أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 06 شباط 2013

 تأييد عربي وإسلامي للدعوة إلى الحوار مع الشرع

لندن، دمشق، بيروت، القاهرة – «الحياة»، اف ب، رويترز

التقى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية الدول الاسلامية المشاركة في القمة التي تبدأ اعمالها اليوم في القاهرة على تأييد المبادرة التي اطلقها رئيس «الائتلاف الوطني» السوري معاذ الخطيب والتي دعا فيها الى الحوار مع نائب الرئيس فاروق الشرع لايجاد مخرج من الازمة السورية.

وعبر العربي عن امله في أن تتجاوب الحكومة السورية مع الدعوة الى الحوار وأبدى استعداد الجامعة «لتقديم كل الدعم والرعاية اللازمة لتسهيل انعقاد مثل هذا الحوار.» كما شدد «على ضرورة الاستفادة من أي فرصة متاحة لكسر دائرة العنف وحقن دماء الشعب السوري ووضع هذه الأزمة المستعصية على مسار الحل السياسي».

واعد وزراء خارجية الدول الاسلامية مشروع البيان الختامي الذي سيصدره القادة في نهاية مؤتمر القمة ويتضمن الدعوة إلى الحوار بين «الائتلاف الوطني» وممثلي الحكومة السورية الملتزمين بالتحول السياسي والذين لم يتورطوا بشكل مباشر في أي شكل من أشكال القمع، من أجل فتح المجال أمام عملية انتقالية تمكن الشعب السوري من تحقيق تطلعاته في الإصلاح الديموقراطي والتغيير. كما يدعو المعارضة السورية إلى تسريع تشكيل حكومة انتقالية تمثل كل الأطراف من دون تمييز، كما سيتضمن دعوة مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤوليته ووضع نهاية للعنف واراقة الدماء وإيجاد حل سلمي ودائم للأزمة السورية. وسيحمل البيان النظام السوري «المسؤولية الأساسية عن استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات»، وسيعلن قادة الدول الإسلامية عن دعم المبادرة الرباعية التي أطلقها الرئيس المصري محمد مرسي، والتي تشكل جهداً ملموساً لحل الأزمة بتوافق يحفظ حقوق ومطالب الشعب السوري العادلة ويضمن في الوقت ذاته وحدة الاراضي السورية وسلامتها.

من جهة اخرى حذر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو من إطالة أمد الأزمة السورية، وأكد ضرورة تحقيق حل سياسي «يضمن انتقالاً منظماً ومحكوماً لسورية الجديدة»، وشدد على أن رغبة الشعب السوري في الحرية والكرامة والديموقراطية «لن يستطيع أن يقف ويمنعها أحد». وناشد كل الأطراف التي لها تأثير على النظام السوري توعيته بهذه الحقيقة أن الشعب السوري سينتصر لا محالة في النهاية.

وعلى الصعيد الميداني دارت اشتباكات عنيفة امس بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة حول ثكنة المهلب في حي السبيل في غربي حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاشتباكات استمرت منذ الفجر ورافقها سقوط قذائف على المنطقة، كما وقعت خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وتضم هذه الثكنة عددا كبيرا من عناصر القوات النظامية. وسبق للمعارضة ان حاولت الاستيلاء عليها في السابق.

وفي ريف حلب عزز الجيش تعزيز حواجزه في بلدة خناصر التي سيطر عليها اول من امس (الاثنين) بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة.

ويتوقع مراقبون ان يحاول الجيش بعد الاستيلاء على خناصر التقدم نحو بلدة السفيرة القريبة والواقعة جنوب غربي حلب، بهدف كسر الحصار الذي يفرضه مقاتلون معارضون منذ اكثر من شهر على معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية في بلدتي الواحة والسفيرة. وقال أحد سكان خناصر لمراسل وكالة «فرانس برس» ان «الدبابات والطيران» شاركت في الاشتباكات التي استمرت أكثر من ست ساعات قام مسلحو «جبهة النصرة» في نهايتها بالانسحاب من البلدة نحو مدينة السفيرة.

وفي محافظة حماة، تعرضت بلدة كرناز لقصف من القوات النظامية بمشاركة الطيران الحربي، وتستمر الاشتباكات العنيفة منذ ايام عدة على اطراف البلدة التي نزح عدد كبير من سكانها بسبب القصف.

كما شن الطيران الحربي صباحا غارات عدة على مناطق في ريف دمشق، فيما تعرضت مدينتا دوما وداريا للقصف. وسجلت غارات جوية ايضا على مناطق في ريف اللاذقية ومحافظة الرقة، فيما شهدت مناطق في محافظتي درعا وحمص وادلب قصفا واشتباكات.

 مقتل 19 عنصراً من الإستخبارات السورية في تدمر بهجومين انتحاريين

بيروت – ا ف ب

ارتفع عدد قتلى التفجيران الانتحاريان اللذان استهدفا مركزين امنيين في تدمر، الى 19 شخصاً، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان “ارتفع الى 19 عدد القتلى من عناصر المخابرات العسكرية الذين قتلوا صباح اليوم الاربعاء”، اثر تفجير رجلين سيارتين مفخختين بوقت متزامن امام فرع المخابرات العسكرية (المعروف بفرع البادية) والمخابرات العامة (أمن الدولة) في مدينة تدمر في محافظة حمص.

واشار الى ان “العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى من عناصر الامن بحالات خطرة”.

كما اصيب عدد من عناصر الامن الآخرين بجروح، وجرح ثمانية مواطنين مدنيين “بعضهم بحالة خطرة اثر انفجارات واطلاق رصاص تلا الانفجارين”.

واوردت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان “ارهابيين انتحاريين فجرّا اليوم سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات قرب الكراج في حي الجمعية الغربي السكني بمدينة تدمر”.

واسفر الانفجاران بحسب الوكالة عن “استشهاد عدد من المواطنين بينهم امرأة وجرح العشرات اضافة الى الحاق اضرار مادية كبيرة في المكان”.

ريتا معلوف: الإعلام السوري ذراع متطرف للنظام

أبو ظبي – «الحياة»

بدأ كثر من من الإعلاميين السوريين حياتهم المهنية في المنظومة المحلية، قبل أن ينتقل المميّزون -او المحظوظون- منهم للعمل في الوسائل الإعلامية العربية والعالمية، ليصبحوا نجوماً. وفي ظل غياب الإعلام الخاص عن الشارع السوري لسنوات، ثم حضوره بشكل متواضع أخيراً، فإن معظم هؤلاء النجوم عملوا في المنظومة الحكومية للإعلام، فعايشوا تقلبات الإعلام السوري على مختلف المستويات.

من بين هؤلاء الإعلامية السورية ريتا معلوف المذيعة في قناة «سكاي نيوز عربية»، والتي عملت في الإعلام السوري بشقيه الحكومي والخاص قبل أن تنتقل للعمل في قناة «فرانس 24»، ولتستقر أخيراً في «سكاي نيوز». «الحياة» التقت معلوف، التي وصفت الإعلام الرسمي السوري بالناطق باسم الحكومة، لتضيف: «كان لدي تجربتان في الإعلام المرئي السوري، الأولى في قناة «شام» التي كان يعول عليها كثير من السوريين كأول قناة خاصة، لكنها أغلقت، والثانية عبر التلفزيون الرسمي السوري.

وبما أن الإعلام السوري المرئي منذ نشأته قبل أكثر من خمسين عاماً كان محصوراً بالتلفزيون الرسمي، كانت فرصة العمل محصورة فيه، إلى أن افتتحت قناة «الدنيا» وبعدها «الإخبارية». في أثناء ذلك استمرت تجربتي في التلفزيون السوري لعامين غادرت بعدهما إلى فرنسا. في دمشق كنت قارئة أخبار كسائر قارئي الأخبار في التلفزيونات الرسمية العربية، وتيقنت من خلال تجربتي أن المنظومة الإعلامية السورية هي مجرد لسان للدولة وناقلة لأخبارها المحلية والدولية المتعلقة بالزيارات الرسمية وما شابه، وهذه هي الوظيفة الرئيسة للتلفزيونات الرسمية في العالم العربي».

 باحثون عن الأمان

وحول التلفزيون الرسمي السوري وأدائه في ظل الأزمة الحالية ومدى مصداقيته، تتابع ريتا معلوف قائلة: «أعتقد أن التلفزيون السوري اختلف كثيراً منذ بدء الإحداث في سوريا، ولا يمكن تقييم مصداقيته بالمعنى المهني الإعلامي، فهو كما ذكرت مجرد ناطق رسمي، ومواقفه ترجمة حرفية لمواقف الدولة. في السابق كنا نتعرض لنقد -»محق» من وجهة نظري- يأتي من المشاهدين، على قلتهم، في ذلك الوقت لهذا السبب.. وبعد بدء الأحداث أصبح له جمهور «من المؤيدين» يصدقه في كل شيء بما لا يقبل الشك. وتفسير ذلك أن كثر من الناس يميلون الآن الى تصديق الرواية التي تُشعرهم بشيء من الأمان أو التي تطابق وجهات نظرهم» .

وترى معلوف أن الإعلام السوري ككل «ليس أكثر من ذراع إعلامي متطرف للنظام وأجهزته الأمنية، وإن كان يخصص مساحات لمهاجمة الإعلام العربي والدولي، فإنه من أكثر العوامل تحريضاً في المشهد السوري»، وتضيف: «تخيّل أن تعرض جثث السوريين بأبشع اللقطات من دون أي حرمة للموتى أو لأهاليهم ثم يوصفون بأنهم رجال عصابات قتلوا بعملية نوعية، أو أن يتم انتزاع اعترافات من جرحى ومحتضرين عوضاً عن إسعافهم، إضافة إلى حملات التخوين التي طاولت فئات عديدة من المجتمع السوري. أنا في أحيان كثيرة كنت لا أصدق أن بعض الأمور تبثّ فعلاً على الهواء، وكنت أقول إنها لا بد مزحة، أو مقطع من مسلسل كوميدي! ولكن يتبين في ما بعد أنها برامج وتقارير حقيقية في سياق جاد».

أما عن الإعلام المعارض، فتقول معلوف في حديثها: «لم تسنح لي الفرصة لمشاهدة كل المحطات، ولكن مما تابعته، أرى أن إعلام المعارضة ليس أفضل -بالمعنى المهني للكلمة- من إعلام النظام. وبما أنه إعلام مضاد، أصبح مرآة لإعلام رسمي مضاد في بعض الأحيان، ولكن الخطورة الحقيقية تأتي من قنوات الفتاوى المعارضة التي تستغل الدين في السياسة، فأنا أرى أنها خطر حقيقي على المجتمع بكل مكوناته».

وحول تغطية «سكاي نيوز عربية» للأزمة السورية، ترى ريتا معلوف أنها «أكثر القنوات التزاماً بالحياد»، وتشرح سبب ذلك: «إن المبدأ عندنا يقوم على أن نسمع وجهة النظر كاملة لكل الضيوف من دون مقاطعة، مع أن هذا صعب أحياناً، لأن الضيف قد يقدّم معلومة خاطئة أو غير مفهومة أو مهينة لطرف ما. وهنا تستوجب المقاطعة للتوضيح فقط». كما أرى أن «سكاي نيوز عربية» حريصة على التوازن في استضافة موالين ومعارضين في كل فترة إخبارية مرة على الأقل. إضافة إلى الزملاء المراسلين في المناطق الأكثر توتراً، الذين يوافونا بتقارير صحفية ذات طابع إنساني».

 كيف يكون الحياد

وعن موفقها الشخصي من الأحداث ومدى انعكاسه في عملها، تقول ريتا: «من غير المسموح، وأنا أصلاً لا أسمح لنفسي أن أعكس موقفي في عملي، فمشاهدو القناة ينتمون الى كل الأطياف ويجب احترام المُشاهد والضيف مهما كان الاختلاف كبيراً. وعندما تلام من الطرفين فاعلم أنك تعمل بحياد. أما موقفي الشخصي كمواطنة سورية، فانا أرى أنه كان في إمكان النظام تدارك الأمور منذ البداية ولكنه لم يفعل. فالسلطة في النهاية هي المسؤولة عن حماية أمن المواطنين وكرامتهم. ما نحن فيه اليوم بكل تشعباته وصراعاته هو نتيجة، ولا يمكن النظر إليها في معزل عن الأسباب. في الوقت نفسه أنظر إلى المعارضة أنها ساهمت إلى حد كبير في تدهور الوضع، من خلال الانقسام وتضارب الرؤى، باستثناء أسماء قليلة طبعاً. وأنا مع أي حل يوقف القتل فوراً ويعيد اللاجئين إلى وطنهم وبيوتهم حتى نبدأ بإعادة الإعمار والنهوض بسوريا لكل السوريين..».

وأخيراً في سؤال عن ردها عن الصفات التي أطلقت عليها من إعلام النظام و«شبيحته»، اقلها الخيانة، تجيب معلوف: «هذه الشتائم يطلقها المتطرفون. أما الصفة أو التهمة، التي تضحكني وتؤسفني في الوقت نفسه، في التي تقول عني «إنني صنيعة النظام».

ليس للخطيب من يحاوره في دمشق

و”المجلس” يراه متناقضا و “الائتلاف”

(و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)

شن “المجلس الوطني السوري” الذي يعتبر أحد أبرز مكونات “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، حملة عنيفة أمس على رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب، رافضا “الدخول في اي حوار او تفاوض” مع نظام الرئيس بشار الاسد، بينما اعتبرت دمشق عبر وسائل اعلامها ان مبادرة الاخير أتت متأخرة.

وقال “المجلس الوطني” في بيان نشر على صفحته على موقع “الفايسبوك” ان “ما سمي بمبادرة الحوار مع النظام انما هي قرار فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف الوطني ولم يجر التشاور في شأنه، ولا يعبر عن مواقف والتزامات القوى المؤسسة له”. وأضاف “ان تلك المبادرة تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف” التي تنص على “ان هدف الائتلاف اسقاط النظام القائم برموزه وحل أجهزته الأمنية والعمل على محاسبة المسؤولين عن سفك دماء الشعب السوري”، و”عدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم”.

ولاحظ ان “قوى اقليمية ودولية طالما كانت شريكاً فعليا للنظام على مدى عامين في قتل السوريين وابادة عشرات الآلاف منهم وتدمير قرى وبلدات واحياء بكاملها” تشارك في هذه المبادرة. ولم يسم المجلس تلك القوى، لكنه انتقد بشدة لقاء الخطيب وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي في ميونيخ في نهاية الاسبوع. قائلا: “ان اجتماع رئيس الائتلاف مع وزير خارجية النظام الايراني يمثل طعنة للثورة السورية وشهدائها، ومحاولة بائسة لتحسين صورة طهران وتدخلاتها في الشأن السوري ودعمها النظام بكل أدوات القتل والإرهاب”.

 ولفت الى ان مبادرات رئيس الائتلاف “احدثت شرخا في المواقف السياسية لقوى المعارضة، وقدرا واسعا من البلبلة في الاوساط الشعبية والثورية”، محذرا من ان الاستمرار “في اتخاذ خطوات منفردة … ينذر بتوسيع الهوة داخله”، و”يمثل خدمة للنظام وحلفائه الذين يسعون بكل الوسائل لإضعاف المعارضة وضرب الثورة وإيذائها”. واعلن انه “شرع في اجراء حوارات معمقة مع كل القوى الثورية والكتائب الميدانية والقوى السياسية والشخصيات الوطنية في شأن خطورة ما يجري وتقييم الموقف السياسي والخطوات المطلوبة”، وفي “اتصالات مع الدول العربية والأطراف الصديقة للشعب السوري”.

وأفادت مصادر في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أن 30 عضوا بعثوا برسالة الى قيادته يطالبون بعقد اجتماع عاجل لجميع الاعضاء للبحث في اقتراح الخطيب.

وقال العميد السوري المنشق مناف طلاس “إن الفوضى التي تسود سوريا لا يمكن ان تسقط النظام”، مشيرا الى ان سقوط النظام اليوم يعني ان هذه الفوضى ستحكم البلاد مما سيؤدي بدوره الى كوارث.

دمشق

وفي دمشق، رأت صحيفة “الوطن” السورية” المقربة من النظام السوري ان “تصريحات الخطيب تبقى منقوصة ولا تكفي لتجعله مفاوضا أو محاورا مقبولا شعبيا على أقل تقدير”. وقالت انه “يمكن وصف تلك التصريحات بالمناورة السياسية لتصحيح خطأ الدفاع عن جبهة النصرة والتبرير المستمر لجرائم ترتكب كل ساعة بحق سوريا”.

وخلصت إلى ان تصريحات الخطيب “على رغم أهميتها السياسية جاءت متأخرة قرابة سنتين”، مشيرة الى ان “سنتين مضتا خسرنا خلالهما الكثير والكثير نتيجة تعنت المعارضة ورفضها للحوار”. وأكدت ان “الكرة ليست في ملعب الدولة السورية كما يقول الشيخ الخطيب. فالدولة سبق لها أن سددت الكرة منذ الاسابيع الاولى في مرمى الحوار ولكن من غير أن تجد من يلبي دعوتها”.

وعن اشتراط الخطيب لبدء الحوار مع النظام السوري الافراج عن “160 الف معتقل” في السجون السورية وتجديد جوازات سفر السوريين الموجودين في الخارج، قالت الصحيفة ان المشكلة لا تكمن في هذين الشرطين وانما في “مخاطبة السوريين جميعا واقناعهم بان الموالاة والمعارضة ستقفان صفا واحدا لمحاربة الارهاب … وانه سيكون أول المدافعين عن حقوق السوريين كل السوريين … وانه سيقبل بما سيقوله الشعب في صناديق الاقتراع” لبناء سوريا “متجددة حرة ديموقراطية منيعة على أي اعتداء”.

العربي

■ في القاهرة، رحب الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بمبادرة الخطيب. وقال في بيان ان مبادرة الخطيب “تندرج في اطار ماجرى التوافق عليه في الاعلان الصادر عن مجموعة العمل الدولية التي انعدقت في جني ففي 30 حزيران الماضي.

وابرز “ضرورة الاستفادة من أية فرصة متاحة لكسر دائرة العنف وحقن دماء الشعب السوري ووضع هذه الازمة المستعصية على مسار الحل السياسي المؤدي الى الاتفاق على ترتيبات المرحلة الانتقالية لاحداث التغيير الحقيقي الذي يعبر عن التطلعات المشروعة للشعب السوري في التغيير والحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية”.

بان كي – مون

■ في نيويورك، وصف الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون، مارتن فيسيركي دعوة الخطيب الى بدء محادثات في شأن الازمة السورية، بانها “اشارة طيبة وعلامة ايجابية”. وقال “ان بان كي – مون يعتبر دعوة زعيم المعارضة الى الحوار اشارة مهمة وعلامة طيبة لحل الازمة”. واضاف ان الامين العام كرر اكثر من مرة ان الصراع العسكري لن يحل الازمة الحالية في سوريا.

باريس

■ في باريس، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو بانه “ليس هناك سوى حل سياسي للازمة السورية”. ووصف مبادرة الخطيب بانها “مبادرة شجاعة”، مشيراً الى ان ثمة “موقفاً دولياً يعكس اتجاهاً نحو تشجيع هذا الحوار”.

تعزيز “القبة الحديد”

■ في القدس، افادت مصادر أمنية أن اسرائيل نشرت بطارية ثالثة من نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديد” قرب حدودها الشمالية مع سوريا ولبنان.

اشــتباكات عنيفــة فــي حلــب وجوارهــا

«الجبهــة الإســلامية» تنافــس «النصــرة»

مع تحول «جبهة النصرة» في الآونة الأخيرة إلى كابوس يشغل بال العالم لدرجة إقدام أميركا على إدراجها في لائحة الإرهاب، تراجعت أسماء الكتائب والمجموعات المسلّحة الأخرى لحساب «النصرة» التي حازت الاهتمام كأكثر القوى تنظيماً على الأرض وقدرة على تنفيذ ضربات نوعية.

ولكن ما بدا واضحاً مؤخراً، بحسب تقرير لـ«معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، صعود نجم الجناح العسكري لـ«كتائب أحرار الشام»، الذي يعمل تحت اسم «الجبهة الإسلامية السورية»، التي بدأ نفوذها العسكري يتنامى في حلب وإدلب ومناطق أخرى.

من هنا يشير التقرير إلى ضرورة أن تتخذ واشنطن الإجراءات الكافية لتلحظ هذه الجماعات المتنامية، التي قد لا تقلّ خطورة وفعالية عن «جبهة النصرة».

وفي تعريف لعمل الجبهة، قال المتحدث باسمها عبد الرحمن السوري انها تتبع الأنظمة السلفية، وهدفها إسقاط نظام الأسد وحلفائه ثم تأسيس دولة تعتمد على الشريعة، وتركز على الدعوة في «التربية الثقافية والمساعدة الإنسانية».

وتضم «الجبهة الإسلامية السورية» 11 كتيبة موزعة على الأراضي السورية، وهي «حركة الفجر الإسلامية» (التي تنشط في حلب وجوارها)، و«كتائب أنصار الشام» (في اللاذقية ومحيطها)، و«لواء الحق» (في حمص)، و«جيش التوحيد» (في دير الزور)، و«جماعة الطليعة الإسلامية» (في مناطق إدلب الريفية)، و«كتيبة مصعب بن عُمير» (في ريف حلب)، و«كتيبة صقور الإسلام» و«كتائب الإيمان المقاتلة» و«سرايا المهام الخاصة» و«كتيبة حمزة بن عبد المطلب» (في دمشق). يُذكر أن الكتائب الخمس الأخيرة لم تسجل أي عملية على شبكة الانترنت ما يوحي بأنها غير ناشطة فعلياً على الأرض.

لا تختلف الشرعة التنظيمية لأهداف الجبهة عن غيرها من الجماعات السلفية، فهي تعمل على بناء الدولة وفق الشريعة الإسلامية. وفيما تنحو إلى طمأنة الرأي العام بعدم لجوئها إلى التكفير، تعتبر أن دور المرأة ثانوي، وحقوقها وفق التوصيف الغربي تتعارض مع الإسلام وتطالب بأن يصبح دين الدولة الإسلام.

ولكن ماذا الذي يفرق «الجبهة الإسلامية» عن «جبهة النصرة»، مع العلم أن الاثنتين تتشاركان التوجه الإيديولوجي ذاته؟ في الواقع، وبينما يبدو ارتباط «النصرة» بـ«القاعدة» في العراق واضحاً، لا يظهر أي ارتباط أو علاقة للجبهة الإسلامية مع القاعدة، ففيما تظهر «النصرة» على صفحة «فايسبوك» التابعة لـ«القاعدة»، تمتلك «الإسلامية» حسابها الخاص على «تويتر» و«فايسبوك».

من جهة أخرى، بدا لافتاً أمس التسجيل المصور الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر فيه خطيب «جبهة النصرة» أبو حفص الليبي ليعبّر عن رفضه الشديد لمبادرة رئيس «الائتلاف» السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، متوجهاً للأخير بالقول «ثكلتك أمك».

ثمة الكثير مما يمكن استخراجه من هذا التسجيل، وإن كان لا يُعدّ جديداً ربما في سياق التهديدات السلفية التي تطلقها «جبهة النصرة». أبو حفص كان أشبه بجندي من العهد الجاهلي، يحمل سيفاً طويلاً يهدّد به بأن «قتله لن ينفع، فهناك الكثير من أبو حفص، وأحسن منه».

أوصى الحضور، الذي بدا شديد التأثر وبعضهم كان يبكي، وهو يلوّح بالسيف بأن الحوار لن يكون إلا به (السيف)، مؤكداً «الرؤوس قد أينعت وحان وقت القطاف». (التسجيل المصوّر على الرابط http://www.youtube.com/watch?v=Obrz6I37HJ4).

ومن التسجيلات المصورة التي انتشرت أمس، كان هناك واحد أظهر قيام مسلحين معارضين في سوريا بإعدام ثلاثة أشقاء، أحدهم كان ينتمي لـ«الجيش السوري الحر»، وشخص رابع قريب لهم، بعد اتهامهم بالتعاون مع الجيش السوري، وقتل أحد المسلحين.

كما أظهر تسجيل ثان مجموعة من المسلحين تنتمي إلى «كتيبة المهاجرين والأنصار»، التي تتبع «لواء صقور الشام»، وهم يذبحون رجلا قائلين إن إعدامه جاء «عقابا له على محاربة الله».

في هذه الأثناء، استمرت الاشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومسلحين حول ثكنة المهلب العسكرية في حي السبيل، غربي حلب، يرافقها سقوط قذائف على المنطقة، بحسب ما ذكر «المرصد السوري» الذي أكد وقوع خسائر بشرية من الطرفين.

وفي ريف حلب، أفاد المرصد عن «تعزيز القوات السورية حواجزها في بلدة خناصر ومحيطها، التي سيطرت عليها أمس بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي المعارضة».

ومن الواضح أن الجيش السوري سيحاول بعد الاستيلاء على خناصر التقدم نحو بلدة السفيرة، القريبة والواقعة جنوبي غربي حلب، بهدف كسر الحصار الذي يفرضه المسلحون منذ أكثر من شهر على معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية في بلدتي الواحة والسفيرة.

وتابع المرصد «شن الطيران السوري غارات على مناطق في ريف دمشق، فيما تعرضت مدينتا دوما وداريا للقصف. وسجلت غارات جوية في ريف اللاذقية ومحافظة الرقة، فيما شهدت مناطق في محافظات درعا وحمص وادلب قصفا واشتباكات».

(«السفير»)

الأزمة السورية في القمة الإسلامية: لقاء بين مرسي ونجاد وغول اليوم

تواصل الأزمة في سوريا تصدر المشهد في قمة منظمة التعاون الإسلامي التي تفتتح اليوم في القاهرة، حيث يتم التحضير لعقد قمة مصغرة، مصرية – تركية ـ إيرانية، اليوم لإيجاد حل للازمة.

وقالت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى في جامعة الدول العربية لوكالة «الأناضول»، أمس، ان مساعي تجري لعقد قمة ثلاثية اليوم بين مصر وتركيا وإيران بشأن الأزمة السورية، مضيفة ان اتصالات ما زالت تجري مع السعودية للانضمام إلى القمة التي ستتناول مبادرة رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد معاذ الخطيب.

وذكرت «الأناضول» ان الرئيس المصري محمد مرسي بحث مع نظيره التركي عبد الله غول، في مطار القاهرة، «الأوضاع الحالية التي تعيشها المنطقة، خاصة الوضع في سوريا وفلسطين». وكان مرسي التقى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الذي يشارك في القمة الإسلامية التي تفتتح اليوم.

إلى ذلك، أظهرت مسودة للبيان الختامي لقمة منظمة التعاون الإسلامي أن زعماء العالم الإسلامي سيدعون إلى إجراء حوار بين المعارضة السورية ومسؤولين حكوميين «غير ضالعين في القمع» لإنهاء العنف في سوريا.

وتدين المسودة «بشدة العنف المستمر في سوريا، وتؤكد أن الحكومة السورية تتحمل المسؤولية الأساسية عن استمراره وعن تدمير الممتلكات». وتعبر عن «القلق البالغ بشأن تدهور الوضع وتسارع وتيرة القتل الذي راح ضحيته آلاف المدنيين العزل وارتكاب مذابح في المدن والقرى على أيدي السلطات السورية».

ودعت مسودة البيان «قوى المعارضة السورية إلى الإسراع في تشكيل حكومة انتقالية، وأن تكون مستعدة لتولي المسؤولية السياسية بالكامل لحين الانتهاء من عملية التغيير السياسي المنشود». ودعت «النظام السوري إلى إبداء الحكمة والدعوة إلى حوار جاد بين الائتلاف الوطني للثورة السورية وقوى المعارضة وممثلين عن الحكومة السورية يلتزمون بالتحول السياسي في سوريا ولم يكونوا ضالعين في أي شكل من أشكال القمع». وأعربت عن «دعمها مهمة المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في التوصل لحل سياسي للأزمة السورية».

وشددت مسودة مشروع قرار حول فلسطين على «ضرورة الدعوة لعقد الدول الأعضاء بالمنظمة مؤتمر مانحين لدعم القضية الفلسطينية في موعد أقصاه نيسان المقبل». واعتبرت أن «الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام ١٩٦٧ بما فيها القدس تمثل وحدة جغرافية واحدة تشكل دولة فلسطين».

(«السفير»، «الأناضول»، رويترز)

مرسي: على النظام الحاكم في سوريا أن يقرأ التاريخ ويعي درسه الخالد

القاهرة- (رويترز): دعا الرئيس المصري محمد مرسي في افتتاح قمة منظمة التعاون الإسلامي بالقاهرة الاربعاء، النظام الحاكم في سوريا إلى قراءة التاريخ والتعلم من دروسه الخالدة.

وقال مرسي “على النظام الحاكم في سوريا أن يقرأ التاريخ ويعي درسه الخالد… الشعوب هي الباقية وان من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم ذاهبون لا محالة”.

وأضاف مرسي ان “مصر تقدم كل الدعم اللازم للائتلاف الوطني السوري المعارض ليقوم بمهامه على الوجه الأكمل”.

كما دعا اطياف المعارضة السورية التي لم تنضم للائتلاف الوطني السوري “للتنسيق معه ومؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة”.

المعارضة السورية تفشل في معركة “دمشق الثالثة” تصعيد عنيف على الأرض ومقتل 17 عنصراً من النصرة بقذيفة

دمشق ـ “القدس العربي” ـ من كامل صقر: للمرة الثانية يحاول مقاتلو المعارضة السورية استحضار ما يُعرب بـ “معركة دمشق الكبرى” التي أعقبت تفجير مبنى الأمن القومي منتصف تموز (يوليو) من العام الماضي.

مليشيات المعارضة أعلنت الأربعاء عبر صفحات “تنسيقيات الثورة” عن بدء معركة الدخول الى العاصمة دمشق باسم عملية “الملحمة الكبرى”، الخطوة هذه جاءت بعد أيام قليلة من الخطوة السياسية التي خطاها رئيس الائتلاف الوطني المعارض معاذ الخطيب وأعلن فيها استعداداً مشروطاً للحوار مع النظام.

تصعيد مسلح غير مسبوق شهدته بلدات ريف دمشق والضواحي القريبة من العاصمة ترافق مع تصعيد غير مسبوق أيضاً في عدد من مناطق حلب شمالاً قابله تصعيد في العمليات العسكرية للقوات السورية وقصف مدفعي عنيف استهدف معاقل قوات المعارضة التي فشلت للمرة الثالثة في دخول العاصمة إثر صد الجيش لهجمات مقاتلي حي جوبر الذين حاولوا نقل الاشتباكات إلى ساحة العباسيين.

الاشتباكات الأعنف إذاً شهدتها أطراف حي العباسيين الدمشقي الملاصقة لحي جوبر الذي يسيطر عليه المسلحون الذين شنوا صباح الأربعاء هجمات مكثفة على حواجز وتجمعات للجيش السوري هناك، لكن ساحة العباسيين لم تشهد أية اشتباكات وبقيت بعيدة عن عنها.

ونقل تلفزيون خبر المحلي عن مصدر إعلانه مقتل 17 عنصراً من “جبهة النصرة” خلال استهداف طائرات الجيش السوري مقرا لهم في بلدة بنش بريف ادلب، وأضاف المصدر بأن العملية أسفرت عن تدمير بناء كامل كان يتخذه عناصر “جبهة النصرة” مقرا لهم.

وفي معضمية الشام شرقي دمشق قصفت مدفعية الجيش معاقل مسلحين في البلدة وقتلت عدداً منهم، كما اندلعت اشتباكات مسلحة بين الجيش ومليشيات المعارضة في بلدة عرطوز شرقاً وفي حلب، شن عشرات المسلحين هجوماً مساء الثلاثاء على ثكنة المهلب العسكرية بحي السبيل واعترفت صفحات المعارضة بأن مسلحين ممن شنوا هذا الهجوم اقتحموا بناء النحّاس السكني المقابل للثكنة المذكورة مباشرة واحتجزوا 30 مدنيياً يقيمون داخله بهدف اتخاذه مقراً لهجومهم على الثكنة، ولم تنجح وساطات الهلال الأحمر السوري مع المسلحين لإخراج المدنيين فتدخلت قوات الجيش واشتبكت مع المسلحين ولم ترد أنباء دقيقة عن الضحايا لكن تم إخلاء المبنى من المدنيين إثر اقتحام الجيش له.

المقاتلون المعارضون يدربون اطفالا ليصبحوا “الات قتل” في سورية

تلالين (سوريا) ـ (ا ف ب) – “يصلون الى هنا اطفالا، لكن عندما يخرجون يكونوا مجرد الات للقتل”. هذا ما يدرب عليه الرقيب المنشق عن الجيش السوري عبد الرازق مراهقين لارسالهم الى القتال ضد القوات النظامية.

وصرخ عبد الرازق فجأة “مصعب، يفترض ان تقتله لا ان تداعب صدره”، متوجها الى فتى في الرابعة عشرة من العمر تمكن من نزع سلاح صبي في الفريق الخصم ولكمه بدلا من التظاهر بطعنه.

وقال والده ابو كمال الذي يقاتل في صفوف الجيش الوطني الحر المعارض لنظام الرئيس بشار الاسد، على غرار تسعة من عمومة مصعب وعشرة من ابناء عمومه، “انني فخور بابني. اعلم انه سيصبح جنديا جيدا”.

وصبحي البالغ 15 عاما توسل الى والده ليسمح له بمتابعة التدريب. وقال “ضقت ذرعا من البقاء في المنزل انتظر عودة والدي واشقائي من الجبهة ليروون لي عن الحرب. اريد ان اذهب لارى ذلك بنفسي”.

ومصطفى الذي لا يتجاوز الرابعة عشرة بدا اقل تصميما لكنه يكرر ما يهمس له الكبار. فيقول “اريد القتال من اجل عائلتي وبلادي، وان كان علي ان اضحي بحياتي فاني مستعد”.

وقال عبد الرازق ان “الاطفال هم افضل جنود عرفتهم. تأمر فيطيعون. اما الراشد فهو يطرح اسئلة. هؤلاء الاطفال (…) لا يشككون بشيء”.

واوضح هذا العسكري الذي يبلغ 38 عاما ان “اهاليهم يريدون ان يتلقوا تدريبا عسكريا قبل ارسالهم الى الجبهة حيث سيموتون بسرعة بدون تلقي تدريب جيد”.

واكد وهو يستعرض قواته من الفتيان في مدرسة قديمة في محافظة حلب (شمال) تحولت الى اكاديمية عسكرية للمتمردين ان “المشكلة هي انه لم يعد هناك راشدون في القرى، وفجأة اصبح الاطفال هم الذين يتبعون تدريبا عسكريا”.

وان كان عدد من هؤلاء الفتيان يواجهون خطر الموت “فان اخرين سيأتون ليحلوا مكانهم لمواصلة القتال”، فيما اسفر النزاع في سوريا عن سقوط اكثر من 60 الف قتيل في خلال 22 شهرا بحسب الامم المتحدة.

ويرى جان نيكولا بوز المكلف حماية الطفولة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا داخل منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) ان ذلك هو من خصوصيات النزاع السوري.

وقال لفرانس برس “لا يوجد تجنيد فعلي للاطفال كما في نزاعات اخرى. الفتيان يحضرون احيانا من تلقاء انفسهم بتشجيع من عائلاتهم، لكن من واجب قادة المجموعات المسلحة ان يرفضونهم”.

وذكر بان القانون الدولي يحظر بالفعل على اي شخص يقل عمره عن 18 عاما، المشاركة في القتال او في عمليات مساندة مثل التجسس ونقل اسلحة او امداد مقاتلين.

ولفت الى ان الاستعانة باطفال “في موقع قتال او دعم مقاتلين يشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الطفل”.

وتظهر اشرطة فيديو عديدة على الانترنت جنودا اطفالا في سائر ارجاء البلاد. ويظهر في هذه الاشرطة التي صورتها وسائل اعلام دولية او كتائب المقاتلين المعارضين فتيان يحملون كلاشنيكوفات واحدهم يحمل حتى قاذفة صواريخ اكبر منه.

وفي احد هذه الاشرطة صوره مقاتلون في 24 تشرين الثاني/نوفمبر في دير الزور شرق سوريا، يظهر صبي يرتدي سترة عسكرية ويحمل بندقية رشاشة وسط مقاتلين يطلقون النار على الجبهة.

وقد عرف عنه المصور “هذا اصغر مقاتل في سوريا” قبل ان يقدم الصبي باسم “داني وليد ويبلغ 14 عاما”.

كما تظهر اشرطة اخرى عديدة صورت في المنطقة نفسها صبية قدموا جميعهم على انهم “اصغر مقاتل في سوريا” وسط مجموعات المقاتلين.

وثمة شريط مثير للصدمة بثه انصار النظام يظهر فيه صبي محاطا برجال قدموا على انهم من المتمردين.

وهو يحمل فأسا بيده ويقطع رأس رجل على الارض وسط مباركة الرجال المحاطين به. وبعد فصل الرأس عن الجسد رماه المتمردون ودحرجوه ارضا امام الطفل.

هيثم منّاع يرحّب بمبادرة الخطيب ويعتبرها أهم حدث سياسي منذ ولادة الائتلاف السوري المعارض

لندن- (يو بي اي): رحّب رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، هيثم منُاع، بالمبادرة التي أطلقها أحمد معاذ الخطيب رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” لفتح حوار مع السلطة، واعتبرها أهم حدث سياسي منذ ولادة الائتلاف قبل نحو ثلاثة أشهر.

وقال منّاع ليونايتد برس انترناشونال عبر الهاتف الأربعاء إن مبادرة الخطيب “أصابت مقتلاً المبادرة التي طرحها الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير، لأنها أعادت الاعتبار للحل السياسي وجعلت بالتالي من نظرية الحل الأمني العسكري جريمة وليس حلاً، ومن استمرار القتال من أجل القتال تدميراً للبلاد والعباد”.

وأضاف أن الخطيب “كان من الجرأة بحيث وقف في وجه كل المزاودات وكل الشعبويات، ويتعين على كل ثائر ومعارض ديمقراطي مسؤول دعم هذا التوجه لتحقيق الحصار الكامل لكل من يعتقد أن السلاح يمكن أن يعطي نصراً للسوريين”.

واعتبر منّاع “أن من مصلحة الشعب السوري وقوى التغيير دعم مبادرة الخطيب”.

وهاجم المجلس الوطني السوري، أحد ابرز مكونات “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، مبادرة الخطيب للتفاوض مع النظام، واعتبرها “موقفاً فردياً لا يعبّر عن مواقف والتزامات القوى المؤسسة للائتلاف”.

وكان “المؤتمر الدولي السوري”، الذي ساهم مناع بتنظيمه بمدينة جنيف السويسرية، دعا إلى إطلاق عملية سياسية عبر التفاوض بين المعارضة والسلطة، وقال في إعلان أصدره في ختام أعماله في 29 كانون الثاني/ يناير الماضي “إن إنقاذ سوريا من الحالة الكارثية ووضعها على الطريق الآمن يأتي من خلال توحيد القوى المجتمعية على أساس الديمقراطية والتعددية والمساواة وكسب تأييد القوى الخارجية العربية والدولية”.

ويشار إلى أن الأزمة السورية تقترب من إكمال عامها الثاني، وأسفرت –حسب الأمم المتحدة- عن مقتل 60 ألف شخص.

فيديو يظهر قيام معارضين بـ’ذبح’ موالين للنظام السوري.. والمرصد يعلق: هذا ضد ثورتنا

الوطني السوري يشن حملة على الخطيب ويرفض الحوار مع النظام

اسطنبول ـ بيروت ـ دمشق ـ وكالات: واجهت المعارضة السورية ضربة جديدة امس الثلاثاء بعد اعلان المجلس الوطني السوري المعارض رفضه للحوار مع النظام ووجه انتقادات لاذعة إلى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة المعارضة أحمد معاذ الخطيب، في الوقت الذي اعتبرت فيه صحيفة ‘الوطن’ السورية القريبة من السلطات ان العرض الذي تقدم به رئيس الائتلاف المعارض ‘جاء متأخرا’ وان المطلوب هو ‘محاربة الارهاب’، وذلك بعد ترحيب واشنطن بهذا العرض مشترطة عدم منح الرئيس بشار الاسد اي حصانة.

وقال المجلس الوطني في بيان نشره عبر صفحته على (فيسبوك) إن ‘ما سُمّي بمبادرة الحوار مع النظام، إنما هي قرارٌ فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف الوطني ولم يجرِ التشاور بشأنه، ولا يعبر عن مواقف والتزامات القوى المؤسِسِة له’.

وتابع أن ‘تلك المبادرة تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف الصادرة في الدوحة في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، والتي تنص في الفقرة أولاً على أن هدف الائتلاف إسقاط النظام القائم برموزه وحلّ أجهزته الأمنية والعمل على محاسبة المسؤولين عن سفك دماء الشعب السوري’. واضاف ‘وفي الفقرة خامساً عدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم’.

وأضاف أن المبادرة تتناقض مع نصوص النظام الأساسي للائتلاف التي تؤكد على أن الهدف الأساس من تشكيل الائتلاف هو ‘إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه’، ويرفض الدخول في حوار معه.

واضاف أن ‘محاولة البعض دفع الثورة السورية نحو تقديم تنازلات والجلوس مع القتلة والمجرمين بذريعة أن الشعب السوري قد أرهقته جرائم النظام وثمنها الفادح، إنما يضع علامات استفهام كبيرة حول عمليات الحصار الإغاثية والمالية والعسكرية التي تعرضت لها قوى الثورة على مدى عامين وما زالت مستمرة’.

وانتقد البيان بشدة رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب حيث اعتبر اجتماعه مع وزير الخارجية الإيراني ‘يمثل طعنة للثورة السورية وشهدائها، ومحاولة بائسة لتحسين صورة طهران وتدخلاتها في الشأن السوري ودعمها النظام بكل أدوات القتل والإرهاب، وهي خطوة يرفضها المجلس الوطني السوري بكافة صورها ما دامتْ إيران تساند النظام وتقف إلى جانبه’.

وقال إن ‘استمرار رئيس الائتلاف في اتخاذ خطوات منفردة والإدلاء بتصريحات دون العودة إلى مؤسسات الائتلاف ينذر بتوسيع الهوّة داخله، وإحداث ضرر في الصف الوطني مما يمثل خدمة للنظام وحلفائه الذين يسعون بكل الوسائل لإضعاف المعارضة وضرب الثورة وإيذائها’.

وفيما تؤشر لقاءات وزيري الخارجية الايراني والروسي مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية احمد معاذ الخطيب في ميونيخ اخيرا، الى رضى ضمني من موسكو وطهران، حليفتي النظام، على مبادرة الخطيب، فإن دولا اخرى بارزة حليفة للمعارضة، مثل السعودية وقطر، لم تبد اي موقف.

ومن الواضح انه لا يوجد اجماع في صفوف المعارضين على مد اليد الذي قام به احمد معاذ الخطيب ذاهبا الى حد التوجه مباشرة الى ‘الدكتور بشار الاسد’ والطلب منه ‘التساعد لايجاد حل’، بدليل تعليقات بعض الناشطين، وان لم يعلن اي من التيارات الرئيسية المعارضة موقفا مغايرا لموقف رئيس الائتلاف.

وفي غياب الموقف السوري الرسمي حتى الآن، ذكرت ‘الوطن’ ان ‘تصريحات الخطيب تبقى منقوصة ولا تكفي لتجعل منه مفاوضا أو محاورا مقبولا شعبيا على اقل تقدير’.

واضافت ‘يمكن وصف تلك التصريحات بالمناورة السياسية لتصحيح خطأ الدفاع عن جبهة النصرة والتبرير المستمر لجرائم ترتكب كل ساعة بحق سورية’.

ورأت الصحيفة ان تصريحات الخطيب ‘وعلى الرغم من أهميتها السياسية جاءت متأخرة قرابة السنتين’، مضيفة ان ‘الكرة ليست في ملعب الدولة السورية كما يقول الشيخ الخطيب، فالدولة سبق لها أن سددت الكرة منذ الاسابيع الاولى في مرمى الحوار لكن دون ان تجد من يلبي دعوتها’.

في واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند الاثنين ‘اذا كان لدى النظام ادنى اهتمام بالسلام، يتعين عليه الجلوس والتحدث الان مع الائتلاف السوري المعارض، وسندعم بقوة دعوة الخطيب’.

لكنها اضافت ‘لا اعتقد ان الخطيب من خلال ما قاله كان يفكر بانه يجب ان تكون هناك حصانة’ للمسؤولين السوريين ولبشار الاسد.

من جهة اخرى نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء مقطعي فيديو يظهران قيام معارضين بإعدام موالين للنظام ‘ذبحا’.

وأوضح المرصد أن المقطع الأول يظهر الحكم على رجل بالإعدام بتهمة ‘التعامل’مع النظام السوري والإفساد في الأرض’، كما يظهر تنفيذ الحكم في الرجل من خلال الذبح. وأشار المرصد في بيان أنه يملك معلومات عن الجهة المنفذة لحكم الإعدام والمنطقة الجغرافية التي نفذ فيها الحكم. أما المقطع الآخر، فيظهر ذبح’مجند من الجيش النظامي بعد أسره.

وأوضح رامي عبد الرحمن مدير المرصد لوكالة الأنباء الألمانية أن الواقعة الاولى حدثت في محافظة حلب شمال البلاد خلال الشهر الجاري، أما الأخرى فحدثت في درعا في وقت لا يعلمه.

وقال ‘هذا تصرف غير مقبول ضد مواطنين سوريين.. الثورة ضد بشار الأسد بدأت بدعوة للديمقراطية والعدل، وهذه التصرفات ضد ما نؤمن به’. ورفض عبد الرحمن الكشف عن اسم المجموعة التي تورطت في الحادثتين.

وعلى الارض، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين الثلاثاء حول ثكنة للجيش في غرب مدينة حلب في شمال سورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك غداة سيطرة الجيش السوري على خناصر في ريف حلب حيث قتل تسعة مواطنين بينهم ستة اطفال وسيدتان في القصف الذي رافق اقتحام القوات النظامية للقرية.

ومن الواضح ان الجيش السوري سيحاول بعد الاستيلاء على خناصر، التقدم نحو بلدة السفيرة القريبة والواقعة جنوب غرب مدينة حلب، بهدف كسر الحصار الذي يفرضه مقاتلون معارضون منذ اكثر من شهر على معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية في بلدتي الواحة والسفيرة. وقتل 123 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الاثنين.

النووي مقابل سورية

صحف عبرية

لا تكمن اهمية المؤتمرات الدولية في ما يقال على المنصة امام الميكروفونات المفتوحة. ففي مثل هذه المؤتمرات الاروقة والغرف الخلفية هي المطابخ الحقيقية التي تخبز فيها الخطط، تنسج فيها المؤامرات ويجري فيها تبادل الغمزات. ولم يكن مؤتمر الامن الذي عقد في برلين استثنائيا. فكيف حصل ان فجأة التقى فيه وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف بزعيم المعارضة، معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري، هيئة المعارضة الاكبر التي نالت الاعتراف الدولي؟

فهل ثمة صلة بين هذين اللقائين وبين تصريحات جو بايدن امس بشأن استعداد الولايات المتحدة خوض مفاوضات مباشرة مع ايران في مسألة النووي؟ وما صلة كل هذه الامور بالموافقة على استئناف محادثات النووي في نهاية الشهر في كازخستان بدلا من القاهرة، كما اقترح احمدي نجاد، الذي سيصل غدا لاول مرة منذ الثورة في ايران لزيارة مصر.

التخمينات تعربد، ولكن لا يمكن تجاهل عدة تطورات في الاسابيع الاخيرة، كفيلة بان تشير الى تطور هامش استراتيجي جديد. فروسيا تبث منذ اسبوعين رسالة انها غير ملتزمة بالاسد كرئيس، وتنتقده علنا على اخطائه في ادارة الازمة. ولكن روسيا لا تزال تطالب ان يكون التغيير في سوريا عبر حوار سياسي على اساس الاتفاقات التي تحققت مع الولايات المتحدة في شهر حزيران الماضي. من ناحية موسكو، عن الاسد يمكن التخلي شريطة ان تكون موافقة هي على بديله.

وحسب مصادر دبلوماسية غربية فقد طرأ تغيير ايضا في موقف الولايات المتحدة في أعقاب حوار مكثف مع روسيا. على هذه الخلفية، ولا سيما بسبب غياب الافق للحسم العسكري في سوريا، صرح في الاسبوع الماضي زعيم المعارضة معاذ الخطيب، بانه مستعد للحوار مع ممثلي النظام شريطة أن يطلق بداية سراح 160 ألف سجين سياسي. ويغيب عن تصريحه بشكل بارز الشرط الدائم في ان على الاسد أن ينصرف قبل انعقاد الحوار. وعلى تصريحه هذا نال الخطيب الثناء من جانب الولايات المتحدة وروسيا، فيما في المقابل أثارت هذه الامور عاصفة كبرى في اوساط زملائه في منظمة المعارضة.

في أعقاب التصريح اتفق وزير الخارجية الروسي ووزير الخارجية الايراني على اللقاء معه على هامش مؤتمر ميونخ، وهكذا، لاول مرة منحا الخطيب والمعارضة مكانة مفاوض شرعي. واستمرارا للحوار بين الخطيب ولافروف واكبر صالحي التقى مستشار الامن القومي الايراني سعيد جليلي مع الرئيس الاسد كي ينقل اليه الاتفاقات التي تحققت في ميونخ ويوضح له بان ايران تؤيد الحوار الوطني. ولكن ليس واضحا بعد اذا كان الاسد مستعدا لان يقبول الشروط المرافقة لمثل هذا الحوار.

اذا تحققت اتفاقات بين ايران، روسيا والولايات المتحدة على صيغة سياسية لانهاء الازمة في سوريا، فهي غير منقطعة أغلب الظن عن الحوار في الموضوع النووي الايراني. فقد انتقلت واشنطن من التلميحات الى التصريحات عندما أعلن نائب الرئيس جو بايدن عن استعداد الادارة الامريكية لادارة حوار مباشر مع طهران في مسألة النووي. وعلى ذلك حظيت واشنطن برد ايجابي مشروط عندما قال وزير الخارجية صالحي في ميونخ ان بلاده ستكون مستعدة لمثل هذا الحوار اذا أثبتت الولايات المتحدة جديتها. تطلع ايران هو لتوسيع مجال الحوار من ادارة مفاوضات على النووي فقط الى اتصالات تتضمن ايضا اتفاقات في الموضوع السوري.

في 25 شباط ستفتتح محادثات النووي بين ايران وبين مجموعة الخمسة زائد واحد (الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الى جانب ألمانيا) وحتى ذلك الحين ستحاول طهران وواشنطن وضع صيغة الحوار بينهما. وتعد المعضلة الشديدة لايران هي اذا كانت ستتنازل في مسألة النووي كي تحقق انجازات في سوريا بحيث تتمكن من مواصلة التأثير على الموقع السياسي الهام الذي لها في الشرق الاوسط أم تفصل بين الموضوعين. كما أن هذه هي المعضلة الامريكية، التي تسعى الى وقف سفك الدماء في سوريا وتصميم حل لا يجعلها دولة اسلامية راديكالية. وبشكل مفعم بالمفارقة، فان ايران بالذات، التي بنفسها تخشى من سيطرة الاخوان المسلمين ومنظمات سنية راديكالية في سوريا تابعة للقاعدة، كفيلة بان تكون لواشنطن شريكا ناجعا. فقد سبق لايران أن اثبتت، سواء في سوريا ام في علاقاتها مع الاكراد في العراق بانها لا تمتنع عن التعاون مع أنظمة ليست دينية طالما يمكنها أن تحقق مصالحها من خلالها.

ومع أنه من السابق لاوانه الاحتفال بالتقارب السياسي بين ايران والولايات المتحدة، وسوريا هي الاخرى لا تزال غير موجودة في جيب أي طرف كان، الا أنه يبدو أنه نشأت في الاونة الاخيرة نافذة فرص كفيلة بانتاج بنية استراتيجية جديدة في المنطقة.

تسفي بارئيل

هآرتس 5/2/2013

التدخل العسكري وتسليح المعارضة كفيل باجبار الاسد على التنازل والتعجيل برحيله

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ تتسارع الاحداث على الملف السوري من ناحية التحركات الدبلوماسية خاصة في ظل اجتماعات زعيم المعارضة الشيخ معاذ الخطيب مع المسؤولين الامريكيين والروس والايرانيين، ودعوة الخطيب المفتوحة للرئيس السوري بشار الاسد للجلوس على طاولة المفاوضات بارسال فاروق الشرع ممثلا عن نظامه.

وقد ينظر الى هذه التحركات على انها تسليم من القوى خاصة الداعمة للاسد ان رحيل الاخير بات محتوما، وان الاشهر القادمة ستقرر مصيره. وتستند هذه القراءة على الظروف المحلية في ايران – الملف النووي والانتخابات، ومخاوف روسيا من الاثار السلبية على موقعها في المنطقة ان ظلت تراهن على الحصان الخاسر. ومع انه من الباكر الحديث عن سيناريوهات في ظل تحول الحرب في سورية الى حرب استنزاف الا ان هذا لا يمنع من القول ان 60 الف قتيل في الازمة السورية و700 الف لاجئ واكثر من مليون مشرد والدمار الشامل على مؤسسات الدولة وبناها التحتية والانهاك الذي اصاب المؤسسسة العسكرية السورية – على الرغم من تأكيدات وزير الدفاع سعد الفريج ان الجيش السوري قادر على الانتصار، والخلافات بين المعارضة السورية حول الطريق الاسلم لانهاء النظام، والاتفاق على صيغة موحدة تحدد شكل سورية القادم لم تعد كافية لاقناع الطرفين للبحث في سبل الحل السياسي.

ازمة المعارضة

وقد اشار مقال كتبه رمزي مارديني يوم الاثنين الى ان المعارضة السورية لم تتقدم بعد برؤية يمكن الاستناد عليها للتوصل لحل سياسي، مشيرا الى ان الائتلاف الذي يتزعمه الخطيب ظل يرفض التحاور مع الحكومة السورية وليس مستعدا بالشكل الكافي لتولي السلطة حالة رحل الاسد، يضاف الى ذلك امكانية حدوث انشقاقات داخل صفوفه.

حيث اشار الباحث في معهد دراسات الحرب في مقاله الذي نشرته ‘نيويورك تايمز’ الى ازمة التحالف تنبع من ان الصراع بين الاسلاميين والعلمانيين ومعارضي الخارج الذين يسيطرون على التحالف في ظل غياب معارضة الداخل. ورفض الكاتب التسليم بفكرة المقارنة بين ليبيا وسورية من ناحية انتقال سلس للسلطة حالة رحل او قتل الاسد، حيث يعتقد ان الحرب ستتواصل حتى في المرحلة الانتقالية نظرا للتركيبة السكانية المعقدة. فمع ان سورية اصغر حجما من ليبيا الا ان سكانها اربع اضعاف سكان ليبيا وهم ليسوا منسجمين عرقيا ولا دينيا. وعليه لا يستبعد هو وغيره من المراقبين بروز النزعات الانتقامية وتصفية الحسابات واكثر مما حصل في ليبيا. ومما يعقد الحل السياسي هو الموقف غير الواضح للادارة الامريكية. ففي ميونيخ اكتفى جوزيف بايدين باعادة الشريط المكرر حول ضرورة رحيل الاسد. ومع ان الادارة تدعم مبدئيا الحوار مع الاسد الا انها وعلى لسان المتحدثة باسم الخارجية الامريكية رفضت منح الاسد او اي من المسؤولين السوريين الحصانة.

علينا التدخل

وفي هذا السياق كتب روجر كوهين في نفس الصحيفة تحت عنوان ‘التدخل في سورية’ حيث اعاد فيه الحديث عن اهمية تسليح المعارضة وامكانية التدخل الامريكي لتدميرمطارات ودفاعات الجيش السوري. وعلق فيه قائلا ان خروج الاسد من السلطة يعني اخراج الحليف العربي الوحيد لايران من المعادلة ويقطع خط الامدادات العسكرية لحزب الله، وهذا يعتبر مصلحة اسرائيلية. وبالمقابل فاسرائيل التي عبر وزير دفاعها ايهود باراك عن امله برحيل الاسد عاجلا ام اجلا لا ترغب في حدوث فوضى في سورية ووقوع اسلحة تقيليدية وغير تقليدية بيد جماعات معادية لها او مرتبطة بتنظيم القاعدة.

ويتساءل عن اثر الهجوم الاسرائيلي الاخير على القافلة العسكرية ـ مركز البحث العلمي وان كان سيؤدي الى رد قوي من سورية او الاسد الذي يصفه بانه اسد من ورق. وهو وان سلم بضرورة الحل السياسي ووافق على تقييم الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي الخاص لسورية.

الا ان هذا لا يعني انه لا يوجد حل سياسي عبر تعزيز قوة المعارضة السورية وتسليحها، مما يؤدي في النهاية الى التعجيل برحيل الاسد، والذي يراه مهما لولادة سورية الجديدة، مؤكدا ان الاسد ‘العلوي’ لن يجبر على الرحيل الا في حالة انحرف ميزان القوة ضده. وكما يوافق على رؤية الابراهيمي فهو يتفهم موقف الرئيس باراك اوباما الذي لا يرغب بالتورط في حرب جديدة في الشرق الاوسط، خاصة ان الامريكيين متعبون من الحرب. ولهذا يفهم رفض اوباما خطة تقدمت بها وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون ومدير ـ سي اي ايه – السابق ديفيد بترايوس لتسليح المعارضة. فآخر شيء يفكر فيه اوباما هو ايصال الاسلحة للاسلاميين الذين سيستفيدون من فراغ السلطة برحيل الاسد.

ويقول ان انقسام المعارضة وفقدانها المصداقية لا يعني ترك سورية تحترق، مؤكدا ما قاله السناتور جون ماكين الداعي لتسليح المعارضة الذي قال ‘علينا الخجل من فشلنا الجماعي لاننا لم نساعد الشعب السوري’. وفي ضوء هذا فعدم التحرك والتدخل في سورية يعني تفككا للدولة اكثر واستمرار الاسد في قتل شعبه، وانزلاق سورية الى حرب طائفية. والحل في نظر كوهين هو تغيير ميزان القوة كطريقة لاجبار الاسد على التنازل سياسيا حيث لا يكون امامه اي خيار بل الرحيل. وهذا يعني حسب الكاتب عملية تسليح وتدريب واسعة للمعارضة السورية. كما يعني ان دعوة ماكين لتدمير دفاعات الاسد ومطاراته من قبل الصواريخ الامريكية مقنعة.

مدرسة المشاة في حلب

ويبدو ان ما يحتاجه المقاتلون اليوم هو غطاء جوي يحميهم من طائرات النظام، ففي تقرير كتبه مراسل صحيفة ‘الغارديان’ من شمال سورية، حيث زار مدرسة للمشاة سيطر عليها المقاتلون وتحدث مع عدد من المقاتلين الذين قالوا له ان اكثر ما يخشونه وهو ‘الميغ’ وهي القوة الوحيدة التي لا تزال ترعب المقاتلين مع ان الغارة الاسرائيلية يوم الاربعاء كانت المرة الثانية التي يمتحن فيها الدفاع السوري والرادارات، مشيرا الى ان حرب عامين تركت اثارها على قوة الجيش السوري الذي كان حتى وقت قريب من اقوى الدفاعات الجوية في المنطقة، جنوده معروفون بالولاء المطلق، وقواعده العسكرية كانت منيعة. ويقول مارتن شولوف ان هذا كان في الماضي فبحسب احد المقاتلين الذين شاركوا في الهجوم على مدرسة المشاة في حلب فالمعركة انتهت في اقل من ساعتين.

ويضيف ان المدرسة واحدة من اربع قواعد عسكرية سيطر عليها المقاتلون في الفترة ما بين كانون الاول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير). ويقول مقاتل اخر انه وجماعته اعتقدوا ان النظام قوي، مشيرا الى ان النظام مارس لعبة التخويف والتي كانت السلاح الاقوى ضد المواطنين. وما دام الخوف قد زال فالمقاتلون قادرون على مواجهة الجيش ولكن الاخير لا يزال يملك المقاتلات وطائرات ‘الميغ’.

غيفارا القناصة

وفي تقرير آخر، تحدثت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ عن مدرسة لغة انكليزية، غيفارا (36 عاما) تقول الصحافية انها فلسطينية – سورية. وبحسب روث شيرلوك فعلى الرغم من الحرب الان ان غيفارا القناصة ، لا تبدو وكأنها في موقع قتالي، فالزي نظيف، مع حجاب وخاكي، وحذاء جلدي بكعب. وتقول غيفارا انها تحب القتال وعندما يقتل واحد من افراد الكتيبة فتشعر بالرغبة بالانتقام له. ومع ان وجود مقاتلة في مجتمع من الرجال في حلب صعب الا انها تحظى باحترام من زملائها الذين يبلغ اصغرهم السادسة عشرة من العمر. وتقول ان عملها كقناصة صعب لانه يجب ان تكون سريعة وحذرة من عدم اطلاق النار عليها، وكذا يجب ان تكون صبورة. وتقول ان احسن فرصة لصيد جنود الجيش النظامي عندما يذهب السكان في المساء الى بيوتهم. وتقول انها اطلقت النار على الكثير من الجنود وليست متأكدة ان كانت قتلتهم ام لا. وعن السبب الذي جعل غيفارا تنضم للمقاتلين هي تعرض عائلتها وبيتها لغارة جوية قتلت ابنها وابنتها. وتضيف ان ابنها كان دائما يخاف من صوت القنابل، ووعدته بحمايته وحماية مستقبله، لكنه الان ذهب وما تريد عمله هو الانتقام لدمه. وتشير الصحيفة الى ان غيفارا تعلمت استخدام السلاح في معسكر تدريب اقامته حركة حماس في لبنان.

وتقول انها دائما كانت في المعارضة، ففي اثناء دراستها في جامعة حلب، عملت مع خلية سرية وانشأت صحيفة سرية وناقشت مع زملائها كيفية الاطاحة بنظام الاسد. وشاركت مع زملائها الفلسطينيين في الانتفاضة منذ بدايتها عام 2011 حيث اشتروا كاميرا فيديو لتصوير قمع النظام للمتظاهرين.

وتقول انها تركت زوجها الاول لانه لم يكن ثوريا، وعندما حاول زوجها الثاني وهو قائد الكتيبة التي تنتمي اليها منعها من القتال هددت بتركه. حيث قالت انها تعرف حمل البندقية فلماذا لا تستخدمها.

الامريكيون السوريون

في تقرير اخر اشارت صحيفة ‘واشنطن بوست’ الى مجموعة من الامريكيين من اصل سوري التقوا عبر الفيسبوك والسكايب وقرروا السفر الى سورية، حيث انضم لاعداد كبيرة من المتطوعين السوريين من ابناء الشتات السوري في تركيا، واثناء وجود هؤلاء الشباب الثمانية في ريحانلي، طرحوا على انفسهم اسئلة، هل يغامرون بالدخول لسورية، وحمل السلاح والقتال خاصة ان الكثير من الجماعات المقاتلة اسلامية التوجه؟. وقد جمع الشباب مبلغ 15 الف دولار وحملوا معهم حقائب من الملابس والادوية، حيث عملوا ولاسابيع مع اللاجئين وعاينوا عن قرب ما يجري في بلدهم الذي زاروه قبل ان تندلع الحرب. فبحسب يسر البيطار الذي يعمل مع المجلس الامريكي- السوري ومنظم الرحلة فالشعور مختلف عندما يعاين الشخص الوضع عن قرب ويستمع الى الناس ويشاهد المجازر.

وتشير الصحيفة الى انهم عملوا مع اللاجئين في تركيا، وعلموا الاطفال الانكليزية، كما زاروا سورية اكثر من مرة، وذهبوا للمخيمات التي يزدحم فيها هاربون من الحرب، ولا يعيشون الا على البطاطا المغلية. ويقول كنعان رحماني ان ما شاهدوه سورية غير تلك التي عرفوها من قبل. كما قام الفريق بجمع لقطات وصور من اجل فيلم وثائقي ليعرف الامريكيون على الوضع الانساني المزري الذي وصل اليه الحال في سورية.

وقد عاد معظم افراد المجموعة لامريكا ولدراستهم باستثناء ليث الذي ذهب للجبهة بشرط ان لا يقاتل تحت راية جبهة النصرة، ومع انه عاد في النهاية ليكمل دراسته ويأمل بنهاية النظام مع تخرجه وان لم ينته النظام يقول ليث انه سيعود الى سورية ولكن لمدة اطول لانه لا يريد مشاهدة افلام ‘اليوتيوب’، ‘هذا ما فعلته لمدة عامين، ولا اريد الاستمرار به’.

احمد معاذ الخطيب ‘الثائر’ الذي طرق باب التفاوض مع النظام السوري

بيروت ـ ا ف ب: يصف رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الذي مد يده للحوار مع نظام الرئيس بشار الاسد، نفسه بـ’الثائر’ لا السياسي، وهو رجل يتمتع بشعبية ومصداقية واسعة على الارض وبدعم كبير على المستوى الدولي، ولا يخشى المخاطرة بموقعه هذا دفاعا عن قناعاته. طويل القامة ونحيل مع لحية صغيرة وشعر رمادي، لم يكن الخطيب معروفا على نطاق واسع في الاوساط السياسية، لكن حصل من اللحظة الاولى لاختياره رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في قطر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، على دعم واسع بين الناشطين الميدانيين في سورية واوساط المعارضين.

بعد بدء الانتفاضة ضد النظام، لم يتردد احمد معاذ الخطيب الذي كان يقيم في قطر، بالعودة الى سورية لدعم التحرك الاحتجاجي. لكنه اضطر في وقت لاحق الى المغادرة.

يتكلم الخطيب بلهجة هادئة لكن واثقة. ورغم 22 شهرا من نزاع دام تسبب بمقتل اكثر من ستين الف شخص، وفي وقت يطلق المعارضون على الرئيس السوري بشار الاسد ابشع النعوت من ‘الطاغية’ الى ‘المجرم’ واكثر، تمالك الخطيب نفسه الاثنين وخاطب ‘الدكتور بشار الاسد’، قائلا له ‘انا اقول يا بشار الاسد انظر في عيون اطفالك وحاول ان تجد حلا وستجد اننا سنتساعد لمصلحة البلد’.

وبعد ان تعرض لانتقادات داخل المعارضة نفسها بسبب قبوله التحاور مع النظام السوري، رفض مقولة ‘التخوين’، قائلا ‘النبي عليه الصلاة والسلام جلس مع كفار قريش العتاة ليفاوضهم. القيادة الفيتنامية جلست سنوات في باريس تتفاوض مع الاميركان وشعبها تحت القصف. لم يخون احد القيادة ولا احد اعتبر ذلك نوعا من التنازل’.

وكان كتب على صفحته على موقع ‘فيسبوك’ على شبكة الانترنت غداة اعلان موافقته التحاور مع ممثلين للنظام، ‘قالوا لي ان السياسيين لا يتصرفون هكذا.. انا أسامحهم لأني مجرد ثائر..’.

ولد احمد معاذ الخطيب في دمشق العام 1960 في عائلة تضم رجال دين. درس الجيوفيزياء وحصل على اجازة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، ثم تابع دروسا في الشرع. وانتسب الى الجمعية السورية الجيولوجية والجمعية السورية للعلوم النفسية.

عمل لمدة ست سنوات مهندسا بتروفيزيائيا في شركة الفرات للنفط، وهي شركة مختلطة تضم الشركة الوطنية السورية للنفط وشركات اجنبية بينها شركة ‘شل’ الانكليزية الهولندية.

في 1990، خلف والده الشيخ بدر الدين الخطيب في امامة الجامع الاموي في دمشق. الا ان النظام ما لبث ان اعفاه من مهامه بسبب خطبه الجريئة في الموضوع السياسي.

درس مادتي الدعوة الإسلامية والخطابة في معهد التهذيب والتعليم للعلوم الشرعية في دمشق. والقى محاضرات عن الاسلام في نيجيريا والبوسنة وبريطانيا والولايات المتحدة وهولندا.

بعد عودته الى دمشق للمشاركة في الحركة الاحتجاجية ضد النظام، اوقفته السلطات وتعرض للمضايقات اكثر من مرة، ثم غادر البلاد في حزيران/يونيو 2012، واستقر في القاهرة.

فاجأ اختياره رئيسا للائتلاف وسائل الاعلام. الا ان الناشطين لا سيما في مناطق دمشق وريفها سارعوا الى الترحيب.

وتعليقا على اعلان استعداده للحوار مع النظام، قال الناشط ابو نديم من مدينة دوما في ريف العاصمة الثلاثاء لوكالة فرانس برس ‘نثق بشخص معاذ الخطيب. انه اسلامي ومعتدل ومحترم. زار دوما مرات عديدة للمشاركة في الصلاة لراحة انفس شهداء الثورة’.

احمد معاذ الخطيب والد لاربعة اطفال. في نهاية الاسبوع الماضي، اجتمع مع وزيري خارجية روسيا وايران، في اول لقاءين على هذا المستوى بين المعارضة السورية ومسؤولين يمثلون ابرز حليفين للنظام. فيما رحبت واشنطن، احد ابرز داعمي المعارضة، بمبادرته للتحاور مع النظام.

ويرى البعض ان خطوته هذه من شأنها احراج النظام طبعا، لكن ايضا حلفاءه الآخرين مثل قطر والسعودية وتركيا.

وكان معاذ الخطيب كتب على ‘فيسبوك’ مبررا موافقته على الحوار ‘هناك دول تعد ولا تفي، وهناك من يقول للسوريين اقتحموا… ثم يتركهم في وسط المعركة. هناك من تعهد بدعم الثوار ثم تركهم في الموت، وهناك من يجلس على أريكته ثم يقول اهجموا.. لا تفاوضوا. وهناك صمت دولي وخنق للثورة’.

أنباء صحافية عن تعديل حكومي جديد يجريه الأسد

بهية مارديني

تحدث الإعلام السوري عن تعديل حكومي جديد يجريه الرئيس بشار الأسد، لإشراك الأحزاب والقوى السياسية في الحكومة. ورجّحت صحف ومواقع الالكترونية أن يكون هذا التعديل ضمن عملية إصلاح واسعة تشمل المحافظين والمدراء.

بهية مارديني من لندن: نقل موقع داماس بوست عن مصادر مطلعة أن التعديل الجديد والقريب سيطال وزارات الدولة التي لم تثبت فعاليتها ووجودها على الأرض خلال هذه الأزمة، وسيحتفظ الدكتور وائل الحلقي بمنصب الرئيس، وسيقارب عدد الوزراء الجدد عشرة وزراء.

وكان الموقع قبل ذلك تحدث عن نقاشات حكومية موسعة تمهيدًا لإجراء تعديل وزاري يمكن أن يطال ثلاث وزارات خدمية واقتصادية، بالشكل الذي يراعي زيادة مشاركة أحزاب من خارج الجبهة الوطنية التقدمية السابقة في التشكيلة الحكومية، أي إشراك أحزاب من المعارضة السورية الداخلية.

وتوقع هذا الموقع الإخباري المحسوب على النظام السوري أن تطال التعديلات الوزارية المحتملة سلطات كل من نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية قدري جميل، ونائبه لشؤون الخدمات عمر غلاونجي، بهدف تفرّغهما لوظيفة نائب لرئيس الحكومة فقط، وإسناد حقيبتي وزارتي التجارة الداخلية وحماية المستهلك والإدارة المحلية إلى أسماء جديدة”.

نظام مخادع

كشف موقع “كلنا شركاء”، الذي يديره المعارض أيمن عبد النور، عن اتفاق عقد في القصر الجمهوري مع قيادات هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة، “على أن يتم التوافق على ست وزارات، من بينها التربية أو التعليم العالي والبيئة والاقتصاد والزراعة ووزارة من وزارات الدولة، وبقيت وزارة ممثل هيئة التنسيق في الخارج هيثم مناع شاغرة لم يتفق عليها”.

وقال عبد النور لـ”ايلاف”: “الآن، النظام السوري يسابق الزمن، لإظهار نفسه إصلاحيًا، وأنه سينفذ برنامج للمصالحة الوطنية”.

أضاف: “هناك الكثير من المؤشرات الإعلامية، لكن معظمها وهمي، والنظام يخادع كعادته، والدليل إصداره قرارًا بإعادة الأملاك التي صادرها وإلغاء قرارات سجن المعارضين الذين يقبلون بالحوار داخل سوريا، فهو نظام مافيا، يصادر أموال المواطنين لابتزازهم”.

مسرحية المصالحة

رأى عبد النور أن الهدف من التعديل الحكومي إبراز انفتاح النظام على قوى سياسية سيسميها وطنية ومعظمها مفبرك أمنيًا، حيث سيعمل على إدخال شخصيات يروّج لها بأنها معارضة أو تنتمي إلى بعض الأحزاب التي شكلها أخيرًا ومنحها تراخيص.

وتوقع عبد النور أن تكون هناك خطوات أخرى، “تأتي استكمالًا لمسرحية النظام في المصالحة، كأن يصدر عفوًا عن بعض المعتقلين، ويروّج له وكأنه حقق مطالب المعارضة”. ولا يعتقد عبد النور أن تقبل هيئة التنسيق المعارضة ولا الأستاذ هيثم مناع بالدخول في الحكومة المرتقبة قبل تحقيق مطالب عديدة.

لا حل

من جانبها، دعت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة إلى تكثيف الاتصالات بين تشكيلات المعارضة المختلفة، خصوصًا الائتلاف الوطني والمنبر الديمقراطي، لعقد اجتماع عاجل للاتفاق على قواعد التفاوض ومبادئه وإجراءاته التنفيذية، والاتصال بالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وبكل من روسيا وأميركا، لتأمين الإطار المناسب للتفاوض على ترتيبات المرحلة الانتقالية.

وقال رئيس المكتب الإعلامي للهيئة منذر خدام: “استمعت للشيخ أحمد معاذ الخطيب يكرر مبادرته بضرورة إنقاذ البلد عبر التفاوض، ويقول للسوريين إن الدول المعنية بالأزمة السورية لا تملك حلًا، وليس لديها تصور للحل، ولذلك علينا أن ننقذ بلدنا”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/791375.html

الأزمة الإنسانية في سورية… قضية أخلاقية واستراتيجية

الجريدة الكويتية الأربعاء 6 فبراير

David Pollock و Andrew J. Tabler

بينما ينصبّ الكثير من التركيز المتعلق بالصراع السوري على قضايا التكتيك العسكري والسلطة السياسية، لا تلقى الأزمة الإنسانية الكبيرة معالجةً لائقة؛ إذ لا يزال الملايين من المدنيين الأبرياء في مخيمات اللاجئين على امتداد الحدود السورية خصوصاً داخل البلاد، دون حماية من انخفاض درجات الحرارة ونقص الغذاء وحالات الطوارئ الصحية والعنف الجنسي، وغيرها من المخاطر التي قد تعصف بهم. ولعل المؤتمرات الدولية في باريس (28 يناير) والكويت (30 يناير) تندرج في إطار تصحيح هذا النقص الفاضح.

ويستخدم نظام بشار الأسد بصورة متعمدة أساليب الأرض المحروقة لتدمير المراكز السكانية المتعاطفة مع الثوار، على أمل تقويض الدعم للمعارضة الشعبية، وزيادة اعتماد الناس على سخاء الحكومة من أجل البقاء، وإجبار أكثر السوريين على الإذعان للاضطهاد المستمر.

الأزمة الإنسانية

في الوقت الراهن، فإن النصيب الأكبر من المساعدات الإنسانية الدولية المعدة لللاجئين والمشردين السوريين يقدم إلى الفارين من البلاد والذين يزيد عددهم على 650 ألف شخص، ومعظمهم فروا إلى الدول المجاورة؛ تركيا والأردن ولبنان والعراق. هؤلاء اللاجئون بحاجة ماسة إلى هذه المساعدات ويكافحون من أجل البقاء في ظل ظروف الشتاء الصعبة بل البائسة، وتبذل البلدان المضيفة ومنظمات المجتمع المدني المعنية والجهات المانحة الأجنبية جهوداً حثيثة لإعالة طوفان اللاجئين المتنامي.

تقدر الأمم المتحدة إلى أن هناك مليوني شخص مشردين داخلياً؛ وهناك تقديرات موثوق بها أخرى تشير إلى أنّ العدد الحقيقي هو أعلى من ذلك. وبعبارة أخرى، اضطر أكثر من ثلاثة أضعاف السكان الذين تم إجبارهم على عبور الحدود بحثاً عن الأمان أو القوت، إلى النزوح من منازلهم داخل سورية. كما أن هناك مليوني سوري آخرين لا يزالون في منازلهم ويُعتقد أنهم بحاجة إلى الغذاء والوقود والدعم الطبي وغير ذلك من المساعدات الإنسانية الطارئة.

توجيه المساعدات عن طريق الكيانات التي يصادق عليها النظام

يتذرع نظام الأسد مختفياً وراء ستار السيادة بحقه في السيطرة على توزيع جميع المساعدات الإنسانية داخل البلاد وبإصراره على القيام بذلك، وهو يمنح نفسه كل الفرص لرفض المساعدات أو تحويلها متى شاء. ووفقاً لما جاء في «خطة الاستجابة الإنسانية» الرسمية للأمم المتحدة في سورية “يتم [حالياً]- وسيستمر- توصيل جميع المساعدات الإنسانية في إطار الاحترام الكامل لسيادة الجمهورية العربية السورية. إن القرارات المتعلقة بالقضايا الاستراتيجية أو اللوجستية، بما في ذلك مواقع المكاتب الميدانية، ينبغي أن تُتخذ بعد إجراء مشاورات رسمية مع الحكومة من أجل الحصول على التراخيص والاعتمادات”.

وتصف الأمم المتحدة نداءها الإنساني الحالي من أجل سورية، الذي يشمل الأشهر الستة المقبلة، بأنه النداء الأضخم والأكثر إلحاحاً على الإطلاق في أي أزمة. ورغم ذلك سيتم تخصيص ثلثي المساعدات المتوقعة البالغة قيمتها 1.5 مليار دولار إلى السوريين المحتاجين خارج البلاد، مما يترك ثلث المعونات فقط للعدد الأكبر بكثير من المشردين الذي لا يزالون داخل البلاد. والأسوأ من ذلك أنه من المقرر تمرير جميع المساعدات الداخلية من خلال وزارات ووكالات الحكومة السورية، ويتم تسليمها من قبل المنظمات المختارة والمعتمدة من قبل النظام.

فعلى سبيل المثال، أعلن” برنامج الأغذية العالمي” أخيراً أنه تلقى الإذن، لأول مرة، للعمل مع الشركاء المحليين داخل سورية بالإضافة إلى المنظمات الوطنية، وأنه اختار 44 شريكاً جديداً للتعامل معهم في توزيع المواد الغذائية في الحالات الطارئة في مواقع كان يصعب الوصول إليها سابقاً. إلا أن كل واحد من هؤلاء الشركاء الجدد تم اختياره من قائمة تضم 110 منظمات حصلت تفويضها من الحكومة التي تقوم أيضاً بالإشراف عليها.

كذلك يتلاعب النظام بمعونات القطاع الخاص، عبر الغموض قانوني. فعلى الصعيد الرسمي ليس لدى سورية أي منظمات مدنية- والمؤسسات الوحيدة التي تعمل بهذه الصفة مسجلة كجمعيات خيرية تحت رعاية أسماء الأسد، كما أن الجمعيات الخيرية والإسلامية التي تعمل خارج شبكتها والتي لها تاريخ في معالجة علل اجتماعية محددة تخضع لرصد ورقابة وثيقة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. وتوزع حالياً الكثير من المساعدات عبر “الهلال الأحمر العربي” السوري، وهي منظمة شبه حكومية تابعة للنظام؛ وعلى الرغم مما ورد بأن أعضاءها قد أظهروا شجاعة في توصيل المعونات إلى بعض المناطق في البلاد، إلا أنه يجري الاحتفاظ بها خارج المناطق “المحررة” التي هي تحت سيطرة المعارضة.

من السذاجة أن نتصور أن تلك الهيئات- التي تعمل نيابة عن النظام الذي قتل بالفعل عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء- بإمكانها إدارة المعونات الإنسانية بطريقة منصفة أو محايدة أو حتى الوفاء بالحد الأدنى من معايير الفعالية.

باختصار، بما أن المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة يجب أن تمر عبر الكيانات التي يسيطر عليها النظام، فإن الاقتراح الجديد- لإنفاق نصف مليار دولار على المساعدات الإنسانية داخل سورية على مدى الأشهر الستة المقبلة- يهدد بأن يصبح حافزاً اقتصادياً واستراتيجياً آخر للنظام المحاصر بدلاً من مصدر العون الحقيقي للشعب السوري.

تنويع سبل المساعدات

عند المقارنة بالإغاثة التي تقودها الأمم المتحدة بشكل إجمالي، يبدو أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى سورية تركز على الاحتياجات الطارئة الداخلية المتزايدة في البلاد. ويفيد تقرير وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة قد تبرعت حوالي 210 ملايين دولار بشكل مساعدات إنسانية، تم تقديمها عبر منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة وغيرها أو عبر المنظمات غير الحكومية. وفي إشارة غير واضحة إلى محسوبية النظام وما يسببه من عراقيل، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أخيراً “إننا نواصل البحث عن سبل لتقديم المساعدات الإنسانية- على أساس الحاجة وليس الانتماءات السياسية- وللوصول إلى مناطق كان يتعذر الوصول إليها سابقاً”.

فما عساها تكون تلك السُبل؟ قد يكون من بينها العمل على نطاق أوسع بكثير مع المنظمات غير الحكومية المختصة وذات السمعة الحسنة غير الخاضعة لسيطرة النظام. فعلى سبيل المثال، لا تزال منظمة “أطباء بلا حدود” قادرة على تشغيل العيادات السرية القليلة القائمة في شمال البلاد رغم عمليات القصف التي يقوم بها النظام.

وهناك سبل أخرى تشمل جمعيات “الهلال الأحمر” و”الصليب الأحمر” من بلدان مختلفة، بشرط أن توافق على الالتفاف على قيود النظام إلى أقصى حد ممكن. ولعل تنسيق المساعدات عبر كثير من القنوات المحلية أكثر صعوبة وتعقيداً، ولكن هذا هو السبيل الوحيد لضمان عدم تحويل الجزء الأكبر من المساعدات لدعم النظام المسؤول عن الأزمة الحالية.

ومن السُبل الأخرى توفير الحماية الفعلية للمنظمات غير الحكومية المستقلة العاملة داخل سورية، ويعني ذلك إنشاء مناطق آمنة، وممرات إنسانية، أو حتى مناطق حظر الطيران وحظر القيادة حيث يمكن إعداد الخبز بدون أي أعمال تفجير وتوفير الضروريات الأساسية الأخرى (مثل وقود التدفئة) بشكل غير متحيز، وإمكان تنفيذ الإجراءات الطبية وفق شروط صحية وآمنة.

لكن الحديث عن تلك الخيارات سرعان ما يواجه اعتراضات سياسية، حتى بين صفوف الفاعلين الخارجيين أصحاب النوايا الحسنة. ففي الربيع الماضي، مثلاً، اقترحت الحكومة الفرنسية بدء التبرع بالمعونات الإنسانية إلى المستفيدين في سورية بدلاً من التوقف عند الحدود التركية أو الأردنية، سواء بشكل مباشر أو عن طريق الحكومة في دمشق. إلا أن الأمور لم تمض على هذا النحو. فقد أكد أحد مستشاري الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأنه لا يتم توفير المساعدات الفرنسية بشكل مباشر داخل البلاد، وعندما سئل عن إمكان تحقيق ذلك في حال توفير الحماية لشحنات المساعدات، جاء رده المؤسف: “ولكن هل سيكون ذلك قانونياً”؟

الخلاصة هي أن سورية تصدعت بالفعل وانقسمت إلى أجزاء شتى تخضع لأنواع متباينة من التحكم والسيطرة السياسية والعسكرية وهي حالة قد تستمر لسنوات. وبالتالي سيبقى توفير المساعدات مشكلةً كبيرة في المرحلة القادمة، من الناحيتين اللوجستية والقانونية. إن التقاعس عن مواجهة هذا الدافع الأخلاقي لا يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة الإنسانية، بل يسمح أيضاً للنظام باستخدام المعونات كسلاح للقوة الناعمة ضد المعارضة، كما أن الولايات المتحدة لن تحقق أهدافها الرامية لتخفيف المعاناة الإنسانية، والعمل على “تنحي” الأسد، وإيجاد نظام أكثر سلمية في سورية ديمقراطية في مرحلة “ما بعد الأسد” إلا من خلال حلولٍ قانونية مبتكرة ويشمل ذلك فتح سُبل ذات مصداقية وقابلة للمساءلة خارج قنوات المساعدات الخاضعة لهيمنة النظام.

http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2013/2/791275.html

الإعلام السوري: مبادرة الخطيب «مناورة سياسية» متأخرة

الجامعة العربية رحبت.. وواشنطن تدعم الحوار بعيدا عن توفير «حصانة» للنظام

لندن: «الشرق الأوسط» باريس: ميشال أبو نجم

رحبت جامعة الدول العربية أمس بمبادرة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، التي أبدى فيها استعداده لإجراء حوار مع ممثلين لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد. كما أعربت واشنطن عن دعمها للمبادرة، رافضة في الوقت نفسه حصول الرئيس السوري أو أركان نظامه على أي حصانة. فيما اعتبرت صحيفة سورية مقربة من النظام أن المبادرة «مناورة سياسية»، قائلة إنها جاءت متأخرة «رغم أهميتها».

وقال بيان في الموقع الرسمي لجامعة الدول العربية إن الأمين العام للجامعة نبيل العربي عبر عن أمله في أن تتجاوب الحكومة السورية مع دعوة الحوار، وأبدى استعداد الجامعة «لتقديم كل الدعم والرعاية اللازمة لتسهيل انعقاد مثل هذا الحوار»، مشددا على «ضرورة الاستفادة من أي فرصة متاحة لكسر دائرة العنف، وحقن دماء الشعب السوري، ووضع هذه الأزمة المستعصية على مسار الحل السياسي».

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند مساء الاثنين إنه «إذا كان لدى نظام دمشق أدنى اهتمام بصنع السلام، يتعين عليه الجلوس والتحدث الآن مع الائتلاف السوري المعارض، وسندعم بقوة دعوة الخطيب»، مشددة على ما سبق وأكدته واشنطن مرارا من «وجوب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد». وأضافت: «نقول منذ وقت طويل إن الذين تلطخت أيديهم بالدماء في سوريا يجب أن يحاسبوا، لكن على الشعب السوري أن يحدد الطريقة التي سيحاسبون بها»، مضيفة: «لا أعتقد أن الخطيب – من خلال ما قاله – كان يفكر بأنه يجب أن تكون هناك حصانة (للمسؤولين السوريين أو للأسد)».

وتسببت المبادرة التي عرضها الخطيب أول من أمس في ميونيخ، بالتحاور مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع سعيا لإيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية، في تفجير جدل كبير في أوساط المعارضة السورية، رغم أن اسم الشرع طرح سابقا بديلا للأسد من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية في حال التوصل إلى حلول تفاوضية، على غرار النموذج اليمني.

وكان الشرع أشار في مقابلة نادرة مع صحيفة «الأخبار» اللبنانية في 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلى أن أيا من النظام أو المعارضة غير قادرين على حسم الأمور عسكريا في سوريا، داعيا إلى «تسوية تاريخية» لإنهاء الأزمة.

وعلى الجانب الآخر، وفي استمرار غياب «أي موقف رسمي سوري»، اعتبرت صحيفة «الوطن» الخاصة المقربة من السلطة أن «تصريحات الخطيب تبقى منقوصة، ولا تكفي لتجعل منه مفاوضا أو محاورا مقبولا شعبيا على أقل تقدير». وأضافت أنه «يمكن وصف تلك التصريحات بالمناورة السياسية؛ لتصحيح خطأ الدفاع عن جبهة النصرة، والتبرير المستمر لجرائم ترتكب كل ساعة بحق سوريا».

ورأت الصحيفة أن تصريحات الخطيب «رغم أهميتها السياسية جاءت متأخرة قرابة السنتين»، مشيرة إلى أن «سنتين مضتا خسرنا خلالهما الكثير والكثير؛ نتيجة تعنت المعارضة ورفضها للحوار». وتابعت أن «الكرة ليست في ملعب الدولة السورية كما يقول الشيخ الخطيب.. فالدولة سبق لها أن سددت الكرة منذ الأسابيع الأولى في مرمى الحوار، لكن دون أن تجد من يلبي دعوتها».

وكان الخطيب وضع شرطين لبدء الحوار مع النظام، هما الإفراج عن«160 ألف معتقل» في السجون السورية، وتجديد جوازات سفر السوريين الموجودين في الخارج.

وقالت الصحيفة إن المشكلة لا تكمن في هذين الشرطين، وإنما في «مخاطبة السوريين جميعا وإقناعهم بأن الموالاة والمعارضة ستقفان صفا واحدا لمحاربة الإرهاب. وأنه سيكون أول المدافعين عن حقوق كل السوريين.. وأنه سيقبل بما سيقوله الشعب في صناديق الاقتراع، لبناء سوريا متجددة حرة ديمقراطية منيعة على أي اعتداء».

في غضون ذلك، واصل نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد زيارته إلى الصين، التي بدأها يوم الاثنين، وتستمر 4 أيام. وقالت الخارجية الصينية إن الزيارة «جزء من جهود الصين للدفع بحل سياسي للصراع في سوريا».

والتقى المقداد أمس وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي، وذلك عقب لقائه نظيره الصيني تشاي جون، فيما كانت آخر زيارة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم للصين في أبريل (نيسان) من العام الماضي.

ورغم إعاقة الصين (وروسيا) ثلاثة قرارات في مجلس الأمن الدولي كانت تهدف للضغط على الرئيس السوري، فإن بكين تحرص على إظهار أنها لا تنحاز لجانب دون الآخر، ووجهت الدعوة لمسؤولين في الحكومة السورية وأعضاء في المعارضة لزيارتها، رغم نفوذها القليل في الشرق الأوسط. كما حثت الحكومة السورية على الحديث مع المعارضة واتخاذ خطوات لتلبية مطالب التغيير السياسي، وقالت إنه يجب تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. ووصفت باريس مبادرة الخطيب لإعلان الاستعداد للحوار بأنها «شجاعة وتأتي في لحظة عصيبة» بالنسبة لسوريا، غير أنها اعتبرت أنه «لا يمكن أن يحصل مع أطراف أيديها ملطخة بالدماء»، ولا يعني بأي حال الرئيس السوري بشار الأسد الذي «لا يمكن أن يكون جزءا من الحل».

وتعتبر باريس أن ما يقترحه الخطيب يتوافق مع قراءتها لخطة جنيف التي صدرت عن «مجموعة العمل» الدولية نهاية يونيو (حزيران) الماضي كما تفهمها فرنسا التي تتحدث عن مرحلة انتقالية، وعن حكومة مؤقتة يتقبلها الطرفان، ما رأت فيه استبعادا للرئيس السوري؛ لأن المعارضة لا يمكن أن تقبل به جزءا من الحل أو الحكومة المؤقتة.

غير أن التغير، كم تقول مصادر دبلوماسية عربية في العاصمة الفرنسية، أن الخطيب «لم يعد يضع تنحي الأسد شرطا للحل السياسي، بل نتيجة له»، مع التمسك بمبدأ التنحي، وهو ما تتقبله باريس التي تعد سباقة في دعم المعارضة والدعوة إلى رحيل الأسد عن السلطة.

وقال فيليب لاليو، الناطق باسم الخارجية أمس، إن فرنسا «تؤيد تصريحات الخطيب ومواقف الائتلاف بعد اجتماع القاهرة، وتعتبر أنه لا يوجد سوى حل سياسي للأزمة في سوريا، كما أنها ترحب بأي مبادرة شجاعة تدعو للحوار السياسي».

الليرة السورية تفقد نصف قيمتها أمام الدولار

خبير اقتصادي: النظام السوري ما زال صامدا بسبب دعم حلفائه

بيروت: «الشرق الأوسط»

وسط تأكيدات المعارضة السورية أن الانهيار الاقتصادي في سوريا سيقود إلى التعجيل من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء السورية إلى حدود الـ93 ليرة وسط تداول معلومات عن ارتفاع متزايد قارب الـ100 ليرة في بعض المناطق، مما يعني انخفاض العملة السورية 50 في المائة عن قيمتها الأصلية منذ بداية الأحداث في البلاد.

وأشار ناشطون سوريون لـ«الشرق الأوسط» إلى «وجود شعور عام بين السكان بأن الليرة السورية ستنهار قريبا»، بعد أن رصدوا إقبالا كبيرا من جانب السكان على شراء «الدولار» وعملات أجنبية أخرى، الأمر الذي يرجعونه إلى خوف السكان من تطور الأوضاع السياسية والميدانية وانهيار العملة المحلية.

في المقابل، يؤكد الخبير الاقتصادي اللبناني وليد أبو سليمان لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام السوري ما زال صامدا بالمعنى الاقتصادي، بسبب دعم حلفائه له، فقد سمعنا خلال الأسابيع الماضية عن قرض ميسر من إيران، إضافة إلى دعم من روسيا والصين». ويضيف أبو سليمان أن «معظم القطاعات الاقتصادية والإنتاجية والسياحية في سوريا شبه منهارة، ولولا الدعم من الحلفاء لكان النظام فقد السيطرة تماما على العملة المحلية».

وفي حين، أشار خبراء إلى أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على البنك المركزي وكثير من الوزراء السوريين تسببت في مزيد من الضغوط على الليرة، نفى أبو سليمان صحة ذلك، معتبرا أن «العقوبات فرضت منذ سنة ونصف السنة تقريبا، وما زال النظام صامدا، أعتقد أن هناك ضخّا للسيولة النقدية عبر قنوات غير معلنة تحول دون انهيار النظام».

وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة التي توليها المعارضة السورية للعامل الاقتصادي لإسقاط النظام في سوريا، فإن بعض أقطابها لا يفضلون انهيار الاقتصاد السوري بشكل كامل لتخفيف أعباء مرحلة بناء سوريا بعد سقوط الأسد، ففي وقت سابق، أعلن رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة أن «المعارضة السورية بحاجة لـ60 مليار دولار للحيلولة دون انهيار اقتصاد سوريا خلال الأشهر الـ6 الأولى من انهيار نظام الرئيس بشار الأسد».

ويقول مصرفيون إن البنك المركزي السوري أحجم عن مواصلة التدخل في السوق على نطاق واسع، ويُعتقد أنه كان يفعل ذلك خلال الأشهر الـ8 الأولى للانتفاضة بسبب تركيزه حاليا على الحد من تآكل احتياطياته من النقد الأجنبي التي كانت تقدر بنحو 17 مليار دولار قبل اندلاع الاضطرابات.

وكانت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية قد أكدت، في أحد تقاريرها، أن «احتياطيات النقد الأجنبي في البنك المركزي السوري يتم استنزافها».

تنافس في مناطق بحلب وإدلب بين القضاء المدني والمحاكم الإسلامية

القاضي أنور مجني: النظام منع القضاة من السفر خشية انشقاقهم

بيروت: «الشرق الأوسط»

يسعى «مجلس القضاء السوري الحر» الذي يضم قضاة منشقين عن النظام السوري، إلى تفعيل عمله في المدن والمحافظات السورية للحد من «نفوذ» محاكم متشددة، آخذة بالانتشار وتطبق أحكام الشريعة الإسلامية في عدد من المناطق المحررة داخل سوريا، لا سيما ريف حلب. لكن حراك المجلس الرامي إلى تنفيذ أحكام القانون السوري وفقا للمعايير الدولية ولإنشاء محاكم مدنية، يصطدم وفق مصادر فيه برفض تام من قبل جماعات إسلامية «متشددة» تريد تطبيق الشريعة الإسلامية.

ويكشف القاضي أنور مجني، عضو «مجلس القضاة الأحرار» لـ«الشرق الأوسط» عن «محاولات كثيرة قام بها المجلس لبسط سلطة القانون المدني في مناطق سوريا محررة، لكن محاولاتنا باءت بالفشل بسبب سيطرة مجموعات لا تؤمن إلا بأحكام الشريعة على هذه المناطق». ويضيف: «لقد قلنا لرجال الدين إن وظيفتكم هي الدعوة وليس القضاء، لكننا لم نلق استجابة». وأشار مجني إلى أن «عملهم في المناطق المحررة مرتبط بموافقة الجهات العسكرية التي تسيطر على هذه المناطق»، مشددا على أن «الأهالي في معظم المدن يطلبون تأمين قضاء مدني عادل».

وكان «مجلس القضاء الحر» قد تأسس في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي على يد ثلاثة من القضاة المنشقين وهم خالد شهاب الدين، ومحمد أنور مجني، وطلال حوشان، إذ دعا في بيان تأسيسه «القوى الثورية لتشكيل لجان مهمتها تأمين المحاكم في المناطق المحررة وكل محتوياتها حفاظا على حقوق المواطنين وإعادة تنظيم السلطة القضائية والتعاون مع نادي قضاة سوريا للعمل على منع سقوط السلطة القضائية بسقوط النظام وتأمين استقلاليتها».

ويسمح للمجلس بممارسة عمله داخل مناطق محددة تتبع لجهات أقل تشددا من الناحية الدينية. وبحسب مجني فقد «أسس المجلس مكتبا مؤقتا في منطقة الريحانية قرب معبر باب الهوى الحدودي، إضافة إلى عدة محاكم مدنية في إدلب وحلب وحماه وريف الرقة». ويشير إلى «وجود سجن في ريف إدلب يخضع لإشراف قضاة منشقين يقومون بإصدار مذكرات توقيف حسب القوانين المرعية». ويؤكد المجني أنهم كمجلس قضاء حر على «تواصل مع الائتلاف الوطني المعارض»، مشددا على «ضرورة تخصيص موازنة مالية من مخصصات الائتلاف للإنفاق على عملنا الذي نتكبد مصروفاته من أموالنا الخاصة».

وحول نشاط «مجلس القضاء الحر» في مجال تشجيع القضاة المقيمين داخل سوريا على الانشقاق عن النظام، يقول مجني: «لقد ازدادت وتيرة الانشقاقات في صفوف القضاة السوريين من خلال عملنا على جذبهم للانحياز إلى الحق ورفض الظلم مما دفع النظام السوري ممثلا بوزارة العدل إلى منع القضاة من السفر إلا بموجب موافقة تمر عبر الأمن السياسي».

وكانت تقارير صحافية قد أشارت إلى أن وزير العدل السوري نجم الأحمد أصدر تعميما شفويا على جميع قصور العدل في سوريا بضرورة أخذ بيانات كاملة عن القضاة المقيمين في الداخل بحيث ترسل نسخة من هذه البيانات إلى شعبة الأمن السياسي. وأضافت التقارير أن أوامر صدرت عن مكتب الأمن الوطني الذي يرأسه اللواء علي مملوك بمنع سفر جميع القضاة في سوريا إلى الخارج مهما كانت الأسباب، إلا بموافقة رسمية مسبقة من الأمن السياسي، وبناء على هذه الأوامر جرى تعميم أسماء جميع القضاة في سوريا على جميع المراكز الحدودية البرية والبحرية والمطارات مع وضع إشارة منع سفر بجانب أسماء القضاة.

السوريون من دون دواء.. بعد خسائر فادحة طالت المصانع والقطاع الصحي

الحكومة تدرس رفع أسعار المنتجات المحلية

لندن: «الشرق الأوسط»

بالإضافة إلى سلسلة الأزمات المعيشية الخانقة التي يعاني منها السوريون، برزت مؤخرا أزمة شح الأدوية المصنوعة محليا، في بلد كانت صناعاته الدوائية تغطي نحو 90% من احتياجات الدواء، وتتوفر بأسعار تعد الأقل في المنطقة، ومدروسة بما يتوافق مع متوسط دخل الفرد الذي يعادل نحو 300 دولار شهريا.

ويقول صيدلاني في منطقة الصالحية (وسط دمشق)، تعد صيدليته من كبريات الصيدليات، إن «هناك الكثير من الأدوية المحلية لم تعد موجودة، فقد توقفت عشرات المعامل (المصانع) في حلب وحمص ودمشق عن العمل بسبب الأحداث الجارية في البلاد»، مشيرا إلى أنه «يتم استعاضة عن ذلك بأدوية بديلة من معامل أخرى، لكن ثمة أدوية ليس لها بدائل».

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت الصيف الماضي من تفاقم أزمة توفر الأدوية في سوريا، وقالت إن مزيدا من التقارير تصلها عن «نقص الأدوية والمنتجات الصيدلانية»، وإن «أكثر من 90% من مصانع الأدوية السورية تضررت بدرجة كبيرة، وإن هناك عددا كبيرا من هذه المصانع أغلق نتيجة للأحداث الدامية وارتفاع تكلفة الوقود، مما أسفر عن نقص حاد في الدواء». وذكرت المنظمة أن هناك حاجة ملحة لأدوية السل والتهاب الكبد وارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان، بالإضافة إلى أجهزة الغسيل الكلوي، محذرة من آثار مدمرة لهذه الأزمة على الناس الذين يحتاجون للأدوية بشكل يومي، مثل أصحاب الحالات المزمنة والمصابين بأمراض نفسية، وكذلك من يتعاطون مضادات حيوية لمنع انتقال العدوى.

وبدأت بوادر الأزمة تطفو على السطح منذ بدء المعارك في حلب، لتتفاقم مؤخرا مع اشتداد المعارك في ريف دمشق. وحاولت الحكومة خلال العام الماضي الحفاظ على سعر الأدوية منخفضا، إلا أن معلومات تسربت أول من أمس عن دراسة الحكومة جديا لزيادة أسعار الأدوية المحلية، وبنسب تتراوح بين 5% و100% – حسب الشرائح السعرية للأدوية – بسبب صعوبة الحصول على المواد الأولية وازدياد سعرها وتغير سعر الصرف وغيرها من أسباب. وقالت صحيفة «الوطن» في تقرير لها إن هناك مقترحات كثيرة مقدمة من وزارتي الصحة والصناعة والمجلس العلمي للصناعات الدوائية للحكومة حول زيادة أسعار الأدوية، وإن الحكومة تدرس تلك المقترحات.

وكانت وزارة الصحة منذ بدء الأزمة، وبعد فرض عقوبات اقتصادية على النظام، قد قامت بالبحث عن أسواق بديلة.. فتوجهت شرقا نحو الصين والهند وإيران لتأمين مستلزمات السوق السورية من الدواء والمواد الأولية. كما قامت بتأمين القطع الأجنبي للمعامل بالسعر الرسمي، في محاولة لتثبيت الأسعار.

إلا أن تلك الإجراءات لم تحل الأزمة تماما، وإنما أخرت تفاقهما. وبحسب «الوطن» اقترح «المجلس العلمي للصناعات الدوائية» أن يتم رفع أسعار الأدوية حتى 50 ليرة سورية بنسبة 100%، وحتى 100 ليرة سورية بنسبة 50%، وما يتجاوز 100 ليرة سورية بنسبة 25%. ووافقت وزارة الصناعة على المقترح، لتمكين معامل الأدوية من الاستمرار بالإنتاج والتغلب على الصعوبات التي تواجهها في التوزيع، بسبب تعطل حركة السير وانعدام الأمان على طرق النقل بين المحافظات، والخسائر الناجمة عن ارتفاع تكاليف الإنتاج جراء ارتفاع أسعار المحروقات، وتكاليف استيراد المواد الأولية بسبب ارتفاع سعر الدولار، والذي أصبح يعادل 170% من السعر الذي سعرت على أساسه الأدوية.

وقالت «الوطن» إن الشركة الطبية العربية (تاميكو) اقترحت إعادة دراسة تكاليف الإنتاج بحيث تكون أسعار البيع أعلى من التكلفة لتجنب الخسائر.

وذكرت الشركة في كتاب وجهته إلى «وزارة الصناعة» أنه تمت دراسة تكاليف الإنتاج على أساس ارتفاع سعر صرف الدولار إلى 75 ل.س علما أن سعر الدولار في السوق السوداء يتراوح بين 92 و95، كما أنه يتم حاليا إعادة تقييم مخزون المستحضرات الجاهزة والمواد الأولية وفقا لسعر صرف الدولار الجديد. وترى «تاميكو» التي تعرض معملها عدة مرات للتخريب في ريف دمشق أن تسعير المستحضرات الطبية سوف يتم وفق خيارين لا ثالث لهما الأول أن تضاف نسبة زيادة تكاليف الإنتاج والبالغة 25% على الأسعار المعمول بها حاليا وإما أن تضاف نسبة إلى الأسعار وفق الشرائح الأسعار.

كما طالب المجلس العلمي للصناعات الدوائية الوطنية الحكومة بتعديل الأسعار مؤكدا على أن أي «تأخير في صدور القرارات اللازمة لتعديل الأسعار سيسبب فوضى عارمة في السوق الدوائية، حيث إن سلسلة الإمداد الدوائي سيتم إيقافها في أي مرحلة من المراحل – سواء في المعمل المنتج أو المستودعات أو في الصيدليات – لأن كل طرف سيعمد إلى إبطاء الإمداد الدوائي بانتظار صدور قرار التعديل.. إما أن يلجأ بعض المعامل إلى تعديل الأسعار بطريقة عشوائية، الأمر الذي سيشكل فجوة كبيرة في السوق الدوائية خلال هذه الفترة».

وتأتي هذه الأزمة في وقت تزداد فيه الحاجة للدواء في بلد يتجاوز فيه معدل القتل اليومي المائة شخص يوميا، فيما ترتفع معدلات الإصابات نتيجة القصف والاشتباكات المتواصلة، عدا عن انتشار الأمراض السارية في المناطق الساخنة.. بينما يعاني الواقع الصحي من مشكلات جمة، أولها حرمان المناطق الثائرة من العلاج والتداوي بسبب هجرة الأطباء، وثانيا بسبب منع السلطات إقامة مشافٍ ميدانية لمعالجة ضحايا الاشتباكات والقصف.

إضافة إلى ذلك، تؤكد مصادر حكومية تعرض قطاع الصحة لخسائر كبيرة، نتيجة تعرض المنشآت الصحية والمستشفيات إلى أعمال تخريب وسرقة لسيارات الإسعاف وسلب الأجهزة الطبية. في حين يتهم المقاتلون الثوار النظام بتحويل المشافي الحكومية في بعض المناطق إلى ثكنات عسكرية، ما جعلها أهدافا للهجوم. كما يتهمون النظام بتدمير المشافي الخاصة في المناطق الساخنة لمنعها من استقبال الجرحى من المقاتلين.

وبحسب بيانات الحكومة، بلغ عدد المشافي التي تم تخريبها وحرقها ونهبها أكثر من عشرين مشفى حكوميا في جميع المحافظات الساخنة، إضافة إلى تخريب 107 مراكز صحية والاستيلاء عليها وسرقتها، وأكثر من 125 عربة إسعاف تم سرقتها وتدميرها.

اشتباكات عنيفة حول ثكنة عسكرية في مدينة حلب وغارات على الأرياف والمحافظات

واصل جيش النظام السوري أمس عملياته العسكرية وقصفه الارياف والمدن، ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين حول ثكنة للجيش في غرب مدينة حلب في شمال سوريا، فيما ردت صحيفة “الوطن” السورية على العرض الذي تقدم به رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب للتحاور، معتبرة ان العرض “جاء متأخرا والمطلوب هو محاربة الارهاب”، وذلك بعد ترحيب واشنطن بهذا العرض مشترطة عدم منح الرئيس بشار الاسد اي حصانة.

وقال المرصد السوري المعارض في بيانات متلاحقة ان “اشتباكات عنيفة اندلعت منذ فجر أمس بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط ثكنة المهلب في حي السبيل في حلب رافقها سقوط قذائف على المنطقة”، مشيرا الى “خسائر بشرية في صفوف الطرفين”.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان محاولة مسلحي المعارضة الاستيلاء على هذه الثكنة ليست جديدة، مشيرا الى ان الثكنة تضم عددا كبيرا من عناصر القوات النظامية.

في ريف حلب، افاد المرصد عن “تعزيز القوات النظامية حواجزها في بلدة خناصر ومحيطها التي سيطرت عليها الاثنين بعد اشتباكات عنيفة” مع مقاتلي المعارضة.

ومن الواضح ان الجيش السوري سيحاول بعد الاستيلاء على خناصر التقدم نحو بلدة السفيرة القريبة والواقعة جنوب غرب مدينة حلب، بهدف كسر الحصار الذي يفرضه مقاتلون معارضون منذ اكثر من شهر على معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية في بلدتي الواحة والسفيرة.

وكان المرصد افاد عن مقتل تسعة مواطنين بينهم ستة اطفال وامرأتان جراء القصف الذي رافق اقتحام القوات النظامية قرية خناصر الاثنين.

وذكرت لجان التنسيق المحلية إحدى أكبر جماعات المعارضة العاملة في داخل سوريا ان هناك أنباء تشير إلى انتشار بعض الجثث الملقاة في شوارع خناصر نتيجة المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام الاثنين في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه القوات الحكومية على المدينة.

وقال أحد سكان خناصر رافضا الكشف عن اسمه لمراسل وكالة فرانس برس ان “الدبابات والطيران” شاركت في الاشتباكات التي “استمرت أكثر من ست ساعات قام مسلحو جبهة النصرة في نهايتها بالانسحاب من البلدة نحو مدينة السفيرة”.

في محافظة حماة (وسط)، قال المرصد ان بلدة كرناز تعرضت لقصف من القوات النظامية بمشاركة الطيران الحربي، وان اشتباكات عنيفة تتواصل منذ ايام عدة على اطراف البلدة.

واضاف ان البلدة تعاني من “حالة انسانية سيئة” وقد “نزح عدد كبير من سكانها بسبب القصف”.

وشن الطيران الحربي السوري صباح امس غارات عدة على مناطق في ريف دمشق، فيما تعرضت مدينتا دوما وداريا للقصف. وشمل القصف احياء في جنوب العاصمة.

وسجلت غارات جوية امس ايضا على مناطق في ريف اللاذقية (غرب) ومحافظة الرقة (شمال)، فيما شهدت مناطق في محافظتي درعا (جنوب) وحمص (وسط) وادلب (شمال غرب) قصفا واشتباكات.

وقتل 123 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء البلاد.

كما ذكرت اللجان المحلية أن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة دمشق تعرض لقصف من قبل القوات النظامية، مما أدى إلى دمار هائل في منطقة شارع الثلاثين بالمخيم.

واعلن برنامج الاغذية العالمي امس انه سيعزز مساعداته الغذائية في سوريا لتشمل 2,5 مليوني شخص اي بزيادة مليون شخص عما هي عليه حاليا، فيما اطلقت الامم المتحدة انذارا بخصوص تدهور الاوضاع.

وصرحت الناطقة باسم البرنامج اليزابيث بيرز في لقاء صحافي “في شهر شباط ننوي شمل 1,75 مليون لنشمل بالتدريج مليونين في اذار و2,5 مليونين في نيسان”.

منذ ايلول يساعد برنامج الاغذية العالمي نحو 1,5 مليون في سوريا بما يوازي 400 شاحنة من الاغذية شهريا. كما افادت بيرز بأن البرنامج تلقى الضوء الاخضر من دمشق لاستيراد 2,5 مليوني ليتر من المحروقات شهريا الى سوريا للاستخدام في وسائل نقل الانشطة الانسانية.

وقالت ان “الشحنة الاولى من المحروقات -التي تبلغ 39 الف لتر – وصلت الى سوريا من لبنان قبل اسبوعين في شهر كانون الثاني”.

واكدت بيرز ان البرنامج قادر على الوصول الى ما بين 40 و50 بالمئة من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة وكذلك الى المناطق الخاضعة للحكومة، من دون اضافة تفاصيل.

لكنها اضافت انه “ما زال هناك اماكن خطيرة يستحيل الوصول اليها بسبب المعارك العنيفة”.

وأطلق الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ينس لاركي انذارا يندد “بمأساة انسانية”. وقال ان “صعوبة الوصول هي المشكلة الرئيسية”.

وبات في سوريا زهاء مليوني لاجئ فيما يحتاج اربعة ملايين شخص الى مساعدات انسانية في البلاد بحسب المكتب. وقال لاركي لكن “اذا استمر العنف على وتيرته على المدى القصير” فقد ترتفع هذه الارقام.

في جنيف، أعلنت اليزابيث هوف مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في دمشق في مؤتمر صحافي عبر الهاتف مع الصحافيين المعتمدين لدى الامم المتحدة في جنيف أن الوضع الصحي في سوريا كارثي. وفي الوقت الذي ذكرت هوف أن أكثر من ثلث المستشفيات في سوريا قد دمرت وان نحو 78 % من سيارات الاسعاف قد تضررت، اشارت الى ان منظمة الصحة العالمية تواجه مشكلات كبيرة في سوريا.

وقالت إن “المنظمة ليس لديها ما يكفي من الإمدادات الطبية لتقديمها وأن نحو 50 في المئة من الأطباء في حمص قد غادروا المدينة وزهاء 30 في المئة من الأطباء في درعا غادروا أيضا ما خلف نقصا هائلا في عدد الطواقم الطبية اللازمة”.

واذ شددت على أن مشكلة الوقود وانقطاع الكهرباء أصبحت تمثل عائقا كبيرا أمام توفير ما يلزم للمرضى والجرحى في المستشفيات السورية وخاصة ما يتعلق بالجراحات، لفتت هوف إلى أن وزارة الصحة السورية أبلغت المنظمة الدولية انه وبسبب الحظر المفروض على سوريا فإن إمدادات الكهرباء الى المستشفيات تواجه نفس النقص السائد في كافة المناطق السورية بما فيها العاصمة دمشق.

ونوهت هوف الى ان مشكلة مياه الشرب والصرف الصحي تمثل تحديا كبيرا للغاية في سوريا في ظل تزايد حالات الاصابة بالتهاب الكبد الوبائى (ايه) وكذلك تزايد حالات الاسهال. وقالت إن “سوريا تشهد نقصا حادا في الادوية كما انه وبسبب القتال في العديد من المناطق فانه وعلى مدى الشهور الأخيرة لا يزال وصول المرضى الى المستشفيات والمراكز الطبية وأيضا اطقم العمل الطبية من المسائل الصعبة للغاية”.

وفي ما يتعلق بمسألة اللاجئين، وصل اكثر من ثلاثة الاف لاجئ سوري في الساعات ال24ـ الأخيرة الى الاردن معظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ. وفق ما افاد مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية الثلاثاء.

ونقلت وكالة الانباء الاردنية عن مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية قوله ان “قوات حرس الحدود استقبلت خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية 3142 لاجئا سوريا”. واوضح ان “اللاجئين يمثلون مختلف الفئات العمرية من الاطفال والنساء والشيوخ وبينهم العديد من المرضى والمصابين”، مشيرا الى انه “تم استقبالهم وتقديم المساعدات الانسانية العاجلة لهم ونقلهم الى المخيمات المعدة لاقامتهم”.

وتجاوز عدد السوريين الذين لجأوا الى المملكة الشهر الفائت 50 الف شخص، بحسب المصدر ذاته.

ويستضيف الاردن الذي يشترك مع سوريا بحدود يزيد طولها على 370 كيلومترا، نحو 340 الف لاجئ سوري منهم اكثر من 90 الفا في مخيم الزعتري، الذي يقع في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية.

وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان 206,630 لاجئا تم تسجيلهم او هم في طور التسجيل في الاردن.

واعلنت الامم المتحدة في كانون الاول انها تتوقع ان يبلغ اجمالي عدد اللاجئين السوريين في البلدان الاربعة المجاورة لسوريا (الاردن ولبنان والعراق وتركيا) 1,1 مليون بحلول حزيران اذا لم يتوقف النزاع.

سياسيا، اعتبرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات امس ان العرض الذي تقدم به رئيس الائتلاف المعارض للتحاور مع ممثلين للنظام لانهاء الازمة السورية “جاء متأخرا” وان المطلوب هو “محاربة الارهاب”، وذلك بعد ترحيب واشنطن بهذا العرض مشترطة عدم منح الرئيس بشار الاسد اي حصانة.

وفيما تؤشر لقاءات وزيري الخارجية الايراني والروسي مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية احمد معاذ الخطيب في ميونيخ اخيرا، الى رضى ضمني من موسكو وطهران، حليفتي النظام، على مبادرة الخطيب، فان دولا اخرى بارزة حليفة للمعارضة، مثل السعودية وقطر، لم تبد اي موقف.

ومن الواضح ان لا اجماع في صفوف المعارضين على مد اليد الذي قام به احمد معاذ الخطيب ذاهبا الى حد التوجه مباشرة الى “الدكتور بشار الاسد” والطلب منه “التساعد لايجاد حل”، بدليل تعليقات بعض الناشطين، وان لم يعلن اي من التيارات الرئيسية المعارضة موقفا مغايرا لموقف رئيس الائتلاف.

وفي غياب الموقف السوري الرسمي حتى الآن، ذكرت “الوطن” ان “تصريحات الخطيب تبقى منقوصة ولا تكفي لتجعل منه مفاوضا أو محاورا مقبولا شعبيا على اقل تقدير”.

واضافت “يمكن وصف تلك التصريحات بالمناورة السياسية لتصحيح خطأ الدفاع عن جبهة النصرة والتبرير المستمر لجرائم ترتكب كل ساعة بحق سوريا”. ورأت الصحيفة ان تصريحات الخطيب “وعلى الرغم من أهميتها السياسية جاءت متأخرة قرابة السنتين”، مضيفة ان “الكرة ليست في ملعب الدولة السورية كما يقول الشيخ الخطيب. فالدولة سبق لها أن سددت الكرة منذ الاسابيع الاولى في مرمى الحوار لكن دون ان تجد من يلبي دعوتها”.

واعلن الخطيب في 30 كانون الثاني استعداده المشروط “للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام”، مبديا خيبة امله لنقص الدعم الدولي للمعارضة وعدم الوفاء بالوعود.

وطالب الخطيب الاثنين النظام السوري بـ”موقف واضح” من موضوع الحوار، قائلا “نحن سنمد أيدينا لاجل مصلحة الشعب ولاجل ان نساعد النظام على الرحيل بسلام. المبادرة الآن عند النظام اما ان يقول نعم او لا”.

ثم طلب من النظام السوري انتداب نائب الرئيس فاروق الشرع للتحاور مع المعارضة. وكان الشرع استبعد قبل اكثر من شهر امكان حسم الوضع في سوريا بالقوة، مطالبا “بتسوية تاريخية” للازمة.

واشترط الخطيب لبدء الحوار مع النظام السوري الافراج عن “160 الف معتقل” في السجون السورية وتجديد جوازات سفر السوريين الموجودين في الخارج.

وقالت صحيفة “الوطن” اليوم ان المشكلة لا تكمن في هذين الشرطين انما في “مخاطبة السوريين جميعا واقناعهم بان الموالاة والمعارضة ستقفان صفا واحدا لمحاربة الارهاب، وان الشيخ الخطيب سيكون بكل ما اوتي من قوة وايمان في المقدمة للقضاء على هذا الارهاب ومموليه”.

الى ذلك، قال العميد السوري المنشق مناف طلاس “إن الفوضى التي تسود سوريا لا يمكن أن تسقط النظام”، مشيرا إلى أن سقوط النظام اليوم يعني أن هذه الفوضى ستحكم البلاد ما سيؤدي بدوره إلى كوارث.

أضاف طلاس، في تصريحات نقلها موقع “داماس بوست” السوري الإلكتروني أمس “أن سوريا في حاجة الآن إلى صناديق الاقتراع بدلا من البنادق الآلية”، مشيرا إلى أن “فعل ذلك يمكن أن يكون تحت رعاية الأمم المتحدة كما يمكن الأصدقاء الروس المساعدة في ذلك”.

اضاف أن “كل العالم يتساءل حول ما سيحدث في اليوم التالي لسقوط النظام”، مشيرا إلى أنه “ينبغي طرح سؤال حول ما سيحدث في اليوم السابق لسقوطه إذ سيتوقف على ذلك مستقبل سوريا”.

وقال “إننا لسنا في حاجة إلى نظام كهذا، لكننا في الوقت ذاته نقول إننا لسنا في حاجة إلى المتطرفين الدينيين، فسوريا ليست في حاجة إلى تنظيم مثل القاعدة. نحن في حاجة إلى الوسطية”.

 (اف ب، رويترز، يوبي اي، أش أ)

أحمد معاذ الخطيب “الثائر”

يصف رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الذي مد يده للحوار مع نظام الرئيس بشار الاسد، نفسه ب “الثائر” لا السياسي، وهو رجل يتمتع بشعبية وصدقية واسعة على الارض وبدعم كبير على المستوى الدولي، ولا يخشى المخاطرة بموقعه هذا دفاعا عن قناعاته.

طويل القامة ونحيل مع لحية صغيرة وشعر رمادي، لم يكن الخطيب معروفا على نطاق واسع في الاوساط السياسية، لكن حصل من اللحظة الاولى لاختياره رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في قطر في تشرين الثاني، على دعم واسع بين الناشطين الميدانيين في سوريا واوساط المعارضين.

بعد بدء الانتفاضة ضد النظام، لم يتردد احمد معاذ الخطيب الذي كان يقيم في قطر، بالعودة الى سوريا لدعم التحرك الاحتجاجي. لكنه اضطر في وقت لاحق الى المغادرة.

يتكلم الخطيب بلهجة هادئة لكن واثقة. ورغم 22 شهرا من نزاع دام تسبب بمقتل اكثر من ستين الف شخص، وفي وقت يطلق المعارضون على الرئيس السوري بشار الاسد ابشع النعوت من “الطاغية” الى “المجرم” واكثر، تمالك الخطيب نفسه الاثنين وخاطب “الدكتور بشار الاسد”، قائلا له “انا اقول يا بشار الاسد انظر في عيون اطفالك وحاول ان تجد حلا وستجد اننا سنتساعد لمصلحة البلد”.

وبعد ان تعرض لانتقادات داخل المعارضة نفسها بسبب قبوله التحاور مع النظام السوري، رفض مقولة “التخوين”، قائلا “النبي عليه الصلاة والسلام جلس مع كفار قريش العتاة ليفاوضهم. القيادة الفيتنامية جلست سنوات في باريس تتفاوض مع الاميركيين وشعبها تحت القصف. لم يخون احد القيادة ولا احد اعتبر ذلك نوعا من التنازل”.

وكان كتب على صفحته على موقع “فيسبوك” على شبكة الانترنت غداة اعلان موافقته التحاور مع ممثلين للنظام، “قالوا لي ان السياسيين لا يتصرفون هكذا. انا أسامحهم لأني مجرد ثائر”.

ولد احمد معاذ الخطيب في دمشق العام 1960 في عائلة تضم رجال دين. درس الجيوفيزياء وحصل على اجازة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، ثم تابع دروسا في الشرع. وانتسب الى الجمعية السورية الجيولوجية والجمعية السورية للعلوم النفسية.

عمل لمدة ست سنوات مهندسا بتروفيزيائيا في شركة الفرات للنفط، وهي شركة مختلطة تضم الشركة الوطنية السورية للنفط وشركات اجنبية بينها شركة “شل” الانكليزية الهولندية.

في 1990، خلف والده الشيخ بدر الدين الخطيب في امامة الجامع الاموي في دمشق. الا ان النظام ما لبث ان اعفاه من مهامه بسبب خطبه الجريئة في الموضوع السياسي.

درس مادتي الدعوة الإسلامية والخطابة في معهد التهذيب والتعليم للعلوم الشرعية في دمشق. والقى محاضرات عن الاسلام في نيجيريا والبوسنة وبريطانيا والولايات المتحدة وهولندا.

بعد عودته الى دمشق للمشاركة في الحركة الاحتجاجية ضد النظام، اوقفته السلطات وتعرض للمضايقات اكثر من مرة، ثم غادر البلاد في حزيران 2012، واستقر في القاهرة.

فاجأ اختياره رئيسا للائتلاف وسائل الاعلام. الا ان الناشطين لا سيما في مناطق دمشق وريفها سارعوا الى الترحيب.

وتعليقا على اعلان استعداده للحوار مع النظام، قال الناشط ابو نديم من مدينة دوما في ريف العاصمة الثلاثاء لوكالة فرانس برس “نثق بشخص معاذ الخطيب. انه اسلامي ومعتدل ومحترم. زار دوما مرات عديدة للمشاركة في الصلاة لراحة انفس شهداء الثورة”.

احمد معاذ الخطيب والد لاربعة اطفال. في نهاية الاسبوع الفائت، اجتمع مع وزيري خارجية روسيا وايران، في اول لقاءين على هذا المستوى بين المعارضة السورية ومسؤولين يمثلون ابرز حليفين للنظام. فيما رحبت واشنطن، احد ابرز داعمي المعارضة، بمبادرته للتحاور مع النظام.

ويرى البعض ان خطوته هذه من شأنها احراج النظام طبعا، لكن ايضا حلفاءه الآخرين مثل قطر والسعودية وتركيا.

وكان معاذ الخطيب كتب على “فيسبوك” مبررا موافقته على الحوار “هناك دول تعد ولا تفي، وهناك من يقول للسوريين اقتحموا ثم يتركهم في وسط المعركة. هناك من تعهد بدعم الثوار ثم تركهم في الموت، وهناك من يجلس على أريكته ثم يقول اهجموا .لا تفاوضوا. وهناك صمت دولي وخنق للثورة”.

(اف ب)

سوريا: مخاوف من استغلال النظام “طيبة” معاذ الخطيب

وسـيـم أبـو لـطـيف

إنقضى ما يقارب العامين على الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، دخلت فيها البلاد في دوامة من العنف، وخلّفت حتى الساعة ما يزيد عن 60 ألف قتيل بحسب الأمم المتحدة، وقرابة المليون لاجئ، عدا عن عدد لا يحصى من الإصابات، لتدور الأمور وتعود إلى نقطة الصفر سياسياً. فرئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب، أبدى استعداداً للحوار مع النظام، فيما الوضع الانساني من سيئ إلى أسوأ. موقع “NOW” استطلع آراء عدد من المعارضين السوريين في موقف الخطيب ومجمل الأوضاع في سوريا ميدانياً وسياسياً وإنسانياً.

 عضو “الإئتلاف الوطني” زياد بو حمدان قال إن “مبادرة الخطيب خطوة لا بد منها، إذ يجب أن يكون هناك نظرة إنسانية للنزاع دون الإستسلام للنظام”.

 الصحافي والكاتب السياسي السوري عمر الأسعد المقيم في باريس، رأى من ناحيته أن مبادرة الخطيب “هي محاولة لإحراج الدول المساندة لسوريا، لأنه على يقين بأن النظام لن يرضى بحوار مع المعارضة”. وأضاف الأسعد: “قد تكون هناك غاية للخطيب من هذا الطرح، وهي توجيه رسالة للمجتمع الدولي بأن الأسد لا يفهم إلا لغة القوة”.

 في الإطار عينه تمنّت الناشطة المعارضة منتهى الأطرش أن “لا يستغل النظام السوري طيبة معاذ الخطيب في مبادرته الإنسانية”، واصفة النظام بأنه “عاهر فاسد ظالم مجرم”.

 في المقابل، فإن عضو لجان التنسيق المحلية ريما فليحان قالت إن “مبادرة الخطيب كانت فردية بامتياز”، مشيرة إلى أنّها “مع الحل السياسي شرط أن تكون هناك سلّة كاملة للحوار وشروط مسبقة من قبل المعارضة على النظام، أهمها إزاحة الأسد والمسؤولين الأمنيين في البلاد”.

 في السياق عينه، رأى عضو المجلس التنفيذي للمجلس الوطني السوري برهان غليون أن مبادرة الخطيب ليست “بمبادرة” لأنّها “لا تستند إلى بيان جنيف أو قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة”.

 في الوضع الميداني، أجمعت مختلف الشخصيات المعارضة على “ضرورة زيادة وتيرة تسليح” مجموعات المعارضة، فتمنّى غليون أن تقوم المعارضة في الخارج بتأمين أسلحة للمعارضة في الداخل”، مشيرا إلى “حالة تضعضع مرت بها قيادة الجيش السوري الحر منذ شهرين نتيجة التغييرات فيها”.

 فليحان التي فضّلت الحل السلمي، ترفض التدخل الأجنبي في بلادها، لكنّها تقبل بتسليح الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية ليتمكن من حسم المعركة.

 أبو حمدان تحدث عمّا وصفه بـ”التعتيم المتعمّد على حراك الدروز في سوريا، الذين شكّلوا مجلساً عسكرياً يضم 2000 مقاتل درزي انشقوا عن النظام”. وأضاف: “هذا التعتيم يقع في إطار خدمة الأجندات الأجنبية التي تركز على “جبهة النصرة” لسببٍ ما”.

في المجال الانساني، انتقدت فليحان بصوت صارخ المؤتمر الأخير للمانحين الذي انعقد في الكويت، وسألت: “بماذا تفيدنا الضمّادات إذا لم يتم وقف النزيف أولاً؟”، مشيرة إلى “تخاذل المجتمع الدولي بالإستجابة لمطالب الشعب السوري في الحرية”.

 غليون طالب بدوره المعارضة بمراقبة توزيع المال على اللاجئين. في حين أشارت الأطرش إلى أن “نسبة غلاء المعيشة وصلت إلى مستوى قياسي، فالرواتب ما عادت تكفي للعيش، وهناك ظاهرة جديدة هي التسول والتشرد.

 كما أن أجهزة النظام تعتقل كل من يقدّم مساعدات للفقراء”، كما حصل مع “أم فراس”، صديقة الأطرش، التي قبض عليها الجيش النظامي لأنها كانت تساعد الفقراء والمشرّدين. المضحك في هذا الأمر المؤسف أنّ سلطات النظام أحالت “أم فراس” إلى “محكمة مكافحة الإرهاب”.

صفارات الإنذار تدوي بساحة العباسيين

الثوار يحولون دمشق لساحة معارك

أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من 40 شخصا اليوم الأربعاء، معظمهم في دمشق وريفها. وقال ناشطون إن اشتباكات هي الأعنف تجري حاليا في دمشق قرب ساحة العباسيين، بينما كثف النظام قصفه لأحياء العاصمة الجنوبية ومناطق أخرى في البلاد.

ونقلت رويترز عن ناشطين أن السلطات أغلقت ساحة العباسيين وطريق فارس الخوري حين هاجم الثوار القادمون من الريف المتاريس والتحصينات في الطرق بالصواريخ وقذائف الهاون.

وقالت الناشطة فداء محمود إن مناطق جوبر وزملكا والزبلطاني وأجزاء من القابون والطريق الدائري، أصبحت ساحة معارك.

ووفقا للناشطين، فقد دوت صفارات الإنذار قرب فرع أمن الدولة في منطقة الخطيب قرب ساحة العباسيين والذي يرأسه العميد حافظ مخلوف ابن خالة الرئيس بشار الأسد، كما أغلقت معظم مداخل المدينة وخصوصا الطرق المؤدية إلى الساحة التي تعد من أهم ميادين العاصمة لكونها حلقة الوصل التي تربط دمشق بالمدن الشمالية والشرقية.

في غضون ذلك، أعلن الجيش السوري الحر أنه دمر حاجز حرملة العسكري في حي جوبر بدمشق وقتل العشرات من القوات النظامية وأعطب دبابتين، بينما نفى التلفزيون الرسمي وقوع أي اشتباكات في العاصمة جملة وتفصيلا. وقال مصدر رسمي إن “إرهابيين” أطلقوا النار على مركز إطلاق صفارات الإنذار في جوبر، مما أدى إلى انطلاق هذه الصفارات.

وفي حديث للجزيرة، قال الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية صفوت الزيات إن معارك اليوم تشير إلى أن الثوار بدؤوا يمتلكون المبادرة، حيث يحاولون قطع طريق المتحلق الجنوبي الذي يربط العاصمة بكل من حمص والمناطق الشرقية من سوريا، لافتا إلى أن الثوار بعد تدميرهم حاجز حرملة يديرون حاليا معارك في بلدة عدرا، مما ينبئ باحتمال قرب السيطرة على الطريق.

تفجيرات ومعارك

وفي هذه الأثناء، قال ناشطون إن سيارة ملغومة انفجرت في مجمع للمخابرات العسكرية بمدينة تدمر شرقي سوريا، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين أفراد الأمن والشبيحة.

وأضافوا أن قنبلة دمرت جزءا من السور الخلفي للمجمع الواقع قرب موقع أثري، ثم قاد أحد الثوار سيارة ملغومة وفجرها داخل المجمع مما دمر أجزاء منه.

في المقابل، قال مصدر سوري إن “انتحارييْن” فجرا نفسيهما بسيارتين مفخختين في فرع الأمن العسكري بتدمر، مما أدى إلى سقوط 20 قتيلاً بين العسكريين والمدنيين، متهما جماعة جبهة النصرة بتنفيذ العملية.

وقالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينتي الكسوة وداريا بريف دمشق، كما جدد الجيش الحر هجماته في محيط معسكري وادي الضيف والحامدية بإدلب، وفي مناطق عدة بمدينة درعا.

قصف واعتقالات

من جهة أخرى، ذكر ناشطون أن سيارة مفخخة انفجرت اليوم في حي الزاهرة بدمشق، وأن قوات النظام اقتحمت حي نهر عيشة وشنت حملة دهم وتفتيش للمنازل في الجهة الغربية منه.

ووثقت شبكة شام العديد من المواقع التي تعرضت اليوم للقصف، ومنها مدن وبلدات بيت سحم وعدرا وداريا ومعضمية الشام والكسوة وعربين ودوما بريف دمشق، ومدينة تدمر بمحافظة حمص، وأحياء درعا البلد، وجبل الزاوية وكفرومة ومعرة النعمان وخان شيخون في إدلب، وبلدة الخريطة ومدينة الميادين وأحياء الحميدية والمطار والشيخ ياسين بمدينة دير الزور، ومدينة الطبقة بالرقة.

وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم مقتل أكثر من 40 شخصا، وذلك بعد يوم دام قتل فيه ما لا يقل عن 113 شخصا، بينهم أكثر من عشرين أعدموا ميدانيا في ريف حلب.

مكاتب للائتلاف بأميركا ودعوة للتغيير بسوريا

قالت مصادر في الأمم المتحدة والمعارضة السورية إن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة سيفتح مكاتب له في نيويورك وواشنطن، تمهيدا لعقد اجتماعات مع مسؤولين أميركيين وأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في حين تدعو القمة الإسلامية التي تلتئم اليوم في القاهرة إلى عملية انتقالية في سوريا.

وقال دبلوماسي غربي رفيع طلب ألا ينشر اسمه إن فتح مكاتب للائتلاف يشكل “خطوة مهمة، ومن الواضح أنها وسيلة محتملة لدعوة (زعيم الائتلاف) معاذ الخطيب للمجيء إلى نيويورك في مرحلة معينة”، وأضاف أن نجيب الغضبان -وهو أستاذ جامعي أميركي سوري الأصل- سيرأس مكتب نيويورك.

وقال دبلوماسي آخر إن الغرض من فتح مكتب نيويورك سيكون إيجاد قناة اتصال مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والمنقسم منذ وقت طويل بشأن الصراع في سوريا الذي أودى بحياة زهاء 60 ألف شخص.

وأكد مصدر قريب من المعارضة السورية أن مكتب واشنطن سيرأسه عباب خليل، وهو مقيم في ولاية تكساس، وستكون إحدى المهام الأولى لمكتب واشنطن الإعداد لزيارة محتملة للولايات المتحدة يقوم بها الخطيب نهاية الشهر الجاري. وأضاف المصدر أن تلك الزيارة سوف تتضمن اجتماعا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وقد يساعد إنشاء مكاتب اتصال في نيويورك وواشنطن المعارضة السورية في سعيها لكسب التأييد لمقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.

اجتماع عاجل

في غضون ذلك قالت مصادر في المعارضة إن أعضاء بالائتلاف الوطني السوري دعوا إلى اجتماع عاجل لبحث الاقتراح المثير للجدل الذي طرحه زعيمه للتفاوض مع النظام السوري، وتحديدا مع فاروق الشرع، نائب رئيس الجمهورية، إذا لبى النظام شروطا من بينها الإفراج عن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين.

وقال مسؤول في الائتلاف “ينبغي أن يجتمع الائتلاف لرسم إستراتيجية عاجلة بعد أصداء المبادرة وانتهاز القوة الدافعة التي خلقتها بغض النظر عن تحفظات بعض الأعضاء”.

وانتقد عدد من شخصيات المعارضة عرض الخطيب إجراء محادثات مع ممثلين للرئيس الأسد، لكن آخرين يقولون إنه قد يكشف أن اقتراحات الأسد لإجراء حوار إنما هي اقتراحات جوفاء. وذكرت مصادر في الائتلاف أن ثلاثين عضوا بعثوا رسالة إلى قيادته يطالبون بعقد اجتماع عاجل لجميع الأعضاء.

وقال المجلس الوطني السوري -الذي يعد أبرز مكونات الائتلاف- إن الخطيب اتخذ “قرارا فرديا”  بطرحه هذه المبادرة التي تتناقض مع ميثاق الائتلاف الذي يدعو إلى “سقوط النظام بكل رموزه ومكوناته”.

وقال بيان للمجلس إن اجتماع الخطيب مع وزير الخارجية الإيراني في ميونيخ كان “طعنة للثورة”، غير أن مسؤولا في المجلس قال إن المجلس رفض الدعوة إلى تنحية الخطيب لأن مبادرته تحظى بتأييد في الشارع.

والتزمت السلطات السورية الصمت بشأن مبادرة الخطيب، لكن صحيفة الوطن شبه الرسمية قالت أمس الثلاثاء إن الخطيب غير مقبول كمفاوض.

انتقال السلطة

وفي تداعيات أخرى للأزمة السورية، دعت مسودة البيان الختامي لقمة منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تلتئم اليوم في القاهرة، إلى إجراء حوار بين المعارضة السورية ومسؤولين حكوميين “غير ضالعين في القمع” لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.

كما دعت مسودة البيان قوى المعارضة السورية إلى الإسراع في تشكيل حكومة انتقالية، وأن تكون مستعدة لتولي المسؤولية السياسية بالكامل لحين الانتهاء من عملية التغيير السياسي المنشود.

ولا تذكر مسودة بيان القمة -التي تستمر يومين- الرئيس الأسد، لكنها تعتبر حكومته المسؤول الأول عن العنف المستمر في البلاد منذ مارس/آذار 2011.

وتعبر المسودة عن القلق البالغ من تدهور الوضع وتسارع وتيرة القتل الذي راح ضحيته آلاف المدنيين العزل، وارتكاب مذابح في المدن والقرى على أيدي السلطات السورية. ولم يتضح ما إذا كانت إيران حليفة سوريا، والتي تحضر القمة، ستؤيد هذا النص.

وعلقت منظمة التعاون الإسلامي -التي تضم 56 عضوا- عضوية سوريا في أغسطس/آب الماضي بسبب قمع نظام الأسد للاحتجاجات الشعبية.

سوريون يتحدون هستيريا النظام ويتظاهرون داخل دمشق

اتحاد طلاب سوريا الأحرار وتنسيقية البرامكة يسمون مظاهرتهم “الإعلام السوري كاذب”

دمشق – جفرا بهاء

تحولت العاصمة السورية إلى ما يشبه الهستيريا الأسدية هو واقع معروف للجميع داخلها وخارجها، وإن كان تعبير السوريين المحلي عن ذلك يُختصر بعبارة “البرغشة لا تستطيع الحركة” يبدو الأكثر قرباً للمنطق وللواقع..

قام أمس حوالي 50 شاباً جامعياً باختراق لكل قواعد النظام، خرجوا في مظاهرة تحت عنوان “الإعلام السوري كاذب” في منطقة البرامكة بالقرب من وكالة سانا الرسمية للأنباء.

محاولات يائسة من النظام لإعادة السوريين إلى داخل القمقم، يرد عليها هؤلاء بحركة مفاجئة دائماً، غير متوقعة، تظهر النظام ورجاله وحواجزه وتحصيناته بمظهر العاجز.

ونظم المظاهرة ما يسمى بـ “اتحاد طلبة سوريا الأحرار- فرع دمشق” و” تنسيقية البرامكة”.

تنوعت هتافات المظاهرة بين “دمك حماة مو نسيانينو” في إشارة لذكرى مجزرة حماة، و “هي الشام ها ها”.

اعتاد فريق اتحاد طلاب سوريا الأحرار على تنظيم فعاليات خطرة جداً، يكاد كل نشاط يودي بحياتهم، ومظاهرة أمس لا تقل خطورة عما سبقها تنظيمياً من حيث المكان لتوسطه العاصمة ولوجود الأمن والشبيحة بشكل دائم فيه، بالإضافة إلى أن منطقة البرامكة تغص بالمراكز الأمنية.

ويقول “ظ” أحد منظمي المظاهرة: “عند الساعة العاشرة وجد عنصران مسلحان عند شارع المظاهرة بالضبط، في تمام الثالثة والنصف لم يعد لهما وجود، وحلت محلهما سيارة فيها حوالي 7 عناصر مسلحين من الشرطة العسكرية وقفوا بالقرب من مدخل الشارع، ولكنها ذهبت بعد قليل وقررنا البدء بالمظاهرة”.

فركش.. تكبير

لن ينسى شباب وفتيات دمشق مظاهرة الأمس، إذ إنه وعدا عن الخطورة، فإن خطأ حدث أثناء اتخاذ قرار البدء بالمظاهرة، إذ شعر واحد منهم مهمته الإخبار عن مدى القدرة على الانطلاق بخطورة فقال “فركش”، و”فركش” تعني إلغاء الموضوع برمته، ليتفرق عدد من الشباب، ولكن بعد لحظات يخرج صوت آخر يقول “تكبير” وهو رمز البدء بالمظاهرة..

“تكبير” جمعت الشباب من جديد، ولكن بعد انتهاء المظاهرة لابد من محاسبة معينة ومكاشفة أثبت أولئك الشباب من جديد قدرة الشباب السوري على التطور السريع والمنتظم، ويقول “ن” أحد منظمي المظاهرة: “سبب الفركشة هو الخوف عليهم، ولكن عندما أصبح العدد كبيراً بالحارة وصرنا بدنا نفركش كل 50 سوا اضطررنا نكبـر.. واضطررنا نفركش ركض وبسرعة”.

الكلمة السحرية

من الواضح التواجد الكثيف للفتيات في المظاهرة، وبتعبير إحدى تلك الفتيات المشاركات في المظاهرة كما شرحت لـ”العربية.نت”: “منذ شهر ونص لم أخرج في مظاهرة، وكنت أنتظرها بفارغ الصبر”، وتكمل “س”: “صح كان وقتها قليلا بس مفعولها كبير أصواتنا بتاخد العقل حسيت الصوت أعلى مرة حسيتو طالع من عالم مقهورة مشتاقة متلهفة لشي وحدة وأحلى شي وقتها قلنا هي الشام ها ها الأرض رجت رج”.

يقول الناشط والمشارك بالمظاهرة “ع”: “المظاهرات بالشام بعد كل هالحواجز والدوريات والخنق الأمني صارت خطرة بخطورة الهجوم على ثكنة عسكرية.. ونحن وكعادة أغلب الثوار كذبنا كذبة بيضة ع الأهل قبل الطلعة من البيت مشان ما ينشغل بالهون وظبطنا كل الأمور واتوضينا وسلمنا عليهون وذهبنا للمظاهرة، تلفتت يمينا ويسارا وشفت هالشباب والصبايا كل مين واقف ع جنب ومستني الكلمة السحرية “تكبييييير ” …ويكمل: “حملنا لافتات وصورا للشهيد وأعلام الثورة السورية… صار قطع طريق شي رائع والنار منظرها مبهر …. المهم أننا كركبنا الأمن والعواينية ونزعنالهون انهارون”.

سلمية

لا يزال يصر السوريون على وجود مظهر سلمي في الثورة، ولا يزال التحدي قائماً.. ولا يزال ثمة من يقول “الله أكبر” رغماً عن عدد يكاد يكون غير متناهٍ من الشبيحة والأمن والحواجز في دمشق.

قذيفة هاون تُسكت طفلة سورية عن الغناء للحرية

تتعرض مناطق واسعة من حلب للتدمير والخراب جراء قصف قوات الأسد

دبي – قناة العربية

بثّ ناشطون شريطاً مؤثراً صُور في 16 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني في حي بستان القصر في حلب، يظهر فتاة سورية تغني في مظاهرة مناهضة للنظام قبل أن تسقط قذيفة هاون بالقرب منها.

ويظهر في اللقطات الأولى من الفيديو عشرات الأشخاص يرددون هتافات معارضة للنظام السوري، حاملين أعلام استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي التي يتخذونها رمزاً للاحتجاجات.

وينتقل الفيديو من مشهد المظاهرات لغناء الطفلة للحرية، حيث تقول فيها “حانن للحرية حانن” في إشارة إلى “حنين” السوريين المعارضين للحرية، قبل أن تسقط قذيفة هاون على بعد خطوات من الطفلة ليختفي صوت الغناء ويعلو الصراخ والنحيب.

وتعرضت مناطق واسعة من مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، للتدمير والخراب جراء قصف الجيش النظامي أو مواجهات بينه وبين المقاتلين المعارضين.

وكانت أشرطة فيديو التقطها ناشطون مؤخراً قد أظهرت حشداً يتجمع أمام جبل من الركام، فيما بعض الأشخاص يحاولون إزالة هذا الركام بحثاً عن ناجين محتملين جراء قصف المباني بالمدينة.

المنكوبون داخل سوريا يحتاجون 260 مليون دولار للأغذية فقط

مسؤولة دولية لـ”العربية.نت”: 2.5 مليون جائع في الداخل.. و750 ألفاً في دول الجوار

لندن – محمد عايش

كشفت مسؤولة في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن النازحين السوريين الذين ما زالوا في الداخل، والذين يمكن الوصول إليهم بحاجة إلى أكثر من 260 مليون دولار من أجل سد احتياجاتهم الغذائية فقط خلال الشهور الستة المقبلة، فضلاً عن 750 ألف لاجئ في دول الجوار بحاجة إلى ملايين أخرى لسد حاجاتهم الغذائية.

وقالت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال

إفريقيا عبير عطيفة في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” إن عمال الإغاثة التابعين للبرنامج تمكنوا حتى هذه اللحظة من الوصول إلى مليون ونصف المليون نازح داخل الأراضي السورية لتقديم المعونات الغذائية لهم، إلا أن هذا الرقم سيرتفع إلى 2.5 مليون شخص على الأقل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فضلاً عن نصف مليون لاجئ في دول الجوار (تركيا ولبنان والأردن والعراق)، يتم إمدادهم حالياً بالأغذية ومن المفترض أن يرتفع عددهم إلى 750 الفاً خلال فترة وجيزة.

وأكدت عطيفة أن لدى برنامج الأغذية العالمي خطة للتوسع في تقديم المساعدات الغذائية للاجئين والنازحين من جراء الأحداث في سوريا، وذلك على خلفية المساعدات السخية التي تم الإعلان عنها في مؤتمر الكويت قبل أيام، لكن عطيفة قالت إن الأموال التي تم التبرع بها في مؤتمر الكويت لم يتضح بعد أن كانت ستتكفل الأمم المتحدة بتوزيعها، أم الدول المضيفة، أم منظمات إغاثية، فضلاً عن أنه من غير المعروف حتى هذه اللحظة أية تفاصيل عن هذه الأموال وكيفية تقديمها وما إذا كان سيتم تسديدها دفعة واحدة أو على دفعات.

وخصت عطيفة “العربية.نت” بتصريحاتها فور انتهاء مهمة إنسانية كانت تقوم بها داخل الأراضي السورية، واصفة الحجم الهائل من الدمار الواسع، ومشيرة إلى أن بعض المدن أصبحت خالية من السكان، وعمال الإغاثة يبحثون في كل مكان عن المنكوبين الذين لجؤوا إلى مدن أخرى، وأصبحت عدة عائلات بأطفالها ونسائها تسكن في المنزل الواحد.

وقالت عطيفة إن أكثر من 60% من سكان محافظة حمص هربوا تاركين منازلهم وممتلكاتهم، مشيرة إلى أن العديد من العائلات لم تتمكن حتى من حمل ملابسها أو أي من ممتلكاتها عندما اضطرت للهروب بسرعة تحت قصف الطائرات وأزيز الرصاص، وتحول كل هؤلاء السكان إلى منكوبين بانتظار المساعدات الإغاثية.

كما أشارت عطيفة إلى أنها شاهدت عائلات في سوريا تعيش على الخبز الممزوج بالماء فقط، وليس لديها أي طعام آخر، فيما يصطف عشرات الأطفال في طوابير منذ الساعة الرابعة فجراً من أجل الحصول على كسرة خبز في بعض المدن السورية نتيجة التدهور الكبير في الأوضاع المعيشية، والانهيار الاقتصادي الكامل، مشيرة إلى أن هذه الأحوال تشمل أيضا السوريين في المدن التي لا تتعرض للقصف ولا تشهد أعمالاً قتالية يومية.

ووفق أحدث الإحصاءات فإن عدد القتلى في سوريا تجاوز الستين ألفاً، وأكثر من أربعة ملايين سوري غادروا منازلهم بسبب القصف، وهم إما غادروها إلى أماكن أكثر أمناً داخل الأراضي السورية أو أنهم لجؤوا إلى دول الجوار، وخاصة إلى لبنان وتركيا والأردن.

سوريا.. 120 قتيلا واشتباكات بدمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اندلعت اشتباكات عنيفة في ساحة العباسيين في العاصمة دمشق، الأربعاء، بين عناصر من المعارضة المسلحة وقوات من الجيش الحكومي حسب ما ذكرت مصادر لـ”سكاي نيوز عربية”، في حين قال ناشطون إن 120 شخصا قتلوا في مناطق مختلفة من سوريا، غالبيتهم في دمشق وريفها.

وأضافت المصادر أن صفارات إنذار دوت عقب وقوع اشتباكات في ساحة العباسيين في دمشق، بينما أوضحت مصادر في المعارضة أن القوات الحكومية أغلقت “كراج البولمان” (محطة الحافلات) في حي القابون بدمشق وطريق فارس خوري الواصل بين ساحة وكراج العباسيين.

كما أشارت مصادر في المعارضة السورية إلى انتشار أمني كثيف على أوتستراد العدوي بالقرب من مفرق كلية الزراعة. وفي وقت لاحق، ذكرت المعارضة أن حريقاً اندلع جراء القصف بالقرب من ساحة العباسيين.

وفي حي الزاهرة بدمشق، انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من مدرسة ربيعة الأنصاري قرب فرن الزاهرة الآلي.

وقامت عناصر من الجيش الحر بدمشق بتحرير عائلة كانت محتجزة في أحد المنازل القريبة من أحد حواجز “الشبيحة”.

ونقلت مصادر المعارضة أن شخصين قتلا في مخيم اليرموك بدمشق، كما سقط عدة جرحى جراء القصف المتواصل من قبل قوات الحكومية على المخيم.

وذكر ناشطون أن اشتباكات هي الأعنف تدور على المتحلق الجنوبي من جهة بلدة زملكا في ريف دمشق بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي، ويعد المتحلق الجنوبي أحد المداخل الهامة للعاصمة.

وفي سياق متصل، قال نشطاء إن سيارة ملغومة انفجرت قرب مجمع تابع للجيش السوري في محافظة حمص بوسط البلاد، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الانفجار الذي وقع صباحا بمدينة تدمر استهدف مجمع به فرع للاستخبارات العسكرية ووكالة أمنية.

وذكر المرصد أن عددا من افراد القوات الحكومية قتلوا في الانفجار الذي أعقبه اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والقوات الحكومية التي تحرس المجمع.

ولم تؤكد السلطات السورية وقوع الهجوم، كما لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عنه.

سوريا..اجتماع عاجل لمناقشة مبادرة الخطيب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أثارت مبادرة رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب، الداعية للتفاوض مع حكومة الرئيس بشار الأسد، جدلا في أوساط المعارضة السورية. إذ دعا أعضاء في الائتلاف إلى اجتماع عاجل، بعد أن أعلن المجلس الوطني السوري رفضه لهذه المبادرة.

وأرسل 30 عضوا رسالة إلى قيادته يطالبون بعقد اجتماع عاجل لجميع الأعضاء، حسب ما أوضحت مصادر بالائتلاف.

وقال مسؤول في الائتلاف السوري: “ينبغي أن يجتمع الائتلاف لرسم استراتيجية عاجلة بعد أصداء المبادرة وانتهاز القوة الدافعة التي خلقتها بغض النظر عن تحفظات بعض الأعضاء.”

من جهته، أيد القيادي في الجيش السوري الحر، قائد المجلس العسكري بحلب عبدالجبار العكيدي، في حوار مع سكاي نيوز عربية، مبادرة الخطيب.

وقال: “لا مانع لدينا من إجراء مفاوضات مع من لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، إذا كان ذلك سيؤدي إلى رحيل بشار الأسد وكافة عناصر النظام السوري”.

وأضاف لـسكاي نيوز عربية: “ثقتنا كبيرة في حكمة الخطيب ووطنيته”، مشيرا إلى أن من الانتقادات التي وجهت إليه “كانت قبل سماع وجهة نظره”.

وعبر العكيدي عن “عدم ثقته بالتزام الحكومة السورية بأي مبادرة سياسية”، قائلا: “لا نتث بالنظام ونعلم أنه لا يلتزم بأي مبادرة أو حلول سياسية، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.

أما عضو الائتلاف هيثم المالح، فقال لـسكاي نيوز عربية إن مبادرة الخطيب، محكوم عليها بالفشل.

يشار إلى أن الخطيب التقى وزيري الخارجية الروسي والإيراني، على هامش مؤتمر للأمن في ميونيخ، قبل أن يطلب من الحكومة السورية انتداب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع للتحاور مع المعارضة بغية “التعاون في حل الأزمة”.

وكان المجلس، أحد أبرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قال في بيان نشره على صفحته في فيسبوك، الثلاثاء، إن لقاء الخطيب مع وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، يمثل “طعنة للثورة السورية”.

وأضاف البيان أن “ما سمي بمبادرة الحوار مع النظام، إنما هي قرار فردي لم يتخذ ضمن مؤسسات الائتلاف الوطني ولم يجرِ التشاور بشأنه، ولا يعبر عن مواقف والتزامات القوى المؤسسة له”.

كما شدد المجلس على أن المبادرة تتناقض “مع وثيقة تأسيس الائتلاف ومع نصوص نظامه الأساسي التي تؤكد على أن الهدف الأساس من تشكيل الائتلاف هو إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه”.

من جهته، قال المعارض السوري فواز تللو إن المبادرة قد تثبت أنها تصرف ذكي، لأنها تضع عبء التحرك على الحكومات الأجنبية، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.

يذكر أن السلطات السورية التزمت الصمت بشأن المبادرة، لكن صحيفة الوطن شبه الرسمية قالت، الثلاثاء، إن الخطيب غير مقبول كمفاوض.

وقال أحد نشطاء المعارضة خارج الائتلاف، هو بسام إسحق: “الخطيب يتعرض لانتقادات لأنه لم يجر مشاورات كافية مع أعضاء الائتلاف، لكنه نجح بضربة واحدة في أن يضع الأسد في موقف محرج، وأن يظهر للدول العربية والغربية التي تضغط على المعارضة لكي تتفاوض أن المعارضة مستعدة لتسوية سياسية لكن الأسد غير مستعد.”

أما برهان غليون، وهو عضو رفيع في الائتلاف فعبر عن قلقه من “أن تضعف المبادرة مقاتلي المعارضة على الأرض”.

وأوضح أن “كثيرا من الدول الصديقة أو التي تزعم أنها صديقة للشعب السوري تنتظر هذا النوع من المبادرات لتبرير عدم تقديم الدعم العسكري للثورة وحماية المدنيين”.

يشار إلى أن الائتلاف الوطني السوري يسعى إلى توسيع نفوذه، إذ من المتوقع أن يفتح مكتبين قريبا في ولايتي نيويورك وواشنطن الأميركيتين، حسب ما أوضح دبلوماسيون في الأمم المتحدة.

وسيرأس نجيب الغضبان، أستاذ العلوم السياسية ودراسات الشرق الأوسط بجامعة أركنساس، المكتبين وسيتنقل بين المدينتين.

ومن المتوقع أن يرفع تواجد الائتلاف في العاصمة الأميركية وبالقرب من مقر الأمم المتحدة من مستوى حضوره على الصعيد الدولي.

معاذ الخطيب يحذر النظام السوري بـ”كسر” مبادرة الحوار إن لم يفرج عن المعتقلين

أمهل معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة السوري المعارض، فى لقاء خاص مع بي بي سي عربي، النظام السوري إلى الأحد القادم لإطلاق سراح المعتقلين، خاصة النساء، وإلا فـ”ستنكسر المبادرة” التي أطلقها للحوار مع النظام، على حد تعبيره .

وأضاف الخطيب في الحوار الذي أجري في القاهرة، التي يتخذ منها الائتلاف مقرا له، أنه يصر على أن يتم الحوار مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، الذي قال إنه يحاول إخراج سوريا من المشكلة.

وشدد الخطيب على أن تفاوضه مع السلطة إنما هو من أجل رحيل النظام، وأن الثورة ستستمر.

وعن لقائه بوزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي الذي تم في برلين هذا الأسبوع، قال الخطيب إنه هو الذي طلب لقاء صالحي، وأنه أعرب له عن سخط الشعب السوري من تعامل إيران مع المشكلة السورية.

وكانت تقارير غير مؤكدة قد أفادت بأن الائتلاف الوطني السوري المعارض سيعقد اجتماعا عاجلا لبحث الدعوة التي أطلقها رئيسه أحمد معاذ الخطيب لفتح حوار مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.

وعبر منذر ماخوس سفير الائتلاف الوطني السوري إلى فرنسا في تصريح لبي بي سي عن رفض الكثيرين داخل الائتلاف للحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد.

تفجيران انتحاريان

أفادت أنباء بأن عدة أشخاص قتلوا في تفجيرين انتحاريين بسيارتين في مدينة تدمر في وسط سوريا.

وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء سانا إن الهجوم وقع في منطقة سكنية في تدمر، وهي بلدة تبعد نحو 220 كيلومترا شمال شرق العاصمة دمشق.

وقالت جماعة نشطة معارضة إن الهجوم استهدف مبنى للمخابرات العسكرية، وإن 19 شخصا من قوات الأمن على الأقل قد قتلوا في الهجوم.

وأفادت تقارير باستمرار القتال العنيف بين القوات الحكومية والمسلحين من المعارضة في شرق دمشق.

وقد أغلقت السلطات المحلية ميدان العباسية –وهو دوار كبير- وشارع فارس الخوري بعد قصف مسلحي المعارضة للحواجز العسكرية بقذائف صاروخية وبالمدافع، بحسب ما قال نشطاء وشهود عيان.

وقالت الناشطة فدا محمد لوكالة رويترز للأنباء “أصبحت مناطق جوبر، وزملكة وزبلتاني، وأجزاء من قابون مسرحا للقتال”.

وقال نشطاء آخرون إن دبابة كانت تقف في المكان دمرت، وإن هتافات “الله أكبر” ترددت من مكبرات الصوت بالمسجد في جوبر، وإن دبابات أخرى كانت تقف على أطراف حي الميدان قصفت المناطق الجنوبية.

وقالت سانا إن “الجيش واصل عملياته ضد الإرهابيين في عربين، وزملكة، وحرستا، وسبينة، مدمرا المجرمين الكاذبين”.

ويعد هذا أحد أسوأ أعمال العنف التي تشهدها العاصمة خلال أسابيع.

تحذير

وحذر المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين أنتونيو غوتيرس الأربعاء في طوكيو بأن عدد السوريين الهاربين من سوريا بسبب المعارك سيصل إلى نحو مليون بحلول يونيو/حزيران المقبل، وبأن قيمة المساعدة الضرورية لجميع هؤلاء اللاجئين تقدر بمليار دولار.

وقال غوتيريس إن الوضع الإنساني في سوريا “هو أسوأ كارثة يتعين علينا مواجهتها في الوقت الراهن”، معربا عن خشيته من تفاقم الوضع بسبب استمرار المواجهات بين القوات الموالية للنظام ومقاتلي المعارضة.

وأضاف غوتيريس خلال زيارة إلى اليابان التقى خلالها بوزير الخارجية فوميو كيشيدا أن هذه الأزمة “تشكل ضغطا كبيرا على المفوضية العليا للاجئين ومواردها لتقديم الحماية والمساعدة”.

BBC © 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى