أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 28 حزيران 2015

 

 

 

 

خطط تركية للتوغل شمال سورية ومنع كيان كردي

أنقرة – يوسف الشريف < بيروت، لندن – «الحياة»، أ ف ب

انضم المقاتلون الأكراد إلى القوات النظامية السورية في مواجهة تنظيم «داعش» في الحسكة شرق البلاد، وسط تقدُّم للتنظيم في المدينة وعزلها، بالتزامن مع استعادة الأكراد السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) شمالاً، في وقت تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منع قيام كيان كردي «بأي ثمن»، مع تردُّد أنباء عن خطط عسكرية تركية للتوغل في شمال سورية .

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بمقتل 18 عنصراً من تنظيم «داعش» في الريفين الجنوبي والغربي لمدينة عين العرب، لافتاً إلى أن مقاتلات التحالف نفّذت أمس «ضربات استهدفت تمركزات ومواقع للتنظيم في مفرق صرين في الريف الجنوبي للمدينة، بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية مدعّمة بفصائل مقاتلة من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى في المنطقة».

وقال ريدور خليل الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية أن ثمانية عناصر من «داعش» فروا شمالاً نحو الحدود التركية بعد تقدم القوات الكردية وسيطرتها على عين العرب، في وقت نسفت «وحدات حماية الشعب» مبنى مدرسة استخدمه «داعش»، وأمكن مشاهدة أعمدة دخان تتصاعد من الجانب التركي للحدود. ولفت إلى أن «داعش» قتل 200 مدني في المدينة والمناطق المحيطة في الهجوم الذي بدأ الخميس ويعدّ إحدى «أسوأ المذابح» التي ارتكبها التنظيم في سورية.

في شمال شرقي البلاد، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارِضة بأن «داعش» سيطر على مناطق جديدة في مدينة الحسكة «في معارك ضد قوات الأسد والميليشيا الكردية، حيث سيطر على حي غويران في الكامل وتلة غويران المقابلة للجسرين الواصلين بين مركز مدينة الحسكة والحي». وأشارت إلى أن التنظيم قطع طريق إمداد النظام إلى حلب، بعد سيطرته على فرع الأمن الجنائي في الحسكة. وأوضح موقع «كلنا شركاء» المعارض أن «وحدات الحماية» وضعت شروطاً للمشاركة مع قوات النظام ضد «داعش» بينها تسليم مقر «الفوج 123» مع أسلحته.

إلى ذلك، لم يترك أردوغان مجالاً للشك في موقف بلاده من التطورات في شمال سورية، وقال: «مهما كان الثمن، لن نسمح بإقامة دولة كردية، وأتوجه بالحديث هنا خصوصاً إلى الدول الغربية».

وكان أردوغان اتّهم دول التحالف الغربية بـ «زرع الإرهابيين الأكراد» على حدود بلاده مع سورية. كما نفى بشدة الاتهامات الموجهة إلى أنقرة بتقديم دعم لوجيستي لـ «داعش» في معركته ضد الأكراد في عين العرب وتل أبيض.

وسرّبت أوساط عسكرية تركية تفاصيل سجال بين قائد الأركان الجنرال نجدت أوزال ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في الاجتماع الذي تناول تطورات شمال سورية في 18 الشهر الجاري، وكيف أن أوزال رفض خطة لدخول الجيش إلى منطقة جرابلس ومارع من أجل وقف التمدد الكردي، طالباً تعليمات خطية واضحة في هذا الشأن. وحذّر من حرب شاملة في حال تدخل إيران وروسيا لدعم الجيش السوري.

وأوردت صحيفة «حرييت» أن 12 ألف جندي تركي جاهزون للتدخل في سورية لإقامة «منطقة أمنية»، من أجل حماية الحدود التركية من تهديدات المتطرفين.

 

المقاتلون الأكراد يطردون «داعش» من كوباني شمال سورية

بيروت – أ ف ب

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردية» طردوا اليوم (السبت)، تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من مدينة كوباني في شمال سورية والتي نجح في دخولها والسيطرة على بعض النقاط فيها قبل يومين.

وقال «المرصد»: «استعاد المقاتلون الأكراد السيطرة على المواقع التي كان احتلها تنظيم الدولة الإسلامية في كوباني (عين العرب)».

وأوضح الناشط الكردي رودي محمد أمين أن «كامل المدينة عادت تحت سيطرة وحدات حماية الشعب»، مشيراً إلى «سقوط عددٍ كبير من القتلى في صفوف داعش».

 

أردوغان: تركيا لن تسمح مطلقاً بدولة كردية في سورية

أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استيائه حيال تقدم القوات الكردية في شمال سورية، مؤكداً أن بلاده لن تسمح مطلقاً باقإمة دولة للأكراد في جارتها الجنوبية.

وقال أردوغان خلال مأدبة إفطار مساء أمس (الجمعة): «أتوجه الى المجتمع الدولي: مهما كان الثمن، لن نسمح مطلقاً بإقامة دولة جديدة على حدودنا الجنوبية في شمال سورية».

واتهم أردوغان القوات الكردية التي طردت تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من مناطق عدة مجاورة للحدود مع بلاده بأنها تريد «تغيير التركيبة الديموغرافية» في المناطق التي سيطرت عليها، في إشارة إلى السكان العرب والتركمان في هذه المناطق، وفق ما نقلت عنه وسائل الإعلام التركية.

وشن التنظيم المتطرف هجوماً مباغتاً أمس الأول على كوباني أوقع 164 قتيلاً.

ونفى أردوغان مجدداً أي ليونة تركية حيال المتطرفين، قائلاً إن «اتهام تركيا بإقامة صلات مع أي منظمة إرهابية محض افتراء».

وتقيم «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تقاتل المتطرفين في شمال سورية علاقات مع «حزب العمال الكردستاني» الذي تعتبره أنقرة منظمة «إرهابية».

ويشكل احتمال إقامة منطقة حكم ذاتي في شمال سورية خاضعة لـ «حزب العمال الكردستاني» مصدر قلق كبير لتركيا التي تخشى أن يتاثر أكرادها بذلك، بالإضافة إلى ان هذه المنطقة ستكون مجاورة لإقليم كردستان العراق.

لكن زعيم حزب «الاتحاد الديموقراطي»، أبرز الأحزاب الكردية في سورية، صالح مسلم استبعد قيام دولة للأكراد في سورية.

وصرّح مسلم إلى صحيفة «حرييت» التركية أمس أن «ليس لدينا مشروعاً كهذا».

 

صفقة النظام والأكراد في الحسكة: مغلوب وغالب

عدنان علي

يبدو أن “وحدات حماية الشعب” الكردية، قد استطاعت أن تصل بالنظام السوري إلى تقديمه أقصى حدّ من التنازلات، في مقابل عقد صفقة معه في محافظة الحسكة، التي تعيش فيها قواته أوضاعاً صعبة، نتيجة الهجوم الكاسح الذي يشنّه مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على المدينة منذ يوم الخميس. ودفع هجوم التنظيم، النظام السوري إلى الاستنجاد بالقوات الكردية، التي وجدتها فرصة لفرض شروطها، وتحسين موقفها في المدينة.

 

وستكون قوات النظام التي لم تعد تمتلك خطوط إمداد في المحافظة، ولم يتبق لها سوى بعض العشائر العربية الموالية لها، مضطرة من خلال اتفاقها مع الأكراد إلى خسارة ولاء العشائر، التي تشعر بالقلق من سيطرة “وحدات حماية الشعب” على مناطق تواجدها في المحافظة. كما تخشى من عمليات تهجير، كالتي حصلت في تل أبيض بريف الرقة.

 

في المقابل، لم تكن القوات الكردية في عجلة من أمرها أمام معركة “داعش” والنظام، التي تصبّ نتيجتها في مصلحتها، وخصوصاً أنها ستسيطر بذلك على كامل محافظة الحسكة، مدعومة بغطاء جوي من قوات التحالف الدولي، بغضّ النظر عن نتائج المعركة الحالية. وهو ما جعلها تتريّث إلى حين قبول النظام بكل شروطها، والتي تعني عملياً سيطرتها الفعلية على الحسكة، مع وجود شكلي ومرحلي لقوات النظام ضمن المدينة.

 

” ويعكس الاتفاق الذي توصلت إليه قوات النظام، مساء الجمعة، مع “وحدات حماية الشعب” هذه المعادلة الجديدة، والتي تقضي بتراجع نفوذ النظام مقابل تعزيز النفوذ الكردي. كما ينصّ الاتفاق على أنه في مقابل مشاركة القوات الكردية في القتال ضد “داعش”، ينبغي على قوات النظام تسليم الأكراد جبل كوكب (الفوج 123)، مع كل ما يتضمّنه من أسلحة ثقيلة وذخيرة، وأنّ تبقى الدوائر الحكومية فقط تحت سيطرة النظام في المدينة، فيما تكون قوات الحماية هي صاحبة القيادة، والقوة العسكرية الوحيدة بالمنطقة.

 

كما ذكر الناشط الإعلامي رامان يوسف، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أن “الاتفاق تضمّن مصادرة الأسلحة الثقيلة من المليشيات التابعة للنظام، مثل جيش الصناديد والدفاع الوطني، التابعة لمحمد فارس وغيرها”.

وكان مسؤولون في النظام السوري قد حثّوا سكان الحسكة على الاستنفار لقتال مسلحي “داعش”. ودعا وزير الإعلام عمران الزعبي “كل رجل وامرأة وشاب قادر على حمل السلاح، إلى التحرك على الفور والانضمام إلى المواقع الأمامية على الجبهة للدفاع عن المدينة”.

 

وانتقدت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من النظام ما سمّته “تخاذل الأكراد عن مساندة القوات النظامية في قتالها ضد تنظيم داعش”. وأدرجت الصحيفة هذا الموقف في إطار “أطماع بعض الأكراد السياسية والإقليمية وعمالتهم مع الأميركيين والأوروبيين لتأسيس إقليم، أو ما يُسمّى إدارة ذاتية، تُخوّلهم لاحقاً تأسيس دولة على الأراضي السورية والعراقية”.

 

وتتمركز “وحدات الحماية” في أغلبية الأحياء الشمالية والغربية من المدينة ومحيطها. وقد بدأت بالفعل في المشاركة بالعمليات العسكرية، وهاجمت تجمّعات “داعش” من ثلاثة محاور، بالتنسيق مع قوات النظام في منطقة الفيلات الحمر والفلاحة، بينما فشلوا في التقدم من جهة السجن وحيّ النشوة.

 

” وعلى خط مواز، يعمل النظام على تحشيد القبائل العربية في المنطقة كي تعمل معه ضد “داعش” والأكراد في آنٍ. ويأتي تأسيس “لواء درع الجزيرة السورية”، في محافظة الحسكة، في هذا الإطار، بعد دعوة شيوخ القبائل العربية، لتجهيز خطة ميدانية شاملة، لمواجهة “داعش” وسياسة التطهير العرقي التي يقوم بها الأكراد في المدينة.

 

ويتكوّن “درع الجزيرة” من بقايا الدفاع الوطني وشبيحة النظام وحزب البعث ومستشارين إيرانيين دخلوا على الخط، بعد زيارة رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي ورئيس الاستخبارات السورية السابق اللواء علي المملوك، إلى القامشلي قبل نحو أسبوعين.

 

وفي موازاة التطورات في الحسكة، أعلنت القوات الكردية استعادة السيطرة على المدرسة الصناعية ومشفى “مشتى نور” بمدينة عين العرب، عقب اشتباكات مع مقاتلي “داعش”، وذلك بعد انفجار عنيف هز المدينة نجم عن تفخيخ وحدات الحماية لمبنى كان يتحصن فيه مقاتلو التنظيم وتفجيره بهم. وقد وصفت الوحدات الهجوم على عين العرب بـ”العملية الانتحارية أكثر منها محاولة لإعادة الاستيلاء على المدينة”، الواقعة على الحدود التركية. وقالت إنها “خاضت معارك مع مقاتلي التنظيم الذين يتحصنون في ثلاثة مواقع”.

 

رمضان السوريين.. تقشف برعاية النظام

يحلّ شهر رمضان كئيباً على السوريين وسط عجزهم المتزايد عن تأمين احتياجاتهم المعيشية اليومية، ولاسيما الغذاء الذي تقلص الإنفاق الحكومي عليه لأقل من 10% حسب الباحث الاقتصادي عابد فضيلة، فبدلاً من أن يكون رمضان شهراً للإحسان والرحمة حولّه تجار النظام إلى شهر للنهب، مبددين بذلك آمال السوريين الفقراء، الذين كانوا يمننون أنفسهم بإنخفاض الأسعار خلال هذا الشهر، لإحياء موائدهم الرمضانية. فاللحوم انخفض استهلاكها إلى النصف، من 4 ألاف إلى ألفي ذبيحة يومياً، مقارنة بما كانت عليه قبل 4 أعوام، حسب جمعية حماية المستهلك في دمشق، وذلك بسبب استمرار ارتفاع الأسعار، حيث وصل سعر كيلوغرام لحم الخاروف إلى 3000 ليرة (10.1 دولارا) بعد أن كان 2400 ليرة (8.08 دولارا) قبل رمضان، أما كيلوغرام لحم العجل فقد وصل إلى 2500 ليرة (8.4 دولارا)، علماً ان اللحوم لم تسلم من الغش الذي يجتاح الأسواق.

وبإعتراف عضو الجمعية بسام درويش، في تصريح لجريدة الوطن الموالية للنظام، فإن نسبة الغش في لحم العجل قد وصلت إلى 90%، إذ يتم خلطها بلحوم الجاموس الأقل سعراً، حيث يبلغ سعر الكيلوغرام منه 1500 ليرة (5.05 دولارا). أما الفروج والبيض فقد ارتفع سعر كل منهما وسطياً بقرابة 40%، إذ وصل سعر كيلوغرام الفروج المذبوح إلى 600 ليرة (2.02 دولاراً)، في حين لا يقل سعر البيضة الواحدة عن 20 ليرة (0.06 دولارا)، وذلك على عكس التوقعات بانخفاض أسعارها خلال رمضان، نظراً لتوقف الصادرات بعد سقوط معبر التنف بيد “داعش” الشهر الماضي، وهو آخر معبر حدودي بين سوريا والعراق والذي كان يستحوذ على 90% من صادرات الدواجن السورية. فبرغم وجود فائض في الإنتاج بعد توقف التصدير، إلا أن معدلات التضخم في الأسعار لم تنخفض نتيجة لارتفاع تكاليف الإنتاج- خصوصا لجهة غلاء الأعلاف التي تشكل 80% من كلفة الفروج- المرتبطة بسعر الدولار، في وقت تنهار القدرة الشرائية للسوريين، وسط غياب حكومي عن تقديم أي دعم للمنتجين والمستهلكين معاً. والأمر ذاته ينطبق على الخضروات والفواكه، فبرغم تراجع تصديرها بشكل كبير بعد أزمة المعابر البرية، فإن أسعار معظم الخضروات والفواكه ما زالت مرتفعة.

ارتفاع اسعار السلع انعكس على كلفة ارتياد المطاعم، وبرغم تقديم معظمها لعروض رمضانية تتضمن وجبات سحور وفطور، إلا أن أسعارها لا تناسب الغالبية العظمى من السوريين، وهي موجهة فقط للقلة المحتكرة للمال والسلطة من تجار الحرب، فأقل وجبة سحور تبلغ 1500 ليرة للشخص الواحد (5.05 دولارا)، في حين تبدأ عروض الفطور من 3000 ليرة (10.1 دولارا) للشخص الواحد. حتى ارتياد المقاهي الشعبية للسهر بعد الإفطار أصبح صعباً على غير الميسورين، فتناول كأس شاي مع نرجيلة فقط، يكلف 500 ليرة (1.6 دولارا) بالحد الأدنى. وهذه الأسعار النارية التي تفوق قدرة مداخيل غالبية السوريين، تحرم الأسر ذات الدخل المحدود من الاستمتاع برمضان.

هذا الوضع، يأتي وسط حملة يشنها مسؤولو الحكومة للدفاع عن تجاوزات مافيات التجار وتحكمهم بمعيشة السوريين، فالهيئة العامة للمنافسة والاحتكار قد أصدرت دراسة خاصة بأسواق دمشق خلال الأسبوع الأول من رمضان، اعتبرت فيها أنه لا يوجد أي مؤشر مخل بالمنافسة، إذ تتوفر سلع اللحوم والفروج والتمور وغيرها بأنواع متعددة وأسعار مختلفة متوافقة مع مفهوم المنافسة وتغطي حاجة الأسواق. وهذا كلام زائف، إلا إذا كان مفهوم المنافسة لدى مؤسسات الحكومة يعني تعزيز حرية التجار وتفلتهم من القوانين. وحتى جريدة الوطن الموالية لحكومة النظام، اعترفت نقلا عن مصادر حكومية، بوجود 200 تاجر يخالفون يومياً جدول الاسعار، ناهيك عن عمليات الغش.

غياب الحكومة عن مراقبة الاسواق، يجعل من اسعار رمضان بورصة تتحرك بحسب جشع التجار، أما السوريون فلا يكادون يرتاحون لانخفاض سعر سلعة معينة، حتى يرتفع سعر سلع أخرى، حتى بات التقشف المعمول به أصلاً منذ بداية الأزمة السورية، صفة لا تفارق بيوت السوريين.

 

أردوغان يرفض دولة كردية..وتغييرات مرتقبة بأجهزة النظام الأمنية

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “لن نسمح أبدا بإنشاء دولة شمالي سوريا، على حدودنا الجنوبية، وسيستمر كفاحنا في هذا السبيل مهما كانت التكلفة”. وأوضح أردوغان، الجمعة، أن “النتائج على أرض الواقع تظهر قيام الأسد وتنظيم داعش، والتنظيم الإنفصالي (العمال الكردستاني)، بالسير على نفس الخط”.

 

وهاجم الرئيس التركي، الجهات التي تحاول أن تضع اسم تركيا بجانب تنظيم “داعش” الإرهابي. واعتبر تلك المحاولات “أكبر افتراء بحق تركيا وشعبها”، مضيفاً “بالطبع إن تركيا تقدم الدعم لنضال الحرية في سوريا، وتتعامل بحسن نية مع الشعب الذي يدافع عن حقوقه في العراق”.

 

وأكد أردوغان أن بلاده “لا يمكن أن تكون في صف أي تنظيم إرهابي أياً كان، ولا في صف نظام الأسد الذي يمارس إرهاب دولة”. وأوضح أن “تركيا هي من قدمت يد المساعدة لسكان مدينة عين العرب، لدى هجوم داعش عليها، وأوصلت المساعدات إلى سكانها، رغم تهديدات ومعارضة التنظيم الإنفصالي (العمال الكردستاني) لذلك”. وأفاد أن “محاولات الزج باسم تركيا إلى جانب التنظيم الإرهابي (داعش) وراءه نوايا خبيثة، رغم الحقائق الواضحة”، مستنكراً بشدة “جهود التنظيم الإرهابي والقوى الدولية، في تحويل المأساة الإنسانية التي تمر على المنطقة إلى فرصة من أجل الضغط على تركيا”. وذكر أن جهود كافة الأطراف المعادية لتركيا تهدف إلى توجيه الرأي العام الداخلي، وشحنه ضد البلاد، موضحاً أن تلك الأطراف تهدف من وراء ذلك إلى “تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة من خلال إرغام تركيا على البقاء خارج الأحداث”.

 

وفي السياق، بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، الجمعة، أزمة اللاجئين السوريين المتدفقين على الحدود التركية جراء المعارك والاشتباكات التي تشهدها مدينة كوباني “عين العرب” بريف حلب الشرقي. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، إن “كيري اتصل بنظيره التركي لبحث جهود التحالف الدولي لمحاربة داعش في شمال سوريا ومعالجة أزمة تدفق اللاجئين الناجمة عن القتال في المنطقة”. وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن كيري “أثنى على سخاء تركيا في دعم احتياجات قرابة 2 مليون لاجئ فروا من العنف في سوريا والعراق”. واتفق الجانبان على استمرار الاتصالات بينهما حول أخر المستجدات في الساحة السورية.

 

من جهة أخرى، قالت وكالة الأنباء الإيطالية “أكي” إن “مصادر دبلوماسية أوروبية” أشارت إلى “وجود توجّه لإحداث تغييرات كبيرة في قيادة الجيش والأجهزة الأمنية السورية، ورجّحت وجود اتفاق روسي-إيراني مع الأسد، على إحداث تغييرات كبيرة، تطال مراتب عسكرية وأمنية عالية”. ورجّحت الوكالة أن يتم استبعاد عدد من كبار قادة الأمن والجيش، وقالت “قد يتم تغيير وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج، ورئيس شعبة المخابرات الجوية اللواء جميل الحسن، ورئيس مكتب الأمن القومي علي مملوك، فيما قالت إن العميد حافظ مخلوف ابن خال الرئيس الذي سبق أن تم استبعاده لخلافات داخل أسرة الأسد سيعود لتسلم منصب أمني مهم”. وفي السياق، أعلنت موسكو أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم، سيزور روسيا، الإثنين، للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف.

 

من جانب آخر، قال رئيس “الدفاع المدني السوري” رائد صالح، خلال اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن الدولي، دعت إليه فرنسا الجمعة، إن أزيز الطائرات الهليكوبتر يملأ قلوب السوريين بالخوف من أن “الجحيم والنار” على وشك السقوط عليهم في البراميل المتفجرة. وقال صالح: “هذا الصوت يعني ترقب الموت”، موضحاً أن البراميل المتفجرة هي براميل من الصلب، تحمل الشظايا والمتفجرات، وتمثل السلاح الأكثر فتكاً.

 

وأبلغ صالح مجلس الأمن، أن رجال الإنقاذ يقومون بتمويه سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء من أجل تجنب استهدافها. والدفاع المدني هي منظمة تضم رجال إنقاذ يعرفون باسم “الخوذ البيضاء” ويهرعون إلى مواقع سقوط البراميل المتفجرة أو هجمات قذائف المورتر للبحث عن ناجين تحت الأنقاض. وأضاف صالح “كمواطن سوري لم أكن يوما أتخيل نفسي وأنا اطالب بتدخل أجنبي… لكن أرواح الأبرياء من النساء والأطفال الذين يلقون حتفهم كل يوم تدعونا لأي تدخل ممكن لوضع نهاية لآلة القتل الوحشية التي يقودها بشار الأسد”.

 

وفي رسالة بالفيديو عرضت على مجلس الأمن، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إنه “في حين تستخدم قوات المعارضة على قدم المساواة مدافع الجحيم العشوائية، تظل البراميل المتفجرة أكثر فعالية في قتل المدنيين بصورة وحشية”. وأضاف دي ميستورا: “تلقى (البراميل المتفجرة) من الطائرات الهليكوبتر والطرف الوحيد الذي يملك الطائرات الهليكوبتر هو الحكومة”.

 

وقال الدبلوماسي الروسي أندري ليستوف، للمجلس، إن أي تحركات للمجلس ينبغي ألا “تقوض محاولات الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب بصورة شرعية”. وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سمانثا باور، إن كلمات المجلس باتت مثار سخرية من خلال الاستخدام المستمر للبراميل المتفجرة وإن “الحكومات التي تدعم هذا النظام تدعم هذه الممارسة”.

 

الغوطة الشرقية تنتفض على “فيلق الرحمن

تمكّن المتظاهرون في بلدة حمورية بغوطة دمشق الشرقية، الجمعة، من إلقاء القبض على قائد “فيلق الرحمن” الملازم عبد الناصر شمير، المعروف بـ”أبي النصر”. وجاء ذلك بعد مقتل متظاهر وإصابة ثمانية آخرين، في مظاهرة خرجت تهتف ضد قائد “جيش الإسلام” زهران علوش، و”القيادة العسكرية الموحدة” في الغوطة الشرقية.

 

المظاهرة هتفت ضد أحد أهم تجار الغوطة الشرقية، الملقب بـ”المنفوش”، وهو من الذين يتعاملون مع قوات النظام لإدخال المواد الغذائية، من دمشق إلى الغوطة الشرقية المحاصرة، بأسعار باهظة، وصلت إلى درجة عجزت غالبية السكان عن شرائها.

 

ورغم أن المظاهرة لم تتعرض لـ”فيلق الرحمن” أو لقائده بسوء، إلا أن عناصر الفيلق حاولوا فض المظاهرة بإطلاق الرصاص في الهواء. فما كان من المتظاهرين إلا أن هاجموا العناصر، فسارع أحدهم إلى إطلاق النار مباشرة على المتظاهرين، ما تسبب في مقتل الشاب بلال الرفاعي. فتوجه المتظاهرون بعدها إلى منزل قائد الفيلق، وتسلح بعضهم لمواجهة الحرس الشخصي لأبي النصر، واستطاعوا الدخول إلى بيته واعتقاله وضربه.

 

وفور حدوث ذلك، قام بعض المتظاهرين، بتعيين محكمة ميدانية فورية، وحكموا على أبي النصر بالإعدام، لكن أحداً منهم لم يقم بتنفيذ الحكم.

 

وسرعان ما وصل وفد من قيادات “جيش الإسلام” و”المجلس القضائي للغوطة الشرقية” إلى مكان تجمهر المتظاهرين، وأقنعوا بعضهم بتسليم أبو النصر لهم لمحاكمته، إن كان قد أعطى أوامر بإطلاق النار. فدخل متظاهرون مع أبو النصر، والوفد إلى مقر لـ”جيش الإسلام”، وهو الأمر الذي رفضه آخرون، محاولين اقتحام المقر قبل أن تستطيع العناصر المسلحة التابعة للفيلق و”جيش الإسلام” من فضّ تجمهرهم. فاستغل الوفد، انفضاض التظاهرة ليخرج مع أبي النصر، متوجهاً إلى جهة لم تعرف.

 

وبعدها خرجت الجموع الغاضبة في تشييع الشهيد، وهتفت ضد أبي النصر، وضد زهران علوش، ونادت بمحاسبة قاتلي بلال. كما طالبوا بوضع حد للإتجار بمعاناة سكان الغوطة، لصالح القيادة العسكرية المتحكمة في كل شيء، والساعية للاستفادة من خطوط الإمداد القليلة لصالح دعم عناصرها فقط، بما يستطيعون إدخاله من دمشق.

 

وبعدها اجتمع أبو النصر بوالد الشهيد، مقسماً له أنه لم يعط أمراً بإطلاق النار، وأن القاتل ستتم محاسبته عبر القضاء، وأنه سيرضى بأي حكم يختاره القضاء.

 

لم يمنع ذلك من خروج المظاهرات ليلاً في العديد من مدن الغوطة وبلداتها كسقبا وكفربطنا وعين ترما وزملكا وعربين، منددة بـ”القيادة العسكرية الموحدة” وانشغالها في التحكم بالشؤون الداخلية للغوطة، بدل العمل على الجبهات، التي لم تشهد معارك تقدم في أي نقطة منذ أكثر من عام. ونددت المظاهرات بالظلم الذي يتعرض له سكان الغوطة من اعتقالات تعسفية وخطف وعدم إمكانية معرفة أماكن المعتقلين والمخطوفين أو زيارتهم، بتهمة أنهم ينتمون لتنظيم “الدولة الإسلامية” أو أنهم مفسدون. كما حظي سوء الأحوال المعيشية للسكان، بجزء هام من هتافات المظاهرات، التي اتهمت القادة العسكريين بالتنعم بما يحتاجونه على حساب الناس المحاصرين. وقد ذكّر أحد المتظاهرين أن حملة القضاء على الفساد المزعومة التي قام بها “جيش الإسلام” ضد “جيش الأمة” لم تجلب إلا زيادة الأسعار، بعد أن احتكر لنفسه أغلب طرق الإمداد، وظلت البقية مع حلفائه في “القيادة العسكرية الموحدة” كـ”لواء فجر الأمة” و”فيلق الرحمن”.

 

وتعددت ردود فعل الناشطين والإعلاميين في الغوطة على تلك الأحداث، حيث قال الناطق باسم “اتحاد تنسيقيات الثورة في الغوطة الشرقية” يوسف البستاني: “يجب أن يتم العمل في الغوطة الشرقية على تقاسم السلطات؛ فيها القتال للعسكريين، أما باقي الأمور يجب أن تكون بيد أهلها”. وأكد البستاني أنهم “لطالما حذروا القيادات العسكرية في اجتماعاتهم أن الوضع ذاهب للانفجار إن لم يتم فك الحصار عن الغوطة أو إحراز تقدم ذي أهمية”. كما قال الداعية الشاب المعتدل، علاء خميس: “الذي يأنس الذل، أو يتعايش مع الظلم ميت، فلا يستغرب أحدُنا ما يرى من ردود أفعال النّاس المقهورين اليوم”.

 

بينما قال الشرعي في “حركة أحرار الشام” أبو تمام الشامي، ملمحاً إلى “جيش الإسلام”: “أبو النصر قائد فيلق الرحمن، هو بالنهاية ليس من صناع القرار في القيادة الموحدة، ولا هو من المسيطرين على أنفاق الغوطة. ولعل المسؤول الأول هو الذي ينفق جهوده للتسيد على أرض الغوطة، وإخضاع التشكيلات له والحفاظ على كرسي الحكم، ولعله لو بذل ربع هذا المجهود في حل أزمات المعيشة، أو فك الحصار المطبق لاختلف الوضع كثيراً، وإن كان هذا متعذراً، فليحملنّ العصا ليقاتل بها على كرسي يريد مغنمه ولا يتحمل مغرمه”.

 

في حين لاذ معظم الناشطين المؤيدين لـ”جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” بالصمت، وبعضهم اتهم “داعش” بالوقوف وراء هذه المظاهرات.

 

وتعاني الغوطة الشرقية من حصار خانق، منذ حوالي عامين، وتعرضت لمجزرة الكيماوي صيف العام 2013، ولم تشهد منذ عام كامل إطلاق أي معركة ضد قوات النظام التي تحاصرها. في حين أجرت المعارضة المسلحة سلسلة انسحابات من المليحة والدخانية وعدرا العمالية، عام 2014. وتشهد الغوطة حالات سوء التغذية لدى الأطفال، ونقصاً شديداً في الأدوية ومستلزمات الحياة الأساسية.

 

داعش يتقدم في الحسكة.. وينتهي في كوباني

تواصلت السبت، في إدلب، تظاهرات تطالب بتسليم المدينة إلى إدارة مدينة. وتأتي هذه التظاهرات استمراراً لحركة احتجاجية بدأت الجمعة، حيث خرجت 3 تظاهرات في مدينة إدلب انتهت باعتصام نفذه المحتجون في ساحة المدينة، رفعوا خلاله شعارات طالبت بإنهاء المظاهر المسلحة في المدينة وإخلاء المدارس من عناصر المعارضة. إلا أن التظاهرات أخذت منحى مختلفاً السبت، حين تدخلت “جبهة النصرة” لفض التظاهرات، واعتقلت شخصاً مسناً قال ناشطون إنه “والد الشهيد صافي زيدو” الذي قتل على يد النظام.

 

من جهة ثانية، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية، تمكنوا السبت، من طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة كوباني. وأكد المرصد: “استعاد المقاتلون الأكراد السيطرة على المواقع التي كان احتلها تنظيم الدولة الإسلامية في كوباني”.

 

ويأتي ذلك، بعدما تمكنت “وحدات الحماية” من تفجير ثانوية البنين في المدينة، والتي كان يتحصن فيها آخر مقاتلي التنظيم. وكان 18 عنصراً من التنظيم قد قتلوا في الريفين الجنوبي والغربي للمدينة نتيجة قصف مكثف شنته طائرات التحالف الدولي، على مفرق صرين، ومنطقة المجبل، وعلى زوارق تقل عناصر من التنظيم في نهر الفرات.

 

ويبدو أن هجوم التنظيم على كوباني، لم يكن بهدف الاستيلاء عليها، بل كان أشبه بعملية انتحارية، اذ لم تتوفر خطوط إمداد، ولا انسحاب للمجموعات المحاربة.

 

وفي الحسكة، جهّز تنظيم “الدولة الإسلامية” ما يُعرف باسم “جيش الخلافة” الذي يضم عناصر أجانب ومئة انتحاري، بدلاً من “جيش الولاية”، وذلك استعداداً لشن هجوم جديد على المدينة. وخاضت القوات الكردية وقوات النظام، معارك منفصلة مع التنظيم، حول المدينة ليل الجمعة-السبت، بحيث اشتبكت “وحدات حماية الشعب” مع مقاتلي “الدولة” على مشارف حي غويران، في حين اشتبكت قوات النظام مع التنظيم في حي النشوة الجنوبي الغربي. وترافق ذلك مع استقدام قوات النظام لتعزيزات عسكرية من “الحرس الجمهوري” في مدينة دير الزور، وسط تنفيذ الطيران الحربي التابع لقوات النظام، لغارات على المنطقة بالتزامن مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق الاشتباك.

 

وتتقاسم القوات الكردية وقوات النظام السيطرة على مدينة الحسكة، ولا يبدو أن هناك تنسيقاً بينهما في مقاتلة التنظيم.

 

وكانت الاشتباكات بين التنظيم وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، قد تجددت الجمعة، جنوبي الحسكة، فيما أعلن التنظيم أن عناصره قطعوا طريق إمداد قوات النظام بين “الفوج 123” والمدينة، بعد سيطرتهم على حاجز البترول جنوب شرقها. كما سيطر التنظيم على منطقة الفيلات الحمر ومدرسة معروف قرب حي العزيزية جنوبها، إضافة إلى سيطرته على نصف حي غويران.

 

واقتحم عناصر التنظيم عصر الجمعة، فرع الأمن الجنائي التابع لقوات النظام في حي النشوة الشرقية، وأفادت وكالة “سمارت” أن التنظيم فجّر مفخخة في ساحة “حافظ الأسد”، قبل أن يفجر أخرى قرب مبنى الأمن الجنائي، ويقتحمه. وقال “المرصد” إن التفجير تسبب في مقتل عشرين عنصراً على الأقل من قوات النظام، وأشار إلى أن القتلى قد يكونون من عناصر الأمن الجنائي أو من المدافعين عن المركز.

 

وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، حضّ “السكان القادرين على حمل السلاح والدفاع عن الحسكة في وجه تنظيم داعش”. وقال في التلفزيون الرسمي: “أدعو الآن كل رجل وشاب وشابة قادر على حمل السلاح إلى النزول فوراً والالتحاق بالمواقع المتقدمة والتصدي لهؤلاء الإرهابيين… هذا واجب وحق الوطن علينا”، في حين أعلن التنظيم أنه أطلق سراح السجناء من سجن في مدينة الحسكة.

 

في موازة ذلك، شهدت مدينة الحسكة، السبت، حركة نزوح كبيرة، حيث توجه الأهالي إلى المدن المجاورة كالقامشلي وعامودا والدرباسية، والريف الشمالي لمحافظة الحسكة، وسط أنباء تفيد بخروج المدنيين من حيي النشوة وغويران بشكل كامل، وخروج الأطفال والنساء من أحياء الصالحية والمفتي والناصرة وتل حجر والكلاسة.

 

وفي درعا جنوبي البلاد، استمرت المواجهات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام، وسط تقدم بطيء ل”عاصفة الجنوب” بسبب كثافة القصف واستخدام قوات النظام للمدنيين كدروع بشرية. وقال “المرصد”، الجمعة، إنه “ارتفع إلى 40 عدد مقاتلي المعارضة الذين استشهدوا خلال 24 ساعة من الاشتباكات”.

 

وكان مصدر من “الفيلق الأول” التابع لـ”الجبهة الجنوبية”، قد قال لوكالة “سمارت” الجمعة، إن خسائر قوات النظام تجاوزت 50 قتيلاً ومئة جريح. وأضاف أن بين قتلى قوات النظام ضابطان برتبة عميد، مشيراً الى أن الحصيلة بازدياد “نظراً لكبر حجم المعركة وكثرة خطوط الاشتباك”، إضافة إلى خسائر أخرى بالعتاد والآليات العسكرية. وأكد أنهم قطعوا طريق الإمداد لقوات النظام وطريق دمشق–درعا الدولي، كما سيطروا على حاجز ومبنى رسلان في درعا المحطة، وحاجز السرو شمالي بلدة عتمان، الذي يعد البوابة الشمالية لمركز محافظة درعا. مؤكداً أن خسائر فصائل الجيش الحر والكتائب الإسلامية بلغت نحو 50 قتيلاً و 70 جريحاً.

 

وفي إدلب، أقدم تنظيم “جند الأقصى” على إعدام 3 قضاة، كانوا قد اعتقلوا لدى سيطرة “جيش الفتح” على مدينة إدلب، حيث كان القضاة يعملون في محاكم رسمية. وقام تنظيم جند الأقصى بتسلم القضاة من الهيئة الإسلامية لإدارة المناطق المحررة، في مدينة بنش بريف إدلب.

 

من جانب آخر، قُتل 40 عنصراً لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، نتيجة هجوم عنيف نفذه عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” على حواجز في منطقة الشيخ هلال، قرب طريق أثريا–حماة بريف حماة الشمالي الشرقي.

 

“عاصقة الجنوب” تهب على نظام الأسد

بهية مارديني

العبدة: النظام سيكون مجبرا على حل سياسي عادل

فيما يواصل الثوار السوريون معركة “عاصفة الجنوب” ضدّ قوات الأسد للسيطرة على مدينة درعا مهد الثورة السورية، يبدي الائتلاف السوري المعارض أمله في أن تتغير موازين القوى نحو اجبار النظام على حل سياسي عادل.

 

بهية مارديني: تشنّ فصائل تابعة للمعارضة السورية المسلحة منذ يوم الخميس الماضي، هجوماً واسع النطاق، تحت مسمّى “عاصفة الجنوب”، بهدف السيطرة على مدينة درعا بالكامل، جنوبي البلاد.

 

وأكد أنس العبدة عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض على أهمية الانتصارات التي يحققها الثوار السوريون في الجبهة الجنوبية ضد النظام وحلفائه الإقليميين.

 

وقال العبدة لـ”إيلاف” إن هذه الدروس “تقرب شعبنا من إجبار النظام على حل سياسي عادل يؤمن استمرار سوريا بلدا موحدا بقومياته وطوائفه لجميع مواطنيه؛ ونظرًا لطبيعة القوى الفاعلة في الجنوب فان هذه الانتصارات توكد راهنية وموضوعية الخيار الوطني السوري باعتباره الخيار الوحيد القابل للتحقق والقادر على جمع غالبية السوريين”.

 

وقال التجمع الوطني السوري أحد أكبر كتل الائتلاف، في بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه: “ابتدأ ثوار الجنوب، في حوران الثورة، معركة تحرير مهدها الأول، درعا الباسلة وجامعها العمري. وبذلك ينيرون بعزيمتهم وروحهم الكفاحية درب النصر لشعبنا الذي طالت مأساته، وآن لها أن تنتهي!

 

وأكد البيان: “لقد أثبت هؤلاء الثوار، بانضباطهم الثوري، وإعدادهم الدؤوب الناجح، ووحدتهم الصلبة، وحكمتهم وروحهم الوطنية، أنهم أبناء الثورة المتمسكون بأهدافها في الحرية والكرامة التي وهب مئات آلاف الشهداء دماءهم على دربها.”

 

وشدد على أنه “في الوقت الذي ستُضاف نجاحات ثوارنا في درعا، إلى النجاحات الأخرى في أكثر من مكان على أرض الوطن، يجسد ثوار الجنوب، أن الوطن هو القيمة الأعلى، وأن الثورة هي المحرّك والجامع.. مؤكدين إخلاصهم لمثلها، واشتعلت على سماع أصوات الألم التي أطلقها أطفال درعا، في الثامن عشر من آذار ٢٠١١”.

 

واعتبر البيان أن “أول هذه الدروس هو أن التمسك بوطنية الموقف والقرار هو سبيل النصر. وثانيها، أن الوحدة والتواضع والانضباط والصبر على المكاره أداة النجاح. وثالثها أن العلاقة العضوية مع الشعب وحاجاته وآلامه ضمانة المسار. ورابعها : أن تأمين الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب، والحفاظ على التراب السوري موحداً غير قابل للتقسيم والتجزئة هو الركيزة الأساس في النصر وبناء النظام التعددي الذي يحقق المساواة بين جميع أبناء الشعب السوري”.

 

وفي وقت سابق، قال القيادي العسكري في غرفة عمليات “عاصفة الجنوب”، فهد السلطي، لمراسل “الأناضول”: “إن فصائل المعارضة بدأت صباح اليوم الخميس بقصف مدفعي وصاروخي على المواقع العسكرية وخطوط إمداد قوات النظام في مدينة درعا”.

 

وأضاف أن مقاتلي المعارضة تمكنوا بعد اشتباكات عنيفة اندلعت مع قوات النظام، من قطع الاتستراد الدولي، الرابط بين محافظة درعا ومدينة دمشق، الذي يستخدمه الجيش النظامي لإرسال تعزيزاته العسكرية إلى مدينة درعا التي تسيطر قوات المعارضة على أحياء فيها.

 

وأشار السلطي، إلى أن معركة السيطرة على المدينة، “جاءت بعد أكثر من شهر ونصف من التخطيط لها، بمشاركة واسعة، من معظم فصائل درعا، بما فيها تشكيلات الجبهة الجنوبية(تضم مقاتلين من الجيش السوري الحر وفصائل مسلحة أخرى)، والفصائل الاسلامية، حيث تم وضع خطّة مُحكمة للهجوم على المدينة من سبعة محاور”.

 

في السّياق نفسه؛ عزّزت قوات النظام المتمركزة في مدينة درعا خطوط دفاعاتها، بالقرب من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، كما وسّعت انتشارها داخل المدينة لتشمل مساكن المدنيين، والأبنية المرتفعة، لاعتلاء قناصتها عليها، بحسب ما أفاد شهود عيان لمراسل “الأناضول”.

 

يُذكر أن مدينة درعا، هي أهم وأبرز نقاط ارتكاز الجيش النظامي في جنوب سوريا، لاحتوائها على جميع الأفرع الأمنية والنقاط العسكرية الاستراتيجية في المحافظة، إضافة إلى أهم المنشآت والمؤسسات الحكومية والخاصة.

 

وكانت “الجبهة الجنوبية” سيطرت مطلع الشهر الجاري على اللواء 52 الاستراتيجي، التابع للنظام شرقي درعا، كما سيطرت على مجموعة من القرى المجاورة للمدينة.

 

«داعش» خارج كوباني.. ويتقدم في الحسكة مع فرار عشرات الآلاف

موسكو تدعو لحوار مباشر بين النظام والمعارضة

بيروت: كارولين عاكوم موسكو: سامي عمارة

استعاد المقاتلون الأكراد السيطرة على مدينة كوباني (عين العرب)، في أقصى الشمال السوري قرب الحدود التركية بعدما تسلل إليها تنظيم داعش الخميس الماضي.

 

ومشط مقاتلو الوحدات الكردية المدينة بحثا عن عناصر من التنظيم قد يكونون اختبأوا داخلها، وسط مزاعم بفرار بعضهم إلى تركيا.

 

وارتفعت حصيلة القتلى المدنيين الذين سقطوا في كوباني ومحيطها منذ هجوم التنظيم إلى 206 أشخاص.

 

وجاء ذلك بينما واصل «داعش» تقدمه في مدينة الحسكة. وحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن ما يصل إلى 120 ألف شخص فروا من الحسكة، في وقت أشارت فيه تقارير إلى أن من بينهم مئات العائلات المسيحية.

 

من جهة أخرى, دعت موسكو, عشية وصول وليد المعلم، وزير خارجية النظام السوري إليها, لاستئناف العملية السياسية للتسوية في سوريا، وعقد مفاوضات مباشرة بين النظام والمعارضة لـ{توحيد جهود الحكومة السورية وجميع القوى البناءة للمعارضة السورية في الداخل والخارج للدفاع عن سيادة سوريا واستقلالها».

 

سوريا: الأكراد يستعيدون السيطرة على كوباني.. و«داعش» يتقدم في الحسكة

ارتفاع عدد القتلى في المدينة الحدودية.. و«وحدات الحماية» ترفض القتال إلى جانب النظام

بيروت: كارولين عاكوم

استعادت «وحدات حماية الشعب» الكردية السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) للمرة الثانية بعدما كان تنظيم «داعش» قد دخل إليها يوم الخميس الماضي، وسجّل ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين الذين سقطوا في المدينة الحدودية ذات الغالبية الكردية ومحيطها منذ هجوم التنظيم، إلى 206 أشخاص. وفي حين رجّح مسؤولون أكراد أن «يكون مقاتلو التنظيم قد هربوا نحو تركيا» نفت أنقرة ذلك الزعم بشدة، وقال مصدر في الخارجية التركية إن المعبر الحدودي والمناطق المحيطة به هي مناطق عسكرية ولم يسجل أي تحرك عليها.

 

في غضون ذلك، تخوض كل من الميليشيات الكردية وجيش النظام السوري معارك منفصلة مع «داعش» حول مدينة الحسكة، بشمال شرقي سوريا، بينما تضاربت المعلومات حول الوضع على الأرض بين الطرفين، ففي حين تحدّثت مصادر معارضة عن تقدّم التنظيم في بعض المناطق، نفت وسائل إعلام النظام الأمر مدّعية أن «مدينة الحسكة آمنة ومستقرة، والجيش والجهات الأمنية ومجموعات الدفاع الشعبية ثابتة في مواقعها الاستراتيجية والاحترازية للحفاظ على أمن المدينة والمواطنين».

 

ريدور خليل، الناطق باسم «وحدات الحماية» قال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس إن المناطق الواقعة من الجهة الجنوبية باتجاه الشرق في الحسكة محاصرة من قبل «داعش». وأوضح خليل أن الاشتباكات في الحسكة «تحصل بشكل رئيسي بين (داعش) وقوات النظام، وقد سجلت انسحابات للأخيرة في عدد من المناطق، وباتت منطقة النشوة الغربية والشرقية والمحلّق الشرقي، حيث كان يوجد مركز للدفاع الوطني، تحت سيطرة التنظيم، ولا يزال السجن المركزي محاصرا أيضا من قبل مقاتليه».

 

من جانبه، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الميليشيات الكردية وجيش النظام خاضا معارك منفصلة مع «داعش» حول مدينة الحسكة في ليل الجمعة، بينما حاول التنظيم المتطرف السيطرة على مزيد من المناطق في المركز الحضري الرئيسي قرب الحدود العراقية. ولفت «المرصد» إلى أن وحدات الحماية اشتبكت مع مقاتلي التنظيم على مشارف حي غويران بجنوب شرقي الحسكة.

 

أما «وكالة أعماق الإخبارية»، المقربة من تنظيم «داعش»، فادعت أن مقاتلي التنظيم أحرزوا أمس تقدما جديدًا داخل أحياء الحسكة تمثل بسيطرتهم على حي «غويران شرقي» وغالبية حي «غويران غربي» جنوبي المدينة، وذلك بعد هجوم واسع من عدة محاور، كما تمكنوا أيضا من السيطرة على أجزاء واسعة من حي العزيزية بشمال شرقي المدينة بعد اقتحام حاجز المكننة الزراعية ومعمل الغزل. في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن قائد شرطة الحسكة اللواء حسيب الطحان، تأكيده «أن حامية سجن الحسكة المركزي موجودة في أماكنها لحماية السجن، وتقوم بواجبها الوطني، وعناصر فرع الأمن الجنائي يستبسلون في التصدي لإرهابيي (داعش)». وقال الطحان إن «المعلومات التي أشارت إلى سحب حامية السجن لا أساس له من الصحة، وتندرج في إطار الحرب الإعلامية والدعاية الكاذبة التي تستهدف أبناء المدينة».

 

أما في ما يتعلق بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد في الحسكة، فلفت خليل، إلى «وقوع اشتباكات بين (وحدات الحماية) و(داعش) بعد هجوم للأخير على مواقعنا فجر السبت في مناطق بعيدة عن المدينة، لا سيما في أطراف جبل كوكب ومقر القيادة (23)، لكن في مدينة الحسكة لم يصلوا إلى المناطق التي نوجد نحن فيها، ولن نسمح لهم بالوصول إليها»، وتحدث عن «نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان الحسكة، جميعهم توجهوا إلى المناطق التي نسيطر عليها في شمال المدينة».

 

وعما إذا كان الأكراد سيقاتلون إلى جانب النظام ضد التنظيم، أوضح خليل أن هذا الأمر لن يحدث، موضحا: «إذا وصلوا إلى مناطقنا، فعندها لن نقف نتفرج، لكن لا يعني أننا سنقاتل إلى جانب النظام». ونفى المعلومات التي أشارت إلى اتفاق أو تواصل بين النظام والأكراد، معتبرا أن هذه الأخبار من فبركات النظام «الذي يحاول الاستفادة من انتصارات الأكراد، أو ممن يحاولون تشويه صورة (الوحدات) والقول إنها تقف إلى جانب النظام».

 

هذا، وكان تنظيم داعش قد شن هجوما على مناطق وأحياء في جنوب مدينة الحسكة كانت تقع تحت سيطرة الحكومة الأسبوع الماضي في أعمال عنف تقول الأمم المتحدة إنها شردت عشرات الآلاف من المدنيين.

 

يذكر أن مدينة الحسكة، عاصمة المحافظة التي تحمل اسمها، منقسمة إلى مناطق يديرها بشكل مستقل كل من الجيش النظامي والأكراد، ويقطنها مزيج من العرب والأكراد والمسيحيين، وهي ذات أهمية لكل أطراف القتال في محافظة تقع بين الأراضي التي يسيطر عليها «داعش» في سوريا والعراق وتصل شمالا إلى الحدود التركية.

 

أما في مدينة عين العرب (كوباني)، فقد طرد مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردية أمس، مقاتلي «داعش» من المدينة الحدودية مع تركيا، التي كان التنظيم نجح في دخولها والسيطرة على بعض النقاط فيها قبل يومين، بحسب ما ذكره «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وما أكده الناطق باسم «وحدات الحماية» ريدور خليل.

 

وبينما أفاد «المرصد» بارتفاع حصيلة القتلى المدنيين الذين سقطوا في عين العرب ومحيطها منذ بدء الهجوم على يد التنظيم إلى 174، مرجحا ارتفاع الحصيلة نظرا لاستمرار العثور على جثث في شوارع المدينة اليوم، قال خليل لـ«الشرق الأوسط» «استعدنا السيطرة على كامل المدينة بعدما نجحنا في إخراج المدنيين الذين كانوا لا يزالون محاصرين في الطوابق السفلية من المباني الثلاثة التي كان يتحصن في داخلها مقاتلو التنظيم. وليل الجمعة حصلت اشتباكات مباشرة معهم ونجحت قوات الحماية في اقتحام مبنيين منها، وصباح أمس عمدوا هم إلى تفجير مبنى مدرسة البنين الذي كان لا يزال تحت سيطرتهم، وفيما سجل مقتل 60 من (داعش)، تمكن 8 منهم من الهرب نرجّح أن يكونوا ذهبوا باتجاه تركيا». أما «المرصد»، فقال في تقريره إن المقاتلين الأكراد استعادوا السيطرة على المواقع التي كان احتلها «داعش» في عين العرب، وتم ذلك «بعد تمكن (وحدات حماية الشعب) الكردية من السيطرة على ثانوية البنين في المدينة التي كانت آخر موقع يتحصن فيه التنظيم، عبر تفجيره بعدما تمكن مدنيون محتجزون من الفرار منه». وتحدث مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن عن انفجار كبير هز مدرسة البنين؛ حيث كانت تتحصن عناصر من التنظيم منذ دخولهم عين العرب قبل يومين، ويحتجزون فيه رهائن. وتطرق إلى تقارير عن فرار الرهائن قبل حصول العملية، وقال إنه ليس في الإمكان بعدُ معرفة حجم الخسائر البشرية، «لكن أجزاء من المبنى انهارت». وأشار «المرصد» إلى أن «مقاتلي الوحدات وقوات الأسايش (الشرطة الكردية) يقومون بتمشيط المدينة بحثا عن عناصر قد يكونون فروا أو اختبأوا».

 

أما الصحافي رودي محمد أمين، الموجود في المنطقة الكردية في شمال سوريا، فقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الوحدات الكردية فجرت ألغاما زرعتها في محيط مبنى ثانوية البنين، ثم اقتحمته، وجرى تنفيذ هذه العملية العسكرية بعد التأكد من أنه لم يبق مدنيون داخل المدرسة»، مضيفا أن «كامل المدينة عادت تحت سيطرة وحدات حماية الشعب». ونقلت وكالة «باسنيوز» الكردية العراقية، من جانبها، عن مسؤول كردي قوله إن «وحدات حماية الشعب» سيطرت على ثانوية البنين التي كان قد تم تحويلها إلى «مستشفى مشتة نور» ويديره أطباء من منظمة «أطباء بلا حدود» بعدما كانت قد حاصرت مسلحي «داعش» داخلها، والذين قتل منهم من قتل فيما فجّر الباقون أنفسهم. وأضاف أن «وحدات الحماية» تمكنت من تحرير شارع المطاعم وسط المدينة بعد قتل أربعة من التنظيم كانوا متحصنين فيه، وأنها تواصل تمشيط حي المقتلة وحي الشهيد مورو. وتابع أن «عدد القتلى المدنيين في ازدياد مستمر؛ إذ عثر على جثث جديدة للمواطنين في المدينة صفي أصحابها من قبل مسلحي (داعش)».

 

يذكر أن مقاتلي التنظيم المتطرف دخلوا عين العرب وسيطروا على نقاط عدة في الجنوب والجنوب الغربي وصولا إلى وسط المدينة. وبعد ساعات على دخولهم، استقدم الأكراد تعزيزات وحاصروا نقاط وجود عناصر التنظيم، وحصلت مواجهات تمكن خلالها الأكراد تدريجيا من استعادة السيطرة على الأبنية المحتلة.

 

تنظيم الدولة يضيّق حصاره لقوات النظام بالحسكة  

أيمن الحسن-الحسكة

 

سيطر تنظيم الدولة الإسلامية، مساء أمس السبت، على المدينة الرياضية ودار الأسد للثقافة وكافة الأبنية المحيطة بالسجن المركزي الذي يعتبر آخر نقطة لقوات النظام في الجزء الجنوبي من مدينة الحسكة شمال شرق سوريا.

 

وقال الناشط محمود الأحمد للجزيرة نت إن تنظيم الدولة سيطر على كامل غويران الشرقي بعد اشتباكات مع قوات النظام خلال ساعات الفجر، وتمركز عناصر التنظيم على التلة وسط الحي، والتي تطل على قصر المحافظ في مركز المدينة، وأكد أن قصر المحافظ بات تحت مرمى نيران عناصر تنظيم الدولة، ويفصلهم عنه حاجز الجسرين على نهر الخابور الذي يشطر المدينة إلى قسمين.

 

وأوضح الأحمد أن عناصر التنظيم اشتبكوا لأول مرة، بشكل مباشر مع وحدات حماية الشعب الكردية في حيي العزيزية والغزل في الجهة الشرقية من المدينة، وأسفرت المعارك عن سيطرة التنظيم على أجزاء من الحيين، بعد اقتحام حاجز المكننة الزراعية ومعمل الغزل والنسيج.

 

وأشار إلى أن النظام استقدم تعزيزات عبر الجو من محافظة دير الزور إلى الحسكة مؤلفة من المئات من عناصر الحرس الجمهوري بقيادة العميد عصام زهر الدين، ومقاتلي العشائر بقيادة القائد عبد الباسط حمدو الرجب، لكن تلك التعزيزات فشلت في فك الحصار عن جنود النظام المحاصرين في السجن المركزي في حي غويران غربي.

ووفقا للناشط، دارت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين تنظيم الدولة من جهة، وقوات النظام المدعومة بمليشيات الشبيحة من جهة أخرى، على أطراف حي النشوة الشرقية، في محاولة لاستعادة الحي عبر جسر النشوة الذي يصل الحي بالقسم الشمالي من المدينة، تحت غطاء طائرات النظام الحربية التي قصفت أحياء النشوة غربية والنشوة الفيلات وشريعة.

 

وقال إن الطيران الحربي قصف محيط البوابة الجنوبية والجسر الأبيض والمدرسة الدولية لتعليم قيادة السيارات ومشفى الأطفال ومقبرة حي غويران والفيلات الحمر في محيط مدينة الحسكة.

 

من جهته، أفاد المقاتل السابق في قوات المعارضة ذياب الذياب للجزيرة نت، أن تنظيم الدولة هاجم مواقع قوات النظام جنوب تل براك، وسيطر على قرى سعيد وسكمان العلي والقصر والسيباط، وقصف قرية القحف شمال شرق الحسكة.

 

وقال الذياب إن عشرة عناصر من قوات النظام والمليشيات التابعة له -بينهم ضابط برتبة نقيب- قتلوا في اشتباكات مع عناصر تنظيم الدولة قبل السيطرة على القرى الأربع.

 

الائتلاف السوري يتهم أكرادا بالتهجير القسري  

اتهم الائتلاف الوطني السوري المعارض وحدات حماية الشعب الكردية بارتكاب “تجاوزات” ضد السكان المدنيين في منطقة تل أبيض بمحافظة الرقة (شمال)، وحمّلها مسؤولية التهجير القسري للسكان، محذرا من احتمال وجود خطة لتفريغ المنطقة من سكانها وإقامة دولة كردية.

 

وفي بيان صحفي أصدره اليوم السبت، قال الائتلاف إن لجنة تقصي الحقائق التي شكلها توصلت إلى وقوع “تجاوزات” عديدة من وحدات حماية الشعب، تنوعت بين إرسال رسائل تهديد عبر الاتصالات الهاتفية وصفحات التواصل الاجتماعي، والاستيلاء على الآليات والمواشي والمحاصيل الزراعية، وسرقة المنازل، وكتابة عبارات عنصرية ضد العرب على الجدران.

 

وقال إن أغلب عمليات النزوح الجماعي حدثت قبل دخول قوات الحماية إلى قرى تل أبيض بسبب التهديدات التي كانت تصل الأهالي، وبسبب الأخبار المروعة عن الانتهاكات المرتكبة قبل فترة وجيزة في ريف الحسكة (شرق الرقة)، مضيفا أنه حدثت أيضا عمليات تهجير قسرية لعدد من القرى العربية والتركمانية تحت وطأة السلاح.

 

وجاء في البيان أن أهالي قرية زحلة جنوب تل أبيض كانت فارغة من الرجال تماما، ومع ذلك فقد هاجمتها الوحدات الكردية لتجبر من فيها من النساء والأطفال على الخروج بطريقة مذلّة إلى قرية مجاورة.

 

وأوضح الائتلاف أن لجنة تقصي الحقائق طلبت من قوات الحماية السماح لها بدخول تل أبيض للوقوف على حجم الانتهاكات، لكن الطلب تم رفضه مرارا رغم انتظار اللجنة على الطرف التركي من المعبر الحدودي عدة أيام، وهو ما عزز مخاوف النازحين من العودة إلى منازلهم رغم فتح المعبر.

دولة كردية

وحذر الائتلاف من احتمال وجود خطة عند قوات الحماية لتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين وإقامة دولة كردية، مطالبا الأمم المتحدة بإرسال بعثة تحقيق دولية والوقوف على حقيقة الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين.

 

كما طالب بالسماح للمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام بالتجول في منطقة تل أبيض لنقل “حجم المأساة” الذي لحق بالمدنيين، داعيا إلى السماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية والطبية.

 

واختتم الائتلاف البيان بمطالبة قوات التحالف الدولية بتحييد المدنيين في مناطق الصراع، وعدم الوقوع في “فخ البلاغات الكيدية الكاذبة” عن وجود تجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية لقصفها، قائلا إنها في الحقيقة تجمعات للمدنيين المسالمين، ومشيرا إلى أن قوات الحماية الكردية سبق أن هددت السكان في حال عدم مغادرتهم قراهم بأنهم سيعطون إحداثيات منازلهم لطيران التحالف ليقصفها بحجة أنها مقرات للإرهابيين، حسب قوله.

 

وتزامن هذا البيان مع إعلان عضو لجنة توثيق انتهاك الوحدات الكردية أكرم دادا أن وحدات حماية الشعب تواصل تهجير التركمان من قراهم في تل أبيض، وأنها هجّرت نحو عشرة آلاف شخص خلال اليومين الماضيين من قريتين فقط.

 

سوريا..اتفاق بين القوات الكردية والنظام على محاربة داعش

غازي عنتاب – زيدان زنكلو

أكدت مصادر متطابقة في مدينة الحسكة السورية أن قوات الحماية الكردية توصلت إلى اتفاق مع قوات النظام يقضي بمحاربة الطرفين تنظيم داعش الذي بدأ قبل أيام هجوماً على المدينة، في مقابل تقليص النظام لسلطاته داخل الحسكة.

وحسب مصادر كردية، فإن الاتفاق ينص على استلام القوات الكردية إدارة الأحياء التي ستتمكن من السيطرة عليها بعد طرد التنظيم منها، إضافة لرفع العلم الكردي فوق هذه المناطق بدلاً من علم النظام.

كما أفادت المصادر أن من بين الشروط التي طرحتها إدارة الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي تسليم بعض الآليات الثقيلة التي بحوزة قوات النظام وميليشياته في الحسكة إلى القوات الكردية.

وفي هذا الخصوص، أكد الناشط سراج الحسكاوي لـ”العربية” أن قوات النظام سلمت بالفعل دبابتين للقوات الكردية يوم الجمعة الماضي، حيث عبرت الدبابتان من حاجز الغزل إلى الصالحية، وتسلمت الوحدات الكردية حاجزي الغزل ومفرق البترول شرقي الحسكة، ثم اصطدمت مع عناصر داعش في منطقة الفيلات الحمر شرقي حي غويران ومحيط حي العزيزية.

ولفت الحسكاوي إلى أن بعض قيادات النظام في الحسكة ترفض شروط القوات الكردية، وأرسلت إلى القيادات العسكرية في العاصمة دمشق تسألها عن موضوع إعطاء الدبابات والآليات الثقيلة للقوات الكردية، ولاسيما أن قوات التحالف ستشارك في دعم الأكراد في معاركهم ضد تنظيم داعش، وهو ما يعني بشكل أو بآخر بسط القوات الكردية سيطرتها على كامل المدينة، في حين سينحصر تواجد النظام في المؤسسات الحكومية فقط.

وعلى صعيد المعارك داخل المدينة، أكد ناشطون مشاركة عناصر من حزب الله في القتال إلى جانب قوات النظام بالتزامن مع وصول العميد عصام زهر الدين إلى الحسكة لقيادة قوات النظام في المعركة ضد داعش، حسب ما نقلته صفحات ومواقع مؤيدة للنظام.

وفي هذه الأثناء، تقدمت الوحدات الكردية عبر عملية التفاف إلى قرى سبع سكور جنوب شرق الحسكة قرب فوج كوكب، وذلك بمساندة طيران التحالف الدولي الذي استهدف تجمعات تنظيم داعش بمحيط قرى سبع سكور.

وبعد تكبدهم خسائر كبيرة انسحب عناصر داعش من أحياء العزيزية وغويران وحي النشوة الشرقية ومحيط السجن المركزي ومشفى الأطفال، فيما أغارت طائرات النظام أيضاً على مواقع بحي النشوة وأطراف الفيلات الحمر.

وأكدت مصادر لـ”العربية” أن تنظيم داعش منع الأهالي من النزوح في حي غويران وسط حالة خوف وهلع من عمليات انتقامية ينفذها عناصر التنظيم بحق الأهالي.

ونزح قرابة 60 ألفاً من أهالي المدينة إلى ريف الحسكة كالقامشلي والدرباسية وعامودا، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة التي حذرت أيضاً من ارتفاع عدد النازحين إلى 200 ألف مع استمرار المعارك في المدينة.

وكان تنظيم داعش بدأ قبل أيام هجوماً واسعاً على مدينة الحسكة بهدف بسط سيطرته عليها، إثر خسائره المتكررة في عين العرب (كوباني) وتل أبيض وانحسار وجوده في ريف حلب الشرقي ومدينة الرقة وبعض المناطق في دير الزور.

وتسيطر قوات النظام على الأحياء الجنوبية والغربية من الحسكة، وهي أحياء غالبية سكانها من العرب، فيما تسيطر الوحدات الكردية على الأحياء الشمالية والشمالية الشرقية ذات الأغلبية الكردية.

مخاوف من تنامي نفوذ الأكراد في الحسكة

التطورات الأخيرة في الحسكة أثارت مخاوف الناشطين هناك من تعزيز حزب الاتحاد الديمقراطي لنفوذه في المدينة، وبالتالي خلق كانتون أو جيب كردي متصل بمناطق سيطرة الحزب من عين العرب غرباً إلى القامشلي شرقاً.

وقال الناشط سراج الحسكاوي إن المعركة الحالية تساعد في إنشاء كيان وإقليم إدارة ذاتية كردية.

وأضاف الحسكاوي أن النظام وقوات الأكراد تحالفا في معارك سابقة منها معركة تل حميس وتل براك ومعارك جبل عبدالعزيز وتل تمر ومعركة الميلبية، واليوم في معركة اقتحام داعش للمدينة جاء الاتفاق الأخير بين الشريكين ليثبت سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي على المدينة.

القوات الكردية تطرد داعش من عين العرب (كوباني)

وفي عين العرب (كوباني) ارتفعت حصيلة الهجوم الذي بدأه تنظيم داعش على المدينة، الخميس الفائت، إلى أكثر من 200 شخص، وفق ما أكده ناشطون في المدينة، وسط توقعات بارتفاع عدد القتلى مع استمرار عمليات البحث والتمشيط للمناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم في المدينة.

وتشهد عين العرب (شمال شرق حلب) حالة استنفار أمني كبير خشية وجود خلايا نائمة لداعش في المدينة بعدما تمكنت، أمس السبت، وحدات حماية الشعب الكردية من طرد عناصر التنظيم منها، وقبل انسحابهم فجّر عناصر التنظيم قسماً من مدرسة البنين المجاورة لمقر الإدارة الذاتية الكردية في كوباني، وجرت اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات الكردية قرب المركز الثقافي جنوب المدينة.

وكان قرابة المئة من عناصر داعش متنكرين بزي القوات الكردية دخلوا كوباني، فجر الخميس الماضي، من عدة محاور وسيطروا على الأحياء الجنوبية والشرقية من المدينة، وقتلوا العشرات من الأهالي بعد تفجير سيارتين مفخختين، الأولى قرب معبر مرشد بينار مع تركيا، والثانية بين الأحياء السكنية.

واتهم ناشطون وقياديون أكراد السلطات التركية بتسهيل دخول عناصر داعش إلى المدينة عبر الحدود التركية السورية، إلا أن أنقرة نفت هذه الاتهامات، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن “اتهام تركيا بإقامة صلات مع أي منظمة إرهابية محض افتراء كبير”.

 

سوريا.. عمليات تهجير قسرية لسكان تل أبيض

دبي – قناة العربية

تصاعدت الشكاوى ضد القوات الكردية، بعد سيطرتها على مدينة تل أبيض الواقعة في ريف الرقة، حيث توصلت لجنة تقصي الحقائق، التي شكلها الائتلاف الوطني السوري، إلى وقوع تجاوزات عديدة من قوات حماية الشعب الكردية ضد السكان المدنيين في المنطقة.

يعاني سكان تل أبيض العرب والتركمان من عمليات تهجير قسرية، ومنع من العودة إلى بيوتهم، منذ طرد قوات تنظيم “داعش” من المدينة.

وكانت اللجنة قد تقدمت بطلب رسمي قوبل بالرفض من وحدات حماية الشعب الكردية للدخول إلى تل أبيض بدافع الوقوف والاطلاع على الأحداث التي حصلت هناك خلال المعارك ضد المتطرفين. وأكدت وقوع عمليات التهجير تحت وطأة السلاح والنهب والتهديد للسكان.

من جهته طالب الائتلاف الوطني من الأمم المتحدة إرسال بعثة تحقيق دولية بشكل فوري لدخول مدينة تل أبيض والقرى المحيطة بها، والوقوف على حقيقة الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الحماية الشعبية، كما طالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، إلى جانب السماح للمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام بالتجول في المنطقة لنقل الصورة للعالم للوقوف على حجم المأساة والضرر الذي لحق بالمدنيين.

كذلك طالب الائتلاف بالسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية والطبية لتخفيف معاناة السكان التي تزداد يومياً.

 

داعش يستولي على مناطق جديدة بالحسكة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

سيطر مسلحو داعش على أحياء جديدة في محافظة الحسكة شمالي شرقي سوريا خلال الساعات الماضية، حسبما ذكرت شبكات الناشطين السوريين.

 

وقالت “شبكة سوريا مباشر” إن مسلحي التنظيم شنوا هجوما عسكريا مفاجئا على مقرات للقوات الحكومية والقوات الكردية المساندة له في مدينة الحسكة.

 

وأضافت أن أكثر من 20 عنصرا من القوات الحكومية قتلوا إثر انفجار نفذه تنظيم الدولة بعربتين مفخختين استهدفتا مبنى الأمن الجنائي بالمحافظة.

 

وقالت حسابات تابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي إن مسلحي داعش تمكنوا من قطع طريق إمداد القوات الحكومية بين الفوج 123 ومدينة الحسكة، وذلك بعد سيطرتهم على حاجز البترول ومنطقة “الفيلات الحمر”.

 

من جهة أخرى، تستمر الاشتباكات في مدينة درعا بمعركة “عاصفة الجنوب” في وقت قصف الطيران المروحي بلدة نصيب ببرميل متفجر أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى