أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 12 كانون الثاني 2014

مؤتمر باريس يطمئن المعارضة السورية

باريس – رندة تقي الدين؛ عمان – تامر الصمادي

لندن، واشنطن، دمشق – «الحياة»، رويتزر، أ ف ب – يسعى مؤتمر وزراء خارجية «النواة الصلبة» التي تضم 11 دولة من «مجموعة أصدقاء سورية» في باريس اليوم، الى طمأنة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة أحمد الجربا ودعم وحدة المعارضة قبل مؤتمر «جنيف 2» المقرر في 22 الشهر الجاري، في وقت أكدت واشنطن أن إيران لن تشارك في المؤتمر الدولي.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أجرى في منزله في باريس مساء الجمعة، سلسلة من اللقاءات مع عدد من نظرائه العرب ونظيره التركي أحمد داود أوغلو والجربا. وقال مصدر ديبلوماسي عربي إنه تم البحث في موضوع محاولة توحيد صفوف المعارضة السورية و «الائتلاف» والاتصالات التي يقوم بها الوزراء العرب بجميع الأطراف المعارضة السورية لتقريب وجهات النظر وتسهيل أمور توحيد «الائتلاف». وقال المصدر إن دعوة وزير الخارجية السعودي إلى هذا الاجتماع في منزله في باريس دليل على تنسيق جيد بين الدول، وبينها قطر، التي أعربت عن اعترافها بالجربا رئيساً لـ «الائتلاف» بعد إعادة انتخابه الأسبوع الماضي.

وعن النتائج المتوقعة من مؤتمر «جنيف 2»، قال المصدر إن المؤتمر الدولي يجب أن يكون مبنياً على بيان جنيف الأول الصادر في 30 حزيران (يونيو) 2012، مضيفاً أن المؤتمر سيفشل إذا لم يكن مبنياً على «جنيف 1». وأكد المصدر أن «الولايات المتحدة أكدت باستمرار للوزراء أنها لن تقبل بجنيف 2 إن لم يكن مبنياً على أساس جنيف1، بحسب فهم الوزراء من أصدقاء سورية لجنيف1».

وفي واشنطن، قال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية إن إيران لن تشارك في المؤتمر. وأوضح مسؤول رفض كشف اسمه، إنه طالما لم يحدث تغير كبير في موقف طهران فلن تشارك رسمياً أو على الهامش في المؤتمر.

ووصلت مسؤولة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس إلى دمشق أمس في زيارة تستغرق يومين تلتقي خلالها بالمسؤولين الحكوميين وتزور مناطق محاصرة فيها.

وقال رئيس أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس لـ «الحياة» أمس: «في اجتماعاتنا مع رئيس الائتلاف، كررنا باستمرار أن ليس لدينا مشكلة في أن يذهب وفد إلى جنيف ويناقش حلاً سلمياً، لكن ضمن إطار أن هذا المجرم بشار (الأسد) يترك (منصبه)، وأن تكون هناك حكومة ذات صلاحيات كاملة تشمل الجيش والأمن. وكل من له علاقة بعمليات القتل والإجرام وتخريب البلد يُقدّم إلى المحاكمة ضمن فترة زمنية محددة مع ضمانات دولية لتنفيذ ذلك». وتابع: «لكن هناك أموراً مهمة تنبغي معالجتها قبل جنيف. أرى الآن ناساً من مخيم اليرموك (جنوب دمشق) هياكل عظمية من الجوع، لذلك نطالب كمقدمة إلى جنيف أن يسمح النظام بمرور الإغاثة الطبية والغذائية للمناطق المحاصرة في داريا والمعضمية (جنوب دمشق) وحمص (وسط البلاد) ومخيم اليرموك وغيرها من المناطق، بحيث تكون أجواء إيجابية تسبق جنيف».

وتحدث عن المعارك الدائرة في مناطق مختلفة من سورية بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وبين فصائل مختلفة بينها فصائل إسلامية، وقال إن «داعش» طُردت من حلب وريفها ومن أجزاء من ريف إدلب.

ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة بين «الدولة الإسلامية» (داعش) ومقاتلي المعارضة في محيط مدينة سراقب في شمال غربي البلاد حيث فجر مقاتلو التنظيم سيارتين مفخختين.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن «الدولة الإسلامية سيطرت على محطة القطار وحاجز» للكتائب المقاتلة في الرقة، في شمال شرقي البلاد. وأوضحت «الهيئة العامة للثورة» أن أهالي المدينة أطلقوا نداءات للتوجه إلى المستشفى الوطني فيها للتعرف إلى 70 جثة سقطت إثر الاشتباكات في الأيام الماضية.

وأفاد ناشطون أن قوات النظام تقدمت حوالى 10 كيلومترات بعد مدينة السخنة باتجاه الرقة مستفيدة من انشغال الفصائل بالاقتتال في ما بينها.

وفي عمان، كشفت أجهزة الأمن الأردنية أمس معامل سرّية لتصنيع الذخيرة والرصاص شمال البلاد قرب الأراضي السورية. وقال العميد زهدي جانبك مدير جهاز الأمن الوقائي خلال مؤتمر صحافي: «ضبطنا مواقع عدة داخل محافظة إربد الشمالية (قرب درعا السورية)، تعود ملكيتها إلى مجموعة أشخاص يحملون الجنسية الأردنية، مهمتها تصنيع ذخائر وعتاد ورصاص. وضبطنا في بعضها قرابة 800 كيلوغرام من الرصاص، ومئة ألف حشوة لمقذوفات نارية وكبسولات تفجير».

بدء اجتماع “اصدقاء سورية” مع المعارضة في باريس

باريس ـ أ ف ب

بدأ الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي يشهد انقسامات حادة حول مشاركته في مؤتمر جنيف ـ 2، الأحد في باريس اجتماعه مع ممثلي الدول الـ11 الداعمة له، لمناقشة مشاركته التي ما زالت غير مؤكدة في المؤتمر حول الازمة السورية الذي سينظم في سويسرا اعتباراً من 22 كانون الثاني/يناير.

ولم تسمح 48 ساعة من المناقشات الحادة في اسطنبول هذا الاسبوع، للائتلاف باتخاذ قرار في هذا الشأن، أرجئ الى 17 كانون الثاني/يناير.

ويعقد الاجتماع في مقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس بحضور رئيس الائتلاف الحالي أحمد الجربا واثنين من نوابه الثلاثة ووزراء خارجية احد عشر بلدا (بريطانيا والمانيا وايطاليا وفرنسا والسعودية والامارات العربية المتحدة وقطر ومصر والاردن والولايات المتحدة وتركيا).

وسينشر بيان ختامي بعيد ظهر الأحد.

ولم تسمح 48 ساعة من المناقشات الحادة في اسطنبول هذا الاسبوع، للائتلاف باتخاذ قرار في هذا الشأن، ما أدى إلى إرجاء الأمر إلى 17 كانون الثاني/يناير.

وطلب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس من الجميع “بذل جهود” والذهاب الى المؤتمر الذي سيعقد في مدينة مونترو السويسرية، من أجل التفاوض والتوصل الى حل سياسي للنزاع.

وقال دبلوماسي فرنسي “نحاول الإتاحة لعقد مؤتمر جنيف-2 وخصوصاً أن يكون فعالاً لكن بدون أن نخفي الصعوبات”، موضحاً أن هناك توافقاً بين الدول ال11 في هذا الشأن.

وفي باريس بدأت مشاورات دبلوماسية مكثفة. فقد التقى وزير الخارجية الفرنسي السبت أحمد الجربا، كما أجرى محادثات مع نظيريه القطري والكويتي. وصباح الاحد التقى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو.

وسيجري مباحثات الاثنين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ثم نظيره الاميركي جون كيري، وبعد ذلك الوسيط الدولي لسورية الاخضر الابراهيمي.

اما كيري، فسيعقد الاحد اجتماعا مع نظرائه العرب للبحث في تطورات المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، ثم يعقد الاثنين اجتماعا مع نظيره الروسي.

وعلى جدول اعمال اجتماع وزيري الخارجية الروسي والاميركي احتمال مشاركة ايران التي تدعم نظام دمشق في مؤتمر جنيف-2، علما بان واشنطن تعارض هذه المشاركة.

وكان نظام الرئيس السوري بشار الأسد أعلن في كانون الأول/ديسمبر أنه سيرسل وفداً الى مؤتمر جنيف-2. لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم كرر مراراً أن دمشق لن تذهب الى المؤتمر لتسليم السلطة.

وقال مؤخرا “لن نقبل عقد صفقات مع أحد وسيكون الحوار سورياً سورياً وبقيادة سورية. واذا وضعنا مصلحة الشعب السوري والوطن نصب أعيننا فلا نحتاج الى تسويات على طريقة الصفقات”.

ويفسر موقف النظام هذا وعمليات القصف التي يقوم بها الجيش السوري لحلب ومدن اخرى، تحفظات تيارات عديدة في الائتلاف على التفاوض. وفي الوقت نفسه، تعارض المجموعات الكبرى لمقاتلي المعارضة اي شكل من المفاوضات مع النظام.

وسيبحث مؤتمر باريس في الوضع الانساني أيضاً.

وقال نيكولا فيرغن الذي يعمل في منظمة اوكسفام الفرنسية غير الحكومية، إن الاجتماع يجب أن “يركز على التقدم في إجراءات يمكنها ان تسمح بتحسين الوضع بسرعة وانهاء العنف”.

ورأت اوكسفام ان “محادثات جنيف ستشكل افضل فرصة للتخفيف من معاناة السوريين”.

الجيش السوري الإلكتروني يخترق حساب «مايكروسوفت» على «تويتر».. ويترك «رسائل»

لندن – «الحياة»

اخترقت اليوم (السبت) مجموعة إلكترونية تسمي نفسها الجيش السوري الإلكتروني، حساب شركة «مايكروسوفت» الإخباري على «تويتر»، ونشرت العديد من التغريدات قبل أن تتمكن الشركة من استعادته.

وكتب المخترقون عدداً من التغريدات في حساب «مايكروسوفت» مثل «لاتستخدمو إيميلات هوتميل، أوت لوك. كلها تراقب حساباتكم وتبيعها بياناتها للحكومات» وكتبوا في تغريدة أخرى تضمنت العلم السوري «الجيش السوري الإلكتروني كان هنا».

ويأتي اختراق «مايكروسوفت» الذي قام به «الجيش السوري الإلكتروني» الذي يقدم نفسه موالياً للرئيس السوري بشار الأسد، ضمن اختراقات عديدة مثل اختراق لحساب شركة «سكايب» في «تويتر» و«فيسبوك»، إضافة إلى مدونة الشركة الرسمية، بحسب موقع «نيكست ويب» الإخباري.

تكتيكات «النصرة» لملء الفراغ بعد تقهقر «داعش»

لندن – إبراهيم حميدي

تستخدم «جبهة النصرة» بزعامة أبو محمد الجولاني تكتيكات مختلفة، منفردةً أو بالتنسيق مع كتائب في «الجبهة الإسلامية» الى ملء الفراغ الذي تركه تقهقر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في شمال البلاد وشمالها الغربي، في وقت يدخل «داعش» بتحالفات وبصراع عنيف للدفاع عن معاقله في الشرق مستفيداً من خط الإمداد العراقي.

وبدأ «جيش المجاهدين»، الذي تشكل قبل أسبوع من عدد من الفصائل، هجوماً على مقرات لـ «داعش» في الأتارب في شمال غربي حلب في الثالث من الشهر الجاري، بالتزامن مع استعجال «جبهة ثوار سورية»، التي تشكلت من 14 فصيلاً، هجومها على مناطق في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، سرعان ما انضمت «الجبهة الإسلامية» (تضم سبعة تنظيمات إسلامية منذ 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي) إلى هذه الانتفاضة المسلحة والمدنية ضد انتهاكات «داعش» في مناطق مختلفة.

وتقهقر بسرعة نفوذ التنظيم في جيوب جبل الزاوية، مثل كفرنبل ومعرشمشة والمغارة في ريف إدلب، إلى أن سقط أول من امس معقلها الرئيسي في بلدة الدانا أول من امس على ايدي مقاتلين من «الجبهة الإسلامية». وبث نشطاء فيديو أظهر مقاتلين من «الجبهة» في المحكمة الإسلامية وسجون «داعش» في الدانا بعد إطلاق سجناء منها.

وقال نشطاء امس إن «حالة حرب حقيقية» جرت بين مقاتلي «داعش» و «الجبهة الإسلامية» و «جبهة ثوار سورية» أمس في مدينة سراقب، التي تربط ريف إدلب بحلب وأحد طرق الإمداد بين الساحل والداخل. وأفادت «شبكة أخبار إدلب» أن الاشتباكات كانت «الأعنف، حيث تمركز مقاتلو التنظيم داخل المدينة مقابل محاصرة كتائب من جبهة ثوار سورية والجبهة الإسلامية أطرافها». وفجر مقاتلو التنظيم سيارتين مفخختين على الطريق العام، إحداها قرب آثار تل مرديخ (إيبلا) بالتزامن مع شن طيران النظام السوري غارات على أطراف المدينة والطريق الدولية بين الساحل والداخل.

وكانت المعارضة سيطرت على سراقب في تشرين الثاني العام 2012، وأسس نشطاء فيها مجموعات مدنية وثقافية سرعان ما هيمن عليها مقاتلو «داعش». وحاول مقاتلو الكتائب المناهضة للتنظيم استعادة السيطرة عليها بإرسال 200 مقاتل محملين بدبابات وعربات مدرعة.

وفي حلب المجاورة، انهار المقر الرئيسي لـ «داعش» في مستشفى العيون، حيث تحرر 300 سجين وقتل التنظيم 70 آخرين. وفيما سيطر مناهضو «داعش» بسهولة على الريف الغربي وقلب حلب، لا تزال المواجهات حادة في الريف الشمالي، حيث تقع بلدات حريتان وعندان وتل رفعت. وكان نشطاء تحدثوا عن خسارة «داعش» لمدينة الباب.

وفي حلب، سرعان ما بدأت «النصرة»، عبر الإدارة العامة للخدمات في ملء الفجوة التي تركها تراجع «داعش». وأصدر مدير الموارد البشرية في «النصرة» البيان رقم واحد، أعلنت فيه حاجتها إلى تعيين عدد كبير من الموظفين المختصين في الخدمات من حملة شهادات الاختصاص العلمية والخبرات المهنية في مجالات الإعلام والكهرباء والمياه والمخابز والنظافة. وبثت فيديوهات ترويجية لنشاطاتها الطبية والخدمية. وأفاد موقع «كلنا شركاء»، أن الإدارة تملك أكثر من 300 موظف للكهرباء و1500 عامل في قطاع النظافة وتوفِّر الطحين للأهالي والبذار للمزارعين وتشرف على أربعة مستشفيات، وأن «الضغط زاد على الإدارة العامة للخدمات التي تتبع لجبهة النصرة بعد توقف «الإدارة الإسلامية للخدمات» التي تتبع لداعش عن العمل».

وكان «داعش» أسس «الإدارة الإسلامية» للخدمات ثم سُلمت إلى «الإدارة العامة للخدمات» التابعة لـ «النصرة» التي يدير مسؤول من «لواء التوحيد» التابع لـ «الجبهة الإسلامية». وقال ناشط: «النصرة تشترط الخبرة وليس مبايعتها من قبل أي موظف جديد، بل إنها تقبل موظفين كانوا يعملون في النظام سابقاً. أما في حال القتال، فإنها تشترط البيعة».

وقال محللون إن «النصرة» تسعى إلى الإفادة من «أخطاء» ارتكبها تنظيم «داعش»، وذلك بتحسين علاقاتها مع المجتمعات المحلية وعدم التعجل في فرض سطوتها على حياة الأهالي. كما استغلت إطلاق السجناء لتحسين صورتها المناقضة لـ «داعش»، إضافة إلى أنها تسعى للاستحواذ على المقرات الخدمية مع أخذ مستودعات السلاح والتدريب التي كانت بحوزة «داعش». وأشار أحد النشطاء إلى أن «إدارة الخدمات» كانت موضع تنافس بين الفصائل، وأن «النصرة» منعت «الائتلاف الوطني السوري» المعارض من السيطرة عليها. وأعلنت «الهيئة الشرعية» المقربة من «النصرة» أمس، حملة ضد «المفسدين على الأرض»، وقالت في بيان إنها: «تمنع إقامة أي حاجز في المدينة الآن عن طريقها كجهة اختصاص».

لكن «النصرة» وفصائل أخرى تواصل الاهتمام بمعضلة تتعلق في الفترة الراهنة بمحطة توليد الطاقة في حلب، بعد أن قال مصدر إن «داعش» هدد بالانسحاب منها، ما يعني سيطرة قوات النظام عليها وجعل موضوع الطاقة في حلب بأيدي النظام. وأشار إلى أن هذا الأمر يستدعي «حذراً» من قبل الكتائب الإسلامية و «النصرة» في صراعها مع «داعش».

في المقابل، تدافع «داعش»، سواء بالقوة أو التسويات، عن معاقلها من الريف الشرقي لحلب وعمق نفوذها إلى الشرق وصولاً إلى حدود العراق. وعقدت أمس اتفاقاً مع «أحرار الشام» المنضوية تحت مظلة «الجبهة الإسلامية» في مدينة دير حافر في الطريق من حلب إلى الرقة. وبحسب نص الاتفاق، أبقى الطرفان على حواجزهما و «التنسيق» بين مقاتلي الطرفين و «التواصل المستمر في أي طارئ».

وكان «داعش» تراجع بسرعة في داخل مدينة الرقة التي كانت أول مدينة تخرج عن سيطرة النظام في آذار (مارس) العام الماضي. وأطلق عشرات المعتقلين من أحد مقراتها، لكن سرعان ما أعاد مقاتلو التنظيم الكرّة بالدفاع عن قصر المحافظة الذي يعتبر مقراً رئيسياً. وقال ناشط: «مبنى المحافظة ومحيطه بعمق كيلومترين تحت سيطرة كاملة لداعش». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن «مقاتلي الدولة الإسلامية سيطروا كاملاً على حي المشلب ومقر جبهة النصرة في مقام أويس القرني في الرقة». لكنه أشار لاحقاً إلى انسحاب مقاتلي «داعش» من الحيين مع تمركز مجموعاته على حاجز عند الطرف الغربي لحي المشلب. ودارت اشتباكات عنيفة في حي الفردوس وصولاً إلى شارعي المنصور وسيف الدولة في مدينة الرقة.

وبعدما سيطرت «النصرة» على مديرية المياه الأحد الماضي، جرت في اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة حولها شارك فيها مقاتلون من «النصرة» و «أحرار الشام» وكتائب تابعة لـ «الجيش الحر»، كان بينها «لواء ثوار الرقة» و «لواء المنتصر بالله»، مقابل عدم مشاركة «كتائب حذيفة بن اليمان» و «لواء أويس القرني» في المواجهات باعتبار أن مقاتليهما يحاصرون «الفرقة 17» التي لا تزال مع «اللواء 93» و «مطار الطبقة» تحت سيطرة القوات النظامية في الرقة.

وساد امس «هدوء حذر» في الرقة مع بدء عودة حياة طبيعية وظهور نداءات للأهالي بالتعرف إلى 70 جثة موجودة في المستشفيات، بعدما فرض «حظر تجول» بسبب المواجهات. لكن «داعش» سيطر على بلدة تل أبيض مع حصول مواجهات مع «الجبهة الإسلامية» على المعبر الحدودي مع تركيا.

قرطبة: التمهيد لمؤتمر وطني للانقاذ

عمر العبد الله

 مجدداً، تفشل المعارضة السورية بتحديد موقف واضح من “جنيف 2”. لكن كما العادة، لا بد لها بعد أي اجتماع من الخروج بما يحفظ ماء الوجه. هذه المرة كان دعوة جديدة لمؤتمر وطني شامل للسوريين. كانت تلك الدعوة خلاصة يومين من الاجتماعات في مدينة قرطبة الإسبانية، في ما عرف بلقاء قرطبة التشاوري للمعارضة السورية، والذي شارك في أعماله على مدار اليومين الماضيين ما يقارب 140 شخصية سورية معارضة.

 التخمينات التي سبقت المؤتمر تحدثت عن نية المشاركين، إعلان جسم سياسي جديد، يكون بديلاً عن الائتلاف السوري لقوى المعارضة، الذي يشهد انقسامات حادة بعد اجتماعاته الأخيرة في إسطنبول، إثر إعادة انتخاب أحمد الجربا رئيساً لولاية جديدة، وتلويح ما يقارب أربعين عضواً من صفوفه بالاستقالة.

يقول أحد المشاركين في المؤتمر، المعارض عمر الشواف، في حديث لـ”المدن” إن المؤتمر كان تشاورياً وسعى بالدرجة الأولى إلى “استعادة استقلال القرار السياسي السوري” ولكنه في نفس الوقت لا يهمش ولا ينكر جهود جميع أطياف المعارضة ولا يسعى لإلغائها، ولذلك فالعمل سيرتكز على الوثائق السابقة الصادرة عن قوى المعارضة السورية.

وعن الحل السياسي والمشاركة في مؤتمر “جنيف 2″، أوضح أن الذهاب إلى هذا المؤتمر يتطلب أولاً تنفيذ بنود “جنيف 1″، وعدم وجود أي دور للرئيس السوري، بشار الأسد، ونظامه، في المرحلة الانتقالية وفي مستقبل سوريا.

من جهته، اعتبر عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري لقوى المعارضة، فايز سارة، أن مؤتمر قرطبة ليس أكثر من نشاط سياسي للسوريين. وقال في حديث لـ”المدن” إن المؤتمر “يفتقد إلى السمت والهدف الواضح والمحدد”.  واستغرب سارة وجود تحشيد خارج الائتلاف الوطني “الذي قطع شوطاً في العملية السياسية”،  لتكتلات سياسية جديدة، معتبراً أن أي كيان جديد يحتاج إلى الكثير حتى يصل إلى ما وصل إليه الائتلاف من دعم دولي ومحلي للتمثيل السياسي والثوري وحتى العسكري.

 وأشار سارة إلى أن الثورة السورية اليوم ليست بحاجة إلى “خلق كيانات سياسية جديدة تنافس بعضها قبيل جنيف 2″، معتبراً أن الحاجة هي “لتوحيد المعارضة وليس خلق منافسين”.

 وشارك في المؤتمر الذي عقد على مدار يومين أعضاء مستقيلون من الائتلاف السوري لقوى المعارضة إلى جانب مقاتلين من الجيش الحر، بالإضافة إلى مبعوثين من التشكيلات المعارضة في الداخل. وكان عضو الائتلاف المستقيل كمال اللبواني قال في وقت سابق في تصريحات إعلامية إن “معظم الأطياف السورية ممثلة في اجتماع إسبانيا، بما فيها أفراد الأمن السوري الذي يدعم الأسد”، وأشار اللبواني إلى مشاركة عناصر من الجبهة الإسلامية في اللقاء، الأمر الذي نفته الجبهة في وقت لاحق.

 ووضع المشاركون خريطة طريق لإنجاح الحل السياسي، تبدأ بإطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن المدن والبلدات السورية، وسحب كافة الميليشيات التابعة لإيران وحزب الله، ومحاسبة المسؤولين عن سفك الدم السوري، حسبما جاء في إعلان قرطبة الذي أصدره المشاركون في ختام اجتماعهم.

 وسينبثق عن المؤتمر لجان تواصل، مهمتها التشاور مع كافة أطياف المعارضة السورية والقوى العسكرية والمدنية، والدعوة لعقد مؤتمر وطني شامل للإنقاذ، لمتابعة الأوضاع المتغيرة بالنسبة للثورة السورية واتخاذ القرارات المناسبة له “بأجندة وطنية”.

 من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان لها إن الاجتماع يهدف إلى زيادة التماسك بين أطياف المعارضة السورية وأفراد ومؤسسات المجتمع المدني والقيادات الدينية، لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلة في سوريا، إلى جانب تسهيل الحوار في ما بينها للحد من حالة الانقسام والتشرذم، وتوحيد المواقف قبيل مؤتمر “جنيف 2”.

حرب الثوار ضد داعش تعمق معاناة السوريين

أ. ف. ب.

تحول شمال سوريا والمنطقة الحدودية مع تركيا، إلى ساحة وغى مضطربة، بعد ان اتّحدت مختلف فصائل المقاومة لطرد جهاديي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، لكنّ المدنيين كانوا الضحية الأبرز لهذا النزاع الجديد بين الثوار والداعشيين.

اكجاكالي: يسرع الرجل الخطى ليقطع الامتار القليلة التي تفصله عن الحدود التركية وهو يرتعد مع كل عيار ناري يسمعه. هذا الرجل هرب من سوريا مع اندلاع المعارك قبل اسبوع بين مقاتلي المعارضة والجهاديين تاركًا خلفه ابنته ذات الـ14 عاماً.

عندما بدأت المعارك في تل ابيض القريبة من الحدود كانت الفتاة الصغيرة في الجانب الاخر من المدينة عند خالتها كما يوضح الرجل الذي رفض الكشف عن اسمه خوفًا من تعرضه لاعمال انتقامية. وقال: “طلبت منها البقاء في مكانها وقلت لها انني سأحضر لأخذها غدًا أو بعد غد”.

كان ذلك منذ اسبوع عندما تحول شمال سوريا الى نار ودماء بعد ان اتّحدت مختلف فصائل المقاومة لطرد جهاديي الدولة الاسلامية في العراق والشام المتهمين بارتكاب تجاوزات عنيفة ووحشية.

وصف النشطاء هذه المعارك بالانتفاضة الثانية بعد انتفاضة 2011 ضد نظام الاسد. الا أن سكان تل ابيض الذين فضلوا الفرار الى تركيا يرونها مجرد حلقة جديدة في مسلسل نزاع لا ينتهي.

ويقول الاب الذي ترك ابنته في سوريا: “لقد تعبنا جدًا. لا نريد ايًا من هذه الجماعات المسلحة … إنهم ياتون ويتقاتلون ويتركوننا مدمرين”.

ويروي الرجل كيف فرض مقاتلو داعش تفسيرهم المتشدد للشريعة الاسلامية في مدينته، حيث منعوا الناس من التدخين ومن حلق لحاهم.

ويقول: “كانوا يوقفونني في الشارع ويقولون لي إنه لا يجوز لي السير علنًا مع ابنتي حتى وان كانت منقبة” مضيفًا باستغراب “انني والدها!”.

وعلى نقطة الحدود يقول شاب يؤكد أنه يقاتل في صفوف الجيش السوري الحر إن تل ابيض اصبحت مدينة اشباح.

ويضيف: “لم يعد فيها مدني واحد، لا يوجد سوى مقاتلين”.

بعض السكان لجأوا الى مدينة اكجاكالي الحدودية حيث يأملون أن لا يبقوا فيها سوى لفترة موقتة.

يقول ابو محمد (34 سنة) الذي عبر الحدود مع زوجته وابنائه الاربعة وبينهم طفل حديث الولادة “جئت الى تركيا لأنني خفت على ابنائي”.

وخلال الليل عندما تهبط درجة الحرارة الى ادنى من الصفر يدعوهم بعض السكان الى الاحتماء في منازلهم. ومع طلوع النهار يعودون الى ارصفة الشوارع.

يحن ابو محمد كثيرًا لحياته قبل 2011 وذلك بعد أن تحولت الانتفاضة السلمية ضد بشار الاسد الى حرب اهلية. ويقول: “الفقراء هم الخاسرون في هذه الحرب. انهم لا يستطيعون شراء ما يسد رمقهم”.

ويعتبر لاجىء آخر يدعى احمد عبد الرحيم أن اكجاكالي مجرد محطة في رحلة عذاب مفزعة ولا تنتهي للفرار من الحرب.

فقد غادر هذا الرجل وهو رب اسرة في الخامسة والاربعين من العمر مدينة حلب، حيث كان يعمل قبل الحرب حارساً امنياً في الحافلات السياحية، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وذلك بعد أن قصفت طائرات الجيش السوري منزله.

ومن حلب رحل الى تل ابيض حيث كان ينام مع زوجته وابنائه الخمسة في مدرسة مهجورة الى أن ارغمته المعارك الاخيرة على الانتقال الى الجانب الآخر من الحدود.

ويقول عبد الرحيم: “لم يعد هناك شيء في سوريا .. لا غذاء ولا كهرباء، لا شيء على الاطلاق. لقد اصبح بلدنا بلد الموت”.

بدء العد التنازلي لهزيمة داعش في سوريا والعراق

عبد الاله مجيد ايلاف

انتعش نفوذ داعش وتجاوز الحدود العراقية ليصل إلى سوريا، وأخيرًا لبنان بعد تبنيه تفجيرات هناك، وساعد شعور بعض السنة بالغبن والتهميش الطائفي على امتداده، إلا أن مراقبين يرون أن بداية نهاية التنظيم المتطرف في المنطقة لم تعد بعيدة.

في منطقة وضعت رمالها السياسية المتحركة حدود الدول موضع تساؤل، أرادت الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” أن تؤكد أنها اسم على مسمى. فالجماعة التي بدأت فرعًا لتنظيم القاعدة في العراق، استعادت قوتها منذ رحيل القوات الأميركية في أواخر 2011 وساعدتها على ذلك سياسة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي عبر استعداء قطاعات واسعة من السنة، باستبعادهم وتهميشهم وملاحقة شبابهم، مستخدمة المادة 4 إرهاب سيئة الصيت.

تمددت دولة العراق الإسلامية إلى سوريا منذ نيسان/إبريل من العام الماضي، معلنة عن ذلك بإضافة الشام، التي تضم تاريخيًا لبنان أيضًا. وأخذت داعش معتمدة على تسليحها الأحسن وتمويلها الأكبر تقضم باطراد مناطق حررتها قوات المعارضة الوطنية السورية.

بداية النهاية؟

وبسطت داعش سلطة بالغة القسوة على امتداد حوض الفرات وعلى رقعة واسعة من شمال سوريا أيضًا. لكن مراقبين يرون أن توسع داعش وصل إلى نهايته، وبدأ العد التنازلي لانحسار الجماعة.

يقاتل مسلحو داعش، التي يقدر محللون أنها تضم في صفوفها نحو 7000 جهادي من أنحاء العالم، يقاتلون على ثلاث جبهات الآن. ففي سوريا تحوّلت موجة الغضب على ممارساتها وارتكاباتها إلى تسونامي بعد 31 كانون الأول/ديسمبر عندما أعادت جثة قائد في أحرار الشام وعليها آثار تعذيب. ثم أقدمت داعش على خطف خمسة موظفين في منظمة “أطباء بلا حدود” الفرنسية، وهي من المنظمات الإنسانية القليلة، التي ما زالت تعمل داخل سوريا.

كان هذا الاستفزاز القشة التي قصمت ظهر البعير. فتوحدت فصائل معارضة من كل صنف، وفي مقدمها الجيش السوري الحر، ومن ضمنها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة أيضًا، كلها وضمت قواها طاردة داعش من معاقل لها في رقعة واسعة من شمال سوريا.

في الرقة، نقلت مجلة الإيكونومست عن مصادر في المعارضة السورية أن داعش تسيطر الآن على مبنى واحد فقط في المدينة، وأنها فقدت جميع المعابر الحدودية مع تركيا، التي كانت تسيطر عليها، باستثناء معبر واحد، فضلًا عن فقدانها مقر قيادتها في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من مدينة حلب، أكبر المدن السورية.

هدية للمالكي

كما تُلاحَق داعش في العراق، حيث سعت إلى استغلال مشاعر السخط والاستياء من حكومة المالكي بين السنة. وفي 3 كانون الثاني/يناير تمكنت من اجتياح مدينتي الرمادي والفلوجة في محافظة الأنبار. لكن مراقبين يرون أن هذه الخطوة قدمت خدمة مجانية إلى المالكي. فباتت المحافظة، التي تشكل ثلث مساحة العراق، تشهد اعتصامات واحتجاجات ضد حكومة المالكي منذ عام، من دون أن يجرؤ المالكي على إرسال جيشه لقمعها.

لكن داعش قدمت إليه ذريعة ودعمًا من الأميركيين، الذين وعدوا بتسريع وصول مساعداتهم العسكرية إليه، فضلًا عن وقوف رجال من مجالس الصحوة، الذين قاتلوا القاعدة من قبل إلى جانبه. في هذه الأثناء أفادت تقارير أن داعش فتحت جبهة ثالثة في لبنان، حيث أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات استهدفت عناصر حزب الله ومناطق لبنانية.

وأتاح ضعف السلطة في سوريا والعراق مجالًا لأيديولوجيا داعش المتطرفة، فيما دفعت السياسات الطائفية لحكومة المالكي ونظام بشار الأسد سنة ناقمين إلى القبول بوجود داعش، رغم اختلافهم مع أفكارها المتطرفة.

جبهة لبنان وسوريا

كما إن أساليب داعش واعتمادها على مقاتلين أجانب لاقت معارضة ورفضًا من الأهالي في المناطق التي تنشط فيها. بل إن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري نفسه انتقد هجمات داعش العشوائية على الشيعة والسنة. وتضررت المعارضة السورية عمومًا بممارسات داعش، التي أقدمت على سجن عشرات من موظفي المنظمات الإنسانية والصحافيين والناشطين السوريين والأكراد والمسيحيين والعلويين.

ويرى محللون أن النجاح في لجم داعش سيحدث تغييرًا جذريًا في موازين القوى، سواء في سوريا أو العراق. فهذه الجماعة عملت جاهدة على تسميم العلاقة بين السنة والشيعة في عموم المنطقة. وفي سوريا استخدم نظام الأسد داعش فزاعة يخيف بها القوى الغربية، التي بدأ بعضها ينظر إلى التنظيم المتطرف على أنه أهون الخيارات السيئة في سوريا مع تداعيات ذلك السلبية على المعارضة الوطنية. وفي العراق أسهمت داعش بقسط كبير في جعل 2013 أشد الأعوام دموية منذ 2008.

كما أظهرت المواجهات مع داعش في سوريا أن فصائل وطنية معارضة، كان الغرب حتى الآونة الأخيرة يظن أنها قوة مستهلَكة، ما زالت قادرة على التصدي لمقاتلين شرسين، مثل مقاتلي داعش، وإلحاق الهزيمة بهم. وتقاتل الآن جبهة ثوار سوريا وكتائب المجاهدين إلى جانب الجبهة الإسلامية ضد داعش.

وللمرة الأولى منذ أشهر بدأ السوريون يشعرون بأن لديهم معارضة موحدة ضد النظام الذي سامهم سوء العذاب. ونقلت مجلة الإيكونومست عن قائد عسكري في المعارضة السورية قوله “إن الوقت ما زال مبكرًا، ولكنها أنباء سارة”.

قائد جبهة «ثوار سوريا»: نحن نواة الجيش الوطني وستنضم إلينا نصف كتائب المعارضة

قال لـ «الشرق الأوسط» إن علاقتهم مع «الجبهة الإسلامية» جيدة جدا

بيروت: «الشرق الأوسط»

كشف قائد جبهة «ثوار سوريا» جمال معروف أن الألوية والكتائب التابعة للجبهة «ستكون النواة الأولى لتشكيل الجيش الوطني الحر». وشدد على أن مهمة هذا الجيش ستتركز على قتال نظام الرئيس السوري بشار الأسد والتنظيمات الأصولية «التي لا تختلف عنه في ممارسة القمع على أن يسعى بعد زوال النظام للحفاظ على أمن الناس». وقال معروف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «هيئة الأركان في الجيش الحر لم تعد تملك أي نفوذ على الأرض، لا سيما بعد الضربة التي وجهت إليها من قبل الجبهة الإسلامية». ورجح أن «ينضم إلى الجيش الجديد نحو 50 في المائة من الكتائب التي تقاتل في سوريا»، دون أن يستبعد صدامات عسكرية مع كتائب أخرى خارج الجيش الوطني. وكان وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، أسعد مصطفى قد أعلن أول من أمس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن وزارته تعمل على تشكيل «جيش وطني حر» لمواصلة المعارك ضد التنظيمات الإسلامية المتشددة ومحاربة النظام، إضافة إلى حفظ الأمن في مرحلة ما بعد (الرئيس بشار) الأسد، كاشفا عن «مناقشات تجري حاليا مع مختلف القوى العسكرية، بما فيها (الجبهة الإسلامية) التي تضم أكبر تكتل للكتائب الإسلامية».

وكانت معارك اشتعلت بين الجبهة الإسلامية التي يتزعمها زهران علوش وبين الجيش السوري الحر، وتمكنت الجبهة من احتلال بعض مقرات الحر شمال سوريا.

وبحسب معروف فإن «الانتصار على النظام السوري يستلزم تحرك سريع لتوحيد جهود الفصائل المقاتلة تحت إدارة واحدة ضد إرهاب بشار الأسد». واصفا العلاقة بين «جبهة ثوار سوريا» و«الجبهة الإسلامية» بـ«الجيدة جدا» قائلا: «نشترك مع الأخوة بالجبهة الإسلامية بالسعي لتحقيق هدف واحد هو إسقاط نظام الأسد»، مؤكدا أن «عددا من المعارك حصلت أخيرا بالتعاون والتنسيق بين الجبهتين».

وتضم جبهة «ثوار سوريا» التي أعلن عن تشكيلها قبل أسابيع كتائب من «الجيش السوري الحر»، أبرزها «المجلس العسكري» في محافظة أدلب وتجمع ألوية وكتائب «شهداء سوريا» وألوية «النصر القادم» و«الفرقة التاسعة بحلب» و«لواء أحرار الشمال» وكتائب «فاروق الشمال» وكتائب «رياض الصالحين» في دمشق وتجمع «أحرار الزاوية» وألوية «الأنصار» وكتائب «فاروق حماة» و«الفرقة السابعة» وألوية «ذئاب الغاب» وفوج «المهام الخاصة» بدمشق ولواء «شهداء أدلب». وعلى الرغم من أن «جبهة ثوار سوريا» نفت أن يكون تشكيلها رد فعل على اتساع نفوذ «الجبهة الإسلامية» فإن توقيت تأسيسها بعد سيطرة الأخيرة على مستودعات للجيش الحر في حلب وضعها في هذا الاتجاه، لا سيما وأنها تتقاطع في مشروعها السياسي مع مشروع «الجبهة الإسلامية» من ناحية إقامة «حكم إسلامي رشيد».

وينفي معروف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن تكون جبهته «تلقت أي مساعدات من جهات عربية أو غربية»، مشيرا إلى أن «ما يملكونه من سلاح وعتاد جرى الاستيلاء عليه خلال معارك مع النظام».

وحول موقفه من مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا شدد معروف على أن «موافقته على هذا المؤتمر مشروطة بتنحي بشار الأسد»، مطالبا بـ«الحصول على ضمانات من قبل روسيا وأميركا لتحقيق هذا الشرط قبل توجه المعارضة للمشاركة بالمفاوضات».

وفي حين تكتسب «جبهة ثوار سوريا» قوة ميدانية في المناطق الشمالية، لا سيما أدلب، فإن مقاتليها الذين يتجاوز عددهم الـ40 ألفا ينتشرون أيضا في مدن سورية أخرى. ولعبت «الجبهة» دورا عسكريا كبير خلال المعارك ضد تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية (داعش).

كتائب المعارضة ماضية في ملاحقة «داعش» بإدلب.. وتخشى تصفية معتقلين

آموس في دمشق لتفقد مخيمات اللاجئين وبحث خطة الاستجابة للأزمة الإنسانية

بيروت: «الشرق الأوسط»

تواصلت الاشتباكات أمس، بين كتائب المعارضة السورية، من جهة، ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، من جهة ثانية. وتركزت المعارك في محيط مدينة سراقب في إدلب، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». مشيرا إلى أن «رتلا من كتائب إسلامية مقاتلة وكتائب معارضة يحاول السيطرة على معاقل (الدولة) في المدينة».

ورجح قدور معروف، القيادي في «جبهة ثوار سوريا» التي تشارك في المعارك، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «تحسم كتائب المعارضة معركة سراقب بسرعة نظرا إلى الضعف الذي أصاب صفوف (داعش)»، مشيرا إلى أن التنظيم بدأ يستخدم أسلوب السيارات المفخخة إذ انفجرت واحدة أمس (الجمعة) عند مدخل سراقب.

وأعلن ناشطون السيطرة على الحي الشرقي من مدينة سراقب من قبل عناصر الجبهة الإسلامية، مؤكدين مقتل العشرات من مقاتلي (الدولة) إضافة إلى محاصرة أمير (الدولة)، أبو البراء، وسط المدينة.

بدوره، تخوف حمزة حبوش، قائد لواء درع هنانو التابع للجيش الحر، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من أن «تلجأ عناصر (داعش) في سراقب إلى إعدام المعتقلين لديها كما فعلت في مناطق أخرى بعد أن شعرت بهزيمتها».

وتعد مدينة سراقب الخارجة عن سيطرة النظام السوري منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، والواقعة على الطريق بين مدينتي حماة وحلب، آخر معاقل «الدولة الإسلامية» في إدلب.

وكان «المرصد السوري» أفاد في وقت سابق بأن رتلا يضم نحو 200 مقاتل من الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، بحوزتهم دبابات وعربات مدرعة، توجه أول من أمس إلى سراقب «التي يوجد فيها مئات المقاتلين من الدولة الإسلامية». كما أعلن «المرصد» عن مقتل خمسة مقاتلين معارضين بتفجير جهاديين لسيارتهم في سراقب بعد منتصف الليلة قبل الماضية، مشيرا إلى أن «الخمسة قضوا في انفجار لغم أرضي بسيارتهم». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناشط منهل بريش قوله إن «التفجير نتج عن إلصاق جهاديين شحنة ناسفة أسفل شاحنة صغيرة (بيك أب) تابعة لحركة (أحرار الشام) الإسلامية، التي تشارك في المعارك الدائرة لأكثر من أسبوع ضد عناصر (الدولة الإسلامية».

وفي المقابل، أفاد المرصد السوري بسيطرة «الدولة الإسلامية على محطة القطار وحاجز لكتائب المعارضة في الرقة»، مشيرا إلى «وجود عشرات الجثث لمقاتلين من الدولة الإسلامية في المشفى الوطني في المدينة». كما ألقى تنظيم «داعش» عشرات الجثث لمقاتلين من الكتائب الإسلامية ولواء إسلامي مقاتل مبايع لجبهة النصرة في قرية الجزرة غرب الرقة، بحسب المرصد. وأوضح المرصد أن «مقاتلي الدولة الإسلامية سيطروا على قرية قرب مدينة تل أبيض»، مشيرا إلى أن «مقاتلي المعارضة أرسلوا تعزيزات إلى هذه المدينة الحدودية مع تركيا».

وتدور منذ الثالث من يناير (كانون الثاني) معارك بين ثلاثة تشكيلات معارضة هي «الجبهة الإسلامية» (التي تعد أحرار الشام من أبرز مكوناتها) و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا» من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» الذي يتهمه الناشطون والمعارضة بتطبيق معايير متشددة وارتكاب ممارسات «مسيئة» تشمل أعمال القتل والخطف والاعتقال.

في موازة ذلك، حيا «الائتلاف الوطني السوري» في بيان مقاتلي المعارضة في مدينة حمص، الذين قضى 45 منهم الخميس الماضي أثناء محاولتهم فك الحصار عن أحياء في ثالث كبرى المدن السورية. وتتعرض المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة، لا سيما حمص القديمة، لحصار منذ قرابة 600 يوم.

ويفيد الناشطون عن نقص دائم في الأغذية والمواد الطبية، علما أن المنظمات الإغاثية لم تتمكن من دخول هذه المناطق. ويؤكد يزن الحمصي أن «حالة الجوع واليأس من أي مساعدة خارج الأحياء المحاصرة (…) دعت إلى تحرك انتحاري لمجموعة من المقاتلين كمحاولة لتأمين قليل من المواد الغذائية وطريق لإخلاء العائلات والجرحى».

من جهة أخرى، وصلت مسؤولة المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري آموس إلى دمشق أمس، في زيارة تستغرق يومين تلتقي خلالها بالمسؤولين الحكوميين وتزور المخيمات بالمدينة. وتعد هذه الزيارة إحدى زياراتها الدورية لسوريا من أجل الإشراف على خطة الاستجابة للأزمة الإنسانية التي سببها الصراع الدائر بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة.

الأزمة السورية تفرض نفسها على الأردن رغم مساعيه للنأي عنها

يعاني ضغط 60 ألف لاجئ وارتفاع التهريب وتسلل المقاتلين

عمان: محمد الدعمة

حاول الأردن على مدار ثلاثة أعوام من عمر الأزمة السورية، التي اشتعلت منتصف مارس (آذار) 2011، أن ينأى بنفسه بعيدا عنها رغم التداعيات التي رافقت هذه الأزمة وألقت بظلالها السياسية والاجتماعية والاقتصادية عليه وعلى دول الجوار، وذلك بسبب التداخل الجغرافي والديمغرافي، إذ يرتبط الأردن مع سوريا بحدود يبلغ طولها 375 كيلومترا وتداخلات عشائرية وعائلية بين السكان في المدن والبلدات المتاخمة لهذه الحدود.

ومع أن الأردن بادر منذ اندلاع الأزمة السورية وبدء تدفق اللاجئين السوريين على أراضيه إلى تبني جملة من التدابير الاحترازية والوقائية لاستيعاب ارتدادات الأزمة وامتداداتها، فإنه كان أول بلد تأثر بها.

ويقول محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، إن موقف بلاده من الأزمة السورية يأتي «بناء على أساس الواقع البراغماتي للأزمة التي أفضت إلى استحالة الحسم العسكري وحتمية الحل السياسي، من خلال عملية سياسية تشارك فيها جميع أطراف المعادلة السورية تؤدي في النهاية إلى استعادة الأمن والاستقرار لسوريا والذي من شأنه أن يوقف تداعيات الأزمة على دول الجوار خاصة عمليات اللجوء». ويدعو المومني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «ضرورة أن يكون هناك بعدا إنسانيا في العملية السياسية وأن ينظر بالآليات الفاعلة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى النازحين السوريين داخل سوريا، مما يخفف من حدة اللجوء ويشجع اللاجئين العودة إلى بلادهم».

ومع أن الموقف السياسي الرسمي إزاء الأزمة السورية يتسم بالتوازن والنأي بالنفس عن التدخل فيها عبر دعواته المتكررة إلى إيجاد حل سياسي لها يوقف نزيف الدماء في سوريا ويحافظ على وحدتها أرضا وشعبا، إلا أن نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن زكي بني أرشيد يرى أن الموقف الرسمي لبلاده تجاه الأزمة السورية «حددته مجموعة متناقضة من الاعتبارات المحلية والإقليمية والدولية، وهو موقف يراوح بين الانسجام مع موقف جامعة الدول العربية الذي اعترف بائتلاف المعارضة بديلا عن النظام، وبين الاعتبارات المحلية التي راعت تداعيات ذلك الموقف على المستويات المختلفة ومن بينها الموقف الأمني، ووجود التيار القومي واليساري الأردني الذي أيد النظام السوري، في مقابل موقف التيار الإسلامي الذي أيد المعارضة السورية».

ويعتبر بني أرشيد «تأثر الموقف الأردني بالموقف الخليجي والأميركي المؤيد لتغيير النظام السوري، أظهر الموقف الأردني مترددا وغير واضح، وربما عن قصد؛ لأنه كان ولا يزال يحاول أن يرضي جميع الأطراف المتناقضة».

وفرضت الانعكاسات العسكرية والأمنية للأزمة السورية كثيرا من التهديدات على الأردن، حسب قائد حرس الحدود الأردني العميد حسين الزيود، الذي اعتبر العمليات العسكرية وتبادل إطلاق النار بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة على مقربة من الحدود بين البلدين، أبرز هذه التهديدات. ويقول إن هذه التهديدات جعلت الحدود في حالة استنفار عسكري وأمني من الجانب الأردني بعد تعرض الأراضي الأردنية لصواريخ وقذائف، أصابت في مناسبات عدة مواطنين عزل، وألحقت أضرارا بالممتلكات العامة والخاصة. وينبه العميد الزيود أن هذه التهديدات ترافقت أيضا مع ارتفاع عمليات التهريب عبر الحدود بنسبة 300 في المائة، بما فيها تهريب الأسلحة والمخدرات، وكذلك ارتفاع عمليات تسلل الأشخاص من جنسيات مختلفة بنسبة 250 في المائة خلال عام 2013 مقارنة بالعام الذي سبقه.

وعلى الرغم من مظاهر التكافل الكثيرة والمساعدة بين الأردنيين والسوريين، إلا أن نزوح أكثر من 600 ألف سوري إلى الأردن، فرض على هذا البلد تحديات غير مسبوقة على الصعيد الاجتماعي، وأعباء اقتصادية إضافية عجز عن تحملها بمفرده، بسبب محدودية موارده وشحها، فضلا عن الصعوبات المالية التي يواجهها في السنوات الأخيرة.

فبعد أن اختارت السلطات الأردنية نهج سياسة الحدود المفتوحة في وجه السوريين الذين يفرون باستمرار من ويلات الحرب الدائرة رحاها في بلادهم، واتخذت الكثير من التدابير والإجراءات، بالتعاون مع الوكالات الأممية العاملة في المجال الإنساني، لتوفير الاحتياجات الإنسانية والخدمات الاجتماعية لهم، فإنها ظلت غير كافية، بالنظر إلى ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين في الأردن، الذين أقبلوا بكثافة على خدمات الصحة والتعليم والمياه والطاقة.

كما أن التأثير الاجتماعي للأزمة السورية على الأردن طال البنية الديموغرافية لهذا البلد، حيث أضحى اللاجئون يمثلون نسبة 10 في المائة من عدد سكانه، مما انعكس سلبا على المجتمعات المحلية، بعد تراجع المساعدات الاجتماعية التي كانت تحصل عليها الأسر الفقيرة لصالح اللاجئين، وحلول اليد العاملة السورية محل نظيرتها الأردنية، ليس فقط بفضل مهارتها، وإنما بفعل انخفاض تكلفتها أيضا، فضلا عن ارتفاع أسعار البضائع والسلع وتضاعف إيجارات المساكن بشكل صاروخي، مما خلف استياء شعبيا ومجتمعيا واسع النطاق.

أما في المجال الاقتصادي، فإن تأثيرات الأزمة السورية لا تقل أهمية، بحيث ساهمت في المزيد من الضغوط على الوضع الاقتصادي في الأردن، الذي يعاني أصلا من عجز كبير في ميزانيته وديون تفوق 27 مليار دولار، ومعدل بطالة يناهز 14 في المائة، بالإضافة إلى تضرر القطاع التجاري والتجارة الخارجية للأردن، التي كانت تعبر أساسا من سوريا باتجاه تركيا وأوروبا، بسبب التراجع في قطاع النقل البري، وبالتالي في حجم تدفق البضائع بين البلدين.

وقدر وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني إبراهيم سيف التكلفة المالية التي ترتبت عليها جراء استضافة اللاجئين السوريين للعام الماضي 2013 بنحو مليار و700 مليون دولار، منها 880 مليون دولار التكلفة التشغيلية في قطاع الصحة والأمن والكهرباء وغير ذلك من الخدمات الأخرى.

ويقول الوزير سيف لـ«الشرق الأوسط» إنه لم تصل من هذه المساعدات سوى 450 مليون دولار من الدعم الخارجي، مما دفع الحكومة إلى دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته بهذا الصدد. ويضيف أنه إذا بقي عدد اللاجئين يتراوح بحدود 600 ألف لاجئ فإن الأردن بحاجة خلال العام الحالي 2014 إلى مليار و200 مليون دولار من المساعدات التشغيلية للاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم وذلك حسب تقديرات الأمم المتحدة.

“ثورة” القاعدة… استثمار الصراع الطائفي لكسب التأييد

أنّـا ماريـا لوكـا

بيروت – بدا أنّ الثورة السنّية على الحكومة التي يقودها الشيعة في محافظة الأنبار في العراق بدأت في 30 كانون الأول 2013. إذ بعد أن تم حلّ تظاهرة ضد رئيس الوزراء نوري المالكي، اندلعت اشتباكات عنيفة بين ميليشيات قبلية سنّية وقوات الأمن العراقية في الرمادي والفلوجة. وبعد أيام قليلة، سيطرت “القاعدة” في العراق على المدينتين.

ومع هذا التطور المقلق، بات فجأة من الواضح بأنّ “القاعدة” عادت للبروز في المنطقة، مستفيدةً من كافة الفرص المتاحة: الحرب في سوريا، وعدم الاستقرار السياسي عقب الربيع العربي، وازدياد الطائفية في أنحاء المنطقة، والنقص في التدخّل الغربي.

إلاّ أنّ واضعي السياسات والاستراتيجيات كان عليهم أن يقلقوا قبل وقت طويل من الاستيلاء على الرمادي والفلوجة، يرى بعض المحللين. فعلى الرغم من أنّ “القاعدة” لم تكن تعتدي على أهداف في البلدان الغربية كما فعلت في الماضي، إلا أنها كانت تشكّل ميليشيات مسلّحة لتأسيس دول إسلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وعلى وجه الخصوص، اكتسبت “القاعدة” أراض في العراق وسوريا. وقد احتدّت الاعتداءات في العراق ما أدى الى مقتل 6000 شخص وجعل عام 2013 أحد أكثر الأعوام دموية في التاريخ الحديث للبلد.

وفي سوريا، حاولت “القاعدة” في العراق أن تدمج “جبهة النصرة” السورية التي تشكّلت حديثاً ضمن “الدولة الإسلامية في العراق والشام” باسمها الجديد. وفي حين أنّ زعيم “جبهة النصرة” رفض هذا الدمج وأكّد أنّ مجموعته هي الممثل الحقيقي لـ”القاعدة” في سوريا، سيطر مقاتلو “داعش” الأفضل تسليحاً وتدريباً، على العديد من البلدات في شمال سوريا، وفرضوا الدولة الإسلامية فيها بشكل عنيف.

ووفقاً للعديد من الخبراء، لطالما استثمرت “القاعدة” في تكتيكاتها في الصراع الطائفي من أجل كسب دعم شعبي والإطاحة بالأنظمة التعسفية في العالم العربي لاستبدالها بدول إسلامية.

“القاعدة ووكلاؤها ثوار سياسيون”، قال لموقع NOW طوماس جوسلين، المسؤول الكبير في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها في واشنطن. “منذ البداية أرادوا دولة، ولطالما كان المشرق هو المفضّل لديهم. فطالما أنّنا في الغرب نراهم كإرهابيين ضيّقي التفكير لا يكترثون سوى للقيام باعتداءات إرهابية وإيقاع أكبر عدد من الضحايا، لن نتمكّن من هزيمتهم”، قال.

ترمي استراتيجية القاعدة الى خلق أو استغلال الصراع الطائفي والتحوّل الى مدافعين عن المسلمين السنّة. ففي العراق، احتاجت القاعدة الى حملة تفجيرات إرهابية ضد السكان المدنيين الشيعة لكي تؤمّن مناخاً من الصراع الطائفي الذي تتعطّش إليه. وكانت سلسلة من الانفجارات التي حصلت في 23 تموز 2013 هي أول ما لفت الانتباه الدولي الى حملة القاعدة في العراق لـ “كسر الجدران”، كما كتبت مديرة الأبحاث في معهد دراسة الحرب جيسيكا د. لويس في دراسة نُشرت مؤخراً. وفي سوريا، وفّرت الحرب الأهلية أصلاً الظروف اللازمة. “فقدان النظام السيطرة، لا سيما في المحافظات الشمالية والشرقية، سمح لمجموعات القاعدة بملء الفراغات الناتجة عن ذلك”، أضافت لويس.

وما عقّد الوضع في سوريا هو بروز مجموعتين متصلتين بالقاعدة، هما قوات داعش وجبهة النصرة. إلاّ أنّ “داعش” فشلت في مهمتها بعد أن أطلق الناشطون والثوار السوريون ما سموه بـ”الثورة الثانية” ضد داعش. فقد اندلعت المعارك في أنحاء شمال سوريا. إلاّ أنّ هذه الثورة الثانية المضادة للمتطرفين ليست موجهة ضد جبهة النصرة، المجموعة الثانية التابعة للقاعدة في سوريا. أما جوسلين فيرى بأن ذلك ليس سوى خطأ.

“لطالما كانت جبهة النصرة بالفعل مجموعةً تابعةً للقاعدة، وهي منظمّة بشكل جيد جداً. أما أمراء داعش لم يفهموا كيفية تغيير تكتيكاتهم من أجل كسب دعم الشعب”، شرح جوسلين. “لماذا قد تبذل جبهة النصرة مثل هذه الجهود لتغيير تكتيكها لكسب المزيد من الدعم الشعبي إن لم يكونوا ثوّاراً سياسيين، غير مهتمين في الترهيب [بل في كسب سلطة سياسية]؟ إنهم يحاولون بناء قاعدة شعبية بين الناس وهذا الأمر مخيف. هذا هو أكبر خطر قد تشكّله”، أضاف قائلاً.

غير أنّ العديد من شخصيات المعارضة السورية لا ترى جبهة النصرة كتهديد مباشر. “نعلم بأنهم يريدون دولة إسلامية، ولكنهم لم يؤذوا الناس أبداً كما فعلت قوات داعش. فهي لم تفرض خطتها على الناس من خلال الإرهاب. لقد كانت جبهة النصرة في ساحة المعركة على الدوام. وهي لم تعتقل أو تخطف أو تعذّب الناشطين أو الصحافيين الاجانب، فلو أنهم فعلوا ذلك، لواجهوا ما تواجهه داعش اليوم”، قال منهل باريش من مجلس الإئتلاف السوري الذي قام مقاتلو داعش بالاعتداء عليه مرات عديدة.

يعتقد جوسلين بأنّ دعم الشعب هو بالضبط ما يشكل مفتاح مكافحة التطرّف في المنطقة وأبعد من المنطقة. “علينا أن نحتضن الشعب. فها هنا فشلت الولايات المتحدة في العراق وسوريا” قال. “كان للغرب في البداية فرصة لدعم السوريين الذين أرادوا فقط التحرّر من الأسد. واليوم ملأ الفراغ ثوّار سياسيون من القاعدة”.

وفقاً لدراسة نشرتها مؤخراً مؤسسة Quilliam، وهي مؤسسة أبحاث في لندن تدرس التطرّف حول العالم، فإنّ الدعم الشعبي لمشاريعها الحقيقية هو نقطة ضعف القاعدة. فعلى الرغم من أنّ القاعدة عادت للبروز في المناطق الحامية مثل سوريا، والعراق والعديد من بلدان شمال أفريقيا، فهي تفتفر في النهاية الى دعم شعبي حقيقي لها لكي تتمكن من فرض إيديولوجيتها وتتحوّل الى حزب حاكم.

في الفلوجة في العراق، يستمر القتال. ولكن وفقاً لرجال القبائل المحليين، فإنّ معظم المقاتلين من قوات داعش الحليفة للقاعدة انسحبوا من البلدة، تاركين الجيش العراقي ورجال القبائل عالقين في مواجهة عنيفة.

وفي سوريا، استولت قوات المعارضة، وبينها جبهة النصرة، على مقر داعش في حلب. “أعتقد بأنّ فكرة فرض دولة إسلامية في سوريا هي فكرة جنونية”، قال باريش لـ NOW. “لا أعتقد بأن هذا ممكن: لقد طالب السوريون بالحرية وبدولة مدنية لدى بدء الثورة، وطالبوا أيضاً بفصل السلطات داخل الدولة. السوريون سوف يرفضون فكرة قيام دولة إسلامية”.

آنا ماريا لوكا تغرّد على تويتر @aml1609

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

 النظام يتقدم بحلب ومعظم الرقة بيد “الدولة الإسلامية”

                                            سيطرت قوات النظام السوري على منطقة النقارين جنوب شرق محافظة حلب (شمالي البلاد) عقب معارك مع المعارضة المسلحة التي تقاتل في الوقت ذاته تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وفيما لا تزال تدور معارك في النقارين بين الجيش النظامي والثوار، فقد أعرب ناشطون سوريون عن مخاوفهم من أن تقطع القوات النظامية -في حال سيطرتها على المدينة الصناعية- الطريق بين مدينة حلب والريف الشمالي لمحافظة حلب.

وفي هذا السياق دارت اشتباكات بين المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الباب ومحاور أخرى في ريف حلب. وقالت كتائب المعارضة إنها استعادت السيطرة على مدن وبلدات حيان وبيانون وباشكوي في الريف الشمالي لحلب من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي إدلب, سيطرت فصائل للمعارضة -بينها الجبهة الإسلامية- على أجزاء كبيرة من سراقب، بعد مواجهات عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية وفقا للمرصد السوري.

وفي سراقب استهدف تنظيم الدولة الإسلامية أيضا حاجزين للجبهة الإسلامية السورية بسيارتين ملغمتين أسفرتا عن مقتل أربعة من مقاتلي الجبهة وجرح 12 آخرين.

من ناحية ثانية، أفاد ناشطون بأن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على مدينة تل أبيض في الرقة وعلى معبر المدينة الحدودي مع تركيا.

وقالت مصادر في المعارضة المسلحة إن عناصر من حركة أحرار الشام -إحدى فصائل الجبهة الإسلامية- انسحبت من عدة مواقع داخل الفرقة 17 بالرقة.

سيطرة بالرقة

وأوضح مراسل الجزيرة معن خضر أن تنظيم الدولة الإسلامية بات يسيطر على المناطق الرئيسية في الرقة بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات مع قوات المعارضة أسفرت عن مقتل العشرات من الطرفين.

وكانت الرقة قد خرجت عن سيطرة النظام السوري في مارس/آذار الماضي, وسيطرت عليها في البداية عدة فصائل, قبل أن يدخلها تنظيم الدولة الإسلامية.

وصعد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هجماته الانتحارية بالسيارات الملغمة ضد قوات المعارضة أمس.

ففي حلب فجر التنظيم ثلاث سيارات في حواجز عسكرية تابعة للجبهة الاسلامية السورية أسفرت عن مقتل اثنين من الجبهة وأربعة عشر مدنيا بينهم ستة أطفال فيما جرح آخرون، هذا بالإضافة إلى تفجير سراقب.

وفي حمص قتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرون بانفجار سيارة ملغمة عند حاجز للجيش الحر بمنطقة المجدل ليرتفع عدد السيارات الملغمة التي فجرها تنظيم الدولة الإسلامية أمس إلى ست.

وعلى صعيد المعارك مع النظام، فقد أفاد ناشطون بستهداف النظام بالمدفعية الثقيلة أحياء جوبر والقابون بدمشق فيما تستمر قوات النظام بالحصار الكامل على مناطق جنوب دمشق بما فيها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ومنع دخول الأدوية والمواد الغذائية إليها. وأفاد مجلس قيادة الثورة في دمشق بأن ثلاثة شهداء سقطوا اليوم جراء استمرار الحصار الخانق على مخيم اليرموك.

قصف واشتباكات

وفي داريا بريف دمشق قال ناشطون إن طيران النظام ألقى براميل متفجرة على المدينة. وأفاد المجلس المحلي بداريا بأن قتلى وجرحى سقطوا خلال اشتباكات متواصلة في جنوب شرق المدينة بين الجيشين الحر والنظامي هي الأعنف، ولليوم الثالث على التوالي، وذلك فيما يتوالى القصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن الزبداني ويبرود ودوما.

وفي حماة، أفاد مركز حماة الإعلامي بوقوع سبعة قتلى بينهم أطفال، وعشرات الجرحى بقصف قوات النظام على صوران بريف حماة الشمالي, في حين قصفت قوات النظام في ساعات الصباح الأولى براجمات الصواريخ منطقة الكفر بريف حماة من مطار حماة العسكري. ودارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط طيبة الإمام بالريف الشمالي, وبحسب المركز شنّ الطيران المروحي غارات جوية ألقى من خلالها “حاويات متفجرة” على ناحية العقيربات بريف حماة الشرقي أدت لدمار كبير في المنازل.

وفي حمص، شهدت المدينة اليوم قصفاً عنيفاً بالهاون وراجمات الصواريخ إضافة للقصف بالقذائف العنقودية التي تطلق عن طريق المدافع من قبل قوات النظام مما تسبب بمقتل اثنين وإصابة عشرات المدنيين إضافة لتدمير عدد من منازل المدنيين، حسب إفادات النشطاء.

أصدقاء سوريا يجتمعون اليوم والمعارضة منقسمة

                                            تشهد العاصمة الفرنسية باريس اليوم الأحد اجتماعا جديدا لأصدقاء الشعب السوري الذي سيركز على بحث استعدادات مؤتمر جنيف2 في وقت لم تحسم فيه بعد المعارضة السورية موقفها من المشاركة في هذا المؤتمر.

ويشارك في هذا اللقاء الوزاري رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا وكل من وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس، بالإضافة إلى بقية وزراء المجموعة المكونة من 11 دولة وهي إلى جانب الولايات المتحدة، وفرنسا، بريطانيا، وألمانيا وإيطاليا، وتركيا، والسعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، والأردن.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف سيجتمع في باريس مع الجربا إضافة إلى كيري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس والمبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي في إطار السعي لتعزيز جهود السلام في سوريا.

وكان دبلوماسيون أميركيون أعلنوا الجمعة أن الولايات المتحدة تأمل إقناع المعارضة بالمشاركة في مؤتمر جنيف2 بشأن الأزمة السورية المقرر انعقاده أواخر الشهر الجاري بسويسرا.

وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية بأن “هناك أشخاصا في كل أنحاء العالم يبذلون كل جهودهم لحمل المعارضين السوريين على اعتماد موقف موحد” في سويسرا.

صلاحيات تنفيذية

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الهدف الرئيسي لمؤتمر جنيف2 هو تطبيق البيان المشترك الصادر في مؤتمر جنيف1 -الذي عقد عام 2012- وينص على تشكيل حكومة انتقالية سورية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة.

وجاءت تصريحات بان ردا على تصريحات لمسؤولين بالنظام السوري تقول إن هدف المؤتمر هو “مكافحة الإرهاب”.

يأتي ذلك بينما طالب المشاركون في لقاء تشاوري للمعارضة السورية اختتم أمس في قرطبة بإسبانيا بتوحيد مواقف سائر مكونات المعارضة، ومواجهة ما وصفت بالأخطاء التي أخرت انتصار الثورة.

وأكدت جماعات المعارضة السورية في إعلان أصدرته في ختام اللقاء، أن حلا سياسيا يجب أن يتضمن وضع نهاية لنظام الرئيس الأسد وتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطة كاملة.

وصدر الإعلان من جانب نحو 150 من ممثلي المجموعات المعارضة في ختام الاجتماع الذي استمر يومين في جنوب إسبانيا.

وأضاف الإعلان أن موقف المعارضة مع اقتراب مؤتمر جنيف2 المقرر أواخر الشهر الجاري، هو أن “الأعضاء الحاليين في النظام لا يمكن أن يلعبوا أي دور لا في الحكومة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا”.

ولم يحسم الائتلاف السوري الذي يشهد انقسامات عميقة أمر المشاركة وأرجأ إلى 17 يناير/كانون الثاني قراره في هذا الشأن.

مشاركة الحكومة المؤقتة

في سياق متصل، لم يستبعد إياد قدسي -نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة المعارضة لدمشق- مشاركة أعضاء الحكومة في مؤتمر جنيف2.

وقال قدسي لوكالة الأنباء الألمانية “إن الحكومة الحالية برئاسة أحمد طعمة صورة مصغرة عن سوريا، لذلك لدينا خطة زيارات للدول الصديقة والشقيقة، ومن هنا أيضا لا أستبعد أن تشارك حكومتنا بطريقة ما في مؤتمر جنيف2”.

وأضاف “هذا وارد لأن النظام سيشارك ممثلا بمسؤولين حكوميين في المؤتمر، أي إن مشاركة أعضاء في حكومتنا لا أعتقد أنها تتعارض مع مشاركة أعضاء الائتلاف”. وقال قدسي “لدينا حاجة ملحة لإقناع الجميع أن البديل جاهز لنظام الأسد في حال انهياره”.

من جهة أخرى تقوم مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون هذا الأسبوع بجولة تشمل كلا من الإمارات والكويت والسعودية وسلطنة عمان وقطر.

وقالت آشتون في بيان إنها ستلتقي قادة هذه “الدول التي تعتبر من الشركاء المهمين مع الاتحاد الأوروبي”. وأضافت “ستكون لنا فرصة مناقشة مواضيع مهمة مثل الأزمة في سوريا وعملية السلام في الشرق الأوسط والاتفاق الأخير بشأن النووي الإيراني”.

“أصدقاء سوريا” يبحثون وثيقة تمنح ضمانات للمعارضة

وزراء خارجية 11 دولة والجربا يناقشون في باريس عملية نقل السلطة

دبي – قناة العربية، نيويورك – فرانس برس

توصلت اجتماعات مجموعة أصدقاء الشعب السوري على مستوى السفراء في باريس إلى وثيقة سميت بوثيقة باريس، ستعرض الأحد على الاجتماع الوزاري للمجموعة.

وأفادت مصادر لقناة العربية، الأحد، أن الوثيقة، التي وصفها الائتلاف بالمتقدمة جدا، تعطي ضمانات جزئية للمعارضة لحضها على المشاركة في مؤتمر السلام.

كما تنص الوثيقة على بحث موضوع انتقال السلطة في سوريا والجرائم المرتكبة والإشارة إلى معاقبة مرتكبيها.

وتوجه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى باريس للمشاركة، الأحد، في اجتماع مجموعة “أصدقاء سوريا” بهدف حث المعارضة السورية على المشاركة في مؤتمر السلام (جنيف 2)، المقرر في 22 يناير بسويسرا تحت رعاية الأمم المتحدة.

ويشارك في الاجتماع الجديد لمجموعة الدول الـ11 “أصدقاء سوريا” أو المعروف باسم “لندن 11″، في وزارة الخارجية الفرنسية، وزراء الدول الـ11 التي تدعم عقد مؤتمر “جنيف 2”.

والدول المشاركة هي: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والسعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر والأردن، بالإضافة إلى رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا.

وسوف تكثف هذه الدول في باريس الضغوط لإقناع المعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر “جنيف 2″، في ظل تشكك بعض الفصائل في جدوى المشاركة.

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عقد اجتماعا بوفد الائتلاف الوطني السوري برئاسة الجربا، ناقش فيه الجانبان مشاركة الائتلاف في مؤتمر جنيف 2.

هذا ولن تشارك إيران في مؤتمر جنيف 2، حسب ما أعلن دبلوماسيون أميركيون الجمعة.

ورفض النظام السوري الامتثال لمقررات مؤتمر السلام السابق حول سوريا، والمعروف باسم “جنيف 1”.

سوريا.. مرتع للمنشطات بسبب الحرب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تشير أرقام التهريب والاستهلاك إلى زيادة كبيرة في الأدوية المنشطة في سوريا بعد ثلاثة أعوام من القتال الداخلي، فيما يقول الخبراء إن تصنيع وتجارة أدوية منشطة مثل أقراص “كابتاغون” أصبحت تتركز في سوريا في الفترة الأخيرة.

وتتبادل الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات باستخدام المنشطات وتصنيعها والتجارة فيها لتمويل شراء أسلحة وللإبقاء على المقاتلين بدون نوم لفترات طويلة وزيادة قدرتهم على تحمل الصراع الدموي في البلاد.

ونقلت وكالة رويترز عن خبراء أدوية ومخدرات وتجار ونشطاء محليين إجماعهم على أن إنتاج أقراص كابتاغون تزايد في سوريا في 2013 بشكل غير مسبوق حتى أصبحت أكبر دولة منتجة له.

وكابتاغون “فينيثلين” دواء منشط “يحتوي أمفيتامين” استخدم في الستينات لعلاج النشاط الزائد عند الأطفال وكمضاد للاكتئاب، لكن أغلب دول العالم أوقفت استخدامه لأنه غير مرخص، ولم تبق منطقة في العالم ينتشر فيها إلا العالم العربي.

ولا يحتاج تصنيع تلك الأقراص لمهارة كبيرة، لذا يعتقد أن عمليات التصنيع التي كانت تتم في تركيا ولبنان، لتهريب الأقراص إلى الأردن والعراق ودول الخليج، ربما انتقلت كلها إلى سوريا التي أصبحت فيها مناطق كثيرة لا تخضع لسلطة مركزية.

تهريب

تقول سلطات مكافحة المخدرات اللبنانية إن عمليات تهريب الأقراص المخدرة والمنشطة من سوريا تصاعدت في العامين الأخيرين.

ونقلت رويترز عن العقيد غسان شمس الدين، رئيس وحدة مكافحة المخدرات اللبنانية، قوله إن السلطات اللبنانية صادرت 12.3 مليون قرص كابتاغون العام الماضي كانت مهربة من سوريا إلى الخليج عبر لبنان.

وتنشط في عمليات التهريب عائلات محددة مشهورة بتهريب المخدرات سابقا من وادي البقاع اللبناني.

وكانت شرطة دبي صادرت الشهر الماضي شحنة مهربة من 4.6 مليون قرص من المنشط كابتاغون.

وتتبادل السلطات السورية وجماعات المعارضة الاتهامات بالضلوع في تصنيع وتهريب أقراص المنشطات.

استهلاك

لكن الأمر لا يقتصر على التصنيع للتجارة والتهريب، بل إن الاستهلاك الداخلي في تصاعد مستمر.

ويقدر مبراقبون أن انتشار الأقراص المنشطة والمخدرة أصبح سمة أساسية في كثير من مناطق سورية حيث تباع العبوة من الأقراص بما بين 5 دولارات و20 دولار.

وتتبادل الفصائل المتحاربة في سوريا الاتهامات بتوزيع الأقراص على مقاتليها، وكذلك اتهامات بالتصنيع والتهريب للحصول على أموال تستخدم في شراء السلاح والذخيرة.

الجيش السوري يستعيد مدينة النقارين

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

استعادت القوات الحكومية السورية، السبت، السيطرة على مدينة النقارين في ريف محافظة حلب شمال البلاد، في حين سيطر عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” على مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، بعد اشتباكات مع مقاتلي المعارضة.

وأفاد مركز حلب الإعلامي أن “قوات النظام تحتل منطقة النقارين وتتقدم في اتجاه المدينة الصناعية في حلب” شمال شرقي المدينة.

وقال أحد الناشطين إن “هذا التقدم هو نتيجة حتمية لانشغال مقاتلي المعارضة في المعارك”، مع عناصر “الدولة الإسلامية” المرتبطة بالقاعدة، والمستمرة منذ أكثر من أسبوع.

وتدور منذ الثالث من يناير الجاري معارك بين ثلاثة تشكيلات معارضة هي “الجبهة الإسلامية” و”جيش المجاهدين” و”جبهة ثوار سوريا”، وعناصر “الدولة الإسلامية” التي يتهمها الناشطون والمعارضة بارتكاب ممارسات “مسيئة”. وأدت هذه المعارك إلى مقتل 500 شخص على الأقل، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وسيطر مقاتلو “الدولة الإسلامية”، السبت، على مدينة تل أبيض ومعبرها الحدودي مع تركيا في ريف الرقة، بحسب المرصد السوري الذي أشار إلى أن عناصر التنظيم تقدموا داخل مدينة الرقة وسيطروا “على محطة القطار وحاجز” للكتائب المقاتلة.

وتدور اشتباكات عنيفة بين عناصر “الدولة الإسلامية” ومقاتلي المعارضة في محيط مدينة سراقب شمال غربي سوريا، والتي تعد معقلا للمقاتلين “المتشددين”، واستقدم مقاتلو المعارضة تعزيزات الجمعة للسيطرة عليها.

وتعد هذه المدينة الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية، منذ نوفمبر 2012، والواقعة على الطريق بين حماة وسط البلاد، وحلب شمال سوريا، آخر معاقل “الدولة الإسلامية في إدلب”، وتبعد عن دمشق 270 كلم.

وفي حلب، أفاد المرصد، ليلة السبت، عن تفجير سيارتين مفخختين قرب مقر وحواجز عسكرية للواء مقاتل في حي مساكن هنانو شمال شرقي المدينة، مشيرا إلى سقوط “مقاتلين اثنين وعدد من الجرحى”.

أفاد المرصد عن “ارتفاع حصيلة القصف بقذائف الهاون الذي نفذته القوات الحكومية على حي الوعر في حمص إلى 15 شهيدا”، وذلك بعد حصيلة أولية عن مقتل 11. وأصيب “العشرات بجروح، حالة بعضهم خطرة”.

وتدور في حي الوعر اشتباكات بشكل يومي، كما يستضيف مئات العائلات النازحة من أحياء حمص المحاصرة. وتتعرض المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة، لا سيما حمص القديمة، لحصار منذ قرابة 600 يوم.

آموس تطالب بضمانات في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكدت مسؤولة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري آموس، الأحد، أن على الحكومة والمعارضة في سوريا الاتفاق على ضمان سلامة عمال الإغاثة حتى يستطيعوا دخول المناطق المحاصرة.

وقالت آموس التي وصلت السبت إلى دمشق للإشراف على خطة الاستجابة للأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، إنها تحدثت إلى طرفي النزاع، حسب رويترز.

وأضافت “هناك مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة وأخرى خاضعة لسيطرة المعارضة، فبالطبع نظرا لعدد جماعات المعارضة على الأرض فإننا نتحدث معها أيضا. حصلنا على ضمانات من بعضها بأنها ستضمن سلامة عمال الإغاثة”.

كما كشفت آموس أنها تتطلع “للحصول على نفس الضمانات من الحكومة التي قالت نفس الشيء. لكن حينذاك سيكون على الجانبين الموافقة على الدخول. لأن هناك مناطق تكون أحيانا محاطة بعدد من جماعات المعارضة المختلفة وهو أمر صعب.

وأردفت قائلة: “هناك عدد من المجتمعات حيث تنشط القوات الحكومية وهي لا تريدنا أن ندخل بينما يستمر القتال”.

إلى ذلك، أعلنت مسؤولة المساعدات الإنسانية أن مؤتمرا للمانحين سيعقد في الكويت الأسبوع الحالي، بهدف جمع 6.5 مليار دولار عام 2014.

ويمثل المبلغ الذي تستهدف الأمم المتحدة جمعه نصف المطلوب لخطة تمويل قيمتها 12.9 مليار دولار لعام 2014، لمساعدة 52 مليون شخص في 17 دولة.

والمبلغ المطلوب لسوريا لتوفير الغذاء ومياه الشرب والمأوى والتعليم والخدمات الصحية والتطعيمات الواقية من شلل الأطفال، هو أكبر مبلغ تطلبه الأمم المتحدة من أجل أزمة واحدة.

الجهاديون نفذوا 16 تفجيرا انتحاريا ضد مقاتلي المعارضة السورية خلال أسبوع

بيروت (أ ف ب)

نفذ عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام 16 تفجيرا انتحاريا غالبيتها بسيارات مفخخة خلال الاسبوع الماضي، ما ادى الى مقتل عشرات المقاتلين والمدنيين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد.

وتأتي هذه التفجيرات على هامش المعارك المتواصلة بين الجهاديين وتشكيلات من مقاتلي المعارضة منذ الثالث من كانون الثاني/يناير، واثر توعد احد قادة الدولة الاسلامية المرتبطة بالقاعدة باللجوء الى السيارات المفخخة في حال واصل مقاتلو المعارضة حملتهم ضد تنظيمه.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس اليوم “فجر 16 انتحاريا انفسهم خلال الاسبوع الماضي، غالبيتهم في سيارات مفخخة، في حين استخدم آخرون أحزمة ناسفة”.

اضاف ان “عشرات الاشخاص لقوا مصرعهم جراء هذا التفجيرات في حلب والرقة (شمال) وادلب (شمال غرب) وحمص (وسط)”، موضحا ان 39 مقاتلا معارضا قضوا السبت في تفجيرات حلب وادلب والرقة.

وقال مقاتل في صفوف “حركة احرار الشام” التي تقاتل ضد الدولة الاسلامية، ان عناصر هذه الاخيرة “يلجأون الى التفجيرات الانتحارية لارهاب الناس واخضاعهم، وليس فقط المقاتلين”.

اضاف عبر الانترنت “هذه التفجيرات هي احد أشد اسلحتهم فتكا… ومن اسباب لجوئهم اليها هو نقص الوسائل الاخرى لديهم”.

وتدور منذ ايام معارك بين “الجبهة الاسلامية” (التي تضم احرار الشام) و”جيش المجاهدين” و”جبهة ثوار سوريا” من جهة، وعناصر الدولة الاسلامية التي يتهمها الناشطون والمعارضة بتطبيق معايير متشددة وارتكاب ممارسات “مسيئة” تشمل اعمال القتل والخطف والاعتقال.

وادت هذه المعارك الى مقتل 500 شخص على الاقل، بحسب المرصد.

وحقق مقاتلو المعارضة تقدما في ادلب وحلب (شمال)، بينما تحقق الدولة الاسلامية تقدما في الرقة (شمال) التي تعد ابرز معاقلها، بحسب المرصد.

واليوم، تتواصل المعارك العنيفة في الرقة حيث تمكنت الدولة الاسلامية من بسط سيطرتها على معظم انحاء المدينة، وهي مركز المحافظة الوحيد الخارج عن سيطرة نظام الرئيس بشار الاسد.

وحاول مقاتلو المعارضة التقدم في الرقة خلال الايام الماضية، الا ان التنظيم الجهادي شن هجوما معاكسا مدعما بتعزيزات استقدمها من دير الزور (شرق) وتمكن من اعادة احكام قبضته على معظم احياء المدينة.

ويتهم الناشطون الدولة الاسلامية باحتجاز المئات منهم في الرقة، اضافة الى العديد من المقاتلين المعارضين وصحافيين بينهم أجانب.

وفي ادلب، يحاصر مقاتلو المعارضة المئات من العناصر في مقر الدولة الاسلامية في مدينة سراقب، وذلك غداة سيطرتهم على غالبية المدينة.

وفي حلب، تحاول القوات النظامية الافادة من المعارك بين المعارضين والجهاديين. وقصف الطيران الحربي الاحد مدينة الباب وبلدة حريتان في ريف حلب، بحسب المرصد.

وكانت القوات النظامية سيطرت امس على بلدة النقارين في ريف حلب، الا ان المرصد افاد اليوم ان مقاتلي المعارضة يشنون هجوما معاكسا على البلدة التي تشهد اشتباكات الاحد.

وفي حمص، ارتفعت حصيلة قصف القوات النظامية على حي الوعر بقذائف الهاون السبت، الى 21 قتيلا، بحسب المرصد.

وفي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، افاد المرصد عن وفاة شخصين جراء سوء التغذية. وكان المرصد قال الجمعة ان 41 شخصا قضوا في المخيم المحاصر جراء نقص الغذاء والدواء.

وادى النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، الى مقتل اكثر من 130 الف شخص، بحسب المرصد.

بدء اجتماع “اصدقاء سوريا” مع المعارضة في باريس

باريس (أ ف ب)

بدأ الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي يشهد انقسامات حادة حول مشاركته في مؤتمر جنيف-2، الاحد في باريس اجتماعه مع ممثلي الدول ال11 الداعمة له، لمناقشة مشاركته التي ما زالت غير مؤكدة في المؤتمر حول الازمة السورية الذي سينظم في سويسرا اعتبارا من 22 كانون الثاني/يناير.

ويعقد الاجتماع في مقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس بحضور رئيس الائتلاف الحالي احمد الجربا واثنين من نوابه الثلاثة ووزراء خارجية احد عشر بلدا (بريطانيا والمانيا وايطاليا وفرنسا والسعودية والامارات العربية المتحدة وقطر ومصر والاردن والولايات المتحدة وتركيا).

وسينشر بيان ختامي بعيد ظهر الاحد.

ولم تسمح 48 ساعة من المناقشات الحادة في اسطنبول هذا الاسبوع، للائتلاف باتخاذ قرار في هذا الشأن، ما ادى الى ارجاء الامر الى 17 كانون الثاني/يناير.

وطلب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس من الجميع “بذل جهود” والذهاب الى المؤتمر الذي سيعقد في مدينة مونترو السويسرية، من اجل التفاوض والتوصل الى حل سياسي للنزاع.

وقال دبلوماسي فرنسي “نحاول الاتاحة لعقد مؤتمر جنيف-2 وخصوصا ان يكون فعالا لكن بدون ان نخفي الصعوبات”، موضحا ان هناك توافقا بين الدول ال11 في هذا الشأن.

وفي باريس بدأت مشاورات دبلوماسية مكثفة.

فقد التقى وزير الخارجية الفرنسي السبت احمد الجربا. كما اجرى محادثات مع نظيريه القطري والكويتي. وصباح الاحد التقى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو.

وسيجري مباحثات الاثنين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ثم نظيره الاميركي جون كيري، وبعد ذلك الوسيط الدولي لسوريا الاخضر الابراهيمي.

اما كيري، فسيعقد الاحد اجتماعا مع نظرائه العرب للبحث في تطورات المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، ثم يعقد الاثنين اجتماعا مع نظيره الروسي.

وعلى جدول اعمال اجتماع وزيري الخارجية الروسي والاميركي احتمال مشاركة ايران التي تدعم نظام دمشق في مؤتمر جنيف-2، علما بان واشنطن تعارض هذه المشاركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى