أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 11 ايلول 2011

العربي اقترح دوراً في المصالحة الوطنية

لندن، دمشق، الدوحة، القاهرة عمان، نيقوسيا – «الحياة»، أ ب، أ ف ب، رويترز

أعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية» مقتل 16 شخصاً امس في قصف على حيي باب السباع وبابا عمرو في حمص، في وقت اجرى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي محادثات مع الرئيس بشار الاسد ركزت على «الرغبة الأكيدة للدول العربية بضرورة إيجاد مخرج للأزمة السورية الراهنة»، كما قال العربي بعد عودته الى القاهرة، ومشدداً على استعداد الجامعة للعب دور في المصالحة الوطنية، في حين افادت وكالة الانباء السورية «سانا» انه تم الاتفاق خلال اللقاء على عدد من الخطوات العملية لتسريع الاصلاح».

وقال العربي «ان الجامعة اقترحت القيام بدور بارز في محادثات للمصالحة الوطنية في سورية بين الحكومة والمعارضة لانهاء اراقة الدماء المستمرة هناك منذ شهور». واضاف انه اتفق مع الرئيس السوري على سلسلة اجراءات ستُعرض على اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة الثلثاء.

ونقلت «سانا» عن الأسد تشديده، خلال لقائه الامين العام، على ضرورة «عدم الانسياق وراء حملات التضليل الإعلامي والتحريض» ضد سورية. وافادت الوكالة ب ان اللقاء تناول «الأحداث» التي تشهدها سورية. ونقلت عن العربي «تأكيده حرص الجامعة والدول العربية على أمن واستقرار سورية ورفضها (الجامعة) أشكال التدخل الخارجي كافة في الشؤون الداخلية السورية، ورغبتها في مساعدة سورية لتجاوز هذه المرحلة التي تمر بها».

لكن بياناً اصدره العربي، عقب عودته إلى القاهرة من دمشق، أكد على إنه «نقل رغبة مجلس الجامعة بضرورة إتخاذ إجراءات فورية لوضع حدٍّ نهائي لأعمال العنف وحقن دماء أبناء الشعب السوري وضمان الانتقال لوضع تحقيق طموحات الشعب السوري في التعبير والإصلاح وحماية للشعب السوري ودرء المخاطر التي تحيط بسورية أياً كان مصدرها».

وفي موازاة استمرار قمع المتظاهرين وزيارة العربي لدمشق، قال مصدر مطلع في الدوحة لـ»الحياة» ان 30 شخصية سياسية، ومندوبين عن قوى «إعلان دمشق» وعدد من الأحزاب الكردية وجماعة «الإخوان المسلمين»، اتفقوا على تأسيس ائتلاف وطني سيُعلن قريباً سعياً إلى تأسيس «مجلس وطني»، في وقت استضافت القاهرة اجتماعين منفصلين للمعارضة السورية، كما عقدت شخصيات من المعارضة السورية، في 13 دولة، اجتماعاً في فيينا لتنظيم دعمهم للمعارضة في سورية.

وأعلن امس في دمشق تشكيل «تيار بناء الدولة السورية» الذي يهدف، بحسب مؤسسيه، الى بناء دولة ديموقراطية مدنية، والعمل على تمكين السوريين خصوصاً الشباب من «الانخراط العلني والفعال» في الحياة السياسية والعامة، مؤكدا على «تبنيه لاهداف الانتفاضة الشعبية» مطالباً بـ»انهاء النظام الاستبدادي».

ويعمل التيار، بحسب بيان التأسيس الذي تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة عنه، على «بناء دولة ديموقراطية مدنية تحقق العدالة الاجتماعية بالتشارك مع جميع القوى والشرائح الاجتماعية دون اقتسام المستقبل السوري بين منتصرين وخاسرين ليكون جميع السوريين رابحين فيه بغض النظر عن خلافاتهم السياسية أو اختلافاتهم الثقافية».

وتبدأ المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان

اليوم (الاحد) زيارة لموسكو تستمر اياما لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس تتناول تطورات المنطقة، بينها الاوضاع في سورية.

وكانت روسيا اشارت إلى استعدادها للبحث في قرار محتمل من مجلس الأمن في شأن الوضع السوري، لكنها قالت انها «ستدعم الوثيقة فقط إذا ما استهدفت المعارضة بالإضافة إلى السلطات باللوم».

وكانت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اعلنت ليل الجمعة – السبت أن الولايات المتحدة تريد «تسريع العمل الأسبوع المقبل» في الأمم المتحدة حيث تحاول الدول الغربية من دون جدوى استصدار إدانة اكثر قوة للنظام السوري.

العربي اتفق مع الاسد على خطة للإصلاح

ودمشق تحذّر من “تزوير الحقائق والتحريض”

اكد امس الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بعد زيارة لدمشق ان الجامعة اتفقت مع الرئيس السوري بشار الأسد على سلسلة اجراءات لانهاء اراقة الدماء المستمرة منذ أشهر في سوريا سيتم طرحها على اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة. وقال  لدى عودته الى القاهرة انه حض الرئيس السوري على الاسراع في خطط الاصلاح من خلال جدول زمني سيجعل كل مواطن سوري يشعر بانه انتقل إلى مرحلة جديدة. (راجع العرب والعالم)

 وفي المقابل، حذر الاسد من “حملة تزوير الحقائق التي تتعرض لها سوريا وتستهدف امنها واستقرارها”، مشددا على “ضرورة عدم الانسياق وراء حملات التضليل الاعلامي والتحريض التي تستهدف سوريا”.

 وتاتي الزيارة الثانية للعربي غداة تظاهرات طالبت للمرة الاولى منذ بدء الاحتجاجات في منتصف اذار ضد النظام السوري بـ”حماية دولية”.

“تيار بناء الدولة”

 واعلن في دمشق انشاء “تيار بناء الدولة السورية” الذي يهدف  الى “بناء دولة ديموقراطية مدنية، والعمل على تمكين السوريين وخصوصا الشباب من الانخراط العلني والفعال في الحياة السياسية والعامة”، على ما افاد مؤسسوه، مؤكدا “تبنيه أهداف الانتفاضة الشعبية” ومطالبا بـ”انهاء النظام الاستبدادي”.

ويعمل التيار، بحسب البيان،  على “بناء دولة ديموقراطية مدنية تحقق العدالة الاجتماعية بالتشارك مع جميع القوى والشرائح الاجتماعية، دون اقتسام المستقبل السوري بين منتصرين وخاسرين ليكون جميع السوريين رابحين فيه بغض النظر عن خلافاتهم السياسية أو اختلافاتهم الثقافية”.

 واتفقت على تشكيل التيار  “مجموعة من الأفراد السوريين لا يشتركون بالضرورة في خلفية نظرية أو أيديولوجية واحدة وإنما يتفقون (…) على ضرورة المساهمة الفاعلة في الحياة السياسية اليوم ويتوافقون على موقفهم من الصراع الدائر الآن في البلاد وعلى شكل الدولة المنشودة ومضمونها وعلى سبل تحقيقها”.

 ومن بين اعضاء التيار الذين اورد البيان اسماءهم، لؤي حسين وسمير سعيفان ومنى غانم وإلهام عدوان وإياد شربجي وأكرم إنطاكي وريم تركماني (بريطانيا) وزهير البوش وسعد لوستان وفدوى سليمان.

سوريا: وفاة مشيع والاعتداء على ناشط بارز في السجن

أ. ف. ب.

نيقوسيا: توفي مدني الاحد متاثرا بجراح اصيب بها عندما اطلق رجال الامن النار السبت في ريف دمشق على مشيعين شاركوا بجنازة شاب قتل تحت التعذيب، كما تعرض الناشط الستيني البارز نجاتي طيارة للضرب المبرح اثناء التحقيق معه في سجن حمص (وسط).

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان “شابا (17 عاما) توفي متاثرا بجروح اصيب بها يوم امس السبت اثر اطلاق قوات الامن السورية الرصاص الحي على مشيعي غياث مطر في داريا” الواقعة في ريف دمشق.

وقتل الناشط السوري غياث مطر الذي اعتقل في السادس من ايلول/سبتمبر خلال اعتقاله اثر تعرضه للتعذيب، وفق ما نقلت منظمة هيومن رايتس ووتش السبت عن ناشطين.

كما نقل المرصد “ان الناشط الحقوقي نجاتي طيارة تعرض يوم الجمعة للضرب المبرح من اللجنة التي تحقق معه داخل احد سجون حمص” مشيرا الى انه ” في وضع صحي سيء جدا”.

وذكر المرصد ان طيارة (66 عاما) “اعتقل في مدينة حمص يوم 12 ايار/مايو اثر تصريحات ادلى بها الى وسائل الاعلام وأحيل إلى القضاء بتهمة النيل من هيبة الدولة الى ان اخلي سبيله في 31 اب/اغسطس ليتم اعتقاله من على باب السجن من قبل المخابرات الجوية”.

وحمل المرصد السلطات السورية “مسؤولية اية مخاطر تهدد حياة الناشط نجاتي طيارة” كما دان “بشدة استمرار السلطات الأمنية السورية ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين على الرغم من رفع حالة الطوارئ”.

وكرر المرصد مطالبته للسلطات السورية “بالإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية احتراما لتعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها”.

واشار المرصد الى ان “الأجهزة الأمنية السورية اعتقلت أكثر من سبعين ألف شخص في إطار حملتها لإنهاء التظاهرات التي انطلقت منتصف اذار/مارس ولا يزال نحو 15 الف منهم قيد الاعتقال”.

شباب الانتفاضة يشتكون من عرقلة بعض الاحزاب الكردية للتظاهرات

معارض يؤكد: لا نية تقسيمية أو انفصالية لدى أكراد سوريا

بهية مارديني من القاهرة

نفى المعارض الكردي صلاح بدر الدين وجود أي خطط تقسيمية لدى أكراد سوريا، لكنه لفت الى وجود شكوى من قبل شباب الانتفاضة في مختلف المدن الكردية وفحوى الشكوى أن بعض الاحزاب الكردية التقليدية تضع عراقيل أمام التظاهرات، في وقت اعلن عن مقتل اكثر من 3000 شخص منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا.

سوريون يرفعون صور الذين قتلوا خلال الاحتجاجات الاخيرة

القاهرة -أ.ف.ب.: نفى المعارض والسياسي السوري الكردي صلاح بدر الدين في تصريح خاص لـ”ايلاف” وجود أي خطط تقسيمية لدى أكراد سوريا ، فيما اعتبر ان هناك معارضة شبابية جديدة بدأت تظهر وأن بعض الأحزاب الكردية وقفت مع السلطة .

واعتبر السياسي السوري الكردي صلاح بدر الدين في لقاء مع ايلاف أن “هناك معارضة شبابية سورية ظهرت حديثا “، ورأى “أنّ هذه الميزة على الصعيد الكردي لاتختلف بشكل او بآخر عن المعارضة السورية، والمعارضة بشكل عام في سوريا لم تكن تضع برنامجا او خطط عمل من اجل اشعال ثورة سلمية  بل بالعكس من ذلك هناك العديد من التيارات ترى ان الحديث مع السلطة هو الافضل حتى الى درجة انه لامانع من ابقاء رأس النظام مع حدوث بعض الاصلاحات هنا وهناك ،وأشار بدر الدين الى أنه أمام هذه اللوحة والربيع الذي حصل وأمام الوضع السوري المحكوم من الاستبداد منذ أكثر من أربعة عقود انتفض الشباب”.

وقال” الشباب يمثلون النسبة الكبرى فالحقيقة ظهرت حركة عفوية شبابية وتعممت في كل المناطق السورية والمناطق الكردية ومناطق التواجد الكردي وفي جامعتى دمشق وحلب” .

وأكد “أنّ الشباب الكردي أشعل الانتفاضة الى جانب الشباب السوري بينما جزء من الاحزاب الكردية يريد اللحاق بالانتفاضة حسب أجندتها وذلك لمصالح حزبية ضيقة وهناك قسم اخر لم يعترف بوجود انتفاضة ومازال على حاله في التواصل مع السلطة والرهان على الحوار مع النظام كما هو الان في الحوار وبدأوا بالحوار مع النظام في المحافظات السورية”.

ولفت الى” أنه الآن هناك شكوى من شباب الانتفاضة في مختلف المدن الكردية وفحوى الشكوى أن بعض الاحزاب الكردية التقليدية تضع عراقيل أمام التظاهرات فبالاضافة الى عدم مشاركة بعض الاحزاب في التظاهرات فكما نعلم أن هناك لجانا تشرف على تنظيم المظاهرات وهناك من يأتي من وراء ظهر اللجان لرفع لافتات غير متفق عليها أو هتافات لم تتم معرفتها مسبقا ، ويقومون بأمور قد تسيء الى الانتفاضة وقد جرت محاولات من قبلنا لاذلال هذه العقوبات وتم الاتصال معهم الا أن البعض تجاوب الا ان البعض الاخر مازال مصرا على رأيه”.

5واعتبر أن الذين أصروا على معاداتهم للثورة انكشفوا امام الجماهير وهناك مظاهرة في القامشلي حاولت جماعة ان ترفع صورها الخاصة فاللجان المشرفة طالبت منها ان تسير في اتجاه اخر وتبين انهم مجرد 55 شخص وان شباب الثورة 15 الف .

وشدد على اشادته بالتظاهرات في المناطق الكردية التي تجمع اشوريين وكلدان وعرب الى جانب الأكراد ، وقال “أحب أن أهنىء شباب الانتفاضة الذين نجحوا في جمع كل ممثلي المكونات في حين عجزت عن ذلك بعض الاحزاب وهذا يسجل لهم كايجابية وتطور في العمل الوطني”.

وحول مستقبل سوريا قال بدر الدين “نحن نحاول التواصل والتحاور مع مختلف التيارات السورية ومع الشباب في الداخل من اجل ايجاد قواسم مشتركة في سوريا الجديدة وفي هذا الجانب اقترحنا على الجميع ان يكون الدستور الجديد الذي اقترحه المحامي أنور البني والذي كتبه قبل سجنه واعلمته انني بصدد طرحه على الرأي العام ولم يعترض وطرحنا مشروع القانون في موقع خاص وبشكل عام مقبول وطرحته في ندوة ضد الطائفية وان يكون مشروع الدستور هو القادم ماذا نريد كيف نظام الحكم اردنا ايضا ان تكون مجال نقاش هناك صيغة جهزناها تتعلق بكيفية حل القضية الكردية في سوريا تفاصيل دقيقة وهذا المشروع قريبا سنطرحه على البعض ولم نطرحه على وسائل الاعلام بعد وهناك ملحق مشروع يتعلق بقضايا القوميات الاخرى في سوريا مثل الاشوريين والتركمان والارمن والشيشان والشركس نريد ان نثبت اولا حقائق الوضع في سوريا الوضع الديموغرافي القومي، فنسبة غير العرب وغير السنة في سوريا 45 بالمائة. ثانيا نريد معالجات وحلول للمشاكل القائمة وهذه الاقليات لاتتمتع بحقوقه هناك بعض الحرية الدينية الا انه ليس هناك حرية قومية”.

وحول محاولات البعض الادعاء بأن الأكراد يريدون تقسيم سوريا قال” اعتقد ان علينا ان نتعامل مع النصوص لا مع النفوس الحركة الكردية التقليدية او الشبابية الجديدة ليست هناك اية نية اعلان انفصال او اقتطاع اي جزء من سوريا “.

واضاف ” في العام 1969 حولونا الى محكمة امن الدولة العليا وجرت المداولات وكان هناك محامون تطوعوا من اجل الدفاع عنا واتفقنا معهم ان يتركونا لندافع بانفسنا عن انفسنا وهم ياخذون الجانب القانوني وجرى نقاش مع المدعي العام واتهمنا الاتهامات باقتطاع جزء من سوريا فقلنا ان برنامج الحزب لديكم فهل هناك اي شيء يدل على ذلك ثم لماذا لاتسمحون بمدرسة ارمنية او كردية وقال اتحداك ان كانت هناك مدارس ارمنية في سوريا واوقفوا الجلسة وجلبوا مدعي عام جديد حتى السلطة لم تثبت على الاكراد انهم يريدون اقتطاع جزء من سوريا وغالبية السوريين يعلمون ذلك وهناك قضاة ومدافعون وصحافيون يعلمون ذلك وهذه ليست تهمة ومن حق اي شعب أن يقرر مصيره”.

وحول موضوع الحماية الدولية قال”هناك قانون دولي هناك شروط تنطبق على مدى الحماية الدولية في العقدين الاخيرين هناك تدخل انساني في حال الجرائم ضد الانسانية وحسب الوثائق التي امام اوكامبو ان في سوريا جرائم ضد الانسانية والتنسيقيات طالبت بالحماية الدولية وربما يكون هناك شكلا من اشكال المناطق الامنة كما حصل قبل عقدين في كردستان العراق حيث كان ممنوع تحليق الطائرات بها وكانت هيئة الامم تشرف على اغاثة هذه المناطق ومن فيها ، وهناك نوع من الحماية الدولية من مجلس الامن او من مجلس حقوق الانسان والحماية الدولية يشمل كل مايفيد الشعب السوري ولكل حادث حديث انذاك والحماية الدولية تشمل كل الانواع والاشكال “.

معارض يعلن مقتل اكثر من 3000 شخص

الى ذلك، اعلن المعارض السوري رضوان زيادة السبت في تونس ان اكثر من ثلاثة الاف شخص قتلوا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا في منتصف آذار/مارس الماضي ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال زيادة الذي يترأس المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن بمناسبة نشر تقرير الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان حول خروقات حقوق الانسان في سوريا “قتل اكثر من ثلاثة الاف شخص غالبيتهم من المدنيين منذ منتصف اذار/مارس في اكثر من 112 مدينة سورية”.

وكانت الامم المتحدة اعلنت في الثاني والعشرين من آب/اغسطس ان عدد القتلى في سوريا وصل الى 2200.

ويندد تقرير الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان ب”اللجوء الى العنف حتى مع الاطفال وبعمليات عسكرية هي اقرب الى عمليات تأديب جماعية بحق السكان”.

وقال زيادة في تصريح صحافي ان 123 شابا تقل اعمارهم عن 18 عاما قتلوا خلال قمع التظاهرات.

واضاف “قتلت الشرطة السورية فتى في ال15 من العمر بالرصاص ثم نزعت كل اسنانه امام افراد عائلته، كما تم خطف طفل في شهره الثامن عشر لاجبار والده على تسليم نفسه الامر الذي حصل فقتل امام زوجته”.

وتابع زيادة ان “شرائط فيديو تباع في السوق السوداء بعشرين دولارا وهي تظهر مشاهد تعذيب بينها عناصر من الشرطة يقتلون متظاهرين جرحى” معتبرا ان الهدف من هذه الممارسات “ترهيب الشعب السوري”.

واعتبر ان السلطات السورية ارتكبت “جرائم ضد الانسانية” وهي تقوم باعتقالات عشوائية جماعية وبعمليات خطف تستهدف الناشطين في مجال حقوق الانسان وصحافيين.

وقال زيادة ايضا ان “المدارس والملاعب الرياضية تحولت الى مراكز اعتقال جماعية” داعيا “الدول العربية الى التدخل”.

واستند تقرير الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان حول سوريا الى معلومات جمعها مركز دمشق للدراسات حول حقوق الانسان الذي يتراسه زيادة اضافة الى العديد من المنظمات السورية غير الحكومية.

المعارضة السورية تجتمع بمشاركة فنانين في القاهرة

بهية مارديني

بهية مارديني: بحضور المخرج المصري خالد يوسف والفنان العراقي نصير شمة بدأ ملتقى الوحدة الوطنية، الذي افتتحه المعارض السوري محيي الدين اللاذقاني، بحضور عدد من أطياف المعارضة السورية.

وأكد نصير شمة على أهمية التسامح في الفترة المقبلة في سوريا حتى لا تعاني ماعانته دول اخرى، كما تحدث خالد يوسف عن الثورة المصرية، وتحدث نائب رئيس حزب الوفد والناشط شادي الخش موضحًا دور الشباب في الثورة، وفي حين قال علي الأحمد إن الشعب السوري مصدوم في معارضته. ويحضر نصير شمه وخالد يوسف وفريدة الشوباشي كمراقبين.

وهناك العديد من المبادرات التي سيجري نقاشها أثناء الجلسات، كما ستناقش الهيكلة السياسية لسوريا البرلمانية واعادة اللحمة إلى النسيج الاجتماعي السوري.

وقالت الفنانة السورية وفاء السالم لـ”ايلاف”، التي تشارك في الملتقى، أنا من اوائل الناس الذين تظاهروا أمام السفارة السورية في القاهرة، وطالبت بإسقاط النظام، وشددت على أن عملها ينبع من احساس وطني، وليس سياسيًا، لان السياسة ارتبطت بالكذب، ولفتت الى عدم شرعية النظام.

هذا ويشارك في المؤتمر حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا، ويمثله فراس قصاص، كما يشارك عبد الباسط حمو الناطق الرسمي باسم حزب يكيتي الكردستاني في سوريا، وقال لـ”ايلاف” ان هذا ليس مؤتمرًا هو حوار يشمل كل المكونات السورية من احزاب ومنظمات تعبّر عن سوريا الكبيرة، وأضاف هذا ليس مؤتمرًا يضاف الى المؤتمرات الاخرى، بل هو يتماشى مع اهداف وتطلعات الثورة السورية.

وقال المعارض السوري الكردي صلاح بلال في تصريح خاص لـ”ايلاف” ان اي مؤتمر لا يدعو صراحة إلى إسقاط ورحيل نظام بشار الأسد لا يمكن ان يكتب لها النجاح، وان عدم الدعوة العاجلة الى انعقاد واعلان المجلس الوطني الانتقالي يعطي المزيد من الوقت لارتكابه المجازر وسقوط العديد من الشهداء و الجرحى واعتقال الثوار وهذه المماطلة في اعلان المجلس الانتقالي والبدء بآليات سقوط النظام وشحن المجتمع الدولي ضد نظام العصابة  يتحمله المعارضون جميعًا وبما فيهم المجتمعون في الدوحة.

ورفض الصحافي السوري محمد أبا زيد التصريح لـ”ايلاف” واعتبر ان هناك أطيافا من المعارضة أتت للتسلق على دماء الشهداء من دون أن يقدم مزيدًا من التفاصيل.

اشتباكات مع عسكريين منشقين في حمص.. واقتحام بلدة حدودية

العربي: أبلغت الأسد ضرورة تحقيق طموحات الشعب.. ودمشق: دعوناه لعدم الانسياق وراء حملات التضليل > قتلى الانتفاضة وصلوا إلى 3 آلاف

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: هيثم التابعي وسوسن أبو حسين بيروت: يوسف دياب لندن – دمشق: «الشرق الأوسط»

على وقع زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، لدمشق امس، استمرت العمليات العسكرية في أنحاء سوريا، وخصوصا في حمص، واستمر إطلاق النار العشوائي على المدنيين، مما أوقع عددا جديدا من القتلى, بينما اعلن ان حصيلة القتلى بلغت 3 آلاف قتيل منذ بدء الانتفاضة.

وقال العربي في مؤتمر صحافي عقده في مطار القاهرة، فور عودته من دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، إنه تحدث معه حول «ضرورة ضمان الانتقال لوضع يتم فيه تحقيق طموحات الشعب السوري بكافة فئاته في التغيير والإصلاح وحماية مستقبل الشعب السوري».

وأضاف أن اللقاء «كان صريحا، وتم خلاله التأكيد على الإسراع في اتخاذ خطوات وإجراءات من خلال برنامج زمني محدد، على أن نرى نتائج فعلية على الأرض بأسرع وقت ممكن».

من جهته، ذكر بيان صادر عن الرئاسة السورية حول اللقاء، نشر على موقع وكالة «سانا»، أن الأسد دعا العربي إلى «عدم الانسياق وراء حملات التضليل الإعلامي والتحريض التي تستهدف سوريا».

من جهته قال هيثم المالح، المعارض السوري البارز، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «زمن المبادرات انتهى، ولم يعد هناك بقاء لنظام الأسد، وإذا لم يرحل طوعا فسيرحل قسرا». وميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سبعة أشخاص قتلوا خلال عمليات أمنية في أنحاء البلاد، بينما قالت تنسيقيات الثورة السورية إن عدد قتلى أمس بلغ 15 شخصا، بينهم 12 قتيلا في حمص. وأضاف المرصد أن «قوات أمنية وعسكرية نفذت صباح أمس حملة مداهمة في بلدة هيت الواقعة على الحدود السورية اللبنانية»، لافتا إلى أن الحملة «ترافقت مع تحطيم أثاث بعض المنازل». وأشار إلى أن أجهزة الأمن «قامت باعتقال 9 أشخاص خلال الحملة».

وقالت مصادر في حمص أن جنودا انشقوا واشتبكوا مع رفاقهم لعدة ساعات في احد الاحياء.

العربي بعد لقائه الأسد: اتفقنا على الإسراع في اتخاذ خطوات من خلال برنامج زمني محدد.. والأولوية لوقف العنف

الرئيس السوري دعاه لعدم «الانسياق وراء حملات التضليل الإعلامي».. والبيان الرسمي السوري لا يذكر «المبادرة العربية»

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أنه أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد «أجواء الاجتماع الوزاري العربي الأخير وضرورة المطالبة بالوقف الفوري لكل أنواع العنف وسحب كل المظاهر العسكرية في المدن السورية، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، واتخاذ ما يلزم من إجراءات تشعر المواطن السوري بالأمن، وتوفير مناخ سلمي ديمقراطي يمكن من عملية الإصلاح والتغيير المطلوب».

وقال العربي في القاهرة أمس، عقب عودته أمس من دمشق بعد زيارة استغرقت عدة ساعات، إنه استمع لتقرير من الأسد حول مجرى الأمور، حيث أطلعه على الإجراءات والقوانين والمراسيم التي أصدرتها الحكومة السورية. وأضاف أن اللقاء «كان صريحا، وتم خلاله التأكيد على الإسراع في اتخاذ خطوات وإجراءات من خلال برنامج زمني محدد، على أن نرى نتائج فعلية على الأرض بأسرع وقت ممكن».

وأشار العربي، في مؤتمر صحافي عقده في مطار القاهرة فور وصوله، إلى أنه تحدث مع الأسد حول مختلف الأبعاد المتصلة بالأزمة وتداعياتها، وقال: «لقد نقلت إلى الرئيس الأسد أجواء مجلس وزراء الخارجية العرب والرغبة الأكيدة من قبل كل الدول العربية على ضرورة إيجاد مخرج لإنهاء الأزمة الراهنة، واتخاذ خطوات فورية لوضع حد نهائي لأعمال العنف بكافة أشكاله وحقن الدماء».

وذكر أمين عام الجامعة العربية أنه تحدث مع الأسد حول «ضرورة ضمان الانتقال لوضع يتم فيه تحقيق طموحات الشعب السوري بكافة فئاته في التغيير والإصلاح وحماية مستقبل الشعب السوري»، مؤكدا أن «الرسالة تؤكد على نقطة البداية وهي الوقف الفوري لكل أعمال العنف». وذكر العربي أن اللقاء مع الأسد تطرق أيضا إلى التحرك العربي المقبل في الأمم المتحدة إزاء القضية الفلسطينية.

أما الأسد، فقد دعا العربي، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إلى «عدم الانسياق وراء حملات التضليل الإعلامي والتحريض التي تستهدف سوريا»، منبها إلى «ما يجري من تزوير للحقائق في محاولة لتشويه صورة سوريا وزعزعة الأمن والاستقرار فيها».

وضم الوفد الذي رافق الأمين العام للجامعة كلا من السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة والسفير وجيه حنفي رئيس مكتب الأمين العام، والسفير طلال الأمين مدير الإدارة العربية بالجامعة. وحضر لقاء العربي بالأسد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد، ومندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية السفير يوسف أحمد، والسفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية والوفد المرافق للدكتور العربي.

وجاء في البيان الرسمي الصادر عن الرئاسة السورية، أن الأسد بحث مع الأمين العام لجامعة الدول العربية «الأحداث التي تشهدها سوريا»، ونقل البيان عن العربي تأكيده «حرص الجامعة العربية والدول العربية على أمن واستقرار سوريا ورفض الجامعة لكل أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية ورغبتها في مساعدة سوريا لتجاوز هذه المرحلة التي تمر بها». وقال البيان إن العربي أكد أيضا أن «الجامعة العربية لن تكون أبدا ممرا لاتخاذ قرار ضد أي دولة عربية». وأشار إلى أنه تم «الاتفاق على عدد من الخطوات العملية لتسريع عملية الإصلاح في سوريا».

وكان العربي قد زار دمشق في يوليو (تموز) الماضي وبحث مع الأسد ما يجري في سوريا كما امتدح العربي الإصلاحات التي يقوم بها الأسد، الأمر الذي أثار استياء في أوساط المحتجين السوريين الذين رفعوا لافتات خلال مظاهراتهم تدين تصريحات العربي، وتصفه بأنه «لا نبيل ولا عربي». واليوم إذ يعود العربي إلى دمشق حاملا معه مبادرة عربية لحل الأزمة في سوريا، رفض النظام السوري الإشارة إلى وجودها، سيما أنه سبق وتحفظ على بيان اجتماع وزراء الخارجية العرب بخصوص الأحداث في سوريا ورفض بداية استقبال العربي، ليعود ويقبل بها بعد تأجيل، في حين أن المعارضة السورية انقسمت حول المبادرة العربية، فريق اعتبر نفسه غير معني بها، وفريق آخر أصر على إعلان رفضها، في حين رأى ناشطون في المعارضة أن لا داعي لذلك لأن النظام لن يقبل بها.

وكان لافتا أن البيان السوري الصادر بعد لقاء العربي يوم أمس مع الأسد لم يأت على ذكر أي مبادرة، مكتفيا بالإشارة إلى «الاتفاق على عدد من الخطوات العملية لتسريع عملية الإصلاح في سوريا». وجاءت زيارة العربي إلى دمشق بناء على تكليف من مجلس الجامعة العربية الذي عقد اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية نهاية الشهر الماضي وكلفه بالقيام بهذه المهمة. وطرح وزراء الخارجية العرب مجموعة من الأفكار التي رأوا أن من شأنها الإسهام في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، تتضمن 14 بندا، لم يكشف النقاب عنها بصورة تفصيلية، إلا أنها تتضمن المطالبة بوقف العنف ضد المحتجين، وسحب قوات الجيش من المدن والبلدات السورية، والإسراع بإجراء الإصلاحات السياسية وفق جدول زمني محدد.

وكانت زيارة العربي مقررة يوم الثلاثاء الماضي، إلا أنها تأجلت حتى يوم أمس وذلك بناء على طلب من الجانب السوري دون إيضاح للأسباب، والتي قال مراقبون إنه بسبب تسريب العربي لبنود المبادرة العربية التي كان يحملها إلى دمشق، في وقت قالت فيه مصادر إعلامية سوريا إن زيارة العربي لا تتعلق بأي مبادرة. ومن المقرر أن يعقد اليوم (الأحد) في مقر جامعة الدول العربية اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين للإعداد للاجتماع الوزاري العربي في دورته العادية برئاسة فلسطين، الذي يعقد يوم الثلاثاء المقبل بحضور كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، للتشاور والتنسيق حول طلب فلسطين الحصول على عضوية في الأمم المتحدة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن العربي سوف يطلع وزراء الخارجية على نتائج زيارته إلى دمشق، كما يجتمع اليوم (الأحد) في جدة وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي للتشاور حول الملف الفلسطيني والسوري، وكذلك إعطاء عضوية مجلس التعاون الخليجي لكل من الأردن والمغرب.

هيثم المالح لـ «الشرق الأوسط»: زمن مبادرات الحلول انتهى والتدخل العسكري في سوريا سيدمرها

المعارض السوري: انقسام المعارضة «طبيعي ومبرر» بعد 60 عاما من حكم نظام «فاشي بوليسي»

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: هيثم التابعي

بينما تتواصل الدعاوى الهادفة للحماية الدولية لحماية المدنيين، أو الأخرى المطالبة بتسليح الثوار لتضييق الهوة في القوة بين الطرفين، رفض هيثم المالح، المعارض السوري البارز، مبدأ تسليح الثورة بأي شكل من الأشكال؛ حيث أبدى تخوفه من مغبة انتشار السلاح بين السوريين، موضحا أن هناك طوائف وإثنيات مختلفة في سوريا، معبرا عن خشيته من تطور الأمور للأسوأ حال انتشار السلاح بينهم.

وقال المالح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن أي تدخل عسكري سيدمر سوريا كما حدث في ليبيا»، معتبرا «أن النظام السوري يدفع الثوار دفعا لحمل السلاح ليقولوا إن الثورة تشمل عصابات مسلحة»، لكنه أكد أن «الثورة لن تقع أبدا في هذا الفخ». وأكد المالح ثقته في أن «الثورة في سوريا ستنتهي بالنصر وإسقاط النظام بالطرق السلمية»، معتبرا أن استمرار مدة المظاهرات عبر 6 أشهر يصب بقوة في صالح الثورة لا صالح نظام الأسد؛ لأنها دليل على قوة الشعب السوري وقوة إرادته.

وأعرب المالح عن اعتقاده أن هناك مؤشرات قوية لسقوط النظام، أولها: الانهيار الاقتصادي، وقال: «إنه خلال شهر لن تستطيع السلطات دفع رواتب الموظفين»، كاشفا عن أن الممولين الكبار يهربون أموالهم خارج البلاد، وأن الدائرة الاقتصادية الممولة للنظام تبدي ضجرها من الجمود والركود الاقتصادي، بالإضافة إلى بوادر انشقاق الجيش بشكل كبير؛ حيث قال إن هناك «انشقاقات ضخمة في الجيش السوري غير معلن عنها، وهو ما قد يكون العامل الحاسم الأهم». وناشد المالح «الشرفاء في الجيش للانقضاض على النظام وإزاحته». ويعتقد المالح أن إيقاف شراء النفط السوري سيلعب دورا كبيرا في التضييق على النظام السوري وعلى موارده، موضحا أن المعارضة «تسعى إلى عزل دمشق دبلوماسيا عبر الضغط على الحكومات الغربية لسحب السفراء من دمشق». وكشف عن محاولات لسحب المزيد من سفراء الدول الغربية.

ويعتقد المالح، رئيس مؤتمر إسطنبول ومؤتمر الإنقاذ الوطني، أن تخبط المعارضة السورية «طبيعي ومبرر»، وقال: «إن السوريين تم حكمهم خلال 60 عاما عبر نظام فاشي بوليسي، مما أدى إلى تصحر في الفكر السياسي واندثار القيادات والتشكيلات السياسية والاجتماعية التي يتم قمعها عبر النظام»، معتبرا أن هناك «فكرا إقصائيا» يسيطر على تصرفات المعارضة السورية.

وفيما يتعلق بالمبادرة العربية لحل الأزمة الراهنة، قال المالح: «إن زمن المبادرات انتهى، ولم يعد هناك بقاء لنظام الأسد، وإذا لم يرحل طوعا فسيرحل قسرا، فالدماء التي سالت أغلقت كل الأبواب أمام التفاوض من أجل حل سياسي»، متوقعا أن تكون زيارة الأمين العام للجامعة العربية لدمشق فاشلة بسبب عدم رغبة دمشق في الاستماع، واصفا الموقف العربي بالمتقاعس عن إنقاذ مواطنيها، ولفت المالح إلى أنه من المحزن أن ينتظر السوريون الغرب لإنقاذهم، بينما العرب لم يحركوا ساكنا. وكشف المالح عن أنه حذر النظام السوري عبر لقائه مع مدير المخابرات السورية، اللواء هشام بختيار، قبل 4 سنوات من تردي الوضع في سوريا بشكل كبير، كذلك كشف عن أنه أرسل للرئيس السوري بشار الأسد مذكرة من صفحتين ثم 7 رسائل أخرى يحذره فيها من أنه يشتم رائحة الدماء في البلاد ويطالبه بإجراء إصلاحات، إلا أنه قال: «المؤسف أنني لم أتلقَّ عليه أي ردود». وأضاف: «الثورة كانت متوقعة جدا، لقد كانت سوريا كلها تغلي ببطء»، وأوضح أن 3 ملفات عالقة فجرت الأمور عبر 40 عاما، وهي: ملف المفقودين، ملف البيوت المصادرة، وملف المهجرين، بالإضافة إلى قانون 49 لعام 1980 الذي قضى بإعدام كل المنتسبين للإخوان المسلمين في سوريا، والمادة 16 من المرسوم 14 التي تحصن موظفي الأمن في سوريا من الملاحقة القانونية اللذين زادا من حالة الاختناق التي عاشها السوريون.

وكشف المالح عن أنه زار المحكمة الجنائية الدولية وتحدث مع قضاتها، وهم الآن ينتظرون الإشارة من مجلس الأمن للتحرك.

وفيما يتعلق بممارسات الجيش السوري بحق المدنيين العزل، قال المالح إنه يتفهم القتل، قائلا: «هناك عصيان.. فهناك قتل، مفهومة»، لكنه استدرك قائلا: «لكنني لا أفهم الاستباحة المفرطة للحرمات والسرقات والنهب التي تتم من الجيش والأمن، هذا ليس جيشا يحمينا، ليس جيشا نأتمنه على أرضنا، الفرنسيون أثناء انتدابهم في سوريا لم يقتحموا المساجد، ولا المدارس، ولا الجامعات، لكن النظام السوري استباح ذلك كله وكأنه جيش احتلال وليس جيشا وطنيا».

وتوقع المالح، الذي يزور القاهرة حاليا ضمن أسبوع نصرة الشعب السوري، أن تتخلى إيران عن النظام السوري «لأنها أدركت أنه آيل للسقوط»، معتبرا لقاء المعارضة مع دبلوماسيين إيرانيين في باريس «بداية التحول في السياسة الإيرانية». كما أبدى تفهمه للموقف التركي المتذبذب حيال الأزمة، مشيرا إلى أن «دمشق تضغط على أنقرة عبر ورقة حزب العمال الكردستاني». وطالب المالح المصريين، حكومة وشعبا، بدعم الشعب السوري «ولو معنويا عبر تنظيم مظاهرات مليونية مساندة له وعبر سحب السفير المصري من سوريا وطرد السفير السوري في القاهرة»، وهو ما قال إنه سيزيد من معنويات السوريين بشكل كبير.

استمرار العمليات العسكرية في سوريا.. وأنباء عن اشتباكات بين منشقين من الجيش والأمن في حمص

داريا تشيع أحد أبنائها الذي اعتقل قبل أيام وأعيد لأهله جثة هامدة

جريدة الشرق الاوسط

استمرت أعمال القتل في سوريا أمس، كما استمرت العملية العسكرية على مدينة حمص، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن سبعة أشخاص قتلوا خلال عمليات أمنية في أنحاء البلاد، بينما قالت تنسيقيات الثورة السورية إن عدد قتلى أمس بلغ 15 شخصا، بينهم 12 قتيلا في حمص.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «5 مواطنين قتلوا خلال عمليات عسكرية وأمنية جرت لملاحقة مطلوبين في حي البساتين بالقرب من حي بابا عمرو» في مدينة حمص. وكان المرصد أشار في وقت سابق إلى أن «شابا (45 عاما) قتل في قرية خان السبل خلال إطلاق رصاص من عناصر حاجز أمني جنوب مدينة سراقب» الواقعة في ريف إدلب. وأضاف المرصد أن «قوات أمنية وعسكرية نفذت صباح أمس حملة مداهمة في قرية هيت الواقعة على الحدود السورية اللبنانية»، لافتا إلى أن الحملة «ترافقت مع تحطيم أثاث بعض المنازل». وأشار إلى أن أجهزة الأمن «قامت باعتقال 9 أشخاص خلال الحملة».

وذكر المرصد لاحقا أن مدينة داريا في ريف دمشق شيعت أمس جثمان غياث مطر «الذي قضى تحت التعذيب في أقبية الأمن». وكان مطر البالغ من العمر 25 عاما، من أبرز نشطاء الحراك السلمي في مدينة داريا، وتوارى عن الأنظار منذ ثلاثة أشهر إلى أن اعتقله جهاز أمني فجر يوم الثلاثاء الماضي وأعاده بعد أيام جثة إلى أهله. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «أكثر من 3 آلاف عنصر» أمن حاصروا جامع أنس الذي خرجت منه جنازة مطر.

من جهتها، أشارت لجان التنسيق إلى أن 15 شخصا قتلوا أمس برصاص قوات الأمن والجيش السوري، بينهم 12 شخصا في حمص، واثنان من قرية الرامي وقتيل في سراقب في إدلب. وأكدت اللجان أن «الجيش والأمن يطوقان الرامي الآن بالدبابات والعربات المدرعة وباصات الشبيحة». وفي دمشق، قال بيان صادر عن اللجان إنه تم «اختطاف المحللة النفسية رفاه ناشد من مطار دمشق الدولي» فجر أمس، وإن «قوات الأمن أنكرت وجودها أو اعتقالها ولا تتوافر أي معلومات عنها».

وأشارت اللجان إلى انتشار كثيف للأمن والجيش في سبقا بريف دمشق، وانقطاع جميع الاتصالات الأرضية والجوالة عن مدينة داريا بريف دمشق.

وفي حمص، قالت مصادر محلية في المدينة إن ساعات الصباح الأولى من يوم أمس شهدت إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي بابا عمرو، وإن النار جاءت من الحاجز الموجود عند مفرق كفرعايا، تبعه دوي قنابل صوتية ترافق مع اقتحام الجيش والأمن للبساتين الواقعة جنوب بابا عمرو. ولفتت المصادر إلى أن جنودا انشقوا عن قوات الأمن والجيش التي اقتحمت الحي واشتبكوا مع رفاقهم لعدة ساعات سقط خلالها عدد من القتلى والمصابين، وتوسع نطاق الاشتباكات والملاحقات وإطلاق النار ليصل إلى حي باب السباع وكرم الزيتون وجب الجندلي وشارع الستين. وقالت المصادر إن قناصة كانوا متمركزين على الأسطح في حي العدوية. كما تم اقتحام منطقة الحولة وآبل فجر يوم أمس وسمع إطلاق نار كثيف في بلدة تلبيسة ترافق مع عمليات مداهمة وتمشيط في منطقة المسجر الجنوبي.

وشهدت بعض المناطق عمليات تخريب للمحال التجارية والسيارات في حي باب الدريب، حيث أحرقت 20 سيارة في داخل إحداها جثة تفحمت. ويشار إلى أن باب الدريب ما زال محاصرا منذ عدة أيام ويعاني سكانه من شح المياه ونقص بالمواد الغذائية نتيجة منع التجول بسبب الكثافة الأمنية بعد تعرض خزانات المياه لإطلاق النيران.

من جانب آخر، ذكر مصدر طبي في حمص أن فريق الصليب الأحمر زار مشفى جمعية البر بالوعر واستمع لشهادات الفريق الطبي التابع للهلال الأحمر الذي تعرضت سيارته لإطلاق نار وأصيب كل الفريق بإصابات بليغة، أحدهم في حالة حرجة.

وشيعت مدينة القصير في ريف حمص خالد محمد خرما، وقال ناشطون إن خرما قضى برصاص رجال الأمن مع أربعة من زملائه لرفضه إطلاق النار في الزبداني يوم أول من أمس. وبعد الجنازة الحاشدة التي شارك فيها الآلاف وتحولت إلى مظاهرة مناهضة لنظام، حلقت حوامتان بأجواء المدينة ثم توجهتا إلى مدينة حمص.

في المقابل، قال مصدر عسكري مسؤول إن «مجموعة إرهابية مسلحة» قامت صباح أمس بالاعتداء على حافلة مبيت تابعة للفرن العسكري قرب دوار الفاخورة بحمص.

شهود لـ «الشرق الأوسط»: صوت الرصاص بات محفزا للتظاهر.. والأمن يسيطر على المستشفيات

قالوا إنه لا عودة للوراء.. وأي توقف عن التظاهر سيعرض الشعب «لإبادة جماعية»

جريدة الشرق الاوسط

«كل من يتحرك بين مدخل مدينة درعا والحدود الأردنية معرض للقتل أو الاعتقال أو الإصابة».. هكذا يلخص شاهد عيان من درعا الوضع في المدينة، بعد 6 أشهر من انطلاقة الثورة السورية، التي كانت درعا شرارتها الأولى. ويؤكد الشاهد في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنه «لا عودة إلى الوراء، وأي تقاعس من قبل المحتجين يعني أن الشعب سيتعرض لإبادة جماعية على يد النظام بعد إنهاء الاحتجاجات».

ويتوقف الشاهد، الذي رفض ذكر اسمه خوفا من الاعتقال، عند محطة فاصلة في المدينة، يقول إنها بدأت حين بادر سكان القرى التابعة لدرعا بإنزال صور أمين عام حزب الله حسن نصر الله من جدران غرفهم، بعيد إلقائه خطاب يوم القدس في آخر جمعة من شهر رمضان الفائت، ونقلها إلى الساحات العامة حيث تم حرقها بشكل جماعي. ويقول «قبل خطاب يوم القدس الذي أكد فيه نصر الله أن النظام يتعرض لمؤامرة، متجاهلا الوقائع والدم الذي يسفك يوميا، تغيرت صورته في نفوس السوريين. فقد كان السوريون يعتبرونه مرجعا مقاوما، مقاتلا في سبيل الحق، ومدافعا عن المظلومين، لكن بعد الخطاب، كشف عن دعمه المطلق للنظام والظلم، فعمد الأهالي إلى حرق الصور في الساحات في أطول احتجاج استمر منذ منتصف الليل حتى ظهر اليوم الثاني».

ويعاني سكان المدينة من ضغوط أمنية كثيرة، إذ يصعب على أبنائها زيارة دمشق من غير أن يكون الزائر طالبا جامعيا أو يحمل بطاقة عسكرية. ويعلل الشاهد هذا الأمر بأن «خزان الشوارع التي شهدت احتجاجا في دمشق، هم درعاويون».

الوضع في درعا يشبه الحال في الكثير من المدن السورية التي تتظاهر من دون توقف منذ أشهر. ويقول شاهد آخر من حمص إن جدار الخوف في سوريا سقط «ففي اللحظة التي تنقطع فيها الكهرباء والاتصالات الجوالة، إيذانا ببدء عملية أمنية في المدينة، ينزل الناس إلى الشوارع بأعداد كبيرة، نسوة وشيوخا وأطفالا، ويهتفون ضد النظام»، لافتا إلى أن «صوت الرصاص بات محفزا للتظاهر، في أكبر عملية تحد للنظام والشبيحة والقوات العسكرية التي تشهد انشقاقات كبيرة». وأضاف «للأسف، الشبيحة يقتلون بدم بارد، ويتباهون بأعداد ضحايا الذين يسقطونهم، حتى إنهم يتباهون بقدرتهم على رمي قذائف (آر بي جيه) على المنازل وإدخالها من نوافذ الحمامات الضيقة».

لكن رغم شجاعة السوريين الذين يتحدون الأمن ويختارون النزول إلى الشوارع، فإن عدد ضحايا الاحتجاجات يزداد بسبب إحجام المصابين عن التوجه إلى المستشفيات خوفا من الاعتقال. ويشير الشاهد نفسه إلى أن المستشفيات «تسيطر عليها القوى الأمنية التي تسجل أسماء المصابين وتجمع المعلومات عنهم بغية ملاحقتهم». ويضيف أن «عددا كبيرا من الأطباء الأحرار قد اعتقل، منعا لأي جهود طبية تسهم في إنقاذ متظاهرين مصابين عاجزين عن الوصول إلى المستشفيات».

ويحاول عدد من سكان القرى الحدودية مع الأردن والعراق ولبنان والأردن العبور في الوديان المشتركة، بغية التمكن من الوصول إلى مستشفيات تعالج المصابين. ويؤكد الشاهد الطبيب لـ«الشرق الأوسط»، أن معظم «الإصابات التي يتعرض لها المتظاهرون بالغة، كون إطلاق النار يتم من أسلحة متوسطة، مثل (رصاص 12.7) الموجود سلاحه على أبراج الدبابات، وتستطيع الرصاصة أن تخترق الجسد وتتمتع بامتيازها الحارق والمتفجر لدى ملامسة الأجسام».

3 آلاف قتيل منذ بدء الانتفاضة في سوريا

جريدة الشرق الاوسط

تونس: «الشرق الأوسط»

أعلن المعارض السوري رضوان زيادة، أمس، في تونس أن أكثر من 3 آلاف شخص قتلوا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا في منتصف مارس (آذار) الماضي ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال زيادة، الذي يترأس المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، بمناسبة نشر تقرير الاتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان حول خروقات حقوق الإنسان في سوريا: «قتل أكثر من 3 آلاف شخص، غالبيتهم من المدنيين، منذ منتصف مارس في أكثر من 112 مدينة سوريا».

وكانت الأمم المتحدة أعلنت في الثاني والعشرين من أغسطس (آب) أن عدد القتلى في سوريا وصل إلى 2200.

ويندد تقرير الاتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان بـ«اللجوء إلى العنف حتى مع الأطفال، وبعمليات عسكرية هي أقرب إلى عمليات تأديب جماعية بحق المدنيين». وقال زيادة في تصريح صحافي إن 123 شابا تقل أعمارهم عن 18 عاما قتلوا خلال قمع المظاهرات.

وأضاف: «قتلت الشرطة السورية فتى في الـ15 من العمر بالرصاص ثم نزعت كل أسنانه أمام أفراد عائلته! كما تم خطف طفل في شهره الثامن عشر لإجبار والده على تسليم نفسه، الأمر الذي حصل فقتل أمام زوجته».

وتابع زيادة أن «شرائط فيديو تباع في السوق السوداء بـ20 دولارا تظهر مشاهد تعذيب بينها عناصر من الشرطة يقتلون متظاهرين جرحى»، معتبرا أن الهدف من هذه الممارسات «ترهيب الشعب السوري».

واعتبر أن السلطات السورية ارتكبت «جرائم ضد الإنسانية» وهي تقوم باعتقالات عشوائية جماعية وبعمليات خطف تستهدف الناشطين في مجال حقوق الإنسان وصحافيين.

وقال زيادة أيضا إن «المدارس والملاعب الرياضية تحولت إلى مراكز اعتقال جماعية»، داعيا «الدول العربية إلى التدخل».

واستند تقرير الاتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان حول سوريا إلى معلومات جمعها مركز دمشق للدراسات حول حقوق الإنسان الذي يترأسه زيادة، إضافة إلى العديد من المنظمات السورية غير الحكومية.

معتقلون يكشفون عن أشكال التعذيب داخل السجون السورية

ناشطون في حماه يتوعدون بالخروج في مظاهرات أكبر بعد انسحاب الجيش والأمن

جريدة الشرق الاوسط

لندن: «الشرق الأوسط»

كشف معتقلون سوريون أطلق سراحهم عن تعرضهم لتعذيب منهجي على أيدي القوات السورية الذين أجبروهم على التوقيع على اعترافات انتزعت منهم تحت التعذيب، بحسب ما ذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أمس. وقالت الصحيفة في تقرير من مراسل لها أوفد إلى سوريا، إن المقابلات التي أجرتها في مدينة دوما بريف دمشق، كشفت عن «مستوى مخيف» من العنف يتعرض له السوريون.

وروى مدير مصنع في الأربعينات من العمر، للصحيفة البريطانية، كيف لجأ رجال الأمن في السجن حيث كان يقبع، إلى استعمال أدوات من القرون الوسطى لتعذيب المتهمين. وقال: «وضع سجين معي في الزنزانة على لوح خشبي يطوى في النصف، وأجبر على الاستلقاء على بطنه، وبدأ الحراس بطي اللوح الخشبي إلى الأعلى، ومن ثم طووا طرفي اللوح معا بسلسلة. ثم ضربوه على أسفل قدميه بسلك».

وقصّ متظاهر آخر كيف تعرض للضرب في غرفة الاستجواب، وقال الرجل وهو أستاذ جامعي في متوسط العمر: «كان الحراس يضربونني في كل أنحاء جسدي. طلبت إليهم أن ينتبهوا لأنني أجريت عملية ديسك في ظهري، فبدأوا يضربونني هناك..». وقال ناشطون آخرون للصحيفة إن معظم المعتقلين أودعوا السجن الانفرادي، وتعرضوا لأبشع أنواع الضرب لانتزاع اعترافات منهم، وإذا ما سمعهم الحراس يصلون.

وقالت الصحيفة إن كل المعتقلين الذين تحدثوا إليهم احتجزوا في دمشق بعد أن تم اعتقالهم ثم إطلاق سراحهم خلال الشهر الماضي. وأشارت إلى أن بعضهم اعتقل لأسبوعين أو ثلاثة، وواحد بقي مسجونا لمدة 50 يوما. وقالت إن طالبا شابا ألقي القبض عليه من قبل عناصر أمنية في دوما، بعد أن أوقفته وهو على دراجته النارية، روى الحالة المذرية للسجون من الداخل. وقال: «وضعت في غرفة مساحتها نحو 6 أمتار طولا و6 أمتار عرضا. وفي وقت معين، كان هناك نحو 50 شخصا فيها. لقد اضطررت إلى النوم في الحمام لأنه لم يتبق مساحة في الغرفة الرئيسية». وأضاف: «لم يكن هناك أي فرش، بل فقط بطانيات قذرة تعشعش فيها الصراصير. لقد كنت هناك لمدة 25 يوما».

وفي تقرير منفصل لـ«الإندبندنت» من حماه، قال سكان من المدينة إن الوجود الأمني الكثيف يمنعهم من الخروج للتظاهر. وكان نحو نصف مليون حموي قد خرجوا في مظاهرات أيام الجمعة قبل بدء شهر رمضان، إلا أن النظام نفذ حملة عسكرية شرسة لقمع الاحتجاجات في اليوم الذي سبق بدء رمضان وقتل أكثر من 100 شخص خلال أيام قليلة. وروى رجل في منتصف العمر، أن معظم سكان حماه خائفون جدا من الخروج إلى الشوارع، وقال: «لا يمكننا أن نتظاهر، هناك عدد كبير من رجال الأمن. المدارس ستبدأ خلال أيام ولكن الناس لن تذهب من شدة الخوف».

وأشارت الصحيفة إلى أنه بحسب ناشطين، فإن معظم المدارس قد تحولت إلى سجون بدائية أو أنها تستعمل لاستضافة العصابات الموالية للنظام أو الشبيحة. وذكر التقرير أن بعض مناطق حماه تشبه مدينة في وقت الاحتلال العسكري في أيام الحرب، مشيرة إلى أن مقر حزب البعث في المدينة يحرسه جنود خلف أكياس رملية. وأضاف التقرير أنه في ساحة العاصي في وسط المدينة، حيث تجمع مئات الآلاف من المتظاهرين في يوليو (تموز)، هناك عدد أكبر من الجنود والأكياس الرملية.

وقال أحد المعارضين لنظام الأسد: «لقد كنت في السادسة عشرة من العمر عندما وقعت مجزرة حماه. ذهبت حينها إلى رحلة لحمص وعندما حاولت العودة في الباص لم يدعونا ندخل. من كان موجودا في محطة الباص، قال لنا الثلوج تساقطت وإن الطرقات مجمدة. التاريخ يعيد نفسه اليوم. في عام 1982 الرئيس استعمل شقيقه لتوجيه الضربة العسكرية لحماه، الأمر نفسه صحيح اليوم. وتتهم جماعات حقوقية الفرقة الرابعة في الجيش السوري التي يرأسها ماهر الأسد والمعروفة بوحشيتها، بأنها تنفذ العملية الأمنية في حماه».

وقال التقرير إن تلك الحملة يبدو لغاية الآن أنها نجحت في مهمتها، لأن المظاهرات عندما تحصل في المدينة، تحصل بشكل متفرق ولا يشارك فيها أكثر من بضع مئات. وأشارت إلى أن غياب الاتصالات بين الناشطين لا يساعد على تنظيم الجهود، ونقلت عن متظاهرين قولهم إن عملية التنسيق تتم عبر الهاتف، «أحدهم يتصل بصديقه والأخير يتصل بآخر وهكذا..». إلا أن التقرير يضيف أنه من المستبعد أن تبقى المظاهرات صامتة في حماه لفترة طويلة، وتقول إنه بحسب الكثير، «فإن الأمر الوحيد الذي يمنعهم من الخروج هو الانتشار الأمني والعسكري الهائل، وهذا لن يستمر إلى الأبد، وعدما ينتهي يقول الكثير من الناشطين إن حركة المظاهرات ستعود إلى الحياة». ونقلت عن أحد الناشطين: «المظاهرات ستخرج أكبر من قبل. لن نتراجع. قد نبقى في مكاننا ولكننا لن نتراجع».

مسؤول منسقية القصير لـ «الشرق الأوسط»: فظاعات النظام السوري لم تتجرأ إسرائيل على ارتكابها

عمليات دهم واعتقال العشرات في البلدات السورية المحاذية لشمال لبنان

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

أكد ناشطون سوريون لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن «قوات الأمن السوري داهمت صباح أمس بلدة هيت السورية المتاخمة للحدود اللبنانية، واقتحمت المنازل وفتشتها وعبثت بأثاثها بحثا عن أسلحة ومطلوبين للنظام». وقال هؤلاء الناشطون إن «العملية أسفرت عن اعتقال خمسة أشخاص كانوا في منازلهم لا ناقة لهم ولا جمل في أي تحركات تحصل على الأرض، وإنهم متقدمون في السن، وهم حسين علي حسين، جاسم محمد عوض، عطية أحمد أبو عوض، وشخصان من آل طحو». وأشاروا إلى أن «معظم سكان بلدة هيت، خصوصا الرجال منهم، أخلوها تماما منذ اليوم الأول لعيد الفطر، بعد العملية الواسعة التي نفذها الجيش السوري وأدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من أبنائها، وبعدما تعرضت غالبية بيوتها للنهب من قبل الشبيحة». وأوضحوا أن «معظم أهالي هيت فروا بعد العملية الأخيرة إلى بلدات وادي خالد وجبل أكروم في شمال لبنان.

إلى ذلك، تعيش مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية أيضا «أياما صعبة جدا»، بفعل العمليات المستمرة فيها بشكل يومي، بحسب ما أكد ناشطون. وقال أبو جعفر الحمصي، مسؤول إحدى منسقيات هذه المدينة، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن القصير «في وضع مأزوم جدا بسبب عمليات الدهم المتواصلة والاعتقالات العشوائية التي تطال كل الناس، ولا توفر النساء والأطفال». وقال «قبل كل عملية مداهمة يعمد الأمن والشبيحة بمؤازرة الجيش إلى إطلاق النار بشكل عشوائي وكثيف على كل الأحياء والمنازل بهدف زرع الرعب في نفوس الناس، ثم يهاجون المنازل ويروعون أهلها وينهبونها وينفذون الاعتقالات». وكشف أبو جعفر أن «هناك ما يزيد على 300 معتقل من أبناء القصير في معتقلات النظام بينهم أطفال ونساء وطاعنون في السن، علما بأن عدد المعتقلين من القصير كان عشية عيد الفطر 470 شخصا، لكن الأمن أطلق سراح عدد منهم عندما علم بقدوم لجنة من الصليب الأحمر الدولي لتفقد المعتقلات». وأشار إلى أنه «قبل يومين توفي المعتقل وليد درويش تحت التعذيب وسلمونا جثته التي ظهرت عليها آثار التعذيب الواضحة، وتبين لنا من الكشف على الجثة أن إحدى عينيه قد اقتلعت».

وأضاف أن أهالي القصير شيعوا أمس خالد محمد خرما «وهو عنصر أمن سوري قتله شبيحة النظام في دمشق، لأنه رفض إطلاق النار على المتظاهرين العزل بعد صلاة الجمعة». وقال إن «الفظاعات التي يرتكبها النظام السوري في المدن والبلدات وقصف المساجد بمدافع الدبابات وبالرشاشات الثقيلة وخطف الجرحى من داخل المستشفيات، لم تتجرأ إسرائيل على ارتكابها، ونحن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم». وأضاف مسؤول منسقية القصير «مهما فعلوا ومهما قتلوا سنستمر في ثورتنا لإسقاط (الرئيس السوري) بشار الأسد ونظامه حتى لو بقي طفل واحد منا، وحتى لو ذبحنا جميعا». وأبدى أبو جعفر أسفه «لأنه في مقابل إراقة دماء الأبرياء على أرض سوريا، وأمام مشهد الجثث الملقاة في الشوارع والتي نعجز عن الوصول إليها لدفنها، نرى زعماء المعارضة في الخارج الجالسين تحت المكيفات يتصارعون التفاهات وربما على السلطة، ونحن نقول لهم لا تكذبوا على الناس، من يدعي قيادة الثورة عليه أن يأتي إلى أرض المواجهة في سوريا، وعليه أن يجاهد ويقف في وجه الدبابة، وأن يضحي بدمه لا أن ينظّر علينا بالكلام».

معارضون في دمشق يشكلون «تيار بناء الدولة السورية» ويتبنون أهداف الانتفاضة الشعبية

40 ناشطا سوريا في المنفى ينشئون من فيينا «اتحاد السوريين في الخارج»

جريدة الشرق الاوسط

لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن في دمشق أمس عن تشكيل «تيار بناء الدولة السورية» الذي يهدف، حسب مؤسسيه، إلى بناء دولة ديمقراطية مدنية، والعمل على تمكين السوريين، وبخاصة الشباب، من «الانخراط العلني والفعال» في الحياة السياسية والعامة، مؤكدا «تبنيه لأهداف الانتفاضة الشعبية»، ومطالبا بـ«إنهاء النظام الاستبدادي».

ويعمل التيار، حسب بيان التأسيس الذي نشرته وكالة الصحافة الفرنسية، على «بناء دولة ديمقراطية مدنية تحقق العدالة الاجتماعية، بالتشارك مع جميع القوى والشرائح الاجتماعية، دون اقتسام المستقبل السوري بين منتصرين وخاسرين، ليكون جميع السوريين رابحين فيه، بغض النظر عن خلافاتهم السياسية أو اختلافاتهم الثقافية».

وأعلن البيان أن إطلاق التيار الآن جاء «ليؤكد تبنيه لأهداف الانتفاضة الشعبية في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ويدعمها في سلمية نضالها بكل السبل المتاحة، ويدافع عن حقوقها في التظاهر والاحتجاج السلميين». وأعلن التيار أن دوره يكمن في «الانخراط العلني الفعال في الحياة السياسية، والمساهمة عبر برامجه في تمكين السوريين، وبخاصة فئة الشباب، للانخراط في الحياة العامة بشكل فاعل وبناء، بما يخدم إنهاء النظام الاستبدادي للانتقال إلى دولة مدنية ديمقراطية، يشارك فيها جميع السوريين من دون استثناء».

واتفق على تشكيل التيار، بحسب البيان، «مجموعة من الأفراد السوريين، لا يشتركون بالضرورة بخلفية نظرية أو آيديولوجية واحدة، وإنما يتفقون (…) على ضرورة المساهمة الفاعلة في الحياة السياسية اليوم، ويتوافقون على موقفهم من الصراع الدائر الآن في البلاد، وعلى شكل الدولة المنشودة ومضمونها، وعلى سبل تحقيقها».

كما «يسعى التيار إلى مشاركة جميع القوى الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية السورية، التي تسعى إلى بناء دولة ديمقراطية مدنية، وسيكون داعما ومؤازرا لجميع القوى والأفراد الذين يسعون إلى تحقيق هذا الهدف بطريقة سلمية». ووضع التيار لنفسه خطة عمل لتحقيق الأهداف التي تأسس من أجلها، يكمن أبرزها عبر «طرح مقترحات وآليات عملية لإنهاء النظام الاستبدادي والصراع الدائر الآن بطريقة آمنة (…)، والمساهمة الفعالة في خلق حياة سياسية حقيقية».

وأوضح أن خلق هذه الحياة سيتم «عبر الاشتغال على بناء دولة القانون، والمساهمة في بناء المجتمع المدني، وبناء الثقافة الديمقراطية، ودعم حرية الإعلام، وبناء العملية السياسية على أسس ديمقراطية حقيقية، تعتمد المواطنة ركيزة أساسية للتعاقد الاجتماعي».

ومن بين أعضاء التيار الذين أورد البيان أسماءهم: لؤي حسين، وسمير سعيفان، ومنى غانم، وإلهام عدوان، وإياد شربجي، وأكرم إنطاكي، وريم تركماني (بريطانيا)، وزهير البوش، وسعد لوستان، وفدوى سليمان.

إلى ذلك، عقد نحو أربعين معارضا سوريا مقيمين في المنفى اجتماعا، أمس، في فيينا، وأنشأوا حركة جديدة هي اتحاد السوريين في الخارج، وفق ما أعلن المنظمون. وأورد بيان تبنته الحركة أن المشاركين أسسوا اتحاد السوريين في الخارج الذي يهدف إلى «إسقاط النظام السوري، وإرساء ديمقراطية تعددية».

وأمل المعارضون الذين أتوا من 15 دولة، بينها إسبانيا وروسيا وألمانيا وسويسرا واليونان، بـ«دعم الثورة السورية بكل الوسائل المتاحة»، وفق ما صرح به عامر الخطيب، ممثل الجالية السورية في النمسا لوكالة الأنباء النمساوية.

وندد اتحاد السوريين في الخارج بالنظام السوري «الوحشي، الذي ينتهك حقوق الإنسان»، معتبرا أن مؤسساته «غير شرعية»، وينبغي وقف التعاون معها. وأعلن البيان التأسيسي للحركة تأييده عدم اللجوء إلى العنف، ورفضه التدخل العسكري الخارجي في سوريا. وسيسلم المشاركون هذا البيان إلى السفارات السورية في الخارج، طالبين أن تعلن انشقاقها عن نظام بشار الأسد، حسب ما أوضح الخطيب.

اجتماع في فيينا ومبادرة “وضع أسس جديدة” للدولة

معارضون يعلنون إطلاق “تيار بناء الدولة السورية”

1/1

                      أطلق معارضون سوريون في دمشق أمس، “تيار بناء الدولة السورية”، وهو تيار سياسي جديد اتفقت على تشكيله مجموعة من الأفراد لا يشتركون بالضرورة بخلفية نظرية أو أيديولوجية واحدة، وإنما يتفقون على الوثائق التأسيسية التي تصدر مع إطلاق التيار، وعلى ضرورة المساهمة الفاعلة في الحياة السياسية، ويتوافقون على موقفهم من الصراع الدائر الآن في البلاد، وعلى شكل الدولة المنشودة ومضمونها، وعلى سبل تحقيقها .

وأوضح مطلقو “تيار بناء الدولة السورية” رؤيتهم في بيان جاء فيه أن رؤية التيار تنصب على “بناء دولة ديمقراطية مدنية تحقق العدالة الاجتماعية بالتشارك مع جميع القوى والشرائح الاجتماعية، من دون اقتسام المستقبل السوري بين منتصرين وخاسرين، ليكون جميع السوريين رابحين فيه بصرف النظر عن خلافاتهم السياسية أو اختلافاتهم الثقافية” .

أما عن دور التيار فقال البيان إنه “سيعمل على الانخراط العلني الفاعل في الحياة السياسية، والمساهمة عبر برامجه في تمكين السوريين وبخاصة الشباب للانخراط في الحياة العامة بشكل فاعل وبناء بما يخدم إنهاء النظام الاستبدادي للانتقال إلى دولة مدنية ديمقراطية” .

من جهته، أعلن المعارض السوري رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني أن المركز وجه نداء لوضع أساس لسوريا الجديدة كورقة بعنوان “القيم التوافقية العليا القواعد المؤسسة للدستور والقوانين” . وقال إن الورقة هي رؤية توافقية حول المستقبل تتفق فيه كل مكونات المجتمع على العيش تحت سقفها وليبني عليها أفق المستقبل، وهذه القيم لا تخضع لتجاذبات السياسة والإيديولوجيا بل تكون فوقها وتؤسس لدولة المواطنة الحقّة .

ودعا البني الشعب السوري والأحزاب السياسية والمفكرين وأصحاب الخبرة والمختصين للتقدم برؤية حول هذه القيم العليا المؤسسة للنظام الجديد، مشيراً إلى أن الورقة تتألف من عشرة بنود .

وأكد البند الأول حسب البني، أن سوريا دولة ديمقراطية تعددية مدنية غنية بتنوعها القومي والديني والطائفي تحترم المواثيق الدولية وحقوق الإنسان وهي وحدة جغرافية سياسية ذات سيادة كاملة تعتمد مبدأ المواطنة المتساوية وهي جزء من منظومة عربية وإقليمية ودولية، وأشار البند الثاني إلى أن سوريا دولة قانون ومؤسسات ووطن لجميع أبنائها، أما الثلث فيؤكد السيادة للشعب .

وينص البند الرابع على أن “لجميع المواطنين حق الرأي والمعتقد والفكر والتعبير عن آرائهم علانية ولهم حق تداول المعلومات بحرية والتظاهر وممارسة شعائرهم بشكل سلمي”، أما البند الخامس فينص على أن “لجميع المواطنين حق التمتع بالعدالة” .

وشددت الورقة في بندها السادس على أن الحياة حق مقدس وللجميع حق التمتع بالحرية والسلامة الشخصية، ولا يجوز توقيف أي شخص أو تحري مسكنه إلا بمذكرة قضائية، وأشار البند السابع إلى أنه لكل المواطنين حق التنقل واختيار مكان العيش ولا يجوز إبعاد أي سوري عن بلده .

وأقر البند الثامن أن الثروات الطبيعية ملك للشعب، ولكل مواطن الحق بالتملك وتحمي الدولة الملكية المادية والفكرية، كما أقر البند التاسع أن التعليم والرعاية الطبية والضمان الاجتماعي والبيئة النظيفة حق لكل مواطن . أما البند العاشر والأخير فشدد على أن “لكل طفل من أب أو أم سوريين الحق بالجنسية والنسب .

إلى ذلك، عقد نحو 40 معارضاً سورياً مقيمين في المنفى اجتماعاً في فيينا لتنظيم دعمهم للمعارضة في سوريا . وضم المؤتمر ممثلين عن المعارضة في 31 دولة من إسبانيا إلى روسيا مرورا بألمانيا وسويسرا وحتى اليونان . وأعلن المشاركون أنهم يرغبون في أن “ينأوا بأنفسهم عن نظام بشار الأسد، وأن يدعموا الثورة في البلاد عبر كل الوسائل الممكنة”، ويعتزمون التوجه إلى السفارة السورية في فيينا ومطالبتها بأن تنأى بنفسها عن النظام السوري، حسب ما قال عامر الخطيب أحد ممثلي السوريين المقيمين في النمسا .  كما أعلن المؤتمرون رغبتهم في إقامة “اتحاد للسوريين في الخارج” لدعم المعارضة في البلاد والذين فروا من سوريا .

وأورد بيان تبنته الحركة أن المشاركين أسسوا اتحاد السوريين في الخارج الذي يهدف إلى “إسقاط النظام السوري وإرساء ديمقراطية تعددية” . وأمل المعارضون ب”دعم الثورة السورية بكل الوسائل المتاحة”، وفق ما صرح عامر الخطيب .

وندد الاتحاد بالنظام السوري، معتبرا أن مؤسساته “غير شرعية” وينبغي وقف التعاون معها . وأعلن البيان التأسيسي للحركة تأييده عدم اللجوء إلى العنف ورفضه التدخل العسكري الخارجي .

2200 قتيل منذ بدء الاحتجاجات

مقتل 24 برصاص الأمن السوري

أعلن ناشطون سوريون مقتل 24 شخصا في عمليات للجيش والأمن في محافظات عدة بينها حمص وإدلب ودرعا يوم السبت، في حين انطلقت مظاهرات مسائية في كل من الكسوة وحرستا بريف دمشق وضاحية عتمان بمحافظة درعا نادت بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن 12 من القتلى الذين سقطوا يوم السبت على يد قوات الأمن قتلوا في قصف شنه الجيش السوري على حي بابا عمرو في مدينة حمص.

وقتل ثلاثة أشخاص برصاص الأمن في بلدة نمر ومدينة جاسم بمحافظة درعا، في حين قتل شخصان في بلدتي الرامي ومعرشورين محافظة إدلب، حسب ما أفاد ناشطون.

من جهة أخرى انطلقت مظاهرات مسائية في كل من مدينتي الكسوة وحرستا بريف دمشق وضاحية عتمان بمحافظة درعا، نادت برحيل الرئيس الأسد. وقام الجيش بحملة دهم واعتقالات بمناطق عدة.

دهم واعتقالات

في الأثناء، قام الجيش بحملة دهم واعتقالات في البوكمال بمحافظة دير الزور وقرى في ريف دمشق.

وأفاد ناشطون بمقتل الناشط السياسي غياث مطر داخل المعتقل، وفي الوقت نفسه حاصرت قوات الأمن حي الشاميات في داريا بريف دمشق حيث منزل أهله.

كما ذكرت لجان التنسيق أن أكثر من ثلاثة آلاف عنصر في داريا بريف دمشق يحاصرون جامع أنس الذي يفترض أن تخرج منه جنازة الناشط غياث مطر الذي اعتقل في كمين قبل ثلاثة أيام ليسلّم جثمانه إلى أهله أمس.

كما ذكر ناجي طيارة، نجل الناشط المعارض نجاتي طيارة، أن قوات الأمن السورية أعادت اعتقال والده، وذلك بعد أيام من الإفراج عنه.

وأشارت اللجان إلى اختطاف المحللة النفسية رفاه ناشد من مطار دمشق الدولي فجر السبت، وأكدت أيضا اعتقال أكثر من 50 شابا في حملة مداهمات واعتقالات لحيي غرب المشتل والمشاع في حماة.

ووفقا للجان أيضا، فقد تم اقتحام قرية أبل في ريف حمص, وتنفيذ اعتقالات للمارة في حي بستان الديوان والصفصافة خلف شارع باب السباع.

وفي حماة، ذكرت اللجان أن فروع الأمن السوري نفذت حملة اعتقالات مشتركة في حي الميسر حسب قوائم معدة سلفا، وشملت حتى الآن أكثر من 25 شخصا.

2200 قتيل

في الأثناء ذكرت تقارير للأمم المتحدة أن حصيلة القتلى في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس/آذار الماضي بلغت نحو 2200 قتيل على الأقل.

ولكن المعارض السوري رضوان زيادة قال السبت في تونس إن العدد يصل إلى ثلاثة آلاف، معظمهم من المدنيين. وأوضح أن القتلى يتوزعون على 112 مدينة وبلدة في مختلف أرجاء سوريا، وأن 123 منهم تحت سن 18.

أما الحكومة السورية، فتقول إن مجموعات مسلحة قتلت 500 فرد من الجيش والشرطة منذ بدء الاضطرابات في البلد في منتصف مارس/آذار السابق.

اشتباكات مع الأمن

كما ذكرت وسائل الإعلام السورية أن تبادلا لإطلاق النار وقع في زملكا بريف دمشق بين الأمن والشبيحة من جهة ومنشقين عن الجيش من جهة أخرى، أسفر عن قتلى في صفوف الشبيحة. كما أفادت تنسيقيات الثورة بوقوع اشتباكات في درعا وانفجارات فيها وفي جاسم، بعد حدوث انشقاق في الجيش.

وفي هذا السياق، قال مصدر رسمي سوري إن مجموعة أسماها بالإرهابية اعتدت في مدينة حمص السبت على حافلة تقل عسكريين سوريين وقتلت أحدهم وأصابت آخرين بجروح.

وتعهدت حركة تطلق على نفسها “الجيش السوري الحر” السبت بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بنفس الأسلوب الذي أطاح به المجلس الوطني الانتقالي الليبي العقيد معمر القذافي.

وقال قائد حركة الجيش السوري الحر المعارضة العقيد رياض الأسعد في تصريحات صحفية إن الأسد سيلقى مصير القذافي.

وكانت سوريا شهدت جمعة دامية أخرى عمت فيها المظاهرات الحاشدة العديد من المدن في إطار ما سماها ناشطون “جمعة الحماية الدولية” لمنع قتل المدنيين، حيث سقط 13 شخصا بينهم طفل وقاصر في جبل الزاوية بإدلب.

ولقي 11 شخصا مصرعهم، وجرح عشرات في دمشق وحمص وحماة والقصير ودير الزور وإدلب، خلال تفريق قوات الأمن والجيش والشبيحة للمظاهرات في مختلف أنحاء سوريا.

وتوفي شخصان آخران كانت قوات الأمن السورية قد اعتقلتهما الخميس لدى اقتحامها قرية إبلين في جبل الزاوية، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكانت المظاهرات خرجت في جمعة “الحماية الدولية” في محافظات دمشق وريفها ودرعا وإدلب وحلب وحمص وحماة ودير الزور والحسكة واللاذقية والسويداء.

فرنسا: وقت الإصلاح فات بسوريا

اعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته، وأن أوان إمكانية إجرائه إصلاحات قد فات، واصفا فشل الأمم المتحدة في اتخاذ موقف واضح من الأزمة في سوريا بأنه فضيحة. ولدى عودته إلى القاهرة قال الأمين العام للجامعة العربية إنه تم الاتفاق على خطوات للإصلاح، لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية قالت إن الأسد دعا العربي إلى عدم الانسياق وراء “حملات التضليل الإعلامي والتحريض”.

وفي أحدث تصعيد فرنسي تجاه دمشق قال الوزير آلان جوبيه للصحفيين خلال زيارته لأستراليا اليوم “أعتقد أن عدم اتخاذ الأمم المتحدة موقفا واضحا في أزمة مرعبة كهذه فضيحة”.

وأدلى جوبيه بهذا التصريح عندما سئل عن المعارضة الروسية لمشروع قرار أواخر الشهر الماضي دعا إلى فرض عقوبات على الأسد، وقال “علينا تبني قرار واضح جدا في نيويورك يدين العنف”.

ووزعت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا والبرتغال مشروع قرار يدعو إلى فرض عقوبات على الأسد وبعض أقاربه ومساعديه ولكنه واجه مقاومة قوية من جانب روسيا والصين.

 وفي آخر جمعة في سوريا طالب المتظاهرون بحماية دولية لوقف قتل المدنيين الذين تجاوز عددهم وفق الأمم المتحدة 2200 منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس/ آذار الماضي.

اتفاق مع العربي

ويأتي التصعيد في لهجة فرنسا بعد عودة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من دمشق إلى القاهرة، حيث قال إنه تم الاتفاق على خطوات للإصلاح في سوريا، مؤكدا أنه طالب القيادة السورية بفتح حوار بين كل فئات المجتمع السوري بصرف النظر عن الانتماءات السياسية. وأضاف العربي أنه يعتزم عرض الاتفاق على وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم القادم في القاهرة.

وقال العربي إنه حث الرئيس السوري على الإسراع في خطط الإصلاح من خلال جدول زمني يجعل كل مواطن سوري يشعر بأنه انتقل إلى مرحلة جديدة، وعلى ضرورة اتخاذ إجراءات تكفل الخروج من الأزمة الحالية، وحقن دماء الشعب السوري، وتحقيق أهدافه التي يسعى لها في الإصلاح، ودرء المخاطر التي يتعرض لها.

لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قالت إن الأسد دعا العربي إلى عدم الانسياق وراء ما سمّاه حملات التضليل الإعلامي والتحريض، التي تستهدف سوريا.

وبحسب ما نقلته الوكالة السورية فإن العربي أكد “حرص الجامعة العربية والدول العربية على أمن واستقرار سوريا ورفض الجامعة لكل أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية”.

مبادرة عربية

وكان العربي قد وصل دمشق حاملا مبادرة عربية صاغها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ بالقاهرة في الـ28 من الشهر الماضي، ومن أبرز بنودها الوقف الفوري للعنف، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

كما تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية ترأسها شخصية مقبولة من جميع الأطراف، وإجراء انتخابات رئاسية تعددية عام 2014، وهو العام الذي من المقرر أن تنتهي فيه الولاية الحالية لبشار الأسد.

وقال قياديون في المعارضة السورية إن المبادرة العربية تنطوي على بعض العناصر الإيجابية. لكن محتجين سوريين حملوا في الأيام الأخيرة لافتات تنتقد المبادرة التي يقولون إنها تضفي شرعية على نظام الأسد، وتسمح له بالبقاء في الحكم حتى 2014.

وفي تطور متصل دعا معارضون سوريون إلى الوحدة وراء مطالب “الثوار” داخل سوريا. وقالوا في اجتماع عقدوه بالعاصمة المصرية، إنه يتحتم على المعارضة في الخارج أن توحد صفوفها وراء مطالب الثوار في الداخل في أسرع وقت ممكن، مشيرين إلى أن مطلب الحماية الدولية طبيعي لوقف القمع.

تحرك حقوقي

من جهة أخرى قالت رئيسة الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان سهير بلحسن إن الفدرالية بالتعاون مع العديد من المنظمات الحقوقية العربية أعدت تقريرا مفصلا بجرائم نظام الأسد ضد الشعب السوري تحت عنوان “بشار الأسد مجرم ضد الإنسانية”.

وفي هذا السياق طالب عدد من المنظمات الحقوقية التونسية والدولية المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه ما يحصل من “جرائم في حق الشعب السوري”.

واعتبرت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والرابطة التونسية لحقوق الإنسان ومركز دمشق للدراسات الحقوقية في مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة التونسية أن ما يرتكبه النظام السوري يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وأن على المجتمع الدولي تقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية.

من جانبه قال مدير مركز دمشق للدراسات الحقوقية رضوان زيادة إن استصدار قرار من مجلس الأمن ضد نظام القذافي تطلب أحد عشر يوما فقط في حين أن الأزمة في سوريا دخلت شهرها السادس، مشيرا إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة الشعبية غالبيتهم من المدنيين.

وفي العاصمة الأردنية، طالب ناشطون أردنيون وسوريون الحكومة الأردنية بطرد السفير السوري من البلاد.

27 قتيلاً بعمليات أمنية رافقها تحليق طائرات بحمص

فرنسا: إخفاق مجلس الأمن في الاتفاق على موقف بشأن سوريا فضيحة

بيروت – محمد زيد مستو، دبي – العربية.نت

وصفت فرنسا إخفاق مجلس الأمن الدولي حتى الآن في الاتفاق على قرار ضد الحملات العنيفة ضد المعارضين في سوريا بأنه فضيحة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه للصحفيين اليوم الاحد، خلال زيارة لأستراليا: “اعتقد أن عدم اتخاذ الأمم المتحدة موقفاً واضحاً في أزمة فظيعة كهذه فضيحة”.

وأدلى جوبيه بهذا التصريح عندما سئل عن المعارضة الروسية لمشروع قرار أواخر الشهر الماضي دعا إلى فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد.

واضاف جوبيه: نعتقد أن هذا النظام فقد شرعيته. ونعتقد أنه فات أوان تنفيذ مستوى من الإصلاح. علينا تبني قرار واضح جدا في نيويورك يدين العنف.

ووزعت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والمانيا والبرتغال مشروع قرار يدعو الى فرض عقوبات على الاسد وأقاربه ذوي النفوذ ومساعديه المقربين، ولكنه واجه مقاومة قوية من جانب روسيا والصين.

من جانب آخر، ارتفعت حصيلة القتلى في سوريا ليوم أمس السبت إلى 27 قتيلاً، فيما شهدت مدن عدة حملات أمنية ترافقت مع اقتحامات للجيش وتحليق للطائرات العسكرية في حمص.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، أن 18 شخصاً على الأقل قتلوا في حمص، جراء حملة أمنية، يقوم بها الأمن السوري مدعوماً بالجيش لليوم الرابع على التوالي.

وتحدثت الهيئة أن مروحيات عسكرية حلقت فوق حمص مرات عديدة خلال اليوم، فيما تم قطع الكهرباء عن مدينة تلبسية. في وقت تشهد فيه المدينة انشقاقات واسعة في صفوف الجيش.

وأكد ناشطون، أن ثلاثين دبابة وعدد مماثل من ناقلات الجنود المجهزة بالجنود والسلاح، وصلوا إلى منطقة السقلبية في حماة اليوم.

مقتل ناشط تحت التعذيب

من جهة أخرى شيّع أهالي مدينة داريا في ريف دمشق عصر السبت ناشطاً سياسياً قُتل على أيدي قوات الأمن السورية بعد أيام من اعتقاله.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات الأمن مثّلت بجثة الناشط السياسي غياث مطر الذي قتل تحت التعذيب، قبل تسليمه لأهله صباح السبت.

وذكر أصدقاء للناشط السياسي، أن ضابط أمن اتصل بعائلة القتيل قبل أيام، متحدثاُ عن أنه سيمارس معه أقصى أنواع التعذيب، مضيفاً أن قوى فرع الأمن الجوي برئاسة جميل حسن، تمكنت من اعتقاله بعد نصب كمين له وإلقاء القبض عليه في 6-9-2011، بعد أشهر من ملاحقته.

وصرح ماهر محمد أحد أصدقاء غياث لوسائل الإعلام أن صديقه كان من الناشطين الأساسيين في منطقة داريا، معتبراً أن السلطات السورية تقوم باستهداف المطالبين بالمظاهرات السلمية.

وحسب مقربين من غياث (26) عاما، وهو متزوج وكان ينتظر ولده الأول، فإن الأخير كان من أوائل من دعوا للتظاهر في داريا، وكان مطلوباً لفرع المخابرات الجوية منذ منتصف شهر أبريل/ نيسان الماضي.

وبث ناشطون على الإنترنت مقطع فيديو قالوا إنه لجثة غياث مطر، يظهر آثار تعذيب جسدي.

وتزامن تسليم جثة الناشط مع قيام قوات الأمن السورية، بإجراءات أمنية مشددة في منطقة داريا، ترافق مع قطع الاتصالات والانترنت. وحاصر ما يقرب من 3000 عنصر أمن مسجد أنس ومنعوا الناس من المشاركة في التشييع.

وشهدت مدينة داريا اليوم إضراباً عاماً، في وقت دعا فيه ناشطون إلى إضراب كامل يوم الأحد 11-09-2011 احتجاجاً على مقتل غياث مطر الذي اعتبروه أحد رموز المظاهرات في مدينة داريا بريف دمشق.

الأمين العام للجامعة العربية يعلن الاتفاق على خطوات للإصلاح في سوريا

مقتل 16 شخصاً في قصف للجيش على أحياء في حمص

دبي – العربية

أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، في مؤتمر صحافي قصير عقده اليوم السبت في مطار القاهرة لدى عودته من دمشق أنه “تم الاتفاق على خطوات للإصلاح” في سوريا.

وعلى الصعيد الميداني، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 16 شخصاً في قصف على حيي باب السباع وبابا عمرو في حمص، كما أفاد ناشطون بمواصلة الجيش السوري عملياته العسكرية في مدن مختلفة، حيث سمع إطلاق نار كثيف في بلدة سراقب بمحافظة أدلب أسفر عن مقتل مواطنة، فيما تتمركز حشود عسكرية على أطراف المدينة.

وقال العربي، عقب عودته زيارة استغرقت بضع ساعات للعاصمة السورية التقى خلالها الرئيس بشار الأسد: “طالبنا بحوار مفتوح بين كل فئات الشعب السوري بصرف النظر عن الانتماءات لتحقيق المصالحة الوطنية، وهناك خطوات للإصلاح تم الاتفاق على عناصرها ستعرض على مجلس الجامعة العربية” الذي يعقد دورته العادية نصف السنوية الاثنين في القاهرة.

وأضاف: “التقيت الرئيس بشار الأسد وطرحت عليه نتائج اجتماعات مجلس الجامعة العربية، وأصررت على ضرورة إيجاد مخرج للأزمة القائمة، وضرورة اتخاذ إجراءات فورية لوقف العنف وحقن دماء الشعب السوري الشقيق، وحق الشعب السوري بكل فئاته في الاحساس باجراء تغييرات حقيقية على الارض”.

وتابع “أكدت على الاسراع وعلى اهمية رؤية انجازات على الارض وإحساس الشعب السوري بالتغيير الفوري”، موضحاً ان الرئيس السوري أطلعه على “سلسلة من الاجراءات والمراسيم والقرارات التي أصدرتها الحكومة السورية وهذا ما سيتضمنه تقريري الى مجلس الجامعة”.

وكان العربي توجه إلى سوريا اليوم السبت في زيارة تتمحور حول المخاوف من حملة القمع الدموية للانتفاضة الشعبية مما أسفر عن مقتل المئات.

وكان من المتوقع أن يسافر العربي إلى دمشق يوم الأربعاء، لكن دبلوماسيين عربا قالوا إن الزيارة تأجلت بناء على طلب سوريا. وذكر مصدر أن الرحلة ستستغرق بضع ساعات.

وتشهد الأزمة السورية حراكا دبلوماسيا نشطا اليوم على أكثر من جبهة، إذ تعقد مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، مباحثات في موسكو حول أفكار روسية تتضمن نواة لخريطة طريق للخروج من الازمة الراهنة.

وتتضمن أفكار موسكو، حسبما قال مبعوث الرئيس الروسي ميخائيل مارغيلوف،ارسال فريق روسي لتقصي الحقائق على الارض.

وتسعى الجهود الدبلوماسية العربية والروسية إلى طرح أفكار تعتمد في جزء منها على بدء نوع من الحوار بين دمشق والمعارضة، وهو ما ترفضه دمشق حتى الآن.

بينما تنقسم المعارضة بين رافض للحوار، ومن يشترط له سحب الجيش من الشوارع والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.

“القاظان”.. أغنية شعبية ساخرة تتضامن مع المتظاهرين السوريين

صاحبها موسيقي محترف تعرض للاعتقال

دبي – العربية.نت

يصعب أن يجد المرء مفردة شعبية مثل “القاظان” في أغنية، غير أن موسيقيا سوريا محترفا يدعى وائل القاق، تظاهر واعتصم واعتقل في بلده قرر أن يغادر فنون الأوبرا والموسيقى الجادة، ليؤلف أغنية أقرب إلى الناس، وتعبر عن حالهم.

يقول مطلع الأغنية “قاظان بيتكن فصل، تحول لحجر، لو ما الله ستر ع حبة فجر. لأنو مياهكن كلسية. لأنو أموركن منسية”.

ثم تمضي الأغنية إلى مقطعين آخرين، أحدهما يتحدث عن “رفاق الحزب” في إشارة إلى حزب البعث الحاكم في سوريا، والمقطع الثاني يتناول بالنقد “عضوات باب الحارة”، وهنا ربما تفيد العودة إلى الكليب المرفق مع الأغنية، والمنشور على موقع اليوتيوب، حيث تتوالى صور الفنانين، الذين كانوا موضع انتقاد إلى حد وضعهم في “قائمة العار”.

ويقول صاحب الأغنية لوكالة فرانس برس “القاظان رمز للمواطن الذي يمكن أن يتكلس أو ينفجر من الضغط”.

ويوضح القاق “فكرة القاظان جاءت صدفة في الحمام. شيء شعبي يعرفه كل الناس، بالإضافة إلى أن فيه شيئا من الطرافة يمكنها أن تصل لأكثر الفئات المحلية الممكنة”.

يقول ملحن الأغنية “في جو من التشنج والعدائية والاتهامات، وجدت أن هذا أفضل ما أستطيع عمله أن أقدم للناس “الشعبيين”، الذين طالما لقوا إعجاب “النخبة المصطنعة”، فلهم يعود الفضل بالتغيير في البلد”.

وعن اختياره لهذا اللون الشعبي من الغناء يقول وائل القاق، وهو خريج المعهد العالي للموسيقى في دمشق “أردت أن أفعل ما أحسه، وما أقوله، تماما كالناس الشعبيين الذين أحسوا فنزلوا إلى الشارع وقالوا ما يريدون. أحسست أنني أشبه، أو أنتمي لهؤلاء أكثر بكثير مما أنتمي للناس الذين يأتون إلى الأوبرا وما شابه، من أغنياء أو يساريين، علمانيين، مثقفين، بضعة آلاف هم ذاتهم من يحضر أي نشاط بالبلد”.

لكن الموسيقي الشاب لا يكتفي بنقد جمهور “النخبة المصطنعة” فهو يمضي بالنقد إلى “الموسيقيين المحترفين، الذين مثلهم مثل الممثلين، كائنات جامدة تعزف بهدف المال وإرضاء السلطان”.

ويوضح “أما الذين عملوا مشاريع خاصة من الموسيقيين فقد تركوا البلد من زمان، لأن الدعم كان محددا ومرتبطا بالفاسدين”.

ويبدو أن أسبوعا قضاها القاق في السجن عمقت لديه خياره الشعبي، وهو قال ردا على سؤال حول ما إذا كان السجن قد أوحى له بعمل موسيقي “السجن لم يوح لي بعمل موسيقي، لكن حين خرجت من المنفردة ووضعت في مهجع فيه معتقلو بلدة جاسم (درعا) فاجأتني رغبة أن أقيم حفلات بتلك الأماكن، في ساحات القرى التي نزلت إلى التظاهرات”.

ويعتبر الفنان أن أدواته في هذه الأغنية “السخرية والعاطفة، وبساطة الفكرة والشعبية”. ويضيف “تلك هي وسائلي للتمرد على واقع القتل والتخويف والتخوين والترويع. وبالإضافة إلى الموسيقى تصبح تلك أدواتي بالثورة”.

لكن لا شعبية الأغنية، ولا بساطتها توحي بأن الأغنية اشتغلت بسهولة، فهي كما يقول القاق “أغنية محترفة، يستطيع الموسيقي المحترف أن يميز ذلك، بقدر ما تجد الأغنية سهلة الوصول”. وإذا كانت غير مكلفة فلأن “أصدقائي الكورال والعازفون، قدموا جهدهم مجانا، فهم إما متفاعلون مع الثورة أو متضامنون مع التغيير ضمنيا”.

شاهد من داخل حماة: الاهالي يدفنون قتلاهم في الحدائق

صحيفة القدس _  نشرت صحيفة “ذي اندبندنت” البريطانية مقالا للصحافي خالد علي بعث به من حماة تحدث فيه عن عدم سماح قوات الامن السورية للاهالي بدفن قتلاهم في المقابر، ما اضطرهم الى حفر قبور في الحدائق لايواء من يسقطون برصاص تلك القوات. وفي ما يأتي نص المقال:

“اشار سائق سيارة الاجرة الى أكوام من التراب الحديثة بلون القرفة تنتشر في داخل حديقة تبعد ميلا عن مركز مدينة حماة.

كانت في مجموعها تشكل ست اكوام. واحدة لكل جثة ظلت حتى هذا الاسبوع مدفونة في بقعة ترابية مغبرة تنمو فيها شجيرات في محاذاة مسجد السرجاوي في حماة. وقال سائق سيارة الاجرة، وهو من مئات الالاف من النشيطين من أهالي حماة الذين وجدوا طريقهم الى الشوارع منذ بداية الانتفاضة السورية في انحاء البلاد في منتصف آذار (مارس)، “لقد قتلوا مباشرة قبل رمضان. الا اننا لم نتمكن من دفنهم في المقبرة لأن قوات الامن منعتنا من ذلك”.

المعروف ان حماة مدينة قديمة تقع في وادي العاصي، وكانت احدى اخر مناطق البلاد التي انتفضت ضد الرئيس بشار الاسد. ولا بد من فهم اسباب ترددها في اطار مذبحة حماة العام 1982، في المرة الاخيرة التي جاهرت احدى المدن بمناوئة حكم البعث في سوريا.

في ذلك العام قتل ما يربو على 20 ألف شخص عندما سحق والد الرئيس الحالي حافظ الاسد انتفاضة الاخوان المسلمين بتسوية أحياء كاملة من المدينة مع الارض.

الا انها رغم الحذر المعقول الذي يمكن ان يكون قد ساور اهالي المدينة هذه المرة، فان رابع اكبر مدينة سورية لم تلبث ان انطلقت مع الحركة المناهضة للحكومة بقدر من الحماس اشد فعلا من اي مكان اخر في البلاد.

وجاء رد الاسد وحشيا. ففي 31 تموز (يوليو) وهو اليوم السابق لاول ايام شهر رمضان، قامت القوات السورية ودباباتها بقتل حوالي 100 شخص في حلقة دموية واحدة من الانتفاضة.

ووفق ما ذكر النشيطون في حماة الذين تحدثوا الى صحيفة “ذي اندبندنت” هذا الاسبوع، فان العملية اطاحت بروح حركة الاحتجاج في المدينة.

وشرح احد اولياء الامور وهو رجل في منتصف العمر انه منذ الاجراءات التعسفية، فان معظم الناس تملكهم الوجل من الخروج الى الطرقات. وقال “لا نستطيع ان نتظاهر. هناك اعداد كبيرة من قوات الامن. ومن المقرر البدء بالعام الدراسي الجديد خلال بضعة ايام، لكن الاهالي لن يتوجهوا مع ابنائهم الى المدارس لشدة ما في قلوبهم من خوف”.

وحسب اقوال المحتجين، فان معظم المدارس تحولت اما الى سجون موقتة او اصبحت تستخدم لاسكان اعضاء من يطلق عليهم بـ”الشبيحة”، وهي عصابات مسلحة سيئة السمعة موالية للرئيس.

وتكاد بعض احياء حماة تشبه مدينة محتلة في زمن الحرب. ويقوم جنود خلف أربعة حواجز رملية منفصلة بحراسة المقر الرئيس لحزب البعث في المدينة، الذي يقع مقابل نواعير المياه الكبيرة التي تزود قنوات المياه الخاصة بالمدينة العتيقة بمياه نهر العاصي.

وعلى بعد مئة حوالي مئة متر عن ميدان العاصي، حيث تجمع مئات الالاف من المحتجين في تموز (يوليو)، ينتشر مزيد من الجنود والاكباس الرملية – بل واكثر منها عند مختلف تقاطع الطرق الاخرى في انحاء المدينة.

ويقول احد معارضي الاسد “كنت في السادسة عشرة من العمر في فترة مذبحة حماة. كنت ذهبت في رحلة الى حلب، وعندما حاولت العودة في الحافلة لم يسمحوا لنا. وقال لنا اشخاص في محطة الحافلات ان الثلوج كانت تهطل وان الطرقات مغطاة بالثلج. واليوم يعيد التاريخ نفسه. ففي العام 1982 استخدم الرئيس شقيقه لمهاجمة حماة. والشيء نفسه يتكرر اليوم”.

وتتهم هيئات حقوق الانسان ماهر، شقيق الاسد – الذي يتولى قيادة الكتيبة الرابعة الشائنة في الجيش السوري – بتنفيذ عملية القمع الدموية هنا. ويبدو انها حققت الغرض منها. فالمظاهرت، اذا قامت، تظل محدودة ببضع مئات، وتشاهد في احيان متفرقة داخل احياء مختلفة من المدينة.

ولاتفيد الاتصالات بين النشيطين اذ انها غير منتظمة في احيان كثيرة. قال اثنان من المحتجين للصحيفة البريطانية ان عملية تنظيم المسيرات تتم في اغلب الاحيان بما لا يتجاوز قيام شخص بالاتصال بصديق له الذي يقوم بدوره بالاتصال بصديق آخر، وهكذا دواليك.

كما ان الحلقة الحديدية التي يفرضها نظام البعث تعمل على خنق المتظاهرين في مناطق اخرى ايضا. ففي الرستان، وهي بلدة على بعد 10 اميال الى الجنوب من حماة حيث قتل اثنان يوم الثلاثاء، كان عشرات من “الشبيحة” يشكلون فرقة حراسة هذا الاسبوع عند مدخل الطريق العام.

وفي اماكن اخرى على امتداد الطريق الذي يصل بين حماة واحياء المناوشات في مدينة حمص ويمتد لـ25 ميلا، قتل 17 مدنيا على الاقل يوم الاربعاء. وقام عدد كبير من الدبابات والقوات وسيارت الجيب العسكرية بحراسة مداخل المدينة والقرى، وهوما يحمل تحذيرا رهيبا لكل من يفكر من المحتجين بالاعلان عن موقف مناوئ للحكومة.

غير انه ليس من المحتمل ان يظل المتظاهرون صامتين لفترة طويلة. اذ يقول كثيرون ان الشيء الوحيد الذي يمكن ان يوقفهم الان هو انتشار كثيف للجيش وقوات الامن التي ارسلت بتكلفة كبيرة الى كل مدينة وبلدة رئيسة في سوريا.

لكن ذلك لن يستمر الى الابد، وعندما ينتهي ذلك فان كثيرا من النشيطين يقولون ان حركة الاحتجاجات ستعود سيرتها الاولى. وقال احدهم وهو أب لاربعة أبناء وقد شارك في المسيرات ضد الحكومة في حماة “ستكون المظاهرات اكبر من ذي قبل، ولن نتراجع. قد نظل في المكان ذاته، ولكننا لن نرجع الى الخلف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى