أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 07 أيلول 2016

رؤية المعارضة من 3 مراحل… تبدأ بهيئة انتقالية وتنتهي بانتخابات رئاسية

لندن – ابراهيم حميدي

يشارك وزير الخارجية الأميركي جون كيري تلفزيونياً في المؤتمر الوزاري لــ «النواة الصلبة» في مجموعة «أصدقاء سورية» في لندن بعد ظهر اليوم، المخصص لدعم الرؤية السياسية التي يقدمها المنسق العام لـ «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رياض حجاب في مركز أبحاث صباح اليوم.

وتتألف الرؤية السياسية من ثلاث مراحل: تفاوضية تمتد ستة أشهر بين ممثلي المعارضة والنظام، وانتقالية تمتد 18 شهراً «تتطلب رحيل» الرئيس بشار الأسد وتتضمن تشكيل هيئة انتقالية من المعارضة والحكومة والشخصيات وتشكيل مؤسسات بينها مجلس عسكري، ونهائية تنتهي بانتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية، مع ضمان «استمرارية المؤسسات ووحدة سورية».

ويمثل مساعد الوزير طوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي في المؤتمر الوزاري في مقر الخارجية البريطانية بعد الظهر.

وبعد إلقائه محاضرة في «تشاتام هاوس»، يشارك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر «أصدقاء سورية» مع نظرائه البريطاني والتركي والقطري والإيطالي ومسؤولة الخارجية الأوروبية. كما قرر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت المشاركة لعقد لقاء ثنائي مع حجاب، في حين يمثل نواب وزراء خارجية الأردن والإمارات وألمانيا دولهم في المؤتمر الذي دعا إليه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.

ولوحظ أن جونسون، الذي كان يدعو إلى التحالف مع الرئيس الأسد في الحرب ضد «داعش» بعد استعادة القوات النظامية مدينة تدمر من التنظيم المتطرف قبل أشهر، بدأ يعبر عن رأي المؤسسات البريطانية القائم على ضرورة «تشكيل حكم تمثيلي قادر على استعادة الاستقرار والوحدة والاعتقاد أنه بقاء الرئيس الأسد في مستقبل سورية لن يؤدي إلى استعادة وحدتها واستقرارها». وعبر عدد كبير من المؤسسات البريطانية عن هذا الرأي لدى طلب رئيسة الوزراء تيريزا ماي مراجعة سياسة بلادها إزاء سورية.

على هذا الأساس، وافق جونسون بعد تسلمه حقيبة الخارجية خلفاً لفيليب هاموند، على توفير منصة لـ «الهيئة التفاوضية» كي تقدم رؤيتها السياسية في هذه المرحلة الانتقالية التي تشهد الأشهر الأخيرة من عمر إدارة الرئيس باراك أوباما وسعيها إلى عقد اتفاق مع روسيا وبين الرئيس الأميركي الجديد الذي يشكل فريقه في ربيع العام المقبل للقول إن «هناك معارضة معتدلة تقدم للشعب السوري والمجتمع الدولي رؤية سياسية عقلانية مستعدة للتفاوض مع الحكومة لتشكيل هيئة حكم انتقالية تضمن استمرار مؤسسات الدولة»، بحسب قول مصدر مطلع.

واشتغلت «الهيئة التفاوضية» منذ بضعة أشهر على صوغ رؤيتها للحل السياسي وبعثت مسودات سابقة إلى قادة فصائل مسلحة وكتل سياسية ونشطاء في مجالس محلية في مناطق المعارضة قبل إقرارها في اجتماعات «الهيئة التفاوضية» في الرياض قبل أيام. كما أرسلت المسودة الأخيرة، للملخص التنفيذي والوثيقة، إلى وزراء خارجية «أصدقاء سورية» المشاركين في مؤتمر اليوم. وجرى التفاهم على تشكيل وفد من «الهيئة التفاوضية» المنبثقة من مؤتمر المعارضة في الرياض نهاية العام، ويضم الوفد ممثلي معارضة الخارج بينهم رئيس «الائتلاف الوطني» أنس العبدة والداخل بينهم المنسق العام لـ «هيئة التنسيق» حسن عبدالعظيم القادم من دمشق، إضافة إلى القيادي في الجبهة الجنوبية لـ «الجيش الحر» أبو أسامة الجولاني وقائد «تجمع صقور جبل الزاوية» حسن حج علي من جبهة الشمال. كما ضم الوفد مستشارين وديبلوماسيين منشقين وإعلاميين.

وفي صباح اليوم، يقدم حجاب في «مركز الدراسات الاستراتيجية» الرؤية السياسية وملخصها التنفيذي القائمة على مبادئ عامة لسورية المستقبل وعلمانيتها ووحدة أراضيها، إضافة إلى ثلاث مراحل للحل السياسي: مرحلة تفاوضية تمتد ستة أشهر، ومرحلة انتقالية تمتد 18 شهراً، ومرحلة نهائية لسورية المستقبل.

وقال العبدة، في بيان لـ «الائتلاف»، إن الرؤية «ستقدم طريقاً واضحاً للانتقال السياسي في سورية، ولا يمكن لأحد يريد حلاً سياسياً عادلاً أن يرفضه». ونقل عن الوثيقة قولها انه «لا مكان (للرئيس) الأسد في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سورية. نحن متمسكون وملتزمون بثوابت الثورة السورية، وبالاستناد لهذه الثوابت نقدم طريقاً واضحاً للحل».

وإذ طرح صحافيون أسئلة عن مدى علاقة هذه الوثائق بالواقع الميداني خصوصاً في الفترة الأخيرة وتقدم الجيش السوري وفرضه حصاراً على الأحياء الشرقية في حلب والدعم الجوي الروسي والميداني الإيراني، قال مقربون من «الهيئة» إن هناك «تطوراً» في هذه الوثيقة قياساً إلى سابقاتها من أنه بات يجري طرح الموقف كموقف تفاوضي وليس شرطاً مسبقاً مع الاستعداد لدخول المفاوضات وصولاً إلى حل وتسوية مقبولة في نهاية العملية التفاوضية. وأوضح المصدر أن الحل المطروح هو تشكيل هيئة انتقالية بمؤسسات عدة بينها مجلس عسكري وهيئة مصالحة وحكومة انتقالية وهيئة إعمار لتوفير شروط الحوار الوطني والدستور الجديد وصولاً إلى انتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية في نهاية المرحلة الانتقالية بعد 18 شهراً، لافتاً إلى أن الرؤية تضمن «استمرارية المؤسسات واستقرار البلاد».

 

سليماني في ريف حلب وقصف النظام يصيب سكانها بالاختناق

لندن، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أصيب عشرات بحالات اختناق جراء إلقاء مروحيات النظام السوري «براميل متفجرة» على أحد الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة شرق حلب، وسط أنباء عن زيارة لقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ريف حلب استعداداً لتوسيع عمليات الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران بالتزامن مع دعوة أنقرة إلى هدنة في عيد الأضحى بدءاً من الإثنين. وينتظر أن تطرح «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة رؤيتها السياسية من ثلاث مراحل تتضمن رحيل الرئيس بشار الأسد لدى بدء المرحلة الانتقالية خلال مؤتمر لوزراء خارجية النواة الصلبة في مجموعة «أصدقاء سورية» يعقد في لندن اليوم.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن «طائرات مروحية تابعة لقوات النظام السوري قصفت حي السكري في شرق مدينة حلب بالبراميل المتفجرة، ما أسفر عن إصابة أكثر من 70 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، بالاختناق»، من دون أن يتمكن من تأكيد استخدام غازات سامة. واتهم ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي قوات النظام باستخدام غاز الكلور السام في هذا الهجوم.

وتشهد مدينة حلب منذ العام 2012 معارك وتبادلاً للقصف بين الفصائل المعارضة في أحيائها الشرقية وقوات النظام في أحيائها الغربية. ونقل مراسل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية عن أحد المصابين قوله إن رائحة كريهة جداً صدرت إثر سقوط برميل متفجر على حي السكري، ما أدى إلى حصول حالات الاختناق. واتهم «مركز حلب الإعلامي» المعارض قوات النظام باستخدام غاز الكلور. وكتب في تغريدة على موقع «تويتر»: «عشرات حالات الاختناق إثر استهداف طيران النظام حي السكري بغاز الكلور السام». ونشر المركز شريط فيديو أظهر عدداً من الأشخاص داخل مستشفى وهم يضعون أجهزة تنفس.

واتهمت لجنة تحقيق في الأمم المتحدة الشهر الماضي قوات النظام باستخدام غاز الكلور مرتين، مشيرة إلى أن مروحيات عسكرية سورية قصفت بغاز الكلور بلدتين في محافظة إدلب في 21 نيسان (أبريل) 2014 و16 آذار (مارس) 2015. وإثر نشر نتائج التحقيق، دعت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على دمشق، فيما شككت روسيا بصحة ما جاء فيه.

وقال «المرصد» أمس، إن قاسم سليماني «قام بجولة على تمركزات الحرس الثوري الإيراني وحركة النجباء العراقية ولواء فاطميون وحزب الله اللبناني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات عربية وآسيوية في جنوب حلب ومنطقة الكليات العسكرية بعد أن سيطرت عليها قوات النظام»، لافتاً إلى أن الميلشيات الإيرانية «تخطط لعملية عسكرية تهدف للوصول إلى كفريا والفوعة بريف إدلب الشرقي انطلاقاً من مواقع قوات النظام جنوب حلب».

في غضون ذلك، قال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الأخير عقد لقاءين جديدين منفصلين مع الرئيسين الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين قبل مغادرته قمة العشرين في الصين، وأبلغهما ضرورة «الاتفاق في أسرع وقت على هدنة أو وقف لإطلاق النار» في محافظة حلب. وأضاف لتلفزيون «إن تي في»: «ننتظر الاتفاق النهائي. تلقينا خطوطاً عامة، لكننا نتوقع اتفاقاً على ورق يمكن تطبيقه».

ورداً على سؤال حول موعد تطبيق مثل هذه الهدنة، قال كالين إن أردوغان أبلغ بوتين بأن سكان حلب يحتاجون إلى هدنة بمناسبة عيد الأضحى. وقال كالين إن وقف إطلاق النار يمكن أن يبدأ بهدنة لمدة 48 ساعة يتم تمديدها وتلتزم بها القوات السورية والفصائل المسلحة.

من جهة اخرى (رويترز) قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس إن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف لإطلاق النار في سورية خلال 24 ساعة. وأضاف أن ذلك «سيختبر جدية بشار الأسد في الالتزام». لكنه ذكر أن تاريخ الأسد لا يبعث على التفاؤل بشأن تنفيذ أي اتفاق.

وفي لندن، يشارك وزير الخارجية الأميركي جون كيري تلفزيونياً في المؤتمر الوزاري لـ «النواة الصلبة» في مجموعة «أصدقاء سورية» بعد ظهر اليوم، والمخصص لدعم الرؤية السياسية التي يقدمها المنسق العام لـ «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رياض حجاب. وتتألف الرؤية السياسية من ثلاث مراحل: تفاوضية تمتد ستة أشهر بين ممثلي المعارضة والنظام، وانتقالية تمتد 18 شهراً «تتطلب» رحيل الرئيس بشار الأسد وتشكيل هيئة انتقالية من المعارضة والحكومة وشخصيات أخرى وتشكيل مؤسسات بينها مجلس عسكري، ونهائية تنتهي بانتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية، مع ضمان «استمرارية المؤسسات ووحدة سورية».

 

أنقرة «مستعدة» للتعاون مع واشنطن في استعادة الرقة

إسطنبول، بيروت، بغداد، موسكو – رويترز، أ ف ب

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات نشرت اليوم (الأربعاء)، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما طرح فكرة عمل مشترك مع تركيا للسيطرة على مدينة الرقة السورية من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وأضاف أردوغان أن أنقرة لن تعترض على ذلك. وتابع أردوغان للصحافيين على طائرته أثناء عودته من قمة «مجموعة العشرين» في الصين الاثنين إن الجيش التركي مستعد للمشاركة في أي هجوم على الرقة معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية.

وقال في تصريحات نشرتها صحيفة «حرييت» بعد اجتماعات في الصين مع أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعماء آخرين «أوباما يريد أن نقوم بشيء معاً فيما يتعلق باستعادة الرقة». وأضاف «أعلنا من ناحيتنا أننا ليس لدينا مشكلة في ذلك وقلنا فليجتمع جنودنا معاً وسيتم عمل كل ما يتطلبه الأمر».

وقال إن أي دور تركي يجب أن يحدد في محادثات أخرى. وتابع: «لكن في هذه المرحلة يجب أن نثبت وجودنا في المنطقة. ليس بإمكاننا أخذ خطوة إلى الوراء. إذا أخذنا خطوة إلى الوراء ستستقر هناك جماعات إرهابية مثل داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وحدات حماية الشعب الكردية».

وفي السياق نفسه، قال نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جانيكلي اليوم، إن القوات المدعومة من تركيا تتوغل لعمق أكبر في سورية بعد ما قامت بتأمين شريط من الأرض بطول 90 كيلومتراً على الحدود التركية.

وقال جانيكلي للصحافيين في أنقرة بعد اجتماع لمجلس الوزراء أيضاً إن 110 من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» والمسلحين الأكراد قتلوا منذ أن بدأت تركيا عمليتها العسكرية في شمال سورية.

وفي الحملة التي أطلق عليها اسم «درع الفرات» طردت قوات تركية وحلفاء لها من المعارضة السورية المسلحة «داعش» من المنطقة المتاخمة لتركيا. وقال جانيكلي أيضاً إن أربعة جنود أتراك قتلوا وأصيب 19 منذ بدء العملية في سورية.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم إنها تشعر بقلق عميق إزاء توغل القوات التركية وقوات المعارضة السورية المدعومة من أنقرة داخل الأراضي السورية، وأضافت أن هذه التحركات قد تزيد من تعقيد الوضع العسكري والسياسي في سورية.

وذكرت الوزارة في بيان «هذا يثير القلق في شأن سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها»، وتابع البيان «ندعو أنقرة للكف عن أي خطوات تزيد من تزعزع الوضع في سورية».

وفي شأن آخر، بدأت السلطات السورية الإفراج عن 169 معتقلاً في إطار اتفاق مع فصائل مقاتلة لتسليم جثث خمسة جنود روس قتلوا مطلع آب (أغسطس) الماضي، بحسب ما أفاد محامي بعضهم.

وقال المحامي ميشال شماس المتابع لملفات بعض المعتقلين السياسيين لـ «فرانس برس» عبر الهاتف من ألمانيا «أفرج أمس (الثلثاء) عن 50 معتقلاً، بينهم سبع نساء، من سجن عدرا (شمال دمشق) و84 آخرين من سجن حماة العسكري (وسط)»، مشيراً إلى أنه «تم إبلاغ 31 آخرين في سجن حمص (وسط) بأنه سيتم الإفراج عنهم».

وأوضح شماس أن «اللائحة النهائية تضم 169 معتقلاً ضمن اتفاق تسوية مع الفصائل المسلحة مقابل تسليم الأخيرة جثامين الجنود الروس الخمسة»، من دون أن يحدد هوية الفصائل التي يتم التفاوض معها أو موعداً لتسليم الجثامين.

وقتل خمسة جنود روس هم ضابطان وطاقم من ثلاثة أفراد، في الأول من آب (أغسطس) الماضي بعد إسقاط المروحية التي كانوا يستقلونها في محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، الواقعة تحت سيطرة «جيش الفتح» وهو عبارة عن تحالف فصائل مسلحة أهمها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً).

وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بدوره أنه «تم الإفراج الثلثاء عن 86 سجيناً على الأقل من سجن حماة المركزي من المعتقلين بتهمة الإرهاب وعلى خلفية التظاهرات التي خرجت ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ بدء النزاع في سورية قبل خمس سنوات». وأشار إلى أنه سيتم إطلاق سراح دفعات أخرى من المعتقلين.

وبحسب «المرصد»، تم الإفراج عن هؤلاء «كبادرة من جانب الروس والنظام لتسهيل المفاوضات مع تحالف جيش الفتح حول عملية تسليم جثث الطيارين الروس».

يذكر أن روسيا بدأت في 30 أيلول (سبتمبر) 2015 حملة جوية في سورية دعماً للعمليات العسكرية التي يخوضها الجيش السوري. ورفع إسقاط المروحية عدد العسكريين الروس الذين قتلوا منذ بدء التدخل إلى 18 قتيلاً.

ميدانياً، أفادت مصادر رسمية بأن ثلاثة جنود أتراك قتلوا وأصيب أربعة آخرون في هجوم بقذائف صاروخية استهدف دباباتين أمس، شمال سورية، وهو اول اعتداء ينسب الى تنظيم «الدولة الاسلامية» في هذه المنطقة منذ بداية التدخل العسكري التركية قبل اسبوعين.

وكان الجيش أعلن في 28 آب (أغسطس) الماضي، مقتل أحد عناصره وقال انه قضى بيد مسلحين اكراد. وقال الجيش ان الهجوم وقع جنوب قرية الراعي حيث فتحت الدبابات التركية جبهة ثانية في عمليتها في سورية خلال نهاية الاسبوع.

وتقع هذه المنطقة غرب جرابلس بالقرب من الحدود التركية التي سيطرت عليها فصائل سورية تدعمها انقرة في بداية العملية. وعرض التلفزيون التركي صور مروحيات عسكرية تحلق فوق الحدود لنقل الجرحى.

إلى ذلك، بدأ عشرات المدنيين السوريين اللاجئين في تركيا اليوم بالعودة إلى جرابلس بعد طرد مقاتلي «داعش» منها. وأفاد مصور «وكالة فرانس برس» في المكان أن نحو 250 سورياً يتحدرون من منطقة جرابلس عادوا حاملين حقائب ولوازم شخصية عبر نقطة عبور حدودية قريبة من مدينة كركميش التركية.

من جهة ثانية، قال الناطق باسم ميليشيا «حركة النجباء» العراقية هاشم الموسوي اليوم، إن جماعته أرسلت أكثر من ألف مقاتل آخر إلى الأجزاء الجنوبية من مدينة حلب السورية خلال اليومين الماضيين لتعزيز مواقعها. وتقاتل الميليشيا في صفوف القوات الحكومية السورية إلى جانب ميليشيا «حزب الله» اللبنانية في جنوب حلب وشرقها.

في غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة اليوم، إن القتال في محافظة حماة تسبب في نزوح حوالى 100 ألف مواطن في الفترة من 28 آب إلى الخامس من أيلول، وذلك نقلاً عن الهلال الأحمر السوري ومحافظ حماة.

وذكر تقرير الأمم المتحدة أن كثيرين فروا من القتال في المناطق الريفية في شمال وشمال غربي حماة باتجه مدينة حماة والقرى المجاورة. وكان هناك نحو 4500 عائلة تعيش في بلدة حلفايا وفرت 1700 أسرة بينما لا تزال 2800 أسرة محاصرة وسط القتال.

 

الجبير يتوقع وقفاً للنار في سورية ويشكك في التزام الأسد

لندن – رويترز

قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليوم (الثلثاء) إن بلاده ترى إمكان التوصل إلى اتفاق في شأن وقف لإطلاق النار في سورية خلال 24 ساعة، لكنها لا تثق بأن الأسد سيلتزمه.

وسئل الجبير في إفادة صحافية في لندن أن يعلق على فشل الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق على وقف لإطلاق النار، فقال إنه لن يصف ذلك بالفشل وإنما بالعمل المستمر، وأضاف: «هناك إمكان للتوصل إلى تفاهم في الساعات الـ 24 المقبلة أو نحو ذلك، والذي سيختبر جدية بشار الأسد في الالتزام». ولكن الجبير قال إن تاريخ الأسد لا يبعث على التفاؤل في شأن تنفيذ أي اتفاق.

وتداعى اتفاق لوقف الاقتتال توسط فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في شباط (فبراير) الماضي في غضون أسابيع مع اتهام واشنطن قوات الأسد بانتهاك الاتفاق.

 

المعارضة السّورية تكشف عن خطّتها: مرحلة انتقاليّة من دون الأسد

قدّمت المعارضة السّورية، يوم الأربعاء، في لندن رؤيتها للحلّ السياسي في سوريا. وتضمّنت الرّؤية  مرحلة تفاوض من ستّة أشهر على أساس بيان جنيف تليها مرحلة انتقاليّة من 18 شهراً تشكّل خلالها هيئة الحكم الانتقالي من دون الرّئيس السّوري بشّار الأسد.

وتلا المنسّق العامّ لـ”الهيئة العليا للمفاوضات” رياض حجاب الخطّة التي حملت عنوان “الإطار التنفيذي للحلّ السّياسي وفق بيان جنيف 2102” والتي تضمّنت ثلاث مراحل.

وأوضح حجاب أنّ المرحلة الأولى “عبارة عن عمليّة تفاوضيّة تمتدّ ستّة أشهر تستند إلى بيان جنيف لعام 2012 يلتزم فيها طرفا التفاوض بهدنة مؤقتة”، مشيراً إلى أنّ هذه المرحلة يجب أن تتضمّن “وقف الأعمال القتاليّة وجميع أنواع القصف المدفعي والجوي وفكّ الحصار عن جميع المناطق وعودة النّازحين واللاجئين إلى ديارهم”.

أمّا المرحلة الثانية فتمتدّ 18 شهراً، وهي تتضمّن “وقفاً شاملاً ودائماً لإطلاق النار وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تستوجب رحيل الأسد وزمرته ويتمّ العمل على صياغة دستور جديد وإصدار القوانين لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسيّة”، وأكّدت على ضرورة أن “تتمتع هيئة الحكم الانتقالية بسلطات تنفيذية كاملة”.

ووصف حجاب المرحلة الثالثة للخطّة بأنّها “تمثّل انتقالاً نهائيّاً عبر إجراء انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة”.

وأكّد حجاب أنّ الهيئة سترفض أيّ “اتّفاق تتوصّل إليه روسيا والولايات المتّحدة بشأن مصير سوريا إذا كان مختلفاً عن رؤيتها”.

وكان وزير الخارجيّة البريطاني بوريس جونسون دعا، في مقالة نشرتها صحيفة “ذي تايمز” يوم الأربعاء، إلى “عدم ارتكاب الأخطاء التي وقعت خلال حرب العراق مجدّداً لدى البحث عن حلّ للنزاع في سوريا”.

وطالب جونسون برحيل الأسد، مؤكّداً أنّه من الممكن تفادي الفوضى التي أعقبت إطاحة الرئيس العراقي المخلوع صدّام حسين.

وكتب جونسون “لماذا يتكرر الأمر نفسه؟ الأسد ليس رجلاً قويّاً، بل زعيماً ضعيفاً إلى حدٍّ يُثير الخوف، لن يتمكن أبداً بعد الآن من الحفاظ على تماسك بلاده، ليس بعد المجازر التي ارتكبها”، متّهماً الأسد باستخدام “تكتيكات عسكريّة وحشية” في سوريا.

(أ ف ب، رويترز “الأناضول”)

 

رؤية الهيئة العليا لمستقبل سوريا: خروج الأسد والحفاظ على الجيش والأمن

النظام السوري يقصف حلب بغاز الكلور والسعودية تتوقع وقف إطلاق نار خلال 24 ساعة

لندن ـ «القدس العربي» ـ من احمد المصري: قال نشطاء إن مروحيات النظام السوري أسقطت أمس الثلاثاء براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور على حي السكري، على الجانب الشرقي من مدينة حلب الذي تسيطر عليه المعارضة.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن مصادر طبية أعلنت أن 70 شخصا يعانون من مشاكل الاختناق وضيق التنفس بعد أن أغارت مروحية تابعة للنظام على المنطقة.

وأكد ابراهيم الحاج المتحدث باسم «الخوذات البيضاء»، وهي منظمة دفاع مدني تعمل بشكل تطوعي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في أنحاء سوريا، أن 80 شخصا على الأقل، بينهم 50 امرأة وطفلا، تلقوا علاجا جراء إصابتهم بمشكلات في التنفس، وأن رائحة غاز الكلور تنتشر في المنطقة.

وأظهر مقطع فيديو نشرته «الخوذات البيضاء» على موقع «يوتيوب» عمال الإنقاذ أثناء البحث بين الأنقاض عن ناجين وسط الهواء المعبأ بالدخان. وبدأ رجال الإسعاف بخلع ملابس الضحايا وغسلهم بالماء، بمن في ذلك الأطفال.

هذا وتعتزم الهيئة العليا للمفاوضات إطلاق رؤيتها للإطار التنفيذي للعملية السياسية في سوريا، في العاصمة البريطانية لندن، اليوم الأربعاء، والتي تمثل تصوراً شاملاً للعملية التفاوضية والمرحلة الانتقالية وللأسس العامة التي ينبغي أن يقوم عليها النظام السياسي الجديد لسوريا المستقبل، وذلك برعاية وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، وحضور عدد من وزراء خارجية مجموعة «أصدقاء سوريا».

وقالت الهيئة في بيان وصلت «القدس العربي» نسخة منه إن هذه الرؤية «تقوم على أساس بيان جنيف (2012)، والقرارات الأممية ذات الصلة، والتي تؤكد على مغادرة بشار الأسد وزمرته من المتورطين بارتكاب جرائم بحق الشعب السوري، وإنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تحمي وحدة البلاد وتصون الدولة ومؤسساتها، وتعزز مبادئ الحرية والمساواة والمواطنة».

وقالت مصادر من الائتلاف السوري المعارض ان الوثيقة التي سيعلن عنها رياض حجاب اليوم في لندن تنص على حل الأزمة السورية على ثلاث مراحل، تبدأ المرحلة الأولى بمفاوضات تستمر 6 أشهر يتخللها دخول المساعدات وإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحصار عن مناطق المعارضة او النظام.

وتبدأ المرحلة الثانية مع بدء المرحلة الانتقالية، والتي ستكون لمدة سنة ونصف تبدأ بمغادرة الرئيس السوري بشار الأسد ومعاونيه الحكم. وأضافت المصادر لـ«القدس العربي» انه لن يكون هناك مساس بمؤسسات الدولة وخاصة الجيش والأجهزة الأمنية إلا انه سيتخللها إصلاح تلك المؤسسات.

وتبدأ المرحلة الثالثة بإجراء انتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية بمشاركة جميع الأطراف والطوائف.

وقالت المصادر لـ«القدس العربي» إن وزراء خارجية كل من السعودية وقطر وتركيا وفرنسا وإيطاليا، إضافة إلى الدولة المضيفة بريطانيا، سيحضرون اجتماع أصدقاء سوريا في لندن اليوم وسترسل الإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش لحضور الاجتماع، فيما سيرسل الأردن والمانيا ممثلين من الخارجية، وسيشارك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عبر «الفيديو كونفرنس».

وأضافت الهيئة العليا السورية للمفاوضات في بيانها أن هذه الوثيقة «تمثل رؤية شاملة لمرحلة مفصلية من التطور البنيوي في سوريا، عبر إنشاء منظومة حكم جديدة تحقق التمثيل العادل لسائر أبناء الوطن، حيث تعالج جملة من القضايا المجتمعية متمثلة بترتيبات الإدارة المحلية وإعادة اللاجئين والنازحين والمبعدين والمفصولين تعسفياً من أعمالهم، وإطلاق حوار وطني شامل، وتبني برامج المصالحة الوطنية، وردع النزعات الانتقامية عن طريق تأمين الحماية للمجموعات المستهدفة، إضافة إلى صياغة ضوابط دستورية وقانونية تتولى تطبيقها مؤسسات تعتمد آليات واضحة وفاعلة للمساءلة والمحاسبة وتطبيق العدالة الانتقالية، وضمان حقوق سائر المواطنين، وتمتع المرأة بكامل حقوقها العامة والفردية، وتحقيق إسهامها الفاعل في جميع مؤسسات الدولة ومواقع صنع القرار».

كما تشمل الرؤية «وضع آليات عملية لوقف سائر أشكال التدخل الخارجي، وتبني برنامج شامل للتصدي للإرهاب ومكافحته، وتتعرض في الوقت ذاته لمعالجة الأزمة الاقتصادية من خلال برنامج شامل لإعادة الإعمار، واستعادة البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية لجميع المواطنين دون أي تمييز».

وتهدف الرؤية في مجملها إلى «وضع أسس سليمة لعملية انتقال سياسي يفضي إلى مرحلة نهائية من الاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي من خلال إجراء انتخابات بلدية ونيابية ورئاسية، وصياغة دستور جديد للبلاد ينص على: فصل السلطات، وحرية الاعلام، والحياد السياسي للجيش والقوات المسلحة، وتأسيس قضاء مستقل ونزيه» حسبما ذكر بيان الهيئة.

ووصل إلى لندن لحضور الاجتماع كل من أنس العبدة، رياض حجاب، سالم المسلط، وليد زعبي، سهير الأتاسي، حسن عبد العظيم، وهند قبوات، وعضوان من الفصائل السورية المسلحة التابعة للمعارضة.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس الثلاثاء، إن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف لإطلاق النار في سوريا خلال 24 ساعة.

وسئل في إفادة صحافية في لندن أن يعلق على فشل الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق على وقف لإطلاق النار فقال إنه لن يصف ذلك بالفشل وإنما بالعمل المستمر.

وأضاف «هناك إمكانية للوصول إلى تفاهم في الساعات الأربع والعشرين المقبلة أو نحو ذلك والذي سيختبر جدية بشار الأسد في الالتزام.»

لكن الوزير مضى يقول إن تاريخ الأسد لا يبعث على التفاؤل بشأن تنفيذ أي اتفاق.

وتداعى اتفاق لوقف الاقتتال توسط فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف في فبراير/ شباط في غضون أسابيع مع اتهام واشنطن قوات الأسد بانتهاك الاتفاق.

 

لافروف وكيري يتفقان على إجراء مباحثات حول سوريا في جنيف الخميس ولمدة يومين

موسكو ـ د ب ا ـ اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره الامريكي جون كيري اتفقا على اجراء محادثات حول سورية غدا الخميس وبعد غد الجمعة في جنيف،بحسب وكالة انترفاكس .

 

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قد اعرب في مؤتمر صحفي في ختام قمة العشرين في التي عقدت يوم الاحد والاثنين الماضيين في الصين عن تفاؤله بأن روسيا والولايات المتحدة قد يتوصلان لحل بشأن الصراع في سورية.

 

وجاءت تصريحات بوتين في المؤتمر الصحفي تأكيدا لما قاله في مقابلة اجرتها معه وكالة بلومبرج يوم الجمعة الماضي بشان امكانية توصل موسكو وواشنطن قريبا لاتفاق بشأن التسوية في سورية.

 

كيري يلهث وراء روسيا لانتزاع اتفاق حول سوريا

واشنطن- أ ف ب- بعد أكثر من خمس سنوات من الفوضى في سوريا، وقبل أربعة أشهر من انتهاء ولاية باراك أوباما، يلهث وزير خارجيته جون كيري وراء نظيره الروسي سيرغي لافروف لانتزاع اتفاق بأي ثمن للخروج من هذه الأزمة.

 

ولم يعد بالإمكان إحصاء عدد الاجتماعات في زوايا العالم الأربعة بين كيري ولافروف، اللذين يحتفظان بقناة اتصال مميزة بين القوتين اللتين تشهد علاقاتهما فتوراً منذ العام 2012.

 

لكن لافروف وكيري سيلتقيان مجدداً في جنيف غداً الخميس والجمعة، بعد اجتماعات عقدت في جنيف في 26 آب/أغسطس ونهاية الأسبوع الماضي خلال قمة العشرين في الصين.

 

لكن هذه المفاوضات الماراثونية، التي تأتي بمبادرة من الأميركيين على ما يبدو، لم تحقق شيئاً حتى الآن.

 

وتدعم موسكو وواشنطن طرفين يخوضان الحرب السورية، ولا يتوافقان على شروط وقف إطلاق النار أو التفريق بين الفصائل المعتدلة والجهاديين، ولا على التعاون العسكري، ناهيك عن الخطوط العريضة لتسوية سياسية بين النظام والمعارضة.

 

وبات هذا النزاع أكثر تعقيداً منذ آذار/مارس 2011، مع مقتل أكثر من 290 ألف شخص ونزوح وتهجير ملايين آخرين.

 

ومنذ توليه منصبه في شباط/فبراير 2013، يلقي كيري بكل ثقله لإيجاد وسيلة دبلوماسية لإنهاء الأزمة السورية. وعلى المنوال ذاته، انهمك في إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، قبل أن تفشل في ربيع 2014، ولكي يتوصل في تموز/يوليو 2015 إلى اتفاق تاريخي حول النووي الإيراني.

 

نشاط كيري المفرط يزعج البعض

 

لكن في المأساة السورية، فإن نشاط كيري المفرط يسبب إزعاجاً.

 

وقال جوزيف باحوط، الباحث الفرنسي في مؤسسة كارنيغي، إن “كيري يعطي الانطباع بأن الولايات المتحدة تلهث وراء اتفاق مع الروس″.

 

وأضاف لـ “وكالة فرانس برس″ أنه يفترض أن “وزير الخارجية الأميركي لديه أشياء أخرى للقيام بها غير لقاء وزير الخارجية الروسي كل أسبوعين”.

 

كما قال دبلوماسي أجنبي “عندما ترى نتائج ساعات وساعات من النقاش بين كيري ولافروف، تقول ثمة خلل ما”.

 

وأضاف “لا يمكن الوصول إلى مفاوضات بترديد “أريد التوصل إلى اتفاق بأي ثمن، حتى لو كنا نفكر بذلك” منتقداً كيري الذي يشتبه بأنه يسعى قبل كل شيء إلى فرض تسوية، حتى لو كانت غير ملائمة في كل أزمة دولية.

 

حتى داخل وزارة الخارجية، ينتقد دبلوماسيون بصوت منخفض جداً السفر المستمر للوزير، الذي يغادر واشنطن ثلاثة أسابيع في الشهر.

 

وأضاف باحوط في هذا السياق أنه أمر “مثير للشفقة والسخرية، لو لم يكن مأسوياً بالنسبة لسوريا”.

 

لقاء “مثمر” بين بوتين وأوباما

 

خلال قمة مجموعة العشرين الاثنين الماضي، أجرى فلاديمير بوتين وأوباما محادثات غير رسمية حول سوريا، لكن من دون نتيجة.

 

وأشاد الرئيس الأميركي بحذر بمحادثات “مثمرة”، في حين أشاد الرئيس الروسي بـ “تقارب في المواقف”.

 

وترأس واشنطن وموسكو المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تجمع نحو عشرين من القوى العالمية والإقليمية التي أقرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في فيينا، خارطة طريق للسلام تبناها مجلس الأمن الدولي في كانون الأول/ديسمبر.

 

إضافة إلى ذلك، فإن القوتين توجهان ضربات بشكل منفصل في سوريا، وتناقشان منذ تموز/يوليو تعاوناً عسكرياً لفرض وقف لإطلاق النار ومكافحة المجموعات الجهادية.

 

لكن رغم الانخراط العسكري للولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق، لا يزال أوباما من المشكّكين في التدخل العسكري. ويرفض نشر قوات برية على نطاق واسع، باستثناء القوات الخاصة.

 

وكان كيري، الذي لا يبدي تذمراً حيال عدم الاستماع إليه بما فيه الكفاية في البيت الأبيض، أشار بشكل غامض إلى خطة بديلة في سوريا.

 

وقال جيمس جيفري، المستشار السابق للرئيس جورج دبليو بوش والخبير في معهد سياسات الشرق الأدنى في واشنطن، إن “الوضع بسيط جداً: لطالما قال كيري في كثير من الأحيان إنه في حاجة إلى خطة بديلة، كما أنه لوّح بتهديدات أحياناً، لكن الرئيس لم يقدم له أي خطة بديلة”.

 

أنباء عن استعداد النظام السوري للإفراج عن 170 موقوفاً بتهمة الإرهاب مقابل جثث طيارين روس

عبر مفاوضات روسية سرية

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: يستعد النظام السوري للإفراج عن مئة وسبعين معتقلاً ممن تمت محاكمتهم أمام محكمة الارهاب، بعضهم من موقوفي سجن عدرا لحساب المحكمة والبعض الآخر من سجون المحافظات الأخرى، وذلك في إطار صفقة تبادل ما بين كتائب المعارضة والنظام السوري، بإشراف روسي، على جثث الطيارين الروس الذين لقوا مصرعهم بتحطم مقاتلة روسية في ريف ادلب مطلع شهر آب/أغسطس الفائت.

وصرح عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا، والمهتم بقضايا حقوق الإنسان المحامي ميشال شماس في حديث خاص مع «القدس العربي» بأنباء عن خروج الدفعة الأولى من معتقلي سجن عدرا، والتي تضم خمسين معتقلاً لا يوجد بينهم نساء أو أطفال، فيما سيتم الإفراج في الدفعة الثانية والتي من المتوقع أن تشمل مائة وعشرين آخرين، جلهم ممن تمت محاكمتهم أمام محكمة الإرهاب التي تعنى بكافة المعتقلين الذين يتم اعتقالهم على أساس معارضتهم للنظام السوري.

ووصف الحقوقي المفاوضات بالسرية قائلاً: هناك مفاوضات سرية بين كتائب المعارضة التي تحتجز جثث طاقم الطيارة الروسية من جهة، ومفاوضين روس يمثلون حكومة موسكو من جهة ثانية، وعلى ما يبدو أن الطرفين قد توصلا إلى اتفاق يقضي بإطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين، يبلغ عددهم 170 معتقل، وهم من موقوفي محكمة الإرهاب.

ورجح المتحدث أن يكون أعضاء مكتب الأمن الوطني ضمن اللجنة المفاوضة فضلاً عن وجود الشخصيات الروسية، منوهاً إلى أن أسماء المعتقلين ممن سيتم الافراج عنهم غير معروفين إلى الآن، وقال الحقوقي شماس «لا علم لي بالأسماء ولا بعملية فرزهم، ولا الكيفية التي تتم بها، ولكن غالباً ما تطرح الجهة المفاوضة قائمة بأسماء من طرفها ويتدخل النظام ويعدل فيها».

ووضح المحامي ميشال شماس لـ «لقدس العربي» أن الذين سيفرج عنهم قد تم استحضارهم أمس إلى محكمة الإرهاب وأبلغوهم بقرار إطلاق سراحهم، منوهاً إلى أن محكمة الإرهاب في عطلة قضائية لغاية الخامس عشر من شهر أيلول/ سبتمبر الحالي.

وذهب إلى أن النظام السوري يجبر على الاهتمام والتفاوض على الأسرى الإيرانيين أو الروس أو حتى على جثثهم، بدون أن يكترث بأعداد أسـراه من السـوريين قائلاً: «النظام لا يهتم بأسراه ومفقوديه بالتأكيد، مثلما يجبر على الاهتمام فيما لوكان الأسـير إيرانياً أو من حزب الله فكيف إذا كان الأمر يتعلق بأسـير روسـي».

وبخصوص عمليات التبادل رأى الحقوقي أنه يفترض على الجهة المعارضة أن تتمسك بالإفراج عن شخصيات معينة، لها وزنها، ويتوجب الاهتمام بها، مثل المعارض عبد العزيز الخير والمقدم حسين الهرموش والمحامي خليل معتوق، وغيرهم، كرسالة للرأي العام المحلي وللخارج أيضاً، وبهدف احراج النظام، مما يعطي لتلك الجهة التي تسعى وراء حرية الجميع بدون استثناء مصداقية أمام الشعب السوري.

وبالرغم من أن هذه الصفقات تفتح الباب أمام عدد محدود من المعتقلين لنيل حريتهم، إلا أن هناك عشرات الآلاف من المعتقلين مجهولي المصير، حيث يتجاوز عدد موقوفي محكمة الاٍرهاب الثلاثين ألفاً، منهم لا يقل عن ستة ألاف في سجن عدرا بريف دمشق، ومثلهم في سجن صيدنايا، عدا عن المعتقلين الذين يتم إيداعهم لصالح محكمة الميدان العسكرية، وهي محكمة سرية، لا تسمح لأحد بمراجعتها، ولا تسمح للمحامين بالترافع أمامها، قضاتها عسكريون، وأحكامها غير قابلة للطعن.

وكانت قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالعربية، نقلت عن مصادر موالية للنظام السوري زعمهم أن جثث الطيارين الروسيين الثلاثة، موجودة بأيدي مجموعة مسلحة تابعة لفتح الشام «جبهة النصرة سابقاً»، حيث كانت المروحية الروسية تحطمت عندما كانت عائدة إلى قاعدة حميميم في ريف اللاذقية، وسط ادعاءات روسية أنها كانت تحمل مساعدات إنسانية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه تم إسقاط المروحية فوق مواقع تابعة لجيش الفتح، وأكدت الوزارة مقتل خمسة عسكريين كانوا على متن المروحية، وهم الطاقم المتكون من ثلاثة أفراد وضابطين.

 

أحد قادة المعارضة السورية المدعومة من تركيا يريد «منطقة آمنة» في سوريا… و«الجيش الحر» يوسع الحزام الآمن بين إعزاز وجرابلس

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال أحد قادة المعارضة السورية المدعومة من تركيا إنهم يرغبون في إقامة «منطقة آمنة» على المناطق الحدودية التي تستعيدها المعارضة من تنظيم الدولة الإسلامية لكن ذلك يتطلب اتفاقاً بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة.

وقال أحمد عثمان من جماعة «السلطان مراد» المعارضة كذلك إن المعارضة المدعومة من تركيا ستجبر قريباً على مواجهة مقاتلين أكراد لأنهم لم ينسحبوا من المنطقة بناء على مطالبات من الولايات المتحدة وتركيا.

وقام الجيش التركي بعملية توغل داخل أراضي شمال سوريا الشهر الماضي بهدف معلن هو إخراج تنظيم الدولة الإسلامية من آخر معقل له على الحدود ومنع مقاتلين أكراد ترى أنقرة أنهم يمثلون تهديداً من توسعة مكاسبهم على الأرض.

وتطالب تركيا وهي من الداعمين الرئيسيين للمعارضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ فترة طويلة بإقامة منطقة آمنة في سوريا تكون خالية من القتال قائلة إن ذلك سيساعد في وقف تدفقات المهاجرين من البلاد.

جاء ذلك فيما قال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان امس الثلاثاء إن القوى العالمية لم تستبعد فكرة تركيا بشأن إقامة «منطقة آمنة» في سوريا لكنها لم تبد إرادة واضحة لتنفيذ هذه الخطة.

وقال المتحدث إبراهيم كالين لشبكة «ان.تي.في» التلفزيونية إن إردوغان يدفع باتجاه خطة مبدئية لوقف إطلاق النار في حلب لمدة 48 ساعة ثم تمديدها خلال عطلة عيد الأضحى التي تبدأ يوم 11 أيلول/سبتمبر.

وقال إردوغان الاثنين إنه كرر اقتراح تركيا بشأن إقامة «منطقة آمنة» خالية من القتال في سوريا للحد من تدفق اللاجئين خلال اجتماع لزعماء مجموعة العشرين.

الى ذلك يوسع «الجيش السوري الحر» المدعوم من القوات المسلحة التركية، الحزام الآمن بين اعزاز وجرابلس شمالي محافظة حلب السورية، حيث حرر حتى الساعة خلال عملية درع الفرات مساحة تبلغ قرابة 680 كيلومتراً مربعاً.

ودخلت عملية درع الفرات يومها الرابع عشر، والتي بدأتها القوات المسلحة التركية وقوات التحالف الدولي في 24 آب/أغسطس الماضي، ضد التهديدات الإرهابية شمالي حلب، حيث ضيقت الخناق على تنظيم «الدولة» و»ب ي د» الذراع السوري لمنظمة بي كا كا.

وكان «السوري الحر» الذي يواصل تطهير الخط الممتد بين مدينتي اعزاز وجرابلس على الحدود التركية السورية من الإرهابيين، تمكن من وصل المنطقتين وبذلك عزل تنظيم «الدولة» عن الحدود التركية.

ووصلت مساحة المناطق التي حررها «الجيش السوري الحر» من التنظيمات الإرهابية في عملية درع الفرات التي تنهي اسبوعها الثاني قرابة 680 كيلومترا مربع. ويتجه «الجيش الحر» الذي وصل إلى عمق 24 كيلومتر متر في خط جرابلس ـ نهر الساجور إلى الجنوب من جهات مختلفة، حيث تقدم مسافة 14 كيلومتر نحو الجنوب انطلاقاً من قرية القاضي الواقعة بين اعزاز وجرابلس.

ومع توسيع المناطق المحررة من قبل الجيش السوري الحر باتت العملية تشكل سدًا منيعاً أمام محاولات «ب ي د» التوسع في المناطق التي يندحر منها تنظيم «الدولة»، إذ سيصطدم « ب ي د» بعائق «الجيش الحر» في حال سعى إلى التقدم من مدينة منبج باتجاه الغرب أو من مدينة عفرين نحو الشرق.

وكان «ب ي د» الموجود في مدينة عفرين شمالي حلب منذ انطلاق الأحداث في سوريا، توجه نحو المنطقة الممتدة بين جرابس واعزاز وهاجم قوات المعارضة من أجل الالتقاء مع عناصر التنظيم المقبلة من جهة نهر الفرات، ومن أجل ذلك سيطر على مدينة تل رفعت وبلدة الشيخ عيسى شهر شباط/ فبراير الماضي.

من جهة أخرى، ووفقاً لمعلومات من مصادر محلية في حلب، فإن تنظيم «الدولة» يحشد مسلحيه وأسلحته في مدينة الباب (شمالي حلب) وشمالها، بهدف الدفاع عن محافظة الرقة التي تعد قاعدته المركزية في سوريا.

بدورها، أفادت مصادر أمنية تركية للأناضول أن بلدتي صوران وأخترين تعدان خط الدفاع الأساس عن مدينة الباب التي تعتبر القلعة الأخيرة للتنظيم بريف حلب.

ودعمًا لقوات «الجيش السوري الحر»، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس الشهر الماضي، تحت اسم «درع الفرات»، وامتدت لمناطق أخرى شمالي حلب، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من التنظيمات الإرهابية.

 

حجاب يعرض رؤية المعارضة للحل: لا انتقال بوجود الأسد

لندن – العربي الجديد

كشفت المعارضة السورية، اليوم الأربعاء، رؤيتها للحل السياسي خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة “أصدقاء سورية” في العاصمة البريطانية لندن.

 

وقدم المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، “الإطار التنفيذي للعملية السياسية” وفق رؤية المعارضة السورية، التي تصرّ على “أن يكون الحل في سورية عادلاً، يلبي مطالب الشعب السوري، ويحمي مجتمعه، ويصون دولته، وأن لا يكون لبشار الأسد وأركان حكمه أي دور في مستقبل سورية”.

 

وأكد حجاب أن رؤية المعارضة “هي لكل السوريين، ولا تستثني أو تقصي أي شريحة من المجتمع السوري، وقابلة للتطور وفق تطلعات الشعب السوري”، مشيرا إلى أن “المعارضة تريد سورية وطنا لكل السوريين، والانتقال بالبلاد إلى مرحلة المساواة، والعدالة”.

 

وقال إن المعارضة تدعو إلى إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية لتتحول إلى حامية للسوريين وبلادهم، وليس لتعذيبهم، وقتلهم، موضحا أن “أمام الإدارة الأميركية وأوروبا مسؤولية في تحقيق الانتقال السياسي الحقيقي”، وأن “أكثر من نصف السوريين باتوا خارج بلادهم، بسبب الحرب التي يشنها الأسد عليهم بدعم روسي وإيراني”، داعيا إلى “طرد بشار الأسد وأركان حكمه خارج سورية”.

 

وتتضمن الرؤية المكونة من 21 صفحة ثلاث مراحل لتطبيق الانتقال السياسي والذهاب بسورية إلى نظام حكم جديد، وفق قراري 2118 و2254.

 

وتنقسم عملية الانتقال السياسي، وفق رؤية المعارضة، إلى مرحلة تفاوضية ومدتها ستة أشهر، وتبدأ على أساس إقرار جدول أعمال، بما يعكس المبادئ التي جاءت في بيان جنيف، الذي تم تبنيه في القرار 2118 والقرار 2254، والتي يلتزم فيها الطرفان بهدنة مؤقتة، على أن يتم خلال هذه المرحلة وضع الأسس العملية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، بالتزامن مع التنفيذ الفوري وغير المشروط للبنود الإنسانية (12-13-14)، التي تضمنها القرار 2254، والتي تشمل “وقف القصف ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين، وإطلاق سراح المعتقلين”.

 

وتطالب المعارضة السورية في هذه المرحلة بأن “تقوم الأمم المتحدة باستحداث آليات لفرض ما جاء في البنود الإنسانية في حال استمرار النظام في مماطلته، إضافة إلى توفير الضمانات اللازمة من المجتمع الدولي لإنجاح العملية التفاوضية”.

اقــرأ أيضاً

اجتماعات لندن… المعارضة السورية تختبر الإرادة الدولية

وركزت المعارضة على المرحلة الثانية، وهي المرحلة الانتقالية، والتي تعتبر أهم المراحل في تطبيق الانتقال السياسي، وتمتد إلى سنة ونصف السنة، وتبدأ فور توافق طرفي التفاوض على المبادئ الأساسية للعملية الانتقالية، كما تنص على توقيع اتفاق يضع هذه المرحلة ضمن إطار دستوري جامع، كما تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية التي تستوجب رحيل بشار الأسد و”الذين تورطوا بارتكاب الجرائم في سورية”، كما يتم العمل خلال هذه المرحلة على صياغة دستور جديد للبلاد.

وتتمتع هيئة الحكم الانتقالي، حسب رؤية المعارضة السورية، بصلاحيات تنفيذية كاملة، وتتضمن إعلاناً دستورياً مؤقتاً يتم تطبيقه على امتداد المرحلة الانتقالية، وتشكيل حكومة تصريف أعمال، وإنشاء مجلس عسكري مشترك، ومحكمة دستورية عليا، وهيئة لإعادة الإعمار، وهيئة للمصالحة الوطنية، وعقد مؤتمر وطني جامع، وإعادة هيكلة القطاع الأمني، والإشراف على الشؤون الداخلية، وتأسيس نظام إدارة محلية يعتمد مبدأ اللامركزية، وضمان استمرار عمل المؤسسات والوزارات والهيئات الخدمية والعامة في الدولة، إضافة إلى التصدي للإرهاب ومكافحته، والعمل على إخراج سائر القوات الأجنبية من سورية.

ويتم خلال هذه المرحلة “التأسيس لنظام سياسي جديد، يقوم على مجموعة من المبادئ الأساسية، أبرزها: سيادة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها، وأن تكون سورية دولة متعددة الأحزاب المبنية على أساس الحرية والممارسة الديمقراطية، وسيادة القانون وحقوق الإنسان والمساءلة، واعتبار القضية الكردية قضية وطنية، والعمل على ضمان حقوقهم القومية واللغوية والثقافية دستورياً، وإطلاق حوار وطني شامل لا يستثني أحدا”.

ووفقاً لرؤية المعارضة، تبدأ المرحلة الثالثة، وهي المرحلة النهائية، عبر تطبيق مخرجات الحوار الوطني والمراجعة الدستورية، وإجراء انتخابات تشريعية ومحلية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة ودعمها الفني.

وتضع المعارضة السورية، في إطارها التنفيذي، خطوات عملية دقيقة لكل مرحلة، حتى الوصول إلى الشكل النهائي، والذي يتطلب نحو عامين للتنفيذ.

 

لافروف وكيري يبحثان الأزمة السورية الخميس والجمعة في جنيف

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي جون كيري، سيجريان مباحثات حول الأزمة السورية، يومي الخميس والجمعة في جنيف.

وقالت الوزارة في بيان، إن “الوزيرين بحثا خلال اتصال هاتفي تفاصيل اتفاق تعاون روسي أميركي في التصدي للجماعات الإرهابية في سورية، وإيصال المساعدات الإنسانية وبدء العملية السياسية”.

 

وأضافت “تم التوافق على مواصلة المشاورات خلال لقاء بين لافروف وكيري في جنيف يومي الثامن والتاسع من أيلول/ سبتمبر”.

 

وخلال المكالمة الهاتفية مع نظيره الأميركي، احتج لافروف على العقوبات الجديدة التي أقرّتها واشنطن بحق موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية.

 

وتابعت الوزارة “تم التشديد على أن من المستحيل قيام تعاون طبيعي يشمل تسوية النزاعات الإقليمية، الأمر الذي تطلبه إدارة الرئيس باراك أوباما بشكل دائم، من دون احترام حد أدنى من التوافقات”.

 

وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أول أمس، أن هناك “تقارباً معيناً في المواقف” بين موسكو وواشنطن في شأن سورية.

 

وسبق أن اجتمع لافروف وكيري، مراراً ولساعات طويلة من دون ردم الهوة بينهما، بخصوص الملف السوري.

 

(فرانس برس)

 

جونسون يدعو إلى رحيل الأسد وينتقد روسيا

لندن – نواف التميمي

استبق وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، عرض المعارضة السورية، اليوم الأربعاء، رؤيتها للحل السياسي خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة “أصدقاء سورية” في لندن.      وفي مقالة نشرتها اليوم صحيفة “ذي تايمز”، انتقد روسيا و”سلوكها غير المبرر” في دعم الأسد، باستخدام قوتها العسكرية لتفادي هزيمته وإبقائه في السلطة”.

وأتت التصريحات قبيل اجتماع عقدته “الهيئة العليا للمفاوضات” الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، صباح اليوم، في لندن، وعرض خلاله المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، “الإطار التنفيذي للعملية السياسية” وفق رؤية المعارضة السورية، التي تصرّ على “أن يكون الحل في سورية عادلاً، يلبي مطالب الشعب السوري، ويحمي مجتمعه، ويصون دولته، وأن لا يكون لبشار الأسد وأركان حكمه أي دور في مستقبل سورية.

كما شدد جونسون في مقالته على أن خطة المعارضة لا تهدف إلى إطاحة مؤسسات الدولة معتبراً أن “ذلك كان من الأخطاء في العراق، ولن يتكرر. وأكد إمكانية تفادي (السيناريو العراقي) والفوضى التي أعقبت إطاحة الرئيس العراقي، صدام حسين، عام 2003.

 

وتساءل وزير الخارجية البريطاني “لماذا يتكرر الأمر نفسه؟ الأسد ليس رجلاً قوياً بل زعيماً ضعيفاً الى حد يثير الخوف، لن يتمكن أبداً بعد الآن من الحفاظ على تماسك بلاده، ليس بعد المجازر التي ارتكبها”، داعياً الأسرة الدولية إلى “التخلص من الدكتاتور السوري”.

 

أردوغان: مستعدون لعملية مشتركة مع واشنطن في الرقة

كشف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن أنقرة وواشنطن تدرسان شنّ عملية عسكرية مشتركة على معقل تنظيم “داعش” في مدينة الرقة السورية.

 

ونقلت صحيفة “حرييت” التركية، الأربعاء، عن أردوغان قوله خلال تصريحات للصحافيين، أثناء عودته من قمة مجموعة العشرين في الصين، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما “بشكل خاص يرغب في أن نقوم بشيء معاً في الرقة”، مضيفاً أن أنقرة لن تعترض على ذلك.

 

ولفت أردوغان إلى إن تركيا اقترحت اجتماع العسكريين من الطرفين لمناقشة الموضوع “وعندها سيتم عمل كل ما هو ضروري”. وأكد أن بلاده “لن تتراجع” عن عملياتها في سوريا، مشدداً على أنه “ابتداءاً من الآن علينا إثبات وجودنا في المنطقة، وليس لدينا خيار التراجع أمام المنظمات الإرهابية”.

 

ورداً على سؤال حول ما إذا لمس خلال لقائه أوباما، تغيّراً في الموقف الأميركي تجاه حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي في سوريا، قال أردوغان إن تركيا لم تختبر “أية مصاعب” في التنسيق مع أميركا خلال عملية “درع الفرات” التي شنّتها ضد “داعش” و”قوات سوريا الديموقراطية” بالاشتراك مع المعارضة السورية في شمال سوريا.

 

وأضاف أردوغان “عملنا بكل ارتياح في الراعي وجرابلس وسنواصل ذلك”، لافتاً إلى أن الجانبين التركي والأميركي قد طورا، على هامش قمة العشرين التي أقيمت العام الماضي في أنطاليا، خطة عسكرية لدحر تنظيم “داعش” من منطقة تبلغ مساحتها “95×40 كيلومتراً داخل سوريا”، لكن الخطة تأجلت آنذاك.

 

وبالنسبة لاستهداف تركيا مقاتلين من حزب “العمال الكردستاني” في العراق، كشف أردوغان أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، قد طلب مساعدة تركيا في هذا الشأن، مضيفاً إن التنظيم المُصنّف “إرهابياً” في تركيا “يريد أن يتواجد في الموصل وتلعفر (..) هنالك تركمان في تلعفر، ليس واضحاً ماذا سيحدث هناك”.

 

لندن: المعارضة تطرح رؤيتها..وجونسون يواكبها بنبذ الأسد

المعارضة السورية: تنتهي العملية الانتقالية في المرحلة الثالثة بإعلان انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة (ا ف ب)

أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات، الأربعاء، رؤيتها للحل السياسي في سوريا. وجاء إعلان المعارضة بمناسبة اجتماع أصدقاء سوريا في العاصمة البريطانية لندن، وتلاها رئيس الهيئة رياض حجاب، في “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية”.

 

وقال حجاب، إن رؤية المعارضة تنقسم على 3 مراحل؛ الأولى “التي تشمل التفاوض ستمتد لـ6 أشهر، وتركز على جدول أعمال الانتقال السياسي”، مشيراً إلى أن “هذه المرحلة تتطلب الالتزام بهدنة في سوريا”. أما المرحلة الثانية “تشمل تأسيس هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة من دون الأسد، وتمتد لسنة ونصف السنة، وتشمل التفاوض على المبادئ السياسية”، فيما تنتهي العملية الانتقالية في المرحلة الثالثة بإعلان انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

وشدد حجاب على أن “الهدف من المرحلة الانتقالية التي تبدأ برحيل الأسد ورجاله هو الحفاظ على سيادة الدولة واستقلالها”، وأكد أن الرؤية التي تطرحها الهيئة العليا للمفاوضات لحل الأزمة السورية “تتضمن تمثيل كافة شرائح الشعب دون تمييز طائفي أو عرقي، وتستند لمقررات جنيف-1”.

 

في السياق، طالب وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون، برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن أي فوضى يمكن أن تحدث بعد رحيله يمكن تفاديها.

 

ودعا جونسون، في مقالة نشرها في صحيفة “ذي تايمز”، الأربعاء، إلى تجنّب الأخطاء التي ارتكبت في العراق عند البحث في حل الأزمة السورية، معتبراً أن الأسد لا يمتلك السيطرة في سوريا، واصفاً إياه بأنه “زعيم ضعيف”.

 

وتساءل جونسون “لماذا يتكرر الأمر نفسه؟ الأسد ليس رجلا قويا، بل هو زعيم ضعيف إلى حد يثير الخوف، لن يتمكن أبداً بعد الآن من الحفاظ على تماسك بلاده بعد المجازر التي ارتكبها”، متهماً إياه باستخدام “تكتيكات عسكرية وحشية”.

 

وانتقد وزير الخارجية البريطانية الدور الروسي في سوريا، معتبراً أنه سلوك “غير مبرر”. وأضاف “الأسرة الدولية برمتها ملتزمة على الأقل مبدئياً بالتخلص من الدكتاتور السوري. حتى الروس وافقوا على الحاجة إلى انتقال سياسي”. وتابع “لكن الروس يستخدمون أيضاً قوتهم العسكرية لتفادي هزيمته وإبقائه في السلطة”.

 

وتطرق جونسون إلى رؤية المعارضة السورية في مقالته، وقال إنه من الممكن التعويل عليها، من أجل أن يعم السلام في سوريا من دون الأسد. وأكد على أنه “لا تزال هناك فرصة لإنجاح هذه الرؤية”.

 

المرحلة الثالثة من “درع الفرات” إلى منبج والباب

عبيدة أحمد

تواصل قوات الجيش السوري الحر بدعم من قوات تركية خاصة، وغطاء جوي من الطيران التركي، المرحلة الثالثة من عملية “درع الفرات” في ريف حلب الشرقي. ويأتي ذلك بعد أيام من طرد الجيش الحر تنظيم “الدولة الإسلامية” من مسافة 90 كيلومتراً على طول الشريط الحدودي مع تركيا، بعد معارك استمرت ما يقارب الأسبوعين.

 

وأعلنت الفصائل المشاركة في عملية “درع الفرات”، مساء الثلاثاء، أن المساحات الواقعة جنوب ناحية الراعي وصولاً إلى بلدة العريمة ومدينة الباب “منطقة عسكرية”، ينصح الأهالي بإخلائها بشكل مؤقت إلى حين السيطرة عليها وطرد تنظيم “داعش” منها.

 

وتهدف المرحلة الثالثة من العملية بحسب مصادر “المدن” في “فيلق الشام”، إلى التقدم باتجاه هدفين بشكل متزامن؛ مدينة منبج في ريف حلب الشرقي التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديموقراطية”، التي تمثل “وحدات حماية الشعب” الكردية رأس حربتها ومعظم قواتها؛ وكذلك التقدم باتجاه مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، والتي تسيطر عليها “الدولة الإسلامية”.

وفور انطلاق المرحة الثالثة تمكن مقاتلو الجيش الحر من السيطرة على قرى طويجان وجماعين والحميرات في محيط بلدة الغندورة شمال غربي منبج بعد معارك مع “داعش”؛ كما سيطروا على قرى صندي والأيوبية والروضة وأم الهوى شرقي ناحية الراعي، وأصبحت المسافة بينهم وبين مدينة الباب أقل من 17 كيلومتراً.

 

مصادر عسكرية من الجيش الحر قالت لـ”المدن” إن عملية “درع الفرات” لن تتوقف قبل “تطهير” منبج من “قسد” والباب من “داعش”، فمسألة السيطرة عليهما أمر لا يقبل التفاوض. وأوضحت المصادر أنه بعد فتح الطريق بين مدينتي إعزاز والراعي أصبحت قوات الجيش الحر تتمتع بدعم عسكري ومعنوي أكبر، بحيث يمكن القول إن الجيش الحر عاد بشكل فعلي لقلب موازين المعركة. وأكدت المصادر أن الجيش الحر أثبت فاعليته على الأرض كقوة قادرة على طرد “داعش” من سوريا بأقل دعم عسكري فعلي، ومن دون تدمير المدن أو قتل المدنيين، على عكس “قوات سوريا الديموقراطية” التي روّج لها على أنها المخلص الوحيد للسوريين من “داعش” والتي تسببت في قتل وتهجير عشرات الآلاف من السكان.

 

وتطرح المرحلة المستقبلية لـ”درع الفرات” تساؤلات عديدة خصوصاً وأن “وحدات حماية الشعب” الكردية لم تنسحب بشكل فعلي من ضفة الفرات الغربية، وتصر على مواجهة الجيش الحر، خاصة في منبج، التي تعتبرها نقطة أساسية لوصل كانتوني كوباني وعفرين. كما أن معركة المعارضة المتوقعة في الباب ودابق، ستكون عنيفة جداً، في ظل التوقع بأن يزج تنظيم “الدولة” بكل ثقله فيهما؛ فمدينة الباب تعتبر منفذ التنظيم الوحيد إلى “عاصمته” الرقة، فيما لدابق رمزية عالية، بعدما تغنى التنظيم طويلاً بمعركتها منظراً اجتماع 81 راية لقتالهم، فمعركة دابق هي محدد لآخر الزمان، بين المسلمين والكفار. وتشير معلومات من ريف حلب الشرقي، بأن التنظيم أعد بشكل كبير لهذه المعركة، واتخذ مقاراً له تحت الأرض، وزجّ بمعظم عناصره الأجانب فيها، كما يحاول بشتى الطرق أن يوسّع مساحة السيطرة في محيطها، عبر التصدي المستمر لمقاتلي المعارضة في ريف حلب الشمالي.

 

وفي خضم المعارك المستمرة ارتفع عدد مقاتلي الجيش الحر المشاركين في “درع الفرات” إلى أكثر من 15 ألف مقاتلاً، بعد وصل إعزاز بجرابلس. وبات هؤلاء المقاتلون يشكلون طوقاً عسكرياً حول مناطق سيطرة “داعش” شمالي سوريا. وبانطلاق المرحلة الثالثة من العملية يتوقع خسارة التنظيم لمساحات واسعة من مناطق سيطرته، رغم ضراوة دفاعه، فقد تمكن مقاتلوه من تفجير دبابتين تركيتين، وقتل ثلاثة جنود أتراك، الثلاثاء، وكذلك تفجير سيارة مفخخة بالقرب من بلدة الغندورة ما تسبب في مقتل عدد من مقاتلي الجيش الحر.

 

وتبقى “قسد” في موقع المتفرج على أحداث وتطورات الوضع العسكري في الشمال السوري، مع استمرار حشد قواتها في محيط نهر الساجور، متوقعة هجوماً جديداً لمقاتلي المعارضة وتقدمهم باتجاه منبج.

 

من جهة ثانية، يسعى أهل مدينة جرابلس، منطلق “درع الفرات”، لإدارتها مدنياً من خلال  مجلس محلي لها، إلا ان تضارباً في الآراء بين الفصائل المشاركة في تحرير المدينة وبين أهالي جرابلس، كان قد تصاعد مؤخراً. وكانت الفصائل قد قالت إن “المجلس المحلي” القديم للمدينة لم يتخذ موقفاً من الأحزاب الانفصالية في إشارة إلى “قسد”.

 

وكان بيان صادر عن “المجلس المحلي”، في 22 آب/أغسطس، قبل انطلاق “درع الفرات” قد هاجم “داعش” وقوات النظام ومليشياته، ولم يتطرق إلى “قوات سوريا الديموقراطية”، إلا أن لقاءً مصوراً لرئيس المجلس ألحق بالبيان، أظهر رفض “المجلس المحلي” التام لوجود “قسد” وطالبها بالانسحاب من جرابلس، وهو ما رأته الفصائل مأخذاً على “المجلس المحلي” ودفعها للبحث عن بديل. إلا أن حلاً بات يلوح في الأفق، من خلال التوافق على “مجلس محلي” جديد سينتخب من قبل المدنيين خلال اليومين القادمين.

 

النظام يوسع سيطرته في محيط الراموسة ويقصف حلب بالكلور

خالد الخطيب

حققت قوات النظام ومليشيات “حزب الله” اللبناني و”الحرس الثوري” الإيراني وأخرى عراقية وأفغانية وباكستانية، مزيداً من التقدم غربي وجنوب غربي مدينة حلب، الثلاثاء، بالقرب من المنطقة الصناعية في الراموسة. وجاء التقدم الجديد بعدما تمكنت تلك المليشيات من استعادة مُجمع المدارس العسكرية، وفرض حصارها على الأحياء الشرقية للمرة الثانية، خلال شهر.

 

وسيطرت قوات النظام والمليشيات على كراجات الراموسة ومنطقة الدوار والشرفة وتلة الشرفة وضهر قبلي الجوز والعامرية والمهدية وضهر شرقي وتلال القراصي وجبل المشرفة وتل الرزق وضهر المهر، وحاولت التقدم نحو منطقة الدباغات من محور “معمل الإسمنت”، كما هاجمت بقوة مستودعات خان طومان غرباً.

 

واستعادت المليشيات المواقع التي خسرتها في حي العامرية المطلة بشكل مباشر على “الفنية الجوية” ومنطقة الدوار والمحاذية لـ”مشروع 3000 شقة” في حي الحمدانية، بعدما كانت المعارضة قد سيطرت عليها الإثنين، بعد استهدافها تجمعاً لمليشيا “حركة النجباء” العراقية بسيارة مفخخة، تلاه هجوم واسع أسفر عن سيطرة المعارضة على كامل الحي. إلا أن الهجوم توقف لأنه عشوائي وأهدافه غير واضحة.

 

وتتسلم قوات النظام والمليشيات زمام المبادرة بالكامل في جبهات حلب المشتعلة، وتشن هجماتها بالتزامن على مواقع المعارضة التي تبدو عاجزة حتى اللحظة عن وقف زحف المليشيات والتقليل من خسائرها البشرية والجغرافية. كما أن القصف الجوي الروسي، والقصف المدفعي والصاروخي الذي تتعرض له مواقع المعارضة، أدى لشلّ حركتها ومنعها من شنّ هجمات معاكسة تحقق من خلالها توازناً عسكرياً على الأرض وتثبت جبهات القتال في مختلف محاور القتال.

 

وفتحت قوات النظام والمليشيات محاور قتالية جديدة نحو ريف حلب الجنوبي، وحاولت التقدم أكثر من مرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ومهدت بقصف عنيف طال مواقع المعارضة في القراصي ومحيطها. وتحقق الجبهات المفتوحة جنوباً للمليشيات مكاسب كبيرة في ظل تشتت جهد المعارضة وانشغالها في التصدي للهجمات المتفرقة بشكل يومي. وإذا ما حققت المليشيات تقدماً على الأرض، ووصلت إلى خان طومان، سيكون باستطاعتها ضرب مؤخرة قوات المعارضة المتمركزة في “مدرسة الحكمة” وتلة مؤتة غربي “المدارس العسكرية” وحينها ستجبر المعارضة على الانسحاب.

 

قائد “غرفة عمليات الراشدين” النقيب أمين ملحيس، أكد لـ”المدن” عدم وجود عمل عسكري قريب للمعارضة، فالوضع الميداني خطير للغاية في حلب، في ظل الضغط العسكري الكبير من قبل روسيا وإيران اللتين أرسلتا ضباطاً وقادة عمليات ليشرفوا بشكل مباشر على حصار أحياء المعارضة في مدينة حلب، للمرة الثانية. وتسعى المليشيات ومن خلفها روسيا وإيران، وفق النقيب أمين، إلى تحصين نقاطها ومواقعها جنوبي وغربي حلب، ومن ثم التوسع أكثر وتحقيق مكاسب إضافية على الأرض.

 

وأوضح النقيب أمين أن المعارضة تعي أن أي رد عسكري من قبلها لقلب المعادلة مجدداً يجب أن يكون منظماً، ويتبع تكتيكات جديدة، ويأخذ بعين الاعتبار الحشد الواسع من المليشيات في الطرف المقابل، ومدى تصميمها ومن خلفها النظام وإيران وروسيا للاحتفاظ بحلب. وهذا بالطبع يحتاج إلى الكثير من الوقت والتخطيط وحشد الطاقات البشرية والامكانات العسكرية بمختلف أنواعها.

 

وباتت المعارضة الآن في حلب، في وضع لا تحسد عليه، وهجماتها الأخيرة في حي العامرية لم تجدِ نفعاً. وكان الأجدر بالمعارضة المتحصنة في أحياء حلب الشرقية، أن تفكر في تلك العملية وتنفذها قبل أسابيع عندما كانت الفرصة سانحة والأهداف أكثر وضوحاً. وعلى الأقل كانت المعارضة قد تمكنت من تأمين طريق الراموسة وحمايته من الاستهداف الذي ظل مستمراً طيلة الفترة الماضية.

 

وإذا قررت المعارضة أن تتحمل أعباء معركة مصيرية مقبلة في حلب، عليها أن تمتلك الإرادة بكامل فصائلها المنضوية في غرفتي عمليات “جيش الفتح” و”فتح حلب”، وعدم وقوف بعض فصائلها متفرجة بينما تسحق أخرى، كما حدث في “ملحمة حلب الكبرى” التي توقفت بشكل مفاجئ على عكس التوقعات. وتدرك المعارضة أنها إذا ما اتخذت قرارها بهذا الاتجاه، فربما لن تحظى بدعم أصدقائها بالشكل المطلوب. إلا أن التناقض بين القوى الاقليمية والدولية المتحكمة بطرفي الصراع، قد يدفع الأطراف الداعمة للمعارضة باتجاه تحقيق توازن على الأرض، وتمكين المعارضة من معاودة فك الحصار عن المدينة.

 

ولدى المعارضة خيار أمثل في وضعها الحالي لفك الحصار عن الأحياء الشرقية في حلب من خلال فتح طريق الكاستللو مجدداً، وهو الطريق الذي خسرته منذ شهرين تقريباً لحساب المليشيات. وبالطبع لن يكون هذا خيار سهل التحقق، لكنه قد يكون الوحيد في ظل التحشد الهائل للمليشيات في الجبهات الجنوبية والغربية.

 

في السياق، كثفت المقاتلات الروسية من قصفها الجوي خلال الساعات الأخيرة، وشمل القصف مواقع جديدة في الشمال الحلبي بالقرب من الكاستللو. واستهدفت أكثر من 50 غارة جوية روسية مدن وبلدات عندان وحريتان وحيان وبيانون ومنطقة أسيا وكفر حمرة ومعارة الأرتيق، وطالت خطوط التماس الأولى التابعة للمعارضة قرب الكاستللو والملاح.

 

واستهدفت المقاتلات الحربية الروسية جبهات حلب الجنوبية والغربية، وريف حلب في محيط الراموسة، وريف حلب الغربي في كفرناها وكفرداعل وقبتان الجبل وخان طومان ومحيط القراصي والراشدين والمنصورة وخان العسل وطريق دمشق- حلب الدولي.

 

وألقى الطيران المروحي التابع لقوات النظام براميل متفجرة على أحياء حلب المحاصرة، في الحلوانية والصالحين والسكري، ما خلّف أكثر من عشرة قتلى. وأصيب أكثر من 100 مدني بحالات اختناق في حي السكري، بعدما استهدفه طيران النظام ببرميل متفجر يحوي غاز الكلور السام، ونقل المصابون إلى عدد من المشافي الميدانية التي ماتزال تعمل في الداخل الحلبي المحاصر، وأجريت لهم الاسعافات الأولية، وتم وصل عدد كبير من الأطفال المصابين بأجهزة التنفس الاصطناعي.

 

جونسون: في سوريا يتعين تفادي أخطاء إطاحة صدام

تزامناً مع إطلاق الهيئة العليا رؤيتها للانتقال السياسي

نصر المجالي من لندن

إيلاف من لندن: قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن رؤية الهيئة العليا للمفاوضات، التي تمثل المعارضة السورية للانتقال السياسي، تقدم أول صورة يمكن التعويل عليها لسوريا يعمها السلام من دون الرئيس بشار الأسد.

 

ودعا وزير الخارجية البريطاني، اليوم الأربعاء، إلى عدم ارتكاب الأخطاء التي وقعت خلال الحرب على العراق مجددًا لدى حل النزاع السوري.

 

وكتب جونسون في مقال نشرته صحيفة (التايمز) اللندنية: “لا تزال هناك فرصة لإنجاح هذه الرؤية. وأضاف: “إذا ما تمكن الروس والأميركيون من التوصل لوقف إطلاق النار يمكن حينها استئناف المحادثات في جنيف”

 

وستقترح الهيئة العليا للمفاوضات، التي تمثل المعارضة الرئيسية في محادثات السلام المتوقفة التي تتوسط فيها الأمم المتحدة، انتقالاً تدريجيًا يبدأ بمفاوضات لمدة ستة أشهر يواكبها وقف كامل لإطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية لأي منطقة.

 

وتتضمن الخطة تشكيل هيئة انتقالية من شخصيات من المعارضة والحكومة تدير البلاد لمدة 18 شهرًا يرحل خلالها الأسد، ثم يتم إجراء انتخابات.

 

وتزامنًا مع إطلاق الهيئة العليا للمفاوضات رؤيتها للإطار التنفيذي للعملية السياسية في سوريا، في العاصمة البريطانية لندن، اليوم الأربعاء، طالب وزير الخارجية البريطاني برحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وأشار إلى إمكانية تفادي الفوضى التي أعقبت الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين العام 2003، وقال جونسون في مقالته التي نشرت في صحيفة “ذا تايمز”: لماذا يتكرر الأمر نفسه؟ الأسد ليس رجلاً قوياً بل هو زعيم ضعيف إلى حد يثير الخوف، لن يتمكن أبدًا بعد الآن من الحفاظ على تماسك بلاده، بعد المجازر التي ارتكبها.

 

عشرات القتلى بقصف النظام وروسيا لحلب وحمص  

قال مراسل الجزيرة إن أكثر من خمسين مدنيا قتلوا وأصيب آخرون جراء قصف من طائرات النظام والطائرات الروسية على أحياء حلب المحاصرة.

وأضاف أن العدد الأكبر من القتلى كان في حي السكري المطل على طريق الراموسة وحي العامرية، حيث تحاول المعارضة إعادة فك الحصار عن مدينة حلب.

 

كما توزع عدد القتلى في أحياء طريق الباب والجزماتي وضهرة عواد والحرابلة والصالحين والمواصلات، مما أسفر أيضا عن إصابة العشرات ودمار كبير لحق بالأبنية السكنية والمنازل.

 

وأوضح أن 35 من القتلى سقطوا داخل المدينة، بينما قتل 15 آخرون في قصف على بلدة تادف الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشرقي، مشيرا إلى أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع.

 

 

 

اشتباكات

عسكريا، قالت جبهة فتح الشام -إحدى مكونات جيش الفتح- إنها قتلت 12 عنصرا تابعين لقوات النظام إثر محاولتهم التقدم من جهة معمل الإسمنت وتلة أم قرع جنوب مدينة حلب.

 

وتواصل قوات النظام تعزيز خطوط دفاعها في حلب، عقب إعادة تطويقها الأحياء الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة شرقي المدينة، الأحد الماضي، بدعم روسي إيراني.

 

وخلال الشهر الماضي، سيطرت قوات النظام على طريق الكاستيلو الإستراتيجي الذي كان يعد المنفذ الوحيد لطرق الإمداد بين مركز المدينة وريف حلب الشمالي والغربي، عقب انسحاب قوات المعارضة منه تحت ضغط هجمات النظام بمساندة مليشيات إيرانية وغطاء جوي روسي مكثف.

 

وقبل أسابيع تمكن جيش الفتح من كسر الحصار من جنوب المدينة، بعد عملية كبيرة، لكنه اضطر للانسحاب من الممر الجنوبي، بعد خمسة أيام من الاشتباكات العنيفة مع قوات النظام.

 

وتواصل قوات النظام والمليشيات الإيرانية حشودها في قرية الشرفة جنوبي حلب، تحسبا لهجوم محتمل لقوات المعارضة، وفي الوقت ذاته تحاول التقدم من القرية المذكورة باتجاه بلدة خان طومان الخاضعة لسيطرة المعارضة.

 

وعقب تطويق النظام الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، لم يعد ممكنا تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية لمئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في تلك الأحياء.

 

قصف بالنابالم

وفي حمص، قال مراسل الجزيرة إن مروحيات النظام استهدفت مدينة الرستن وقرية تيرمعلة في ريف حمص الشمالي المُحاصر بالبراميل المتفجرة المحملة بمادة النابالم الحارق المحرمة دوليا.

 

وأضاف أنه بحسب المعلومات الأولية فإن القصف تسبب في إصابة مدنيين بينهم نساء وأطفال.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

المعارضة السورية تدعو لدعم انتقال سياسي دون الأسد  

أعلن المنسق العام لهيئة المفاوضات بالمعارضة السورية رياض حجاب في لندن، أن الخطة التي قدمتها المعارضة السورية تهدف للانتقال من مرحلة الدكتاتورية إلى دولة مدنية ديمقراطية تسودها التعددية وسيادة القانون، في وقت أكدت فيه بريطانيا دعهما للجهود الأميركية الروسية لحلحلة الأزمة السورية.

وقال حجاب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون، إن هذه الرؤية السياسية تشمل كل السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والمذهبية، مشيرا إلى أنها قابلة للتطوير وفق تطلعات الشعب السوري.

 

ودعا حجاب دول العالم إلى دعم الانتقال السياسي من دون بشار الأسد ودون كل من ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوري، وقال إن الشعب السوري يريد موقفا حازما من نظام الأسد وداعمه.

 

وأعلن حجاب أن أي اتفاق يجب أن يشمل وقف إطلاق النار في كل أنحاء سوريا مع ضمان إدخال المساعدات، مؤكدا دعمه كل الجهود الدولية الصادقة لحقن دماء الشعب السوري، وفق تعبيره.

 

وأشار إلى أن الحكومة البريطانية قدمت جهودا كبيرة جدا لدعم الشعب السوري، وحماية المدنيين وإقامة المناطق الآمنة في سوريا.

 

من جهته أعلن وزير خارجية بريطانيا دعم بلاده لجهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الروس لحلحلة الأزمة السورية، وقال إن هناك أزمة إنسانية خانقة في حلب.

 

وقال “إن أميركا تحاول العودة بمفاوضات جنيف إلى سكتها الطبيعية وهذا أمر ضروي”، مضيفا أن كل القوى الدولية ترمي بثقلها باتجاه عودة العملية السلمية.

 

وشدد على ضرورة أن تكون هناك رؤية واضحة لمستقبل سوريا تعتمد على الديمقراطية، مؤكدا أن وفد المعارضة لمحادثات لندن يمثل أطيافا واسعة من الشعب السوري.

 

حل سياسي

وعقد في العاصمة لندن اجتماع لوزراء خارجية وممثلين عن الدول التي تشكل مجموعة أصدقاء سوريا، وقد عرض ممثلون عن المعارضة السورية خلال الاجتماع رؤيتهم للحل السياسي للأزمة السورية.

 

وكان حجاب قد أكد خلال كلمة ألقاها في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بالعاصمة البريطانية لندن قبيل انعقاد الاجتماع، أن الاتفاق الروسي الأميركي لا معنى له إن لم يتوافق مع تطلعات الشعب السوري، وسيكون مثل مبادرات فاشلة سابقة.

 

وأوضح حجاب أن عملية الانتقال السياسي تنقسم إلى ثلاث مراحل أساسية، تبدأ بعملية تفاوضية تمتد ستة أشهر، تليها مرحلة انتقالية تمتد عاما ونصف العام، وتتضمن تأسيس حكم انتقالي لا وجود فيه للرئيس السوري بشار الأسد أو من تلطخت أيديهم بالدم السوري.

 

وأكد أن “المسألة لا تتعلق بالإبقاء على الأسد لمدة ستة شهور أو شهر أو يوم خلال المرحلة الانتقالية”، مشيرا إلى أن الروس والأميركيين يدركون ذلك “ويعلمون تماما موقف الشعب السوري الذي ضحى بالكثير ولن يتخلى عن مطلبه هذا”.

 

من جانبه اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن خطة المعارضة تشكل “خطوة إلى الأمام”، وتقدم “رؤية لسوريا.. أي ما يجب أن تكون عليه سوريا عبر إشراك الجميع”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

رؤية المعارضة لحل الأزمة السورية  

أكدت المعارضة السورية على رفض أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية للبلاد، وذلك ضمن رؤيتها للحل السياسي لسوريا، والتي تتكون من ثلاث مراحل.

 

الوثيقة النهائية لرؤية المعارضة السورية قسمت عملية الانتقال السياسي إلى ثلاث مراحل رئيسية، تبدأ بعملية تفاوضية تمتد لستة أشهر يتم خلالها إقرار هدنة مؤقتة وإلزام الأطراف بقرارات مجلس الأمن.

 

وبحسب الرؤية المقدمة، فإن المرحلة الأولى “تبدأ بمفاوضات تمتد ستة أشهر على أساس إقرار جدول الأعمال الذي يعكس المبادئ الواردة في بيان جنيف وقراري مجلس الأمن 2118 و2254 (بخصوص التوصل لتسوية سياسية)، ويلتزم فيها طرفا التفاوض بهدنة مؤقتة يتم فيها وضع الأسس العملية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن”.

 

كما تشمل هذه المرحلة “وقف كافة عمليات القصف، والسماح بتوصيل المساعدات، والإفراج عن المعتقلين، وبيان مصير المغيبين قسرا، ووقف عمليات التهجير القسري، وأحكام الإعدام، وعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم”.

 

المرحلة الثانية

تشمل فترة انتقالية لمدة سنة ونصف يتم خلالها صياغة دستور جديد، وتشكيل مجلس عسكري مشترك.

 

وتبدأ فور توافق طرفي التفاوض على المبادئ الأساسية للعملية الانتقالية، وتوقيع اتفاق يضع هذه المرحلة ضمن إطار دستوري جامع يتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي”.

 

وترى المعارضة أنه مع بداية هذه المرحلة “يستوجب رحيل بشار الأسد وزمرته الذين تورطوا بارتكاب جرائم بحق الشعب، ويتم العمل من خلالها على صياغة دستور جديد، وإصدار القوانين اللازمة لإجراء انتخابات إدارية (محلية) وتشريعية ورئاسية”.

وتتمتع هيئة الحكم الانتقالي بـ”سلطات تنفيذية كاملة تتضمن إصدار إعلان دستوري مؤقت يتم تطبيقه على امتداد المرحلة الانتقالية، وتشكيل حكومة تصريف أعمال، وإنشاء مجلس عسكري مشترك، ومحكمة دستورية عليا، وهيئة لإعادة الإعمار، وهيئة للمصالحة الوطنية، وعقد مؤتمر وطني جامع، وإعادة هيكلة القطاع الأمني، ومكافحة الإرهاب، ومنه بقايا إرهاب الدولة الذي مارسه النظام”.

 

وتؤكد المعارضة أنه “في المرحلة الثانية يتم تأسيس نظام سياسي يقوم على مجموعة من المبادئ الأساسية، منها سيادة سوريا واستقلالها، وسلامة أراضيها، في دولة متعددة الأحزاب مبنية على الحرية والممارسة الديمقراطية، والشمول والتمثيل والمواطنة وسيادة القانون، وحقوق الإنسان، والمساءلة، واستحداث آليات فاعلة لاحترام حقوق الإنسان، وإطلاق حوار وطني شامل لا يستثني أحدا”.

 

المرحلة الثالثة

ترى المعارضة أن المرحلة النهائية تتضمن تطبيق مخرجات الحوار الوطني وإجراء انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية تحت إشراف أممي.

 

وبالتالي فالمرحلة الثالثة هي “نتاج المرحلتين السابقتين، وتؤذن بتدشين مرحلة تمثل انتقالا نهائيا عبر تطبيق مخرجات الحوار الوطني، والمراجعة الدستورية، وإجراء انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة، ودعمها الفني”.

 

ولفتت الرؤية إلى أن “المبادئ الأساسية المحددة في الاتفاق تبقى سارية المفعول باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الدستور الجديد للبلاد الذي يقوم على مبدأ المواطنة، والفصل بين السلطات، واستقلال القضاء، وحرية الإعلام، والحياد السياسي للجيش والقوات المسلحة، وخضوعها للحكومة الشرعية المدعومة بأغلبية برلمانية، وإنشاء منظومة اقتصادية تراعي العدالة الاجتماعية”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

تركيا: قد نتوغل لعمق أكبر في سوريا

اسطنبول – رويترز

قال نور الدين جانيكلي نائب رئيس وزراء تركيا اليوم الأربعاء، إن القوات المدعومة من تركيا قد تتوغل لعمق أكبر في سوريا بعدما قامت بتأمين شريط من الأرض بطول 90 كيلومترا على الحدود التركية.

وقال جانيكلي للصحفيين في أنقرة بعد اجتماع لمجلس الوزراء أيضا إن 110 من مقاتلي تنظيم داعش ومسلحين من جماعات كردية قد قتلوا منذ أن بدأت تركيا عمليتها العسكرية في شمال سوريا.

وفي الحملة التي أطلق عليها اسم “درع الفرات” طردت قوات تركية وحلفاء لها من المعارضة السورية المسلحة تنظيم داعش من المنطقة المتاخمة لتركيا. وتريد أنقرة كبح تقدم جماعات كردية سورية مدعومة من الولايات المتحدة في المنطقة.

وقال جانيكلي أيضا إن أربعة جنود أتراك قتلوا وأصيب 19 منذ بدء العملية في سوريا.

وذكر أن الرئيس التركي طيب إردوغان أبلغ نظيره الأميركي باراك أوباما بأنه ينظر بشكل إيجابي إلى مسألة القيام بعملية مشتركة في الرقة بسوريا.

 

كارتر: لا أمل في التوصل مع روسيا لوقف للنار في سوريا

وزير الدفاع الأميركي اعتبر أن الأنباء الواردة من سوريا “غير مشجعة”

أوكسفورد (انكلترا) – رويترز

قال وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، اليوم الأربعاء، إنه لا أمل في التوصل مع روسيا لوقف للنار في سوريا.

وأضاف أن دبلوماسيين أميركيين يحاولون إقناع روسيا باتخاذ خطوات نحو الاتفاق على وقف حقيقي لإطلاق النار في سوريا، ودفع النظام السوري باتجاه التحول السياسي، لكن الأنباء الواردة من سوريا “غير مشجعة”.

وقال كارتر مخاطبا طلابا بجامعة أوكسفورد في انجلترا: “الخيار لروسيا.. والعواقب هي التي ستتحمل مسؤوليتها”.

 

لندن: خطة لانتقال سياسي بعد الأسد ستساعد محادثات السلام

لندن – رويترز

قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن خطة لانتقال سياسي في سوريا تشترط تنحي الرئيس بشار الأسد قد تساعد في استئناف محادثات السلام المتوقفة.

وأضاف جونسون أنه إذا كان لمحادثات السلام أن تعود إلى مسارها “فمن الواضح أن من الضروري أن يتمكن العالم وجميع المتحاورين في جنيف من رؤية أن هناك مستقبلاً لسوريا يتجاوز نظام الأسد”.

وكان جونسون يتحدث في اجتماع في لندن عقب محادثات مع رياض حجاب، المنسق العام لجماعة المعارضة السورية والذي قدم خطة لتسوية سياسية جديدة في سوريا.

وقال جونسون: “بعد الاستماع إلى الجميع هنا ليس لدي شك على الإطلاق أنه بالحس السليم والمرونة والنشاط يمكن وضع هذه الرؤية وهذه الخطة التي طرحها الدكتور حجاب وزملاؤه موضع التنفيذ”.

 

ايطاليا: جينتيلوني في لندن لإجتماع وزاري بشأن سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 7 سبتمبر 2016 وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني

روما ـ قالت وزارة الخارجية الإيطالية إن الوزير باولو جينتيلوني يتواجد حاليا في لندن لحضور الاجتماع الوزاري المنعقد في العاصمة البريطانية حول سورية.

 

واضافت الخارجية على موقعها الإلكتروني الأربعاء، أن “الإجتماع في مقر وزارة الشؤون الخارجية، يشمل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي”، فضلا عن “المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا والأردن وقطر”، كما “سيشهد الإجتماع حضور المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، رياض حجاب”.

 

وذكرت الخارجية أن “إجتماع لندن الوزاري، الذي يلتئم في ظل مرحلة حاسمة من الملف السوري، يأتي تتمة لاجتماعات باريس في الـ9 من أيار/مايو ولندن في الـ19 من تموز/يوليو الماضيين”، وهو “يهدف إلى تعزيز جهود المعارضة لإيجاد حل معتدل ومشترك للوضع في سورية”.

 

مصر تدعو لعدم “التذرع بالإرهاب” لتحقيق مناورات سياسية شمال سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 7 سبتمبر 2016

القاهرة- طالبت الحكومة المصرية على لسان وزير الخارجية، سامح شكري، بـ”ألا يتم التذرع بمكافحة الإرهاب لتنفيذ مناورات سياسية او إعادة هندسة الخريطة السياسية، لاسيما في منطقة الشمال السوري”، في إشارة ضمنية للتدخل العسكري التركي في المنطقة.

 

كما شدد شكري خلال اتصال تلقاه الأربعاء، من مبعوث الأمم المتحدة لسورية، ستافان دي ميستورا، على “دعم مصر لكل الجهود التي تستهدف مكافحة الإرهاب في سورية، إلا أنه على جميع الأطراف أن تحترم السيادة السورية”، حسبما نقل عنه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، احمد أبو زيد.

وأعلن المتحدث أن الاتصال الهاتفي “تناول الجهود المبذولة لإعادة إحياء اتفاق وقف العدائيات في سورية، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى حلب وكافة المناطق المحاصرة، تمهيداً لإعادة إطلاق المفاوضات السياسية”.

 

وأضاف المتحدث باسم الخارجية المصرية “قدم دي ميستورا الاعتذار عن عدم تمكنه من زيارة القاهرة ومخاطبة مجلس وزراء الخارجية العرب وفقا لما كان مقررا نظرا لارتباطه بمتابعة المشاورات الجارية في جنيف بين الولايات المتحدة وروسيا حول الوضع في سورية”.

وأوضح أبو زيد، أن “وزير الخارجية أكد للمبعوث الأممي على أهمية تكثيف الجهود لإحياء المسار السياسي في أسرع وقت ممكن باعتباره الهدف الأسمى المطلوب تحقيقه، مع ضمان مشاركة كافة مجموعات المعارضة السورية بشكل متساو وفقاً لمنطوق قرار مجلس الأمن رقم 2254″.

 

السوريون يبدأون في العودة إلى ديارهم بعد أسبوعين من الهجوم التركي

من دارين باتلر وحميرة باموك

اسطنبول (رويترز) – قال مسؤول تركي إن مجموعة من 292 سوريا عادت إلى بلدة جرابلس يوم الأربعاء في أول عودة رسمية لمدنيين من تركيا منذ بدأت أنقرة عملية توغل عسكري في شمال سوريا قبل أسبوعين لمحاولة تأمين المنطقة الحدودية.

 

وجرابلس التي كانت تحت هيمنة تنظيم الدولة الإسلامية هي أول بلدة يسيطر عليها الجيش التركي ومقاتلون سوريون حلفاء له في هجوم بدأ في 24 أغسطس آب بهدف إبعاد الجماعات المتشددة والفصائل الكردية المسلحة من الحدود.

 

وتقول تركيا إنها طردت المسلحين من قطاع من الأراضي السورية يمتد 90 كيلومترا ودفعتهم للتراجع إلى الجنوب. كما قالت إنها ستدعم أي مبادرة أمريكية لضرب الرقة معقل الدولة الإسلامية في سوريا على مسافة أبعد نحو الجنوب.

 

لكن أساليب تركيا أثارت انتقادات الولايات المتحدة حليفتها في حلف شمال الأطلسي وكذلك روسيا التي أصلحت العلاقات معها في الآونة الأخيرة.

 

وتقول واشنطن إن الهجمات التركية على الفصائل المسلحة المتحالفة مع الأكراد تضر بالتحالف الذي تسانده الولايات المتحدة الذي يقاتل الدولة الإسلامية. أما روسيا التي تدعم الحكومة في دمشق فقالت يوم الأربعاء إن تقدم أنقرة جنوبا هدد السيادة السورية.

 

وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان “ندعو أنقرة للكف عن أي خطوات تزيد من تزعزع الوضع في سوريا.”

 

وتحث تركيا التي تستضيف ثلاثة ملايين لاجئ سوري القوى العالمية على دعم خططها لإقامة “منطقة آمنة” في شمال سوريا لوقف تدفق المهاجرين وللسماح للمدنيين بالعودة إلى سوريا.

 

وعلى الرغم من فشلها في الفوز بدعم الفكرة تشدد أنقرة على أن هجومها يستهدف وضع رقعة من الأرض تحت سيطرة الجيش التركي وحلفائه المنضوين تحت لواء الجيش السوري الحر للسماح للمدنيين بالعودة إلى ديارهم.

 

وقال المتحدث باسم مكتب حاكم إقليم غازي عنتاب التركي المتاخم لبلدة جرابلس السورية لرويترز “العودة الرسمية بدأت اليوم. لا نعتبر أي شيء قبل ذلك مرورا رسميا. هذه هي أول مرة منذ بدأت العملية.”

 

وذكر أن هناك 292 شخصا في المجموعة الأولى من العائدين المسجلين ومن بينهم نساء وأطفال ومسنون. وأضاف أن المزيد من اللاجئين سيعودون تدريجيا.

 

وقال نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جانيكلي إن بلاده ستقوم بغية تشجيع اللاجئين على العودة بإمداد جرابلس بالتيار الكهربائي وبإمدادات المياه بعد ذلك بيومين. وتعطلت إمدادات الكهرباء بشدة في أنحاء سوريا جراء الحرب.

 

*”غير آمنة مطلقا”

 

قال فاطمة محمود وهي أم من بين المجموعة لصحيفة ميليت التركية “تركيا تدعمنا بشتى الطرق حتى الآن وأنقذت وطننا في الوقت الحالي.”

 

وقالت الأمم المتحدة إنه لا يمكن الإعلان أن أي مكان “منطقة آمنة” إلا إذا أمكن حماية المدنيين فيه. وسبق أن حذرت من التشجيع على العودة أسرع مما ينبغي.

 

وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في تقرير الأسبوع الماضي في إشارة إلى جرابلس التي كان يسكنها قبل الحرب زهاء 27500 شخص “خطوط الصراع في الوقت الحالي غير آمنة بالنسبة لكثير من نازحي البلدة بدرجة يتعذر معها عودتهم بأمان.”

 

وواصلت القوات التركية القتال على مسافة أبعد إلى الجنوب والغرب من جرابلس.

 

وقال الجيش التركي في وقت متأخر من مساء الثلاثاء إن ثلاثة جنود أتراك قتلوا عندما أصيبت دبابتان بصواريخ أطلقها التنظيم المتشدد. وأضاف أن أربعة جنود آخرين أصيبوا بجروح.

 

وأضاف الجيش التركي أن الجيش السوري الحر -الذي تدعمه أنقرة- سيطر على ست قرى أخرى تقع أيضا في مناطق الدولة الإسلامية مضيفا أن عشرات التجمعات السكنية باتت الآن تحت سيطرة القوات التي تدعمها تركيا.

 

في غضون ذلك قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في تصريحات نشرت يوم الأربعاء صحيفة حريت التركية إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما طرح فكرة عمل مشترك مع تركيا لإستعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم الدولة الإسلامية خلال محادثات بين الزعيمين على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين.

 

وقال إردوغان للصحفيين على متن طائرته التي وصلت الثلاثاء “أوباما يريد أن نقوم بشيء معا فيما يتعلق بالرقة على وجه الخصوص.” وأجرى إردوغان اجتماعات في الصين مع أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعماء آخرين.

 

وقال إردوغان إنه مستعد لدعم خطة من هذا القبيل بيد أنه شدد على أن الدور التركي سيعتمد على مزيد من المحادثات.

 

ورحب مسؤولون أمريكيون بجهود أنقرة لإخراج الدولة الإسلامية من معاقلها في سوريا لكنهم أبدوا قلقهم عندما بدأت القوات التركية في قتال وحدات حماية الشعب الكردية وهي قوة تعتبرها واشنطن حليفا فعالا في حربها على التنظيم المتشدد.

 

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقاتل للحصول على الحكم الذاتي للأكراد في جنوب شرق تركيا.

 

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

 

بريطانيا: خطة لانتقال سياسي بعد الأسد قد تساعد محادثات السلام السورية

لندن (رويترز) – قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن خطة لانتقال سياسي في سوريا تشترط تنحي الرئيس بشار الأسد قد تساعد في استئناف محادثات السلام المتوقفة.

 

وأضاف جونسون أنه إذا كان لمحادثات السلام أن تعود إلى مسارها “فمن الواضح أن من الضروري أن يتمكن العالم وجميع المتحاورين في جنيف من رؤية أن هناك مستقبلا لسوريا يتجاوز نظام الأسد.”

 

وكان جونسون يتحدث في اجتماع في لندن عقب محادثات مع رياض حجاب المنسق العام لجماعة المعارضة السورية التي تدعمها السعودية والذي قدم خطة لتسوية سياسية جديدة في سوريا.

 

وقال جونسون “بعد الاستماع إلى الجميع هنا ليس لدي شك على الإطلاق انه بالحس السليم والمرونة والنشاط يمكن وضع هذه الرؤية وهذه الخطة التي طرحها الدكتور حجاب وزملاؤه موضع التنفيذ.”

 

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير وجدي الالفي)

 

نائب رئيس الوزراء: القوات المدعومة من تركيا قد تتوغل لعمق أكبر في سوريا

اسطنبول (رويترز) – قال نور الدين جانيكلي نائب رئيس وزراء تركيا يوم الأربعاء إن القوات المدعومة من تركيا قد تتوغل لعمق أكبر في سوريا بعدما قامت بتأمين شريط من الأرض بطول 90 كيلومترا على الحدود التركية.

 

وقال جانيكلي للصحفيين في أنقرة بعد اجتماع لمجلس الوزراء أيضا إن 110 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والمسلحين الأكراد قد قتلوا منذ أن بدأت تركيا عمليتها العسكرية في شمال سوريا.

 

وفي الحملة التي أطلق عليها اسم “درع الفرات” طردت قوات تركية وحلفاء لها من المعارضة السورية المسلحة تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة المتاخمة لتركيا. وتريد أنقرة كبح تقدم المسلحين الأكراد السوريين المدعومين من الولايات المتحدة في المنطقة.

 

وقال جانيكلي أيضا إن أربعة جنود أتراك قتلوا وأصيب 19 منذ بدء العملية في سوريا.

 

وذكر أن الرئيس التركي طيب إردوغان أبلغ نظيره الأمريكي باراك أوباما بأنه ينظر بشكل إيجابي إلى مسألة القيام بعملية مشتركة في الرقة بسوريا.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)

 

مقاتلو فصيل عراقي ينضمون للمعركة في حلب السورية

من أنجوس مكدوال وأحمد رشيد

 

بيروت/بغداد (رويترز) – قال فصيل شيعي عراقي يوم الأربعاء إنه أرسل أكثر من ألف مقاتل إلى جبهة القتال في سوريا ليوسع نطاق التدخل الأجنبي في المعركة على مدينة حلب وهي الجائزة الأكبر في الحرب الأهلية المستمرة بلا هوادة منذ خمسة أعوام.

 

وظهرت لقطات جديدة لمدنيين في حالة اختناق في أعقاب ما يبدو أنه هجوم بغاز الكلور السام على ضاحية تسيطر عليها المعارضة فيما تقترب المعركة على كبرى مدن سوريا مما قد تكون مرحلة حاسمة.

 

وحلب منقسمة منذ سنوات إلى قطاعات تحت سيطرة الحكومة والمعارضة لكن جيش الرئيس بشار الأسد فرض حصارا على مناطق المعارضة ويأمل الآن في السيطرة الكاملة على المدينة فيما ستكون ضربة قاصمة لأعدائه.

 

وتتمتع قوات الحكومة بدعم القوة الجوية الروسية ومقاتلين مخضرمين من فصائل لبنانية وعراقية تحت إشراف جنرال إيراني فيما يبدو.

 

ويظهر وصول تعزيزات من العراق حيث تخوض الفصائل الشيعية معركتها الخاصة ضد تنظيم الدولة الإسلامية كيف تجاوزت الصراعات في سوريا والعراق الحدود ليصبح الأمر حربا طائفية واسعة عبر الشرق الأوسط.

 

وقال هاشم الموسوي المتحدث باسم حركة النجباء الشيعية العراقية إن مقاتليه سيعززون المناطق التي انتزعت من المعارضة في جنوب حلب.

 

ونشر حساب الحركة على تويتر صورا لمقاتليها في الجبهة السورية مع الميجر جنرال قاسم سليماني قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني والذي قاد عمليات لحلفاء طهران في سوريا والعراق.

 

وقال قادة من جماعات معارضة إنهم يعدون لشن هجوم مضاد بهدف كسر الحصار عن المدينة والذي فرض مجددا في الأيام الأخيرة بعد معارك عنيفة استمرت أسابيع حول مجمع عسكري.

 

وخسر مقاتلو المعارضة مجمعا للكليات العسكرية لصالح قوات الحكومة يوم الأحد قرب منطقة الراموسة بجنوب غرب حلب حيث كانوا قد فتحوا طريقا لدخول المدينة.

 

وبعد خمسة أعوام من بدء الحرب المتعددة الأطراف لقي مئات الآلاف حتفهم وتشرد 11 مليونا وهو نصف عدد سكان سوريا قبل الحرب. لكن لا توجد مؤشرات تذكر على أن أي طرف سينتصر أو سيعيد الاستقرار كما أن نطاق تدخل القوى الأجنبية يتسع.

 

وفي الأسابيع الأخيرة أرسلت تركيا قواتها عبر الحدود لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد. وتدعم الولايات المتحدة التي تحاول التفاوض على وقف إطلاق نار في سوريا مع روسيا القوات الكردية التي تتقدم ضد الدولة الإسلامية.

 

ومن ناحية أخرى فإن محنة نحو 250 ألف مدني محاصر في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من حلب حفزت مساعي دولية للاتفاق على هدنة إنسانية جديدة. لكن وزير الخارجية سيرجي لافروف ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري لم يتوصلا لاتفاق بعد بشأن تفاصيل وقف إطلاق النار.

 

* غاز سام

 

تعارض الدول الغربية وتركيا ومعظم الدول العربية حكومة الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية بينما تدعم فصائل أخرى تعارض الأسد. وتدعم روسيا وإيران الرئيس السوري.

 

وينضم الهجوم الأحدث بالغاز السام فيما يبدو إلى سلسلة مما يقول معارضو الأسد إنه استهداف متعمد للمدنيين كثيرا ما يستخدم خلاله أسلحة محظورة بهدف إجبار مقاتلي المعارضة على الاستسلام.

 

وأظهرت لقطات للهجوم الذي يبدو أنه بغاز الكلور السام على حي السكري قرب ساحة القتال الرئيسية بجنوب غرب حلب أطفالا يبكون بينما يجري رشهم بالماء ويستلقون على أسرة مستشفى يتنفسون من خلال أجهزة تنفس صناعي.

 

وقال عمال إغاثة في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة إن طائرات هليكوبتر حكومية ألقت براميل مُتفجرة تحتوي على غاز الكلور وهو ما نفته الحكومة.

 

وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش السوري لم ولن يستخدم في أي مرحلة مثل هذا النوع من الأسلحة متهما مقاتلي المعارضة بتوجيه اتهامات ملفقة لتشتيت الانتباه عن خسائرهم.

 

لكن الحكومة لها باع في اتهامها بهجمات مماثلة. وخلص تحقيق للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أطلعت عليه رويترز الشهر الماضي أن قوات الحكومة السورية مسؤولة عن هجومين بالغاز السام في 2014 و 2015 يتضمنان الكلور.

 

وفي 2013 اتهمت الدول الغربية حكومة الأسد بمهاجمة ضاحية في دمشق بغاز الأعصاب. وفي ذلك الوقت تفادت حكومة الأسد تهديدا بحملة قصف أمريكية بالموافقة على التخلي عن ترسانتها من الأسلحة الكيماوية التي دمرتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في وقت لاحق. لكن سوريا لا تزال تملك الكلور والذي يمكن استخدامه في تنقية المياه أو لأغراض صناعية مشروعة أخرى.

 

ويقول مقاتلو معارضة إن الراموسة والمناطق المحيطة بها والريف بينها وبين قرية خان طومان على بعد سبعة كيلومترات إلى الجنوب الغربي كانت مسرحا لقصف عنيف من طائرات روسية وهجمات من فصائل شيعية في الأسابيع الأخيرة.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه مساء الثلاثاء قصفت طائرات خان طومان ومناطق مجاورة واندلعت اشتباكات في الراموسة والمناطق المحيطة واستهدف مقاتلو معارضة دبابة للجيش.

 

وقال المرصد إن المقاتلين قصفوا أيضا مناطق سكنية تحت سيطرة الحكومة في غرب حلب.

 

وقال مصدر كبير في المعارضة إن كل الفصائل تحاول إعداد نفسها لشن هجوم جديد على مواقع “للنظام” في الراموسة مضيفا أن الأمر لم ينته بعد.

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى