروع إيراني لنقل ما يجري في سوريا إلى دول الجوار، مشيرا إلى أن الغزو الخارجي الذي تقوده ميليشيا حزب الله وإيران للأراضي السورية، تُغلق كل الأبواب أمام أي مبادرات لحل الأزمة.

وقال إن الأحداث والتصعيد تمنع الحديث عن أي تسوية سياسية، لأن أعلام الغزاة ترفرف فوق مساجد وكنائس سوريا.

أكبر كمية من غاز الأعصاب في المسيفرة

وفي السياق نفسه اشتدت المعارك بين قوات النظام والجيش الحر في محور جبهة قاعدة المسيفرة في ريف حلب الجنوبي مع محاولة الثوار اقتحام القاعدة الاستراتيجية، وفي تلك الأثناء شنت طائرات النظام الحربية غارات مكثفة على المسيفرة والقرى القريبة منها.

وتدور معركة استراتيجية في ريف حلب بهدف السيطرة على معامل الدفاع في المسفيرة.

حيث تعد المعامل التي يحاصرها الجيش الحر منذ أكثر من 6 أشهر المصدر الأول لقوات النظام في الإمداد العسكري، حيث يتم فيها تصنيع أنواع من الذخيرة، كما تحتوي على قاعدة لصواريخ أرض أرض ويعتقد بأنها (سكود D) و(سكود B)

وكذلك تضم مصانع للأسلحة الكيماوية، وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن أكبر كمية من غاز الأعصاب وغاز السارين يحتفظ النظام بها هناك.

والقاعدة مُؤمنة بأربعة قواعد دفاع جوي، اثنتان منها بطاريات صواريخ سام وقد سيطر الجيش الحر على إحداها قرب بلدة المنطار في نوفمبر الماضي.

وثيقة تكشف عن تنسيق ميداني بين قوات الأسد وإسرائيل

“هارتس” قالت إن تل أبيب هددت باستهداف دبابات سورية خرقت اتفاق فض الاشتباك

دبي – قناة العربية

كشفت وثيقة رسمية في الأمم المتحدة وجود تنسيق ميداني بين القوات الحكومية السورية والجيش الإسرائيلي في الجولان عبر قوة مراقبة فك الاشتباك “أندوف”.

وبحسب ما ورد في صحيفة “الحياة” اللندنية فقد جاء في الوثيقة التي تضمنت تقريراً قدم إلى مجلس الأمن، أن إسرائيل لبت طلب الجيش السوري بألا يقوم الجيش الإسرائيلي بأيّ تحرك ضد الدبابات السورية التي دخلت منطقة فك الاشتباك الخميس الماضي لأنها مخصصة حصراً لمحاربة العناصر المسلحة في المعارضة.

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام إيرفيه لادسوس إن “ضابط الاتصال الرفيع في الجيش السوري، المحاور الرئيسي مع أندوف في الجانب السوري من منطقة فك الاشتباك، أبلغ الخميس قائد أندوف أن وجود الدبابات السورية مخصص حصراً لغرض محاربة الأعضاء المسلحين في المعارضة، وطلب أن لا يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بأي عمل ضدها”.

وأضاف لادسوس، وفق الوثيقة نفسها، أن الجيش السوري لا يزال يبقي أربع دبابات وثلاث ناقلات جند مدرعة في منطقة فك الاشتباك، في انتهاك لاتفاقية فك الاشتباك مع إسرائيل.

وعرض لادسوس أمام المجلس، وفق ديبلوماسيين، تقريراً ميدانياً حول الاشتباك الذي وقع الخميس الماضي بين قوات النظام السوري والمعارضة في القنيطرة وأدى إلى إصابة جندي فيليبيني وآخر هندي تابعين لـ “أندوف”.

وقال إن إسرائيل أبلغت أندوف أن الجيش الإسرائيلي قدم علاجاً طبياً طارئاً لـ ١٧ مسلحاً من المعارضة، وأعيدوا جميعاً إلى الجانب السوري من الجولان، وإن الجيش السوري أبلغ “أندوف” أن “عناصر وحدة الاتصال السورية تعرضوا لإصابات” أثناء الاشتباك، من دون أن يحدد حجمها.

إسرائيل تهدد

وكانت صحيفة “هآرتس” نقلت عن مصادر في الأمم المتحدة أن إسرائيل هددت باستهداف الدبابات السورية في مرتفعات الجولان.

وبحسب المصادر ذاتها فقد هددت إسرائيل بضرب الدبابات السورية التي خرقت اتفاق فض الاشتباك في القنيطرة الخميس الماضي عند إعادة سيطرة قوات النظام السوري على المعبر.

بدء المرحلة الثانية من هجوم حزب الله والنظام في ريف حلب

شهدت معاقل حزب العمال الكردستاني عمليات إنزال مظلي لحزب الله من خمس مروحيات

دبي – قناة العربية

بدأت قوات نظام الأسد، مدعومة بمقاتلي حزب الله والحرس الثوري الإيراني، المرحلة الثانية للحملة العسكرية على ريف حلب الشمالي، بغية استعادة مواقع استراتيجية كان الجيش الحر قد سيطر عليها.

وحاولت وحدات من القوات المهاجمة اقتحام بلدتي معرة الارتيق وكَفر حَمرة، بعد قصف مدفعي كثيف وصل إلى حد 15 قذيفة في الدقيقة. وأكدت تنسيقيات الثورة أن الجيش الحر صد محاولة التقدم.

ومن جهتها، أعلنت الهيئة العامة للثورة عن إطلاق قوات النظام صاروخي سكود على بلدتي المنصورة والأرتيق، مشيرة أيضاً إلى عمليات إنزال مظلي لحزب الله من خمس مروحيات بمعاقل حزب العمال الكردستاني جهة نبّل والزهراء.

أما في ريف حلب الجنوبي فتدور معارك عنيفة بين قوات النظام والجيش الحر الذي يحاول التقدم لاقتحام قاعدة السفيرة الاستراتيجية.

محاور قتال قوات الأسد

ومع اشتداد المعارك في الريف الشمالي، تحاول قوات الأسد التقدم من عدة محاور، أولها محور حي الراشدين وفرع المخابرات الجوية في اتجاه بلدة كَفر حَمرة وبلدة معرة الارتيق.

كما تحاول قوات الأسد التقدم على محور ضَهرة عبد ربو في حي الليرمون باتجاه بلدة حريتان. ويشكل هذا المحور عقدة مستعصية على قوات النظام بسبب مساحته الكبيرة والمكشوفة.

أما المحور الثالث فهو الأخطر، وهو يشمل بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين. وقد حشدت قوات النظام في البلدتين أعداداً من عناصر حزب الله، وجندت وسلحت شباب البلدتين.

ويعد المحور الرابع، وهو محور مطار منغ، ضعيفاً بسبب الطوق الذي يفرضه عليه الجيش الحر.

السيطرة على معامل الدفاع

وفي سياق متصل، تدور معركة أخرى حامية واستراتيجية للطرفين، وهي تهدف إلى السيطرة على معامل الدفاع في السفيرة في الجنوب الشرقي من محافظة حلب.

ويحاصر الجيش الحر هذه القاعدة منذ أكثر من ستة أشهر، وذلك لأنها تُعد المصدر الأول للنظام في الإمداد العسكري، حيث يتم فيها تصنيع مختلف أنواع الذخيرة، وتشكل سيطرة الجيش الحر عليها مصدراً لامتلاك الذخيرة.

كما تحتوي معامل الدفاع في السفيرة على قاعدة صواريخ سكود بعيدة المدى، وتضم مصانع للأسلحة الكيماوية، حيث تشير معلومات إلى أن أكبر كمية من غاز الأعصاب وغاز السارين موجودة في السفيرة.

يذكر أن القاعدة مُؤمنة بأربع قواعد دفاع جوي، اثنتان منها بطاريات صواريخ سام، وقد سيطر الجيش الحر على إحداها قرب بلدة المنطار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

حملة عسكرية وقطع الاتصال عن ريف دمشق

القوات الحكومية تستولي على أسلحة وذخائر في البويضة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال ناشطون سوريون إن الجيش السوري شن حملة عسكرية واسعة على بلدة الرحيبة في القلمون بريف دمشق تزامنا مع قطع لكافة وسائل الاتصال عنها.

وقال الناشطون إن 10أشخاص على الأقل قتلوا جراء العملية العسكرية المتزامنة مع قصف جوي.

وبث ناشطون صورا لقصف القوات الحكومية السورية المنطقة الصناعية في حي القابون شرقي العاصمة.

قصف حلب

وقصفت القوات الحكومية السورية بقذائف المدفعية وبراميل متفجرة قرى وبلدات بريف حلب.

وبث ناشطون، الأحد، صورا لمن قالوا إنهم مدنيون أصيبوا بجراح جراء قصف على قرية السفيرة في ريف حلب.

كما أغار الطيران الحربي على محيط مطار منّغ العسكري في ريف المحافظة الشمالي. واستهدف قصف القوات الحكومية بقذائف الهاون منطقة السكن الشبابي في حي الأشرفية بمدينة حلب.

وفي تطورات ميدانية أخرى، أفاد ناشطون بمقتل 16 شخصا، الأحد، في أنحاء سوريا أغلبهم في دمشق وريفها.

وقال ناشطون إن الجيش الحر دمر دبابتين وعربة مصفحة في القلمون بريف دمشق الشمالي.

وقالت شبكة شام الإخبارية إن القوات الحكومية قصفت بلدات طفس والمزيريب واليادودة بريف درعا، وإن الجيش الحر استولى على حاجزي الجمعية والمركز الثقافي في بلدة إنخل.

وقال ناشطون إن عددا من الجرحى أصيبوا جراء القصف على قرية الحويجة في سهل الغاب بريف حماه.

وأفادت شبكة شام بأن الجيش الحر دمر عربتين وقتل جنودا كانوا على متنهما في القنيطرة.

وقصفت القوات الحكومية السورية أحياء حمص القديمة بأربعة صورايخ من نوع أرض أرض.

كما أغار الطيران الحربي على محيط مطار تفتناز بريف إدلب.

من جهة أخرى بث التلفزيون السوري صورا تظهر بلدة البويضة، الواقعة شمال شرقي بلدة القصير، بعد سيطرة الجيش السوري عليها.

وأظهر الشريط أيضا كمية كبيرة من الذخائر والأسلحة خلفتها قوات المعارضة بعد خروجها من البلدة، بالإضافة إلى أنفاق كان المسلحون يستعملونها كمخابئ.

الائتلاف يرفض التفاوض

من جهة أخرى شدد الائتلاف السوري المعارض على أن ما يجري حاليا في البلاد لا سيما سيطرة قوات النظام وحزب الله اللبناني على منطقة القصير وسط البلاد، “يغلق الأبواب كليا” على أي مبادرات لحل الأزمة، في وقت قصفت القوات الحكومية السورية، بقذائف المدفعية وبراميل متفجرة قرى وبلدات بريف حلب.

وقال رئيس الائتلاف بالإنابة جورج صبرة السبت،  إن “ما يجري في سوريا يغلق الأبواب كليا أمام أي حديث عن المؤتمرات الدولية والمبادرات السياسية لأن الحرب التي يعلنها النظام وحلفاؤه في المنطقة بلغت حدا لا يجوز تجاهله”. وأضاف أن الشعب السوري “يفكر فقط بشيء واحد هو رفع الموت عن أطفالنا”.

وأتت هذه التصريحات بعدة سيطرة القوات السورية بشكل كامل على آخر معاقل المقاتلين المعارضين في ريف القصير، ووسط تحضيرات لمؤتمر “جنيف 2” سعيا للتوصل إلى حل للأزمة السورية، من دون أن يحدد موعد نهائي له بعد.

وقال التلفزيون السوري الرسمي إن الجيش أعاد “الأمن والأمان إلى البويضة الشرقية” التي لجأ إليها مسلحو المعارضة بعد استعادة القوات السورية مدينة القصير هذا الأسبوع، مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني حليف نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أقر في وقت سابق بمشاركة حزبه في المعارك إلى جانب القوات النظامية في القصير، إلا أن الحكومة السورية والإعلام الرسمي لا يتطرقان مطلقا إلى دور عناصر الحزب في هذه المعارك.

وتعد مدينة القصير الواقعة في محافظة حمص وسط سوريا، صلة وصل استراتيجية بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي، الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الأسد، كما يعد ريفها المحاذي للحدود اللبنانية ممرا لشحنات الأسلحة المرسلة إلى حزب الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى