أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 02 كانون الأول 2012

«الائتلاف» لحكومة موقتة تُعلن في مؤتمر مراكش

القاهرة – محمد الشاذلي؛ الدوحة – محمد المكي أحمد

دمشق، بيروت – رويترز، ا ف ب، ا ب – قرر «الإئتلاف الوطني» السوري في ختام اجتماعات استمرت أربعة أيام في القاهرة تشكيل هيئة سياسية للإئتلاف من 12 شخصية بينهم رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب وأربعة نواب للرئيس هم سهير الأتاسي وجورج صبرا ورياض سيف ونائب عن الأكراد. وقال عضو «المجلس الوطني» معتز شقلب لـ»الحياة» إن الأعضاء السبعة الآخرين سيتم اختيارهم بالتوافق أو الانتخاب المباشر إذا لم يحدث توافق وذلك في 11 كانون الأول (ديسمبر) الجاري في مراكش بالمغرب، عشية مؤتمر أصدقاء سورية.

وأوضح أن اجتماعات القاهرة أقرت تشكيل الحكومة المؤقتة من 12 إلى 15 وزيراُ لتسيير الأمور الخدمية للثورة، وأن كل الحقائب ستكون خدمية بالإضافة إلى وزير دفاع ووزير خارجية. كما أقرت الاجتماعات مهام الحكومة على النحو التالي: تسيير أمور اللاجئين، التعليم، الصحة، دعم الجيش الحر، ودعم المجالس المحلية في المحافظات السورية.

وقال شقلب أن رئيس الحكومة السورية السابق رياض حجاب الذي انشق عن النظام هو أقوى المرشحين لرئاسة الحكومة الموقتة، لافتاً إلى أن تسميته وتسمية الوزراء ستتم أيضاً في اجتماعات مراكش. وأشار إلى ان كل أعضاء الحكومة الموقتة وأعضاء الإئتلاف لا يحق لهم تولي أي منصب في الحكومة الانتقالية، وهو الشرط الذي وضعه الائتلاف حتى يكسب مصداقية الشارع وذلك منذ تشكيله في الدوحة. واضاف إن اجتماعات القاهرة شكلت أربع لجان: الإعلام، الإغاثة، العضوية، والقانونية، مشيراً إلى ترشيحات لرئاسة هذه اللجان، مثل سهير الأتاسي للإغاثة وريما فليحان للإعلام، لكنه أكد أن اعتماد الأسماء النهائية سيكون في مراكش. ومن جانبه قال عضو «المجلس الوطني» جبر الشوفي لـ «الحياة» إن الهيئة السياسية للائتلاف هي قيادة سياسية لتنفيذ السياسات وعمل اللقاءات الخارجية ومباشرة القضايا الاجرائية والجانب الديبلوماسي ومستقبل الثورة والتواصل مع الداخل. وشدد على أن عمل الائتلاف يمضي بالتوافق وأن التوجه الأساسي هو نحو ائتلاف حقيقي للسوريين وليس لفصيل محدد سواء «الإخوان المسلمين» أو غيرهم.

لكن الناطق باسم «الائتلاف الوطني» وليد البني نفى لـ «الحياة» أن يكون جرى البحث في أي اسم لتولي رئاسة الحكومة الموقتة خلال اجتماع «الائتلاف» في القاهرة، لكن جرى وضع آلية تشكيل الحكومة، وتحديد مواصفات رئيسها وأعضاء الحكومة، ولم يجر طرح اي اسم.

ورفض البني التعليق على ما تردد عن كون رياض حجاب هو أقوى المرشحين لتولي منصب رئيس الحكومة، وقال ان هناك ثلاث مواصفات لتولي اي شخص هذا المنصب، وهي أن لا يكون شارك في جرائم النظام، ولم يتورط باراقة الدماء والفساد، وأن يكون ساهم في العمل الثوري أثناء الثورة، وأكد أن هذه المواصفات تنطبق كذلك على الوزراء، اضافة الى ضرورة تمتعهم بالخبرة. وقال ان الحكومة يجب أن تكون مقبولة بالدرجة الأولى من الشعب في الداخل، ولم يحدد سقفاً لتشكيلها قائلاً «نسعى لذلك في أقرب وقت».

وذكر البني ان «الائتلاف الوطني» يمكن ان يسمح بنشر قوة دولية لحفظ السلام في سورية شرط ان يتخلى الرئيس الأسد وسائر المسؤولين في النظام عن الحكم اولاً.

واكد مراسلون في دمشق بعد ظهر امس ان خدمات الاتصالات الخليوية والانترنت عادت الى العمل في معظم مناطق سورية خصوصاً في دمشق، بينما ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان ورش الاصلاح انهت اعمالها.

أمنياً استمرت الاشتباكات الضارية في محيط العاصمة وقصف الطيران الحربي ضاحتي كفرسوسة وداريا بريف دمشق واستمرت هجمات قوات النظام على المواقع التي تقدمت اليها المعارضة قرب الطريق الرئيسي الى مطار دمشق الدولي خصوصاً في مناطق عقربا وبابيلا ويلدا، بينما قال التلفزيون السوري ان الجيش النظامي يقاتل عناصر من «جبهة النصرة» في المناطق بالمحيطة بالمطار وذكر ان عدداً كبيراً منهم قتل ومن بينهم مقاتلان عراقيان.

ونقل التلفزيون الحكومي عن بيان لوزارة الاعلام ان مطار دمشق كان مفتوحاً امس وان الطريق المؤدي اليه آمن، غير ان ناشطي المعارضة ذكروا ان الاشتباكات مستمرة. وتعرضت ضاحية جرمانا التي تسكنها اكثرية درزية ومسيحية وتعتبر من المناطق الموالية للنظام لاربع تفجيرات بينها اثنان بسيارات مفخخة والقت الحكومة مسؤولية التفجيرات على «عناصر ارهابية».

كما وقعت اشتباكات في احياء التضامن وحجر الاسود جنوبي العاصمة وكذلك في محافظات حمص ودير الزور وادلب وحلب وقتل 14 مقاتلا من المعارضة اثناء هجوم على قاعدة للجيش في بلدة خناصر.

أنقرة تدعو إلى تعاون تركي – عربي لحل النزاعات

إسطنبول – «الحياة»، أ ف ب

دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في المنتدى العربي – التركي في إسطنبول أمس الدول العربية إلى توحيد جهودها مع تركيا لحل الأزمات الإقليمية بدءاً بالقضية الفلسطينية والنزاع السوري. وقال أمام ممثلي 21 دولة عربية، بينهم 12 وزير خارجية، في هذا المنتدى الذي يجتمع سنوياً منذ عام 2008 بهدف تعزيز التعاون المشترك، إن «التعاون والتضامن التركي – العربي سيعزز الجهود لتسريع تسوية أزمات المنطقة حتى تنعم بالسلام والاستقرار».

وهنأت السعودية الشعب الفلسطيني بالحصول على صفة دولة مراقب وما يحمله ذلك من دلالات تعكس تأييد المجتمع الدولي لحق الفلسطينيين المشروع في الحصول على دولة مستقلة وذات سيادة.

ووصفت الدور التركي في معالجة مشاكل المنطقة بـ «الإيجابي»، مشيرة إلى «تطابق للرؤى وتقارب في المواقف وتناغم في الجهود بين الجانبين، إزاء تعقيدات النزاع العربي – الإسرائيلي، وتداعيات الأزمة السورية».

وقال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، في كلمة أمام المنتدى: «إننا نرى في حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة خطوة جيدة، تنبئ عن إمكان حدوث تحول إيجابي في طريقة تعامل الأمم المتحدة مع القضية الفلسطينية، التي شلّ أعمالها للأسف مجلس الأمن طوال الحقبة الأخيرة».

وأضاف: «نأمل من مجلس الأمن أن ينظر بإيجابية إلى قرار الغالبية الدولية باعتباره دافعاً للسلام لا معطلاً له، وذلك في إطار مسؤوليته الرئيسية في حفظ الأمن والسلم الدوليين، إن هذا الأمر يضعنا أمام ضرورة الاعتماد على قدراتنا الذاتية في التعامل مع قضايانا وعدم الاتكال على الآخرين، ويستدعي ذلك منا الجرأة وحصر الإمكانات وتحديد الأهداف والتضامن في المواقف، لبلوغ ما نصبوا إليه».

وقال «نأمل أن نتمكن اليوم من النظر في بلورة آليات فاعلة، للتسريع من وتيرة التعاون، وتذليل أية معوقات تعترضنا، بما في ذلك تعزيز دور القطاعين العام والخاص العربي والتركي وتشجيعهما على بناء شراكات اقتصادية واستثمارية، تستند على أسس سليمة تراعي المصالح المشتركة، وترتقي إلى مستوى تطلعات وآمال قادتنا وشعوبنا».

وأضاف: «ما يعزز ثقتنا بأهمية الدور الإيجابي الذي تؤديه تركيا في التعامل ومعالجة مشاكل المنطقة، بخاصة أن الحكومة التركية حريصة على التنسيق في ذلك مع مؤسسات الشرعية العربية، وليس أدل على هذا التنسيق الإيجابي، من تطابق للرؤى وتقارب في المواقف وتناغم في الجهود بين الجانبين إزاء تعقيدات النزاع العربي – الإسرائيلي، وتداعيات الأزمة السورية، وخطورة انتشار السلاح النووي في المنطقة، والعمل الدؤوب لإطفاء نار الفتن المذهبية والطائفية في المنطقة».

ووضع داود أوغلو الملف الفلسطيني على رأس الأجندة السياسية الإقليمية، مشيداً بحصول فلسطين على وضع دولة مراقب في الأمم المتحدة، ومحذراً في الوقت نفسه من أن المجتمع الدولي «لن يكون سدد دينه الأخلاقي والقانوني والسياسي» للفلسطينيين إلا بعدما تصبح فلسطين دولة معترفاً بها تماماً.

وأكد أن «المجتمع الدولي يجب ألا يسمح لحكومة إسرائيلية لا تعترف بالقانون بتهديد السلام والأمن والاستقرار في المنطقة من خلال سياسة غير مسؤولة ورفض أي تسوية». وأضاف: «حان الوقت لتوجيه ردود فعل قوية لسياسات إسرائيل التي تقوض عملية السلام».

وتأتي تصريحات وزير الخارجية التركي في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل الجمعة عزمها على بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية في المستوطنات رداً على تصويت الأمم المتحدة بمنح فلسطين وضع الدولة المراقب.

كما شجع داود أوغلو نظراءه العرب على التعاون من أجل وضع حد لـ «مذبحة الشعب السوري»، متحدثاً عن «فحص ضمير ليس للمسلمين والعرب فقط وإنما للمجتمع الدولي كله».

وشدد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على أن التعاون يجب أن يتركز على إنهاء «الاحتلال» الإسرائيلي، وقال: «علينا الآن العمل معاً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي» للأراضي الفلسطينية.

وشدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على أن فلسطين لا تزال على رغم ما حدث من تطورات في الأمم المتحدة «بلداً محتلاً». وقال متوجهاً إلى الوفود العربية خلال لقاء على الغداء «يجب أن نرى وأن نقر بأن فلسطين هي أيضاً بلد محتل على رغم حصولها على وضع الدولة المراقب»، داعياً الفلسطينيين إلى التوحد للتمكن من إقامة «دولة عاصمتها القدس الشرقية».

التعليم في سورية رهن بوصول الأجساد إليه

دمشق – رنا ابراهيم

لدى «أم سهيل» أربعة أطفال في مدارس مدينة داريا اضطروا أخيراً الى مغادرة منزلهم في المدينة والتوجه إلى بيت أقاربهم في دمشق، ما حرمهم من الذهاب إلى المدرسة. وفي حين تعزّي نفسها بالقول إن ابنها البكر سوف يترك المدرسة ويعمل في ورشة للحدادة، فإنها تفتش عن مدارس في دمشق لأولادها الثلاثة الآخرين، على رغم صعوبة الأمر حالياً. وليست حال هؤلاء الأطفال بغريبة عن بقية أطفال ريف دمشق ومحافظات سورية الذين حرمتهم الحرب من ارتياد المدارس، بل أن الأوفر حظاً هم من اقتصر أثر المشاكل الأمنية عليهم، على تغيير أمكنة الاقامة والدراسة.

وفي ريف دمشق، كمدن حرستا ودوما وبلدات يلدا والست زينب والحجيرة والحجر الأسود والتضامن وغيرها، حُرِم أطفال في هذه المناطق من الذهاب إلى المدارس التي تحول معظمها إلى مجرد ركام. وطاول هذا الخراب المدارس، مُضافاً إلى خطورة التوجه إلى تلك التي بقيت مبانيها متماسكة.

وزاد الضغط على مدراس دمشق بمستوياتها المختلفة، في ظل وجود توجيهات باستقبال الأطفال جميعهم في مدارس دمشق، ما جعل صفوف مدارس العاصمة تغصّ بالطلاب.

وأشار طالب في مدرسة ابتدائية قريبة من مركز دمشق، إلى وجود 51 طالباً في أحد الصفوف، بل 70 في صفٍ آخر، جاء بعضهم من حمص وحلب، ومناطق ريفية كيبرود وببيلا، ومناطق في دمشق كالقدم والعسالي وغيرها.

نصف دوام

بسبب ازدحام المدارس في قلب العاصمة، عادت وزارة التربية السورية إلى أسلوب الدوام النصفي (صباحي ومسائي) بعد أن تخلت عنه أخيراً. وفي هذا الإطار، أوضحت إحدى مُدرّسات اللغة العربية في إحدى الثانويات أنه «على رغم وجود إشكاليات سابقة في منظومة التدريس كموضوع المناهج المدرسية وأساليب التعليم، تتمثّل المشكلة الأهم حاليّاً بوجود عدد كبير من الطلاب في غرفة الصف، ما يُصعّب التدريس والشرح ومتابعة فهم الطلاب للدروس وغيرها من مكوّنات العملية التعليمية».

وتحدثت هذه المعلمة عن فقدان الهيئة التدريسية أكفأ المدرسين والمدرسات ممن توجّهوا للعمل في دول مجاورة بأثر الحوادث، فخسر الطلاب السوريون هذه الكفاءات.

ولا ينحصر هذا الأمر في مدارس دمشق، بل يتعداه إلى الجامعة فيها التي استقبلت طُلاّباً من جامعة «البعث» في حمص وجامعة حلب وجامعة الفرات (في دير الزور).

وبذا، غصّت مُدرّجات الجامعة بالطلاب المتقاطرين من أنحاء سورية. وأصبح حضور محاضرة في كلية الطب البشري في دمشق مثلاً، يفرض حجز مكان للجلوس قبل ساعة من بدئها، أو متابعتها وقوفاً.

يحدث في قلب دمشق

على رغم أن مدارس دمشق أصبحت تستقبل الأطفال من المحافظات جميعها، إلا أن روادها غالباً ما تمنعهم الظروف من الوصول إلى المدرسة. وفي هذا الإطار، أشارت إحدى السيدات إلى أنها تمتنع حالياً عن إرسال ابنها الى المدرسة، وهو في الصف الخامس الابتدائي، بعد وقوع انفجارين في وقتين متلاحقين قرب مدرسته الواقعة في منطقة المزّة بدمشق، إضافة إلى الاشتباكات التي تتكرّر هناك. وكذلك تمنع الحواجز المنتشرة في قلب مدينة دمشق الأطفال من الوصول إلى مدارسهم أو تؤخرهم عنها.

وفي هذا السياق، أوضح أحد الطلاب المقيمين في برزة، ويدرس في مدرسة نموذجية في دمشق، أن الحواجز المنتشرة بكثرة تخلق زحاماً شديداً وتجعل الطلاب والأساتذة على حد سواء يتأخرون عن الوصول إلى مدارسهم. وكذلك بيّنت إحدى المدرسات الساكنات في جديدة عرطوز، أن إغلاق الطرق المؤدية إلى مدينة دمشق يجعلها في بعض الأحيان تعود إلى منزلها، بدلاً من الذهاب لتدريس طلابها. ودفعت هذه الصعوبات في الوصول إلى مراكز التعليم، إحدى المعلمات للقول إن التعليم في سورية أصبح قصراً على من يستطيع الوصول بخير إلى المدارس!

الدراسة في دول مجاورة

على رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بأبنية المدارس والجهاز التعليمي، التحق كثير من أطفال سورية بالمدارس عند مفتتح العام الدراسي الجاري. وعلى غرارها سارت الجامعات والمعاهد وهيئات التدريس. وذكرت مصادر في وزارة التربية السورية ان الأضرار في قطاع التربية اصابت 2073 مدرسة، يحتاج بعضها إلى إعادة بناء كليّاً. وتحوّلت 796 مدرسة اخرى مراكز إيواء للمهجرين والنازحين من بيوتهم ومدنهم في الداخل السوري.

وقالت الوزارة أنها وثّقت «اغتيال» 88 شخصاً من العاملين في قطاع التربية، مُعلنة أن أضرار هذا القطاع تقدر بـ 5.444 بليون ليرة سورية (حوالى سبعين مليون دولار)، إضافة إلى إلحاق الأذى والضرر بجامعات ومؤسسات اخرى. والأرجح أن هذه الأضرار مرشّحة للزيادة في ظل استمرار القتال والقصف في مدن ومناطق عدّة.

وفضّل أهالي بعض الطلاب السوريين من الطبقات الوسطى والثريّة، التوجّه مع أبنائهم إلى بلدان مجاورة (لبنان والأردن وتركيا).

وأشار مهندس سوري إلى أنه اضطر لتسجيل ابنه الشاب الوحيد في مدرسة داخلية في بيروت، على رغم ارتفاع قسطها السنوي، خوفاً عليه من الحوادث في سورية. وروت إحدى السيدات أنها صدّقت وثائق مدرسية لطفليها، وذهبت إلى القاهرة حيث تقيم أختها وزوجها المصري، ثم سجّلت الطفلين في مدرسة مصرية.

وتبدو أحوال أطفال اللاجئين السوريين عند حدود الدول المجاورة، سيئة على غرار أحوالهم عموماً. وفي تركيا، تتحدّث مصادر تربوية عن وجود أعداد كبيرة من السوريين في المدارس التركية العامة، بعد أن وجّهت الحكومة التركية مديرية التربية باستيعاب الطلاب السوريين في المدارس، حتى في غياب وثائق تثبت مستواهم التعليمي. وما زالت الأعداد الدقيقة لهؤلاء في حاجة لاحصاءات تشمل المدن التركية كافة. وأوضحت هذه المصادر أن الطلاب السوريين يبقون «ضيوفاً»، وفي حال حصولهم على أوراق الإقامة، يعاملون كالطلاب الأتراك لجهة التسجيل الرسمي والحصول على رقم إلكتروني في المدارس.

وفي الوقت نفسه، برزت صعوبات في وجه هؤلاء الأطفال السوريين في المدارس، بأثر من عدم معرفتهم اللغة التركية وصعوبة اتقانها، واختلاف المناهج التركيّة بشدّة عن نظيراتها في سورية. وفي مدينة إسطنبول، يشير اسم مدرسة أهلية سورية قام بإنشائها شبان سوريون إلى توجه سياسي أكثر منه تربوي. إذ حملت المدرسة اسم «قادمون». ومن المفترض أن تستوعب هذه المدرسة المُنشأة حديثاً أطفال السوريين المقيمين حالياً في تركيا، وهؤلاء يجدون صعوبة في الاندماج في المدارس التركية.

في المقابل، لم تتوان وزارة التربية السورية عن التعبير عن ترحيبها بمبادرة «التعليم أولاً» التي أطلقها الأمين العام للأمم لمتحدة، ونالت «اليونيسكو» امتياز قيادتها. وأكّدت الوزارة أن سورية أوفت بمساهمتها المالية السنوية للعام 2012 على رغم الظروف السائدة فيها، بل في وقت لم يعد فيه التعليم أبداً من أولويات الحكومة ولا المواطن السوري.

فحاضراً، يأتي الأمان والبقاء على قيد الحياة في مقدّمة أولويات المواطن، وليس قدرة أطفاله على الذهاب إلى المدرسة، حتى لو افترش مع عائلته حديقة عامة من حدائق مدينة دمشق.

المفقودون في تلكلخ مقابل رهائن حلب؟

إجراءات مشدّدة لمهرجان طرابلس وتجمّع صيدا

عدد الضحايا 4 والجيش يجري اتصالات بالجانب السوري

لقاء عابر بين ميقاتي والسنيورة في مكتب رئيس الجمهورية

تحيي طرابلس بعد ظهر اليوم ذكرى مرور اربعين يوما على اغتيال اللواء وسام الحسن مثقلة بتداعيات هذه الذكرى من جهة، وبالغموض المقلق الذي اكتنف مصير اكثر من 25 شاباً من ابنائها وقعوا ضحية مكمن لهم في تلكلخ قبل يومين، من جهة اخرى.

ووسط تضارب واسع في الروايات والمعلومات المتناقضة حول المفقودين او الضحايا من ابناء المدينة زاد تفاقمه عقب 48 ساعة من شيوع خبر المكمن، برز ما ذكرته جهات متابعة لهذا الملف في بيروت لـ”النهار” امس من ان ثمة تشابها في ما جرى مع شبان الشمال وما سبق ان واجهه المخطوفون اللبنانيون في حلب الذين انتهى امرهم بأن اصبحوا رهائن في اعزاز. ولفتت هذه الجهات الى ان الامر تكرر مع شبان الشمال ليتبين لاحقا ان لا صحة للمعلومات التي تحدثت عن مقتل 21 شاباً، وتساءلت عما اذا كانت هناك صلة بين حادث تلكلخ والمخطوفين في اعزاز.

وافادت معلومات “النهار” من طرابلس ان عدد الشبان الذين وقعوا في المكمن هم 25 ينتمون الى مناطق مختلفة في المدينة والشمال. ومن بوادر التحرك لكشف مصيرهم  الخيمة التي نصبها ذوو خمسة شبان في باحة مسجد المنكوبين، محذرين من التصعيد في حال لم تتحرك اجهزة الدولة لجلاء مصيرهم. ولوحوا بامكان قطع الطريق الدولية غدا في منطقة البداوي في حال لم ينجلِ مصير ابنائهم.  وفي كلية العلوم التابعة للجامعة اللبنانية في القبة، دعا زملاء الطالب مالك الحاج ديب،  وهو من الشبان الذين ذهبوا الى سوريا، الى اقفال الكلية غدا للمطالبة بكشف مصيره.

وافادت معلومات ان عدد الضحايا هو أربع، فيما وقع 3 في الاسر. اما بقية الشبان فقد وصلوا الى “الجيش السوري الحر”. وقد عمد ذوو الشبان الى سحب اوراق نعيهم بعد تبلغهم معلومات تفيد بأنهم احياء.

وعلم ان الجيش اللبناني يقوم باتصالات مع الجانب السوري من اجل كشف مصير الشبان واعادتهم الى لبنان اياً تكن حالهم. واتخذ الجيش اجراءات في المناطق التي تفصل بين باب التبانة وبعل محسن، فيما شهد شارع سوريا عودة الى الحياة الطبيعية امس.

وليلاً ذكرت معلومات ان المكمن الذي أوقع بالشبان نصب على الجانب اللبناني من الحدود في منطقة تلكلخ، وان من دبره هو الشخص الذي كان يتولى تسهيل عبور الشبان.

وأوضح منسق تيار “المستقبل” في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش لـ”النهار” ان المهرجان الذي دعت اليه قوى 14 آذار بعد ظهر اليوم في طرابلس احياء للذكرى الاربعين لاستشهاد اللواء وسام الحسن قائم في موعده “وسط تجاوب عالٍ للمشاركة فيه”.

ووصف المعلومات حول مصير الشبان في سوريا بأنها “متضاربة والاهالي يتلقون معلومات متناقضة مما يشير الى غموض في القضية. ولم يعد امام الأهالي إلا المطالبة بمعرفة حقيقة مصير ابنائهم”.

ورجح “ان يكون الشبان قد تعرضوا لاستدراج من أناس خدعوهم ليقعوا في المكمن”.

صيدا

وفي السياق الأمني ايضاً، أكد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل ان الاجراءات الامنية في شأن احياء ذكرى اللواء الحسن في طرابلس كما في شأن التجمع الذي سينفذه اليوم في صيدا الشيخ أحمد الأسير وانصاره، قد اتخذت. واوضح ان اتصالات أجريت على أعلى المستويات لتأمين الانضباط والتحرك ضمن القوانين والانظمة في صيدا، مشدداً على انه لن يكون هناك قطع للطرق والجيش سيكون بالمرصاد لأي محاولة للاخلال بالأمن. وأعلن مجلس الأمن الفرعي في صيدا ان خطة أمنية محكمة وضعت للحفاظ على سلامة المشاركين في التجمع والمسيرة ومنع حصول أي صدامات.

في بعبدا

أما على الصعيد السياسي، فعلمت “النهار” ان الرئيس فؤاد السنيورة أبلغ أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال لقائهما في قصر بعبدا وجهة نظر قوى 14 آذار من الحوار والتي لم يتسن له أن يبلغها اليه مباشرة بسبب سفره الى واشنطن ثم الى الامارات، وهي أن المعارضة تقدر جهود الرئيس سليمان في الدعوة الى الحوار. وقال له: “لقد شاركنا مراراً في الحوار. لكن الطرف الآخر يريد فقط الصورة وليس الالتزام، بدليل انه لم يكن قد جفّ بعد حبر “اعلان بعبدا” حتى بادر الأمين العام لـ”حزب الله” الى ارسال طائرة “أيوب” والمقاتلين الى سوريا”. وسأل السنيورة: “أي جدوى من الحوار في ظل حكومة تغطي المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ومحاولة اغتيال النائب بطرس حرب؟”. وشدد على “ان لا مفر من مجيء حكومة حيادية انقاذية تزيل التوتر وتشرف على اجراء الانتخابات النيابية المقبلة”.

ورد رئيس الجمهورية على ما طرحه الرئيس السنيورة بأن الدستور لا يخوّله تغيير الحكومات، والأمر منوط بالأكثرية النيابية.

ولما انتهى اللقاء وهمّ السنيورة بمغادرة مكتب الرئيس سليمان، حضر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، فجرت مصافحة بينه وبين السنيورة. وسأل ميقاتي سليمان عما إذا كان تلقى معطيات ايجابية تسهل انعقاد اجتماع هيئة الحوار، فرد السنيورة: “لم يتغير شيء. فموقف 14 آذار ما زال هو هو، وفي مضمونه ان لا عودة الى الحوار قبل تغيير الحكومة”.

احتدام المعارك حول مطار دمشق

و”الائتلاف” لنشر قوة لحفظ السلام

شن الطيران الحربي التابع للقوات النظامية السورية غارات على ريف العاصمة ومحيط طريق مطار دمشق الدولي في محاولة لاستعادة مواقع سيطر عليها المعارضون، تزامنا مع عودة خدمات الاتصالات والانترنت بعد انقطاعها ثلاثة ايام على التوالي. (راجع العرب والعالم)

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان سيارة مفخخة انفجرت في حي التضامن في دمشق مساء ما ادى الى “سقوط شهداء وجرحى”. واشار الى ان “ثمانية اشخاص استشهدوا وسقط عدد من الجرحى في انفجار عنيف نتج من سيارة مفخخة هز منطقة مفرقة الجزرة في مدينة الرقة” شمال سوريا.

 وفي اسطنبول، شجع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو نظراءه العرب على التعاون من اجل وضع حد “لمذبحة الشعب السوري”، متحدثا عن “اختبار ضمير ليس للمسلمين والعرب فقط وانما للمجتمع الدولي كله”، في ندوة عربية تركية في اسطنبول بحضور ممثلي 21 دولة عربية بينهم 12 وزير خارجية.

 وفي القاهرة، كشف “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي تشكل حديثا إنه قد يسمح بنشر قوة دولية لحفظ السلام في سوريا إذا تخلى الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه عن السلطة.

غارات جوية ومعارك في ريف دمشق

بيروت- (ا ف ب): ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية السورية قصفت بالطائرات الحربية مناطق في ريف دمشق صباح الأحد، بعد معارك عنيفة جرت ليل السبت الأحد مع المقاتلين المعارضين.

وتأتي هذه الاحداث غداة يوم دام شهد سقوط 182 شخصا، بينهم 60 شخصا نصفهم من المدنيين قضوا في دمشق وريفها، بحسب المرصد.

وقال المرصد في بريد الكتروني “نفذت الطائرات الحربية غارتان على مدينة داريا” جنوب دمشق، بينما تشهد بلدات وقرى الغوطة الشرقية تحليقا للطيران الحربي في سمائها.

وتحدث المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط بلدتي دير العصافير وبيت سحم في ريف العاصمة.

وكان المرصد تحدث عن مواجهات بين الطرفين بعد منتصف ليل السبت الاحد، في عربين شرق العاصمة والتي قصفها الجيش النظامي، والزبداني (شمال غرب دمشق) والمليحة ما ادى الى سقوط عدد كبير من الجرحى.

وتقع المليحة جنوب شرق دمشق في الغوطة الشرقية المحاذية لدمشق ويعبرها طريق مطار دمشق الدولي الذي شهد معارك عنيفة الخميس للمرة الاولى منذ بدء النزاع.

وفي الشمال، قصف سلاح الجو محافظة حلب حيث يتواجه الجيش مع مقاتلي المعارضة في عدد من الاحياء في كبرى مدن الشمال، كما قال المرصد.

واكد أن مناطق في محافظات درعا (جنوب) وادلب (شمال غرب) وحمص (وسط) قصفت بالمدفعية.

واشار المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا، ان ضحايا السبت هم 68 مدنيا و76 مقاتلا معارضا و38 جنديا نظاميا.

واحصى المرصد سقوط اكثر من 41 الف شخص في النزاع المستمر منذ 20 شهرا

جهاد الشهوات يؤجج هوس الزواج من قاصرات سوريات لاجئات

عدنان أبو زيد

هناك حملة تقودها مواقع إلكترونية وإعلانات مبوبة وشبكات ترويج تستهدف حث أثرياء عرب على الزواج من قاصرات سوريات في مخيمات اللجوء ، في وقت تشير فيه تقارير منظمات انسانية الى أن أكثر السماسرة يدخلون باسم عمال إغاثة .

يؤكد ظاهرة الزواج من قاصرات سوريا في مخيمات اللجوء وتحولها من فعل فردي الى هوس جمعي، ما كتبه يحيى علامو عن (المآخذ) التي تسجّل على مخيم الزعتري بالأردن، وأوضاع اللجوء غير الإنسانية فيه، و ممارسة نخاسة مبطنة على النساء السوريات المقيمات هناك، وفق معلومات واردة من المخيم تؤكد انتشار السماسرة من نساء ورجال، كأنهم جهات معتمدة رسمياً أو ممن يملكون رخصة بالترويج والممارسة لعدم اكتراثهم بأي عواقب قد تنجم عن أفعالهم بل يعتبرونها شرعية وإنسانية، لأنها تحصن النساء وتخفف الأعباء عن كاهل الأسر.

وكان صاحب صفحة (سوريات مع الثورة) طلب من زوار صفحته، الساعين خلف شهواتهم، بالكف عن طلبات (الزواج ) راجيا من الجميع الا يرسلوا هذه الرسائل.

ونقلت تايلور لايك مراسلة صحيفة واشنطن بوست مشاهداتها عن تزويج القاصرات، وما صرح به زياد حمد، عضو جمعية الكتاب والسنّة التي اعتبرت الامر ” ليس استغلالا بل كرما”.

كما تشير تايلور إلى أن الحملة تقودها مواقع إلكترونية وإعلانات مبوبة وشبكات ترويج تستهدف أثرياء من العرب من دول الخليج. وتؤكد أن أكثر السماسرة يدخلون باسم عمال إغاثة، وتورد بعض التصريحات لمسؤولي الأمم المتحدة بأن هذه الزيجات “تزيد عدد العرائس الأطفال وتنتهي بالتخلي عن الزوجة أو الإجبار على العمل بالدعارة”.

ويشير يحيى علامو في مقال له في الجريدة الكويتية الى ما قاله أحد اللاجئين المدعو أبو حمد من ان “أكثر القادمين يهدفون إلى المساعدة، لكن الواقع لتمضية الوقت الطيب”.

 أما دومينيك هايد ممثل اليونيسيف فيقول “إننا نشعر بالقلق من احتمالية بيع هؤلاء النساء وتعرضهن لأوضاع أسوأ بكثير”.

ويؤكد علامو ان ما نقلته تايلور مهم وخطير وهو يطابق إلى حد كبير المعلومات الواردة من المخيم.

ويضيف ” هذا ما يزيد مأساتنا مأساة أخرى رغم أننا لا نُحرّم ما أحل الله ونرحب بأي جهد ومساعدة تخفف العبء عن كاهل شعبنا، لكن مع توافر ظروف موضوعية كريمة لهكذا ارتباط وأولها الاختيار الحرّ والسرب الآمن، وألا يكون عرفياً أو سفرياً وأن يتوافر له بعض الضمانات القانونية، وهذا بالطبع لن يتوافر، لأن الآتي من اللجوء والفاقد لكل مقومات الحياة لن يكون اختياره حراً ولا يملك الرفض، وطالب المتعة أيضاً لن يعطي أكثر مما يستحق، فهو أولاً وأخيراً زواج أقرب إلى المتعة، وربما بعيداً عن سمع وبصر الأهل والأقارب لقيمته المتدنية حسب أعرافهم “.

ويعتد علامو أن “من تسوِّل له نفسه باستغلال ظروف الناس ومصائبهم ليفرض شروطه ويشتري اللحوم الحية الغضة لإرضاء نزواته وتحت أي تسمية كانت، فهو بلاشك من أصول غير آدمية وغير أخلاقية، ولا يضير من قَبِل ووافق، وهم أقلية بالتأكيد، لأنه واقع تحت ضغط الحاجة وضنك العيش، وأن للنفس مقدرة وطاقة على التحمل”.

ويلفت علامو النظر الى “وفرة الإفتاء في النوائب، فعادة تأتي لمعالجة الحال وإيجاد المخارج الشرعية له”، مؤكدا ان “الشعب السوري نال نصيباً وافراً من هذه الفتاوى وأكثرها بلاشك يصب في دعم ثورته وإغاثته، لكن البعض منها كان بحاجة إلى التروي والضبط الشرعي حتى لا يُساء الفهم والمقصد”.

ويكرر محمد العصيمي في مقال له في صحيفة اليوم السعودية في أكثر من مقال تحذيره من هذه “التصرفات الذكورية (الكريهة) التي تستغل ظروف اللاجئات الصعبة والخطيرة”.

وتشير تقارير إخبارية اصدرتها منظمة اليونسيف عن تسابق بعض الخليجيين والأردنيين للزواج من سوريات قاصرات، بحسب ( شهود).

و لا تستبعد الناشطة ينار محمد من منظمة حرية المرأة العراقية أن تمر السوريات بنفس السيناريو الذي مرت به المرأة العراقية خلال أعوام الاقتتال الطائفي ما بين عامي 2005 و2009 م، حيث تم بيعها وشراؤها في بعض الدول. وتقول ينار عن ما يمكن أن يكون حدث للسوريات من ارتباطات المتعة ” إن مثل هذه الأخبار، أو الأحداث، لا تنتشر على الملأ، لكننا في العراق رأينا الموضوع نفسه في المناطق التي تعرضت لصراعات طائفية في ديالى والفلوجة وأجزاء من بغداد حيث هنالك فتيات اُجبرن على الزواج (المفرد) و (المتعدد) فقط ليحصلن على سقف فوق رؤوسهن”.

ويؤكد العصيمي “توجه الخليجيين والأردنيين الى مخيمات نزوح السوريات في الاردن للزواج منهن”.

كما يشير الى ان “الثمن الذي يُدفَع في (حورية من حوريات) سوريا فلا يتجاوز 500 إلى 1000 ريال سعودي من قبل أردنيين وخليجيين يشرعون أفعالهم باعتبارها ( جهاد شهوات) “.

http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2012/12/777449.html

طائرات النظام السوري تقع في كمين المقاتلين المعارضين

أ. ف. ب.

‎يستمر الصراع في سوريا لاسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، حيث يروي أحدهم كيفية إسقاط المروحيات التابعة للنظام بواسطة صواريخ “أس أ16”.

دارة عزة: في اقل من 24 ساعة، أسقط ابو عمر مروحية وطائرة حربية تابعتين للقوات النظامية السورية مستخدما صاروخين ارض جو من نوع “اس أ 16″، في خطوة يرى المحللون أنها قد تبدل في مسار النزاع السوري.

وروى هذا المقاتل في كتيبة “أحرار دارة عزة” التابعة للجيش السوري الحر لوكالة فرانس برس، كيف أسقط مروحية الثلاثاء الماضي وطائرة مقاتلة من طراز “ميغ 23” الاربعاء، في المنطقة المحيطة بكتيبة الشيخ سليمان للدفاع الجوي في ريف حلب الغربي، وهي قاعدة للقوات النظامية يحاصرها المقاتلون.

ويقول لصحافي في فرانس برس في دارة عزة (30 كلم الى شمال غرب حلب) “كنا على علم بوصول مروحية الثلاثاء الى قاعدة الشيخ سليمان”.

وأكدت مصادر عدة في الكتائب المقاتلة في المنطقة شهادة ابو عمر، منهم “ابو عبد الرحمن” قائد الكتيبة التي ينضوي تحت لوائها، وهو أحد القادة الثلاثة الرئيسيين الذين يقودون المعارك في دارة عزة.

يضيف ابو عمر “بحسب معلوماتنا، كانت المروحية قادمة الى القاعدة لتزويدها بالمؤن، ونقل عمداء وضباط كبار الى حلب. نصبنا لها كمينا، واطلقت الصاروخ بعيد اقلاعها مجددا من مقر الكتيبة”.

ويتابع الشاب ذو الوجه الدائري واللحية الداكنة والبالغ من العمر 27 عاما “كنا نعلم ان النظام سيبحث عن الانتقام في اليوم التالي (الاربعاء) بارسال طائراته المقاتلة لقصف المنطقة. لذا نصبنا كمينا جديدا”.

-يقول “وصلت الميغ الساعة 10 صباحا (8,00 ت غ) وكانت بمفردها” وسط أجواء صافية وسماء زرقاء، وعبرت “مرة اولى لإلقاء قذائفها التي أدت الى تضرر خمسة منازل. أطلقت الصاروخ حين كانت الطائرة تهم بالارتفاع مجددا، واصبتها”.

وأسقطت المروحية والطائرة بصاروخين ارض جو من طراز “اس أ 16-غيمليت” السوفياتي الصنع، بحسب ما يؤكد ابو عمر الذي يدعم قوله هذا بصورة يقول انها التقطت صباح الاربعاء قبل اصابة المقاتلة، ويبدو فيها مرتديا نظارتين سوداوين ويحمل صاروخا على الكتف.

ويوضح ابو عمر ان المقاتلين المعارضين حصلوا على الصاروخين من الفوج 46 الذي سيطروا عليه قبل نحو اسبوعين، وهو قاعدة كبيرة للقوات النظامية في شمال غرب.

ويشير الى ان المقاتلين “يملكون ما يكفي (من الصواريخ المضادة للطيران) لاسقاط كل طائرات الجيش السوري (النظامي)”. ويضيف “بتنا مستعدين 24 ساعة/24. سنفرض بانفسنا منطقة حظر طيران دون اي مساعدة من الدول الغربية”.

ومنذ ذلك الحين، لم يسجل تحليق او قصف لاي طائرة مروحية او مقاتلة في المنطقة المحيطة بكتيبة الشيخ سليمان.

ويرى محللون ان تمكن المقاتلين المعارضين من اسقاط طائرات حربية ومروحية باستخدام صواريخ ارض جو، يشكل نقطة تحول في النزاع ضد نظام الرئيس بشار الاسد الذي يعتمد على التفوق الجوي لقواته.

واشارت مصادر متعددة في اوساط المقاتلين المعارضين الى ان هؤلاء حصلوا على الصواريخ المضادة للطائرات بعد سيطرتهم على الفوج 46.

بينما قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان “الثوار تلقوا اخيرا عشرات الصواريخ من طراز ارض جو” من دون ان يحدد نوعها.

من جهتها، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية عن مسؤولين استخباراتيين غربيين وشرق اوسطيين قولهم ان المقاتلين باتوا يملكون اربعين صاروخا مضادا للطائرات تسلموها حديثا من قطر.

وتعد هذه الدولة الخليجية احدى ابرز الداعمين للاحتجاجات المطالبة باسقاط الاسد منذ منتصف آذار (مارس) 2011، ويتهمها نظام الرئيس الاسد بمد معارضيه بالمال والسلاح.

وطور صاروخ “اس أ 16-غيمليت” خلال الثمانينات من القرن الماضي، ويبلغ مداه الاقصى خمسة آلاف متر، وحدود فعاليته على ارتفاع ثلاثة آلاف و500 متر. ويطلق من على كتف حامله، ويتمتع بنظام توجيه بصري وبالاشعة ما دون الحمراء.

ويؤكد ابو عمر ان مقاتلين آخرين يتدربون حاليا على سبل استخدام هذه الصواريخ. ويضيف طالب الجغرافيا السابق هذا الذي بات يعد بطلا وسط رفاق السلاح، ان “المنطقة المحددة حيث تنشر فيها تبقى سرية، وحتى انا لا اعرفها”.

يتابع “ما يمكنني قوله هو ان هذه الصواريخ في مكان آمن تحت سيطرة الجيش الحر”.

يضيف “لا داعي لان يقلق الغربيون من وصول هذه الصواريخ الى الايدي الخطأ. لن يتمكن فصيل آخر من شرائها او الحصول عليها بالقوة”.

وتفرض سبع من كتائب المقاتلين المعارضين، بعضها ذات توجه اسلامي، حصارا على كتيبة الشيخ سليمان، علما ان عددا من هؤلاء المقاتلين هم اجانب.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/777456.html

قصف جوي ومدفعي في ريف دمشق

أ. ف. ب.

بيروت: ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية السورية قصفت بالطائرات الحربية مناطق في ريف دمشق صباح الاحد، بعد معارك عنيفة جرت ليل السبت الاحد مع المقاتلين المعارضين.

وتأتي هذه الاحداث غداة يوم دام شهد سقوط 182 شخصا، بينهم 60 شخصا نصفهم من المدنيين قضوا في دمشق وريفها، بحسب المرصد.

وقال المرصد في بريد الكتروني “نفذت الطائرات الحربية غارتان على مدينة داريا” جنوب دمشق، بينما تشهد بلدات وقرى الغوطة الشرقية تحليقا للطيران الحربي في سمائها.

وتحدث المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط بلدتي دير العصافير وبيت سحم في ريف العاصمة.

وكان المرصد تحدث عن مواجهات بين الطرفين بعد منتصف ليل السبت الاحد، في عربين شرق العاصمة والتي قصفها الجيش النظامي، والزبداني (شمال غرب دمشق) والمليحة ما ادى الى سقوط عدد كبير من الجرحى.

وتقع المليحة جنوب شرق دمشق في الغوطة الشرقية المحاذية لدمشق ويعبرها طريق مطار دمشق الدولي الذي شهد معارك عنيفة الخميس للمرة الاولى منذ بدء النزاع.

وفي الشمال، قصف سلاح الجو محافظة حلب حيث يتواجه الجيش مع مقاتلي المعارضة في عدد من الاحياء في كبرى مدن الشمال، كما قال المرصد.

واكد ان مناطق في محافظات درعا (جنوب) وادلب (شمال غرب) وحمص (وسط) قصفت بالمدفعية.

واشار المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا، ان ضحايا السبت هم 68 مدنيا و76 مقاتلا معارضا و38 جنديا نظاميا.

واحصى المرصد سقوط اكثر من 41 الف شخص في النزاع المستمر منذ 20 شهرا.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/777474.html

تصعيد العمليات العسكرية في ريف دمشق.. ومجزرة تودي بحياة 25 شخصا ببيت سحم

«الجيش الحر» يستفيد من غنائم الفوج 46 في حلب

بيروت: ليال أبو رحال

واصلت قوات النظام السورية أمس قصفها لمناطق عدة في ريف دمشق، لا سيما البلدات الواقعة قرب الطريق المؤدي إلى مطار دمشق الدولي، مستمرة في محاولاتها للسيطرة على معاقل المعارضين و«الجيش السوري الحر». وتتعرض منطقة ريف دمشق منذ أسابيع لعمليات عسكرية متصاعدة، لا سيما في اليومين الماضيين، مع بدء القوات النظامية حملة واسعة أدت إلى إغلاق طريق مطار دمشق الدولي، في موازاة استهداف طائرات الـ«ميغ» أحياء في جنوب دمشق، وتحديدا حي الحجر الأسود.

وأدى قصف عنيف استهدف منطقة بيت سحم بضواحي دمشق إلى مقتل 25 شخصا على الأقل، وفق لجان التنسيق المحلية في سوريا، التي أفادت عن استمرار القصف على جميع مناطق الريف براجمات الصواريخ المتمركزة في مطار المزة. وأشارت إلى وقوع مجزرة في حي البحدلية في بلدة الذيابية بريف دمشق، حيث أدى القصف العشوائي براجمات الصواريخ ومدافع الهاون إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى عشرات الجرحى.

وفي مدينة المعظمية، استمر القصف المدفعي والصاروخي طيلة يوم أمس، مستهدفا الأحياء السكنية الآمنة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وإصابة عدد من الجرحى. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قصفا عنيفا براجمات الصواريخ ومدافع الهاون استهدف كذلك الأحياء السكنية في مدينة حمورية، فيما أدى قصف بطيران الـ«ميغ» إلى مقتل شابين اثنين على الأقل في مدينة دوما.

وفي دير الزور، عادت القوات النظامية السورية إلى حقل نفطي كانت انسحب منه مساء الخميس، بحسب المرصد السوري، الذي أفاد بأن القوات النظامية انسحبت الخميس الماضي من هذا الحقل الذي يعد «آخر مركز وجود لها شرق مدينة دير الزور»، موضحا أن المقاتلين المعارضين «يوجدون على بعد كيلومترات منه ولم يدخلوا إليه خشية أن يكون ملغما». وأفاد بأن القوات التي أعادت الانتشار «هي نفسها التي انسحبت وعادت معززة بدبابات وناقلات جند مدرعة».

وفي حلب، كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ أكثر من أربعة أشهر، أشار المرصد السوري إلى اشتباكات في محيط مدرسة المشاة بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب عدة من «الجيش الحر»، يحاولون اقتحامها بعد حصار مستمر منذ أيام. كذلك، تعرضت أحياء بستان القصر والسكري في جنوب مدينة حلب والحيدرية لقصف نظامي.

من ناحيتها، أفادت لجان «التنسيق المحلية» باستهداف قصف عشوائي السوق الرئيسية في مدينة السفيرة، مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة عشرات الجرحى.

إلى ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أبو عمر، أحد مقاتلي كتيبة «أحرار دارة عزة» التابعة للجيش السوري الحر، إسقاطه مستخدما صاروخين «أرض جو» من نوع «إس إيه 16» لمروحية نظامية وطائرة مقاتلة من طراز «ميغ 23» خلال الأسبوع الحالي في المنطقة المحيطة بكتيبة الشيخ سليمان للدفاع الجوي في ريف حلب الغربي، وهي قاعدة نظامية يحاصرها المقاتلون. وكشف المقاتل أن «الجيش الحر» حصل على الصاروخين من الفوج 46 الذي سيطر عليه قبل نحو أسبوعين، وهو قاعدة نظامية كبيرة في شمال غربي سوريا. وأشار إلى أن المقاتلين «يملكون ما يكفي من الصواريخ المضادة للطيران لإسقاط كل طائرات الجيش السوري»، مؤكدا استعداد الجيش الحر خلال 24 ساعة لفرض منطقة حظر طيران بنفسه من دون أي مساعدة من الدول الغربية.

وفي محافظة حمص، تعرضت مدينة القصير للقصف من قبل القوات النظامية التي حاولت استعادة أحياء في مدينة حمص ومناطق في ريفها تخضع لسيطرة «الجيش الحر». وذكرت لجان التنسيق المحلية أن عناصر من «الجيش الحر» سيطروا على حاجز شركس الحيوي داخل مدينة القصير. وذكر المرصد السوري أن «ثلاثة أشخاص قتلوا في القصير بينهم جنديان منشقان خلال اشتباكات مع القوات النظامية في المدينة، وسيدة قضت جراء القصف، فيما تعرضت بلدتا آبل والبويضة الشرقية لقصف مروحي».

أما في إدلب، فقد استمرت الغارات الجوية التي شنتها المروحيات العسكرية على مدينة تفتناز، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، بالتزامن مع قصف عنيف استهدف ريف إدلب الجنوبي براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، على وقع اشتباكات عنيفة في بعض المناطق القريبة من الأوتوستراد الدولي. كما طال القصف المدفعي بلدة الزيادية في جسر الشغور جراء القصف العنيف الذي استهدفها بالمدفعيات والدبابات، رغم أنها مليئة بالنازحين، وفق ما أوردته لجان التنسيق المحلية. وفي سراقب، بث ناشطون شريط فيديو يظهر رفع علم الثورة السورية على عمود الإذاعة الذي يبلغ ارتفاعه 218 مترا ويُعد النقطة الأعلى في سوريا.

وفي درعا، ذكر المرصد السوري أن «قريتي صور وحامر في منطقة اللجاة بريف درعا تعرضتا للقصف، في حين نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقال طالت عددا من المواطنين في بلدة عقربا، رافقتها عمليات تخريب للممتلكات. وفي الحراك، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي (الجيش الحر)، رافقها قصف نظامي على المنطقة».

من جهة أخرى، أوقفت شركة أميركية أمس استضافة الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا»، بالتزامن مع بدء عودة خدمات الإنترنت بعد ظهر أمس. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر في «سانا» أن القرار «اتخذ بناء على ضغوطات دولية»، مشيرة إلى إطلاق «موقع آخر قريبا في بلد صديق». وأوضحت هذه المصادر أن هذه الخطوة «تمنع الدخول إلى الموقع الإلكتروني للوكالة»، واضعة إياها في إطار «سلسلة العقوبات التي فرضت على وسائل الإعلام السورية».

خطوط طيران عالمية وعربية تعلق رحلاتها إلى سوريا حتى «إشعار آخر»

السلطات السورية تؤكد أن طريق مطار دمشق «آمن» وحركة الملاحة «طبيعية» على الرغم من إلغاء رحلات واشتباكات قريبة

بيروت: ليال أبو رحال

شهدت الطريق المؤدية إلى مطار دمشق الدولي في اليومين الأخيرين حركة خجولة تكاد تكون معدمة، مع استقدام النظام السوري تعزيزات أمنية مكثفة وإقدامه على إغلاق طريق المطار بشكل كامل منذ الخميس الماضي، بينما أعلنت شركات طيران عدة وقف رحلاتها من وإلى دمشق، حفاظا على سلامة طواقمها وركابها.

وبينما تتجنب شركات الطيران العالمية تسيير رحلاتها إلى سوريا، نقل التلفزيون الحكومي السوري عن رئيس مؤسسة الطيران العربية السورية قوله، إن «الخدمات جارية بشكل منتظم وطبقا للجدول المقرر»، لكن شركتي مصر للطيران وطيران الإمارات استمرتا بتعليق رحلاتهما إلى دمشق.

وفي حين لم يظهر على الموقع الإلكتروني لمطار دبي الدولي أي مؤشرات لتسيير أي رحلات أمس إلى دمشق، بعدما أعلنت الخطوط «العربية للطيران» و«فلاي دبي» إلغاء رحلاتهما المقررة إلى دمشق في اليومين الأخيرين، نشرت خطوط «مصر للطيران» على موقعها الإلكتروني خبرا عن «إيقاف تشغيل رحلات الشركة المتجهة إلى دمشق وحلب اعتبارا من يوم الجمعة الماضي ولحين إشعار آخر، نتيجة للتدهور الحالي في الأوضاع الأمنية في الجمهورية العربية السورية، وحرصا من مصر للطيران على سلامة ركابها». وذكرت أن «مركز العمليات الجوية التابع للشركة يتابع تطورات الوضع الأمني في دمشق وحلب لاستئناف الرحلات بمجرد تحسن الأوضاع»، وأهابت «بعملائها ضرورة مراجعة حجوزاتهم ومواعيد رحلاتهم التي كانت متجهة إلى هاتين النقطتين».

وكانت مديرة مؤسسة الطيران السوري غيداء عبد اللطيف قد أعادت أمس التأكيد على أن «الحركة في المطار طبيعية وأن الشارع المؤدي إليه آمن تماما»، في حين جددت وزارة الإعلام السورية التأكيد على أن «مطار دمشق الدولي يعمل بصورة منتظمة وطريق المطار آمن كليا، بعدما ترددت أنباء عن قيام (مسلحين) بالسيطرة على جزء من المطار».

من ناحيته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «المنطقة المحيطة بالمطار شهدت فجر أمس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من (الجيش السوري الحر)»، لافتا إلى أن «القوات الحكومية قصفت منطقة البساتين على ضواحي دمشق، في محاولة لتأمين المناطق المحيطة بالمطار». وأوضح أن «الاشتباكات التي أعلن عنها الناشطون وكذلك المرصد، تحصل في القرى الواقعة على طريق المطار، وليس على طريق المطار بعينه»، مشيرا إلى «قصف نظامي استهدف قرى ببيلا وعقربا ويلدا وبيت سحم».

وأكد عبد الرحمن أن «المطار كان مفتوحا يوم أمس، لكن الحركة بطيئة جدا مقارنة بالأيام السابقة ليوم الخميس الماضي»، لافتا إلى أن «أحدا لن يجرؤ على التوجه إلى المطار في ظل الاشتباكات القريبة والتعزيزات النظامية على الرغم من إعلان النظام أن الطريق باتت آمنة إلى المطار». ونقلت وكالة «رويترز» عن «معارض سوري مسلح»، قوله، إن «مقاتليه لن يسمحوا بأن يواصل المطار العمل». وقال: «لن نفتح الطريق أبدا. لا يزال مغلقا وسيظل مغلقا. ولن نسمح للطائرات بالوصول»، في إشارة إلى وصول طائرات مدنية إلى مطار دمشق يشتبه المعارضون بأنها تنقل أسلحة إلى النظام السوري.

وأفادت الوكالة، نقلا عن ناشطين وشهود عيان، إن «طائرات حربية سوريا قصفت أهدافا تابعة لمسلحي المعارضة قرب الطريق السريع المؤدي إلى مطار دمشق، وأن العنف تسبب في تعطيل رحلات جوية كثيرة إلى العاصمة». وذكرت أن «اشتباكات وقعت بين قوات الأمن ومقاتلين مسلحين في محيط بلدتي ببيلا وعقربا جنوب شرقي دمشق»، مشيرة إلى أن «التلفزيون السوري الرسمي أكد تواصل المعارك بين الجيش ومجموعات مسلحة في تلك المناطق».

«الناتو» يبحث طرق تلبية طلب تركيا نشر صواريخ على حدودها مع سوريا

اجتماع بعد غد في بروكسل حول الملف ومن المتوقع أن يستغرق نشر الصواريخ أسابيع

بروكسل: عبد الله مصطفى

قال حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إن العمل يجري بشكل جاد وسريع على طريق تلبية طلب تركيا الدولة العضو بالحلف لنشر صواريخ «باتريوت» على حدودها مع سوريا، وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قالت سيمون ديمانس من القسم الإعلامي بمقر الناتو ببروكسل، إن هناك عملا كبيرا في هذا الاتجاه من الجميع، سواء من جانب الأمين العام لـ«الناتو»، أو مجلس الحلف، أو فريق عمل «الناتو»، الذي توجه إلى تركيا لمعاينة الأماكن المتوقع أن يتم نشر الصورايخ فيها.

ورفضت المسؤولة الإعلامية تحديد موعد انتهاء مهمة هذا الفريق، وقال الناتو إنه أحرز تقدما جيدا بشأن تلبية طلب تركيا، وأكدت وانا لونجيسكو المتحدثة باسم الحلف الأطلسي أن «سفراء حلف (ناتو) والسلطات العسكرية التابعة للحلف وفريق تقييم الموقع الذين يواصلون عملهم في تركيا عملوا بجد للتأكد من تمكن الحلف من اتخاذ قرار بشأن طلب تركيا».

ووصفت لونجيسكو اجتماع وزراء خارجية الناتو ببروكسل في الرابع والخامس من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي بأنه «فرصة للوزراء لاستعراض التقدم المحرز في تنفيذ مقررات قمة شيكاغو التي عقدها الحلف في شهر مايو (أيار) الماضي».

ونقلت تقارير إعلامية عن المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي اليوم قولها إن من المتوقع أن يستغرق الأمر عدة أسابيع لنشر صواريخ باتريوت للدفاع عن تركيا ضد اتساع دائرة الحرب في سوريا. وكانت تركيا قد طلبت رسميا من حلف الأطلسي في وقت سابق هذا الشهر نشر الصواريخ بعد أسابيع من المحادثات مع شركائها في الحلف بشأن كيفية تعزيز الأمن على حدودها مع سوريا الممتدة لمسافة 900 كيلومتر.

ويزور وفد من خبراء الحلف تركيا لدراسة المواقع المناسبة لنشر الصواريخ. وإذا نشر هذا النظام الدفاعي فسوف يكون تحت سيطرة القيادة العليا للحلف. وقالت وانا لونجيسكو المتحدثة باسم الحلف: «أتوقع أنه إذا اتخذ القرار فقد يستغرق الأمر عدة أسابيع، وليس شهورا لنشرها». ومن بين دول الحلف تتوفر الصواريخ في ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة. وربما تحتاج بعض هذه الدول إلى موافقة برلمانية لإرسال الصواريخ إلى تركيا وقالت لونجيسكو إنها لا تريد تقييم الوقت الذي قد تستغرقه هذه الإجراءات في أي من هذه الدول.

وقالت إن الأميرال الأميركي جيمس ستافريديس القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا ستكون له السلطة العليا على العمليات بشأن الصواريخ، لكنه سيفوض هذه المسؤولية لقادة حلف الأطلسي العسكريين على الأرض.

تضارب في المعلومات بشأن مصير اللبنانيين الذين تعرضوا لكمين نظامي في تلكلخ.. وشقيقان منهما اتصلا بأهلهما

الضاهر لـ «الشرق الأوسط»: الشبان في العشرينات من العمر ولا علاقة لـ«تيار المستقبل» بهم

بيروت: ليال أبو رحال

تضاربت المعلومات لليوم الثاني على التوالي أمس بشأن مصير 17 إسلاميا لبنانيا يتحدرون من شمال لبنان، قيل إنهم قتلوا قرب الحدود اللبنانية – السورية، قرب بلدة تلكلخ السورية، بكمين نصبته لهم القوات السورية النظامية، خلال توجههم إلى حمص، لمساندة «الجيش السوري الحر» في قتاله ضد النظام.

وبينما لم يتبين مصير الشبان، الذين طال التضارب في الروايات عددهم أيضا مع تأكيد مصادر شمالية أن المجموعة ضمت 25 شابا لبنانيا، أفادت معلومات بأن أفراد المجموعة لم يقتلوا جميعهم، في وقت حرص فيه «تيار المستقبل»، ذو الغالبية الشعبية في منطقة طرابلس وعكار، على التأكيد على أنه لا علاقة له من قريب أو من بعيد بالشبان الذين لا ينتمون إلى أي تيار حزبي أو سياسي.

ونقلت «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، في معلومات قالت إنها «غير مؤكدة»، أن «العدد الأكبر منهم ما زال حيا ومنهم من عادوا إلى لبنان، وعرف منهم شابان من آل سرور وآخر يدعى عبد الرحمن الأيوبي من مدينة طرابلس». وذكرت أن «الشابين حسان سرور وشقيقه اتصلا بأهلهما وأكدا أنهما نجيا من كمين القوات السورية الذي نصب داخل الأراضي اللبنانية»، بحسب تعبيرهما.

وقال سرور للقناة عينها، خلال اتصال هاتفي مباشر معه، إن «الكمين للمجموعة اللبنانية حصل داخل الأراضي اللبنانية وإنه يوجد في منطقة حدودية»، بينما نفى شاب يدعى لقمان الأيوبي أنه كان في عداد المجموعة وتمكن من الفرار وأخبر بما حصل مع الشبان، موضحا أنه «لم يذهب إلى سوريا وهو موجود في طرابلس ولم يغادر لبنان».

وفي سياق متصل، أكد عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ نبيل رحيم، أنه «لا معلومات مؤكدة عن عدد القتلى، غير أن ما هو مؤكد أن عدد القتلى أقل بكثير من الذي يتم تداوله، وأن عددا كبيرا منهم وصل إلى أيد أمينة من الجيش السوري الحر».

وشدد، خلال حديث تلفزيوني، على أن «الشبان اللبنانيين الذين قتلوا في سوريا ذهبوا إليها بطريقة فردية أو بطريقة عشوائية أو بتنسيق في ما بينهم وليس هناك أي جهة إسلامية تحتضنهم أو تدربهم أو تسلحهم». وأعرب عن اعتقاده بأنهم «ذهبوا لأن لديهم أقرباء هناك، ولما رأوا المجازر التي يرتكبها النظام تحركت فيهم الغيرة على إخوانهم السوريين فذهبوا لنصرتهم»، لافتا إلى «وجود شكوك حول بعض الأشخاص من عكار وشوا بهم إلى النظام السوري فتم التنكيل بهم».

وبينما لم يصدر أي موقف لبناني رسمي تعليقا على هذه الحادثة، تطرق الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس إلى الموضوع من دون أن يسميه، فدعا الشباب اللبناني إلى «عدم تكرار ما فعله جيل الشباب من قبل وألا يتورطوا في مغامرات عسكرية خارج لبنان، لأهداف عير متوافق عليها وطنيا». وقال، خلال إطلاق «الوثيقة السياسية الشبابية في لبنان»: «آن الأوان لتخلي الشباب عن العيش بالولاء للآخرين، سواء كان الولاء للأحزاب أو لدولة أخرى، كما أنه لا يجوز أن يهدر الشباب عمرهم ليعلقوا ورقة على الجدار، ولا يمكن أن يطالب الشباب بالكرامة داخل فكر أحادي، لذا يجب التخلص من الخوف».

من ناحيته، أوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب خالد الضاهر لـ«الشرق الأوسط» أمس أن المجموعة «ضمت قرابة 25 شابا، تتراوح أعمارهم بين 18 و20 سنة، يتحدرون من طرابلس، تحديدا من باب التبانة وأبو سمرا وباب الرمل، إضافة إلى آخرين من عكار والضنية»، مشددا على أنهم «لا ينتمون لأي تنظيم سياسي أو حزبي، لكنهم يعرفون بعضهم البعض وقرروا الذهاب من تلقاء أنفسهم».

وأشار الضاهر إلى معلومات عن «مقتل أربعة منهم، واعتقال اثنين، وبينما مصير أربعة منهم لا يزال مجهولا، وصل بقية أفراد المجموعة إلى الجيش السوري الحر»، لافتا إلى أن المجموعة «ذهبت إلى سوريا لمناصرة الشعب السوري والوقوف إلى جانبه في وجه الجرائم التي يرتكبها النظام السوري». وقال إن «إعلان حزب الله موقفه علنيا بدعم النظام السوري وقتاله إلى جانبه، خلق ردود فعل سلبية لدى شريحة واسعة من مناصري ثورة الشعب السوري، وهو ما دفع هؤلاء الشباب المتحمسين للذهاب إلى سوريا»، معتبرا أن «عملهم يشرف أهلهم ومنطقتهم وكل مناصر ومؤيد للشعب السوري في وجه آلة القتل».

ويتزامن مقتل الشبان اللبنانيين مع بث وسائل إعلام لبنانية، ناطقة باسم فريق «8 آذار»، تسجيلات صوتية للنائب في «كتلة المستقبل» عقاب صقر، المقرب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، يتحدث فيها عن تمرير أسلحة للمعارضة السورية. لكن الضاهر شدد على أن «موقف (تيار المستقبل) من ثورة الشعب السوري واضح جدا، بحيث أعلن أنه يقف إلى جانب الشعب في مواجهة النظام إعلاميا وسياسيا ومن خلال المساعدات الإنسانية والتحركات التضامنية. أما في ما يتعلق بموضوع السلاح فموقفه كذلك واضح وما يتم تسريبه عن النائب صقر ربما جاء في إطار المفاوضات لإطلاق سراح اللبنانيين المختطفين في سوريا وكلنا نعلم الجهود التي يقوم بها صقر مكلفا من الرئيس الحريري في هذا السياق». وقال الضاهر إن «صقر سيعلن موقفه في الأيام القليلة المقبلة وسيكون له رد شاف».

وفي سياق متصل، أشار عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل»، النائب الأسبق مصطفى علوش، إلى أن هناك «تضاربا» بشأن أسماء اللبنانيين الذين قتلوا في تلكلخ، ولفت إلى أن «الوضع في سوريا أصبح مفتوحا لتدخل الجميع وهناك أذى كبير قام به النظام السوري تجاه اللبنانيين وبالأخص في طرابلس والشمال»، نافيا نفيا قاطعا وجود «أي اسم من عناصر (تيار المستقبل)، فهناك قرار بعدم المشاركة المباشرة في القتال في سوريا». وشدد على أنه «من المهم ألا نستدرج إلى وضع يريده النظام السوري، وفتح الجبهة هو خدمة لبشار الأسد ويقضي على ما يراد له معنى من استشهاد أبناء المدينة».

وقال عضو «كتلة المستقبل» النائب معين المرعبي إن «عددا من الشبان من أبناء مدينة طرابلس المتحمسين جدا لنصرة أهلهم من الشعب السوري الحر قرروا الذهاب إلى سوريا لمساندة أهلهم هناك وتعرضوا لكمين نصبته لهم القوات النظامية السورية مما أدى إلى مقتل العديد منهم، بينما نجا آخرون».

وأكد، في تصريح لوكالة «كونا»، أن الشبان «لا ينتمون إلى (تيار المستقبل)، وهم غادروا لبنان بطريقة غير منظمة وغير مخطط لها وباستخفاف ولم يكونوا مسلحين ونصب لهم الكمين وهم داخل حافلة لنقل الركاب».

برنامج «سكايب».. الأداة الأكثر إفادة للثوار السوريين رغم خطورتها

ناشط من حمص: يمكنك من خلال البرنامج معرفة كيف يتحرك الجيش أو كيف يمكنك إيقافه

نيوريوك: آمي شوزيك*

في محاولة لإثبات ما يتمتع به الثوار السوريون من تزايد على مستويي التطور والتنظيم، فقد ردوا على قطع الاتصال بالإنترنت على مستوى البلاد بالانتقال إلى تكنولوجيا الأقمار الصناعية من أجل التنسيق داخل البلاد والتواصل مع الناشطين في الخارج. وحينما اختفت خدمة الإنترنت من سوريا يوم الخميس الماضي، ألقى مسؤولو النظام باللوم في البداية على هجمات الثوار، في حين ألقت جماعات الناشطين باللوم على النظام واعتبرت هذا الإغلاق علامة على أن القوات سوف تضيق الخناق بعنف على الثوار.

إلا أن المعارضة التي نجحت في التعامل مع الانقطاعات المنتظمة في الكهرباء لما يزيد على العام، كانت تترقب الإقدام على خطوة إغلاق شركات الإنترنت السورية، وتأهبا لمثل هذه الخطوة قضت شهورا في تهريب معدات الاتصالات مثل أجهزة الهاتف الجوال، والهواتف الجوالة المتصلة بالأقمار الصناعية، إلى داخل البلاد. ويؤكد الناشط البراء عبد الرحمن (27 عاما) من بلدة سقبا، وهي ضاحية فقيرة تقع على مسافة 20 دقيقة خارج دمشق: «نحن مجهزون تجهيزا جيدا للغاية هنا». وأشار إلى أنه على اتصال بخبير في حمص ساعده على توصيل مكتبه و10 مكاتب أخرى مثله داخل دمشق وحولها. وباستخدام هذه الوصلة، يتحدث الناشطون في سقبا مع مقاتلي الثوار عبر برنامج «سكايب»، كما ينقلون إلى الناشطين في الخارج تفاصيل عن الصدامات التي تحدث مع قوات النظام. وقد أظهر تسجيل فيديو الغرفة البسيطة التي يحتمي بها الثوار، و4 بطاريات احتياطية يمكنها تشغيل جهاز كومبيوتر محمول لمدة 8 ساعات، ومولدا تم وضعه فوق شرفة مرتفعة.

ومنذ أشهر، بدأ الثوار الذين يقاتلون من أجل إسقاط الرئيس بشار الأسد في استخدام برنامج «سكايب»، وهو عبارة عن نظام تواصل فردي عبر الإنترنت، في التنظيم والتحدث مع المؤسسات الإخبارية في الخارج ومع الناشطين أيضا. ومنذ بضعة أيام، بعث الناشط جاد اليماني من حمص برسالة إلى المقاتلين الثوار ينبههم فيها إلى تحرك بعض الدبابات باتجاه إحدى نقاط التفتيش التابعة للنظام، كما أخبر المقاتلين الآخرين بذلك كي يتمكنوا من الذهاب ومراقبة نقطة التفتيش هذه. ويقول اليماني: «أنت تعرف من خلال برنامج (سكايب) كيف يتحرك الجيش أو كيف يمكنك إيقافه».

وفي يوم الجمعة الماضي نجح داود سليمان (39 عاما)، وهو عضو في «كتائب أحرار الشام» التابعة للجيش السوري الحر، في التواصل مع أعضاء آخرين بجماعة الثوار التي ينتمي إليها كانوا مرابطين في قاعدة «وادي الضيف» العسكرية التابعة للنظام في محافظة إدلب الواقعة على مقربة من الحدود التركية والتي شهدت معارك ضارية، حيث اتصل ببرنامج «سكايب» عبر خدمة الإنترنت المتصل بالأقمار الصناعية. وذكر سليمان، الذي يعيش في تركيا، أن الجيش السوري الحر توقف منذ أشهر عن استعمال شبكات الهواتف الجوالة والخطوط الأرضية وأصبح يعتمد بالكامل تقريبا على برنامج «سكايب» بدلا منها، مضيفا: «أفراد الكتائب يتواصلون عبر الأجهزة الجوالة». وهذا الأسبوع، أرسل الثوار إعلانا عن طريق برنامج «سكايب» يطالب بإلقاء القبض على رئيس الاستخبارات في إدلب المتهم بقتل 5 من الثوار، وذكرت الرسالة: «سوف تقدم مكافأة مالية كبيرة لأي شخص يحضر رأس ذلك الرجل، وهذا المبلغ تبرع به واحد من إخواننا في الخارج».

وإذا كانت الثورة في كل من تونس ومصر قد اعتبرت «ثورة تويتر»، فإن الثورة في سوريا في طريقها إلى أن تصبح «ثورة سكايب»، فمن أجل الالتفاف حول قطع الاتصال بالإنترنت في جميع أنحاء البلاد تقريبا، قام الثوار بتسليح أنفسهم بالهواتف الجوالة المتصلة بالأقمار الصناعية وأجهزة المودم الهاتفية. وفي كثير من الحالات، يقوم أقارب ومؤيدون يعيشون خارج سوريا بشراء المعدات وتدبير أمر تهريبها إلى الداخل، ويتم ذلك في الغالب عن طريق لبنان وتركيا. وقد سمحت تلك المعدات للثوار بالاستمرار في التواصل معتمدين بالكامل تقريبا على برنامج «سكايب» دون انقطاع يذكر، رغم قطع الاتصال بالإنترنت. ويقول عبد الرحمن: «تماما مثلما استخدم النظام أسلحته ضد الثورة، فإن الناشطين يستخدمون برنامج (سكايب)». وذكر ديفيد كلينش، وهو مدير تحرير في مؤسسة «ستوري فول» (Storyful)، وهي جماعة متخصصة في التحقق مما يتم إرساله على وسائل الإعلام الاجتماعي لحساب المؤسسات الإخبارية مثل صحيفة «نيويورك تايمز» (وقد عمل كلينش مستشارا لشركة «سكايب»): «لم نر أي انقطاع في الطريقة التي يتم بها استخدام برنامج (سكايب)».

وقد امتنع الأسد، الذي كان في الماضي يصور نفسه على أنه رائد الإصلاح وأبو الإنترنت في سوريا، بدرجة كبيرة عن التعرض لخدمة الإنترنت في البلاد طوال الصراع الدائر منذ 20 شهرا مع الثوار، ولكن يبدو أن النظام قد تخلى عن هذه الاستراتيجية يوم الخميس الماضي، حين فقد معظم المواطنين إمكانية الدخول على الإنترنت، وإن كان بعض السوريين ما زال في مقدورهم الاتصال بالإنترنت عن طريق الخدمة الآتية من تركيا. وفي يوم الجمعة الماضي، عزا المسؤولون السوريون هذا الانقطاع إلى مشكلات فنية، إلا أن هذا الانقطاع لا يعدو أن يكون أحدث تكتيك في حرب التكنولوجيا التي يحمى وطيسها أكثر فأكثر في بلدان الربيع العربي. غير أن العديد من خبراء التكنولوجيا حذروا من أن استخدام الثوار في سوريا للإنترنت، حتى أولئك الذين يعتمدون على برنامج «سكايب»، قد يجعلهم مكشوفين ومعرضين للمراقبة من قبل النظام.

 وقد ظهر برنامج «سكايب» عام 2003، وهو يقوم بتشفير كل مكالمة عبر الإنترنت مما يجعل من المستحيل تماما تعقبها، وسرعان ما تحول إلى التكنولوجيا الأثيرة لدى المنظمين العالميين وأعضاء حركات المعارضة في البلدان الشمولية. ورغم أن أسرار التشفير الخاصة ببرنامج «سكايب» لا تزال غامضة، فقد نجح نظام الأسد خلال الأشهر الأخيرة، بمساعدة من إيران في الغالب، في تطوير أدوات لتثبيت برمجيات ضارة على أجهزة الكومبيوتر تسمح للمسؤولين برصد نشاط المستخدم. ويقول رونالد دايبرت، مدير مؤسسة «سيتيزن لاب»، وهي مؤسسة بحثية تابعة لـ«جامعة تورونتو» تتولى رصد قضايا حقوق الإنسان وأمن الإنترنت: «لقد تحول برنامج (سكايب) من كونه الأداة الأوسع استخداما وترويجا من جانب الناشطين الحقوقيين في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى الآن، حينما يسألني الناس فأقول لهم: (بالطبع لا تستعملوه)».

وتقول إيفا غالبيرين من «مؤسسة الحدود الإلكترونية»، وهي جماعة مدافعة عن الحريات المدنية يقع مقرها في سان فرانسيسكو، إن استعمال خدمة الهواتف المتصلة بالأقمار الصناعية في الاتصال ربما يجعل برنامج «سكايب» أكثر خطورة، نظرا إلى أن هذا يزيد من سهولة تعقب موقع المستخدم. وأشارت غالبيرين إلى أن النظام السوري «انتقل من المراقبة السلبية إلى المراقبة الأكثر فعالية التي يقوم فيها بالدخول على أجهزة الكومبيوتر الخاصة بالمنشقين وأفراد المعارضة».

وقد قاد «الجيش الإلكتروني السوري» الموالي للنظام في المقام الأول الرد على هجمات الإنترنت الأولى التي شنها الثوار والمتعاطفون معهم في الخارج، ويقول العديد من الناشطين إنه عند نقاط التفتيش في المناطق التي يسيطر عليها النظام، تقوم قوات الأسد بفحص أجهزة الكومبيوتر المحمولة بحثا عن برامج تسمح للمستخدمين بتجنب برمجيات التجسس التي يطلقها النظام، وفي المقاهي التي يتوافر فيها اتصال بالإنترنت، يقوم مسؤولو النظام بالتحقق من هوية المستخدمين. وقد بدأ الشك يساور الثوار في أن الجهود التي يبذلها النظام قد بدأت تؤتي ثمارها، حيث ذكر ناشط إعلامي في إدلب يدعى محمد أنه تم إعدام مرشد من الثوار كان يتعامل مع النظام في دمشق منذ 6 أشهر بعد أن أرسل تحذيرات إلى الجيش السوري الحر عبر برنامج «سكايب». وقال محمد: «لقد رأيت هذه الواقعة وهي تحدث أمام عيني مباشرة. قمنا بوضع معلومات عنه على برنامج (سكايب) حتى يتم إلقاء القبض عليه وإعدامه». وفي شهر أغسطس (آب) الماضي، لقي ناشط يدعى براء البوشي مصرعه خلال القصف الذي تعرضت له مدينة دمشق.

وصرح متحدث باسم شركة «سكايب»، وهو شايم هاس، بأن المكالمات التي تتم عبر هذه الخدمة بين أجهزة الكومبيوتر والهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة المحمولة يتم تشفيرها أوتوماتيكيا، ولكن تماما كما يمكن أن يتعرض البريد الإلكتروني وخدمة الرسائل الفورية لتهديد برمجيات التجسس وفيروسات «تروجان هورس»، فإن الشيء نفسه يمكن أن يحدث مع برنامج «سكايب». وختم هاس حديثه قائلا: «إنهم يسمعون المحادثة قبل أن يتم تشفيرها. ذلك أمر لا دخل لبرنامج سكايب به على الإطلاق».

* خدمة «نيويورك تايمز»

                      عودة خدمة الإنترنت جزئيا إلى دمشق والمناطق المحيطة بها عقب انقطاع 3 أيام

حملة تضامن على مواقع التواصل الاجتماعي

بيروت: «الشرق الأوسط»

عادت خدمة الإنترنت إلى العاصمة السورية دمشق وعدد من المناطق المحيطة بها مساء أول من أمس، بعد انقطاع لثلاثة أيام، أوقع سوريا في عزلة حقيقية عن العالم الخارجي، حيث قطعت خدمات الإنترنت وتوقفت شبكات الاتصال كافة عن العمل. وأثار الأمر حالة من القلق الدولي وخشية من أن يكون انقطاع الإنترنت مقدمة لخطوات ما يخطط النظام السوري للقيام بها، بعدما جزمت مصادر معنية دولية أن قطع الإنترنت لا يمكن أن يكون ناتجا عن المعارضين نظرا للإمكانات التقنية التي يتطلبها ذلك.

وكان قطع الإنترنت قد أثار مخاوف الناشطين السوريين، لا سيما الموجودين في الخارج بعدما تعذر عليهم الاتصال بعائلاتهم والاطمئنان عليهم في ظل معارك واشتباكات عنيفة في أكثر من منطقة سورية. وفي هذا السياق، قال علي، وهو شاب سوري مقيم منذ فترة طويلة في دولة الإمارات العربية المتحدة، لـ«الشرق الأوسط» قبل عودة خدمة الإنترنت جزئيا: «أحاول الاتصال بعائلتي المقيمة في دمشق، منذ الخميس الماضي، لكن محاولاتي باءت بالفشل»، لافتا إلى أنه يشعر بالقلق على مصير زوجته وأولاده؛ إذ يقع منزله في منطقة القابون التي تشهد اشتباكات متواصلة بين الجيشين الحر والنظامي. وأشار إلى أنه «منذ يوم الخميس لم أحصل على خبر أو معلومة عن عائلتي المحاصرة بالمعارك».

ولم يختلف حال نهى الناشطة المقيمة في السويد عن حال علي، فالشابة الثلاثينية التي تركت والدتها وحيدة في سوريا وغادرت البلاد بعد التضييق الأمني على نشاطاتها عاشت لحظات طويلة من القلق والتوتر. تقول لـ«الشرق الأوسط»: «يصعب تصور الشعور الذي ينتاب المرء حين يعلم أن بلده معزول وكأنه جزيرة نائية، أشعر أنني فقدت أمي ولم يعد يمكنني التواصل معها، أخشى أن تكون ماتت».

وفي حين اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي «العصابات الإرهابية» بضرب خطوط الإنترنت في البلاد، رجح ناشطون معارضون أن يكون النظام السوري هو من يقف وراء هذه الخطوة. يؤكد عماد، أحد منسقي عمليات الاتصال مع الداخل السوري، لـ«الشرق الأوسط»، أن «النظام الحاكم هو المسؤول عن عملية قطع الإنترنت والاتصالات، فالثوار لا يملكون القدرة على قطع كابل الشبكة الافتراضية الذي يمر عبر البحر، والنظام هو عادة من يتحكم بهذا الموضوع». ويلفت عماد، الذي يتخذ إحدى الشقق في بلدة أنطاكيا التركية مقرا له، إلى «أن النظام بدأ يشعر بقرب نهايته مما يدفعه للقيام بخطوات مماثلة»، معتبرا أن «النظام لا يريد للناشطين في سوريا أن ينقلوا (فيديوهات) هزائمه التي تتحقق على يد (الجيش السوري الحر) إلى وسائل الإعلام العالمية والعربية».

وقد تزامن قطع خدمات الإنترنت والاتصالات عن سوريا مع إحراز مجموعات من «الجيش الحر» المقاتلة في العاصمة السورية دمشق تقدما عسكريا ملحوظا؛ إذ وصلت المعارك إلى قرب مطار دمشق الدولي حيث استولت المعارضة المسلحة على الجزء الأكبر من المساحات المحيطة به.

الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية يرجئ تشكيل حكومة انتقالية

أعلن أن مقره في مصر «مؤقت» ومقر الحكومة المؤقتة سيكون جنوب سوريا

القاهرة: أدهم سيف الدين

قرر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية إرجاء تشكيل الحكومة الانتقالية لحين استكمال الاعتراف الدولي به. وصرح مصدر سوري شارك في اجتماعات الائتلاف، أمس، بأن الاجتماعات التي جرت في جلسات مغلقة بالقاهرة على مدى 4 أيام، قررت إرجاء الإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية لحين الحصول على اعتراف دولي كبير بهذا الائتلاف الجديد كممثل شرعي للشعب السوري.

وقال المصدر إن الائتلاف استقر على تشكيل مجلس تنفيذي جديد وهيئة عسكرية بالتشاور مع قادة الجيش الحر، لتوحيد الفصائل المقاتلة تحت مظلة عسكرية واحدة. وأوضح المصدر أن المشاركين في اجتماعات الائتلاف، الذين يمثلون غالبية أطياف المعارضة السورية، اتفقوا على وضع هيكل للائتلاف ونظامه الداخلي ولجانه المختلفة.

وتم تشكيل لجنة إعلامية، ولجنة العضوية، ووحدة الدعم الإنساني، واللجنة القانونية المنوط بها وضع الأسس القانونية المطلوبة لتوثيق الجرائم التي ارتكبها النظام، والسبل القانونية لاستعادة الأموال المنهوبة، واستخدامها في إعادة الإعمار وأعمال الإغاثة.

وأكد المؤتمر أن مقر الإقامة في مصر هو «مؤقت» وليس بدائم، ورجحت سهير الأتاسي أن يكون مقر الحكومة المؤقتة في جنوب سوريا.

وفي جوابه على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما إذا كان الائتلاف الوطني السوري سيوحد قواه في الداخل والخارج، وهو مطلب أميركي للاعتراف بالائتلاف وشرعيته خلال عشرة أيام، وخاصة عندما قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يمكن الاعتراف بالائتلاف في مؤتمر أصدقاء سوريا بمراكش العاصمة المغربية في 12 من هذا الشهر، قال وليد البني الناطق الإعلامي باسم الائتلاف: «هناك جهود جبارة لهذا العمل؛ ليس لرغبة هيلاري كلنتون، بل لأنها ضرورة وطنية، ونعمل على توحيد جميع الجهود في سوريا وخارجها، وأن سوريا بعد السقوط ستكون بمعزل عن الفوضى التي يتوقعها البعض من الدول الغربية».

وقالت سهير الأتاسي نائب رئيس الائتلاف في المؤتمر الصحافي: «نعمل على تأسيس للدعم الإغاثي بمعايير دولية وشفافة، وهذه المؤسسة بدأت فعليا بجمع القوائم لتقدم في مؤتمر مراكش، وستكون نقطة مفصلية؛ لأن المعونات ستقدم للسوريين من دول أصدقاء سوريا».

وأشارت الأتاسي إلى أن الاعترافات الدولية بالائتلاف هي رفع الغطاء الشرعي عن نظام الأسد، وهي نقاط سياسية لصالح المعارضة السورية، وشكرت الدول المعترفة بالائتلاف والدول التي تساهم من أجل الاعتراف بالائتلاف.

وتم إعلان اسم هيثم المالح عضو الائتلاف ورئيس مجلس الأمناء السوري المعارض رئيسا للجنة القانونية، وسهير الأتاسي رئيس وحدة الدعم الإنساني (اللجنة الإغاثية)، وريمة الفليحان للجنة الإعلام، ومروان حجو للجنة العضوية.

كما قال الائتلاف إنه قد يسمح بنشر قوة دولية لحفظ السلام في سوريا إذا تخلى الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه عن السلطة. وردا على سؤال بشأن تصريحات الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي بأن أي وقف لإطلاق النار لا يمكن أن يصمد إلا إذا أشرفت عليه بعثة لحفظ السلام، قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني إن المعارضة قد تقبل بنشر مثل هذه القوة إذا تخلى الأسد عن السلطة أولا.

وتتسم قضية قوات حفظ السلام بحساسية بالغة. ويخشى الكثيرون في المعارضة من أن يؤدي ذلك إلى انقسام البلاد على أساس العرق والدين، ويوفر ملاذا آمنا لأنصار الأسد في منطقة قريبة من البحر المتوسط، حيث يعيش الكثير من أبناء طائفته العلوية التي تمثل أقلية.

وقال البني إن الائتلاف مستعد للنظر في أي اقتراح إذا رحل الأسد وحلفاؤه، بمن فيهم كبار الضباط في الجيش وأجهزة الأمن.

الثوار السوريون يؤكدون امتلاكهم عدداً كافياً من صواريخ أرض ـ جو غنموها من النظام

                                            يؤكد الثوار السوريون أنهم باتوا يمتلكون عددا كافيا من صواريخ ارض ـ جو لمواجهة غارات الطيران على مواقعهم وعلى المناطق المدنية، ويشيرون الى ان تلك الصواريخ غنموها من النظام.

ويقول المقاتل في صفوف “الجيش الحر” في كتيبة احرار دارة عزة أبو عمر، الذي أسقط في اقل من 24 ساعة، مروحية وطائرة حربية تابعتين للقوات النظام مستخدما صاروخين ارض جو من نوع “اس أ 16″، إن المقاتلين المعارضين حصلوا على الصواريخ من الفوج 46 الذي سيطروا عليه قبل نحو اسبوعين، وهو قاعدة كبيرة للقوات النظامية في شمال غرب سوريا.

ويشير الى ان المقاتلين “يملكون ما يكفي (من الصواريخ المضادة للطيران) لاسقاط كل طائرات الجيش السوري (النظامي)”. ويضيف “بتنا مستعدين 24 ساعة على 24. سنفرض بانفسنا منطقة حظر طيران من دون اي مساعدة من الدول الغربية”. ومنذ ذلك الحين، لم يسجل تحليق او قصف لأي طائرة مروحية او مقاتلة في المنطقة المحيطة بكتيبة الشيخ سليمان.

ويرى محللون ان تمكن المقاتلين المعارضين من اسقاط طائرات حربية ومروحية باستخدام صواريخ ارض جو، يشكل نقطة تحول في النزاع ضد نظام الرئيس بشار الاسد الذي يعتمد على التفوق الجوي لقواته.

واشارت مصادر متعددة في اوساط المقاتلين المعارضين الى ان هؤلاء حصلوا على الصواريخ المضادة للطائرات بعد سيطرتهم على الفوج 46. بينما قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان “الثوار تلقوا اخيرا عشرات الصواريخ من طراز ارض جو” من دون ان يحدد نوعها.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية عن مسؤولين استخباراتيين غربيين وشرق اوسطيين قولهم ان المقاتلين باتوا يملكون اربعين صاروخا مضادا للطائرات تسلموها حديثا من قطر.

وطور صاروخ “اس أ 16 غيمليت” خلال الثمانينات من القرن الماضي، ويبلغ مداه الاقصى 5 كلم، وحدود فعاليته على ارتفاع ثلاثة آلاف و500 متر. ويطلق من على كتف حامله، ويتمتع بنظام توجيه بصري وبالاشعة ما دون الحمراء.

ويؤكد ابو عمر ان مقاتلين آخرين يتدربون حاليا على سبل استخدام هذه الصواريخ. ويضيف طالب الجغرافيا السابق هذا الذي بات يعد بطلا وسط رفاق السلاح، ان “المنطقة المحددة حيث تنشر فيها تبقى سرية، وحتى انا لا اعرفها”.

يتابع “ما يمكنني قوله هو ان هذه الصواريخ في مكان آمن تحت سيطرة الجيش الحر”. ويضيف “لا داعي لان يقلق الغربيون من وصول هذه الصواريخ الى الايدي الخطأ. لن يتمكن فصيل آخر من شرائها او الحصول عليها بالقوة”.

وتفرض سبع من كتائب المقاتلين المعارضين، بعضها ذات توجه اسلامي، حصارا على كتيبة الشيخ سليمان، علما ان عددا من هؤلاء المقاتلين هم اجانب.

في موسكو، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس، خلال لقائه بنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، عن قلق بلاده من اكتساب النزاع في سوريا بعداً طائفياً واضحاً.

وذكرت قناة “روسيا اليوم” أن وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان لها، إنه تم بحث الوضع في سوريا والخطوات المحتملة لإطلاق التسوية السياسية الدبلوماسية للنزاع .

وقالت الوزارة إن غاتيلوف أعرب عن قلقه البالغ من تصاعد الوضع في سوريا الذي يسفر عن ارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين وتدهور الوضع الإنساني وتدمير البنية التحتية والتراث الثقافي والتاريخي في سوريا ويقلق روسيا بصورة خاصة اكتساب النزاع بعداً طائفياً واضحاً .

وحذّر غاتيلوف من أن زيادة نشاط تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة القريبة منها أيديولوجياً، يزيد من حدة الوضع.

وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أنه تم التشديد على عدم وجود بديل للتسوية السلمية لمجموع مشكلات التطور المستقبلي لسوريا. وأضافت أنه يجب أن تكون التفاهمات التي تمت الموافقة عليها بالإجماع في اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف في 30 حزيران، أساساً لذلك، وهي تنص على ضرورة تسوية الأزمة الداخلية في سوريا في إطار حوار وطني على نطاق واسع من دون تدخل خارجي وفرض أية وصفات للتطور.

وجاء في بيان الوزارة أنه تم إبداء الرأي المشترك الذي مفاده أن المهمة الرئيسية في هذه المرحلة هي الوقف الفوري للعنف وإراقة الدماء وبدء مفاوضات موضوعية حول نظام الدولة المستقبلي لسوريا .

وورد في البيان أن روسيا ستواصل عملها مع الحكومة السورية وحركات المعارضة بهدف تجاوز سياسي للنزاع في سوريا .

وفي بغداد، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، إنه ليس بمقدور بلاده تفتيش كل الطائرات المتجهة إلى سوريا. وأوضح خلال مؤتمر صحافي عقده بمبنى مجلس الوزراء في بغداد اليوم، إنه لا توجد قدرة لدى العراق على تفتيش كل الطائرات الذاهبة الى سوريا. وأضاف نحن نلتزم بتطبيق الدستور الذي يقر بمنع مرور السلاح عبر الأراضي العراقية.

وقال المالكي نحن نلتزم بالحصار العسكري الذي فُرض على سوريا، لكن على الدول الأخرى أن تلتزم أيضاً ، مشدداً على ضرورة أن لا تدعم بعض الدول، التي لم يسمها، المعارضة السورية بأسلحة نوعية.

(أ ف ب، يو بي أي)

جيش الحر أسقط ثلاث طائرات للنظام

اشتباكات وانقطاع الكهرباء عن مطار دمشق

                                            قال ناشطون سوريون إن انفجارات وقعت عند الجسر الخامس على طريق دمشق الدولي، وإن حريقا نشب في المنطقة وأدى لانقطاع الكهرباء عن المطار. كما أفادوا بأن الجيش الحر أسقط ثلاث طائرات تابعة للنظام إحداها قرب المطار، في حين وثقت مصاد حقوقية سورية سقوط 161 قتيلا أمس السبت معظمهم في دمشق وريفها وحلب.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن انفجارات واشتباكات عنيفة وقعت بين جيش النظام والجيش الحر عند الجسر الخامس على طريق مطار دمشق الدولي، مشيرة إلى أن حريقا نشب في المنطقة، حيث تصاعدت أعمدة الدخان وأدى الحريق لانقطاع الكهرباء عن المطار.

من جهتها قالت شبكة شام الإخبارية إن قوات النظام تقصف بالمدفعية والهاون حي العسالي بدمشق، وسمع دوي انفجار في منطقة عش الورور بحي برزة، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء دمشق الجنوبية وجوبر وبساتين كفرسوسة، كما شن جيش النظام حملة دهم واعتقالات في أحياء الشاغور والمهاجرين.

وفي ريف دمشق قصف الطيران الحربي مدن وبلدات بيت سحم والذيابية وأشرفية صحنايا وداريا ببيلا ويلدا وعقربا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات وسقبا جسرين وبساتين قطنا وحمورية ومعضمية الشام.

إسقاط طائرات

في الأثناء بث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت قالوا إنها لعمليات إسقاط طائرات تابعة لقوات النظام السوري على يد عناصر من الجيش الحر في أكثر من منطقة بالبلاد.

وأوضح النشطاء أن ثلاث مقاتلات سورية سقطت في منطقة معرة النعمان في ريف محافظة إدلب (شمال) وفي ريف حماة (وسط) وفي ريف العاصمة السورية دمشق قرب المطار. ولم يصدر تعليق عن النظام السوري بعد.

رغم تأكيد السلطات الحكومية انتهاء المعارك قرب المطار، نقل ناشطون عن الجيش الحر قوله إنه بات يسيطر على الفوج “35” (قوات خاصة) الواقع على طريق المطار.

عودة الإنترنت

في غضون ذلك قال سكان إن خدمة الإنترنت عادت إلى العاصمة السورية دمشق السبت بعد انقطاع استمر يومين. وقال خبراء إنه من المرجح إلى حد بعيد أن يكون من فعل السلطات السورية.

وكانت اتهامات وجهت من قبل إلى حكومة الرئيس بشار الأسد بقطع الإنترنت والاتصالات الهاتفية لمنع اتصالات نشطاء المعارضة والمسلحين أثناء الانتفاضة المستمرة منذ عشرين شهرا.

وفي أنحاء أخرى من سوريا قال الجيش الحر إن قوات النظام شنت قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على قرى ناحية ربيعة الخضرا والحلوة ونصيبين ومرج الزاوية في ريف اللاذقية، في حين بلغ عدد القتلى نحو سبعين.

وفي حمص وسط البلاد نشبت مواجهات بين الجيشين الحر والنظامي في حي باب هود بالمدينة، بينما قصفت قوات النظام بالهاون مدينة القصير بريف حمص.

من جهتها قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام قصفت حي بستان الباشا في مدينة حلب. أما مدينة حماة فقد شهدت إضرابا عاما في عدد من أحيائها وأسواقها، احتجاجا على الحملة العسكرية التي يشنها النظام على المدن السورية.

وفي حلب، أفاد مراسل الجزيرة بأن عدة أحياء تعرضت لقصف طيران جيش النظام، وأن عددا من القتلى سقطوا في هذا القصف. ففي حي أنصاري الشرق وقع ما لا يقل عن 25 قتيلا، بينهم عشرة أطفال، حسب شهادات الذين شاركوا في انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض.

وتعرضت مدن وقرى محافظة دير الزور لقصف بالطائرات والمدفعية منذ صباح السبت. وأفاد ناشطون بتعرض أحياء الجبيلة والحميدية والشيخ ياسين في مدينة دير الزور لقصف مدفعي وسط تحليق للطائرات. كما قصفت الطائرات الحربية مدينة الميادين الواقعة في ريف المحافظة.

قتلى

من جهة أخرى وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 161 قتيلا أمس السبت في مختلف المحافظات السورية معظمهم في دمشق وريفها وحلب، بينهم 17 طفلا و14 سيدة.

وقالت إن عدد القتلى بلغ 57 في دمشق وريفها، و40 في حلب، و22 في إدلب، و12 في دير الزور، و12 في درعا، و8 في الرقة، و8 في حمص و2 في الرقة.

في غضون ذلك، عادت قوات النظام إلى حقل نفطي في محافظة دير الزور في شرقي البلاد كانت انسحبت منه مساء الخميس، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.

ونقل المرصد عن ناشطين في دير الزور قولهم إن قوات النظام عادت وتموضعت في حقل العمر النفطي، مشيرا إلى أن قوامها يبلغ نحو 150 جنديا معززين بآليات ثقيلة. وكان المرصد أفاد بأن جيش النظام انسحب الخميس من هذا الحقل الذي يعد آخر مركز تواجد لها شرق مدينة دير الزور.

وكانت قوات النظام فقدت السيطرة على “معمل وحقل غاز كونوكو في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، حسب المرصد الذي أشار إلى انشقاق 45 عسكريا منه. كما فقدت هذه القوات السيطرة على حقل الجفرة في 18 نوفمبر/تشرين الثاني في معركة قتل فيها أكثر من خمسين شخصا، حسب المرصد الذي أوضح أن قوات النظام “لا تزال تسيطر على حقول نفط التيم والمزرعة والخراطة والمهاش والبشري في الريف الغربي لمدينة دير الزور”.

المعارضة قد تسمح بقوة سلام إذا رحل الأسد

                                            قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إنه قد يسمح بنشر قوة دولية لحفظ السلام في سوريا إذا تخلى الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه عن السلطة. وفيما كشف قيادي كردي عن تقديم مقترح لاعتماد نظام اتحادي فدرالي في سوريا ما بعد الأسد.

وردا على سؤال بشأن تصريحات المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي بأن أي وقف لإطلاق النار لا يمكن أن يصمد إلا إذا أشرفت عليه بعثة لحفظ السلام، قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني إن المعارضة قد تقبل نشر مثل هذه القوة إذا تخلى الأسد عن السلطة أولا.

وقال البني في مؤتمر صحفي عقد في ختام أول اجتماع لائتلاف المعارضة بكامل أعضائه الستين في القاهرة، إن الائتلاف مستعد للنظر في أي اقتراح إذا رحل الأسد وحلفاؤه بمن فيهم كبار الضباط في الجيش وأجهزة الأمن، وأضاف أنه إذا تحقق هذا الشرط أولا فإن الائتلاف يمكن أن يبدأ في مناقشة أي شيء، مشيرا إلى أنه لن تكون هناك أي عملية سياسية حتى ترحل الأسرة الحاكمة وأولئك الذي يعاونون النظام.

وطالب كل من يطرح خطة سياسية أن يعلم أنه بعد مقتل خمسين ألف شخص وإصابة مائتي ألف آخرين ونزوح خمسة ملايين عن ديارهم، لن يقبل السوريون ببقاء من قمعوهم وقتلوهم طيلة الأعوام الخمسين الماضية في أماكنهم.

وقد أقر الائتلاف الوطني في ختام اجتماعاته التي استمرت ثلاثة أيام في القاهرة، أقر آلية تشكيل الحكومة المؤقتة واختيار رئيس الحكومة وأعضائها على أن يُستكمل النقاش حول تشكيلها في اجتماع لاحق. وقالت سهير الأتاسينائبة رئيس الائتلاف في مؤتمر صحفي أنه سيتم تشكيل لجنة قانونية لملاحقة عناصر النظام السوري قضائيا على الجرائم التي ارتكبها.

من جانب آخر كشف سكرتير الحزب اليساري الديمقراطي الكردي السوري محمد صالح كدو عن اتفاق جميع الأحزاب الكردية في سوريا على أن يكون نظام الحكم ما بعد بشار الأسد اتحاديا فدراليا يضمن جميع حقوق مكونات الشعب السوري.

وقال كدو لوكالة الأنباء الألمانية إن الأحزاب الكردية السورية المعارضة اتفقت على ضرورة حماية المناطق الكردية من قبل قوة عسكرية باسم “يبكا” أي قوات حماية الشعب. وذكر أن هذه الاتفاقية الكردية سوف تطرح على الائتلاف الوطني السوري المعارض.

موقف فعال

من جهة أخرى قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن الأزمة السورية بحاجة لموقف واضح وفعال أكثر من الحاجة لمبادرات جديدة.

وشجع أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عقد في نهاية أعمال المنتدى العربي التركي في إسطنبول، نظراءه العرب على التعاون من أجل وضع حد “لمذبحة الشعب السوري”، متحدثا عن “اختبار ضمير ليس للمسلمين والعرب فقط وإنما للمجتمع الدولي كله”.

أما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي فاعتبر أن التغيير في الأزمة السورية لن يحدث إلا عندما يتحرك مجلس الأمن، وهو الأمر الذي لم يحدث للآن. وأكد عدم رغبة الإبراهيمي بتكرار نفس السيناريوهات السابقة التي قام بها من تقديم مقترحات يوافق عليها النظام السوري ثم لا تنفذ.

انتقاد روسي

في المقابل اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية بمحاولة نشرالديمقراطية في الخارج “بالحديد والدم”، مدافعا عن رفض موسكو الانضمام إلى الدول المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد عن الحكم.

واعتبر لافروف أمام اجتماع لمجلس الأمن والشؤون الخارجية أن “دفع الديمقراطية بالحديد والدم لا ينجح.. وفي معظم الحالات يؤدي ذلك إلى نتيجة عكسية ويقود إلى تقوية شوكة المتطرفين والقوى القمعية ويقلل من فرص التغيير الديمقراطي الحقيقي”.

بدوره قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي عقب اجتماعه مع فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن الموقف ازداد سوءا بسبب “الزيادة الحادة في أنشطة المنظمات الإرهابية”. وأكد غاتيلوف على مخاوف روسيا من أن الصراع “يهيمن عليه عنصر ديني صريح”.

إدلب تستعد لمرحلة ما بعد الأسد

                                             حسين جلعاد-الحدود السورية التركية

انتخب ممثلون عن محافظة إدلب أعضاء الأمانة العامة لمجلس مدينة إدلب المؤقت، وذلك استعدادا لمرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد وفق الثوار والناشطين. وسيعمد هذا المجلس إلى تنظيم شؤون المدينة لمدة شهرين على أن يصار إلى انتخاب مجلس دائم لاحقا.

وعقد ما يزيد عن مائتي عضو يمثلون سكان مدينة إدلب مؤتمرا في إحدى المناطق على الحدود السورية التركية تداولوا فيه شؤون تنظيم مدينتهم “في ظل انهيار النظام” وقرب “تحريرها من قوات الأسد” حسب ما يؤكد المجتمعون.

وجاء انتخاب 25 عضوا للأمانة العامة للمجلس ثمرة مداولات استمرت أربعة أيام جرى فيها الاتفاق على الخطوط العريضة للهيئات والمكاتب الخدمية التي ستتولى تنظيم الشؤون المدنية والعسكرية والأمنية للمدينة.

وستعمد الأمانة العامة إلى انتخاب 11 عضوا من بين صفوفها يشكلون المكتب التنفيذي لمجلس إدلب يكون بمثابة القيادة اليومية للمدينة، على أن يقوم هذا المكتب بالتشاور مع الأمانة العامة لتشكيل الهيئات القيادية التي سترعى شؤون السكان.

هيئات العمل

ووفق مسودة النظام الداخلي للمجلس فإن مكاتب القيادة والخدمات ستكون على النحو التالي: المكتب السياسي، المكتب الأمني، مكتب الارتباط العسكري، المكتب القضائي والشرعي، مكتب القطاع النسائي، مكتب الإغاثة، مكتب إعادة الإعمار، المكتب المالي، مكتب رعاية الشؤون الطبية، ومكتبان للإعلام والشؤون الإدارية.

وقد أعلنت لجنة تنظيم المؤتمر خلال المداولات أن مهمة تشكيل المكتبين الأمني والعسكري ستتولاها ألوية الجيش السوري الحر المقاتلة في الميدان.

ويؤكد الناشطون هنا أن “تحرير” مدينة إدلب مسألة وقت، وأن “أيام الاحتلال الأسدي باتت معدودة” وفق ما قال عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدكتور أنس السيد عيسى.

وشدد عيسى خلال كلمته الافتتاحية على أن سوريا “تحتاج إلى إعادة إعمار بعد أن خربتها يد الطاغية”، داعيا الحضور إلى التسامي عن الخلافات الجانبية “وتقديم صورة مشرقة لمرحلة ما بعد الأسد”.

النظام الداخلي

وجرى خلال المؤتمر توزيع مسودة النظام الداخلي لمجلس مدينة إدلب المؤقت على أن تحال إلى لجنة حقوقية تدرسها ثم ترفعها مجددا إلى الهيئة العامة للمؤتمر لإقرارها واعتمادها.

وقال عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر طريف السيد عيسى إنه بعد انهيار مقومات نظام الأسد لا بد من وجود سلطة محلية في المدينة تنظم شؤون الناس. وردا على سؤال للجزيرة نت عن أن إدلب لا تزال تحت سيطرة النظام، قال السيد عيسى “إن شاء الله سوف تحرر قريبا”.

ولفت عضو اللجنة التنظيمية إلى أن أعضاء المؤتمر يمثلون التركيبة السكانية والتيارات السياسية للمدينة علاوة على أن الكتائب العسكرية للجيش الحر ممثلة أيضا. أما عن التمويل المالي فقال إنه يأتي من جهات دولية عدة تدعم الشعب السوري.

 صوت المدينة

من ناحيته قال عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر المهندس مازن عرجا إن المؤتمر جهد خاص بأهل مدينة إدلب ولا علاقة له بـالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في الخارج، وأضاف “أهالي إدلب يشكلون المجلس لإيصال صوتهم إلى الائتلاف الوطني والجهات السياسية الدولية”.

وشدد عرجا على أن الغاية من تشكيل المجلس هو تنظيم أعمال الإغاثة والمساعدة الطبية وتوحيد العمل العسكري والأمني لحماية المدينة من اللصوص والانتهازيين.

وعن معلومات ترددت هنا بشأن حضور دبلوماسيين أوروبيين للاطلاع على نتائج المؤتمر، قال المهندس عرجا ” نحن لم ندع أحدا، لكن الفرنسيين علموا بالاجتماع وحضروا. لا مانع لدينا من حضور الدبلوماسيين الأجانب والعرب”.

وينشط ثوار الداخل السوري هذه الأيام في تشكيل مجالس الإدارة المحلية لتنظيم شؤون الحياة اليومية للمناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش السوري الحر.

ويأتي ذلك في حين ينشط في الخارج ممثلو الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة لبحث تشكيل حكومة مؤقتة تمثل السوريين وتقود مرحلة ما بعد الأسد.

مقتل صحفي سوري تحت الأنقاض بعد أن ودع أمه برسالة

محمد قريطم من أبرز المطلوبين للأمن السوري لنشاطه بالحراك السلمي في داريا

دمشق- جفرا بهاء

قتل قبل يومين الصحفي السوري والناشط السلمي، محمد قريطم، في مدينة داريا بريف دمشق تحت القصف من قبل طائرات نظام الأسد.

وإن كان قريطم معروفاً منذ بداية الثورة، نظراً لاعتقاله أكثر من مرة، فإنه لم يخرج من سوريا وإنما عمل على تنظيم الحراك السلمي في مدينته داريا، التي تعرضت لأعنف قصف في ريف دمشق، وبات الدمار عنوان المدينة بدلاً من الحياة.

وتبدو أفكار الحراك السلمي في داريا مبتكرة وغريبة، وقريطم واحد من رواد هذا الحراك، إذ إنه واحد من مؤسسي مجلة “عنب بلدي” السورية، كما أنه كان من أبرز مبتكري المظاهرة الأغرب “مظاهرة الفزاعات” التي أرعبت رجال الأمن السوري في شهر يوليو/تموز الماضي.

حيث قام شباب داريا حينها بتحضير عدد من الفزاعات على شكل جسم الإنسان وألبسوها ثياباً متنوعة ظهرت بها الفزاعات كأشخاصٍ في أعمار مختلفة، وتم لصق شعارات متعددة على هذه الفزاعات، فبدتْ كلُ فزاعةٍ كمتظاهرٍ في قلب المظاهرة.

ووضعت الفزاعات وسط المدينة في ساحة تربة المدينة، وفي صباح اليوم التالي دخل موكب الأمن مدينة داريا، ووصل إلى ساحة التربة ليفاجأ بوجود الفزاعات هناك، فما كان منه إلا أن بدأ بإطلاق النار الكثيف عليها لتخريبها وتكسيرها، ليقوم الشباب بعد ذلك من جديد بإعادة ما تبقى «حيّاً» من الفزاعات إلى مكانها لتتابع ما سماه قريطم حينها “نشاطها الثوري”.

ودع أمه برسالة

أرسل محمد قريطم، الأب لطفلين، رسالة لأمه ودعها فيها، وطلب رضاها، ولكنه ودعها لشعوره بأنه سيعتقل، ولكنه لم يدر أنه سيقتل وسيغيب إلى الأبد: “أنا على قناعة تامة بأنني سأسجن الآن، وسأحرم من حرارة الشمس ووضوح النهار وضوء القمر، قد أذل اليوم من أجل ألا يذل أحد أبداً، سأقف خلف القضبان فلا يقف أحد خلفها، سأخاطر بحريتي فلا يسجن أحد بعد اليوم.. أعينيني أمي بدعائك، فقد اخترت حريتي وحريتكم”.

داريا تتحول لمدينة أشباح وقصف النظام يطال 11 مسجدا

الناشطون أعلنوها مدينة منكوبة ولا تزال بعض الجثث تحت الأنقاض

دمشق- جفرا بهاء

أعلنت مدينة داريا في ريف دمشق “مدينة منكوبة” عدة مرات خلال الشهر الماضي، كما تواصل القصف الشديد عليها بحيث إن المراقب يشعر أن ثمة ثأراً شخصياً بين المدينة وبين نظام الأسد، وربما تكون حمص هي المدينة الوحيدة التي نالت من العقاب والقصف أكثر من داريا.

وإن كان الثأر الشخصي لا يبدو بعيداً عن طريقة تفكير نظام الأسد، فإن قرب المدينة من دمشق يجعل السيطرة عليها ضرورية من وجهة نظر النظام، إذ إن بقاءها خارج السيطرة مع جارتها “المعضمية” يجعل العاصمة مكشوفة الخاصرة، خصوصاً أن داريا والمعضمية تعدان من المدن الكبيرة التابعة لمحافظة ريف دمشق، وكثرة موتى المدينتين جعلت من الناس كتلة من نار لاهبة، فكلما زاد دم أبنائها زادت اشتعالاً ورغبة بإسقاط النظام.

وتبدو المدينة الآن أشبه بمدينة الأشباح، فالدمار الذي أحدثه القصف عليها سوّى أبنيتها بالأرض، ولم يستثنِ ذلك القصف مساجد المدينة، إذ تم قصف 11 مسجداً في المدينة، ما أدى إلى دمارها كلياً أو جزئياً، ويأتي مسجد حزقيل والمنبر والتوبة وعثمان بين عفان والخلفاء الراشدين ضمن قائمة المساجد التي تعرضت لانتقام النظام من المدينة التي تحدّت الأسد منذ بداية الثورة في سوريا.

تدهور الحالة الإنسانية

وتغرق المدينة في انقطاع كامل للخدمات الأساسية والمواد الغذائية والطبية. كما يعاني معظم أهالي داريا الذين نزحوا منها من ظروف معيشية بالغة السوء في الجو البارد وفي ظل نقص مستلزمات المعيشة من بطانيات وألبسة ومحروقات، إضافة إلى نقص المواد الغذائية والطبية.

ولكثرة قتلى المدينة وسحب الكثير منها تحت الأنقاض، فإن نداءات استغاثة خرجت أكثر من مرة من ناشطين داخل سوريا وخارجها لوقف الحملة العسكرية على المدينة دون أن يكون لتلك النداءات صدى حقيقي وفعال.

وقبل يومين، ومع استمرار الحملة، سجل يوم الخميس 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اليوم الثاني والعشرين الذي يعد الأكثر شراسة منذ بدء الحملة، حيث استمر النظام في استخدام راجمات الصواريخ وطائرات الميغ في قصف المدينة، ما خلف دماراً كبيراً في المدينة وأدى إلى استشهاد ستة أشخاص.

وقتل من عائلة زيادة وحدها ثلاثة أطفال مع جدهم.

حكايا القتل والدمار في سوريا لا تنتهي، وتنتقل عدوى الموت ما بين المدن وكأنها عشقت هذه الأرض، وتبدو داريا القريبة من دمشق حاملة لأسى الريف الدمشقي، خاسرة أبناءها يوماً بعد آخر، ومصرة على كتابة “الله أكبر” على بقايا جدرانها المدمرة.

اشتباكات عند الجسر الخامس على طريق مطار دمشق

أعلن الائتلاف الوطني السوري تشكيل حكومة مؤقتة خلال أسبوعين

العربية نت

قالت “الهيئة العامة للثورة السورية”، إن انفجارات واشتباكات عنيفة دارت عند الجسر الخامس على طريق مطار دمشق الدولي.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بمقتل مئة وخمسة وستين شخصاً، بينهم تسعة أطفال وست سيدات.

ووثقت اللجان مئتين وستاً وستين نقطة قصف، بينها إحدى وعشرون نقطة تعرضت لقصف بالطيران الحربي، كان أعنفها على ريف دمشق. كما اشتبك الجيش السوري الحر مع قوات النظام في مئة وتسع وثلاثين نقطة.

وأفادت “سانا الثورة” بأن الجيش الحر تمكن من إسقاط طائرة حربية من نوع “ميغ” على طريق مطار دمشق الدولي.

هذا وتجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على حي التضامن وأحياء دمشق الجنوبية وجوبر وبساتين كفرسوسة.

كما شنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في أحياء الشاغور والمهاجرين،

أما في ريف دمشق فقد قصف الطيران الحربي مدن وبلدات بيت سحم والذيابية وأشرفية صحنايا وداريا وببيلا ويلدا وعقربا، وعدة مناطق بالغوطة الشرقية.

وتعزز كتائب من الجيش الحر في بلدة عقربا بريف دمشق من عتادها وعددها تحضيراً للتوجه إلى طريق المطار.

وأكد مقاتلو لواء الإسلام، التابع للجيش الحر، أنهم سينقلون الحرب إلى دمشق، آخر معاقل النظام،حسب تعبيرهم. ولتحقيق هدفهم يستهدف مقاتلو اللواء مواقع النظام المحيطة بالعاصمة.

وفي سياق مختلف، أعلن الائتلاف الوطني السوري في ختام اجتماعاته في القاهرة أن الحكومة السورية المؤقتة ستتشكل في أقرب وقت ممكن، وربما خلال أسبوعين، وأكد المكتب الإعلامي في الائتلاف أن هذه الحكومة ستكون مصغرة، وتضم من ثمانية إلى عشرة وزراء.

وقال وليد البني، المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري، إن الائتلاف مستعد للنظر في أي اقتراح بما في ذلك نشر قوة دولية لحفظ السلام في سوريا إذا تخلى الأسد وحلفاؤه عن السلطة.

تجدد الاشتباكات في محيط مطار دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت لجان التنسيق المعارضة المحلية أن التيار الكهربائي انقطع، صباح الأحد، عن مبنى مطار دمشق الدولي، مع تجدد الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي على طريق المطار، بينما قتل 21 شخصا في أعمال عنف متفرقة، بينهم 10 قتلى سقطوا في قصف على بلدة دير العصافير في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وأضافت اللجان أن اشتباكات وصفتها بالعنيفة اندلعت على طريق المطار ترافقت مع سماع دوي انفجارات، في حين شهد عدد من أحياء العاصمة السورية قصفا من قبل الطيران الحربي، كان أعنفها على جوبر وبرزة.

وتجددت المعارك في محيط المطار بعد أيام من وقوع اشتباكات قرب مناطق عقربا وببيلا على المشارف الجنوبية الشرقية لدمشق المؤدية الى المطار الدولي، ما أدى الى إغلاق طريق المطار، ودفع وزارة الإعلام، السبت، إلى التأكيد أن المطار لم يغلق وأن الطريق المؤدية إليه آمنة.

وقالت مصادر المعارضة إن الطيران الحربي شن طلعات جوية على أطراف طريق مطار دمشق الدولي بالغوطة الشرقية بريف دمشق بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في تلك المنطقة بين الجيشين الحر والحكومي.

وذكرت شبكة شام أن القوات الحكومية قصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ قرية محمبل والقرى المجاورة لها في ريف إدلب وسط اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والحكومي في محيط حاجزي المعصرة و سنغرة و على الطريق العام بين أريحا وجسر الشعور.

وفي شرقي البلاد، شنت الطائرات المقاتلة قصفاً جوياً على مدينة دير الزور وسط اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والحكومي ي حي الجبيلة.

في غضون ذلك، ذكر ناشطون أن “طيران الميغ الحربي” شن غارات على “مدينة داريا بريف دمشق بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف أحياء المدينة، كما شهد العديد من بلدات ومدن الغوطة الشرقية قصفا مصدره كتيبة الدفاع الجوي التابعة للواء 55.

وأفادت الشبكة السورية بتعرض مسجد حران العواميد في الغوطة الذي شيد قبل أكثر من “1000 عام” لقصف مركز من قبل دبابات الجيش الحكومي ومدفعيته.

كما شهدت مناطق سورية أخرى أعمال عنف ترافقت مع اشتباكات بين مسلحي المعارضة والقوى الحكومية، واستمر القصف العنيف على أحياء حلب، وسط اشتباكات عنيفة تدور في أرجاء حي الصاخور ومحاولات الجيش السوري لاقتحامه.

في حماة، نقل ناشطون أنباء عن انفجار ضخم هز حي القصور بالقرب من مقر الحزب الجديد، في حين نقلت مواقع المعارضة أخبارا عن قصف بالصواريخ على قرى شمال حمص.

صواريخ متطورة للحر

على صعيد آخر، كشفت معلومات صحفية عن حصول الجيش السوري الحر قبل عدة اسابيع على صواريخ متطورة من طراز “إي.آس 24” مضادة للطائرات، بالإضافة إلى صواريخ أخرى استولى عليها من مخازن الفوج الـ46 بعد سيطرته على مراكز تجمعه غربي مدينة حلب.

وتزامن الكشف عن هذه المعلومات مع ارتفاع في اعداد الطائرات المقاتلة التي نجح الجيش الحر في إسقاطها أخيرا، وأبرزها سقوط طائرة من طراز ميغ بالقرب من قرية دارة عزه السورية المتاخمة للحدود التركية بصاروخ أرض جو.

وتمثل هذه العملية تحولا في مسار المواجهات العسكرية بين الجيش الحكومي ومقاتلي المعارضة السورية، فهي أول طائرة مقاتلة تسقط بصاروخ أرض جو، وكان سبقها قبل يوم اسقاط مروحية للجيش في المنطقة نفسها وبصاروخ مماثل.

ويرى بعض الخبراء العسكريين أن سوء الأحوال الجوية في فصل الشتاء والصواريخ المضادة للطائرات التي أصبحت بيد الجيش الحر سيؤديان إلى تحييد سلاح الجو السوري من المعركة. ما يؤدي إلى فقدان القوات الحكومية أقوى وسائلها القتالية، في وقت بدأت المواجهات البرية تلهب أحياء العاصمة دمشق ومطارها الدولي.

غوغل تتيح للسوريين “التغريد” بدون إنترنت

سكاي نيوز عربية- أبوظبي

أعلنت شركتا غوغل وتويتر عن تفعيل خدمة تتيح للسوريين التغريد على تويتر برسائل صوتية دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت وبالاعتماد على الهواتف الأرضية أو الجوالة.

وتأتي هذه الخدمة في محاولة من الشركتين لتوفير القدرة للسوريين على نشر أخبار الحرب الدائرة في البلاد إذا قامت الحكومة بقطع الاتصال بالإنترنت مثلما حدث في الأيام الثلاثة الماضية قبل أن تعمل شبكة الإنترنت مجددا في البلاد السبت.

ويمكن الاعتماد على خدمة “Speak To Tweet” من خلال الاتصال بأرقام دولية وترك رسائل صوتية تنشر بشكل تلقائي على موقع تويتر ويمكن للجميع الاستماع إليها عبر موقع تويتر twitter.com/speak2tweet أو عبر الاتصال على ذات الأرقام.

وكانت الشركتان وفرتا هذه الخدمة سابقا في فبراير 2011 في مصر أثناء ثورة 25 يناير عندما أقدم نظام الرئيس السابق حسني مبارك على قطع الإنترنت.

يذكر أن الأرقام التي يمكن الاستفادة من الخدمة عبرها مجانية وهي  00902123391447 أو 00302111982716 أو 00390662207294 أو 0016504194196.

مصادر لـ آكي: معركة دمشق تسير ببطء والطرفان مازالا يحشدان لها

استانبول (1 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت أوساط على صلة بالحراك الثوري المسلح في سورية أن الوقت مبكّر للحديث عن بدء “معركة دمشق الفاصلة”، رغم أن السوريين يتوقعون أن تبدأ الآن

وأشارت إلى أن المعركة حول العاصمة وداخلها تسير ببطء، ويستعد الطرفان لها، وأن النظام يحشد آلاف الجنود والمعدات العسكرية حول دمشق وحوّلها إلى ثكنة عسكرية ضخمة، وبالمقابل يتمدد الجيش الحر بهدوء نحو داخل المدينة، ويتحرك “ببيئة صديقة عموماً دون خوف، ويغتنم كل يوم أسلحة جديدة يحتاجها لتسليح المتطوعين المتزايدين”، على حد وصفه

وأكّدت المصادر على ضرورة “معركة دمشق” رغم إدراكها لـ”حجم الصعوبات التي ترافقها”، وقالت لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “معركة دمشق آتية وستكون قاسية جداً، لأن النظام لن يترك دمشق بسهولة، وسيتحصن بها حتى النهاية ولو أدى ذلك إلى دمار المدينة” وفق تقديرها

وأضافت “في الغالب هي ليست آنية، وإنما غالباً ستكون متأخرة للمزيد من الاستعداد، وبداياتها تستدعي أن يستمر الثوار الآن بمناوشة النظام وإنهاكه عبر ضربات خاطفة وموجعة، وهم يستفيدون من نقاط ضعفه لبناء إستراتيجية سياسية وعسكرية شاملة تفكّكه تدريجياً وتخلق تناقضات ضمنه، وهم يتريثون حتى لا يقعوا في كمين قد ينصبه لهم” حسب رأيها.

وكانت القوى الثورية المسلحة قد أعلنت مطلع الشهر الجاري أن “معركة دمشق بدأت أو قاربت على البدء، وأنهم لن يتوقفوا حتى يُسقطوا النظام” الحالي

وخلال الأسبوعين الأخيرين، أفادت أكّدت كتائب من المعارضة المسلحة وناشطون بأن “قواعد عسكرية هامة تقع حول دمشق سقطت بيد الجيش السوري الحر، ومنها كتائب دفاع جوي وكتائب مدفعية ومطار للحوامات”، كما استولى على “كميات كبيرة من الذخيرة من معسكرات الجيش هذه بعد أن سيطروا عليه”. وقالت وسائل إعلام معارضة للنظام إن الجيش الحر قصف مطار المزة العسكري بقذائف هاون كما قصف أحياء وسط دمشق تتجمع فيها الميليشيات الموالية كالمزة وقدسيا، ووقعت إحدى تلك القذائف قرب مبنى مجلس الوزراء وأخرى قرب وزارة الإعلام، ودا

ئماً وفق المعارضة السورية

وأعربت المصادر المعارضة عن “أملها أن يؤدي نقل المعركة إلى عمق دمشق، بشكل مباشر أو غير مباشر”، إلى “دفع القيادات الأساسية في الجيش السوري لاتخاذ قرارها النهائي بالانشقاق عن النظام، حيث سيكون لذلك تأثير معنوي ورمزي كبير حتى لو لم تسقط العاصمة، وسيكون رسالة إلى الداخل والخارج بأن النظام سقط نظرياً ولم يعد قادراً على حكم سورية” حسب تقديرها

وتجري اشتباكات يومية في مناطق عدة حول العاصمة وفي أطرافها، كما تقصف القوات العسكرية السورية هذه المناطق بشكل مستمر، مثل داريا والمعضمية، جوبر، الحجر الأسود، دوما، حرستا، كفربطنا، الديابية، السبينة، زملكا، عين ترما والنشابية وغيرها من المناطق، وتتهم السلطات من تصفهم بأنهم “إرهابيون وعصابات مسلحة” باستهداف القوات العسكرية وتقوم هذه القوات بـ “تطهير” هذه المناطق.

ونشر الجيش والقوات الأمنية مئات الحواجز الأمنية والعسكرية داخل المدينة وعلى مداخلها، يدعمها أحياناً بمدرعات ودبابات، تقوم بقطع الطرق وتفتّش السيارات والركاب وتفحص بطاقاتهم الشخصية، وقسّمت دمشق إلى تسعة مربعات أمنية، وتمنع الدخول إلى المدينة في الكثير من الأحيان، وربما يخشى النظام من انتقال المعارك إلى داخل العاصمة وأحيائها كما حدث في مدينة حلب في الشمال

المعارضة السورية قد تقبل قوات سلام دولية حال رحيل الأسد

أعرب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ائتلاف المعارضة الرئيس في سوريا، عن استعداده لإمكانية القبول بقوات سلام دولية في سوريا في حال رحيل الأسد وحلفائه عن السلطة.

وقال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني في تصريحات نقلتها وكالة رويترز السبت إن الائتلاف منفتح على أي مقترح في حال تمت الإطاحة بالأسد وحلفاءه من بينهم كبار ضباط الجيش والجهاز الأمني.

جاء ذلك ردا على سؤال بشأن تصريحات المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي والتي قال فيها إن أي وقف لإطلاق النار لا يمكن أن يصمد إلا إذا أشرفت عليه بعثة لحفظ السلام.

وأوضح المتحدث بأنه في حال تحقق هذا الشرط (رحيل نظام الأسد)، فإن الائتلاف يمكن أن يبدأ في “مناقشة أي شئ”، مشيرا إلى “أنه لن تكون هناك أي عملية سياسية حتى ترحل الأسرة الحاكمة وأولئك الذين يدعمون النظام”.

وكان بعض شخصيات المعارضة رفضت فكرة وجود قوات دولية، مؤكدة أنها قد تؤدي إلى انقسام البلاد على أساس مذهبي أو طائفي.

عودة الاتصالات

من جهة أخرى، عادت خدمات الانترنت للعمل مجدداً السبت في العاصمة السورية دمشق وضواحيها بعد انقطاع دام يومين على الأقل.

ورغم عودة الاتصالات في العاصمة، إلا أنه من غير الواضح حتى الآن، ما إذا كانت الخدمات الالكترونية تعمل بشكل منتظم في باقي المناطق أم لا.

وقد أفاد ناشطون بتعرض الضواحي الشرقية من دمشق لقصف القوات الحكومية التي تحاول، في الأيام الأخيرة، السيطرة على معاقل للمسلحين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ولم يتسن لبي بي سي التأكد من صحة هذه الأنباء من مصدر مستقل بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام والصحفيين الأجانب في سوريا.

وقالت الحكومة السورية إنها أعادت فتح مطار دمشق الدولي، رغم ورود تقارير عن معارك عنيفة تدور في المنطقة التي يقع فيها أكبر مطارات سوريا.

وكان عدد من شركات الطيران قد ألغى رحلاته من دمشق وإليها بسبب القتال الدائر في محيط المطار والطريق الرئيس المؤدي له في الأيام الماضية.

ناشطون: مناطق في ريف دمشق تتعرض لقصف متواصل يتركز على منطقة البساتين

وقالت مراسلة بي بي سي في دمشق لينا سنجاب، الموجودة في العاصمة، إنه يمكن سماع دوي القصف الذي تنفذه مروحيات سورية عسكرية وطائرات الميغ الحربية، على معاقل معارضي الحكومة السورية المسلحين.

“هنا دمشق”

وكان انقطاع خدمات الانترنت في دمشق قد أثار انتقادات عدة. رغم تأكيد عمران الزعبي وزير الإعلام السوري أن مجموعات “إرهابية مسلحة فجرت كابل الاتصالات والانترنت في سوريا ما أدى إلى تعطل حركة الاتصالات والانترنت في بعض المناطق”.

لكن الولايات المتحدة اتهمت الحكومة السورية بقطع الاتصالات، في حين دعت فرنسا إلى “إعادتها دون تأخير”.

وحذرت جماعات حقوقية من أن قطع الاتصالات مؤشر يسبق شن هجوم واسع للقوات الحكومية في العاصمة.

وكان ناشطون أطلقوا حملة تحت عنوان “هنا دمشق” على كافة وسائل التواصل الاجتماعي، مثل “فيسبوك” و”تويتر” ، بعد قطع كافة وسائل الاتصال عن العاصمة السورية.

ميدانياً، وفي حلب تحدث ناشطون عن اشتباكات في محيط مدرسة المشاة بين القوات الحكومية ومسلحين معارضين، بينما تتعرض احياء بستان القصر والسكري في جنوب المدينة والحيدرية للقصف من قبل القوات الحكومية، وفق إفادات الناشطين.

واشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، إلى أن المناطق المحيطة ببلدات ببيلا ويلدا وعقربا وبيت سحم القريبة من طريق مطار دمشق الدولي، تتعرض ايضا لقصف من الطائرات الحربية “ترافق مع اشتباكات استمرت لنحو نصف ساعة في المنطقة”.

BBC © 2012

قصف مقاتلي المعارضة السورية والمعارضة تبدي استعدادا لقبول قوات لحفظ السلام

بيروت (رويترز) – قال سكان ان طائرات سورية قصفت مناطق يسيطر عليها المعارضون في دمشق يوم السبت في الوقت الذي اشارت فيه المعارضة الى انها قد تقبل بقوة دولية لحفظ السلام اذا اجبر الرئيس بشار الاسد على التخلي عن السلطة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان طائرات حربية قصفت ضاحيتي كفرسوسة وداريا بدمشق. وجاءت هذه الغارات الجوية بعد نشاط مكثف لمقاتلي المعارضة في العاصمة بالاضافة الى اقتحام قواعد عسكرية حكومية في الاسابيع الاخيرة.

وقال المرصد ان قوات نظامية سورية تحاول السيطرة على المناطق المحيطة بالعاصمة واشتبكت مع مقاتلي المعارضة.

وأبلغ ناشطون عن وقوع اشتباكات في محافظات حمص ودير الزور وادلب وحلب حيث قالوا ان 14 مقاتلا من المعارضة قتلوا اثناء هجوم على قاعدة للجيش في بلدة خناصر في وقت سابق السبت.

ويصعب التأكد من مثل هذه التقارير بسبب القيود التي تفرضها الحكومة على دخول وسائل الاعلام لسوريا.

وبدأت اتصالات الانترنت تعمل من جديد في سوريا يوم السبت بعد انقطاع دام يومين فيما كان اسوأ انقطاع للاتصالات خلال الانتفاضة التي بدأت قبل 20 شهرا والتي قتل فيها 40 الف شخص بالاضافة الى اضطرار مئات الالاف الى الهروب من البلاد.

وقال وليد البني المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري وهو الجماعة الشاملة للمعارضة ان الائتلاف قد يسمح بنشر قوة دولية لحفظ السلام في سوريا إذا تخلى الأسد وحلفاؤه عن السلطة.

ويعارض بعض اعضاء المعارضة نشر قوات دولية قائلين ان وصولها قد يعمل كدعوة لتجمع الموالين للاسد في منطقة قرب البحر المتوسط يعيش فيها كثيرون من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد.

وقال البني إن الائتلاف مستعد للنظر في أي اقتراح إذا رحل الأسد وحلفاؤه بمن فيهم كبار الضباط في الجيش وأجهزة الأمن.

وأضاف البني أنه إذا تحقق هذا الشرط أولا فإن الائتلاف يمكن أن يبدأ في مناقشة أي شيء مشيرا إلى أنه لن تكون هناك أي عملية سياسية حتى ترحل الأسرة الحاكمة وأولئك الذي يعاونون النظام.

جاءت تصريحات البني – وهو طبيب احتجز معظم الفترة التي أعقبت خلافة الأسد لوالده في السلطة عام 2000 باعتباره سجينا سياسيا – في مؤتمر صحفي عقد في ختام أول اجتماع لائتلاف المعارضة بكامل أعضائه الستين في القاهرة.

واعترفت بريطانيا وفرنسا ودول الخليج بالائتلاف الوطني السوري بوصفه الممثل الوحيد للشعب السوري.

وادانت معظم القوى الاجنبية الاسد الذي يعتمد على حلفائه للبقاء في السلطة ولاسيما ايران. واستخدمت روسيا المورد الرئيس للسلاح لسوريا والصين حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشروعات لقرارات لمجلس الامن الدولي تدين الاسد وترفض الدولتان فكرة فرض عقوبات على حكومته.

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الدول الغربية يوم السبت بمحاولة نشر الديمقراطية في الخارج “بالحديد والدم.”

ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية التي تديرها الدولة عن لافروف قوله “دفع الديمقراطية بالحديد والدم لا ينجح وهذا ما اتضح خلال الاشهر القليلة الماضية.. خلال فترة العام ونصف العام الاخيرة.”

وكررت روسيا اعتراضها يوم الجمعة على احتمال نشر حلف شمال الاطلسي صواريخ باتريوت في تركيا التي تريد تلك الصواريخ بسبب مخاوف من امتداد الحرب في سوريا الى اراضيها.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن بيان لوزارة الاعلام قوله ان مطار دمشق الدولي مفتوح يوم السبت وان الطريق المؤدية اليه امنة.

ومنذ يوم الخميس اشارت تقارير الى وقوع اشتباكات قرب مناطق عقربا وبابيلا على المشارف الجنوبية الشرقية لدمشق المؤدية الى المطار الدولي مما أدى الى إغلاق طريق المطار فعليا ودفع شركتا مصر للطيران والاماراتية الى تعليق رحلاتهما.

وقالت شركة رينسيس الامريكية لتتبع الانترنت ان بوسعها تأكيد “عودة كاملة الى حد كبير للانترنت السوري.”

وقالت جماعات حقوقية ان قطع الاتصالات مؤشر يسبق شن هجوم واسع من جانب القوات الحكومية في العاصمة. وتقول مصادر امن حكومية ودبلوماسية ان الحكومة تعتزم عزل وسط دمشق عن ضواحيها.

وعزت السلطات السورية انقطاع الانترنت الى هجوم “ارهابي” او عطل فني.

واعطت الوكالة العربية السورية للانباء يوم السبت سببا ثالثا لانقطاع الانترنت وهو “عمليات صيانة.”

وقال سكان اتصلت بهم رويترز في العاصمة ومدينة حمص بوسط سوريا ومدينة حلب بالشمال ان لديهم اتصالا بالانترنت.

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

من اوليفر هولمز

حسن عبد العظيم للافروف : الدستور ليس مقبولاً والقوانين الأخيرة إصلاحات جزئية

قال حسن عبد العظيم رئيس وفد المعارضة السورية إلى موسكو بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن استمرار النظام السوري بالعنف دفع الجهاديين من الخارج إلى دعم الشعب السوري.

وأضاف عبد العظيم أن سحب المراقبين الدوليين والعرب من سورية كان خطأ كبيرا أدى إلى اشتداد العنف في البلاد.

وقال إن المعارضة السورية معنية ببقاء الأسطول الروسي في طرطوس حتى “عندما يحصل التغيير الديمقراطي الوطني الحقيقي”. وأشار إلى أن المعارضة السورية معنية بإقامة “علاقات متوازنة” مع “كل دول العالم عدا إسرائيل”.

وأكد أن محادثات وفد المعارضة في موسكو تطرقت لمصير المعارض عبد العزيز الخيرالذي اعتقلته السلطات السورية في تموز الماضي.

الموقف الروسي

وقال عبد العظيم “لم يكن لدى الموقف الروسي شيء جديد وإنما يستشعر وجهة الخطورة التي وصلت إليها الأوضاع في سورية ونحن قد حذرنا ونبهنا كثيرا في اللقاء السابق في منتصف شهر نيسان/أبريل من هذا العام وفي هذا اللقاء قلنا أن استمرار النظام بالعنف والقتل والتدمير والتهجير والحل الأمني العسكري قد دفع القوى والأطراف المتشددة للعنف المضاد واستقدام جماعات من دول عربية وإقليمية باسم الجهاد والنصرة لمحاولة دعم الشعب السوري في غياب إمكانية التدخل العسكري الخارجي وإن استعمال الطيران السوخوي والمروحيات والدبابات والمدفعية وهي أسلحة روسية لتدمير الأحياء والمدن هذا شيء خطير ويثير نقمة الشعب السوري على روسيا الاتحادية وعلى كل الدول الحليفة للنظام إن كانت قوى دولية أو إقليمية أو حتى عربية وبالتالي نبهنا لهذا الخطر وشعرنا أنهم تفهموا لهذا الخطر وقالوا أنه قبل يومين أرسلوا تحذيرا لنظام السوري بعدم استخدام المروحيات والطائرات ولكن هذا كان ينبغي أن يحدث سابقا وليس اليوم”.

وقال عبد العظيم “قلنا للطرف الروسي لو لم يستخدم النظام السوري الطائرات والحوامات لما جاءت أسلحة مضادة للطيران ودائما الفعل يؤدي إلى رد فعل”.

الدستور ليس مقبولاً

وحول الخلافات بين روسيا وأمريكا قال عبد العظيم لقد سحبت أمريكا سفيرها من دمشق ومعظم الدول الأوروبية سحبت سفراءها من دمشق وكانوا يزورونا في مقر الهيئة والتقينا بالاتحاد الأوروبي وبالسفير الأميريكي ولكن أخيرا بدأنا نلتقي فقط بسفير الاتحاد الأوروبي، ولكن صديقنا ورفيقنا هيثم مناع يلتقي بالسفراء الغربيين الأوروبيين، ونحن قلنا لأصدقائنا الروس أنه لا يحل الأزمة في سوريا ويوقف العنف الخطر والتدمير والتهجير إلا توافق دولي بين الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية وأيضا توافق إقليمي بين تركيا وإيران وتوافق عربي بين قطر والسعودية من جهة وبقية الدول العربية من جهة أخرى، وهذا الذي يمكن أن يحل الأزمة على أساس مقررات جنيف الأخيرة والتي أقرت في مرحلة كوفي عنان والتي بني عليها الأخضر الإبراهيمي تصوره للحل. ولكن هذا يحتاج إلى توافق دولي وألا تستخدم روسيا والصين حق النقض – الفيتو في مجلس الأمن وأن يكون هناك فعلا توافق حقيقي لتنفيذ هذه المقررات التي تتحدث عن تشكيل مرحلة انتقالية تتشكل فيها وزارة انتقالية تكون للمعارضة دور أساسي فيها وتكون مزودة بصلاحيات تستطيع وضع دستور جديد للبلاد، لأن الدستور الذي وضع لم تشارك فيه المعارضة وليس مقبولا على أي حال من الأحوال وحتى القوانين مثل قانون الأحزاب وقانون الانتخابات وقانون المطبوعات غير مقبولة على الإطلاق لأنها هي عبارة عن إصلاحات جزئية تحت سقف نفس النظام الذي لم يعد مقبولا بأي حال من الأحوال.

المراقبين الدوليين

وحول الترحيب بعودة المراقبين الدوليين إلى سوريا قال عبد العظيم “قلنا ذلك للسيد الأخضر الإبراهيمي عندما أطلق هدنة قبل عيد الأضحى أن هذه الهدنة تحتاج إلى مراقبين دوليين وعرب، وسحب المراقبين العرب وسحب المراقبين الدوليين في مرحلة كوفي عنان خطأ كبير جدا لأن ذلك أدى إلى تضاعف وتيرة العنف بشكل مجنون، ومن النظام بشكل أساسي، ومن المعارضة المسلحة كردة فعل، وبالتالي ليس هناك من رقابة وحتى الهدنة تحتاج إلى رقابة ومراقبين، ويجب أن يكون أعدادهم كبيرة ووفيرة لتغطية كل مناطق الصراع ولمعرفة من الذي بدأ الخرق. وقلنا أنه ليس من مانع أن يكون هناك قوات حفظ سلام عربية ودولية، ويجب أن تكون هذه القوات أيضا على الحدود من أجل منع تهريب السلاح، ولكن قبل ذلك لا بد من مطالبة النظام بوقف العنف وتهريب السلاح يتم بسبب استمرار النظام في الحل الأمني والعسكري وبالتالي إذا قلنا – يجب وضع مراقبين لمنع تهريب السلاح – ينبغي أن يتوقف عنف النظام حتى نطالب بوقف العنف الآخر وتهريب السلاح وألا نترك الثورة الشعبية في سوريا لينفرد بها النظام ويسحقها تماما.

اللقاء مع لافروف

وحول اللقاء مع لافروف قال عبد العظيم “شعرنا بأن اللقاء كان صريحا وواضحا جدا لأننا ندرك المصالح الاستراتيجية التي تربط بين سوريا وروسيا الاتحادية، وهناك علاقات تاريخية قديمة وحتى قضايا التنمية لا يمكن أن تحصل إلا بمساعدات الدول الصديقة لسوريا. ولكن شعرنا أنه يوجد تفهم واسع وعميق ولديهم ثقة بالهيئة، فنحن لسنا دعاة تدخل عسكري خارجي ولسنا دعاة سحب سوريا من علاقاتها الخارجية الحالية إلى علاقات أخرى، ونحن نريد أن يكون هناك علاقات توازن للشعب السوري مع الدول الخارجية بحيث أن تراعى المصالح الوطنية للشعب السوري، وليس أن يكون هناك اصطفاف في هذا المعسكر أو ذاك المعسكر”.

ميناء طرطوس

وبخصوص ميناء طرطوس قال عبد العظيم “طبعا بالنسبة لنا عندما يحصل التغيير الديمقراطي الوطني الحقيقي، نحن معنيون ببقاء الاتفاقية التي تجعل لروسيا حق بالوجود في ميناء طرطوس، لأنه ما لم يتحرر الجولان نبقى بحاجة لمساعدة روسيا والشعب الروسي”.

وأضاف “نحن معنيون بالعلاقات الخارجية، ونحن معنيون تماما باستمرار هذه العلاقات مع الانفتاح على كل دول العالم وفق المصلحة الوطنية لأننا لا نريد نقل سوريا في علاقاتها الخارجية من طرف إلى طرف آخر، وإنما نريد أن نبني علاقات متوازنة مع الدول الإقليمية ودول العالم عدا إسرائيل بشكل واضح وصريح ويخدم الشعب السوري ويخدم قضايا التنمية وقضايا تحربر الأرض.

  روسيا اليوم

زيارة للحدود التركية – السورية: هنا في مقهى الثورة… تحاك «المؤامرات»

انطاكيا – نداء هلال

لم تكن زيارة المناطق الجنوبية من تركيا نزهة في ظل جبهة سورية تزداد اشتعالاً. بل أشبه بمغامرة صغيرة بدأت بأنطاكيا وانتهت إلى حيث تحاك «المؤامرات الكبرى» على نظام بشار الأسد.

في «مقهى الثورة»، يوضع الكثير من خطط دعم ثوار الداخل، ويطفو سيل من التساؤلات التي تبدأ بالتنسيق والتمويل العسكري والإغاثي ولا تنتهي بالوقوف عند انتماءات الزائر السياسية والمذهبية.

يتحلق شبان ورجال بوجوم حول طاولات المقهى التركي على الحدود مع سورية. يتبادلون أطراف الحديث بأصوات لا تعلو عن الهمس، وبأكتاف مائلة باتجاه بعضهم بعضا تضفي بعض الخصوصية على جلساتهم. العيون تشخص صوبي فور دخولي مع أحد المعارضين. إنها المرة الأولى التي يدخل فيها جميل هذا المكان برفقة فتاة. ظننت أني سأزور مكتباً ما، فإذ بنا في «مقهى الثورة». نتجه فوراً إلى طاولة مقابلة للمدخل، حيث يجلس رجل أربعيني بدا منتظراً قدومنا.

«صحافية داعمة للثورة»، يعرّف عني جميل. أفهم أنها بطاقة دخولي، فلا مجال للرمادية. يرحب أبو أحمد فينا بحرارة، وينصرف جميل مسرعاً إلى طاولة أخرى. كان على موعد مع مجموعة من الثوار. جميعهم يلقي التحية، ومعظمهم يسلّم باليد، ونادراً جداً ما يبتسم أحدهم. هنا مطبخ استراتيجيات الإغاثة والدعم، بجميع أشكالها. وهنا أيضاً ساحة وساطة بين الخارج والداخل، وبطاقة الدخول إلى أسرار الثورة ودهاليزها. الطاولات خالية إلا من كاسات الشاي أو فناجين القهوة، والكثير من المنافض. يدخن معظم المرتادين بشراهة، سجائر أو نراجيل.

يبدأ جميل الاستماع للثوار، ويبدأ أبو أحمد حديثه معي. أخبرته أني صحافية مستقلة، وبدا مصرّاً إلى حد ما على معرفة لصالح أي صحيفة أعمل. عرض مساعدتي إن رغبت دخول الأراضي المحررة. كنت مضطرة لإخفاء عملي الصحافي الحقيقي، لأني لم أكن موفدة من أي مؤسسة. أوفدتني حماستي الخانقة إلى الحدود التركية – السورية، وكادت توفدني أبعد لو سنحت ظروف مغامرتي المحدودة.

تنسيق الدعم

الظروف لم تسنح لأبو أحمد أن يواصل حياته بشكل طبيعي، هو أستاذ مدرسة في إحدى المحافظات الشمالية في سورية. يسمي عمله الحالي «ارتباطاً بين الجهات المانحة والكتائب، من الزبداني والشام والقلمون وحمص وحماة ودير الزور وحلب». يتراوح عدد تلك الكتائب بين ثلاثمئة وأربعمئة، بينهم مئة وعشرون من «لواء الساحل» وحده.

يدخن أبو أحمد، الذي غادر سورية بعد أشهر من بدء الثورة بمساعدة سفارة أجنبية، سيجارة «سيدرز». لطالما اعتقدت أن هذا النوع انقرض. أمامه دفتر أخضر صغير. بفخر، يسمح لي تفقد مضمونه. هو عملياً دفتر «طلبيات»: «جهاز اتصال عدد 10، طلقات رصاص عدد 2000، سدادات صواعق عدد…». لا يعتقد أنه تاجر سلاح ولا أمير حرب، فدوره «ليس تسليماً وتسلماً (للسلاح) بل مجرد التنسيق والارتباط بين الكتائب للدعم، ولا خيارات متاحة سوى ذلك لأن الإغاثة لا تفيد وحماية الناس تأتي أولاً».

يراقبني، أدون بعض المعلومات على جهاز «آيباد»، مع استراحات شاي أو قهوة. يرفض إعطاء إجابة واضحة عن الكلفة الشهرية للدعم الذي ينسقه. يرسو الأمر على «ملايين الدولارات، يصرف منها لشراء سلاح من النظام نفسه». أما التمويل، فيقول إنه عبر «شباب سوريين من الخارج والداخل». ويؤكد عدم تلقي دعم من منظمات، أو من دول مثل قطر والسعودية، بل عبر «جمعيات وأشخاص وشيوخ. أما ما يتلقاه المجلس الوطني السوري، فيشتري به بعض الولاءات».

يدخل شاب آخر على الخط، يتحدث قليلاً عن المجلس الوطني وتوزيع المساعدات الإغاثية. هو من مقاتلي إحدى الكتائب، قدم تواً من تلبيسة. قال إنه شارك في ست عشرة عملية في غضون اثنين وعشرين يوماً. يبدو فعلاً في استراحة محارب منتصر.

أبو أحمد رجل كثير الابتسام خلافاً للكثير من مرتادي «مقهى الثورة». طليق باللغة الإنكليزية. نجا وأسرته من إطلاق نار أكثر من مرة قبل مغادرة سورية، وفقد عدداً من أقاربه ومعارفه بنيران قوات النظام، حاله حال معظم السوريين اليوم. يؤكد أن تركيا «لم تتدخل بتاتاً» بما يدور في المقهى، لكنها حتماً تراقب عن كثب.

يعتبر أن المجلس الوطني «قصّر كثيراً، وسوف يحاسب»، لكنه يتهرب من الإجابة عن أبعاد التقصير وآليات المحاسبة. لا يحبذ الكلام عن المرحلة المقبلة، لكنه يسمي عدداً ممن يرغب في قيادتهم المرحلة الانتقالية: منذر ماخوس، عماد الدين رشيد، أديب الشيشكلي، جورج صبرة والشيخ نواف البشير (قبل تشكيل الائتلاف الوطني). يرفض بشكل قاطع أي دور لميشيل كيلو.

يقر أبو أحمد بخشيته من «عمليات انتقام محدودة بعد سقوط النظام»، لكنه واثق أنه «ستكون ثمة قدرة على استيعاب الوضع وأن الأمور ستكون أفضل». يقاطعنا شاب ممتلئ، ينسق عبر الهاتف تسليم شحنة ما. بدا على عجلة من أمره. أخبرني أنه كان يقيم في تايلاند، لكنه حالياً في إسطنبول حيث «ينسق تسليم معدات إلى المقاتلين، مثل المناظير».

يتنقل جميل بين مجموعة وأخرى أو حديث جانبي وآخر، كأن الجميع كان ينتظره. أود أن أعرف ما يدور من همس ونقاشات تبدو محتدمة أحياناً. يجلس شاب متوسط البنية إلى طاولتي، بعدما راقب من بعد لأكثر من ساعة قضاها ينفخ دخان نارجيلته ببطء شديد. يقول إنه ناشط، وتتزاحم أسئلته ممزوجة بابتسامة غير مطمئنة حتى يصل إلى بيت القصيد: «هل أنت شيعية أم سنية؟». فعلاً، سؤال لا يخلو من الصلافة. أجبته: «لا يهم، أنا إنسانة أنتمي إلى جميع المذاهب والأديان ولا إلى أي منها». لم تقنعه إجابتي، واكتفى بالابتسامة إياها. عاد إلى طاولته بعد برهة، وبقي يرمقني بنظرات الريبة طيلة وجودي في المقهى، أو أقله هذا ما بدا لي.

كتائب غير متعاونة

تسود لحظات صمت قليلة جانبنا من «مقهى الثورة». يصل أبو زيد. تاجر أعلاف سابق من مواليد عام 1968. صنعت منه الثورة السورية محارباً، من دون أن تغير بساطة ملامحه الريفية. يقود سبع كتائب، «تضم 640 مقاتلاً معظمهم مسلح». يتوق للحديث عن بطولات ساحة المعركة وتحدياتها. من دون تردد، يشكو أبو زيد نفاد الذخيرة، هو القادم تواً، منتصراً أيضاً، من معركة معرة النعمان. خاضها 120 مقاتلاً من كتائبه و «شهداء المعرة» وآخرون من وادي الضيف، مقابل 1000 من الجيش النظامي وتحت قصف جوي مكثف، كما روى. دخن ثلاث سجائر «وينستون» على الأقل خلال الدقائق الأولى من وصوله.

توحي نظرات بعضهم أن أبو زيد كثير الشكوى، لكنه يبدو واقعياً إلى حد بعيد. يتحدث عن «بعض الخلافات على الغنائم، ليس لقيمتها لكن لضرورتها من أجل رفع معنويات المقاتلين». ينتقد كتائب «صقور الغاب التي تجمع ذخيرة ومالاً للمقدم ج. ر. في قلعة المضيق، ولا تساعد باقي الكتائب». وتصل انتقاداته إلى كتيبة تصور فيديوات بعد المعارك وتبثها على أنها لـ «كتيبة الفاروق». يكمل بمرارة: «استدنا مليوني ليرة سورية (نحو 28 ألف دولار) لنكمل المعركة، ونفدت الذخيرة»، موجهاً اللوم إلى «المجلس العسكري الذي لا يوزع الأسلحة». لكنه يستدرك أن المجلس بدأ دفع رواتب للمقاتلين في بعض المناطق تصل إلى 150 دولاراً شهرياً. أما هو، فلا يدفع رواتب، «بل أقدم مساعدات بقيمة 3000 ليرة سورية (نحو 42 دولاراً) لكل مقاتل». ينفي أبو زيد تواصل أي جهة مع كتائبه للتنسيق، أكانت دولة ما أو جماعة مثل «الإخوان المسلمين»، أو حتى قيادة عسكرية مثل رياض الأسعد الذي وصفه بـ «الآدمي». لكن ماذا عن أبو أحمد؟ يرد بامتعاض: «لا يساعدنا بشيء». ويواصل مشيراً إلى «تغير جنسيات تجار السلاح من لبنانيين سابقاً إلى سوريين يجلبونه غالباً من العراق».

يعتبر أبو زيد المقاتلين الأجانب الذين يكثر الحديث عنهم «عبئاً على الثورة»، مؤكداً أن لا وجود لهم في حماة على الأقل. ويبدي غضبه من المعارضة و «شيوخ الثورة»، تحديداً «عدنان العرعور، الذي لا يصلح لشيء…». لا يخشى حرباً طائفية ولا حدوث عمليات انتقام بعد سقوط النظام، «لكن لدينا لوائح بأشخاص سيخضعون لمحاكمات عادلة. أما أنا، فليست لي أهداف سياسية أو غيرها، أريد العودة إلى أهلي».

أبو زيد رب عائلة من سبعة أفراد، نقلها إلى خارج سورية مع تدهور الوضع. يقول إن نصف أولاد عمه سجنوا منذ بدء الثورة، يفوق عددهم حالياً خمسة وثلاثين سجيناً. يجلس جميل إلى طاولتنا، يتبادل أطراف الحديث مع أبو زيد مصغياً باهتمام إلى شكاويه ومطالبه. الساعة تخطت الواحدة بعد منتصف الليل. نهمّ بالمغادرة. وإذ بأبو زيد يهمس لي طالباً التوسط لدى جميل لمد كتائبه «بسيارة أو اثنتين، لكي نتمكن من التنقل».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى