أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 03 آب 2011


روسيا تفتح الباب لبيان يدين دمشق في مجلس الأمن

نيويورك – راغدة درغام؛ واشنطن – جويس كرم

دمشق، عمان، موسكو ، واشنطن- «الحياة» ، أ ف ب ، رويترز – خطت روسيا خطوة لافتة امس بإعلانها إنها لن تعارض «بيانا» من مجلس الامن بإدانة العنف في سورية «ما دام لا يتضمن فرض عقوبات أو غير ذلك من الضغوط». ورغم ان الصيغة الروسية تعني بيانا «بلا عضلات»، إلا انها تعد تطورا قد يرضي بعض الدول الغربية التي كثفت مساعيها خلال اليومين الماضيين لإدانة العنف في سورية. في موازة ذلك التقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وفدا من المعارضة السورية في واشنطن وذلك للمرة الاولى منذ بدء الازمة. وقال المعارض السوري رضوان زيادة إنه ابلغ كلينتون ان المعارضة ترغب بان «يطالب (الرئيس باراك) اوباما الرئيس الاسد بالتنحي على الفور». وتوازت التحركات الغربية امس مع استمرار الحملة الامنية في حماة وحمص وريف دمشق. وقال ناشطون إن الآلاف من سكان حماة غادروا المدينة إلى مدن اخرى.

ميدانيا، تحدث الناشطون عن انتشار امني مكثف في حماة ووجود قوى أمنية على مداخل ومخارج الطرق والشوارع الرئيسية وانتشار القناصة فوق اسطح المباني ما صعب الحركة وجعل دفن قتلى المواجهات مسألة عصية وخطيرة.

وذكر ناشطون مدافعون عن حقوق الانسان ان الهجمات التي شنتها قوات الامن أدت الى مقتل 27 مدنيا على الاقل من بينهم 13 في حماة. وقال اثنان من سكان حماة إن ثلاثة مدنيين قتلوا في المدينة بينهم شقيقان هما خالد وفاتح قانيل اللذان لقيا حتفهما عندما أطلق مسلحون النار على سيارتهما. وأضاف الشاهدان إن أعمال شغب استمرت لفترة قصيرة في وقت متأخر في السجن الرئيسي بحماة.

وعن التحركات الديبلوماسية، قالت الخارجية الروسية إن موسكو لن تعارض قرارا للأمم المتحدة بإدانة العنف في سورية ما دام لا يتضمن فرض عقوبات أو غير ذلك من «الضغوط». وأوضح سيرغي فيرشينين مسؤول إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية إن روسيا لا تعارض «بصورة قطعية» تبني قرار ضد دمشق. واضاف: «نحن لسنا شكليين ولا نعارض بصورة قطعية شيئا في حد ذاته… إذا كانت هناك مواد غير متوازنة وعقوبات وضغوط… أعتقد بأن مثل هذا النوع من الضغوط سيء لأننا نريد تقليل إراقة الدماء ومزيدا من الديموقراطية».

وذكر ديبلوماسيون في الامم المتحدة ان اعضاء مجلس الامن «يمكن ان يتفقوا على بيان بسيط غير ملزم».

وانتقلت روسيا والصين ودول «إيساب» ( الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل)، من ضفة ممانعة تناول الأزمة السورية في مجلس الأمن، الى ضفة الإقرار بأن «لا مناص» من إصدار المجلس موقفاً ما، أرادت روسيا له أن يساوي، في إدانة استخدام العنف، بين السلطات السورية والمتظاهرين. كما تعمد السفير الروسي فيتالي تشوركين الاختباء وراء لبنان في طرحه فكرة إصدار المجلس بياناً رئاسياً ينبغي على كل الدول الأعضاء في المجلس الموافقة عليه بدلاً من إصدار قرار يمكن أي دولة عضو أن تصوت عليه كما تشاء.

وللمرة الاولى منذ اندلاع الأزمة السورية انخرط كامل أعضاء المجلس في صوغ نص حول الأزمة السورية في ضوء التدهور الكبير الذي يحدث على الساحة.

وطرحت الدول الأوروبية مشروع قرار فيما طرحت البرازيل عناصر إما لبيان أو لقرار. واجتمع المجلس في جلستين مغلقتين ليل الإثنين وصباح الثلاثاء، ثم تقرر تعليق الجلسة ريثما يعمل خبراء الدول الأعضاء في المجلس على نص «يزاوج» بين النصين الأوروبي والبرازيلي.

وحصلت «الحياة» على نص العناصر البرازيلية المقترحة وبموجبها «يدين مجلس الأمن جميع أنواع العنف، بما فيها استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين غير المسلحين والعنف الطائفي والاشتباكات ضد القوات المسلحة».

وتضمنت العناصر نفسها «١ – الدعوة الى وقف العنف الفوري وحض جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس واحترام القانون الإنساني الدولي والامتناع عن الأعمال الانتقامية، ٢- دعوة السلطات السورية الى التقيد بالتزاماتها الدولية بموجب حقوق الإنسان والقانون الإنساني وأن تطلق تحقيقاً ذي مصداقية وحيادياً، وفي هذ الصدد إن جميع الأطراف يجب ان يخضعوا للمحاسبة على العنف المرتكب إن كان ضد المدنيين غير المسلحين أو إن كان عنفاً طائفياً أو هجمات ضد القوات المسلحة». وفي العناصر البرازيلية أيضاَ «الدعوة الى عملية سياسية يقودها السوريون تكون شمولية وهدفها تلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري». ويشير النص البرازيلي الى «إجراءات اتخذتها السلطات السورية من أجل إطلاق الحوار، والإجراءات الإصلاحية التي أعلنت عنها».

واستبعدت مصادر مجلس الأمن التوصل الى نص مشترك بصورة سريعة سيما وأن السفير الروسي قال إنه يعمل على أساس بيان رئاسي وليس على أساس قرار عن مجلس الأمن. وهذا من شأنه أن يسبب إحراجاً للحكومة اللبنانية ويضعها على المحك حيث أن عليها أن تتخذ موقفاً واضحاً إما عبر الالتحاق بالإجماع على بيان رئاسي أو في تعطيل إصدار مجلس الأمن موقفاً حيال الأزمة السورية.

وانتظر الوفد اللبناني لدى الأمم المتحدة الى حين استكمال التفاوض بين الفريق الغربي الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وبين الفريق الذي يضم روسيا والصين و»إيساب».

وحول ناحية «الجوهر» في النص الذي يعمل أعضاء المجلس عليه، قال مصدر ديبلوماسي غربي رداً على السعي الروسي والبرازيلي للمساواة بين السلطات السورية والمتظاهرين في الإدانة «بالتأكيد ندين العنف لكننا لن نقبل أبداً أن نضع الجهتين في الخانة ذاتها».

وأكد تشوركين، رداً على سؤال لـ»الحياة»، أن روسيا «لن تقبل بتاتاً تبني مشروع قرار» إلا أن مصادر غربية في المجلس قالت «إن لديها مؤشرات من موسكو حول عدم إغلاق الباب في وجه إصدار قرار في المجلس».

وأوضح ديبلوماسي من دول «إيساب» أن ثمة اختلافا في مواقف أعضاء مجلس الأمن حول مستوى الإدانة لأعمال القمع، والموقف من تعرض جنود سوريين خلال التظاهرات للقتل ومسألة «الدفاع عن النفس» التي تواصل السلطات السورية استخدامها في تبريرها استخدام القوة العسكرية.

وفي واشنطن، استقبلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستة معارضين سوريين، بينهم مرح بقاعي ورضوان زيادة ومحمد عبدالله، وحضره عن الجانب الأميركي ايضا السفير روبرت فورد والمستشار للشؤون السورية فرديريك هوف ومساعدة الوزيرة لشؤون الديموقراطية تمارا ويتس.

وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ»الحياة» أن الوقت المحدد للاجتماع كان 45 دقيقة «غير أنه استمر نحو ساعة». فيما نقلت شخصيات في المعارضة أن كلينتون أبدت اهتماما كبيرا و»دونت ملاحظات بنفسها». وسألت الناشطين الكثير من الأسئلة. ورأى المسؤول أن هذا يعكس «أولوية» الملف السوري لدى الوزيرة وداخل الادارة.

وعن مضمون الاجتماع أكد زيادة وبقاعي وعبدالله، في مؤتمر صحافي، أنهم طالبوا الادارة بدعوة الأسد الى التنحي، وانهم لمسوا من واشنطن «تخليها بالكامل عن نظام الأسد» وتركيزها على المرحلة الانتقالية. كما تعهدت كلينتون ان تعمل واشنطن، عبر مجلس الأمن ومع الاتحاد الأوروبي، على زيادة الضغوط على النظام السوري، من خلال عقوبات تستهدف قطاع النفط واستصدار قرارات في مجلس الأمن.

وفي جنيف، حذرت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي امس دمشق من ان «العالم يراقب ما يجري في سورية»، معربة عن «القلق الشديد» ازاء اعمال العنف خلال الايام القليلة الماضية.

مجلس الأمن يقترب من اتفاق عن سوريا

واشنطن: حان الوقت للتفكير في ما بعد الأسد

* قصف حماه مستمر لليوم الثالث وتظاهرات مناصرة لها في مدن عدة

*عقوبات أوروبية على 5 شخصيات سورية وإيطاليا تستدعي سفيرها من دمشق

واشنطن – هشام ملحمنيويورك – علي بردى

دمشق – الوكالات

شددت القوات السورية حصارها لمدينة حماه امس. وتحدث ناشطون عن تعرض المدينة لقصف بالدبابات بعد صلاة التراويح ليلاً. كما خرجت تظاهرات لنصرة حماه في دير الزور واحياء من دمشق وريفها واللاذقية وادلب والرقة. ومع استمرار القمع الدامي للتظاهرات المطالبة باسقاط النظام، تصاعد الضغط الدولي بشكل لافت على دمشق، وخصوصاً من واشنطن التي رفعت مستوى اتصالاتها بالمعارضة السورية، اذ استقبلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وفداً من المعارضين ضم رضوان زيادة ومحمد العبدالله ومرح بقاعي الذين تركوا للوزيرة رسالة بمطالبهم، كما اكد السفير الاميركي لدى سوريا روبرت فورد في شهادة امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ انه حان الوقت للتفكير في مرحلة ما بعد الرئيس بشار الاسد في سوريا.

وبدا مجلس الامن اقرب الى الاتفاق على صيغة بيان رئاسي او مشروع قرار بعد مرونة روسية في ما يتعلق بالعنف في سوريا. وفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على خمس شخصيات سورية عسكرية ومدنية لصلتها بالاحداث الدائرة في حماه. وسحبت ايطاليا سفيرها من دمشق، داعية بقية دول الاتحاد الاوروبي الى ان تحذو حذوها.

مجلس الأمن

رفضت غالبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن ما وصفه ديبلوماسيون أوروبيون بأنه “محاولة من روسيا لرفع الضغوط الديبلوماسية الدولية عنها” ووضع لبنان في واجهة الأحداث الدامية التي تشهدها سوريا، بعدما أبدت موسكو مرونة حيال اصدار المجلس بياناً رئاسياً يحتاج الى اجماع الدول الـ15 الأعضاء، ومنها لبنان الذي سيواجه احراجاً، وظلّت عند موقفها الرافض لاصدار قرار يحتاج فقط الى تسعة أصوات من دون استخدام أي من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس حق النقض.

وعلى رغم السجال الذي ظهر  في أروقة الأمم المتحدة حول هذه النقطة وقرب التوصل الى اتفاق على النص واستمرار الخلاف على الشكل، برز تطور لافت في المواقف الدولية من الأزمة العاصفة بسوريا، إذ عقد مجلس الأمن جلسة صباحية مغلقة برئاسة رئيس المجلس للشهر الجاري المندوب الهندي الدائم لدى المنظمة الدولية هارديب سينغ بوري لمناقشة مشروع القرار المعدل الذي قدمته بريطانيا ورعته معها فرنسا وألمانيا والبرتغال. وسارع المندوب الروسي فيتالي تشوركين الى رفض الصيغة الجديدة لأنها “لم تتضمن سوى تعديلات شكلية على مشروع القرار السابق” المؤلف من ستة بنود.

وسجلت مداخلات عدة كانت أبرزها للمندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس التي ركزت على أن “ثمة ضرورة للتوصل الى اجماع على اتخاذ موقف من الأحداث في سوريا”، مقللة شأن ما إذا كان سيتبلور في قرار أو بيان رئاسي. غير أن نظيرها البريطاني السير مارك ليال غرانت اتفق مع آخرين على وجوب مراعاة ما سماه البعض “الحساسية اللبنانية المعروفة” حيال المواضيع السورية.

وإذ رفض ديبلوماسي غربي بشدة “رمي كرة النار السورية” على لبنان، تدخلت المندوبة البرازيلية ماريا لويزا ريبييرو فيوتي لتعرض “مبادرة” من ست نقاط.

ووافقت الدول الأعضاء على مبدأ “المزاوجة” بين العناصر البرازيلية ومشروع القرار الأوروبي، على أساس اجراء محاولة اتفاق على النص أولاً، تمهيداً للبحث لاحقاً في الصيغة التي ينبغي أن يوضع فيها أكان قراراً أم بياناً رئاسياً.

وبعد اجتماعات بين خبراء ومفاوضين بريطانيين وبرازيليين على الغداء لدمج النصين، عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة أخرى بعد الظهر لإطلاع سائر الأعضاء على النتيجة. وبالفعل، قدم غرانت وفيوتي “بصورة شخصية غير رسمية” النص الجديد، وشرع مندوبو الدول الأعضاء في مناقشته. وأدخل المفاوضون ملاحظات عدة على النص الجديد. واستمر الخلاف قائماً بين روسيا والصين من جهة والدول الغربية من جهة أخرى على ذكر “الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان” من السلطات ومحاولات مساواتها بـ”العنف ضد قوى أمنية”، وكذلك على الصيغة التي يمكن مجلس الأمن اصدار النص بها.

ويعبر النص البريطاني – البرازيلي عن “قلق بالغ من تدهور الوضع في سوريا”. ويدعو الى “وقف فوري لأعمال العنف” مع حض “كل الأطراف على التصرف بأقصى درجة من ضبط النفس”. ويطالب السلطات السورية بـ”الإمتثال لواجباتها الدولية بموجب القانون الدولي وحقوق الإنسان والبدء بتحقيق نزيه وذي صدقية في أعمال العنف في سوريا”. ويدعو ثانياً الى “عملية سياسية بقيادة سورية”. وإذ يأخذ علماً بالخطوات التي اتخذتها الحكومة السورية باطلاق الحوار واجراءات الإصلاح المعلنة، “يأسف لعدم احراز تقدم” في هذا الشأن. ويدعو أيضاً الى السماح لبعثة تقصي الحقائق التي ألفها مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالوصول الى سوريا من دون عوائق.

وعبّر نائب المندوب الصيني الدائم وانغ مين للمرة الأولى عن تقبل بلاده فكرة اصدار قرار. غير أن تشوركين ظل مستبعداً هذا الخيار.

وفي مؤتمر صحافي، سألت “النهار” المندوب الهندي هل توافق بلاده على وضع لبنان في الواجهة من خلال المطالبة ببيان رئاسي، فأجاب بوري: “نحن ندرك صعوبة المضي في بيان رئاسي. وهذا هو سبب رفضنا هذا الخيار”. لكنه استدرك بأن “طريقة ما ينبغي أن توجد من أجل التغلب على هذه الصعوبة”، مشيراً الى “امكانات عدة، أولها السعي الى قرار، بيد أن هناك بعض الدول (أبرزها روسيا) الذي أعلن أنه لا يريد قراراً”. واقترح “الموافقة على عناصر بيان رئاسي أولاً، ثم نرى لاحقاً ما إذا كان يمكننا وضعها في صيغة قرار والتصويت عليه بموافقة 14 دولة” وامتناع لبنان عن التصويت.

وقال: “أريد أن أكون واضحاً هنا (…) إننا ادركنا ان لدى لبنان صعوبة في القبول ببيان رئاسي من المجلس”.

وأبلغ مصدر ديبلوماسي معني بالمفاوضات الجارية أنه “اذا خفف بعض الدول طموحاته، يمكن التوصل الى صيغة مقبولة من 14 عضواً”، تجنباً لوضع لبنان في حرج. ورفض الخوض في “تفاصيل” الطبيعة النهائية للنص “لأننا لا نزال نعمل على المحتوى لا الشكل”. كذلك رفض “وضع لبنان في الواجهة على الإطلاق”.

وأفاد ديبلوماسي آخر أن “المعركة الديبلوماسية بدأت الآن” لأن العناصر التي قدمتها البرازيل يمكن ادخالها في بيان رئاسي. وأكد أن “أحداً لا يحشر لبنان في الزاوية”، في حال الإتفاق على بيان رئاسي “يجري تحويله قراراً” وإذذاك “لن يواجه لبنان أي مشكلة”.

كلينتون التقت وفداً من المعارضة السورية

فورد: حان الوقت للتفكير في مرحلة ما بعد الأسد

واشنطن – هشام ملحم

في أول اجتماع من نوعه منذ بدء الانتفاضة السورية على نظام الرئيس بشار الاسد، التقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون صباح أمس ستة معارضين سوريين مقيمين في الولايات المتحدة وبحثت معهم في الاوضاع في سوريا وما تعتزم الولايات المتحدة القيام به لمساعدة السوريين في عملية الانتقال الى نظام ديموقراطي، واستمعت الى تقويمهم للاوضاع الميدانية وتوقعاتهم من واشنطن. وحضر الاجتماع السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد، والمسؤول عن الملف السوري فرد هوف. وضم الوفد السوري الناشط محمد العبدالله، والباحث رضوان زيادة (جامعة جورج واشنطن) والناشطة مرح بقاعي، الى ثلاثة ناشطين آخرين ارتأوا عدم ذكر اسمائهم لاسباب أمنية.

وصرّح العبدالله الذي وصف الاجتماع بانه كان جيدا، بأن الناشطين حضوا الولايات المتحدة على الاضطلاع بدور قيادي أكثر في الدفع الى حقبة ما بعد نظام بشار الاسد، وتحديدا اعلان الرئيس اوباما ان “الاسد لا يتمتع بأي شرعية وعليه التنحي عن السلطة فورا”. كما دعوا واشنطن الى قيادة الجهود في مجلس الامن لاستصدار قرار بادانة نظام الاسد بسبب ممارساته القمعية، وليس تركها لفرنسا وبريطانيا. وحين ردت كلينتون بأن واشنطن لا تريد “أمركة” هذه التحركات، قال الناشطون السوريون ان الشعب السوري لا يمانع في قيامها بمثل هذا الدور في مجلس الامن، واشاروا في هذا السياق الى الاستقبال الودي الذي لقيه السفير فورد حين زار مدينة حماه قبل بضعة اسابيع. كما حض الناشطون السوريون الحكومة الاميركية على الاسراع في فرض عقوبات على النظام واقطابه، وايضا على قطاعي الغاز والنفط لان العائدات المالية لهذا القطاع هي التي تمول آلة القمع السورية. كما شددوا على ضرورة ممارسة ضغوط اميركية وعالمية على السلطات السورية كي تسمح لمنظمات حقوق الانسان ومنظمات الاغاثة الدولية بتوفير المساعدات الانسانية والعون للمناطق والمدن السورية المحاصرة.

واثارت كلينتون بعض التحفظات والاسئلة التي تساور المسؤولين الاميركيين منذ بدء الانتفاضة، ومنها عدم وجود معارضة سورية موحدة لقيادة عملية الانتقال الى نظام ديموقراطي. ورد الناشطون السوريون بالموافقة على ان المعارضة غير موحدة حتى الان، لكنهم شددوا على ان “للمعارضة اجندة ومطالب موحدة وتلتقي على ضرورة القيام بتحول ديموقراطي” كما قال محمد العبدالله. كذلك أثارت كلينتون دور الاقليات ومستقبلها في سوريا، وسألت الناشطين عن رؤيتهم للاقليات ومكانها في أي نظام بديل. ورد هؤلاء (وهم ذوو خلفيات دينية مختلفة بينهم مسيحيون) بان المعارضة تدرك تماما ان الاقليات الدينية والاتنية في سوريا يجب ان تتمتع بحقوق المواطنة الكاملة في النظام البديل “الذي لن يكون فئويا، بل سيضمن تمثيل جميع فئات المجتمع السوري واطيافه في ظل دستور يضمن مساواة المواطنين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية او الاثنية”. وكان ناشطون سوريون قد طلبوا الاجتماع بمسؤولين اميركيين والتقوا حديثاً مساعد وزيرة الخارجية لشؤون حقوق الانسان مايكل بوزنر، لكن الخارجية هي التي قررت رفع الاجتماع الى مستوى الوزيرة كلينتون.

ورأت مصادر المعارضة السورية في واشنطن، ان بيان الرئيس اوباما الاخير،ومؤشرات اخرى مشجعة تبين ان الولايات المتحدة تقترب من لحظة مطالبة الرئيس الاسد بالتنحي فوراً عن السلطة.

فورد

ومثل فورد امس امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي للادلاء بشهادته عن الوضع في سوريا. وكانت هذه الشهادة مقررة اليوم، الا انها اجريت امس بسبب تقديم فورد موعد عودته الى دمشق. ورأى السفير في شهادته الخطية انه “حان الوقت لبدء التفكير في اليوم الذي سيلي الاسد، وان 23 مليون سوري بدأوا ذلك فعلا”. وقال: “اعتقد انه يمكننا ان نتشارك في رؤية كيف ستكون سوريا: بلدا ديموقراطياً منفتحا حيث يستند الحكم الى رضا المحكومين. بلدا متسامحاً وموحداً حيث العرب والاكراد والسنة والعلويون والمسيحيون والدروز يرون انفسهم سوريين في الدرجة الاولى ويبتهجون بتنوع بلدهم. وبلدا قوياً يقيم سلاما مع جيرانه ويمارس نفوذا من اجل الاستقرار في المنطقة. بلداً قوياً يضطلع بدور مسؤول في الاسرة الدولية الاوسع. بلدا لا يدعم الجهود الايرانية لزعزعة استقرار المنطقة او يدعم المجموعات الارهابية مثل حزب الله”.

واضاف ان لا دخل للولايات المتحدة مباشرة بالازمة السورية، “لكنها توفر لنا فرصاً لتعزيز احترام مبادئنا ومثلنا. انها توفر لنا في النهاية فرصاً لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الاوسط. ولكن يتعين على السوريين حل هذه الازمة، والطريقة التي يجب ان تحل بها هذه الازمة يجب ان تكون سورية. ورأى ان مهمتي هي المساعدة على ايجاد المجال للمفكرين السوريين والناشطين السياسيين، واولئك الذين يقودون احتجاجات الشوارع، لتنظيم خطتهم من اجل الانتقال السياسي، اذا ما كانت سوريا تريد ان تعرف الاستقرار مجدداً. لقد حققنا بعض النجاح في اتاحة هذا المجال من طريق مناقشات صريحة مع عناصر من القيادة يدعون انهم يريدون حلا سياسيا للازمة. والمعارضة السورية تصير ببطء معارضة فعالة ذات قاعدة عريضة”.

ورداً على سؤال للسناتور بوب كايسي، قال فورد ان “قيادة حزب الله كانت أول الامر حاسمة في دعمها للنظام السوري، لكنها باتت اخيرا اكثر هدوءاً. لقد رأوا علمهم يحرق في دير الزور وحماه ودرعا. لقد ادركوا ان دعمهم للنظام لن يوفر لهم اي دعم من الشعب السوري في مرحلة ما بعد الاسد”.

كلينتون تستقبل معارضين سوريين … ومولن يدعو الأسد لقيادة الإصلاح

سوريا: تراجع الحملة العسكرية … يعطّل مجلس الأمن

انتهزت واشنطن ودول أوروبية غربية الحملة العسكرية التي سجلت بعض التراجع امس في مختلف انحاء سوريا، لتكثيف حملتها السياسية على الرئيس بشار الاسد والضغط على الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي للتدخل في الازمة الداخلية السورية، فيما شهدت وزارة الخارجية الاميركية اول لقاء من نوعه بين الوزيرة هيلاري كلينتون وبين معارضين سوريين مقيمين في اميركا حثوها على المزيد من التورط في الشأن السوري، بينما كان رئيس هيئة الأركان الاميركية مايك مولن يترك الباب مفتوحاً امام الرئيس الاسد لاصلاح نظامه، موضحا ان واشنطن لن تدخل في عمل عسكري ضد سوريا وانها ستعتمد على الضغط الدبلوماسي لتطبيق الاصلاحات.

وبالتزامن مع قرار روما الذي تحفظت عليه باريس بسحب سفيرها من دمشق، التقى الرئيس السوري بشار الأسد وفدا من الجالية السورية في إيطاليا، واطمأن من أعضاء الجالية على أوضاعهم في الاغتراب. وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان «اعضاء الجالية شرحوا للرئيس الأسد الفعاليات التي يقومون بها للتعبير عن رفضهم لمحاولات زعزعة استقرار بلادهم. وتناول الحديث الأحداث التي تشهدها سوريا، حيث أكد أعضاء الوفد أن حملة التحريض وتشويه الحقائق التي تتعرض لها البلاد زادت من عزمهم على مواصلة الدفاع عن سوريا ونشر الصورة الحقيقية عما يجري فيها في المغترب».

وأكد مجلس الوزراء السوري، في جلسته التي عقدها برئاسة رئيسه عادل سفر، على «دور الجيش في مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سوريا وتصديه للجماعات الإرهابية المسلحة التي تمارس القتل والترويع وتخريب المنشآت الاقتصادية والمرافق والمباني العامة والخاصة».

واستمع المجلس إلى «عرض سياسي من وزير الخارجية وليد المعلم تناول فيه الأوضاع الراهنة وطبيعة المؤامرة التي تستهدف أمن سوريا واستقرارها وثوابتها الوطنية والقومية».

مجلس الامن

ورداً على القرار الاوروبي المقدم الى مجلس الامن، تقدمت البرازيل، قبل عقد المجلس جلسة جديدة امس، بقرار آخر. وقال وزير الخارجية البرازيلي انطونيو باتريوتا إن بلاده تعمل مع الهند وجنوب افريقيا على قرار يأمل بالحصول على إجماع حوله. واشار الى ان القرار يشدّد «على ان تضع الحكومة السورية حداً لاعمال العنف في اقرب وقت ممكن»، موضحاً ان البرازيل وجنوب افريقيا والهند تأمل بالتوصل الى اتفاق آخر لارسال وفد الى دمشق لاجراء مباحثات مع السلطات السورية حول وقف العنف.

وقال مندوب الهند لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر هاردين سنغ بوري إن «هناك خلافات واضحة بين الدول الأعضاء بشأن أعمال العنف الجارية حالياً في سوريا». وأضاف أن «لبنان، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن حالياً، لم يرحب بصدور بيان رئاسي من المجلس يتضمن تحميل السلطات السورية مسؤولية أعمال العنف الدائرة هناك».

وتابع بوري، في مؤتمر صحافي بمناسبة تولي بلاده رئاسة المجلس في آب الحالي، «أريد أن أكون واضحا هنا. أدركنا أن لبنان لديه صعوبة في القبول ببيان رئاسي من المجلس»، لكنه أوضح انه «لا بد أن تكون هناك طريقة للتغلب على الخلافات بين الدول الأعضاء بشأن ذلك، ومن بين هذه الطرق هي تحويل البيان الرئاسي إلى قرار، لكن هناك دولتين أعلنتا بوضوح رفضهما صدور مثل هذا القرار» في إشارة إلى روسيا والصين.

واعترف بوري «بوجود مخاوف لدى بعض الدول الأعضاء من صدور قرار بشأن سوريا في الوقت الحالي، بسبب التداعيات التي نشأت في ليبيا عقب صدور القرار 1973، والذي سمح بالتدخل العسكري من قبل قوات حلف شمال الأطلسي بغرض الدفاع عن المدنيين ضد قوات الرئيس معمر القذافي». وقال «من المؤكد أن تجربة ليبيا ماثلة في أذهان بعض أعضاء مجلس الأمن عند مناقشة الأوضاع الحالية في سوريا».

وأوضح أن إحدى نقاط الخلاف بين بلاده ومشروع القرار الأوروبي هو أنه من غير المقبول أن يتضمن مشروع القرار تحويل القادة الذين يقال إنهم متورطون في أعمال عنف إلى المحكمة الجنائية الدولية «لأن السؤال هو ماذا سنفعل في المرحلة المقبلة لو لم يمتثل هؤلاء القادة للقرار؟».

وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد حثّ الهند على تجاهل «الدعاية» الغربية أثناء توليها رئاسة مجلس الأمن. وقال، في مقابلة مع قناة «سي إن إن-آي بي إن) الهندية خلال زيارته الى نيودلهي، إن سوريا تتوقع ألا تسمح الهند للدول الغربية باستغلال الأمم المتحدة منبراً لدعم الإرهاب وتشجيع التشدد ودعم قتل الأبرياء. وأضاف إن «بعض الدوائر الغربية والاميركية تريد مفاقمة الوضع في سوريا عبر دعم مجموعات ارهابية ضد ارادة الغالبية الساحقة للشعب السوري».

ووزعت الدول الأوروبية مشروع قرار جديدا، لكن الدبلوماسيين الهنود والروس قالوا انه لا يختلف عن النص السابق الذي رفضوه قبل شهرين. وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين «هذا ليس بجديد». وقال المندوب الهندي هاردين سنغ بوري «لم يتم تعديل النص الذي طرح سابقا، ما عدا إضافة بعض المستجدات».

وكان المجلس عقد مساء أمس الأول جلسة مشاورات طارئة سعى خلالها الأميركيون والأوروبيون إلى إقناع الدول المترددة بإصدار قرار يدين النظام السوري غداة الأحد الدامي الذي أوقع نحو 140 قتيلاً وخصوصاً في حماه. وهددت روسيا والصين باستخدام حق النقض لمنع صدور أي قرار بهذا المعنى، تدعمها في ذلك البرازيل والهند وجنوب أفريقيا ولبنان.

وقال مندوب روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين، بعد جلسة المشاورات، إنه يرى أن إصدار قرار سيكون «متجاوزاً نوعاً ما» وأن إصدار بيان رئاسي يدعو لإنهاء العنف وإلى حل سياسي سلمي سيكون «كافيا». وقال «إذا اكتفى مجلس الأمن الدولي بتبني بيان لرئيسه فسوف تجد روسيا ذلك رد فعل مُرضياً على أحداث سوريا»، موضحاً أن «روسيا ستؤيد رد فعل لمجلس الأمن الدولي على أحداث سوريا يُفيد شعب سوريا ولا يكرر سيناريو ليبيا».

وأضاف أن أعضاء المجلس يستمرون في مناقشة الشأن السوري، ومن المتوقع أن تسفر المناقشات عن إصدار وثيقة ما لا تكون قراراً بالضرورة.

وأكد أن الأكثر أهمية هو وقف العنف وبدء الحوار السياسي. وقال إن «روسيا تواصل الاتصالات مع القيادة السورية، داعية إلى ضرورة وقف العنف والإسراع بإجراء تغييرات سياسية»، مشيراً إلى أن «تنفيذ الإصلاحات أمر صعب جداً عندما تلجأ المعارضة إلى العنف، لهذا يجب وقف العنــف والعــودة إلى طاولة المحادثات»، وهو ما يمكن أن تســاعد الأمم المتحدة فيه. وكانت وزارة الخارجية الروسية اعلنت إنها لن تعارض قراراً للأمم المتحدة بإدانة العنف في سوريا ما دام لا يتضمن فرض عقوبات أو غير ذلك من «الضغوط».

وعلمت «السفير» ان القائمة بأعمال البعثة اللبنانية كارولين زيادة تتولى الاتصالات مع بقية اعضاء المجلس نظراً الى غياب السفير نواف سلام في اجازته السنوية.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الرئيس بشار الأسد «فقد كل شعور إنساني». وقال «منذ بداية الازمة، اصدرت العديد من التصريحات، وتحدثت الى الرئيس الاسد مراراً، وعبرت عن رغبتي في ان يكون صريحا في تعاطيه السلمي مع هذه المشكلات». واضاف ان «اعمال القمع التي شهدتها سوريا خلال الايام الماضية غير مقبولة بتاتاً»، معتبرا ان الأسد ينبغي ان «يعي انه مسؤول امام القانون الدولي».

واشنطن

والتقت كلينتون، لاكثر من ساعة في مقر وزارة الخارجية في واشنطن، وفد المعارضة السورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر ان كلينتون «عبرت عن اعجابها بشجاعة الشعب السوري الذي يواصل تحدي وحشية حكومته من اجل التعبير عن حقوقه العالمية». واشار الى ان كلينتون قالت لهم ان لديها «ثقة بقدرة الشعب السوري على رسم مسار جديد لسوريا».

وقال المعارض السوري رضوان زيادة، في نهاية اللقاء، ان المعارضة ترغب بان «يخاطب اوباما الشعب السوري وبان يطالب الرئيس الاسد بالتنحي على الفور».

من جهته، قال الناشط السوري المعارض محمد العبد الله ان دعوة الرئيس الاميركي الاسد الى التنحي عن السلطة ستعطي زخما للمتظاهرين السوريين في الشارع.

وعن سبب تردد الولايات المتحدة في دعوة الاسد الى التخلي عن السلطة، قال زيادة ان المسؤولين الاميركيين يخشون ان يسعى نظام الاسد الى اشعال الفتنة الطائفية وبدء حرب اهلية. وقال «لكننا عالجنا هذه المخاوف» واظهرنا ان مجموعات من خلفيات مختلفة بما فيها المسيحيون تشارك في حركة الاحتجاجات. واضاف «انه في الواقع مثال ممتاز على وحدة الشعب السوري ضد الرهان الطائفي للنظام في سوريا». وتابع «نحن بحاجة ايضا لان تعمل الولايات المتحدة على تمكين مجلس الامن من فرض عقوبات جديدة».

كما طالب زيادة بضغط اميركي «لتقوم المحكمة الجنائية الدولية بالنظر في الجرائم ضد الانسانية التي ترتكب في سوريا»، بعد ان اصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس الليبي معمر القذافي.

في الوقت نفسه دعا اعضاء مجلس الشيوخ الاميركيون الديموقراطية كيرستن غيليبراند، المقربة من كلينتون، والجمهوري مارك كيرك والمستقل جو ليبرمان الى تشديد تحركات بلادهم ضد سوريا. وقالوا في بيان انهم سيقدمون «تشريعا من الحزبين لتشديد العقوبات على سوريا ومحاسبة الاسد ونظامه على انتهاكات حقوق الانسان». واضافوا «بموجب مشروع القانون يدعى الرئيس الى حظر الاستفادة من النظام المالي الاميركي ووقف العقود الفدرالية مع شركات تستثمر في قطاع الطاقة السوري او تشتري نفط البلاد او تبيعها الوقود». واضافوا ان هذه العقوبات ستؤثر لان ثلث مردود صادرات سوريا ينتج عن النفط.

وفي بغداد، قال مولن، في مؤتمر صحافي عقده في اليوم الثاني والأخير من زيارته إلى العراق، «نود ان يتوقف العنف وان يتخذ الرئيس الاسد خطوات لحل المسائل التي ينادي بها الشعب السوري وتلك التي تدعو الى تغيير ملموس». واضاف «ليس هناك من مؤشر على كل حال باننا قد نشارك بشكل مباشر» في تدخل عسكري في سوريا. واوضح «اعتقد اننا نريد ان نأتي بكل الضغوط الممكنة على الصعيدين السياسي والدبلوماسي لتحقيق التغيير الذي تطالب به دول عدة». وقال ان «الشعب السوري يريد حكومة وحكما جديدين واصلاحيين. نأمل ان تبدأ هذه التغييرات».

ايطاليا واوروبا

واستدعت ايطاليا سفيرها في دمشق احتجاجا على «القمع المروع للمدنيين» وحثت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على أن تحذو حذوها، لكن الاتحاد الأوروبي اكد انه لن يستدعي سفيره، بينما أعلنت فرنسا انه ليس هناك أي خيار «طبيعته عسكرية» ضد دمشق لقمعها المحتجين. كما رفضت هذا الامر كل من بلجيكا وبريطانيا والدنمارك واسبانيا والسويد وتشيكيا.

لكن في الوقت ذاته، ذكرت الجريدة الرسمية للاتحاد أن وزير الدفاع السوري اللواء علي حبيب من بين خمسة أشخاص شملهم توسيع عقوبات الاتحاد لدورهم في قمع المتظاهرين في سوريا. وتضم الاسماء رئيس جهاز أمن الدولة بمديرية الاستخبارات السورية اللواء توفيق يونس ورئيس الاستخبارات العسكرية في حماه محمد مفلح كما تضم أيمن جابر وهو مسؤول أمني «ينسق عمل الميليشيا الموالية للأسد» ومحمد مخلوف خال الأسد.

وحذرت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي السلطات السورية من ان «العالم يراقب ما يجري» معربة عن «القلق الشديد ازاء اعمال العنف التي سجلت خلال الايام القليلة الماضية».

ميدانيات

وواصلت القوات السورية تشديد قبضتها على حماه امس. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن إن «ثلاثة اشخاص قتلوا في حماه، بينهم اثنان بقذيفة»، مشيرا الى «انتشار كثيف للدبابات على الطريق الواصل بين حمص والرستن وفي محيط الرستن»، لافتا الى وجود «تخوف لدى الاهالي في الرستن من تنفيذ عملية عسكرية».

وقال ناشطون ان هجمات امس الاول أدت الى مقتل 24 شخصا. وقتل 10 في حماه، و2 في البوكمال وثلاثة في مداهمات في حمص واثنان في اللاذقية وستة في هجوم على ضاحية عربين بدمشق وواحد في معضمية الشام.

وذكرت «سانا» إن «مجموعات مسلحة مكونة من مئات الملثمين على دراجات نارية استهدفت مقر القصر العدلي أمس (الاول) وأضرمت النيران في بعض أقسامه».

وقال مصدر عسكري مسؤول إن «التنظيمات الإرهابية المسلحة في محافظتي حماه ودير الزور تواصل ترويع المواطنين بنشر الشائعات الكاذبة بين صفوفهم في محاولة لتشويه صورة الجيش والإساءة إلى سمعته وصولاً إلى إثارة الفتنة بينه وبين أهله وذويه في المحافظتين». واضاف «اننا إذ نهيب بالأخوة المواطنين في حماه ودير الزور ألا يصغوا إلى الشائعات التي تروّجها تلك التنظيمات الإرهابية نؤكد أن وحدات الجيش تعمل على عودة الأمن والاستقرار إلى المناطق التي عاثت فيها التنظيمات الارهابية فساداً وعكرت صفو حياة المواطنين بسبب ممارساتها المخلة لمبادئ الدين الاسلامي السمحة وبالقواعد الأخلاقية للمجتمع».

(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

فـخ حمـاه وخطـورة الأرقـام فـي نيويـورك

سامي كليب

عرض التلفزيون الرسمي السوري طيلة الساعات الماضية صورا كثيرة لمسلحين في حمص وحماه. تريد السلطة السورية أن تبرر بهذه الصور عملياتها العسكرية المتعددة. يترتب على ذلك خطورة كبيرة، ليس داخليا فحسب وإنما على مستوى حلفاء سوريا في الخارج وتحديدا في مجلس الأمن الدولي. بعضهم يقلق بسبب ترابط العمليات العسكرية مع توسع قاعدة التظاهرات وجغرافيتها، وبعضهم الآخر يشعر بالإحراج بسبب ارتفاع منسوب الدماء.

تتجنب السلطات السورية حتى الآن الانزلاق إلى داخل حماه، لكن ما حصل عند تخوم المدينة ذات العمق الإسلامي الاخواني والإرث الدموي بفعل المواجهات السابقة بين الجناح الاخواني المتطرف والسلطة، ينذر بأكثر من خطر. عدد القتلى يحدد الوجهات. كيف؟

كانت الدول الغربية تتخبط في تعاطيها مع النظام السوري. قلَّة منها جاهرت بفقد الرئيس بشار الأسد شرعيته. وحين كانت تقول ذلك كانت تجدد مبررات كثيرة للتراجع عنه ودعوة النظام لتسريع خطى الإصلاح والانفتاح على المعارضة. عدد القتلى لم يكن ليثير قلقا كبيرا. كان العدد محصورا بحدود «المسموح». ترافق ذلك مع رغبة لدى البعض بمنح الأسد فرصة حقيقية لتطبيق إصلاحاته ذات العناوين الكبيرة. الآن يتغير الوضع، أو هو آخذ بالتغيير ضد النظام وأهله. فالرقم في حماه بعد حمص صار مفصليا.

لا شك في أن وكالات الأنباء والفضائيات تستمر في المغالاة بعدد القتلى. هي تحدثت عن حوالى 150 قتيلا في حماه وغيرها خلال اليومين الماضيين. المصادر الموثوقة تؤكد أن العدد هو نصف ذلك أو أقل. لكن الرقم المؤكد كفيل بإحداث التحولات.

كان مقبولا مثلا أن تقتصر المواجهات على عدد من القتلى كل يوم جمعة. كان حلفاء سوريا ـ وتحديدا روسيا والصين ـ قادرين على إعاقة كل مشروع دولي ضد القيادة السورية. لكن موسكو وبكين نفسيهما نصحتا أكثر من مرة هذه القيادة بالإسراع في الإصلاحات والتخفيف من عدد القتلى. بدأت بعض الأصوات في روسيا تعبِّر عن انزعاج علني. صدر بيان أولي يدعو السلطات إلى وقف سفك الدماء، ثم بيان آخر عن وزارة الخارجية يحمل الطرفين (أي قوات الأمن والمسلحين) المسؤولية عما جرى في حماه .

صحيح أن موسكو وبكين صامدتان في رفض أي تدخل خارجي بشؤون سوريا. بدا ذلك واضحا من خلال آخر جلسة لمجلس الأمن. برر البعض ارتفاع اللهجة السورية بأنها ثمن طبيعي لدعم روسيا في داخل مجلس الأمن. لكن الصحيح أيضا أن الدولتين قد تجدان إحراجا كبيرا لو ارتفع منسوب الدماء في سوريا خلال الشهر الفضيل.

انسحب ذلك على تركيا، فبعد التدخلات المباشرة من قبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير خارجيته احمد داود أوغلو ضد القيادة السورية في أوج الانتخابات التركية، تراجعت لفترة وتيرة النبرة التركية وصمتت التصريحات، لكنها عادت تلقي بظلالها بعد اندلاع المواجهات عند أبواب حماه.

عاد الأتراك إلى رفع الصوت جهارا. تزامن ذلك مع أزمة كبيرة بين اردوغان والقيادة العسكرية انتهت (على الأقل حتى الآن) بحسم المعركة لصالح رئيس الوزراء الإسلامي الاخواني واستقالة القادة الكبار. من المنتظر أن يغيِّر ذلك في الخطاب التركي حيال سوريا. القادة العسكريون السابقون في أنقرة ومعهم الاستخبارات كانوا ضد التصعيد مع قيادة الأسد. من الصعب تصور القيادة المقبلة سائرة في سياق مماثل. لا بد لها من اللحاق بسياسة اردوغان.

الساسة الأتراك راغبون منذ البداية في لعب دور مركزي في الأزمة السورية. هم قلقون على أوضاعهم الداخلية من جهة، وطامحون لتوسيع دور الإخوان المسلمين في السلطة السورية. صمتوا لفترة بعد ضغوط كثيرة (خصوصا في أعقاب زيارة وزير الخارجية التركي إلى طهران وما سبقه من تهديدات إيرانية). وصمتوا بعد عودة التحرك الكردي بقوة على أراضيهم وسقوط قتلى عديدين في صفوف جيشهم. وصمتوا أيضا بعد أن عاد التأزم يسيطر على علاقتهم بإسرائيل وسط مخاوف متجددة (عبر عنها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك) حيال سيطرة الإسلاميين الأتراك على كل مقاليد السلطة في أعقاب استقالة القادة العسكريين.

ماذا سيفعل الأتراك حيال سوريا؟ الاحتمالات كثيرة بعد حماه. كلام الرئيس التركي عبد الله غول يفتح الباب أمام تأزم جدل، وربما تدخل أكثر أهمية في المرحلة المقبلة. حلف شمال الأطلسي على الأبواب، وقادته كانوا أعربوا غير مرة عن أن أي تأزم بين سوريا وتركيا يعني تأزما عند حدود الأطلسي. الكلام خطير بمغازيه وأبعاده. هل التلويح بالأطلسي جدي أم مجرد رفع لمنسوب الضغوط؟

ثم ماذا عن دول الخليج؟

كان كلام رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، ثم كلام بعض أقطاب تيار المستقبل عاليا جدا حيال سوريا في اليومين الماضيين. فُهم كلام الحريري في دمشق على أنه «إعلان حرب». فسره البعض الآخر من زاوية عربية ودولية أوسع. يتهم هذا البعض تيار المستقبل وقادته بأنهم جزء من «مؤامرة خارجية» ضد النظام السوري. وردت قبل فترة معلومات كثيرة تفيد بان الحريري قال انه يربط مستقبله بسقوط النظام السوري. ربما ذلك صحيح وربما من باب التهويل ونقل الشائعات، لكن السياق الذي جاءت فيه تصريحات الحريري يشير إلى أن الأمور انتقلت بعد حماه إلى مستوى آخر، وان من يريد استغلال الأوضاع في سوريا يرى الآن فرصة مناسبة تماما للانقضاض.

يختصر مسؤول إماراتي كبير الصورة الخليجية بالتالي. يقول «لقد أوصلنا رسالة للسوريين بأن ثمة حدودا لقبول عدد القتلى. الرأي العام في الخليج صار بشكل عام ضد القيادة السورية. قطر تتصدر المواجهة وهي قد ترفع مستوى تدخلها وسوف تحتضن المعارضة وتسعى لتنظيم عملها وتوحيده نظرا لعلاقاتها القوية بالتيارين الاخواني والعلماني. الكويت رفعت مستوى الاتهامات تحت ضغط من القوى الاخوانية والسلفية. لم تعد حكومة الكويت قادرة على إبراز أي موقف مؤيد للسلطات السورية. في السعودية تنشط الجالية السورية، وخصوصا أن بينها سوريين كثرا من المناطق التي تعرضت لمواجهات كثيرة (درعا وجسر الشغور وحمص وغيرها…). وفي السعودية أيضا قيادات لا توافق الملك عبد الله على سياسة الصمت أو الحرص على النظام السوري. أما عندنا في الإمارات فقد صار الإحراج كبيرا بعد حمص وحماه. صحيح أن الشيخ محمد لم يقطع اتصالاته بالرئيس بشار الأسد، وان وزير الخارجية زار دمشق مرتين والتقى الأسد، لكن ارتفاع عدد القتلى في سوريا يضعنا في موقف حرج جدا، وقد يصبح الوضع غير مقبول بالنسبة لنا».

كان الخليجيون منقسمين تاريخيا حيال سوريا. عاب بعضهم عليها اقترابها الكبير من إيران. قال آخرون إن هذا الاقتراب يساهم في تهدئة الأجواء بين طهران والجوار الخليجي. رأى بعضهم الآخر (السعودية في مرحلة ما ثم قطر لاحقا) أن القيادة السورية أعاقت التسويات في لبنان ومنعت وصول سعد الحريري مجددا إلى رئاسة الحكومة. رأى بعضهم الثالث أن دمشق شجعت المقاومة ومن خلفها التمدد الشيعي الفارسي في المنطقة.

قد يرى بعض الخليجيين أن الفرصة مؤاتية الآن للانقضاض على النظام السوري، وأن التسويات الاخوانية مع الغرب والمعارضة العلمانية قد تكون أفضل للمستقبل. العامل المذهبي السني له دور في هذا التفكير. لكن ثمة من يقلق. وبين القلقين الملكان السعودي والأردني. يعتقد الرجلان (وفق ما نقل عن أميركيين اطلعوا على اتصالاتهما بإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما) أن بقاء بشار الأسد مهم وان الاستقرار برئاسته أفضل من الفوضى المقبلة. يفهم الغرب مخاوف الملكين على أنها نابعة من خشيتهما من انتقال عدوى التغيير الى عندهما.

هل ضاق هامش المناورة السورية؟

الهامش الدولي يضيق جدا. المعارضة آخذة في تنظيم نفسها رغم الصراع الكبير بين الليبراليين و«الإخوان». يجري العمل على دفع الطرفين للاتفاق على «ميثاق عام لمستقبل الدولة السورية». «الإخوان» يعترضون على كل ما يشير إلى العلمانية أو المدنية. ثمة محاولات لرأب الصدع سريعا. المساعدات الدولية تكثفت لجزء من هذه المعارضة، وبقي جزء كبير منها طي الكتمان. قطر كثفت مساعيها الدبلوماسية والمالية في الآونة الأخيرة لرص صفوف المعارضة. الاتحاد الأوروبي وعد بمساعدات لو توحد المعارضون. جرت اتصالات كثيفة واحتضان علني وسري لجماعة «الإخوان». تركيا ليست بعيدة عن هذه الجهود.

على ضوء ذلك يصبح التحرك السوري محشورا بين الوضع الأمني على الأرض والمرصود لمفاجآت كثيرة في شهر رمضان، وبين ضرورة تسريع الإصلاحات والحركة الدبلوماسية المنفردة أو المشتركة مع إيران.

الواضح من خلال التحضيرات السياسية، أن منتصف الشهر الحالي سيشهد حركة برلمانية كبيرة لإقرار القوانين الإصلاحية. هذا مهم، لكن الأهم أن تتم المباشرة السريعة بالتنفيذ. تبين من خلال تصريحات عدد من الاتحادات السورية وبينها «اتحاد الطلبة» و«الاتحاد العام لنقابات العمال» و«الاتحاد العام للفلاحين»، أن ثمة رغبة فعلية في تفعيل وتنشيط «حزب البعث» بحيث يكون سند السلطة في المرحلة المقبلة للتخفيف من الضغوط عليها حيال المادة 8 من الدستور وغيرها من الإصلاحات المتعلقة بالحزب والدولة. يراد لهذه الاتحادات أن تلجم قليلا اندفاع المعارضة لتغيير فوري في كل بنى وأسس الدولة.

المعركة في الداخل لن تحسم قريبا. والصراع الأمني والسياسي سيشتد مع تأكد وجود مسلحين في المناطق ذات الحساسية الكبيرة على غرار حماه. المعركة ستعنف أيضا مع تسريع الحركة الخارجية لتوحيد المعارضة.

هنا يصبح دور طهران مركزيا. سارع الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أمس إلى الرد على وزير الخارجية البريطاني بشأن التدخل العسكري في سوريا. قال المسؤول الإيراني إن «مثل هذه التدخلات العسكرية غير مجدية ولا تستند إلى الشرعية الدولية، وعلى الغرب ألا يكرر أخطاءه الماضية». التحذير واضح، لكنه تزامن مع كلام أميركي لافت. قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولن من بغداد: «ليس هناك من مؤشر على أننا قد نشارك بشكل مباشر» في تدخل عسكري في سوريا . جدد المسؤول العسكري الطلب إلى الرئيس الأسد «اتخاذ خطوات» تتلاءم مع متطلبات الشعب السوري. يعني هذا الكلام أمرين: أولهما ان لا تدخل عسكريا في سوريا، وثانيهما وهذا الأهم، أن أميركا لا تزال تعتقد بإمكانية قيادة الأسد للإصلاحات. أهمية الكلام أيضا انه جاء في بغداد بعد أيام قليلة على توقيع اتفاقية الغاز بين العراق وإيران وسوريا، وسط تأكيدات أميركية بان معدل الهجمات على القوات الأميركية من قبل المدعومين من إيران قد تراجع. التناغم الضمني الأميركي – الإيراني بشأن سوريا يناقض كل الضجيج في مجلس الأمن. يتقاطع ذلك مع تكثيف التصريحات الإيرانية الهادفة إلى ترطيب الأجواء مع السعودية. عملية جس النبض قائمة في المنطقة لكن شيئا لم يحسم بعد.

ينسحب التحليل أيضا باتجاهات شرق أوسطية. اعتراف سوري سريع بالدولة الفلسطينية المقبلة حتى قبل أن تطرح في الأمم المتحدة (هذا إذا طرحت في أيلول المقبل). اعتداء على قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني لم تتضح أسبابه ومنفذوه والمخططون له بعد. اشتباك بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي عند الحدود في عيد الجيش. تهديد حازم من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مفاده في النفط مقابل النفط.

ماذا يعني كل ذلك؟

يعني أولا أن الحل الأمني السوري بدأ يصل إلى نقاط الخطر الدولي. لا بد من صدمة إصلاحية كبيرة بعد أيام قليلة أو كلام مطمئن من قبل الرئيس بشار الأسد. يعني ثانيا أن مناهضي سوريا في المحافل الدولية سيرفعون كثيرا من لهجة العقوبات والتحذيرات ضد القيادة السورية، لكن ذلك لن يصل في أي حال من الأحوال إلى التهديد بإسقاط النظام بالقوة، ولا حتى إلى مجرد التفكير بإسقاطه (على الأقل في الوقت الراهن). لكن القرار الفصل يبقى للشارع السوري. السلطة تريد توسيع قاعدة ضبط الأمن، والشارع مع المعارضة يريدان زيادة منسوب الضغط. رمضان مفصلي. لو مر بعدد قتلى «مقبول» فستنتقل الأمور في مطالع الخريف نحو تطورات كثيرة في المنطقة قد تسمح للنظام باختراقات، ولو ارتفعت وتيرة المواجهات، فالمستقبل غامض وخطير ومقلق.

عقوبات اوروبية تشمل وزير الدفاع.. وايطاليا تستدعي سفيرها من دمشق

معارضون يلتقون كلينتون ويحثون اوباما على دعوة الاسد للتنحي

اقتحام سجن حمص واحراق 13 زنزانة بسجن حماة المركزي

عمان ـ نيقوسيا ـ وكالات: ارتفع عدد القتلى في حملة القمع لمعارضي الرئيس السوري بشار الاسد في مدينة حماة ومناطق اخرى الثلاثاء مما دفع الغرب الى تكثيف الضغوط على دمشق.

وقال نشطاء ان خمسة اشخاص لقوا حتفهم في مدينة حماة وسط سورية الثلاثاء. وأفاد الموقع الإلكتروني للجان التنسيق المحلية السورية، التي تعمل على توثيق الاحتجاجات التي تشهدها سورية، إن خمسة أشخاص قتلوا جراء قصف القوات للعديد من أحياء المدينة، غداة مقتل 24 في مدن عدة في سورية في اول ايام شهر رمضان.

وقالت الجماعة إن القناصة تمركزوا فوق أسطح المنازل في جميع انحاء حماة وان السكان يخشون من اتساع رقعة انتشار القوات في المدينة في وقت لاحق امس.

وأعلنت اللجنة السورية لحقوق الإنسان ومقرها بريطانيا امس الثلاثاء أن القسم الشمالي من السجن المركزي في مدينة حماة تم تدميره واحراق 13 زنزانة بمن فيها.

ونقلت اللجنة ان شهود العيان ‘شاهدوا سيارة خارجة من السجن مليئة بالجثث، فيما أكد بعض سكان المنطقة المحيطة خروج عشرات الجثث من السجن بعضها متفحمة’.

واضافت اللجنة نقلاً عن مصدر وصفته بأنه ‘موثوق’ في السجن المركزي بمدينة حمص ‘أن المعتقلين نفذوا اليوم (امس الثلاثاء) اعتصاماً فقامت قوات الشرطة بإغلاق جميع أجنحة السجن الأخرى وإطلاق قنابل غازية على المعتصمين، وأمر رئيس فرع سجن حمص ورئيس مفرزة الأمن السياسي بالسجن لاحقاً جميع عناصر الشرطة بضرب المعتصمين بالعصي الكهربائية والهراوات’.

واشارت إلى أن تسعة من الناشطين المعتقلين بالسجن المركزي في حمص ‘أُصيبوا باختناق شديد وتعرض أحدهم لنوبة قلبية، كما أُصيب معظم الناشطين بكسور في الأطراف’.

وادانت اللجنة السورية لحقوق الإنسان استهداف المعتقلين، وحمّلت السلطات السورية ‘مسؤولية ما يحصل من عمليات قتل وتكسير وتنكيل بالمعتقلين’.

وطالبت بـ’انشاء لجنة لتقصي الحقائق بصورة سريعة في سجن حماة المركزي، واطلاق سراح المعتقلين لأن اعتقالهم واقع خارج إطار القانون’.

كما التقت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الثلاثاء وفدا من المعارضة السورية في العاصمة الامريكية دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما لمطالبة الرئيس السوري بالتنحي.

وفي اول لقاء من نوعه اجتمعت كلينتون بستة معارضين سوريين مقيمين في الولايات المتحدة عرف منهم محمد عبد الله، ورضوان زيادة ومرح بقاعي، وبحثت معهم الأوضاع في سورية وما تعتزم الولايات المتحدة القيام به لمساعدة السوريين في عملية الانتقال الى نظام ديمقراطي، واستمعت الى تقويمهم للأوضاع الميدانية وتوقعاتهم من واشنطن.

حضر الاجتماع سفير واشنطن لدى دمشق روبرت فورد، والمسؤول عن الملف السوري فريد هوف.

وصرح المعارض السوري رضوان زيادة في نهاية اللقاء ان المعارضة السورية ترغب بان ‘يخاطب اوباما الشعب السوري وبان يطالب الرئيس الاسد بالتنحي على الفور’، كما دعا الامم المتحدة الى فرض مزيد من العقوبات على النظام السوري.

وحسب وزارة الخارجية الامريكية فانها المرة الاولى التي تستقبل فيها كلينتون معارضين سوريين.

واضاف زيادة ‘نحن بحاجة ايضا لان تعمل الولايات المتحدة على تمكين مجلس الامن من فرض عقوبات جديدة، ولان تقوم المحكمة الجنائية الدولية بالنظر في الجرائم ضد الانسانية التي ترتكب في سورية’.

من جهته قال الناشط السوري المعارض محمد عبد الله في ختام اللقاء مع كلينتون الذي استغرق اكثر من ساعة ان دعوة الرئيس الامريكي الاسد الى التنحي عن السلطة ستعطي زخما للمتظاهرين السوريين في الشارع.

وتعرضت سورية لادانة دولية للاجراءات العنيفة التي تتخذها ضد المحتجين لكنها لا تخشى تدخلا عسكريا أجنبيا مثل الذي يقوم به حلف شمال الاطلسي لمساعدة المعارضة في ليبيا.

ودعا الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الثلاثاء الى انهاء سريع للعنف في سورية لكنه قال ان التدخل الامريكي المباشر غير محتمل، وان واشنطن لن تذهب أبعد من مواصلة الضغط على الرئيس السوري لتطبيق الاصلاحات.

وفشلت مشاورات في مجلس الأمن الدولي الاثنين في التوصل لاتفاق بشأن إقرار مسودة قرار يدعمه الغرب لإدانة سورية أو التوصل إلى بيان أقل إلزاما.

ووزعت دول غرب اوروبا مشروع قرار قبل شهرين لكنه تعثر بعد ان هددت روسيا والصين – وكلتاهما حليفة لدمشق – بالاعتراض عليه بحق النقض إذا طرح للتصويت. ومن بين الأعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس قالت البرازيل والهند ولبنان وجنوب أفريقيا إنها لا تؤيد مشروع القرار أيضا.

واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الرئيس بشار الاسد ‘فقد كل شعور انساني’.

وقال للصحافيين ‘منذ بداية الأزمة، اصدرت العديد من التصريحات، وتحدثت الى الرئيس الاسد مرارا، وعبرت عن رغبتي في ان يكون صريحا في تعاطيه السلمي مع هذه المشكلات’.

واضاف بان كي مون ان اعمال القمع التي شهدتها سورية خلال الايام الماضية ‘غير مقبولة بتاتا’، واعتبر ان الرئيس الاسد ينبغي ان ‘يعي انه مسؤول امام القانون الدولي’.

واستدعت ايطاليا سفيرها في دمشق الثلاثاء احتجاجا على ‘القمع المروع للمدنيين’ وحثت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على ان تحذو حذوها.

وأضاف الاتحاد الأوروبي رسميا خمسة مسؤولين سوريين آخرين إلى قائمة موجودة بالفعل تضم 29 شخصا جمدت أصولهم وفرض عليهم حظر سفر وفي مقدمتهم الأسد.

ومن بين الخمسة وزير الدفاع السوري علي حبيب ورئيس جهاز الأمن الداخلي السوري ورئيس المخابرات في بلدة حماة التي يقول الاتحاد الأوروبي إنها شهدت ‘مذبحة’ للمدنيين في مطلع الأسبوع.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ‘اليوم طبق الاتحاد الاوروبي عقوبات تستهدف سورية. الرسالة واضحة بلا لبس.. المسؤولون عن القمع سيستهدفون ويساءلون’.

صحف: بشار الاسد فقد مشروعية الحكم بمواصلة السير على طريق العنف

العقم الدولي تجاه سورية سببه التدخل الاحمق في ليبيا

لندن ـ ‘القدس العربي’: بعد اربعة اشهر من الاحتجاجات فقد الاسد شرعيته لحكم سورية، هكذا قالت صحيفة ‘الغارديان’ في افتتاحيتها تحت عنوان ‘سورية: تحت المطرقة’.

وبدأت الافتتاحية بالاشارة الى الاوصاف التي قدمها عمر حبال، الناشط في حماة حيث قدم تفاصيل عن تحد السكان وفظائع الجيش، حيث قال ان اهل حماة يدافعون عن المدينة ‘بصدورهم المفتوحة’، مشيرا الى ان اهلها عزموا على ان لا يسمحوا للنظام بأن يكرر ما فعله في المدينة عام 1982.

وتقول ان الاب الذي ارتكب افظع مذبحة في تاريخ الشرق الاوسط القرن الماضي يسير ابنه الآن على خطى والده ويحاول التعامل مع كل المدن السورية بيد من حديد وهو ما تراه خطأ في الحسابات.

ومنذ الانتفاضة ظل الاسد يراوح بين الوعد والوعيد، وتقدم حماة على انها حالة تقدم الكيفية التي تشدد فيها الموقف العام من النظام، فهي ترددت في اتخاذ قرار للانضمام للانتفاضة، حيث ظلت تفكر فيما حدث في الماضي.

ولكنها دخلت الانتفاضة في نهاية نيسان (ابريل)، حيث خرجت اول مظاهرة وحصل القتل. ومع ذلك فقد كانت المدينة مستعدة للحوار مع النظام، حيث ذهب وفد لدمشق وقابل الرئيس في 11 ايار (مايو)، حيث وعد بمعاقبة من اطلق النار على المتظاهرين، وعندما لم يحدث شيء خرجت مظاهرة ضخمة في 3 حزيران (يونيو)، وقتل فيها ما بين 150 ـ 300 متظاهر. وقام وفد جديد بمقابلة الرئيس، حيث تم استدعاء المحافظ، ثم جاءت المظاهرة الضخمة في الاول من تموز (يوليو) والتي خرج فيها ما يزيد عن نصف مليون.

وتم بعدها عزل المحافظ وتعيين محافظ من اقطاب النظام، وتم بعدها الاعداد لخطة الهجوم عليها والنتيجة هي ان المدينة لم تعد مستعدة بعد الآن للحوار مع النظام الذي تقول انه يجب ان يرحل.

وعلى الرغم من ان الاسد ظل متمسكا بأنه يقاتل مجموعات من المتآمرين الخارجين الا انه فقد الآن الحد الادنى وموافقة شعبه على الحكم. فبعد اربعة اشهر من لقطات الفيديو على ‘اليوتيوب’ فانه لم يعد هناك اي رجعة للوراء. كل هذا لا يعني ان المعارضة تحضر للزحف واقتحام العاصمة دمشق، فلا زالت على الرغم من انها القت في انطاليا واسطنبول، مجموعات متفرقة لا قيادة لها، فهي اما غير قادرة او لا تريد على قيادة وتنظيم التظاهرات من الخارج. فحقيقة الامر انه لا توجد مؤسسات او احزاب او قوى عمل مدني كي يخرج منها بديل، فكل شيء يجب ان يبنى من القاع للقمة بعد رحيل البعثيين. وتشير الى البعد الطائفي وهو عامل غير ايجابي، فسورية على خلاف السعودية لا يمكنها انفاق المليارات كي تشتري رضى سكانها. ومن هنا فليس امامنا سوى حرب اهلية قد تستمر اشهر حتى تجد حلا. وتعتقد ان الحل وهو امر متناقض في الظاهر يكمن في الجيش الذي ارسل كي يطلق النار على المتظاهرين. ومع انه لا يعرف عدد او طبيعة الانشقاقات داخل الجيش فان من انشقوا من المجندين جاءوا من نفس الارضية التي جاء منها المتظاهرون من الريف. وترى ان النخبة الحاكمة ستكون حساسة لتغير المزاج العام الدولي. وهي ان النخبة لن تأخذ دعوات ويليام هيغ، وزير الخارجية البريطانية لتشديد العقوبات على النظام السوري، لكنها ستأخذ بعين الاعتبار التصريحات التي عبرت عنها كل من الصين وروسيا من ان العنف لم يعد مقبولا. فيما خرجت تركيا وهي الحليف السابق على لسان رئيسها عبدالله غول للقول انه لم يعد هناك مجال للوقوف متفرجين او صامتين على ما يحدث في سورية. وتقول ان التحذيرات المتزايدة تؤكد انه لا مستقبل لبشار ان ظل يسير على هذا الطريق – طريق العنف.

وعلقت صحيفة ‘الاندبندنت’ في افتتاحيتها تحت عنوان ‘العقم هو ثمن سياسة خارجية خرقاء’ قائلة ان هيغ لم يكن قادرا على توضيح نفسه بشكل جيد وهو يعلق على الوضع في سورية: ان عملا عسكريا ضد سورية بعد احداث حماة يظل امرا بعيدا، حتى من خلال تشريع من الامم المتحدة كما فعلت في ليبيا. وتقول ان امكانية سقوط نظام يقع بين تركيا والاردن ولبنان واسرائيل ستكون له اثاره الكبيرة على استقرار المنطقة اكثر من اية دولة اخرى.

وتقول انه لو تخلص بشار الاسد من اخر ما تبقى لديه من نزعة اصلاحية فانه سيظهر من الازمة ملوثا بالدم مثل ابيه حافظ، فان التحول لدى الاسد الابن يجب ان لا يدهش احدا فهو ابن طائفة لا تشكل الا نسبة 15 بالمئة من السكان، وتسيطر على قيادات الجيش ولا تقاتل من اجل الاحتفاظ بمزاياها في الحكم ولكن من اجل وجودها. وتقول ان تصريحات هيج عن التعاون الدولي للضغط على النظام مثيرة للحزن. وترى ان حقيقة قيام بريطانيا بمناشدة الدول المحيطة بسورية خاصة تركيا من اجل تقوم بالعمل نيابة عنها تظهر قيمة الرأسمال الذي انفق بدون نتائج على حطام ليبيا. وتعود الى ان فكرة ضرب الناتو لليبيا في 17 اذار (مارس) لم يكن احد ليناقش انها فكرة سيئة حتى الجامعة العربية تم جلبها للتعاون، ولكن حكومة ديفيد كاميرون – رئيس الوزراء البريطاني غير المجربة والتي ارادت ان تظهر كلاعب على المسرح الدولي قللت من عناد الزعيم الليبي البقاء في السلطة، كما انها سمحت لنفسها ان تقاد من الرئيس الفرنسي الذي تحمس لدخول الحرب كي يحرف الانظار عن مشاكله الداخلية.

وتقول ان التحدي الان ليس كيف نخرج القذافي من السلطة ولكن كيف نخرج من ورطتنا في ليبيا ومن هنا لم يجد هيغ الا ان يشير باصبعه على روسيا والصين والجامعة العربية ويحثهم على اتخاذ الموقف العقلاني، وهم من جانبهم سيهزأون من حماقتنا ويهنئون انفسهم على انهم ابتعدوا عن الحماقة. ففكرة التدخل لدواع انسانية اصبحت محل تساؤل بسبب الحماقة وعله فان الاسد سيواصل جرائمه وقمعه بدون معوق من العالم الخارجي. مما يعني ان مناشدة الناشطين السوريين العالم للتدخل لصالحهم لن تلقى اذانا، فقد نقلت ‘الغارديان’ عن ناشطين من حماة، منهم عمر حبال من مدينة حماة، مناشدتهم المجتمع الدولي وقولهم ان اهالي حماة يريدون من الحكومات الاجنبية سحب سفرائها من دمشق وان تطرد دبلوماسي الحكومة السورية من اراضيها. وقال حبال ‘نريد فعلا ولكن لا نريد تدخلا عسكريا’، واشار قائلا ‘نريد ضغطا قويا، وضغطا سياسيا’.

وقالت الصحيفة ان المعارضة السورية منقسمة على نفسها بين من يريد تغيير النظام واخرين يأملون ان يقوم الاسد بعملية اصلاح جذرية. ومع ان الحكومات الغربية تقول ان الاسد فقد شرعيته الا انها لم تطالب صراحة بالاطاحة به. ونقلت عن ناشط سوري قوله ان المجتمع الدولي مطالب بالتدخل سريعا، متسائلا عن تأخرهم وقائلا ماذا يريدون مليون سوري كي يقتلون.

حماه تعمّق انقسام السوريّين

روايات متضاربة بعضها يدين النظام وآخر يدين العصابات

سيناريوهات مختلفة قدمها الشارع السوري بمختلف أطيافه وتوجهاته، معارضة كانت أو موالية للنظام، لمقتل العشرات في مدينة حماه في الأيام الثلاثة الماضية، لكن خصوصاً يوم الأحد مع اقتحام الجيش للمدينة. الجميع أعرب عن صدمته من دموية المشاهد الآتية من المدينة الشهيرة مع الأيام الأولى لشهر رمضان، لكن رواية حقيقة ما حصل اختلفت من الأرض إلى السماء. بين من يصدّق الإعلام الرسمي وروايته عن جرائم «العصابات الإرهابية المسلحة»، ومن يصرّ على جرائم النظام وأجهزته الأمنية، ظل هناك

وسام كنعان, محمد الشلبي

دمشق | رغم أنّ العملية العسكرية التي قتلت العشرات لا تزال جارية في حماه منذ أيام، لا يزال التضارب في شأن رواية ما يحصل هو أيضاً سائداً بين السوريين، المنقسمين بين من يصدّق رواية النظام عن قيام «العصابات المسلحة» و«الميليشيات الارهابية» بقتل وترويع الأهالي وقوات حفظ الأمن في المدينة وبين من يرفضها.

على سبيل المثال، فإنّ الناشطة الاجتماعية والسياسية، مجد نيازي، التي سبق لها أن شاركت في مؤتمر المعارضة الذي عقد في فندق سميراميس في 27 حزيران الماضي، وكان لها مساهمات في تنظيم تظاهرات أمام السفارات الأجنبية، أعربت عن استيائها الشديد من المشاهد الدموية التي عرضتها الفضائية السورية الحكومية، والتي أظهرت فيها من قالت إنهم جماعات إرهابية مسلحة في مدينة حماه، يلقي أفرادها بجثث قتلى من عناصر الجيش وأجهزة الأمن في نهر العاصي. وقالت نيازي «إنها مشاهد تتعارض مع جميع الأديان والشرائع السماوية والأخلاق الإنسانية. أطالب الجيش بالتدخل بحسم للسيطرة على الأوضاع على الأرض، والقضاء على جميع هذه المظاهر المسلحة والجماعات الأصولية الغريبة عن بنية المجتمع السوري».

قبل أيام قليلة، كانت نيازي في زيارة قصيرة لمصر، وشاهدت هناك ما كانت تقوم به المجموعات الإسلامية السلفية المصرية. واختصرت الناشطة السورية مقارنتها بالقول: «تحاول الجماعات الإرهابية الدينية المتطرفة في مدينة حماه تحويل البلاد إلى قندهار ثانية، ويجب علينا الاستفادة من التجربة المصرية في التعامل مع مثل هذه الجماعات حتى لا يتكرر السيناريو الدموي نفسه في سوريا».

لا تتهم نيازي الإعلام السوري الرسمي بالانحياز أو بفبركة الحقائق، رغم إشارتها إلى أنه «ربما يكون إعلامنا الرسمي مقصِّراً في تعامله وعرضه للأحداث والحقائق». كذلك هي ترفض الاتهامات التي تطلقها بعض رموز المعارضة السورية والمتظاهرين حول الممارسات الدموية التي يقوم بها الجيش السوري في حماه وغيرها من المدن والمحافظات. وتعرب عن انزعاجها من أن المعارضين «يتعاملون مع ما يقوم به الجيش السوري وكأنه جيش أجنبي جاء ليحتل أرض الوطن ويقتل أبناء شعبه»، لتجزم «أنه الجيش السوري الذي يحق له دخول أي منطقة على الأراضي السورية لحفظ الأمن والأمان لجميع المواطنين وأبناء الشعب السوري». يأتي الرد على هذا الكلام من عبد اللطيف، الشاب الثلاثيني المعارض، وقد سبق له أن شارك في العديد من التظاهرات في دمشق وريفها. وعن المشاهد الدموية نفسها التي تتحدث عنها نيازي، يقول عبد اللطيف «أرى أن هذه المشاهد الدموية من ألاعيب النظام السوري وأجهزته الأمنية لتبرير ما يقوم به من جرائم قتل واعتقالات ولتبرير جرائم جديدة مقبلة». ويتابع أن «هناك العديد من مشاهد القتل والإجرام لا مجال للتشكيك في صحتها من قبل الاعلام السوري ومن يدور في فلكه نظراً لوضوحها من جهة مكان الحدث، وأسماء الشهداء الذين يشيَّعون أمام أعيننا كل يوم». كذلك ينفي الناشط المعارض أن تكون جماعات مسلحة هي من يقوم بهذه الجرائم، «وهو ما أكّدته تنسيقية الثورة السورية في مدينة حماه التي أظهرت جفاف نهر العاصي في المنطقة التي شهدت العمل الإجرامي المصوّر»، في إشارة الى المشاهد التي بثها التلفزيون السوري عن مدنيين يرمون جثثاً قال التلفزيون إنها لجنود سوريين تم التنكيل بهم ورميهم في نهر العاصي.

وعن هذه المشاهد، يتساءل عبد اللطيف: «كيف للتلفزيون السوري أن يصوِّر هذه اللقطات بكاميرا تبتعد عن العصابة مسافة لا تتجاوز المتر الواحد أثناء رمي الجثث في نهر العاصي، مع ترداد هذه العصابة التابعة للنظام أصلاً هتافات الثوار؟». أما مشاهد العصابات المسلَّحة في شوارع حماه، فيرى أنّ التلفزيون السوري تقصّد عرضها في هذا التوقيت بالذات لإرهاب الناس وتخويف عناصر الجيش الشريف، ولإعطاء مبررات مقنعة للشارع السوري والرأي العالم العربي والعالمي تسمح بدخول الجيش السوري والأجهزة الأمنية لارتكاب مجازر جديدة بحق السكان العزّل». وينقل عبد اللطيف من مصادر موثوقة أن «جميع عناصر الجيش السوري ممنوعون من حمل أجهزة الراديو أو الهواتف المحمولة، ويقتصر تواصلهم مع العالم الخارجي حصراً على نشرة أخبار التلفزيون الرسمي التي تؤكد رواية النظام عن تعرُّض الجيش للقتل على يد العصابات المسلحة».

وبين نيازي وعبد اللطيف، هناك من يحاول أن يكون معتدلاً وحيادياً في قراءته لأحداث حماه، والمشاهد الدموية الآتية منها، كما هي الحال مع دريد، المتخرج الجامعي الذي قال لـ«الأخبار»: «بغضّ النظر عن حقيقة الفاعل أو المفعول به، سواء أكان القاتل أو المقتول من العصابات المسلحة السلفية، أم من عناصر الأمن والشرطة، إنه بحق مشهد دموي لا إنساني». ويضيف أن «من العار أن نشاهد مثل هذه الجرائم على الأراضي السورية»، ملاحظاً أن الوقت الآن «ليس مناسباً لتبادل الاتهامات بين معارضة النظام وأجهزته الأمنية، إذ علينا جميعاً أن نعمل بكل طاقاتنا لمنع حدوث جرائم مماثلة بعيداً عن العنف والقتل والدماء».

وبعكس نيازي، يحمّل دريد الإعلام الحكومي الرسمي وقناة «الدنيا» الخاصة المقربة من النظام، جزءاً كبيراً من المسؤولية في الانقسام الحاصل في المجتمع السوري، لأن «من المستحيل الآن أن يصدق المؤيدون للنظام السوري مشاهد القتل أو القمع التي تقوم بها أجهزة الأمن السورية بحق المتظاهرين السلميين، مع العلم أن الرئيس بشار الأسد أكد وجود ممارسات خاطئة ارتكبتها أجهزة الأمن المختلفة بحق المتظاهرين». ويضيف: «كذلك من الصعب أن يقتنع المعارضون للنظام بوجود عصابات مسلّحة تقوم بأعمال قتل وتخريب منذ بداية الأحداث». وهنا يتساءل: «هل يعقل أنه، وحتى هذه اللحظة، لم تعرض القناة الفضائية السورية مشهداً واحداً لتشييع شهيد سقط برصاص أجهزة الأمن السورية، بينما تعرض على مدار الساعة جنازات لشهداء الجيش وقوى الأمن؟».

«حكواتي الثورة»

روى أحد الحمويين الذي يلقب نفسه بـ«حكواتي الثورة» قصة جرائم مدينة حماه بالتفصيل على شبكة الانترنت، وافتتح حديثه بالإشارة إلى أن المدينة كانت ولا تزال «قرباناً للحرية السورية» إذ فاقت سخونة أحداثها ما جرى في كل أيام الجمعة بأسمائها وحشودها، وذلك من خلال عدد الشهداء الذين سقطوا في الأيام الماضية». هكذا، تصدرت حماه واجهة الأحداث في سوريا لتنشر حالة من الاستياء عند سوريين علت أصواتهم للمطالبة «بوقف الحل العسكري، أو رحيل النظام على الفور، ما دامت السلطة تقتل الشعب». أما إذا صدقت رواية العصابات المسلحة، «فعلى النظام الرحيل أيضاً لأنّ مؤسسته الأمنية تعجز عن إيقاف هذه العصابات». وبعد يوم الأحد، انتشرت مئات التعليقات وعشرات الصفحات التي أسسها شباب سوريون على موقع «الفايسبوك»، وكأنّ الحل العسكري في حماه حسم المواضيع بالنسبة إلى وجهات نظر الكثير من السوريين.

روسيا والصين تهددان باستخدام حق الفيتو لمنع صدور أي قرار يدين دمشق

السلطات السورية تخشى “التراويح” بعد الدعوة إلى التظاهر ليلاً

وكالات

متظاهرون ضد نظام الأسد أمام السفارة السورية في قبرص يحملون صورة للأسد الأب (وسط) والرئيس السوري بشار الأسد (الثاني من الشمال) وشقيقه ماهر (الأول من الشمال) ورامي مخلوف (الاول من اليمين) وآصف شوكت (الثاني من اليمين). أ ف ب

يستأنف مجلس الأمن اليوم المحادثات حول سوريا، فيما يبدو أن الإنقسامات لا تزال مستمرة بين الاعضاء الـ15 في المجلس. ووزعت الدول الاوروبية مشروع قرار جديدًا، لكن الديبلوماسيين الهنود والروس قالوا انه لا يختلف عن النص السابق الذي رفضوه قبل شهرين.

دمشق: أفاد ناشط حقوقي الاربعاء ان ثلاثة اشخاص قتلوا مساء امس الثلاثاء برصاص رجال الامن اثناء تفريق تظاهرات في عدة مدن سورية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “شخصين قتلا وجرح عشرون آخرون بينهم ثمانية اطفال برصاص الامن الذين حاولوا تفريق تظاهرة جرت في الرقة (شمال) وشارك فيها نحو عشرة آلاف شخص”.

واضاف ان “متظاهرا قتل برصاص الامن في مدينة جبلة (غرب)”. واشار الى ان “السلطات سلمت احدى الاسر في دوما (ريف دمشق) جثمان ابنها الذي اعتقل في وقت سابق”.

وتابع ان “عشرات الاشخاص جرحوا في معضمية الشام (ريف دمشق) اثناء اقتحام الامن المدينة لتفريق مظاهرة جرت فيها بعد صلاة الترويح”، مشيرا الى ان “جروحا بعضهم خطيرة”.

وفشل مجلس الأمن الدولي الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي في التوافق على موقف مشترك حول القمع في سوريا، حيث قتل اربعة اشخاص الثلاثاء، ليضافوا الى عشرات القتلى الذين قضوا منذ الاحد، وخصوصًا في مدينة حماه شمال دمشق.

أشار دبلوماسيون الى تحقيق تقدم الثلاثاء، الا ان الانقسامات لا تزال مستمرة بين الاعضاء الـ15 في المجلس. ومن المقرر ان يتشاور الدبلوماسيون مع عواصمهم على ان يستأنفوا المحادثات الاربعاء. واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تصريح للصحافيين الثلاثاء في نيويورك ان الرئيس بشار الاسد “فقد اي شعور انساني”.

وقال “منذ بداية الازمة، اصدر العديد من التصريحات، وتحدثت الى الرئيس الاسد مرارا، وعبّرت عن رغبتي في ان يكون صريحًا في تعاطيه السلمي مع هذه المشكلات”. واضاف بان كي مون ان اعمال القمع التي شهدتها سوريا خلال الايام الماضية “غير مقبولة بتاتا”، واعتبر ان الرئيس الاسد ينبغي ان “يعي انه مسؤول امام القانون الدولي”.

وفي حماه، وسط سوريا، قتل الثلاثاء شقيقان في انفجار قذيفة صاروخية اصابت سيارتهما، في حين قتل مدني ثالث برصاص قناص، كما قال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.

وفي بلدة الكسوة في ريف دمشق، فارق رجل الحياة مساء الثلاثاء نتيجة اصابته بنوبة قلبية اثر اقتحام قوى الامن لمنزله، كما افاد عبد الرحمن.

واقتحم الجيش السوري ترافقه قوات الأمن الأحد مدينة حماه على بعد 210 كلم شمال دمشق، ونفذ عملية دامية اسفرت عن مقتل مائة شخص يوم الاحد وحده، كما قتل فيها اربعة اشخاص الاثنين. واكد ناشط في المدينة ان الدبابات قصفت احياء سكنية مساء الاثنين.

وشهدت حماه تظاهرات كثيفة مناهضة للنظام خلال الاسابيع الماضية. وتشكل المدينة رمزاً للاحتجاج على النظام منذ أن شهدت عملية قمع استهدفت الاخوان المسلمين، وراح ضحيتها 20 الف قتيل في 1982.

يأتي ذلك فيما اعلنت السلطات السورية ان “مخربين” احرقوا القصر العدلي في حماه الاثنين. وكانت اكدت الاثنين ان الجيش يواصل مهمته في المدينة، وتحدثت عن مواجهات كبيرة مع مجموعات منظمة تستخدم اسلحة متطورة.

وارتفعت حصيلة الاثنين الى 25 قتيلا في انحاء البلاد مع وفاة جريح اصيب في حمص، كما قال المرصد السوري لحقوق الانسان. وقضى 11 من القتلى خلال مواجهات بعد صلاة التراويح. وعقد مجلس الامن الدولي الثلاثاء جلسة جديدة لمناقشة الوضع في سوريا، بعد جلسة طارئة الاثنين لم تسفر عن نتيجة.

ووزعت الدول الاوروبية مشروع قرار جديدًا، لكن الدبلوماسيين الهنود والروس قالوا انه لا يختلف عن النص السابق الذي رفضوه قبل شهرين. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين “هذا ليس بجديد”. وقال السفير الهندي هاردين سنغ بوري “لم يتم تعديل النص الذي طرح سابقا، ما عدا اضافة بعض المستجدات”.

وهددت روسيا والصين باستخدام حق الفيتو لمنع صدور اي قرار بهذا المعنى، تدعمهما في ذلك البرازيل والهند وجنوب افريقيا. وتعارض هذه الدول حتى صدور بيان من مجلس الامن يدين سوريا. واكد الاتحاد الاوروبي الثلاثاء انه لن يستدعي سفيره في دمشق رغم دعوة اطلقتها ايطاليا في هذا الاتجاه وطبقتها، بينما اعلنت فرنسا انه ليس هناك خيار عسكري لوقف دمشق عن قمع المحتجين.

واعلنت وزارة الخارجية الايطالية في بيان استدعاء سفيرها في سوريا للتشاور بسبب “القمع الفظيع للسكان المدنيين”. في المقابل، قال مايكل مان الناطق باسم وزيرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي ان سفير الاتحاد “سيبقى في دمشق لمتابعة الوضع”.

ووسع الاتحاد الاوروبي عقوباته لتشمل خمسة مسؤولين سوريين، هم وزير الدفاع السوري اللواء علي حبيب ورئيس الامن العسكري في حماه محمد مفلح والعميد توفيق يونس رئيس فرع الامن الداخلي ومحمد مخلوف المعروف بأبي رامي خال الرئيس السوري بشار الاسد وايمن جابر المرتبط بالشقيق الاصغر للرئيس السوري ماهر الاسد في اطار “ميليشيا الشبيحة” الموالية للنظام.

وتنص العقوبات الاوروبية على حرمانهم من تأشيرات دخول وتجميد اصولهم. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فإن حصيلة القمع في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 15 اذار/مارس ارتفعت الى 1997 قتيلاً، معظمهم مدنيون موثقون بالقوائم لدى المرصد و374 شهيدا من الجيش وقوى الامن الداخلي.

كما إن هناك كذلك 3 الاف مفقود ونحو 12 الف معقتل. ورغم حملات القمع، استمرت الاحتجاجات التي قال المرصد ان قوات الامن “قمعتها بالقوة مطلقة الرصاص الحي على المتظاهرين بالقرب من المساجد”.

وتخشى السلطات من ان تشكل صلاة التراويح مناسبة لانطلاق التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية خلال شهر رمضان، بعدما دعا ناشطون عبر صفحة “الثورة السورية” على فايسبوك الى التظاهر خلال شهر رمضان. وقالوا “موعدنا كل ليلة بعد التراويح، مظاهرات الرد”، مشيرين الى ان “سوريا تنزف”.

واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى انتشار كثيف للدبابات الثلاثاء على الطريق بين حمص وبلدة الرستن المجاورة، حيث قال سكان انهم يخشون من عملية مداهمة. ولكن انتشار الدبابات لم يحل دون تشكيل تظاهرات بعد صلاة التراويح مساء الثلاثاء في حي الخالدية في مدينة حمص، حيث سمع اطلاق نار كثيف لتفريق التظاهرة، كما قال المرصد.

واضاف ان تظاهرة كبيرة نظمت في بلدة الحولة على بعد 20 كلم من حمص، وكذلك في قرى الغوطة والحمرا وطير نعلة والرستن المجاورة لها. كما نظمت تظاهرة في اللاذقية بعد صلاة التراويح، حيث سمعت اصوات انفجارات واطلاق نار كثيف. وفي منطقة بانياس الساحلية، نظمت تظاهرات في قرية المرقب والبيضا تخللها اطلاق نار كثيف، وفق المصدر نفسه.

خلاف حول فيديو يظهر إلقاء جثث فوق نهر بسوريا

سي.ان.ان

واشنطن: تكدست الجثث الدامية في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة، مثل القمامة، قبيل أن تبدأ مجموعة من الرجال في قذفها، واحدة تلو الأخرى، من فوق جسر إلى نهر، وسط تكبيرات وعبارات نابية.

إنه شريط فيديو، زعم أنه جرى تصويره في سوريا، ظهر على “يوتيوب”، حيث تنشر، وبانتظام، مشاهد فيديو ملتقطة بالهواتف المحمولة، للعنف الذي يجتاح البلاد منذ منتصف مارس/ آذار الماضي.

وظهر في الفيديو “البشع” مجموعة من الأشخاص وهم يسحبون الجثث، الواحدة تلو  الأخرى، ويقذفون بها من فوق الجسر، وبدأ صوت أحدهم وهو يقول: “تكبيرة يا شباب…أخوان الشر.. هاي عورتك.. كبه يلعن دينه.. ليك على ها الوجوه.”

وبدا صوت آخر وهو يقول: “دول كلاب هادولا..”، وتساءل آخر ساخراً: “هذا عسكري هذا؟”.. قبيل أن يصرخ: “هات اللي بعده.” وطفت جثث الضحايا فوق المجرى الذي تلوثت مياهه بالدماء.

يُشار إلى أنه لم يتسن لـCNN التحقق من صحة الفيديو، إلا أنه يعكس مدى وحشية الصراع، بين القوات الحكومية السورية والمتظاهرين المناهضين لها.

ولم يتضح إذا ما كان الضحايا في الفيديو، هم ضمن 1600 مدنياً أو 370 من عناصر الأمن قضوا في الاضطرابات القائمة منذ قرابة خمسة أشهر.

ويقول النص المرفق مع الفيديو في “يوتيوب” إن الجثث لعناصر من المعارضة السورية جرى التخلص منها بواسطة “الشبيحة”، أتباع الرئيس بشار الأسد.

من جانبه، قال التلفزيون السوري، الذي قام ببث الفيديو، إن المتظاهرين المناهضين للحكومة هم من كان يلقي بالجثث فوق “نهر العاصي” بمدينة “حماة”، التي شنت عليها قوات الأمن السوري مؤخراً عدة هجمات عسكرية.

وشككت الناشطة السورية، رزان زيتونة، بأن الحادث وقع في “حماة” لأن النهر عادة يكون جافاً في هذه الفترة من العام.

إلا أن أحد أبرز الناشطين السوريين المناهضين للحكومة، رفض تسميته خوفاً على سلامته، أيد في حديث لـCNN، الرواية الرسمية، قائلاً إن الجثث هي لعناصر البوليس السري السوري، قتلت بواسطة مقاتلين سوريين وفدوا من العراق للانضمام إلى المتظاهرين المناوئين للحكومة.

وكانت قد ظهرت بين الاحتجاجات السلمية المطالبة بالديمقراطية في سوريا، عناصر متطرفة عنيفة، كما لفتت دراسة نشرتها “مجموعة الأزمات الدولية”، أن بعض العناصر المناهضة للحكومة حملت السلاح.

وشددت المنظمة في تقريرها على أن “الغالبية العظمى من الضحايا هم من المتظاهرين المسالمين، كما أن مسؤولية العنف تقع في معظمها على عاتق قوات الأمن.”

ناشطون من حماه لـ«الشرق الأوسط»: لم نعد نخاف الرصاص وسندافع عن أنفسنا

الناشطون يؤكدون انتشار قناصة فوق أسطح البنايات ويؤكدون قصف القصر العدلي * روسيا تبدي استعدادها لدعم قرار دولي ودمشق تلجأ للهند * أوباما يجتمع بسفيره في سوريا وكلينتون تلتقي معارضين سوريين دعوا الرئيس الأميركي لمطالبة الأسد بالتنحي

لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»

أكد ناشطون سوريون من حماه تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أن أهالي المدينة لن يسمحوا بتكرار مجزرة عام 1982 التي قتل فيها 10 آلاف شخص على الأقل، وقال الناشط عمر حبال الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من لندن، إن أهالي حماه «لم يعودوا يخافون النار»، وأضاف: «يقتلون واحدا يهجم عليهم عشرات الآلاف». واستغرب ناشطون «القصف الذي تعرض له القصر العدلي في حي الشريعة وسط حماه، وهو دليل على أن النظام السوري يتصرف كعصابة وليس كدولة».

وجاء ذلك في وقت تستمر فيه المفاوضات في مجلس الأمن الدولي لإدانة العنف في سوريا، وأبدت روسيا أمس استعدادها للتصويت إيجابا على قرار يدين أعمال العنف.

من جهته طالب نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، في مقابلة مع قناة «نيوز إكس»، خلال زيارة للهند، «إنني هنا لأحذر القادة الهنود من التضليل الإعلامي». من جهتها، استقبلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس للمرة الأولى وفدا سوريا معارضا, دعوا الرئيس أوباما مطالبة الأسد بالتنحي.

وجاء ذلك تزامنا مع اجتماع أوباما بالسفير الأميركي في دمشق روبرت فورد لإجراء مشاورات، بحسب بيان البيت الأبيض. وعلى مستوى التحركات الأوروبية، أعلنت الخارجية الإيطالية، في بيان أمس، أن روما استدعت سفيرها لدى سوريا للتشاور.

عقوبات أوروبية تشمل خال الرئيس السوري ووزير الدفاع ومسؤول شبيحة النظام

بان يعتبر الأسد “فاقداً للإنسانية” والدبابات تواصل قصف حماه

باريس ـ مراد مراد ووكالات

في أشد انتقاد يوجهه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الرئيس السوري بشار الأسد اثر المذبحة التي قام بها النظام في حماه حيث تواصل دبابات الجيش السوري قصف المدنيين بالمدافع بعد خروجهم في تظاهرات ليلية هاتفة بسقوط نظام الأسد، قال بان إن الأسد “فقد أي شعور بالإنسانية”.

ودخلت أمس الدفعة الرابعة من العقوبات الأوروبية ضد النظام السوري حيز التنفيذ وانضمت خمس شخصيات سورية جديدة الى لائحة حظر السفر وتجميد الاصول المصرفية التي تفرضها بروكسل على المسؤولين عن القمع في سوريا منهم محمد مخلوف خال الرئيس السوري بشار الأسد ووالد رامي مخلوف، ووزير الدفاع السوري علي حبيب محمود والمسؤول عن شبيحة النظام أيمن جابر.

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة جديدة أمس لليوم الثاني على التوالي لمناقشة الوضع في سوريا حيث قتل خمسة اشخاص على الأقل أمس أضيفوا الى عشرات القتلى الذين قضوا منذ الاحد وخصوصاً في مدينة حماه حيث ذكر الأهالي أن قصف الدبابات تركز على أحياء الرباعي والحميدية شرق المدينة وعلى طريق حلب في الشمال وعلى منطقة البعث في شرق المدينة.

وتعرض حشد حاول التجمع في حي العلمين وسط المدينة عقب صلاة التراويح لإطلاق نار من جانب قوات الأسد.

وكان لافتاً أمس عدم ممانعة موسكو قراراً من الأمم المتحدة يدين أعمال العنف في سوريا، شرط عدم فرض عقوبات أو “ضغوط” أخرى غير محددة.

ونشر في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي امس، انه “نظراً لاستمرار اعمال القمع في سوريا تبنى مجلس الاتحاد الاوروبي قراراً يضيف خمس شخصيات سورية جديدة الى لائحة عقوبات حظر السفر وتجميد الاصول المصرفية. وتدخل هذه العقوبات حيز التنفيذ من قبل الدول الـ27 الاعضاء في الاتحاد بمجرد نشرها في الجريدة الرسمية”.

أما الأسماء الخمسة المشمولة بالعقوبات فوردت في الجريدة الرسمية بالترتيب التالي، مع معلومات عنها واسباب ادراجها على اللائحة:

محمد مفلح: رئيس الاستخبارات العسكرية في مدينة حماه. متورط في حملة القمع ضد المتظاهرين.

اللواء توفيق يونس: رئيس قسم الأمن الداخلي في مديرية المخابرات. متورط في العنف ضد المدنيين.

محمد مخلوف (المعروف بأبي رامي): من مواليد 19/10/1932 في اللاذقية في سوريا. خال بشار وماهر الأسد وشريك مقرب منهما. والد رامي واياد وايهاب مخلوف وشريك في اعمالهم.

أيمن جابر: من مواليد اللاذقية في سوريا. شريك ماهر الأسد في ميليشيا الشبيحة. متورط مباشرة في القمع والعنف الممارس ضد المدنيين والتنسيق بين مجموعات ميليشيا الشبيحة.

اللواء علي حبيب محمود: مواليد طرطوس عام 1939. عين وزيراً للدفاع في الثالث من حزيران (يونيو) 2009. وزير الدفاع مسؤول عن اداء وعمليات القوات المسلحة السورية وممارساتها القمعية والعنيفة ضد المدنيين.

وفي ظل تصاعد القمع الدموي، برزت تطورات دولية تمثلت بموقف روسي لا يمانع صدور قرار عن مجلس الأمن بشأن الوضع في سوريا، وآخر جنوب أفريقي دان العنف الذي تمارسه السلطات السورية، علماً أن موسكو وبريتوريا من اكثر العواصم تأييداً لدمشق.

وزارة الخارجية الروسية قالت أمس إنها لن تعارض قراراً للأمم المتحدة بإدانة العنف في سوريا ما دام لا يتضمن فرض عقوبات أو غير ذلك من “الضغوط”. وقال مسؤول إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية سيرجي فيرشينين إن روسيا لا تعارض “بصورة قطعية” تبني قرار بشأن سوريا. واضاف “نحن لسنا شكليين ولا نعارض بصورة قطعية شيئاً في حد ذاته.. إذا كانت هناك مواد غير متوازنة وعقوبات وضغوط.. أعتقد أن مثل هذا النوع من الضغوط سيئ لأننا نريد تقليل إراقة الدماء ومزيداً من الديموقراطية”.

أما الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقال ان الرئيس السوري بشار الاسد “فقد كل شعور انساني”، وأضاف للصحافيين “منذ بداية الازمة، اصدرت العديد من التصريحات وتحدثت الى الرئيس الاسد مراراً، وعبرت عن رغبتي في ان يكون صريحاً في تعاطيه السلمي مع هذه المشكلات”.

وتابع بان ان اعمال القمع التي شهدتها سوريا خلال الايام الماضية “غير مقبولة بتاتاً”، معتبراً ان الاسد ينبغي ان “يعي انه مسؤول امام القانون الدولي”.

وعقد مجلس الأمن الدولي أمس جلسة جديدة لمناقشة الوضع في سوريا بعد جلسة طارئة أول من أمس لم تسفر عن نتيجة. وقال ديبلوماسيون انه من غير المرجح ان يتم استصدار قرار يدين قمع الحركة الاحتجاجية بسبب الخلافات بين اعضاء المجلس.

وقال رئيس مجلس الأمن في دورته الحالية السفير الهندي هاردين سينغ بوري، إن لبنان العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن حالياً لم يرحب بصدور بيان رئاسي من المجلس يتضمن تحميل السلطات السورية مسؤولية أعمال العنف الدائرة هناك.

وتابع بوري في مؤتمر صحافي عقده أمس بمناسبة تولي بلاده رئاسة المجلس في آب (أغسطس) الجاري، “أدركنا أن لبنان لديه صعوبة في القبول ببيان رئاسي من المجلس”. واستدرك “لا بد أن تكون هناك طريقة للتغلب على الخلافات بين الدول الأعضاء بشأن ذلك، ومن بين هذه الطرق تحويل البيان الرئاسي الى قرار، لكن هناك دولتين أعلنتا بوضوح رفضهما صدور مثل هذا القرار”.

وحصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط (اش ا) على نص مسودة البيان الرئاسي الذي اقترحته البرازيل أمس، وفيه “يدين مجلس الأمن كافة أشكال العنف بما في ذلك استخدام القوة ضد المدنيين العزل والعنف الطائفي، فضلاً عن العداء ضد قوات الأمن. ويدعو إلى أن تكون العملية السياسية التي تقودها سوريا عملية شاملة تلبي الطموحات المشروعة للمواطنين بحيث تسمح لهم بالممارسة الكاملة للحقوق السياسية بما في ذلك حرية التعبير والتجمع السلمي.

ويدعو المجلس الي “الوقف الفوري لأعمال العنف كما يحض جميع الاطراف على العمل بأقصى درجات ضبط النفس واحترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي والامتناع عن الانتقام”.

ويشير المقترح البرازيلي الخاص بالبيان الرئاسي المتوقع، الى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية في اطلاق الحوار السياسي والتدابير التي أعلنتها مسبقاً للإصلاح ويحض الحكومة السورية على الإسراع في تنفيذ هذه التدابير ومواصلة وتوسيع عملية الحوار.

ويدعو أعضاء المجلس السلطات السورية إلى “الوفاء بالتزاماتها الدولية بموجب قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني وبفتح تحقيقات موثوقة ونزيهة في أعمال العنف في سوريا، وفي هذا الصدد ينبغي فتح تحقيقات موثوق بها في أعمال العنف، ولا بد من محاسبة جميع الأطراف المسؤولة عن ارتكاب اعمال العنف سواء كان استخدام العنف ضد المدنيين العزل أو العنف الطائفي أو القتال ضد قوات الأمن”.

وكانت الدول الاوروبية وزعت مشروع قرار جديداً، لكن الديبلوماسيين الهنود والروس قالوا انه لا يختلف عن النص السابق الذي رفضوه قبل شهرين. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين “هذا ليس بجديد”.

وقال السفير الهندي “لم يتم تعديل النص الذي طرح سابقاً ما عدا اضافة بعض المستجدات”.

وفي اطار تعزيز دور المعارضة السورية، التقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس وفداً منها في واشنطن طلب من الرئيس الاميركي باراك اوباما دعوة الرئيس السوري الى التنحي.

وصرح المعارض السوري رضوان زيادة انه ابلغ كلينتون في نهاية اللقاء ان المعارضة السورية ترغب بأن “يطالب اوباما الرئيس الاسد بالتنحي على الفور”، كما دعت الامم المتحدة الى فرض مزيد من العقوبات على النظام السوري.

وكان رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الاميرال مايكل مولن دعا في بغداد امس الرئيس الاسد الى “اتخاذ خطوات” تتلاءم مع متطلبات الشعب السوري، مؤكدا انه ليس هناك من “مؤشر” على امكانية حدوث تدخل عسكري اميركي.

وفي روما، اعلنت وزارة الخارجية الايطالية في بيان ان روما استدعت سفيرها في سوريا للتشاور “ازاء القمع الفظيع للسكان المدنيين”. واضاف البيان ان “ايطاليا اقترحت استدعاء سفراء كل دول الاتحاد الاوروبي في دمشق”.

واكدت مساعدة الناطق باسم الخارجية الفرنسية كريستين فاج في لقاء مع صحافيين ان مواقف الاسرة الدولية حيال القمع في سوريا لا تشمل “اي خيار طبيعته عسكرية”، مشيرة الى ان الوضع في ليبيا مختلف. الا ان فاج قالت “نواصل العمل مع شركائنا في نيويورك”، ملمحة الى المشاورات الجارية في مجلس الامن الدولي.

ورحّب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اليوم امس بقرار الاتحاد الأوروبي توسيع العقوبات المفروضة على النظام السوري رداً على تعامله مع المتظاهرين المطالبين بالتغيير، فيما أعلن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا ألستير بيرت أن بلاده ستواصل الضغط من أجل تحرك دولي ضد النظام السوري لكنه استبعد القيام بعمل عسكري ضده.

وفي جوهانسبورغ، دعت جنوب افريقيا امس سوريا الى فتح تحقيق نزيه وغير منحاز حول القمع الدموي للمتظاهرين ضد نظام الاسد، في المقابل دعت سوريا الهند التي تولت الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي الى مساعدتها في تجنب ادانة قمع المعارضة وطلبت من نيودلهي عدم تصديق “الدعاية الاعلامية” الغربية.

ميدانياً، قتل اربعة اشخاص أمس ليضافوا الى عشرات القتلى الذين قضوا منذ الاحد وخصوصا في مدينة حماه شمال دمشق التي قتل فيها أمس شقيقان في انفجار قذيفة صاروخية اصابت سيارتهما في حين قتل مدني ثالث برصاص قناص، كما قال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن.

وفي بلدة الكسوة في ريف دمشق، فارق رجل الحياة مساء أمس نتيجة اصابته بنوبة قلبية اثر اقتحام قوى الامن لمنزله، كما افاد عبدالرحمن.

واقتحم الجيش السوري ترافقه قوات الامن الاحد مدينة حماه على بعد 210 كلم شمال دمشق ونفذ عملية دامية اسفرت عن مقتل مائة شخص يوم الاحد وحده، كما قتل فيها اربعة اشخاص الاثنين. واكد ناشط في المدينة ان الدبابات قصفت احياء سكنية مساء الاثنين.

يأتي ذلك فيما اعلنت السلطات السورية ان “مخربين” احرقوا القصر العدلي في حماه الاثنين. وكانت اكدت ان الجيش يواصل مهمته في المدينة، وتحدثت عن مواجهات كبيرة مع مجموعات منظمة تستخدم أسلحة متطورة.

افاد ناشط حقوقي مساء الثلاثاء ان تظاهرات جرت في مدن سورية عدة بعد صلاة التراويح في مدن سورية عدة نصرة لحماة (وسط) ودير الزور (شرق) واستخدم عناصر الامن الرصاص الحي لتفريقها.

وقال شهود عيان ونشطاء ان القوات السورية أطلقت النار على المتظاهرين الذين يطالبون بالديموقراطية بعد صلاة التراويح في شتى انحاء سوريا أمس في تشديد لهجماتها الرامية الى قمع المعارضين للرئيس الاسد خلال شهر رمضان.

وأضافوا ان عشرات الاشخاص جرحوا عندما تعرض المتظاهرون في المعظمية غرب دمشق وفي مدينة الحسكة شمال البلاد ومدينة اللاذقية الساحلية لاطلاق النار بعد صلاة التراويح.

وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس ان “اكثر من 40 الف متظاهر خرجوا من عدة مساجد ومناطق في مدينة دير الزور رغم وجود الجيش على اطراف المدينة”.

واضاف ريحاوي ان “ثلاث تظاهرات انطلقت من حي الميدان في دمشق والتقت في منطقة ابو حبل قام الامن بتفريقها بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي”.

واشار الى ان “عناصر الامن قامت بملاحقة المتظاهرين الذين حاولوا الفرار الى داخل الاحياء”.

وتابع “كما خرجت تظاهرة لاول مرة في حي المهاجرين في دمشق شارك فيها نحو 800 متظاهر نصرة لحماة ودير الزور”، ولكن لم تظهر قوات الامن خلال التظاهرة.

وفي حي ركن الدين في العاصمة “خرجت تظاهرة صغيرة تصدى لها الامن” لافتاً الى “انباء عن اعتقالات في صفوف المشاركين”.

وفي ريف دمشق” شهت مدينة دوما تظاهرة خرجت من 3 جوامع والتقت امام الجامع الكبير شارك فيها الاف المتظاهرين في حي القدم الا ان عناصر الامن فرقتهم باطلاق النار والغاز المسيل للدموع”.

كما شهد ريف دمشق تظاهرات في “المعضمية حيث اقتحم رجال الامن المدينة واطلقوا النار، وكذلك في الكسوة وجديدة عرطوز ومضايا والزبداني رغم الحصار المفروض عليها، وكذلك في وقدسيا والتل وسقبا وحرستا نصرة لحماة وهاتفين باسقاط النظام”.

واشار الى ان “متظاهري حرستا حاولوا الوصول الى عربين المحاصرة الا ان الامن تصدى لهم واطلق عليهم النار والقنابل المسيلة للدموع”.

وارتفعت حصيلة الاثنين الى 25 قتيلا في انحاء البلاد مع وفاة جريح اصيب في حمص، كما قال المرصد السوري لحقوق الانسان. وقضى 11 من القتلى خلال مواجهات بعد صلاة التراويح.

وبحسب المرصد، فإن عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا في 15 آذار (مارس) الماضي “ارتفع الى 1992 قتيلاً من بينهم 1618 شهيداً مدنياً موثقين بالقوائم لدى المرصد السوري لحقوق الانسان و374 شهيداً من الجيش وقوى الامن الداخلي”.

وكالة الانباء الرسمية (سانا) ذكرت أمس ان “مجموعة مخربة” قامت امس الاول الاثنين باقتحام القصر العدلي في حماه (وسط) واضرام النار في بعض اقسامه.

ونقلت الوكالة عن مصادر ان “المجموعات المسلحة اعتدت على حراس القصر العدلي الواقع في منطقة الشريعة ثم دخلت المقر وخربت جزءاً كبيراً من محتوياته وقامت باضرام النيران في عدد من اقسامه”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، اش ا)

الجيش السوري لا يزال مترابطا لكنه قد يواجه مهمة تفوق طاقته

لندن (رويترز) – لا يظهر الجيش السوري الذي يمثل ركيزة أساسية لحكم الرئيس بشار الاسد مؤشرات تذكر على انقسامات خطيرة وانشقاقات في صفوفه تتطلع اليها المعارضة على الرغم من الضغوط التي يتحملها بسبب حملته لقمع الاحتجاجات الشعبية.

وفي حين تتقدم الدبابات حملة في مدينة حماة فان على الاسد أن يتساءل عما اذا كان عدد الجنود الموالين له والمدججين بالسلاح يكفي للانتشار في عدة أماكن بنفس الوقت اذا دعت الحاجة الى ذلك.

وقد يمثل شهر رمضان الذي تتزاور فيه العائلات وتكون فيه أعداد وتحركات المواطنين ليلا اكثر من الطبيعي اختبارا خطيرا لقوة الاسد العسكرية اذا تصاعدت الاحتجاجات وأصبحت الازمة السورية اكثر دموية.

يقول اندرو تيريل استاذ أبحاث شؤون الامن القومي بكلية الحرب التابعة للجيش الامريكي “نرى بعض الانشقاقات لكن لا شيء يقترب من الكتلة الحرجة التي قد تعتبر مؤشرا على بداية تمرد خطير من الجنود السنة.”

وتنتمي قيادة الجيش الى الاقلية العلوية التي ينتمي لها الاسد في حين أن معظم الجنود من السنة. كما أن معظم المحتجين الذين تستهدفهم الحملات الامنية من السنة.

ويصنف فراس ابي علي وهو محلل في شركة (اكسكلوسيف اناليسيس) للتحليلات والتوقعات التجارية درجة ترابط الجيش السوري بأنها “عالية الى حد بعيد” فيما يتعلق بالانقسامات المحتملة التي قد تؤدي الى انقلاب لكن الاعداد الضئيلة تمثل مشكلة.

ويقول “اذا لم تكن لديهم وحدات موالية كافية للسيطرة على حماة فانهم لا يملكون وحدات موالية كافية للسيطرة على المدن الاكبر مثل حمص وحلب ودمشق.”

وأضاف “لا أعتقد أن لديهم ما يكفي من هذه الوحدات لشن حملات كبيرة في عدة مدن بنفس الوقت على الاقل دون حدوث انشقاقات ودون المجازفة بتوسيع نطاق الاحتجاجات.”

وكانت قوات الامن قد حاصرت حماة لمدة شهر قبل بدء الحملة عليها يوم الاحد وهي مدينة يغلب على سكانها المسلمون وعددهم 700 الف نسمة وشهدت انتفاضة مسلحة للاسلاميين قمعها الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار عام 1982 .

ودفعت معاناة حماة الكثير من السوريين الى الخروج في مسيرات تضامنية منذ بدء رمضان لكن رد فعل الاسد العنيف يشير الى أنه سيقاوم الدعوات الى التغيير التي اجتاحت سوريا ومعظم أنحاء العالم العربي هذا العام.

ولا توجد تقارير منشورة يعتد بها بشأن انتشار القوات المسلحة السورية.

وحتى في الاوقات العادية كانت المعلومات عن الجيش قليلة بسبب السرية التي تتوخاها الحكومة والقيود على وسائل الاعلام.

والان معظم وسائل الاعلام الاجنبية محظورة وتم طرد مراسلي رويترز بعد بدء الاضطرابات في مارس اذار بقليل.

ويقول معارضون سوريون في المنفى وخبراء أمنيون ان العدد الضئيل للانشقاقات حتى الان أقل بكثير مما يمكن اعتباره مؤشرا على انقسامات في الجيش.

وهذا دليل على السيطرة المحكمة التي تضمن سطوة العلويين في الجيش. وينطوي هذا على تعيين ضباط علويين في مناصب رفيعة وفي بعض الوحدات يتم تعيين السنة والعلويين في المناصب الكبيرة لمنع اي محاولة للوقيعة.

وقال سامر افندي المسؤول السابق بجهاز أمن الدولة السوري لرويترز “احداث انقسامات داخل الجيش السوري ليس سهلا.”

وأضاف “هيكل التوظيف مكون من طبقات مثل الدمية الروسية. الكسر في احدى الطبقات لن يؤثر على بقية الطبقات.”

ويطبق النظام والانضباط في صفوف الجنود بصرامة شديدة.

ويقول معارضون سوريون في الخارج نقلا عن روايات لاقاربهم ان في الحالات التي ينشر فيها جنود سوريون على الخط الامامي فانهم يجبرون على اطلاق الرصاص على المتظاهرين لان الضباط المتمركزين وراءهم سيطلقون النار عليهم اذا لم يطيعوا الاوامر.

ويقول احمد حسين وهو من مدينة دير الزور بشرق سوريا وكان يتظاهر ضد الاسد امام سفارة بلاده في العاصمة البريطانية لندن “اذا لم تقتل فسيتم قتلك.”

ويقول تيريل “اي سني لديه امكانية القيام بأي شيء يخضع للمراقبة بعناية… لن تقدم على الانشقاق اذا كنت خائفا فليست لديك فرصة كبيرة.”

ويقول محللون ان الواضح أن وحدات الجيش الاكثر ولاء -وهي تلك التي يغلب عليها العلويون ويقودها ماهر شقيق الرئيس السوري بما في ذلك الحرس الجمهوري واللواء الرابع المدرع- لا يمكن أن تتواجد في كل الاماكن في نفس الوقت.

وتضم كل من هاتين الوحدتين نحو عشرة الاف فرد تدعمهم الدبابات وتتحرك عادة بصحبة وحدات من الشرطة السرية والميليشيا العلوية الموالية للاسد المعروفة باسم الشبيحة.

ويرى تيريل أن تحمل الجيش لاعباء اكثر من طاقته تعني أنه اضطر الى الاستعانة بوحدات سنية في بعض المناطق ولجأ الى “ظروف وحشية” قد يتم بموجبها اعدام الجنود لعصيانهم الاوامر.

ويقول طلال الميحاني وهو أكاديمي مقيم في بريطانيا يساعد جماعات المعارضة في العلاقات الخارجية ان النمط المتتابع للعمليات العسكرية ضد مجموعة من البلدات والمدن في الاسابيع القليلة الماضية يظهر أن الجيش ليس لديه ما يكفي من القوات الموالية للانتشار بنفس التوقيت في كل مكان.

ويقول محللون اخرون ان الجيش يظهر مؤشرات على الانتشار ببطء اكثر من الاسابيع الاولى مما يشير الى أنه يضطر الى اجراء حسابات دقيقة لتوفير الاعداد المطلوبة لتعزيز الوحدات السنية بقوات رفيعة المستوى.

وقال الميحاني الذي زار دمشق في منتصف يوليو تموز “ليس لديهم ما يكفي من الجنود الموالين… وبالتالي فاننا دخلنا مرحلة مزمنة من هذا الصراع لن يحقق فيه الجيش ولا الشعب نتيجة حاسمة.”

وقال افندي (34 عاما) وهو من بلدة جسر الشغور في الشمال وهو يقف مع مجموعة من نحو 12 محتجا امام السفارة السورية في لندن يوم الاثنين ان الانشقاقات هدف رئيسي للمعارضة غير أنه متفهم للخوف الذي يعتري الجنود.

وأضاف “مسؤولو الامن يعلمون أنهم يقتلون اخوانهم واخواتهم واولادهم بالنيابة عن النظام. حان الوقت ليقفوا هذا ويثبتوا أنهم وطنيون.”

وتنحي الحكومة باللائمة على ما تصفها بالجماعات الارهابية المسلحة في معظم حوادث القتل خلال الاحتجاجات الشعبية الممتدة منذ خمسة اشهر. وقتل اكثر من 500 من الجنود ورجال الامن.

لا اتفاق بمجلس الأمن

واشنطن تدرس توسيع عقوبات سوريا

التقت وزيرة الخارجية الأميركية ناشطين سوريين، وقالت إن بلادها تفكر في توسيع العقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد، وهي عقوبات طالب أعضاء بمجلس الشيوخ بأن تمس قطاع الطاقة، في وقت فشلت جلسةٌ ثانية لمجلس الأمن في الاتفاق على مشروع قرار يدين العنف المستمر منذ أكثر من أربعة أشهر ونصف الشهر، وسط تحذير روسي من تكرار تجربة القرار 1973.

وقالت هيلاري كلينتون بعيد لقاء بالناشطين في مقر الخارجية استمر أكثر من ساعة إن هدف الاجتماع هو إبداء تضامنها مع المتظاهرين وتعاطفها مع القتلى، وتحدثت عن “عقوبات موجهة” تدرس واشنطن فرضها لعزل نظام الأسد “وحرمانه من المداخيل التي يموّل بها وحشيته”.

وطلب الناشطون بأن يخاطب الرئيس باراك أوباما الشعب السوري، ويحث الأسد على التنحي فورا لأن ذلك سيعطي زخما للمتظاهرين وفق المعارض محمد العبد الله.

وقال المعارض رضوان زيادة إن تردد واشنطن مرده مخاوف من إشعال الأسد فتنة طائفية، وهي مخاوف عُولجت بأن “أظهرنا أن مجموعات من خلفيات مختلفة بما فيها المسيحيون تشارك في حركة الاحتجاجات”.

وطلب زيادة ضغطا أميركيا أكبر لتنظر المحكمة الجنائية الدولية في “الجرائم ضد الإنسانية” المرتكبة.

والتقى أوباما سفيره بسوريا روبرت فورد الذي اتهم -في شهادة أمام مجلس الشيوخ- الأسد بـ “الوحشية” لكنه أكد ضرورة بقائه بدمشق كنوع من الالتزام تجاه الشعب السوري.

تشديد العقوبات

ويأتي لقاء كلينتون والناشطين في وقت دعا أعضاء بمجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى توسيع العقوبات الأميركية لتشمل قطاع الطاقة السوري، وإلى محاسبة الأسد على الانتهاكات.

وطلب السيناتور مارك كيرك -وهو جمهوري من إلينوي يرعى مشروع القرار- فرض عقوبات معطلة.

ويدعو مشروع القرار الرئيسَ إلى حظر استفادة الأسد من النظام المالي الأميركي ووقف العقود الفدرالية مع الشركات التي تستثمر بقطاع الطاقة السوري أو تشتري نفطا من دمشق أو تبيعها الوقود، ووصفوا الإجراء بالناجع لأن البترول يشكل ثلث عوائد هذا البلد من الصادرات.

مجلس الأمن

وإذا كان الحراك سمة الموقف في واشنطن والعواصم الأوروبية فإن الجمود يظل غالبا على مجلس الأمن الذي عقد أمس جلسة ثانية لم تثمر اتفاقا على مشروع قرار أوروبي يدعو إلى إدانة العنف، ظل معطلا بسبب اعتراضات وتحفظات من روسيا والصين البرازيل والهند وجنوب أفريقيا ولبنان.

واشترطت روسيا أمس -على لسان رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بخارجيتها سيرغي فيرشينين- موافقتها على أي قرار يدين العنف، بألا يتضمن حديثا عن العقوبات والضغوط.

وكان مندوب روسيا بمجلس الأمن فيتالي تشوركين قال بالسابق إن بلاده تفضل بيانا رئاسيا، وذكّر بأن العنف في سوريا ليس حكرا على النظام بل تمارسه أيضا المعارضة.

وتخشى روسيا والصين تكرار السيناريو الليبي حين وافق البلدان على قرار يخول الأمم المتحدة حماية المدنيين، وفُسّر غربيا على أنه تفويض باستخدام القوة.

وحذر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف من تكرار سيناريو القرار 1973 (الذي فرض حظرا جويا فوق ليبيا) وقال إن ذلك سيحدث حربا  شاملة، ووصف الموقف الغربي من سوريا بالقاسي.

وقال لقناة روسيا اليوم إن التدخل العسكري إن حدث فلن يقتصر على مساندة قوى الديمقراطية، وذكّر بأن شعارات الحرية والمساواة كثيرا ما تستخدم غطاءً لخطط وأهداف مختلفة، وتحدث عن معلومات تشير إلى أن الأمر في سوريا لا يتعلق بمعارضة علمانية.

عقوبات أوروبية

وإضافة إلى الإجراءات الردعية الأميركية، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات تشمل حظرا على التأشيرات والسفر وسّعها أمس لتشمل خمس شخصيات سورية كبيرة أخرى هي وزير الدفاع علي حبيب ورئيس الأمن العسكري بحماة محمد مفلح ورئيس فرع الأمن الداخلي العميد توفيق يونس، ومحمد مخلوف خال الأسد وأيمن جابر الذي وصف بمنسق مليشيات النظام.

وأعلنت إيطاليا استدعاء سفيرها بدمشق للتشاور في خطوة أرادتها رسالة احتجاج على “القمع” وطالبت الاتحاد الأوروبي بأن يحذو حذوها، وهو طلب وُوجه برفض

وقفة تضامنية مع السوريين بعمان

                                                          محمد النجار – عمان

نفذ أكثر من 3 آلاف أردني وسوري في عمان ليلة الأربعاء أكبر اعتصام تضامني مع “الثورة السورية” أمام سفارة دمشق في عمان بدعوة من الهيئة الشعبية الأردنية لنصرة الشعب السوري.

واحتشد الالاف مقابل السفارة السورية بمنطقة عبدون وأدوا صلاة العشاء والتراويح بحضور قيادات الهيئة الشعبية التي أعلنت في عمان مؤخرا برئاسة القيادي الإسلامي علي أبو السكر وعضوية المئات من السياسيين والكتاب والصحفيين والمثقفين.

وجاءت الوقفة التضامنية لليوم الثاني على التوالي تضامنا مع المدن السورية التي تتعرض لهجوم من قوات الجيش والأمن، حيث أفطر سوريون أمام سفارتهم في عمان في أول أيام رمضان تضامنا مع “الثورة” في بلادهم.

وردد المحتشدون هتافات طالبت بإسقاط النظام السوري وسمع منها “الشعب يريد إسقاط النظام”، و و”واحد واحد الشعب السوري واحد”، و”واحد واحد الأردن وسوريا واحد”، و”يا حماة حنا معاكي للموت”.

كما رددوا العديد من الهتافات التي طالت الرئيس السوري بشار الأسد وشقيقه القيادي في الجيش ماهر الأسد، وأخرى طالبت بطرد السفير السوري في عمان بهجت سليمان.

وبرزت خلال الاعتصام فقرات وهتافات عبرت عن المدن السورية لاسيما حمص التي أعاد أبنائها المقيمين بعمان ترديد هتافات أبنائها المطالبة بإسقاط النظام، فيما تفاعل الحضور بقوة مع قيام شاب أردني بترديد هتافات الشاب إبراهيم قاشوش الذي اتهم معارضون سوريون النظام باقتلاع حنجرته لترديده هتافات قوية ضد النظام السوري.

ووجه رئيس هيئة نصرة الشعب السوري ورئيس مجلس شورى جبهة العمل الإسلامي علي أبو السكر تحياته للشعب السوري “الثائر” الذي قال إنه يقدم الدماء والأرواح من أجل فجر جديد ملؤه الحرية.

وقال في كلمة له “تحية إلى الشعب السوري الممانع والمقاوم والذي عودنا على احتضان كل القضايا القومية”.

وحمل أبو السكر بشدة على وفد أردني زار دمشق مؤخرا للتضامن مع النظام السوري ضد “المؤامرة”.

وأضاف “الذين ذهبوا للتضامن مع النظام لا يمثلون الشعب الأردني لأنهم أيدوا جرائم النظام ضد الشعب السوري، من يمثل الشعب الأردني هم الالاف المحتشدة هنا”.

وردد المحتشدون هتافات “خونة.. خونة” كلما ورد ذكر إسم الوفد الذي أطلق عليه متحدثون إسم “وفد العار”.

وكان نحو 100 من النشطاء السياسيين والحزبيين الأردنيين بتنظيم من حزب البعث التقدمي زاروا دمشق قبل أيام تضامنا مع سوريا ضد ما يعتبرونها مؤامرة تتعرض لها.

وقال أبو السكر وهو نائب سابق في البرلمان “الذين ذهبوا لسوريا إما أتباع مأجورون  وإما مغرر بهم وأقول للفريق الثاني لا وقت للتفكير وعليكم الاختيار بين الانحياز للسفاح أو الوقف مع الضحية”.

وتابع موجها حديثه للشعب السوري “إن كانت يد السفاح توغل في دمائكم فإنهم يألمون كما تألمون ولكنكم ترجون من الله أعظم مما يرجون، فأنتم ترجون الحرية والرفعة في الدنيا والأخرى، بينما لا يأمل السفاحون إلا اللعنة عليهم في الدنيا والآخرة”.

وطالب الحكومة الأردنية باتخاذ موقف من النظام السوري معتبرا أن لا مجال للحياد بعد كل “المجازر والدماء التي سفكت”.

الكاتب محمد أبو رمان اعتبر في كلمة له بالاعتصام إن هذا الحشد “رد على وفد العار الذي ذهب لدمشق وأيد ما تعرض له رجال ونساء وأطفال سوريا على يد النظام المجرم”.

وزاد “إذا بكت حماة فإن عمان تبكي، وإذا بكت درعا وحمص فالطفيلة والسلط وكل مدن الأردن تبكي معها”.

وطالب الحكومة الأردنية بطرد السفير السوري بهجت سليمان الذي اتهمه بأنه “يدافع عن جرائم النظام”، متعهدا بفعاليات تضغط لطرد السوري من عمان.

وقال أبو رمان “السفير إما أن يكون مع الشعب السوري وأطفال حماة ودرعا وإما أن تخرج من عمان التي لا مكان فيها إلا للشرفاء”، على حد وصفه.

وقال عميد الأسرى الأردنيين السابق في السجون الإسرائيلية سلطان العجلوني في كلمة له “عدونا واحد لأننا نعبد ربا واحد، وكل من يحمي حدود عدونا ويقف معه فهو عدو لنا وله العار كل العار”.

وتعتزم فعاليات أردنية تنظيم فعاليات يومية تضامنية مع الشعب السوري، فيما لاحظ مراقبون تفاعلا كبيرا في كل أنحاء الأردن مع سوريا من خلال دعاء أئمة المساجد منذ اليوم الأول في رمضان للشعب هناك خاصة في حماة وضد النظام السوري.

ألفا قتيل وفق المرصد السوري

مظاهرات تضامن مع حماة المحاصرة

واصلت القوات السورية حصار حماة لثالث يوم، في وقت تحدث ناشطون عن 27 مدنيا قتلوا في ثاني أيام رمضان، وهو تعداد سُجل أغلبه في هذه المدينة التي أصبحت رمزا للاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، وخرجت مدن سورية عديدة للتظاهر تضامنا معها، خاصة بعد صلاة التراويح.

وتحدث شهود عيان عن قصف أمس في حماة تركز على أحياء الرباعي والحميدية وطريق حلب ومنطقة البعث، بينما تعرض حشد حاول التجمع في حي العلمين وسط المدينة عقب صلاة التراويح لإطلاق نار.

وتحدث شهود أيضا عن عصيان حدث أول أمس في السجن العام في حماة أُخمد بالقوة، وسقط فيه عشرات القتلى الذين نقلت جثثهم بشاحنات.

وتحدث الناشط عمر الحموي لأسوشيتد برس عن مدرعات وجنود تمركزوا عند المدخلين الشرقي والغربي للمدينة، وعن قصف متفرق بالأسلحة الرشاشة الثقيلة أصاب فيما أصاب القصر العدلي.

لكن السلطات تتحدث عن جماعات مسلحة قتلت ثمانية من الأمن في حماة نهاية الأسبوع الماضي، وبثت أجهزتها الإعلامية صورا قالت إنها التقطت في المدينة تظهر أفرادا من الجماعات المزعومة، مسلحين بالأسلحة النارية والسواطير.

وتحدثت وكالة الأنباء السورية عن مئات المسلحين الملثمين يركبون دراجات نارية، أحرقوا الاثنين المحكمة الرئيسية في حماة، وخربوها.

وخرجت أمس مظاهرات ليلية عديدة تضامنا مع دير الزور ومع حماة التي تحولت إلى بؤرة للاحتجاجات ورمزا لها، وذكّرت بآلاف سقطوا فيها عام 1982 في عهد حافظ الأسد.

مظاهرات تضامن

وتحدثت مصادر حقوقية وشهود عيان عن مظاهرات في أحياء الميدان والمهاجرين وركن الدين في دمشق، وأخرى في دوما والمعضمية والكسوة وجديدة عرطوز ومضايا والزبداني وقدسيا والتل وسقبا وحرستا في ريف دمشق.

كما خرجت مظاهرات في اللاذقية وبانياس وجبلة غربا، وفي القامشلي والرقة شمالا وإدلب وريفها في الشمال الغربي.

وتحدث أغلب الناشطين والحقوقيين حتى الآن عما بين 1600 و1700 قتيل مدني منذ بدأت قبل 140 يوما الاحتجاجات.

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان (ومقره بريطانيا) عرض أمس تعدادا جديدا تحدث عن 1618 قتيلا مدنيا موثقةٌ أسماؤهم و374 من قوى الأمن، إضافة إلى ثلاثة آلاف مفقود ونحو 12 ألف معتقل.

وتبقى أغلب وسائل الإعلام الدولية ممنوعة من تغطية الاحتجاجات، وتعتمد في متابعتها على تسجيلات يبثها الناشطون وأحيانا السلطات ويصعب في الأغلب التأكد من صدقيتها.

صعوبات تعيق اتفاقا أمميا بشأن سوريا

واجه مجلس الأمن الدولي صعوبات الثلاثاء في التوصل إلى اتفاق حول طريقة التعاطي مع قمع نظام الرئيس السوري بشار الأسد للمظاهرات التي تشهدها بلاده.

وأشار دبلوماسيون إلى تحقيق تقدم الثلاثاء، لكن الانقسامات لا تزال مستمرة بين الأعضاء الـ15 في المجلس. ومن المقرر أن يتشاور الدبلوماسيون مع العواصم التي يتبعون إليها على أن يستأنفوا المحادثات اليوم الأربعاء.

ووزعت القوى الغربية مسودة قرار جديدة حول سوريا، لكن روسيا ترى أن هذه الصيغة الجديدة لا تتسم بما سمته التوازن المطلوب.

واعتبر السفير الروسي فيتالي تشوركين أن النص المطروح بصيغته الحاضرة “يضر بالجهود الرامية إلى بذل أقصى ما يمكن لإخراج سوريا من شفير الحرب الأهلية حيث هي موجودة بطريقة مؤسفة ومأساوية”.

من جهته قال السفير الهندي لدى الأمم المتحدة هارديب سينغ بوري الذي يرأس مجلس الأمن إن المجلس يسعى لإصدار بيان يدعو لإنهاء العنف في سوريا، وذلك بعد فشل أعضائه في الاتفاق على مسودة قرار.

وقال  بوري أمس إن دولتين من الدول الأعضاء في المجلس -من المرجح أن تكونا روسيا والصين- عارضتا القرار فيما تبنى لبنان موقفا ضد أي بيان ينتقد سوريا.

وأشار بوري إلى أن معارضتهم عرقلت جهود المجلس لوقف العنف، الذي قال إنه تسبب في مقتل متظاهرين مدنيين وكذلك عناصر من قوات الأمن السورية. “لذا يتعين التوصل إلى شيء ثم ننتقل إلى التصويت وينبغي أن يبعث المجلس رسالة من شأنها تهدئة الموقف وليس تصعيده”.

وقال إنه لم يتحدد بعد ما إذا كان المجلس سيصدر ما يوصف بأنه بيان رئاسي أو مسودة قرار بشأن أعمال العنف التي تشهدها سوريا.

وأشار بوري إلى أن بريطانيا -نيابة عن الحكومات الغربية في المجلس- أعادت طرح مشروع قرار كانت قدمته أوائل يونيو/حزيران الماضي، يهدف لإدانة العنف، وهو المشروع الذي لم يبت المجلس في شأنه منذ ذلك الحين. وطرحت دول أخرى ومنها البرازيل بعض التعديلات على المشروع.

وجاء قرار تعديل مشروع القرار بعد اجتماع المجلس أول أمس الاثنين في أعقاب مقتل أكثر من 90 متظاهرا مدنيا في مدينة حماة بوسط سوريا.

يذكر أن أي بيان يتلوه رئيس المجلس يجب أن يحظى بموافقة بالإجماع، ومع ذلك يبقى أقل فعالية من القرار الذي تتبناه الدول الأعضاء.

وقالت روسيا أمس إنها لن تعارض صدور قرار من الأمم المتحدة يدين العنف في سوريا، شريطة ألا ينص على فرض عقوبات على دمشق.

استدعاء

من جابها تعتزم هولندا استدعاء السفير السوري في لاهاي قرييا لسؤاله عن القمع في سوريا، لكنها لم تحدد موعد الاستدعاء. وأشارت وزارة الخارجية الهولندية في بيان إلى أن هولندا لن تستدعي سفيرها في دمشق انسجاما مع موقف “الشركاء الآخرين في الاتحاد الأوروبي”.

ودعت الخارجية الهولندية مجددا إلى فرض عقوبات على سوريا وتبني مجلس الأمن الدولي بشكل سريع قرارا يندد بالقمع.

وأوردت الصحيفة الرسمية للاتحاد الأوروبي أمس أن وزير الدفاع السوري اللواء علي حبيب هو من بين خمسة أشخاص شملهم توسيع عقوبات الاتحاد الأوروبي لدورهم في قمع المتظاهرين في سوريا، مشيرة إلى أن العقوبات تشمل أيضا رئيس الأمن العسكري في مدينة حماة محمد مفلح.

أما الأشخاص الثلاثة الآخرون الذين تشملهم عقوبات الاتحاد الأوروبي فهم رئيس فرع الأمن الداخلي العميد توفيق يونس، ومحمد مخلوف المعروف بأبي رامي، خال الرئيس الأسد وأيمن جابر المرتبط بالشقيق الأصغر للرئيس السوري ماهر الأسد في إطار مليشيا الشبيحة الموالية للنظام.

ويفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على من مجملهم ثلاثون شخصا من بينهم الرئيس السوري بسبب تورطهم في أعمال القمع.

مناشدة

وفي واشنطن ناشد معارضون سوريون الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يدعو الأسد إلى التنحي وأن يضغط من أجل عقوبات في الأمم المتحدة ضد القمع الدامي الذي يمارسه النظام السوري على المحتجين.

والتقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وفدا للمعارضة السورية الذي طرح مطالبه، وصرح المعارض السوري رضوان زيادة في نهاية اللقاء بأن المعارضة السورية ترغب بأن “يخاطب أوباما الشعب السوري وبأن يطالب الرئيس الأسد بالتنحي على الفور.

وقال الناشط السوري المعارض محمد العبد الله في ختام اللقاء مع كلينتون الذي استغرق أكثر من ساعة أن دعوة الرئيس الأميركي نظيره السوري إلى التنحي عن السلطة سيعطي زخما للمتظاهرين السوريين في الشارع.

وردا على سؤال عن سبب تردد الولايات المتحدة في دعوة الأسد إلى التخلي عن السلطة قال زيادة إن المسؤولين الأميركيين يخشون أن يسعى نظام الأسد إلى إشعال الفتنة الطائفية وبدء حرب أهلية.

وقال “لكننا عالجنا هذه المخاوف وأظهرنا أن مجموعات من خلفيات مختلفة بما فيها المسيحيون تشارك في حركة الاحتجاجات”. وقال زيادة “في الواقع مثال ممتاز على وحدة الشعب السوري ضد الرهان الطائفي للنظام في سوريا”.

وأضاف زيادة “نحن بحاجة أيضا لأن تعمل الولايات المتحدة على تمكين مجلس الأمن من فرض عقوبات جديدة”.

كما طالب زيادة بضغط أميركي “لتقوم المحكمة الجنائية الدولية بالنظر في الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سوريا”، بعد أن أصدرت مذكرة توقيف بحق العقيد الليبي معمر القذافي بسبب قمعه الدامي للمعارضة الليبية.

في الوقت نفسه دعا عدد من أعضاء مجلس الشيوخ منهم كيرستن غيليبراند الديمقراطية من نيويورك المقربة من كلينتون، ومارك كيرك الجمهوري، وجوزيف ليبرمان المستقل إلى تشديد تحركات بلادهم ضد سوريا.

وقالوا في بيان إنهم سيقدمون “تشريعا من الحزبين لتشديد العقوبات على سوريا ومحاسبة الرئيس بشار الأسد ونظامه على انتهاكات حقوق الإنسان.

وأضافوا “بموجب مشروع القانون يدعى الرئيس إلى حظر الاستفادة من النظام المالي الأميركي ووقف العقود الفدرالية مع شركات تستثمر في قطاع الطاقة السوري أو تشتري نفط البلاد أو تبيعها الوقود.

وأضافوا أن هذه العقوبات ستؤثر لأن ثلث مردود صادرات سوريا ينتج عن النفط. وقالت الخارجية الاثنين إنها تدرس إمكانات تشديد العقوبات على سوريا.

الأمن السوري يواصل حملته العسكرية على حماة.. و9 قتلى حصيلة ثاني أيام رمضان

دعوات استغاثة لتوفير وحدات الدم لإسعاف المصابين

دبي – العربية.نت

قتل تسعة أشخاص خلال الأحداث الجارية في سوريا في ثاني أيام شهر رمضان، حيث سقط خمسة قتلى في حماة واثنان في الرقة وواحد في عربين وآخر في دوما، فيما يواصل الجيش السوري حملته العسكرية على حماة لليوم الثالث على التوالي حسبما أفاد حقوقيون سوريون اليوم، الأربعاء.

كما أكد شهود عيان دخول دبابات سورية واحتلالها ميدان العاصي في حماة بعد قصف المدينة.

و لاتزال حماة في قلب الأحداث في سوريا إذ أفاد ناشطون سوريون بفتح دباباتِ الجيش النار على وسط المدينة في تجدد للقصف… كما صدرت دعواتُ استغاثة لتوفير وحدات الدم شبه المفقودة في المدينة. أما في مدينة الرقة الشمالية فقد سقط قتيلان برصاص قوات الأمن.

كما عمت المظاهرات الليلية معظم المدن السورية في ثاني ليلة من ليالي رمضان إذ خرجت مظاهرة حاشدة في حي الميدان في دمشق تنادي بإسقاط النظام, الى جانب أخرى في حي المهاجرين.

وفي ريف دمشق خرجت مظاهرات في مدينتي حرستا والزبداني اللتين شهدتا انتشارا كثيفا للجيش، بينما سقط أكثر من عشرين جريحاً في معظمية الشام.

أما مظاهرات اللاذقية فقد تعرضت لإطلاق نار من جانب قوى الأمن، بينما خرجت مظاهرات حاشدة في الصنمين وطفس في محافظة درعا نصرة لحماة.

وفي مدن خربة غزالة وكفر شمس في محافظة حوران سارت مظاهرات في إحياء البلدتين ليلا بعد صلاة التراويح.

وفي حمص والتي لم تتوقف فيها المظاهرات، تحدثت أنباء عن قيام الشرطة في السجن المركزي بالتهجّم على السجناء وضربِهم بشكل وحشي وإلقاءِ قنابل غاز عليهم، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.

علماء دين سوريون بالداخل: السلطات احتفت بقدوم رمضان بسفك دم المئات

الأكراد يدعون إلى التظاهر يوميا خلال الشهر الفضيل

دبي – العربية.نت

أصدر عدد من علماء الدين في سوريا بيانا أسموه “رسالة من علماء الشام” استنكروا فيه استخدام العنف المفرط في مدينة حماة وسائرالمحافظات السورية،

وجاء في البيان “انطلاقاً من حرص كل غيور على استقرار الأمن ووحدة الأمة، فإننا – علماء الشام – نشجب ونستنكر استخدام العنف المفرط في حماة وسائر المحافظات السورية والذي أسفر عن سفك دماء مئات من أبناء الشعب السوري، وكأنما هو احتفاء بقدوم شهر رمضان المبارك شهر المواساة والتراحم والعفو، ونحن بدورنا نبرأ إلى الله من كل قتل، ونحمل القيادة السورية المسؤولية الكاملة، ونعتبر هذا العمل الآثم أكبر تحريض للفوضى في أنحاء الوطن”.

وطالب العلماء بتطبيق ما صدر من مراسيم وقوانين وقرارات، وخاصة فيما يتعلق بإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي دون تأخير .

ووقع على البيان الذي صدر في أول يوم من شهر رمضان المبارك كل من الشيخ كريم راجح، الشيخ هشام البرهاني، الشيخ أسامة الرفاعي، الشيخ عدنان السقا، الشيخ سارية الرفاعي، الشيخ جودت سعيد، الشيخ عبدالرحمن كوكي، الشيخ أحمد معاذ الخطيب، الشيخ زياد جزائري، الشيخ محمد راشد، الشيخ سعيد دلوان، الشيخ نذير مكتبي، الشيخ محي الدين حمادة، الشيخ خالد طفور، الشيخ محمد فايز محمد عوض، الشيخ محمود عبدالعزيز، الشيخ فهد كعكة، الشيخ بشير الريس، الشيخ محمد خير سريول، الشيخ فايز عجلوني.

من جانب آخر، من جانب آخر، أصدر اتحاد تنسيقيات الثورة الثورة السورية (تنسيقية قامشلو) بيانا أكدت فيه أنه الأكراد سيستمرون في التظاهر يوميا خلال شهر رمضان حتى ” من أجل الوصول بسوريا لبر الأمان و إيجاد حل عادل للقضية الكوردية كقضية أرض وشعب يتمتع بكامل حقوقه القومية المشروعة دوليا”.

وأوضح البيان أن المظاهرات ستسعى لـ”التنديد بما تتعرض له مدن سورية عدة من قمع و قتل مستمر منذ عدة أسابيع و للإعلان للعالم كله أنه لا عودة و لا تراجع حتى تحقيق أهداف الثورة في الحرية و الكرامة لسوريا و لكل السوريين”.

وطالب البيان المتظاهرين الالتزام “بكل مقومات التظاهر السلمي الحضاري لنحافظ على الصورة التي أرسلناها لكل العالم بأننا ننبذ العنف”، مضيفا: “نرجو من جميع شرائح الشعب السوري من أكراد وعرب وأشوريين وسريان وأرمن وكلدان وغيرهم المشاركة الفاعلة في هذه التظاهرات و صولا إلى دولة سوريا تعددية تشاركية يسودها نظام حكم سياسي لامركزي وتكون لكل السوريين و ليست لفرد أو عائلة أو طائفة”.

وميدانيا، قال مقيمون إن الدبابات السورية قصفت مدينة حماة بعد صلاة التراويح لليلة الثالثة على التوالي، وأضاف الأهالي أن القصف تركز على أحياء الرباعي والحميدية في شرق المدينة وعلى طريق حلب في الشمال وعلى منطقة البعث في شرق المدينة.

وتعرض حشد حاول التجمع في حي العلمين بوسط المدينة عقب صلاة التراويح لإطلاق النار من جانب قوات الأسد.

ولم تتوفر على الفور أنباء بشأن سقوط ضحايا. وفي وقت سابق قال مدافعون عن حقوق الإنسان إن خمسة مدنيين قتلوا اليوم الثلاثاء مع توغل الدبابات بصورة أكبر في وسط المدينة التي يقطنها 700 ألف نسمة.

ميشال عون يؤيد النظام السوري في تصديه لـ”أعمال الشغب” ويهاجم المعارضين

علوش: موقفه يؤكد تبعيته لسوريا وإيران

دبي – العربية.نت

أيَّدَ رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” في لبنان النائب ميشال عون النظام السوري في تصديه لحركة الاحتجاج في بلاده والتي سماها عون أعمال الشغب، وقال إن من حق الجيش القضاء على ما سماه “الشغب في الشارع”.

وأضاف أن القانون يحفظ حق التظاهر، ولكنه لا يحفظ حق الشغب، معتبرا أن وضع سوريا منفلت، وأن الحكم في سوريا لا يمكنه أن يتفرج على ما يحدث.

وشكك عون في نوايا المعارضين السوريين، غير أنه أكد على تأييد مطالب الشعب السوري بالإصلاحات.

بالمقابل، رأى عضو تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش أن تصريح العماد ميشال عون اليوم يؤكد تبعيته لما يُسمى معسكر الممانعة، اي ايران وسوريا، كما أنه يعارض حقوق الانسان ويدعم المجازر التي يقوم بها النظام السوري ضد المواطنين، معتبرا هذا الامر “مخالف لتاريخ لبنان الذي كان دائما مؤيدا لحقوق الانسان”.

ولفت علوش في مداخلة عبر قناة “العربية” الى أن موقف تيار “المستقبل” من الوضع في سوريا ينطلق من مبدأ إنساني “بعد وصول الامور إلى هذا الحد من المجازر”.

من جانبه، نفى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ما اوردته بعض وسائل الإعلام عن زيارة محتملة له الى درعا يقدم خلالها التعازي في إحدى الشخصيات بالمدينة، معلناً أن “لا علم لي بما ذكرته المعلومات الصحافية عن مثل هذه الزيارة”، متمنياً على وكالات الأنباء “ألا يزيد خيالها”.

وعن غياب مقاله الأسبوعي لصحيفة “الأنباء” الصادرة عن حزبه (التقدمي الاشتراكي) قال جنبلاط: “سأترك كل شخص يحلل هذا كما يريد”.

سورية: إطلاق النار على متظاهرين في مدن عدة والدبابات “تتقدم” نحو حماة

أفادت الأنباء الواردة من سورية بإطلاق القوات الحكومية النار على المحتجين فى عدة مدن بشتى أنحاء البلاد.

وأكد سكان من مدينة حماه صباح اليوم الأربعاء لبي بي سي ان اطلاق نار وقصفا كثيفا شهدتهما المدينة، خصوصا في أحياء القصور والحاضر والسرجاوي.

وأشاروا إلى تقدم للدبابات على جميع المحاور وتمشيط للشوارع منذ الخامسة من فجر اليوم الاربعاء.

واضاف هؤلاء السكان، الذين غادروا المدينة مع مجموعات من السكان الذين نزحوا الى البلدات المجاورة ان الاتصالات الخليوية والارضية قطعت بشكل تام عن المدينة وكذلك الكهرباء والماء.

وأعربوا عن خشيتهم من عملية عسكرية امنية واسعة تستهدف دخول القوات الحكومية الى وسط المدينة التي حاصرها الجيش والامن منذ يوم الاحد الماضي، وقالوا إن حشودا عسكرية شوهدت على طريق الرستن تتجه إلى حماة منذ مساء امس الثلاثاء.

وكانت الأنباء قد أفادت بقصف مدينة حماة بالدبابات عقب صلاة التراويح أمس الثلاثاء.

وكان سكان قد ابلغوا بي بي سي مساء امس الثلاثاء وقبيل قطع الاتصالات عن المدينة ان تظاهرة حاشدة خرجت عقب صلاة التراويح في حي الصابونية وشارع العلمين وسط حماة رغم حصار المدينة واستمرار المداهمات والاعتقالات من قبل قوات الامن.

وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان، عبد الكريم ريحاوي، لبي بي سي ان حصيلة قتلى يوم امس الثلاثاء وصلت الى خمسة قتلى على الاقل.

لكن السلطات اتهمت “مجموعات مسلحة” في المدينة بمهاجمة قصر العدل في المدينة واحراقه للمرة الثانية، وكذلك الاعتداء على مجلس المدينة والمصرف الزراعي. وقالت السلطات إن هذه المجموعات بخطف عنصرين من عناصر قوة حفظ النظام في المدينة.

العاصمة ومدن أخرى

وفي دمشق، عمت التظاهرات الليلية بعد صلاة التراويح مدينة دمشق وريفها، ليلة امس الثلاثاء. فقد خرج محتجون من عدة مساجد في حي الميدان بدمشق وتجمعت في منطقة ابو حبل حيث فرقتها قوات الامن بالقوة والقنابل المسيلة للدموع.

اما في ريف دمشق فقد خرجت تظاهرات في القدم وتم تفريقها وكذلك في المعضمية التي سمع خلال تفريق التظاهرة اطلاق نار، كما خرجت تظاهرات في كل من دوما ومضايا والزبداني وعربين والتل.

وقال شهود عيان إن أعمال عنف اندلعت أمس في مدينة الحسكة شرقي سورية ومدينة اللاذقية الساحلية وفي إحدى ضواحي العاصمة دمشق.

مجلس الأمن

ويواصل اليوم مجلس الأمن الدولى مشاوراته لبحث الأوضاع في سورية وذلك بعد فشله خلال اليومين الماضيين في التوصل إلى اتفاق حول كيفية التعامل مع الأزمة.

وقال دبلوماسيون إن ثمة بوادر على إحراز تقدم بيد أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حول صيغة الإدانة لأعمال العنف التي تجري فى سورية.

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد التقت الثلاثاء وفدا من المعارضة السورية في واشنطن.

ودعا الوفد وزيرة الخارجية الأمريكية إلى مطالبة الرئيس السوري بالتنحي فورا.

وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن كلينتون أثنت على “شجاعة الشعب السوري”.

سكان: الدبابات السورية تدخل ميدان العاصي في قلب حماة

عمان (رويترز) – قال سكان ان الدبابات السورية دخلت يوم الاربعاء الى ميدان العاصي الرئيسي في قلب حماة بعد ان قصفت المدينة.

وقال احد السكان لرويترز في اتصال من هاتف يعمل بالاقمار الصناعية من داخل المدينة “قطعت كل الاتصالات. النظام يستخدم وسائل الاعلام للتركيز على محاكمة حسني مبارك حتي ينهي مهمته في حماة” مشيرا الى الرئيس المصري السابق الذي بدأت محاكمته اليوم بتهمة قتل متظاهرين واستغلال النفوذ. وتمت الاطاحة بمبارك في احتجاجات شعبية.

وأضاف ان القصف تركز على حي الحاضر الذي دمر جزء كبير منه خلال حملة عسكرية على حماة عام 1982 أسفرت عن سقوط الاف القتلى.

وقال ان الدبابات شوهدت وهي تتحرك من الجنوب الى وسط حماة تصاحبها مجموعة من الوحدات منها الميليشيا المعروفة باسم الشبيحة وقوات مشاة وقوات خاصة.

وشهد الميدان عددا من اكبر المظاهرات الممتدة منذ خمسة اشهر ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد والتي تطالب بالحريات السياسية. وتقول جماعات حقوقية ان الحملة الوحشية التي شنتها قوات الامن أسفرت عن مقتل مئات المحتجين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى