أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 21 أذار 2012

روسيا تنتقد أخطاء الأسد وترفض ربط التسوية بتنحيه
نيويورك – راغدة درغام؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ الرياض – ياسر الشاذلي؛ دمشق، القاهرة، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، ا ب
انتقدت روسيا «الاخطاء الكثيرة» للرئيس السوري بشار الأسد لكنها رفضت ربط اي مشروع تسوية في سورية بتنحيه. وقال ناشطون وشهود إن قوات الأمن السورية عززت انتشارها في العاصمة دمشق وضواحيها وريفها غداة الاشتباكات العنيفة في حي المزة بدمشق، وتحدثوا عن حواجز أمنية وأكياس رملية ومداهمات واعتقالات ما أثر في حركة الحياة الطبيعية في العاصمة السورية. وواصلت قوات الجيش السوري عملياتها الأمنية في دير الزور التي انسحب منها مقاتلو «الجيش السوري الحر» في ضربة جديدة للمعارضة. فيما قصفت المدفعية حماة وحمص وسقط ما لا يقل عن 30 قتيلا، غالبيتهم في حمص.
وجاء استمرار التصعيد الأمني مع اعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده مستعدة للموافقة على بيان رئاسي في المجلس يدعم مهمة السلام التي يقوم بها المبعوث الدولي والعربي في سورية كوفي أنان ما دام البيان «لا يوجه انذاراً» لحكومة الرئيس بشار الاسد. وقال لافروف لاذاعة «كومرسانت اف.ام» «نعتقد ان القيادة السورية ردت بشكل خاطئ على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها وارتكبت أخطاء كثيرة أدت إلى تفاقم الازمة»، غير انه اضاف أن «مسألة من سيقود سورية في فترة انتقالية» لا يمكن اقرارها إلا من خلال حوار يشمل الحكومة والمعارضة وان مطالبة الأسد بالتنحي كشرط لمثل هذا الحوار «غير واقعية».
وقال لافروف إن روسيا مستعدة للموافقة على بيان أممي يدعم جهود انان بـ«شرطين على الاقل»، أولاً «يجب على مجلس الامن اقرار البيان ليس كانذار أو في شكل مهلة زمنية انما كقاعدة عمل لاستمرار جهود التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السورية وكل جماعات المعارضة». وثانياً ان تنشر خطة انان علانية.
وتواجهت الدول الغربية وروسيا مجدداً في المجلس خلال جلسة مداولات استغرقت معظم ساعات النهار حول مشروع البيان الرئاسي الذي اقترحته فرنسا لدعم مهمة أنان، ومشروع البيان الذي اقترحته روسيا لإدانة التفجيرات في دمشق وحلب. وتمسكت موسكو بالدعوة الى الوقف المتوازي للعنف من السلطة والمعارضة في وقت واحد.
وشكلت نقطة «التوازي في وقف العنف» العقدة الرئيسية رغم دعوة أنان «السلطات السورية الى وقف العنف أولاً باعتبارها الطرف الأقوى، ثم تقوم المعارضة بالتوازي مع القوات الحكومية السورية بخطوات عملية لوقف القتال والعنف» وفق الناطق باسمه أحمد فوزي.
وقال فوزي لـ«الحياة» إن مقترحات أنان «واضحة جداً بمعنى أن الطرف الأقوى يقوم بالخطوة الأولى، وهو هنا بالطبع الدولة والحكومة السورية». وأضاف أن «الاقتراح هو أن يتوقف الجيش السوري عن القتال وأعمال العنف أولاً ثم تقوم القوات الأخرى والميليشيات التابعة للمعارضة بالتوازي مع القوات الحكومية السورية بخطوات عملية لوقف القتال والعنف في شتى المدن بالتوازي».
وقال فوزي «نأمل بأن يقوم المجتمع الدولي بتأييد هذه المقترحات بشكل موحد». وأوضح أن أنان التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في جنيف «وأصدرا بياناً حض المجتمع الدولي على بعث رسالة موحدة».
وحول عمل الفريق التقني التابع لمكتب أنان في سورية، قال فوزي إن «الفريق لا يزال في دمشق وهو يجري مشاورات مكثفة مع الجانب السوري في مقترحات أنان الستة وبالأخص آلية المراقبة والإشراف على وقف القتال». وأضاف «هناك أشياء أخرى في هذه المقترحات يقوم الفريق ببحثها فقرة فقرة مع المسؤولين السوريين للاتفاق على خطوات عملية لتنفيذ المقترحات على الأرض».
وعقدت الدول الأعضاء في مجلس الامن أمس اجتماعين متتالين للبحث في مشروعي البيانين الفرنسي والروسي. واستمر الاجتماع الأول على مستوى الخبراء حوالى أربع ساعات في مقر البعثة البريطانية قبل أن يعود أعضاء المجلس الى عقد اجتماع كان مقرراً على مستوى السفراء في مجلس الأمن بعد الظهر.
وقال ديبلوماسيون إن روسيا طالبت بتعديل الفقرة المتعلقة بوقف أعمال العنف «بحيث يدعو مجلس الأمن في بيانه الى وقف متزامن لأعمال العنف من جانب كل من الحكومة والمعارضة».
وإذ رفض السفير الروسي فيتالي تشوركين الرد على سؤال «الحياة» حول فحوى تعديلاته المقترحة أكد السفير لي باودونغ أن «الصين لم تتقدم بتعديلات بل هناك مقترحات روسية». وأوضح ديبلوماسيون أن روسيا طالبت أيضاً بإسقاط الفقرة التي تدعو أنان الى العودة الى مجلس الأمن خلال ٧ أيام لإطلاع المجلس على مدى استجابة السلطات السورية الى مقترحاته».
وكانت روسيا وضعت مشروع بيانها الذي «يدين بأشد العبارات الهجمات الإرهابية» الأخيرة في دمشق وحلب، تحت «الإجراء الصامت» الذي يعني أن المجلس يوافق على النص المقترح ما لم يقل أحد أعضائه خلاف ذلك. ودعت بريطانيا الى «كسر إجراء الصمت» وفق مصادر ديبلوماسية التي أكدت أن بريطانيا «تريد أن تناقش مسألة التفجيرات في سياق أوسع مما جاء في مشروع البيان الروسي». وأضافت المصادر «لا يمكن التعامل مع التفجيرات في دمشق وحلب وكأنها الحدث الوحيد في سورية ولا بد من تناول مجلس الأمن أعمال العنف برمتها».
وقال السفير الفرنسي جيرار آرو «إن المجلس إما أن يتبنى البيانين معاً أو لا يتبنى أياً منهما» في تأكيد على رفض مشروع البيان الروسي في حال أصرت موسكو على تعديلاتها.
وقالت السفيرة الأميركية سوزان رايس إن الولايات المتحدة «تدعم بالكامل مطالب الشعب السوري نحو سورية موحدة وديموقراطية وحكومة تمثيلية تحترم حقوق الإنسان والحريات الإساسية». وأكدت الدعم الأميركي «الكامل للمبادرة العربية لإنهاء الأزمة سلمياً». وقالت إن الولايات المتحدة «وبهدف تعميق عزلة النظام تأخذ في الاعتبار إغلاق السفارات والقنصليات في سورية». وأضافت رايس أن الولايات المتحدة «تشجع المعارضة السورية على العمل معاً داخل وخارج سورية التوحد حول رؤية مشتركة لمستقبل البلاد».
في موازاة ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الوضع في سورية «لم يعد محتملاً ولا مقبولاً». وقال خلال زيارة إلى اندونيسيا إن «الوضع في سورية بات من المشكلات التي تثير أكبر قدر من القلق للأسرة الدولية». ودعا أنان «الاسرة الدولية الى العمل بشكل موحد». وتضمن مشروع البيان الروسي إدانة «بأشد العبارات للهجمات الارهابية» التي وقعت في دمشق في ١٧ و١٩ آذار (مارس) الجاري وفي حلب اول من أمس. ووفق مشروع البيان الروسي «يدعو مجلس الامن الجميع الى التوقف فوراًً عن أعمال العنف ويؤكد مجدداً أن الارهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحداً من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين وأن أي أعمال ارهابية هي أعمال اجرامية وغير مبررة بغض النظر عن دوافعها وأينما وقعت وأياً كان مرتكبوها».
وفي واشنطن، قال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني إن الادارة تدرس سبلاً اخرى لتشديد العقوبات على الحكومة السورية، بينما دعا رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي، الدول العربية إلى وقف العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا، وإعادة النظر بها، وذلك لاستمرار الموقف الروسى المعرقل للجهود الدولية الرامية إلى دعم الشعب السورى. واقترح الدقباسي على البرلمان العربي في الجلسة التي يعقدها اليوم في مقر الجامعة قيام البرلمان العربي بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري.
ميدانياً، انسحبت عناصر من «الجيش الحر» من دير الزور أمس بعد مواجهات عنيفة مع الجيش النظامي. وقال بيان لاتحاد اللجان الثورية في دير الزور إن الدبابات دخلت الأحياء السكنية ولا سيما في المناطق الجنوبية الشرقية من دير الزور وإن الجيش الحر انسحب «لتفادي وقوع مجزرة بين المدنيين». وأفاد الناطق باسم تنسيقيات دمشق وريفها ابو عمر عن انتشار كثيف للقوى الامنية في ساحة العباسيين في دمشق وفي معضمية الشام. وقال ان القوى الامنية اجرت مداهمات في مناطق عدة في العاصمة والريف، بينها في دوما والضمير. كما وقعت اشتباكات بين قوات النظام ومجموعات منشقة فجر امس في حيي القابون وبرزة في دمشق.
وفي تطور لافت قال مصدر في المعارضة إن مقاتلي المعارضة أفرجوا عن ضابط كبير خطف في حي دوما في دمشق مقابل الافراج عن سجناء وتسليم جثث معارضين ومدنيين لدى الشرطة.
وقالت مصادر في المعارضة إن القوات الحكومية قصفت مناطق سكنية أيضاً في مدينتي حماة وحمص وبلدة الرستن. وسقط ما لا يقل عن ثلاثين قتيلاً في اعمال عنف في مناطق عدة امس.
في غضون ذلك، حذر ماهر النعيمي أحد عناصر «الجيش الحر» من تدخل ما سماهم بـ «القوات الخاصة الروسية» الموجودة في ميناء طرطوس، موضحاً في اتصال هاتفي مع «الحياة» أن «الجيش الحر» يعتبر أي قوات أجنبية فوق الأراضي السورية أو في مياهها الإقليمية «قوات غازية».
“تعديلات طفيفة” على بيان مجلس الأمن
لافروف: النظام السوري ارتكب اخطاء كثيرة
تعيين نائب ثان للمبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية
المعارضة المسلحة انسحبت من دير الزور بعد هجوم ضار للجيش النظامي
نيويورك – علي بردى
العواصم – الوكالات:
وضع أعضاء مجلس الأمن أمس مشروعي البيان الرئاسي الذي اقترحته فرنسا لتأييد خطة النقاط الست التي أعدها المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان والبيان الصحافي الذي قدمته روسيا للتنديد بـ”التفجيرات الإرهابية” في دمشق وحلب، تحت ما يسمى في المنظمة الدولية “الإجراء الصامت” حتى الساعة التاسعة من صباح اليوم بتوقيت نيويورك (الثالثة بعد الظهر بتوقيت بيروت)، وسيصدران بعد ساعة من ذلك التوقيت في حال عدم خرق أي عضو لهذا الصمت.
وأصدرت روسيا اشد انتقاد حتى الآن للاسد في شأن تعامله مع الاضطرابات في بلاده، إذ قال وزير الخارجية سيرغي لافروف ان القيادة السورية ارتكبت أخطاء كثيرة زادت الازمة تفاقما، وأوضح ان نظام الرئيس بشار الأسد تصرف بطريقة غير صحيحة من البداية عندما كانت تظاهرات الاحتجاج سلمية، مضيفا ان موسكو مستعدة لتأييد مشروع قرار في الأمم المتحدة يدعم خطة السلام التي اقترحها كوفي أنان، شرط ألا يحتوي على انذارات. وقال ان اشتراط تنحي الاسد قبل بدء أي حوار يبدو “غير واقعي”. وأكد إن موسكو لم تدع الاسد الى مغادرة سوريا واللجوء إلى روسيا. (راجع العرب والعالم)
ميدانياً، اضطر المقاتلون المعارضون الى الانسحاب من مدينة دير الزور في شرق سوريا أمام هجوم ضار للجيش النظامي، فيما قتل 30 شخصاً في أعمال عنف في مناطق متفرقة من البلاد. (راجع العرب والعالم)
مجلس الأمن
وأجرى أعضاء مجلس الأمن مفاوضات طويلة وصفت بأنها “معقدة”، أولاً على مستوى الخبراء مدة أربع ساعات، ثم على مستوى المندوبين الدائمين لمدة ساعتين ونصف ساعة، أملاً في التوصل الى اجماع على “مقاربة دعم أنان”، وخصوصاً في ضوء التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الروسي في موسكو تأييداً لمهمة المبعوث الدولي – العربي.
ولكن بدا واضحاً أن “ثمة تباينات ظلت قائمة وحالت دون التوصل الى اتفاق نهائي على كل النقاط”، مع العلم أن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين وافق على تعديل الجملة الأخيرة في مشروع البيان الرئاسي لتصير أن مجلس الأمن “يدرس خطوات إضافية عند الإقتضاء” بدل “يدرس اجراءات إضافية” في حال عدم استجابة القيادة السورية “في غضون سبعة أيام” لمقترحات أنان لإيجاد حل جذري للأزمة السورية. ووافق المفاوضون الغربيون على إزالة مهلة الأيام السبعة من مشروع البيان كما ترغب موسكو، التي “رفضت منذ البداية منطق توجيه الإنذارات”. لكنهم اتفقوا على “ايجاد صيغة جديدة تسمح لأنان بالعودة الى مجلس الأمن لإطلاع أعضائه على التقدم في مهمته”.
وأفاد ديبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه أن “تعديلات طفيفة” أدخلت على مشروع البيان، وستوزع البعثة الفرنسية مشروع قرار يتضمن هذه التعديلات”، التي وصفها بأنها “طبيعية ومعتادة في أي مفاوضات على طاولة مجلس الأمن”. وقال إن “تشوركين طلب الإشارة الى أنان باعتباره مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة وفقاً لرغبة السلطات السورية”. لكن نظراءه الغربيين “رفضوا أي تغيير كهذا”، ووافقوا على الإكتفاء بالإشارة الى أنان باعتباره “مبعوثاً مشتركاً” من دون ذكر الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية، مما يعني إزالة الإشارة الى قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الرقم 66/253 في 16 شباط 2012 والذي على أساسه عُيّن أنان مبعوثاً خاصاً مشتركاً. كذلك اتفق المفاوضون على “اعتماد صيغة أكثر تطابقاً” مع النقاط الست التي اقترحها أنان وادخالها في مشروع البيان الرئاسي. وتقررت الإشارة الى البيان الرئاسي الصادر في 3 آب 2011 والبيان الصحافي الصادر في الأول من آذار 2012 عن الأوضاع في سوريا.
واكتفى ديبلوماسي روسي رفيع المستوى بالقول لـ”النهار” أن مشروع البيان الفرنسي “يمكن أن يقر”، رافضاً الإفصاح عن الإعتراضات المتبقية لدى موسكو على الصيغة الجديدة. وخلافاً لبعض الإتهامات من جهات غربية، أكد أن “لا اعتراضات روسية على النقاط الست في خطة أنان”.
وكان المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جيرار آرو أبلغ “النهار” أن “الخلاف لا يزال قائماً على المقاربة السياسية” الواجب اعتمادها لدعم خطة أنان.
أنان التقى العربي
الى ذلك، جاء في بيان للناطق بإسم أنان، أحمد فوزي أن المبعوث الخاص المشترك اجتمع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في جنيف، وأنهما “ناقشا الأزمة في سوريا والجهود الدولية للتعامل معها”. وأوضح أن أنان قدم تحديثاً للعربي عن “المهمة الراهنة في دمشق لحض الحكومة السورية على اتخاذ اجراء فوري في شأن مقترحات أنان، بما في ذلك وقف العنف ووقف أعمال القتل، والإتفاق على طرائق آلية المراقبة”. وشددا أخيراً على “أهمية توجيه رسالة موحدة من المجتمع الدولي”.
وقد عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون جان – ماري غيهينو نائباً للمبعوث الخاص المشترك، على غرار ناصر القدوة.
وتفيد مصادر أن القدوة لا يزال “غير مرغوب فيه” لدى السلطات السورية، لأسباب منها أن “لديه ما يكفيه من المشاكل في فلسطين” وأنه ابن شقيق الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي “لم يكن على علاقة ود” مع السلطة الحاكمة في سوريا.
وأضاف بيان بان أن “القدوة وغيهينو سيساعدان… أنان في ممارسة تفويضه”، علماً أن غيهينو تولى سابقاً منصب وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، كما كان أستاذاً في جامعة كولومبيا. أما القدوة، فعمل سابقاً مراقباً دائماً لبعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة ووزيراً للخارجية لدى السلطة الفلسطينية.
منصور يؤكد رفض لبنان التدخل العسكري
لافروف ينفي تعديل مواقف موسكو من دمشق:
مستعدون لدعم مهمة أنان من دون إنذار أو مهلة
شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، على تمسك موسكو بمواقفها من الأزمة السورية، مشيراً إلى أنها مستعدة للموافقة على إعلان أو قرار في مجلس الأمن يدعم مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان شرط ألا يتضمن «مهلة»، فيما أعلن نظيره اللبناني عدنان منصور أن مواقف لبنان وروسيا متطابقة، موضحاً «أننا مع وقف العنف من كل الأطراف وضد التدخل المسلح في الشؤون السورية».
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع منصور في موسكو، «أظن أنه لا يمكن أن يجري الحديث عن إعادة نظر في موقفنا»، وذلك ردا على إعلان واشنطن أنها ترى أن الموقف الروسي من سوريا يشهد تطوراً، بعد تأييد روسيا واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي الدعوة إلى هدنة إنسانية يومية.
وأضاف لافروف «نحن مستعدون لدعم مهمة أنان والاقتراحات المقدمة إلى الحكومة والمعارضة. نحن مستعدون لدعم اقتراحاته في مجلس الأمن الدولي وليس فقط في إعلان بل في قرار»، لكنه طرح سلسلة شروط، مشيرا إلى أن الاقتراحات المقدمة من انان للرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارة إلى دمشق لم يعلن عن مضمونها. وقال إن «روسيا تصر على ضرورة نشر اقتراحاته بشأن إيجاد حل للأزمة السورية، وترى ضرورة أن يقبل مجلس الأمن الدولي بها أساساً لمواصلة جهود أنان لتحقيق التوافق بين جميع السوريين حول كل المسائل الملحة، وليس كإنذار».
ووزعت فرنسا أول أمس بيانا صاغته دول غربية يدعم جهود أنان، لكنه يحتوي على تهديد باتخاذ «مزيد من الإجراءات» إذا لم تلتزم سوريا خلال سبعة أيام.
وقال لافروف إن «روسيا ترى ضرورة وقف العنف مهما كان مصدره في سوريا، وضرورة مطالبة الحكومة السورية والمعارضة على نحو سواء بإخراج القوات من المدن في وقت واحد، وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا».
وقال «إن العمليات الإرهابية التي وقعت في دمشق وحلب ومدن أخرى عمليات استفزازية تهدف إلى إفشال مهمة كوفي أنان». وأعلن أن روسيا تجري اتصالات مع أنان لتحديد موعد زيارته إلى موسكو. واعتبر أن «استدعاء السفراء من دمشق لا يساعد جهود بعثة انان».
وأعلن لافروف أن موسكو وبيروت تدعوان إلى تحقيق التسوية في سوريا على أساس المبادئ الخمسة المتفق عليها بين روسيا وجامعة الدول العربية. وقال «روسيا ولبنان يدعوان إلى تسوية الأزمة السورية على أساس المبادئ الخمسة التي اتفقنا عليها مع جامعة الدول العربية خلال زيارتي إلى القاهرة».
ونفى لافروف «صحة أنباء عن وجود سفن حربية روسية في ميناء طرطوس السوري»، موضحا أنها «مختلقة». وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف أن روسيا لا تنوي إرسال سفن عسكرية إلى سوريا في هذه المرحلة.
وأكد لافروف إصرار روسيا ولبنان على منع تهريب الأسلحة إلى سوريا. وقال «تكمن مهمتنا المشتركة في أن نساعد على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع هذه العملية لأنها تصب في إطار تفاقم الوضع في سوريا وتغذي النزاع المسلح».
وقال منصور، من جهته، إن «لبنان بذل جهوداً لتأمين الحدود مع سوريا، وتمكن من ضبط محاولات تهريب الأسلحة إلى سوريا ومصادرة الأسلحة المهربة واعتقال مسلحين حاولوا التسلل إلى أراضي سوريا».
وشدد منصور على أن لبنان يعارض التدخل العسكري في سوريا. وقال إن «ما يجري في سوريا يولد القلق في لبنان، لأن الأحداث السلبية الجارية اليوم في هذه البلاد يمكن أن تؤثر سلباً على الوضع في البلدان المجاورة، ومنها لبنان». وأكد انه «ليس هناك من يعارض الإصلاحات وينتظر الجميع الإصلاحات لكن الجميع ضد العنف. ونشير في هذه المناسبة إلى تطابق مواقف روسيا ولبنان بصدد ما يجري في سوريا. ونحن مع إيقاف العنف من جميع الأطراف، ونعارض التدخل العسكري في الشؤون السورية. إننا ضد التدخل الخارجي السلبي».
وأعرب منصور عن قناعته بأن «السلاح والحرب لا يتجاوبان مع مصالح الشعب السوري. إن أي تدخل خارجي يفاقم الأزمة ويزج البلاد في وضع أسوأ. وإذا ما أردنا أن تخرج سوريا من الأزمة فيجب مساعدة القيادة السورية في تنفيذ الإصلاحات وضمان الأمن. ولا يجوز أن نطلب من الحكومة إيقاف استخدام القوة في الوقت الذي يواصل الجانب الآخر استخدامها».
لبنان
وأدان لافروف قيام الطيران الإسرائيلي بانتهاك الأجواء اللبنانية بانتظام. وقال «نرى عدم جواز انتهاك قرار مجلس الأمن الدولي 1701 في ما يخص احترام سيادة لبنان في مجاله الجوي الذي تخترقه، للأسف، القوات الجوية الإسرائيلية بانتظام». وأضاف أن روسيا «تتضامن مع طموح القيادة اللبنانية لضمان السيادة ووحدة الأراضي واستقلال الدولة على أساس دستور البلاد والحوار الوطني بمشاركة القوى والمجموعات اللبنانية كافة ومع مراعاة مصالحها».
وأعلن منصور أن لبنان يأمل التعاون مع شركات النفط والغاز الروسية بعد العثور في الجرف القاري اللبناني على احتياطات كبيرة من المواد الهيدروكربونية. وأوضح أن لبنان يصبو إلى تعزيز التعاون الثنائي وتعميقه مع موسكو في مختلف المجالات، ومنها الاقتصاد والسياحة والمالية.
وأعرب لافروف، الذي أعلن انه سيلبي دعوة لزيارة بيروت، عن ثقته بأن «تنفيذ قرارات اللجان الحكومية المشتركة الثنائية سيساعد على زيادة التبادل السلعي بين البلدين»، موضحا انه بين أولويات مجالات التعاون، النقل والقطاع الزراعي – الصناعي والسياحة وصناعة الطاقة. وأعلن لافروف خطة إقامة «أيام الثقافة الروسية في لبنان» قريبا.
(«السفير»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، رويترز، ا ب)
مناقشات صعبة في مجلس الأمن حول البيان الرئاسي … ولافروف ينتقد أداء دمشق
أنان يتابع مهمته … والأسد يتفقد الجامع الأموي
دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وموفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان، أمس، دول العالم إلى اتخاذ موقف موحد حيال الأزمة السورية، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن القيادة السورية ارتكبت «أخطاء كثيرة جدا» فاقمت الأزمة، لكنه كرر أنه ينبغي ألا يكون تنحي الرئيس بشار الأسد شرطا مسبقا لحل الأزمة.
وقال دبلوماسيون، في نيويورك، ان اعضاء مجلس الامن دخلوا في مناقشات صعبة حول مشروع بيان رئاسي قدمته فرنسا يدعم مبادرة انان، خصوصا بعد ان ابدت روسيا تحفظات على النص الفرنسي، الذي يدعو الى «اجراءات اضافية» اذا لم توافق سوريا على اقتراحات حل الازمة التي عرضها الموفد الدولي.
واعتبر الأسد أن «سوريا وبلاد الشام تثبت يوما بعد يوم أنها كانت وستبقى منهلاً أساسيا للعلوم الإسلامية وتعاليم الشريعة والدين الإسلامي الحنيف». واطلع، خلال زيارته الجامع الأموي في دمشق، على «النسخة القياسية المطبوعة والصوتية من القرآن الكريم التي تم إعدادها كي تكون المعيار عند طباعة المصحف الشريف، والتي من شأنها أن تشكل مرجعا في العالمين العربي والإسلامي حال اعتمادها وتوزيعها».
وذكرت وكالة الانباء القطرية (قنا) ان رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اجرى اتصالات مع وزراء خارجية السعودية الامير سعود الفيصل وبريطانيا وليام هيغ وفرنسا آلان جوبيه تم خلالها بحث «تطورات الأوضاع في المنطقة».
وفي انقرة، قال مصدر دبلوماسي تركي انه تم تقديم موعد مؤتمر «اصدقاء سوريا» في اسطنبول من الثاني الى الاول من نيسان المقبل «لاسباب تقنية». واضاف «اتخذنا هذا القرار لكسب الوقت واستخدام عامل الوقت بفعالية اكبر».
وقالت المسؤولة الإعلامية للأمم المتحدة في جنيف كورين مومال فانيان ان انان والعربي عقدا اجتماعا مغلقا في جنيف. واضافت «ان الرجلين بحثا الأزمة في سوريا والجهود الدولية المبذولة لمعالجتها». وتابعت «ان الرجلين شددا على اهمية (توجيه) رسالة موحدة من جانب الأسرة الدولية».
وأرسل انان فريقا من خمسة خبراء إلى دمشق أمس الاول لمناقشة سبل تنفيذ مبادرة تشمل آلية للسماح بدخول مراقبين دوليين إلى سوريا. وزار الفريق مدينة طرطوس، وبانياس، والتقى الأهالي واستمع لافاداتهم كما التقى محافظ المدينة. وسبق للوفد ان زار حماه والتقى اهالي ومسؤولين.
واعلنت الامم المتحدة تعيين الفرنسي جان ماري غيهينو مساعدا لانان الموفد الدولي والعربي الى سوريا. وقالت، في بيان، «ان غيهينو سيساعد الموفد كوفي انان، على غرار ناصر القدوة، لتنفيذ المهمة الموكلة اليه».
ويبلغ غيهينو الثانية والستين من العمر وكان الرئيس السابق لعمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، وهو المنصب الذي تسلمه ما بين العامين 2000 و2008 خلال الفترة التي كان فيها انان امينا عاما للامم المتحدة. وكان غيهينو تسلم في السابق مناصب عدة في الخارجية الفرنسية وفي ديوان المحاسبة. ومنذ تركه الامم المتحدة في العام 2008 عمل مع العديد من مؤسسات الأبحاث الاميركية واستاذا في جامعة كولومبيا في نيويورك.
وفي وقت متأخر من مساء أمس، ذكرت وكالة «سانا» السورية للأنباء أن انتحاريا فجر «سيارة مفخخة بقوات الأمن السورية في ريف درعا ما أدى الى مقتل عدد من العناصر والمدنيين وجرح آخرين». وقد ادى الانفجار ايضا إلى تصدع وتضرر بعض الأبنية المحيطة وحدوث حفرة بقطر نحو مترين بمكان الانفجار، بحسب الوكالة.
لافروف
واعلن لافروف، في مقابلة مع اذاعة «كومرسانت» الروسية بثت امس، ان الاسد «يرتكب الكثير من الاخطاء» رغم الدعوات المتكررة من موسكو لطرفي النزاع في سوريا لوقف العنف وبدء حوار.
وقال ان روسيا «تعتقد ان القيادة السورية ردت بشكل غير صحيح على اولى مظاهر الاحتجاجات السلمية». واضاف ان «القيادة السورية، رغم وعودها العديدة بالاستجابة لدعواتنا، ترتكب الكثير من الاخطاء، والامور التي تسير فعلا بالاتجاه الصحيح تأخرت كثيرا».
وألمح لافروف الى ان موسكو قد لا تعارض بشكل مباشر فكرة تقديم ملجأ آمن للأسد في دولة أخرى. وقال، ردا على سؤال حول ما اذا كان على الاسد التنحي قبل ان تتم الاطاحة به وربما قتله مثلما حدث مع العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، «هذا القرار يعود الى الاسد». وأكد ان على الغرب طرح مخرج مقبول للاسد، مؤكدا ان موسكو لم تناقش مطلقا احتمال خروج الرئيس السوري الى روسيا. وتابع «الناس في مختلف العواصم الغربية يصفونه بانه مجرم حرب، ويقولون ان مكانه الصحيح هو في لاهاي، وهذا يعني ان على من يطلقون هذه التصريحات أن يطرحوا على الاسد خياراته، وليس نحن».
وأضاف ان «مسألة من سيقود سوريا في فترة انتقالية» لا يمكن تقريرها إلا من خلال حوار يشمل الحكومة والمعارضة وان مطالبة الأسد بالتنحي كشرط لمثل هذا الحوار «غير واقعية».
وقال لافروف إن «الصراع يدور على صعيد المنطقة بأكملها، وتشارك فيه عدة أطراف، وإذا ما انهار النظام في سوريا فستجد بعض البلدان المجاورة الرغبة في إقامة نظام سني في سوريا، ولا تراودني أي شكوك بهذا الصدد. ويقلقنا في هذا الوضع مصير المسيحيين، وهناك أقليات أخرى كالأكراد والعلويين وكذلك الدروز. وما يجري في لبنان، وليس بوسعي أيضا التنبؤ بشكل ما، فستكون الأمور هناك سيئة جدا، لأن البلاد متعددة الطوائف والأقليات القومية أيضا، ونظام الدولة هش جدا. كما ان العراق ستمسه لاحقا هذه العمليات في اغلب الظن، حيث يهيمن في العراق الآن الشيعة في كافة المناصب القيادية. اما كردستان فهي مسألة أخرى حيث توجد هناك منطقة حكم ذاتي كبيرة جدا».
واضاف «حالما بدأ انان مهمته أعلن ممثل المجلس الوطني السوري من تركيا ان هذه البعثة قد فشلت لأن انان لم يطلب رحيل الأسد باعتباره الشرط الأولي الذي لا بد من قبوله قبل غيره. ونحن كنا في هذا الوضع، ونحن نعرف حق المعرفة ان هذا المطلب غير واقعي. ليس لكوننا ندافع عن الأسد، وانا اعلنت هذا أكثر من مرة ، بل لمجرد ان هذا غير واقعي. ويكمن الموقف الواقعي الوحيد في ان يطلب جميع من يمارس تأثيرا ما على هذا الطرف او ذاك الذي يحارب في سوريا إيقاف جميع (اعمال) العنف واستحداث آلية مراقبة ما تتيح رصد الامور، وهذا ما يجري. وهذا ما يقوم به انان بصفته الخطوة الاولية. وبعد ذلك يمكن جلوس جميع الذين يؤثرون على اللاعبين حول طاولة المفاوضات. هذا يمثل الطريق الوحيد لتهدئة الوضع».
وكان لافروف أكد، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني عدنان منصور في موسكو، أن روسيا ولبنان يدعوان إلى تحقيق التسوية في سوريا على أساس المبادئ الخمسة المتفق عليها بين روسيا وجامعة الدول العربية. وأكد إصرار روسيا ولبنان على منع تهريب الأسلحة إلى سوريا (تفاصيل ص 14).
مجلس الأمن
وقال دبلوماسيون، في نيويورك، ان اعضاء مجلس الامن دخلوا في مناقشات صعبة حول مشروع بيان رئاسي قدمته فرنسا يدعم مبادرة انان، خصوصا بعد ان ابدت روسيا تحفظات عليه.
وكان اعضاء مجلس الامن اجتمعوا على مستوى الخبراء وناقشوا لاربع ساعات مشروع البيان الفرنسي قبل ان يحيلوه على السفراء. وقال مندوب فرنسا لدى الامم المتحدة جيرار ارو «لا تزال هناك مشاكل سياسية اساسية قيد النقاش وسنرى ان كان بامكاننا حلها»، فيما اشار نظيره الهندي هارديب سينغ بوري الى «خلافات في المقاربة علينا تذليلها» من دون ان يدخل في التفاصيل.
وكان لافروف اعلن رفضه ان يأخذ البيان الرئاسي «شكل انذار» الى النظام السوري. وتطالب مسودة «البيان الرئاسي» الاسد والمعارضة السورية «بالعمل بحسن نية مع انان والتطبيق التام والفوري» لخطة تسوية من ست نقاط طرحها انان اثناء محادثاته في دمشق.
ويتناول النص النقاط الست بالتفصيل، ومنها انهاء اعمال العنف والالتزام التدريجي بوقف لاطلاق النار وتقديم مساعدة انسانية واطلاق حوار سياسي، لكنه يشير الى ان مجلس الامن سيقوم «باتخاذ تدابير اضافية» لم يوضحها ان لم تطبق النقاط الست في غضون الايام السبعة التي تلي تبني البيان.
وأعلن جوبيه ان مشروع «البيان الرئاسي» حول سوريا لديه «ثلاثة اهداف» هي «وقف اعمال العنف، وقف اطلاق نار في اسرع وقت ممكن، ثم السماح بوصول المساعدة الانسانية، ومواصلة العملية السياسية لانه لا يمكن حرمان الشعب السوري من تطلعاته الديموقراطية». وقال «اشعر بأن الروس يتحركون لأنهم يشعرون بعزلة كبيرة».
واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، في مؤتمر صحافي في بوغور في جزيرة جاوا الاندونيسية، ان «الوضع في سوريا لم يعد محتملا ولا مقبولا». واضاف «لا يمكننا اهدار الوقت. ان دقيقة او ساعة واحدة ستعني المزيد من القتلى. هذه هي المسؤولية المعنوية والسياسية للمجموعة الدولية».
وأضاف «على الاسرة الدولية ان تتحد. ان كنا عاجزين عن التوصل الى قرار في الامم المتحدة، فهذا لا يعني ان معاناة الشعب السوري يجب ان تتواصل». واكد ان «اعمال العنف اوقعت حتى الآن «اكثر من ثمانية آلاف» قتيل خلال سنة. وتابع «ان الوضع في سوريا بات من المشاكل التي تثير اكبر قدر من القلق للاسرة الدولية».
ميدانيات
قال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيانات، «قتل 21 شخصا في الرستن والخالدية وباب السباع وحي القصور في مدينة حمص، وحلب وحماه ودير الزور وإادلب».
وقالت مراسلة وكالة «فرانس برس» ان بعض الشوارع في دمشق تشهد حركة سير كثيفة، بسبب اقفال طرق تؤدي الى مبان حكومية وأمنية امام حركة السير ونشر حواجز وأكياس من الرمل. ويأتي ذلك بعد الانفجارين اللذين هزا العاصمة السورية السبت الماضي وأسفرا عن مقتل 27 شخصا واصابة 140.
واضطر المقاتلون المعارضون للانسحاب من مدينة دير الزور في شرق سوريا أمام هجوم ضار للجيش النظامي في أحدث انتكاسة لحملتهم. وقال «اتحاد اللجان الثورية في دير الزور» في بيان إن «الدبابات دخلت الاحياء السكنية وخصوصا في مناطق جنوب شرق دير الزور، وان الجيش السوري الحر انسحب لتفادي وقوع مذبحة للمدنيين». وقال مصدر في المعارضة إن «مقاتلي المعارضة أفرجوا عن ضابط كبير خطف في حي دوما في دمشق في مقابل الإفراج عن سجناء وتسليم جثث معارضين ومدنيين لدى الشرطة». وأضاف «أطلق سراح (ضابط الجيش العميد الركن) نعيم خليل عودة في مقابل عدة سجناء و14 جثة»، مضيفا انه خطف الأسبوع الماضي.
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
هيومن رايتس تتهم معارضين بارتكاب جرائم قتل وخطف وتعذيب
أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، أن جماعات معارضة مسلّحة في سوريا خطفت وعذّبت وأعدمت أفرادا من قوات الأمن السورية ومؤيدين للنظام.
وتحدثت «هيومن رايتس ووتش»، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، في تقرير عن عشرات من تسجيلات الفـيديو التي تبث عن طريق «يوتيوب» ويظـهر فيها أفراد من قوات الأمن أو أنصارهم، وهــم يعترفون بارتكاب جرائم تحت التهديد.
وأوضحت انه «في 18 فيديو على الأقل ظهر محتجزون وقد علت وجوههم السحجات أو خضّبت بالدماء أو كانوا يعانون من انتهاكات جسدية أخرى. وفي أحد هذه التسـجيلات ظهر رجل وقد علق من رقبتـه في شــجرة أمام عدد من المقاتلين المسلّحين، وقد كتب على الفيديــو ما يعني انه فرد من الشبيحة». وذكرت ان «بعض الهجـمات اسـتهدفت شيعة أو علويين».
وقالت «هيومن رايتس» إن «مجموعات مسلّحة معارضة ترتكب انتهاكات، بينها عمليات خطف واحتجاز وتعذيب في حق عناصر من القوى الأمنية والموالية للحكومة وأشخاص تم التعرف عليهم على أنهم من الشبيحة». كما نقلت تقارير عن «إعدامات نفذتها المجموعات المعارضة المسلّحة في حق مجموعات أمنية ومدنيين».
ونقل التقرير عن ناشط سوري يدعى مازن قوله إن عناصر من «مجموعة أبو عيسى» في تفتناز قرب سراقب في ادلب «خطفوا أشخاصا يعملون مع الحكومة وعذبوا ثلاثة منهم حتى الموت». وأشار إلى انه تحدث مع «عنصر امني كان مخطوفا لدى مقاتلين معارضين خلال فترة احتجازه، فقال له هذا الأخير إن مقاتلي المعارضة ضربوه بالأسلاك الكهربائية على رأسه بينــما كان معصـوب العيـنين، وأنهم سـمحوا له بالكلام مع أهله وطلبـوا مالا للإفراج عنه».
وأكد معارض سوري آخر عمل مع «الجيش السوري الحر» أنه «رأى سكانا في مدينة سراقب يشكون من أن عناصر في مجموعة النور السلفية، التي لا تشكل جزءا من هيكلية الجيش الحر الرسمية، يخطفون مدنيين من اجل المطالبة بفدية».
(ا ف ب، رويترز، ا ب)
وثائق مسربة تذكر بالتفصيل جهود سوريا لخنق الانتفاضة
بيروت- (رويترز): تبين وثائق وصفت بأنها سربت من داخل الحكومة السورية ان دمشق تحاول اثناء حلفاء الرئيس عن الانشقاق فيما تكافح قوات الامن لقمع الانتفاضة التي تزداد دموية.
ولم يتسن التحقق من صحة الوثائق التي قالت قناة الجزيرة الاخبارية انها وضعتها على موقعها على الانترنت بعد الحصول عليها من عضو سابق في حكومة الرئيس بشار الاسد.
وجاء في وثيقة يبدو انها من رئيس الوزراء السابق عادل صفر لوزارة الخارجية ان دولا عربية اخرى تحاول اقناع اعضاء من حزب البعث الحاكم في سوريا بالتخلي عن الاسد ولاسيما بعض الدول العربية الخليجية.
وذكرت الوثيقة ان مسؤولين سوريين لقوا تشجيعا للانتقال الى عواصم خليجية وحصلوا على وعود بالحصول على امتيازات.
وأضافت الوثيقة ان عواصم اوروبية وعربية معينة تحاول ايضا التأثير على سفراء سوريين وقناصل وملحقين دبلوماسيين للانشقاق والسعي للحصول على حق اللجوء وهي تحاول إيهامهم بأن النظام في سوريا يسقط.
وطالبتهم الوثيقة باتخاذ الاجراء المناسب ازاء هذه التحركات المريبة.
وقالت الجزيرة انها تلقت مئات الصفحات من الوثائق التي تكشف عن انشاء “خلية لادارة الأزمة” للتعامل مع الاحوال الأمنية الاخذة في التكشف.
وتبين وثيقتان من بين خمس وثائق نشرتها الجزيرة خططا تفصيلية لكيفية خنق الاحتجاجات والاضطرابات في العاصمة دمشق ومدينة حلب التجارية الرئيسية.
وتدعو الوثائق الشرطة الى التعامل مع المظاهرات السلمية بطريقة قانونية لكنها تقول ان قوات الامن يجب ان “تطارد المنظمات الارهابية السرية” التي تظهر.
وتقول المعارضة إن قوات الأسد اعتقلت وعذبت آلاف الاشخاص كثيرون منهم في اتهامات بالارهاب. وتقول الوثائق ايضا إن قوات الامن يجب ان تقوم بحملة تطهير واسعة النطاق في مدن وبلدات إدلب وقرى بمحازاة حلب.
وتدعو وثيقة تشرح بالتفصيل الخطط الأمنية الى تنظيم “الرفاق البعثيين” لكي يساعدوا قوات الامن في خنق الاحتجاجات.
وتقول ان قوات الأمن يجب أن تستخدم هراوات الشرطة لا الاسلحة النارية – وهي تعليمات غير متسقة مع لقطات الفيديو التي وضعها ناشطون لقوات تدعمها دبابات تقصف الاحياء المتمردة وقناصة يطلقون النار على الاحتجاجات.
وفي أيام الخميس والجمعة حيث تجتذب الاحتجاجات بعد الصلاة حشودا كبيرة تدعو الوثائق قوات الامن في دمشق الى منع دخول سكان من درعا مهد الانتفاضة المستمرة منذ عام ومن ضواحي العاصمة.
وقتل اكثر من 8000 شخص في الحملة وفقا لتقديرات الامم المتحدة.
دبابات تقصف ضواحي دمشق بعد هجمات لمقاتلي المعارضة
عمان- (رويترز): قال نشطاء المعارضة إن ضاحيتين كبيرتين من ضواحي دمشق تعرضتا لقصف مكثف بقذائف الدبابات الأربعاء في اعقاب تجدد هجمات الجيش السوري الحر على القوات الموالية للرئيس بشار الأسد التي استعادت المنطقة من المعارضين قبل شهرين.
واضافوا قولهم إن قذائف المدافع الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات اصابت ضاحيتي حرستا وعربين خلال الليل وان مروحيات الجيش سمعت وهي تحلق فوق المنطقة على المشارف الشرقية للعاصمة. وكانت قوات الأسد استعادت المنطقتين من مقاتلي المعارضة قبل شهرين.
وقال رائد أحد النشطاء من خارج العاصمة مباشرة “شن الجيش السوري الحر سلسلة عمليات بعد الغروب ووجه الجيش ردا انتقاميا شديدا”.
واضاف قوله ان مقاتلي المعارضة كانوا قد هاجموا بالقذائف الصاروخية مجمعا كبيرا يضم مخابرات القوات الجوية ووحدة للشرطة السرية في بداية الحملة على الانتفاضة على حكم الأسد التي مضى عليها عام. وقال ان الجيش السوري الحر هاجم أيضا حواجز الطرق التي يسيطر عليها الجيش في الضواحي.
وقال نشطاء آخرون انه وقع قصف بنيران الدبابات بالقرب من طريق دمشق حلب السريع الذي يمتد عبر الضاحيتني وشمالي ضاحية برزة بدمشق.
صحيفة أردنية: الجيش فرض حالة الطوارئ على الحدود مع سوريا
عمان- (يو بي اي): قالت صحيفة أردنية أن الجيش الأردني أعلن حالة الطوارئ في صفوف قواته في القطاعات العسكرية التابعة لقيادة الشمال الموازية للحدود مع سوريا.
ونقلت صحيفة (السبيل) المقربة من حزب جبهة العمل الإسلامي، الجناح السياسي للإخوان المسلمين الأربعاء، عن مصادر لم تسمها أن “حالة الطوارئ تأتي مع تواتر الأنباء حول تحرك عسكري وشيك من المتوقع أن يتم بعد مؤتمر (أصدقاء سوريا) الذي سيعقد في إسطنبول في الثاني من إبريل/ نيسان المقبل.
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام والإتصال الأردني راكان المجالي نفى أخيرا “أي تحرك لمعدات عسكرية سعودية نحو المملكة لتسليح الجيش السوري الحر”.
وأكد المجالي أن الخبر “لا أساس له من الصحة “، مشيرا إلى أن “الموقف الأردني لم يتغير تجاه الأزمة السورية”.
روسيا: القيادة السورية ارتكبت أخطاء كثيرة فاقمت الأزمة
قالت انه ينبغي ألا يكون تنحي الأسد شرطا مسبقا لحلها
منظمة حقوقية تتهم المعارضة المسلحة بارتكاب جرائم
موسكو ـ نيويورك ـ دمشق ـ جنيف ـ وكالات: قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في أشد الانتقادات الروسية لحكومة سورية خلال الصراع الدائر منذ نحو عام إن القيادة السورية ارتكبت ‘أخطاء كثيرة جدا’ فاقمت الأزمة في البلاد، وجدد التأكيد على أنه ينبغي ألا يكون تنحي الرئيس بشار الأسد شرطا مسبقا لحل الأزمة.
وقال لاذاعة ‘كومرسانت اف.ام’ الروسية ‘نعتقد ان القيادة السورية ردت بشكل خاطىء على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها وترتكب أخطاء كثيرة جدا’.
واضاف أن ‘مسألة من سيقود سورية في فترة انتقالية’ لا يمكن تقريرها إلا من خلال حوار يشمل الحكومة والمعارضة وان مطالبة الأسد بالتنحي كشرط لمثل هذا الحوار ‘غير واقعية’.
جاء ذلك فيما افاد دبلوماسيون ان اعضاء مجلس الامن الـ15 ادخلوا في مناقشات صعبة حول مشروع بيان رئاسي قدمته فرنسا يدعم مبادرة الموفد الدولي والعربي الى سورية كوفي عنان، خصوصا بعد ان ابدت روسيا تحفظات على النص الفرنسي.
وكان اعضاء مجلس الامن اجتمعوا قبل ظهر الثلاثاء على مستوى الخبراء وناقشوا لاربع ساعات مشروع البيان الفرنسي قبل ان يحيلوه الى السفراء بعد الظهر.
وردا على الصحافيين لدى دخوله الى قاعة مجلس الامن قال السفير الفرنسي جيرار ارو ‘لا تزال هناك مشاكل سياسية اساسية قيد النقاش وسنرى ان كان بامكاننا حلها’.
من جهته اشار نظيره الهندي هارديب سينغ بوري الى ‘خلافات في المقاربة علينا تذليلها’ من دون ان يدخل في التفاصيل.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعلن رفضه ان ياخذ البيان الرئاسي ‘شكل انذار’ الى النظام السوري.
وتطالب مسودة ‘البيان الرئاسي’ الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية بـ’العمل بحسن نية’ مع عنان وبـ’التطبيق التام والفوري’ لخطة تسوية من ست نقاط طرحها عنان اثناء محادثاته في دمشق.
ويتناول النص النقاط الست بالتفصيل ومنها انهاء اعمال العنف والالتزام التدريجي بوقف لاطلاق النار وتقديم مساعدة انسانية واطلاق حوار سياسي.
وميدانيا، سقط ثلاثون قتيلا في اعمال عنف في سورية الثلاثاء، 21 شخصا في محافظة حمص، بينهم عائلة مكونة من رجل وزوجته وطفلتهما اثر سقوط قذيفة على منزلهم في مدينة الرستن، و14 شخصا نتيجة القصف على حي الخالدية في مدينة حمص، وثلاثة اثر اطلاق نار في حي باب السباع في المدينة، وطفلة في رصاص عشوائي في حي القصور.
جاء ذلك في الوقت الذي اضطر فيه المقاتلون المعارضون للانسحاب من مدينة دير الزور الثلاثاء أمام هجوم ضار للجيش النظامي في أحدث انتكاسة لجهودهم للاطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وفي ضربة أخرى لمسعاهم اتهمت منظمة معنية بحقوق الانسان المعارضة المسلحة بارتكاب جرائم تعذيب واعدام تعسفي خلال الانتفاضة التي بدأت قبل عام وهو اتهام لم يكن يوجه من قبل إلا لاجهزة الامن الحكومية.
وذكرت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان الثلاثاء ان مسلحين في المعارضة السورية يرتكبون ‘انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان’ بينها اعمال خطف وتعذيب واعدامات.
في انقرة، افاد مصدر دبلوماسي تركي الثلاثاء انه تم تقديم موعد مؤتمر اصدقاء سورية في اسطنبول من الثاني الى الاول من نيسان (ابريل)، ‘لاسباب تقنية’.
فيلتمان: دعم المعارضة السورية ‘واجب اخلاقي’ على اللبنانيين
واشنطن ـ ا ف ب: اعتبر جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الاوسط الثلاثاء ان دعم المعارضة السورية ‘واجب اخلاقي’ على اللبنانيين، ودعاهم الى الاستفادة من الانتخابات التشريعية المقبلة ‘لازالة بقايا’ النفوذ السوري في بلادهم.
وقال فيلتمان خلال لقاء امريكي لبناني عقد في واشنطن ‘لا يوجد احد خارج سورية يستطيع ان يدرك اكثر من اللبنانيين وحشية (الرئيس السوري) بشار الاسد’.
واعتبر فيلتمان الذي كان سفير بلاده في بيروت عام 2005 عند اندلاع ‘ثورة الارز’ التي اخرجت الجيش السوري من لبنان، ان دعم المعارضة السورية ‘واجب اخلاقي وسياسي’ على اللبنانيين.
ورأى فيلتمان ان الانتخابات النيابية عام 2013 يجب ان تكون فرصة ‘لاستكمال ما بدأت به ثورة الارز اي اخراج لبنان من الاعيب الاسد’ ومن النفوذ الايراني.
وتابع فيلتمان في كلمته ‘آمل بان يثبت اللبنانيون الموجودون معنا اليوم مع الملايين الموجودين في بلادهم في لبنان، للعالم اجمع (خلال الانتخابات المقبلة) انهم سيكونون قادرين على تجاوز الخوف لازالة بقايا الاحتلال السوري ورفض المدافعين عن مجازر الاسد’ في تلميح الى حزب الله.
لافروف ينتقد «أخطاء» القيادة السورية ويرفض تنحّي الأسد
مجلس الأمن: خلاف على دعم مهمة أنان
لم يفلح التوافق الغربي الروسي على مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا، كوفي أنان، في استصدار بيان أو قرار في مجلس الأمن الدولي يدعم المهمة في ظل إصرار فرنسا على تضمينه مهلة لإنجاح المهمة، وهو ما رفضته موسكو
فشل أعضاء مجلس الأمن الدولي، بعد جلستي تشاور عقدتا أمس، الأولى على مستوى فني والثانية على مستوى المندوبين الدائمين، لمناقشة مشروع قرار فرنسي بشأن سوريا، في التوافق على موقف موحد. ورفضت روسيا رفضاً قاطعاً أي لغة في القرار أو حتى في بيان رئاسي تدعم خطة كوفي أنان ما دامت تتضمن دعما لقرارات الجامعة العربية او تحدد مهلاً نهائية للحكومة السورية.
وفيما جرى الحديث عن جلسة أخرى تعقد اليوم ومشروع بيان أو قرار جديد يقدّم، قال مصدر دبلوماسي غربي مطلع في وقت متأخر ليل أمس إن المجلس قد لا يدعو لعقد جلسة مشاورات جديدة اليوم نظراً للتفاوت في وجهات نظر.
وكانت مسودة القرار الفرنسية قد تحدثت عن مهلة سبعة أيام لمهمة المبعوث العربي والدولي كوفي أنان، يعود بعدها المجلس لمناقشة تطبيق الحكومة السورية للقرار. ويطالب «البيان الرئاسي» الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية بـ«العمل بحسن نية» مع انان وبـ«التطبيق التام والفوري» لخطة تسوية من ست نقاط طرحها انان اثناء محادثاته في دمشق. ويتناول النص النقاط الست بالتفصيل ومنها انهاء اعمال العنف والالتزام التدريجي بوقف لاطلاق النار وتقديم مساعدة انسانية واطلاق حوار سياسي.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الثلاثاء ان مشروع «البيان الرئاسي» حول سوريا له «ثلاثة اهداف» هي «وقف اعمال العنف، وقف اطلاق نار في اسرع وقت ممكن، ثم السماح بوصول المساعدة الانسانية… ومواصلة العملية السياسية لانه لا يمكن حرمان الشعب السوري من تطلعاته الديموقراطية».
وفي موقف لافت، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في تصريحات بثت أمس، إن القيادة السورية ارتكبت «أخطاء كثيرة جداً» فاقمت الأزمة في البلاد. وتعدّ تصريحات لافروف من أشد الانتقادات الروسية لحكومة سوريا خلال الصراع الدائر منذ نحو عام، لكنه جدد التأكيد أنه ينبغي ألا يكون تنحي الرئيس بشار الأسد شرطاً مسبقاً لحل الأزمة. وقال لإذاعة كومرسانت اف.ام الروسية «نعتقد أن القيادة السورية ردت بشكل خاطئ على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها وترتكب أخطاء كثيرة جداً». وأضاف أن «مسألة من سيقود سوريا في فترة انتقالية» لا يمكن تقريرها إلا من خلال حوار يشمل الحكومة والمعارضة، وأن مطالبة الأسد بالتنحي كشرط لمثل هذا الحوار «غير واقعية».
بدوره، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس، إن موسكو تنتظر نتائج زيارة الوفد الأممي إلى سوريا، مشيراً الى أنه ربما تكون هناك حاجة لدعم إضافي من قبل مجلس الأمن الدولي.
وفي السياق، قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية أمس، إن ممثلين عن «هيئة التنسيق الوطنية السورية» المعارضة على استعداد لزيارة موسكو، حيث يجري حالياً التنسيق بشأن تشكيلة الوفد وموعد الزيارة. وقال المصدر لوكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية «نقوم بالتفاوض عبر سفارتينا في دمشق وباريس لتحديد موعد مقبول من الجانبين لزيارة» ممثلين عن «هيئة التنسيق الوطنية السورية» المعارضة الى موسكو. وأضاف أن القسم الأساسي من «هيئة التنسيق الوطنية السورية» موجود في دمشق، ولكن لديها أيضاً جناح في باريس. وأشار المصدر إلى أن الجانب الروسي مستعد لتنظيم لقاء للمعارضة السورية ليس في وزارة الخارجية الروسية فقط، بل وفي مجلس الدوما، وكذلك مراكز متخصصة بالأبحاث والدراسات السياسية. ولفت إلى أن وزير الخارجية سيرغي لافروف مستعد للاجتماع بهم أيضاً.
في واشنطن، اعلنت وزارة الخزانة الاميركية ان مدير برامج العقوبات لديها ديفيد كوهين موجود في الشرق الاوسط لبحث «عقوبات دولية ضد ايران وسوريا». وقالت الوزارة ان مساعد وزير الخزانة المكلف شؤون المعلومات المالية ومكافحة الارهاب زار بغداد وسيتوقف «هذا الاسبوع» في بيروت وابوظبي حيث سيلتقي كبار المسؤولين الحكوميين وممثلين عن النظام المصرفي.
في انقرة، افاد مصدر دبلوماسي تركي انه تم تقديم موعد مؤتمر اصدقاء سوريا في اسطنبول من الثاني الى الاول من نيسان، «لأسباب تقنية». واضاف المصدر «اتخذنا هذا القرار لكسب الوقت واستخدام عامل الوقت بفاعلية اكبر». وكتبت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية الصادرة بالانكليزية ان هذا التأجيل تقرر بسبب برنامج عمل وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. واوضحت الصحيفة ان كلينتون ستشارك في مؤتمر اسطنبول وستعود الى واشنطن في الثاني من نيسان لـ«موعد هام».
إلى ذلك، التقى أنان، بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في جنيف لمناقشة الأزمة في سوريا. وذكرت إذاعة الأمم المتحدة امس أن أنان أطلع الأمين العام لجامعة الدول العربية على آخر المستجدات المتعلقة بمهمته في سوريا والمحادثات التي أجراها مع الحكومة السورية. وأشار إلى أنه حث دمشق على اتخاذ إجراءات فورية لقبول مقترحاته والتي تشمل وقف العنف والقتل، والاتفاق على آلية للمراقبة. وشدد الرجلان على أهمية أن يتوحد المجتمع الدولي في إرسال رسالة واحدة تتعلق بإنهاء العنف في البلاد.
وفي خطوة تهدف الى اظهار حرص الحكومة السورية على التراث الإسلامي، اطلع الرئيس السوري أمس على النسخة القياسية المطبوعة والصوتية من القرآن الكريم التي تم إعدادها لكي تكون المعيار عند طباعة المصحف الشريف والتي من شأنها أن تشكل مرجعاً في العالمين العربي والإسلامي في حال اعتمادها وتوزيعها، بحسب ما نقلت وكالة سانا.
(الأخبار، سانا، رويترز،
أ ف ب، يو بي آي)
الجيش يستعيد دير الزور… وتبادل أسرى في دوما
أعلن مسؤول عسكري روسي أمس، أن بلاده لا تنوي إرسال سفن عسكرية إلى سوريا في المرحلة الراهنة. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال نيكولاي ماكاروف، قوله، رداً على سؤال عمّا إذا كانت روسيا تخطط لإرسال سفن حربية إلى شواطئ سورية، «إلى حد الآن لا». ومن جهته، قال نائب وزير الدفاع الروسي، أناتولي أنتونوف، الذي يتولى مسؤولية ملف التعاون الدولي: «لا توجد أي وحدات من قوات العمليات الخاصة ومن القوات المسلحة الروسية في سوريا». وأضاف: «لا توجد ولن توجد، إذ إن هذا لا يستجيب لمصالحنا العليا». وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نفت أمس صحة أنباء عن وجود سفن حربية روسية قرب شواطئ سوريا، وقال متحدث باسم الوزارة: «ليست هناك أية سفينة حربية روسية تقوم بمهمة قرب شواطئ سوريا»، مؤكداً وجود ناقلة الوقود «إمان» في ميناء طرطوس، ومهمتها تتمثل في تزويد سفن تابعة للأسطول الروسي تشارك في تأمين الملاحة في خليج عدن ومواجهة القراصنة هناك. وذكر أن سفينة «إمان» يقودها طاقم مدني وترافقها فصيلة حراسة.
بدوره، نفى مصدر عسكري سوري مسؤول ما تناقلته وسائل إعلام عن وصول سفن حربية روسية تحمل طواقم عسكرية لمكافحة الإرهاب إلى السواحل السورية. وقال المصدر، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، إن «هذه الأنباء تأتي في إطار حملة الأكاذيب الموجهة ضد سوريا من قبل بعض أطراف المعارضة والدول الداعمة لها إقليمياً ودولياً بهدف التغطية على الدعوات المطالبة بالتدخل الخارجي في الشؤون السورية».
ميدانياً، انسحب المقاتلون المعارضون من مدينة دير الزور أمس أمام هجوم للجيش النظامي في أحدث انتكاسة لجهودهم لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد. واضطرت القوات المعارضة إلى التقهقر في شتى أنحاء البلاد في الأسابيع الأخيرة مع استخدام الجيش النظامي للمدرعات الثقيلة في طردها من البلدات والمدن، محققاً أحدث انتصاراته في مدينة دير الزور التي تقع على الطريق إلى العراق.
وفي تطور غير مألوف، قال مصدر في المعارضة إن مقاتلي المعارضة أفرجوا عن (ضابط الجيش العميد الركن) نعيم خليل عودة الذي خطف الأسبوع الماضي في حي دوما في دمشق مقابل الإفراج عن سجناء وتسليم جثث معارضين ومدنيين لدى الشرطة. وأظهرت حصيلة أولية لأعمال عنف في سوريا أمس سقوط ثلاثين قتيلاً، بينهم 21 شخصاً في محافظة حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي، سانا)
اليابان تغلق سفارتها في سوريا لأسباب أمنية
أ. ف. ب.
طوكيو: أغلقت اليابان سفارتها في سوريا الاربعاء بسبب تهديدات امنية لموظفيها في وقت تشهد فيه البلاد حركة احتجاج لا سابق لها ضد الرئيس السوري بشار الاسد. وقالت وزارة الخارجية اليابانية في بيان “لقد قررنا اغلاق السفارة اليابانية في سوريا موقتا اعتبارا من اليوم بسبب تدهور الظروف الامنية في سوريا بما يشمل العاصمة دمشق”.
واوضحت الوزارة ان نشاطها الدبلوماسي مع سوريا سيتواصل عبر سفارتها في عمان بالاردن. وكانت السفارة اليابانية في دمشق تعمل اساسا بعدد موظفين مخفض منذ عدة اسابيع. واضافت وزارة الخارجية ان اليابان لا تزال تنصح رسميا رعاياها بعدم السفر الى سوريا.
وتشهد سوريا انتفاضة شعبية منذ سنة يتم قمعها بالقوة. واوقعت اعمال العنف اكثر من تسعة الاف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقد اغلقت عدة دول سفاراتها في دمشق او علقت انشطتها وبينها الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وهولندا وسويسرا ودول مجلس التعاون الخليجي.
أسماء الأسد تدلع زوجها بلقب “البطة”
عبدالاله مجيد
لندن: لعل الرئيس السوري بشار الأسد نال صيتًا سيئًا باستخدامه القوة الغاشمة في التعامل مع خصومه ولكن زوجته المولودة في بريطانيا اسماء تدلعه بلقب “البطة”، كما تكشف رسائل الكترونية مسربة.
واستخدمت أسماء الأسد لقب “البطة” في بعض رسائلها الى بشار على بريده الالكتروني. ففي 18 كانون الثاني/يناير يوم كانت الولايات المتحدة تحشد المجتمع الدولي لتشديد الضغط على الأسد، وجد الرئيس السوري بطاقة الكترونية في بريده بعنوان “الى بطتي” بحرف بارز والتوقيع “بطتُك”.
وكانت اسماء الأسد تمطر زوجها الرئيس بسيل من الرسائل الرومانسية والعاطفية والايحائية، على حد وصف صحيفة الديلي تلغراف. وتتضمن رسائل أخرى قصائد حب مقفاة بالانكليزية تقول في احد ابياتها “لماذا أُحبك؟ أُفكر وابتسم، لأني أعرف ان القائمة تطول اميال بعدك”.
وفي اوائل شباط/فبراير حين كانت دباباته تقصف مواقع المعارضة في حمص، بعث الأسد الى زوجته كلمات أغنية للمغني الاميركي بليك سكلتون يقول فيها “الله وهبك لي”. وتختم الأغنية بمقطع يقول “الشخص الذي أناه مؤخرا/ ليس من أُريد ان اكون/ ولكن ابقِ هنا بجانبي/شاهدي مرور العاصفة.
وجرى تداول 3000 رسالة الكترونية بين بشار واسماء الأسد ومستشاريهما وافراد عائلتيهما على نطاق واسع على الانترنت واستثمرها الناشطون الذين يعملون على اسقاط النظام السوري الى حدود قصوى.
وأصبحت مواقع المعارضة وصفحات فايسبوك تعج بالنكات على الرئيس السوري. وجرى تحوير صورة فوتوغرافية بحيث يظهر فيها موالون للنظام راكعين يقبلون بطة.
ويمتلئ بريد بشار الأسد، كما يتضح من الرسائل المسربة، بنصوص عاطفية واحيانا غريبة بعثت بها معجبات. وتسميه احدى هؤلاء المعجبات “باري وايت”، المغني الاميركي الراحل الذي كان يسمي نفسه “إله الحب”.
وأرسلت ابنة دبلوماسي سوري صورة كارتونية يظهر فيها جمل بلباس “عبيد” وحول عنقه كرباج اسود وعيناه يغطيهما قناع اسود ويرتدي جزمة جلدية سوداء ذات كعب عال!
“جبهة النصرة” الإسلاميّة تتبنى انفجاري دمشق الاحد
أ. ف. ب.
بيروت: تبنت مجموعة اسلامية تطلق على نفسها اسم “جبهة النصرة” في شريط فيديو نشر على مواقع الكترونية اسلامية الاربعاء مسؤولية الانفجارين اللذين استهدفا السبت الماضي مركزين امنيين في دمشق.
وجاء في بيان التبني “قام – بحمد الله وفضله وكرمه – جنود جبهة النصرة – أعزها الله – بسلسلة من العمليات العسكرية في عدة محافظات ضد أوكار النظام. وكان أبرزها فرع الأمن الجوي وادارة الأمن الجنائي في دمشق”.
واشار الى ان العملية جاءت ردا على “استمرار النظام في قصفه للاحياء السكنية في حمص وادلب وحماة ودرعا وغيرها. وقد صدقناه وعدنا بأن نرد عليه القصف بالنسف”. واضاف البيان “نود ان نحيط النظام علما بأن ردنا على جرائمه في كرم الزيتون من قتل للعوائل بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم، وكذلك اغتصابه للنساء، سيكون لاحقا”.
كما توجه الى النظام مطالبا اياه “بوقف مجازره ضد أهل السنة والا فإنما عليك إثم النصيريين (العلويين)”. واستهدف انفجاران السبت ادارة الامن الجنائي وادارة المخابرات الجوية في دمشق، ما تسبب بمقتل 27 شخصا واصابة 140 آخرين بجروح، بحسب السلطات.
وكانت المجموعة نفسها تبنت في شريط فيديو نشر على مواقع الكترونية اسلامية في نهاية شباط/فبراير مسؤولية الانفجار الذي وقع في السادس من كانون الثاني/يناير في دمشق وادى الى مقتل 26 شخصا معظمهم من المدنيين.
هذا ووقعت اشتباكات عنيفة فجر اليوم الاربعاء في مدينة حرستا في ريف دمشق بين القوات النظامية وعناصر منشقين، بحسب ما افادت مصادر متطابقة.
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ريف دمشق مرتضى رشيد لوكالة فرانس برس “وقعت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر منشقين قرابة الساعة الثانية فجرا (0,00 تغ) عند مدخل مدينة حرستا، اعقبها دخول القوات النظامية الى المدينة”.
واضاف في اتصال عبر سكايب “انسحب مقاتلو الجيش الحر الى المزارع خارج حرستا”. واوضح رشيد “ان القوات النظامية كانت تقوم امس بعمليات في منطقة دوما، ووقع في صفوفها عدد من الانشقاقات ودخل العناصر المنشقون الى حرستا”.
واشار الى ان “عناصر من المخابرات الجوية تدخلوا في الاشتباكات بحكم قرب مقر هذا الجهاز من المكان”. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان وقوع الاشتباكات، مشيرا الى “عدم ورود أي معلومات حتى اللحظة عن سقوط اصابات”، والى “هدوء حذر يخيم على المدينة” هذا الصباح.
وشهدت احياء المزة والقابون وبرزة في دمشق في اليومين الماضيين اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين. ويقع المزة في وسط دمشق، بينما القابون وبرزة فيهما بساتين وهما متاخمان للريف الذي يشهد تزايدا في حركة الانشقاق منذ فترة.
وقتل وجرح عدد من المدنيين وعناصر من قوات حفظ النظام اثر تفجير “انتحاري” استهدف مساء الثلاثاء قوات لحفظ النظام في ريف درعا (جنوب)، بحسب ما نقلت وكالة سانا السورية الرسمية.
وقالت الوكالة “فجر إرهابي انتحاري مساء أمس سيارة مفخخة بقوات حفظ النظام قرب مفرق الجيزة طريق بصرى المسيفرة بريف درعا ما أدى لاستشهاد عدد من قوات حفظ النظام والمدنيين وجرح آخرين”. واشارت الوكالة الى ان التفجير “أدى إلى تصدع وتضرر بعض الأبنية المحيطة وحدوث حفرة بقطر نحو مترين بمكان الانفجار”.
إلى ذلك، سارت تظاهرات عدة ليل الثلاثاء الاربعاء لا سيما في دمشق وحلب للمطالبة باسقاط النظام، بحسب ما افاد ناشطون. وهتفت تظاهرة طلابية سارت في حي الزاهرة الجديدة في العاصمة قرب جامع ابو ايوب الانصاري “سوريا بدا حرية، سوريا بدا حرية”. ثم قال المتظاهرون “يا للعار يا للعار عالشب القاعد بالدار”، في محاولة لحث المزيد من الناس على الانضمام اليهم.
كما هتف متظاهرون في حارة المغاربة في السويقة “اللي ما بيشارك ما في ناموس”. وسار هؤلاء وهم يحملون علما طويلا لسوريا بعد الاستقلال وقبل حزب البعث امتد على امتار عدة. وكانوا يهتفون وهم يتقدمون بين المحلات التجارية التي كانت لا تزال مفتوحة، بحسب ما ظهر في الشريط، “سوريا للثوار غصب عنك يا بشار”، و”بالحق بالدين بدنا المعتقلين”.
وفي حي العسالي في دمشق، عمد بضعة اشخاص الى احراق اطارات قال المعلق على الشريط انهم قطعوا بها “الطريق العام في الحي نصرة للمدن المحاصرة والمنكوبة”. وتم تصوير كل التظاهرات من الخلف، في حين غطى معظم المشاركين رؤوسهم حتى لا يتم التعرف عليهم.
في مدينة حلب، بدت الظاهرات أكثر عددًا. وسارت تظاهرة في حي سيف الدولة هتف خلالها المشاركون “الجيش يريد اسقاط النظام”. ورفعت خلال التظاهرة لافتة كتب عليها “حرية، حرية، حرية”، واخرى تتوجه الى الرئيس السوري بشار الاسد “سنرميك في نفس المزبلة التي رمينا فيها خوفنا”.
وسمع خلال التظاهرة اطلاق عيارات نارية عدة، الا ان التظاهرة تابعت طريقها. وسارت تظاهرة اخرى في حي السكري في حلب طالبت بتسليح الجيش السوري الحر. كما سجلت تظاهرة مسائية في البشيرية في جسر الشغور في محافظة ادلب (شمال غرب).
الانتفاضة السورية لم تنجح بعد عام في تخفيف قبضة الأسد
في ظل توقعات ترجّح استمرار نزيف الدم على المدى البعيد
أشرف أبو جلالة
اعترف مسؤولون شرق أوسطيون بأنهم قللوا من شأن الرئيس بشار الأسد، الذي مازال في السلطة، ويلتزم موقفاً هجومياً بعد مرور عام على التظاهرات المناوئة لنظام حكمه. وأشاروا إلى أنه ومع استمرار تلقي الدعم من روسيا والصين، تمكن الأسد من التشبث بالسلطة على مدار أعوام.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: نقلت اليوم صحيفة واشنطن تايمز الأميركية عن فواز جرجس، مدير مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، قوله: “على عكس الأزمة في ليبيا، عملت عوامل متغيّرة على الصعيدين الإقليمي والدولي على تعقيد وتفاقم الوضع في سوريا، وهذا هو السر وراء بقاء الأسد في الحكم بعد مرور عام على بدء التظاهرات الشعبية المطالبة برحيله”.
وتابع جرجس حديثه بالقول: “لقد قللنا من شأن البقاء في السلطة والقوة التي يحظى بها نظام الأسد”. فيما لفتت الصحيفة إلى أن الأحياء التي تحولت إلى معاقل لجماعات المعارضة سرعان ما تم تدميرها. وأفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 8000 شخص قد قتلوا جراء الحملة القمعية الوحشية التي وقعت على مدار العام الماضي.
مع هذا، لا يزال يتدفق الآلاف من السوريين إلى الشوارع في كل أنحاء البلاد احتجاجاً على استمرار بقاء الأسد، كما قاد اندلاع المزيد من أعمال العنف في المنطقة إلى تخوف المحللين من أن يتحول الصراع إلى حرب أهلية طائفية شاملة أو حتى إلى حرب عصابات.
وقد اندلعت اشتباكات مميتة يوم أمس الاثنين في أحد أحياء العاصمة، دمشق، في الوقت الذي تتصاعد فيه الجهود الدولية الرامية إلى بدء مبادرة خاصة بإقامة هدنة إنسانية، وإتاحة الفرصة أمام المراقبين كي ينتشروا في أنحاء البلاد كافة. وهو التوجّه الذي انضمت إليه روسيا أخيرًا، بعد مطالبتها ببدء الهدنة في المدن المتضررة.
في غضون ذلك، شنّت قوات الأمن السورية هجمات عدة في العديد من المناطق، وفقاً لما ذكره ناشطون في صفوف المعارضة. وعن موقف الصين وروسيا إزاء تطورات الأوضاع في سوريا، نقلت واشنطن تايمز عن روزماري هوليس، أستاذة دراسات سياسات الشرق الأوسط في جامعة سيتي في لندن، قولها: “لم تعد سوريا إلى حد بعيد حليفتهما الأقوى في المنطقة. وبدا من الواضح تماماً أنهما لا يحبان فكرة أنه على أساس المسؤولية الملقاة على كاهلهما لحماية الشعب أو الفظاعات الإنسانية، فإن بمقدور الحكومات الغربية أن تمضي وتغير الأنظمة أو تدخل وتساعد المواطنين على الإطاحة بحكوماتهم. فهذا أمر لا يمكنهما تحمّله من حيث المبدأ”.
وأردفت الصحيفة بنقلها عن محللين قولهم إن موسكو قلقة من أن تحظى السلطة التي حصل عليها الإسلاميون في الشرق الأوسط بأصداء داخل مجتمعات روسيا المسلمة.
وقال بول سالم، مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: “أظن أن روسيا ستلتزم بموقفها على المدى القريب، وخاصة أن النظام السوري نجح نسبياً وأحرز نجاحين. مع هذا، فإنه وإن سارت الأوضاع في سوريا نحو الأسوأ واتسع نطاق المجازر على نحو أكبر، وإذا بدا أن النظام يتدهور ويتراجع، فإن روسيا لن تقف إلى جوارهم حتى النهاية”.
ورغم تأكيد الكثير من المحللين أن أيام الأسد في الحكم باتت معدودة، في وقت تزداد فيه وضعية الاقتصاد سوءًا، مع استمرار فرض العقوبات من جانب الحكومات الغربية، أشار آخرون إلى أن النظام أبلى بلاءً حسناً مقارنةً بالحكومات التي أطاحت بها ثورات الربيع العربي، مثلما حدث في مصر وليبيا وتونس.
وأكد هذا الفريق من المحللين أن الأسد لا يتطلع في الوقت الراهن إلى البحث عن إستراتيجية للخروج من السلطة. هنا، عاود سالم للقول: “بإمكان الأسد أن يذهب إلى العديد من الأماكن – كالدوحة، وإيران، وروسيا، وقد تعرض عليه دول أخرى إمكانية الذهاب إليها – لكن هذا ليس ما يحدث على أرض الواقع. فالنظام يحارب من أجل تحقيق النصر، ولم يتعرّض للهزيمة حتى الآن. صحيح أنه فقد السيطرة على مناطق عدة، لكنه وبالمقارنة بباقي الأنظمة في المنطقة، فإنه أبلى بلاءً حسناً بشكل ملحوظ للغاية.
ويشعر مسؤولو النظام بأن بمقدورهم الخروج من تلك الورطة، وأن ينتصروا بشكل أو بآخر في نهاية المطاف”. فيما أشار محللون آخرون إلى وجود بعض الانشقاقات من جانب بعض الرُتب الكبرى للانضمام إلى صفوف المعارضة، التي بدأت تسلّح نفسها، وهو ما جعل الكثير من المحللين يؤكدون أن الأسد سيتعيّن عليه الرحيل في النهاية.
لافروف: الأسد أخطأ كثيرا.. وواشنطن: رسائله مثيرة للاشمئزاز
التوتر مستمر في دمشق.. وعشرات القتلى * مشروع بيان رئاسي في مجلس الأمن يمهل الأسد 7 أيام لتنفيذ مقترحات أنان
موسكو: سامي عمارة واشنطن: هبة القدسي بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس: إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب «أخطاء كثيرة جدا فاقمت الأزمة في البلاد»، في أقوى انتقاد توجهه موسكو للأسد, لكنه جدد التأكيد على أنه ينبغي ألا يكون تنحيه شرطا مسبقا لحل الأزمة. وقال لافروف «نعتقد أن القيادة السورية ردت بشكل خاطئ على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها؛ وترتكب أخطاء كثيرة جدا». وأضاف أن «مسألة من سيقود سوريا في فترة انتقالية لا يمكن تقريرها إلا من خلال حوار يشمل الحكومة والمعارضة»، وأن «مطالبة الأسد بالتنحي كشرط لمثل هذا الحوار غير واقعية». كما أعلن لافروف عن عقد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما في أعقاب تنصيب بوتين رئيسا في السابع من شهر مايو (أيار) المقبل.
من جهة أخرى، يبحث مجلس الأمن الدولي مشروع بيان رئاسي يمهل النظام السوري 7 أيام لتنفيذ اقتراحات كوفي أنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية. وتوسعت الاشتباكات في دمشق، أمس, وانتقلت من حي المزة الى القابون وبرزة. وحسب مصادر المعارضة فإن عدد القتلى في انحاء سوريا يتراوح ما بين 30 و50.
«الجيش الحر» يعلن الانسحاب من دير الزور لـ«تفادي وقوع مجزرة»
ناشطون يتحدثون عن حملة مداهمات واعتقالات في المدينة
بيروت: بولا أسطيح
أكدت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر أن عناصره انسحبت من مدينة دير الزور، بعد نحو 3 أيام من السيطرة على أجزاء كبيرة من المنطقة، وذلك لافتقاره إلى سبل وعناصر مواجهة قوات النظام، التي تمكنت بعد هجوم شنته على المدينة الواقعة شرق سوريا بالمدرعات على مدى يومين من إعادة السيطرة على الأحياء الرئيسية في المدينة.
وقال بيان لاتحاد «اللجان الثورية» في دير الزور «إن الدبابات دخلت الأحياء السكنية ولا سيما في المناطق الجنوبية الشرقية من دير الزور، وإن الجيش السوري الحر انسحب لتفادي وقوع مجزرة بين المدنيين».
بدورها، قالت مصادر «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»، إن عملية الانسحاب من دير الزور «عملية تكتيكية، لأن عناصر (الجيش الحر) يفرون من مواقع ليتحصنوا في مكان آخر»، مشددة على أن «هذه العمليات تندرج في إطار حرب العصابات التي يعتمدها (الجيش الحر)». وأضافت: «هذا لا يعني أن لدينا قدرة على مواجهة قوات النظام بالإمكانيات الضئيلة التي بحوزتنا، وبالتالي هذا لا يعني أيضا أننا لم ننسحب تفاديا لوقوع مجزرة بحق المدنيين».
ومن داخل دير زور، تحدث الناشط الحسن الداري لـ«الشرق الأوسط» عن «انسحاب تكتيكي نفذه (الجيش الحر) بعدما كان يؤمن الحماية لأهالي المنطقة»، مشيرا إلى أن عناصر «السوري الحر» كانوا يتمركزون في مناطق الحميدية، ودوار غسان عبود والشيخ ياسين بعد أن سيطروا عليها منذ 3 أيام. وقال: «هذه المناطق من دون كهرباء واتصالات منذ أن سيطر عليها (السوري الحر)؛ الذي اضطر للانسحاب نتيجة القصف العنيف الذي طال منازل المدنيين الآمنين عشوائيا»، متحدثا عن «حملة اعتقالات ومداهمات طالت المناطق بعد انسحاب (الجيش الحر) تزامنا مع نشر قناصة على معظم أسطح المباني في المدينة».
وأوضح الداري أن قوات الأمن تنتشل جثث القتلى من الشوارع والمنازل، مما يصعّب عملية إحصائهم.. مؤكدا أن ذلك لا يؤثر إطلاقا على خروج المظاهرات وبالآلاف في المدينة.
وقد ساهمت مدينة دير الزور، وفق ناشطين معارضين، في أغسطس (آب) الماضي، في إنقاذ انتفاضة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد من التمركز الجغرافي، فبعد أن انتقلت الاحتجاجات من درعا مهد الثورة السورية، إلى الساحل السوري، وتحديدا إلى بانياس واللاذقية، نزل أهالي دير الزور (شرق البلاد) في مظاهرات حاشدة تنادي بإسقاط النظام وتطالب بالحرية والديمقراطية.
وتعتبر مدينة دير الزور امتدادا طبيعيا لبلاد الشام، وهي واحدة من أبرز المدن السياحية في سوريا، وتقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات على مسافة 450 كلم شمال شرقي دمشق و320 كلم جنوب شرقي حلب.
وتعد محافظة دير الزور ثاني كبرى المحافظات السورية مساحة بعد محافظة حمص، أي ما يشكل 17.9 في المائة من مساحة البلاد. وتعتبر حقول النفط في بادية دير الزور الوحيدة في سوريا ومن أهم حقول إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي في الشرق الأوسط.
إعلان ولادة «كتيبة شهداء العاصمة» يدل على وصول المعركة إلى قلب دمشق
العواك لـ «الشرق الأوسط»: نقلنا المعركة إلى معقل النظام
بيروت: يوسف دياب
يوما بعد يوم يعلن «الجيش السوري الحر» عن تشكيل كتيبة جديدة يطلق عليها اسما له رمزيته في معركته المفتوحة مع الجيش النظامي وقوات الأمن السورية على اختلافها، وكان آخرها إعلان ولادة «كتيبة شهداء العاصمة» (دمشق) التي نفذت عمليات في مناطق داخل العاصمة، لا سيما عملية المزة أول من أمس.
وأعلن مسؤول العمليات والتنسيق في «تجمع الضباط الأحرار» العميد المنشق حسام العواك، أن «العاصمة السورية بات فيها أكثر من كتيبة لديها مهمات محددة، تبدأ بحماية المتظاهرين المدنيين كهدف أساسي، ومن ثم القيام بعمليات أمنية موجعة تزعزع أركان النظام». وأكد العواك لـ«الشرق الأوسط» أن «عمليات كتائب العاصمة كثيرة ومتعددة، تشمل استهداف كل المراكز الأمنية، وأسر ضباط من الأمن السوري في مراكز حيوية وفعالة، لاستبدالهم بأسرى من الشعب السوري وضباط اعتقلهم النظام داخل قطاعاتهم العسكرية بعد أن يشتبه بتعاطفهم مع الثوار، ومخالفتهم الأوامر التي تعطى لهم لقتل المدنيين».
وقال «إن أفراد كتائب شهداء العاصمة، موزعون على مراكز سرية في قلب دمشق، بحيث ينطلقون لتنفيذ عملياتهم ثم يختفون بعدها، وسوف نقوم بعمليات نوعية في الأيام المقبلة ولن نكشف عنها حفاظا على نجاحها». وأضاف «لقد شكلت هذه الكتائب من ضباط مسرّحين من الجيش النظامي بشكل تعسفي، بعد أن أعيدوا إلى الخدمة في صفوف الجيش الحر، وبدأوا يقودون العمليات مع إخوانهم الثوار وجميعهم من أبناء دمشق والمناطق القريبة منها».
وكشف العواك أن «العمليات التي نفذتها الكتائب هي عملية المزة النوعية (أول من أمس) التي استهدفت فرع الأمن السياسي وكان هدفها أسر قيادات من النظام، واستهداف مقر المخابرات الجوية في حرستا، ومهاجمة دوريات حفظ النظام والحواجز الأمنية على مداخل دمشق، واستهداف مستودعات تسليح 104 في صيدنايا، واستهداف تجمعات كتائب الأسد في محيط دمشق، وسوف تكون هناك عمليات نوعية تضرب كل القوات النظامية التي تتعرض للمدنيين بالأذى»، مشيرا إلى أن «نقل المعركة من الأرياف ومناطق الأطراف إلى عقر دار النظام في قلب دمشق جعلت الأسد يعيش حالة خوف، ويغير مكان وجوده باستمرار لشعوره أن الجيش الحر والثوار اقتربوا من الانقضاض على قصر المهاجرين».
وأعلن العواك أن «كتائب الجيش الحر نجحت في أسر عدد من ضباط الأمن السوريين والخبراء الإيرانيين في عدد من المناطق، ولدينا خبراء إيرانيون تحت سيطرتنا داخل الأراضي السورية وهم في مكان آمن، وسنفاوض عليهم لاستبدالهم بأسرانا». وقال: «لقد تلقينا تأكيدات روسية عن طريق وسيط، بأن السفن الروسية التي وصلت أمس (أول من أمس) إلى طرطوس، هي عبارة عن قاعدة كومندوس ستكون مهمتها إجلاء الخبراء الروس الموجودين في دمشق وبعض المطارات؛ لا سيما مطار المزة ومصانع الصواريخ في حال سقوط النظام فجأة، وتلقينا تعهدات بأن هذه القوة الروسية لن تستهدف الشعب السوري على الإطلاق».. وتابع «هناك مبنى في منطقة القصور في دمشق يقطنه بالكامل خبراء روس لن نستهدفهم، إلا إذا ثبت لنا أنهم يساعدون قوات بشار الأسد على قمع وقتل شعبنا وعندها لن نوفرهم».
وردا على سؤال عن سبب تسمية كتيبة باسم (رئيس حكومة لبنان الراحل) «الشهيد رفيق الحريري»، وأخرى باسم (الزعيم الدرزي الراحل) «الشهيد كمال جنبلاط»، أجاب العواك «السبب يعود أولا إلى أن هذين الشهيدين قتلا على يد النظام السوري، وثانيا وفاء منا لتيار «المستقبل» وكل قوى «14 آذار» في لبنان، ووقوفهم إلى جانب الشعب السوري في محنته، وتقديرا للمواقف الجريئة والمتميزة للنائب وليد جنبلاط منذ انطلاقة الثورة السورية».
توسع الاشتباكات في دمشق وحرستا.. وحمص تحت القصف
«السوري الحر» يفرج عن عميد في دوما مقابل تسليم عدد من المدنيين
بيروت: بولا أسطيح
توسعت الاشتباكات في العاصمة دمشق لتنتقل بعد حي المزة إلى حيي القابون وبرزة، في وقت استمر فيه القصف عنيفا على أحياء حمص، موديا بحياة العشرات في المدينة التي تحاصرها – بحسب ناشطين – أرتال من الدبابات تدكها بالقذائف بالتزامن مع تحليق طائرات حربية في سمائها.
وبينما ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن اشتباكات وقعت فجر يوم أمس في حيي القابون وبرزة في دمشق، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن مواجهات في حي برزة في دمشق بين قوات النظام والجيش الحر بعد 24 ساعة من مواجهات المزة، مع سماع أصوات إطلاق رصاص كثيف في شارعي بغداد والمزرعة من جهة ساحة عرنوس بقلب العاصمة السورية.
ووزّع مجلس قيادة الثورة في دمشق شريطا مصورا لإطلاق نار ومواجهات قال إنها وقعت ليل الاثنين الثلاثاء في حي برزة في دمشق.. وأفادت شبكة «شام» الإخبارية عن سقوط ثلاثة قتلى في إطلاق نار عشوائي على المنازل من قبل قوات النظام في الحي عينه.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن طائرات مروحية من سلاح الجو السوري تقوم بحملة تمشيط في منطقة البساتين حول حرستا (ريف دمشق) بحثا عن عناصر من الجيش السوري الحر. وتحدث ناشطون بأن اشتباكات جرت حرستا بين الجيش الحر وجيش النظام، حيث سُمعت أصوات الرشاشات الثقيلة، وأصوات من مضاد للطيران المخابرات الجوية. كما شهدت حرستا من الداخل أيضا إطلاق نار كثيفا وانفجارات منطقتي السيل والكوع.
وقامت قوات الأمن، بحسب الناشطين، بحملة اعتقالات في صفوف المصلين بعد صلاة العصر خاصة في مسجد الواوي منطقة السعدية بحرستا. كما قامت قوات الأمن بحصار محكم على مزارع بحرستا.
وفي تطور لافت، أكدت مصادر الجيش السوري الحر المعلومات التي تحدثت عن اتفاق تم بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر يتضمن مبادلة العميد الركن نعيم خليل عودة، الذي تم أسره في دوما الأسبوع الماضي، مقابل إطلاق سراح عدد من السجناء و14 جثة. وقالت مصادر «السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المفاوضات وغيرها هي مفاوضات مسلحة، إذ تتم بين الجيشين على المناطق التي نسيطر عليها ويكون الطرفان خلالها مسلحين».
ميدانيا، وبالتحديد في مدينة حمص، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقتل 13 شخصا جراء القصف العنيف الذي يستهدف أحياء المدينة. وفي هذا الإطار، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «عائلة مكونة من رجل وزوجته وطفلتهما قتلوا بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء إثر سقوط قذيفة على منزلهم في مدينة الرستن». ووزع ناشطون على موقع «يوتيوب» شريط فيديو للعائلة وقد بدا الثلاثة مشوهين، وشرح شخص في الشريط أن القصف الذي المدفعي كان متواصلا ليلا على المدينة المحاصرة من قبل قوات النظام أدى لمقتل كل أفراد العائلة.
وأوضحت الهيئة العامة للثورة أن القصف على أحياء الخالدية والبياضة وباب السباع لم يتوقف، وأن الأهالي يحاولون النزوح منها إلى مناطق آمنة. وقال وليد الفارس، عضو مجلس الثورة السورية، إن أربعة قتلى على الأقل سقطوا في حي الخالدية نتيجة للقصف العنيف للحي منذ فجر يوم أمس الثلاثاء بقذائف الهاون، لافتا إلى أن سحب الدخان تغطي سماء الحي بسبب تهديم منازل في الحي وإحراق السيارات والمحال التجارية.
وإذ أكّد الفارس عدم وجود اشتباكات بين الجيش الحر والجيش السوري في الحي الذي يقصف عن بعد، أوضح أن نحو أربعين دبابة تحاصر مدينة حمص القديمة وتدكها بالقذائف وتحدث أيضا عن سماع هدير طائرات حربية تحلق في سماء مدينة حمص.
وبينما أقرّ ناشطون معارضون بأن مقاتلي الجيش السوري الحر انسحبوا من مدينة دير الزور بشرقي سوريا بعد هجوم شنته القوات السورية بالمدرعات على مدى يومين لاستعادة السيطرة على الأحياء الرئيسية بالمدينة، ذكرت «لجان التنسيق المحلية» أن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا في حماه بينهم خمسة من عناصر الجيش الحر سقطوا بقصف واشتباكات موضحة أن الأمن يطوق حي الحميدية في المدينة بأكثر من مائة آلية عسكرية من جهاته الأربع ويقصفه بقذائف المورتر والمدافع الآلية الثقيلة. وقالت الهيئة العامة للثورة بأن قصفا شديدا يستهدف أحياء الحميدية والشرقية والقصور في حماه مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
بدورها، أفادت مصادر المعارضة السورية بأن الدبابات قصفت مناطق رئيسية في مدينة حماه يوم أمس الثلاثاء في محاولة لطرد مقاتلي «الجيش السوري الحر» الذين استأنفوا العمليات في المدينة بعد عدة هجمات شنها الجيش لإخضاع سكانها. وأضافت المصادر أن القصف بقذائف الهاون والمدافع الآلية الثقيلة تركز على حي الحميدية الواقع في وسط حماه، والذي استهدفته الغارات التي شُنت خلال الليل لاعتقال المعارضين الذين لجأوا إلى هناك، بالإضافة إلى حي باب قبلي في القطاع الغربي من المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن رجلا قتل إثر إصابته في إطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية في مدينة القورية في محافظة دير الزور، فيما قُتل جندي من الجيش النظامي في هجوم نفذته مجموعة مسلحة منشقة على حاجز المشفى في مدينة جاسم في درعا.
وفي إدلب، تحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن أن جيش النظام اقتحم مشفى ميدانيا في إدلب وقتل ثلاثة من الطاقم الطبي ليرتفع عدد قتلى سوريا من الأطباء والممرضين إلى أربعين.
من جهتهم قال ناجون من إدلب وصلوا إلى تركيا إن دبابات النظام داست على جثث القتلى، وقال مجيد وعمره 25 عاما في تصريح لصحيفة «التايمز» إنه مع مجموعة تمكنوا من الفرار ولكن لم يتمكنوا من مساعدة رفقائهم الذين سقطوا جرحى لأنهم كانوا يمتلكون فقط بنادق كلاشينكوف مقابل قوات الأسد الذين أتوا على دبابات. وروى مجيد الذي كان في أحد مخيمات اللاجئين في تركيا ما رآه عن قرب وكيف قام الجنود بسحب جثث القتلى وصفوهم على الطريق في صف واحد ثم داسوا عليهم بعرباتهم ودباباتهم.
لافروف: القيادة السورية ارتكبت أخطاء كثيرة.. وتنحي الأسد يجب ألا يكون شرطا مسبقا
أكد عدم وجود قوات روسية في طرطوس.. وحذر من مهاجمة إيران
موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»
نفى سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية ما يقال حول أن موسكو تغير مواقفها تجاه الأوضاع في سوريا، مؤكدا أنه لا مجال للحديث عن أي تغيير في المواقف الروسية تجاه هذه القضية.. ورغم قوله أمس إن القيادة السورية ارتكبت «أخطاء كثيرة جدا فاقمت الأزمة في البلاد»، لكنه جدد التأكيد على أنه ينبغي ألا يكون تنحي الرئيس بشار الأسد شرطا مسبقا لحل الأزمة.. كما حذر من أن إيران لن يكون أمامها من خيار سوى إنتاج أسلحة نووية، في حال تعرضها لهجوم سواء من الولايات المتحدة أو إسرائيل بسبب برنامجها النووي. وقال لافروف لإذاعة «كومرسانت إف إم» الروسية: «نعتقد أن القيادة السورية ردت بشكل خاطئ على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها؛ وترتكب أخطاء كثيرة جدا»، وأضاف أن «مسألة من سيقود سوريا في فترة انتقالية لا يمكن تقريرها إلا من خلال حوار يشمل الحكومة والمعارضة»، وأن «مطالبة الأسد بالتنحي كشرط لمثل هذا الحوار غير واقعية».
ومن جهة أخرى، قال لافروف، في ختام مباحثاته مع نظيره اللبناني عدنان منصور أمس: «إنني أقترح مقارنة البيانات والتصريحات التي أدلينا بها في بداية الأزمة السورية والآن، بما في ذلك المبادئ الخمسة التي توصلنا إليها خلال زيارتي لمقر الجامعة العربية في القاهرة»، مشيرا إلى أن الجانبين الروسي واللبناني يدعوان إلى سرعة التوصل إلى تسوية الأوضاع في سوريا على أساس هذه المبادئ الخمسة المتفق عليها بين روسيا والجامعة العربية في العاشر من مارس (آذار) الجاري.
ودعا لافروف إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الحيلولة دون تسلل المقاتلين وتهريب الأسلحة عبر الحدود المشتركة، وذكر أن تهريب الأسلحة إلى سوريا يجري عبر حدودها مع لبنان والأردن والعراق بل وأيضا من ليبيا.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية اللبناني اتفاقه مع نظيره الروسي تجاه السبل اللازمة لتسوية الأوضاع في سوريا، مشيرا إلى ضرورة سرعة وقف العنف من جانب كل الأطراف والحيلولة دون التدخل العسكري، وما وصفه بـ«التدخل الأجنبي السلبي» واعتماد الحوار سبيلا للتوصل إلى الحلول المنشودة.
وقال منصور إن «القوات اللبنانية استطاعت في الفترة الأخيرة ضبط الحدود مع سوريا ومنع التهريب، وقد تسنى إلقاء القبض على أفراد قاموا بذلك وتجري الآن محاكمتهم»، معترفا في نفس الوقت بأنه لا توجد دولة في العالم تستطيع ضبط حدودها بالكامل.
وحول مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا أعرب لافروف عن استعداد بلاده لدعم هذه المهمة، ليس فقط من خلال بيان، بل وفي صورة قرار من جانب مجلس الأمن شريطة الإعلان عن ماهية المقترحات التي قدمها إلى القيادة السورية، وألا يتم ذلك في صورة إنذار مع ضرورة أن يقرها مجلس الأمن الدولي باعتبارها أساسا للتسوية في سوريا.
كما أعلن لافروف عن عقد لقاء بين الرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي باراك أوباما، في أعقاب تنصيب بوتين رئيسا في السابع من شهر مايو (أيار) المقبل. وقال لافروف إن «أوباما أجرى اتصالا مع بوتين، وناقشا في المقام الأول مجمل العلاقات الروسية – الأميركية.. وتم التوصل إلى اتفاق على عقد اجتماع مباشر بينهما بُعيد تنصيب الرئيس الروسي»، ولكن لافروف لم يوضح موعدا دقيقا للاجتماع أو مكان انعقاده، فيما ذكرت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية أن الاتصال التليفوني بين أوباما وبوتين جرى في 10 مارس (آذار) الحالي. وانتقد لافروف سحب جميع سفراء دول الخليج العربي والعقوبات الجديدة من جانب الاتحاد الأوروبي، وقال: إن ذلك شأن العمليات الإرهابية التي وقعت في دمشق وحلب ومدن أخرى وما تروجه وسائل الإعلام حول وجود سفن حربية روسية مزعومة في الموانئ السورية لا يساعد على نجاح مهمة كوفي أنان في دمشق.
ونفى لافروف ما قيل حول وجود سفن روسية في ميناء طرطوس تحمل على متنها وحدات مكافحة الإرهاب، وقال: «ما يقال حول وجود سفن حربية روسية في ميناء طرطوس السوري مجرد أساطير مزعومة.. وأنا لا أعلم الأمر الذي جعل البعض يعتقد بوجود تناقض بين بيانات قيادة الأسطول البحري الحربي ووزارة الدفاع. فقد أعلنت وزارة الدفاع رسميا أنه توجد في ميناء طرطوس ناقلة نفط لتوفير الوقود اللازم للسفن التابعة لأسطولي البحر الأسود وبحر الشمال العاملة في خليج عدن في إطار عمليات مكافحة القرصنة، والتي تشارك فيها كذلك سفن الاتحاد الأوروبي والناتو».
وقال تفسيرا لما قيل حول وجود وحدات لمكافحة الإرهاب على متن هذه السفن: «توجد وحدة حراسة وتأمين على متن هذه الناقلة وكذلك أي سفينة إسناد مدنية تشارك في عملية مكافحة القرصنة. وإذا ما وقع هجوم القراصنة على سفينة غير حربية فإن رجال الحماية يتولون مهمة الحيلولة دون الاستيلاء على السفينة. وهذا كله منشور وبشكل لا يثير أي شك على موقع وزارة الدفاع». وحول الأوضاع في الشرق الأوسط قال لافروف بضرورة ألا تصرف أحداث الربيع العربي الأنظار عن القضية الفلسطينية والنزاع العربي – الإسرائيلي، مؤكدا أهمية اجتماع الرباعية الدولية المرتقب في أبريل (نيسان) المقبل، ووجوب العمل من أجل استئناف المباحثات الفلسطينية – الإسرائيلية سعيا نحو التسوية السلمية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس قرارات الشرعية الدولية.
من جهة أخرى، قال لافروف لإذاعة «كوميرسانت»: إن «مسؤولين من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وغيرهم من المسؤولين يقرون بأنه ليست لديهم أي معلومات الآن بأن القيادة الإيرانية اتخذت قرارا سياسيا بإنتاج أسلحة نووية»، مضيفا: «ولكنني شبه متأكد من أنه سيتم اتخاذ مثل هذا القرار بكل تأكيد بعد أي هجمات على إيران». وجرى بث هذه المقابلة المسجلة مسبقا بعد تأكيد المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي الثلاثاء أن بلاده مستعدة لضرب الولايات المتحدة وإسرائيل في حال مهاجمتها «بنفس مستوى هجومها». وتعتبر موسكو حليفا عسكريا وتجاريا قويا طهران، إلا أن لافروف قال: إن روسيا لا تدافع عن حليفتها ولكنها تحاول تجنب وقوع نزاع أوسع أو ربما سباق تسلح نووي في المنطقة.. كما وجه انتقادا شديدا للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على تهديده المتكرر بتدمير إسرائيل، وقال: «هذا غير مقبول بتاتا، ونحن ندينه بشدة.. وهو أمر غير متحضر ولا يليق بدولة بتاريخ إيران».
الخارجية الروسية تدعو «هيئة التنسيق الوطنية» لزيارة موسكو
خليفة: سنحاول إقناع الروس بعدم الرهان على النظام
بيروت: يوسف دياب
كشف مصدر في وزارة الخارجية الروسية عن أن «وفدا من هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة سيزور العاصمة الروسية موسكو»، وأكد المصدر لوكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية أن «وزارة الخارجية تقوم بالتفاوض عبر سفارتيها في دمشق وباريس لتحديد موعد مقبول من الفريقين لزيارة ممثلين عن الهيئة المعارضة إلى موسكو». وقال المصدر «وجهنا الدعوة إلى قيادتي المنظمة (الهيئة) في الداخل والخارج ويجري التنسيق بينهما حول عدد من المسائل، منها تشكيلة الوفد الذي سيزور موسكو ونحن على استعداد لاستقبال الجانبين»، مشيرا إلى أن «الجانب الروسي مستعد لتنظيم لقاء للمعارضة السورية، ليس في وزارة الخارجية الروسية فقط، بل وفي مجلس الدوما، وكذلك مراكز متخصصة بالأبحاث والدراسات السياسية».
في هذا الوقت أكد عضو «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة مأمون خليفة أن الهيئة «تلقت دعوة رسمية من الخارجية الروسية لزيارة موسكو، وهي (الهيئة) تريد أن تتواصل مع القوى الإقليمية والدولية بقصد التأثير عليها وشرح حقيقة الوضع في سوريا». وقال خليفة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سنحاول إقناع الطرف الروسي بأن مصلحته هي مع الشعب السوري وليس مع نظام آيل إلى الزوال»، لافتا إلى أن «موعد زيارة موسكو كان محددا منذ أشهر، لكن استعمال الفيتو الروسي في مجلس الأمن الذي وظفه النظام السوري لصالحه، وعدم ظهور الموقف الروسي كمحايد جعلنا نؤجل الزيارة، والآن ومع تطور الأوضاع الميدانية وانسداد أفق الحل، وجهت لنا الدعوة مجددا فقبلناها وسنتفق على موعد قريب جدا».
وردا على سؤال عما إذا كان الروس يعولون على إقناع هيئة التنسيق الوطنية والمعارضة السورية ككل بالانخراط بحوار داخلي والتعايش مع النظام، أجاب خليفة «ربما هذا ما تريده الحكومة الروسية، لكن مناضلي هيئة التنسيق الوطنية في موقع آخر، وسنقول للروس أنتم تراهنون على حصان خاسر وساقط، لأن الشعب السوري لن يقبل بعودة عقارب الساعة إلى الوراء». وأضاف «قد يراهن الروس على إقناعنا بالتعايش مع هذا النظام، لكن الوقائع على الأرض تقول بأن النظام غير جاد لا بالإصلاحات ولا بالسياسة ولا بالقانون ولا بقيام دولة مدنية، إنه يراوغ حتى يستكمل حكمه وتسلطه على سوريا التي حكمها على مدى خمسين عاما».
وأبدى خليفة اعتقاده بأنه «لو لم يكن ثمة شيء جديد لدى الروس، ولو لم يكونوا بحاجة إلى هذا اللقاء لما وجهوا لنا الدعوة، ونحن مستعدون للتحاور والتشاور مع كل الناس ومع كل الدول – ما عدا إسرائيل – من أجل سوريا، لكن قاعدة أي تفاوض هي بانتقال سلمي للسلطة، وأن يقتنع الجميع أن (الرئيس السوري) بشار الأسد انتهى ولا يمكن لأي طرف أن يتعايش معه». وحول فحوى زيارة وفد هيئة التنسيق للصين قبل شهرين، أوضح أن «الصينيين كانوا إيجابيين، وعبروا عن صداقتهم للشعب السوري وليس للنظام، لكنهم شددوا على عدم قبولهم بأن تتحول سوريا إلى منطقة نفوذ أميركية مما يهدد مصالحهم، وهم فاجأونا بإطلاعهم على حقائق ومعلومات دقيقة، وكانوا متفهمين لصرخة وآلام الشعب السوري».
وعما إذا كانت مخاوف روسيا مطابقة لمخاوف الصين من تحويل سوريا إلى نقطة نفوذ أميركية، أكد خليفة أن «الروس يستخدمون اليوم الورقة السورية ليعيدوا تموضعهم كقوة دولية نافذة في المنطقة، لكننا سنقول لهم مجددا إن مصالحهم لا تأتي عبر التحالف مع أنظمة ديكتاتورية، بل مع الشعوب الحرة، ومصلحتنا كسوريين أن تبقى علاقتنا معهم متينة، لأننا نريد أن نشتري أسلحتنا منهم لنحرر أرضنا المحتلة في الجولان»، مذكرا الحكومة الروسية وكل المدافعين عن النظام في سوريا بأن «هذا النظام الذي يتغنى اليوم بالدستور الجديد وبتعديل الفقرة الثامنة التي كانت تجعل الحكم حصريا لحزب البعث، هذا البعث لم يكن هو الحاكم في سوريا إنما الأجهزة الأمنية، وإن الإصلاحات التي يتحدث عنها بشار الأسد هي جوفاء، الهدف منها الانتقال من مرحلة إلى أخرى تتيح له الاستمرار بالتحكم برقاب السوريين».
مجلس الأمن يناقش المشروع الفرنسي بدعم مهمة أنان
تدابير إضافية في حال عدم التزام سوريا خلال 7 أيام لتنفيذ مقترحاته
واشنطن: هبة القدسي
يبحث مجلس الأمن الدولي مشروع قرار رئاسي يدعو إلى اتخاذ إجراءات إضافية إذا لم توافق سوريا على اقتراحات كوفي أنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية. وقد تقدمت فرنسا أمس بمشروع قرار لحشد الدعم الدولي وراء جهود أنان في معالجة الأزمة السورية، واتخاذ تدابير – لم يوضحها المشروع الفرنسي – إذا لم تلتزم سوريا بالتنفيذ في خلال سبعة أيام من إصدار مجلس الأمن لهذا المشروع الرئاسي، بينما اشترطت روسيا للموافقة على دعم مهمة أنان في سوريا عدم تحديد «مهلة».
وقال مصدر بالبعثة البريطانية للأمم المتحدة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «مشروع البيان الفرنسي يركز على تدهور الأوضاع في سوريا وسقوط آلاف القتلى جراء تلك الأزمة، ويطالب كلا من الرئيس السوري والمعارضة السورية بالتساوي بـ(التطبيق الكامل والفوري) لخطة كوفي أنان المكونة من ستة بنود التي قدمها للنظام السوري خلال زيارته لدمشق في الثالث من مارس (آذار)، والتي تشمل وقف العنف، ووقف إطلاق النار في أسرع وقت، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى مواصلة المشاورات السياسية لحل الأزمة».
وأكد المصدر أن المشروع الفرنسي يطالب بدراسة اتخاذ تدابير إضافية إذا لم يحدث أي تقدم خلال أسبوع من قيام مجلس الأمن بإقرار هذا القرار. وأوضح المصدر أن مشروع القرار لم يضع أي إشارة إلى ملامح هذه التدابير الإضافية. وأشار إلى أنه لا بد من إجماع كافة الدول الأعضاء الخمسة عشرة بمجلس الأمن حتى يصبح مشروع القرار نافذا. وأكد المصدر بالبعثة البريطانية تأييد بلاده لهذا البيان وأمله في الحصول على إجماع وإقرار البيان. ويفترض أن يكون النص «بيانا رئاسيا» يقر بالإجماع من دون أن تكون له قوة القرار.
ولمح المصدر البريطاني إلى بعض المرونة من الجانب الروسي لدعم مهمة أنان بشرط الإعلان عن هذه المقترحات. وإلى جهود تقوم بها الخارجية الأميركية لدعوة موسكو للضغط على الرئيس بشار الأسد لقبول مقترحات لجنة الصليب الأحمر بإعلان هدنة ووقف إطلاق النار لمدة ساعتين يوميا بما يسمح بوصول المساعدات الإنسانية للسوريين.
وقد أعلن مكتب أنان بجنيف أمس عن مباحثات قام بها أنان مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي حول الأزمة في سوريا والجهود الدولية المبذولة لمعالجتها. وأوضح مكتب أنان أن المباحثات تستهدف حث دمشق بكل السبل لتنفيذ اقتراحات أنان والتي تشمل وقف العنف والقتل والاتفاق على آلية للمراقبة وإرسال رسالة موحدة من قبل المجتمع الدولي.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن مشروع «الإعلان الرئاسي» حول سوريا الذي طرحته فرنسا في مجلس الأمن الدولي لديه «ثلاثة أهداف» أحدها إقرار وقت إطلاق نار بأسرع وقت ممكن. وقال جوبيه متحدثا لشبكة «فرنسا 2» التلفزيونية إن المطلوب «الحصول على وقف أعمال العنف، وقف إطلاق نار بأسرع وقت ممكن، ثم السماح بوصول المساعدة الإنسانية.. ومواصلة العملية السياسية لأنه لا يمكن حرمان الشعب السوري من تطلعاته الديمقراطية».
وقال «أشعر أن الروس يتحركون لأنهم يشعرون بعزلة كبيرة» مبديا أمله أن يتم إقرار النص في مجلس الأمن. وقد استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرتين حتى الآن لمنع المجلس من تبني قرار حول سوريا.
ورفض جوبيه مرة جديدة فكرة تسليح المعارضة السورية معتبرا أن ذلك سيزيد من مخاطر نشوب حرب أهلية في البلاد. كما استبعد من جديد أي تدخل عسكري خارجي دون تفويض من الأمم المتحدة.
وأوقعت أعمال العنف المستمرة منذ أكثر من سنة في سوريا أكثر من ثمانية آلاف قتيل بحسب الأمم المتحدة.
وفي نفس السياق أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الوضع في سوريا «لم يعد محتملا ولا مقبولا».
وفي أنقرة، أفاد مصدر دبلوماسي تركي أمس أنه تم تقديم موعد مؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول من الثاني إلى الأول من أبريل (نيسان) «لأسباب تقنية».
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش في رسالة بعثت بها، بحسب ما جاء في تقرير صادر عنها تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه، إلى المجلس الوطني السوري وغيره من المجموعات السورية المعارضة، إن مجموعات مسلحة معارضة ترتكب «انتهاكات بينها عمليات خطف واحتجاز وتعذيب في حق عناصر من القوى الأمنية والموالية للحكومة وأشخاص تم التعرف عليهم على أنهم من (الشبيحة)».
كما نقلت تقارير عن «إعدامات نفذتها المجموعات المعارضة المسلحة في حق مجموعات أمنية ومدنيين».
إلى ذلك، التقى الموفد الدولي والعربي الخاص إلى سوريا كوفي أنان مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في جنيف أمس، حيث وجها نداء لوحدة الموقف، بحسب الأجهزة الإعلامية للأمم المتحدة.
وقالت المسؤولة الإعلامية للأمم المتحدة في جنيف كورين مومال فانيان: «الرجلان بحثا الأزمة في سوريا والجهود الدولية المبذولة لمعالجتها»، وأضافت أن «الرجلين شددا على أهمية (توجيه) رسالة موحدة من جانب الأسرة الدولية»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقد جرى اللقاء في اجتماع مغلق.
البيت الأبيض: مضمون الرسائل الإلكترونية للأسد «مثير للاشمئزاز»
تكهنات بدخول أسماء الأسد إلى القائمة السوداء عقب «البذخ» الوارد في رسائلها المسربة
بروكسل: عبد الله مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»
قال البيت الأبيض، أمس، إن الرسائل الإلكترونية التي تنسب إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وجاء فيها أنه سعى إلى الالتفاف على العقوبات المفروضة على بلاده، بما في ذلك شراء أغان من موقع «إيتونز»، هي «مثيرة للاشمئزاز». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تدرس سبلا أخرى لتشديد العقوبات على الحكومة السورية؛ لعقابها على حملة القمع التي تشنها على مناهضي النظام، التي قتل فيها الآلاف منذ بدئها قبل عام.
وجاءت تصريحات كارني كرد فعل على ما نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية منذ عدة أيام عن رسائل إلكترونية قيل إنها تكشف عن حياة الرفاهية التي يعيشها الأسد وزوجته أسماء، وذلك عبر حسابين بريديين بأسماء مستعارة.
وتحدثت الصحيفة عن رسائل إلكترونية بين الأسد وموقع «إيتونز» الموسيقي تظهر أن الأسد قام بتنزيل أغان للفرقة البريطانية «رايت سيد فريد»، ومغني الكونتري بليك شيلتون، وفرقة «نيو أوردر» الشهيرة بالموسيقى الإلكترونية، وفرقة «لمفاو» الأميركية.
وفي غضون ذلك، تناقلت بعض وسائل الإعلام تكهنات تشير إلى أن أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري، قد تكون ضمن قائمة تشمل 12 شخصا، ومؤسستين تدعمان الحكومة السورية، ضمن حزمة جديدة من العقوبات التي تتطلع دول الاتحاد الأوروبي إليها من أجل زيادة حجم الضغط الواقع على نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك بعد أن تواترت على مدار الأسابيع الأخيرة أقاويل تفيد بشرائها أشياء ثمينة من الخارج عبر وسطاء، إلا أن المصادر الأوروبية لم تؤكد أو تنفي صحة تلك الأقاويل وفضلت الانتظار. وقالت المصادر، إن الإعلان عن أسماء هؤلاء الأشخاص سيكون كما هو معتاد، في اليوم التالي لإقرار العقوبات بالصحيفة الرسمية للاتحاد.
من جهة أخرى، بحث وكيل الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين، الذي وصل أمس إلى بيروت، مع المسؤولين اللبنانيين مدى التزام لبنان بالعقوبات المالية المفروضة من واشنطن ودول أخرى على سوريا، بحسب ما أفاد مسؤول رسمي لوكالة الصحافة الفرنسية.
والتقى كوهين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعددا من ممثلي القطاع المصرفي. وأكدت مصادر مصرفية أن كوهين استفسر خلال لقائه مع ممثلي جمعية المصارف عن «العلاقة بين القطاع المصرفي اللبناني والمصارف السورية وإذا كان هناك خرق للعقوبات المفروضة على سوريا من خلال هذه العلاقة».
البرلمان العربي يدعو للعمل على إسقاط النظام السوري «طوعا أو كرها»
غليون لـ«الشرق الأوسط»: لم نحصل على أي سلاح من الخارج حتى الآن.. وأطالب بدور عربي أكبر
القاهرة: عبد الستار حتيتة
دعا رئيس البرلمان العربي، سالم الدقباسي، أمس للعمل على إسقاط النظام السوري «طوعا أو كرها»، ويبحث البرلمان اليوم (الأربعاء)، في مقر الجامعة العربية بالقاهرة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض، في وقت تنطلق فيه اليوم أيضا، في المقر نفسه، الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المقرر عقدها في بغداد قبل نهاية هذا الشهر، وقالت قيادات من المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» إنها لا تعول كثيرا على انعقاد هذه القمة، خاصة أنها ستكون في بغداد التي لها علاقات وثيقة بكل من إيران وسوريا. وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري، عما إذا كانت المعارضة السورية تعول على دور ما للجامعة العربية وهي مقبلة على عقد القمة العربية في بغداد قبل نهاية هذا الشهر: نحن نعول أولا وأخيرا على الشعب السوري، وعلى أذرع أبنائه، وعلى أقدام شبابه.
لكنه أضاف أن «من يريد أن يقدم المساعدة لن نقول له لا.. الجامعة العربية ما زالت تدافع عن مخططها الرامي إلى طلب تنحي (الرئيس بشار) الأسد، وهو مطلبنا أيضا، وإذا كانت الأمم المتحدة تريد أن تتخذ قرارا من أجل وقف القتل فنحن مع هذا أيضا، لكن رهاننا الأول والأخير هو على الشعب السوري».
وعما إذا كانت هناك اتصالات بين المعارضة السورية والجامعة العربية في الوقت الراهن، أو مع البرلمان العربي، الذي دعا رئيسه أمس إلى إسقاط نظام الأسد «طوعا أو كرها»، قال غليون: هذا قرار بعض الدول العربية ونحن نحييه ولذلك نحن نقول إننا نريد دورا أكبر للعرب وليس أقل.. نحن مع الدور العربي ومع دور أكبر للعرب لأن هذا النظام لم يعد أحد يقبل بوجوده لا داخل سوريا ولا خارجها. وبشأن دعوات تسليح المعارضة وإذا ما أصبحت تتحقق على أرض الواقع، قال: هناك طلبات للتسلح من قبل فئات ومن قبل الشعب السوري الذي يريد أن يتخلص من هذا النظام.. نحن نود أن يكون كل السلاح الذي يدخل إلى سوريا تحت إشراف المجلس الوطني وبشكل خاص الجيش الحر ومكتب الارتباط (العسكري). وأضاف موضحا: «نحن لم نحصل حتى الآن على أي سلاح.. ولا ينبغي أن يوزع السلاح عشوائيا في سوريا ولا بد أن يظل تحت إشراف الجيش الحر مباشرة».
من جانبه أثنى أحمد العاصي الجربا، عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، على موقف البرلمان العربي وموقف رئيسه قائلا إنه موقف «أخلاقي وجيد منذ البداية»، كما ثمن «الموقف الممتاز والجيد خاصة الموقف السعودي والقطري»، مشيرا إلى أنه «لا يتصور أن يخرج من القمة العربية في بغداد أي قرار قوي»، لأنها «أول شيء تعقد في بغداد، وهذه بادرة غير جيدة، فالحكومة العراقية التحالف بينها وبين إيران معروف وأيضا العلاقة الجيدة التي لها مع (نظام) سوريا، وكون القمة في بغداد لا أتصور أن يكون فيها قرارات لنا».
ويبحث البرلمان العربي اليوم في أولى جلساته لعام 2012 الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض، ودعوة الدول العربية للعمل من أجل إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد «طوعا أو كرها»، وقالت مصادر من أعضاء البرلمان العربي، إن جلسة البرلمان ستخرج اليوم بتوصيات مهمة ضد نظام الأسد، وإن رئيسه الدقباسي، أجرى اتصالات مع عدد من قيادات البرلمان الذي يمثل المجالس النيابية العربية، بغرض توحيد المواقف، وإصدار توصيات حاسمة لرفعها إلى حكومات الدول العربية قبل أيام من عقد القمة العربية العادية في بغداد يوم 29 الشهر الجاري. ودعا الدقباسي في بيان صحافي له أمس الدول العربية إلى العمل على إسقاط النظام السوري طوعا أو كرها، كما دعا إلى وقف العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا، وإعادة النظر فيها، وذلك بسبب استمرار الموقف الروسي المعرقل للجهود الدولية الرامية إلى إنقاذ الشعب السوري الشقيق. كما اقترح الدقباسي دعوة حكومات الدول العربية إلى قطع العلاقات السياسية والتجارية والمواصلات مع النظام السوري.
واقترح الدقباسي أيضا اعتراف البرلمان العربي، بالمجلس الوطني السوري، ودفع الجهود العربية والدولية للاعتراف بهذا المجلس ممثلا شرعيا للشعب السوري والعمل على تقديم الدعم اللازم للمجلس الوطني في كافة المجالات، وانضمام البرلمان العربي إلى الدعوات المنادية بإحالة جرائم النظام السوري على محكمة الجنايات الدولية باعتبارها جرائم حرب. كما دعا الدقباسي إلى إصدار بيان استنكار من البرلمان العربي تجاه ما يقوم به النظام السوري من مجازر ضد الشعب السوري ومخاطبة برلمانات الدول العربية والإسلامية والعالمية لاستنكار المجازر التي يرتكبها النظام السوري تجاه شعبه والضغط على حكوماتهم لوقف تلك المجازر والسماح للسوريين المقيمين في الدول العربية بإحضار عائلاتهم من النساء والأطفال. وبينما يبحث البرلمان العربي في جلسة اليوم (الأربعاء) هذه المقترحات، تبدأ في مقر الجامعة العربية بالقاهرة اليوم نفسه الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية العادية رقم 23 والتي ستعقد في بغداد يوم 29 الشهر الجاري. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن محمد بن إبراهيم التويجري، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بالجامعة، قوله أمس، إن أول الاجتماعات التحضيرية للقمة ستبدأ بعقد اجتماع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى كبار المسؤولين والخبراء برئاسة ممثل العراق. ومن المقرر أن يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين يوم غد الخميس برئاسة العراق أيضا لإعداد مشروع جدول الأعمال لقمة بغداد.
من جانبه قال شمران العجلي رئيس بيت الحكمة العراقي المنبثق عن مجلس الوزراء العراقي إن انعقاد القمة العربية في بغداد له أهمية خاصة نظرا لأنها أول قمة بعد موجة ثورات الربيع العربي، وكذلك لأنها أول قمة تعقد في العراق بعد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقال العراق عدة مرات سابقا إنه لن يدعو للقمة الرئيس السوري بشار الأسد، أو أيا من الرؤساء الأجانب بمن فيهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
أميركا وأوروبا تدرسان تشديد العقوبات وبان كي مون يرى الوضع غير مقبول
روسيا تستحضر النموذج اليمني: الأسد يرتكب الكثير من الأخطاء
في أعنف انتقاد وجهته روسيا لغاية الآن إلى الرئيس السوري بشار الأسد، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن الأسد “يرتكب الكثير من الأخطاء” وتحدث عن مفاوضات مباشرة يمكن أن تساعد على اتخاذ قرار حول من يمكن ان يقود سوريا “خلال فترة انتقالية كما حدث في اليمن”، فيما اعتبر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس أن الوضع في سوريا “غير مقبول” وحث المجموعة الدولية على التحرك فوراً لوقف العنف.
ورداً على استمرار حملات القمع والعنف التي يقوم بها نظام الأسد ضد المحتجين المطالبين بإسقاط النظام السوري ما أوقع أمس 60 شهيداً بينهم 4 أطفال وامرأة معظمهم في حماه وحمص، تستعد الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة على النظام السوري.
ففي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس ان الرئيس السوري بشار الاسد “يرتكب الكثير من الاخطاء” برغم الدعوات المتكررة من موسكو لطرفي النزاع في سوريا بوقف العنف وبدء حوار.
وقال لافروف في مقابلة مع اذاعة “كومرسانت” ان روسيا “تعتقد ان القيادة السورية ردت بشكل غير صحيح على اولى مظاهر الاحتجاجات السلمية”. وأضاف ان “القيادة السورية وبرغم وعودها العديدة بالاستجابة لدعواتنا، ترتكب الكثير من الاخطاء.. والامور التي تسير فعلاً بالاتجاه الصحيح تأخرت كثيراً”.
وتأتي تصريحاته وسط تزايد المؤشرات على ان روسيا قد تتخلى عن دعمها للاسد بعد عام من العنف والاضطرابات التي يقول النشطاء انها ادت الى مقتل اكثر من 9100 شخص حتى الآن.
وفي رد على سؤال حول ما اذا كان على الرئيس السوري التنحي قبل ان تتم الاطاحة به وربما قتله مثلما حدث مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، قال لافروف “هذا القرار يعود الى الاسد”. وأكد ان على الغرب طرح مخرج مقبول له، مؤكدا على ان موسكو لم تناقش مطلقا احتمال خروجه الى روسيا.
وأضاف “الناس في مختلف العواصم الغربية يصفونه بأنه مجرم حرب، ويقولون ان مكانه الصحيح هو في لاهاي.. وهذا يعني ان على من يطلقون هذه التصريحات أن يطرحوا على الاسد خياراته، وليس نحن”. وقال لافروف ان المفاوضات المباشرة يمكن ان تساعد على اتخاذ قرار حول من يمكن ان يقود سوريا “خلال فترة انتقالية لفترة من الوقت كما حدث في اليمن”.
واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس ان الوضع في سوريا “غير مقبول” وحث المجموعة الدولية على التحرك فورا لوقف العنف. واكد ان اعمال العنف اوقعت حتى الان “اكثر من ثمانية آلاف” قتيل خلال سنة. وقال “ان الوضع في سوريا بات من المشكلات التي تثير اكبر قدر من القلق للاسرة الدولية”.
وفي نيويورك في مقر الامم المتحدة افاد ديبلوماسيون ان اعضاء مجلس الامن الـ15 دخلوا في مناقشات صعبة حول مشروع بيان رئاسي قدمته فرنسا يدعم مبادرة الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان، خصوصا بعد ان ابدت روسيا تحفظات على النص الفرنسي.
وكان اعضاء مجلس الامن اجتمعوا قبل ظهر أمس على مستوى الخبراء وناقشوا لأربع ساعات مشروع البيان الفرنسي قبل ان يحيلوه الى السفراء بعد الظهر.
وردا على الصحافيين لدى دخوله الى قاعة مجلس الامن قال السفير الفرنسي جيرار ارو “لا تزال هناك مشاكل سياسية اساسية قيد النقاش وسنرى ان كان بإمكاننا حلها”.
وتطالب مسودة “البيان الرئاسي” الرئيس السوري والمعارضة السورية بـ”العمل بحسن نية” مع انان وبـ”التطبيق التام والفوري” لخطة تسوية من ست نقاط طرحها انان اثناء محادثاته في دمشق. ويتناول النص النقاط الست منها انهاء اعمال العنف والالتزام التدريجي بوقف لاطلاق النار وتقديم مساعدة انسانية واطلاق حوار سياسي.
وينوي المجلس “اتخاذ تدابير اضافية” لم يوضحها ان لم تطبق النقاط الست في غضون الايام السبعة التي تلي تبني البيان.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس ان مشروع “البيان الرئاسي” حول سوريا لديه “ثلاثة اهداف” هي “وقف اعمال العنف، وقف اطلاق نار في اسرع وقت ممكن، ثم السماح بوصول المساعدة الانسانية.. ومواصلة العملية السياسية لأنه لا يمكن حرمان الشعب السوري من تطلعاته الديموقراطية”.
وقال وزير الخارجية الروسي ان روسيا مستعدة للموافقة على بيان في مجلس الامن شرط الا يتضمن “مهلة محددة”. وتابع “نحن مستعدون لدعم مهمة كوفي انان والاقتراحات المقدمة الى الحكومة والمعارضة السوريتين. نحن مستعدون لدعم اقتراحاته في مجلس الامن الدولي وليس فقط في بيان بل في قرار”، الا ان الوزير الروسي طرح سلسلة شروط بينها اولاً “اعلان هذه الاقتراحات”.
وأعلنت الأمم المتحدة أمس تعيين الفرنسي جان ماري غيهينو مساعدا لكوفي انان، وهو المساعد الثاني لانان بعد وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة.
والتقى انان أمس الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في جنيف حيث وجها نداء الى وحدة الموقف بحسب الاجهزة الاعلامية للامم المتحدة. وقالت المسؤولة الاعلامية للامم المتحدة في جنيف كورين مومال فانيان “ان الرجلين بحثا الازمة في سوريا والجهود الدولية المبذولة لمعالجتها”.
وفي مساع لحل الأزمة في سوريا، افاد مصدر ديبلوماسي تركي امس انه تم تقديم موعد مؤتمر اصدقاء سوريا في اسطنبول من 2 الى 1 نيسان (ابريل) “لاسباب تقنية”.
وكتبت صحيفة “حرييت ديلي نيوز” التركية امس ان تقديم الموعد تقرر بسبب برنامج عمل وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني أمس ان ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما تدرس سبلا جديدة لتشديد العقوبات على الحكومة السورية بسبب حملة القمع التي تشنها على مناهضي النظام والتي قتل فيها الالاف منذ بدئها قبل عام.
وذكر مسؤول اوروبي رفيع المستوى أمس ان الاتحاد الاوروبي يعد “عقوبات محددة الهدف” جديدة ضد سوريا في غياب تقدم في الوضع فيها. وأضاف انه يتوقع ان تناقش هذه الحزمة الجديدة من العقوبات وان تعتمد على الارجح في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الخميس والجمعة المقبلين.
ويتوقع ان يضيف الاوروبيون 12 اسما الى لائحة من نحو 150 شخصا ومنظمة، بينها ابرز اركان النظام السوري، تخضع لحظر الحصول على تأشيرات لاوروبا وتجميد ارصدة.
ويتوقع ان يبحث الوزراء ايضا تنسيق الحضور الديبلوماسي في دمشق حيث اغلقت ست دول سفاراتها. واوضح المسؤول الاوروبي “لقد قررنا التقدم بشكل منسق لكن كل دولة تقرر بناء على تقويمها الخاص”، كما سيتم التطرق الى الوضع في سوريا الجمعة في حضور وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو.
ميدانياً، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية وقوع 60 شهيداً أمس بينهم 4 أطفال وامرأة معظمهم في حماه ومحافظة حمص حيث قتل 21 شخصا بينهم عائلة من رجل وزوجته وطفلتهما اثر سقوط قذيفة على منزلهم في مدينة الرستن، و14 شخصا نتيجة القصف على حي الخالدية، وثلاثة اثر اطلاق نار في حي باب السباع، وطفلة في رصاص عشوائي في حي القصور حسبما نقل المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأفادت أشرطة فيديو عن حمص وزعها ناشطون على “يوتيوب” ان قوات النظام تقصف حي باب السباع وحي الخالدية وحي القصور في حمص. وأنه شوهدت أعمدة دخان تتصاعد من امكنة عدة. وقال ناشطون ان القصف لم يتوقف منذ ساعات الصباح الاولى.
وتحدثت “لجان التنسيق المحلية” عن “انهيار مبان ومنازل وعن تدمير وتخريب في البيوت والمحال التجارية والسيارات في حي القصور جراء استمرار قصف جيش النظام للحي وإطلاق النار بشكل كثيف وعشوائي”.
واضطر المقاتلون المعارضون للأسد للانسحاب من مدينة دير الزور في شرق سوريا أمس أمام هجوم ضار للجيش النظامي.
وفي محافظة حلب (شمال)، قتل شاب في مدينة اعزاز اثر اصابته برصاص قناصة، وقتل شخص في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة وخفيفة في مدينة حماة (وسط)، كما قتل رجل اثر اصابته في اطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية في مدينة القورية في محافظة دير الزور (شرق) حسب المرصد.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل مواطنان “اثر اطلاق الرصاص من حاجز امني على حافلة كانت تقلهما قرب مدينة اريحا”، بحسب المرصد.
وذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان قوات نظامية “اقتحمت اليوم منزلا في حي الناعورة في مدينة ادلب يستخدم كمشفى ميداني وقامت بحملة اعتقالات واطلقت النار على من قاومها، ما تسبب بمقتل شخصين”. واشار الى العثور ايضا في المشفى على جثث ثلاثة منشقين كانوا اصيبوا الاثنين، لكن لم يعلم ما اذا كانوا قتلوا في اطلاق النار أمس، ام متأثرين بجروحهم.
وقتل جندي منشق اثر اصابته باطلاق رصاص في بلدة بنش في محافظة ادلب (شمال غرب).
في محافظة درعا (جنوب)، قتل جندي من الجيش النظامي السوري في “هجوم نفذته مجموعة مسلحة منشقة على حاجز المشفى في مدينة جاسم فجر (أمس) الثلاثاء”.
وافاد المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها ابو عمر عن انتشار كثيف للقوى الامنية في ساحة العباسيين في دمشق وفي معضمية الشام أمس. وقال ان القوى الامنية اجرت مداهمات في مناطق عدة في العاصمة والريف بينها في دوما والضمير.
وكانت اشتباكات بين قوات النظام ومجموعات منشقة وقعت فجرا في حيي القابون وبرزة في دمشق.
وأفادت مراسلة وكالة “فرانس برس” ان بعض الشوارع في العاصمة تشهد حركة سير كثيفة بسبب اقفال طرق تؤدي الى مبان حكومية وامنية امام حركة السير ونشر حواجز واكياس من الرمل.
(أ ف ب، رويترز، “لجان التنسيق المحلية”)
اعتقالات في دمشق وريفها و”الجيش الحر” يبادل عميداً أسيراً لديه
أعمال عنف في سوريا تزامناً مع جلسة لمجلس الأمن
استمرت أعمال العنف في سوريا أمس، في وقت كان مجلس الأمن الدولي يبحث مشروع البيان الذي يدعو الى “إجراءات إضافية” إذا لم توافق سوريا على اقتراحات حل الأزمة التي عرضها الموفد الدولي الخاص كوفي أنان.
وصباح أمس فقط كان قد قتل 18 شخصاً، بحسب ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فيما أشار ناشطون الى انتشار أمني كثيف ومداهمات في أحياء عدة من دمشق وريفها بعد الاشتباكات التي جرت أول من أمس بين القوات النظامية ومنشقين.
ومن بين القتلى الـ18 سقط 13 شخصاً في محافظة حمص، بينهم عائلة مكونة من رجل وزوجته وطفلتهما إثر سقوط قذيفة على منزلهم في مدينة الرستن، وسبعة أشخاص نتيجة القصف على حي الخالدية في مدينة حمص، وثلاثة إثر إطلاق نار في حي باب السباع في المدينة.
وفي محافظة حلب (شمال)، قتل شاب في مدينة اعزاز إثر إصابته برصاص قناصة. وقتل شخص في إطلاق نار من رشاشات ثقيلة وخفيفة في مدينة حماه (وسط). كما قتل رجل إثر إصابته في إطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية في مدينة القورية في محافظة دير الزور (شرق).
أما في محافظة درعا (جنوب)، فقد قتل جندي من الجيش النظامي السوري في “هجوم نفذته مجموعة مسلحة منشقة على حاجز المشفى في مدينة جاسم فجر الثلاثاء”. بينما قتل جندي منشق اثر إصابته بإطلاق رصاص في بلدة بنش في محافظة إدلب (شمال غرب).
وأفاد المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها أبو عمر وكالة “فرانس برس” بانتشار كثيف للقوى الأمنية في ساحة العباسيين في دمشق وفي معضمية الشام.
وقال إن القوى الأمنية أجرت مداهمات في مناطق عدة في العاصمة والريف، بينها في دوما والضمير.
وكانت اشتباكات بين قوات النظام ومجموعات منشقة وقعت فجراً في حيي القابون وبرزة في دمشق.
الى ذلك أفرج “الجيش السوري الحر عن العميد الركن في الجيش التابع لنظام الاسد نعيم خليل عودة الذي كان قد خطف في حي دوما في ريف دمشق، مقابل الإفراج عن سجناء وتسليم جثث لمعارضين ومدنيين تحتجزهم الشرطة وذلك حسبما ذكر مصدر من المعارضة مطلع على الاتفاق امس.
وتابع المصدر عبر الهاتف من دوما مشيراً إلى أن العميد الركن الذي خطف في الحي الأسبوع الماضي، أفرج عنه مقابل الإفراج عن عدد من السجناء و14 جثة.
في غضون ذلك، انسحب “الجيش السوري الحر” من مدينة دير الزور في شرق سوريا أمس في مواجهة هجوم شرس للجيش السوري في أحدث انتكاسة لقوات المعارضة.
وقال بيان لاتحاد اللجان الثورية في دير الزور إن الدبابات دخلت الأحياء السكنية ولا سيما في المناطق الجنوبية الشرقية من دير الزور وأن “الجيش السوري الحر” انسحب لتفادي وقوع مجزرة بين المدنيين.
(أ ف ب، رويترز)
الكرد السوريون يلغون احتفالات نوروز ويعتبرون العيد يوماً للتظاهر ضد النظام
فاروق البرازي
قرر “مجلس الوطني الكردي السوري” إلغاء مظاهر الفرح واعتبار عيد الـ”نوروز” الذي يحتفل به الشعب الكردي في 21 آذار من كل عام منذ العام 612 قبل الميلاد إلى يومنا هذا، يوماً للتظاهر الكردي في وجه النظام.
ويأتي هذا القرار بعد سجال طويل بين الأحزاب الكردية امتد طيلة الأيام الماضية منذ مطلع آذار (مارس) الجاري، ولا سيما بين الأحزاب المنضويّة تحت خيمة “المجلس الوطني الكردي السوري”، ورأت الأحزاب الكرديّة انّ الخيار الأنسب للثورة السوريّة هو التظاهر وليس الاحتفال.
وألقت الثورة السوريّة وسقوط هذا العدد الكبير من الشهداء بظلالها على الشارع الكردي، ودعمت قرار الأحزاب احتراماً للثورة وحزناً على الشهداء وتضامناً مع الامهات السوريات اللواتي فقدن فلذات أكبادهن، خصوصاً وأن احتفالات “النوروز” تتميز بالفرح والرقص.
وهناك من يقول أيضاً إن “النوروز” هو في الأصل شكل من أشكال مقاومة الطغاة، والاحتفال به بهذه الطريقة ينسجم بالتالي مع قيّم مقاومة الاستبداد.
وتاريخياً فإن سبب احتفال الكردستانيّين ومعهم سائر الشعوب الآسيويّة في 21 آذار (مارس) 612 قبل الميلاد كان قتل الطاغي ضحاك (أحد الطغاة بلاد الفرس) على يد كاوا حداد (الكردي) ما يدل أنّ الاحتفال بهذا اليوم هو احتفال بزوال الطغاة.
وتباينت الآراء في الأوساط الكرديّة قبيل إصدار “المجلس الوطني الكردي السوري” قراره بعدم الاحتفال بـ”نوروز”. حيث قال أحد النشطاء: “يجب عدم الاحتفال بنوروز كما كنّا نقوم به في الأعوام الماضية احتراماً لشهداء الثورة وإنّما تحويله إلى بركان في وجه النظام”، فيما برر ناشط آخر مؤيد للاحتفال بأن كرد العراق، والكرد في أجزاء أخرى من كردستان احتفلوا بالعيد عندما توفى مصطفى البرازاني (في عام 1979)، واحتفل الكرد العراق في عام 1988 على الرغم من أنه لم يكن قد تجاوز 3 أيام على مجزرة حلبجة، حيث كانت الجثث ما برحت ومتكدّسة في شوراع تلك المدينة الشهيدة.
كما أن معظم الكرد احتفلوا بعيد الـ”نوروز” فور إيقاف انتفاضة القامشلي (12 ـ 18 آذار/مارس 2004) حيث لم ينتهِ الكرد من حالة العزاء، وعند وفاة باسل الأسد (في بداية التسعينات القرن المنصرم) طُالبت بعض الأحزاب عبر صدورها للبيانات بعدم الاحتفال بعيد الـ”نوروز” وذلك تضامناً مع حزن رئيس البلاد حينها، والحزب الكردي الوحيد الذي حرّض الناس على الاحتفال بـ”نوروز” في ذاك الوقت كان حزب “الوحدة الديمقراطي الكُردي السوري” (يكيتي).
وقالت إحدى الناشطات وتدعى سرخبون دجلة، معلقة على الاحتفال بالنورز من عدمه” “انّ الكثير من الأحزاب رفضت الاحتفال بنوروز عندما توفي ابن الرئيس، فكيف إذاً سنحتفل وعدد شهدائنا بلغ أكثر من 10 آلاف”. أضافت: “لا يمكن الاستمتاع بالجو الربيعي فيما الضحايا يسقطون والأمهات يبكين على شهدائهن… نوروز هو ثورة بحد ذاته ولتكن ثورة النوروز هذا العام في وجه الاستبداد مرة أخرى… وتكون مفتاحاً لبناء سوريا جديدة”.
ويذكر أنّ حزب “الاتحاد الديمقراطي”، جناح حزب العمال الكردستاني في سوريا دعا أنصاره إلى الاحتفال بعيد النوروز لكن بطريقة محتلفة عن الأعوام السابقة، وتحدث البعض عن أن الحزب طلب من أنصاره عدم البذخ.
اشتباكات في حرستا في ريف دمشق بين القوات النظامية ومنشقين
‎نقلت وكالة “فرانس برس” عن عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ريف دمشق مرتضى رشيد قوله “إن اشتباكات وقعت بين القوات النظامية وعناصر منشقين قرابة الساعة الثانية فجراً (0,00 تغ) عند مدخل مدينة حرستا (في ريف دمشق)، اعقبها دخول القوات النظامية إلى المدينة”.
وأضاف مرتضى في اتصال عبر “سكايب” أن “مقاتلي الجيش الحر انسحبوا إلى المزارع خارج حرستا”. وأوضح: “أن القوات النظامية كانت تقوم أمس بعمليات في منطقة دوما، ووقع في صفوفها عدد من الانشقاقات، ودخل العناصر المنشقون إلى حرستا”، مشيراً إلى أن “عناصر من المخابرات الجوية تدخلوا في الاشتباكات بحكم قرب مقر هذا الجهاز من المكان”.
وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان وقوع الاشتباكات، مشيراً إلى “عدم ورود أي معلومات حتى اللحظة عن سقوط اصابات”، وإلى “هدوء حذر يخيم على المدينة” هذا الصباح.
(أ.ف. ب.)
قصف مدفعي وصاروخي عنيف لليوم الثاني على حي الخالدية في حمص
نقلت وكالة “فرانس برس” عن الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدالله قوله إن “حي الخالدية (في حمص) يتعرض لقصف مدفعي وصاروخي لليوم الثاني” من قبل قوات النظام، معرباً عن خشيته من تكرار “القصف الذي شهدناه على حي بابا عمرو قبل اقتحامه، لان ذلك سيتسبب بكارثة”.
وأوضح أن حي الخالدية متاخم لأحياء البياضة والقصور والوعر، وأن آلاف النازحين من حي بابا عمرو ومن أحياء منكوبة أخرى في حمص مثل كرم الزيتون والرفاعي وعشيرة والعدوية وباب السباع والجندلي وباب الدريب لجأوا إلى الخالدية ومحيطها، مشيراً إلى أن “في كل منزل في الخالدية، تقيم أربع أو خمس عائلات. كما أن المساجد مليئة بالنازحين، وكذلك الابنية التي كانت قيد البناء، سكنت فيها عوائل”.
وختم العبدالله بالقول: “إن الخالدية هي الجبهة الأخيرة” في المدينة، معرباً عن أمله “في أن تصمد أمام محاولات اقتحامها”.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن شاباً قتل برصاص قناصة في حي الخالدية اليوم، مشيراً أيضاً إلى مقتل عسكري اليوم إثر اشتباكات وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي الحميدية، في مدينة حماة (وسط)، فيما شهد حي طريق حلب وحي الاربعين اشتباكات عنيفة فجراً.
وأضاف المرصد في بيان أن بلدة قلعة المضيق في ريف حماة تتعرض لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة ولقذائف، لافتاً إلى أن مجموعات مسلحة منشقة أطلقت قذيفة “ار. بي. جي. على ناقلة جند مدرعة للقوات النظامية قرب البلدة ما أدى الى مقتل جندي وإعطاب الآلية.
(أ.ف. ب.)
استمرار قصف ضواحي دمشق وحمص وحماة
واصل الجيش السوري النظامي اليوم قصفه أحياء في حمص وحماة في وقت تعرضت فيه المنطقة القريبة من الطريق الدولي في حرستا بريف دمشق للقصف، بينما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأنه عُثر على 39 جثة في حي الرفاعي بحمص بينها 19 جثة لأفراد من عائلة واحدة. بعد يوم قتل فيه ستون شخصا برصاص الأمن والجيش.
وذكر ناشطون أن قوات النظام واصلت قصفها حيي الحميدية والأربعين بحماة وأن الأهالي لا يتمكنون من نقل الجرحى إلى المشافي التي تعاني نقصا في المستلزمات الطبية.
وبث ناشطون معارضون على مواقع الثورة السورية صورا قالوا إنها التقطت صباح اليوم في حي الخالدية بمدينة حمص، وتظهر الصور تصاعد دخان وأصوات انفجارات يقولون إنها ناجمة عن قصف قوات النظام للحي الذي تجدد صباح اليوم.
أما في دمشق فأكد نشطاء المعارضة أن ضاحيتين كبيرتين من ضواحي المدينة تعرضتا لقصف مكثف بقذائف الدبابات والطائرات اليوم الأربعاء في أعقاب تجدد هجمات الجيش السوري الحر على القوات الموالية للرئيس بشار الأسد التي استعادت المنطقة من المعارضين قبل شهرين.
وقال ناشطون إنه سمع صباح اليوم دوي انفجارات قرب مخفر للشرطة في حي ركن الدين وفي حي القابون بالعاصمة دمشق، وإن الحواجز الأمنية قرب فرع فلسطين للمخابرات أطلقت النار بشكل عشوائي.
وأضاف الناشطون أن قذائف المدافع الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات أصابت ضاحيتي حرستا وعربين خلال الليل وأن مروحيات الجيش سمعت وهي تحلق فوق المنطقة على المشارف الشرقية للعاصمة.
قتلى
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ستين شخصاً على الأقل قتلوا أمس برصاص قوات الجيش والأمن، معظمهم في حمص وحماة وإدلب.
وتحدثت الشبكة عن مقتل 23 شخصا على الأقل في حمص بينهم طفلة ووالداها, وأشارت إلى مقتل خمسة في ريف دمشق, وثلاثة في حماة, واثنين في دير الزور, وواحد في كل من إدلب وحلب واللاذقية ودمشق.
قصف واقتحامات
وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية تعرض أحياء حمص القديمة والخالدية وباب السباع والبياضة والصفصافة للقصف.
وقالت لجان التنسيق إن الجيش قصف باب السباع بصواريخ حرارية، مما أدى إلى تهدم بنايات ومقتل وجرح عدد من السكان, كما استهدف قصف مماثل حي القصور.
وكان عضو مجلس الثورة السورية وليد الفارس قد صرح في وقت سابق الثلاثاء للجزيرة بأن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا في حي الخالدية جراء القصف العنيف للحي منذ فجر اليوم بقذائف الهاون.
وبشكل متزامن تقريبا, تعرضت مدينة الرستن وقرية النزارية لقصف بالأسلحة الثقيلة حسب الناشطين.
وقال ناشطون إن القصف تركز على أحياء الحميدية والشرقية ومشاع، وبلدة قلعة المضيق وقرى حيالين وكركات والتويني.
وفي محيط إدلب التي اجتاحها الجيش السوري مؤخرا, قتل فتى في مدينة سراقب برصاص قناص حسب الناشطين الذين أشاروا أيضا إلى انفجارات وإطلاق نار كثيف في بلدة طفس بدرعا.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن أكثر من خمسين جنديا انشقوا عن الجيش في أعزاز بحلب, وانضموا إلى الجيش السوري الحر. وأضافت أن لواء أحرار الشمال التابع للجيش الحر يحاصر فرع الأمن العسكري بالمدينة.
وكان ناشطون قد قالوا إن مقاتلي الجيش الحر انسحبوا الثلاثاء من مدينة دير الزور بشرق سوريا بعد هجوم للجيش السوري استغرق يومين لاستعادة السيطرة على أحياء رئيسة بالمدينة.
وذكر بيان لاتحاد اللجان الثورية بدير الزور أن الدبابات دخلت الأحياء السكنية, خاصة في المناطق الجنوبية الشرقية, وأن الجيش السوري الحر انسحب لتفادي وقوع مجزرة بين المدنيين.
فشل الاتفاق على مسودة بشأن سوريا
فشل أعضاء مجلس الأمن في الاتفاق على مسوّدة بيان رئاسي قدمته فرنسا لدعم مهمة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان بعد اصطدامه بالتردد الروسي. ومن المنتظر أن ترفع إلى المجلس نسخة معدلة من المسودة على أمل تبنيها اليوم الأربعاء. وتدعو المسودة إلى وقف العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وضمان وصول المساعدات.
وأفاد دبلوماسيون أن أعضاء مجلس الأمن الـ15 أنهوا مناقشاتهم مساء الثلاثاء حول مشروع إعلان رئاسي قدمته فرنسا يدعم مبادرة الموفد الدولي والعربي إلى سوريا، من دون التوصل إلى اتفاق رسمي، وعلى أن ترفع لهم نسخة معدلة لاحتمال تبنيها صباح الأربعاء.
وقال السفير الفرنسي جيرار أروفسوف إن بلاده سوف تقدم “نصا جديدا” وفي حال لم تعترض أي دولة عضو بمجلس الأمن فإن التبني الرسمي لهذا البيان بالمجلس سيتم صباح اليوم الأربعاء.
وتطالب مسودة الإعلان الفرنسي الرئيس السوري بشار الأسد بـ”التطبيق التام والفوري” لخطة تسوية من ست نقاط طرحها أنان أثناء محادثاته في دمشق.
ويتناول النص النقاط الست بالتفصيل ومنها إنهاء أعمال العنف والالتزام التدريجي بوقف إطلاق النار وتقديم مساعدة إنسانية وإطلاق حوار سياسي.
وكانت مسودة سابقة للإعلان أشارت إلى “اتخاذ إجراءات إضافية” غير محددة في حال لم يتم تطبيق النقاط الست.
ووفق الدبلوماسيين، فإن النص الجديد قد يشير إلى “خطوات سابقة” بصيغة أقل قوة وأقل تهديدا.
وكان أعضاء مجلس الأمن قد اجتمعوا قبل ظهر الثلاثاء على مستوى الخبراء، وناقشوا مدة أربع ساعات مشروع البيان الفرنسي قبل إحالته إلى السفراء بعد الظهر.
يأتي المسعى الغربي لاستصدار بيان لرئاسة المجلس يساند جهود أنان بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) مرتين لإحباط قرارات تدين حملة سوريا على المتظاهرين المناهضين للأسد.
انتقاد روسي
في المقابل رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن يأخذ الإعلان “شكل منح مهلة” للنظام السوري.
لكن لافروف اعتبر في مقابلة مع إذاعة كومرسانت الروسية أن موسكو “تعتقد أن القيادة السورية ردت بشكل غير صحيح على أول مظاهر الاحتجاجات السلمية. ورغم وعودها العديدة بالاستجابة لدعواتنا، ترتكب الكثير من الأخطاء” .
وأضاف الوزير أن “الأمور التي تسير فعلا بالاتجاه الصحيح تأخرت كثيرا”.
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تتعدد فيه الإشارات إلى احتمال تغير في الموقف الروسي الذي ظل حتى الآن وفيا في دعمه لنظام دمشق.
تحذير وتعيين
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم إن سوريا تواجه أزمة عميقة وبالغة الخطورة قد تكون لها آثار خطيرة على المنطقة والعالم.
وأوضح بان -في كلمة ألقاها في جاكرتا- قائلا “لا نعرف كيف ستتطور الأحداث، لكن ما نعرفه هو أننا جميعا نتحمل مسؤولية العمل من أجل حل هذه الأزمة العميقة البالغة الخطورة”.
من جهة أخرى أعلنت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء في بيان تعيين الفرنسي جان ماري غيهينو مساعدا لكوفي أنان.
وفي سياق ذي صلة، يعكف خمسة خبراء فوضهم أنان في سوريا على التفاوض بشأن تشكيل مهمة مراقبة تهدف لوقف العنف.
وفي جنيف، التقى أنان والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي حيث وجها نداء إلى وحدة الموقف بشأن سوريا.
على صعيد متصل، أعلنت الخارجية التركية الثلاثاء بأنقرة أن مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” تعتزم الاجتماع بإسطنبول في الأول من أبريل/نيسان المقبل لإجراء محاولة جديدة لإنهاء العنف بسوريا.
فواز الأخرس يدفع ثمناً باهظاً بسبب نصائحه للأسد
تعرض لضغوط كبيرة ليتخلى عن مشاركته في الجمعية البريطانية السورية
العربية نت
يبدو أن فواز الأخرس، والد أسماء الأسد، سيدفع ثمن إسداء النصائح لصهره. فهو يتعرض لضغوط شتى، بهدف التخلي عن مشاركته في الجمعية البريطانية السورية، لاسيما بعد استقالة كافة أعضاء مجلس الأمناء البريطانيين احتجاجاً على القمع العنيف الذي تعرض له المتظاهرون في سوريا.
صهر الرئيس جراح القلب في شارع هارلي في لندن، تعرض لإحراج كبير نتيجة الرسائل الالكترونية المسربة التي كشفت النقاب عن النصائح التي أسداها للأسد.
وفي هذا السياق، كشف أندرو غرين، أحد الشركاء في الجمعية السورية البريطانية، والسفير السابق في سوريا، لصحيفة الغارديان البريطانية، أن حالة من الفوضى شابت الجمعية في الفترة السابقة وأن الأزمة بدأت تظهر منذ بداية الاحتجاجات في سوريا في مارس الماضي. لكنه أردف أن نصائح فواز الأخيرة حول كيفية دحض ادعاءات المتظاهرين لجهة تعرضهم للتعذيب، كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
ولفت إلى أن الجمعية قامت بعمل جيد، لكنه استبعد أن تستمر في عملها في ظل الظروف الحالية، مؤكداً أسفه على ما يجري، ومضيفاً أن الأعضاء الخمسة البريطانيين قدموا استقالاتهم من اللجنة.
وفي رسالة حصلت عليها الصحيفة البريطانية، ورد أن الجمعية تتبع سياسة النعامة أو إخفاء الرأس في الرمال، ولم تعد تتمتع بأي مصداقية، لاسيما بعد صمتها المطبق لجهة ما تشهده سوريا وكأنها بذلك تقدم دعماً معنوياً للنظام.
وكان غيث أرمزاني، المدير التنفيذي للجمعية، صرح نهار الثلاثاء أن على الأعضاء اتخاذ قرار بشأن مستقبل الجمعية، مشيراً إلى احتمال اجراء انتخابات جديدة. وشدد على صعوبة و حراجة الموقف.
وفي نفس السياق، لفت مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، كريس دويلي، أن انتخاب فواز مجددا لرئاسة الجمعية ستكون له تبعات “مدمرة”. وأضاف كان من المفترض أن يكون قد استقال ورحل.
قوات الأسد تدك أحياء حمص بقذائف الهاون
12 قتيلاً في حصيلة أولية.. واشتباكات مع الجيش الحر بحماة
العربية.نت
فيما يواصل جيش النظام السوري تكثيف القصف على القرى والمدن التي تشهد حركات احتجاج، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط 12 قتيلا بنيران قوات الأسد في حصيلة أولية اليوم الأربعاء.
ووفق الهيئة، تعرض حيا الخالدية والقصور في حمص لسقوط قذائف هاون وانفجارات وإطلاق نار كثيف، وطوق الجيش شارع حماة برتل من الدبابات فيما استمر القصف بالدبابات والهاون على الرستن ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الجرحى.
كما تواصل القصف على معظم أحياء حماه، ودوت الانفجارات في حي الحميدية الذي تم تطويقه بالمدرعات. في نفس الوقت الذي تعاني فيه المدينة من نقص حاد في الأدوية والمعدات والكوادر الطبية.
وبدوره يشهد ريف دمشق قصفا كثيفا وسقطت قذائف على الزبداني واقتحمت قوات الأمن والشبيحة حي مساكن هنانو وحي الفردوس في حلب رافقتها حملة مداهمات للمنازل واعتقالات عشوائية .
وتفيد الهيئة العامة للثورة عن اكتشاف عشرات الجثث من مجزرة حي الرفاعي التي وقعت بتاريخ 12 ,13 مارس/ آذار.
وأفاد شهود عيان أن قوات النظام تحفر قبورا جماعية وتلجأ بعد ذلك لتعبيد مكان القبور وإخفاء مواقع دفن الجثث.
جماعة اسلامية سنية تعلن مسؤوليتها عن تفجيرين في دمشق
دبي (رويترز) – أعلنت جماعة اسلامية سنية يوم الاربعاء مسؤوليتها عن تفجير منشآت امنية في دمشق الاسبوع الماضي قائلة انه جاء ردا على قصف القوات السورية لحمص ومدن أخرى.
وفي بيان نشر على منتدى على الانترنت يستخدمه الاسلاميون توعدت جماعة “جنود جبهة النصرة” بشن المزيد من الهجمات على قوات الرئيس بشار الاسد.
وقالت “قام جنود جبهة النصرة -أعزها الله – بسلسلة من العمليات العسكرية في عدة محافظات ضد أوكار النظام. وكان أبرزها فرع الامن الجوي وادارة الامن الجنائي في دمشق.”
وأضاف البيان “نود أن نحيط النظام علما بأن ردنا على جرائمه في كرم الزيتون من قتل للعوائل بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم وكذلك اغتصابه للنساء سيكون لاحقا باذن الله.” وكرم الزيتون أحد أحياء مدينة حمص.
ومضى البيان يقول “نقول له أوقف مجازرك ضد أهل السنة والا فانما عليك اثم النصيريين ( العلويين ). والقادم أدهى وأمر باذن الله تعالى.”
وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الاربعاء ان الازمة السورية خطيرة للغاية ولها “تداعيات هائلة” على العالم مع اندلاع مزيد من الاشتباكات في البلاد.
(اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)
دبابات تقصف ضواحي دمشق بعد هجمات لمقاتلي المعارضة
عمان (رويترز) – قال نشطاء المعارضة إن ضاحيتين كبيرتين من ضواحي دمشق تعرضتا لقصف مكثف بقذائف الدبابات يوم الاربعاء في اعقاب تجدد هجمات الجيش السوري الحر على القوات الموالية للرئيس بشار الاسد التي استعادت المنطقة من المعارضين قبل شهرين.
واضافوا قولهم ان قذائف المدافع الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات اصابت ضاحيتي حرستا وعربين خلال الليل وان مروحيات الجيش سمعت وهي تحلق فوق المنطقة على المشارف الشرقية للعاصمة. وكانت قوات الاسد استعادت المنطقتين من مقاتلي المعارضة قبل شهرين.
وقال رائد أحد النشطاء من خارج العاصمة مباشرة “شن الجيش السوري الحر سلسلة عمليات بعد الغروب ووجه الجيش ردا انتقاميا شديدا.”
واضاف قوله ان مقاتلي المعارضة كانوا قد هاجموا بالقذائف الصاروخية مجمعا كبيرا يضم مخابرات القوات الجوية ووحدة للشرطة السرية في بداية الحملة على الانتفاضة على حكم الاسد التي مضى عليها عام. وقال ان الجيش السوري الحر هاجم أيضا حواجز الطرق التي يسيطر عليها الجيش في الضواحي.
وقال نشطاء اخرون انه وقع قصف بنيران الدبابات بالقرب من طريق دمشق حلب السريع الذي يمتد عبر الضاحيتني وشمالي ضاحية برزة بدمشق.
(اعداد وتحرير محمد عبد العال للنشرة العربية)
سوريا: 34 قتيلا وأعنف مواجهات داخل دمشق منذ عام
أكد أحد مراقبي منظمة حقوق الإنسان على وقوع ما لا يقل عن 18 قتيلا في مواجهات “حي المزة” التي تعتبر الأعنف من نوعها داخل العاصمة السورية، دمشق، منذ بدء المظاهرات الشعبية قبل عام.
وأكدت التقارير الصادرة عن لجان التنسيق المحلية عن وقوع ما لا يقل عن 34 قتيلا في مختلف المناطق السورية، في حين أكدت السلطات السورية، الاثنين، على دفن 20 من عناصر الجيش والأمن وعدد من المدنيين.
وأكد ناطق باسم الجيش السوري الحر، على مشاركة عناصر من الجيش المنشق في المواجهات التي وقعت، الاثنين، في حي المزة الذي تتخذه عدد من السفارات والدوائر الحكومية مقرا لها بالإضافة إلى وجود منازل لعدد من الشخصيات المقربة من رأس النظام بشار الأسد.
وعلى صعيد آخر أكدت مصادر رسمية في موسكو وصول وحدة من قوات “مكافحة الإرهاب” إلى ميناء “طرطوس” الاثنين، على متن سفينة الإمدادات “إيمان”، التابعة لأسطول البحر الأسود، في “مهمة” بسوريا، لم يتم الكشف عن طبيعتها، فيما تواصل سفينة أخرى تابعة للبحرية الروسية مهامها في البحر المتوسط.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء عن مسؤول عسكري قوله إن “إيمان، وهي ناقلة وقود متوسطة الحجم، وصلت بنجاح إلى السواحل السورية بعد إبحارها من ميناء سيفاستوبول، وترسو حالياً في ميناء طرطوس، في إطار المهمة المخططة لها، وعلى متنها وحدة من قوات مشاة البحرية مخصصة لعمليات مكافحة الإرهاب.”
تسريبات: صحفي أمريكي عمل مخبرا للأسد ووسيطا للجزيرة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — كشفت الرسائل المسربة المنسوبة للرئيس السوري بشار الأسد عن الدور الذي لعبه بعض الأفراد ممن لا دخل لهم بالنظام السوري من قريب أو بعيد في نقل وقائع ما يجري على الأرض للرئيس وحاشيته، وليساهموا في الكشف عن معلومات سرية قد تهم أركان النظام حول تحركات المعارضة وتجمعاتهم في المدن المحاصرة.
أحد أبرز هؤلاء كان الصحفي الأمريكي من أصل إيراني نير روزين، الذي يعرّف عن نفسه في رسالة إلكترونية بعثها إلى هديل العلي بتاريخ 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 بأنه “كاتب ومستشار يمتلك خبرة واسعة في الشرق الأوسط. فقد قضى السنوات الثمانية الأخيرة يعمل في العراق، إضافة إلى الصومال، وكينيا، وأوغندا، والكونغو، ومصر، وسوريا، وفلسطين، والأردن، واليمن، وتركيا، وأفغانستان، وباكستان، ويوغسلافيا سابقا، والمكسيك، ودول أخرى.”
وقد برز دول روزين بشكل واضح في تقديم الاستشارات الإعلامية للأسد من خلال رسائل تبادلها مع مستشارة الأسد هديل العلي. ففي رسالة يعود تاريخها إلى 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، وحملت عنوان “مقترح الجزيرة”، كتب روزين يقول: “فيما يلي بعض من الأفكار حول الأسباب التي قد تدفع الرئيس إلى الحديث للجزيرة الإنجليزية… فهو حتى اليوم لم يخاطب سوى الشعب السوري. فعندما يتحدث عبر الإعلام السوري، يخاطب شريحة محددة من الناس، وهو غير مضطر للإجابة على أسئلة جوهرية ومهمة. لذا أعتقد أن الوقت قد حان للحديث إلى العالم بأكمله عبر وسيلة إعلامية عالمية.”
وقد تحدث روزين كذلك حول العلاقة التي يجب أن يبنيها الأسد مع شبكة الجزيرة، فكتب يقول في الرسالة ذاتها: “لم لا تواجه الجزيرة وجمهورها مباشرة؟ فحتى اليوم لم يستمعوا إليك بشكل مباشر… وإن كانت هذه حربا إعلامية، فعليك تحدي عدوك ومواجهته والرد على اتهاماته. فعبر الجزيرة يمكنك مخاطبة صناع القرار حول العالم.”
ومن خلال هذه الرسائل، يفصح روزين عن دوره المباشر في الترويج للنظام، إذ كتب يقول: “لقد نجحت في جعل الجزيرة تعرض المظاهرات الموالية للحكومة في سوريا، وأن لدى الرئيس بشار الأسد ونظامه موالين كثر، إضافة إلى وجود مجموعات مسلحة بشكل قطعي يهاجمون قوات الأمن السورية.”
وقال روزين إن لدى الأسد فرصة لتقديم نفسه بصورة جيدة من خلال مقابلة مباشرة مع الجزيرة الإنجليزية تماما كما فعل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قبل نحو شهر، بحسب روزين.
وكانت العلي قد بعثت برسالة روزين إلى الأسد قائلة: “لقد التقيت بالصحفي روزين بالأمس، وقد كان يكتب مقالات إيجابية حول سوريا، يصف فيها الجماعات المسلحة التي تهاجم قوات الأمن، كما أنه يقدم العلويين بصورة مشرقة. لقد حصل روزين على التغطية من خالد وفريقه، وجاب أرجاء مختلفة من سوريا لشهرين كاملين.”
ويظهر أيضا الدور “الاستخباراتي” الذي لعبه روزين في الأزمة السورية من خلال رسالة بعثها خالد الأحمد، وهو مستشار أمني خاص بالأوضاع في حمص وحماة وإدلب، إلى الرئيس الأسد يقول فيها: “وصلني من مصدر مقرب أن شحنة كبيرة من الأسلحة قادمة من ليبيا ستصل إلى شواطئ إحدى الدول المجاورة خلال ثلاثة أيام، ليتم تهريبها إلى سوريا، و هي أسلحة متطورة، وعلى الأغلب سيكون أحد موانئ طرابلس غير الشرعية. التعليمات الواردة للجماعات تفيد بتخفيف الاشتباكات مع الدولة حرصا على أرواح مقاتليهم إلى حين وصول هذه الاسلحة.”
وتابع خالد بالقول: “استطاع الصحفي نير روزن الدخول إلى بابا عمر (المغلقة)، وأعلمني أن عدة وفود صحفية غربية دخلت إلى المنطقة بعد عبورها غير الشرعي من الحدود اللبنانية، منها وفد صحفي فرنسي وألماني، وأن المقاتلين يجولون علنا في الشوارع وخاصة من يسمون انفسهم كتائب خالد بن الوليد.”
وقد حاولت CNN بالعربية الاتصال بنير روزن للحصول على تعليق، إلا أنه لم يجب على الأرقام الهاتفية الواردة في رسائله الإلكترونية.
وكان روزن نفى في تصريح لصحيفة التلغراف البريطانية ما ورد في هذه الرسائل من اتهامات بالتجسس لصالح النظام السوري، وأكد أن المراسلات الوحيدة بينه وبين النظام اقتصرت على روابط لأخبار نشرت على مواقع إلكترونية، قائلا “إن مسؤولين أمنيين سوريين كانوا على علم مسبق بوجود صحفيين غربيين تم تهريبهم إلى بعض المدن السورية.”
ونفى روزن أن يكون قد عمل “مخبرا صحفيا” للأسد، قائلا إن رصاص قوات الأمن السورية استهدفته خلال وجوده في حمص، وأن “أعماله الصحفية تتحدث عن نفسها.”
يذكر أن بعضا من هذه الرسائل الإلكترونية وردت باللغة الإنجليزية، وقامت CNN بالعربية بترجمتها حرفياً، بعد حصول الشبكة عليها من أحد المصادر في المنطقة، علماً أنه لا يمكن التأكد من مصداقيتها.
لؤي حسين : سورية أمام الحرب الاهلية … او التقسيم
رأى أن النظام غير قادر على فرض سلطته على المناطق
بيروت – ريتا فرج – الراي
أكد رئيس «تيار بناء الدولة السورية» لؤي حسين أن التفجيرات التي وقعت في مدينتي حلب ودمشق «تدلّ على الانفلات الأمني الناجم عن الممارسة القمعية للسلطة السورية»، مشيراً الى ان النظام السوري يتحمل مسؤولية الفرز الطائفي بسبب الخيار العسكري.
ورأى حسين في مقابلة مع «الراي» ان سورية امام خياريْ الحرب الاهلية او التقسيم اذا استمرّ تشرذم المعارضة وعنف النظام والتباين الدولي، مضيفا أن «استمرار العنف» قد يؤدي الى «تطور الحراك المسلح.
وقال حسين انه لا يتوقع امتداد العنف الى المدن التي لا تشهد الكثير من الاحداث، ومنها دمشق، قائلا: «ما حدث في مزة لا تتوافر له الشروط التي توافرت في المناطق الأخرى، عدا أن الذي جرى له طابع فردي يختلف عن الاشتباكات التي وقعت في حمص ومناطق أخرى».
ام عن تفجيرات دمشق وحلب، فال انها «تدلّ على مدى الانفلات الأمني الناجم عن الممارسة القمعية للسلطة السورية تجاه المعارضة، وهذا الانفلات يُنتج كل أعمال العنف والارهاب. والنظام يتحمل المسؤولية الكبرى في دوامة العنف التي وصلت اليها سورية بصرف النظر عن وجود جماعات متطرفة أو ارهابية».
واعتبر حسين ان «الفرز الطائفي لم يكن إحدى الأدوات التي استخدمها النظام، أي أنه لم يتعمد فرز المناطق التي شهدت حراكاً شعبياً، وما حدث يمكن قراءته على أن الفرز الطائفي داخل بعض المناطق نتج عن استخدام السلطة للعنف ما أدى الى ارتفاع حالات النزوح والهجرات، علماً ان النزوح لم يقتصر على طائفة معينة بل طاول الجميع ولا سيما في مدينة حمص… من دون أن ننكر ان النظام هو الذي أثار المسألة الطائفية كخطة دفاعية».
واشار الى ان «النظام يحاول تحريف مسار الثورة ليُثبت الادعاءات التي تقول ان المعارضة ليست سلمية وليست ديموقراطية. النظام عمل على إخراج الثورة عن طابعها السلمي، ولكنه لم يعد بمقدوره السيطرة عليها».
وعما اذا كانت هناك معارضة مسلحة واخرى سياسية، قال حسين: «لا نريد جرّ المعارضة الى الطابع المسلح. وحتى بعض الظواهر التي نشاهدها مثل الجيش السوري الحر لا يمكن وضعها في اطار المعارضة المسلحة، اذ هي عبارة عن انشقاقات فردية أو جماعية ليس لها مشروع سياسي في موازاة تحركها المسلح الضعيف جداً. ولكن إذا استمرت حال العنف على ما هي يمكن ان يتطور الحراك المسلح، وهذه المسألة خطيرة لأنها ستُدخل سورية في حرب أهلية».
ورأى ان «هناك أسبابا مختلفة سمحت بصمود النظام أهمها رفض الحل السياسي والتمسك بالخيار القمعي العنفي حتى الآن، ولكن النظام وقع ضحية هذه الثنائية، فهو غير قادر على فرض سلطته على المناطق وكذلك هو عاجز عن فرض إرادته السياسية».
وفي ما يتعلق بميزان القوى الدولي في ما يخص الازمة السورية، قال انه «لا يمكن الحديث عن موازين قوى في تحديد اتجاه الأزمة السورية بسبب عاملين، هما الارباك الدولي والتباين الواضح في معالجة الملف السوري، وقد اتضحت هذه المسألة في مجلس الأمن».
واضاف: «في رأيي ان ما يحكم مستقبل سورية الان هو المسار الميداني والأمني. وهذا المسار يتخذ مستويات مختلفة وأقصد بالمسار الميداني الأمني استمرار الثورة السورية من جهة وردّ النظام عليها بالقمع من جهة الآخرى، وبالتالي إذا بقي التناقض الدولي متحكماً بالازمة السورية مع تمسك الشعب السوري بالتغيير فهذا يحتم العودة الى الحل السياسي الذي لا يريده النظام الذي دخل الآن في مرحلة لا تسمح له بإدارة الأمور كما يريد».
واكد ان «المعارضة بكل أطيافها تتحمل مسؤولية تعقيد الأزمة وتبرّر عجزها عن إدارة الأزمة عبر الحديث عن قمع النظام. والمطلوب من المعارضة السورية أن تضع برنامجاً سياسياً واضحا بصرف النظر عن بعض التناقضات وخصوصاً أن الجميع متفق على إسقاط النظام».
واعتبر حسين انه «في حال استمر هذا التشرذم في ظل الارتفاع غير المسبوق للعنف من النظام ووسط التباين الدولي، فإن سورية أمام خيارين، إما الحرب الأهلية وهذا الأمر حذرنا منه في السابق، وإما التقسيم. المعارضة كلها أمام تحديات مفصلية ولا بد ان توحد صفوفها لقيادة المرحلة الانتقالية».
نقاط كوفي أنان لحل الأزمة السورية
النص الأصلي لـ”اللاورقة” التي قدمها المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان والمؤلفة من ست نقاط، بعدما كانت قد نشرت الأسبوع الماضي مضمون “اللاورقة” السورية رداً على مقترحات أنان لحل الأزمة السورية. ويحاول أعضاء مجلس الأمن اليوم اصدار بيان رئاسي اقترحته فرنسا لدعم مهمة المبعوث الدولي – العربي وبيان صحافي قدمته روسيا للتنديد بالتفجيرات الأخيرة في دمشق وحلب.
وجاء في النقاط الست لما يسمى في العرف الديبلوماسي “اللاورقة” التي قدمها أنان ما يأتي:
“1 – التزام العمل مع المبعوث الخاص المشترك في حوار سياسي جامع بقيادة سورية للتعامل مع التطلعات والهواجس المشروعة للشعب السوري.
2 – التزام وقف القتال وتحقيق وقف ضروري في إشراف فاعل من الأمم المتحدة للعنف المسلح بكل أشكاله من كل الأطراف لحماية المدنيين، من خلال وقف فوري لتحركات الجنود في اتجاه المراكز السكنية ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة فيها، والشروع في سحب الحشود العسكرية الموجودة في المراكز السكنية وحولها. ومع القيام بهذه الأعمال على الأرض، يسعى المبعوث الخاص المشترك الى التزامات مماثلة من كل الجماعات المسلحة الأخرى لوقف العنف، بموجب آلية اشراف فاعلة من الأمم المتحدة.
3 – ضمان توفير المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب لكل المناطق المتأثرة بالقتال.
4 – بالتنسيق الوثيق مع المنظمات الإنسانية، التعجيل في وتيرة ودرجة اطلاق الأشخاص المعتقلين تعسفاً، بمن في ذلك خصوصاً الأشخاص المعرضين للخطر وأولئك الذين شاركوا في الاحتجاجات السلمية، بحصول المنظمات الإنسانية من دون شروط مسبقة على لائحة بكل الأماكن التي يحتجز فيها أشخاص كهؤلاء والشروع فوراً مع المنظمات الإنسانية في تنظيم عملية الوصول الى أماكن كهذه.
5 – ضمان حرية تحرك الصحافيين عبر البلاد.
6 – ضمان حرية التجمع وحق التظاهر السلمي المكفول قانوناً”.
ولم تجب السلطات السورية بنعم أو لا عن هذه المقترحات الستة من أنان. غير أنها اجابته بست نقاط مقابلة نشرت مضمونها في “النهار”. ورد أنان طالباً ايضاحات أكثر من مرة. وحصل على بعضها بالفعل.
الى ذلك، تحرك أعضاء مجلس الأمن لتلبية طلب أنان الحصول على دعم لخطته. وتحت بند مواضيع أخرى، قدم المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جيرار آرو مشروع بيان رئاسي حصلت “النهار” على نسخة منه. لكن اصداره اليوم يستوجب موافقة روسيا التي “تعتقد أن البيان طويل ويحتاج الى تشذيب” على حد تعبير أحد الديبلوماسيين الروس.
وفي المشروع أن مجلس الأمن “يعبر عن أبلغ القلق من الوضع المتدهور في سوريا والذي أدى الى أزمة حقوق انسان خطيرة”. وإذ يرحب بتعيين أنان “يعبر عن دعمه التام” له بغية “التوصل الى وقف فوري لكل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وضمان ايصال المساعدات الإنسانية، وتسهيل انتقال سياسي بقيادة سورية الى نظام سياسي تعددي ديموقراطي، يتساوى فيه المواطنون بغض النظر عن انتماءاتهم واعراقهم ومعتقداتهم”.
ولهذه الغاية، يدعم المجلس “تماماً خطة النقاط الست التي حددها المبعوث الخاص لمجلس الأمن” خلال الأسبوع الماضي. ويطالب السلطات السورية والمعارضة “بالتزام العمل بنية حسنة مع المبعوث الخاص المشترك في اتجاه تسوية سلمية للأزمة السورية والتنفيذ الفوري والتام لخطته”. ويطلب من أنان تقديم “تحديث دوري الى المجلس عن التقدم في نشاطاته”. ويقرر “مراجعة تنفيذ خطة النقاط الست في غضون سبعة أيام ودرس اجراءات أخرى”.
وقال آرو أن بلاده “تأمل في موافقة أعضاء مجلس الامن على اقتراحها. وقال إن البيان المقترح هو “الأسهل”، مضيفاً أن هدفه منه “محدّد جداً” وهو دعم أنان. وأشار الى أن بعض الأعضاء طلب مراجعة عواصمه. وأكد أن أنان نفسه طلب دعم المجلس.
وأفاد نظيره البريطاني السير مارك ليال غرانت، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن للشهر الجاري، أن مشاورات ستجرى صباح اليوم في شأن البيان الرئاسي، وكذلك في شأن مشروع البيان الصحافي الذي قدمته روسيا. وفي حال الإجماع يمكن اصدار أي منهما أو كليهما.
والى دمشق، وصلت بعثة خبراء اوفدهم أنان لمناقشة التوصل الى آلية لتطبيق مقترحاته.
واجرى رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وطلبت موسكو عقب المحادثات من السلطات السورية الموافقة على هدنة انسانية يومية فورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى