أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 14 آذار، 2012

 معارك شرسة في إدلب و «قصف تأديبي» للمدنيين… وريف دمشق «نقاط ساخنة»

دمشق، بيروت، نيقوسيا – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب – سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين وقوات الأمن السورية في قصف واشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر «الجيش السوري الحر» في إدلب ودرعا ريف دمشق وحمص وحلب. وقال ناشطون إن معارك شرسة تدور في إدلب، بخاصة في منطقة معرة النعمان وخان شيخون وجبل الزاوية، وفي درعا وحلب. وبينما تحدث مسؤولون سوريون عن «عملية نوعية واسعة … وتشديد الخناق على المجموعات المسلحة وتكبدهم خسائر بشرية ومادية كبيرة» في إدلب، قال ناشطون إن قوات الجيش السوري تقصف أحياء إدلب «من دون تمييز»، وإن القصف على المدنيين والمساكن تجاوز القصف على أماكن تمركز «الجيش السوري الحر»، متحدثين عن ما يشبه «حملة تأديب ضد المدنيين في إدلب».

كما اشتدت المواجهات في ريف دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «حافلتين تضم كل منهما حوالى 40 عنصر أمن وقعتا في كمين نصبه منشقون في محيط بلدة رنكوس في ريف دمشق».

وأكد الناطق باسم مجلس قيادة الثورة في منطقة القلمون مرتضى الرشيد وقوع هذه العملية، وقال: «عناصر الجيش السوري الحر في المنطقة حددوا من خلال الناشطين في المناطق المجاورة مكان وجود القافلة الأمنية في منطقة مزارع رنكوس، ونفذوا العملية»، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وأضاف رداً على سؤال: «الجيش الحر يواجه القوات السورية وفق تكتيك الكمائن لأنه لا يملك العدة لمواجهة قوات النظام». وأشار رشيد إلى وقوع اشتباكات أمس في الزبداني ومناطق عدة في القلمون في ريف دمشق، معتبراً أن معظم مناطق ريف دمشق بات «نقاط ساخنة».

وقتل 34 شخصاً في سورية أمس في حوادث عنف متفرقة في عدد من المدن. وقال المرصد في بيان: «قتل 12 من قوات الأمن السورية كانوا في طريقهم لتنفيذ حملة اعتقالات في مدينة داعل الواقعة في ريف درعا اثر كمين نصبته مجموعة منشقة لحافلة صغيرة كانت تقلهم عند المدخل الجنوبي للمدينة». وأضاف المرصد إن خمسة من العناصر المنشقة جرحوا خلال الاشتباكات التي دارت مع القوات التي وصلت لإخلاء القتلى.

في ريف إدلب، وذكر المرصد: «قتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من القوات النظامية اثر هجوم نفذته مجموعة منشقة على حاجز شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة معرة النعمان». وشهدت هذه المنطقة أمس قصفاً وإطلاق نار بالرشاشات من قبل القوات السورية ما أسفر عن مقتل أربعة مواطنين وإصابة العشرات بجروح. كما قتل شخص في مدينة معرة النعمان «اثر إطلاق نار رشاشات ثقيلة تتعرض له المدينة من قبل القوات السورية».

وأشار المرصد إلى العثور على جثامين ستة أشخاص قرب قرية معرة شورين ووفاة شخص في سرمين متأثراً بجروح أصيب بها. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بأنه تم العثور على 11 جثة لقتلى «سقطوا جراء قصف القوات النظامية». ونقل المرصد عن سكان في إدلب أن «القوات النظامية فرغت خزانات المياه، وأن المدينة تعيش انقطاعاً في الكهرباء والاتصالات».

وذكر المرصد في بيان لاحق أن «اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة مسلحة في محيط بلدة البارة بجبل الزاوية». وأشار إلى أن «القوات النظامية تستخدم الرشاشات الثقيلة لاستهداف البلدة». وأضاف أن «مجموعة منشقة مسلحة استهدفت آليات عسكرية ثقيلة في مدينة خان شيخون عند مفرق بلدة التماتعة ما أدى إلى إعطاب آليتين والاستيلاء على أخرى». وتكتسب محافظة إدلب أهمية استراتيجية بسبب وجود أكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية. كما أنها مناسبة لحركة الجيش السوري الحر بسبب مناطقها الوعرة والمساحات الحرجية الكثيفة، وقربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافياً مع ريف حماة الذي تنشط فيه أيضاً حركة الانشقاق عن الجيش النظامي. وفي وسط البلاد، نقل المرصد عن سكان أن سيدة قتلت اثر إطلاق نار من القوات النظامية في مدينة تلكلخ (ريف حمص)، وقتل سبعة «بنيران القوات النظامية والشبيحة في أحياء كرم الزيتون وباب الدريب» في مدينة حمص.

وفي ريف حلب، قال المرصد في بيان: «استشهد بعد منتصف ليل الاثنين الثلثاء شاب… في مدينة أعزاز التي دارت فيها اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة. وأضاف البيان: «سقط في الاشتباكات عنصر من القوات النظامية».

وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي إن مدينة أعزاز الحدودية مع تركيا والتي تبعد حوالى 65 كيلومتراً عن مدينة حلب «تتعرض لحملة مستمرة منذ نحو عشرين يوماً أدت إلى حركة نزوح كبيرة جداً لسكانها»، مشيراً إلى أن المناطق التي تتعرض للقصف «لا تبعد أكثر من خمسة كيلومترات عن الحدود التركية». وتعد أعزاز من أكبر مدن ريف حلب، ويبلغ عدد سكانها حوالى 75 ألف نسمة. وأضاف الحلبي أن «القصف يتركز أيضاً الآن على مدينة الأتارب في الريف الغربي لحلب المتصل مع ريف إدلب (شمال غرب) التي تشهد عملية عسكرية واسعة للقوات النظامية واشتباكات مع الجيش السوري الحر.

وفي ريف دمشق، قتل شاب «اثر إصابته بإطلاق رصاص خلال المداهمات التي نفذتها القوات السورية في مدينة دوما». وأفاد المرصد: «هز انفجاران شديدان حي المساكن في مدينة دوما تبعهما إطلاق رصاص كثيف ودخول قوات حفظ النظام إلى حي المساكن وحي الجورة ترافقها ثلاث ناقلات جند مدرعة وبدأت حملة مداهمات في المنطقة».

وفي محافظة دير الزور، «تنفذ القوات النظامية السورية حملة مداهمات واعتقالات في مدينة القورية بحثاً عن مطلوبين للسلطات السورية وترافقت الحملة مع إطلاق رصاص كثيف». وأكد المرصد أن الحملة أسفرت عن «إصابة ثلاثة مواطنين بجروح أحدهم في حالة حرجة واعتقال 28 مواطناً».

يأتي ذلك فيما تظاهر عشرات ألوف الأكراد في شمال شرقي سورية في الذكرى الثامنة لأحداث القامشلي، مطالبين بسقوط النظام. وفي شريط فيديو وزعته «تنسيقية عامودا للثورة السورية» على شبكة الإنترنت، بدت مجموعة من الأشخاص على سطح مبنى من طابقين، قالت التنسيقية إنه يعود لمفرزة الأمن العسكري في مدينة عامودا القريبة من القامشلي، وهم يرفعون الأعلام الكردية وأعلام سورية بعد الاستقلال وقبل حزب البعث.

أنان تلقّى رد الأسد وسعى إلى “إيضاحات

واشنطن “تسخر” من موعد الانتخابات السورية

الجيش يضغط على إدلب وموسكو مع وقف متزامن للنار

استقالة هيثم المالح من “المجلس الوطني السوري” المعارض

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

علمت “النهار” ان الرئيس السوري بشار الاسد رد رسميا امس على اقتراحات المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان في شأن وقف اعمال العنف وايصال المساعدات الانسانية واطلاق حوار لكن المساعي السياسية لم توقف عمليات الجيش السوري الذي ضيق الخناق على المنشقين في ادلب، مع اعلان ناشطين سقوط عشرات القتلى في المدينة، فضلا عن مقتل نحو 22 جنديا في مكمنين منفصلين في المحافظة. وتزامن ذلك مع تحديد الاسد 7 ايار المقبل موعداً للانتخابات النيابية، الامر الذي اعتبرته واشنطن امراً “مثيرا للسخرية”. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان القوات السورية لن توقف القتال او تنسحب من مواقع ما لم تفعل قوات المعارضة ذلك في وقت واحد. واضاف ان بلاده تريد اقناع سوريا بقبول مراقبين دوليين مستقلين تقضي مهمتهم بالاشراف على الوقف “المتزامن” للعنف لدى الطرفين. (راجع العرب والعالم)

رد الاسد

وصرح الناطق باسم انان أحمد فوزي: “لقد ردوا، ندرس اجوبتهم، ليس لدينا أي تعليق في الوقت الحاضر”.

وعلمت “النهار” ان الامين العام السابق للامم المتحدة سعى الى الحصول على “ايضاحات” عن بعض المسائل، مما يعني انه “لم يتلق الرد الذي كان يأمل فيه”. ويرجح ان يعلن انان اليوم انه تلقى ردودا من الاسد.

وكان انان صرح بعد زيارة لدمشق السبت والاحد بانه قدم “اقتراحات ملموسة” الى الاسد تدعوه الى الوقف الفوري لاعمال العنف والقتل والسماح بدخول المنظمات الانسانية والبدء بحوار سياسي.

وفي واشنطن، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند: “اذا اقترح كوفي انان شيئا يقبله نظام الاسد ويسكت اسلحته، فسنوافق عليه”.

ويحاول ديبلوماسيون في الامم المتحدة تجاوز الخلافات القائمة بين الدول الكبرى على طريقة تعامل مجلس الامن مع الاوضاع المتدهورة في سوريا. وكشف احدهم ان “الترتيب الزمني” لا يزال هو العقدة الرئيسية التي تحول دون اتفاق اعضاء المجلس على اي مشروع قرار في شأن سوريا. ولذلك لا يستبعد اعتماد العناصر الثلاثة في خطة انان اساسا لمشروع لا يتضمن اي “ترتيب زمني” في عملية وقف اعمال العنف وانسحاب القوى المسلحة النظامية او غير النظامية.

رسالة سورية

الى ذلك، وجه المندوب السوري الدائم لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون ورئيس الجمعية العمومية للامم المتحدة ناصر بن عبد العزيز النصر ورئيس مجلس الامن للشهر الجاري المندوب البريطاني الدائم لدى المنظمة الدولية السير مارك ليال غرانت عما سماه “المواقف العدائية” لرئيس الجمعية العمومية.

وجاء في الرسالة أن تصريحات رئيس الجمعية العمومية، وهو ديبلوماسي قطري، وبياناته “لا تتسق مع دور وولاية رئيس الجمعية العمومية الذي من المفترض ان يلتزم ميثاق الامم المتحدة وان يكون محايدا وموضوعيا. واضاف انه “من المتوقع ان ينأى بنفسه عن دعوات رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم (بن جبر) آل ثاني العلنية والرسمية لتقديم الاسلحة الى المعارضة السورية والتدخل العسكري المباشر في سوريا”.

استقالة المالح

ووقت يضغط العرب والغرب لتوحيد المعارضة السورية، اعلن عضو “المجلس الوطني السوري” البارز هيثم المالح (81 سنة) استقالته من المجلس. وقال ان المجلس يموج بالفوضى بسبب غياب الوضوح في شأن ما يمكن ان ينجزه حاليا. واضاف ان المجلس لم يحرز تقدما يذكر في العمل على تسليح المعارضين. وعبر عن شعوره بخيبة أمل لنقص الشفافية وضعف التنظيم داخل المجلس. واوضح ا نه لم يدع اعضاء المجلس الوطني الى الاستقالة، لكنه يتوقع استقالة كثيرين.

ودعا المعارض البارز الآخر في المجلس كمال اللبواني الذي سبق له ان شكل داخل المجلس، مجموعة العمل الوطني السوري الى استقالة مزيد من الاعضاء لتمهيد الطريق امام اجراء محادثات لاعادة توحيد المعارضة.

أنان يتلقى رد الأسد على مقترحاته وموسكو تطلب مراقبين دوليين لوقف نار متزامن

سوريا: الانتخابات في 7 أيار … تسبقها اختبارات حزبية وأمنية

حدد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، السابع من أيار المقبل موعدا للانتخابات البرلمانية الأولى بعد التغيير الدستوري، وسلسلة القوانين الإصلاحية التي أصدرها، وفي مقدمتها قانون الأحزاب والانتخابات العامة، فيما اعلن مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان انه تلقى رد الاسد على مقترحات قدمها لوقف النار والشروع في فتح افاق حل سياسي للازمة السورية التي تكمل غدا الخميس عامها الاول.

وأعلن رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن «الموقف العربي والدولي يتشكل الآن حول الموقف القطري والسعودي» من الأزمة السورية، معتبرا ذلك «مصلحة عربية تحتم على الجميع أن يتفقوا» فيما اعلنت موسكو أنها تؤيد إرسال مراقبين دوليين مستقلين إلى سوريا ووقفا «متزامنا» لإطلاق النار، مشددة على أن الحكومة السورية سترفض وقفا أحاديا للنار.

ويفترض أن تخوض الانتخابات المقبلة تسعة أحزاب جديدة، تم الترخيص لستة منها حتى الآن وتنتظر ثلاثة أخرى الترخيص، إضافة لأحزاب الجبهة التسعة وحزب البعث، الذي، وفقا للصيغ التشريعية الجديدة، سيعامل معاملة الأحزاب الأخرى في هذه الانتخابات، وإن كان مسؤولو الحزب وبقية أعضاء الجبهة أعربوا عن رغبتهم خوض الانتخابات معا كما في السابق.

وكان الأسد أصدر مرسوما تشريعيا يحدد يوم الاثنين 7 أيار موعدا لانتخاب أعضاء الدور التشريعي الأول لهذا العام، أي بعد شهر على انعقاد مؤتمر حزب البعث القطري المتوقع في نهاية آذار الحالي، والذي سيعلن فيه الحزب «منهجه التثقيفي» الجديد لمناسبة صدور الدستور الجديد، والذي أنهى سيطرة الحزب على الدولة دستوريا. إلا أن التوقعات تبقي على حزب البعث في مقدمة المحتملين لقيادة الغالبية كما في السابق، خصوصا في ضوء أن الأحزاب الأخرى لا تزال ناشئة، وغياب المعارضة التقليدية عن ساحة المنافسة.

ويرى مسؤولون أن الوضع الأمني «لن يعيق إجراء انتخاب» 250 نائبا، خصوصا في ضوء تجربتي الانتخابات البلدية نهاية العام الماضي والاستفتاء على الدستور الجديد في 26 شباط الماضي، وأصبح نافذا بموجب مرسوم رئاسي اعتبارا من 27 شباط. وقد أرجئت الانتخابات النيابية التي كانت ستجرى في أيلول 2011 بسبب عملية الإصلاحات التي أعلنها الأسد.

واعتبرت واشنطن أن تنظيم انتخابات نيابية في سوريا «وسط أعمال العنف أمر مثير للسخرية». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن «انتخابات نيابية لاختيار برلمان يكون بمثابة بوق، وسط أعمال العنف التي نراها في أنحاء البلاد، أمر مثير للسخرية».

وردا على إعلان موسكو أنها تريد إقناع سوريا بقبول

مراقبين دوليين مستقلين تقضي مهمتهم بالإشراف على الوقف «المتزامن لاعمال العنف» لدى الطرفين، قالت نولاند «على النظام السوري في المرحلة الاولى ان يسكت مدافعه». واضافت «فلنفترض ان ذلك قد حصل، ننتظر من الجميع ان يسكتوا اسلحتهم. لكننا نرفض اي مقارنة بين الجرائم التي نفذتها عن سابق تصور وتصميم الالة العسكرية للحكومة، وتحركات المدنيين الذين يخضعون لحصار ويدافعون عن انفسهم. اذا اقترح كوفي انان شيئا يقبله نظام الاسد ويسكت اسلحته، فسنوافق عليه».

وقال حمد بن جاسم، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس حكومة بلغاريا بويكو بوريسوف في الدوحة ردا على سؤال حول اجتماعه مع انان والموقفين الروسي والصيني بشأن الأزمة السورية، «أعتقد أنه من المهم جدا أن تعرف الحكومة السورية أن الوقت ليس متاحا لفترة طويلة وهم يقومون بما يقومون به من قتل لشعبهم».

وأضاف «إذا كان هناك أحد يعتقد بأن هذا الموضوع السوري نبدأه من الصفر ونستمر أشهرا في محادثات بشأنه فلا أعتقد أنه لا العالم ولا العالم العربي ولا الشعب السوري يستطيع أن يصبر أكثر من ذلك، وانان يعرف ذلك ويعلم أن هناك وقتا قصيرا والأمين العام (للأمم المتحدة بان كي مون) قال إن الوقت قصير لاتخاذ الجانب السوري قرارا سريعا بعمل ما يلزم أن يعمله». وتابع «ما يلزم أن يعمله (الجانب السوري) معروف، ومن الأولويات، ونحن نتحدث عن حل أن يوقف القتل حتى نستطيع أن نتحدث عن حل للقضية السورية».

وعن الموقف الروسي والصيني، قال حمد «أعتقد أنه آن الأوان إذا لم يكن هناك أفق للتفاهم، سواء مباشرة عن طريق الجامعة العربية أو عن طريق مجلس الأمن، فإن هناك دولا عليها مسؤوليات ومنها الدول العربية أو بعض الدول العربية عليها أن تقوم بما يجب ويلزم لوقف هذا العنف».

وعما اذا كان يقصد العمل العسكري، قال «أنا لم أحدد الحل، وأتمنى أن يحل الموضوع من دون أية إضافة قتل أو حل عسكري، وأتمنى أن يسود العقل والحكمة وأن يتخذ قرار شجاع من قبل الحكومة السورية ويلتزموا ويقروا الخطة العربية».

وعن التناغم في الموقفين السعودي والقطري حول سوريا، قال حمد «أنا لا أريد أن أسميه تناغما، أريد أن أسميه مصلحة عربية تحتم على الجميع أن يتفق، ليس فقط قطر والسعودية، ولكن هناك دولا عربية كثيرة تؤيد هذا الموقف بدرجات متفاوتة وهناك تأييد كبير لهذا الموقف، وأنا أعتقد أن الشارع العربي بالكامل مؤيد لهذا الموقف لأنه موقف يأتي وينبع من عملية إنسانية، قبل أن تكون عملية سياسية أو عملية مطلب. ولذلك الموقف العربي- الدولي يتشكل الآن حول الموقف القطري- السعودي في أنه يجب أن يقف هذا القتال ويجب أن نبدأ بوضع خطة سياسية للعمل في سوريا».

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تريد إقناع سوريا بقبول مراقبين دوليين مستقلين يتولون مراقبة وقف «متزامن لأعمال العنف» من الجانبين.

وأضاف لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفلبيني البرت ديل روزاريو في موسكو، ان «الهدف هو ان يدرك الجانبان ان هناك مراقبين دوليين مستقلين لمراقبة تطبيق هذا المطلب، وسنقوم بصياغة هذا المطلب من اجل وقف اطلاق نار فوري». وتابع «يجب ان يتم هذا الأمر بشكل متزامن. لا يمكننا مطالبة الحكومة بمغادرة المدن والقرى في حين ان المجموعات المسلحة لا تقوم بالشيء نفسه»، موضحا ان «الانسحاب الأحادي الجانب للقوات الحكومية غير واقعي على الإطلاق. لن تقوم السلطات السورية بذلك، شئنا ام أبينا».

وأعرب لافروف عن دهشته من «دعوة القيادة القطرية إلى إرسال قوات عربية أو دولية إلى سوريا»، معتبرا أن الدعوة التي أطلقها حمد تتنافى مع الخطة المتفق عليها، وعلى الأخص مع أحد مبادئها الخمسة الذي لا يجيز «التدخل الخارجي في الوضع السوري». وحذر من خطر وصول الأسلحة المهربة إلى سوريا إلى أيدي عناصر تنظيم القاعدة.

وطالب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بإجراء «تحقيق دولي في الجرائم ضد المدنيين السوريين خصوصا في حمص وادلب».

انان والمعارضة

وأعلن المتحدث باسم أنان، أحمد فوزي أن الموفد الدولي والعربي إلى سوريا تلقى رداً من الأسد على مقترحاته لحل الأزمة. وقال «لقد ردوا، ندرس أجوبتهم، ليس لدينا أي تعليق في الوقت الراهن»، ولكنه لم يعط أية إيضاحات حول مضمون الأجوبة. وسوف يدلي أنان بتصريح اليوم في جنيف حيث مقر إقامته.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون بعد لقاء انان في انقرة، إن «الهدف هو التوصل لحل سياسي ودبلوماسي وإلا ستنفذ الحكومات الأجنبية وعودها بتسليح المعارضة السورية».

وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امام البرلمان ان بلاده ستستضيف في 2 نيسان في اسطنبول المؤتمر الثاني لمجموعة «اصدقاء سوريا» بعد الاجتماع الأول الذي عقد في تونس في شباط.

وبحث اردوغان الأزمة السورية مع رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي ايه) ديفيد بتراوس في أنقرة .

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الامن السورية امس (الاول) في كمين نصبه منشقون في محيط بلدة رنكوس في ريف دمشق». وأضاف «قتل 37 شخصا، بينهم 14 مدنيا، خلال حوادث عنف في درعا وريف ادلب وحمص». وقال معارضون ان «القوات السورية قتلت حوالى 50 شخصا بالقرب من مسجد في مدينة إدلب».

(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز)

إيطاليا تغلق سفارتها في دمشق وتسحب قسما من موظفيها

قررت الحكومة الإيطالية اليوم الأربعاء إغلاق سفارتها في دمشق احتجاجا على أعمال “العنف غير المقبولة” التي يقوم بها النظام السوري، وقامت بسحب قسم من موظفي بعثتها الدبلوماسية كما أعلن مصدر رسمي.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيطالية، أن “إيطاليا علقت اليوم أنشطة سفارتها في دمشق وقامت بسحب موظفين”.

(أ ف ب)

استقالة ثلاثة أعضاء من المجلس الوطني السوري المعارض

استقال ثلاثة أعضاء بارزون في المجلس الوطني السوري المعارض، بحسب ما أفادت بيانات نشرت على صفحاتهم الخاصة على موقع “فيسبوك” الإلكتروني اليوم الأربعاء.

والأعضاء الثلاثة هم هيثم المالح وكمال اللبواني وكاترين التلي، وهم من مؤسسي مجموعة العمل من أجل تحرير سوريا التي أنشئت في نهاية شباط.

وأكد مسؤول في المجلس الوطني السوري الذي يضم أغلب أطياف المعارضة لوكالة “فرانس برس” في اتصال هاتفي، أن الأعضاء الثلاثة قدموا استقالاتهم بسبب “خلافات مع المجلس”، من دون إعطاء تفاصيل إضافية. وقال المالح في بيان استقالة موجه إلى الناس، بحسب ما أورد على صفحته على “فيسبوك”، أنه لمس في المكتب التنفيذي للمجلس “عدم انسجام وانعدام العمل المؤسساتي فضلا عن استفراد رئيسه برهان غليون بالرأي”.

وأضاف، “حتى لا أكون شاهد زور على ما يجري، فقد آثرت الانسحاب من المجلس متمنيا التوفيق لأعضائه والتمكن من القيام بالمهام الملقاة على عاتقهم والتي تنوء بها الجبال الراسيات”.

وقال المالح أنه سعى خلال وجوده داخل المجلس إلى “إصلاح المجلس وتوحيد رؤية المعارضة، فلم أجد من المكتب التنفيذي سوى الإعراض عما طالبت به من إعادة هيكلة”.

وجاء في بيان كاترين التلي المنشور على صفحتها على “فيسبوك”، “لأنني أرفض أن أكون شاهدة زور عن مجلس معطل بفعل شخصيات وتيارات سياسية على حساب الدم السوري الطاهر، أعلن انسحابي”.

وتنصلت التلي من أي “مسؤولية أمام ثوارنا الأبطال عن تقصير المجلس وأخطائه السياسية كوننا غير مشتركين في أي قرار سياسي يتخذه أعضاء المكتب التنفيذي”.

وأشارت إلى أنها لم تقم بأي مهمة مع المجلس إلا ما فعلته “باجتهاد شخصي” بصفتها ناشطة حقوقية وسياسية قبل الانضمام إلى المجلس.

وقال اللبواني من جهته في بيانه المنشور على صفحة “مجموعة العمل لتحرير سوريا” الأربعاء، أنه قرر الاستقالة بعد “استنفاد كل وسائل الإصلاح، وبعد أن سدت في وجهنا كل سبل التغيير بسبب سلبيات هذا المجلس التي لم تعد خافية على أحد”.

وتابع أن المستقيلين لم يعودوا يستطيعون أن يكونوا “شهود زور على كذبة وجود مجلس وكذبة تسميته بالوطني، أو شركاء في مذبحة الشعب السوري عبر أي آلية كانت من قبيل التلكؤ والمراوغة والخداع والنفاق والمزايدة والشخصنة، أو آلية الارتباط بأجندات غريبة تسعى لإطالة أمد المعركة في انتظار سقوط الدولة والوطن وتمزق البلاد وانجرارها نحو حرب أهلية”.

(أ ف ب)

السلطات السورية تعلن عن مجزرة جديدة في حمص

بيروت- (أ ف ب): ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “مجموعات ارهابية مسلحة” ارتكبت مجزرة في حي كرم اللوز في حمص (وسط) أودت بحياة 15 شخصا بينهم امرأة واطفالها الاربعة.

وذكرت الوكالة في بيان “ارتكبت المجموعات الارهابية المسلحة مجزرة في حي كرم اللوز بمدينة حمص بحق مواطنين ابرياء حصدت ارواح 15 شخصا بينهم امراة واطفالها الاربعة بعد اقتحام المنازل ونهبها بالكامل”.

واضافت الوكالة ان الجهات المختصة “تواصل ملاحقة هذه المجموعات الارهابية في حي النازحين بعد ان عاثت فسادا وقتلا وترويعا للاهالي”.

واشارت إلى العثور “على أحد أوكار الارهابيين ومكان لتصوير الافلام المفبركة التي تروجها قناتا سفك الدم السوري الجزيرة والعربية”.

وعثر الأحد على جثث حوالى خمسين امرأة وطفلا مقتولين ذبحا أو طعنا، في حيي كرم الزيتون والعدوية في حمص.

واتهمت المعارضة قوات النظام بارتكاب “المجزرة”، فيما اتهمت السلطات السورية “مجموعات ارهابية مسلحة” بالجريمة “لاستغلال سفك الدماء السورية بهدف الضغط لاستدعاء مواقف دولية ضد سوريا”.

واعلنت السلطات الاربعاء أن “الجهات المختصة في حمص القت القبض على عدد من الارهابيين ممن ارتكبوا المجزرة الوحشية المروعة بحق اهالي كرم الزيتون”.

وذكرت صحيفة (الوطن) السورية القريبة من السلطة الأربعاء ايضا ان “الأجهزة المختصة وعناصر حفظ النظام واصلت عمليات التمشيط والتفتيش في أحياء عشيرة وكرم الزيتون والنازحين بحمص”.

ونقلت عن مصادر أمنية وأخرى مطلعة “إن وحدات الدفاع المدني في حمص انتشلت أثناء عمليات التمشيط التي قامت بها الجهات المختصة، أربع جثث من حفرة صرف صحي في حي عشيرة، وعشر جثث أخرى من عدة أماكن بالحي ذاته، وعثرت على 12 جثة موزعة في عدة منازل من حي النازحين”.

واضافت المصادر انه تم العثور “على مجزرة جماعية مؤلفة من عشر جثث أخرى متفحمة بالكامل كانت ضمن مزرعة مهجورة، شمال حي عشيرة”، و”على مقبرة جماعية” في حي عشيرة.

وافاد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله وكالة فرانس برس الاربعاء انه “لا يملك معلومات كافية” حول ما أورده الاعلام السوري، الا انه قال “توقعنا مثل هذه التمثيليات من التلفزيون السوري والاعلام السوري منذ اليوم الاول لدخول باب عمرو”.

ودخلت القوات النظامية في الاول من آذار/ مارس حي بابا عمرو في حمص الذي حاصرته وقصفته لمدة اربعة اسابيع قبل ذلك، وتمكنت منذ ذلك الحين من السيطرة على اكثر من سبعين في المئة من المدينة تقريبا.

وقال العبدالله “هناك العشرات من الجثث المرمية في شوارع حي كرم الزيتون في حمص، نعرف من شهود من الجيش السوري الحر ومن سكان نزحوا من المنطقة انها محترقة او مشوهة بادوات حادة”.

واضاف “اننا شبه متأكدين من أن قوات النظام ارتكبت مجازر عديدة منذ دخولها حمص لم يكشف عنها بعد”.

وذكر أن الجيش الحر “تمكن، خلال عمليات تسلل إلى بعض اطراف كرم الزيتون الثلاثاء، من سحب 14 جثة من الشارع، لكن لا يزال هناك الكثير من الجثث التي لا يمكن الوصول اليها”.

واضاف “منذ أن كشفنا اننا سحبنا الجثث من كرم الزيتون، بدأ النظام يقصف بانتظام مدخل حي الحي لمنع سحب مزيد من الجثث”.

وسأل “اذا كان صحيحا ان مجموعات ارهابية مسلحة هي التي اقترفت المجزرة، فلم لم يكشف عنها الاعلام السوري قبل أن ننشر نحن الصور؟”.

انان تلقى ردا من الرئيس السوري

نيويورك- (ا ف ب): تلقى موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان إلى سوريا الثلاثاء ردا من الرئيس السوري بشار الأسد على مقترحاته لحل الأزمة، حسب ما اعلن الثلاثاء أحمد فوزي المتحدث باسم انان لوكالة فرانس برس.

وقال فوزي “لقد ردوا، ندرس اجوبتهم، ليس لدينا أي تعليق في الوقت الراهن” ولكنه لم يعط أية ايضاحات حول مضمون الاجوبة. وكان كوفي انان اعلن الأحد انه قدم للرئيس السوري “سلسلة مقترحات ملموسة” لحل الأزمة السورية. واوضح أن محادثاته في دمشق تركزت على ضرورة “وقف فوري للعنف والقتل والسماح بدخول المنظمات الانسانية وحوار”.

وسوف يدلي انان بتصريح الأربعاء في جنيف حيث مقر اقامته.

وكان انان اعلن صباح الثلاثاء في انقرة “انتظر ردا من السلطات السورية اليوم لانني عرضت عليهم مقترحات ملموسة”.

واضاف “سنعلم كيف سنتحرك بعد حصولنا على ردهم”، مشددا على ضرورة وقف “القتل والعنف” في سوريا.

واوقعت اعمال العنف في سوريا اكثر من 8500 قتيل منذ اذار/ مارس 2011، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ثلاثة أعضاء بارزون يستقيلون من المجلس الوطني السوري

بيروت- (رويترز): استقال ثلاثة أعضاء بارزين من المجلس الوطني السوري الثلاثاء قائلين انهم يئسوا من محاولة جعل جماعة المعارضة السياسية الرئيسية في الخارج لاعبا أكثر فاعلية في الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد.

والثلاثة هم هيثم المالح- وهو قاض سابق ومعارض منذ فترة طويلة لحكم أسرة الأسد الممتد منذ أربعة عقود- وكمال اللبواني القيادي بالمعارضة وكاثرين التلي محامية حقوق الانسان.

وتأتي استقالتهم في وقت تزيد فيه القوى الغربية والعربية الضغوط على المعارضة لتوحيد صفوفها وإظهار انها يمكنها قيادة الانتفاضة ضد الاسد.

وقال عضو بالمجلس الوطني السوري طلب عدم الكشف عن اسمه إن 80 عضوا من أعضاء المجلس البالغ عددهم 270 يعتزمون الانشقاق عنه وربما يشكلون جماعة معارضة جديدة ستركز على تسليح مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون قوات الحكومة في سوريا.

وقال المالح إنه استقال من المجلس لأنه يموج بالفوضى وبسبب غياب الوضوح بشأن ما يمكن أن ينجزه حاليا مضيفا ان المجلس لم يحقق تقدما يذكر في العمل على تسليح المعارضين.

وأبلغ رويترز أنه يشعر بخيبة أمل لنقص الشفافية وضعف التنظيم داخل المجلس وهو مجموعة تقودها في الغالب شخصيات معارضة في الخارج تتفاوض مع قوى أجنبية لدعم الانتفاضة. وكان المالح عضوا في المجلس التنفيذي للمجلس الوطني السوري.

وكرر شكاوى نشطاء آخرين من ان المجلس الوطني كان بطيئا للغاية في المطالبة بتسليح المعارضة. غير أن استقالته ربما تكون جزءا من صراع سياسي بين شخصيات بارزة على الأدوار القيادية في المعارضة.

وقال المالح إنه سمع كثيرا من الشكاوى بشان الشفافية في عمل المجلس الوطني وشعر ان مواصلته العمل خارج المجلس ستكون أكثر فاعلية.

وقتل آلاف المدنيين في الانتفاضة التي اندلعت منذ نحو عام ضد حكم الأسد ولم تظهر حتى الآن قيادة قوية من المعارضة. ويشكل المجلس صوتا دوليا للمعارضة لكن نشطاء داخل سوريا يشكون من ضعف اتصال قيادة المجلس التي يقيم أغلبها في المنفى بالمحتجين على الأرض.

وقال اللبواني- وهو ليبرالي شكل جماعة داخل المجلس تحت اسم مجموعة العمل الوطني السوري- ان المجلس الوطني غير قادر على تمثيل تطلعات الشعب السوري في وقت “يرتكب فيه النظام القمعي المزيد من الجرائم.”

واضاف قائلا “لقد استنفدنا كافة السبل للاصلاح. كل الطرق لتغيير (المجلس الوطني السوري) سدت في وجوهنا”.

وقالت التلي- وهي ايضا عضوة بالمجلس التنفيذي للمجلس الوطني- انها قررت الاستقالة حتى لا تتحمل المسؤولية عن اوجه القصور بالمجلس الوطني واخطائه السياسية.

واشار اللبواني- وهو طبيب معارض أفرج عنه في ديسمبر كانون الأول بعد ست سنوات في السجن- ضمنيا إلى صراع على السلطة داخل المجلس الوطني رغم انه امتنع عن الادلاء بتفاصيل.

وقال إنهم يأملون في الإعداد لمؤتمر لايجاد وسيلة لانشاء مظلة حقيقية وديمقراطية للمعارضة بدلا من احتكار السلطة.

ويقول بعض النشطاء والمعارضين المسلحين إن مصير الأموال التي تعهدت بها قوى عربية وغربية للمجلس الوطني غير واضح.

وقال سلام شواف النشط السوري المستقل المقيم في القاهرة إن الناس غاضبون من المجلس التنفيذي وإنهم لا يعرفون ما الذي يفعله وكيف ينفق الأموال التي تعطى له وما هو حجم الأموال التي تلقاها.

اعتقالات واسعة في إدلب بعد سيطرة القوات النظامية السورية عليها

بيروت- (د ب أ): أكد ناشطون سوريون أن قوات النظام تشن حملة اعتقالات واسعة في محافظة إدلب بشمال البلاد، وذلك بعد نجاحها في بسط سيطرتها عليها.

وقال الناشط رامي الإدلبي لوكالة الأنباء الألمانية عبر هاتف الثريا المتصل بالأقمار الصناعية إن قوات الجيش السوري الحر المنشقة عن النظام انسحبت من إدلب بعد نفاد ذخيرتها، وتقوم قوات النظام حاليا بتمشيط المنازل بحثا عن المعارضين.

وأوضح أن قوات النظام اعتقلت حتى الآن نحو مئة رجل وامرأة.

وكان ناشطون أكدوا في وقت سابق الأربعاء أن قوات النظام سيطرت على المحافظة بعد قتال شرس مع قوات الجيش السوري الحر.

وكانت تقارير سورية موالية للنظام ذكرت الأربعاء أنه “بعد ثلاثة أيام على بدء العملية النوعية الواسعة في مدينة إدلب وتشديد الخناق على المجموعات المسلحة فيها وتكبدهم خسائر بشرية ومادية كبير، انسحب المسلحون إلى خارج المدينة”.

ونقلت صحيفة (الوطن) عن مصادر مطلعة لم تسمها أن “معظم المجموعات المسلحة التي تركزت في الأحياء الشمالية من المدينة قد انسحبت منها باتجاه بعض المدن والقرى القريبة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع وحدات الجيش والأمن وحفظ النظام.. حيث تمكنت هذه الوحدات من إنهاء حملة تمشيط وتفتيش واسعة شملت معظم أحياء المدينة وتمكنت من خلالها من قتل واعتقال العشرات من المسلحين والمطلوبين.

لافروف يؤكد أن لا خطط لدى بلاده لإرسال قوات قتالية إلى سوريا

موسكو- (يو بي اي): أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء أنه لا خطط لدى روسيا لإرسال قوات قتالية إلى سوريا، لأن خطوة كهذه تتنافى مع مصالحها العليا الأساسية.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله خلال لقاء أعضاء مجلس النواب الروسي (الدوما) في موسكو، عما إذا كان يرى أنه من الضروري أن تواجه روسيا الولايات المتحدة في سوريا والمشاركة في عمل عسكري هناك، “أظن أن هذا سيتنافى مع المصالح الوطنية الأساسية لروسيا”.

وقال إن الرد سيكون سلبياً إذا كان المقصود “بضمان وجودنا العسكري هو تدخلنا العسكري للمشاركة في القتال هناك”، وعلّق على احتمال أن يكون ذلك بهدف هز هيبة أميركا بالقول إن “هذا الهدف غير صحيح.. لأنه علينا تعزيز هيبتنا، وليس تشويه هيبة الآخرين”.

وأشار إلى أن “هيبة أمريكا لم تتعزز في العراق وليبيا”.

ونفى لافروف، أن تكون روسيا تورّد أسلحة إلى سوريا لاستخدامها ضد المتظاهرين المسالمين، وقال “نحن لا نورد إلى سوريا أسلحة تستخدم ضد المدنيين وتساعد على توسيع رقعة النزاع”.

وأوضح أن “ما نورده إلى سوريا هي أسلحة ضرورية لضمان حماية الأمن القومي”.

وأكد أن روسيا تنفذ التزاماتها أمام سوريا على أساس الإتفاقيات المبرمة ومن ضمنها في مجال التعاون العسكري.

وجدد لافروف القول إن موقف روسيا من النزاع السوري ليس الدفاع عن نظام بشار الأسد، بل الدفاع عن مبادئ العدالة، مشيراً إلى أن “الشعب السوري هو الذي يقرر من يكون في السلطة.. نحن لا ندافع عن النظام، بل عن العدالة وحق الشعب السوري بالإختيار الديمقراطي”.

وأضاف أن “هدفنا هو التوصل إلى السلام في سوريا وحماية حياة البشر، ومنع حدوث نزاع طائفي في الشرق الأوسط ودعم الإستقرار والأمن في المناطق المحاذية لحدودنا”.

ورأى أن “البديل لهذا يمكن أن يكون حرباً أهلية مدمرة غير معروفة نتائجها”.

وأعلن لافروف، أن روسيا ستبقى على اتصال مع كافة الأطراف، مع دمشق ومع مختلف مجموعات المعارضة السورية ومع جامعة الدول العربية ومع الدول المؤثرة في المنطقة وبصورة مباشرة مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.

غليون: نفضل تسوية سياسية ودبلوماسية.. اذا لم تتحقق سنقبل المساعدة بالأسلحة

الاسد يحدد 7 أيار موعدا للانتخابات.. ومجزرة جديدة بادلب

موسكو تنفي ارسال قوات لسورية وتؤكد وجود فنيين للتدريب

بيروت ـ دمشق ـ نيقوسيا ـ وكالات: تصاعدت الاحداث الميدانية والسياسية في سورية خلال الـ24 ساعة الاخيرة، حيث قال نشطاء من المعارضة ان القوات السورية ارتكبت مجزرة ثانية بالقرب من مسجد في مدينة ادلب راح ضحيتها 55 شخصا غداة مجزرة حمص، وقتل منشقون على الجيش السوري ما لا يقل عن عشرة جنود في نفس المنطقة والتي تركز عليها احدث حملة للحكومة.

جاء ذلك في الوقت الذي اصدر فيه الرئيس السوري بشار الاسد مرسوما يحدد فيه السابع من ايار (مايو) المقبل موعدا للانتخابات التشريعية. واعتبرت واشنطن ان تنظيم انتخابات نيابية في سورية ‘وسط اعمال العنف التي نراها في انحاء البلاد امر مثير للسخرية’.

وأظهرت لقطات فيديو جثثا للعديد من الرجال المجهولين ملقاة على ارض المسجد وقد لطختها الدماء. وقال صوت شخص لم يظهر في اللقطات انه من المستحيل نقلها بسبب القصف العنيف.

ونصب منشقون على الجيش كمينا لنقطة تفتيش في منطقة إدلب في الشمال الغربي وقتلوا عشرة جنود وربما أكثر بينما قتل معارضون 12 من افراد قوات موالية للرئيس بشار الاسد في بلدة درعا الجنوبية وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الانسان.

كما وردت تقارير عن وقوع قتال في مدينة دير الزور الشرقية مع تحول الانتفاضة المندلعة ضد الرئيس السوري منذ عام بشكل متزايد باتجاه حرب أهلية شاملة.

وفي ظل ما يتردد عن ‘مجازر’ ترتكب في سورية، طالب الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بتحقيق دولي في الجرائم ضد المدنيين وخصوصا في حمص وادلب.

وقال في بيان ‘ان ما تناقلته وسائل الاعلام من مشاهد مريعة حول الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الابرياء في حمص وادلب وانحاء مختلفة من سورية، وخاصة أعمال القتل والتصفية البشعة لعائلات بكاملها بمن في ذلك الاطفال والنساء والشيوخ، يمكن وصفها بأنها جرائم ضد الانسانية لا يجوز من الناحية الاخلاقية والانسانية السكوت عن مرتكبيها ولا بد من ان يكون هناك تحقيق دولي محايد يكشف حقيقة ما يجري من احداث ويكشف المسؤولين عن هذه الجرائم ويقدمهم للعدالة’.

سياسيا، اجرى مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص لسورية كوفي عنان محادثات الثلاثاء في تركيا مع زعيم المعارضة السورية برهان غليون الذي قال إن الأزمة السورية وصلت الى ‘منعطف خطير ‘.

وقال غليون لوكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية: ‘إن الجيش السوري يقتل المواطنين عيانا بيانا.. إذا لم يوقف النظام السوري العنف ضد شعبه، فسوف نضطر لفرض عقوبات قاسية.. سورية وصلت الى منعطف خطير’.

كما اعلن غليون للصحافيين ان ‘دولا عبرت عن الرغبة في تسليح المعارضين’ لكن المجلس يفضل تسوية سياسية ودبلوماسية للأزمة. واضاف ‘لكن اذا لم يتحقق ذلك، فسنقبل اقتراح المساعدة بالاسلحة’.

واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان روسيا تريد اقناع سورية بقبول مراقبين دوليين مستقلين يتولون مراقبة وقف ‘متزامن’ لاعمال العنف من الجانبين.

وقال لافروف ان روسيا درست هذا الاقتراح مع دول الجامعة العربية والامم المتحدة حيث بحث مجلس الامن الدولي الاثنين الازمة السورية.

ومن جهته نفى نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف الثلاثاء وجود قوات روسية خاصة في سورية، مشيرا إلى وجود فنيين عسكريين لتدريب الكوادر السورية على استخدام التقنيات العسكرية الروسية.

وقال في تصريحات نقلتها قناة ‘روسيا اليوم’ بموسكو ‘كل هذا هراء، لا توجد قوات روسية خاصة في سورية، ولا يوجد أي مقاتل روسي هناك’ وذلك ردا على سؤال حول إرسال بلاده قوات إلى سورية وخاصة تشكيلات من القوات الخاصة ومستشارين عسكريين.

وقال الموفد الصيني الى الشرق الاوسط تشانغ مينغ الثلاثاء ان بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة ايجاد حل سياسي للازمة السورية.

واعلنت مساعدة المفوضة العليا لحقوق الانسان كيونغ ـ وا كانغ الثلاثاء انه سيتم ارسال مراقبين من الامم المتحدة هذا الاسبوع الى الدول المجاورة لسورية لجمع معلومات عن ‘انتهاكات وفظائع’ ارتكبت في هذا البلد.

واتهمت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ الحقوقية الجيش السوري بزرع الغام على طول الحدود مع لبنان وتركيا، في المسالك التي يستخدمها النازحون الهاربون من اعمال العنف في البلاد.

رئيس الوزراء التونسي: لن نستقبل الاسد اذا ما ذهب الى المنفى

برلين ـ ا ف ب: اكد رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي ان تونس لن تستقبل الرئيس السوري بشار الاسد اذا ما غادر بلاده، وذلك خلافا لما ادلى به الرئيس التونسي المنصف المرزوقي.

واكد الجبالي الذي سيلتقي الاربعاء المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في برلين ‘احترم رئيس دولتنا لكني لا ارغب في رؤية بشار الاسد بيننا. واذا ما التقيت به، سأسلمه الى الشعب السوري لمحاكمته’.

وقد اعرب المنصف المرزوقي مرارا عن استعداده لمنح الاسد اللجوء من اجل ‘اجل وقف المجازر’ في سورية.

ووصف الجبالي ايضا اي فكرة بالتدخل العسكري ‘في الوقت الراهن’ بأنها ‘جنون خالص’ لانها ‘لن تؤدي الا الى صب الزيت على النار وتوفر لبشار الاسد الذريعة التي يبحث عنها لترك جيشه يتصرف بمزيد من القسوة’.

ودافع ايضا عن حصيلة ‘الربيع العربي’ خلافا للشعور الذي تعبر عنه اوروبا احيانا بأن هذه الثورات لم تحقق الاهداف التي اندلعت من اجلها.

رئيس وزراء قطر يدعو المعارضة لترك خلافاتها جانبا

الدوحة ـ ا ف ب: دعا رئيس وزراء قطر اطياف المعارضة السورية لترك خلافاتها جانبا، معلنا ان موقفا عربيا ودوليا تجاه الازمة السورية بصدد التشكل الان حول الموقف القطري والسعودي. وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني مساء الثلاثاء ان ‘الاعتراف بالمجلس الوطني السوري قد تم في مؤتمر تونس، وكل ما نتمناه الان من باقي اطراف المعارضة ان يلتقوا وان يتركوا خلافاتهم جانبا وان يركزوا على كيفية مساعدة اخوانهم في الداخل’.

وجدد رئيس وزراء قطر الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقده مع ضيفه بويكو بوريسوف رئيس وزراء جمهورية بلغاريا، دعوة النظام السوري الى ‘ان يوقف القتل حتى يمكن الحديث عن حل’. وقال ان ‘الموقف العربي والدولي يتشكل الان حول الموقف القطري والسعودي’ من الازمة السورية، معتبرا ذلك ‘مصلحة عربية تحتم على الجميع ان يتفقوا’.

واضاف الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني ان ‘هناك دولا عربية كثيرة تؤيد هذا الموقف بدرجات متفاوتة’.

كما عبر عن اعتقاده بأن ‘الشارع العربي بالكامل يؤيد هذا الموقف لانه ينبع من عملية انسانية’.

وجدد المسؤول القطري انتقاده بشدة لممارسات النظام السوري. وقال ان ‘ما يجري الان لا يمكن السكوت عنه او غفرانه لانه تعدى كل حدود وضمير اي انسان لا يتحمل ما حصل’.

مذبحة كرم الزيتون تدخل الانتفاضة مرحلة دموية جديدة طائفية النزعة.. ودعوات متزايدة للجهاد المقدس

لندن ـ ‘القدس العربي’: بعد مذبحة كرم الزيتون في حمص وتصاعد المطالب من قبل المعارضة السورية بتعجيل التدخل العسكري لمساعدتها في الاطاحة بنظام بشار الاسد، تزايد ت المخاوف من دخول البلاد في حرب طائفية واسعة خاصة ان عملية قتل الاطفال والنساء قامت بها عناصر من الميليشيات الموالية للاسد او ما يعرفون بالشبيحة، حسب اتهامات المعارضة، والتي قالت ان النظام يقوم بحملة تطهير عرقي في مدينة حمص والتي تسكنها غالبية سنية، وان الهدف من عمليات الجيش السوري فيها هي حمل السكان على الرحيل.

ووسط الكم الكبير من الصور والافلام القصيرة التي وضعت على ‘يوتيوب’ تصاعدت دعوات من الناشطين في سورية لاعلان ‘الجهاد’ حسب ناشط نقلت عنه صحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية، والتي اضافت الى ان المذبحة في حمص قد تكون بداية الحرب الطائفية الحقيقية، مع ان الحديث عن الورقة الطائفية متداول بين المعارضة والنظام، واصبح جزءا من قراءة المراقبين لما يحدث في سورية.

ومع ان ارقام الضحايا تراوحت من 16 الى 45 والى مئة فان الحادثة ستعزز الضغوط الدولية على نظام الاسد وسط لقاءات متعددة بين الاطراف الدولية، ولاقناع كل من روسيا والصين على تغيير موقفهما من النظام.

وكان حي كرم الزيتون حتى اخر الشهر الماضي في يد المقاتلين، لكن الناشط الذي نقلت عنه الصحيفة البريطانية سخر من مزاعم النظام الذي اكد المجزرة ولكنه حمل من اسماهم ‘الارهابيين’ المسؤولية، وقال ابو عماد، ‘ان كان النظام يقول ان المعارضة هي من ارتكبت المجزرة فليذهب للجحيم’ مضيفا ‘كيف نقوم بقتل اولادنا’. واشارت صحيفة ‘الغارديان’ الى ان المذبحة تضيف للمخاوف من عمليات انتقامية يقوم بها الجيش في المدن التي يعيد النظام سيطرته عليها ضد المدنيين او المعارضة الناشطة فيها.

ومع مرور عام على بداية الانتفاضة فالمجزرة تعلن دخولها المرحلة الدموية، خاصة ان عدد القتلى فيها تجاوز الـ 8 الاف قتيل. وترى المعارضة ان المذبحة هي محاولة من النظام لنقل المعركة الى مستوى جديد. فبحسب ناشط نقلت عنه صحيفة ‘نيويورك تايمز’ الامريكي فان كل هذه المذابح تحمل طابعا اثنيا وطائفيا ضد سكان حمص، فالنظام ‘يقوم بترويع المدنيين في حمص لحملهم على الرحيل منها’، مضيفا ان ‘الاسد يقول انه مستمر’ في نهجه وعليه ‘فأي حل سياسي نتحدث’ حسب قوله.

ونقلت عن ناشط هرب من المدينة قوله ان الحي الذي ارتكبت فيه المجزرة اصبح مهجورا فيما لا يزال مصير عدد من النساء مجهولا. ووصف ناشطون اشكال القمع التي يمارسها النظام على المواطنين حيث قالوا ان الجيش يقوم بصب الوقود على من يعتقلهم ثم يطلق الرصاص عليهم، وبحسب طبيب فرنسي تسلل الى سورية عبر لبنان وقضى في حمص ثلاثة اسابيع فانه عالج كل انواع الجراح، من تلك التي نتجت عن قذائف هاون الى التي نتجت عن رصاص من القناصة.

وقال جاك بيري ان المستشفى المتنقل الذي اقامه لم يكن بعيدا عن حي بابا عمرو الذي شهد قصفا عنيفا من الجيش خلال اكثر من اربعة اسابيع. ووصف الطبيب الحالات التي وصلت اليه حيث قال ان بعض الجرحى كان يعاني من اصابات خطيرة في الدماغ واخرون وصلوا ميتين. وعبر الطبيب عن حزنه لعدد من القتلى الاطفال قائلا ‘لقد شاهدت الكثير من الالم والوحشية ومعاناة الاطفال والعائلات’، وقال بيري ‘لا اعرف ماهو مستقبل سورية ولكنني معجب بشكل كبير بالسوريين’.

من جهة اخرى قالت منظمة ‘هيومن راتيس ووتش’ في نيويوك ان الجيش السوري يقوم بعملية زرع الغام على طول الطرق التي يستخدمها الفارون من جحيم القمع كي يصلوا الى تركيا. وقالت المنظمة التي وثقت انتهاكات النظام لحقوق الانسان واساليب التعذيب التي تمارس على السجناء، ان روايات شهود اكدوا وجود حقول الالغام وقالوا انها تسببت في عدد من الضحايا المدنيين. وكان مسؤول سوري وشهود قالوا لوكالة انباء اسوشيتد برس في كانون الثاني (نوفمبر) العام الماضي ان الجيش السوري زرع الغاما على الحدود مع لبنان، وقال المسؤول ان الالغام زرعت كي تمنع تهريب الاسلحة.

توافق بين بكين والجامعة العربية على حل الازمة السورية سياسيا

العربي يطالب بـ ‘تحقيق دولي في الجرائم’ ضد المدنيين

القاهرة ـ ا ف ب: قال الموفد الصيني الى الشرق الاوسط تشانغ مينغ الثلاثاء ان بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة ايجاد حل سياسي للازمة السورية.

واكد الدبلوماسي الصيني امام الصحافيين بعد اجتماع مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة ان ‘هناك توافقا كبيرا بين الصين والجامعة العربية حول حل الازمة السورية سياسيا’.

واضاف ان الحكومة الصينية اوفدته ‘كمبعوث خاص الى الشرق الاوسط لتبادل وجهات النظر مع كافة الاطراف في الشرق الاوسط على أساس رؤية صينية ذات ست نقاط لايجاد حل سياسي للمسألة السورية وبلورة توافق دولي’ حول تسوية سياسية.

وتدعو الخطة التي سبق ان اعلنتها الصين الى وقف فوري لاطلاق النار في سورية واجراء مفاوضات بين اطراف النزاع مع رفض اي تدخل اجنبي.

وتبذل الصين جهودا للدفاع عن موقفها بعدما انتقدتها عدة دول لانها استخدمت حق النقض مع روسيا ضد مشروعي قرار في مجلس الامن يدينان القمع في سورية الذي اوقع قرابة 8500 قتيل منذ اندلاع التظاهرات المعادية لنظام بشار الاسد قبل نحو عام، بحسب حصيلة المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقد اعلن موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي عنان الثلاثاء في انقرة انه ينتظر ردا الثلاثاء من النظام السوري على المقترحات التي قدمها للرئيس بشار الاسد.

وقال عنان متحدثا للصحافيين في ختام لقاء في العاصمة التركية مع المجلس الوطني السوري المعارض ‘انتظر ردا من السلطات السورية اليوم (امس) لانني عرضت عليهم مقترحات ملموسة’.

وكان عنان اعلن الاحد انه قدم الى الاسد في دمشق ‘سلسلة من المقترحات الملموسة’ للخروج من الازمة في سورية واوضح ان اتصالاته مع دمشق تمحورت حول ضرورة ‘الوقف الفوري لاعمال العنف والقتل والسماح بدخول المنظمات الانسانية والبدء بحوار’.

وتابع عنان في انقرة ‘سنعلم كيف سنتحرك بعد حصولنا على ردهم’، مشددا على ضرورة وقف ‘القتل والعنف’ في سورية.

وكان العربي طالب الثلاثاء بـ’تحقيق دولي’ في الجرائم ضد المدنيين السوريين خصوصا في حمص وادلب.

وقال العربي في بيان ‘ان ما تناقلته وسائل الاعلام من مشاهد مريعة حول الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الابرياء في حمص وادلب وانحاء مختلفة من سورية، وخاصة أعمال القتل والتصفية البشعة لعائلات بكاملها بما فى ذلك الاطفال والنساء والشيوخ، يمكن وصفها بانها جرائم ضد الانسانية لا يجوز من الناحية الاخلاقية والانسانية السكوت عن مرتكبيها ولابد من ان يكون هناك تحقيق دولي محايد يكشف حقيقة ما يجري من احداث ويكشف المسؤولين عن هذه الجرائم ويقدمهم للعدالة’.

ودعا العربي ‘الحكومة السورية الى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة’ سواء شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة أو ‘أى لجنة تحقيق دولية محايدة ومستقلة للكشف عن حقيقة هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها’.

لافروف: موسكو تؤيد ارسال مراقبين دوليين مستقلين الى سورية ووقفا ‘متزامنا’ لاطلاق النار

عبر عن دهشته لدعوة قطر إرسال قوات دولية وعربية إلى سورية

موسكو ـ ا ف ب: اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان روسيا تريد اقناع سورية بقبول مراقبين دوليين مستقلين يتولون مراقبة وقف ‘متزامن’ لاعمال العنف من الجانبين.

وقال لافروف ان روسيا درست هذا الاقتراح مع دول الجامعة العربية والامم المتحدة حيث بحث مجلس الامن الدولي الاثنين الازمة السورية.

واضاف لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفيليبيني البرت ديل روزاريو ان ‘الهدف هو ان يدرك الجانبان ان هناك مراقبين دوليين مستقلين لمراقبة تطبيق هذا المطلب، وسنقوم بصياغة هذا المطلب من اجل وقف اطلاق نار فوري’.

وتابع ‘يجب ان يتم هذا الامر بشكل متزامن. لا يمكننا مطالبة الحكومة بمغادرة المدن والقرى في حين ان المجموعات المسلحة لا تقوم بالشيء نفسه’.

وقال ان ‘الانسحاب الاحادي الجانب للقوات الحكومية غير واقعي على الاطلاق. لن تقوم السلطات السورية بذلك، شئنا ام ابينا’.

وتسعى روسيا الى ان تضع على المستوى نفسه اعمال العنف التي يقوم بها النظام وتلك التي تقوم بها المعارضة السورية المسلحة، الا ان البلدان الغربية ترفض هذا المسعى.

ودعا وزيرا الخارجية الفرنسي والبريطاني آلان جوبيه ووليام هيغ الاثنين روسيا للانضمام الى البلدان الغربية في ادانة النظام السوري.

وقد عرقلت روسيا، العضو الدائم في مجلس الامن، مع الصين حتى الان قرارين لادانة عمليات القمع التي يقوم بها نظام بشار الاسد.

ورفضت موسكو صيغة اميركية جديدة في مجلس الامن تطالب النظام السوري بوقف ‘فوري’ لاعمال العنف وتدعو المعارضة الى ‘الامتناع عن القيام بأي عمل عنف’ اذا ما امتثلت السلطة مطالب هذاالقرار.

واتفقت روسيا والبلدان العربية السبت على خمس نقاط تدعو اولا الى ‘وقف العنف من اي مصدر كان’.

كما أعرب لافروف عن اندهاشه من ‘دعوة القيادة القطرية إلى إرسال قوات عربية أو دولية إلى سورية’ وحذر من خطر وصول الأسلحة المهربة إلى سورية إلى أيدي القاعدة، فيما أكد نائب وزير الدفاع على عدم وجود أي قوات خاصة روسية في سورية.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي عقده عقب لقائه نظيره الفلبيني في موسكو ‘اندهشت عندما عرفت لدى وصولي إلى نيويورك، أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم، دعا إلى بدء العمل في تشكيل قوات عربية ودولية لإرسالها إلى سورية’.

وكان لافروف قد اتفق مع نظيره القطري وغيره من وزراء الخارجية العرب خلال لقائه بهم في القاهرة في العاشر من آذار (مارس) على خطة لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية.

واعتبر لافروف أن الدعوة التي أطلقها وزير الخارجية القطري تتنافى مع الخطة المتفق عليها، وعلى الأخص مع أحد مبادئها الخمسة الذي لا يجيز ‘التدخل الخارجي في الوضع السوري’.

وكان لافروف قال عقب اجتماعه مع وزراء الخارجية العرب في القاهرة إنهم اتفقوا على خطة تتكون من خمس نقاط هي وقف العنف من أي جهة كان، وإنشاء آلية غير منحازة لمراقبة مجريات الأمور، ولا لأي تدخل خارجي، وإيصال المساعدات الإنسانية دون إعاقة لكل السوريين، ودعم مهمة كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية، بهدف بدء حوار سياسي بين الحكومة السورية وكل المجموعات المعارضة.

وغادر لافروف القاهرة متوجها إلى نيويورك ليناقش هناك الشأن السوري مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.

وفي ما يخص وضع آلية المراقبة في سورية، شدد لافروف على ضرورة تسخيرها لمراقبة وقف إطلاق النار من قبل طرفي النزاع في آن واحد إذ لا يمكن أن تستجيب السلطات السورية لمطلب وقف إطلاق النار وإخراج القوات الحكومية من المدن في وقت لا يُطلب فيه نفس الشيء من ‘المجموعات المسلحة’.

وأعرب لافروف عن خشيته من وقوع الأسلحة المهربة إلى سورية في أيدي القاعدة، وقال إن ‘الأسلحة تدفق إلى المعارضة والجيش السوري الحرّ ومجموعات أخرى مشابهة من خلال أراضي الدول المجاورة، وهذه ليست مجرد أسلحة صغيرة ولكن أسلحة أكثر فتكاً’.

وأضاف ‘دعونا لا ننسى التقارير عن وجود القاعدة في سورية، وهذا الأمر مرجح جداً ويتناسب مع الواقع، يمكن أن تقع حينها الأسلحة في أيدي منظمات إرهابية’. وشدد على أن قرارات مجلس الأمن تمنع أي تواصل مع القاعدة.

من جهته، قال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف إنه لا توجد قوات روسية خاصة في سورية، واشار الى وجود تقنيين عسكريين لتدريب الكوادر المحلية على استخدام التقنيات العسكرية الروسية.

وقال المسؤول الروسي ردا على سؤال حول ارسال قوات روسية الى سورية وبالذات تشكيلات من القوات الخاصة ومستشارين عسكريين ‘كل هذا هراء، لا توجد قوات روسية خاصة في سورية، ولا يوجد أي مقاتل روسي هناك’.

وأكد نائب وزير الدفاع الروسي في الوقت نفسه على وجود تقنيين عسكريين من روسيا هناك وقال موضحا ‘نحن نورد الدبابات الى دولة ما، يرافق ذلك ارسال تقنيين عسكريين مختصين بهذه الدبابات، ليقوموا بتدريب الكوادر المحلية على استخدام هذه التقنيات’.

واضاف أن روسيا ستلتزم بتنفيذ كافة العقود المبرمة سابقاً بشأن توريد المعدات العسكرية إلى سورية وقال ‘ لدينا علاقات تعاون جيدة مع سورية في المجال العسكري ـ التقني، وهذا ليس سراً، ولا يوجد حاليا ما يتطلب اعادة النظر بهذه الاتفاقيات’.

جعجع ينتقد البطريرك على خلفية مواقفه من سورية: لا أحد قصم ظهر المسيحيين إلا هذا النظام

سعد الياس:

بيروت – ‘القدس العربي’ يبدو أن العلاقة بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وبعض مكوّنات 14 آذار ليست على ما يرام بسبب تصريحات البطريرك الراعي التي تحمل مواقف ملتبسة وتأويلات وآخرها قوله إن سورية هي الأقرب الى الديمقراطية.

وقد انتقد رئيس حزب ‘القوات اللبنانية’ سمير جعجع بشدة تصريح البطريرك الراعي وقال ‘توقفتُ كثيراً عند تصاريح البطريرك الراعي ولا أخفي ان تصريحه عن الشتاء العربي أقام ثورة بداخلي لانه ‘يعزّ علي’ ما يحصل جداً، برأيي ان الراعي في تصريحه يحوّر كلّ تاريخنا ولا أجد نفسي ولا بأي شكل بهذا الموقف ولا افتخر فيه، فتصريح البطريرك الأخير مؤيد للنظام السوري وبقائه في الحكم’، شارحاً ان ‘قراءة البطريرك تختلف عن قراءة 99 بالمئة من البشر من ضمنهم الفاتيكان حيث حضّ قداسة البابا سورية على الاعتراف بطموحات الشعب السوري كذلك اتهام سفير الفاتكان قوات النظام السوري باطلاق النار على الاطفال’.

وأضاف جعجع ‘واكبت بالسياسة طريقة تعاطي النظام السوري مع لبنان، ولا احد قصم ظهر المسيحيين في لبنان الا هذا النظام، فهذا تشخيص في غير مكانه، الا يعرف البطريرك الراعي ان 55 بالمئة على الاقل من المسيحيين هم ضد النظام السوري؟ وثمة آلاف القتلى بيده ولدينا مئات المعتقلين في سجونه منهم بطرس خوند، هل ثمة نظام ألحق بنا بالأف مما الحقه بنا النظام السوري؟’، مستشهداً بالارشاد الرسولي الذي ينص على ‘التضامن العربي والحوار مع المسلمين، فأين منطق البطريرك الراعي من هذا القول؟ عملياً البطريرك يدافع عن النظام في سورية ونحن ضدّه. هل سورية أقرب شيء للديمقراطية؟’، معتبراً ان ‘البطريرك الراعي يضع موقع المسيحيين في خطر لأنه يضعهم في مواجهة الآخرين’. ورأى ‘أن وضع المسيحيين في سورية يجب ان تتم مقارنته بالمسيحيين في لبنان لانهم سكان أصليون. فعلى الاقل قتل النظام السوري الرئيسين بشير الجميل ورينيه معوض وشبابنا، فهل سيأتي نظام ليقوم بأسوأ من ذلك؟ هذا الموقف ليس مشرفّاً ويضرب كلّ تاريخنا وما يُدمي القلب ان موقع كبكركي أين كان وأين أصبح’، مشيراً الى ‘أننا ضنينين بمقام بكركي وعلى البطريرك أن يُبدد هذا الانطباع وكأن بطريرك الموارنة مؤيد للنظام السوري، فلا يمكن لأحد وقف التاريخ انطلاقاً من رأي معيّن’. وسأل ‘ما الذي يُجبر البطريرك الراعي على هذه التصاريح؟ فالرئيس ميشال سليمان حين بدأت التطورات في سورية لم يتحدث بالأمر واخذ موقفاً منطقياً، كذلك موقف الرئيس نجيب ميقاتي، هل تحدث بـ1 بالمئة مما قاله الراعي، فلا أعلم لماذا يُصرح البطريرك الراعي على هذا النحو وأين هي صورة بكركي الآن؟’. وتابع ‘على المستوى العملي البسيط، هل يعقل ان اكثرية الدول العربية والعالم بأسره لديها موقف تجاه الازمة السورية ونجد ان موقف البطريرك الراعي ووئام وهاب وفايز شكر وروسيا والصين مغاير؟ ما هي المبررات لذلك؟ بما يتعلق بالازمة السورية ثمة موقف اساسي الى جانب شعب يطالب بالحرية وضد نظام دكتاتوري، واذا تناولنا مسألة الحسابات فان اكثرية الدول العربية المؤثرة والدول العالمية نرى موقفها ما هو، والمسألة هي مسألة وقت’، لافتاً الى انه قد ‘جرى حوار في عدة مناسبات مع البطريرك في هذا الامر، وانا أحزن على البطريرك وموقع بكركي وعلى صورة الموقع بأسره وصورة الكنيسة. فماذا سنقول للأجيال التي ستأتي عن موقف البطريرك بشأن تأييده للنظام السوري؟’.

الى ذلك، تابع البطريرك الماروني زيارته قطر والتقى أمير الدولة الشيخ حمد بن جاسم آل خليفة، كما إلتقى عدداً من الوفود الحزبية اللبنانية فيما قاطع الزيارة مكتب القوات اللبنانية في قطر.

وفيما افيد أن البطريرك الراعي لن يرد في الاعلام على مواقف جعجع، فقد أعلن الراعي في حديث الى ‘قناة الجزيرة’ انه ‘يخاف من سلاح ‘حزب الله’ اذا بقي خارج الاستراتيجية الدفاعية، ولذلك نقيم مع قيادته التي نحترمها حواراً’، مذكراً ‘بمطالبته الاسرة الدولية تطبيق القرارات الدولية لايجاد حل لسلاح ‘حزب الله’. واكد ‘احترامه لقرارات الحكومة الراهنة التي وضعت صيغة الجيش والشعب والمقاومة في بيانها الوزاري’. وجدد الراعي ‘إدانته للعنف في سورية من أي جهة أتى سواء أكان من النظام او من الشعب او من المسلحين’، مذكراً ‘بأن المسيحية تدعو الى عدم القتل’. وسأل: ‘أين هي الديمقراطية التي يتحدثون عنها في العراق اليوم خصوصاً في ظل هجرة المسيحيين’، مشيراً الى انه ‘مع من يختاره الشعب للمجيء الى الحكم’. وفي الشأن اللبناني، أكد الراعي ‘ان بكركي مع الجميع وليست مع احد ضد احد’، مشدداً على ان ‘الكنيسة ستبقى حرة، لونها وطني واحد وهو الميثاق الوطني المسلم المسيحي’، مشيراً الى ‘ان دورها جمع كل الالوان حول لون واحد اسمه لبنان’. ولفت الى انه ‘يفرّق الدين عن السياسة وهو يتعاطى في الامور الدينية فقط’.

بموازاة ذلك، ردّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بشكل غير مباشر على حملة جعجع فنوّه ‘بالجهود التي يقوم بها البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي الحر في الشرق كرسالة حضارة وتفاعل وحوار ميزت هذه المنطقة عبر العصور، حيث تجذر عربياً وشكل جسر تلاق وديموقراطية بين الشرق والغرب، لما فيه مصلحة البشرية والسلام بين الشعوب’، وأشاد ‘بدعمه للديمقراطية بعيدا من الاحادية والعنف والتطرف’. وجاء كلام سليمان خلال استقباله في القصر الجمهوري في بعبدا امس النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة والمطارنة الجدد ميشال عون راعي أبرشية جبيل، منير خير الله راعي أبرشية البترون والياس سليمان راعي أبرشية اللاذقية وطرطوس الذين نقلوا اليه شكر غبطة البطريرك الراعي لرعايته قداديس سيامتهم وحضوره القداس الاول الذي أقامه مطران جبيل. وجدد رئيس الجمهورية تأييده لما يقوم به البطريرك على صعيد الكنيسة وتجديدها وعلى صعيد حرصه على الاقليات عموماً ولا سيما منها المسيحية خصوصاً.

إيطاليا تغلق سفارتها في دمشق

قررت الحكومة الايطالية، اليوم، اغلاق سفارتها في دمشق احتجاجا على اعمال «العنف غير المقبولة التي يقوم بها النظام السوري»، فيما أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، أن موسكو لا تدافع عن النظام السوري، «بل عن الحق»، موجهاً انتقادات إلى الرئيس السوري بشار الأسد بسبب «التأخير الكبير في تطبيق الإصلاحات». وبالتوازي مع ذلك، أعلن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان، اليوم، تلقيه ردا من السلطات السورية على المقترحات التي قدمها للرئيس بشار الأسد.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الايطالية ان «ايطاليا علقت اليوم انشطة سفارتها في دمشق وقامت بسحب موظفين»، مضيفاً أنه «مع الاخذ بالاعتبار ايضا الظروف الامنية الصعبة، اردنا ان نكرر ادانتنا الشديدة، مع ابرز الشركاء في الاتحاد الاوروبي، لاعمال العنف غير المقبولة التي يرتكبها النظام السوري ضد مواطنيه».

وتابع المصدر نفسه ان «ايطاليا ستواصل دعم الشعب السوري والعمل من اجل حل سلمي للازمة من شانه ان يضمن حقوقه الاساسية وتطلعاته الديموقراطية المشروعة»، مؤكداً الدعم الكامل «لجهود مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي انان من اجل التوصل الى وقف فوري للعنف والاتفاق على وصول العاملين الانسانيين وكذلك اطلاق حوار سياسي».

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، أن موسكو لا تدافع عن النظام السوري، «بل عن الحق».

وقال لافروف خلال جلسة أسئلة وأجوبة في مجلس الدوما «يعود للشعب أن يقرر من ينبغي ان يكون في السلطة في سوريا. إننا لا ندافع عن النظام، بل عن الحق، عن حق السوريين السيادي في تقرير خيارهم بأنفسهم بطريقة ديموقراطية»، مشيراً إلى «إننا نؤيد وقف اطلاق النار الفوري، وبالتنسيق مع جميع الأطراف تحت اشراف دولي حيادي».

واكد لافروف أن الأسلحة التي باعتها روسيا لسوريا لا تُستخدم ضد المدنيين، موضحاً «إننا لا نسلم سوريا اسلحة تستخدم ضد المتظاهرين والمدنيين. ما نبيعه لسوريا اسلحة ضرورية للدفاع الوطني والأمن القومي».

كذلك، انتقد لافروف الرئيس السوري بشار الأسد بسبب «التأخير الكبير في تطبيق الإصلاحات» لإنهاء الازمة في سوريا، مشيراً إلى أن النظام «اعتمد اصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية، لكنّ ذلك تأخر كثيراً».

من ناحية ثانية، أكد الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، اليوم، في بيان انه تلقى ردا من السلطات السورية على المقترحات التي قدمها للرئيس بشار الاسد.

وجاء في البيان ان «الموفد الخاص الى سوريا كوفي انان تلقى الان ردا من السلطات السورية. انان لديه اسئلة وينتظر اجابات»، ولكن «نظرا الى الوضع الخطير والماساوي على الارض، على الكل ان يدرك ان الوقت يضغط».

وفي وقت سابق من اليوم، لفت مسؤولون أميركيون إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد، رفض الجهود التي يبذلها المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان لحل الأزمة في سوريا.

وقال 3 مسؤولين في الإدارة الأميركية لشبكة «سي أن أن» الأميركية إن الأسد رد على مقترحات أنان بقوله بأنه لا يعترف به كممثل للجامعة العربية، وأنه لن يفعل شيئاً قبل أن تلقي المعارضة سلاحها.

من جانبه قال الناطق باسم أنان، أحمد فوزي، في اتصال مع الشبكة، إن دمشق سلمت بالفعل ردها الرسمي على مقترحات المبعوث المشترك، رافضاً تقديم المزيد من المعلومات، ومشيراً إلى أنه قد يصار إلى الإعلان رسمياً عن محتوى الرد في وقت لاحق اليوم.

من جهة أخرى، استقال ثلاثة اعضاء بارزين في المجلس الوطني السوري، بحسب ما افادت بيانات نشرت على صفحاتهم الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني «فايسبوك» اليوم.

والاعضاء الثلاثة هم هيثم المالح وكمال اللبواني وكاترين التلي، وهم من مؤسسي مجموعة العمل من اجل تحرير سوريا، التي أُنشئت في نهاية شباط/فبراير.

واكد مسؤول في المجلس الوطني السوري أن الأعضاء الثلاثة قدموا استقالاتهم بسبب «خلافات مع المجلس»، من دون إعطاء تفاصيل اضافية.

ميدانياً، أعلنت السلطات السورية، اليوم، أنها ألقت القبض على مرتكبي «مجزرة كرم الزيتون» في حمص، التي أودت بحياة حوالى خمسين امرأة وطفلاً، وقالت المعارضة إنها من صنع قوات النظام بينما اتهمت دمشق «مجموعات ارهابية مسلحة» بها.

وذكرت الوكالة السورية الرسمية للانباء «سانا» أن «الجهات المختصة في حمص القت القبض على عدد من الإرهابيين ممن ارتكبوا المجزرة الوحشية المروعة بحق اهالي كرم الزيتون» في حمص.

واشارت الوكالة في وقت سابق اليوم إلى أن «مجموعات ارهابية مسلحة ارتكبت مجزرة في حي كرم اللوز في حمص (وسط) أودت بحياة 15 شخصاً بينهم امرأة وأطفالها الأربعة»، مضيفةً إن الجهات المختصة «تواصل ملاحقة المجموعات الارهابية في حي النازحين، بعدما عاثت فساداً وقتلاً وترويعاً للأهالي».

وفي السياق، أكدت منظمة العفو الدولية، في تقرير لها صدر اليوم، أن التعذيب يمارَس على نطاق واسع يصل الى «مستويات غير مسبوقة» في مراكز الاحتجاز في سوريا منذ سنة.

ورأت المنظمة ان «الإفادات والشهادات التي أدلى بها الناجون من ضحايا التعذيب تقدم دليلاً إضافياً على ما يرتكب من جرائم ضد الإنسانية في سوريا»، مشددةً على أن «من وقعوا ضحية لموجة الاعتقالات العارمة التي أعقبت اندلاع الانتفاضة السورية (وجدوا) أنفسهم رهائن كابوس رهيب في عالم تسوده ممارسات التعذيب الممنهجة».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، سانا)

الحكم يستعيد المبادرة سياسياً وأمنياً واقتصادياً

تدخل الأزمة في سوريا عامها الثاني في ظل مشهد جديد ترتسم ملامحه شيئاً فشيئاً. وساطة دولية ــ عربية جديدة، وحراك ميداني يترافق مع برنامج الدولة للحسم العسكري والأمني السريع، بالإضافة الى الاستعدادات لانتخابات وتغيير حكومي

إيلي شلهوب

دمشق | استغرق عبور نقطة المصنع الحدودية أكثر من ساعة بفعل الازدحام. إنه «الربيع » يعود إلى سوريا مجدداً، يقول أحد كبار الموظفين في البلاد، مشيراً إلى أنه يستخدم التعبير بمعناه الحرفي. «الناس ملّوا. وهناك توق الى الحياة الطبيعية». نهار السبت الماضي افترش اهالي الشام المساحات الخضراء كلها، ومعها الأرصفة. القريبون من النظام يؤكدون أن الوضع «أفضل من السابق». يقول بعضهم : «هذه دمشق، وهذه سوريا. لا نقول إن الوضع في أحسن أحواله، لكنه ليس على مشارف الانهيار على ما تصوره الجزيرة والعربية. الوضع يتحسن مع اطلالة كل شمس. حتى إعلام آل سعود اعترف بالخسارة: الأسد كسب الجولة الأولى» ، في إشارة إلى عنوان افتتاحية عبد الرحمن الراشد في صحيفة «الشرق الأوسط» قبل أيام.

لا تزال سوريا، من الناحية الدبلوماسية، تلعب في موقع الدفاع. تحاول صد الهجمات التي لا تهدأ. حاولت، من دون جدوى، منع تدويل الأزمة وإبقاءها في إطارها العربي. كان ذلك واضحاً في طريقة تعاملها مع المبادرات العربية، وآخرها إرسال بعثة المراقبين بقيادة الفريق مصطفى الدابي الذي جرى التعاون معه إلى أقصى حد، لكن تقريره كان مصيره النهائي في سلة المهملات العربية.

قرّر الحكم في سوريا المواجهة، خصوصاً عندما قرر خصومه من العرب إحالة الملف إلى مجلس الأمن، فكان الخيار السوري: المواجهة في تلك الساحة. وتبدو دمشق مطمئنة إلى إطار اللعبة الدولية وسقفها اللذين رسمتهما روسيا والصين من خلال الفيتو الحاسم: «لا لأي تدخل عسكري في سوريا، ولا لأي قرار حول ممرات انسانية يمكن أن يّستغل لإمرار تدخل عسكري».

من هنا يمكن فهم التفاؤل السوري الحذر بمهمة أنان. في العلن يقال إن الرجل شخصية دولية لها تاريخها، وهو غير مستعد لأن يتسبب في أي اساءة لماضيه اليوم . كما أن تكليفه لا يمكن أن يكون قد تم من دون ضوء أخضر روسي ــ أميركي، ما يعني أن أي تفاهم يمكن أن يحصل بين هذين الطرفين سيتظهّر عبر أنان.

اما في الغرف المغلقة فالحديث يختلف بعض الشيء. يقال إن الأمين العام السابق للأمم المتحدة «تقدم خلال الاجتماع مع الرئيس بشار الاسد بمشروع هو نفسه المشروع العربي، ولكن من دون بند تنحي الرئيس. الكلام هنا عن وقف نار وإطلاق معتقلين وفتح حوار برعاية الأمم المتحدة في جنيف، مع ضمانات لفتح الطرق أمام الجمعيات المعنية لنقل المساعدات إلى سوريا، فضلاً عن مطالبته بالسماح للجان حقوق الانسان بالتحقيق في ادعاءات بارتكاب جرائم حرب».

الرواية نفسها تضيف ان الأسد تدخل قائلاً: «هناك من خالف الأوامر، وهناك من ارتكب أخطاء، وقد اعتقلنا كل من وُجهت شكوى في حقه، وأجرينا تحقيقاتنا. ونحن ذاهبون نحو محاكمات، لكنني أسألك سيّد انان: هل أنتم مستعدون لفعل الشيء نفسه لدى الطرف الآخر؟».

الرئيس السوري رحّب أيضاً بكل الوساطات، وقال انه مستعد لمحاورة المعارضة والتوصل إلى اتفاق، «لكن اتفاقاً كهذا كيف يُطبق في ظل وجود المجموعات المسلحة؟ هل تضمنون أن تلتزم هذه المجموعات بما نتفق عليه؟». وتابع الأسد: «يبقى أمر واحد، وهو البحث عمن يموّل هذه المجموعات ويسلّحها. لا يُعقل أن تتدفق كل هذه الأموال والأسلحة وحدها».

لم يجب أنان، واكتفى بالقول للأسد: «مقترحاتك جديرة بالدرس».

وبحسب الرواة انفسهم، فإن التروي السوري بالرد على مقترحات انان مردّه رغبة دمشق في تنسيق التفاصيل مع موسكو، على قاعدة أن «ليست هناك ثقة بالأمم المتحدة ولا بأنان». وهذه الشكوك عززتها تقارير إعلامية بأن الموفد العربي ــ الدولي غادر دمشق إلى قطر للقاء رئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم آل خليفة. والسؤال هنا: أليس منطقياً أكثر أن يلتقي أنان، وهو ممثل الجامعة العربية والأمم المتحدة، الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون؟ اللهم إلا إذا كان الرجل يعتبر قطر طرفاً في الحرب على سوريا، وهو ذاهب لمحاورتها».

مكافأة حلب

ويمكن الخروج من أحاديث مع مسؤولين بأن هناك اتجاهاً، بعد الانتخابات التشريعية المقررة في 7 أيار المقبل، الى تشكيل حكومة إدارة أزمة برئاسة شخصية من حلب، مكافأة لهذه المدينة على وفائها للنظام، على أن تكون حصة العاصمة وازنة فيها، تعبيراً عن تقدير النظام لحمايتها له، وخصوصاً فئة رجال الأعمال والتجار. و تتوقع المصادر أن تحصد دمشق وحلب (تشكلان مع ريفهما ١٢ مليون نسمة) نحو ٥٥ في المئة من مقاعد مجلس الشعب. فيما تتباين التقديرات حول ما يمكن أن يناله حزب البعث، الذي يعاني حالة ارباك وضعضعة وترهل. أما في حال شارك الاسلاميون المعارضون فقد يحصدون نسبة تقارب عشرين في المئة.

الأهم، في هذا السياق، ما كشفه مقربون من الرئيس السوري من انه حسم النقاش مع مستشاريه حول اقتراحهم تأسيس حزب جديد. إذ أبلغهم رفضه قائلاً: «أنا بعثي وسأبقى كذلك».

أمن وعسكر

وفيما المعركة الدبلوماسية الدفاعية مستمرة، تتواصل المعركة الميدانية، العسكرية والأمنية، بطابع هجومي. وآخر المعلومات لدى المقربين من الحكم تؤكد استعادة السيطرة على مدينة ادلب، والاستعداد لشن هجوم على منطقة جبل الزاوية حيث تفيد التقديرات بأن العملية هناك قد تستغرق شهوراً عدة، مع الاشارة الى ان الحكم يسعى بوضوح الى «الحسم عسكرياً في المدن والبلدات الرئيسية قبل آخر الشهر الجاري، وتأمين الطرق الدولية التي تربط المدن السورية بعضها ببعض، في ظل تقديرات بأن الحسم الأمني سيستغرق وقتاً طويلاً».

وفي هذا السياق يسمع زائر دمشق مناقشات حول طريقة التعامل مع ملف المجموعات المسلحة. فهناك «من لا يزال مقتنعاً بأن الأسد ظل ليّناً جداً في تعامله مع ما يجري»، ويطالب هؤلاء باعتماد سياسة القبضة الحديدية، مشيرين إلى أن ذلك «لو حدث عند بدء الأحداث في درعا لما امتدت الاضطرابات إلى خارج هذه المحافظة». لكن مصدراً مطلعاً يقول: «الرئيس كان على حق. الحسم كان ينتظر الظرف السياسي المناسب من جهة، وإعداد وحدات الجيش السوري لهذا النوع من القتال من جهة ثانية، وهو ما تطلب تدريباً على حرب المدن ومعارك الشوارع. وقد ظهرت النتائج في بابا عمرو حيث اعتمدت تكتيكات عسكرية سمحت بتحقيق المهمة بأقل الخسائر، وجرى اعتماد مبدأ السيطرة على الحي منزلاً منزلاً. لم تتصرف كجيش نظامي يدخل ويقيم مراكز تتحول أهدافاً للمسلحين، بل اعتمدت اسلوب عمليات النخبة».

ويشير المصدر إلى أن الأسد «كان مقتنعاً منذ البداية بأن التعامل مع هذه الأزمة يجب أن يكون كالتعامل مع الطفرة الجلدية التي لن ينفع معها أي علاج قبل أن تأخذ مداها، وأن كل ما يمكن فعله هو تهدئتها وتطويقها للحؤول دون انتقال عدواها».

من جهة أخرى، يقول المقربون من النظام «ان الجهد قائم بقوة لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الـ17 في اتجاه ربطها بقيادات ثلاث، كل بحسب اختصاصها، وزارة الداخلية وقيادة أركان الجيش ورئاسة الجمهورية، على أن تشكل معاً ما سيسمى مجلس الأمن القومي. ويراهن الاسد على ان يكون هذا المجلس مسؤولاً، فعلاً لا شكلاً، أمام لجنة الأمن والاستخبارات النيابية التي ستمارس دورها الكامل على غرار ما يحصل في الدول الغربية».

ويشير هؤلاء إلى أن الرئيس السوري «مصرّ على تحييد الأمن والعسكر عن كل الأمور المدنية، وكذلك عن الإعلام حيث تقرر منع جميع العسكريين والأمنيين من التعاطي بشؤونه وتركه لأصحاب الاختصاص من المدنيين».

تجّار سوريا: رِجْل في البور وأخرى في الفلاحة

التاجر عموماً هو المراقب الأذكى دائماً، وصاحب البوصلة السياسية التي لا تخطئ، بما أنّه هو النظام ولا بقاء للنظام من دونه هو وأمواله. هكذا، فإنّ سلوك تجار سوريا إزاء الأحداث سيكون رئيسياً في تحديد مصير البلاد

أرنست خوري

دمشق | منذ بدأ كلّ شيء في درعا منتصف آذار الماضي، ظلّت جميع التحليلات والتخمينات حول مصير نظام الرئيس بشار الأسد تنتهي عند تقاطع واحد: لن يسقط ما دامت حلب ودمشق معه، أو بكلام أكثر دقّة، ما دامت غرفتَا تجارة دمشق وحلب معه. عبارة تعني بشكل رئيسي أن النظام سيصمد إذا ظلّ التجّار والمستثمرون في العاصمتين السياسية والاقتصادية للبلاد، داعمين له ومموِّلين لماكينته المالية والاقتصادية والأمنية والبيروقراطية. ربما لذلك، أدرك المعسكر العربي والغربي المناهض لدمشق، أنه لا بدّ من الضرب على اليد التي توجِع النظام، أي تلك التي لا حياة للدول من دونها: السيولة.

من هنا، استهدفت جولات العقوبات الكثيرة، المصارف السورية وشركات محدَّدة وأسماء بارزة، مالية وتجارية خصوصاً، لم تقتصر على آل مخلوف، على اعتبار أنّ الهيكل لن يصمد حين يوقف التجّار أعمالهم، وحين يقرّرون دعم المعارضة، المدنية والعسكرية، وحين يتوقفون عن تمويل أجهزة النظام، الأمنية خصوصاً بـ«الإتاوات والخوّات».

وبالفعل، طال انتظار تحرُّك حلب، ورُبط التأخُّر فيها حزئياً بممانعة تجّارها وغرفتهم ورئيسها حسن زيدو، ورفضهم التخلّي عن النظام الذي كان يسارع إلى إرضائهم في كل مرة تصدر عنه قرارات متسرّعة تضرّ بهم، مثل «الفرمان» الذي صدر في أيلول الماضي، ونصّ في حينها على منع استيراد السلع التي تزيد الرسوم الجمركية المفروضة عليها على 5 في المئة، وهو القرار الذي لم يدم أكثر من أيام قبل إلغائه بعد الانذار الذي وجّهه «تجار حلب الأوفياء». وجاء اختراق الموقع الالكتروني لغرفة تجارة حلب، من قبل «اتحاد قراصنة سوريا الأحرار لدعم الثورة السورية» في آب الماضي، إشارة إلى مدى أهمية الموقع الذي يحتله التجار في العاصمة الاقتصادية لسوريا من ناحية صمود النظام.

في النهاية، رأس المال جبان. إنه قانون لا استثناء سورياً فيه، لذلك، مع اشتداد الأزمة واتساع رقعتها الجغرافية، راح المتموّلون والتجار والمستثمرون يقفلون استثماراتهم أو يقطّرون منها، إذ باتت أقل ربحية لا بل خاسرة بالنسبة لقطاعات كبيرة كشركات السفر والمصارف والشركات التي تنظّم المعارض ووكالات السياحة وأصحاب وكالات السيارات وشركات التصدير والاستيراد… إقفال وتقطير مردّه الأول يُفسَّر أساساً بالقانون الذهبي لعالم رأس المال والأعمال: الأمن والاستقرار هما الشرطان الأساسيان للبقاء. واليوم، بما أنه لا أمن ولا استقرار في عدد كبير من أرجاء البلاد وطرق مواصلاتها، فإنّ الاقفال أو التخفيف من حجم الأعمال والاستثمارات، كان الخيار الأضمن بالنسبة إلى عشرات الشركات كآل غريواتي (وكلاء شركات سيارات أساساً مثل كيا وفورد…) والحموي عمر كركور (صاحب وكالات سيارات أيضاً مثل أوبل وفولسفاغن وبورش…) ومحمود سمحا (وكالات ماركات كبينيتون وشانل…) وعصام العطار (صاحب وكالات استيراد ماركات معدات كهربائية كـ سوني…). أمثلة كثيرة يعدّدها متابعون لحركة التجار منذ انطلاق الانتفاضة، ويعترفون بأن هناك الكثير من الشائعات التي تلقى رواجاً في هذه الأيام في الأوساط الاعلامية والتجارية، كالكلام على نية أحد أبناء وزير سابق للدفاع التخفيف من استثماراته الكثيرة في شركاته ومجموعاته المالية في سوريا، لتصل بعض الروايات إلى التأكيد أن الشخص المذكور ينوي تأسيس حزب معارض قريباً إضافة إلى إطلاق وسائل إعلام معارضة، مع أن ثقة المعارضين به كأحد أركان النظام تاريخياً، لا تزال مفقودة. كذلك تنتشر روايات عن سعي أكبر متموِّل دمشقي، المعروف باستثماراته المتعددة، ومنها الاعلامية، لإقفال عدد من مشاريعه وتهريب أمواله، وهو ما يفسّر نقمة بعض أوساط الموالين على الرجل.

وتحمل الجلسات مع مديري تسويق في شركات تصدير واستيراد خلاصات عديدة؛ ينقسم التجار السوريون اليوم إلى عدة فئات؛ منهم مَن هو مستعدّ للذهاب حتى النهاية مع النظام، لأسباب مصلحية بحتة، بما أنّ مرحلة «الانفتاح» الاقتصادي في العقدين الماضيَين، أمّنت لهؤلاء المليارات السهلة من الأرباح والاحتكارات، بالتالي فإنّ هذه الفئة من المتموّلين الموالين ترى أنّ تغيُّر النظام سيقضي على مصالحهم، لكونه يُرجَّح أن تنتهي احتكاراتهم في حينها، وأن يتحوّلوا إلى مجرَّد متنافسين عاديين غير محظيّين في نظام اقتصادي ليبرالي «طبيعي»، هذا إذا اقتصر الضرر على هذا الحد، ولم يتحولوا إلى ضحايا سلوك انتقامي اقتصادي في ما بعد. فئة ثانية من التجار دعْمها للنظام منطلقه ارتباط سياسي او من منبع اقلوي او مذهبي، وهو ما يتجلى في الساحل خصوصاً، وهؤلاء أيضاً مستعدّون للذهاب «حتى النهاية» مع النظام، وهو ما يُعرَف عملياً اليوم بمواصلة تمويل هؤلاء لأجزاء من الأعباء المالية التي فُرضت على الدولة وأجهزتها، الأمنية تحديداً، في دمشق وحلب ومدن الساحل من طرطوس واللاذقية وبانياس… وهنا يتوقف المتابعون لهذا الشأن عند حادثة التاجر أيمن جابر، ابن اللاذقية، صاحب الاستثمارات، منها في قطاع تصنيع الحديد، وقد أُدرج اسمه هو وشركاته على لوائح العقوبات الأجنبية بتهمة تمويل «ميليشيات تابعة للنظام»، لذلك فإنّ تفادي تكرار تجربة جابر، بات الهم لدى كثيرين من زملائه في الوسط الاقتصادي. أما الفئة الأكثر عدداً بين التجّار الكبار والمتوسّطين والصغار من حيث حجم الأعمال، فهم هؤلاء الذين «وضعواً رِجلاً في كل معسكر، تحسُّباً لبقاء النظام أو لسقوطه»، بحسب مسؤول ميداني في إحدى الشركات المصنِّعة لمشتقات الحليب ووكيلة ماركات عالمية، تتركز أعمالها في ريف دمشق وفي قلب العاصمة أيضاً. ويُترجَم هذا السلوك اليوم بما يقال عنه «دفع التجار خوّات لأجهزة النظام، الرسمية منها وغير الرسمية، كذلك للمعارضين المتمثلين بميليشياتهم العسكرية في المناطق التي ينشطون فيها». ويجري ذلك «تحت طائلة المسؤولية، فمَن يدفع لطرف دون الآخر، معرَّض للخطر من الطرف الآخر، كأن يجد مؤسساته محروقة وسياراته مسروقة وموظفيه مختطفين، حتى عائلته لن تبقى آمنة». وفي هذا السياق، لا تزال حادثة وفاة المتموِّل الحلبي بسام العلبي ماثلة لليوم. وهو صاحب أكبر معمل نسيج في الشرق الأوسط، الذي احترق مصنعه «انتقاماً من دعمه النظام وميليشياته بالمال»، ما أدّى إلى إصابته بسكتة قلبية.

هكذا، فإنّ الالتزام من عدمه بـ«إضراب الكرامة»، الذي بدأ في كانون الأول الماضي بدعوة من جميع التنظيمات والهيئات والتنسيقيات المعارضة، بات القرار الأصعب بالنسبة إلى التجار والمؤسسات، إذ تحكمه معضلة كبيرة: الالتزام من عدمه محكوم بتأييد أو بمناهضة النظام، وبحسب الخوف من هوية الطرف الأقوى المسيطر على المنطقة، وبناءً على القدرة على الاقفال وتحمل التداعيات المالية…

باختصار، يشدّد كل من المعارضين والموالين على أنّ احتساب أعداد التجار الملتزمين وغير الملتزمين بالاضراب محكوم بعدة عوامل، وبالتالي ليس سهلاً معرفة شعبية النظام أو المعارضة بمجرد إحصاء عدد المؤسسات المقفلة أو العاملة. هكذا، يخبرك كثُر كيف أنه باتت ميزانية شركاتهم تتضمن مصاريف إضافية ضخمة، هي عبارة عن «ضريبة» أسبوعية أو شهرية تُدفَع للمعارضين أو للموالين، بسرية تامة لكي لا تتضرر سمعتهم بالنسبة للطرف الآخر، وأحياناً للطرفين معاً وفق هويّة الجهة التي تسيطر على المنطقة التي تقع فيها أعمال الشركة المعنية وفروعها، وذلك بحجّة تأمين الحماية لها من النهب والتدمير والقتل والسطو. جرائم طاولت بالفعل عشرات المؤسسات في مختلف المحافظات، وكل طرف يتهم الآخر بارتكابها انتقاماً من خياره الموالي أو المعارض، أو عقاباً له على خلفية دفعه «الإتاوات».

وبالحديث عن حلب، فإنّ مَن يحاول تقصّي بعض المعلومات حول وضع تجارها إزاء التطورات، يلاحظ تشديداً على فئة واسعة ممّن تضرّروا بنتيجة سوء العلاقة الحالية مع تركيا، بما أنّ تجّار حلب «هواهم تركي»، بمعنى أنّ مصالح عدد كبير منهم مرتبطة بالطرف الآخر من الحدود التي باتت شبه مقفلة أمام حركة الأفراد والبضائع، على خلفية العقوبات الاقتصادية المتبادلة بين سوريا وتركيا، وفرض الضرائب الباهظة، وخصوصاً من الطرف السوري على البضائع التركية الرخيصة التي غزت السوق السورية لسنوات، وضربت الصناعة المحلية بنحو كبير.

وعن الكلام الذي يفيد بأنّ التجار المتضررين من الكارثة الاقتصادية مع تركيا، قد فُتحَت أمامهم أبواب استيراد وتصدير لدول جديدة، كالعراق وايران وروسيا والصين، فإنّ عديدين يسجّلون أنّ المشكلة هنا تتجسد بأنّ التجارة مع سوريا ليست أولوية حالياً عند التجار الايرانيين والروس والصينيين طبعاً، وبدرجة أقل مع العراقيين الذين لا يزالون متردّدين في الانفتاح على زملائهم السوريين، ريثما تنجلي صورة الأحداث.

وهنا يتوقف المتابعون عند تفصيل مهم، وهو أنّ الصناعيين السوريين عموماً، الذين تضرّروا بسبب السياسات السورية التقاربية جداً مع تركيا طيلة الأعوام الماضية، وخصوصاً مع اتفاقيات التجارة الحرة التي فتحت السوق السورية أمام البضائع التركية التي تتمتع بقيمة مضافة كبيرة جعلت من الصناعة السورية غير قادرة على منافستها، يسعون حالياً إلى تعويض خسائرهم السابقة بإعادة الاعتبار إلى سلعهم المحلية الصنع، وجزء من هذه الفئة، في حلب وفي مختلف المحافظات، يحاول حالياً جني أكبر قدر من الأرباح عن طريق الاحتكار وإخفاء البضائع المستوردة والمصنعة محلياً، ما يجعل الأسعار ترتفع بشكل خيالي. ووفق تأكيد مطّلعين على طبيعة أعمال هذه الفئة من التجار الصغار والمتوسطين والكبار، فسيكون لسلوكهم وقرارهم تمويل المعارضين أكثر أو الموالين، أثر جذري في مصير الأحداث.

في المحصلة، يبدو المعارضون مرتاحين لسلوك التجّار، ويرون أنّ تحرُّك حلب وريفها في الفترة الأخيرة، وعدد من أحياء دمشق نفسها، ليس سوى دليل على ارتخاء قبضة التجّار فيها، وانحياز بعضهم إلى النشاط الهادف إلى إسقاط النظام، إن لم يكن ذلك بناءً على قناعة بأن النظام سيسقط في النهاية، فعلى أساس ما يرى كثر أنه فشل في إرساء الاستقرار الضروري لسير الأعمال، وأزمة الكهرباء والمازوت والبنزين في جميع المحافظات حيث لم يُصرف الدعم الايراني ــ الروسي ــ الصيني ــ الفنزويلي اقتصادياً على الأرض بعد.

«الكماليّات المسكينة»

كل شيء ارتفع سعره في سوريا بشكل هستيري إلا «الكماليّات» الثقافية، بما أنّ الزمن هو زمن الاكتفاء بالمأكل والمشرب ووسائل التدفئة والوقود، ولا وقت للقراءة أو الاستماع للموسيقى مثلاً. وقد يكون تجّار هذه الكماليات «المسكينة» أبرز الخاسرين من كل ما حصل ويحصل منذ 15 آذار الماضي، لكن المدمنين على هذا النوع من السلع هم أبرز المستفيدين. هكذا، فإنّ زائر «دار المدى» في الصالحية وسط دمشق «سيتوفّق» بأكبر كمية من الكتب وبأرخص الأسعار؛ على سبيل المثال، المجموعة الكاملة لمؤلفات أحد عمالقة الأدب والشعر السوري والعربي، ابن مدينة السلمية في محافظة حماه، محمد الماغوط، بات يمكن شراؤها بنحو 1700 ليرة سورية، أي ما كان يعادل في 26 شباط الماضي نحو 35 ألف ليرة لبنانية، علماً أن سعر المجموعة نفسها كان يعادل 50 ألف ليرة لبنانية قبل نحو شهرين فقط.

دراسة أميركية: 33 مجموعة مسلحة غير مرتبطة هيكليّاً بـ«الـــجيش الحر»

أظهرت دراسة أميركية أن غالبية المنضوين في المجموعات المسلحة في سوريا ليسوا مرتبطين ولو حتى فكرياً بتنظيم القاعدة، بل متدينون ومحافظون زادهم محافظة موت اليسار العربي

جنان جمعاوي

لا هم علمانيون، ولا هم تابعون لتنظيم القاعدة. طبيعة المشاركين في الحراك السوري، خاصةً في شقّه المسلّح، أكثر «تعقيداً» مما يبدو، ولو قال من قال إنهم إرهابيون. انقسامهم يجعل مهمة تصنيفهم في خانة واحدة أمراً صعباً، لكنه يجعلهم أكثر عرضة للتطرف. هذا ما تشي به التسميات «السلفية» التي يطلقونها على تظاهراتهم أيام الجمعة، وهذا ما توحي به أسماء فصائلهم المسلّحة.

بعد أربعة أشهر قضاها في سوريا، خلص الصحافي نير روزين، في تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الجمعة، إلى أن «ادعاءات» النظام السوري ومناصريه غير صحيحة. فـ«غالبية المشاركين في الثورة ليسوا مرتبطين حتى فكرياً بالقاعدة». ولكنهم، في المقابل «ليسوا علمانيين» كما تقول المعارضة، بل «على العكس هم متدينون ويتحدرون من مناطق محافظة»، وما زادهم «محافظةً» هو «موت» اليسار العربي، بيد أنهم لا يتبعون إيديولوجية ما، «مثلهم مثل غالبية السوريين».

لكن كلما استمر النزاع اتسعت مساحة الإسلام فيه. المساجد باتت تلعب دوراً مركزياً في الحراك أو في قمعه. فالعديد من رجال الدين «تابعون للأجهزة الأمنية أو لحزب البعث»، حسبما قال ناشط معارض لـ: «فورين بوليسي»، التي نقلت عن ناشط آخر في برزة قوله إن «الناس يزدادون تديناً، كلما بات الموت أقرب». الفضائيات، بدورها، لعبت دوراً كبيراً في ترسيخ «هيمنة» الإسلاميين، عبر استضافتهم ليل نهار على شاشاتها، فازداد تأثيرهم في المشاركين في التظاهرات.

وتوقّف روزين، صاحب كتاب «تعقب المذابح الناجمة عن حروب أميركا في العالم الإسلامي» عند التسميات التي تطلق على تظاهرات الجمعة. لجميعها «دلالة دينية». أسماء المجموعات المتمردة «إسلامية وحتى سلفية»، مثل كتيبة « أبو دجانة» أو «أبو عبيدة» أو «المهاجرين والأنصار»، حتى أن إحدى هذه المجموعات تحمل اسم «يزيد» المثير للجدل إسلامياً.

ثلاث وثلاثون مجموعة مسلحة تشارك في الحراك، شكّلت محور التقرير الأمني الثالث الصادر عن معهد «دراسات الحرب» الأميركي، الذي يقع في 60 صفحة. وفنّد المحلل العسكري جوزيف هوليداي، الذي عمل في وحدة الاستخبارات في الجيش الأميركي بين حزيران 2006 وأيلول 2011، هذه المجموعات التي لديها هيكلية واضحة وتفتقر للتنظيم، من دون أن يتخذ موقفاً مع تسليح المعارضة السورية أو ضده.

وناقض هوليداي تصريحات وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، في 7 آذار 2012، بأن «تكوينات المعارضة المسلّحة غير واضحة. ولا بديل عسكرياً يمكن تحديده والتواصل معه». وقال هوليداي إن هذه المعارضة «منظمة وقادرة، حتى ولو كانت غير موحّدة»، معتبراً أن الجيش السوري الحر «يعمل كمظلة أكثر منه هيكلية قيادية عسكرية تقليدية».

ثلاث من هذه المجموعات المسلحة تابعة مباشرة للجيش السوري الحر، هي: لواء خالد بن الوليد، الذي ينشط قرب حمص، وكتيبة هرموش التي تنشط شمالي جبل الزاوية، وكتيبة العمري التي تنشط جنوبي سهل حوران.

أما المجموعات «الكبرى والقادرة» الأخرى فلا علاقة «وثيقة» لها بقيادة الجيش الحر في تركيا، لكنها «تصنف نفسها على أنها تابعة للجيش المنشقّ»، الذي انتقده ضباط منشقون كثر «لعدم قيامه بأي شيء لمساعدة المقاتلين»، حتى بلغ بأحدهم أن اعتبره «لعبة أو واجهة لنقول للعالم إن لدينا قيادة». وهي انتقادات وصفها هوليداي بأنها «مشروعة»، مشدداً على أنه «خلافاً لما يسري في الأعلام بأن هذه المجموعات المسلحة ترتبط بضباط منشقّين»، فإن غالبية المتمردين «مدنيون قرروا حمل السلاح»، عازياً «محدودية» عدد المنشقين إلى «خوف هؤلاء على عائلاتهم، من انتقام النظام».

وقدّم تقرير معهد «دراسات الحرب» نبذة عن المجموعات المسلحة وعددها 33. وفي الآتي أبرز هذه المجموعات:

• محافظة حلب: كتيبة «ابابيل» بقيادة الكابتن عمار الواوي، وكتيبة «حرية» بقيادة النقيب ابراهيم منير مجمور.

• محافظة إدلب: كتيبة «هرموش» التي تنشط في جبل الزاوية وكتيبة «حمزة» التي تنشط في مدينة ادلب وضواحيها، وكتيبة «ابو بكر الصديق» التي لا يعرف من يقودها، ومجموعة «درر بن الأزور» التي تنشط في سرمين، وكتيبة «معاوية» التي تنشط في سراقب.

• خراج حماه وجنوبي إدلب: كتيبة «أبو الفداء»، غير معروفة القيادة.

• محافظة حمص: لواء «خالد بن الوليد» بقيادة المقدم عبد الرحمن الشيخ، وهي المجموعة المسلحة الأكبر في المعارضة وأكثرها فاعلية، وكتيبة «الفاروق» بقيادة الملازم عبد الرزاق طلاس، وكتائب «فادي القاسم» و«محمد طلاس» و«حمزة» و«علي بن ابي طالب» وكتيبة العمليات الخاص.

• درعا: كتيبة «العمري» بقيادة النقيب قيس الكتانة، وكتائب «الناصر صلاح الدين» و«أحمد خلف» و«شهداء الحرية» ومجموعة «رائد المصري».

وأصرّ هوليداي على أن حركة «التمرّد لا تزال قادرة، رغم الهجوم الذي شنّه النظام على حمص في شباط»، وما التصعيد في استخدام القوة من قبل النظام سوى دليل على «فاعلية» المتمردين و«تنامي» عددهم، واصفاً «انسحاب المتمردين من بابا عمر من المدينة في بداية آذار بأنه كان تكتيكياً، بغية الحفاظ على القوة القتالية».

أما «المواجهة» التي جرت بين المتمردين والنظام في الزبداني فكانت «ربما ذات مدلول خاص»، فــ«للزبداني أهمية حيوية بالنسبة إلى النظام السوري وإيران، لأنها تعد المحور اللوجيستي بالنسبة إلى قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، من أجل تزويد حزب الله بالأسلحة».

وبعد عرض محطات المواجهة بين النظام والمتمردين، في جسر الشغور والرستن وجبل الزاوية والزبداني وبابا عمرو، توقّع الباحث في المعهد الأميركي أن يواصل النظام السوري تنفيذ استراتيجيته «لاستخدام القوة غير المتكافئة» في محاولة «لإخماد الثورة بأقصى سرعة ممكنة»، في حين أن «مرونة المتمردين ستجعل بقاء النظام أكثر صعوبة»، وإن كان «من المبكر الحديث عن سقوطه الوشيك، نظراً للدعم الخارجي الذي يتلقاه».

وتابع هوليداي أن النظام السوري لم «يثبت بعد قدرته على تنفيذ عمليات واسعة بنحو متزامن في عدة مناطق»، لكن المساعدة التقنية والعسكرية التي يتلقاها من الروس والإيرانيين قد «تمكّنه من بسط سيطرته على مناطق عديدة من دون أن يضطر الى التصعيد».

والحال كذلك، يتعين على المتمردين أن «يعتمدوا على خطوط تزويد خارجية لسد النقص في العتاد والذخيرة، إذا ما أرادوا مواصلة تفتيتهم لسيطرة النظام». لكن «انبثاق الخلايا المرتبطة بالقاعدة تشكل تحدياً أمام احتمالات حصول المجموعات المسلحة على الدعم العسكري».

يلتقي هوليداي بالرأي مع روزين، ومع الباحث في شركة «ستراتفور» الأميركية للخدمات الاستخبارية كمران بخاري، الذي قال إن «القاعدة تستفيد من استمرار العنف في سوريا، مستغلّةً انقسام المعارضة، بحيث ستستقطب عناصر من السوريين السنة المحبطين من حدود قتالهم مع النظام العلوي». كذلك يوافق هوليداي، روزين في خلاصات مشاهداته بأن «غالبية الثوار متدينون سنة، ولكنهم حتماً ليسوا سلفيين ولا جهاديين ولا إرهابيين ولا مرتبطين بالقاعدة».

لكن الباحث في معهد «دراسات الحرب» حذّر في الوقت عينه، من أنه كلما تواصلت الحملة السورية الشرسة على المتظاهرين، زادت احتمالات «تطرف» بعضهم، فضلاً عن أن المتمردين قد «يلجأون إلى القاعدة للحصول على الأسلحة المتطورة ولتعلّم تكتيكات جديدة في القتال»، مشيراً إلى أن الحل «لردعهم عن ذلك، يكمن في الاعتراف ببعض المجموعات المتمردة وإقامة علاقات معهم».

أحجم هوليداي عن الدعوة صراحةً إلى تسليح المعارضة، لكنه شدد على أن من «واجب واشنطن التمييز بين المعارضة السياسية السورية في المنفى، وبين المعارضة المسلّحة».

وإذا كانت الولايات المتحدة «تريد تعجيل سقوط النظام السوري»، و«الحد من احتمالات الانزلاق إلى الفوضى الإقليمية» و«كسب النفوذ في سوريا وعلى الجماعات المسلّحة التي ستنبثق في أعقاب سقوط الأسد»، فإن عليها، برأي هوليداي، «توثيق علاقاتها بالعناصر الأهم في الجماعات المسلّحة بغية تحقيق الأهداف المشتركة وإدارة العواقب التي قد تنجم عن سقوط الأسد أو استمرار النزاع».

«القاعدة» موجود

إذا كان من سبق من المحللين يحذرون من استفادة القاعدة من الحراك السوري، فإن الباحث في مركز «ناشيونال ريفيو» الأميركي اليميني جون روزنتال، يرى «أدلة وافرة» على «وجود» لهذا التنظيم في التمرّد السوري، مشيراً إلى المقابلة التي أجرتها صحيفة «الأخبار» مع قيادي «جهادي سلفي» في لبنان. ومن بين الأدلة الأخرى التي ساقها روزنتال: أعلام القاعدة السوداء ولكن «المعدّلة» التي تُرفع في التظاهرات المناوئة لنظام الأسد؛ وبعض الهتافات التي يرددها المتظاهرون مثل «لا بشار ولا غليون، بدنا الإسلام يكون» و«الخلافة وعد الله».

وبعدما أشار، على وجه الخصوص، إلى شريط مصور بث في 25 شباط عن «تظاهرات شعب التوحيد في دير الزور»، قال الباحث في «ناشيونال ريفيو» إن الاسم الأصلي لمجموعة الزرقاوي في العراق كان «التوحيد والجهاد»، ناقلاً عن دراسة صادرة عن الكلية الحربية في ويست بوينت في 2007 بأن نحو ثلث مقاتلي القاعدة الأجانب في العراق كانوا سوريين يتحدرون من دير الزور.

سنة بعد الأزمة: عودةٌ إلى طاولة الأسد

لم تختبر سوريا أزمة وطنية كالتي تشهدها. بين الثلاثينيات والأربعينيات تنافست أحزابها للوصول إلى السلطة. من نهاية الأربعينيات إلى السبعينيات تقاسم الجيش والأحزاب النزاع. بين السياسيين والجيش، وبين الضبّاط أنفسهم، وبين الجيش والأحزاب، وبين الضبّاط في الحزب الواحد

نقولا ناصيف

على مرّ هذا التاريخ كان الشارع السوري يوالي الجيش أحياناً، والأحزاب والسياسيين في أحايين أخرى، ويستسلم للجيش والحزب كذلك. هكذا ظلّت كلمة نظام تختصر مرجع السلطة: عندما يكون الجيش هو النظام، وعندما يصبح الحزب النظام، وعندما يندمج الجيش والحزب كي يشكّلا النظام. ثم أخيراً عندما يختصر الرئيس الجيش والحزب والنظام في آن واحد. لكن ما يجري لسنة خلت، أن قسماً ليس قليلاً من الشارع يقف، في بلد لم يختبر الحرب الأهلية سوى مرة واحدة عام 1845، وجهاً لوجه ضد النظام والجيش والحزب والرئيس.

بعد سنة، قدّمت أحداث سوريا دليلاً على أنها تمثّل نموذج نفسها، ولا يصحّ فيها ما رافق انهيار أنظمة تونس ومصر وليبيا واليمن. والواقع أن الرؤوس هي التي تدحرجت أكثر منها الأنظمة التي لا تزال ـــ كلياً أو جزئياً ـــ تتحكم في هذه الدول. لم يصحّ على سوريا المصير الذي رافق الأنظمة تلك، ولا يصحّ تالياً ـــ حتى إشعار آخر ـــ تعميم الحلول التي أطاحت الرؤساء عليها. لا النموذجان التونسي والمصري اللذان حيّدا الجيش، وقادا الرئيسين إما إلى المنفى أو إلى السجن، ولا النموذجان الليبي واليمني اللذان أفضيا إلى تفكك الجيش وولوج حروب القبائل، وقادا الرئيسين إما إلى القبر أو إلى الرضوخ.

في سوريا يصنع النموذج السوري حلاً سورياً يأخذ في الاعتبار أن الجيش غير محيّد، وفي الوقت نفسه متماسك إلى حدّ يصعب، بعد انقضاء سنة من نزف يومي لقدراته، تفكيكه. كذلك الأمر بالنسبة إلى الرئيس بشّار الأسد الذي أضحى استمراره في الحكم أو إبعاده عنه في صلب التجاذب الدولي والبحث عن تسوية. ورغم تآكل حزب البعث وهزال المؤسسات الدستورية واختفاء الأحزاب، ظلّ الجيش المصدر الفعلي لبقاء الرئيس والنظام. لم يعوّل الغرب على انهيار الجيش تفادياً لتكرار تجربة الجيش العراقي، ولم يبالغ في دعم الجيش السوري الحرّ وتسليحه، وعوّل على انقلاب الجيش على الرئيس بغية إسقاط النظام، وهو يسأل عن الضبّاط السنّة الكبار فيه.

بعد سنة على اضطرابات تداخل فيها التناحر الداخلي بين النظام ومعارضيه السلميين والمسلحين بانقسام دولي شلّ دور مجلس الأمن وأفقد الجامعة العربية دورها، تدخل سوريا مرحلة استنزاف لا يبدو من السهل انتصار فريق داخلي فيها على آخر، ولا استئثار قوة دولية بالحلّ دون أخرى. بل يبدو أن وقتاً طويلاً سيمر قبل توافق الدول الكبرى على تسوية دولية لا تقتصر على حمل السوريين على حوار وطني ينبثق منه نظام سياسي جديد، وإنما أيضاً على تقاطع مصالح الدول الكبرى مع النظام السوري الجديد، في ظلّ الأسد أو من دونه.

والواقع أن النظام السوري قدّم برهاناً على أنه أقوى ممّا كان يُعتقد، وأقسى ممّا كان يُظن.

من بعض عناصر قوته:

1 ـــ رغم حدود مشتركة شاسعة بينه وبين تركيا والعراق والأردن ولبنان، لم يوفر أي من هذه الدول منطقة عازلة للمعارضة، تشكل قاعدة انطلاق بظهير قوي لتواجه النظام وتقضم سيادته. وباستثناء العراق الذي تفادى مناوأة النظام وبقي على الحياد، لعبت الدول الثلاث الأخرى أدواراً تنافرت مع مواقفها السياسية المعلنة. انكفأ الأردن باكراً على أثر المعركة الأولى في درعا في 5 أيار2011، وأوقف مدّ المعارضة بالسلاح والمعلومات، وأجرى تعاوناً خفيّاً بين استخباراته والسوريين، من دون أن يتعارض ذلك مع وقوفه في وراء دول مجلس التعاون الخليجي. وخففت تركيا صوت التهديد والتهويل بالتدخّل العسكري وأقاويل مسؤوليها الكبار بأنها لن تقف متفرّجة على ما يجري، قبل أشهر على الحسم الأمني والمجازر الأخيرة، مكتفية بتبنّي المجلس الوطني والجيش السوري الحرّ من غير تمكينه من إحراز أي انتصار عسكري فعلي على الجيش، فأضحى ميليشيا اختبأت وراءها نماذج شتى من المعادين للنظام، كالإخوان المسلمين والتيّارات السلفية والمنشقين عن الجيش والفارّين منه. أمسى اسماً بلا مسمّى بلافتة واحدة هي أن قيادته في منطقة حدودية تركية. أما لبنان الذي نأى بنفسه عن الأزمة، فاضطلع بدوره بموقفين متناقضين أيضاً: رفض الجيش إقامة مخيّمات للاجئين والفارّين والجيش السوري الحرّ ومنع دخول مسلحين وتهريب أسلحة، في حين استدار تيّار المستقبل وقوى سلفية شمالية إلى تهريب أسلحة ومسلحين من طريقي الشمال والبقاع الشرقي ودعم معركة خاسرة في تلكلخ.

من دون منطقة عازلة بدا من المتعذّر على المعارضة المسلحة تسجيل انتصار عسكري حقيقي على الجيش بعد صنفين من المحاولات: أولى مفتوحة في مناطق حدودية هي درعا وجسر الشغور ودير الزور وتلكلخ والزبداني، وثانية مغلقة في مناطق الوسط كحماة وحمص.

2 ـــ بعدما أحجم شهوراً، استخدم النظام الحسم الأمني في شباط بعنف غير مألوف، لم يتجاهل في الظاهر نصائح موسكو بعدم استخدام الطائرات والمدفعية الثقيلة، بيد أنه لم يوفر مدافع الهاون والصواريخ وقذائف الدبابات لإنهاء سيطرة المسلحين على مدن رئيسية كحمص وحماة والزبداني وإدلب ودرعا. من دون موافقة موسكو، لم يسعه المجازفة بحسم أمني. وهو لم يُقدم عليه إلا غداة اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية في 22 كانون الثاني، بعدما تيقن الأسد من اقتناع روسيا بوجود مسلحين سلفيين ومتطرفين يقاتلون النظام. ثم راحت موسكو تتحدّث بإفراط عن هذا الجانب من الأزمة السورية الذي تجاهله العرب والغرب، قبل أن تفاجئ الولايات المتحدة حلفاءها في الأسبوعين المنصرمين بمعارضتها تسليح المعارضة، خشية انتقال السلاح إلى تنظيم «القاعدة».

وعلى وفرة ما يشيعه البيت الأبيض والخارجية الأميركية عن مناقشة خيارات عسكرية، إلا أن الموقف المتطابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ووزارة الدفاع عن رفض تسليح المعارضة يُرجّح وجهة النظر الأميركية، مشفوعة باعتقاد مفاده أن تسليح المعارضة يقود سوريا إلى حرب أهلية. كل ذلك تحت لافتة أميركية مألوفة هي أن أيام الرئيس السوري معدودة، منذ أطلق هذا الموقف لأول مرة في 18 آب المنصرم. بيد أن للأسد وجهة نظر مختلفة: كلما تقدّم في الحسم الأمني فتح باباً جديداً على التفاوض معه.

3 ـــ لم تكتفِ موسكو بدور المظلّة الدولية لسوريا في مجلس الأمن مرتين على التوالي في 5 تشرين الأول و4 شباط باستخدام الفيتو ضد قرار يدين الأسد ونظامه، بل انتقلت، منذ اجتماع وزير الخارجية سيرغي لافروف بالرئيس السوري، إلى خط الدفاع الأول. في حصيلة اجتماعه باللجنة الوزارية العربية المكلفة ملف الأزمة السورية في 10 آذار، أعاد سيرغي لافروف مبادرة الجامعة إلى محطتها الأولى في 2 تشرين الثاني 2011، طاوياً مبادرة 22 كانون الثاني 2012 التي طالبت بتنحّي الأسد. بعدما أدلى رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بموقفه من التسوية التي توافقت عليها اللجنة ولافروف، وربط التسوية بمبادرة 22 كانون الثاني كإحدى وثائقها، ردّ لافروف في المؤتمر الصحافي نفسه بتجاهل هذا الترابط، وأعاد على المسامع البنود الخمسة التي أعادت الروح إلى مبادرة 2 تشرين الثاني: رفض العنف من أي جهة (وهو ما تخلى عنه العرب في مبادرتهم الثانية)، وآلية مراقبة محايدة (وهو أيضاً ما تخلى عنه العرب في المبادرة الثانية بإنهائهم مهمة المراقبين العرب). وبعدما سعت الجامعة العربية بين مبادرتيها إلى تقصير المهل للرئيس السوري لإرغامه على القبول بالأولى قبل أن تسارع إلى تعليق عضوية سوريا في الجامعة، تحوّل الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان موفداً عربياً أيضاً قدّم نفسه للأسد على أن دوره محايد ومستقل، وحضّه على وقف العنف والدخول في حوار والإصلاح. وهو بذلك أعاد الاعتبار إلى الحوار بين المنظمة الدولية والجامعة والرئيس السوري الذي بات مفتاح أيّ تسوية.

عملة ورقية جديدة قريباً: توقيف مضاربين مرتبطين بجهات خارجية

دمشق ــ الأخبار

فقدت العملة السورية أكثر من نصف قيمتها خلال عام بعدما وصل سعر صرف الدولار الأميركي إلى 81 ليرة مقابل 49 قبل نحو سنة. كذلك ارتفعت الأسعار بنسب كبيرة، وسط حجم هائل من المضاربات في السوق، يشارك فيها سوريون يستفيدون من الأزمة، فيما تتهم السلطات السورية السعودية وقطر بلعب دور كبير في هذه المعركة الاقتصادية.

وإلى جانب الخطوات الإدارية ومحاولة رفع مستوى الإنتاج والرقابة، فإن دمشق مشغولة هذه الأيام بالحديث عن قرار سيطبق خلال فترة قريبة جداً لمواجهة الحرب على الليرة السورية. اذ تقرر توزيع أوراق نقدية جديدة، انتهى العمل من طباعتها، واستبدال الأوراق النقدية السورية المتداولة بها، على أن تقتصر على المقيمين داخل سوريا، ما يترك كميات العملة الموجودة في الخارج في خزائنها وبلا أي قيمة. ومن المفترض بحسب الخطة، أن يُعطى السوريون مهلة ثلاثة أيام للقيام بعملية التبديل هذه، على أن يحتاج تبديل أي مبلغ من المال فوق الــ١٠ آلاف ليرة سورية إلى موافقة خاصة.

والى جانب هذه الخطوات، يتلقى الحكم في سوريا دعماً قوياً من إيران والعراق. وقد دخلت روسيا والصين على الخط، حيث تقدم موسكو سيولة نقدية على شكل قروض، فيما تعهدت بكين شراء كل الانتاج السوري من القطن، بالإضافة الى معلومات متداولة تفيد بأن بلدين خليجيين على الأقل عرضا على سوريا أن يتوليا إعادة تصدير منتجاتها الزراعية والصناعية وتسويقها في الخارج على أنها من انتاج هذين البلدين.

وكان حاكم مصرف سوريا المركزي، أديب ميالة، قال في تصريحات صحافية إن المصرف المركزي سيكون اللاعب الأساسي في سعر الصرف، وسيتدخل في الوقت المناسب ووفق ما يتناسب مع الظروف المحيطة لكي يكون ذلك أكثر جدوى.

وجاء إعلان السلطات المالية نيتها التدخل بقوة لتثبيت سعره بالتزامن مع توقيف عدد كبير من المضاربين بالعملة، حيث وصف مصدر مطلع بعضهم بالمتمولين من جهة خارجية بغية الاضرار بالليرة السورية، في وقت لم يقم فيه المصرف المركزي بضخ أي كمية من العملة الصعبة في الأسواق. وهو الأمر الذي اعتبره خبير مالي تأكيداً لحصول مضاربات بالعملة رفعت السعر بعيداً عن آلية العرض والطلب.

وقال مصدر مطلع لـ«الأخبار» إن مجموعة من المضاربين وتجار العملة تم توقيفهم أخيراً في عدد من المحافظات، مشيراً إلى أن جهة خارجية عربية تقوم بتعويض خسائر هؤلاء الناتجة من المضاربة، والهدف هو الاضرار بالاقتصاد السوري. وأكد المصدر أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن مدينة عربية على ساحل البحر الأحمر تعتبر مركزاً للجهد المالي المعادي للاقتصاد السوري وتمويل المضاربين.

من جهته، قال محمد غزال، وهو خبير اقتصادي، لـ«الأخبار» إن سعر الصرف الطبيعي والمتوازن، بناءً على المعطيات المرتبطة بالاقتصاد السوري والظروف السياسية المحيطة ينبغي ألا يتجاوز سقف الـ70 ليرة مقابل الدولار، بعد احتساب تراجع إيرادات النفط نتيجة العقوبات والانكماش الاقتصادي.

وأضاف غزال أن الدور الذي ينبغي على المصرف المركزي القيام به، هو إعادة الثقة إلى الليرة السورية، وصغار المودعين، الذين أقبلوا على تحويل عملات أجنبية وذهب إلى ليرة سورية، لإيداعها في المصارف الحكومية دعماً للاقتصاد الوطني، لافتاً إلى أن تلك الشريحة تضررت بشدة نتيجة انخفاض قيمة العملة .

وانخفض سعر صرف الدولار نهاية الأسبوع الماضي خلال أقل من 24 ساعة من 103 ليرات إلى 80 ليرة، الأمر الذي عزاه غزال إلى تأكيد فكرة أن هذا السعر وهمي، ومرتبط بالمضاربة، والبعد النفسي لدى شريحة واسعة من المواطنين نتيجة التأثر بأخبار الفضائيات عن قرب انهيار لليرة. وأشار إلى أن الصناعيين والتجار أحجموا عن البيع والشراء بهذا السعر لمعرفتهم بكونه غير طبيعي، ولثقتهم بأن السلطات المالية ستسارع إلى إعادته إلى حدود التوازن منتقداً تأخرها في ذلك.

من جهته، قال رئيس غرفة صناعة حلب، فارس شهابي، إن من أهم مطالبنا كفعاليات اقتصادية الحفاظ على سعر مستقر لليرة وتثبيته.

العقوبات تُصيب اقتصاد الناس… لا حيتان السوق

العصر الذهبي للاقتصاد السوري قد ولّى، وكذلك «استراتيجية الباب الخلفي في السياسة الخارجية»، التي حققت استقراراً في المرحلة السابقة؛ فالعقوبات الدولية ستؤذي من دون أدنى شك الاقتصاد، لكن يبدو أن من سيدفع الفاتورة هو عامة الشعب

محمد الشلبي

دمشق | لم تعد الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد السوري خافية على أحد. فعلى الرغم من محاولة الحكومة السورية عام 2005 فك ارتباط العملة الوطنية بالدولار الأميركي، والتعامل باليورو، على أثر العقوبات التي أقرّها مجلس الأمن بعد اتهام النظام السوري باغتيال الرئيس رفيق الحريري، إلا أنّ تعدّي سعر صرف الدولار ضعف ما كان عليه قبل أشهر قليلة، يمكن اعتباره مؤشراً خطيراً يُنبئ باقتراب الكارثة التي يخشاها السوريون، بعدما فقدت عملتهم حوالى 35 إلى 50 في المئة من قيمتها الشرائية، مع احتمال ازدياد هذه النسبة خلال الفترة المقبلة.

وفي قراءة سريعة لتاريخ الأزمات الاقتصادية في سوريا، نجد أن النظام نجح سابقاً في استثمار الأزمات السياسية في المنطقة، وجيّرها لمصلحته. ففي عام 1967 تلقّى النظام أموالاً طائلة من الدول العربية، على اعتبار أنه كان في حالة حرب مع الكيان الصهيوني، هذا ما تكرر أيضاً عام 1973 في حرب تشرين، وعام 1976 عندما دخلت القوات السورية إلى لبنان، بمباركة عربية ودولية.

وفي عام 1982، ضمن الرئيس الراحل حافظ الأسد إعفاءً كاملاً من ديونه للاتحاد السوفياتي السابق، عندما تصدّت قواته للغزو الإسرائيلي في لبنان، ولقاء تأييد معلن لغزو القوات السوفياتية لأفغانستان. كذلك تلقّى النظام عام 1991 دعماً مالياً كبيراً من دول الخليج، تحديداً من دولة الكويت، كرد جميل على دعم قوى التحالف الدولية في حربها على العراق الذي غزا الكويت في ذلك الوقت. أما شهر العسل للاقتصاد السوري فقد بدأ عام 1997 عندما بدأت تتدفق أموال العراق إلى الأراضي السورية، بعد العقوبات الجائرة التي فرضها المجتمع الدولي على بلاد الرافدين.

قبل بداية الأحداث السورية في 15 من آذار الماضي، كان الاقتصاد السوري يعيش مرحلته الذهبية، هذا ما كان يعلنه بشكل غير مباشر ثبات سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار وبقية العملات الأجنبية الأخرى، وازدياد عدد البنوك الخاصة، وافتتاح بورصة دمشق للأسهم. لكن على الرغم من كون سوريا بلداً صغير بالمساحة وعدد السكان، والمواد الخام الموجودة فيه قليلة نسبياً مقارنة بدول الجوار، كانت البنوك السورية تكدّس في خزائنها ثالث أكبر احتياطي من النقد الأجنبي في العالم العربي، يقدر ما بين 12 و 17 مليار دولار. وإذا ما قورنت هذه الأرقام بحجم التداول بين حجم المدخرات، وبين حجم الصادرات، تكون النتيجة أن المدخرات تعادل حجم المستوردات الداخلة إلى السوق السورية خلال حوالى 8 أشهر، وهي المدة الزمنية نفسها التي احتاج إليها الاقتصاد السوري للدخول في مرحلة الانهيار السريع لسعر الليرة السورية خلال الشهرين الماضيين.

ويشير خبراء ومحللون اقتصاديون لـ«الأخبار» إلى أن أحد أهم عوامل استقرار الاقتصاد السوري، خلال العشرة أعوام الماضية، هو قدرة النظام على التخلص من نسبة كبيرة من ديونه الواجب دفعها إلى دول المنظومة الاشتراكية سابقاً. واستطاع تكريس «استراتيجية الباب الخلفي في السياسة الخارجية» التي حققت استقراراً اقتصادياً وسياسياً، ما جعل أصحاب القرار السياسي في سوريا يتجاهلون تماماً مسألة الإصلاحات السياسية والاجتماعية والديموقراطية الداخلية، وكأن لسان حالهم يقول «ما دام الاقتصاد بخير، ونحن قادرون حتى اللحظة على السيطرة عليه، فما حاجتنا إذاً إلى جميع الإصلاحات التي من الممكن أن تضرّ بمصالحنا ونفوذنا؟».

لا يستبعد معارضون للنظام أن يكون السبب الرئيسي لاشتعال الانتفاضة اقتصادياً، بعدما ضاقت الطبقة الفقيرة والمتوسطة ذرعاً ببنية المجتمع السوري الآخذة في التزايد العددي، إضافة إلى بقية العوامل الأخرى مثل غياب الديموقراطية، وانعدام حرية التعبير أو وجود قانون إعلام أو انتخابات، عادل. وكان السوريون يأملون بإحداث تغيير مع وصول الرئيس السوري الشاب بشار الأسد إلى الحكم، لكن بقيت مسوّدات القوانين والإصلاحات حبيسة الأدراج لسنوات طويلة جداً، واستعيض عنها بعملية ترقيع.

في الشهرين الأخيرين، فقدت العملة حوالى 40 في المئة من قيمتها الشرائية. أما أسعار جميع المواد الغذائية والسلع المختلفة، فقد ارتفعت بدورها بشكل جنوني.

ولا تستبعد مجموعة من شباب جامعة دمشق أن تأخذ الحرب على سوريا شكل «الحصار الاقتصادي الذي سيكون أصعب بكثير من الذي عاشه آباؤنا في ثمانينيات القرن الماضي». ويقول طالب الاقتصاد عيسى: «العقوبات الاقتصادية متوقعة بشدة، بعدما فشل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار إدانة للنظام السوري. وبغض النظر عن طبيعة العقوبات الاقتصادية وفحواها وطبيعتها، فإن الشعب السوري هو المتضرر الأول والأخير منها».

أما زميله أحمد، طالب اللغة الإنكليزية، فبدأ كلامه غاضباً منفعلاً «هل تجويع الشعب السوري هو ما يريده المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية؟ هل العقوبات الاقتصادية ستحجم أعمال من نهب ولا يزال ينهب جيوب السوريين يومياً؟ كل هذه الإجراءات والعقوبات الاقتصادية لن تؤثر على النظام السوري ورجالاته، إنما نحن فقط من سيدفع فواتيرها».

  فقدان اثر صحافيين تركيين في سوريا

أ. ف. ب.

اسطنبول:  اعلنت صحيفة ميلات الاربعاء ان صحافيين تركيين فقد اثرهما في سوريا وطلبت مساعدة الحكومة التركية للعثور عليهما.

واوضحت الصحيفة في بيان مقتضب انها لم تتلق اي اخبار منذ خمسة ايام عن الصحافي ادم اوزكوسي والمصور حميد جوشكون.

وجاء في البيان ان الصحافيين اتصلا بالصحيفة في 9 اذار/مارس وقالا انهما في ادلب شمال غرب سوريا قرب الحدود التركية التي سيطر عليها الجيش السوري.

وقد سيطر الجيش السوري مساء الثلاثاء بشكل كامل على مدينة ادلب (شمال غرب) بعد انسحاب الجيش السوري الحر منها.

واضافت الصحيفة “نتوقع بيانا عاجلا من السلطات السورية” حول مكان وجود الصحافيين كما طلبت مساعدة وزارة الخارجية التركية في تحديد مكانهما.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان وزارته تبذل “جهودا مكثفة” لايجاد الصحافيين كما افادت شبكة “ان تي في” التركية.

وحذر من ان “الوضع الانساني يتدهور في سوريا”.

اعتصام لمئات المحامين في حلب تضامنًا مع المدن المنكوبة

أ. ف. ب.

دمشق: أفاد الناشط السوري والمحامي ابراهيم ملكي في اتصال مع وكالة فرانس برس الاربعاء ان نحو 500 محام شاركوا في اعتصام تضامني مع “المدن المنكوبة” و”من اجل حرية الشعب” في سوريا في القصر العدلي في حلب (شمال) تم فضه بالقوة.

وروى ملكي ان “عناصر من الشرطة المكلفة حماية القصر العدلي في حلب وموظفيه اعتدوا بالضرب على اعتصام قام به نحو 500 محام من اجل حرية الشعب السوري وكرامته وتضامنا مع المدن المنكوبة، وعملوا على تفريقهم”، لافتا الى اصابة المحامي عبد الله كرمو في وجهه.

واعتبر الناشط هذا التصرف “سابقة خطيرة”، قائلا “لا يمكن ان يتعرض المحامون للضرب والتهديد بالسلاح فيما هم يقومون بواجبهم في الدفاع عن حقوق الناس”.  واكد ان ذلك يدل على ان “السلطة القضائية غير مستقلة وهي مرتبطة بالنظام قلبا وقالبا ولا تراعي كرامة وحرية المحامين اثناء ممارستهم لمهمتهم”.

ولفت ملكي الى ان “اعتصام المحامين كان سلميا هتفوا خلاله بشعارات تنادي برفع يد السلطة عن المصابين وعن المدن المنكوبة. كما طالبنا باطلاق المعتقلين وخصوصا الزميلين سلام عثمان وعبد السلام اطرش”.

واعتقل المحاميان اطرش وعثمان في ايلول/سبتمبر، ولم يعرف عنهما شيئا منذ ذلك الوقت، بحسب ملكي (اكرر ملكي)، وذلك “رغم محاولات عدة لمعرفة مصيرهم”. واوضح ان عثمان “اعتقل في منزله في بلدة الباب في ريف حلب على خلفية مشاركته في الاحتجاجات” ضد النظام، بينما اعتقل عبد السلام اطرش “من مدينة حلب في منزله ولم تعرف الاسباب”.

يذكر ان مئات المحامين اعتصموا في 27 تموز/يوليو 2011 في القصر العدلي في حلب للتاكيد على حرمة الدم السوري والمطالبة باستقلالية نقابة المحامين، حسبما افاد ناشط حقوقي. وافاد الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في حينه ان “المحامين اعتصموا للمطالبة باستقلالية النقابة والتاكيد على حرمة الدم السوري، هاتفين النقابة حرة حرة والشبيحة تطلع برة”.

عشرات الجثث المشوهة أو المحروقة في حمص

أ. ف. ب.

بيروت: أفاد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله الاربعاء عن وجود “عشرات الجثث المشوهة والمحروقة” في شوارع كرم الزيتون في مدينة حمص (وسط)، متهما قوات النظام بارتكاب العديد من المجازر في المدينة لم يكشف عنها بعد.

وقال العبدالله “هناك العشرات من الجثث المرمية في شوارع حي كرم الزيتون في حمص، نعرف من شهود من الجيش السوري الحر ومن سكان نزحوا من المنطقة انها محترقة او مشوهة بادوات حادة”. واضاف “اننا شبه متأكدين من ان قوات النظام ارتكبت مجازر عديدة منذ دخولها حمص لم يكشف عنها بعد”.

وذكر ان الجيش الحر “تمكن، خلال عمليات تسلل الى بعض اطراف كرم الزيتون امس الثلاثاء، من سحب 14 جثة من الشارع، لكن لا يزال هناك الكثير من الجثث التي لا يمكن الوصول اليها”. وقال العبدالله ان “عدد الضحايا اكبر بكثير مما هو معلن”، مضيفا “بعد دخول القوات النظامية الى باب عمرو وغيرها من احياء حمص، بات الدخول والخروج من هذه الاحياء شبه مستحيل”.

وردا على سؤال عن “المجزرة” التي كشفت عنها الاربعاء وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” في حي كرم اللوز في حمص، قال انه “لا يملك معلومات كافية”، مضيفا “لكننا منذ اليوم الاول توقعنا مثل هذه التمثيليات من التلفزيون السوري والاعلام السوري”.

ودخلت القوات النظامية في الاول من آذار/مارس حي بابا عمرو في حمص الذي حاصرته وقصفته لمدة اربعة اسابيع قبل ذلك، وتمكنت منذ ذلك الحين من السيطرة على اكثر من سبعين في المئة من المدينة تقريبا.

وعثر الاحد على خمسين جثة لنساء واطفال في حي كرم الزيتون مقتولين ذبحا او طعنا، وقال ناشطون انها “مجزرة” ارتكبها النظام الذي اتهم من جهته “مجموعات ارهابية مسلحة” بالجريمة. واعلنت السلطات السورية مساء الثلاثاء ان “مجموعات ارهابية مسلحة” ارتكبت مجزرة في حي كرم اللوز في حمص (وسط) اودت بحياة 15 شخصا بينهم امراة واطفالها الاربعة.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية ان “المجموعات الارهابية المسلحة ارتكبت مجزرة في حي كرم اللوز بمدينة حمص بحق مواطنين ابرياء حصدت ارواح 15 شخصا بينهم امراة واطفالها الاربعة بعد اقتحام المنازل ونهبها بالكامل”.

وقال العبدالله “منذ ان كشفنا اننا سحبنا الجثث من كرم الزيتون، بدأ النظام يقصف بانتظام مدخل الحي لمنع سحب مزيد من الجثث”. وسأل “اذا كان صحيحا ان مجموعات ارهابية مسلحة هي التي اقترفت المجزرة، فلم لم يكشف عنها الاعلام السوري قبل ان ننشر نحن الصور؟”.

واكد ان “كل العوائل التي استهدفت بالمجازر هي معارضة للنظام وكانت تشارك في التظاهرات”، مشيرا الى وجود عدد كبير من العائلات “المفقودة التي لا يمكن الاتصال بها ولا يعرف عنها شيء”.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس من بريطانيا ان “هناك حالة نزوح كبيرة للعوائل بالمئات من كل مناطق حمص خوفا من انتقام الشبيحة الذين يتصرفون بعنجهية وكانهم انتصروا على اسرائيل”، على حد تعبيره.

وقال عبد الرحمن “لا نعرف الكثير عن مصير عوائل في حمص قد يكون اعتقل افرادها او قتلوا او نزحوا الى اماكن لا نعرفها”. واشار الى ان الحصول على معلومات من حمص “شبه مستحيل، لان قوات النظام لا تسمح لاحد بالدخول الى هناك”. واضاف “هم الوحيدون المسيطرون على المنطقة ولا نعرف مصداقية اي شيء يتحدثون عنه”.

ممارسات التعذيب بلغت مستويات غير مسبوقة في سوريا

برلين: تقارير العفو الدولية حول سوريا مثيرة للصدمة

 من جانبها، أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير صادر الاربعاء ان التعذيب يمارس على نطاق واسع يصل الى “مستويات غير مسبوقة” في مراكز الاحتجاز في سوريا منذ سنة. واعتبرت منظمة العفو ان “الإفادات والشهادات التي أدلى بها الناجون من ضحايا التعذيب تقدم دليلا اضافيا على ما يرتكب من جرائم ضد الإنسانية في سوريا”.

واكدت ان “من وقعوا ضحية لموجة الاعتقالات العارمة التي أعقبت اندلاع الانتفاضة السورية (وجدوا) أنفسهم رهائن كابوس رهيب في عالم تسوده ممارسات التعذيب المنهجية”.

وقالت المنظمة “لقد وصل حجم التعذيب وغيره من ضروب الإساءة في سوريا إلى مستويات غير مسبوقة خلال سنوات، ليعيد ذكريات حقبة مظلمة سادت البلاد خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي” في ظل حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد.

ونقل التقرير الذي يحمل عنوان “لقد أردت الموت: ضحايا التعذيب في سوريا يتحدثون عن محنتهم” والصادر بمناسبة مرور سنة على اندلاع الاحتجاجات في سوريا، افادات شهود او ضحايا التقى بهم باحثو المنظمة في الاردن في شباط/فبراير الماضي.

ويوثق التقرير “31 أسلوبا من أساليب التعذيب وغيره من ضروب الإساءة المتبعة في سوريا، والتي تمارسها قوات الأمن والجيش والعصابات المسلحة المؤيدة للحكومة والمعروفة باسم +الشبيحة+”، بحسب المنظمة.

وقالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو آن هاريسون ان تجربة الاعتقال “أضحت بمثابة كابوس رهيب في عالم يملؤه التعذيب المنهجي المنظم”. وأضافت ان نظام الاحتجاز والاستجواب المتبع يهدف الى “إهانة الضحايا وإذلالهم وترهيبهم بغية حملهم على التزام جانب الصمت”.

وروى العديد من الضحايا بحسب التقرير ان الضرب المبرح يبدأ لحظة الاعتقال، ثم “يتكرر الأمر بوحشية، وخاصة باستخدام العصي وأعقاب البنادق والسياط وبقبضات اليدين والأسلاك المجدولة، لدى وصول المعتقلين إلى مراكز الاعتقال”.

واضاف التقرير انه “غالبا ما يجري تجريد القادمين الجدد من ملابسهم ليتركوا قرابة 24 ساعة في العراء”. وتحدث التقرير عن أسلوب ما يعرف “بالدولاب” حيث “يجبر الضحية على اتخاذ وضعية إطار السيارة وتعليقه أو رفعه مع استمرار ضربه وبخاصة باستخدام الكابلات أو العصي”.

 ولاحظ التقرير “تزايد عدد الروايات والتقارير التي تتحدث عن استخدام اسلوب “الشبح”، حيث يتم تعليق الضحية بخطاف، أو مقبض باب، ورفعه بشد قيود يديه بحيث تبقى القدمان بالكاد تلامسان سطح الأرض، أو بوضعية تسمح بملامسة أصابع القدمين فقط للأرض. ومن ثم تتعرض الضحية للضرب المبرح”.

ونقل التقرير عن كريم (18 عاما) الطالب من منطقة الطيبة بمحافظة درعا، “كيف قام مستجوبوه باستخدام الكماشة لسلخ لحم جسده عن ساقيه أثناء احتجازه في فرع المخابرات الجوية بدرعا خلال كانون الأول/ديسمبر 2011”.

وتحدث التقرير عن “التعذيب بالصعق الكهربائي (الذي) أصبح واسع الانتشار خلال الاستجواب” وعن تحدث المعتقلين عن “ثلاثة من أساليب التعذيب على وجه الخصوص، أولها، غمر الضحية أو أرضية الزنزانة بالماء، ومن ثم تمرير شحنة تيار كهربائي في الماء المسكوب لصعق الضحية، وثانيها الكرسي الكهربائي حيث يتم وصل أقطاب كهربائية بجسم الضحية، وثالثها استخدام القضبان الكهربائية مدببة الرأس (المهماز الكهربائي)”.

وقال التقرير “يبدو أن جرائم التعذيب القائمة على النوع الاجتماعي وغيرها من الجرائم التي تنطوي على عنف جنسي قد أضحت أكثر شيوعا خلال العام الماضي” ونقل شهادة معتقل قال انه ارغم على “مشاهدة عملية اغتصاب سجين آخر” خلال استجوابه في فرع المخابرات العسكرية في كفر سوسة بدمشق خلال تموز/يوليو 2011.

وكررت المنظمة “الدعوة إلى إحالة ملف الأوضاع في سوريا إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، غير أن العوامل السياسية قد حالت حتى الساعة دون إتمام هذا الأمر”، مشيرة الى معارضة روسيا والصين لاصدار اي قرار دولي يدين النظام السوري.

وفي ضوء ذلك قالت المنظمة انها تأمل ان “يمدد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التفويض الممنوح للجنة التحقيق الأممية المعنية بسوريا، وتعزيز قدراتها في مجال رصد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم التي تخالف نصوص وأحكام القانون الدولي وتوثيقها والإبلاغ عنها، وذلك بهدف مقاضاة المسؤولين عن ارتكاب تلك الجرائم والانتهاكات”.

وقالت هاريسون “نحن نعتقد جازمين أن المحكمة الجنائية الدولية تمثل أفضل الخيارات المتاحة بغية ضمان محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم الخطيرة بحق الشعب السوري”. ولم توقع سوريا على اتفاقية انشاء المحكمة الجنائية الدولية.

وعلى الرغم من ذلك قالت هاريسون انه ينبغي ان يتم التأكيد على ان “المسؤولين عن جرائم التعذيب – وخصوصا أصحاب المناصب القيادية منهم – وبما لا يدع مجالا للشك لديهم أنهم ماثلون أمام عدالة المحاكم لا محالة، وذلك لمحاسبتهم على ما ارتكب من جرائم خلال فترة شغلهم لمناصبهم وعلى مرأى ومسمع منهم”.

واكد التقرير ان الشهادات تستند الى مقابلات اجريت مع عشرات السوريين الذين “فروا إلى الأردن هربا من العنف الدائر في سوريا، بمن فيهم 25 شخصا ممن زعموا تعرضهم للتعذيب وغيره من ضروب الإساءة في الحجز قبيل فرارهم”.

ويضم التقرير “شهادات 19 من ضحايا التعذيب” اكثر من نصفهم من “محافظة درعا (والباقون) من دمشق وريفها، وحماه وحمص واللاذقية والسويداء وطرطوس”. وسقط اوائل قتلى الانتفاضة السورية في درعا حيث انطلقت مسيرات الاحتجاج على النظام في منتصف اذار/مارس 2011. واكدت منظمة العفو ان لديها صورا للاصابات التي لحقت بضحايا التعذيب في سوريا، واعدت خارطة تفاعلية على موقعها توثق “الانتهاكات الحقوقية في سياق الانتفاضة الشعبية”.

القوات السورية سيطرت على مدينة إدلب بشكل كامل

أ. ف. ب.

بيروت: سيطر الجيش السوري سيطرة كاملة على مدينة ادلب في شمال غرب سوريا، بعد هجوم بدأ منذ اربعة ايام ودفع الجيش السوري الحر الى الانسحاب، بحسب ما قال ناشط في المدينة لوكالة فرانس برس اليوم الاربعاء.

وقال نور الدين العبدو من المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ادلب “منذ مساء امس توقفت المعارك، الجيش السوري الحر انسحب، والجيش النظامي اقتحم كل المدينة وفتش كل البيوت بيتا بيتا ولا تزال المداهمات مستمرة هذا الصباح”.

واوضح العبدو ان الجيش السوري الحر “فضل الانسحاب، والجميع يعلم انه لا يستطيع مواجهة الجيش” وقوته النارية. وذكرت صحيفة “الوطن” السورية الصادرة الاربعاء ان “وحدات الجيش وحفظ النظام والأمن انهت عمليات تمشيط الأحياء الوسطى والشمالية من مدينة إدلب حيث تتركز أغلب المجموعات المسلحة فيها”.

واضافت ان “معظم المسلحين انسحبوا من هذه الأحياء قبل يوم او يومين من وصول هذه الوحدات، وأن التفتيش تم بشكل هادىء ومن دون أي مقاومة تذكر”. ونقلت عن مصدر مسؤول انه “ألقي القبض على عشرات المسلحين والمطلوبين خلال محاولتهم الهروب من المدينة متنكرين باللباس النسائي”.

وكانت الصحيفة نفسها ذكرت الثلاثاء ان “العملية الأمنية” التي وصفتها ب”النوعية والواسعة” في مدينة ادلب “انتهت في وقت قياسي وأن عمليات مقاومة وحدات الجيش مسألة غير مجدية ولا يمكن أن تحقق بقاء للمسلحين فيها”.

واشارت الى “تكبيد المجموعات المسلحة خسائر بشرية ومادية كبيرة”. وجاءت السيطرة على ادلب بعد اسبوعين من دخول حي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط) الذي تعرض قبل الاقتحام لحملة عنيفة من القصف على مدى اربعة اسابيع تقريا من قوات النظام.

واشار العبدو الى ان ادلب لم تكن مجهزة كما بابا عمرو الذي تلقى كميات كبيرة من السلاح، لا سيما من شمال لبنان الحدودي مع محافظة حمص. وقال ان عناصر الجيش الحر الذين كانوا في ادلب “كانوا يحاربون بشكل خاص بالاسلحة التي حملوها معهم” لدى انشقاقهم عن الجيش.

وعن الوضع في المدينة اليوم، قال العبدو ان “كثيرين تمكنوا من الهرب”، مشيرا الى ان “من بقي من الناس يلزمون منازلهم، لانهم مصابون بالرعب”. واشار الى ان “الاشخاص الذين يهربون يفعلون ذلك ليلا، خوفا من رصاص القناصة”.

في ريف ادلب، ذكرت صحيفة “الوطن” السورية ان “عمليات الجيش تتواصل بشكل واسع في مدن معرة مصرين وأريحا ومعرة النعمان وريفها الغربي، اضافة الى عدد من قرى جبل الزاوية حيث تقوم وحدات الجيش بملاحقة المجموعات المسلحة في المناطق الجبلية”.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء ان ناشطا وعنصرين منشقين قتلوا في قرية بسامس في جبل الزاوية في ريف ادلب في اطلاق نار من القوات النظامية التي تشتبك مع مجموعات منشقة. وبلغت حصيلة العنف في سوريا الثلاثاء 79 شخصا هم 42 جنديا وعنصر امن و34 مدنيا وثلاثة منشقين، بحسب المرصد السوري.

لافروف ينتقد الأسد بسبب التأخير في تطبيق الإصلاحات

أ. ف. ب.

موسكو: انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء الرئيس السوري بشار الاسد بسبب “التاخير الكبير” في تطبيق الاصلاحات لانهاء الازمة في سوريا. وقال لافروف خلال جلسة اسئلة واجوبة في مجلس الدوما (البرلمان) ان نظام الاسد “اعتمد اصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية، ولكن ذلك تأخر كثيرا”.

واضاف “للاسف كل نصائحنا لم تطبق حتى الان في الوقت اللازم على الاطلاق”. وتابع “هدفنا هو تحقيق السلام في سوريا وانقاذ ارواح وتفادي انفجار طائفي في منطقة الشرق الاوسط”. واكد “اننا لا ندافع عن النظام بل عن الحق، عن حق السوريين السيادي في تقرير خيارهم بانفسهم بطريقة ديموقراطية”.

وتابع “اننا نؤيد وقف اطلاق النار الفوري وبالتنسيق مع جميع الاطراف تحت اشراف دولي حيادي”. واكد من جهة اخرى ان الاسلحة التي باعتها روسيا لسوريا لا تستخدم ضد المدنيين. وقال “اننا لا نسلم سوريا اسلحة تستخدم ضد المتظاهرين والمدنيين. ما نبيعه لسوريا اسلحة ضرورية للدفاع الوطني والامن القومي”.

وأعلن لافروف أمس أنّ روسيا تريد اقناع سوريا بقبول مراقبين دوليين مستقلين يتولون مراقبة وقف “متزامن” لاعمال العنف من الجانبين. وقال لافروف إن روسيا درست هذا الاقتراح مع دول الجامعة العربية والامم المتحدة حيث بحث مجلس الامن الدولي الاثنين الازمة السورية.

واضاف لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفيليبيني البرت ديل روزاريو ان “الهدف هو ان يدرك الجانبان ان هناك مراقبين دوليين مستقلين لمراقبة تطبيق هذا المطلب، وسنقوم بصياغة هذا المطلب من اجل وقف اطلاق نار فوري”.

وتابع “يجب ان يتم هذا الامر بشكل متزامن. لا يمكننا مطالبة الحكومة بمغادرة المدن والقرى في حين ان المجموعات المسلحة لا تقوم بالشيء نفسه”. وقال ان “الانسحاب الاحادي الجانب للقوات الحكومية غير واقعي على الاطلاق. لن تقوم السلطات السورية بذلك، شئنا ام ابينا”.

وتسعى روسيا الى ان تضع على المستوى نفسه اعمال العنف التي يقوم بها النظام وتلك التي تقوم بها المعارضة السورية المسلحة، الا ان البلدان الغربية ترفض هذا المسعى. ودعا وزيرا الخارجية الفرنسي والبريطاني آلان جوبيه ووليام هيغ الاثنين روسيا للانضمام الى البلدان الغربية في ادانة النظام السوري. وقد عرقلت روسيا، العضو الدائم في مجلس الامن، مع الصين حتى الان قرارين لادانة عمليات القمع التي يقوم بها نظام بشار الاسد.

ورفضت موسكو صيغة اميركية جديدة في مجلس الامن تطالب النظام السوري بوقف “فوري” لاعمال العنف وتدعو المعارضة الى “الامتناع عن القيام بأي عمل عنف” اذا ما امتثلت السلطة مطالب هذاالقرار.

واتفقت روسيا والبلدان العربية السبت على خمس نقاط تدعو اولا الى “وقف العنف من اي مصدر كان”.

الصين تدعو إلى تلبية مطالب الشعوب العربية بالديموقراطية

إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الاربعاء الى الاستجابة لمطالب الشعوب العربية بالديموقراطية، في تصريحات ادلى بها خلال مؤتمر صحافي. وقال وين جياباو لدى اختتام الدورة السنوية للبرلمان الصيني “يجب احترام مطالب الشعوب العربية بالديموقراطية والاستجابة لها، واعتقد انه لا يمكن لاي قوة كبح هذه النزعة الى الديموقراطية”.

لكن حين سئل عن الوضع في سوريا، جدد التاكيد على الموقف الصيني الداعي الى حل سياسي للازمة في هذا البلد والرافض لاي تدخل اجنبي، مؤكدا ان هذا الموقف غير منحاز. وتابع ان الصين تدعم مهمة موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان وتشعر بـ “تعاطف كبير حيال الوضع الانساني اليائس” الذي يعاني منه الشعب السوري. واكد ان بكين التي تواجه انتقادات شديدة تاخذ عليها دعمها للنظام في سوريا، تنشط في هذا الملف.

وتبذل الصين جهودا للدفاع عن موقفها بعدما انتقدتها عدة دول لانها استخدمت حق النقض مع روسيا ضد مشروعي قرار في مجلس الامن يدينان القمع في سوريا الذي اوقع قرابة 8500 قتيل منذ اندلاع التظاهرات المعادية لنظام الرئيس بشار الاسد قبل نحو عام، بحسب حصيلة المرصد السوري لحقوق الانسان. ووضعت الصين خطة من ست نقاط تدعو الى وقف فوري لاطلاق النار في سوريا واجراء مفاوضات بين اطراف النزاع مع رفض اي تدخل اجنبي.

أنان: «حلول أخرى» إذا رد الأسد سلبيا.. وتركيا: احذر ألاعيبه

مجزرة في إدلب.. والأمم المتحدة: ربع مليون سوري هجروا منازلهم * العربي يطالب بتحقيق دولي «في جرائم الأسد» * روسيا تؤكد التزامها بتسليح الأسد

بيروت: ثائر عباس وبولا أسطيح وصهيب أيوب لندن: نادية التركي ـ واشنطن: هبة القدسي القاهرة: سوسن أبو حسين

قال المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان، أمس، في إسطنبول، إنه قدم «مقترحات محددة» للأسد ينتظر إجابة عنها ليلا (أمس)، ورغم كونه لم يكشف طبيعة المقترحات فإنه أوضح أن هناك «حلولا أخرى من قبل المجتمع الدولي»، في حال أتى جواب دمشق سلبيا.

وبينما قالت مصادر تركية إن المقترحات تتعلق «بسحب القوات العسكرية من المدن والبلدات، والسماح للمتظاهرين بالتعبير عن رأيهم، وإطلاق حوار جدي برعاية الجامعة العربية والأمم المتحدة»، حذرت أنقرة أنان من «ألاعيب النظام السوري ومحاولته شراء الوقت».

وقال مصدر قريب من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لـ«الشرق الأوسط» إن الأخير نبه أنان إلى ضرورة «عدم السقوط في فخ إيجابيات الأسد»، موضحا له أن الأتراك عانوا هذه «الإيجابية» كثيرا.. و«(وزير الخارجية التركي أحمد) داود أوغلو قد يكون خير من يخبرك عن ذلك».

وفي غضون ذلك، ارتكبت قوات الأمن السورية «مجزرة جديدة»، أمس، في إدلب، حين أعدمت أربعين شخصا بجوار جامع بلال بالمدينة، بعدما تجمعوا للتعرف على جثث جرى إعدامها في وقت سابق. وبينما تشير الأمم المتحدة إلى أن نحو 230 ألفا من السوريين هجروا منازلهم بسبب أعمال العنف الأخيرة، طالب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أمس، بـ«تحقيق دولي» في الجرائم ضد المدنيين السوريين خصوصا في حمص وإدلب.

من جهة أخرى، وفي الوقت الذي أعرب فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن دهشته إزاء ما وصفه بدعوة القيادة القطرية إلى التدخل في سوريا، وطالب بعدم تسليح المعارضة والتزام الطرفين المتزامن بوقف إطلاق النار، أكد مسؤول عسكري روسي بارز أمس أن موسكو ستلتزم بتنفيذ كل العقود المبرمة سابقا بشأن توريد المعدات العسكرية إلى دمشق.

مجزرة جديدة في إدلب توقع 40 قتيلا وقصف عنيف على حمص

منشقون ينصبون كمائن لقوات الأمن في عدة محافظات

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات الأمن ارتكبت «مجزرة جديدة» أمس في إدلب حين أعدمت أربعين شخصا بجوار جامع بلال بالمدينة، بعدما تجمعوا للتعرف على جثث جرى إعدامها في وقت سابق.. وذلك بعد يوم واحد من مجزرة حمص التي راح ضحيتها 52 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز إجمالي عدد الضحايا أمس حاجز المائة قتيل.

وقال ناشطون إن «قوات الأمن قتلت سبعة أشخاص كانوا يحاولون الفرار إلى بلدة بنش بإدلب، وحين جاء سكان الحي للتعرف على الجثث عاجلهم الأمن والشبيحة بوابل من الرصاص مما أدى إلى مقتل أربعين شخصا على الأقل».

وذكرت الهيئة العامة أن عددا آخر من القتلى سقطوا أمس جراء القصف العنيف الذي استهدف الحي الشمالي في إدلب، حيث تجدد القصف العنيف على معظم أحيائها لليوم الرابع على التوالي. وتحدث ناشطون عن فرض حظر التجول في المدينة وتعرض قرية البارة بجبل الزاوية لقصف عنيف من المدفعية الثقيلة، بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر والجيش الحكومي.

أما في ريف إدلب (شمال غرب)، فذكر المرصد السوري أنّه «قُتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من القوات النظامية إثر هجوم نفذته مجموعة منشقة على حاجز شعبة حزب (البعث العربي الاشتراكي) في مدينة معرة النعمان»، كما أفاد عن مقتل شخص في مدينة معرة النعمان «إثر إطلاق نار رشاشات ثقيلة تتعرض له المدينة من قبل القوات السورية منذ يوم أمس». ولفت المرصد إلى العثور على جثامين ستة أشخاص قرب قرية معرة شورين ووفاة شخص في سرمين متأثرًا بجراح أصيب بها.

وفي سياق متصل، أوضح المرصد أن مجموعة منشقة استهدفت آليات عسكرية ثقيلة بمدينة خان شيخون بإدلب عند مفرق بلدة التماتعة مما أدى لتدمير آليتين والاستيلاء على أخرى. وقال ناشطون إن قوات النظام قامت بشن حملات نهب وحرق لمنازل الناشطين والمحلات التجارية في حيي الثورة والضبيط في محافظة إدلب.

وفي حمص، وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط ثمانية قتلى بينهم سيدة، لافتة إلى أن حي جب الجندلي في حمص يتعرض لقصف عنيف مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وجرح آخرين.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن أحياء عشيرة وباب السباع وكرم الزيتون والعدوية تشهد حالة نزوح كبيرة بعد الكشف عن المجزرة التي راح ضحيتها نحو خمسين طفلا وامرأة في حي كرم الزيتون.

وتحدث الناشط أنس أبو علي من حمص لـ«الشرق الأوسط» عن «حالة غضب عارم تعمّ الأهالي خاصة بعدما وصلت الجرائم لحد قتل الأطفال وانتهاك الأعراض» كاشفا أن «البعض بات يفكر في القيام بعمليات استشهادية»، وأضاف: «لا نلام في حال توجهنا إلى هذا المنحى لأن أعمال هذا النظام باتت تدفعنا للتطرف» معتبرا أن «أميركا وفرنسا شريكتان للنظام في جرائمه» متوعدا الأسد «بحساب عسير».

هذا وشهدت مدينة تلبيسة بريف حمص، وبحسب ناشطين، سقوط 14 جريحا بينهم امرأة وحالتان خطرتان إثر قصف للجيش بشكل عشوائي على المنازل.

وفي درعا وبالتحديد في النجيح، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن سقوط أربعة قتلى وعدد من الجرحى بينهم حالات خطيرة جراء اقتحام البلدة من قبل جيش النظام المدعوم بالدبابات والآليات العسكرية وسط إطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة وحملة مداهمات للمنازل، إضافة إلى انتشار القناصة على مبنى المسجد القديم، في وقت، التزم فيه أهالي وطلاب درعا بإضراب شامل عمّ الكليات والقرى بحيث امتنع الطلاب عن الدوام تضامنا مع المدن المنكوبة.

‎وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أّنّه «قتل أمس 12 من قوات الأمن السورية كانوا في طريقهم لتنفيذ حملة اعتقالات في مدينة داعل الواقعة في ريف درعا (جنوب)، إثر كمين نصبته مجموعة منشقة لحافلة صغيرة كانت تقلهم عند المدخل الجنوبي لمدينة»، مشيرا إلى أنّ «خمسة من العناصر المنشقة جرحوا خلال الاشتباكات التي دارت مع القوات التي وصلت لإخلاء القتلى».

كما قال ناشطون بمحافظة إدلب، حيث تتركز عمليات قوات الجيش النظامي، إن اشتباكات جرت هناك مع جنود منشقين، وقتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من القوات النظامية إثر هجوم نفذته مجموعة منشقة تابعة للجيش الحر على حاجز شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة معرة النعمان. وبالتزامن، استهدف الجيش الحر آليات عسكرية في مدينة خان شيخون بالقرب من حماه وتم إعطاب آليتين والاستيلاء على أخرى.

بينما نقلت صحيفة «الوطن» السورية الموالية للنظام عن مصادر مقربة من السلطة قولها إن «وحدات الجيش أنهت حملة تمشيط وتفتيش واسعة تمكنت من خلالها قتل واعتقال العشرات من المسلحين والمطلوبين في إدلب».

وبينما تحدثت لجان التنسيق عن سقوط قتيلين في حلب، أفادت عن حملة مداهمات واعتقالات نفذتها قوات النظام في دمشق، وبالتحديد في حي العسالي بعد دخول عشرات السيارات المدججة بالعتاد إلى الحي.

كما أفاد مجلس قيادة الثورة بأن كتيبة قاسيون التابعة للجيش الحر استهدفت حاجز الباب الرئيسي لفرع الأمن السياسي بقنبلتين يدويتين وسط ساحة الميسات في دمشق.

وفي بلدة القورية بدير الزور شن الأمن حملة اعتقالات طالت عشرات الناشطين وسط إطلاق الرصاص عشوائيا وإصابة بعض المواطنين. وفي اللاذقية تحدث ناشطون عن حملات مداهمة واعتقالات لأهالي سلمى ودورين، وترافق هذا مع وصول العديد من سيارات الأمن والشبيحة إلى المنطقة.

وتحدث ناشطون عن اقتحام الجيش النظامي لريف دمشق وبالتحديد لمدينة دوما من عدة جهات، وشن فيها حملات دهم واعتقال، فيما شهدت منطقة السيدة زينب حملة طالت أكثر من عشرين شخصا. وقال شهود عيان إن عشرات الدبابات تمركزت في منطقة رنكوس بريف دمشق.

من جانب آخر شهدت منطقة تلكلخ على الحدود مع لبنان إطلاق نار من رشاشات ثقيلة خلال ليل أول من أمس، وقتلت أمس امرأة بنيران قوات الجيش النظامي، كما سقط سبعة قتلى في حمص بنار قوات الأمن والشبيحة في أحياء كرم الزيتون وباب الدريب في مدينة حمص. وبالتزامن، عمّت المظاهرات أكثر من منطقة في سوريا، وبثّت صفحات المعارضة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مقاطع فيديو لمظاهرات جامعية متعددة.

وفي جامعة حلب هاجمت قوات الأمن والشبيحة المظاهرات الطلابية في كلية الآداب والسكن الجامعي وجرى اعتقال العشرات من الطلاب. وقالت لجان التنسيق المحلية إن مظاهرة أخرى خرجت في كلية الهندسة وحصلت اشتباكات مع قوات النظام والشبيحة داخل الحرم أصيب خلالها العشرات من الطلاب.

وفي العاصمة دمشق قام طلاب بالجامعة الدولية الخاصة والواقعة في محافظة درعا برفع علم الاستقلال في الحرم الجامعي، مما أدى إلى استنفار أمني كبير داخل الجامعة. كما خرجت يوم أمس مظاهرتان في جامعة دمشق؛ في كلية الحقوق وفي كلية العلوم وتم تفريقهما بوحشية وجرى اعتقال العديد من الطلاب.

«هيومان رايتس ووتش»: الجيش السوري لغم طرق فرار اللاجئين

مجلس حقوق الإنسان يرسل مراقبين لدول الجوار لتوثيق «الأعمال الوحشية» لنظام الأسد

بيروت: صهيب أيوب

بينما أكد مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أمس أنه سيرسل مراقبين لدول الجوار إلى سوريا لتوثيق «الأعمال الوحشية» التي يقوم بها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قالت «هيومان رايتس ووتش» إن «القوات السورية قد زرعت ألغاما على مقربة من الحدود مع لبنان وتركيا على مدار الأسابيع والشهور الماضية»، وقال الشهود للمنظمة الدولية إنه «قد نتجت بالفعل عن هذه الألغام خسائر في صفوف المدنيين». فيما تشير الأمم المتحدة إلى أن نحو 230 ألفا من السوريين هجروا منازلهم بسبب أعمال العنف الأخيرة.

وقالت «هيومان رايتس ووتش»، بناء على تقارير وشهادات شهود وعاملين في نزع الألغام في سوريا، إنه «على الجيش السوري أن يكف عن استخدام الألغام المضادة للأفراد، وأن يُدرك أن زرع هذه الأسلحة المحرمة دوليا سيضر بسوريا على مدار السنوات القادمة. وقام أفراد على صلة بالمعارضة بنزع وإبطال مفعول ألغام مضادة للأفراد ومضادة للآليات وتبين أنها روسية الأصل».

وقال ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في «هيومان رايتس ووتش» في تصريح له إن «أي استخدام للألغام المضادة للأفراد هو أمر غير مقبول»، مضيفا أنه «لا يوجد أي مبرر على الإطلاق لاستخدام هذه الأسلحة العشوائية من قِبل أي دولة، في أي مكان ولأي غرض».

وأكد مدير مكتب منظمة «هيومان رايتس ووتش» في بيروت نديم حوري، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «سوريا تزرع ألغاما محظورة على الحدود اللبنانية والتركية لمنع عمليات لجوء المدنيين إلى لبنان وتركيا»، مشيرا إلى أن «سوريا لم تنضم إلى معاهدة حظر الألغام، وإن كانت لا ينظر إليها على أنها من الدول المنتجة أو المصدرة للألغام المضادة للأفراد. ويُعتقد أنها استخدمت الألغام المضادة للأفراد للمرة الأخيرة في النزاع مع إسرائيل في لبنان في عام 1982. وليس من المعروف حجم وأصل مخزون الألغام السورية، لكن يُعتقد أنها بالأساس ألغام روسية الصنع، وقد تكون الألغام المضادة للأفراد طراز «بي إم إن – 2» والألغام المضادة للمركبات طراز «تي إم إن – 46»، مضيفا أن «الألغام المضادة للأفراد تُعد أسلحة غير فعالة عسكريا، وتقتل وتصيب المدنيين بالأساس، وهناك 159 دولة انضمت إلى معاهدة حظر الألغام لعام 1997، والتي تحظر بشكل شامل وتام استخدام وإنتاج وتجارة وتخزين الألغام المضادة للأفراد».

وذكر التقرير الذي صدر عن المنظمة أن أول تقارير عن زرع ألغام جديدة على الحدود اللبنانية من قِبل القوات السورية ظهرت في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث قال مسؤول بالحكومة السورية لوكالة أنباء «أسوشييتد برس»: «اتخذت سوريا إجراءات للسيطرة على حدودها، بما في ذلك زرع الألغام».

وفي 9 مارس (آذار) الحالي نشرت صحيفة «واشنطن بوست» صورة لألغام مضادة للأفراد وألغام مضادة للمركبات، وقالت إن «الجيش السوري قد زرعها على مشارف قرية حيط السورية قرب الحدود مع شمال لبنان، ثم نزعها نشطاء سوريون ولبنانيون». ونقل التقرير شهادة صبي يبلغ من العمر 15 عاما من تلكلخ السورية، فقد ساقه اليمنى في انفجار لغم في فبراير (شباط)، حيث قال إنه «في تلكلخ عندما استقبلنا شخصا مصابا من بابا عمرو وهو صديق للأسرة، طلب مني شقيقي المقيم في لبنان أن أنقل المصاب إلى وادي خالد، فانتظرت إلى أن عم الظلام في الخارج، ثم عبرت الحقول الممتلئة بالأشواك مشيا. كنت على مسافة 50 مترا من المكان الذي زرعوا فيه الألغام قبل شهرين. رأيتهم وأخي يزرعون الألغام. كنا على ثقة أنه لا توجد ألغام في المنطقة المليئة بالأكمة لأنهم بعد أن زرعوا الألغام قمنا بتهريب بعض الأشخاص من تلكلخ وحولها، لهذا قررت العبور من هناك. أعتقد أنهم زرعوا ألغاما إضافية. كنت على مسافة 50 أو 60 مترا من نقطة عبور الحدود عندما انفجر اللغم. مات الشخص المصاب وأصبت أنا إصابات بليغة. أخي الذي كان ينتظرني في السيارة رأى الانفجار، فوضعني في السيارة وابتعد بي عن ذلك المكان».

وفي هذا المجال أكد حوري لـ«الشرق الأوسط» أن لبنان لم يصدق على معاهدة حظر الألغام، لكن أشارت الحكومة اللبنانية في ديسمبر (كانون الأول) 2009 إلى أنها «تتطلع للانضمام لمعاهدة حظر الألغام»، وذكرت في أغسطس (آب) الماضي أن «الحكومة اللبنانية لا تستخدم أو تخزن أو تنتج أو تنقل أي ألغام مضادة للأفراد».

وذكر التقرير شهادات عديدة يبدو أنها تؤكد قيام الجيش السوري بزرع ألغام بالقرب من حدود سوريا مع تركيا في العام الحالي، حيث قال شخص من إدلب لـ«هيومان رايتس ووتش»، سبق أن تخصص في نزع الألغام في الجيش السوري، إنه في يناير (كانون الثاني) رأى سكان محليون الجيش السوري يزرع ألغاما في حسانية ودروند وجفتلك، على امتداد دروب وطرق يطرقها اللاجئون حتى يصلوا إلى تركيا. وفي مطلع فبراير قام بزيارة حسانية واكتشف وجود ألغام مزروعة «بين أشجار الفاكهة»، والمسافة التي تفصلها عن خط الحدود 3 أمتار، وذلك في خطين متوازيين، كل خط يبلغ من الطول نحو 500 متر. وقال له سكان القرى إن الجيش أخبر المزارعين بأن دخول منطقة البساتين هذه يتطلب إذنا خاصا منه، لكن لم يقل لهم العسكريون إن المنطقة ملغمة.

وفي بداية شهر مارس قام نازع الألغام ومعه ابن عم وثلاثة متطوعين بإزالة نحو 300 لغم مضاد للأفراد طراز «بي إم إن – 2» من حسانية. وقال أحد سكان بلدة خربة الجوز الحدودية السورية لـ«هيومان رايتس ووتش» إنه «منذ 10 فبراير إلى الأول من مارس رأينا الجيش السوري، نحو 50 جنديا برفقة سيارتين عسكريتين كبيرتين يزرعون الألغام بدءا من خربة الجوز وفي اتجاه الزوف والصوفان. وهناك طريق تقع على الجانب التركي، وقد بدأوا في زرع الألغام على مسافة 20 مترا منها. في منتصف ليل 4 مارس تقريبا، سمعنا لغما ينفجر وتلاه إطلاق للنار لمدة 30 دقيقة من الجانب السوري».

ونقل التقرير شهادة مقاتل من المعارضة السورية في 9 فبراير لصحافي بأنه قد شهد قبل أيام قليلة على قيام الجيش السوري بزرع ألغام على مسار موازٍ للمسار الذي كان يستخدمه للعبور إلى تركيا. وقال المقاتل إن في يناير ارتطمت سيارة في المنطقة الحدودية بين جسر الشغور والزاوية بلغم مضاد للمركبات، مما أدى إلى إصابتين. وضم التقرير شهادة قائد مصاب بالمعارضة السورية من إدلب قال إن «الجيش السوري زرع ألغاما في المناطق التالية على مقربة من الحدود التركية: خربة الجوز، عرمانة، بكفلة، هتيا، دركوش، سلقين، أزميرين». وقال القائد إنه عرف بهذه المعلومات من أشخاص أصيبوا بألغام في تلك المناطق. وذكر التقرير ما قالته وزارة الخارجية التركية في 16 فبراير إنها تحقق في مزاعم استخدام الألغام السورية على الحدود مع تركيا.

شيخ قبيلة البقارة السورية: لن يجدي مع نظام الأسد سوى القوة العسكرية

قال إن صراخ الأطفال الذين عذبوا في زنزانة مجاورة ما زال يؤرقه في منامه

اسطنبول: «الشرق الأوسط»

كان الشيخ نواف البشير البالغ من العمر 54 عاما قادرا على نسيان التهديدات التي وجهت له والزنزانة الصغيرة التي حشر فيها والاستجوابات التي خضع لها، ولكن صراخ الأطفال الذين كانوا يعذبون في الزنزانة المجاورة لزنزانته لا يزال يتردد في أذن شيخ قبيلة البقارة السورية، والذي يقول مشيرا لذلك، حسب وكالة الأنباء الألمانية: «كثيرا ما أسمع أصواتهم في أحلامي ليلا، ثم أستيقظ وأظن أني عدت للسجن مرة أخرى».

وحاول الشيخ البشير الذي يتزعم قبيلة البقارة، التي ينتمي إليها نحو 1.2 مليون شخص في سوريا، أن يبدو متماسكا.. فألقى بنظراته من نافذة أحد المقاهي السياحية إلى الأمطار التي تتساقط في مدينة إسطنبول، وعندما جاء النادل ليأخذ حسابه وضع البشير مائة دولار على المائدة وهو شارد الذهن.

البشير، شيخ قبيلة من دون العمامة التقليدية المعروفة عن شيوخ القبائل، وهو يرتدي نظارة وسترة وكرافتة. وألقت المخابرات السورية القبض على البشير في الحادي والثلاثين من يوليو (تموز) الماضي، ثم اختفى الشيخ، الذي كان يشارك من قبل في تنظيم المظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لمدة 72 يوما كاملة.

وتناقلت المعارضة في هذا الوقت فيما بينها تقارير تفيد بأن الشيخ البشير عذب حتى الموت، ثم ظهر الشيخ البشير فجأة في التلفزيون الرسمي السوري في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول)؛ حيث دعا إلى إجراء إصلاحات سياسية في ظل الرئيس بشار الأسد.. وظهر البشير في التلفزيون وكأنه مغيب.

واليوم يقول البشير: «كان هناك من يضع المسدس على رأسي ويهدد بقتل أسرتي إذا لم أقم بهذا الظهور التلفزيوني، كانوا يضعون لافتات كرتونية وراء الكاميرات مكتوبا عليها الجمل التي كان علي أن أرددها».

ثم أطلق سراح البشير بعد هذا الظهور بقليل وعاد إلى مدينة دير الزور، مسقط رأسه. وعندما سمع البشير في يناير (كانون الثاني) أنه سيلقى القبض عليه مرة أخرى هرب إلى تركيا، واضطر إلى ترك أسرته. التحق أحد أبناء البشير الآن بالجيش السوري الحر الذي يقاتل ضد قوات نظام الأسد، وأصبح الشيخ البشير – الذي كان يراهن في البداية على الاحتجاجات السلمية – يعتقد منذ أن احتجز في سجن تحت الأرض بالعاصمة دمشق أن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد.

ومشيرا لذلك، قال الشيخ البشير إنه غير رأيه بعد أن سمع عن المجازر التي ارتكبت، وبعد أن رأى في السجن كيف تعرض 22 طفلا و6 نساء للتعذيب.. «ورأيت بعد إحدى المظاهرات جثة فتى في العاشرة من عمره أطلقوا النار على عينه؛ وكان لا يزال يمسك ببعض البسكويت.. عندها قلت: لا، كفى، هذا كثير».

غير أن خطة البشير لا يمكن أن تتحقق دون مساعدة من الخارج، «فنحن نحتاج لمنطقة آمنة للمتطوعين، منطقة محظورة على الطائرات، ونحتاج لممرات إنسانية وإلى أسلحة، عندها يمكن أن نحرر بلدنا بأنفسنا».

ورغم أن البشير على اتصال بالمجلس الوطني السوري المعارض، الذي يسعى منذ أشهر للحصول على اعتراف به كممثل شرعي عن الشعب السوري، إلا أنه غير راضٍ عن أداء المكتب التنفيذي للمجلس؛ خاصة أنهم عرضوا عليه الانضمام للمجلس كعضو عادي ليست له سلطة اتخاذ قرار.. ويقول الشيخ: «تنتمي (مجموعة بيان دمشق) للمجلس التنفيذي رغم أنها تمثل فقط 200 شخص في سوريا، أما أنا فأمثل 1.2 مليون سوري».. ولا يعرف الشيخ البشير متى يعود لسوريا، ولكنه عبر عن أمله في أن يسقط النظام السوري قريبا بقوله: «أعتقد أن ذلك سيحدث في يوليو».

التأم الجرح الذي أصيب به الشيخ البشير، ذو الجسم الكبير نسبيا، في يده اليمنى عندما كان يجتاز الأسلاك الشائكة على الحدود السورية التركية أثناء هربه إلى تركيا، ولكن جروحه الداخلية لم تندمل بعد.. وقال الشيخ البشير إنه رأى أثناء ذهابه إلى التحقيق فتاة في الرابعة عشرة ملقاة على الأرض، وكانت لا تزال حية ولكنها لم تعد تتحرك، وإن هذا المشهد يلوح أمامه مرارا.. ثم انصرف البشير أثناء المطر ليحضر موعدا مع معارضين آخرين.

وفد طبي مصري عائد من دمشق: هناك جرائم حرب

قالوا إن اللاجئين يتعرضون لكارثة إنسانية

القاهرة: أحمد إمبابي

أكد الأطباء المصريون أعضاء الوفد الإغاثي العائد من سوريا، أن الشعب السوري يتعرض لحرب إبادة ومجازر من نظام بشار الأسد، مطالبين بسرعة التدخل من الدول العربية والمجتمع الدولي ومجلس الأمن لوقف هذه المجازر.

وقال الدكتور عبد الله الكريوني، مقرر لجنة الحريات وعضو مجلس النقابة العامة للأطباء المصريين، في مؤتمر صحافي أمس، إن «ما يحدث في سوريا مذبحة ومجزرة بكل المقاييس ضد الشعب»، مؤكدا أن هناك تخاذلا وصمتا من الجامعة العربية والأنظمة ضد هذا القمع وجرائم ضد الإنسانية، مطالبا جامعة الدول العربية والدول والأنظمة العربية بأن تتخذ موقفا حاسما يعبر عن الشعوب، وخاصة بعد ثورات الربيع العربي قائلا «آن الأوان لكي تعبر الأنظمة عن شعوبها وليس مصالحها؛ لأن صمتهم يقتلهم ويقتلنا». وأشار إلى أن مجلس نقابة الأطباء المصريين أرسل وفدا إلى سوريا لتقديم المساعدات الإنسانية الطبية للشعب السوري وسوف يستمر في ذلك حتى تنتهي هذه الغمة.

وأكد الكريوني أن حزب الله اللبناني يقوم بالقبض علي النشطاء من اللاجئين وتسليمهم إلى النظام السوري لتتم تصفيتهم. وكشف الكريوني عن أن النظام السوري لا يكتفي بقصف المتظاهرين والناشطين، وإنما يقوم بقصف المستشفيات، الأمر الذي يضطرهم إلى تأسيس مستشفيات ميدانية في مخابئ، موضحا أن الوفد قام بتأسيس مستشفيين ميدانيين وقام بزيارة اللاجئين، حيث يوجد عشرات الآلاف على الحدود التركية ممن يعيشون في ظروف غاية في الصعوبة، مشيرا إلى وجود نحو 100 ألف لاجئ على الحدود السورية – اللبنانية، وترفض الحكومة اللبنانية إقامة مستشفيات لعلاجهم على الحدود، مما يودي بحياة العشرات أثناء نقلهم إلى المستشفيات اللبنانية.

من ناحيته، قال الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء المصريين؛ أحد أعضاء الوفد الطبي العائد من الأراضي السورية، إن ما يحدث في سوريا إبادة للشعب السوري وحرب لاستبقاء النظام على حساب الشعب السوري، مؤكدا أن النظام ارتكب جرائم ضد الإنسانية ولم يرحم الشيوخ أو النساء أو الأطفال الذين كانوا يذبحون ليل نهار.

وقال الدكتور صلاح الدسوقي، رئيس لجنة الإغاثة الإنسانية، هناك نحو 34 شهيدا سوريا يوميا و3.5 مليون فرد متضرر بسبب العنف في سوريا من ضمنهم مليونا فرد لديهم احتياجات غذائية ضرورية وهناك 50 ألف مشرد داخل سوريا. وأشار تقرير أعدته اللجنة عقب عودتها من سوريا إلى أن عدد اللاجئين في مصر وصل إلى 500 فرد وفي الأردن يوجد 78 ألف لاجئ سوري، وفي لبنان 15 ألف لاجئ، وفي تركيا 7410 لاجئين، وتضمن التقرير مشاهد جديدة لأحداث العنف والقتل وصور الضحايا تكشف عن حقيقة تردي الوضع الإنساني في سوريا.

أنان ينتظر إجابات الأسد.. وأردوغان يحذره من «ألاعيبه لشراء الوقت»

المعارضة تعتبر مهمة أنان في دمشق الفرصة الدبلوماسية الأخيرة وتستبعد استجابة النظام لها

بيروت: ثائر عباس واشنطن: هبة القدسي لندن: نادية التركي باريس: ميشال أبو نجم

حذرت تركيا الموفد الدولي – العربي المشترك كوفي أنان من «ألاعيب النظام السوري ومحاولته شراء الوقت»، فيما كان أنان يتحدث عن مهلة للرئيس السوري لمساء أمس للإجابة على اقتراحات «محددة» قالت مصادر تركيا إنها تتعلق «بسحب القوات العسكرية من المدن والبلدات والسماح للمتظاهرين بالتعبير عن رأيهم وإطلاق حوار جدي برعاية الجامعة العربية والأمم المتحدة».

وقال مصدر قريب من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لـ«الشرق الأوسط» إن الأخير نبه أنان إلى ضرورة «عدم السقوط في فخ إيجابيات الأسد»، موضحا له أن الأتراك عانوا من هذه «الإيجابية» كثيرا… و(وزير الخارجية التركي أحمد) داود أوغلو قد يكون «خير من يخبرك عن ذلك». وشدد المسؤولون الأتراك على أهمية «القيام بتحرك دولي أكثر فعالية قبل نفاد الوقت لأن الناس يموتون هناك (في سوريا) كل يوم، وكل لحظة».

وكان وفد من المجلس الوطني التقى صباح أمس المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان في إسطنبول لمدة نصف ساعة، لكن الطرفين اتفقا على لقاء لاحق سيعقد في جنيف قريبا. وأوضح أحد المشاركين في الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» أن أنان لم يعرض على المعارضة السورية «حوارا» مع النظام، ولم يتطرق إليه. وقال عضو المكتب التنفيذي سمير النشار أن الموفد الدولي «كان إيجابيا جدا فيما يتعلق بالثورة السورية وأبدى تأكيده على ضرورة أن يكون هناك تغيير في سوريا وأن يحصل الشعب السوري على نظام جديد». وأشار إلى أن أنان أبلغ المجلس الوطني أنه قدم «مقترحات محددة» للأسد ينتظر إجابة عنها ليلا (أمس). وفيما لم يكشف أنان عن هذه المقترحات، قال: إن الجواب إذا أتى سلبيا فسوف يكون هناك «حلول أخرى من قبل المجتمع الدولي»، كاشفا أنه سيزور بكين وموسكو قبل أن يعود إلى مقره في جنيف حيث سيجري تقييما للوضع خلال أسبوع.

وقال أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان إنه لا يمكن الكشف عن تفاصيل المقترحات التي قدمت للرئيس بشار الأسد، لكنه وصفها بأنها «اقتراحات ملموسة» وقال: «في حال تنفيذ هذه المقترحات فإنها سوف تحدث فرقا عمليا على أرض الواقع». وأوضح فوزي أن المقترحات تتعامل مع المطالب الأساسية وهي وضع حد فوري للعنف والقتل والتجاوزات والسماح بوصول المساعدات الإنسانية المنظمة والمعتادة إلى المدنيين والمصابين واتخاذ الخطوات اللازمة لبدء حوار سياسي مع المعارضة.

وأكد مصدر بمكتب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن المقترحات بصفة عامة تركز على وقف قتل المدنيين والسماح للوكالات الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بتقديم المساعدات الإنسانية والطبية للمصابين وإطلاق سراح المعتقلين وبدء حوار سياسي شامل. أما تفاصيل هذه المقترحات وكيفية تنفيذها فهو أمر سيتم الإعلان عنه فور التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري.

وتكتمت باريس على تفاصيل «المقترحات العملية» التي تقدم بها المبعوث الأممي – العربي إلى الرئيس السوري بشار الأسد في الاجتماعين اللذين عقدهما معه في دمشق يومي السبت والأحد. وفسرت مصادر دبلوماسية في باريس التكتم الذي التزمت به الأطراف المعنية، وعلى رأسها كوفي أنان نفسه، بالرغبة في «عدم حرق» خريطة الطريق التي وضعها أنان والتي يشكل القبول الرسمي السوري لمرحلتها الأولى الشرط الرئيسي للتقدم بها وإحراز تقدم حقيقي.

كان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، الذي عاد أمس من نيويورك قد أكد أن الرد السوري على مقترحات أنان كان منتظرا يوم الثلاثاء. لكن ما رشح من مقترحات أمين عام الأمم المتحدة السابق يفيد بأنه طالب الأسد بوقف فوري لإطلاق النار على الأراضي السورية كلها، مع اقتراح آلية رقابة مستقلة يعود لمجلس الأمن درس تشكيلها وتمكين المنظمات الإنسانية، وعلى رأسها الصليب الأحمر والإغاثة الدولية، من الوصول بحُرية إلى جميع المناطق المنكوبة والسكان المحتاجين، وأخيرا تصور حل سياسي يبدأ بحوار يشمل جميع الأطراف.

غير أن خطة أنان، كما تقول المصادر الدبلوماسية التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، يحول دون تحقيقها الكثير من العوائق. وأول العوائق أن كل بند منها يحتاج إلى تحويله إلى خطة «عملانية»؛ فوقف النار ما زال موضع خلاف في مجلس الأمن الدولي بين روسيا والصين من جهة، والغربيين من جهة أخرى. وبحسب مصادر فرنسية عالية المستوى رافقت مناقشات المجلس في الساعات الأخيرة، فإن الروس يطالبون بوقف فوري للنار من «جميع الأطراف» بحيث يساوون بين النظام وقواته التي أوقعت آلاف القتلى، وبين المعارضة التي تدافع عن نفسها. وبعكس ذلك، تطالب الدول الغربية بأن تلتزم أولا قوات النظام بوقف النار وبالانسحاب من القرى والمدن باعتبارها المعتدية والقامعة بحيث تنتفي معها حاجة المعارضة للمقاومة المسلحة. وتتمسك الدول الغربية بهذا الشرط بقوة وعزم ولا تنوي التراجع عنه، بينما تتمسك روسيا بموقفها القائل إن النظام يواجه مجموعات وعصابات مسلحة، وبالتالي فإن وقف النار يجب أن يكون بالتوازي بين الطرفين.

الى ذلك كان واضحا أن المجلس الوطني رفض أي إمكانية لبقاء الأسد في السلطة، قال النشار إن الوفد المعارض أكد لأنان أن الشعب السوري يتعرض لمجازر ومذابح يندى لها جبين الإنسانية، ومن واجب جميع الدول المهتمة بالشأن السوري والمتعاطفة مع حقوق الشعب أن تسعى إلى وقف هذه المجازر وتأييد حق الشعب بتقرير مصير نظامه السياسي الجديد.

وفيما شدد أنان للوفد على ضرورة «حفاظ المجلس الوطني على وحدته الداخلية وتماسكه»، أشار إلى أن الاستعدادات قائمة من أجل إنجاح مؤتمر إسطنبول المتوقع في بداية أبريل (نيسان) المقبل.

 وتعتبر المصادر الفرنسية أن موقف موسكو سيتغير «لأن طبيعة الصراع في سوريا آخذة في التغير». وخلاصة المصادر الفرنسية أن الوضع «يتجه لمزيد من التصعيد وهو مرشح لأن يدوم أكثر مما كان متوقعا».

وفي المقابل قال المعارضون إن الأولوية الآن هي لوقف المجازر وسحب الجيش والقوات العسكرية من شوارع البلدات والمدن السورية، فيما كان أنان يردد أمامهم أن الأسد أبلغه أنه لا يستطيع فعل ذلك خشية أن «يحتل المسلحون الفراغ الذي يخلقه انسحاب الجيش والقوى الأمنية»، وهو ما سعى المعارضون إلى دحضه بالتأكيد على أن «المنشقين هم جنود رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين، ويقومون بحمايتهم، وحماية أنفسهم بأسلحة فردية فقط، فيما النظام يمتلك الأسلحة والجنود».

من جهته، أشار رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون بعد لقاء أنان، إلى أن «الهدف هو التوصل لحل سياسي ودبلوماسي وإلا ستنفذ الحكومات الأجنبية وعودها بتسليح المعارضة السورية».

و اعتبر الدكتور رضوان زيادة مدير المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن عضو المجلس الوطني السوري أن هذه هي الفرصة الدبلوماسية الأخيرة وقال: «بعد ذلك سيتم التحرك مع ضمان الموقف الروسي»، وعن الرد المحتمل من الأسد قال: «لا أتوقع أنه سيستجيب أبدا لأنه لا يفهم غير لغة القوة وإراقة المزيد الدماء». وبين زيادة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن الشكوك تؤكدها الوقائع على الأرض: المذابح في بابا عمرو وإدلب وقال: إن كل ما يجري «يؤكد على إمعان الأسد في رفض مبادرة أنان وجعلها أشبه بمهمة بروتوكولية دون أن تحقق أي نتائج على الأرض، لذلك قلنا: المهم لا نريد مزيدا من المبادرات بل نريد من المجتمع الدولي أن يقوم بخطوات عاجلة وسريعة أهمها التدخل الفوري من المجموعة الدولية لأصدقاء سوريا سواء عبر المناطق الآمنة، أو فرض الحظر الجوي الجزئي، وحتى ضربات جوية محددة، فهذه اللغة الوحيدة التي يفهمها ميلوسوفيتش العصر الحديث، أشك أن بشار الأسد سيفهم لغة غير لغة القوة».

وقال زيادة إنه وحسب ما شرح أنان في لقائه مع وفد المجلس الوطني قدم كل الطلبات وأعطاه مهلة فإذا لم يستجب فسوف «يأخذ مجلس الأمن حريته في أخذ القرار المناسب، وتم وضع موافقة مسبقة من الروس، وما سيتم هو إعطاء الفرصة الضرورية وبعدها التحرك فورا من خلال مجلس الأمن».

وقال زيادة إن «وحدها الضربات العسكرية ستجبره على وقف العنف» وأضاف: «لا أحد يستطيع أن يحدد موعد تدخل عسكري لكن كل النقاشات في الولايات المتحدة تتركز حول هذا الوضع».

ومن جانبه تحدث أنس العبدة عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري رئيس حركة العدالة والبناء السورية المعارضة: عن تفاؤلهم في المجلس الوطني بأن الموقف الروسي يتجه نحو التغير وحول رد النظام قال العبدة إنه وكما يتوقعون في المجلس الوطني فإن «النظام سيلجأ للمماطلة وعدم الوضوح ومحاولة شراء الوقت وكسب المهل وهذا ما عودنا عليه. ولن يكون هناك رد آخر».

الأسد يحدد 7 مايو لإجراء انتخابات برلمانية

بيروت: بولا أسطيح

بعد عملية الاستفتاء على الدستور الجديد، وفي إطار ما يعتبره النظام السوري تنفيذا لوعوده بالإصلاح، حدد الرئيس السوري، بشار الأسد، السابع من مايو (أيار) موعدا للانتخابات التشريعية، على أن يتم من خلالها انتخاب أعضاء مجلس الشعب الجديد للدور التشريعي الأول لعام 2012، التي حددت مهامه بموجب الدستور الجديد للبلاد بعدما تم الاستفتاء عليه في 26 فبراير (شباط) الماضي وأصبح نافذا بموجب مرسوم رئاسي اعتبارا من السابع والعشرين منه. وفور الإعلان عن الخبر، خرجت أصوات غاضبة من الشارع السوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر أن «الأسد يحاول الاستخفاف بعقول السوريين حين يدعو للانتخابات في ظروف مماثلة، وخصوصا أن الدعوة جاءت مباشرة بعد مجزرة حمص التي ذهب ضحيتها 57 طفلا وامرأة». وجزم عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني سمير نشار أن «قوى المعارضة ستقاطع هذه الانتخابات»، متسائلا: «هل الأرضية في نظره مهيأة للسير في عملية كهذه تتطلب استقرارا وحرية إعلام ووجود فاعل لمؤسسات المجتمع المدني والأحزاب؟».

وقال نشار لـ«الشرق الأوسط»: «الأسد مصر في ما يبدو على إغماض عينيه أمام الوقائع الحالية، محاولا إقناع المجتمعين العربي والدولي بأنه رجل إصلاح ويسير بخطوات إصلاحية»، متوجها للرأي العام الدولي بالقول: «أي نموذج من الإصلاح تنتظرون من نظام يذبح 28 طفلا ويغتصب النساء قبل قتلهن؟ هو نظام قمعي إرهابي يقتل شعبه ويجر البلاد باتجاه حرب أهلية».

واعتبر نشار أن «إجراءاته الخادعة في إطار ما يدعي أنه إصلاح، لم تعد تمر على أحد وحتى لم تعد تقنع أصدقاءه بعد أن أصبحت روسيا والصين تتحدثان بمنطق جديد».

وبينما وصف الانتخابات التشريعية، وإن حصلت، بـ«الشكلية»، كما عملية الاستفتاء على الدستور، نبه نشار المجتمعين العربي والدولي لضرورة «التحرك وسريعا لمواجهة عملية ترويع الناس من خلال ارتكاب تطهير طائفي يؤسس عاجلا أو آجلا لحرب طائفية». وأضاف أنه «آن الأوان للأسد أن يرحل عن النظام وعن سوريا، فهو يجر البلاد إلى الهاوية إن عبر المجازر التي يرتكبها أو من خلال انهيار الوضع الاقتصادي في البلاد»، واصفا الحالة في سوريا بـ«الفوضى العارمة».

يذكر أن الدستور الجديد الذي حظي وبحسب النظام السوري بتأييد 89 في المائة من السوريين، يؤكد وفي المادة الثامنة منه أن «النظام السياسي للدولة يقوم على مبدأ التعددية السياسية، وتتم ممارسة السلطة ديمقراطيا عبر الاقتراع». وبحسب هذه المادة «تسهم الأحزاب السياسية المرخصة والتجمعات الانتخابية في الحياة السياسية الوطنية، وعليها احترام مبادئ السيادة الوطنية والديمقراطية».

نشطاء سوريون: الأسد يتعامل مع شعبه بمبدأ «التجويع من أجل التركيع»

الخبير الاقتصادي أسامة قاضي: هناك تأخير في دفع الرواتب لمليون و300 ألف موظف حكومي

لندن: نادية التركي القاهرة: عمرو أحمد بيروت: كارولين عاكوم

تضاربت الآراء في سوريا حول منع النظام السوري المواطنين من تسلم رواتبهم وقطع الامتدادات والسلع التموينية عن المدن المنكوبة أو التي تشهد مواجهات بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر، وفيما أكد بعض سكان دمشق تسلمهم رواتبهم الشهرية وأن الحياة تسير بشكل طبيعي، اشتكى بعض النشطاء السوريين في المدن السورية المنكوبة من عدم قدرتهم على العيش مع غلاء الأسعار وقلة المال وعدم تسلم رواتبهم، مشيرين إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتعامل مع السوريين بمبدأ «التجويع من أجل التركيع»، قائلين إن «النظام يقوم بتطويق المدن عسكريا وقطع الإمدادات والسلع التموينية عن المدن المنتفضة».

من جانبه، قال باسل الكويفي أمين سر الغرفة التجارية السابق بريف دمشق، إن «النظام السوري يتعمد الضغط على المواطنين ليضمن ولاءهم»، مضيفا في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في القاهرة «لا يتم صرف رواتب الموظفين في جميع المحافظات التي بها حراك، ونظام بشار الأسد قطع الإمدادات والسلع التموينية عن المدن المنتفضة»، لافتا إلى أن «الطبقة العاملة في سوريا تنقسم إلى جزأين»؛ الأول، القطاع العام ومن يعمل به لا بد أن يكون من حزب البعث أو من المقربين للنظام ويمثلون 30% من الشعب السوري وغالبيتهم من سكان دمشق والساحل السوري. أما الثاني، فهي العمالة اليومية والقطاع الخاص.

من جهته، قال حسن قتفود نائب المنسق العام لتنسيقية الثورة السورية في مصر: «في الوقت الراهن، يعاني ريف دمشق من ضغط اقتصادي من قبل النظام، وهو ما ينوه بزحف الريف المسحوق على المدينة»، مشيرا إلى أن «غلاء الأسعار يمنع المواطن من شراء السلع الأساسية.. حيث قفز سعر كيلو الأرز إلى 75 ليرة بدلا من 35».

كاشفا عن أن محافظات درعا وحمص وحماه وإدلب، لا تصل إليها الإمدادات ولا السلع، مشيرا إلى أن «النظام السوري لا يعدل بين المحافظات في توزيع السلع التموينية».

وفي ما يتعلق بالمعونات، أشار الكويفي، إلى أن الصليب الأحمر يرفض دخول المعونات؛ إلا عن طريقه وهو ما سيجعل المعونات توزع على أتباع النظام، وليس من هم بحاجة إليها، كما أن السلع التموينية والاستهلاكية والوقود يتم توزيعها على القوى العسكرية والقرى العلوية المؤيدة لبشار.

وأضاف الكويفي أن «بنوك القطاع الخاص متوقفة منذ 6 أشهر، كما أن ماكينات الصرف الآلي موقوفة، لإجبار المواطن على الذهاب للبنوك الرئيسية».

وأكد الكويفي أن «بعض مصانع القطاع الخاص كانت تعتزم تصفية حساباتها وبيع منتجاتها؛ إلا أن النظام السوري هددهم بحرق هذه المصانع»، قائلا: «مع نقص السيولة المالية للمصانع اضطرت لإيقاف الإنتاج، مما جعل النظام يحرق بعضها لإجبار الأخرى على الاستمرار في الإنتاج».

ويبدو أن «السلاح الاقتصادي» المتمثل في العقوبات الدولية يلقي بثقله يوما بيوم على الوضع المالي السوري، وكان آخر هذه العقوبات، تلك التي فرضتها اليابان، التي أعلن وزير خارجيتها كويتشيرو جيمبا، أن طوكيو قررت «تجميد أصول إضافية في اليابان تعود لجهات سورية تماشيا مع الإجراءات التي اتخذتها دول أخرى كبرى ضمن العقوبات المفروضة على سوريا».

وعن هذه الإجراءات وتأثيرها على الوضع الاقتصادي والمالي السوري، اعتبر الخبير المالي اللبناني وليد أبو سليمان، أن كل ما يسمى عقوبات تؤثر سلبا على العجلة الاقتصادية السورية. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «وأبرز هذه التأثيرات كان تدهور الليرة السورية وعدم قدرة المصرف المركزي على التدخل لحمايتها بسبب انخفاض الاحتياط بالعملات الأجنبية». وأضاف: «هذا الوضع يؤدي إلى تدهور في القطاعات السورية كافة؛ وأهمها الصناعي والمالي والزراعي، إضافة إلى السياحة التي كانت تؤمن وفرا لا بأس به في الاقتصاد السوري». ورأى سليمان أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أوروبا على سوريا، التي كانت تعتبر شريكا أساسيا في التبادل الاقتصادي السوري، وما رافقها من إجراءات اتخذها القطاع الخاص على غرار إيقاف الخطوط الجوية الفرنسية رحلاتها إلى سوريا، ستزيد الوضع الاقتصادي تأزما يوما بعد يوم، وليست الإجراءات التي قد تقوم بها الحكومة السورية، إلا محاولات للتخفيف من وطأة هذه التأثيرات، ولتأجيل مرحلة الانعدام لفترة أشهر قليلة، نظرا إلى صعوبة تعويض خسارة الأسواق الأوروبية والخليجية والأميركية.

من جهته، حذر الدكتور أسامة قاضي، وهو مستشار اقتصادي وعضو المجلس الوطني السوري ورئيس المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن ورئيس المجلس السوري الكندي، النظام السوري من السيناريو الألماني بعد الحرب العالمية الأولى الذي وصل سعر الدولار فيه لأكثر من 600 مليار مارك ألماني, وقال: «ممارسات النظام غير الإنسانية ستنتهي بالعملة لأن تنهار بشكل نهائي، وواقع الأمر أن النظام الاقتصادي السوري قريبا جدا – للأسف – سيدخل في مرحلة الدولرة؛ حيث يحيد الناس الليرة السورية من التعامل اليومي وهم يراقبون النظام الذي يدفع الليرة السورية للانهيار».

وأضاف في رسالة إلكترونية لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك تأخيرا في دفع الرواتب لمليون و300 ألف موظف حكومي، وتصل فترة التأخير إلى أسبوع، وفي أحيان أخرى لشهرين، وبدأوا إعادة استخدام الأوراق النقدية من فئة الـ25 ليرة وفئة الـ5 ليرات سورية الملغاة منذ نحو عشر سنين والتي هي خارج التداول، والناس عموما يرفضون قبول تداولها، مثلها مثل العملة من فئة الـ500 ليرة سورية التي تطبع محليا بعد أن رفضت أوروبا وكندا وأي دولة في العالم طباعة المزيد من العملة السورية».

وأوضح أن «ثلث العمالة السورية هم من الموظفين المغلوبين على أمرهم ويقوم معظمهم بالاستمرار في دوامهم بنسب متفاوتة؛ ففي المناطق المشتعلة جدا مثل إدلب وحمص ودير الزور وحماه وريف حلب، تقريبا انعدمت الخدمة العامة، أما في المعامل الحكومية، فالتوقف عن الإنتاج أولى من الاستمرار فيه بسبب امتلاء المستودعات بالمخزون الكاسد.

وأضاف قاضي أن قوة عملة أي بلد تكون بقدر حجم السلع والخدمات التي تنتجها، ودعم عملة أي بلد يتم بشكل طفيف، وتحكمه معطيات يتعاطى معها الاقتصاديون بوصفها ظروفا استثنائية، وأضاف: «حتى لو كان المصرف المركزي يود دعم العملة المحلية، فإن دوره يأتي داعما لواقع النشاط الاقتصادي، وأحيانا يتدخل تكتيكيا في تخفيض عملته بشكل طفيف لا يؤثر على استقرار الاقتصاد والثقة في أدائه، من مثل اليابان التي تسعى أحيانا لخفض قيمة عملتها بشكل طفيف في محاولة لتنشيط الصادرات مثلا، ولكن في الحالة السورية لم يبقَ قطاع واحد اقتصادي لم ينله الضرر، ولم يُبق النظام السوري أي نشاط اقتصادي إلا وناله الأذى جراء السياسات الوحشية المفزعة، وقد أصيب الاقتصاد السوري بشظايا همجية النظام على مستوى الاقتصاد الكلي والجزئي، شاقوليا وعموديا، بحيث ستحتاج سوريا لخمس سنوات في تقديري كي تتعافى من آثار الدمار الذي نزل بالزراعة التي قتل أهلها في كل أرياف سوريا وحرقت أراضيهم وبيوتهم وكرومهم. 63 في المائة من زراعة الزيتون في ريف حلب وإدلب، والآن تقصف بالمدافع، وأهلها خرجوا للدفاع عن أعراضهم وبيوتهم وعن أولادهم، ولا يمكن الحديث عن أي صناعة، والبلاد قد تقطعت أوصالها من كثرة الدوريات وانعدام الأمن، وتدمير البنية التحتية من قبل مدافع كتائب الأسد، فضلا عن انخفاض المستوى المعيشي للمواطن السوري المسكين الذي يدفع ثمن السياسات الخرقاء للنظام. وأما القطاع السياحي، فصار أثرا بعد عين، ودفع هذا القطاع بمفرده بنحو 900 ألف عامل إلى ساحات البطالة.. كل هذه الحالة انعكست على انخفاض الليرة السورية بأكثر من 100 في المائة».

وحول صحة ما قالته تقارير استخباراتية أميركية حول تهريب مبالغ هائلة من الأموال من سوريا في الوقت الحالي وتتشكك في أن مقربين من النظام يقومون بها استعدادا للهروب، قال قاضي: «الأرقام التي سربتها بعض أجهزة المخابرات عن التحويلات من قبل الفاسدين أرقام كبيرة جدا وغير مستبعدة. مجلة (إيكونوميست) صرحت أنه في مارس (آذار) هرب النظام السوري ما يزيد على 20 مليار دولار! ونحن نطالب الدول العربية والغربية من أصدقاء سوريا بأن تكشف عن الأرقام الحقيقية لأرصدة الفاسدين لديها لأنها من حق السوريين، وإني أنصح بعدم التورط في مساعدة أي من الفاسدين بتسجيل بعض العقارات أو تحويل أموال لحساباتهم لحرصنا على كل السوريين، لأن تسجيلها بأسماء أخرى لن يفيدهم؛ فالعالم أصبح قرية صغيرة، والأسماء المتورطة معروفة لدى السوريين المنتشرين في كل بلاد الأرض».

العربي يطالب بتحقيق دولي في «الجرائم ضد الانسانية» في سوريا

بدء توثيق الجرائم عبر مقابلات مع الأهالي واستمارات حقوقية

بيروت: صهيب أيوب

طالب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس بـ«تحقيق دولي» في الجرائم ضد المدنيين السوريين، خصوصا في حمص وإدلب، وذلك بعد أن صار التشكيك بالجهة المسؤولة عن القتل مادة إعلامية دسمة بين المعارضة السورية والحكومة في دمشق.

وقال العربي في بيان، إن «ما تناقلته وسائل الإعلام من مشاهد مريعة حول الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء في حمص وإدلب وأنحاء مختلفة من سوريا، وخاصة أعمال القتل والتصفية البشعة لعائلات بكاملها بما في ذلك الأطفال والنساء والشيوخ، يمكن وصفها بأنها جرائم ضد الإنسانية لا يجوز من الناحية الأخلاقية والإنسانية السكوت عن مرتكبيها، ولا بد من أن يكون هناك تحقيق دولي محايد يكشف حقيقة ما يجري من أحداث ويكشف المسؤولين عن هذه الجرائم ويقدمهم للعدالة».

ودعا العربي «الحكومة السورية إلى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة»، سواء شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أو «أي لجنة تحقيق دولية محايدة ومستقلة للكشف عن حقيقة هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها».

وفي إطار الحرب الإعلامية المتبادلة بين النظام السوري والمعارضة حول المسؤول عن تلك المذابح،وحمل الصحافي والناشط السوري عامر مطر في اتصال مع «الشرق الأوسط» النظام مسؤولية القتل الذي يحصل في سوريا، معتبرا أن «قتل المدنيين صار أشبه بالعمل اليومي والروتيني لدى شبيحة النظام وعناصره»، مشيرا إلى تجربته المباشرة في هذا المجال، إذ اعتقل لشهور في السجون السورية على خلفية معارضته حكم الأسد.

وأكد مطر أنه مؤمن وواثق كل الثقة أن «النظام هو المجرم»، وقال: «أعيش بين الناس وفي السجون ورأيت العجائب من القتل وإطلاق النار على المتظاهرين وتعذيبهم وقتلهم في الشوارع والسجون المركزية والمدارس والملاعب التي تحولت إلى معتقلات للقتل والإهانة»، موضحا أن التنسيقيات المحلية والناشطين يقومون بتوثيق الانتهاكات وعدد القتلى من خلال مقابلات مع العائلات والجرحى وأهالي الشهداء، ومن خلال تعبئة استمارات من مؤسسات حقوقية عالمية تنسق مع الناشطين لإيجاد مصداقية عما يفعله النظام»، مضيفا أن «الأشرطة المصورة أيضا هي دعامة لتوثيق الجرائم وممارسات القمع والقتل».

واكد مطر على أن «للنظام السوري تاريخا كبيرا من الدموية والقتل والمجازر، ومجازر حماة استثناء بشري».

وأضاف أن «النظام السوري كذاب وخيالي، كنا في السجن يمارس التعذيب ضدنا حتى نعترف بتهم لم نفعلها»، موضحا أن «النظام يعيش على استغباء الشعب والإعلام السوري يعيش على استغباء الجمهور».

وأوضح الصحافي، الذي ينشط منذ بداية الثورة السورية ميدانيا، أن «الخطة الإعلامية للنظام ترتكز على شيء واضح، هو ليس المهم أن تصدقني ولكن المهم أن أربك إدراكك؛ أن أربك قناعتك بالحقيقة»، حيث إن «المسؤولية تقع على هذه السياسة المرتكزة على التعسف الإجرامي الفادح»، مضيفا أنه من المعروف الفارق الهائل بين قوة الجيش السوري وقوة الفصائل المدنية المسلحة التي تشكلت لحماية الأحياء وحماية المدنيين، في هذا الإطار ليس ثمة شك بأن من دفع البلاد بهدف «البقاء في السلطة حتى حافة هذا الوضع الذي تنهار فيه كل مقومات بناء الدولة والأمن هو النظام،».

وفي هذا السياق، اتهمت الحكومة السورية ما وصفتها بأطراف مدعومة من دول عربية وغربية تقوم بدعم مجموعات إرهابية لقتل الناس والمدنيين في أكثر من مكان، ورد العضو في المجلس الوطني السوري المعارض أديب الشيشكلي في اتصال مع «الشرق الأوسط» على الاتهامات بالقول إن «النظام يحاول الإيحاء على الدوام منذ انطلاقة الثورة الشعبية ضده، بوجود مجموعات إرهابية تقوم بقتل المدنيين، فيما هو العكس تماما.. إذ يسعى النظام إلى خلق هذا المصطلح إعلاميا وفي ردود فعله لتغطية جرائمه الفظيعة والمتراكمة والتي تعبر عن وحشية لا توصف».

وأوضح أن «النظام لديه شبيحة يقومون بهذه الأفعال المشينة ويقتلون الناس بهدف إرهابهم ودفعهم إلى التراجع عن التظاهر والهتاف ضده»، مشددا على أن «الناس كانوا في فترة ليست ببعيدة يقومون باستخدام أسلحة خفيفة بهدف الدفاع عن أنفسهم وليس القتل كما يريد النظام أن يؤكد».

ورفض الشيشكلي نظرية الطرف الثالث، حيث قال إنه «ليس هناك أي طرف ثالث في سوريا، النظام يطبق سيطرته على كل الحدود، ولا تمتلك أي مجموعات القدرة على الدخول.. ومن يتحمل الوضع الداخلي من القتل والعنف المتراكم هو النظام نفسه، وأي نظام لا يستطيع إيقاف دورة الدم عليه ألا يبقى».

توقيع اتفاق تعاون بين «المجلس الوطني» و«الجيش الحر» يفتح أبواب المساعدات العسكرية

أردوغان: تركيا تعتزم استضافة اجتماع «أصدقاء سوريا» في 2 أبريل لبحث سبل الضغط على الأسد

بيروت: ثائر عباس

كشف مصدر بارز في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس الوطني السوري والجيش الحر والمجلس العسكري وقعوا ليل أول من أمس اتفاقا متكاملا يوحد صفوف المعارضة العسكرية والسياسية، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق، الذي وقع برعاية تركية مباشرة، يهدف إلى «توحيد الجهود المبذولة للإطاحة بالنظام السوري».

وأكد المصدر أن آليات الاتفاق ستبقى سرية، لكنه أشار إلى أن مكتبا للتنسيق بين الطرفين قد افتتح بشكل رسمي ومهمته تسهيل وصول المساعدات العسكرية لتسليح الجيش السوري الحر. وكشف المصدر أن دولا عدة، بينها السعودية وقطر وتركيا، أبدت استعدادها للقيام بما يلزم لتسليح الجيش السوري الحر، مشيرا إلى أن الاتفاق الذي وقع من شأنه إزالة كل التحفظات من قبل هذه الدول في موضوع التسليح.

وقد شهدت اسطنبول خلال اليومين الماضيين اجتماعات مكثفة بين الجانبين، شارك فيها أعضاء من المكتب التنفيذي في المجلس الوطني وقائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد والعميد فايز عمرو عن المجلس العسكري، وانتهت إلى توقيع وثيقة تفاهم تحدد العلاقات بين الطرفين، وترسم مسارا سياسيا وعسكريا متوازيا، بحيث يسعى المجلس الوطني إلى دعم الجيش الحر ومؤازرته دوليا وعربيا، فيما يلتزم العسكر «السقف السياسي» للجيش الحر، مع التزام الطرفين التنسيق في كافة المواضيع والقضايا.

من جهة ثانية، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، عقب لقاء مع أنان في أنقرة، أن بلاده تعتزم استضافة اجتماع «أصدقاء سوريا» المقبل في الثاني من أبريل (نيسان) «لبحث سبل الضغط على الرئيس السوري لوقف أعمال العنف».

وقالت مصادر تركية إن أنان نقل لأردوغان «انطباعاته» عن مباحثاته مع إدارة دمشق، مؤكدا أن «الوضع الإنساني في سوريا مؤلم للغاية»، قائلا «طلبت من الأسد تقديم مساعداته لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري». وأضاف أنان «سينقل لي الأسد اليوم (أمس) نتائج مباحثات إيقاف الاشتباكات وإيصال المساعدات الإنسانية». من جانبه حذر أردوغان أنان «من أن الأساليب المتبعة من قبل الرئيس السوري هي لتوفير الوقت». وقال إن تدهور الأوضاع في سوريا يسير نحو نقطة اللا عودة، والمواطنون يموتون هناك وثمة حاجة ماسة لزيادة الضغوط على بشار الأسد الذي يسعى لكسب الوقت.

روسيا تنتقد دعوة قطر للتدخل في سوريا وتؤكد التزامها بتسليح الأسد

لافروف: وقف إطلاق النار يجب أن يكون متزامنا

موسكو: «الشرق الأوسط»

في الوقت الذي أعرب فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن دهشته إزاء ما وصفه بدعوة القيادة القطرية إلى التدخل في سوريا، وطالب بعدم تسليح المعارضة والتزام الطرفين المتزامن بوقف إطلاق النار، أكد مسؤول عسكري روسي بارز أمس أن موسكو ستلتزم بتنفيذ كل العقود المبرمة سابقا بشأن توريد المعدات العسكرية إلى دمشق.

وقال لافروف، في ختام مباحثاته مع نظيره الفلبيني في موسكو، إنه «ووزراء الخارجية العرب اتفقوا في القاهرة على أسس التسوية التي يجب السعي من أجل تحقيقها في سوريا»، مشيرا إلى أن هذه التسوية «تستند إلى خمسة مبادئ، منها عدم قبول أي تدخل في الشؤون الداخلية لسوريا»، وموضحا أن روسيا تريد إقناع سوريا بقبول مراقبين دوليين مستقلين يتولون مراقبة وقف «متزامن» لأعمال العنف من الجانبين.

ومضى لافروف ليعرب عن استغرابه تجاه دعوة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم إلى بدء الاستعدادات من أجل إرسال قوات عربية إلى سوريا، مشيرا إلى أنه علم بهذا الخبر وهو على متن الطائرة التي أقلته إلى نيويورك، الأمر الذي قال إنه «يتناقض بشكل مطلق مع ما اتفقنا عليه، وما أعلناه معا حول سوريا في الجامعة العربية».

كما أوضح لافروف أن قوات الحكومة السورية لن توقف القتال وتنسحب من مواقع؛ ما لم تفعل قوات المعارضة الإجراء نفسه في الوقت نفسه، وقال «يجب أن يكون هذا متزامنا»، منوها بأن «الهدف هو أن يدرك الجانبان أن هناك مراقبين دوليين مستقلين لمراقبة تطبيق هذا المطلب، وسنقوم بصياغة هذا المطلب من أجل وقف إطلاق نار فوري».

وأجاب عن سؤال في المؤتمر الصحافي بقوله «يجب ألا يتمخض الأمر عن وضع تجري فيه مطالبة الحكومة بمغادرة المدن والبلدات، بينما لا تجري مطالبة الجماعات المسلحة بالشيء نفسه»، مشيرا إلى أن «انسحاب القوات الحكومية من جانب واحد غير واقعي على الإطلاق»، وأن «السلطات السورية لن تفعل ذلك؛ سواء أردنا أم لم نرد، والجميع يدرك هذا جيدا».

وحول الأسلحة التي تحصل عليها المعارضة السورية من الخارج، قال لافروف إن بلاده تعرب عن قلقها تجاه احتمالات وقوع الأسلحة التي يجري إرسالها من الخارج في أيدي مقاتلي قوات من «القاعدة»، في حال صحة الأنباء التي تتحدث عن وجودهم في سوريا. واستطرد قائلا إنه «وفي حال كنا نسير نحو وقف النار، فيجب نسيان عسكرة هذه الأزمة، ولهذا يجب عدم تسليح المعارضة والتحول نحو العمل من أجل وقف النار عبر آلية رصد مستقلة وغير منحازة».

وفي غضون ذلك، أكد أناتولي أنطونوف، نائب وزير الدفاع الروسي، التزام روسيا بتنفيذ كل العقود المبرمة سابقا بشأن توريد المعدات العسكرية إلى النظام السوري، وقال في تصريحات صحافية أمس إن «لدينا علاقات تعاون جيدة مع سوريا في المجال العسكري – التقني، وهذا ليس سرا. ولا يوجد حاليا ما يتطلب إعادة النظر في هذه الاتفاقيات».

كما نفى أنطونوف وجود قوات روسية خاصة في سوريا، وإن اعترف بوجود تقنيين عسكريين لتدريب الكوادر المحلية على استخدام التقنيات العسكرية الروسية.. وقال ردا على سؤال حول إرسال قوات روسية إلى سوريا، ومنها تشكيلات القوات الخاصة والمستشارين العسكريين «كل هذا هراء، لا توجد قوات روسية خاصة في سوريا، ولا يوجد أي مقاتل روسي هناك».

وفسر أنطونوف وجود العسكريين الروس في سوريا بقوله «إننا حين نقوم بتوريد الدبابات إلى دولة ما، فإن ذلك يرتبط معه إرسال تقنيين عسكريين مختصين بهذه الدبابات، ليقوموا بتدريب الكوادر المحلية على استخدام هذه التقنيات».

جراح فرنسي عجوز يتطوع لإنقاذ حياة السوريين

ترك رغد الحياة في باريس وتسلل إلى حمص

باريس: مايا دو لا بوم*

وهو في الحادية والسبعين من العمر، غادر جاك بيريس، الخبير المتمرس بمناطق الحرب، الشهر الماضي، رغد الحياة في باريس كي يتسلل إلى مدينة حمص، التي تعتبر مركز الثورة السورية، من أجل الاعتناء بالجرحى والمرضى هناك.

عمل الدكتور بيريس سرا داخل منزل مهجور مظلم، وليس لديه سوى طاولة عمليات واحدة وثلاثة أسرَّة وأربعة مساعدين محليين وكهرباء متقطعة، ويقول إنه وسط كل هذه الظروف أجرى 89 عملية جراحية، نجحت جميعها باستثناء 9 حالات. ويبدو أن الدكتور بيريس، الذي كان ضمن المجموعة التي أسست منظمة «أطباء بلا حدود»، كان الطبيب الغربي الوحيد الذي تمكن من دخول حمص التي تشن قوات الأمن هجوما وحشيا عليها منذ فترة، وتعطي روايته لمحة نادرة عن حالة الطوارئ الطبية التي نشأت مع اشتعال النزاع في سوريا.

بدأ بيريس رحلته إلى داخل سوريا في أوائل فبراير (شباط) حين عبر الحدود اللبنانية بمساعدة المهربين، وهو يحمل حقائب مليئة بالمعدات الطبية، ثم سافر بالسيارة والدراجة النارية إلى القصير، وهي مدينة أخرى محاصرة تقع داخل محافظة حمص، وظل يعمل فيها لبضعة أيام مع طبيب سوري، ثم وصل أخيرا إلى حمص، وقضى بها فترة تقارب الأسبوعين. وقد أجبر ذات مرة على مغادرة المكان الذي كان يوجد به، ويقول: «أحسست بأن البناية أصبحت هدفا للقوات الحكومية»، وسط أوضاع أبعد ما تكون عن المثالية. وذكر الدكتور بيريس في حوار أجري معه أواخر الشهر الماضي داخل شقته في باريس، بعد بضعة أيام من عودته إلى وطنه: «كان المكان مزدحما لدرجة أننا كنا نتحرك من نقالة لأخرى. عالجت جميع أنواع الجروح، من قذائف الهاون وطلقات من بنادق قناصة بعيدة المدى وطلقات ذات سرعة عالية والقذائف المتشظية». ولم تكن تبعد المستشفى المؤقتة التي أقامها سوى بضع دقائق عن بابا عمرو، وهو الحي الذي شهد أعنف صور القصف والقتال.

يقول إنه في أحد الأيام مات 11 شخصا في مستشفاه، مات بعضهم حتى قبل أن يبدأ في علاجه، ويضيف: «بعضهم كان لديه إصابة في المخ، ومات قبل أن يصل إلى المستشفى. وهناك آخرون كانوا مصابين بإصابات بالغة لدرجة أنه لم يمكن إنقاذهم». ويقول إن كثيرا من مرضاه كانوا من الأطفال. وهناك 400 طفل على الأقل ماتوا منذ بداية الثورة، طبقا لمنظمة «اليونيسيف».

وقد بدا عليه التأثر لوفاة صبي في سن المراهقة، ووصفه بقوله: «كان شاحب البشرة وسيم الملامح ومظهره يوحي بالشقاوة، ويرتدي قبعة فوق رأسه تجعله يشبه أطفال الشوارع في رواية (البؤساء). كان جسمه مقسوما تقريبا إلى نصفين».

وغادر الدكتور بيريس سوريا قبل أن تبدأ الحكومة هجومها الشامل على حمص في نهاية شهر فبراير الماضي. وعقب عودته إلى باريس، صرح لمحطة الإذاعة الفرنسية «آر تي إل»: «أحزنني ما شاهدته. رأيت معاناة ووحشية وخسة لا طائل من ورائها. رأيت حجم معاناة الأطفال والأسر».

لكن من عملوا مع الدكتور بيريس امتدحوا فيه رباطة جأشه وطاقته الهادئة في وجه المعاناة والموت.

يقول نيكولا هينين، صحافي مصور وصديق لدكتور بيريس، وقد قام بتصويره في الأيام الأولى لمهمته في القصير: «مرت علينا لحظات عصيبة للغاية، لكن في الوقت الذي كان جميع من حوله يشعرون بالغضب، كان هو يحتفظ بهدوئه التام كما لو أن كل هذا الغضب لا يؤثر فيه».

وقد تولت منظمتان توفير جزء من التمويل لرحلة الدكتور بيريس، وهما منظمة الديمقراطية الفرنسية – السورية، واتحاد الجمعيات المسلمة في منطقة سين سان دوني، وهي منطقة تقع في إحدى ضواحي باريس ومعظم سكانها من المهاجرين. ويقول الدكتور بيريس إن مشاركة هذا الاتحاد كانت أساسية.

لكن الحصول على هذا الدعم لم يكن بالأمر السهل، إذ يقول محمد حنيش، مدير الاتحاد: «كنت معارضا بشدة لهذه الرحلة»، مضيفا أنه كان يراها في غاية الخطورة، «لكن الدكتور بيريس ظل مصمما بشدة إلى أن وافقنا أخيرا على تحمل تكلفة تذكرته، ورجوناه أن يظل صامتا طوال فترة وجوده هناك». وقال حنيش إن الدكتور بيريس غادر لأنه لم يعد قادرا على تحمل العنف وقسوة الأوضاع المعيشية في حمص، ومنها عدم توافر المياه الساخنة والكهرباء، وأيضا لأنه كان مجهدا من كثرة عدد المرضى الذين عالجهم. وأضاف: «أيضا اعتقدنا أن عليه الهرب قبل فرض الحصار حول المدينة بالكامل». وتحدث الدكتور بيريس عن أسابيع من التوتر والبقاء متيقظا طوال الليل، عانى فيها من أصوات القصف، وبرودة الطقس، والطمي الذي يغطي الطرقات، وعدم وجود طعام، ونقص أقنعة الربو الخاصة بالأطفال. وقال إنه لم تكن هناك تجهيزات كافية تسمح بأي شيء سوى بأبسط الإسعافات الأولية. وقال: «البعض غادروا المستشفى بضمادات بالكاد توقف تدفق الدم، ولم يمر على إجراء الجراحة لهم سوى ثلاث ساعات فقط».

لكنه أشاد أيضا باحترافية مساعديه وبشخصية المعارضة السورية، وكذلك بروح التضامن الموجودة بين أهالي المدينة.

يقول الدكتور بيريس: «أفراد المعارضة رائعون. إنهم في غاية الذكاء. لديهم قدر هائل من الحماس والدافعية، ومعنوياتهم مرتفعة للغاية، على الرغم من كل ما يحدث لهم».

يقول بيريس إن التبرع بالدم، الذي عادة ما يكون من الصعوبة الحصول عليه في مناطق الحروب: «لم يسبب أي مشكلة لنا على الإطلاق، حيث كان هناك طابور من الناس المستعدين للتبرع بدمائهم».

تعلم بيريس، الذي ولد عام 1941 وتزوج مرتين، إجراء جراحات في ساحات المعارك في فيتنام في عام 1967 في المستشفى الفرنسي في سايغون، حيث قضى فترة خدمته العسكرية. يقول بيريس إن الجراحة كانت بدائية وكان بعض الأطباء مترددين في استخدام الطرق «التي غالبا ما كانت متوارثة منذ الحرب العالمية الأولى».

كان بيريس من بين مجموعة الأطباء المؤسسين لمنظمة «أطباء بلا حدود» في عام 1971، ومن بين المؤسسين لمنظمة أخرى مشابهة تدعى «منظمة أطباء العالم» في عام 1980. قضى بيريس أكثر من 40 عاما في بعض أكثر مناطق الحروب خطورة حول العالم، حيث شهد الصراعات التي دارت في فيتنام وليبيريا والسودان وسيراليون ورواندا والشيشان والعراق، وحديثا في ليبيا.

يقول بيريس: «اعتدت إجراء عمليات جراحية للناس في بغداد مع مساعد كان يحمل مصباح زيت فوق كتفي».

أضاف أنه يود العودة إلى حمص لأن هناك حاجة ماسة هناك، وبسبب شح المساعدات الدولية أيضا: «لا أعلم كيف سيبدو المستقبل في سوريا، ولكني شديد الإعجاب بالسوريين».

*خدمة «نيويورك تايمز»

أنان يدرس ردّ الأسد على مقترحاته و”المركزي” يتدخل لمنع انهيار الليرة

وقاحة الأسد: 7 أيار يوم انتخابي مجيد

تزامناً مع الذكرى الرابعة لاجتياح حلفاء النظام السوري مدينة بيروت في السابع من أيار 2008، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس مرسوماً يحدد الاثنين السابع من أيار (مايو) المقبل موعداً لانتخاب أعضاء مجلس الشعب الأسدي، ما اعتبرته واشنطن أمراً “مثيراً للسخرية” في ظلّ أعمال القتل والقمع التي يقوم بها النظام.

وفي ساعة متقدمة مساء أمس، تلقى موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان الى سوريا رداً من الرئيس السوري على مقترحاته لحلّ الازمة حسبما أعلن المتحدث باسم أنان من دون أن يعطي أي إيضاح لمضمون الرد السوري.

وفيما تستمر المذابح التي كان آخرها أمس مجزرة في إدلب ذهب ضحيتها خمسة وخمسون شهيداً منهم أربعون أعدموا قريباً من جامع بلال في المدينة التي تجتاحها صواريخ النظام السوري ومدفعيته، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى تحقيق دولي في مذابح يذهب ضحيتها مدنيون سوريون، معتبراً أنها تصل إلى حد جرائم ضد الانسانية، في إشارة إلى المجازر التي يذهب ضحيتها يومياً العشرات من الرجال والنساء والأطفال في مختلف المدن السورية وعلى رأسها مدينة حمص المنكوبة.

وفي سوريا كذلك كشفت مصادر شركات الصرافة أمس أن البنك المركزي السوري باع شركات ومكاتب الصرافة نحو عشرة ملايين دولار على أن تبيع هذه الشركات القطع الأجنبي للمواطنين بـ81.5 ليرة سورية بعد أن بلغ سعر صرف الدولار الاربعاء الماضي 110 ليرات سورية.

ونقلت صحيفة “الاقتصادي” المحلية أن “المركزي أصدر نشرة خاصة بذلك”.

دولياً، أعلنت موسكو أنها تسعى لإقناع دمشق بقبول مراقبين دوليين مستقلين يتولون مراقبة وقف متزامن لأعمال العنف.

وفي أنقرة التي قام مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي أي إي) دايفيد بترايوس بزيارة غير معلنة إليها خلال اليومين الماضيين والتقى مسؤولين أتراكاً على رأسهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، التقى كوفي أنان في ختام زيارته أمس، قيادات المجلس الوطني السوري المعارض وعلى رأسهم رئيس المجلس برهان غليون.

وطالب أنان بوقف العنف والقتل فى سوريا، مؤكدا حق الشعب السوري في العيش بكرامة واستحقاقه حياة أفضل. وأعرب أنان في تصريحات عقب اللقاء عن أمله بأن يرد النظام السوري بإجابات واضحة على مقترحاته الأخيرة، وقال “ننتظر إجابات واضحة من السلطات السورية عما طرحناه معهم، وعلى ضوء تلك الإجابات سوف نتصرف في المرحلة المقبلة”. وقال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض إنه استعرض مع أنان نقطتين مهمتين، أولاهما تتعلق بأعمال العنف والقتل الجماعي الذي يمارسه النظام ضد المدنيين، والثانية تتصل بتسليح المعارضة، وأضاف انه أبلغ أنان “إذا لم يجد العالم حلاً لإنهاء الأزمة السورية، فإن المعارضة ستلجأ إلى التسلح والمواجهة الشاملة”.

واستطرد قائلاً “نحن في منعطف خطير، إذا لم تتوقف المذابح وإذا لم يتوقف القتل المنظم ضد الشعب في سوريا، فنحن متجهون نحو التسلح الشامل والمواجهة الشاملة التي يمكن أن تؤثر ليس فقط على سلام سوريا، إنما على سلام المنطقة بأكملها”.

ونقل أنان لرئيس الوزراء التركي انطباعاته عن محادثاته في دمشق مؤكدا “أن الوضع الانساني في سوريا مؤلم للغاية”، قائلا “طلبت من الاسد تقديم مساعداته لايصال المساعدات الانسانية للشعب السوري”، مضيفاً انه سيجري مباحثات مع ايران وروسيا.

وحذر رئيس الوزراء التركي أنان من ان الاساليب المتبعة من قبل الرئيس السوري هي لتوفير الوقت.

وذكرت صحيفة “صباح” التركية أمس أن أردوغان أكد لأنان أن تدهور الاوضاع في سوريا يسير نحو نقطة اللاعودة والمواطنين يموتون هناك وثمة حاجة ماسة لزيادة الضغوط على الاسد الذي يسعى لكسب الوقت.

وفي المواقف، طالب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي امس بـ”تحقيق دولي” في الجرائم ضد المدنيين السوريين. وقال في بيان “ان ما تناقلته وسائل الاعلام من مشاهد مريعة حول الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الابرياء في حمص وإدلب وانحاء مختلفة من سوريا، وخاصة أعمال القتل والتصفية البشعة لعائلات بكاملها بما فى ذلك الاطفال والنساء والشيوخ، يمكن وصفها بأنها جرائم ضد الانسانية لا يجوز من الناحية الاخلاقية والانسانية السكوت عن مرتكبيها، ولا بد من ان يكون هناك تحقيق دولي محايد يكشف حقيقة ما يجري من احداث ويكشف المسؤولين عن هذه الجرائم ويقدمهم للعدالة”.

ودعا العربي “الحكومة السورية الى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة” سواء شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة أو “أي لجنة تحقيق دولية محايدة ومستقلة للكشف عن حقيقة هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها”.

واتصل وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أمس بالامين العام للجامعة العربية الذي ذكرت وكالة أنباء “الاناضول” التركية أنه تبادل وجهات النظر مع العربي بشأن المحادثات التي أجراها أنان في العاصمة التركية بخصوص الأزمة السورية.

وأعلنت مساعدة المفوضة العليا لحقوق الإنسان كيونغ وا كانغ أمس أن الأمم المتحدة سترسل مراقبين إلى دول مجاورة لسوريا في وقت لاحق هذا الأسبوع لتوثيق “الانتهاكات والفظائع” في هذا البلد.

وقالت وا كانغ خلال مناقشة مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة التقرير الثاني للجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا “نسعى قدر الإمكان للمحافظة على الاتصالات مع الناس على الأرض. وسنرسل مراقبين لجمع معلومات ووثائق حول الانتهاكات والفظائع في المناطق الحدودية في الدول المجاورة هذا الأسبوع”. ولفتت إلى أن خطوط التواصل بين مكتب المفوضة العليا لحقوق الإنسان وأشخاص على الأرض انقطعت منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

وأضافت ان هناك دعماً كبيراً من الدول الأعضاء لتمديد عمل لجنة التحقيق وأن مكتب المفوضة العليا سيكون مستعداً لدعم اللجنة في المرحلة التالية من نشاطها، وجددت القول ان المفوضة العليا تؤيد إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وذكرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة أن نحو 30 الف لاجئ و200 الف مهجر سوري فروا من منازلهم منذ اندلاع عمليات القمع.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن روسيا تريد اقناع سوريا بقبول مراقبين دوليين مستقلين يتولون مراقبة وقف “متزامن” لاعمال العنف من الجانبين. وأضاف ان روسيا درست هذا الاقتراح مع دول الجامعة العربية والامم المتحدة حيث بحث مجلس الامن الدولي الاثنين الازمة السورية.

وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفيليبيني البرت ديل روزاريو ان “الهدف هو ان يدرك الجانبان ان هناك مراقبين دوليين مستقلين لمراقبة تطبيق هذا المطلب، وسنقوم بصياغة هذا المطلب من اجل وقف اطلاق نار فوري”. وتابع “يجب ان يتم هذا الامر بشكل متزامن. لا يمكننا مطالبة الحكومة بمغادرة المدن والقرى في حين ان المجموعات المسلحة لا تقوم بالشيء نفسه”. وقال ان “الانسحاب الاحادي الجانب للقوات الحكومية غير واقعي على الاطلاق. لن تقوم السلطات السورية بذلك، شئنا ام ابينا”.

وتنهي الثورة السورية غداً عامها الأول بـ106 شهداء سقطوا أمس في مختلف المناطق السورية وإصرار شعبي على نيل الحرية المفقودة منذ اكثر من أربعة عقود، على الرغم من تكثيف النظام لمجازره، وجديدها أمس في إدلب حيث قتل شبيحة النظام 55 شخصاً في إدلب منهم أربعو أعدموا قرب مسجد بلال في المدينة التي تنهمر عليها المدفعية والصواريخ، بعدما كان ارتكب في اليومين الأخيرين مجزرتين في حمص وادلب ضحيتهما اكثر من مئة قتيل معظمهم اطفال ونساء.

وبلغ عدد الشهداء أكثر من تسعة آلاف شهيد، وعشرات آلاف الجرحى والمفقودين والمعتقلين والمشردين.

وقالت “لجان التنسيق المحلية في سوريا” في صفحتها على موقع “فايسبوك” أمس إن “جيش النظام ارتكب مجزرة جديدة ذهب ضحيتها سبعة شهداء، حيث قام بتوقيف سيارة تقل جريحين وخمسة مدنيين بينهم طفل، وقتل جميع الركاب ورمى جثثهم على قارعة الطريق قرب مفرق معرشورين”.

وقال نشطاء من المعارضة أمس ان القوات السورية قتلت عشرات الاشخاص في مدينة إدلب الشمالية وألقت بجثثهم داخل مسجد وقتل منشقون على الجيش السوري نحو 22 جنديا في كمينين منفصلين.

وفي اتصال بوكالة “فرانس برس” افاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن بانه تم العثور على 11 جثة لقتلى “سقطوا جراء قصف القوات النظامية”.

وفي وسط البلاد، نقل المرصد عن سكان ان سيدة قتلت اثر اطلاق نار من القوات النظامية في مدينة تلكلخ (ريف حمص)، وقتل سبعة “بنيران القوات النظامية والشبيحة في احياء كرم الزيتون وباب الدريب” في مدينة حمص.

وفي ريف حلب (شمال)، قال المرصد في بيان “استشهد بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء شاب (…) في مدينة اعزاز التي دارت فيها اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة، كما سقط في الاشتباكات عنصر من القوات النظامية”.

وفي ريف دمشق، قتل شاب “اثر اصابته باطلاق رصاص خلال المداهمات التي نفذتها القوات السورية صباح اليوم في مدينة دوما”.

منظمة “هيومن رايتس ووتش” قالت إن القوات السورية زرعت ألغاما قرب الحدود مع لبنان وتركيا بامتداد مسارات يستخدمها المدنيون للفرار من المجازر التي يرتكبها النظام، في اجراء يؤكد نيات قوات الاسد بارتكاب المزيد من المجازر وإحداث فتنة تؤدي الى تطهير طائفي.

وعلى الرغم من قوة آلة القتل النظامية فإن “الجيش السوري الحر” يواجه ببطولة بما تيسر له من سلاح خفيف، وفي هذا السياق قال “المرصد السوري لحقوق الانسان انه “قتل عند الساعة العاشرة من صباح اليوم (أمس) 12 من قوات الامن السورية كانوا في طريقهم لتنفيذ حملة اعتقالات في مدينة داعل الواقعة في ريف درعا (جنوب) اثر كمين نصبته مجموعة منشقة لحافلة صغيرة كانت تقلهم عند المدخل الجنوبي للمدينة”. واضاف المرصد ان خمسة من العناصر المنشقة جرحوا خلال الاشتباكات التي دارت مع القوات التي وصلت لاخلاء القتلى.

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، ذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان انه “قتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من القوات النظامية اثر هجوم نفذته مجموعة منشقة على حاجز شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة معرة النعمان”. كما قتل شخص في مدينة معرة النعمان اثر اطلاق رشاشات ثقيلة تعرضت له المدينة من القوات السورية.

واعتبرت الولايات المتحدة ان تنظيم انتخابات نيابية في سوريا وسط اعمال العنف، كما اعلن الرئيس السوري أمس، امر “مثير للسخرية”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في تصريح صحافي ان “انتخابات نيابية لاختيار برلمان يكون بمثابة بوق وسط اعمال العنف التي نراها في انحاء البلاد، امر مثير للسخرية”.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أمس ان “الرئيس الاسد اصدر مرسوماً بتحديد انتخابات مجلس الشعب في السابع من أيار (مايو) القادم”.

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، “لجان التنسيق المحلية”)

الأمم المتحدة ترسل مراقبين لتوثيق الجرائم

توافق صيني ـ عربي على حل سياسي

قوات الأسد تزرع الألغام على الحدود مع لبنان وتركيا

نفذت القوات التابعة لنظام بشار الأسد مزيدا من القتل عبر عمليات قصف ومداهمات خصوصا في حمص وادلب، وزرعت حقول الغام جديدة على الحدود مع لبنان وتركيا، في وقت قالت الأمم المتحدة إنها سترسل فريق مراقبين لتوثيق الجرائم التي يرتكبها نظام دمشق الذي ينتظر مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان ردا من النظام على مقترحاته لإنهاء العنف.

وقد ايدت روسيا امس ارسال مراقبين دوليين الى سوريا، وفق اقتراح أنان، فيما برز توافق صيني مع الجامعة العربية على حل سياسي للأزمة.

فقد سقط العشرات في عدد من المدن والمناطق السورية امس، حسبما افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان”.

وقال المرصد في بيان “قتل عند الساعة العاشرة (بالتوقيت المحلي) من صباح اليوم 12 من قوات الامن السورية كانوا في طريقهم لتنفيذ حملة اعتقالات في مدينة داعل الواقعة في ريف درعا (جنوب) اثر كمين نصبته مجموعة منشقة لحافلة صغيرة كانت تقلهم عند المدخل الجنوبي لمدينة”. واضاف المرصد ان خمسة من العناصر المنشقة جرحوا خلال الاشتباكات التي دارت مع القوات التي وصلت لاخلاء القتلى.

في ريف ادلب (شمال غرب)، ذكر المرصد “قتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من القوات النظامية اثر هجوم نفذته مجموعة منشقة على حاجز شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة معرة النعمان”.

كما قتل شخص في مدينة معرة النعمان “اثر اطلاق نار رشاشات ثقيلة تتعرض له المدينة من قبل القوات السورية منذ صباح اليوم”.

واشار المرصد الى العثور على جثامين ستة اشخاص قرب قرية معرة شورين ووفاة شخص في سرمين متأثرا بجراح اصيب بها.

وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بانه تم العثور على 11 جثة لقتلى “سقطوا جراء قصف القوات النظامية”.

وفي وسط البلاد، نقل المرصد عن سكان ان سيدة قتلت اثر اطلاق نار من القوات النظامية في مدينة تلكلخ (ريف حمص)، وقتل سبعة “بنيران القوات النظامية والشبيحة في احياء كرم الزيتون وباب الدريب” في مدينة حمص.

وفي ريف حلب (شمال)، قال المرصد في بيان “استشهد بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء شاب (…) في مدينة اعزاز التي دارت فيها اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة، كما سقط في الاشتباكات عنصر من القوات النطامية”.

وفي ريف دمشق، قتل شاب “اثر اصابته باطلاق رصاص خلال المداهمات التي نفذتها القوات السورية صباح اليوم في مدينة دوما”.

في جنيف قالت الأمم المتحدة امس إنها سترسل مراقبين لحقوق الانسان إلى الدول الواقعة على الحدود مع سوريا لجمع أقوال شهود عيان عن “الأعمال الوحشية” التي ترتكب هناك.

وقال نائب المفوضة السامية لحقوق الانسان كيونغ وها كانغ أمام مجلس حقوق الانسان التابع للمنظمة الدولية خلال بحث الأزمة في سوريا: “سنرسل مراقبين إلى دول مجاورة لتوثيق الأعمال الوحشية (في سوريا) في وقت لاحق هذا الأسبوع”.

الى ذلك، قال مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان إنه يتوقع ردا من الحكومة السورية على “مقترحات ملموسة” تقدم بها خلال محادثات في مطلع الأسبوع مع الرئيس السوري بشار الأسد لانهاء نحو عام من العنف.

وكان انان اجتمع مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو مساء الإثنين الماضي لمناقشة الازمة التي تهدد جارة تركيا الجنوبية بالانزلاق الى حرب أهلية.

وقال بعد ان التقى بممثلي “المجلس الوطني السوري” في انقرة “أشرت لهم أيضا انني انتظر ان اسمع من السلطات السورية اليوم نظرا لانني تركت لهم بعض المقترحات الملموسة لدراستها”. واضاف: “فور تلقينا الرد سنعرف كيف نتصرف. لكن دعوني اقول القتل والعنف يجب ان يتوقفا”.

ولم يكشف عنان عن مقترحاته بالتفصيل. ولكن السفير السوري لدى موسكو قال أول من أمس إن المناقشات بين الأسد وأنان تضمنت “خمسة مبادئ” من أجل التوصل لتسوية سورية وافق عليها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم السبت.

وتوصلت روسيا الى اتفاق مع جامعة الدول العربية في العاشر من آذار ( مارس) الجاري في القاهرة يدعو الى انهاء العنف والمراقبة المستقلة وعدم التدخل الخارجي ووصول المساعدات الانسانية لجميع السوريين ودعم مهمة عنان.

وقال أنان “العالم كله يتحد ويعمل معنا لحل الموقف في سوريا بحسن نوايا وتصميم وانا آمل ان نحقق تقدما”.

وبعد اجتماعه مع انان قال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري إن الهدف هو التوصل لحل سياسي وديبلوماسي وإلا ستنفذ الحكومات الأجنبية وعودها بتسليح المعارضة السورية.

وقال غليون ان بعض الدول وعدت بأسلحة لكن الهدف الحقيقي الان هو حل سياسي ودبلوماسي واذا لم يفلح هذا ستقدم تلك الدول هذه المساعدة.

وامس اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان روسيا تريد اقناع سوريا بقبول مراقبين دوليين مستقلين يتولون مراقبة وقف “متزامن” لاعمال العنف من الجانبين. وقال ان روسيا درست هذا الاقتراح مع دول الجامعة العربية والامم المتحدة حيث بحث مجلس الامن الدولي الاثنين الازمة السورية. واضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفيليبيني البرت ديل روزاريو ان “الهدف هو ان يدرك الجانبان ان هناك مراقبين دوليين مستقلين لمراقبة تطبيق هذا المطلب، وسنقوم بصياغة هذا المطلب من اجل وقف اطلاق نار فوري”.

وتابع لافروف: “يجب ان يتم هذا الامر بشكل متزامن. لا يمكننا مطالبة الحكومة بمغادرة المدن والقرى في حين ان المجموعات المسلحة لا تقوم بالشيء نفسه”. وقال ان “الانسحاب الاحادي الجانب للقوات الحكومية غير واقعي على الاطلاق. لن تقوم السلطات السورية بذلك، شئنا ام ابينا”.

وفي القاهرة، قال الموفد الصيني الى الشرق الاوسط تشانغ مينغ امس ان بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة ايجاد حل سياسي للازمة السورية.

واكد الديبلوماسي الصيني امام الصحافيين بعد اجتماع مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان “هناك توافقا كبيرا بين الصين والجامعة العربية حول حل الازمة السورية سياسيا”. واضاف ان الحكومة الصينية اوفدته “كمبعوث خاص الى الشرق الاوسط لتبادل وجهات النظر مع كافة الاطراف في الشرق الاوسط على أساس رؤية صينية ذات ست نقاط لايجاد حل سياسي للمسألة السورية وبلورة توافق دولي” حول تسوية سياسية.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

انقلاب في الواقع اليومي للسوريين

لا تخفي الهام مدى اشتياقها الى ابنتها التي وجدت عملا في العاصمة السورية بعد تخرجها من كلية الاداب في اللاذقية (غرب)، الا انها تفضل ان تبقى ابنتها بعيدة في دمشق بدل ان تعرضها لمخاطر الطريق الذي لم يعد آمنا، بحسب اعتقادها، منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا قبل عام.

وقالت الهام (52 عاما)، وهي ربة منزل تقطن في مدينة اللاذقية الساحلية، انها لم تر ابنتها منذ اكثر من اربعة اشهر. وتضيف “اعتدت زيارتها لنا في السابق في العطل الاسبوعية، اشتقت اليها كثيرا ولكنني اخشى من ان يعترض مسلحون الحافلة التي تقلها ويصيبها سوء”.

وتمنت الام التي اختنق صوتها حزنا “ان تمر هذه الازمة على خير”، معتبرة ان “تضحية” عدم تمكنها من رؤية ابنتها لا تقارن بما يعانيه آخرون.

وعززت اقامة الحواجز حول الابنية الحكومية والامنية في دمشق اثر الانفجارات التي استهدفت مراكز امنية فيها واسفرت عن مقتل العشرات، من الاحساس بالرهبة والتوجس لدى السكان الذين لم يألفوا مثل هذه الاجراءات.

واقامت السلطات جدارا اسمنتيا شاهقا حول وزارة الداخلية في حي كفرسوسة، كما احاطت المنشآت العسكرية ابنيتها بحواجز اصطناعية وقطعت الطرق الفرعية المؤدية الى بعض الفروع الامنية منعا لمرور السيارات.

واكد هشام (48 عاما)، الذي يقطن في احدى ضواحي دمشق، ان سائقي سيارات الاجرة يمتنعون عن اصطحابه الى مكان سكنه بحجة “خوفهم من الحواجز الامنية” التي تنتشر على مداخل اغلب مدن ريف دمشق.

ويوضح هذا المهندس الذي يضطره عمله للتنقل كثيرا لمتابعة ورش البناء “ما ان يسألني السائق عن وجهتي حتى يعتذر قائلا: الله يستر عليك جنبني هذه المناطق”.

وينعكس الوضع الامني على عادات العائلات الدمشقية التي كانت تنتظر يوم العطلة الاسبوعية (الجمعة) للترويح عن نفسها والخروج الى الارياف للتنزه لا سيما في الزبداني والغوطة اللتين شهدتا اشتباكات دامية انتهت بسيطرة القوات السورية عليهما.

ويتندر الاهالي بقصة تقول ان احدهم رغب في اصطحاب عائلته الى الزبداني وفوجئ عند مدخل البلدة بوجود حاجز عسكري يمنعه من الدخول.

وفي رده على سؤال لاحد عناصر الحاجز حول سبب مجيئه، قال: انه جاء مع عائلته للتمتع بمنظر الثلج بعيدا عن صخب العاصمة، فرد المجند متهكما “يبدو انك لا تشاهد سوى قناة الدنيا (المقربة من السلطة). عد ادراجك وشاهد قناة الجزيرة”.

ويسجل تراشق اعلامي منذ بداية الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة التي تعصف بالبلاد منذ منتصف اذار (مارس) 2011، بين السلطة والمعارضين بالتوازي مع اشتباكات وعمليات عسكرية اوقعت الاف القتلى.

ويصف الاعلام الرسمي بعض القنوات الفضائية العربية بانها “مغرضة” وتحرض على “سفك الدم السوري”، فيما يتهم معارضون وناشطون الاعلام السوري بانه “كاذب” ويروج لرواية “العصابات الارهابية المسلحة” للتغطية على “اعمال القمع التي يمارسها النظام بحق المحتجين”.

ويرفع الموالون للرئيس السوري بشار الاسد في مسيراتهم لافتات تهاجم قناتي الجزيرة والعربية، ويستبدلان عبارة “خبر عاجل” بـ”خبر كاذب”.

ويرفع المعارضون لافتات ينددون فيها بالاعلام الرسمي وقد كتب عليها “هذه الدنيا ملعونة”، بالاشارة الى قناة الدنيا السورية الخاصة القريبة من السلطات.

ويترك الوضع اثره على عادات السكان ونمط حياتهم. اذ قلص انقطاع التيار الكهربائي في جميع المدن السورية من الزيارات العائلية التي اعتاد السكان تبادلها مساء بعد الانتهاء من العمل.

وتعاني المدن السورية، سواء تلك التي تشهد اضطرابات ام تلك التي هي بمنأى عنها، منذ اشهر من تقنين في التيار الكهربائي يراوح بين 6 ساعات و12 ساعة من الانقطاع، وقد يمتد لاكثر من ذلك في بعض المناطق المتوترة.

ورد وزير الكهرباء السوري عماد خميس الاسبوع الماضي اسباب ساعات التقنين الطويلة الى “ارتفاع الطلب الكبير على الطاقة (…) وغياب حوامل الطاقة الأخرى وتعثر تزويد المحطات بالوقود اللازم لتشغيلها نتيجة استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة للأنابيب التي تزود المحطات بالوقود”.

الا ان ناشطين معارضين للنظام السوري اكدوا ان نقص الوقود في البلاد مرده استخدام السلطة المفرط له من اجل تزويد الاليات العسكرية التي ترسلها في جميع انحاء البلاد بهدف قمع الحركة الاحتجاجية.

واطلق ناشطون حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان “أنا واولادي أولى بالمازوت من الدبابة”.

ويشكو سائق سيارة الاجرة ابو فراس، كشأن اغلب السوريين الذين كسرت الازمة حاجز الخوف لديهم، من الاجراءات الحكومية “انهم لا يأبهون بالواقع المعيشي للسكان، فلا رقابة تموينية على الاسعار المشتعلة ولا انتظام في ساعات التقنين”. ويضيف “ان اجهزتهم الامنية لا هم لها سوى ايقاف هذه الحركة” الاحتجاجية، شاكيا من حوادث السرقة والتعدي على الممتلكات الخاصة وعلى الاشخاص “التي لا يعرف مرتكبوها”.

(ا ف ب)

مجزرة جديدة في إدلب وفريق دولي لتوثيق الانتهاكات

عنان ينتظر رد دمشق وموسكو تؤيد مراقبين مستقلين

سقط عشرات القتلى السوريين أمس، معظمهم في إدلب (شمال غرب)، في استمرار لدائرة العنف المتصاعد، في وقت أعلنت الأمم المتحدة إيفاد فريق إلى دول الجوار السوري، لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وعينت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين منسقاً خاصاً لشؤون اللاجئين السوريين، الذين قالت إن عددهم وصل إلى 30 ألفاً  . وأيدت روسيا إيفاد مراقبين مستقلين، بشكل يترافق مع إطلاق نار متبادل ومتزامن، فيما اعتبرت الولايات المتحدة أن الانتخابات البرلمانية التي أصدر الرئيس السوري مرسوم إجرائها في 7 مايو/أيار، أمر “مثير للسخرية”  .

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية، أمس، أن الجيش السوري “ارتكب مجزرة جديدة في إدلب (شمال غرب)، قتل فيها 55 شخصاً، بينهم 40 أعدموا قرب جامع بلال في المدينة، و15 آخرون جراء قصف قوات النظام لمناطق شمالية وغربية  . فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 37 شخصا قتلوا، بينهم 14 مدنياً خلال حوادث عنف متفرقة في عدد من المدن  .

واعتبرت الولايات المتحدة أن تنظيم انتخابات نيابية في سوريا، كما أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، وسط أعمال العنف أمراً “مثيراً للسخرية”  . وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في تصريح صحافي إن “انتخابات نيابية، وسط أعمال العنف التي نراها في أنحاء البلاد، أمر مثير للسخرية”  .

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن روسيا تريد إقناع سوريا بقبول مراقبين دوليين مستقلين يتولون مراقبة وقف “متزامن” لأعمال العنف من الجانبين  . وقال إن روسيا درست الاقتراح مع الجامعة العربية والأمم المتحدة، وأضاف أن “الهدف أن يدرك الجانبان أن هناك مراقبين دوليين مستقلين لمراقبة تطبيق هذا المطلب، وسنقوم بصياغة هذا المطلب من أجل وقف إطلاق نار فوري”  . وتابع “يجب أن يتم هذا الأمر بشكل متزامن”  .

وأكد موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي عنان في أنقرة، أنه ينتظر رداً من سوريا، على المقترحات التي قدمها للرئيس بشار الأسد  . وقال “عرضت عليهم مقترحات ملموسة”  . وأضاف “سنعلم كيف سنتحرك بعد حصولنا على ردهم”، وشدد على ضرورة وقف “القتل والعنف”  . وتابع “الشعب السوري يستحق معاملة أفضل من ذلك”  .

وأعلنت كيونغ وا كانغ مساعدة المفوضة العليا لحقوق الإنسان، أنه سيتم إرسال مراقبين من الأمم المتحدة هذا الأسبوع إلى الدول المجاورة لسوريا، لجمع معلومات عن “انتهاكات وفظائع”  . فيما أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، تعيين بانوس مومتزيس منسقاً للاهتمام باللاجئين السوريين الذين يقدر عددهم بنحو 30 ألفاً موزعين على عدد من البلدان  . (وكالات)

اجلاء المعارضين الجرحى في سوريا دون سيارات أسعاف مهمة فائقة الخطورة

كنصفرة (سوريا) – ماريان باريو – تسللت اربعة ظلال تحت نور القمر في الريف السوري تبين انها لاربعة ناشطين ينقلون في البراري حمالة يرقد عليها جريح اصيب برصاصة اثناء تظاهرة في حماة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وهم يحاولون نقله الى تركيا.

وقال احد الرجال معرفا عن نفسه باسم سعد الله “لا نملك سيارة اسعاف وحتى لو كنا نملكها، لما كنا استطعنا استخدامها لاجتياز الحدود لان قوات الاسد ستوقفنا على الفور”. وسعد الله هو احد قادة شبكة الناشطين التي تتولى نقل الجرحى ذوي الاصابات الاكثر خطورة سرا من سوريا الى منطقة انطاكيا التركية.

المجموعة تسير بصمت، قبل ان يقول سعد الله “اننا نتحرك دائما ليلا لنتجنب ان يرصدنا الجيش. نتقدم ببطء شديد ولا يمكننا ان ننقل اكثر من عدة مصابين في آن. وقد يمر يومان قبل ان نعبر الحدود وافدين من حماة وحمص. كل شيء رهن بالمراقبة والحواجز التي قد تعترضنا”.

منذ مطلع الانتفاضة الشعبية ضد النظام قبل عام تم اجلاء حوالى 200 مصاب بهذه الطريقة البدائية.

وقال سعد الله آسفا “توفي حوالى عشرة اشخاص قبل ان نتمكن من اخراجهم من البلاد، فالرحلة طويلة وشاقة ولا يسعهم جميعا تحملها”.

واضاف “ان المستشفيات السورية ليست آمنة للجرحى. فالاطباء والممرضون يعذبونهم ويغرزون الابر في اجسادهم او يحرقونهم بالسجائر كي يتكلموا”.

وتابع “نقلنا جرحى تعرضوا لتشوهات خطيرة بسبب الاسلحة التي تستخدمها قوى النظام واخرين تعرضوا للتعذيب الوحشي. بعضهم اقتلعت اعينهم”.

في مستشفى ميداني في بلدة كنصفرة خضع رجل عرف عن نفسه باسم حسن لعملية قبل ساعات بعد اصابته برصاصة في البطن. وروى الرجل عن التعذيب الذي ينفيه النظام. وقال مغطيا وجهه “اخرجني اصدقائي من مستشفى حماة حيث نقلت. كان مليئا بعناصر المخابرات الذين اوقفونا وعذبونا بمساعدة ممرضين. لذلك فررت، لانفد بجلدي”. واوضح ان لديه اقارب في حماة ويخشى من ان يدفعوا الثمن ان بدا في وسائل الاعلام.

وينطلق اغلب الجرحى المتجهين الى تركيا من هذه العيادة السرية في كنصفرة في وسط منطقة جبل الزاوية الثائرة. ويشمل المكان غرفة عمليات وغرفة عناية وست غرف وحوالى ست ممرضات وطبيبين.

وقال طبيب اخفى وجهه ورفض الكشف عن اسمه “توفي هنا اكثر من 20 مريضا. يردنا الكثير من الجرحى ولا نملك وسائل معالجة الجميع”.

وما تبقى من المخدر لا يكفي لاكثر من عمليتين جراحيتين او ثلاث.

كما ندرت الادوية حيث يخاطر موظفو المستشفى بحياتهم لجلب ما يسعهم من القرى المجاورة.

واقر الطبيب “لا نملك حتى برادا. وعندما يتوجب علينا اجراء عملية نقل دم نفعل ذلك مباشرة من المتبرع الى المريض”.

في مستشفى يقع في الاراضي التركية التي تحولت قاعدة خلفية للمعارضة السورية تحدث حسن الناير الطبيب السوري المقيم في المنفى منذ الثمانينيات عن الفظائع التي يشهدها يوميا.

وقال الطبيب المخضرم ان “الحالات الاكثر شيوعا هي لمصابين اصيبوا برصاص متفجر”.

واضاف “لم اعالج في حياتي جروحا بهذه الخطورة. في اغلب الحالات لا يسعنا الا البتر. اكثر من 80% من المصابين الذين استقبلناهم اصيبوا بهذا النوع من الرصاص”.

واصيب احد الجرحى سمير عبدو البالغ 20 عاما في تظاهرة في ادلب (شمال غرب). الى جانبه بات مصطفى الذي اصيب بثلاث طلقات في الصدر والكتف مشلول الساقين.

وقال “كنت في تظاهرة وفتح الجيش النار علينا. اصبت وهويت. لكننا كنا نتظاهر سلميا”.

كما رافقه شقيقه شريف الى الخارج. وقال “لو كان في مقدوري لانضممت الى الجيش السوري الحر على الفور”.

وتابع “انا مستعد للقتال” موجها نظره الى السرير الذي لن يتمكن شقيقه من مفارقته مدى الحياة.

“فاو”: 1,4 مليون شخص في سوريا قد يعانون بغذائهم بسبب الأحداث الجارية

أعربت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الـ”فاو” عن “قلق” حيال الأمن الغذائي في سوريا و”خصوصًا في ما يتعلق بـ1,4 مليون شخص سيتأثر غذاؤهم بسبب أعمال العنف الجارية”، ناقلةً عن المكتب المركزي للإحصاءات في سوريا قوله إن “التضخم ازداد 15% بين حزيران وكانون الأول 2011 بسبب الارتفاع الكبير لأسعار المواد الغذائية ونقص المحروقات الذي كان له تأثير لا يستهان به على تكلفة النفط”.

وأشارت المنظمة إلى أنّ 300 ألف من صغار المزارعين والرعاة في المحافظات الشمالية الشرقية السورية التي تضررت حتى الآن جراء موجة جفاف استمرت سنوات، يواجهون فقدان العمل الموسمي بسبب أعمال العنف الجارية، كما سجّلت تراجع انتاج الحبوب في سوريا 10% في 2011، فيما تنتاب المزارعين هواجس كثيرة تتعلق بموسم شتاء 2012 الذي يبدأ في أيار بسبب مشاكل التموين الناجمة عن الوضع السياسي.

(أ.ف.ب.)

مبعوث فرنسي إلى المنطقة لجمع أدلة تتيح ملاحقة النظام السوري

نقلت وكالة “فرانس برس” عن دبلوماسي فرنسي إشارته إلى أنّه “بعد عام على انطلاق الانتفاضة السوريّة، وصل السفير الفرنسي من أجل حقوق الإنسان فرنسوا زيمري إلى المنطقة، لجمع شهادات ستجيز لفرنسا رفع ملف اتهامي حول تجاوزات نظام الرئيس السوري بشار الأسد أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة”.

ولفت الدبلوماسي إلى أنّ مهمة زيمري هي في “جمع عناصر ملموسة تمنع كل من سيُتَّهم في المستقبل من التملص من الآليّة القضائيّة لعدم ثبوت الأدلة”.

(أ.ف.ب.)

الجيش يجتاح إدلب ويقتل المزيد

قال ناشطون إن الجيش السوري سيطر على مدينة إدلب بعد هجوم استغرق أربعة أيام, وقتل فيه عشرات المدنيين. وواصل الجيش في الأثناء قصف واقتحام مدن أخرى في محافظة إدلب نفسها, وفي حمص ودرعا متسببا في مقتل المزيد, وسط اشتباكات متفرقة مع الجيش السوري الحر.

وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في إدلب نور الدين العبدو للجزيرة إن الجيش أحكم قبضته على المدينة منذ عصر أمس, ويقوم بعمليات دهم وتفتيش من منزل إلى آخر, تواصلت حتى فجر اليوم.

وأضاف العبدو أن الجيش حول مدارس إلى ثكنات عسكرية, ويستخدم المدنيين دروعا بشرية لحماية نفسه من هجمات محتملة للمنشقين.

اجتياح بعد مقاومة

وتابع العبدو أن المعارك في المدينة توقفت منذ مساء أمس, واضطر مقاتلو الجيش الحر إلى الانسحاب لعدم قدرتهم على مواجهة القوة النارية للجيش النظامي, وحرصا منهم على تجنيب المدنيين خسائر كبيرة في الأرواح.

ومن جهته, قال الناشط رامي إدلبي لوكالة الأنباء الألمانية إن الجيش الحر ألحق خسائر فادحة بالجيش قبل انسحابه من المدينة. وقال ناشطون إن المنشقين في إدلب لم يكونوا يتلقون سلاحا بخلاف زملائهم في حي بابا عمرو في حمص الذين كانت تصلهم إمدادات من شمال لبنان. وصمد المنشقون في بابا عمرو لمدة شهر, ثم اضطروا للانسحاب قبل أسبوعين بسبب نفاد الذخائر.

وكانت صحيفة الوطن السورية القريبة من نظام الرئيس بشار الأسد تحدثت مساء أمس عن سيطرة كاملة للجيش على إدلب, وعن قتل عشرات المسلحين.

وقبل الإعلان عن سيطرة الجيش على إدلب, كان ناشطون أكدوا أن القوات الموالية للأسد أعدمت أربعين شابا دفعة واحد أمام مسجد بالمدينة. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن قتلى وجرحى حين قصف الجيش صباح اليوم قريتيْ الجانودية التابعة لجسر الشغور, وبسامس التابعة لجبل الزاوية, وكلتاهما في إدلب.

قتلى جدد

وقال ناشطون لاحقا إن خمسة مدنيين قتلوا اليوم في قصف مدفعي على قرية البارة بإدلب أيضا. وكانت مدن وقرى في المحافظة -بينها مرعيان وخان شيخون ومعرة النعمان ومعرة مصرين- تعرضت في إطار الهجوم على إدلب لقصف بالأسلحة الثقيلة أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.

ويواجه المدنيون بإدلب نقصا شديدا في الغذاء والخدمات, كما يواجهون صعوبة كبيرة في العبور إلى تركيا إما بسبب الألغام، وإما لإغلاق الطرق من قبل الجيش والأمن، وفقا لناشطين ومنظمات دولية.

وبالتزامن مع اجتياح إدلب، قصف الجيش السوري مجددا اليوم مدينة القصير التابعة لحمص على الحدود مع لبنان.

وقال الناشط عمر الحمصي إن الجيش يقصف القصير لمنع أي شخص من الفرار إلى لبنان, في حين أكد ناشطون آخرون تجدد القصف المدفعي صباح اليوم على مدينة الحولة بريف حمص.

واقتحم الجيش صباح اليوم حي درعا البلد في مدينة درعا التي تقع على الحدود مع الأردن. وتمت عملية الاقتحام التي نفذتها قوات مدعومة بعشرين دبابة ومدرعة، وسط اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر الذي يسيطر على حي رئيسي بالمدينة.

ووقع اشتباك آخر بين الجيش الحر والجيش النظامي عند دوار الموت في حلب، حسب لجان التنسيق المحلية التي أشارت إلى إطلاق نار في دير الزور. وفي دمشق, نفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات في حي ركن الدين, فيما قطع شبان الطريق العام في جوبر وفق ناشطين. وسجلت حملات دهم واعتقال في ريف اللاذقية, وفي الحسكة.

خلافات بالمعارضة وأنان يدرس الرد السوري

عصفت الخلافات من جديد بالمعارضة السورية، في وقت يستعد فيه مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان للكشف عن مضمون الرد السوري على مقترحات لحل الأزمة في البلاد.

ويفترض أن يكشف أنان اليوم الأربعاء عن الرد السوري على مقترحاته التي قدمها  لدمشق السبت الماضي، حيث يعتقد أنه قدم مطالب تشمل وقفا فوريا للعنف وفتح الطرق أمام القوافل الإنسانية ومحاورة المعارضة، وفق تصريحات أدلى بها في أنقرة أمس ممثلون عن المجلس الوطني السوري بزعامة برهان غليون.

 وقال غليون بعد الاجتماع إن السوريين “في سباق مع الوقت” لتحقيق حل سياسي ودبلوماسي، لكنه حذر من أن بعض الدول ستنفذ وعودها بتسليح المعارضة إذا أصر نظام الأسد على مواقفه، داعيا لعقوبات “حقيقية” على هذا النظام. وأضاف أن” الجيش السوري  يقتل المواطنين عيانا بيانا. إذا لم يوقف النظام السوري العنف ضد شعبه فسوف نضطر لفرض عقوبات قاسية. سوريا وصلت إلى  منعطف خطير”.

 ونقل مراسل الجزيرة في أنقرة عمر خشرم عن أنان قوله إن المعارضة وافقت على وقف العنف والسماح بممرات إنسانية، لكن أنان لم يفصح عما إذا كانت قبلت مبدأ الحوار.

خلافات

وفي خضم هذا التحرك، عانت المعارضة السورية من جديد من الخلافات والانقسامات، حين قدم أمس الثلاثاء ثلاثة من أعضاء المجلس الوطني السوري استقالاتهم قائلين إنهم كانوا يأملون أن يكون دور المعارضة السياسية في الخارج أكثر فعالية في دعم الثورة السورية.

وقال عضو بالمجلس المعارض -رفض الإفصاح عن اسمه للجزيرة- إن الأعضاء الثلاثة المستقيلين، هيثم المالح وكمال اللبواني وكاثرين التل، بالإضافة إلى ثمانين عضوا من أعضائه البالغ عددهم 270 يعتزمون تشكيل جماعة معارضة جديدة تركز على تسليح مقاتلي المعارضة.

وبرر المالح، القاضي السابق والمعارض منذ فترة طويلة لحكم أسرة الأسد وعضو بالمجلس التنفيذي للمجلس، استقالته بالقول إن المجلس “يموج بالفوضى بسبب غياب الوضوح بشأن ما يمكن أن ينجزه حاليا.. والمجلس لم يحقق تقدما يذكر في العمل على تسليح المعارضين”.

كما أكد المالح أنه سمع الكثير من الشكاوى بشأن الشفافية في عمل المجلس الوطني، وشعر بأن مواصلته العمل خارج المجلس ستكون أكثر فاعلية وفائدة للشعب السوري.

أما كمال اللبواني، ليبرالي شكل جماعة داخل المجلس تحت اسم مجموعة العمل الوطني السوري، فأكد أن المجلس الوطني “غير قادر على تمثيل تطلعات الشعب السوري”.

وأشار اللبواني الذي أفرج عنه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بعد ست سنوات في السجن -ضمنيا- إلى صراع على السلطة داخل المجلس الوطني، رغم أنه امتنع عن الإدلاء بتفاصيل.

من جهتها، ذكرت كاثرين التل -وهي أيضا عضو بالمجلس التنفيذي للمجلس الوطني ومحامية وناشطة في مجال حقوق الإنسان- أنها قررت الاستقالة حتى لا تتحمل المسؤولية عما أسمته “أوجه القصور والأخطاء السياسية” للمجلس.

وقد دعا قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد كل أطياف المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها. وقال في لقاء مع الجزيرة إن الجيش الحر وقع اتفاقا مع المجلس الوطني السوري على تقديم الدعم له -وخاصة المعنوي- ليستمر في خوض المعركة ضد النظام السوري.

جهود دبلوماسية

وفي إطار آخر، سعى رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو إلى التخفيف من حدة السخط الشعبي العربي بسبب موقف بلاده من الأزمة السورية، فقال في تصريح في ختام الاجتماع السنوي للبرلمان إن بكين لا تحابي أي طرف في الأزمة بسوريا.

وأضاف “الصين ليس لديها مصالح خاصة في قضية سوريا، والصين لا تسعى لحماية أي طرف بما في ذلك حكومة سوريا”.

وحث ون جميع الأطراف في سوريا على وقف الهجمات على المدنيين، وقال إن الصين تحترم المطالب المعقولة للشعب السوري من أجل التغيير.

وفي وقت سابق، عرض تشانغ مينغ مساعد وزير الخارجية الصيني اليوم الأربعاء تقديم مساعدات إنسانية لسوريا تبلغ قيمتها مليوني دولار من خلال الصليب الأحمر، في لفتة جديدة لإصلاح العلاقات مع العالم العربي.

وأوفدت الصين من جهتها مبعوثا إلى الشرق الأوسط ليشرح وجهة نظرها. وتحدث موفدها شان مينغ من القاهرة عن اتفاق مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الثلاثاء على مبادرة صينية من ست نقاط لإنهاء الأزمة.

من جانبه، قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أمس إن دمشق لن توقف القتال وتنسحب من مواقع ما لم تفعل المعارضة الشيء نفسه، لأن الانسحاب الأحادي “غير واقعي البتة”.

يأتي ذلك في وقت بدأ فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أمس محادثات في الولايات المتحدة بشأن الأزمة في سوريا، وقال من هناك إن “أقصر طريق لإنهاء العنف عملية انتقالية يغادر بموجبها الأسد السلطة، بدل ثورة من القاعدة” وجاء ذلك قبل لقاء مقرر له مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.

انتخابات

وفي سعيه لإيجاد حل سياسي للأزمة الدائرة في البلاد، أصدر الرئيس السوري بشارالأسد مرسوما يقضي بتحديد السابع من مايو/ أيار موعدا لانتخاب أعضاء مجلس الشعب الجديد للدور التشريعي الأول لعام 2012 والتي حددت مهامه بموجب الدستور الجديد للبلاد.

ونص المرسوم على تحديد عدد أعضاء مجلس الشعب المخصص لكل من قطاع العمال والفلاحين وباقي قطاع فئات الشعب في الدوائر الانتخابية المختلفة التي يصل عددها إلى 15 دائرة، حيث يصل عدد الأعضاء في تلك الدوائر إلى 250 عضواً، بينهم 127 من العمال والفلاحين و123 من باقي فئات الشعب.

وهذه أول انتخابات برلمانية تجري في سوريا بعد الاستفتاء على الدستور الجديد يوم 26 فبراير/ شباط الماضي. وأصبح هذا الدستور نافذا بموجب مرسوم رئاسي اعتبارا من 27 فبراير/ شباط.

وأصدر الرئيس السوري مطلع أغسطس/ آب 2011 مرسوما تشريعيا خاصا حول تأسيس الأحزاب وتنظيم عملها، ومرسوما تشريعيا آخر حول قانون الانتخابات العامة.

استقالة المالح واللبواني والتلي من الوطني السوري

إعدام جرحى في سوريا.. وحصيلة قتلى الأمس يفوق المئة قتيل

العربية.نت

تقدم ثلاثة أعضاء بارزين في المجلس الوطني السوري باستقالاتهم من عضوية المجلس. والأعضاء الثلاثة هم هيثم المالح وكمال اللبواني وكاثرين التلي المحامية في حقوق الإنسان.

وقال الأعضاء المستقلين إن سبب الاستقالة هو يأسهم من محاولة جعل جماعة المعارضة السياسية الرئيسية في الخارج لاعباً أكثر فاعلية في الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد.

وتأتي استقالتهم في وقت تزيد فيه القوى الغربية والعربية الضغوط على المعارضة لتوحيد صفوفها.

100 قتيل

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد القتلى في سوريا أمس ارتفع إلى أكثر من مئة معظمهم في إدلب وحمص، وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان من جانبها أن جيش النظام أعدم عدداً من الجرحى ومرافقيهم أثناء نقلهم إلى مستشفى خارج بلدة إدلب.

11 جثة جديدة في حمص

أما في حمص فقد أفادت لجانُ التنسيق أنه تم العثورُ على إحدى عشرة جثة جديدة. وشهدت مدينة القصير بريف حمص إطلاق نار كثيف وانفجارات خلال اقتحام جيش النظام للمدينة، وفيما لاتزال مجازر حمص تصنع أجواء غضب وحزن شديدين، اندلعت مواجهات كبيرة في الحسكة، وتواترت أنباء عن اعتقالات وجرحى في حالات خطيرة.

قتل الناشط محمود صعب

ودانت الرابطة السورية لحقوق الإنسان قيام قوات النظام بقتل الناشط السوري محمود محمد صعب البالغ من العمر 28 عاما بعد إطلاق النار عليه في دوما بريف دمشق وأصابته بجروح خطيرة ثم عمدت إلى ربطه وهو ينزف وقامت بتعليقه على شرفة منزله حتى فارق الحياة نتيجة النزيف.

هذا وشهدت جامعة حلب أمس تظاهرات كبيرة تنديدا بالمجازر التي ارتكبها النظام في كل من حمص وإدلب.

مراقبون لتوثيق الانتهاكات

أعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن فريقاً من المراقبين الأمميين يتجه إلى دول الجوار السوري، في مهمة استخباراتية لتحري وتقصي وجمع الحقائق عن انتهاكات وفظائع تُرتكب على الأرض، في خطوة قد تمهد لرفع الملف بأكمله إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا ما أثبت فريق المراقبين أن ما حدث في سوريا يندرج تحت مسمى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهي التهمة التي قد تجعل من بشار الأسد وعدد من أركان نظامه إذا ما ثبت تورطهم فيها، على قائمة المطلوبين للمثول أمام هذه المحكمة ولا سيما أن لجنة التحقيق الدولية في تقريرها الثاني أشارت إلى أنها سلمت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ظرفاً مختوماً يتضمن لائحة سرية بأسماء مسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين كبار يُشتبه بتورطهم في جرائم ضد الانسانية.

وبحسب مجلس حقوق الإنسان فإن عمل اللجنة سيتركز على المناطق الحدودية خصوصا بين سوريا وتركيا بالإضافة إلى المناطق الحدودية مع لبنان، وكذلك الحدود السورية الأردنية وأخيرا الحدود السورية المشتركة مع العراق وهي مناطق يسهل منها مراقبة ما يدور على الأرض من خلال التواصل مع العديد من الأشخاص هناك.

العربي يطالب بتحقيق دولي

تحرك المنظمات الدولية يتزامن مع ارتفاع صوت الجامعة العربية أخيرا حيث طالب الأمين العام للجامعة بتحقيق دولي في الجرائم التي ارتُكبت ضد المدنيين في حمص وإدلب، وهو صوت يدعم الخطوة التي اتخذها مبكرا مجلس حقوق الإنسان.

الأسد يرد على عنان

أكد أحمد فوزي المتحدثُ باسم أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان لـ”العربية” أن موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا تلقى ردا من الرئيس السوري بشار الأسد على مقترحاته لحل الأزمة.

وقال فوزي إن عنان سيدرس رد الحكومة السورية لكن دون أن يقدم أي تعليق حول محتوى الرد السوري وقال إن التفاصيل ستعلن غدا.

وكان كوفي عنان أعلن الأحد أنه قدم للرئيس السوري سلسلة مقترحات ملموسة لحل الأزمة السورية، وأن التحرك التالي سيتحدد بناء على الرد السوري، مشددا على أولوية وقف العنف قبل كل شيء.

لافروف ينتقد الأسد: تأخرت كثيراً

أعلن بجلسة استجواب في “الدوما” أن كل النصائح الروسية لم تطبق حتى الآن

العربية نت

انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الاربعاء، الرئيس السوري بشار الأسد بسبب “التأخير الكبير” في تطبيق الإصلاحات لإنهاء الأزمة في البلد الحليف لروسيا.

وأعلن لافروف خلال جلسة أسئلة وأجوبة في البرلمان الروسي “الدوما”، أن نظام الأسد اعتمد إصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية، ولكن ذلك تأخر كثيراً.

وأضاف متأسفاً لأن كل النصائح التي تقدمت بها روسيا، لم تطبق حتى الآن وفي الوقت اللازم.

كما حذر من أن يأتي اقتراح بدء الحوار الوطني متأخرا أيضاً، في وقت تتقدم فيه المقاومة المسلحة ميدانياً، موضحاً أن هذا الوضع يمكن أن يبتلع الجميع.

وأكد لافروف أن الهدف الأساس هو تحقيق السلام في سوريا، وإنقاذ الأرواح وتفادي انفجار طائفي في منطقة الشرق الاوسط، مضيفاً أن موسكو تملك القدرة على التأثير على نظام الاسد.

وقال لافروف: “إننا لا ندافع عن النظام بل عن الحق، عن حق السوريين السيادي في تقرير خيارهم بأنفسهم بطريقة ديمقراطية”.

إلى ذلك، تابع مشيراً إلى أن روسيا تؤيد وقف إطلاق نار فوري وبالتنسيق مع جميع الأطراف تحت إشراف دولي حيادي. وأشار إلى أن الاسلحة التي باعتها روسيا لسوريا لا تستخدم ضد المدنيين، وإنما هي ضرورية للدفاع الوطني والامن القومي.

يُذكر أن روسيا تواصل منذ منذ زمن طويل، بيع دمشق اسلحة رغم احتجاج بعض الدول الغربية.

كما رفضت موسكو الأسبوع الماضي نصاً أمريكياً جديداً في مجلس الامن يطلب من النظام وقفاً “فورياً” للعنف، ويدعو المعارضة الى “الامتناع عن ممارسة العنف” في حال قبل النظام الاستجابة للقرار.

مصدر دبلوماسي: سورية ترفض العودة لسقف المبادرة العربية

روما (14 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال مصدر دبلوماسي أوربي إن المعلومات الأولية تشير إلى أن القيادة السورية في ردها على المبعوث الأممي الخاص لسورية كوفي أنان رفضت العودة إلى سقف المبادرة العربية، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تضع اللمسات الأخيرة لصيغة قرار غير متشدد ضد سورية في مجلس الأمن قد لا يرفضه الروس

وقال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية “المعلومات الأولية تشير إلى أن القيادة السورية أعلنت في ردّها على مقترحات كوفي أنان بأنها لا تقبل بالعودة إلى سقف المبادرة العربية بأي شكل، والمبعوث الأممي غير متفائل بالوضع السوري وآفاق حلّه ولمس إصراراً غير مسبوق عند القيادة السورية” وفق قوله

وأضاف المصدر الذي طلب إغفال اسمه “الآن، يضع الأمريكيون اللمسات الأخيرة على صيغة قرار لمجلس الأمن غير متشدد ولا يتحدث عن تنحي الرئيس السوري، من أجل ضمان تمريره في المجلس”، وأضاف “مازالت الولايات المتحدة متوجسة من نتائج انتقال السلطة” حس تعبيره

وحول الموقف الروسي من مشروع القرار المرتقب هذا قال “غالباً لن تضع روسيا فيتو عليه لأنه غير متشدد كثيراً من جهة ولكي تبيّض صفحتها أمام المجتمع الدولي من جهة أخرى، ولكي يقبل الآخرون اعتبارهم طرفاً مفاوضاً لا طرفاً متحيزاً للنظام السوري” على حد قوله

وكان أنان قد أعلن مساء الثلاثاء أنه تلقى رداً من الرئيس السوري على مقترحاته “الملموسة” لحل الأزمة، وقال متحدث باسمه إن المبعوث الأممي يدرس الرد السوري، وربما يصدر بيان بهذا الشأن في وقت متأخر اليوم

وكان أنان زار سورية السبت الماضي وأجرى محادثات مع الرئيس السوري، ثم التقى بقيادات معارضة في سورية واستعرض معها الأزمة السورية وسبل وشروط حلها سياسياً، قبل أن يعود ليلتقي الرئيس السوري مرة ثانية في اليوم التالي

كاتبة نمساوية تطلق نداءً عاماً للتضامن مع الشعب السوري

فيينا (14 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أطلقت كاتبة نمساوية شهيرة، نداءً عاماً للتضامن مع الشعب السوري وجمع التبرعات له، مع حلول ذكرى عام كامل على التظاهرات الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد

وقالت كريستينه نوستلينغر، مؤلفة كتب الأطفال الأشهر في النمسا، أن “الوضع الانساني في سورية بعد عام من اعمال العنف الدموية، سيئ للغاية” حسب تعبيرها

واعتبرت نوستيلنغر في نداءها أن سورية تشهد “كل يوم، المزيد من القتلى والجرحى من المدنيين” على حد قولها

وحثت الكاتبة النمساوية على دعم جهود الاغاثة للمنظمات غير الحكومية، ولاسيما تلك التي تقودها هيئة الاغاثة الانسانية” التي تقوم بحملة واسعة النطاق في النمسا لهذا الهدف

وأوضحت أن الشعار الذي تتمسك به هو “في كل مكان يتصاعد فيه العنف، لا يمكن للآباء حماية أبنائهم من الحاجة ولا من البؤس، لذا يجب علينا أن نهب لمساعدتهم” حسب تعبيرها

كاهن ايطالي بسوريا: نجازف بوقع ما حدث في رواندا

روما (13 آذار/مارس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

حذّر كاهن ايطالي مقيم في سوريا من أن “المجتمع الدولي إن لم يفعل شيئا إزاء الوضع في سوريا، فسيتكرر بشكل مصغر ما حدث في رواندا” حسب رأيه

وفي تصريحات إذاعية الثلاثاء، أضاف مؤسس رهبنة دير مار موسى الحبشي (قرب دمشق) الأب باولو دالوليو اليسوعي “إننا قلقون للغاية من زيادة العنف في البلاد”، معربا عن “الحزن العميق للمجزرة التي وقعت في حمص وراح ضحيتها الأطفال أيضا”، ووفقا للأب اليسوعي فهو “بادرة قوية للكارثة التي تنجرف البلاد إليها” وفق تأكيده

ورأى الأب دالوليو الذي أمضى 35 عاما من حياته في سوريا، أنه “يجب أن يتخذ خيارا دوليا باللاعنف، وإرسال عشرات الآلاف من المرافقين المسالمين لمصاحبة عملية المصالحة بين الشعوب”، مشددا على أن “هذا يتطلب التزاما إيجابيا من جانب السلطات المحلية والمجتمع الدولي، فلكل منهما مسؤوليته الأخلاقية”، وختم بالقول “لا أعتقد أن المجتمع الدولي يمكنه أن يستمر في النظر إلى هذه الكارثة دون أن فعل شيء، وإلا فسيتكرر بشكل مصغر ما حدث في رواندا” على حد قوله

مسؤول فاتيكاني: لماذا يُفرض احترام حقوق الإنسان على سوريا فقط

الفاتيكان (13 آذار/مارس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال مسؤول فاتيكاني إن على “الغرب أن يتذكر دائما قول الإنجيل: لا تفعل للآخرين ما لا تريد فعله لنفسك”، تعليقا على الوضع الراهن في سوريا بعد زيارة كوفي عنان، والتي وفقا للمراقبين أنه تركها دون أية خطوات لوقف الصراع

وفي تصريحات لوكالة (فيديس) الفاتيكانية للأنباء، أضاف القاصد الرسولي في حلب المونسنيور جوزيبّي ناتزارو أن “الحكومة والمعارضة لم توافقان على مقترح وقف إطلاق النار والحوار”، لافتا إلى أن “المعارضة كانت مسيّرة منذ البداية، والمخاوف حقيقية من ناحية تدخل أطراف أخرى على الساحة السورية”، في إشارة إلى تقارير إعلامية تؤكد أن الصراع ستتم تغذيته من قبل جهات الإسلامية في المجتمع السوري

ورأى المونسنيور ناتزارو أن “الغرب إن كان يريد الاهتمام بالشرق الأوسط فعليه احتضان المنطقة التي تمتد من البحر المتوسط إلى الخليج العربي”، مشيرا إلى أنه “تلزم قرون من الزمن لإجراء تغييرات اجتماعية وثقافية، ولا يمكن أن نتوقع نتائج فورية أو أن نقيس الأمور بمقاييس الفكر الغربي”، متسائلا “لماذا يُفرض احترام حقوق الإنسان على سوريا فقط، أهو لأسباب سياسية أم تجارية؟” وفق تأكيده

وخلص المسؤول الفاتيكاني إلى القول إنه “في الشرق الأوسط تُرتكب أسوأ الانتهاكات في جوّ من الصمت الشامل، وعلى الرغم من ذلك تصوّت الدول التي ترتكب هذه الانتهاكات لقرارات الأمم المتحدة ضد سوريا”، وختم متسائلا “فأين هو صوت الضمير؟” على حد تعبيره

ميركل: الوضع في سورية مثير للقلق

روما (13 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “ناقشنا حقوق الإنسان في سورية، حيث الوضع مثير للقلق وانه لأمر محزن أنه لم يمكن العثور على حل” حسب تعبيرها

وأوضحت ميركل في تصريحات خلال مؤتمر صحافي أعقب لقاءها برئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي في روما مساء اليوم” في السياسة الخارجية، سجلنا وجهات نظر مماثلة حول أوضاع مناطق الأزمات الكبرى، واتفقنا على البقاء على اتصال وثيق” على حد قولها

وتابعت المستشارة “لقد كانت المحادثات ودية للغاية، حيث نرتبط كلانا بصداقة عظيمة في كافة المجالات، وقد تابعنا في الاسابيع الاخيرة باهتمام بالغ إصلاحات (رئيس الوزراء الايطالي ماريو) مونتي والمناقشات حول مزيد من الإصلاحات في البلاد” حسب تعبيرها

وقالت “اننا بحاجة الى ان ننمو في عالم من المنافسة الكبيرة، وأن ندافع عن أنفسنا معا، فنحن قارة تمكنت من النمو معا على أساس أهداف مشتركة” وأضافت “نحن تمثل 7٪ من سكان العالم، ولهذا يجب علينا أن نجد توازنا” وأردفت “ينبغي على أوروبا في السنوات المقبلة أن تركز على ثلاث قضايا، وهي القدرة على المنافسة إزاء قوى مثل الصين والهند، وفرص العمل وتدعيم النظام المالي” على حد قولها

الجيش السوري يجتاح إدلب بعد انسحاب المعارضة المسلحة.. وعنان يدرس رد دمشق

أكد نشطاء سوريون تمكن الجيش النظامي السوري من السيطرة الكاملة على مدينة إدلب. وقالوا إن مقاتلي” الجيش السوري الحر” انسحبوا جميعا من المدينة.

وقال نور الدين العبدو، من إدلب في اتصال أجرته معه وكالة فرانس برس، إنه “منذ الليلة الماضية لم يكن هناك قتال”. وأضاف “الجيش السوري الحر انسحب وقوات النظام اجتاحت المدينة بكاملها”.

ومن ناحية أخرى، قال نشطاء إن قوات الجيش السوري اشتبكت الأربعاء مع مقاتلين يسيطرون على حي رئيسي في مدينة درعا الجنوبية على الحدود مع الاردن.

وأشارالناشط رامي عبد الحق، من درعا في اتصال أجرته معه وكالة أنباء رويترز، إلى أن نحو 20 دبابة ومركبة مدرعة طوقت حي البلد في المدينة الواقع على الحدود مباشرة وأطلقت نيران مدافع مضادة للطائرات على المباني.

الرد السوري

دبلوماسيا، أعلن أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي عنان المبعوث العربي الدولي إلى سوريا أن عنان تلقى ردا من الرئيس السوري على مبادرته لتسوية الأزمة السورية.

وقال فوزي “لقد ردوا ونحن ندرس ردهم وليس لدينا تعليق حاليا.”

وكان عنان قد قدم الأحد في دمشق سلسلة من المقترحات للخروج من الأزمة السورية، موضحا أن مباحثاته تناولت ضرورة “الوقف الفوري لأعمال العنف والقتل والسماح بدخول المنظمات الانسانية والبدء بحوار بين الحكومة والمعارضة.”

وقال عنان في مؤتمر صحفي في العاصمة التركية انقرة التي زارها صباح الثلاثاء” بمجرد تلقينا جوابهم سنعرف كيف سنتحرك”.

وتقدر الامم المتحدة عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء الانتفاضة في سوريا جراء اعمال العنف بأكثر من 7500 شخص.

وأعرب عنان عن تفاؤله بالتوصل الى حل للازمة في سوريا في ختام مباحثاته مع برهان غليون رئيس المجلس الوطني المعارض في أنقرة.

وقال “العالم متحد في العمل معنا من اجل التوصل الى حل للوضع، مع حسن النية والتصميم آمل ان نحرز تقدما.”

” ألم عميق”

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تعتزم استضافة اجتماع “أصدقاء سوريا” في الثاني من أبريل/ نيسان المقبل لبحث سبل الضغط على الرئيس السوري لوقف أعمال العنف. وتشارك في الاجتماع حكومات عربية وغربية.

وفي بكين، أكد رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو الأربعاء أن بلاده لا تحابي أي طرف في الأزمة في سوريا . وقال في مؤتمر صحفي في بكين إنه يشعر “بألم عميق” لمعاناة الشعب السوري.

وأضاف ون أن “الصين ليس لديها مصالح خاصة في قضية سوريا والصين لا تسعى لحماية اي طرف بما في ذلك حكومة سوريا.”

كانت الصين وروسيا قد استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد قرارين في الامم المتحدة تضمنا نقدا إلى الرئيس الأسد. وأثارالموقف الصيني الروسي استياء عربيا وغربيا.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

ساركوزي يطالب بمحاكمة الأسد كـ”قاتل”… والمعارضة تتهم الجيش بحرق العشرات في حمص

دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لايجاد وسيلة لفتح ممرات آمنة لايصال الاغاثة والمعونات الانسانية الى سوريا، وقال انه يجب تقديم الرئيس السوري بشار الاسد الى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال ساركوزي، في تصريحات لاذاعة اوروبا/1 الاربعاء، ان الاسد “يتصرف كقاتل، ولا بد لنا ان نحصل على ممرات آمنة للمساعدات الانسانية، ولهذا علينا ايقاف الفيتو الروسي والصيني” في مجلس الامن الدولي.

واضاف ساركوزي ان “الجيش الفرنسي لا يمكن بأي حال أن يتدخل” في سوريا بدون دعم وتفويض الامم المتحدة.

يشار الى ان فرنسا، المستعمر السابق لسوريا، تقود حملة دبلوماسية في الامم المتحدة للحصول على تفويض بالبدء في حملة قصف جوي للقوات السورية.

وقال هادي العبد الله، عضو الهيئة العامة للثورة السورية لوكالة فرانس برس الاربعاء أن هناك عشرات الجثث المشوهة والمحروقة في شوارع كرم الزيتون في مدينة حمص.” واتهم العبد الله القوات السورية بارتكاب العديد من المجازر في المدينة قال إنه لم يكشف عنها بعد.

وأضاف “هناك العشرات من الجثث المرمية في شوارع حي كرم الزيتون في حمص. نعرف من شهود من الجيش السوري الحر ومن سكان نزحوا من المنطقة انها محترقة او مشوهة بادوات حادة”.

وتابع قائلا “اننا شبه متأكدين من ان قوات النظام ارتكبت مجازر عديدة منذ دخولها حمص لم يكشف عنها بعد”.

وذكر ان “الجيش الحر تمكن خلال عمليات تسلل الى بعض اطراف كرم الزيتون الثلاثاء من سحب 14 جثة من الشارع، لكن لا يزال هناك الكثير من الجثث التي لا يمكن الوصول اليها”.

على صعيد دولي آخر طالبت منظمة العفو الدولية بمحاكمة المسؤولين عن تعذيب المدنيين في سوريا أثناء قمع الاحتجاجات المناهضة لنظام الحكم.

وقالت المنظمة إن قوات الأمن السورية خلقت “عوالم كابوسية” من التعذيب الممنهج الهادف الى تحطيم معنويات الضحايا وإذلالهم وترويعهم لإسكاتهم.

وقالت المنظمة إنها رصدت 31 شكلا من أشكال التعذيب التي تخدمها الأجهزة الأمنية، استنادا إلى إفادات سوريين فروا الى الأردن، من بينها شبح الضحايا وضربهم وتعذيبهم باستخدام الكهرباء.

يذكر إن الكثير من السوريين قد لجأوا الى الدول المجاورة كالأردن ولبنان وتركيا.

وفي هذا السياق قالت الأمم المتحدة إنها سترسل مراقبين إلى الدول المحاذية لسوريا لأخذ إفادات شهود عيان حول حالات الانتهاكات لحقوق الإنسان التي وقعت في سوريا.

وكان محققون مستقلون تابعون للأمم المتحدة يرأسهم باولو بينيرو قد قالوا ان قوات الجيش السوري قد ارتكبت جرائم ضد الإنسانية الشهر الماضي تتضمن القتل والتعذيب بناء على أوامر من مستويات عليا في الحكومة السورية.

يذكر أن السلطات السورية تفرض قيودا على دخول ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، لذلك يصعب التحقق من محتويات التقرير.

وقالت كيونغ وا كانغ نائب المفوض السامي لشؤون حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية سترسل مراقبين لتوثيق الانتهاكات التي ارتكبت، وطلبت من مجلس الأمن التفكير بإحالة سوريا الى محكمة الجنايات الدولية للتحقيق.

وطالب بينيرو بوقف فوري لإطلاق النار وبدعم جهود الوساطة التي يقوم بها مندوب الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

المرأة تلعب دورا رئيسيا في الانتفاضة السورية

لينا سنجاب بي بي سي – دمشق

القي القبض على مايا، وهي ناشطة سورية تستخدم اسما مستعارا، في اول مظاهرة شاركت فيها ضد الرئيس السوري بشار الاسد.

وكانت مايا تصور مجموعة من النساء السوريات اتفقن على عمل احتجاج صامت في واحد من اكثر الاسواق ازدحاما في العاصمة دمشق دعما للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في مدينة درعا جنوبي البلاد.

وتقول مايا إن المشهد كان صادما للكثيرين داخل السوق. واضافت “فور وصولنا الميدان الرئيسي القت قوات الامن القبض على صغيرات السن منا”.

وقد ساعدت تجربة السجن مايا على تحطيم حاجز الخوف.

فمنذ ذلك اليوم اصبحت تشارك يوميا في الانتفاضة. ولكنها الان تخشى الاعتقال وقررت ان تبتعد عن الانظار.

وتقول مايا “اضطررت في احد الايام ان اهرب منهم بالاختباء اسفل سيارة في ساحة انتظار للسيارات. اعمل منذ عام كناشطة ضد النظام، وإذا القوا القبض على لن يكون الامر سهلا”.

وقد اعتقلت الشرطة والدة مايا لمدة اسبوع واستجوبتها مرارا. واستخدمت قوات الامن الام كوسيلة ضغط للوصول لمايا. والآن لا تتمكن مايا من رؤية والدتها إلا سرا.

اعتقالات

قتل الكثير من النساء والاطفال في الاحتجاجات في سوريا.

وتشارك مايا منذ فترة طويلة في الدفاع عن حقوق المرأة في سوريا ولكنها تقول إن دورها الرئيسي الان هو “الحرية”.

وتضيف مايا “عندما تتعرض للقصف الشديد، تصبح حقوق المرأة ترفا”.

ويكاد ان يجمع من تسألهم عن اسباب اندلاع الانتفاضة في سوريا على انها بدأت كرد فعل على ما حدث في درعا في مارس / أذار الماضي.

وخرج اهل درعا في مظاهرات اثر اعتقال 14 طفلا وتعذيبهم كما قال ذويهم لانهم كتبوا على جدار مدرستهم الشعارات التي عمت مصر وتونس وهي “الشعب يريد اسقاط النظام”.

وكتب التلاميذ هذه الشعارات تعاطفا مع مدرستهم التي اعتقلت لإعرابها عن امنيتها ان تبدا الثورة في سوريا.

ومنذ اليوم الاول لعبت المرأة دورا بارزا في نشر انباء الاحتجاجات وقمع الدولة لها.

رزان زيتونة المحامية المتخصصة في حقوق الانسان واحدة من النساء اللاتي اذعن انباء الاحتجاجات.

وتنقل شبكة المحامين والناشطين الذين يعملون مع زيتونة انباء الاحتجاجات في كل ارجاء العالم.

وقد شكلت زيتونة مع غيرها من الناشطين شبكة للمعارضة اسموها “لجنة التنسيق المحلي”.

وزيتونة الان مختبأة في سوريا بعد ان اتهمها النظام بأنها عميلة أجنبية واعتقلت زوجها وشقيقه على مدى اسابيع.

وجوه منقبة

شاركات النساء بشتى اطيافهن في الاحتجاجات في سوريا.

وقد تحدت المرأة السورية انتقادات مناهضي الانتفاضة الذين يقولون إنها يغلب عليها الطابع الاسلامي المتشدد وإنها انتفاضة طائفية.

واشارت مايا إلى تسجيلات بالفيديو وصور للاحتجاجات المناهضة للحكومة في شتى ارجاء سوريا التي كانت فيها أوجه النساء منقبة.

ويقول النشطاء إن هذا لا يعود إلى ان النساء متشددات ولكن لأنهن يردن اخفاء وجوههن خوف الاعتقال.

وتقول رنا، وهي مسلمة علمانية عمرها 25 عاما شاركت في الانتفاضة السورية، “تشارك نساء من كل اطياف المجتمع في الاحتجاجات سواء كن مسلمات ام مسيحيات، لبراليات ام محافظات”.

وتشير رنا إلى مظاهرة في احدى ضواحي دمشق تحدت فيها المشاركات الآراء المتشددة حيث رددن “صوت المرأة ثورة وصمت الرجل عورة”.

وتقول رنا إن النساء أردن تشجيع المزيد من الرجال على المشاركة.

وتقول رنا “لست على صلة وثيقة بجماعات حقوق المرأة. تعمل المرأة مع الرجل يدا بيد، ليس فقط في تنظيم الاحتجاجات ولكن في اختيار الشعارات وفي انتقاد اي اعمال عنف”.

ثورة اجتماعية

وتمنح البيئة اللبرالية التي نشأت فيها رنا الحرية الاجتماعية، ولكنها تقول إن النساء من المناطق المحافظة يلعبن دورا كبيرا.

وتقول رنا “عندما اذهب الى المناطق المتضررة من قمع الحكومة للاحتجاجات‘ أرى جانبا أخر للثورة”.

وتضيف “في الضواحي التي كانت المرأة فيها تمكث في المنزل تحدث ثورة اجتماعية، حيث تخرج النساء ويتحدثن بصوت عالي”.

ومنطقة دوما ،احدى ضواحي دمشق مثال على ذلك. وفي هذه المنطقة المحافظة عادة ما ترتدي المرأة النقاب ونادرا ما تشارك في الانشطة الاجتماعية.

ولكن حين قتل شقيقها في اول شهر للانتفاضة، بدأت سلمى المشاركة في الاحتجاجات وفي تشجيع جاراتها على الانضمام للاحتجاجات.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

عنان تلقى ردا من سوريا ويطلب اجابات لانهاء الازمة

جنيف (رويترز) – قال متحدث باسم مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص بسوريا كوفي عنان يوم الاربعاء ان عنان تلقى ردا من الرئيس السوري بشار الاسد على مقترحاته لانهاء العنف ولكنه يطلب ردودا على أسئلة ما زالت بحاجة الى اجابة.

وقال المتحدث أحمد فوزي ان الامين العام السابق للامم المتحدة الذي اجتمع في مطلع الاسبوع مع الرئيس السوري في دمشق حدد الخطوات المطلوب اتخاذها ومن بينها وقف القتال والسماح بوصول المساعدات الانسانية وبدء حوار سياسي مع المعارضة.

وقال فوزي في بيان أصدره مكتب عنان في جنيف “تلقى المبعوث الخاص المشترك بشأن سوريا كوفي عنان ردا من السلطات السورية. والمبعوث لديه أسئلة ويطلب ردودا عليها.

“ولكن نظرا للوضع الخطير والمأساوي على الارض على الجميع أن يدركوا أن الوقت عنصر جوهري. وكما قال (عنان) خلال وجوده في المنطقة لا يمكن السماح باستمرار هذه الازمة.”

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السورية في وقت سابق يوم الاربعاء ان بلاده قدمت ردا ايجابيا على مقترحات عنان.

وامتنع فوزي عن التعليق على ما دار بين عنان والسلطات السورية.

ولكنه قال لرويترز ان عنان “اقترح خطوات تفصيلية يجب اتخاذها للوصول الى وضع على الارض يمكن معه اجراء حوار سياسي وقبل كل شيء الكف عن تعريض الشعب السوري للقتل والمعاناة. وتلقى ردودا على هذه المقترحات.”

وأضاف “هناك ردود محددة على أسئلة محددة.”

ويعمل عنان على تشكيل فريقه المصغر في مقر الامم المتحدة في جنيف حيث سينضم اليه نائبه ناصر القدوة وهو دبلوماسي فلسطيني عين الاسبوع الماضي.

واجتمع عنان أيضا مع شخصيات من المعارضة السورية وأجرى مباحثات في وقت سابق هذا الاسبوع مع رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان. ثم التقى في وقت لاحق مع الامين العام لجامعة الدول العربية ووزيري الخارجية الروسي والسعودي في القاهرة.

وقال فوزي يوم الاثنين ان عنان في بداية عملية يشعر أنها على “المسار الصحيح”.

ومن ناحية أخرى قال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم الأربعاء ان الصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري مستمران في تقديم المساعدات الغذائية ومساعدات أخرى للناس في المناطق المتضررة من العنف بما في ذلك حمص وحماة وادلب ودرعا وريف دمشق.

وقال لرويترز “هناك تقارير في حمص وادلب والمناطق الاخرى المتضررة من الاضطرابات تفيد بأن الناس يتعرضون للقتل والاصابة كل يوم جراء القتال.”

وأضاف أن طواقم من الهلال الاحمر العربي السوري تقدم رعاية طبية للمرضى والمصابين وتنقل من يحتاجون الى رعاية أخرى الى منشات طبية بسيارات الاسعاف.

وتابع “الحصول على رعاية طبية صعب ان لم يكن مستحيلا بالنسبة لبعض المصابين.”

من ستيفاني نيبهاي

كاميرون يريد حلا سياسيا في سوريا

واشنطن (رويترز) – قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الاربعاء انه ينبغي التوصل الى حل سياسي للاضطرابات العنيفة في سوريا وان اندلاع حرب أهلية أو ثورة أمر محتوم اذا واصل الرئيس بشار الاسد حملته القمعية.

وجاءت تصريحات كاميرون في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الامريكي باراك اوباما عقب اجتماع على مدى ساعتين في البيت الابيض.

عنان يطلع مجلس الامن الدولي على تقييمه للوضع في سوريا

الامم المتحدة (رويترز) – يطلع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة على تطورات مُهمته للسلام في سوريا حيث تحولت احتجاجات مُطالبة بالديمقراطية الى اضطرابات دموية.

ويقول دبلوماسيون في المجلس ان تقييم عنان للأزمة سيكون حاسما بالنسبة الى مسعى الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين لاعتماد مشروع قرار بشأن سوريا. واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرتين من قبل لمنع صدور قرارين يدينان سوريا.

وقال الدبلوماسيون ان من المتوقع ان تتسارع وتيرة المفاوضات بشأن مشروع قرار جديد بعد الإفادة التي سيقدمها عنان. وما زال من غير الواضح ان كانت روسيا ستؤيد مشروع قرار مطروح بشأن سوريا حيث دخلت انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد عامها الثاني.

وقالت سوريا يوم الاربعاء انها ردت بايجابية على مقترحات عنان لإنهاء العنف المتصاعد الذي أودى بحياة آلاف المدنيين. وقال المتحدث باسم عنان ان هناك أسئلة ما زالت قائمة بشأن رد سوريا.

وتقول الامم المتحدة ان قوات الاسد قتلت أكثر من ثمانية آلاف شخص خلال الانتفاضة. وقالت سوريا في ديسمبر كانون الاول ان “ارهابيين” قتلوا أكثر من ألفي جندي وشرطي.

وكان عنان الامين العام السابق للامم المتحدة الذي سيدلي بافادة لمجلس الامن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة اجتمع بالرئيس الاسد في دمشق مطلع الاسبوع وقدم مقترحات تتضمن وقف القتال وتسهيل وصول الامدادات الانسانية وبدء حوار مع المعارضة السورية.

وناشد الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الاسد يوم الاثنين العمل على تنفيذ المقترحات في غضون الايام القليلة القادمة.

وفي مجلس الامن تظهر روسيا بدعم من الصين معارضة قوية لاتخاذ اجراء ضد دمشق من جانب مجلس الامن الدولي منذ أكثر من ستة أشهر.

وتعهد البلدان بمنع واشنطن وباريس ولندن من تغيير النظام في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا.

من ميشيل نيكولاس ولويس شاربونو

استمرار العنف في سوريا ودمشق تقول انها ردت بايجابية على مقترحات عنان

عمان (رويترز) – هاجمت قوات موالية للرئيس بشار الأسد معاقل لقوات المعارضة في أنحاء سوريا يوم الاربعاء في تكثيف للهجوم مع دخول الانتفاضة عامها الثاني في حين قالت دمشق انها ردت بايجابية على مقترحات كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية.

وقال عنان انه تلقى ردا من دمشق على اقتراحات السلام التي قدمها في مطلع الأسبوع وانه يريد المزيد من الايضاحات.

وقال المتحدث باسمه أحمد فوزي في بيان من جنيف “في ظل الوضع الخطير والمأساوي هناك على الجميع أن يدرك أن الوقت غال. كما قال (عنان) في المنطقة.. لا يمكن السماح باستمرار هذه الأزمة.”

وقالت سوريا انها قدمت ردا إيجابيا على مقترحات عنان.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لصحفيين في دمشق “كوفي عنان قدم لا ورقة. مقترحات غير رسمية لتبادل الرؤى حولها ونحن رددنا بلا ورقة وكان الرد أجواءه إيجابية وتوضيحية وحملت توضيحات لكيفية تنفيذ هذه البنود بهذه الورقة.”

واتهم الاعلام السوري الرسمي “مجموعات مُسلحة” بذبح 15 مدنيا منهم أطفال صغار في حي مؤيد للحكومة بمدينة حمص في وسط البلاد التي تمثل محور أغلب القتال في الاسابيع القليلة الماضية.

وفي مدينة درعا في الجنوب مهد الانتفاضة السورية قال نشطاء للمعارضة ان القوات الحكومية قصفت المباني بمدفعية مضادة للطائرات.

ووردت أنباء أيضا عن قصف بالدبابات في قرية الجانودية في ادلب.

وتقول الامم المتحدة ان قوات الاسد قتلت أكثر من ثمانية الاف شخص خلال الانتفاضة وقالت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء ان نحو 230 ألف سوري فروا من ديارهم خلال العام المنصرم منهم نحو 30 ألفا غادروا البلاد.

وقالت منظمة العفو الدولية ان السوريين الذين احتجزوا خلال الانتفاضة تعرضوا لتعذيب واسع النطاق يصل الى حد جرائم ضد الانسانية.

وحذر دبلوماسيون من أن سوريا التي تشهد انقسامات طائفية من الممكن أن تنزلق الى حرب أهلية تشبه حرب البلقان ما لم يتم التوصل الى حل سياسي.

وقالت وزارة الخارجية الايطالية يوم الأربعاء ان ايطاليا استدعت كل العاملين في سفارتها في دمشق وعلقت الانشطة الدبلوماسية في سوريا.

وذكر بيان أن هذه الخطوة اتخذت لأسباب أمنية وللتعبير عن “أقوى إدانة ممكنة للعنف غير المقبول من جانب النظام السوري ضد مواطنيه.”

وقدم عنان للأسد خطة من خمس نقاط بما في ذلك مطلب بالوقف الفوري لاطلاق النار وإجراء حوار مع المعارضة خلال محادثات يومي السبت والاحد. وقال مصدر دبلوماسي من الشرق الاوسط ان السوريين طلبوا المزيد من التفاصيل.

وقال “السوريون يتعاملون بجدية مع عنان. ليس هناك رد ‘بلا’ لكنهم يبحثون بعض النقاط ليسوا مقتنعين بها.”

وعلى الرغم من زيارته استمر القتال بلا هوادة ويقوم الجيش فيما يبدو بمطاردة قوات المعارضة التي لا تملك الكثير من السلاح.

ووفقا لنمط مماثل لما شهده حي بابا عمرو في حمص بوسط سوريا سيطر الجيش على مدينة ادلب في الشمال وقال نشطاء ان الجيش كان يقصف أولا بمدفعية ثقيلة قبل شن هجمات من منزل الى منزل. ووردت أنباء عن مقتل العشرات.

وعبر لاجئون الى تركيا في وقت مبكر يوم الأربعاء قائلين انهم تلقوا تحذيرات من أن قوات الاسد ستستهدف قراهم في محافظة ادلب خلال الساعات القادمة.

وقال عبد الصمد أحد اللاجئين “انهم يقصفون ادلب. انهم يقصفون المدينة. لديهم دبابات وصواريخ.”

وقال الناشط رامي عبد الحق انه في حي البلد بدرعا المدينة الواقعة في الجنوب قرب الحدود مع الاردن والتي انطلقت منها الشرارة الاولى للانتفاضة قبل عام طوقت نحو 20 دبابة ومدرعة الحي وقصفت المباني بنيران المدافع الالية.

وقال عبد الحق متحدثا بالهاتف من درعا “بدأ الهجوم في وقت مبكر من صباح اليوم. المقاتلون يردون لكنهم يعانون نقصا في السلاح.”

كما اندلع قتال في مدينة دير الزور شرقا.

ووقع الحادث الذي تحدثت عنه وسائل الاعلام الحكومية في حمص في حي تسكنه أغلبية علوية. وتبادل مقاتلو المعارضة والحكومة الاتهامات يوم الاحد في قتل ما يصل الى 50 شخصا في منطقة تضم مزيجا طائفيا في المدينة.

وتقول السلطات ان قوات المعارضة قتلت أيضا ألفين من الجيش والشرطة.

وكبدت الانتفاضة الى جانب العقوبات الغربية دمشق مليارات الدولارات من الايرادات التي خسرتها من مبيعات النفط الخام والسياحة. وتراجعت قيمة الليرة السورية الى النصف كما نضبت الاستثمارات الاجنبية وانهارت التجارة.

لكن ليس هناك مؤشر يذكر على أن عائلة الاسد وحلفاءها بدأت تفقد قبضتها على السلطة أو وجود انشقاقات كبيرة عن الحكومة أو الجيش.

وفي حين أن قوى غربية وأغلب الدول العربية انتقدت القمع الذي يمارسه الاسد تمكنت سوريا من الاعتماد على دعم كل من روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) مرتين ضد قرارين كانا سينتقدان دمشق.

وقال رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو يوم الأربعاء ان بكين لا تحابي أي طرف في هذه الازمة وانها تشعر “بألم بالغ” لمعاناة الشعب السوري لكن تصريحاته لا تلمح الى أن الموقف الدبلوماسي الصيني سيتغير.

وفي وقت سابق قالت وسائل اعلام حكومية ان الصين ستقدم مساعدات انسانية قيمتها مليونا دولار عبر الصليب الاحمر.

وقالت الامم المتحدة أمس انها ستوفد قريبا مراقبين لحقوق الانسان الى الدول المتاخمة لسوريا للاستماع الى أقوال شهود حول الفظائع التي ارتكبت في البلاد.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقريرها انه يجب احالة سوريا الى الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية. لكن مجلس الامن الدولي الذي ما زال منقسما هو وحده الذي يمكنه اتخاذ هذه الخطوة.

وتابعت المنظمة “الشهادة الواردة في هذا التقرير… هي دليل اخر على أن التعذيب وغيره من أشكال اساءة المعاملة في سوريا يمثل جزءا من هجوم واسع النطاق ومنهجي على السكان المدنيين.”

من خالد يعقوب عويس

هيثم المالح ينسحب من المجلس الوطني السوري

اذاعة هولندا

اعلن المحامي والناشط الحقوقي المعروف هيثم المالح انسحابه من المجلس الوطني السوري وقال في تصريح له اليوم لإذاعة هولندا العالمية انه اتخذ هذا القرار بعد ان باءت كل جهوده لالتزام المؤسسية داخل المجلس الوطني بالفشل. وقال ان عدد محدودا من اعضاء المجلس الذي يرأسه الكاتب السوري برهان غليون ينفردون بقيادة المجلس واتخاذ القرارات الهامة دون التشاور مع الاخرين وانه لا يرضى لنفسه بالبقاء في مجلس لا رأي له فيه، وقال على سبيل المثال أنه عرف من الصحف فقط ان رئيس المجلس وعدد من اعضائه في الطريق للاجتماع بكوفي عنان في تركيا.

واتهم السيد المالح بالعجز عن تحويل اقواله حول دعم الجيش السوري الحر إلى افعال مؤكدا ان المجلس اكتفى بتقديم الدعم الاعلامي والسياسي فقط للجيش دون ان يقدم دعما ماليا تسليحا بالفعل وقال انه سيواصل نضاله الوطني على رأس الجبهة الوطنية لدعم الجيش السوري الحر.

ويقول السيد هيثم المالح ان المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري يتلكأ دون سبب معقول في عقد اجتماع للهيئة العامة للمجلس ويتجنب اجراء مناقشات موسعة حول توجهات وسياسات المجلس مسلما كامل قياده لرئيس المجلس وبضع اشخاص حوله وان المجلس يرفض توسيع قاعدته بضم بعض الشخصيات والتنظيمات السياسية ذات الوزن في سوريا.

ويقول المالح ان هنالك مطالب متصاعدة داخل سوريا باستبعاد بعض القياديين من المجلس الوطني خاصة برهان غليون وبسمة قضماني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى