أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 26 حزيران 2011

 


 

سورية: الإنتشار العسكري يتمدد بين إدلب واللاذقية

دمشق، إسطنبول، نيقوسيا – «الحياة»، أ ف ب، أ ب، رويترز

وسع الجيش السوري انتشاره في قرى قرب الحدود التركية في وقت تخشى أنقرة تسلل «متمردين أكراد» إليها، ضمن آلاف السوريين الفارين من بلادهم الذين يلجؤون يومياً إلى مخيمات أعدت لهم خصيصاً في الجانب التركي. وأعلن الهلال الأحمر السوري انه «يضمن سلامة اللاجئين السوريين في تركيا الذين وصل عددهم إلى 12 ألفاً إذا قرروا العودة إلى بلادهم».

وقال ناشط حقوقي أمس إن «وحدات من الجيش تؤازرها دبابات وناقلات جند دخلت صباح السبت قرية الناجية وانتشرت فيها» مشيراً إلى أن «عملية الانتشار تأتي ضمن إطار نشر الجيش السوري في منطقة إدلب (شمال غرب)». وتقع قرية الناجية القريبة من الحدود التركية على الطريق المؤدية من جسر الشغور (شمال غرب) إلى اللاذقية (غرب).

وكان الجيش السوري دخل الخميس قرية خربة الجوز (شمال غرب) الواقعة قرب الحدود السورية التركية في خطوة اعتبرتها واشنطن أنها تمثل «تطوراً مقلقاً للغاية من قبل السوريين»، فيما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الجمعة أن الجيش السوري اكمل انتشاره في القرى المحيطة بجسر الشغور (شمال غرب) قرب الحدود التركية التي كان دخلها الأسبوع الماضي لطرد «تنظيمات مسلحة» منها.

وأدى وصول القوات السورية إلى مشارف الحدود التركية إلى مغادرة نازحين سوريين كانوا أقاموا مخيماً عرضياً على طول كيلومترات عدة من الحدود بين البلدين مترددين في العبور إلى تركيا خشية عدم التمكن بعدها من العودة إلى ديارهم، ليرتفع عدد اللاجئين السوريين إلى 11700.

في غضون ذلك، اعلن رئيس الهلال الأحمر السوري عبد الرحمن العطار انه يضمن سلامة اللاجئين السوريين في تركيا إذا قرروا العودة إلى بلادهم. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن العطار قوله «باسم الهلال الأحمر نضمن أن الحكومة السورية لن تحاسبهم، وأنهم لن يتعرضوا إلى أي إجراء من قوات الأمن». وأضاف العطار انه ينتظر إذناً من السلطات التركية لزيارة مخيمات اللاجئين على أراضيها، موضحاً انه يريد طمأنة الذين يريدون العودة إلى سورية بأنهم لن يتعرضوا إلى أي ضغط.

وتتزايد مشاعر القلق في تركيا من تأثير الاضطرابات في سورية عليها مع وجود متمردين أكراد على جانبي الحدود، إذ تخشى من أن تشجع حركة النزوح الكثيفة على تسلل عدد من المتمردين الأكراد إلى الأراضي التركية لتعزيز حركة التمرد المسلح التي يشنها حزب العمال الكردستاني في جنوب شرقي الأناضول.

ويقول المراقبون إن السيناريو الأسوأ بالنسبة إلى تركيا سيكون توسع نطاق العنف ليشمل حلب، ثاني كبرى المدن السورية والعصب الاقتصادي المهم، خصوصاً أنها تقع على بعد 90 كيلومتراً فقط من الحدود التركية.

وشُيع في المدن السورية بعض من 20 ضحية سقطت اثر إطلاق رجال الأمن النار على المتظاهرين الذين شاركوا في «جمعة سقوط الشرعية» بينما واصلت قوات الأمن السورية حملات الاعتقال في عدد من المدن واعتقلت مساء أول من امس اكثر من 100 شخص بينهم 80 من قرية مارع (شمال) الواقعة على بعد 35 كلم شمال حلب.

إلى ذلك، يُعقد لقاء تشاوري يضم عدداً من الشخصيات المستقلة في دمشق غداً تحت شعار «سورية للجميع في ظل دولة ديموقراطية مدنية» للتشاور في الوضع الراهن وسبل الخروج من الأزمة، وذلك غداة لقاء كان متوقعاً مساء أمس في دمشق لـ «التجمع الوطني الديموقراطي» والأحزاب الوطنية الكردية غير المرخصة، بحضور شخصيات أخرى.

وقال صاحب مبادرة اللقاء التشاوري الاثنين الكاتب والناشر المعارض لؤي حسين انه «سيتم عقد لقاء وطني مفتوح ومستقل الاثنين في احد فنادق دمشق للتشاور في شأن الوضع الراهن في البلاد وكيفية الانتقال إلى دولة ديموقراطية مدنية»، موضحاً أن «المدعوين لا ينتمون إلى أي حزب أو تكتل حزبي». وأشار الكاتب المعارض فايز سارة، احد المشاركين في اللقاء، إلى أن «الفكرة من اللقاء تشخيص الأزمة والانتقال إلى كيفية المساهمة في إيجاد حل لها».

وبث التلفزيون السوري اعترافات ثلاثة من أعضاء «التنظيمات الإرهابية المسلحة التي مارست القتل والترويع في مدينة جسر الشغور وهاجمت مراكز أمنية»، وأكد أن عناصرها «قتلوا عناصر هذه المراكز ومثلوا بجثثهم وأقاموا الحواجز وروّعوا المواطنين وهتكوا أعراضهم». وقدروا عدد المسلحين الذين هاجموا المفرزة الأمنية بنحو 700 مسلح.

إلى ذلك، طالب مدير منظمة العفو الدولية سليل شتى الجامعة العربية باتخاذ قرارات ضد سورية مثلما حدث مع ليبيا، معتبراً أن الوضع في سورية قد يكون أسوأ من ليبيا في كثير من النواحي، وانتقد «ازدواجية المعايير في التعامل مع دمشق»، لافتاً إلى أن «الوضع يتدهور في سورية من سيء إلى أسوأ».

الجيش السوري يمنع الجنازات في الكسوة ويقتحم قرية حدودية مع تركيا

وفد معارض إلى موسكو غداً… ولقاء تشاوري «وسطي» في دمشق

انتشر الجيش السوري أمس مدعوماً بـ18 دبابة، بشكل مكثف في بلدة الكسوة قرب العاصمة دمشق، وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة في البلدة التي شهدت تظاهرة معارضة حاشدة أمس الأول، شارك فيها أكثر من 25 ألف شخص.

وبينما ارتفع عدد ضحايا قتلى تظاهرات جمعة سقوط النظام إلى 18 بينهم الفتيان راتب العرابي (12 عاماً) ورضوان علوية (13 عاماً)، أجبرت قوات الأمن عائلات القتلى الستة، الذين سقطوا أمس الأول، على دفنهم دون جنازات، في وقت حاصر مئات الجنود حي برزة في دمشق، وتم نشر قوات أمن في منطقة المعضمية قرب العاصمة.

إلى ذلك، أفادت مصادر بأن أهالي دير الزور رشقوا عناصر من “المخابرات الجوية” بالحجارة، عندما كانوا يحاولون اعتقال بعض الشبان في حي المطار القديم، مضيفة أن عناصر المخابرات تمكنت من اعتقال شابين وفرت مباشرة من المدينة، بسبب المواجهة العنيفة من قبل الأهالي.

وتواصل التوتر على الحدود السورية الشمالية مع تركيا، إذ دخل الجيش السوري أمس، قرية الناجية المتاخمة للحدود، حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع، في إطار عملياته في ريف محافظة إدلب شمال غرب البلاد.

على الصعيد السياسي، يستعد وفد من المعارضة السورية لزيارة موسكو غداً الاثنين، في محاولة لإقناع روسيا بتغيير موقفها الرافض لاستصدار قرار في مجلس الأمن يدين قمع النظام السوري المتظاهرين المطالبين بالحرية والديمقراطية.

ويضم الوفد المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن رضوان زيادة، ونجيب الغضبان (معارض مستقل)، وسليم منعم (إعلان دمشق)، ورضوان باديني (أكراد)، وملهم الدروبي (جماعة الإخوان المسلمين) وآخرين.

في المقابل، يعقد لقاء تشاوري يضم عدداً من الشخصيات المستقلة في دمشق غداً تحت شعار “سورية للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية”، للتشاور بشأن الوضع الراهن في سورية وسبل الخروج من الأزمة. ويشارك في اللقاء، الذي سيعقد في فندق الشيراتون، الكاتب والناشر المعارض لؤي حسين، والكاتب المعارض فايز سارة، ورئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبدالكريم ريحاوي، وآخرون.

وانتقد مصدر معارض هذا اللقاء ووصفه بأنه “وسطي” و”يقف على مسافة واحدة من النظام القاتل والشعب الضحية”، مشيراً إلى سماح السلطات السورية بانعقاد هذا اللقاء، متسائلاً: “كيف تسمح هذه السلطات بلقاء كهذا، وتواجه بالمقابل التظاهرات السلمية بالرصاص الحي والدبابات؟”.

واعترض المصدر المعارض على تقليل المشاركين في هذا اللقاء من أهمية “القمع الذي تشنه السلطات على المحتجين”، مشدداً على أن “الأولوية يجب أن تكون لوقف العنف والسماح بالتظاهر، لا صياغة مشاريع سياسية وهمية على الورق”.

(دمشق – أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

سورية: انتشار أمني واعتقالات ومنع جنازات في الكسوة وأهالي دير الزور يرشقون المخابرات بالحجارة

نفذ الجيش السوري انتشارا أمنيا واسعا في القرى والبلدات القريبة من العاصمة دمشق، خصوصا بلدة الكسوة، إذ أجبر عائلات ضحايا القتلى، الذين سقطوا أمس الأول، على دفنهم دون جنازات، واعتقل العشرات، جاء ذلك في وقت استمر التوتر على الحدود السورية – التركية، إذ اقتحم الجيش السوري أمس بلدة الناجية المحاذية للحدود، حيث يتجمع آلاف الفارين من العنف.

بعد أن شهدت بلدة الكسوة القريبة من العاصمة السورية دمشق تظاهرات معارضة حاشدة، شارك فيها اكثر من 25 الف شخص في “جمعة سقوط الشرعية”، نشر الجيش السوري ليل الجمعة – السبت 18 دبابة في البلدة، في وقت شنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة شملت العشرات، واجبرت عائلات ضحايا القتلى الستة الذين سقطوا أمس الأول على دفنهم دون جنازات.

وقال نشطاء سوريون إن مئات الجنود حاصروا حي برزة في دمشق، بينما قطعت خطوط الهاتف في المنطقة، كما تم نشر قوات أمن في منطقة المعضمية في العاصمة.

الى ذلك، افادت مصادر بأن اهالي دير الزور رشقوا عناصر من “المخابرات الجوية” بالحجارة عندما كانوا يحاولون اعتقال بعض الشبان في حي المطار القديم، مضيفة أن عناصر المخابرات تمكنوا من اعتقال شابين وفروا مباشرة من المدينة بسبب المواجهة العنيفة من قبل الأهالي.

الناجية

ودخل الجيش السوري أمس قرية الناجية المتاخمة للحدود التركية، حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع، في إطار عملياته في ريف محافظة إدلب شمال غرب البلاد.

وقال ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس إن “وحدات من الجيش تؤازرها دبابات وناقلات جند دخلت صباح اليوم (السبت) قرية الناجية وانتشرت فيها”، مشيرا الى ان “عملية الانتشار تأتي ضمن اطار نشر الجيش السوري في منطقة إدلب”.

وتقع قرية الناجية القريبة من الحدود التركية على الطريق المؤدية من جسر الشغور الى اللاذقية، وكان الجيش السوري تدعمه دبابات دخل الخميس الماضي قرية خربة الجوز الواقعة قرب الحدود السورية التركية، في خطوة اعتبرتها واشنطن تمثل “تطورا مقلقا جدا من قبل السوريين”.

 

وادى وصول القوات السورية الى مشارف الحدود التركية الى مغادرة نازحين سوريين كانوا اقاموا مخيما عرضيا على طول عدة كيلومترات من الحدود بين البلدين، مترددين في العبور الى تركيا خشية عدم التمكن بعدها من العودة الى ديارهم.

وعبر اكثر من 2000 سوري منذ الخميس الحدود السورية التركية، ما رفع عدد اللاجئين الى تركيا الى 12 الفا.

“الهلال الأحمر”

في سياق آخر، اعلن رئيس منظمة “الهلال الأحمر” السوري أنه يضمن سلامة اللاجئين السوريين في تركيا البالغ عددهم 12 الفا اذا قرروا العودة الى بلادهم، حسب ما افادت وكالة انباء الاناضول التركية امس.

قتلى جمعة سقوط الشرعية

الى ذلك، اكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن حصيلة قتلى تظاهرات جمعة سقوط الشرعية ارتفع الى 18، موضحا أن 6 قتلوا في الكسوة (ريف دمشق)، و5 في حي برزة الواقع في دمشق و4 في بلدة القصير والقرى المجاورة لها (ريف حمص)، اضافة الى 3 قتلوا في حمص (وسط)”.

كما اشار رئيس المرصد الى “وفاة شخصين أمس الأول، احدهما من حمص والآخر من حماة (وسط) متأثرين بجراحهما عندما اصيبا اثناء مشاركتهما في مظاهرات جرت في مدينتيهما الاسبوع الماضي”.

وكانت “لجان التنسيق المحلية” اعلنت ان من بين القتلى فتى في الثانية عشرة من عمره يدعى راتب العرابي، قتل عندما أطلقت قوات الأمن النار على المحتجين في حي الشماس في مدينة حمص، وفتى آخر في الثالثة عشرة من عمره يدعى رضوان علوية، سقط قتيلا في بلدة الكسوة.

تظاهرات ليلية واعتقالات

ولفت عبدالرحمن الى أن تظاهرات جرت ليل الجمعة – السبت في “دير الزور (شرق) وفي جبلة (غرب) وفي اللاذقية (غرب) وفي دوما (ريف دمشق)”، مشيرا الى ان “قوات الامن قامت بقمع مظاهرة كانت تتهيأ للخروج من احد مساجد مدينة بانياس (غرب)”.

وفي نفس السياق، تتابع القوات الأمنية السورية شن حملات الاعتقال في عدد من المدن السورية، حيث قامت مساء امس الأول باعتقال اكثر من 100 شخص، بينهم ثمانون شخصا من قرية مارع (شمال) وحدها.

وذكر عبدالرحمن ان “حملات اعتقال شنتها قوات الامن السورية مساء الجمعة في كل من اللاذقية وجبلة وبانياس، وشملت اكثر من عشرين شخصا”.

وفد المعارضة إلى موسكو

على صعيد منفصل، قال ممثلون عن المعارضة السورية، من المقرر ان يزوروا موسكو غدا الاثنين، إنهم سيسعون إلى إقناع روسيا بتغيير موقفها الرافض استصدار قرار في مجلس الأمن يدين تعامل النظام السوري مع المتظاهرين السلميين.

وقال المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، عضو الوفد الذي سيزور موسكو، رضوان زيادة: “كان من المقرر أن يكون الاجتماع سريا، لكننا فوجئنا بالمبعوث الروسي الخاص ميخائيل مارغيلوف يعلنه من العاصمة الليبية طرابلس حين زارها مؤخرا”.

وقال زيادة: “إعلان اللقاء يعني أن هناك رغبة روسية في الانفتاح على الأطراف المختلفة من المعارضة السورية، ونعتقد أنها خطوة بالاتجاه الصحيح نحو تغيير موقف روسيا وإدراكها بأن مصالحها في النهاية هي مع الشعب السوري”.

وأضاف أن وفد المعارضة السورية، الذي سيتوجه إلى موسكو، يضم إضافة إليه نجيب الغضبان (معارض مستقل)، وسليم منعم (إعلان دمشق)، ورضوان باديني (أكراد)، وملهم الدروبي (جماعة الإخوان المسلمين) وآخرين، وسيحاول إقناع المسؤولين الروس بتغيير موقف بلادهم من استصدرا قرار في مجلس الأمن يدين قمع السلطات للمحتجين السلميين.

« أفادت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية في عددها الصادر أمس أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة والدول الأوروبية وقف حملتها الدبلوماسية ضد النظام السوري، خشية سقوط أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها في أيدي «حزب الله» و»حماس».

وقالت الصحيفة إن رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي الميجر جنرال أفي كوخافي قد نقل هذا الموقف الإسرائيلي خلال زيارته الى مقر الأمم المتحدة في نيويورك قبل بضعة أسابيع.

وبحسب دبلوماسي فرنسي فقد حذر كوخافي من أن ترسانة الأسلحة السورية قد تُوجَّه إلى إسرائيل حال سقوط نظام بشار الأسد.

وعلّق خبير فرنسي في مجال المخابرات على ذلك بالقول إن «إسرائيل تفضل التعامل مع عدو تحسن معرفته على مواجهة المجهول الذي يقتضي أيضاً إعادة تكوين شبكة مصادرها الاستخباراتية».

ذكرت مصادر أمنية لبنانية أمس أن حركة النزوح من سورية إلى شمال لبنان، التي بدأت عصر أمس الأول، توقفت أمس، بعد أن فرّ حوالي الف شخص الى لبنان هرباً من العنف، نقل سبعة منهم الى مستشفى في منطقة عكار اصيبوا برصاص قوى الأمن السورية التي اطلقت النار على الفارين لمنعهم من العبور الى الارضي اللبنانية.

وبدأ وصول السوريين إلى الحدود اللبنانية خصوصا الى معبر القصير في منطقة عكار بالقرب من وادي خالد شمال لبنان أمس الأول بعد قيام قوات الأمن السورية بفتح النار على المحتجين المطالبين بالحرية والديمقراطية خلال «جمعة سقوط الشرعية» في مختلف أنحاء البلاد، ما أسفر عن مقتل عشرين شخصا، من بينهم طفلان في الثانية عشرة والثالثة عشرة.

وبهذا ينضم هؤلاء إلى آلاف السوريين الآخرين الذين فروا إلى لبنان في مايو الماضي، عندما شنت قوات الأمن السورية هجوما على مدينة تلكلخ الحدودية، التي تقع على بعد دقائق قليلة مشيا على الأقدام من منطقة وادي خالد اللبنانية.

وشهد لبنان أمس تظاهرات مؤيدة للانتفاضة السورية المتصاعدة منذ 15 مارس الماضي، واخرى موالية للنظام الحاكم في سورية منذ 48 عاماً.

الشيخ البوطي: التظاهر حـرام

أفتى أحد كبار علماء الدين الإسلامي في سورية بـ”وجوب امتناع” المواطنين السوريين عن الخروج في التظاهرات لأنها تحولت إلى “أخطر أنواع المحرمات”، مشيراً إلى أن موقفه هذا “يؤكد على المبدأ الفقهي المعروف بسد الذرائع”.

وفي لقاء ضم العلماء وأئمة وخطباء المساجد، قال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي إن “أي أمر مشروع إذا استُخدِمَ ذريعة لأمر محرم يتحول الى أمر محرم مثله ويأخذ فيما يتعلق بدرجة الحرمة ما اتخذ ذريعة له”، وأضاف خطيب الجامع الأموي ومسؤول الحلقات العلمية فيه إن “إسقاطات هذا الأمر هي المظاهرات التي أقبل الناس عليها بادئ الأمر بنية طيبة وتصور بعيد عن الأخطاء والنتائج المحرمة التي تبين أنها تؤدي الى أخطر نوع من المحرمات”.

 

وأضاف البوطي الذي شغل سنوات طويلة منصب عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق إن “المظاهرات تحولت الى أمور تخريبية وإلى سفك للدماء البريئة وبالتالي الى أمور محرمة نهى الله عنها وحرَّمها وبالتالي يجب الامتناع عنها والعمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودعوة الناس الى الابتعاد عن الفتن”.

المصدر: محطة أخبار سورية

مؤتمر أنطاليا يؤكد حواره مع الروس ويدعو الأسد للاستقالة

بهية مارديني

يعقد وفد من المعارضة السورية يزور روسيا مؤتمراً صحافياً في موسكو في الثامن والعشرين من الشهر الجاري.

القاهرة: يبدأ وفد من المعارضة السورية يضم ممثلاً عن جماعة الاخوان المسلمين في سوريا، زيارة إلى موسكو. ودعا نادي الشرق بوكالة  نوفوستي للأنباء، الصحفيين لحضور مؤتمر صحفي يعقده وفد المعارضة السورية الذي يصل إلى روسيا. وتعتبر زيارة الوفد بمبادرة من عدد من المنظمات الاجتماعية الروسية وخاصة الجمعية الروسية للتضامن والتعاون مع شعوب آسيا وأفريقيا. وخلال المؤتمر الصحافي المقرر سيتم إطلاع ممثلي وسائل الإعلام الروسية والأجنبية على أهداف زيارة الوفد وطبيعة لقاءاته ومحادثاته في موسكو.

وأكد هيثم بدرخان رئيس لجنة العلاقات الدولية لفيدرالية المغتربين لعموم روسيا في فيدرالية المغتربين لعموم روسيا لـ”ايلاف” أنه يشارك في المؤتمر الصحافي كل من رضوان زيادة، مؤسس مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، وممثل جماعة الإخوان المسلمين ملهم الدروبي، وكذلك عضو المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر سليم منعم، والإعلامي رضوان باديني، وممثل اللجنة الخارجية لدعم الثورة السورية، محمود الحمزة. وسيعقد المؤتمر في الساعة الثالثة في الثامن والعشرين من حزيران (يونيو) في مقر الوكالة.

وقال المعارض السوري أشرف المقداد في تصريح لـ” إيلاف” إنه سيلتحق بالوفد الأحد، معتبرًا أن الزيارة إلى موسكو زيارة مهمة سيعرض خلالها وجهة نظر أخرى يجب أن تستمع اليها روسيا.

بدوره أكد المكتب التنفيذي للمؤتمر السوري للتغيير(مؤتمر أنطاليا)، مشاركته في الاجتماعات التي دعا إليها عدد من المسؤولين الروس في موسكو، وذلك في إطار حرص المكتب التنفيذي على المشاركة في اللقاءات والاجتماعات التي تخدم قضية الشعب السوري في نيل حريته، وإقامة نظام ديمقراطي مدني، بكل الوسائل السلمية.

وشدد المكتب التنفيذي في اجتماع عقده في الرابع والعشرين من حزيران (يونيو) الجاري، على أن الوفد، سيعرض على الجهات الروسية الحكومية والمدنية، حقيقة ما يجري في سوريا، لا سيما مع استفحال عمليات القمع التي يتعرض لها المواطنون السوريون العزل، وتواصل هذه العمليات بشكل ممنهج، مما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء، وتسبب بنزوح أكثر من 11 ألف مدني إلى المناطق الحدودية مع تركيا، إلى جانب نزوح المئات من المدنيين باتجاه لبنان والأردن، فضلاً عن حملات الاعتقال الواسعة التي لم تتوقف.

وسيطلب الوفد من المسؤولين الروس، بحسب المكتب الذي تحدث أعضاءه لـ”ايلاف” وقوف بلادهم إلى جانب الشعب السوري، ومطالبه المشروعة في التغيير السياسي السلمي، وحقه في الحرية التي تكفل له نظامًا سياسياً، تشترك فيه كل أطياف المجتمع، على مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات. كما سيؤكد الوفد على التمسك بسلمية الثورة الشعبية العارمة في سوريا، باعتبارها السلاح الوحيد الذي يملكه الشعب السوري، إلى جانب كرامته.

ويتماهى الوفد، بحسب بيان تلقت “ايلاف” نسخة منه، مع الشعب السوريّ في مطلبه الأساسي (الشعب يريد إسقاط النظام)، وأمل المكتب التنفيذي، أن يتفهم المسؤولون الروس، الحقائق الموجودة على الأرض في سوريا كما هي، لا كما يروج النظام السوري من أكاذيب لم تعد تنطل على أحد. كما أكد في الوقت نفسه، على ضرورة إستقالة بشار الأسد من كل مناصبه، وتسليم سلطاته وفق الأطر الدستورية إلى حين تشكيل مجلس انتقالي، يتولى وضع دستور جديد للبلاد، يكفل انتخابات حرة، تقود إلى قيام نظام ديمقراطي مدني. كما يشدد على ضرورة قيام علاقات ثنائية طبيعية بين سوريا وروسيا، تستند على المصالح المشتركة لكلا البلدين.

بدورها أعلنت الخارجية الروسية، أن موسكو لا تخطّط لإجراء لقاءات رسمية مع ممثلين عن المعارضة السورية، مشيرة إلى أن وجودهم في موسكو يأتي في إطار زيارات خاصة.  وأشار الناطق باسم الوزارة إلكسندر لوكاشيفيتش “إن الزيارة المفترضة للشخصيات التي تقدم نفسها على أنها معارضة سورية تجري بمبادرة من الجمعية الروسية للتضامن والتعاون مع شعوب آسيا وإفريقيا”. وأكد أنه لن تجري معهم أي لقاءات بمشاركة رسمية من روسيا.

وكانت سوريا قد شجعت على اجراء حوار بين المعارضة والنظام في سوريا.

من جانب اخر، وحول اللقاء التشاوري للمعارضة السورية الذي يعقد في دمشق الاثنين قال الناشط السوري منذر خدام أنه “لم يدع إلي هذا اللقاء أي من أطراف النظام الرسمية أو حتى أطرف لها قريبة من النظام ، وإذا تم حضور أي طرف مرتبط مع النظام السوري فسوف ينسحب مع من يمثل من هذا المؤتمر”، وأكد “أن المؤتمر هو لمعارضين سوريين مستقلين في الداخل والخارج وسوف يمول المؤتمر من قبل المشاركين فيه حصرا ، ولايوجد مشاركة من أي سفاره اجنبيه أو أي جهه خارجية”. هذا وسيناقش المؤتمر ثلاث أوراق عمل واحدة تتعلق “بقراءة الوضع الراهن ومسار الانتفاضة. والثانية تتعلق بالمرحلة الانتقالية وخصائصها والورقة الثالثة تتعلق بخصائص النظام الديمقراطي المنشود بالإضافة إلى عهد وبيان صحفي”.

وتعرض الملتقى الى هجوم  حاد من الكاتب السوري المعروف حكم البابا الذي أسماه مؤتمر بثينة شعبان ، ودعا ميشيل كيلو وعارف دليلة وفايز سارة الى مقاطعة الملتقى وعدم حضوره.

ووجه البابا كلمة إلى المثقفين الثلاثة “إذا كان كل ماحدث من قتل وتعذيب وتشويه وتدمير وتهجير لاخوانكم السوريين في المائة يوم الماضية ، وإذا كنتم قد نسيتم السنوات التي قضيتموها في السجون، وإذا كانت ذواكركم لم تسعفكم بتذكر كل مؤتمرات الحوار ومنتديات النقاش البيزنطية السابقة، فلا تشاركوا في مؤتمر بثينة شعبان للمعارضة فقط كرمى لتاريخكم ولنضالكم ولصورتكم ،كي لايهتز ذلك في أعين أهلكم السوريين”.

توتر على الحدود السورية مع تركيا ولبنان.. وهروب للنازحين

الجيش السوري اقتحم بلدات حدودية جديدة.. وقلق في أنقرة > ارتفاع قتلى جمعة «إسقاط الشرعية» إلى 18 > مظاهرات في دير الزور وجبلة واللاذقية ودوما.. وقوات الأمن تقمع مظاهرات في بانياس.. وحملات اعتقال بالقرب من حلب

اقترب الجيش السوري أمس من الحدود التركية والحدود اللبنانية، مما دفع بمئات السوريين لمغادرة الأراضي السورية هربا إلى لبنان، وسط توتر حدودي وحذر بالغين، بينما أعربت تركيا عن قلقها من العمليات العسكرية على مقربة من حدودها. وارتفع عدد قتلى الجمعة إلى 18 شخصا، بعد وفاة شخصين أمس متأثرين بجراحهما.

واندلعت مظاهرات في دير الزور وجبلة واللاذقية ودوما فيما قامت قوات الأمن بقمع مظاهرات في بانياس.. وحملات اعتقال بالقرب من حلب.

وكشفت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن عشرات العائلات السورية تركت منازلها وفرت من بلدات هيت والبويت والسماقيات باتجاه بلدات أكروم والكنيسة وحنيدر ووادي خالد، بعد أن اجتازت المعابر البرية غير الشرعية، وأقامت عند أقاربها اللبنانيين في البلدات المذكورة، مشيرة إلى أن «النازحين نقلوا معهم المواشي والجرارات الزراعية والآليات الأخرى من سيارات وشاحنات وغيرها».

وأكدوا أن «النازحين وهم جميعا من النساء والأطفال عبروا عن مخاوفهم من تكرار سيناريو مدينة تلكلخ في بلداتهم التي سقط فيها عشرات الضحايا، في حين لازم الرجال والشباب بيوتهم».

من جهة أخرى، دخل الجيش السوري بلدات حدودية جديدة أمس بينها قرية الناجية المتاخمة للحدود التركية، بحسب ناشطين حقوقيين، في وقت أعربت فيه تركيا عن قلقها من نشر جنود سوريين قرب الحدود.

قتيل جديد في الكسوة وحملة مداهمات.. ومظاهرات ليلية في مدن سورية

ارتفاع قتلى جمعة «سقوط الشرعية» إلى 18 شخصا

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

ذكر ناشطون أمس أنه تم نشر 18 دبابة في أنحاء الكسوة بدمشق أمس، بينما قامت قوات الأمن بحملة مداهمات في البلدة. وقال الناشطون إن شخصا قتل في الكسوة صباح أمس، إلا أن قوات الأمن أخذت الجثمان بعيدا قبل أن يتم التعرف على هويته. وقال النشطاء إن مئات من الجنود حاصروا حي برزة في دمشق بينما قطعت خطوط الهاتف في المنطقة. كما تم نشر قوات أمن في منطقة المعظمية بالعاصمة. وقتل 6 أشخاص في الكسوة برصاص قوات الامن في التظاهرات التي حصلت يوم أول أمس.

وبلغ عدد قتلى الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام في «جمعة سقوط الشرعية» 18 شخصا، أطلقت قوات الأمن السورية النار عليهم أثناء مشاركتهم في مظاهرات حاشدة في مدن سورية عدة، بينها العاصمة دمشق. وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، الذي يتخذ من لندن مقرا له أن «حصيلة شهداء الجمعة ارتفعت إلى 18 شخصا». وأوضح عبد الرحمن أن «6 قتلوا في الكسوة (ريف دمشق)، و5 في حي برزة الواقع في دمشق، و4 في بلدة القصير والقرى المجاورة لها (ريف حمص)، بالإضافة إلى 3 قتلوا في حمص (وسط)».

كما أشار رئيس المرصد إلى «وفاة شخصين، أحدهما من حمص والآخر من حماة (وسط) متأثرين بجراحهما عندما أصيبا أثناء مشاركتهما في مظاهرات جرت في مدينتيهما». ولفت الناشط النظر إلى أن «مظاهرات ليلية جرت في دير الزور (شرق)، وفي جبلة (غرب)، وفي اللاذقية (غرب)، وفي دوما (ريف دمشق)»، مشيرا إلى أن «قوات الأمن قامت بقمع مظاهرة كانت تتهيأ للخروج من أحد مساجد مدينة بانياس (غرب) مساء». وأضاف أن هناك «حملات اعتقال شنتها قوات الأمن السورية مساء الجمعة في كل من اللاذقية وجبلة وبانياس، طالت أكثر من عشرين شخصا».

وكان عبد الرحمن قد أكد في وقت سابق أن قوات الأمن شنت في بلدة مارع الواقعة على بعد نحو 35 كلم شمال مدينة حلب (شمال) حملة اعتقالات واسعة النطاق إثر مظاهرة انطلقت في البلدة عقب صلاة العشاء، وشارك فيها المئات من المطالبين بسقوط نظام بشار الأسد. وقال رئيس المرصد إن حملة الاعتقالات في مارع تخللها إطلاق نار كثيف جدا في الهواء، وأسفرت عن اعتقال ما بين 70 و80 شخصا، من دون أن يؤدي إطلاق النار إلى سقوط قتلى أو جرحى. ودعا أمس الناشطون على صفحة «الثورة السورية» في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حيث اعتادوا دعوة المحتجين إلى التظاهر كل يوم جمعة بمسميات مختلفة، إلى التظاهر كل يوم حتى إسقاط النظام. في الوقت ذاته، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن سبعة أشخاص، بينهم مدنيون وجنود، قتلوا أمس الجمعة خلال هجمات قامت بها جماعات مسلحة في أنحاء متفرقة من البلاد. يشار إلى أن الحكومة تتهم جماعات مسلحة ومتسللين بالوقوف وراء الإضرابات التي تشهدها البلاد.

أزمة مازوت في سوريا.. وأرتال من السيارات أمام محطات الوقود

تتنقل بين المدن والأرياف نتيجة ضعف العرض مقابل الزيادة في الطلب

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

تتفاعل أزمة المازوت في عدد من المحافظات السورية منذ أكثر من أسبوع، وهو الأمر الذي أقلق المزارعين بشكل خاص، وبعض أصحاب المصانع والشركات وأعداد كبيرة من السكان المعنيين بهذه المشكلة، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.

وتناول عدد من وسائل الإعلام المحلية «أزمة المازوت» بعد أن تفاقمت ولم يعد الصمت عنها مجديا، إذ أن البعض اعتقد أنها طارئة لكن على ما يبدو أنها تتنقل بين المدن والأرياف نتيجة ضعف العرض مقابل الزيادة في الطلب. وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إنهم شاهدوا «أرتالا من وسائط النقل الجماعية (السرافيس) العاملة على خطوط المدينة وبلدات ومناطق المحافظة كافة وكذلك وسائط العمل الزراعي تقف أمام عدد من محطات الوقود في ريف دمشق».

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الأزمة في محافظة حماه التي تشهد مظاهرات مستمرة ضد السلطات السورية ازدادت في الأيام الأخيرة إذ أن بعض أصحاب محطات الوقود قالوا إن مخصصاتهم تم تقليصها نتيجة زيادة الطلب وافتتاح عدد إضافي من محطات الوقود. ويؤكد الأهالي أن السلطات المختصة تعرف حجم الطلب المتزايد ويجب أن تضع في حسبانها حاجة الناس إلى الكميات الحقيقية المطلوبة.

وفي محافظة حمص بوسط البلاد التي تشهد أيضا احتجاجات يقضي سائقوها ساعات في سبيل نيل 40 لترا يوميا من مخصصات مادة المازوت اليومية وتجعلهم هذه الكمية الصغيرة يتنفسون الصعداء قليلا لتسيير بعض مصالحهم العملية. وأرجعت السلطات المختصة السبب في ذلك إلى «تهريب المازوت» إلى الدول المجاورة، وخاصة إلى لبنان، نتيجة فارق السعر.

وتقول مديرية الجمارك إن تهريب مادة المازوت خارج سوريا بعد انخفاض قيمة اللتر من 20 ليرة إلى 15 ليرة (الدولار حسب السعر الرسمي يساوي نحو 47 ليرة بينما في السوق الحرة يقترب من 51 ليرة في الأيام الأخيرة) وصلت كمياتها إلى 23 ألفا و500 لتر خلال 9 عمليات تهريب تم ضبطها الشهر الماضي و36 ألفا و945 لترا جراء 6 عمليات سجلت من بداية الشهر الحالي إلى الآن.

وأقر رئيس شعبة المقاييس والمكاييل في مديرية الاقتصاد والتجارة الداخلية بحمص زهير سعدية بوجود ازدحام على محطات الوقود، مبينا أنه اتخذ في مديريته بالتنسيق مع كافة المحطات قرارا بعدم تزويد الحافلات إلا بموجب بطاقة تمنح من قبل الاقتصاد والتجارة تحدد عليها الكميات اللازمة للسيارات العامة و(السرافيس) العاملة على خطوط المحافظة وحددت بكمية 40 لترا ضمن المدينة يوميا.

من جانبه أكد عضو المكتب التنفيذي لقطاع التموين والتجارة الداخلية المهندس بسام الحجي أن رئاسة مجلس الوزراء خفضت المخصصات لمحطات الوقود فلجأت المحافظة لتطبيق التعليمات ما أدى إلى الازدحام الشديد على محطات الوقود.

وفي محافظة السويداء (100 كم جنوب دمشق)، فإن أصحاب بعض محطات الوقود الخاصة أكدوا أنهم يتعرضون لهذه الأزمة باستمرار والمعاناة تزداد مع المواطنين لعدم توافر المازوت إلا لساعات قليلة وبعدها هو غير موجود بحجة المخصصات التي تقرها لجنة المحروقات في المحافظة وخاصة مع قدوم فصل الحصاد نظرا للطابع الزراعي الذي تتسم به المحافظة والذي لم تأخذه الجهة صاحبة القرار في الحسبان.

وقال صاحب محطة منطقة «الكفر» في السويداء نبيل حديفة إن قانون المخصصات لم يأخذ بالحسبان زيادة الكثافة السكانية ولا الزيادة في عدد الآليات علما بأن الحكومة كانت سابقا تعطي المحطات زيادة 5% من مخصصات كل عام ولكنها توقفت منذ 4 سنوات تقريبا عن هذه الزيادة.

وأشار إلى أن محطة «الكفر» سحبت في الشهر السادس من العام الماضي 426 ألف لتر أي ما يقارب 23 صهريجا وفي هذا الشهر تحتاج المحطة إلى 600 ألف لتر وذلك بناء على طلبات المواطنين والفلاحين وهذا يعني أن المحطة ستسجل نقصا يقدر بـ174 ألف لتر. وقال مسؤولون في المحافظة إنه إذا كانت بعض مشاكل المحافظات الأخرى هي تهريب المازوت إلى خارج الحدود، فإن محافظة السويداء لم تسجل أي اعتداء على خطوط النفط منذ بداية العام ولم تسجل أي حالة تهريب لأنها لا تمتلك المنافذ الحدودية أصلا. وتدعم الحكومة المواد الأساسية في البلاد مثل بعض المواد البترولية والخبز والمواد التموينية الرئيسة، حيث لا يتجاوز متوسط دخل الفرد في البلاد 300 دولار شهريا.

مئات السوريين يفرون إلى لبنان وينقلون معهم مواشي وجرارات زراعية

أقاموا لدى أقاربهم في البلدات الحدودية

شهدت البلدات السورية المقابلة لمنطقة جبل أكروم اللبنانية، حركة نزوح لمئات السوريين، هي الأولى من نوعها منذ انطلاق شرارة الثورة الشعبية في سوريا في 15 مارس (آذار) الماضي. وكشفت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن عشرات العائلات السورية تركت منازلها وفرّت من بلدات هيت والبويت والسماقيات باتجاه بلدات أكروم والكنيسة وحنيدر ووادي خالد، بعد أن اجتازوا المعابر البرية غير الشرعية، وأقاموا عند أقاربهم اللبنانيين في البلدات المذكورة. وأشارت إلى أن الكثير من «النازحين نقلوا معهم المواشي والجرارات الزراعية والآليات الأخرى من سيارات وكميونات وغيرها».

وأعلن ناشطون في مجال حقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط»، أن «حركة النزوح الجديدة، جاءت على أثر اندلاع مظاهرات واسعة ولأول مرّة في مدينة القصير (محافظة حمص) التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن الحدود اللبنانية، وبعد تصدي عناصر الأمن السوري للمحتجين وإصابة العشرات منهم، وإدخال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة لوقف الاحتجاجات». وأكدوا أن «النازحين وهم جميعا من النساء والأطفال عبروا عن مخاوفهم من تكرار سيناريو مدينة تلكلخ في بلداتهم التي سقط فيها عشرات الضحايا، في حين لازم الرجال والشباب بيوتهم».

وكشف الناشطون أن «خلافا وقع بين شبان من بلدة هيت من جهة وعناصر من المخابرات السورية، على خلفية نقل سبعة أصيبوا برصاص الأمن في مدينة القصير، ونقلهم بواسطة سيارة إسعاف باتجاه الحدود اللبنانية لمعالجتهم في مستشفيات عكار، وكان بانتظار الجرحى شبان أقاربهم من بلدة هيت كانوا يستقلون دراجات نارية. وفي الطريق اعترض سيارة الإسعاف عناصر من المخابرات السورية في بلدة حاويك الحدودية وكان يساعدهم بعض سكان هذه البلدة الموالين للنظام السوري محاولين إنزال المصابين، غير أن أبناء بلدة هيت تعاركوا مع العناصر الأمنية وتمكنوا من انتزاع الجرحى وإيصالهم إلى الأراضي اللبنانية، ونقلهم بواسطة الهيئات الطبية إلى مستشفى رحال في مدينة حلبا اللبنانية وكان اثنان منهم في حالة حرجة».

وقد استدعى هذا التوتر حالة من الاستنفار الأمني، وتحدث شهود عيان عن حالة غليان في المنطقة المذكورة بعد ورود معلومات لأبناء البلدات السورية الحدودية، عن تعزيزات عسكرية يحضر لها الجيش السوري تمهيدا لاقتحام المنطقة، بعد التصدي لعناصر المخابرات بشكل علني وبتحد غير مسبوق، وهو أمر ينذر بتكرار المشهد الساخن الذي عاشته الحدود اللبنانية السورية عند منطقتي تلكلخ ووادي خالد على مدى أكثر من شهر.

سوريون يتحدثون عن أسباب نزولهم إلى الشوارع ضد النظام

طالبة: كنت أدافع عن الأسد حتى رأيت القتل > تاجر سجاد: شممنا نسيم الحرية ولن نعود للوراء > كاتب: تونس ومصر أيقظتا المارد النائم

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

مثل الكثير من السوريين، كانت بيان البياسي لديها هواجس بشأن رئيسها (بشار الأسد) لسنوات، ولكنها مثل الكثير من السوريين الذين يسيطر عليهم الخوف، ظلت صامتة, وعندما وصلت موجة الثورات العربية إلى سوريا، دافعت أمام أصدقائها عن الأسد، مؤكدة أنه في قلبه إصلاحي، لكن غضبها تصاعد عندما رأت يوميا على الفضائيات مشاهد القتل, وهو ما دفع طالبة الأدب العربي البالغة من العمر 22 عاما إلى الانضمام إلى آلاف المتظاهرين الذين يملأون ساحات بلدتها الساحلية. وخلفية ذلك سنوات من المعاناة قالت إن عائلتها السنية تعرضت لها من نظام حافظ الأسد، ثم من نجله، في البلد الذي تهمين عليه الأقلية العلوية.

وفي سلسلة من المقابلات، أجرتها «أسوشييتد برس» بالهاتف أو وجها لوجه مع محتجين سوريين ونازحين إلى لبنان، كانت الشكوى واحدة، وهي الفساد والمعاملة التمييزية والتفرقة على أساس ديني.

وعائلة البياسي سنية متدينة في مدينة البيضا، وتقول إن النظام يضطهد المتدينين, وقالت: «أتذكر عندما كنت طفلة كنت أبكي على أعمامي الذين أمضوا 20 عاما في السجن لمجرد أنهم متدينون, وكانوا طلابا جامعيين في ذلك الوقت».

وقالت إن شقيقها مثل كل الخريجين في بلدتها لا يستطيع أن يجد عملا، بينما الطلاب في القرية المجاورة العلوية يعملون في وظائف حكومية؛ لماذا؟ وتابعت قائلة: «أشعر بالاضطهاد لمجرد أنني أضع الحجاب عندما أذهب إلى الجامعة؛ يسألونني عن بطاقة الهوية وكأنني إرهابية»، وذلك في مكالمة عبر الهاتف من بلدتها.

ويشكل العلويون 12 في المائة من سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليونا، ويبلغ السنة نحو 70 في المائة. واندلعت الاحتجاجات في منتصف مارس (آذار) بعد أسابيع من حديث للرئيس الأسد في «وول ستريت جورنال»، تباهى فيه بأن سوريا محصنة مما حدث من ثورات في بلدان عربية أخرى، وبأنه على اتصال مع الشارع.

وكان بشار الأسد (46 عاما)، الذي تدرب كطبيب في بريطانيا، ينظر إليه كإصلاحي يعرقله المتشددون، ولا تزال لديه قاعدة تأييد، حسب «أ.ب»، بين الطبقة الوسطى التي استفادت من خطوات الانفتاح الاقتصادي وطبقة رجال الأعمال, وكذلك مخاوف الأقليات من هيمنة الأغلبية السنية على الحكم.

وكانت الشرارة بعد مقتل الصبي البالغ من العمر 15 عاما في درعا، الذي رسم على الجدار شعارا معاديا للنظام.

وأدى القمع الدموي للاحتجاجات الأولى إلى تغيير صورة الأسد وتحول المطالبات في الشارع من الإصلاح إلى رحيل النظام.

وقال مصطفى، وهو حلاق سوري فر إلى لبنان (23 عاما) إن الأسد حدّث البلد وطوره لمصلحته ومصلحة طائفته. وقال إن الطريق إلى الوظائف والتعليم يمر عبر الشبيبة، وهي شبه ميليشيا تابعة للحكومة؛ فحتى غير المتعلم من الشبيبة يستطيع الحصول على ما يريده، بينما المتعلمون لا يستطيعون.

وقال إن التمييز يحدث في أشياء صغيرة؛ فهناك سيدة مسنة سنية في بانياس تضطر إلى دفع أربعة أمثال رسوم الكهرباء التي تدفعها عائلة علوية مجاورة.

وقد ظلت المدينتان الكبيرتان؛ دمشق وحلب، هادئتين نسبيا، ولكن الانتفاضة امتدت إلى 14 محافظة، وعلى الرغم من القمع اليومي وعدد القتلى، الذي وصل إلى 1400، فإن المظاهرات الليلية أصبحت مثل الكرنفالات؛ يتجمع فيها المحتجون ويلوحون بالعلم السوري.

وتضم هذه المظاهرات فلاحين وأطباء لا يجدون وظائف؛ حيث يغني مثقفون ويوقدون شموعا ويرددون هتافات مناوئة للنظام.

وقال فايز ساره، وهو كاتب مؤيد للديمقراطية وعلى اتصال بالشباب، إن حركة الاحتجاج تعكس تطلعات 40 في المائة من المجتمع، وهم الذين تقل سنهم عن 20 عاما، وهم يمثلون كافة أطياف المجتمع السوري، ومن الخطأ الظن بأن حركة الاحتجاج سنية فقط. وقال إن الثورة في تونس ومصر أيقظت المارد النائم في سوريا. وقال تاجر سجاد في درعا تحدث عبر هاتف «سكايب»، وطلب تعريفه باسم أبو هارون: «إن الانتفاضة يجب أن تستمر؛ لقد شممنا نسيم الحرية، ولا عودة إلى الوراء».

شخصيات سورية معارضة تعقد لقاء غدا في دمشق لبحث مخرج للأزمة

مشاركون شددوا على أن اللقاء لن يكون ناطقا باسم المحتجين في الشارع

لندن: «الشرق الأوسط»

يعقد لقاء تشاوري يضم عددا من الشخصيات المعارضة في دمشق غدا، تحت شعار «سوريا للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية»، للتشاور حول الوضع الراهن في سوريا وسبل الخروج من الأزمة. وقال صاحب المبادرة الكاتب والناشر المعارض لؤي حسين لوكالة الصحافة الفرنسية: «سيتم عقد لقاء وطني مفتوح ومستقل الاثنين في أحد فنادق دمشق للتشاور حول الوضع الراهن في البلاد وكيفية الانتقال إلى دولة ديمقراطية مدنية». وأشار حسين إلى أن «المدعوين لا ينتمون إلى أي حزب أو تكتل حزبي».

ولفت حسين إلى أن «الاجتماع العلني حق من حقوقنا ونحن نطالب به منذ بداية الاحتجاجات للتباحث في الشأن العام»، مضيفا أن «الناشطين يجب أن يجتمعوا ليقولوا كلمتهم في ما يجري في البلاد». وتابع حسين «كنا نجتمع كجماعات صغيرة بشكل طبيعي، إلا أن هذا اللقاء هو نتاج الحاجة إلى توسيع الاجتماعات الصغيرة التي تجري بشكل غير علني».

من جهته أشار الكاتب المعارض فايز سارة، أحد المشاركين في اللقاء، للوكالة، إلى أن «الفكرة من اللقاء هي تشخيص الأزمة والانتقال إلى كيفية المساهمة في إيجاد حل للأزمة». وأضاف سارة «سيتم نقل هذا التصور وطرحه عبر الإعلام ليكون ملكا للجميع فيتفاعل معه الناس بصورة إيجابية أو سلبية»، مشيرا إلى أن «الهدف ليس إيصالها إلى طرف معين دون آخر». وأكد سارة أن «هذه المبادرة تسعى لطرح حل لمعالجة الأزمة الموجودة سواء أكانت (الأزمة) مصحوبة بالعنف أم من دونه».وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي، الذي يشارك في اللقاء أن «اللقاء لن يكون ناطقا باسم أي تيار سياسي ولا باسم المحتجين في الشارع»، لافتا إلى أن «المشاركين لن يلتقوا مع السلطة لأن لهذا اللقاء شروطا». وأضاف ريحاوي أن «كل مشارك سيطرح وجهة نظره للخروج من الأزمة وسيصار إلى إصدار بيان ختامي للمؤتمر الذي يستمر يوما واحدا فقط».

من جانب آخر، اعتبر معارض سوري أن «مجرد انعقاد المؤتمر (إذا سمحت السلطات السورية به) هو خطوة إلى الطريق الديمقراطي في سوريا». وأشار المعارض إلى أن «الثقة بما تطرحه القيادة من أجل التغيير عبر القنوات الديمقراطية معدومة عند غالبية النشطاء في الشارع السوري»، لافتا إلى أن «الشارع المتظاهر لم يأخذ على محمل الجد القرارات التي أصدرتها».

وكان الرئيس السوري بشار الأسد دعا في كلمة بجامعة دمشق الاثنين الماضي إلى «حوار وطني» لإخراج سوريا من الأزمة التي تواجهها منذ بدء الحركة الاحتجاجية في مارس (آذار)، مؤكدا أن هذا الحوار يمكن أن يفضي إلى دستور جديد. وتشهد سوريا منذ ثلاثة أشهر احتجاجات غير مسبوقة تسعى السلطة إلى قمعها عن طريق قوات الأمن والجيش مؤكدة أن تدخلها أملاه وجود «إرهابيين مسلحين يبثون الفوضى». وأسفر القمع عن أكثر من 1300 قتيل من المدنيين واعتقال أكثر من 10 آلاف شخص وفرار أكثر من 10 آلاف آخرين إلى تركيا ولبنان، كما ذكرت منظمات حقوقية سورية.

وكانت مجموعات سورية معارضة في الخارج، قد نظمت مؤتمرا عقد في أنطاليا التركية مطلع الشهر الجاري، شارك فيه نحو 300 شخصية، ودعوا في ختامه إلى إسقاط النظام السوري. وانتخب المشاركون هيئة تنفيذية مصغرة نتجت عن اللقاء الذي شارك فيه ممثلون عن الإخوان المسلمين. واللقاء الذي عقد تحت اسم «المؤتمر السوري للتغيير»، وطوال يومين، كان المؤتمر الأول الفعلي للمعارضة منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس الماضي بهدف «بحث سبل دعم الثورة في الداخل وتأمين استمرارها».

سوريا تسمح بدخول صحافيين أجانب للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات.. وتبقيهم «تحت المراقبة»

«سكاي نيوز»: النظام أدرك أخيرا أنه يخسر معركة «البروباغندا»

جريدة الشرق الاوسط

سمحت السلطات السورية بدخول بعض الصحافيين الأجانب إلى دمشق، للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات في سوريا، منتصف مارس (آذار) الماضي، بعد أن كانت جردت الصحافيين الموجودين هناك من اعتماداتهم عند بدء الاحتجاجات.

وتمكنت قناتا «سكاي نيوز» البريطانية و«سي إن إن» الأميركية من الحصول على اعتمادات لصحافييهما، وأرسل تلفزيون «سكاي» مذيعه المعروف، جيريمي تومبسون، بينما أرسلت «سي إن إن» هلا غوراني، وهي أميركية من أصول سورية وتتحدث اللغة العربية، كما أرسلت «صنداي تايمز» البريطانية مراسلا إلى دمشق، ولكنها رفضت الإفصاح عن هويته.

إلا أن قناة «سكاي» ذكرت على موقعها الإلكتروني، أمس، أن السلطات السورية تراقب عن كثب تحركات فريق عملها. واعتبرت القناة أن الدعوة التي وجهت لها لدخول العاصمة دمشق «تبدو بشكل مؤكد علامة على أن النظام أدرك أخيرا أنه يخسر معركة (البروباغندا) لفرق المحتجين في أنحاء البلاد». وأضافت أن «المعارضة تستعمل (يوتيوب) و(تويتر) لكي تنبه العالم الخارجي إلى الأزمة في الداخل، الآن تريد الحكومة أن يصل صوتها إلى الخارج». إلا أن مراسل القناة الموجود في دمشق قال إنه منذ وصوله إلى سوريا، لم يتمكن من فتح موقعي «فيس بوك» و«تويتر». يُذكر أن عددا من السوريين من سكان دمشق أكدوا أن خطوط الإنترنت مقطوعة منذ ليل الأربعاء حتى اليوم.

وروى تومبسون، مراسل «سكاي»، أنه عندما طلب من مرافقيهم الحكوميين الذهاب إلى المناطق الحامية المحيطة بدمشق، رفض الموظفون الحكوميون بأدب، «وقالوا إنه حرصا على سلامتنا لن يأخذونا إلى هناك»، وأضاف: «عوضا عن ذلك، قابلنا حشدا سلميا، ولكنه وطني وصاخب من المصلين وهم يغادرون مسجد الاميد في المدينة القديمة، أحاطوا بنا، وحرصوا على إخبارنا بمدى حبهم للرئيس، ولماذا يعتقدون أن جزءا من الاحتجاجات عوامل تأثيرات خارج حدود سوريا».

وتابع أن معظم مؤيدي النظام، «حقروا الإعلام الخارجي، وادعوا أنه ينشر أكاذيب»، وأمل المراسل أن يتم السماح لفريق العمل بأن «يرى أكثر في الأيام المقبلة، ويتحدث إلى أشخاص أكثر ويحقق بشكل جدي في الأسباب الرئيسية للأزمة».

وأضاف تومبسون في شريط مصور أرسله من دمشق: «الواقع أننا موجودون هنا، أول صحافيين أجانب يسمح لهم بالحصول على تأشيرات سفر منذ 3 إلى 4 أشهر، مما يوحي بأن الحكومة قلقة من أن رسالتها لا تصل، وأن بقية العالم يسيء فهم ما يفعلون.. وأن ماكينة (البروباغندا) التابعة للمعارضة تربح القلوب والعقول في الوقت الحالي».

ويأمل تومبسون أن يقابل مسؤولين سوريين في الأيام المقبلة. وقد تمكن من الحصول على تأشيرة سفر لمدة 15 يوما، بعد إجرائه مقابلة مع مستشارة الأسد، بثينة شعبان، يوم الاثنين الماضي. وقالت صحيفة «غارديان» إن المديرين التنفيذيين لـ«سكاي نيوز» أمضوا الأيام التي تلت المقابلة يطلبون إذنا بالدخول إلى سوريا، من شعبان وريم حداد الناطقة (السابقة) باسم وزارة الإعلام، والسفارة السورية في لندن.

وقالت سارة وايتهاد، رئيسة قسم الأخبار الدولية، إن سبب النجاح في الحصول على التأشيرات كان «التصميم». وعلى الرغم من أن الحكومة السورية لم تضع شروطا رسمية لتغطية «سكاي»، إلا أن «غارديان»، التي لديها مراسلة تكتب من هناك باسم مستعار، ذكرت أن على تومبسون أن يتوخى الحذر في تغطيته.

أما غوراني، فقد أرسلت شريطا مصورا من وسط دمشق، يوم أول من أمس (الجمعة)، وبدت الأسواق خلفها مغلقة بسبب يوم العطلة، ثم توجهت إلى مسجد الاميد؛ حيث تجمع حولها مؤيدون لبشار الأسد يطلقون هتافات مؤيدة للنظام.

واعتبرت صحيفة الـ«غارديان» أن السماح لعدد من الصحافيين الأجانب بالعودة إلى دمشق، «تحت مراقبة وثيقة من الموظفين الحكوميين، يوحي بأن نظام بشار الأسد قلق بدرجة كافية حول قبضته على الحكم، لكي يقرر المشاركة بحرب (بروباغندا) خارجية».

وكان الصحافيون الأجانب قد طردوا من سوريا، منتصف مارس (آذار) الماضي، وركزوا تغطيتهم الصحافية من الحدود السورية – التركية. كما لدى البعض منهم مراسلون يكتبون بأسماء مستعارة من داخل سوريا، من دون تصاريح صحافية.

 

تواصلت مظاهرات الاحتجاج في مناطق عدة من سوريا، بعد أن قتلت قوات الأمن بالرصاص أمس خمسة مدنيين أثناء جنازات تحولت إلى احتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وتزامن ذلك مع استمرار تدفق اللاجئين الفارين من قوات الأمن والجيش السوري إلى تركيا ولبنان.

فقد شهدت مدن دير الزور واللاذقية وحماة وحمص مسيرات مسائية ردّد خلالها المتظاهرون شعارات تنادي بسقوط النظام.

كما خرجت مظاهرات مسائية في كل من دوما والقابون وزملكا والقدم والميدان وركن الدين في دمشق حسب ما أظهرته صور بثت على مواقع الإنترنت.

وطالب المحتجون بالحرية وإسقاط النظام. وحسب مواقع الناشطين السوريين على الإنترنت فقد تم تفريق مظاهرة ركن الدين المسائية بإطلاق رصاص حي في الهواء، وجاء باص يحمل عناصر من الأمن والشبيحة وقاموا بافتعال مسيرة مؤيدة للنظام.

وتزامن ذلك مع مقتل خمسة مدنيين برصاص قوات الأمن السورية خلال تشييع جنازات ومداهمات في بلدة القصير بمحافظة حمص وفي الكسوة بريف دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدة أشخاص آخرين قتلوا في مداهمات لمنازل بمناطق الاحتجاج، كما لقي محتجان حتفهما في كسوة (15 كلم جنوبي دمشق) في جنازات لعدد من المحتجين الذين سقطوا في “جمعة إسقاط الشرعية”.

كما قتل ثلاثة مدنيين آخرين أثناء اعتقالات جرت في مداهمات من منزل إلى منزل بمنطقة برزة في دمشق وفي بلدة القصير غربي مدينة حمص على مقربة من الحدود اللبنانية.

وحسب شهود عيان، اعتقلت قوات الأمن السورية 220 على الأقل في مداهمات لمنازل في برزة عقب احتجاجات يوم الجمعة، في إطار حملة أمنية متصاعدة تركز على المناطق القريبة من العاصمة.

وقال الشاهد أبو جعفر من حمص في اتصال مع الجزيرة إن ملاعب سوريا تشكل معتقلات كبيرة لنحو 34 ألفا، ووصف الوضع هناك بأنه كارثة إنسانية.

يأتي ذلك في وقت قال فيه ناشطون سوريون إن دبابات وآليات تابعة للجيش السوري دخلت قرية الناجية قرب الحدود السورية التركية أمس في إطار عملية للقوات السورية في منطقة إدلب.

منع الجنازات

وعلى صعيد آخر، أفاد ناشطون أمس السبت أن قوات الأمن السورية منعت عائلات الضحايا الذين سقطوا يوم الجمعة من تشييع جنازاتهم في بلدة الكسوة بدمشق.

وقال الناشطون إن شخصا قتل في الكسوة صباح السبت، لكن قوات الأمن أخذت الجثمان بعيدا قبل أن يتم تعرف هويته.

وقالوا إن مئات من الجنود حاصروا حي برزة في دمشق، في حين قطعت خطوط الهاتف في المنطقة، كما نشرت قوات أمن في منطقة المعضمية بالعاصمة.

أزمة اللاجئين

وما زالت منطقة الحدود التركية السورية تشهد تدفقا للاجئين السوريين إلى الأراضي التركية وإن كان ذلك بوتيرة أقل.

وكان الجيش السوري قد أحكم سيطرته على المناطق المتاخمة للحدود مع تركيا بهدف منع نزوح مزيد من المواطنين إلى تركيا، حسب مراسل الجزيرة عمر خشرم.

من جانبه وصف الأمين العام لمنظمة العفو الدولية ساليل شيتي الوضع في سوريا بأنه يسير من سيئ إلى أسوأ، مشيرا إلى تدفق اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة خارج بلدهم.

وفي تصريحات بالقاهرة بعد اجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى دعا شيتي المجتمع الدولي والجامعة العربية إلى الضغط على النظام السوري لوقف معاناة الشعب هناك.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الهلال الأحمر السوري ورجل الأعمال الموالي للسلطات السورية عبد الرحمن العطار عن تعهده “بضمان سلامة اللاجئين السوريين في تركيا كافة في حال قرروا العودة إلى ديارهم في المناطق السورية المحاذية لتركيا”.

ونقل صحفيون أتراك عنه أثناء زيارته لتركيا مؤخرا لبحث قضية اللاجئين قوله “مع العفو الشامل المعلن لن يتعرض أي منهم للتحقيق”.

وكانت تركيا وعدد من المنظمات الإنسانية والحقوقية المعنية بالأوضاع قد أعلنت أن عدد اللاجئين السوريين الفارين إلى تركيا في الآونة الأخيرة نتيجة أعمال العنف قارب 12 ألف لاجئ.

ويمكث اللاجئون في خمسة مخيمات مؤقتة أنشأها الهلال الأحمر التركي في بلدتي ألتينوزو ويايلاداغ في هاتاي، وتضم 1985 خيمة.

وفي السياق نفسه قال مسؤول أمني لبناني إن حوالي ألف سوري عبروا الحدود إلى لبنان مساء الجمعة عبر معبر القصير في منطقة عكار قرب وادي خالد في شمال لبنان، ليصل عدد اللاجئين في لبنان إلى نحو 5000.

إخوان لبنان وسوريا.. تغيير باللهجة

أواب المصري-بيروت

في الأسابيع الأولى من اندلاع الأحداث التي تشهدها سوريا، تجنبت الجماعة الإسلامية في لبنان (الإخوان المسلمون) التعليق عليها. فالعلاقة بين الجماعة ودمشق شهدت على مدى العقود الثلاثة الماضية الكثير من المد والجزر.

فرغم أن الجماعة لم تجلس يومًا على مقاعد جبهة حلفاء سوريا في لبنان، فإنها في المقابل حافظت مع دمشق على شعرة معاوية، حتى في أصعب الظروف التي مرت بها العلاقة بين الطرفين، لاسيما بعد المواجهات المسلحة التي دارت بين الإخوان المسلمين في سوريا والنظام عام 1980.

 

هذا الحرص من جانب الجماعة كانت تقابله دمشق بالمثل ولو بتفاوت. كان آخر هذه المؤشرات قيام السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي بتقديم واجب العزاء في الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ فيصل مولوي في مركز الجماعة ببيروت، رغم أن مولوي نفسه كان ممنوعًا من دخول الأراضي السورية مدة طويلة من الزمن.

لكن قياديين بالجماعة بدؤوا منذ مدة تناول ما يجري في سوريا، منتقدين أداء النظام ومطالبين بالاستجابة لمطالب الشعب السوري. وقد أصدرت الجماعة بداية الشهر الجاري بيانًا طالبت فيه النظام السوري بوقف “إراقة الدماء والتعامل الأمني مع المتظاهرين”، وإلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تعتبر حزب البعث قائد الدولة والمجتمع، وإصدار العفو عن الإخوان المسلمين.

ثم أصدرت عقب خطاب الرئيس بشار الأسد الأخير بيانا وصفته فيه بأنه “مخيب للآمال”، مطالبة “بإصلاحات جذرية تجسد تطلعات الشعب السوري”. أما على الأرض فقد بادرت الجمعيات الإنسانية التابعة للجماعة بتقديم مساعدات للنازحين السوريين الهاربين من الأحداث الدائرة على الحدود مع لبنان، وعملت على تأمين أماكن لإيوائهم.

إقفال الباب

ويقول الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان إبراهيم المصري في حديث للجزيرة نت إن الموقف الذي اعتمدته الجماعة منذ بداية الأحداث في سوريا يتلخص في أنها تدعم مطالب الشعب السوري بقيام نظام ديمقراطي عادل يوفر الحريات العامة، دون إقفال الباب أمام الحوار مع النظام.

وحول التدرج في اتخاذ المواقف مما يجري في سوريا قال المصري “كنا نأمل أن يبادر الرئيس السوري لإطلاق حريات مطلوبة على الساحة السورية، خاصة على صعيد المادة الثامنة من الدستور التي تجعل من حزب البعث القائد للدولة والمجتمع، مما بات يتنافى مع أولويات الحرية السياسية على مستوى العالم، وقد آن للقيادة السورية أن تجري تعديلات دستورية جذرية توفر الحريات للناس حتى يعيشوا بسلام وأمان، دون أن ننسى المواقف المشهودة التي يتخذها النظام إزاء القضية الفلسطينية والقضايا العربية الأخرى”. وأمّل المصري أن تنعم سوريا بالاستقرار والتوازن والحرية السياسية “حتى نستطيع أن نتكامل نحن في لبنان مع إخواننا في القطر السوري”.

وحول تأثر علاقة الجماعة بحلفاء سوريا في لبنان بسبب موقفها قال المصري إن موقف الجماعة لا يتناقض مع موقف أي قوة إسلامية أو وطنية على الساحة اللبنانية، قد تكون هناك مصالح لبعض القوى، وقد تكون هناك التزامات لبعض التيارات.

وعن العلاقة مع حزب الله –حليف دمشق- اعتبر أنها أمتن من أن تتأثر بأي تداعيات أو مواقف تتعلق بقضية سياسية عابرة، وقد تعرضت لهزات كثيرة لكنها بقيت صامدة وستبقى كذلك.

الممانع والمساند

من جانبه علّق القيادي في الجماعة الإسلامية الشيخ أحمد العمري على الدعوة التي وجهها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى الإسلاميين لدعم النظام السوري، فاعتبر أنه يجب الفصل بين الموقف الممانع والمساند الذي يتخذه النظام السوري للقضية الفلسطينية والمقاومة في لبنان وبين مطالب الشعب السوري الذي يعاني منذ أربعة عقود من ظلم وقمع وقهر وكبت للحريات.

واستغرب العمري رفض النظام الاحتكام إلى التعددية الحزبية والديمقراطية، رغم أن

المرصد السوري: مقتل 5 مدنيين برصاص الأمن

في تطور نوعي.. تركيا تُغلق حدودها مع سوريا لساعات لأسباب أمنية

دبي – العربية

في تطور هو الأول من نوعه، أغلقت السلطات التركية معبر الحدود التركية-السورية لبضع ساعات، في وقت ألغي اعتصام لحزب العمل التركي دعماً للنظام السوري. ولم تتضح بعد أسباب إلغاء الاعتصام وإغلاق المعبر، إلا أن مصادر أشارت إلى أن الحدود شهدت عبور بعض الرجال المؤيدين لنظام الأسد، ما أوجب إغلاقه وإلغاء الاعتصام لأسباب أمنية. يأتي هذا فيما تحدث لاجئون سوريون عن محاولة بعض عناصر الأمن التابعة للنظام من دخول مخيمات اللاجئين، هذا وتسبب الإغلاق بزحمة سيرٍ عند المعبر، حيث اصطفت السيارات والشاحنات لساعات لحين أعيد فتحه.

وكانت الحدود السورية التركية شهدت حالة من الهدوء والترقب بعد أسبوع نزح خلاله الآلاف من السوريين. واستقبلت الأراضي التركية نحو 1500 لاجئ خلال اليومين الماضيين، فيما بلغ إجمالي عدد اللاجئين المسجلين في المخيمات نحو 11700 لاجئ.

 

أمنياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص خمسة مدنيين خلال جنازات تحولت إلى احتجاجات. وأضافت تلك الجماعة الحقوقية أن آخرين قتلوا خلال مداهمات لمنازل في مناطق الاحتجاج.

وقتل محتجان في كسوة التي تبعد 15 كيلومتراً جنوب دمشق خلال جنازات لعدد من المحتجين الذين قتلوا الجمعة. بينما قُتل ثلاثة مدنيين آخرين خلال اعتقالات جرت في مداهمات من منزل إلى منزل في منطقة برزة في دمشق، وفي بلدة القصير غرب مدينة حمص على مقربة من حدود لبنان.

وقال رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة “رويترز” إن هذه المناطق تشهد احتجاجات متصاعدة، وإن النظام يستخدم القوة لمنعها من الانتشار.

وقال شهود إن 220 شخصاً على الأقل اعتقلوا في مداهمات لمنازل في برزة، عقب الاحتجاجات، في إطار حملة أمنية متصاعدة تركز على المناطق القريبة من العاصمة.

قطبة أميركية مخفية في الثورات العربية!

نشرت مجلة “بلومبرغ” ـ بيزنس ويك” (عدد حزيران 2011) تقريراً صحافياً عن تمويل الادارة الاميركية لنشطاء الانترنت في العالم العربي بأدوات الكترونية، كما تقيم دورات تدريبة لهم.

من التقرير نقتطف:

في خضم موجة الاحتجاجات التي تجتاح سوريا، يواجه المتظاهرون المناهضون لنظام الحكم هناك صعوبات جمة عند محاولتهم الاتصال بالعالم خارج بلادهمم، اذ بادرت الحكومة السورية الى التضييق على تواصلهم بحجب انتقائي لتغطية الهاتف الخلوي عن المناطق التي تستعر فيها نار الاحتجاج، في حين يعتمد معظم مستخدمي الانترنت تقنية الاتصال الهاتفي البطيء Dial-up للولوج الى الشبكة. بعض هؤلاء المستخدمين يستند الى المعلومات الآتية من خلف الحدود لمتابعة ما يجري في بلده، من خلال مقاطع فيديو يتم تحميلها مثلاً على موقع You tube، عبر ناشطين على الانترنت. ومن هؤلاء ناشط يطلق على نفسه لقب السوري، رفض الافصاح عن اسمه اذ سبق له ان جرب الاعتقال في السجون السورية، وهو يكشف انه يتلقى ملفات فيديو من الناشطين على الارض في درعا وغيرها من المناطق السورية الملتهبة، ويساعدهم على نشرها من خلال تنسيق المقاطع وتحميلها على موقع You tube لعرضها تبياناً لحقيقة ما يحصل.

يتمتع السوري هذا بكل الميزات التي تدرجه في لائحة الأشخاص الذين ترغب وزارة الخارجية الأميركية في امدادهم بكل مساعدة ممكنة راهناً. فهو معارض للنظام القائم ومطالب بالاصلاحات الديموقراطية من جهة، ويفتح نافذة للسوريين الآخرين ليطلعوا عبرها على حقيقة ما يجري في بلدهم وما يواجهونه من قمع رسمي من جهة أخرى. الا ان السوري، كما العديد من هؤلاء الناشطين على الانترنت، يشكك في النوايا الأميركية الكامنة وراء هذه المساعدة.

تؤكد الخارجية الاميركية على دعمها هؤلاء الناشطين على الشبكة برصد 28 مليون دولار على شكل منح هدفها تزويدهم بالعدة اللازمة وتدريبهم لرفع مستوى تفاعلهم الإلكتروني وتنظيمه، ليكون ذلك ترجمة لمساعي الإدارة الأميركية مواكبة التغيير في العالم العربي. وهذه المنح وسيلة لمكافحة القمع التكنولوجي، أو “القمع 2,0” كما يسمّيه مايكل بوسنر، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الديموقراطية وحقوق الإنسان والعمل، في استعارة واضحة من التسمية التي تطلق على مواقع التواصل الاجتماعي Net 2.0. في المقابل، تلجأ الأنظمة وأجهزتها الأمنية بشكل متزايد الى استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وتقنيات متطوّرة عديدة لتعقّب المعارضين واختراق صفوفهم. فعلى سبيل المثال، عمدت السلطات التونسية قبيل سقوط الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الى اختلاق صفحات زائفة على موقع Facebook وصفحات دخول الى Gmail بغية السطو على كلمات المرور الخاصة بحسابات الناشطين.

وبعد أن ساد الاعتقاد بين المسؤولين الأميركيين أن تمكين المعارضين من الوصول الى Facebook وTwitter وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، سيتيح لهم تنظيم أنفسهم، يعتقد بوسنر الآن أن تدريب الناشطين على سبل تجنّب السقوط في الأفخاخ التي تنصبها الأنظمة، ومنحهم الأدوات الإلكترونية اللازمة للبقاء في مأمن منها ضمن البيئات الرقمية، بات “البند الأكثر أهمية” في جدول مواجهة القمع على شبكة الإنترنت.

انطلاقاً من هذا الرأي، يفيد بوسنر أن وزارة الخارجية الأميركية نظمت سلسلة دورات تدريبية لأكثر من خمسة آلاف ناشط على الإنترنت في مختلف أنحاء العالم، أقيمت إحداها في بيروت في الأول من شباط (فبراير)، وضمت مشاركين من تونس ومصر وسوريا. تتولى منظمات محلية تنظيم هذه الدورات من دون دعاية وإعلانات، وتلقّن المشاركين فيها طرق تمييز المواقع والتقنيات الأكثر عرضة للرقابة الحكومية، وتجاهل الشائعات.

يقول بوسنر إن على وزارة الخارجية أن تعمل بمنطق المشاريع الاستثمارية المغامرة إذا شاءت مواكبة حركة الناشطين والحكومات على حد سواء، وأن تمنح مطوري المواقع الإلكترونية المال اللازم لتحديث مواقعهم وتحصينها. لذا، وزعت وكالة الاستخبارات الأميركية حتى الآن 22 مليون دولار في شكل منح لتعزيز حرية الإنترنت، وتخطط لرفع قيمة المساعدات الى 50 مليون دولار بحلول الصيف المقبل، على أن تخصص الوجبة الحالية من المنح لإنشاء أدوات رقمية يحتاج إليها الناشطون في تنظيم احتياجاتهم. وفي نيويورك، تقوم منظمة لا تتوخى الربح هي MobileActive.org، تديرها كاترين فيركلاس، تلقّت تمويلاً حكومياً لتطوير Panic Button أو زر الذعر الذي يسمح للناشطين، في حال تعرضهم لخطر الاعتقال، إرسال رسالة قصيرة الى مجموعة محددة من الأرقام، من دون أن تترك الرسالة أثراً في سجل الهاتف الخلوي. كما يمحو هذا التطبيق البرمجي أي بيانات قد تعرّض حامل الجهاز لخطر التجريم. وتطوّر Mobile Active التطبيق بشكل يسمح باستدامه في الهواتف التي تعمل بتقنية Java، ابتداء بهواتف BlackBerry الذكية وصولاً الى الهواتف العادية الأخرى من Nokia، والتي يرجّح أن يقتنيها معظم الناشطين في العالم الثالث. وفي خط مواز، تترك الشركة المصنّعة الباب مفتوحاً لتحديث هذا التطبيق، مع تطوير نسخة منه تتوافق مع نظام Android. تقول فيركلاس: “يشبه التطبيق الأطفال الرضّع الذين يحتاجون الى التغذية الدائمة”.

القوات السورية تقتل خمسة مدنيين في حملة أمنية

عمان (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن السورية قتلت بالرصاص خمسة مدنيين خلال جنازات تحولت الى احتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد.

واضافت تلك الجماعة الحقوقية ان اخرين قتلوا خلال مداهمات لمنازل في مناطق الاحتجاج.

وقتل محتجان في كسوة التي تبعد 15 كيلومترا جنوبي دمشق خلال جنازات لعدد من المحتجين الذين قتلوا يوم الجمعة.

وقتل ثلاثة مدنيين اخرين خلال اعتقالات جرت في مداهمات من منزل الى منزل في منطقة برزة في دمشق وفي بلدة القصير غربي مدينة حمص على مقربة من حدود لبنان.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لرويترز ان هذه المناطق تشهد احتجاجات متصاعدة وان النظام يستخدم القوة لمنعها من الانتشار.

وقال شهود ان 220 شخص على الاقل اعتقلوا في مداهمات لمنازل في برزة عقب احتجاجات يوم الجمعة في اطار حملة امنية متصاعدة تركز على المناطق القريبة من العاصمة.

ونظم عشرات الالاف من السوريين احتجاجات يوم الجمعة شملت معظم انحاء سوريا. وقالت لجان التنسيق المحلية وهي جماعة للنشطاء ان قوات الامن التي تستخدم الذخيرة الحية قتلت ما لا يقل عن 20 محتجا من المدنيين.

وتمنع سوريا معظم المراسلين الدوليين من دخول البلاد مما يجعل من الصعب التأكد من روايات النشطاء والمسؤولين

مؤتمران لبحث الأزمة السورية

ينطلق يوم غد الاثنين مؤتمر في دمشق يضم شخصيات مستقلة وأخرى معارضة لبحث الأزمة السورية الراهنة، وذلك بعد أن بدأ مؤتمر آخر في إسطنبول لناشطين سوريين على مواقع الإنترنت بهدف تقديم الدعم لشباب الداخل، وسط مظاهرات تأييد للشعب السوري وانتقاد لما وصف بقمع النظام لشعبه.

ففي دمشق قرر عدد من الشخصيات السورية المستقلة والمعارضة عقد اجتماع يوم غد لبحث الأزمة السورية الراهنة وكيفية الانتقال إلى دولة ديمقراطية مدنية.

وقال صاحب المبادرة الكاتب والناشر المعارض لؤي حسين إن المدعوين إلى اللقاء لا ينتمون إلى حزب أو تكتل سياسي معين، مضيفا أن المطالبة بهذا الاجتماع كانت منذ بدء الاحتجاجات، وذلك ليتمكن الناشطون من إبداء آرائهم حول ما يجري في البلاد.

وقال الكاتب المعارض فايز سارة إن الاجتماع سيعمل على تشخيص الأزمة وسبل حلها وسيطرح ما ينتهي إليه من خلاصات أمام الرأي العام، وليس من هدف الاجتماع أن يخاطب بها فئة معينة دون أخرى.

أما عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان فأكد أن المشاركين لن يلتقوا بالسلطة لأن لمثل هذا اللقاء شروطا.

وقد اعتبر معارض سوري أن الاجتماع إذا تم دون موافقة السلطات فسيكون خطوة في طريق الإصلاح الذي يبدو محل شك كبير لدى الشارع السوري.

مؤتمر بإسطنبول

وفي مدينة إسطنبول التركية بدأ مؤتمر ائتلاف شباب الخامس عشر من آذار بمشاركة أكثر من مائة ناشط سوري على مواقع الإنترنت الداعمة للثورة السورية.

ويشارك عدد من المثقفين والمفكرين السوريين المعارضين في المؤتمر الذي يهدف كما يقول منظموه لانتخاب هيئة تجمع القوى الشبابية الفاعلة على الصفحات الإلكترونية ولجان التنسيق والسياسيين تحت مظلة واحدة من أجل توحيد الرؤى والتوجهات.

وأكد إدريس الرعد عضو إدارة ائتلاف صفحات الثورة السورية للجزيرة أن الحضور شمل الشباب وجميع الفئات، مؤكدا أن الهدف من هذا المؤتمر هو تحقيق التواصل بين جميع المشاركين لخدمة الشباب في الداخل لإسقاط النظام في سوريا.

استقالة احتجاجية

وفي إطار متصل، أعلن الكاتب والإعلامي السوري فرحان المطر انسحابه من عضوية اتحاد الكتاب العرب في سوريا واستقالته من عمله معدا في التلفزيون السوري.

وفي بيان حصلت الجزيرة على نسخة منه قال فرحان المطر إن استقالته من التلفزيون السوري تأتي احتجاجا على دوره الذي يمارسه من خلال ما دعاه الكذب والتضليل والتجييش الأعمي ضد الشعب وتبريره لجرائم النظام.

تضامن خارجي

وضمن التضامن الشعبي في الخارج مع الاحتجاجات السورية، شهدت العديد من العواصم العالمية والعربية مظاهرات تأييد للشعب السوري وانتقاد لما وصف بقمع النظام لشعبه.

ففي باريس نظمت المعارضة السورية مظاهرة مساندة للمتظاهرين داخل سوريا المطالبين بإسقاط النظام.

وشارك في هذه المظاهرة عدد من أبناء الجالية السورية المقيمين بفرنسا وشخصيات سياسية فرنسية متضامنة مع المعارضة السورية ورفعوا شعارات تندد بما وصفوه بالقتل الجماعي للمتظاهرين السوريين في العديد من المدن والقرى السورية المطالبين بالحرية وإسقاط النظام.

وتظاهر في لندن أبناء الجالية السورية أمام سفارة بلادهم للمطالبة بوضع حد لأعمال القمع والقتل والإرهاب.

كما خرجت مظاهرات في لبنان والكويت ومصر للتنديد بما وصف بالمجازر التي يرتكبها النظام السوري في حق المتظاهرين هناك.

معلومات مسربة .. شراء معارضة سورية مقابل اعادة شرعية الأسد5

جورج حداد

سوريا – سياسة

الشبكة العربية العالمية – في محاولة لاستعادة شرعية بشار الأسد، التي سقطت نتيجة احتجاجات شعبية سلمية خرجت تطالب بتغيير النظام وواجهتها اجهزة الامن بالقتل والتعذيب، وردتنا معلومات تكشف خفاية مبادرة من رئاسة الجمهورية تعرض فيها استعدادها للتنازل عن جزء من السلطة لصالح معارضة تشارك النظام مقابل اعادة شرعية بشار الأسد.

فقد وردت الى الشبكة العربية العالمية معلومات مسربة عن مبادرة صادرة عن مكتب الرئيس (تم تحضيرها من قبل عدة اجهزة امنية كلفت لجنة بدراسة نماذج من عدة تجارب لاشراك المعارض في السلطة) على ان تكون هذه المعارض تحت السيطرة او حسب كلام المصدرالذي زودنا بهذه المعلومات: “النظام بحاجة الى معارضة مدجنة تكون عونا له لا منافسا في وجهه. وتشاركه السلطة بمقدار دورها في اعادة شرعية هذا النظام”

وتقوم المبادرة على منح المعارضة السورية حقائب وزارية في حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها عدة احزاب منها المعارضة (مسبقة الصنع). حيث تسمح بافتتاح سريع للأحزاب المعارضة وتدخل الانتخابات البرلمانية بما يؤهلها الحصول على مقاعد برلمانية؟

ويقدر المصدر الذي زودنا بهذه المعلومات ان المدة المطلوبة لتنفذ هذه المبادرة هي ثلاثة أشهر الى ستة اشهر على الاكثر.

وهنا يربط هذه المبادرة بما صرح به وزير الخارجية السوري وليد المعلم في شرح خطاب بشار الأسد بأن سوريا ستقدم نموذجا جديدا من الديمقراطية ولن تتلقى دروسا من احد بل ستقدم دورسا للخارج.

واضاف: “يوجد هدفان من هذه المبادرة، الاول تقديم رسالة مباشرة الى المجتمع الدولي ان النظام السوري بدأ يلبي طلبات الشعب سياسيا بسماح لاحزاب معارضة تكون شريكة في حقائب وزارية ومقاعد برلمانية وظل قانون انتخابات جديد ودستور معدل ينحي حزب البعث شكليا عن رأس الحكم ويقوي نظام الأسد في المقابل. والهدف الثاني: يستخدم هذه المعارضة لتعمل على امتصاص احتجاجات الشارع السوري من خلال تسويقها لفكرة بناء دولة مدنية جديدة تحترم حقوق الانسان والمواطن من خلال احزاب معارضة تدافع عن المواطن والوطن”

ويؤكد المصدر ان ممثلين عن القصر الجمهوري ورجال الأمن على مستوى عالي التقوا ببعض شخصيات المعارضة السورية وقدموا لهم تطمينات لعقد مؤتمرات لهم تستضيف اطياف المعارضة في الداخل والخارج على الأراضي السورية. ووعد ممثلوا القصر بالنيابة عن بشار الأسد انهم سيقدموا كل الداعم اللازم لنجاح مؤتمرات المعارضة “المدجنة” على ان تلتزم بسقف مطالب جزئية تقبل في شراكة النظام للسلطة وفق ما حدده القصر الجمهوري وتتمثل بعدم المطالبة باسقاط الأسد وعدم التطرق اليه وبعض رجاله امثال (رامي مخلوف وماهر الأسد) في اي مطالب للمعارضة كفتح ملفات تحقيق في الفساد ومعاقبة بعض رجال النظام المسؤولين عن الجرائم وقتل المواطنين من خلال لجان متابعة تشترك فيها هذه المعارضة المدجنة مع النظام في تحديد من المسؤولين عن الجرائم وفق السقف المحدد.

وأكد المصدر ان بعض هذه الشخصيات المعارضة التي التقت ممثلي الرئيس معروفة بمواقفها الوطنية بل بعضها سبق وان سجن اكثر من مرة على يد النظام. ويضيف المصدر: “مغريات كثيرة قدمت لهؤلاء  كمنحكهم مناصب وزارية ومقاعد برلمانية انستهم سنين السجن. بل ابدوا حماسهم لهذه المبادرة وتبنوها. فما ان خرجوا من هذه اللقاءات حتى بدأوا يطبلون لها ويدعون الى لقاء تشاوري مباشرة بعد خطاب بشار الأسد وتصريحات المعلم التمهيدية”

ويوم الجمعة، اعلنوا عن اول لقاء في شيراتون دمشق يعقد يوم الاثنين، وذلك تحت شعار “سوريا للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية”.

وفي هذ اللقاء يتوقع ان يخرج المجتمعون ممن قبلوا مبادرة القصر الجمهوري ببيان ختامي وتوصيات على شكل مقترح يُقدم إلى الرأي العام على انه مبادرتهم وليس مبادرة النظام. بل يذهبون اكثر من ذلك بان يدعوا ان مبادرتهم ستقدم الى النظام وسيطلبوا منه ان يختار بينها وبين بقاء الاحتجاجات الشعبية.

والجدير بالذكر ان التوصيات ستركز على تغيير ديمقراطي يطالب النظام بالتنازل عن جزء من السلطة وسيطرتها على الدولة والمجتمع وليس التنحي عن السلطة كما يردد الشعب السوري الثائر ضد بشار الأسد ونظامه الامني.

وفي بيان صادر عن هذه المعارضة ورد ما يلي: “الخطوة الأولى في هذا المسار يجب أن تبدأ ببناء الثقة بين السلطة والشعب عبر تراجع العملية الأمنية إلى الخلف وتقدم العملية السياسية إلى الأمام”.

كما تناول البيان إيجاد الوسائل للتصالح مع النخب السورية وإطلاق يدها للعمل في الحياة العامة، “باعتبارها الشريك الوحيد للسلطة في خياراتها الإصلاحية والتغييرية.”

كما تطرقالبيان إلى قضية الإعلام، داعيةً إلى إيجاد “مناخٍ إعلامي مؤاتٍ عبر السماح لكل سوري بالوصول إلى المعلومة الصحيحة كي يتمكن من تشكيل رأيه السياسي والعمل على وقف الحرب الإعلامية من قبل المؤسسات الإعلامية الرسمية ضد المحتجين والمتظاهرين”.

كما دع البيان إلى إنشاء مجلس وطني تشريعي بمشاركة حزب البعث الحاكم وشخصيات مستقلة، بحيث يتألف من 100 عضو، واعتبار الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال وأن تتم الدعوة إلى انتخابات تشريعية عامة في فترة لا تتجاوز الستة أشهر.

الشبكة العربية العالمية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى