أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 27 تموز 2016

 

مفاوضات جنيف تنتظر «خطوات ملموسة»

لندن، جنيف، موسكو، فينتيان (لاوس) – «الحياة»، أ ف ب

أعرب المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بعد لقائه مسؤولين أميركيين وروساً في جنيف أمس، عن أمله بتحقيق «خطوات ملموسة» لتنفيذ التفاهم الأميركي- الروسي في الأيام المقبلة بحيث يستطيع دعوة وفدي الحكومة السورية والمعارضة إلى جولة جديدة من المفاوضات في نهاية الشهر المقبل، وسط تشكيك وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بإمكانات التعاون العسكري مع روسيا في سورية.

وقبل لقاء دي ميستورا نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف والمبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني في جنيف، التقى وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في لاوس. وقال دي ميستورا بعد اللقاء الثلاثي إن المحادثات بين واشنطن وموسكو تناولت اقتراحات كيري إزاء ضرورة تقدم لوقف العمليات القتالية والمساعدات الإنسانية ومحاربة الإرهاب والانتقال السياسي في سورية، حيث «جرت مناقشة خطوات عملية لتحقيق هذا إلى خطوات ملموسة»، لافتاً إلى أنه ينتظر تحقيق تقدم إضافي في المحادثات «حول بعض التفاصيل» بحيث يستطيع الدعوة إلى جولة جديدة من المفاوضات في نهاية آب (أغسطس) المقبل.

وإلى وقتذاك، سيعمل دي ميستورا وفريقه على تقديم بعض الاقتراحات العملية لإزالة «العقبات» الماثلة أمام تحقيق تقدم في الانتقال السياسي بالتزامن مع استمرار خبراء أميركيين وروس في بحث «تفاصيل فنية» حول التعاون وتبادل المعلومات والخرائط إزاء محاربة التنظيمات الإرهابية، وهي «داعش» و «النصرة» وفق تصنيفات الأمم المتحدة. وقال المبعوث الدولي: «هدفنا هو عقد جولة مفاوضات في أفضل شروط ممكنة»، الأمر الذي سيجري بحثه أيضاً غداً في اجتماعات مجموعتي العمل الخاصتين بالمساعدات الإنسانية ووقف العمليات القتالية في جنيف.

وكان كيري أعلن بعد لقائه لافروف على هامش قمة لـ «آسيان»: «آمل أن نتمكن مطلع آب (أغسطس) خلال الأسبوع الأول منه تقريباً أن نقف أمامكم ونقول لكم ما يمكننا القيام به مع الأمل بأن يحدث ذلك فارقاً للشعب السوري ومجرى الحرب»… وبعبارات بسيطة ما يعرفه الجميع هو أننا نسعى إلى توطيد وقف الأعمال القتالية وإيجاد إطار يسمح لنا بالجلوس إلى طاولة وإجراء مفاوضات حقيقية لإحراز تقدم»، في حين أوضح كارتر خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن المفاوضات التي يجريها كيري تهدف إلى تحديد ما إذا كان الروس «مستعدين لاتخاذ الموقف الصائب في سورية»، أي «دعم انتقال سياسي» يفضي إلى تخلي الرئيس بشار الأسد عن السلطة و «محاربة المتطرفين» لا المعارضة المعتدلة. وأضاف: «كنا نأمل بدعم الروس لحل سياسي يضع حداً للحرب الأهلية الدائرة في سورية»، لكنهم «لا يزالون بعيدين كل البعد من ذلك، وهذا ما يحاول كيري التوصل إليه لإقناع الروس بأن يتخذوا موقفاً صائباً».

ونقل موقع «روسيا اليوم» عن لافروف قوله بعد لقائه كيري إنه في حال تطوير الاتفاقات التي تم التوصل إليها في أعقاب زيارة كيري موسكو، في سياق المشاورات المرتقبة بين الخبراء الروس والأميركيين، وفي حال تنفيذ هذه الاتفاقات فعلاً «ستضمن تلك الاتفاقات تنصل المعارضين المعتدلين من إرهابيي داعش وجبهة النصرة». وأضاف: «تتخذ ما يسمى الهيئة العليا للمفاوضات حتى الآن موقفاً غير بناء، وهي لا تطرح أي اقتراحات، بل تقدم إنذارات لا يمكن أن تؤدي إلى شيء إيجابي، وتصر على رحيل الأسد، لنرى بعد ذلك ما نفعل مع العملية السياسية. إنه موقف لا يؤدي إلا إلى طريق مسدود».

ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن القوات النظامية تمكنت من السيطرة الكاملة على منطقة الليرمون بعد اشتباكات عنيفة وعززت حصارها الناري لحي بني زيد الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة.

ومنذ أسبوع، باتت الأحياء الشرقية حيث يعيش أكثر من مئتي ألف شخص وفق «المرصد»، محاصرة بالكامل بعد قطع القوات النظامية طريق الكاستيلو، آخر منفذ إلى شرق المدينة. وقال «المرصد» إن «أهمية السيطرة على الليرمون وبني زيد تكمن في وقف إطلاق الصواريخ وتشديد الحصار» على الأحياء الشرقية. وأضاف أن القوات الحكومية عززت حصارها على بني زيد، مشيراً إلى أن الاشتباكات جارية وسط غارات جوية مكثفة في المنطقة.

 

النظام يسيطر على منطقة الليرمون في حلب

بيروت – أ ف ب

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات الحكومية السورية سيطرت اليوم (الثلثاء)، على حي يخضع لسيطرة المعارضة شمال غربي حلب، مشدّدة بذلك حصارها على الأحياء التي تسيطر عليها هذه الفصائل في المدينة.

وذكر المرصد أن قوات النظام تمكنت من السيطرة الكاملة على منطقة الليرمون بعد اشتباكات عنيفة، وعززت حصارها الناري لحي بني زيد الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة.

وكانت الفصائل تستخدم هاتين المنطقتين لإطلاق الصواريخ على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في غرب المدينة.

وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن، الى أن «أهمية السيطرة على الليرمون وبني زيد تكمن في وقف إطلاق الصواريخ وتشديد الحصار» على الأحياء الشرقية.

وأضاف أن القوات الحكومية عززت حصارها على بني زيد، مشيراً الى أن الاشتباكات جارية وسط غارات جوية مكثفة في المنطقة.

ولم يتمكن المرصد من الإعلان عن حصيلة فورية للمعارك.

وتمكنت القوات الحكومية في السابع من تموز (يوليو)، من قطع طريق الإمداد في الكاستيلو بعد تمكّن قوات النظام من السيطرة نارياً عليها إثر تقدمها الى تلة استراتيجية.

وشددت القوات الحصار على الأحياء الشرقية منذ ذلك الحين، ما أدى الى نقص في الغذاء وارتفاع الأسعار في هذه الأحياء.

وواصلت القوات الحكومية أيضاً قصفها مناطق المعارضة في المدينة، حيث أسفر القصف بالبراميل المتفجرة الاثنين على حي المشهد عن مقتل 18 شخصاً بينهم امرأتان وأحد الأطفال. كما قتل خلال القصف أحد قادة الفصائل المقاتلة وأربعة من أفراد عائلته، وفق المرصد.

وأشار المرصد الى أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع بسبب وجود عالقين تحت الأنقاض بعد 24 ساعة من الهجمات.

وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012، معارك مستمرة وتبادل قصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الأحياء الشرقية، وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية.

ومنذ أسبوع، باتت الأحياء الشرقية حيث يعيش أكثر من مئتي ألف شخص وفق المرصد، محاصرة بالكامل من قوات النظام بعد قطعها طريق الكاستيلو، آخر منفذ الى شرق المدينة.

 

مفاوضات ماراثونية أميركية – روسية… وكيري يأمل بـ «حل ديبلوماسي» الشهر المقبل

لندن، موسكو، فينتيان (لاوس) – «الحياة»، أ ف ب

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف أنه «يأمل» بالإعلان عن إحراز تقدم للتوصل إلى حل ديبلوماسي في سورية مطلع الشهر المقبل، في وقت قال لافروف أنه يأمل بالوصول إلى اتقاق مع واشنطن يؤدي إلى عزل «داعش» و «جبهة النصرة» واستئناف مفاوضات جنيف.

وكان كيري ولافروف التقيا في فينتيان بلاوس قبل لقاء بين مسؤولين أميركيين وروس والمبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في جنيف أمس. والأول من آب (أغسطس) الموعد الذي حددته الدول العظمى والإقليمية والأمم المتحدة المجتمعة في إطار «المجموعة الدولية لدعم سورية» لبدء عملية سياسية انتقالية بين نظام بشار الأسد ومجموعات المعارضة.

وقال كيري في تصريح للصحافيين في فينتيان بلاوس على هامش قمة لاسيان: «آمل بأن نتمكن مطلع آب خلال أول أسبوع منه تقريباً أن نقف أمامكم ونقول لكم ما يمكننا القيام به مع الأمل بأن يحدث ذلك فارقاً للشعب السوري ومجرى الحرب».

وكان كيري التقى صباح الثلثاء لافروف في فينتيان إثر زيارته موسكو منتصف تموز (يوليو) حيث اتفقت روسيا والولايات المتحدة على تعاون متزايد و «تدابير ملموسة» لاحترام الهدنة في سورية ومحاربة المجموعات المتطرفة.

وقال كيري: «بعبارات بسيطة ما يعرفه الجميع هو أننا نسعى إلى توطيد وقف الأعمال القتالية وإيجاد إطار يسمح لنا بالجلوس إلى طاولة وإجراء مفاوضات حقيقية لإحراز تقدم». وأكد كيري وهو من أنصار الحوار مع موسكو حول ملف سورية أنه «يتم إحراز تقدم».

واتفقت موسكو حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، وواشنطن على تعاون متزايد و «تدابير ملموسة» لإنقاذ الهدنة ومحاربة المتطرفين، خصوصاً «داعش» و «النصرة». لكن هذا المشروع الذي قد يشمل تعاوناً بين العسكريين الأميركيين والروس على الأرض، يثير تحفظات عدد من المسؤولين في واشنطن المترددين في تقاسم معلومات استخباراتية حول سورية مع موسكو.

ورأى وزير الدفاع آشتون كارتر الإثنين أن روسيا لا تزال «بعيدة» من مواقف واشنطن حول ملفات عدة، منها تطبيق مرحلة سياسية انتقالية يتخلى فيها الأسد عن السلطة مع استهداف «المجموعات المتطرفة» لا المعارضة المعتدلة.

وأوضح كارتر خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن المفاوضات التي يجريها كيري تهدف إلى تحديد ما إذا كان الروس «مستعدين لاتخاذ الموقف الصائب في سورية»، أي «دعم انتقال سياسي» يفضي إلى تخلي الأسد عن السلطة و «محاربة المتطرفين» لا المعارضة المعتدلة. وأضاف: «كنا نأمل بدعم الروس لحل سياسي يضع حداً للحرب الأهلية الدائرة في سورية»، لكنهم «لا يزالون بعيدين كل البعد من ذلك، وهذا ما يحاول كيري التوصل إليه لإقناع الروس بأن يتخذوا موقفاً صائباً»، على حد تعبيره.

وقال مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر لصحيفة «واشنطن بوست» الخميس: «أعربت عن تحفظات مثلاً لتقاسم المعلومات الاستخباراتية مع الروس التي أعتقد أنهم يريدونها بأي ثمن لمعرفة مصادرنا وأساليبنا ومخططاتنا وتقنياتنا وعملياتنا».

وقال رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال جو دانفورد الإثنين: «لم نتوصل إلى اتفاق يقوم على الثقة». وأردف: «ستكون هناك إجراءات محددة في أي اتفاق مع الروس من شأنها حماية أمننا».

وأعرب لافروف عن قناعته بأن الاتفاقات التي تم توصل إليها أخيراً مع كيري، من شأنها أن تضمن تنصل المعارضة السورية المعتدلة من «داعش» و «النصرة». ونقل موقع «روسيا اليوم» عن لافروف قوله بعد لقائه كيري أنه في حال تطوير الاتفاقات التي تم التوصل إليها في أعقاب زيارة كيري موسكو، في سياق المشاورات المرتقبة بين الخبراء الروس والأميركيين، وفي حال تنفيذ هذه الاتفاقات فعلاً «ستضمن تلك الاتفاقات تنصل المعارضين المعتدلين من إرهابيي داعش وجبهة النصرة».

وتابع: «بحثنا ما يجب علينا أن نقوم به كي يبدأ تنفيذ هذه الاتفاقات في إطار عمليات القوات الجوية والفضائية الروسية وسلاح الجو الأميركي والتحالف الدولي الذي يقوده». وأوضح أن «الاتفاقات مع واشنطن تتعلق بخطوات عملية يجب اتخاذها من أجل محاربة الإرهابيين في سورية بفاعلية، وعدم السماح بوجود مَن يطلق عليهم المعارضون المعتدلون في الأراضي الخاضعة لسيطرة الإرهابيين». وزاد لافروف أن «هؤلاء يريدون المشاركة في نظام الهدنة، ويسعون في الوقت نفسه للسماح لتنظيمي داعش والنصرة بالإفادة من هذا النظام والحيلولة دون تكبد التنظيمين أي خسائر». وأشار إلى أن الجانب الأميركي «ما زال يؤكد لموسكو أنه قادر على الفصل بين المعارضة السورية المعتدلة والتنظيمات الإرهابية في سورية، على رغم فشل واشنطن في إحراز هذه المهمة منذ أشهر».

وتناول لافروف في تصريحاته موضوع المفاوضات السورية في جنيف، مشدداً على ضرورة استئنافها في أقرب وقت. لكنه أكد أن مواقف «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة وإصرارها على طرح إنذارات في سياق الحوار «تعرقل استئناف المفاوضات». وأضاف: «تتخذ ما تسمى الهيئة العليا للمفاوضات حتى الآن موقفاً غير بناء، وهي لا تطرح أي اقتراحات، بل تقدم إنذارات لا يمكن أن تؤدي إلى شيء إيجابي، وتصر على رحيل الأسد، لنرى بعد ذلك ما نفعل مع العملية السياسية. إنه موقف لا يؤدي إلا إلى طريق مسدود».

وأعرب عن أمله بأن يتمكن ممثلو روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة خلال مشاوراتهم المرتقبة في جنيف من تنسيق مقاربة تجاه المفاوضات السورية، ليتم بعد ذلك تطبيقها على أساس القرار الدولي الخاص بالعملية السياسية في سورية، ومنع طرح أي شروط مسبقة وإنذارات في سياق الحوار واللقاء الثلاثي «سيكون مكرساً لتسريع العملية من أجل الشروع في العمل على صوغ حزمة اتفاقات سياسية لتسوية الأزمة السورية».

وأعاد إلى الأذهان أن القرارات الدولية السابقة تطالب بعقد جولة جديدة للمفاوضات في أقرب وقت. واعتبر أن الجولة المقبلة من عملية جنيف يمكن أن تصبح الجولة الأولى من المفاوضات الحقيقية «لأن الجولات السابقة لم تتضمن مفاوضات بكامل معنى هذه الكلمة… ودي ميستورا لم يتمكن حتى الآن من جمع الأطراف كافة المعنية بتقرير مصير سورية وراء طاولة المفاوضات».

 

دو ميستورا يتوقّع مفاوضات جنيف في نهاية آب بعد تطبيق الخطّة الأميركية – الروسية المشتركة

موسى عاصي

ارتفع منسوب التفاؤل بعودة المفاوضات السورية – السورية الى مقر الأمم المتحدة في جنيف في الأسبوع الأخير من آب المقبل بعد اللقاءات التي سارت على خطين أمس: في جنيف بين الجانبين الأميركي والروسي والمبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا، وفي فينتيان عاصمة لاوس في لقاء ثنائي لوزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماع دول جنوب شرق آسيا “آسيان”.

وما صدر عن اللقاءين من تصريحات يوحي بأن خطة دو ميستورا “عدم اعلان أي موعد لانطلاق المفاوضات قبل عودة العمل بقرار وقف الاعمال العدائية” بدأت تتلمس طريقها في المسار الايجابي.

وعلم أن الموعد الذي ضربه المبعوث الاممي لعودة المفاوضات (نهاية آب المقبل) أي بعد اكثر من شهر بقليل، يهدف الى إتاحة مزيد من الوقت للجانبين الروسي والاميركي من أجل وضع التفاهمات بينهما على المستويين العسكري والامني موضع التنفيذ. وصرح دو ميستورا بعد اللقاء الثلاثي في جنيف مع السفير الاميركي المعين لدى دمشق مايكل راتني ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، بأن وفدي روسيا والولايات المتحدة سيواصلان العمل على إيضاح التفاصيل التقنية في الأيام المقبلة . وأضاف أن فريق العمل الخاص بوقف القتال سيبحث في الوضع في حلب ودمشق في 28 تموز الجاري، مشيراً إلى أن المنظمة الأممية تأمل في إحراز تقدم هناك في دمشق وحلب خلال الأيام المقبلة.

وفي جديد التعاون الاميركي – الروسي العسكري في سوريا، ناقشت وزارة الدفاع الروسية ووزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أمن الطيران في أجواء سوريا. واشادت وزارة الخارجية الروسية بالتقدم في التعاون العسكري بين الطرفين.

وتحدث ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين عن “مستجدات واعدة في مجال التعاون والآن من المهم جدا تطبيقها على أرض الواقع”.

 

لافروف – كيري

وعلى هامش اجتماع “آسيان”، عقد لافروف وكيري اجتماعاً في شأن الوضع في سوريا. وأمل كيري بعد اللقاء في اعلان تفاصيل خطة أميركية للتعاون العسكري الوثيق مع روسيا في شأن سوريا، عبر تبادل المعلومات بين الطرفين، وهو مطلب روسي كانت ترفضه الولايات المتحدة طوال الأشهر الأخيرة منذ بدء الاعمال العسكرية الروسية المباشرة في سوريا.

وصدر الاعلان الاميركي بعد التوصل الى تفاهمات مع الجانب الروسي خلال زيارة كيري الاخيرة لموسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فضلاً عن لافروف، ومنها موافقة واشنطن على مطلب موسكو الدائم ضم “جبهة النصرة” كتنظيم ارهابي الى جانب تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، في مقابل وقف سلاح الجو السوري استهداف مواقع الفصائل العسكرية السورية “المعتدلة” وتبادل المعلومات الاستخبارية بين الطرفين.

ميدانياً، سيطرت قوات النظام على حي الليرمون في شمال غرب مدينة حلب السورية، لتشدد بذلك حصارها للأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة.

ووجّه الجيش السوري رسائل نصية الى سكان شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة قال فيها إنه سيوفر ممراً آمناً للراغبين في مغادرة المنطقة التي تحكم القوات الحكومية الحصار حولها.

ودعت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطراف واسعين من المعارضة السورية مجلس الامن الى عقد جلسة طارئة حول الوضع في مدينة حلب، مطالبة برفع الحصار عنها وحماية المدنيين والمرافق الطبية من الغارات الجوية العشوائية.

 

الجيش السوري يُحكم الحصار على حي للمعارضة في حلب لافروف وكيري التقيا في لاوس و”تباعد” في موقفي واشنطن وموسكو

المصدر: (و ص ف، رويترز)

سيطر الجيش السوري على حي يخضع لسيطرة الفصائل المقاتلة في شمال غرب حلب، مشدداً بذلك حصاره على الاحياء التي تسيطر عليها هذه الفصائل في المدينة.

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، ان قوات النظام تمكنت من السيطرة تماماً على منطقة الليرمون بعد اشتباكات عنيفة وعززت حصارها الناري لحي بني زيد الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة.

وكانت الفصائل تستخدم هاتين المنطقتين لاطلاق الصواريخ على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في غرب المدينة.

وتشهد مدينة حلب منذ صيف 2012 معارك مستمرة وتبادل قصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الاحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية.

ومنذ أسبوع، باتت الاحياء الشرقية حيث يعيش أكثر من مئتي الف شخص محاصرة تماماً بعد قطع قوات النظام طريق الكاستيلو، آخر منفذ الى شرق المدينة.

وردت الفصائل المقاتلة باطلاق صواريخ على الاحياء الغربية مما اسفر عن مقتل عشرات المدنيين.

ورأى مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “أهمية السيطرة على الليرمون وبني زيد تكمن في وقف إطلاق الصواريخ وتشديد الحصار” على الاحياء الشرقية. وقال ان القوات الحكومية عززت حصارها لبني زيد، مشيراً الى ان الاشتباكات جارية وسط غارات جوية مكثفة في المنطقة.

وكانت قوات النظام تمكنت في 7 تموز من قطع طريق الامداد في الكاستيلو بعدما سيطرت نارياً عليها اثر تقدمها الى تلة استراتيجية.

وشددت القوات الحصار على الاحياء الشرقية مذذاك مما تسبب نقصاً في الغذاء وارتفاع الأسعار في هذه الاحياء.

وتحدثت صحيفة “الوطن” المقربة من السلطات عن تقدم الجيش في الليرمون، موضحة انه يؤدي الى بسط نفوذه على “منطقة واسعة من المعامل قوامها أكثر من 33 معملاً كانت تشكل عصب الاقتصاد في حلب”.

كما واصلت القوات الحكومية قصفها لمناطق المعارضة في المدينة، وأسفر القصف بالبراميل المتفجرة الاثنين لحي المشهد عن مقتل 18 شخصاً بينهم امرأتان وأحد الاطفال.

كما قتل أحد قادة الفصائل المقاتلة وأربعة من افراد عائلته.

واشار المرصد الى ان حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع بسبب وجود عالقين تحت الانقاض بعد 24 ساعة من الهجمات.

 

لافروف وكيري

سياسياً، “أمل” وزير الخارجية الاميركي جون كيري بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في الاعلان عن احراز تقدم للتوصل الى حل ديبلوماسي في سوريا مطلع آب.

وكان الاول من آب الموعد الذي حددته الدول العظمى والاقليمية والامم المتحدة المجتمعة في اطار المجموعة الدولية لدعم سوريا، لبدء عملية سياسية انتقالية بين نظام الرئيس السوري بشار الاسد ومجموعات المعارضة.

وصرح كيري للصحافيين في فينتيان عاصمة لاوس على هامش قمة لرابطة دول جنوب شرق أسيا “آسيان”: “آمل في ان نتمكن مطلع آب خلال الاسبوع الأول منه تقريباً من ان نقف امامكم ونقول لكم ما يمكننا القيام به مع الامل في ان يحدث ذلك فارقا للشعب السوري ومجرى الحرب”.

وكان كيري التقى صباح الثلثاء لافروف في فينتيان اثر زيارته لموسكو منتصف تموز حيث اتفقت روسيا والولايات المتحدة على تعاون متزايد و”تدابير ملموسة” لاحترام الهدنة في سوريا ومحاربة المجموعات الجهادية. وقال الوزير الأميركي: “بعبارات بسيطة ما يعرفه الجميع هو اننا نسعى الى توطيد وقف الاعمال العدائية وايجاد اطار يسمح لنا بالجلوس الى طاولة واجراء مفاوضات حقيقية لاحراز تقدم”. وأكد كيري، وهو من انصار الحوار مع موسكو في شأن ملف سوريا، انه “يحرز تقدماً”.

واتفقت موسكو حليفة الرئيس السوري، وواشنطن على تعاون متزايد و”تدابير ملموسة” لانقاذ الهدنة في سوريا ومحاربة الجهاديين وخصوصاً في تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش). لكن هذا المشروع الذي قد يشمل تعاوناً بين العسكريين الاميركيين والروس على الارض، يثير تحفظات عدد من المسؤولين في واشنطن المترددين في تقاسم معلومات استخبارية حول سوريا مع موسكو.

 

كارتر

وصرّح وزير الدفاع اشتون كارتر بأن روسيا لا تزال “بعيدة” من مواقف واشنطن في ملفات عدة منها تطبيق مرحلة سياسية انتقالية يتخلى فيها الاسد عن السلطة مع استهداف “المجموعات المتطرفة” وليس المعارضة المعتدلة.

وأوضح خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” أن المحادثات التي يجريها وزير الخارجية جون كيري تهدف إلى تحديد ما إذا كان الروس “مستعدين لاتخاذ الموقف الصائب في سوريا”، أي “دعم انتقال سياسي” يفضي الى تخلي بشار الأسد عن السلطة و”محاربة المتطرفين” وليس المعارضة المعتدلة. وأضاف: “كنا نأمل في دعم الروس لحل سياسي يضع حدا للحرب الاهلية الدائرة في سوريا”، لكنهم “لا يزالون بعيدين كل البعد من ذلك وهذا ما يحاول كيري التوصل اليه لاقناع الروس بان يتخذوا موقفا صائبا”.

وأبلغ مدير الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر صحيفة “الواشنطن بوست” الخميس: “ابديت تحفظات مثلا عن تقاسم المعلومات الاستخبارية مع الروس التي اعتقد انهم يريدونها بأي ثمن لمعرفة مصادرنا واساليبنا ومخططاتنا وتقنياتنا وعملياتنا”.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية الجنرال جو دانفورد الاثنين: “لم نتوصل الى اتفاق يقوم على الثقة… ستكون هناك اجراءات محددة في أي اتفاق مع الروس من شأنها حماية امننا”.

 

الجيش السوري يتقدم في الكاستيلو والليرمون وبني زيد

إنجاز في حلب يعزز المفاوض الروسي

علاء حلبي

على خطٍ مواز للعملية السياسية المحتدمة التي تجري بين أقطاب «الحل السوري»، تمكّن الجيش السوري من تحقيق تقدم ميداني مهمّ يحمل رسائل سياسية ذات دلالة تقدم «نقاط دعم» للروس في اتفاقهم الذي يجري عقده مع الأميركيين عبر تمتين طوق حلب، وفرضه بالوجود العسكري بعدما كان قائماً على الفرض بـ «السيطرة النارية» ما اعتبره مصدر عسكري سوري بأنه «عملية إخراج حلب من معادلة الشمال»، بالإضافة إلى الدفع نحو اتفاق حقيقي بالشروط الروسية مع واشنطن بمنطلق «الأمر الواقع الذي لا يمكن تجاهله»، وفق تعبيره.

العملية العسكرية الجديدة التي بدأها الجيش السوري ليل الإثنين ـ الثلاثاء أثمرت تقدماً للجيش وسيطرته على نقطة الكاستيلو بشكل كامل، بالإضافة إلى السيطرة على دوار الليرمون شمال حلب والتوغل على محاذاة حي بني زيد بعد قطع طرق الامداد عنه، ما يعني عزل أبرز نقطة اطلاق قذائف على مدينة حلب عن محيطها الخارجي وتحصين المدينة من الصواريخ التي كانت تطال المدنيين، بالإضافة إلى تأكيد إتمام الطوق بقوة الوجود بعدما كان مفروضاً في جزء منه بالقوة النارية، على اعتبار ان السيطرة النارية لا يمكن اعتبارها «ورقة» في لعبة «المفاوضات السياسية». وتعمل القيادة العسكرية السورية بتناسق تام مع الجهود السياسية منذ بداية الحرب في سوريا، وقد نفذت عمليات عسكرية عدة بالتزامن مع اجتماعات مهمة، بينها على سبيل المثال فك الحصار عن سجن حلب المركزي شمال حلب في شهر أيار من العام 2014 الذي تزامن مع فيتو روسي صيني في مجلس الأمن ضد مشروع قرار فرنسي بإحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية.

التقدم العسكري وإن تمَّ قياسه بالأمتار في بعض المناطق إلا أنه شكّل، وفق مصدر ميداني، تمتيناً للطوق العسكري المفروض حول المدينة وزيادة في الضغط على الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها المسلحون في حلب، بعد أن شكلت معارك الكاستيلو وأرض الملاح ودوار الليرمون «مصيدة للفصائل المسلحة كبّدتهم خسائر كبيرة»، آخرها تدمير ثلاثة أرتال للمسلحين قدمت خلال اليومين الماضيين من ريف حلب الجنوبي وريف إدلب بهدف كسر الطوق العسكري، فجرى تدمير قدرات الفصائل المهاجمة خلال المعارك المباشرة، كما تم تدمير رتل عسكري كبير بعد رصده واستهدافه بسلاح الجو الروسي.

الدعم الروسي الكبير لعمليات «طوق حلب»، والتي تسببت بإفشال هجمات «جبهة النصرة» وحلفائها وانسحابها مرتين من المعارك، جاءت بدورها كمؤشر على أهمية هذه المعركة في العملية السياسية، فوفق مصدر عسكري «لم تخل سماء حلب من الطائرات الروسية طيلة الاسبوع الماضي، وفي بعض الأوقات شنّت طائرات روسية عدة، غارات في وقت متزامن على مواقع سيطرة المسلحين ونقاط تمركزهم أو حتى النقاط التي كانوا يحاولون الانطلاق منها نحو مواقع الجيش السوري».

مقابل الدعم الروسي العسكري الكبير على الأرض، تابعت روسيا جهودها السياسية للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لعمل مشترك في سوريا، فالتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي في فينتيان، عاصمة لاوس، على هامش اجتماع لدول جنوب شرق آسيا، وقال «بحثنا ما يجب فعله من أجل أن يبدأ هذا الاتفاق بالعمل عمليا على شكل نشاط مشترك بين قواتنا الجوية الفضائية والقوات الجوية الأميركية والتحالف الذي تقوده». وأضاف «إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع كيري في موسكو إذا بعث للحياة ـ ونحن نأمل ذلك ـ عندها يمكن ضمان توفير فصل المعارضين الطبيعيين عن إرهابيي داعش وجبهة النصرة»، وأضاف «إننا نواجه وضعاً خاصاً حيث أكد لنا الشركاء الأميركيون منذ بداية العام أنهم قادرون على فصل مجموعات المعارضة التي يتعاملون معها عن الجماعات الإرهابية، ولكن حتى اللحظة لم يحصل هذا الأمر».

بدوره، أعلن كيري للصحافيين عقب اللقاء أنه «يأمل» في الاعلان عن احراز تقدم للتوصل الى حل ديبلوماسي في سوريا مطلع آب، وهو الموعد الذي حددته الدول العظمى والاقليمية والامم المتحدة المجتمعة في إطار «المجموعة الدولية لدعم سوريا» لبدء عملية سياسية حول سوريا.

وفي وقت اشار فيه مصدر عسكري سوري إلى أن المعارك الأخيرة في حلب سرّعت من الاتفاق ووضعت الروس في موقف أقوى وساهم في التفاهم مع الأميركيين، رأى الباحث في العلاقات الدولية محمد العمري خلال حديثه إلى «السفير» أن «روسيا مهّدت الأرض بشكل جيد خلال المفاوضات، مستفيدة من رغبة الرئيس الأميركي باراك أوباما بوضع رؤية لحل القضية السورية قبل انتهاء ولايته». وأضاف «المشكلة الرئيسية في الوقت الحالي هي السياسة الأميركية بحد ذاتها، والتي تتسم بأنها غير مبدئية». وضرب مثالاً على ذلك بالاتفاق الذي جرى في شهر شباط في مدينة ميونيخ على «وقف الأعمال العدائية» في سوريا قائلاً إنه «بعد الاتفاق زادت الولايات المتحدة من دعم المسلحين، وقامت بإرسال أسلحة إلى الإرهابيين في الشمال السوري». وأضاف « في اتفاق الخمسة زائداً واحداً مع ايران لم تف الولايات المتحدة حتى الآن بالتزاماتها رغم توقيع الاتفاقات، لذلك لا يمكن الحكم على الأمر بالنيات فقط، بل يجب أن نرى أفعالا ملموسة للحكم على جدية الاتفاق».

وبالإضافة إلى سياسة الولايات المتحدة «الميكافيلية» و «غير المبدئية»، يرى الباحث السوري أن الصراعات القائمة داخل الولايات المتحدة لها تأثير ايضاً. وقال «البنتاغون وجهاز الاستخبارات الأميركية يقف ضد الاتفاق السياسي مع موسكو لأن هذا الاتفاق سيمنع عنهم مصادر هائلة من الأرباح التي حققتها في استثمار الحرب السورية، لذلك يجب أن نرى الأفعال قبل أن نحكم». في هذا السياق، قال وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر إن الروس الذين يناقشون حالياً اتفاق تعاون عسكري مع واشنطن حول سوريا، ما زالوا «بعيدين» عن مواقف الولايات المتحدة، وهو ما دفع كيري إلى التأكيد بعد اجتماعه مع لافروف على أنه يأمل «أن نكون في مطلع آب في وضع يؤهلنا للوقوف أمامكم وإخباركم ما الذي يمكننا فعله على أمل أن يصنع هذا فرقاً في حياة الشعب السوري ومسار الحرب».

وبالتزامن مع لقاء لافروف ـ كيري في فينتيان، عقد المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا اجتماعا مع مسؤولين روس وأميركيين في جنيف، وقال دي ميستورا «نسعى لعقد جولة ثالثة في جنيف بين الأطراف السورية قبل نهاية آب المقبل»، مشيرا إلى أنه «حقق تقدماً في القضية السورية». بدوره، أعلن ممثل روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، أليكسي بورودافكين، أن موسكو تعتقد أن واشنطن لم تعد تطالب باستقالة الأسد فورا. وقال بورودافكين في حديث مع وكالة «انترفاكس»: «أجل من دون شك نحن ندرك ونعرف أن الولايات المتحدة لم تعد تتحدث عن استقالة فورية للأسد».

وتمثل العملية العسكرية الأخيرة للجيش السوري والحلفاء، تقدما مهما من شأنه أن يزيد من حصار المسلحين داخل أحياء حلب الشرقية الأمر الذي من شأنه أن يسرّع من المفاوضات التي تهدف إلى إخراجهم من المدينة، وهي خطوة بدأ الجيش السوري تنفيذها فعلا حيث أكد مصدر عسكري لـ «السفير» أن قيادة الجيش أرسلت رسائل نصية لسكان الأحياء الشرقية في حلب حددت من خلالها «ممرات آمنة» لخروج من يريد الخروج من هذه الأحياء، كما طالبت المواطنين بالضغط على المجموعات المسلحة لترك السلاح والمبادرة إلى التسوية، وهي دعوات من المتوقع أن تواجه بردة فعل عنيفة من قبل الفصائل «الجهادية» وعلى رأسها «جبهة النصرة» التي ستحاول منع المدنيين من الخروج بالقوة لضمان وجودهم كـ «دروع بشرية» بعد أن تمكنت خلال الشهور الماضية من تسلم قيادة العمليات داخل حلب، وفق تأكيد مصادر ميدانية وأخرى معارضة.

 

المعركة نحو الطبقة لهذا السبب توقفت؟

يوسف الإبراهيم

في تفاصيل أي معركة مهما كان زمانها ومكانها، غالباً ما يكون النصر أو الخسارة أوضح السمات وأبرزها، لا وجه آخر يعوم فوق رماد النهايات، في الحرب لا مكان لأنصاف انتصار أو خسارة.. لا مكان لعنقاءٍ، تولدُ من تحت الرماد.

كل هذا فيه من الصواب الكثير، لكن في حسابات الحرب السورية هناك وجهٌ آخر، قد لا يشبه في تفاصيله أي حرب مضت.. في سوريا، للحرب حسابات أخرى قد تفرضها لعنةُ الجغرافية.

في الثاني من شهر حزيران أعلن الجيش السوري عن بدء معركة الرقة من محور «اثريا ـ الطبقة» مدعوماً من قوات «صقور الصحراء»، و«نسور الزوبعة»، و«مغاوير البحر». في الحادي عشر من شهر حزيران حققت القوات الرديفة تقدم كبيراً على محور «الرصافة ـ الطبقة»، وصولاً لمسافة لا تبعد أكثر من 20 كيلومتراً عن مطار الطبقة العسكري. في الحادي والعشرين من ذات الشهر غاب كل شيءٍ عن السمع، و أُعلنَ عن تراجع القوات السورية إلى محور «أثريا ـ الرقة»، نقطة البداية.. فما الذي جرى؟

تختلف قصص العائدين من جبهات القتال في سوريا، حال الجنود هناك كحال كل أبناء الشام، كلٌ يرى الحرب من زاويةٍ مختلفة. «احمد»، اسم وهمي لمقاتل خبر معركة الرقة حتى النهاية، وإن لم يكن للمعركة بداية كما يقول: «عند لحظة الوصول الأولى لم أشعر بانتصارٍ قادم ولو بعد حين».

هذا كان أول الكلام. غريبة تلك الملامح التي رُسمت على وجه مقاتلٍ قاتلَ حتى اللحظاتِ الأخيرة. قاطعته بـ «كيف» الفضولية، وأتبعتها، بلم أفهم ماذا تقصد، كل المعطيات حينها كانت تُشير إلى نصرٍ محتوم، العتاد والآليات وكل شيء كان جيداً أليس كذلك؟

ردّ لي «احمد» المقاطعة بمثلها: «ذلك لم يكن حال الظهير في المعركة، فمن أوكلت لهم مهمة التثبيت على طول خط أثريا ـ الرقة، لم يحظوا بأي شيء مما ذكرت، أو على الأقل لم ينالوا الجيد منه». يصمت قليلاً كمن غافله الموت فجأة، كمن خسِرَ زمانه ونسي كل حروفِ اسمه «يبدو أن هناك من يريد إغلاق جبهة القتال وإعادة فتح الطريق، فعمل على تشتيت وإضعاف الجنود المستقدمين لتثبيت النقاط المستعادة.. ليكونوا فخ إنهاء المعركة وإغلاق جبهاتها، الأمر الذي سيجبر القوات المتقدمة في العمق «صقور الصحراء»، و «نسور الزوبعة»، و «مغاوير البحر»، على الانسحاب».

فتح المعركة على محور «أثريا ـ الرقة» يعني إغلاقه بالكامل أمام عمليات التبادل التجارية الحاصلة لجهة تأمين النواقص من المواد والمحاصيل الزراعية ومشتقات النفط من الرقة إلى باقي المحافظات، كما يعني إيقاف عمليات التهريب المربحة والسرية على ذات الطريق، أي أن هذه المعركة ستنهي عمل تجار الحرب ومستغليها.

رتابة الفساد وتنظيمه ذهابا وإياباً على طول طريق «أثريا ـ الرقة» قبل إعلان بدء المعركة وما يرافقه من ربح خيالي، تجعل من واقع قبول إغلاقه لصالح فتح معركة الرقة أمراً مستغرباً على أقل تقدير، تجارُ الحربِ يمتلكون سطوة مالٍ وخبرة كبيرة داخل سراديب الفساد، فلماذا يقفون من دون حراك، أي مصلحة مشتركة قد جمعت، تجار الحرب بمفسديها؟

كل شيء حينها لم يوحِ أن هناك من معترض أو ساعٍ لمنع بدء المعركة، القوات الرديفة تصل إلى محور خناصر، محمّلة بنصر كانت قد تقاسمته مع وحدات الجيش على جبهات ريف اللاذقية الشمالي، تم التنسيق مسبقاً لمعركة الرقة، أُغلق المحور وبدأ القتال بتقدم ملحوظ وسريع لقوات «صقور الصحراء»، و«نسور الزوبعة»، و«مغاوير البحر». الأيام العشرة الأولى شهدت معارك شرسة تبعتها عمليات استقدام لحوالي ألف جندي بهدف تثبيت النقاط المستعادة.. وهنا تحديداً، بدأت تفاصيل مكرِ تجارِ الموت تظهر كأكثرِ الألعابِ دهاءً، يقول «أحمد».

توزعت القوات المستقدمة على طول طريق «أثريا ـ الرقة» بهدف تثبيت التقدم الحاصل ولتكون ظهيراً متيناً يمنع أي محاولة التفاف لتنظيم «داعش» الإرهابي، إلا أن اليوم الذي تلا الوصول حمل معه ما سماه البعض من الجنود، سباق التحمل و «التطفيش» لهذه القوات بهدف منع صمودها.. فحالُ الألفِ جندي والذينَ تم استقدامهم ليكونوا ظهير القوات المقاتلة في العمق، لم تكن كما يفترض بها أن تكون، وكأن هناك من تواطأ مع تجار الحرب بهدف إيقاف تقدم قوات «صقور الصحراء» و«نسور الزوبعة» و«مغاوير البحر».

التأخير في وصول وجبات الطعام المخصص للقوات المستقدمة لم يكن من باب الصدفة، فقد تجاوزت مدته الأيام، الكميات المقدمة كانت أقل بكثير من الأرقام المخصصة للجنود. من الممكن أن نسمي ذلك سوء تنسيق لو انه ظهر بشكل متقطع أو محدود، لو أنه لم يترافق مع إهمال للحالة المعنوية والعمل على كسر الهمم، والدفع في بعض الأحيان إلى التحريض.. يضيف مقاتل آخر.

كل هذا ترافق مع نقص في العتاد وتوزيعٍ لآليات شبه معطلة، حتى أن بعض مهمات الدبابات توزعت بحسب العطب والعطل فيها وفق ما يخبرك به من اعتلى بعضها، الدبابة المعطوبة السلاسل ليست للحركة هي بمثابة المدفع الثابت، الدبابة سليمة السلاسل معطوبة الرماية خصصت لتكون منطلقا للرمي المتحرك بالرشاشات أو للتنقل وللإسعاف.

درجة الحرارة لم تكن أقلَ تواطُؤاً من مخطط «التطفيش»، عدد الجنود على نقاط التثبيت انخفض إلى النصف تقريبا، البقاء بالنسبة لبقية الجنود كان كما لو أنه رهانٌ على الهزيمة، وكأنه سباقٌ لاختبار المقدرة على مدة التحمل أو المكوث، يراد من تحقيقه، ليس فقط إنهاء المعركة بهزيمة سريعة تفتح الطريق مجدداً أمام تجارة «اللعب بالنار».. بل لتكون معركة تنهي مع نهايتها أي فكرة مستقبلية قد تعيد فتح جبهة «الرقة ـ خناصر» مجدداً، أو تجعل منها على الأقل، آخر جبهات القتال مستقبلاً، وفق أسوأ الاحتمالات.

أدرك عناصر «داعش» الإرهابي أو علموا تسريباً، أن عدد القوات المستقدمة والمرابطة عند نقاط التثبيت في الخلف قد انخفض إلى النصف تقريباً، وأن من تبقى منهم قد أُضعف بشكل كبير، هاجم التنظيم القوات الأمامية «صقور الصحراء»، و «نسور الزوبعة»، و «مغاوير البحر» من الخلف، في عملية التفاف تهدف إلى محاصرة هذه القوات، مستغلين الانهيار المسبق للقوات المرابطة على نقاط التثبيت، الأمر الذي أدى في النهاية إلى انسحاب القوات السورية والعودة إلى نقطة البداية محور «أثريا ـ الرقة».

في الحرب السورية، تختلف الرؤى ويبقى الدم واحداً، بعض العائدين من معركة الرقة يرى فيها مشهداً اعتاد فيه دور البطولة أو الضحية، بعض الفارين يحدثك عن أعذارٍ لا يمكن نكران واقعية وجهتها وإن كانت هرباً.. وهناك من المهزومين من يحمل عذراً بحجم انتصار.

انتهت المعركة، خطة تجار الحرب والأزمات نجحت، الطريق عاد إلى حاله قبل فتح جبهة الرقة، القوافل عادت إلى المسير ذهابا وإياباً وكذلك التهريب سراً، كل شيء عاد كما كان، وحده الموت بقي تحت التراب كشاهدِ زورٍ، غاب كما الحقيقة.. حالهُ، حالُ الوجهِ الآخر للحرب في سوريا.

 

انفجاران متعاقبان يهزان مدينة القامشلي السورية الحدودية مع تركيا

القاهرة- د ب أ- أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن انفجارين عنيفين متعاقبين وقعا في مدينة القامشلي الحدودية مع تركيا الأربعاء، موضحا أن أحدهما عنيف والآخر أقل شدة.

 

وأكدت مصادر موثوقة للمرصد أن الانفجارين وقعا بالقرب من هيئة الدفاع التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية.

 

وأفاد مراسل وكالة الأنباء الألمانية بسقوط عشرات القتلى والمصابين في الانفجارين اللذين وقعا بالحي الغربي بالمدينة.

 

كيري يتطلع للعمل مع روسيا بشأن سوريا والأمم المتحدة تهدف لاستئناف المحادثات

فينتيان- جنيف- رويترز- قالت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إنها تأمل أن تعلن في مطلع أغسطس آب المقبل تفاصيل تعاون عسكري وتبادل لمعلومات المخابرات مع روسيا بشأن سوريا في حين قال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا إنه يسعى أيضا لاستئناف محادثات السلام الشهر المقبل.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن واشنطن وموسكو اللتين تدعمان طرفي الصراع السوري في الحرب المستعرة منذ خمس سنوات أحرزتا تقدما في الأيام الأخيرة باتجاه العمل سويا بدرجة أكبر.

 

وتتضمن المقترحات تبادل معلومات المخابرات بين واشنطن وموسكو لتنسيق الضربات الجوية ضد جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا ومنع القوات الجوية السورية من مهاجمة جماعات المعارضة المسلحة المعتدلة.

 

وجاءت الجهود الهادفة لتضييق هوة الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا ولإعادة الحكومة السورية وقوات المعارضة إلى المفاوضات بعد نجاح القوات الموالية للحكومة في وضع الأحياء الخاضعة للمعارضة في حلب تحت حصار فعلي.

 

ويزداد القلق بشأن 250 ألف شخص على الأقل محاصرين في الأحياء الخاضعة للمعارضة في حلب منذ مطلع يوليو تموز وطلب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وقف القتال 48 ساعة أسبوعيا للسماح بإدخال الغذاء والمساعدات.

 

وقال التلفزيون السوري الرسمي يوم الثلاثاء إن الجيش بعث برسائل نصية للسكان والمقاتلين في شرق حلب وقال إنه سيضمن مرورا آمنا لم يرغب في المغادرة وطلب من الفصائل المسلحة إلقاء أسلحتهم.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 25 شخصا بينهم ثلاث نساء وثمانية أطفال قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية في حي المشهد بحلب الذي تعرض لهجمات بالبراميل المتفجرة أسقطتها طائرات هليكوبتر.

 

وفي جنيف قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا إنه يهدف لعقد جولة جديدة من محادثات سوريا في نهاية أغسطس آب لاغيا خططا سابقة حددت الموعد النهائي في أول أغسطس للتوصل لاتفاق على إطار عمل يبحث انتقالا سياسيا.

 

وقال دي ميستورا للصحفيين عقب اجتماعه بالمبعوث الأمريكي إلى سوريا مايكل راتني ونائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف “دعني أقولها بشكل واضح هدفنا هو المضي قدما في جولة ثالثة من المحادثات السورية في نهاية أغسطس.”

 

وقال دي ميستورا إنه يأمل بشدة في نجاح كيري ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تحقيق تقدم ملموس لأن ذلك سيؤدي إلى تحسين الموقف على الأرض وفي مناخ محادثات السلام لكنه أوضح أن مثل هذا التقدم ليس شرطا مسبقا للمحادثات.

 

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان بعد اجتماع جنيف إن واشنطن وموسكو حثتا الأمم المتحدة على الإعداد لمقترح لعملية انتقال سياسي على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي وإسهامات الأطراف السورية لتكون بمثابة نقطة انطلاق لإجراء محادثات في المستقبل.

 

وذكر البيان أن واشنطن شددت على الحاجة إلى ضرورة استعادة “الامتثال لشروط اتفاق وقف الأعمال القتالية – لاسيما في مدينة حلب – علاوة على الحاجة إلى تحسين وصول المساعدات الإنسانية لأن التقدم الإيجابي في هذه المجالات من شأنه أن يحسن بشكل كبير آفاق نجاح المحادثات.

 

* تشكك أمريكي

 

دافع كيري عن الاقتراح برغم التشكك العميق الذي أبداه كبار القادة العسكريين ومسؤولو المخابرات الأمريكيين -ومن بينهم وزير الدفاع آشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة جوزيف دنفورد- تجاه التعاون مع روسيا.

 

وقال كيري بعد لقائه بنظيره الروسي “آمل أن نكون في مطلع أغسطس في وضع يؤهلنا للوقوف أمامكم وإخباركم ما الذي يمكننا فعله على أمل أن يصنع هذا فرقا في حياة الشعب السوري ومسار الحرب.”

 

وأثناء المناقشات حدد كيري مع لافروف المرحلة المقبلة في تطبيق الخطة وتشمل سلسلة من الاجتماعات على المستوى الفني لتهدئة مخاوف الجيش الأمريكي ومسؤولي المخابرات.

 

وقال حلفاء كيري في وزارة الخارجية والبيت الأبيض إن هذه الخطة هي أفضل فرصة للحد من القتال الذي أدى لنزوح الآلاف من المدنيين السوريين- من بينهم مقاتلون مدربون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية- إلى أوروبا وعرقل وصول المساعدات الإنسانية لعشرات الألوف غيرهم.

 

وقال دبلوماسي غربي كبير إن نقص الشفافية فيما يخص المحادثات الأمريكية الروسية مخيب للآمال وإن من الصعب توقع أي اتفاق في ظل ما قاله الدبلوماسي عن ازدياد استهداف المدنيين والمستشفيات.

 

وقال الدبلوماسي “يخاطر الأمريكيون كثيرا من أجل اتفاق من المستبعد التزام الروس به شأنه شأن التزامات سابقة تعهدوا بها.”

 

وذكر دبلوماسي آخر أن من غير المرجح أن يفي دي ميستورا بهدفه الجديد وهو استئناف المحادثات في أغسطس آب. وقال الدبلوماسي “يعني في الواقع أنه لن يكون هناك شيء في أغسطس … يعني سبتمبر.

 

“نافذة الفرصة محدودة للغاية بعد ذلك… التعاون العسكري أصبح شرطا مسبقا و(محادثات السلام) لن تتقدم من دونه.”

 

* وضع “رهيب”

 

قالت الحكومة السورية يوم الأحد إنها مستعدة لاستئناف محادثات السلام مع المعارضة وعازمة على التوصل لحل سياسي للصراع.

 

وفي المقابل ذكرت بسمة قضماني عضو اللجنة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية أن اللجنة “منفتحة على العودة إلى جنيف لبحث الخيارات” لكنها أضافت أنه يتعين خفض مستوى العنف الحالي.

 

وقالت قضماني لرويترز “الوضع رهيب من دون ريب في الوقت الحالي. ما قد يأمله السيد دي ميستورا هو أن الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة سيتمخض عن وقف لغارات النظام وكذلك الغارات الجوية الروسية.”

 

وساعد التدخل العسكري الروسي لدعم الرئيس بشار الأسد العام الماضي في تحويل دفة الحرب بعدما خسرت الحكومة أراض لصالح مقاتلي المعارضة في غرب البلاد.

 

وتسببت ضربات جوية نفذتها الحكومة السورية يوم الأحد في توقف العمل في أربعة مستشفيات بمحافظة حلب في حين قتل عدد من الأشخاص في الحي القديم بدمشق الذي تسيطر عليه الحكومة عندما سقطت قذيفة مورتر على مطعم.

 

وأدانت المنظمات الإنسانية الدولية تشديد الحصار على الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب.

 

وجاء في بيان مشترك لجماعات إغاثة دولية منها أوكسفام وميرسي كوربس يوم الثلاثاء “من المتوقع أن ينفد الطعام هناك خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

 

وأضاف البيان “استهدف مخزن للطعام أيضا ودمر قرابة عشرة آلاف عبوة طعام في حين أن الوقود قليل بشكل خطير.”

 

وقالت الأمم المتحدة إن موكبا من 48 شاحنة تابعة لمنظمات إغاثة دولية في طريقها إلى مناطق محاصرة في تلبيسة في محافظة حمص بشمال البلاد وتحمل الشاحنات مواد غذائية إلى 40 ألف شخص.

 

إسرائيل تقصف موقعا للنظام في الجولان وإصابات في انفجار سيارة ملغومة في دمشق

الجيش السوري يبعث برسائل نصية لسكان شرق حلب لحثهم على المغادرة

عواصم ـ وكالات: قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات إسرائيلية هاجمت هدفا في سوريا، الاثنين، بعد أن سقطت نيران شاردة داخل إسرائيل جراء الاقتتال بين الفصائل في سوريا.

وقال متحدث باسم الجيش إن النيران السورية سقطت في منطقة خالية قرب الحدود، ولم تسفر عن وقوع إصابات، وإن سلاح الجو رد «واستهدف بنجاح مصدر النيران في سوريا.»

وقال الجيش السوري إن طائرتي استطلاع إسرائيليتين أطلقتا صاروخين أصابا مبنى سكنيا في مدينة البعث في هضبة الجولان قرب الحدود مع إسرائيل.

وقال بيان للجيش إن القصف، الذي أصاب المدينة التي تسيطر عليها القوات الحكومية، أدى إلى وقوع «أضرار مادية في المكان»، معتبرا أنه يأتي في «إطار الدعم العلني المباشر من قبل إسرائيل للمجموعات الإرهابية.»

وتسيطر القوات الموالية للحكومة السورية على المدينة وتنشط في المنطقة «جبهة النصرة» وفصائل معارضة مدعومة من الغرب وجماعات بايعت تنظيم «الدولة».

ورغم حيادها الرسمي في الحرب الأهلية السورية فقد استهدفت إسرائيل مسؤولين في حزب الله اللبناني وقوافل أسلحة داخل سوريا عدة مرات خلال الصراع.

جاء ذلك فيما قالت وسائل إعلام رسمية إن سيارة ملغومة انفجرت الاثنين في منطقة خاضعة لحراسة مشددة وسط العاصمة السورية دمشق، مما أدى إلى سقوط مصابين وحدوث أضرار جسيمة.

وقع الانفجار في حي «كفر سوسة» قرب ساحة الأمويين، التي تربط وسط المدينة بعدد من الطرق السريعة. واستهدف الانفجار منطقة تضم بعض المنشآت الأمنية الرئيسية في سوريا. وقال المرصد السوري إن الانفجار وقع قرب مدرسة إيرانية وأدى إلى سقوط قتلى.

إلى ذلك ذكرت وكالة «سانا» الرسمية أمس أن الجيش السوري أرسل رسائل نصية لسكان شرق حلب، الذي تسيطر عليه المعارضة، قال فيها إنه سيوفر ممرا آمنا للراغبين بمغادرة المنطقة التي تحكم القوات الحكومية الحصار حولها.

وقالت إن الجيش دعا السكان لطرد «المرتزقة الغرباء» من المدينة في إشارة لمقاتلي المعارضة.

وأضافت أن الرسائل دعت أيضا الجماعات المسلحة لإلقاء أسلحتها.

وتزايدت المخاوف المتعلقة بما لا يقل عن 250 ألف شخص محاصرين في شرق حلب الذي تسيطر عليه قوات المعارضة منذ إغلاق طريق الكاستيلو آخر ممر إمداد للمنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، في مطلع تموز/يوليو، بسبب القتال العنيف.

 

متاجر سورية في أنقرة تسقط في شغب ما بعد الانقلاب

4

 

اسطنبول ـ من دييغو كوبولو ـ عقب الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، استغل مثيرو الشغب الاحتفالات المؤيدة لأردوغان لنهب متاجر سورية في أحد شوارع أنقرة، ما جعل اللاجئين في المدينة حذرين من جيرانهم. دييغو كوبولو يسلط الضوء لـ DW على ذلك من أنقرة.

 

مع استمرار عمليات “التطهير الجماعي” بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، التي تم فيها اعتقال أو احتجاز أو طرد أكثر من 50 ألف شخص في الأيام الأخيرة، لم يعُد الأتراك المنشقّون وحدهم الذين يعانون من نوبات القلق، بل إن بعض أنصار الرئيس رجب طيب أردوغان الأكثر ولاءً له باتوا قلقين أيضاً، ألا وهم: اللاجئون السوريون.

 

فحين تبين أن حزب أردوغان – حزب العدالة والتنمية – سيحتفظ بالسلطة، نزلت حشود من الناس إلى الحي السوري في أنقرة وحطم بعضهم بعنف النوافذ وخربوا واجهات المحلات ونهبوا معظم المتاجر السورية العاملة على طول طريق التسوق الرئيسي في المنطقة.

 

“كانوا غاضبين جداً حين وصلوا. لم نستطع قول أي شيء لإيقافهم”، كما يقول فائز عبد الكريم لـDW، وهو سوري تم تكسير جميع نوافذ متجره الذي يبيع فيه الخضار والفواكه. ويضيف: “لقد حاولوا استفزازنا ليجعلونا نخرج إلى الشارع لمواجهتهم، ولكننا بقينا في بيوتنا ودَعَوْنَا الله أن تنتهي هذه الليلة على خير”.

 

كان ذلك بعد منتصف ليل صباح الأحد (17 يوليو/ تموز 2016)، حين وصل حشد صاخب من بعض أنصار حزب العدالة والتنمية إلى حَيّ أوندَر، وهو منطقة اللاجئين السوريين التي تحولت إلى أحياء فقيرة في أنقرة. فبعد أن دعا أردوغان للنزول إلى الشوارع احتجاجاً على الانقلاب، غَمَرَت بعضَ أفرادِ الحشد نشوةُ الانتصار، وانتابت بعضَهم عقليةُ الغوغاء فتحرك منهم نحو 200 شخص على طول شارع سلجوق مستهدفين المتاجر السورية هناك، ما تسبب في أضرار لحقت بما لا يقل عن 30 متجراً، قبل أن تفرقهم الشرطة.

 

مصير السوريين بعد الانقلاب

 

3

 

تستضيف تركيا نحو 2.5 مليون سوري، معظمهم يشعر بالامتنان تجاه أردوغان الذي منحهم اللجوء منذ اندلاع الحرب الأهلية في بلدهم. لكن أعمال الشغب في منطقة أوندَر جعلت سكّان هذا الحي – وهم حوالي 40 ألف نسمة – قلقين حول مصيرهم في تركيا بعد الانقلاب.

 

كريم سعيد يقف داخل ما تبقى من منتجات متجره، ويقول إن المتاجر التركية على الشارع نفسه بقيت على حالها ولم يمسّها ضرر، في حين انتقل مثيرو الشغب من متجر سوري إلى الآخر، ونهبوا كل شيء داخلها.

 

“أنا خائف الآن”، يقول كريم. ويضيف: “قد يقوم بعض الناس بمضايقة الأتراك الذين يؤجرون محلاّت للسوريين. وقد يتوقف أصحاب المحلات التجارية عن التعامل مع أصحاب المحلات السورية، وقد يتم إغلاق محلاتنا. نحن نَمُرّ بأوقات عصيبة وخطيرة للغاية”.

 

الكثير من السوريين لم يبلغوا السلطات التركية بالأضرار التي لحقت بمحلاتهم واختاروا أن يصلحوا متاجرهم بأنفسهم خشية على أمنهم وسلامتهم. كما يعمل الكثيرون في وضع شبه قانوني ويشعرون أن لفت الانتباه إلى أحداث نهاية الأسبوع (الذي حصل فيه الانقلاب الفاشل) ليس من شأنه إلا أن يخلق لهم مشاكل مع جيرانهم الأتراك.

 

صادق محمد، صاحب محل لبيع الأجهزة المنزلية في شارع سلجوق، يقول إنه قد تم تخريب الغسالات والثلاجات في متجره وإنه خسر ما قيمته حوالي ألفي دولار من البضائع. “لقد جاءوا للسرقة والتخريب والشرطة لم تمنعهم من القيام بذلك”، كما يقول محمد لـDW. “أنا لا أعرف لماذا فعلوا ذلك وسببه. ليست لدي أي فكرة”.

 

تحول مشاعر بعض الأتراك على السوريين

 

2

 

ويضيف محمد سعيد أنه لم يتعرّض من قبل إطلاقاً لأي اعتداء من قبل الأتراك الذين يعيشون في المنطقة وأنه صُدِمَ لرؤية رد فعلهم بعد الانقلاب العسكري الفاشل. بعض السوريين الآخرين من أصحاب المحلات التجارية في شارع سلجوق لديهم مشاعر مماثلة، إذ يقولون إنه كان لديهم العديد من الأصدقاء الأتراك الذين رحبوا بهم إلى أن جاءت عطلة نهاية الأسبوع، التي حدثت فيها المحاولة الانقلابية الفاشلة.

 

لكن لا يتفق الجميع في ذلك. فعماد حداد مثلاً، المنحدر من حلب، يعيش في أنقرة منذ ثلاث سنوات وقال إنه قد تعرض للمضايقات طوال إقامته في تركيا، فقد تم السطو عليه وسرقته “لأنهم يعرفون أننا لسنا من هنا”، على حد تعبيره.

 

“أولاً ألحق (بشار) الأسد بنا المشاكل في سوريا، ثم جئنا إلى هنا وبعض الأتراك ألحقوا بنا المشاكل”، كما يقول حداد لـDW، ويضيف: “إنهم لا يعاملوننا بشكل جيد. إنهم يريدون إظهار أن هذا هو بلدهم وليس بلدنا”.(دوتشيه فيليه)

 

استمرار الجدل حول نية «جبهة النصرة» فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة»… وأنباء عن استبدال الاسم والراية… وأيديولوجية الجبهة لن تتغير

منار عبد الرزاق

ادلب ـ «القدس العربي»: تتحدث أوساط المعارضة السورية عن نية «جبهة النصرة» فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة، والذي سيمتد ليشمل الاسم والراية، حيث من المتوقع أن يصبح الاسم الجديد لها «فتح الشام»، في الوقت الذي تضاربت فيه الآراء ما بين مرحب بهذه الخطوة، كونها ستجنب المدنيين مزيداً من القتل في الشّمال السوري، وما بين معارض لها، كونها لن تغير شيئاً في الميدان.

وعلى مايبدو فإن «النصرة» تتجه بشكل فعلي لفك ارتباطها بتنظيم «القاعدة»، وهو ما أكدّه الناطق باسم «حركة أحرار الشام» أبو يوسف المهاجر لـ «القدس العربي» مشيراً إلى أنّ الفصائل على الأرض دعتّها مراراً لفك ارتباطها بـ»القاعدة»ـ كي تحفظ المدنيين، وعناصرها من الضربات الجوية.

وأوضح المهاجر أن قوة «النصرة» ستبقى كماهي عليه الآن، حيث أن فك الارتباط سيكون سياسيا وإداريا، ولن يكون كـ»مجهود وقوة عسكرية»، متوقعاً ألا يخفّ القصف الجوي على مناطق المعارضة، أو العمليات الهجومية لقوات النظام وحلفائه على تلك المناطق.

لكن الناشط المقرّب من التنظيمات الجهادية أبو محمد الحلبي اعتبر في تصريح لـ «القدس العربي» أنّ لا معنى لفك «النصرة» ارتباطها بـ «القاعدة»، من حيث الشكل والمضمون، مشيراً إلى أنّ إيدلوجية التنظيم الجهادية لن تتغير، ولن يقبل بتفصيل الديمقراطية على مقاس أرض بلاد الشام، كما يحاول جرّها إليه عدد من العلمانيين الجدد، وبعض فصائل الإسلام المعتدل.

بدوره، شدّد قيادي في «الجيش السوري الحر» فضّل عدم نشر اسمه على أهمية أن تكون عملية فك الارتباط منسجمة مع تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة، ومتطلعة في الوقت ذاته لإسقاط النظام السوري.

ورأى القيادي خلال حديثه لـ»القدس العربي» التغيرات على الأرض، بعد إعلان «النصرة» فك ارتباطها بـ»القاعدة»، يجب أن تُحرج المجتمع الدولي، وتسحب ذريعة القصف، وعلى الأقل تُخفف من حدته على مناطق المدنيين الآمنيين في الشّمال السوري، مشيراً إلى أنّ مثل هكذا قرار يُعجّل من الإعلان عن وحدة فصائل المعارضة العاملة على الأرض السورية، بحيث يكون مشروعها وطني خالص، ينسجم مع أهداف الثورة السورية في الحرية والكرامة.

وأقرّ القيادي بأهمية «جبهة النصرة» على الصعيد العسكري ميدانياً، من حيث الانضباط والفعالية، مذكراً بأنّ معظم عناصرها من السوريين، وبأنّ عددا كبيرا منهم كان من حملة مشاعل المضاهرات ضد الاستبداد والقمع الأسدي، أيام المظاهرات السلمية في عام 2011.

وذهب رئيس المكتب السياسي لـ «ألوية المعتصم» مصطفى سيجري أبعد من فك «النصرة» لارتباطها بـ «القاعدة»، داعياً إياها لحل نفسها، والقبول بمحكمة شرعية، من أجل إعادة الحقوق إلى أصحابها، ومن ثم الإنصهار في أي فصيل ترضاه، متعهداً بحماية عناصرها غير المتورطين بدماء «المجاهدين».

جاء كلام سيجري خلال حديثه لـ «القدس العربي» عن رأيه بنية «النصرة» فك ارتباطها بـ «القاعدة»، مشيراً إلى أنّ الإعلان إن حصل فلن يغير شيئاً على أرض الواقع، ولن تجني منه سوى مزيد من التماسك في جبهتها الداخلية، واستقطاب الفصائل العاملة على الأرض السورية للاندماج معها.

ورأى أن «النصرة» لم تستجب خلال السنوات السابقة من عمر الثورة السورية لمطالب الشعب السوري، متهماً إياها بالعمل لمصالحها الخاصة، مستغلة أرواح الأبرياء كـ»قرابين» لمشروعها القادم – على حد تعبيره.

هذه الآراء عبّرت عن تصوّر عدد من المعنيين في الشأن السوري، في انعكاس فك ارتباط «النصرة» عن «القاعدة» داخلياً، لكن مالذي سيتغير خارجياً، وهل سيقوم المجتمع الدولي برفع اسمها من قوائم الإرهاب.

في هذا الصدد، لا يرى الدكتور وسام العكلة المختص في القانون الدولي تغيراً، سيطرأ على وجهة النظر الغربية، طالما لم يحدث في عقيدة «النصرة» ومنهجها، فمن وجهة نظر العكلة لايهم الدول الغربية تغير الاسم بقدر ما يعنيها الاهتمام بفكر ونهج الجماعة، مشيراً إلى أنّ الدول الغربية ستبقى تتعامل معها على أنها فصيل إرهابي مدرج على قائمة المنظمات الإرهابية حتى تتأكد من أنها انتهجت عقيدة جديدة تقبل بإقامة دولة مدنية وقبول الأطراف الأخرى.

وتحدث العكلة عن إجراءات يجب أن تتخذها «النصرة» لتحسين صورتها أمام الرأي العام الدولي، من خلال القيام بخطوات عملية تعكس تخليها عن عقيدة تنظيم «القاعدة» و»العقيدة الجهادية» العابرة للحدود بشكل عام، وهو ما يتطلب – بحسب العكلة- إجراءات على الأرض، لا تقتصر على تغيير الاسم.

ويذهب بعيداً في سوق الخطوات التي على «النصرة» اتخاذها، من خلال تركيزها على وجوب اعتبار «النصرة» لنفسها فصيلاً وطنياً، يتجلى في انتخاب قيادة جديدة وتشكيل مكتب سياسي، ووضع مشروع يؤكد على ارتباطها فقط بالقضية السورية، والقبول بالحل السياسي للقضية السورية والتعامل مع الأطراف الدولية.

ويضيف «على النصرة إعلان حل الجبهة وخروج جميع العناصر غير السوريين وعودتهم إلى بلادهم، واندماج عناصرها السوريين مع فصائل الجيش الحر، وتسليم مقارها وأسلحتها، ووضعها تحت قيادة الجيش الحر، عندئذ فقط يمكن تجنب استهدافها»، وهو أمر لا يعتبره العكلة نفسه واقعياً، وغير وارد في أذهان قادة الجبهة أنفسهم، كونهم يدركون أن تسليم مقارهم او أسلحتهم سيؤدي إلى استهدافهم من قبل بعض الفصائل الأخرى، التي سبق وحـصل قتال مـعها.

 

موسكو طلبت من أنقرة الضغط لفك حصار «جبهة النصرة» على بلدتي كفريا والفوعة السوريتين في ريف إدلب

كامل صقر

 

دمشق ـ «القدس العربي»: قال مصدر سوري مطلع لـ «القدس العربي» إن موسكو طلبت من انقرة الضغط على مجموعة التنظيمات الإسلامية التي تحاصر بلدتي الفوعة وكفرية بريف ادلب الشرقي للتخفيف من حصارها للبلدتين لا سيما جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وحزب التحرير التركستاني.

المصدر قال: إن الطلب الروسي هذا جاء قبل حصول الانقلاب الفاشل الذي حاول الإطاحة بنظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان. وحسب المصدر فإن موسكو تلقت إشارات إيجابية من الحكومة التركية حول هذا الموضوع لكن الأتراك حاولوا إظهار عدم قدرتهم على الضغط كثيرا على تنظيم جبهة النصرة أهم وأبرز التنظيمات التي تحاصر بلدتي كفرية والفوعة، وكان الرد الروسي بأن موسكو على ثقة من قدرة انقرة على فعل ذلك. ولفت المصدر أيضا إلى أن حصول محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو الجاري وما تبعه من تداعيات في الداخل التركي على المستويين الأمني والعسكري قد يؤخر الكثير من الملفات التي توافقت عليها انقرة وروسيا بخصوص الملف السوري إلا أنه لن يلغيها حسب تقدير المصدر الذي اعتبر أن حصول تغيير في مستوى الحصار المفروض على بلدتي كفريا والفوعة مستقبلا سيكون مؤشرا مهما على جدية انقرة في التعاون مع موسكو حيال المشهد السوري.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال يوم الجمعة 22 تموز/يوليو «إن تطوير العلاقات بين روسيا وتركيا يعتمد على تعاونهما في سوريا وعلى ما إذا كانت تركيا ستتخذ خطوات ضد أولئك الذين يستخدمون الأراضي التركية لتمويل الإرهابيين في سوريا».

وأكد أن هناك العديد من القضايا المطلوب إيضاحها من قبل الأتراك بما يخص تسوية الأزمة السورية، وأضاف «عندما أسقط الأتراك الطائرة الروسية أعلنا تجميد العلاقات وقطعنا الاتصالات مع الجانب التركي، وقمنا بتقديم العديد من الحقائق التي تثبت أن الجماعات الإرهابية تستخدم الأراضي التركية بشكل علني وباتت ممر لتوفير الإمدادات العسكرية وإرسال مقاتلين إلى سوريا».

وأضاف «الآن وبعد إعادة تفعيل العلاقات مع الأتراك فإنه من المستحيل تجاهل الحقائق التي قدمناها ونحن نأمل من الجانب التركي تقديم أجوبة على هذه الاسئلة، وليس الإجابة فقط، بل يجب أن تتخذ تدابير لوقف استخدام أراضيها والتي تدعم إطالة الأزمة والحرب في سوريا».

 

إطباق حصار حلب يهدّد 300 ألف مدني بالموت جوعاً

رامي سويد

باتت مناطق سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب محاصرة كلياً، بعد تمكن قوات النظام السوري، بمساندة المليشيات، وبغطاء جوي روسي، فجر أمس الثلاثاء، من السيطرة على مناطق استراتيجية ومهمة شمالي مدينة حلب على طريق الكاستلو، خط إمداد المعارضة الوحيد. وجاء ذلك بعد تسعة عشر يوماً من تمكن قوات النظام السوري من رصد طريق الكاستلو الذي يعد طريقاً إنسانياً وحيداً لإمداد سكان مناطق سيطرة المعارضة بالمواد الغذائية والاستهلاكية والطبية، وفي الوقت عينه، طريقاً وحيداً لإمداد فصائل المعارضة التي تتمركز في النصف الشرقي من مدينة حلب.

ويقول الناشط حسن الحلبي الموجود في حلب لـ”العربي الجديد” إن قوات النظام السوري ومليشيا “لواء القدس” المكوّنة في معظمها من مقاتلين فلسطينيين موالين للنظام السوري، فضلاً عن مليشيات “عصائب الحق”، و”أبو الفضل العباس” العراقية، و”لواء فاطميون” المكوّن من مقاتلين أفغان، ولواء “زينبيون” المكوّن من مقاتلين باكستانيين، تمكّنوا، فجر الثلاثاء، من اقتحام مجمّع ومطعم الكاستلو، شمالي طريق الكاستلو إلى الشمال من مدينة حلب، والذي يطل مباشرة على الطريق، لتسيطر عليه بعد اشتباكات استمرت ساعات. وبذلك، وضعت قوات النظام السوري كامل سيطرتها على طريق الكاستلو الذي كان يعد المتنفس الوحيد لأكثر من 300 ألف نسمة يقطنون مناطق سيطرة المعارضة بمدينة حلب.

بدوره، يقول الناشط الإعلامي المقيم في الجزء المحاصر من حلب، ماجد عبد النور، لـ”العربي الجديد”، إن قوات النظام ومليشياته سيطرت، فجر أمس، على آخر طرق الإمداد البرية (الكاستلو) للمعارضة بعد هجوم واسع شنته بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وبعد تمهيد جوي بالصواريخ العنقودية والفراغية والبراميل المتفجرة. ويوضح عبد النور أن قوات المعارضة تصدت للهجوم على محيط طريق الكاستلو ومعامل الليرمون وحي بني زيد، شمالي مدينة حلب، موقعة عشرات القتلى والجرحى في صفوف النظام وحلفائه، إلا أن الضغط العسكري الكبير عليها أجبر مقاتليها على الانسحاب لمحيط الطريق.

ولم يقتصر تقدم قوات النظام السوري شمال حلب على منطقة مجمّع ومطعم الكاستلو، إذ هاجمت قوات النظام مناطق سيطرة المعارضة في الخالدية، والليرمون، والبني زيد شمالي حلب، بشكل متزامن مع هجومها على الكاستلو، الأمر الذي أربك المعارضة وشتتها وجعلها غير قادرة على التصدي للهجومَين المتزامنَين، فخسرت مناطق مهمة في أحياء حلب الشمالية التي تسيطر عليها.

وتمكنت قوات النظام السوري، بحسب مصادر المعارضة السورية، من السيطرة على أجزاء من منطقة المعامل في الليرمون وصولاً إلى مجمّع “ماركتنا” الكبير قرب كراج الليرمون المطل مباشرة على دوار الليرمون. كما سيطرت قوات النظام على أجزاء من حي البني زيد شمالي حلب لتقترب أكثر من وصل مناطق سيطرتها في أحياء حلب الشمالية بمناطق سيطرتها في الكاستلو شمالي حلب.

 

ويشير ذلك إلى أن قوات النظام السوري على الرغم من تمكنها من إحكام الحصار على مناطق سيطرة المعارضة بحلب، بشكل كامل، لا تزال تسعى إلى وصل الأحياء الشمالية التي تسيطر عليها في حلب بطريق الكاستلو ومنطقة الملاح التي سيطرت عليها في الأيام الماضية، بهدف قطع أي فرصة أمام المعارضة لاستعادة زمام المبادرة بهجوم معاكس لفتح طريق إمداد إلى مناطق سيطرتها في حلب. هذا الأمر يجعل فصائل المعارضة في وضع معقد جداً لن تنفع معه كل مساعيها الرامية إلى الصمود أكبر وقت ممكن في حلب.

ولهذه التطورات الميدانية آثار كارثية على 64 ألف عائلة تقطن مناطق سيطرة المعارضة بحلب، بحسب إحصاءات المجلس المحلي في المدينة الذي قدّر عدد أفراد هذه العائلات بنحو 320 ألف مدني. وبعد أكثر من أسبوعين على انقطاع المواد الغذائية عن مناطق سيطرة المعارضة في حلب، والذي رافقه ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات والمواد الاستهلاكية الأخرى، بدأت تنفد بعض هذه المواد من الأسواق. وعلمت “العربي الجديد” من مصادر ميدانية بمناطق سيطرة المعارضة في حلب أن مواد أساسية كالسكر والزيت والبنزين نفدت فعلاً من أسواق حلب بشكل شبه كلي، في الوقت الذي تشهد فيه الأفران ازدحاماً كبيراً، إذ يضطر السكان للانتظار ساعات طويلة للحصول على كميات قليلة من الخبز وبأسعار مرتفعة.

ويدل هذا الوضع إلى قرب تفاقم المأساة الإنسانية في أحياء حلب التي تسيطر عليها المعارضة، ذلك أن حاجة هذه المناطق من الطحين يومياً تبلغ ثمانين طناً، بحسب مصادر المجلس المحلي بمدينة حلب، وهو ما يشير إلى كميات المواد الغذائية الكبيرة التي يستهلكها سكان مدينة حلب، الأمر الذي يجعل نفاد هذه المواد خلال شهر أو شهر ونصف الشهر بأعلى التقديرات أمراً حتمياً، بحسب تقديرات المجلس. وتضع هذه الكارثة الوشيكة منظمات الأمم المتحدة الإنسانية أمام مسؤولياتها في التدخل لإنقاذ أكثر من 300 ألف مدني محاصر بحلب من خطر الموت جوعاً خلال الأشهر المقبلة التي ينتظر فيها استمرار حصار النظام السوري لمناطق سيطرة المعارضة.

ويرافق كل ذلك استمرار قصف قوات النظام السوري لمناطق سيطرة المعارضة بصواريخ الطائرات الحربية والبراميل المتفجرة التي تلقيها المروحيات، إذ ارتفعت حصيلة المجزرة التي سببها سقوط برميلين متفجرين على مبنيين سكنيين في حي المشهد بمدينة حلب، أول من أمس الإثنين، إلى 32 قتيلاً وأكثر من 40 جريحاً بعد انتهاء فرق الدفاع المدني والإنقاذ من رفع الأنقاض، أمس الثلاثاء. وواصلت طائرات النظام السوري، أمس، قصف مناطق الشعار، والصالحين، والمشهد، والأنصاري، والصاخور بمدينة حلب، لتخلف مزيداً من القتلى والجرحى والدمار في المباني السكنية والبنى التحتية.

 

سورية: “تقدُّم” كيري ولافروف يمهّد لعودة جنيف في أغسطس

محمد أمين

لا تزال المواقف والوعود الدولية المتصلة بالملف السوري تسير في وادٍ والوقائع على الأرض تجري في وادٍ آخر تماماً. فبين آمال وأمنيات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، والمبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، بأن يحمل شهر أغسطس/ آب المقبل، مطلعه (كما يشتهي كيري) أو أواخره (بحسب توقعات دي ميستورا)، تطورات تندرج في خانة “الحل السياسي”، يبقى موقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هو الأكثر “صدقاً” في تغطية جرائم جيشه والنظام السوري وحلفائه تحت شعار أولوية “محاربة الإرهاب” الذي يشمل، بحسب التعريف الروسي، كل من يعارض ويحارب نظام بشار الأسد. وبدا أن التصنيف الإرهابي صار يشمل هدفاً جديداً للافروف وحكام بلده، وهو الهيئة العليا للتفاوض، الممثل العريض للمعارضة السورية، والتي حملها مسؤولية إفشال المحادثات السياسية التي تجري كل جولة منها تحت غطاء ناري روسي ــ سوري نظامي يسجل أعلى نسبة قتل للمدنيين بحسب ما تثبته تجارب جنيف واحد واثنان وثلاثة.

 

وسجل يوم أمس اجتماعات طويلة مترابطة بين كيري ولافروف في لاوس، من جهة، وفي جنيف بين دي ميستورا ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، والمبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني من جهة ثانية. وبدا الترابط بين الاجتماعين واضحاً، في إحالة كل من كيري ودي ميستورا إلى الاجتماع الآخر، وكأن لاوس كانت تحتضن صباحاً اجتماعاً طابعه الأكبر عسكري بين وزيري الخارجية، وعلى هذا الأساس تم تحديد موعد اجتماعات جنيف بعد الظهر لكي يكون مضمون لقاء الوزيرين قد وصل إلى الثلاثي الروسي الأميركي الأممي في سويسرا. وبالفعل، ما إن أعلن كيري عن أن “تقدماً قد أحرز” في لقائه مع لافروف، حتى بدا كلام دي ميستورا وكأنه اقتباس حرفي فقال أيضاً إن “تقدماً قد أحرز”، متوقعاً انعقاد جولة جديدة من محادثات جنيف “بشرط أن تبذل كل من الولايات المتحدة وروسيا المزيد من الجهد في الأيام المقبلة”، كاشفاً أن الاجتماع الثلاثي الذي عقد في “جنيف تركز على الحاجة الملحة لإحراز تقدم في ما يتعلق بوقف العمليات القتالية في سورية وإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية ومكافحة الإرهاب والتحول السياسي”. لكن الفارق الوحيد بين كلام كيري ودي ميستورا كان موعد التفاؤل المرتقب، هل هو مطلع أغسطس أو أواخره؟

 

وحده لافروف ظلّ مصراً على التمسك بلغته غير الدبلوماسية ونهجه العدواني المعروف عنه، فاتهم المعارضة السورية بعرقلة المفاوضات، وذلك بعد ساعات من توجيهه شتائم غير مسبوقة لكل “الأوغاد والأنذال” الذين يريدون إطاحة رئيس النظام السوري بشار الأسد، على حد تعبيره في مقابلة صحافية. ومثلما تبقى الجرائم الروسية بلا أي ردّ دولي أو إقليمي ممن يدعون أنهم حريصون على الثورة السورية، فقد مرّت شتائم لافروف أيضاً بلا أي ردّ من عواصم القرار.

وتحاول موسكو تغليب ملف “تدمير” جبهة النصرة وتنظيم “داعش” على ما عداه من ملفات، في حين تسعى واشنطن الى ممارسة ضغط روسي على نظام الأسد للتوقف عن استهداف المعارضة السورية التي تصفها بـ”المعتدلة”، والذي ارتفعت وتيرته في الآونة، خاصة في محافظتي إدلب وحلب شمال سورية. وذكرت مصادر مطلعة أن اجتماع جنيف الثلاثي “ربما يكون حاسماً لجهة إنعاش الآمال في تحريك الملف السياسي”، مضيفة: في حال توصل موسكو وواشنطن الى اتفاق يتعلق بالتنسيق العسكري في ما يخص محاربة “جبهة النصرة”، فسيدعو دي ميستورا قريباً إلى جولة مفاوضات جديدة في جنيف لمناقشة مسألة الانتقال السياسي. وبالفعل، أعلن دي ميستورا عن توقعه بأن تستأنف محادثات السلام السورية “أواخر أغسطس، وقد أحرزنا هنا بعض التقدم” على حد تعبيره.

 

وسبق لكيري أن قدم مسودة اتفاق تنسيق عملياتي ومخابراتي لمحاربة “النصرة” إلى الجانب الروسي إبان زيارته إلى موسكو قبل أسبوعين، ليكون محور اجتماعات الخبراء في جنيف. وأعرب كيري عن أمله، بعد لقائه لافروف على هامش قمة دول جنوب شرق آسيا في دولة لاوس، بأن يكون مطلع أغسطس/ آب المقبل موعداً لإعلان تفاصيل خطة أميركية بشأن تعاون عسكري أوثق مع روسيا، ومشاركة معلومات مخابراتية مع هذه الدولة. وقال كيري في مؤتمر صحافي: “آمل أن نكون في مطلع أغسطس/ آب في وضع يؤهلنا للوقوف أمامكم وإخباركم ما الذي يمكننا فعله، على أمل أن يصنع هذا فارقاً في حياة الشعب السوري، ومسار الحرب”. من جانبه، قال لافروف إن الاتفاقات مع واشنطن “تتعلق بخطوات عملية يجب اتخاذها من أجل محاربة الإرهابيين في سورية بفعالية، وعدم السماح بوجود من يطلق عليهم المعارضين المعتدلين في الأراضي الخاضعة لسيطرة الإرهابيين”. وتابع لافروف بالقول إن “هؤلاء يريدون المشاركة في نظام الهدنة، ويسعون في الوقت نفسه للسماح لتنظيمي داعش والنصرة بالاستفادة من هذا النظام والحيلولة دون تكبد التنظيمين أي خسائر”.

 

واتهم لافروف الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية بعرقلة المفاوضات، وقال: “تتخذ ما تسمى الهيئة العليا للمفاوضات حتى الآن موقفا غير بناء، وهي لا تطرح أي اقتراحات، بل تقدم إنذارات لا يمكن أن تؤدي إلى شيء إيجابي، وتصر على رحيل الأسد”. وأضاف “لنرى بعد ذلك ما نفعل مع العملية السياسية. إنه موقف لا يؤدي إلا إلى طريق مسدود”. واعتبرت المعارضة السورية تصريحات لافروف “تجاهلاً للحقائق”، مطالبة بتنفيذ قرارات أممية وقعت عليها روسيا، وضربها نظام الأسد بعرض الحائط. وعن هذا الموضوع، أكد الناطق الرسمي باسم الهيئة رياض نعسان آغا، أن لافروف “تجاهل كون المعارضة السورية حاربت داعش منذ ظهوره”، مشيراً الى أن “داعش قام بقتل العديد من جنود وضباط الجيش الحر، وبدا أن مهمة داعش هي تصفية المعارضة بدعم خارجي”. وأضاف نعسان آغا في تصريحات لـ”العربي الجديد”: “لم نشهد أي تدخل روسي جاد ضد داعش، فكل الهجمات الروسية بالطيران كان ضحاياها مواطنون سوريون مدنيون”.

 

ومضى نعسان آغا في تعليقه على تصريحات لافروف بالقول: “لقد رفضت روسيا إقامة منطقة آمنة يلجأ إليها المدنيون، وتوفر لهم حماية، وعلى لافروف أن يقول للمدنيين إلى أين يذهبون هرباً من صواريخه العنقودية وأسلحته المدمرة؟”. وجدد المعارض السوري التذكير بأن روسيا عطّلت قرارات مجلس الأمن حين رفضت تنفيذ ما وقعت عليه لناحية إطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار ووقف قصف المدنيين. واعتبر نعسان آغا أن لافروف “يريدنا أن نقبل ببقاء الأسد رئيساً، وهذا أمر عجيب، كأنه لا يعرف أن الشعب السوري قام بثورة ضد طغيان واستبداد الأسد الذي دمر سورية، وقتل واعتقل شعبها… يريد من المعارضة أن تقبل بالأسد، وتمنحه فرصة لقتل البقية واعتقالهم”.

 

بدوره، رأى سفير الائتلاف الوطني السوري في روما بسام العمادي في اتهام لافروف للهيئة بعرقلة التفاوض “محاولة منه لإدخال (معارضات) أخرى في سير المفاوضات”، مشيراً إلى أن موسكو وواشنطن “تقفان على طرفي نقيض”، مضيفاً أن “الروس يريدون من المعارضة السورية التي يصفونها بالمعتدلة الخروج من مناطق جبهة النصرة، بينما يريد الأميركيون ألا تستهدف روسيا هذه الفصائل، وليس تركها لمراكزها”. وكان لافروف قد رفض يوم الإثنين في تصريحات صحافية فكرة تغيير نظام الأسد، معتبراً من يدعون إلى إطاحته “أشراراً وأوغاداً”.

 

“داعش” يتبنى تفجيري القامشلي.. وسقوط عشرات القتلى والجرحى

ريان محمد

أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) مسؤوليته عن التفجير المزدوج الذي استهدف مدينة القامشلي السورية، صباح اليوم الأربعاء، وتسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 14 شخصاً، على الأقل، سقطوا قتلى، فيما أصيب العشرات بجروح، جراء التفجيرين اللذين استهدفا القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سورية، الأول بسبب انفجار سيارة مفخخة، قبل أن يليه انفجار آلية أخرى.

وأكد المرصد أنه “تبين أن أحد الانفجارين ناجم عن تفجير آلية مفخخة استهدفت مبنى هيئة العدل وقسماً للأمن الداخلي الكردي، الأسايش، المتجاورين في الحي الغربي بالمدينة، في حين لا يزال الانفجار الثاني مجهول السبب حتى اللحظة”.

من جانبها، قالت وكالة الأنباء التابعة للنظام “سانا” إنه وقع “تفجير بسيارة مفخخة على الطريق الواصل بين دوار الهلالية ودوار مدينة الشباب، في الأطراف الغربية لمدينة القامشلي”، مضيفة أن “حصيلة أولية تشير إلى ارتقاء قتيل وإصابة 50 شخصاً جراء التفجير”.

وأفاد ناشطون من المدينة أن الانفجار وقع في الحي الغربي بالقرب من أحد مقرات “حزب الاتحاد الديموقراطي”.

وأعلنت مشافي المدينة عن حاجتها لمتبرعين بالدم، حيث يتوافد الجرحى إليها.

 

التعاون العسكري الاميركي الروسي في سوريا صار وشيكا

أعلن وزير الخارجية الأميركية جون كيري، الثلاثاء، إحراز تقدم في المحادثات مع روسيا بشأن التعاون العسكري بين البلدين، ومشاركة معلومات استخباراتية. وأشار إلى أن إعلان التفاصيل حول هذا الموضوع قد يكون مطلع أغسطس/اب المقبل.

 

ويشير العنوان العريض لخطة التعاون بين موسكو وواشنطن، تشارك البلدين في معلومات استخباراتية لتنسيق الضربات الجوية ضد “جبهة النصرة”، مقابل توقف النظام السوري، والمقاتلات الروسية، عن استهداف “جماعات المعارضة المعتدلة”.

 

خطة التعاون هذه ما تزال تواجه اعتراضات أميركية، على مستوى مسؤولي المخابرات الأميركيين، ووزير الدفاع الأميركي اشتون كاترت، ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزف دنفورد. إلا أن فريق الخارجية الأميركية، وإدارة الرئيس باراك أوباما، يدفعون بضغوط كبيرة على المعترضين، من أجل القبول بالخطة. ويقولون إنها فرصة مهمة للحد من القتال، ووقف نزوح آلاف المدنيين، والمخاطر التي يمكن أن تنجم عن ذلك بوصول مقاتلين من تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى دول أوروبية، استغلالاً للوضع الإنساني الصعب الذي يعاني منه النازحون.

 

وقال كيري خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، على هامش اجتماع لدول جنوب شرق آسيا في لاوس: “آمل أن نكون في مطلع آب أغسطس في وضع يؤهلنا للوقوف أمامكم وإخباركم ما الذي يمكننا فعله على أمل أن يصنع هذا فرقا في حياة الشعب السوري ومسار الحرب”. وأضاف “نقوم بواجبنا وتم إنجاز الكثير من العمل في الأيام القليلة الماضية وأقول لكم إنه تم بنجاح”.

 

في المقابل، اعتبر لافروف أن التوصل إلى اتفاق تعاون عسكري مع واشنطن سيضمن “تنصّل المعارضين المعتدلين” من العلاقة مع “التنظيمات الإرهابية”، وسيجنّبهم احتمال استهدافهم بالضربات التي ستوجه لـ”النصرة”، و”داعش”، نتيجة تداخل مناطق سيطرتهم مع التنظيمين.

 

وقال عقب لقائه مع كيري “إننا بحثنا ما يجب علينا أن نقوم به لكي يبدأ تنفيذ هذه الاتفاقات في إطار عمليات القوات الجوية والفضائية الروسية وسلاح الجو الأمريكي والتحالف الدولي الذي يقوده”.

 

وأشار لافروف إلى ضرورة استئناف محادثات السلام السورية في جنيف، في أقرب وقت، لكنه حمّل الهيئة العليا للمفاوضات مسؤولية عرقلة المحادثات، وقال إنها تتخذ “حتى الآن موقفاً غير بناء، وهي لا تطرح أي اقتراحات، بل تقدم إنذارات لا يمكن أن تؤدي إلى شيء إيجابي، وتصر على رحيل الأسد، لنرى بعد ذلك ما نفعل مع العملية السياسية. إنه موقف لا يؤدي إلا إلى طريق مسدود”.

 

فك الارتباط وخيارات “النصرة” الصعبة

عقيل حسين

تأجل إعلان قرار فك ارتباط “جبهة النصرة” بتنظيم “القاعدة”، وربما يتأخر، بل إن هناك من يتحدث عن استبعاده نهائياً، على الأقل في الوقت الحالي. وعلى الرغم من أنه بدا محسوماً ولا رجعة عنه، ظهر أن القرار، لم ينضج بعد، وأنه مازال بحاجة للمزيد من الوقت والمشاورات، بعد تسجيل العديد من الشخصيات ذات الثقل، في الداخل والخارج، اعتراضها عليه.

 

لوهلة، بدت “النصرة” خلال الاسبوع الماضي وكأنها باتت جاهزة تماماً لإتخاذ هذا القرار، أو أنها اتخذته بالفعل ولم يبق سوى الإعلان عنه، بعدما قامت قيادتها بكل الترتيبات والمشاورات اللازمة، بما في ذلك مع قيادة التنظيم الأم ومراجعياتها في الخارج. وذلك بالتزامن مع نشر الإعلام الغربي تفاصيل، قال إنها تشكل مسودة اتفاق روسي-أميركي جديد، بخصوص تنسيق الضربات الجوية في سوريا، والتي قيل إنها ستركز في المرحلة القادمة بشكل أساسي على استهداف “النصرة”.

 

وقد عزز التصور بحسم الأمر، حملة إعلامية مكثفة ركزت طيلة الأسبوع الماضي، على التمهيد لإعلان قرار الانفصال، وقادتها شخصيات من داخل الجبهة، كالعراقي أبي مارية القحطاني، العائد بقوة إلى الفضاء الإعلامي، بعد عودته إلى مجلس قيادة الجبهة، أو شخصيات مقربة من التنظيم، كالداعيتين، الكويتي محدل الحصم، واللبناني سراج الدين زريقات، وغيرهم.

 

الأهم على الإطلاق في هذا الصدد، كانت تغريدات المنظر الجهادي شديد التأثير على “النصرة” وجمهور “القاعدة” بشكل عام، أبو محمد المقدسي، الذي أكد مشروعية مثل هذا القرار “طالما أن فيها مصلحة الجهاد”، واعتبر أن “التخلي عن اسم القاعدة ليس جريمة أو ردة”. لكن المقدسي عاد وسحب تغريداته بعد يومين من نشرها، الأمر الذي تم تفسيره على أنه تراجعٌ منه، بعد ردود الفعل السلبية التي أثارتها تغريداته، والتي كان واضحاً، حتى بالنسبة لجمهور “النصرة” ومؤيديها، أن الهدف منها هو التمهيد للقرار من جهة، وأنه بالون اختبار من جهة أخرى.

 

تحليل لم يكن بحاجة لإمعان تفكير، وهذا ما أكده الكاتب المصري طارق عبدالحليم، الذي كان قد أعلن تحفظه الشديد على هذا التوجه، فاعتبر أن “تغريدات المقدسي، جاءت في توقيت مرصود محسوب، لتخدم غرضاً معيناً في الترويج للخطوة القادمة”، مضيفاً: “ليس هناك صدفة.. (ما جرى كان) مخططاً!”. عبدالحليم الذي يعتبر أحد أهم الأصوات السلفية المؤيدة لتنظيم “القاعدة”، لم يكن وحده من بين المعارضين لخطوة السماح لـ”جبهة النصرة” بأن تفك ارتباطها، بل كان معه في هذا التوجه أيضاً، عدد غير قليل من رموز التيار السلفي الجهادي، وبينهم مواطنه هاني السباعي، الذي حذر من انقسام جديد سيحدث في “جبهة النصرة”، في حال أُقر فك الارتباط.

 

تحذير لا يبدو أنه بلا أساس، فما لم يُعلن عنه من ردود الفعل سلبية على بالون اختبار “النصرة”، وتمهيدها لخطوة فك الارتباط، يبدو أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه.

 

وبحسب بعض المصادر، فإن شخصيات وقوى في “النصرة”، وخاصة تلك التي تمثل الجماعات المنضمة حديثاً لها، هددت بالانفصال عن الجبهة في حال قررت فك ارتباطها بـ”القاعدة”. وهو موقف ينسجم مع التيار المحافظ داخل الجبهة، والذي يرفض بشكل قاطع هذا التوجه، قبل الوصول إلى شكل من أشكال الحكم يُغني عن حالة التنظيم بالفعل.

 

وتتركز أهم تحفظات هذا التيار، إلى جانب التخوف من الانقسامات، في النقاط التالية: أولاً، أن القرار سيشكل تنازلاً من جانب “جبهة النصرة” لصالح “أعدائها”، خاصة أميركا والغرب، الذين انتقلوا للعمل على تفكيك الجبهة خطوة بعد أخرى، وأن التخلي عن اسم “القاعدة” سيكون الخطوة الأولى على هذا الطريق، بعد فشل كل مشاريع القضاء عليها من قبل، كما يقولون.

 

وثانياً، فإنه وإلى جانب الانقسامات التي ظهرت على الفور، سيؤدي هذا القرار إلى فقدان “جبهة النصرة” أحد أهم حواملها الإيديولوجية في الوسط الجهادي؛ إذ أن الارتباط بـ”القاعدة” ضمن لـ”النصرة” مشروعية الاستمرار، بعد إعلان تنظيم “الدولة” الانفصال. ويرى البعض أنه لولا الغطاء الذي وفره اسم “القاعدة” للجبهة، لما استطاعت أن تصمد أمام المد الجارف لتنظيم “الدولة” خلال السنوات الثلاث الماضية.

 

ثالثاً، سيؤدي هذا التطور إلى الدفع أكثر باتجاه “سورنة النصرة”، ما سيُفقد الجبهة، حسب رأيهم، عامل الجذب الأكبر الذي يستقطب لها المقاتلين من غير السوريين. وينضم إلى “النصرة” الكثيرون من غير السوريين، فقط لأنها فرع لـ”القاعدة”. هذا عدا عن التساؤلات والقلق على مستقبل ومصير “المهاجرين” الموجودين في صفوف “النصرة” حالياً.

 

مصدر مقرب من “جبهة النصرة”، نفى لـ”المدن” الأنباء التي تتحدث عن تيارات وانقسامات في الجبهة، وإن لم يُخفِ وجود خلافات قوية في الأراء حول قضية فك الارتباط. وهو أمر اعتبره المصدر طبيعياً، بالنظر إلى حجم القرار الذي تتم مناقشته، مؤكداً أن القيادة لن تقدم على أية خطوة من دون دراستها بشكل واف. وأضاف: “منذ أكثر من خمسة أشهر يتم التمهيد لهذا القرار بين كوادر جبهة النصرة، من خلال دورات يقوم بها القسم الشرعي في الجبهة، وتركز على قضية المنهج وليس التنظيم، وعلى الهدف لا التكتيك، وهذه الدروس يقدمها شرعيون، بينهم من هو معارض لتوجه فك الارتباط بتنظيم القاعدة في الوقت الحالي، وهذا ينفي ما يقال عن انقسامات”.

 

وتبقى قضية المهاجرين، وتبعات فك الارتباط عليها، من القضايا التي لا يسهل على قيادة “جبهة النصرة” حتى الآن الامساك بخيوطها، رغم أن موقفها منها هو الأشد وضوحاً، والأكثر ثباتاً بين جميع القضايا الأخرى. فمن جهة، تُصر الجبهة على أن التنازل بالتراضي عن البيعة لـ”القاعدة” بل وحتى تغيير اسم الجبهة إن حصل، لن يمس بأي حال منهج التنظيم، القائم على رفض المشاريع الوطنية، والتمسك بالمشروع الإسلامي العابر للحدود. ومن جهة أخرى، تؤكد أن قضية العناصر غير السوريين فيها، يتم تصويرها بشكل مبالغ به، حيث لا تزيد نسبتهم على 10 في المئة من العناصر والقيادات، حسب تقديرات متطابقة، كما أن الجبهة ما زالت تعمل على استقطاب المزيد منهم في كل يوم.

 

بغض النظر عن التوصيف أو المستوى، فإن انقساماً واضحاً تعيشه “جبهة النصرة” اليوم حيال قضية فك الارتباط، التي بدت أكثر تعقيداً مما كان يتوقعه قادتها، الذين كانوا ينفون دائماً أن يكون سبب رفضهم فك الارتباط هو عدم الثقة بتماسك البيت الداخلي للجبهة، أو استعدادها للتعرض إلى هزات.

 

واقع يعززه التركيز الكبير لرموز التيار السلفي الجهادي، المؤيدين لفك الارتباط والمعارضين له على حد سواء، في مناقشتهم للقضية خلال الأيام الماضية، على التشديد في دعوة عناصر الجبهة وكوادرها لعدم الانشغال بهذه القضية، وترك النقاش والقرار فيها لقادتهم، وحثهم على الطاعة لهم أيّاً كان القرار.

 

لكن القرار الأفضل الذي يبدو أن قيادة “جبهة النصرة” ستتخذه في الوقت الحالي، كما يرى مراقبون، هو تجاهل المسألة تماماً، وتجنب التعليق عليها، فضلاً عن اتخاذ قرار حولها، حيث تدرك أن أي موقف واضح ستكون له تبعات ليست في صالحها.

 

وفي حال قررت قيادة الجبهة المغامرة وإعلان الانفصال عن تنظيم “القاعدة”، حتى وإن كان ذلك سيحدث بمباركة ورضى التنظيم الأم، الذي جرى التشاور معه وأبدى موافقته على هذا التوجه كما يقال، فإن ذلك سيُحدث هزة داخلية لا أحد يدرك بعد عواقبها.

 

وفي المقابل، فإنه لو صدر بيان رسمي من قيادة الجبهة، ينفي أي توجه لديها بفك الارتباط، بعد مؤشرات الرأي العام التي توفرت حتى الآن من داخل التيار السلفي الجهادي، فإن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الخسائر على صعيد الحاضنة الشعبية بين السوريين. إذ سيُحمّلها الكثيرون منهم (ولا بد) المسؤولية عن استمرار منح النظام وحلفائه، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، ذريعة مهاجمة مناطق سيطرة المعارضة، خاصة في الشمال.

 

ولأن كل ذلك لا يغيب عن قيادة “جبهة النصرة” بطبيعة الحال، فإن البحث في خيارات إضافية يبدو أنه حاضر وبقوة، وهو بحث لا يشغل بال “النصرة” فقط، بل تنشغل به، بحسب المعلومات المتوفرة، الكثير من فصائل المعارضة الأخرى، بل وكذلك بعض الحلفاء الإقليميين للثورة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مخارج مقبولة في القريب العاجل ربما.

 

النظام ينصب فخاً ل”رجال الكرامة” في السويداء

همام الخطيب

عُقد اجتماع الأحد، في “مقام عين الزمان” الذي بات يسمّى “دار الطائفة”، ضمَّ مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز وعدداً من وجهاء محافظة السويداء، للتشاور في قضية العائلتين اللتين خطفتا من قرية “غيضة حمايل” شرقي السويداء.

 

حادثة الخطف جرت في 20 تموز/يوليو، بعدما تمّ اقتحام منزلين في القرية، وخُطف على أثرها كل من سمير حمايل وزوجته وأبناؤهما الأربعة، وأرملة شافع حمايل واثنان من أبنائها. وبعدها تواصل الخاطفون مع أهالي القرية، وعرّفوا عن أنفسهم بأنهم من تنظيم “الدولة الإسلامية”، وطالبوا بإطلاق سراح أربع نساء محتجزات لدى القوى الأمنية في السويداء، مقابل إطلاق سراح المخطوفين لديهم.

 

وثلاث من تلك النسوة ينتمين إلى قبائل البدو المبايعة لـ”داعش”، والرابعة ليبية الجنسية كانت من مرافقة العقيد معمر القذافي، وهي برتبة ضابط، ومقيمة الآن في محافظة السويداء، ويوجد بينها وبين رئيس فرع “الأمن العسكري” وفيق ناصر، تنسيق أمني، بحسب بعض المصادر. ووردت معلومات لم يتسنَّ التأكد من صحتها، بأن الليبية الآن في فرع “الأمن العسكري” في السويداء.

 

وانبثق عن اجتماع “دار الطائفة” لجنتا تفاوض؛ واحدة للتفاوض مع الأجهزة الأمنية في المحافظة، والثانية للتفاوض مع عشائر البدو التي بايعت تنظيم “الدولة” المسؤول عن عملية الخطف. ومن بين الحاضرين في الاجتماع ثمة من رفض عملية التفاوض، وطالب بالرد الفوري والبدء في معركة لتحرير المخطوفين.

 

ويرى ناشطون في خطف العائلتين، عملية أمنية بامتياز، وذلك بناء على المعرفة بالعلاقة القائمة بين النظام ومليشياته من جهة وبين تنظيم “الدولة” من جهة أخرى. إذ يُمكن ملاحظة التعاون والتنسيق بين الطرفين في الكثير من الملفات، ولاسيما تهريب المحروقات والسلاح والبشر. ويضاف إلى ذلك مخططات النظام القديمة والمستمرة لافتعال فتنة بين البدو والدروز.

 

إلا أن الجديد في الموضوع، على ما تُشير إليه مصادر محلية، هو رغبة النظام في زج “رجال الكرامة” في معركة خاسرة مع تنظيم “الدولة”، وذلك بالتنسيق مع المليشيات التابعة للنظام والتي توحدت مؤخراً في جسم عسكري يضم أكثر من 20 فصيلاً. وكان “رجال الكرامة” قد رفضوا الدخول في الجسد العسكري الجديد.

 

وبحسب ما يُستشفُّ من المخطط الأمني، فإن “رجال الكرامة” الآن، باتوا أمام خيارين؛ إمّا الانضمام إلى هذا الجسم العسكري ومن ثمّ الذوبان فيه من خلال التبعية المباشرة للقوى الأمنية وعلى رأسها “الأمن العسكري”، أو خوض المعركة بشكل منفرد، ما سيؤدي إلى الخسارة الحتمية.

 

والمنطقة التي تسيطر عليها عشائر البدو، والتي كانت على حد زعم النظام قد بايعت تنظيم “الدولة”، تمتد بعمق 50 كيلومتراً في بادية السويداء. والمعركة هناك ستكون بحاجة إلى خطوط إمداد خلفية ومشافٍ ميدانية وغيرها من الأمور العسكرية واللوجستية التي لن تتوفر لـ”رجال الكرامة” في حال قرروا دخول المعركة منفردين، خاصة في ظل تجربتهم السابقة في معركتي داما والحقف؛ حيث تم إطلاق النار عليهم من الخلف من قبل العناصر الأمنية والمليشيات التابعة لها، وسقط لهم في معركة داما وحدها 14 قتيلاً.

 

البعض الآخر، يقول إن النظام ليس كلّي القدرة ليفتعل كل هذه الأحداث، ولكن يمكن أن يستثمر فيها ويزج بـ”رجال الكرامة” في أتون معركة خاسرة، ولاسيّما بعدما أحرجه “رجال الكرامة” في أكثر من موقف مؤخراً. فمن حصارهم للسجن المركزي في حزيران/يونيو وإطلاق سراح المعتقل يزن أبو فخر، وصولاً إلى المشاركة في اختطاف عناصر حاجز “المخابرات الجوية” على طريق السويداء–الثعلة مؤخراً، مساندين بذلك أصدقاء وأهل المعتقل رامي قطيش، الذي اعتقل على أحد الحواجز في دمشق. واستخدم خطف عناصر الحاجز كورقة ضغط لإطلاق سراح قطيش. وأيضاً الاشتباك الذي وقع على حاجز الكوم في مدخل مدينة السويداء الجنوبي، من دون تسجيل إصابات، وإرغام عناصر الحاجز على الاعتذار من الشاب صيّاح العربيد الذي وقعت معه المشكلة.

 

“رجال الكرامة” باتوا بين مؤيد لفتح معركة مع تنظيم “الدولة” ومعارض لها. وينطلق الموقف الأول من فهمهم لحركتهم كـ”حماة الأرض والعرض والدين” ما يستوجب عليهم التحرك مهما كانت النتائج. أما الموقف الثاني فينطلق من المجادلة بأن ما يجري هو لعبة أمنية تستهدفهم.

 

إلا أن مؤشرات الرأي عند أغلب الناشطين والمعارضين في المحافظة، تتجه إلى أن قوى النظام الأمنية تنصب شركاً جديداً لـ”رجال الكرامة” وتحاول أن تدخلهم في معارك خاسرة، ومن المرجح أنها قد فكرت بتصفيتهم خارج مواقع تمركزهم.

 

تمهيداً للتهجير.. الطيران الروسي يُدمر مستشفيات حلب

خالد الخطيب

يعيش الحلبيون رعباً متواصلاً، نتيجة استهداف المقاتلات الحربية الروسية ومروحيات النظام، للمدنيين ومرافقهم الحيوية. جرائم روسيا وإيران والنظام ضد الإنسانية، تأتي بغرض تضييق الخناق على المدنيين المُحاصرين، ودفعهم للنزوح. فمحور “الممانعة” يُهاجم المدنيين، بلا أي رادع، وسط صمت عالمي مُتواطئ، بغرض تهجير السكان، وتحويلهم إلى نازحين، وتدمير المناطق التي ثارت على نظام الأسد.

 

ودمرت المقاتلات الحربية الروسية، وطيران النظام المروحي، خمسة مستشفيات واقعة في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في أحياء حلب الشرقية، السبت والأحد، وهي البيان والدقاق والزهراء النسائي والحكيم التخصصي، وبنك الدم المركزي في حي الشعار، بالإضافة إلى مقر الطبابة الشرعية. وأدى القصف إلى وقوع إصابات في صفوف الكوادر الطبية، وأضرار مادية كبيرة في مباني المستشفيات والمرافق الصحية المستهدفة، التي خرجت عن الخدمة بشكل نهائي.

 

مدير “الطبابة الشرعية الحرة” في حلب، الخبير الجنائي أبو جعفر، قال لـ”المدن”: “نجوت بأعجوبة والفريق العامل في مقر الطبابة الشرعية، بعدما تعرض المبنى لغارات جوية روسية بالقنابل والصواريخ الفراغية، التي دمرت المبنى بشكل شبه كامل”. وأوضح أبو جعفر أن عشرات الغارات الجوية نفذها الطيران الروسي في الأحياء الشرقية من حلب خلال الساعات الـ48 الماضية، وكان الهدف الأبرز للغارات هو المستشفيات المتبقية في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة.

 

الطيران الروسي كرر الإغارة على النقاط المستهدفة نفسها، بغرض إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف الكوادر الطبية وتدمير المواقع المستهدفة بشكل كلي، كما حدث في مقر “الطبابة الشرعية”.

 

وتعرض مستشفى الأتارب في ريف حلب الغربي لقصف جوي روسي، بأكثر من خمس غارات جوية، من جملة الغارات الثلاثين التي تعرضت لها المدينة ليل الأحد/الإثنين. وتسببت الغارات على الأتارب في مقتل عشرة مدنيين وجرح خمسين على الأقل. ودمّرَ القصف الذي طال المستشفى الكبير في المدينة غرفتي العمليات والعناية المشددة.

 

وطال القصف الروسي منذ منتصف تموز/يوليو، المستشفيات في حريتان وكفر حمرة في ضواحي حلب الشمالية ما تسبب في إخراجهما عن الخدمة. واخترقت الصواريخ الروسية مستشفى كفر حمرة ذي الطبقات الستة، ووصلت إلى الطبقات السفلى والقبو، ما تسبب في مقتل وجرح عدد كبير من كادر المشفى بالإضافة إلى الإعلامي عبدالله غنام الذي كان يوثق الدمار الحاصل.

 

من جانبها، أعلنت “مديرية الصحة الحرة” في حلب، الأحد، عن خروج ستة مراكز طبية جديدة عن الخدمة في مناطق سيطرة المعارضة في المدينة، والتي تقبع تحت حصار النظام والمليشيات بعد قطع طريق الكاستللو نارياً منذ 17 يوماً، وناشدت مديرية الصحة العالم ليقف أمام مسؤولياته، لمواجهة هذه الكارثة التي تستهدف أكثر من 350 ألف مواطن داخل المدينة، والتي ترقى إلى “مستوى الكارثة الإنسانية”.

 

نائب مدير “الصحة الحرة” في حلب، د.محمد عدنان حلبي، أكد لـ”المدن”، أن قرابة 400 ألف مدني في حلب أصبحوا من دون مرافق وخدمات صحية، بعدما تعرضت هذه لغارات جوية روسية عنيفة، وقٌصفت بالبراميل المتفجرة  خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما أدى إلى تدميرها بشكل شبه كامل، وخسرت المستشفيات المستهدفة معداتها الطبية وأصيب عدد كبير من الأطباء والممرضين العاملين فيها. وأشار الحلبي إلى إن سياسة التدمير التي يتبعها كل من النظام وروسيا، في الأحياء المُحررة، والتي تطال بشكل رئيسي قطاع الخدمات الحيوية، تهدف إلى إخضاع السكان وإجبارهم على ترك بيوتهم، وإفراغ المدينة بعدما فرض النظام سيطرته على الطريق الوحيد الذي تأتي منه المساعدات الإنسانية بمختلف أنواعها.

 

وأوضح الحلبي أن الكوادر الطبية المتبقية في الأحياء الشرقية في حلب تمارس مهمتها الإنسانية بصعوبة بالغة، وبأبسط الإمكانات المتاحة. وذلك نتيجة حجم الإصابات الكبير، جراء القصف الجوي المستمر، الذي يستهدف المدنيين ويوقع العشرات منهم يومياً بين شهيد وجريح.

 

وبدأت نتائج الحصار شبه الكامل لأحياء كالمشهد والفردوس والصالحين والكلاسة وبستان القصر وباب النيرب وصلاح الدين، بالظهور. وفُقد الكثير من السلع الغذائية من الأسواق،  وشهدت أسعار السلع الأساسية التي تدخل عبر الكاستللو، بصعوبة بالغة، ارتفاعاً كبيراً، تجاوز خمسة أضعاف ما كانت عليه.

 

وتبدو المعارضة الحلبية عاجزة عن تحقيق انجاز عسكري على الأرض في ظل الوضع الراهن، على الرغم من محاولاتها المتكررة لتأمين طريق الكاستللو وإبعاد خطر المليشيات عنه. إلا أنها فشلت حتى الآن، وخسرت المئات من مقاتليها، ومعداتها الثقيلة، بسبب الدعم الروسي الإيراني المتواصل، وبشكل غير مسبوق، للمليشيات التي تقاتل إلى جانب النظام.

 

ويتوقع أن يستمر الوضع الإنساني الكارثي، في أحياء حلب الخارجة عن سيطرة النظام، حتى يُحقق النظام هدفه من الحصار والقصف، وهو تهجير المدنيين، بعد فتح معبر “إنساني” يوماً ما.

 

قوات النخبة السورية المعتدلة في مواجهة داعش

إلى جانب قيامها بخدمة أهالي دير الزور

 

في تصريح خاص لـ “إيلاف”، أكد المعارض السوري حمد العبود على اعتدال قوات النخبة السورية، التي تقاتل داعش في دير الزور، بدليل مقتل بعض عناصرها في سبيل الوطن، إضافة إلى قيامها بمساعدة أهالي دير الزور وتأمين كل ما يلزم لهم.

 

بهية مارديني: أكد معارض سوري في تصريح خاص لـ”إيلاف” أن قوات النخبة السورية هي قوات معتدلة تقاتل”داعش” على الخطوط الأمامية، مما أدى إلى “استشهاد بعض عناصرها”، كما أشار من جانب آخر إلى قيام النخبة بأعمال خدمية لأهالي ريف دير الزور.

 

خدمات إنسانية

وأكد حمد العبود، عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري، لـ”إيلاف”، أن قوات النخبة السورية “لها معسكرات تدريبية، ويوجد إقبال قوي للتطوع والانضمام إلى صفوف النخبة من أهالي المنطقة”.

 

وحول ما تقوم بعمله قوات النخبة بشكل عام، قال “تساعد أيضًا قوات النخبة الأهالي على جلب المياه بصهريج تابع للنخبة، وتقوم بتوزيع المياه وإعادة تشغيل المحطة”.

 

أضاف “كما تستقبل الأهالي الفارين من بطش داعش من ريف دير الزُّور والبوكمال والمناطق المحيطة، وتؤمّن لهم مساعدات من طعام وماء، إضافة إلى تأمين سيارات تنقلهم إلى الحسكة”.

 

وقال: “تقوم قوات النخبة بإرسال أشخاص من مكتب العلاقات العامة لتفقد كل النقاط التي يتوافد عليها النازحون وتأمين لهم خروجهم من دون اعتقال”.

 

 

 

مهمات قوات النخبة

وكان العبود  قد أوضح في تصريحات صحافية أن قوات النخبة السورية قامت بمساعدة سكان ريف دير الزُّور الغربي في منطقة أبوخشب ومالحة الذرو وقرية الحارث وغرب مدرسة رجعان، والتي تبعد عن مدينة دير الزُّور 32 كم.

 

وأكد أن قوات النخبة “قامت بعمل خدمي للسوريين من أبناء المنطقة، حيث أعادت افتتاح محطة المياه في المنطقة، وشغلت المولدات، وساعدت الناس على الوصول إلى مياه نقية”.

 

وأوضح العبود “أن المنطقة صحراوية، ومياهها مالحة، لذلك كان الأمر ضروريًا، ولاقى استحسان السكان، الذين يعانون من ضعف الخدمات هناك”.

 

وأشار إلى “استشهاد” أحد شباب النخبة، الذي ساعد على ذلك أيضًا، مؤكدًا نبأ مقتل القائد العسكري أبوطلحة، الذي استهدفته “يد الغدر والخيانة (عناصر داعش) في قرية أم مدفع في المساكن بألغام زرعوها” قبل انسحابهم من المنطقة، مما أدى إلى مقتله.

 

انقلاب تركيا الفاشل يعمق مشاكل المعارضة السورية

محمد خالد

نوه تحليل نشرته مؤسسة «ستراتفور» الاستخباراتية أن محاولة الانقلاب في تركيا شغلت أنقرة عن دعم المقاومة السورية، وحذر من أن هذا لا يبشر بالخير بالنسبة لفرص المعارضة في الأشهر المقبلة، في ظل استمرار الدعم الروسي وغيره لـ«نظام الأسد» الذي لم يتوقف.

 

ويشير التحليل الذي جاء بعنوان: «متمردو سوريا يخسرون الدعم في وقت هم في أشد الحاجة إليه»، إلى أن الولايات المتحدة، تسعى لمزيد من التعاون مع روسيا في سوريا، ما يعني أنه من غير المرجح أن تزيد المساعدات للمقاومة السوريين في وقت تقع فيه المقاومة تحت ضغط شديد من خصومها.

 

وقال التحليل إن هذا يتجلى هذا بوضوح في مدينة حلب، وما حولها، حيث تجري معركة حاسمة تحاصر فيه القوات الموالية لـ«بشار الأسد» الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة، وتحاول المقاومة التخفيف من حدة الحصار، في وقت تعاني فيه هذه الوحدات من نقص الأسلحة والذخائر والإمدادات من تركيا المجاورة. وهو ما سيضطر الثوار لاتخاذ موقف دفاعي في الأشهر المقبلة بدلا من الهجوم لكسب الأراضي.

 

الولايات المتحدة تتخلي عن المقاومة

وأضاف إن التعاون الأمريكي الروسي يمثل مشكلة للمقاومة، وذلك لسببين:

 

(أولا): التنسيق بين واشنطن وموسكو على استهداف واحدة من المجموعات الأكثر فعالية وهي «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، التي تتعاون مع المقاومة رغم الخلافات بينهما في مواجهة القوات السورية الحكومية. ويشير إلى أن إضعاف «جبهة النصرة»، معناه إضعاف المقاومة السورية، وهو ما يصب في نهاية الأمر في مصلحة الحكومة والنظامز

 

(ثانيا): زيادة التنسيق الأمريكي الروسي يعني عدم تحقق توقعات المقاومة السورية بزيادة المساعدات الأمريكية والأسلحة التي وعدت واشنطن بها في حال فشلت محادثات جنيف في إنهاء الحرب الأهلية، بعدما أظهرت واشنطن حرصها على تجنب تصعيد التوتر مع روسيا والقوات الموالية (إيران وحزب الله)، لأن ذلك قد يقوض الجهود العسكرية الأوسع لإضعاف تنظيم الدولة الإسلامية.

 

صراعات المقاومة الداخلية

ويرى المركز الأمريكي أن هناك خيارا أكثر سوءا يواجه المقاومة هو الاقتتال الداخلي إذ تستهدف «جبهة النصرة» المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة، ردا على هجمات الولايات المتحدة على وحداتها.

 

ويعتقد أن هناك مشكلة أخري تتمثل في احتمالات انشقاق وحدات من المقاومة عن التحالف المشترك، بحيث تسعي الوحدات الأكثر قدرة عسكريا لمواصلة القتال. مشيرا إلى أن بعض حلفاء المقاومة خصوصا قطر وتركيا، يسعون لإقناع «جبهة النصرة» أن تنأى بنفسها عن القاعدة، كي توقف الحشد الأمريكي ضدها، والذي يصعب من مهمة المقاومة الموحدة ضد نظام «الأسد». (الخليج الجديد: ترددت أنباء عن نجاح هذه المساعي واتجاه جبهة النصرة إلى تغيير اسمها بعد أن تعلن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)

 

دعم «بشار» الخارجي مستمر

ومما يزيد مشاكل المقاومة أيضا في ظل الانشغال التركي، أن الدعم المقابل لـ«نظام الأسد» عبر حلفائه لا يزال مستمرا، فعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، حافظت إيران وحزب الله وروسيا على مساعداتها المباشرة، وزادت عليها تكثيف الهجمات على المقاومة.

 

ففي محافظة حلب الجنوبية، على سبيل المثال، زادت الجهود الإيرانية والضربات الجوية الروسية لمحاصرة الأجزاء التي تسيطر عليها المقاومة في مدينة حلب، كما وعد زعيم حزب الله، «حسن نصر الله» في خطاب ألقاه في أواخر يونيو/حزيران، بتعزيز وجود جماعته في جميع أنحاء سوريا.

 

ولأن المقاومة السورية تعتمد على المساعدات الخارجية من دول المنطقة وخارجها، فقد يشكل التحول في موقف واشنطن، وانشغال أنقرة بانقلابها خطرا جديا باتجاه إضعاف موقف المقاومة في مناطق شمال سوريا (حلب الجنوبية والشمالية اللاذقية) لأن الموارد محدودة، ما يعني إعطاء الأولوية للدفاع عن المناطق الرئيسية المهددة من قبل الجيش السوري وحلفائه.

المصدر | ستراتفور

 

الأسد يطبق على حلب.. والمحادثات السياسية إلى آب

فيما كان الأميركيون والروس ومعهما الأمم المتحدة يضعان لمساتهما على استئناف المحادثات السياسية في جنيف المقترحة حسب الأطراف الثلاثة في آب المقبل في جنيف، أطبقت قوات الأسد والميليشيات التي تدعمها إيران حصارها الكامل على الأحياء المحررة في مدينة حلب بمؤازرة من الطيران الحربي الروسي الذي شن عشرات الغارات ذهب ضحيتها عشرات المدنيين. وسوف يفاقم الحصار المطبق على ثاني مدن سوريا وعاصمتها الاقتصادية السابقة، الأزمة الإنسانية التي كانت قد بدأت معالمها بشح المواد الغذائية والطبية مع السيطرة النارية على طريق الكاستيلو مطلع الشهر الجاري وكثافة القصف اليومي عليها منذ أكثر من 15 يوماً.

 

وأفادت مواقع إلكترونية معارضة، أن قوات الأسد وميليشيات إيران وبمساندة جوية من الطائرات الحربية الروسية احتلت صباح أمس منتجع الكاستيلو شمالي مدينة حلب، وذلك بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة المسلحة.

 

وعقب التقدم الجديد لقوات الأسد يكون طريق الكاستيلو المنفذ الوحيد لمدينة حلب نحو ريفها، قد رصد وبشكل كامل، ويصبح أكثر من 300 ألف نسمة في حصار خانق، إذ لا يوجد أي طرق برية تربط بين الأحياء الشرقية لمدينة حلب وريفها.

 

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من سيطرة قوات الأسد على نقاط عدة ومعامل في منطقة الليرمون الصناعية، بينما تحاول تلك القوات المدعومة بالميليشيات الإيرانية السيطرة على حيي بني زيد والخالدية في مدينة حلب، نظراً لأهميتهما في المعارك الدائرة مع الفصائل الثورية في شمال حلب.

 

واستهدف الطيران المروحي أمس أحياء الفردوس وصلاح الدين ودوار جسر الحج بالألغام البحرية والبراميل المتفجرة، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الجوّي الذي استهدف حي المشهد الإثنين إلى 30 قتيلاً، بينما لا تزال فرق الدفاع المدني تحاول البحث عن عالقين تحت الأنقاض.

 

وفي ريف حلب الشمالي، تعرضت مدن عندان وحريتان وبلدات معارة الأرتيق وكفرحمرة وحيان ومخيم حندرات في لقصف روسي، ما أدى لسقوط ثلاثة شهداء وجرحى. كما شن الطيران الروسي غارة على بلدة كفربسين بالريف الغربي.

 

ومتابعة للتطورات، طالب المنسق العام للهيئة رياض حجاب في رسالة وجهها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وفق بيان للهيئة، مجلس الأمن الدولي «بعقد اجتماع طارئ حول الوضع في حلب». ودعا «الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الى حماية المدنيين عبر اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف الغارات الجوية العشوائية في أنحاء سوريا وإنهاء الاستهداف المتعمد للمرافق الطبية والأفراد». وناشد حجاب الأمم المتحدة «كسر الحصار» الذي تفرضه قوات النظام السوري على مناطق عدة «بينها حلب، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل دائم الى سكان حلب وفي كافة أنحاء سوريا» مشدداً على ضرورة «إنهاء الإفلات من العقاب عبر محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب». ونددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان أمس بقصف المستشفيات والمراكز الطبية في «حي الشعّار الذي تكثر فيه المنشآت الصحية الواقعة قرب بعضها البعض« مضيفة أنها تشكل «نصف المنشآت الصحية العاملة في المنطقة». وشددت على أنه «لا يجوز أن تتعرّض المنشآت الصحية للهجوم أو الضرر على الإطلاق. كما يجب السماح لعاملي الصحة بتأمين العلاج والخدمات الطبيّة لكل من هم بحاجة اليها أينما وجدوا داخل سوريا»، محذرة من أن «الهجمات على المنشآت الصحية تشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي وقد تُعتبر جرائم حرب».

 

وفي جنيف، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس عقب لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش قمة دول جنوب شرق آسيا في لاوس، إنه يأمل أن يتم إعلان تفاصيل خطة أميركية بشأن تعاون عسكري أوثق ومشاركة معلومات مخابراتية مع روسيا في مطلع آب المقبل.

 

ويتضمن المقترح مشاركة المعلومات المخابراتية بين واشنطن وموسكو لتنسيق الضربات الجوية ضد جبهة النصرة المتحالفة مع تنظيم القاعدة ومنع القوات الجوية السورية من مهاجمة جماعات المعارضة المعتدلة.

 

وفي جنيف قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا إنه يهدف لعقد جولة جديدة من محادثات سوريا في نهاية آب لاغياً خططاً سابقة حددت الموعد النهائي في أول الشهر المقبل بينما يترك بعض الوقت للضغط بشأن الاتفاق الأميركي – الروسي. وقال المبعوث الدولي للصحافيين عقب اجتماعه بالمبعوث الأميركي إلى سوريا مايكل راتني ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف «هدفنا دعني أقولها بشكل واضح هو التقدم بجولة ثالثة من المحادثات السورية في نهاية آب».

 

وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قال الاثنين إن الروس الذين يناقشون حالياً اتفاق تعاون عسكري مع واشنطن حول سوريا، ما زالوا «بعيدين» عن مواقف الولايات المتحدة. وأوضح خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن المفاوضات التي يجريها كيري تهدف إلى تحديد ما إذا كان الروس «مستعدين لاتخاذ الموقف الصائب في سوريا»، أي «دعم انتقال سياسي» يفضي الى تخلي بشار الأسد عن السلطة و»محاربة المتطرفين» وليس المعارضة المعتدلة.

(رويترز، أ ف ب)

 

انفجار ضخم بالقامشلي يوقع دمارا وعشرات القتلى  

قال مراسل الجزيرة إن أكثر من خمسين قتيلا وعشرات المصابين سقطوا في تفجير مزدوج استهدف مقرات لوحدات حماية الشعب الكردية في القامشلي بريف محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا اليوم الأربعاء، وأعلن تنظيم الدولة المسؤولية عنه.

 

وأضاف أن التفجير استهدف حاجزَ تفتيشٍ تابعا لوحدات حماية الشعب الكردية غربي مدينة القامشلي في ريف محافظة الحسكة السورية.

 

وأوضح أن التفجير المزدوج كان الأعنف بالمدينة على الإطلاق، مشيرا إلى أنه تسبب بهدم بناية بكاملها والإضرار ببنايات عديدة أخرى، مشيرا إلى أن القتلى من المدنيين فضلا عن عناصر من وحدات حماية الشعب وقوات الأمن المعروفة بالأسايش، وبعضهم ما زال تحت الأنقاض.

 

وأكد مراسل الجزيرة أن وجود مقر للوحدات الكردية وسط حي سكني مزدحم تسبب بسقوط ضحايا من المدنيين.

 

ومن جانب آخر، قال التلفزيون السوري الرسمي إن التفجير تسبب بمقتل 31 شخصا وإصابة نحو 170 آخرين.

 

كما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الهجوم كان بسيارة مفخخة انفجرت على الطريق الواصل بين دوار الهلالية ودوار مدينة الشباب بالأطراف الغربية للقامشلي.

 

بينما قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن “انتحاريا” من التنظيم هاجم تجمعا للوحدات الكردية تضم هيئات من الدفاع والداخلية والعلاقات العامة.

 

غير أن وكالة رويترز تحدثت عن وقوع انفجارين، ونقلت عن التلفزيون الرسمي أن أحدهما وقع بسيارة مفخخة والآخر جراء قنبلة وُضعت بدراجة نارية. وكان الانفجاران من القوة بحيث حطما نوافذ المحال التجارية بمدينة نصيبين التركية على الحدود مع سوريا.

 

وقد أعلن تنظيم الدولة -عبر وكالة أعماق- مسؤوليته عن التفجير. ويخوض التنظيم معارك عنيفة حاليا مع قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة أساسا من وحدات حماية الشعب الكردي داخل مدينة منبج شمال سوريا.

 

قوات سوريا الديمقراطية تقترب من وسط منبج  

قالت مصادر للجزيرة إن قوات سوريا الديمقراطية اقتربت من وسط مدينة منبج شرق حلب بعد سيطرتها على عدة مواقع جنوبي المدينة التي لا تزال تشهد اشتباكات عنيفة وغارات كثيفة للتحالف الدولي.

وأضافت المصادر أن طائرات التحالف الدولي شنت غارات مكثفة على مواقع تنظيم الدولة في الأحياء الشمالية لمنبج، وكان قصف التحالف للمدينة وقرى بريفها قبل نحو عشرة أيام قد أوقع نحو 150 قتيلا من المدنيين.

 

في المقابل قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن ستة من قوات سوريا الديمقراطية قتلوا في اشتباكات جنوبي منبج.

 

كما نشر ناشطون من منبج قائمة بأسماء 47 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية قالوا إنهم قتلوا خلال ثلاثة أيام من القتال.

 

وكانت قوات سوريا الديمقراطية -التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري- قد سيطرت على مواقع في أحياء تقع جنوبي وغربي المدينة، وذلك في إطار هجوم بدأته نهاية مايو/أيار الماضي.

 

المعارضة تدعو مجلس الأمن لجلسة طارئة حول حلب

دبي – قناة الحدث

دعت #الهيئة_العليا_للمفاوضات_السورية #مجلس_الأمن_الدولي إلى عقد جلسة طارئة حول الوضع في مدينة #حلب ، مطالبة برفع الحصار عنها وحماية المدنيين والمرافق الطبية من القصف الجوي العشوائي.

 

وطالبت الهيئة باتخاذ إجراءات ملموسة لوقف الغارات الجوية العشوائية في أنحاء #سوريا وإنهاء الاستهداف المتعمد للمرافق الطبية والأفراد.

من جانبها، دعت الأمم المتحدة إلى فرض هدنة إنسانية فورية وملزمة لمدة يومين على الأقل في مدينة حلب، التي تخضع للحصار من قبل قوات النظام والميليشيات المتحالفة معه.

 

حلب.. تقدم قوات النظام السوري ينذر بكارثة إنسانية

دبي – قناة العربية

سيطرت قوات النظام السوري على حي الليرمون في حلب، ما زاد من حصاره لأحياء المدينة الشرقية التي ما زال معظمها يقع تحت سيطرة فصائل #المعارضة المسلحة.

وكان النظام قد قطع منذ أيام طريق #الكاستيلو وهو آخر الطرق المؤدية لأحياء المعارضة في #حلب ما زاد من المخاوف بحدوث كارثة إنسانية لسكان هذه المناطق الذين يقارب عددُهم 200 ألف شخص

ويوماً بعد آخر، تُحكم قوات النظام قبضتها على الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة في حلب شمال سوريا.

فبعد أن قطع النظام طريق الكاستيلو الذي كان يعد الطريق الوحيد إلى مناطق المعارضة نجح في استعادة منطقة الليرمون وأصبح قادراً على قصف حي بني زيد .

هاتان المنطقتان – بحسب #المرصد – تكمن أهميتهما في وقف إطلاق صواريخ قوات المعارضة على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام غرب المدينة.

وأدى تقدم النظام في هذه المناطق أيضاً إلى حرمان المعارضة من 33 معملاً كانت تشكل عصب الاقتصاد في حلب حيث يعيش أكثر من مئتي ألف شخص.

وتلقى سكان الأحياء الشرقية لحلب رسائل نصية من #النظام عبر الهاتف تدعو إلى الانضمام للمصالحات الوطنية مع فتح ممرات آمنة لمن يرغب بالخروج مقابل ترك المعارضة السلاح والمبادرة لتسوية أوضاعهم.

 

انفجار سيارة مفخخة في العاصمة السورية دمشق

انفجرت سيارة مفخخة مساء الاثنين في أحد أحياء العاصمة السورية #دمشق، بحسب ما أعلنت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، من دون إعطاء حصيلة فورا.

ودوى #انفجار قوي في منطقة كفرسوسة جنوب غرب العاصمة، بحسب شاهد عيان.

وأكدت قناة “الإخبارية” السورية الرسمية إصابة شخص واحد على الأقل بجروح في الاعتداء الذي استهدف تلك المنطقة الراقية.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اعتداء بسيارة مفخخة أسفر عن “خسائر بشرية”، من دون أي تفاصيل.

واستهدفت تفجيرات عدة العاصمة السورية دمشق، معقل النظام السوري، خلال السنوات الثلاث الأولى من النزاع، غير أنها أصبحت نادرة خلال السنوات الأخيرة.

 

تفجير مقر لقوات (الأساشي) الكردية شمال سورية وتنظيم الدولة يتبنى

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 27 يوليو 2016

روما- هز انفجار صباح اليوم (الأربعاء) مدينة القامشلي شمال شرق سورية، استهدف مقراً لقوات (الأسايش) الكردية، وأدى لسقوط ضحايا وجرحى في صفوف هذه القوات، وسارع تنظيم الدولة (داعش) لتبنّي التفجير.

 

والانفجار الذي تسببته شاحنة مفخخة، استهدف تجمعاً لهيئة الدفاع في الإدارة الذاتية الكردية في القسم الغربي من المدينة، وتسببت قوة الانفجار بانهيار كامل لمركز الأسايش، ودمار كبير في أبنية مجاورة، ووفق شهادات من السكان في المنطقة فإن عدد الضحايا في صفوف القوات الكردية يزيد عن 30 قتيلاً إلى جانب عشرات الجرحى.

 

وسارع تنظيم الدولة للإعلان عن تبنّيه لهذا التفجير عبر بيان نشرته وكالة (أعماق) التابعة له، ادّعى فيه التنظيم أنه تسبب بمقتل مائة من المقاتلين الأكراد في مدينة القامشلي السورية، وهو عدد قالت عنه مصادر من المدينة إنه مبالغ به.

 

وهناك عدة جبهات مفتوحة بين القوات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي أعلن عن فيدرالية من جانب واحد في شمال سورية، والتي تتكون أساساً من (وحدات حماية الشعب) و(قوات الأسايش) و(جيش سورية الديمقراطي) و(وحدات حماية المرأة) من جهة، وبين تنظيم الدولة من جهة ثانية. ويستخدم التنظيم في كثير من الحالات انتحاريين وشاحنات متفجرة لإنزال خسائر في هذه القوات الكردية، ما يتسبب بسقوط مدنيين كثر.

 

الائتلاف الوطني السوري المعارض يدين الهجوم على كنيسة في فرنسا

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 27 يوليو 2016

روما– أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض أنه “يدين بإسمه، وبإسم الشعب السوري، الجريمة التي وقعت في كنيسة (سان إتيان دوروفريه)، شمالي فرنسا، معبرا عن تضامنه وتعاطفه مع ضحايا الاعتداء، وذويهم”.

ولقد تعرض كاهن للقتل ذبحا في عملية احتجاز رهائن نفذها رجلان الثلاثاء في الكنيسة وتبناها في وقت لاحق تنظيم الدولة.

 

ورأى الإئتلاف أنه “رغم بشاعة الإرهاب التي تتجلى بشكل جلي في مثل هذه الجرائم الفظيعة الرامية إلى نشر الفوضى والرعب واستهداف الأمن والاستقرار وتوتير الأجواء؛ فإننا على ثقة بقدرة الشعب الفرنسي على الصمود وتجاوز المصاعب وإدراك ما يجب القيام به”، حسبما جاء في بيان

وقال الائتلاف “نؤكد إدانتنا واستنكارنا للإرهاب بمختلف أشكاله، ومن غير المقبول أن تستمر هذه الجرائم دون أن يتمكن المجتمع الدولي من فهم جوهر الأزمة، وأنه لا جدوى من إطفاء الحريق بدون التخلص من مصدر النار”.

 

معارضون سوريون يجتمعون بالدوحة لتقييم عمل مؤسسات المعارضة الرئيسية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 26 يوليو 2016 رياض حجاب

روما-يجتمع في العاصمة القطرية الدوحة غداً الأربعاء مجموعة من المعارضين السوريين في غالبتهم من ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية لمناقشة مفاوضات جنيف والبيئة المحلية والإقليمية والدولية المحيطة بها، ولإجراء جردة تقييمية لعمل وأداء الائتلاف المعارض خلال المرحلة المقبلة خلال وما بعد مؤتمر جنيف الثالث.

 

ويشارك في النقاشات، أو ورشة العمل، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب ورئيس الإئتلاف، أنس العبدة، فضلاً عن قياديين في الائتلاف يمثّلون كتلاً أساسية فيه، منهم ميشيل كيلو، عقاب يحيى، أحمد رمضان، جورج صبرا، عبد الإله الفهد، وعبد الحكيم بشار وآخرون.  كذلك يشارك في الورشة مجموعة من الضباط العسكريين المنشقين عن النظام من بينهم اللواء محمد الحاج علي وأعد الزعبي ومحمد علي، وممثّلون لتكتلات سياسية من خارج الائتلاف كهيئة التنسيق المعارضة فضلاً عن مشاركة باحثين ودارسين ومتخصصين وحقوقيين من بينهم أنور البني، حازم نهار، سمير سعيفان، خضر زكريا وعبد اللطيف دباغ وآخرون.

 

وبالإضافة لتقييم أداء الائتلاف المعارض، والأداء الدبلوماسي والإعلامي له، سيناقش المجتمعون في ورشة العمل التي يقيمها مركز (حرمون) على مدار يومين مجموعة من القضايا التي لها علاقة مباشرة بالأزمة السورية، مثل استراتيجيات روسيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية حيالها، وكذلك تقويم الاستراتيجيات الإقليمية ودور الأمم المتحدة، واستراتيجية المعارضة السورية في المفاوضات وخطة الانتقال السياسي وهيئة الحكم الانتقالية ومؤسسات المرحلة الانتقالية. كما يقيم المجتمعون الوضع العسكري للنظام والمعارضة وسيناريوهات استمرار الصراع، وسبل إعادة هيكلة الجيش وكذلك وسائل تحقيق العدالة الانتقالية، فضلاً عن الورقة الكردية والمستخدمون لها في الصراع.

 

ومن المقرر أن تستفيد الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف الوطني من نتائج المشاورات لتقويم العمل والأداء والتحضير لمستحقات المرحلة المقبلة، سواء منها السياسية التفاوضية أو الاستراتيجية العسكرية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى