أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 31 آب 2016

«تهدئة» بين حلفاء الأتراك والأكراد

باريس، موسكو، لندن، نيويورك، بيروت، واشنطن – رندة تقي الدين، رائد جبر، «الحياة»، رويترز، أ ف ب

بدا أمس أن انتقادات الولايات المتحدة حلفاءها الأتراك والأكراد في الحرب ضد تنظيم «داعش» نجحت في فرض تهدئة للمواجهات التي دارت بينهما في الأيام الماضية في شمال سورية، إذ أفيد بأن وقفاً للنار أُعلن بين فصائل «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الأكراد وبين فصائل «الجيش الحر» المدعومة من الأتراك بعد مواجهات دامية على خلفية عملية «درع الفرات» التي أطلقتها أنقرة بهدف إبعاد «داعش» والأكراد عن حدودها الجنوبية المحاذية لريف حلب الشمالي. وسمحت هذه التهدئة، كما يبدو، باستئناف الحرب ضد «داعش» الذي طردته فصائل «سورية الديموقراطية» من ثلاث قرى جديدة، فيما أعلنت تركيا شن غارات جديدة على مواقعه في ريف حلب.

وتزامن ذلك مع معارك ضارية على جبهات مدينة حلب، حيث حاولت القوات النظامية تحقيق تقدم في منطقة الكليات العسكرية بما يسمح لها بمعاودة فرض الحصار على أحياء شرق حلب. لكن الأوضاع في وسط سورية بدت سيئة على رغم استقدام الحكومة تعزيزات ضخمة لصد هجوم لفصائل معارضة في محافظة حماة، إذ أفيد مساء أمس بأن بلدة طيبة الإمام على وشك السقوط في أيدي المعارضة (تحديداً فصيل «جند الأقصى») التي سيطرت على أجزاء واسعة منها وباتت أيضاً على مشارف محردة، المدينة المسيحية المهمة في المنطقة.

ونقلت وكالة «رويترز» أمس، عن شرفان درويش المتحدث باسم المجلس العسكري لمنبج المتحالف مع «قوات سورية الديموقراطية» تأكيده التوصل إلى اتفاق لوقف النار بين تركيا والمجلس العسكري لجرابلس، وهو فصيل آخر مدعوم من الأكراد ومتحالف مع «قوات سورية الديموقراطية». وقال درويش إن اتفاق الهدنة بدأ منذ منتصف ليلة الإثنين- الثلثاء وما زال صامداً. لكن قائد إحدى جماعات المعارضة المسلحة التي تدعمها تركيا والتي تقاتل الجماعات المتحالفة مع «قوات سورية الديموقراطية» في جرابلس، قال إنه لا يوجد وقف نار بل توقف موقت للعمليات العسكرية. وأضاف: «لا توجد هدنة ولا وقف إطلاق نار ولكن تم التوقف لبعض الوقت، على أن تستأنف قريباً إن شاء الله».

بدورها نفت مصادر عسكرية تركية إبرام هدنة بين الأتراك والأكراد في شمال سورية، أما وزارة الخارجية التركية فقالت إن العمليات التركية الجارية حالياً لن تتوقف ما لم ينته التهديد الذي تواجهه تركيا. وشددت على ضرورة الوفاء بوعد الأميركيين بانسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى شرق الفرات، مستنكرة انتقادات وجهها البيت الأبيض مساء الإثنين للعملية التركية بسبب استهدافها الأكراد، وهم أيضاً حلفاء للأميركيين في الحرب ضد «داعش». وانتزعت «وحدات حماية الشعب» وفصائل سورية متحالفة معها السيطرة أمس على ثلاث قرى من «داعش» في ريف حلب الشمالي، فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية شن طائرات التحالف الدولي غارات جديدة على مواقع التنظيم.

وكان مسؤول عسكري أميركي أكد أوّل من أمس أن القوات التركية والمقاتلين الأكراد في شمال سورية توصلوا الى «اتفاق غير رسمي» لوقف القتال بينهما. وقال الكولونيل جون توماس المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى: «خلال الساعات الماضية تلقينا تأكيداً بأن جميع الأطراف المعنية ستتوقف عن إطلاق النار وستركز على تهديد داعش». وأضاف: «هذا اتفاق غير رسمي يشمل اليومين المقبلين على الأقل، ونأمل في أن يترسخ». وأوضح أن الأتراك و «قوات سورية الديموقراطية» فتحوا اتصالات مع الولايات المتحدة وإحداهما مع الأخرى «بهدف وقف الأعمال القتالية».

وفي باريس، توقع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، أن يثير موضوع استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي، بحسب ما أكدت الأمم المتحدة، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين الأسبوع المقبل، وأيضاً في تشرين الأول (أكتوبر) عندما يستقبله في باريس. وحذّر هولاند من تصعيد شامل في سورية في ظل التدخل التركي بعد الروسي، قائلاً إنه بعد مرور عام تقريباً على بدء التدخل الروسي «اختارت تركيا اليوم نشر جيشها على أراضي سورية للتصدي لداعش… هذه التدخلات المتعددة المتناقضة تنطوي على تهديد بتصعيد عام». وقال إن جرائم استخدام الكيماوي في سورية «لا يمكن أن تبقى من دون عقاب، ففرنسا تعمل على قرار في مجلس الأمن لإدانة هذه الأعمال الإجرامية واتخاذ عقوبات إزاء مستخدميها».

ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصدر أمني سوري أمس، أن مدير مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك سيزور موسكو الأسبوع المقبل، من دون كشف تفاصيل حول محادثاته المرتقبة. ولفت الأنظار أن الجانب الروسي لم يعلّق رسمياً على المعلومات عن الزيارة، بينما رجّح معلقون أن تكون تطورات الموقف في حلب والعملية العسكرية التركية على رأس جدول المناقشات، في حال تأكدت الزيارة. وكان مملوك زار موسكو مرات عدة خلال العامين الأخيرين.

وفي نيويورك (الحياة)، دفعت الدول الغربية في مجلس الأمن أمس بمواقفها الاختبارية في شأن اتخاذ إجراءات عقابية في ضوء نتائج التحقيق الدولي الذي أثبت استخدام الحكومة السورية أسلحة كيماوية في هجومين في إدلب عامي ٢٠١٤ و٢٠١٥، ومسؤولية «داعش» عن شن هجوم بغاز الخردل عام ٢٠١٥. وشكلت الجلسة، التي كانت منتظرة مساء أمس في مجلس الأمن، أول اختبار للدول الغربية لرد فعل روسيا على إصرارها على تحرك قوي في المجلس، وهو ما قال ديبلوماسيون في شأنه إن «روسيا لن تكون مفاوضاً سلساً» في هذا الشأن.

وكان واضحاً قبيل انعقاد الجلسة أن مجلس الأمن منقسم بين قراءتين لتقرير لجنة التحقيق الدولية المشتركة، «قراءة غربية تتمسك بالخلاصات التي تضمنها التقرير، واتهام الحكومة السورية وداعش باستخدام أسلحة كيماوية، وقراءة روسية تشاركها بها دول أخرى في المجلس، تشكك في نهائية خلاصات التحقيق، وتعتبر أنه مليء بالثغرات، ويتطلب متابعة»، وفق ديبلوماسيين في المجلس.

وأوجز ديبلوماسي غربي النقاط الرئيسية التي ستضغط الدول الغربية باتجاه وضعها في متن نص مشروع القرار، من دون تحديد موعد لطرح مشروع القرار على أعضاء مجلس الأمن حتى الآن. وأوضح أن النقاط الثلاث هي فرض عقوبات على كل جهة يثبت استخدامها أسلحة كيماوية في سورية، والمطالبة بالمحاسبة الدولية، وخصوصاً عبر إحالة هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية، باعتبارها جرائم حرب، والنقطة الثالثة هي المطالبة بتمديد ولاية لجنة التحقيق الدولية».

 

تركيا «لا تقبل» وقفاً للنار مع الأكراد في سورية

اسطنبول – أ ف ب، رويترز

أعلنت تركيا اليوم (الأربعاء) أنها «لا تقبل» بإعلان وقف إطلاق النار مع المقاتلين الأكراد في شمال سورية الذي صدر عن الولايات المتحدة.

وقال الوزير التركي للشؤون الأوروبية عمر جيليك لوكالة «الأناضول» الحكومية «لا نقبل في أي ظرف (…) تسوية أو وقفاً لإطلاق النار بين تركيا والعناصر الكردية»، معتبراً أن «الجمهورية التركية هي دولة شرعية وذات سيادة»، ولا يمكن وضعها على قدم المساواة مع «منظمة إرهابية».

من جانبه، قال رئيس وزراء التركي بن علي يلدرم إن أنقرة ستواصل عمليتها في شمال سورية لحين زوال جميع التهديدات بما يكفل الأمن القومي للبلاد.

إلى ذلك، صرح وزير الداخلية إفكان آلا في تصريحات بثتها قنوات التلفزيون التركية اليوم إن أنقرة ألقت القبض على 815 شخصاً منذ بداية العام الحالي ضمن حملتها على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وإن أكثر من نصفهم أجانب.

وقال الوزير إن تركيا منذ بدء الحملة اعتقلت في المجمل 5803 أشخاص بينهم 2200 من الأجانب من دون ذكر فترة محددة.

ودعت الخارجية الروسية من جهتها تركيا اليوم، الى تجنب قصف الأكراد، وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحات صحافية، إن «روسيا تدعو تركيا الى تجنب قصف الجماعات المعارضة والعرقية بما في ذلك الأكراد التي تقاتل تنظيم داعش».

 

معركة حلب تكشف حدود القوة الجوية الروسية

موسكو – رويترز

جاء القرار الروسي بشن غارات قصف جوي على سورية من الأراضي الإيرانية على رغم حساسيته السياسية وفشله في نهاية المطاف في إحراز نتائج إيجابية ليفضح حدود القوة الجوية الروسية لتصبح موسكو في حاجة إلى وضع استراتيجية جديدة لتدعيم أهدافها.

وقال مطلعون على ما يدور في الجيش الروسي إن موسكو اختارت تنفيذ الطلعات الجوية من إيران وإن طهران وافقت على السماح بها لأن الطرفين كانا يواجهان صعوبات في تحقيق هدف مشترك يتمثل في سحق المعارضة في مدينة حلب.

وفشلت المقامرة وما زالت المعارضة التي تقاتل جيش حليفهما الرئيس السوري بشار الأسد متحصنة في مناطق بحلب.

بدأت روسيا تنفيذ الضربات الجوية في سورية دعماً للأسد في 30 أيلول (سبتمبر) من العام الماضي انطلاقاً من قواعد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة ومن سفن حربية في البحر. وفي الشهر الجاري وفي مواجهة مشاكل لوجستية في مواصلة حملة باهظة الكلفة خلال وقت تعاني فيه موازنة الدولة من ضغط الإنفاق، كثّفت موسكو من قصف حلب فيما اتضح أنها غارات انطلقت الطائرات فيها من إيران. ويبدو أن الغارات على حلب لم تحقق شيئاً يذكر باستثناء إثارة خلاف سياسي في إيران التي يحظر دستورها إقامة أي شكل من أشكال القواعد العسكرية الأجنبية على أراضيها.

وربما يقوّي كون روسيا تحمّلت كل هذه المشاق لإنجاز أهدافها في حلب وفشلت على رغم ذلك وضع من يعتقدون أن العملية الروسية في سورية بلغت مداها وأن الوقت قد حان للبحث عن حل من خلال التفاوض. وقال مصدر على صلة وثيقة بوزارة الدفاع الروسية طلب عدم نشر اسمه: «لدي إحساس وكأننا مثل حصان في السيرك يدور في دائرة منذ 30 أيلول عندما نشرنا طائراتنا لأول مرة هناك». وأضاف: «قواتنا غير كافية وتنسيقنا مع الإيرانيين ليس على المستوى المطلوب. نحن بحاجة لتغيير شيء ما. ولا علم لي بما هو هذا الشيء».

 

حساسيات إيرانية

في 16 آب (أغسطس) أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استخدمت للمرة الأولى قاعدة جوية في إيران انطلقت منها طائرات روسية لشن هجمات جوية في سورية. وفي ما تلى ذلك من أيام أقلعت القاذفات الروسية توبوليف 22أم3 ترافقها مقاتلات سوخوي من قاعدة نوجه الجوية بالقرب من مدينة همدان الإيرانية. وكان السماح لروسيا بإرسال طائراتها إلى قاعدة إيرانية قراراً له حساسيته السياسية، فآخر مرة استخدمت فيها قوة أجنبية قاعدة جوية إيرانية كانت في الحرب العالمية الثانية. ووصف بعض المشرعين الإيرانيين ذلك بأنه انتهاك للدستور بينما قال وزير الدفاع حسين دهقان إن موسكو ارتكبت «خيانة الأمانة» عندما كشفت على الملأ عن هذا الترتيب.

ويوم 22 آب أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن استخدام روسيا للقاعدة قد انتهى. أما في موسكو فقالت وزارة الدفاع إن الطائرات العاملة من القواعد الإيرانية أنجزت مهماتها.

ولم يرد متحدثون باسم وزارة الدفاع الروسية والمتحدثة باسم وزارة الخارجية على استفسارات «رويترز» عن أهداف روسيا في حلب واستخدامها للقاعدة الإيرانية. غير أن أندريه كليموف العضو المؤيد للكرملين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما قال إن كلفة العملية السورية ربما كانت عاملاً من العوامل المؤثرة في هذا الصدد. وأضاف لـ «رويترز»: «نحن نحاول تنفيذ العملية في سورية بمبالغ معينة. فوزارة الدفاع لديها نفقات أخرى. ولذلك نسعى إلى تحقيق الاستفادة القصوى من التكلفة والمسارات ذات الجدوى الاقتصادية الأكبر. وأي بلد عاقل سيفعل هذا الأمر نفسه».

 

تصعيد حلب

وقال فاسيلي كاشين المحلل بمركز التحليل والتكنولوجيات في موسكو والذي يقدم المشورة للقطاع الدفاعي في روسيا إن رغبة روسيا في استخدام القاعدة «يرتبط بزيادة شدة النشاط العسكري في منطقة حلب». وأضاف: «يبدو أن من رأي القيادات السورية والروسية والإيرانية أن اللحظة الحاسمة قادمة».

ويتفق ذلك مع أدلة أخرى على أن روسيا وحلفاءها كانوا يعملون على تصعيد جهودهم للسيطرة على حلب خلال الشهرين الأخيرين. وقد قال زعيم «حزب الله» اللبناني المتحالف مع إيران في 24 حزيران (يونيو) إن جماعته سترسل المزيد من مقاتليها إلى منطقة حلب. وأضاف أن المعركة على هذه المدينة لها أهمية استراتيجية. ومنذ ذلك الحين تحدّث ناشطون في المعارضة وسكان في المنطقة عن زيادة في شدة الغارات على حلب بما في ذلك عمليات تتم من ارتفاعات عالية وهي ما يبيّن الفرق بين القصف الروسي وقصف الطائرات السورية التي تحلق على ارتفاعات منخفضة. وقابل ذلك على الأرض هجوم من القوات الحكومية السورية أدى إلى محاصرة المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة. وتحدثت منظمات الإغاثة عن قفزة في الخسائر البشرية في صفوف المدنيين وحذرت من كارثة إنسانية بسبب نقص الإمدادات.

وكانت القاعدة الإيرانية بمثابة أداة لوجستية مهمة في هذا التصعيد في حلب لأن قاذفات توبوليف الروسية من دونها ستضطر للطيران مسافة أطول إلى سورية انطلاقاً من روسيا والعودة إليها. وهذا معناه أن تحمل كميات أكبر من الوقود الأمر الذي يقلل حمولتها من القنابل ويقلل عدد الطلعات التي يمكن أن تنفذها بسبب طول وقت الرحلة. وقال كاشين إن القواعد الجوية الخاضعة لسيطرة الحكومة في سورية ليست صالحة لاستخدام طائرات توبوليف وإن تجهيزها سيكون باهظ التكلفة. وقال المصدر وثيق الصلة بوزارة الدفاع عن الصعوبات اللوجستية التي تواجه العملية الجوية الروسية: «ليس لدينا الكثير من الطائرات».

مفاتحات السلام

خلال القصف المكثف شنت قوات المعارضة في حلب هجوماً مضاداً في منتصف الشهر الجاري وكسرت الحصار وأعادت فتح طرق الإمدادات. ويقول خبراء دفاعيون إن روسيا لديها القدرة العسكرية على تصعيد القصف في سورية سواء كان بإمكانها استخدام القواعد الإيرانية أم لا. غير أن ذلك سيعني زيادة النفقات على روسيا التي تواجه صعوبات في سد الثغرات في موازنتها ومقبلة على انتخابات برلمانية الشهر المقبل وكذلك طول أمد العملية السورية عن الجدول الزمني الأصلي لدى الكرملين. ففي أيار (مايو) أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أن «الجزء الرئيسي» من القوات المسلحة الروسية في سورية سيبدأ في الانسحاب وقال إن القوات أنجزت بصفة عامة مهماتها. لكن القصف استمر.

وستزيد صعوبة تحقيق تقدم على الصعيد العسكري من جاذبية البحث عن حل عن طريق التفاوض في نظر الكرملين. ويوم الخميس الماضي قالت الأمم المتحدة إن روسيا وافقت على هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في حلب للسماح بتوصيل المساعدات. والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في جنيف يوم الجمعة للبحث في إمكان التوصل إلى هدنة في سورية. ومع ذلك تبقى خلافات هائلة بين موسكو وحليفيها من ناحية والولايات المتحدة وحلفائها من ناحية أخرى لا سيما ما يتعلق بمصير الأسد. وقد انتهت كل الفرص السابقة لإجراء محادثات السلام إلى تجدد القتال.

 

«داعش» يعلن مقتل الناطق باسمه أبو محمد العدناني في حلب

بيروت – أ ف ب

أعلنت روسيا اليوم (الأربعاء) انها نفذت الضربة الجوية التي أدت الى مقتل الناطق الرسمي والقيادي البارز في تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أبو محمد العدناني في سورية، الذي أُعلن مقتله أمس، فيما أكدت الولايات المتحدة أمس أنها استهدفته بضربة جوية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن هذا القيادي المتطرف البارز كان ضمن مجموعة من نحو أربعين مقاتلاً من تنظيم «وائل» قتلوا أمس جراء ضربة قامت بها طائرة حربية روسية «سو-34» قرب قرية معراتة أم حوش في منطقة حلب في شمال سورية.

وتابعت الوزارة في بيان «كان بين الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم بحسب معلومات اكدتها قنوات مختلفة، القيادي الحربي ابو محمد العدناني المعروف اكثر بانه الناطق باسم تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي».

وأعلن التنظيم المتطرف أمس مقتل أبو محمد العدناني في محافظة حلب شمال سورية، فيما أكدت واشنطن أنها استهدفته في المنطقة نفسها.

ونعى التنظيم في بيان تداولته حسابات ومواقع متطرفة العدناني المتحدر من محافظة إدلب في شمال غربي سورية، والبالغ من العمر 39 عاماً.

وفي واشنطن، أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك إن السلطات ما زالت «تقيم نتائج الضربة»، مشيراً في بيان إلى أنه في حال تأكيد مقتله فإن ذلك «سيشكل ضربة كبيرة للدولة الاسلامية في العراق والشام». ولفت كوك إلى أن الضربة شنت في مدينة الباب في محافظة حلب السورية.

وتعد مدينة الباب آخر معقل للتنظيم في محافظة حلب، حيث تدور معارك عنيفة على جبهات عدة، بعد خسارته مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا الاسبوع الماضي ومدينة منبج قبل نحو ثلاثة اسابيع.

وبعدما وصفه بـ«المهندس الرئيس» للعمليات الخارجية لتنظيم «الدولة الاسلامية» والناطق الرئيس باسم التنظيم، أوضح كوك أن العدناني «نسق تحرك مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام وشجع مباشرة افرادا على شن هجمات على مدنيين واعضاء في الجيش ونشط في تجنيد اعضاء جدد» للتنظيم.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن العدناني هو «أحد أكبر قادة» تنظيم «الدولة الاسلامية»، وأنه كان «أكبر بكثير» من مجرد ناطق باسم التنظيم.

وأضاف المسؤول أن العدناني لعب دوراً كبيراً في عدد من الهجمات الكبيرة السنة الماضية، بما في ذلك الاعتداءات التي شهدتها باريس ومطارا بروكسيل واسطنبول والمطعم في بنغلادش وكذلك اسقاط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء المصرية والتفجير الانتحاري في تظاهرة في أنقرة.

وأدت تلك الهجمات في المجموع إلى سقوط أكثر من 1800 قتيل وحوالى أربعة آلاف جريح.

ولفت المسؤول إلى أن العدناني «كان عضوا في تنظيم القاعدة في العراق وعضوا في مجلس الشورى واكثر قيادي معروف رسميا للدولة الاسلامية في العراق والشام».

في أيلول (سبتمبر) العام 2014، صنفت الحكومة الأميركية العدناني «إرهابياً دولياً»، ورصدت الخارجية الأميركية مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لأي شخص يقدم معلومات «تسوقه إلى العدالة».

وأكد كوك أن «الجيش الأميركي سيواصل كأولوية وبلا هوادة استهداف قادة الدولة الاسلامية في العراق والشام والمتآمرين في الخارج للدفاع عن وطننا وحلفائنا وشركائنا وسنواصل العمل على تدمير ورم الدولة الاسلامية في العراق والشام في سورية والعراق ومحاربة انتشاره في العالم».

ويعتبر العدناني أحد ابرز قادة تنظيم «الدولة الاسلامية» منذ تأسيسه، اذ اعلن في حزيران (يونيو) 2014 تأسيس «الخلافة الاسلامية» في سورية والعراق قبل ان يبرز اسمه اثر تكرار دعوته مسلحي التنظيم الى شن هجمات في دول الغرب.

 

وفي اب (اغسطس) من العام ذاته، تبنى مجلس الامن الدولي بالاجماع قراراً بموجب الفصل السابع، ادرجت فيه اسماء ستة قياديين اسلاميين متطرفين، بينهم العدناني، على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم «القاعدة».

وغالبا ما كان العدناني يصدر تسجيلات صوتية وبيانات يتناول فيها عمليات التنظيم خصوصاً في العراق وسورية التي تشهد نزاعا دموياً منذ اذار (مارس) العام 2011.

وفي العامين الاخيرين، كرر العدناني دعوة المسلمين و«جنود الخلافة» الى تنفيذ هجمات في الدول الاعضاء في التحالف الدولي بقيادة اميركية والذي يشن منذ ايلول (سبتمبر) 2014 ضربات جوية ضد التنظيم في سورية والعراق.

 

وتبنى التنظيم منذ ذلك الحين هجمات واعتداءات دموية في دول عدة اوقعت مئات القتلى ابرزها في فرنسا وبلجيكا ودول عدة اخرى، ما دفع اجهزة الاستخبارات الغربية الى تسميته «وزير الاعتداءات» بوصفه مسؤولا عن تحفيز المسلحين المعزولين والاشراف على الهجمات في الغرب.

 

المفوضية الأوروبية: انضمام تركيا مؤجل إلى «ما بعد أردوغان»

أثينا – رويترز، أ ف ب

قال مفوض الاقتصاد الرقمي والمجتمع في الاتحاد الأوروبي لصحيفة «بيلد» اليوم (الثلثاء)، إن تركيا لن تنضم إلى عضوية الاتحاد على الأرجح في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان.

وقال الألماني غونتر أوتينغر: «من المرجح أن تؤجل هذه المسألة لفترة ما بعد أردوغان». وأوضح أنه «في ظل الظروف الحالية، الانضمام لن يكون واقعياً حتى أواخر العقد المقبل».

وكان نائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل قال الأحد الماضي إنه لا يتوقع حصول تركيا على عضوية الاتحاد خلال حياته السياسية، مشيراً إلى أن التكتل لن يكون في وضع يسمح بقبولها حتى لو نفذت أنقرة كل الشروط المطلوبة لذلك غداً.

من جهة أخرى، حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في حديث لصحيفة «كاثيميريني» اليونانية نشر اليوم من أن تركيا «لن تتمكن من الاستمرار في وقف تدفق المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي إذا لم يتم إعفاء الأتراك من تأشيرات دخول بحلول تشرين الأول (أكتوبر) المقبل».

ووجه الوزير هذا التحذير مجدداً للأوروبيين بعد تسجيل السلطات اليونانية بين أمس وصباح اليوم تدفقاً جديداً وقياسياً لمهاجرين، مع وصول 462 شخصاً انطلقوا من السواحل التركية.

وقال الوزير التركي: «قامت تركيا بواجباتها» لقطع تدفق المهاجرين بعد الاتفاق المبرم في آذار (مارس) الماضي مع الاتحاد الأوروبي، وباتت تنتظر من الأوروبيين «أن يحترموا وعودهم»، ومنها إعفاء الأتراك من تأشيرة «شنغن».

وأضاف أنه في حال تخلف الاتحاد الأوروبي عن تعهداته «لا يمكن لتركيا أن تستمر وحدها في وقف الهجرة غير الشرعية» إلى أوروبا، وتابع «ننتظر إعفاء المواطنين الأتراك من التأشيرات في تشرين الأول المقبل على أبعد تقدير».

 

محادثات روسية – سعودية تتناول الأزمة السورية

موسكو، بكين – «الحياة»

أعلن الكرملين أمس عن لقاء سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، على هامش قمة الـ20 التي ستنعقد بين 4 و5 أيلول (سبتمبر) المقبل في هانغتشو الصينية، وسيبحث معه في الأزمة السورية.

وقال مراسل «الحياة» في موسكو «أن الملف السوري سيكون على رأس جدول الأعمال، في المحادثات الروسية – السعودية. ونقل عن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، قوله أمس أن بوتين سيلتقي ولي ولي العهد الأحد المقبل ومع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاثنين». مشيراً إلى أنه «طبعاً سيتم تركيز الاهتمام على المسائل الدولية والإقليمية القائمة، وفي المقام الأول الوضع في سورية». وأضاف: «هناك خلافات معينة بين روسيا والسعودية في قضايا التسوية السورية، وستكون من القضايا الرئيسية في المحادثات».

وكان الأمير محمد بن سلمان، بحث خلال لقائه أمس نائب رئيس الوزراء الصيني تشانغ غاو لي في حضور عدد من المسؤولين في البلدين، الجهود التنسيقية المشتركة المبذولة، لتعزيز التعاون بين السعودية والصين في مختلف المجالات، بما يتلاءم مع رؤية البلدين في تعزيز مكانتهما الدولية واستثمار الموارد المتاحة في كلا البلدين بما يحقق المصالح المشتركة، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

كما ترأس ولي ولي العهد، ونائب رئيس الوزراء الصيني تشانغ غاو لي، الاجتماع الأول للجنة السعودية – الصينية المشتركة رفيعة المستوى، بحضور عدد من المسؤولين في البلدين.

وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الاستراتيجية والفرص المستقبلية لتعزيز الشراكة بين المملكة والصين، والسعي من خلال اللجنة إلى تحقيق الأهداف التي يطمح إليها البلدان في مختلف المجالات.

ووقع ولي ولي العهد ونائب رئيس الوزراء الصيني اتفاقاً لتأسيس لجنة مشتركة سعودية – صينية رفيعة المستوى، ومحضر أعمال الدورة الأولى للجنة.

إلى ذلك، شهد ولي ولي العهد، ونائب رئيس الوزراء الصيني، في بكين أمس توقيع 15 اتفاقاً ومذكرة تفاهم بين حكومتي المملكة والصين، تناولت مذكرة تفاهم في قطاع الطاقة، ومذكرة تفاهم في مجال تخزين الزيوت، واتفاق تفاهم تناول القرض التنموي للمساهمة في تمويل مشروع إعادة التشييد للمناطق المتأثرة بالزلازل، واتفاق القرض التنموي للمساهمة في تمويل مشروع تشييد عدد من المباني لكلية الهندسة المهنية المالية، والبرنامج التنفيذي لتنمية طريق الحرير المعلوماتي، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإسكان، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التعدين، ومذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة التجارة الصينية والصندوق السعودي للتنمية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الموارد المائية، والتوقيع على جدول زمني في برنامج تعاون بين المصلحة الوطنية العامة الصينية لرقابة الجودة والاختبار والحجر ووزارة التجارة والاستثمار السعودية، والبرنامج التنفيذي لاتفاق تعاون ثقافي، وبرنامج تعاون بين إدارة التقييس الصينية والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، ومذكرة تفاهم بين وزارة العلوم والتقنية الصينية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا، ومذكرة تعاون في مجال الترجمة ونشر الأعمال الأدبية والكلاسيكية، ومذكرة تفاهم بين حكومة الإنشاء ووزارة الإسكان السعودية بشأن مشروع إنشاء مدينة جديدة في ضاحية الأصفر.

ووقعت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية مذكرة تفاهم مع المؤسسة الصينية الوطنية للطاقة النووية في شأن بناء القدرات البشرية في مجال الاستخدامات السلمية للتقنية النووية، وذلك في إطار الزيارة الرسمية لولي ولي العهد.

وقالت شركة «سي أن أن سي» الحكومية رائدة تطوير المشروع النووي الصيني إنها التقت أمس مع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، لمناقشة التعاون في قطاع الطاقة النووية.

وقال رئيس الشركة سون تشين للفالح إن الصين مستعدة للتعاون بشكل كامل مع السعودية في ما يتعلق بالطاقة النووية.

كما عقد على هامش الزيارة أمس اجتماع بين وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف ومعالي رئيس مجلس إدارة بنك الصين تيان جولي، جرى خلاله استعراض الرؤية الاقتصادية والتنموية للمملكة «رؤية 2030»، ومبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الصينية والمشاريع العملاقة التي تنوي المملكة تنفيذها ومشاركة الشركات والمصارف الصينية فيها، وسبل التعاون في الفرص الاستثمارية الأخرى، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة أرامكو السعودية وبنك الصين تتصل بالشراكات المستقبلية بين الجانبين.

 

تفيد المصادر أن الإشغال الميداني الذي حصل في ريف حماه جاء بهدف التخفيف عن جبهة حلب الجنوبية الغربية هناك حيث يضغط الجيش السوري لاسترداد الكليات العسكرية التي خسرها خلال الأسابيع الماضية. في سياق آخر أفادت مصادر «القدس العربي» أيضاً أن اتفاقاً لخروج 213 مسلحاً امس الثلاثاء من مدينة المعضمية في الغوطة الغربية لدمشق والمجاورة لبلدة داريا بات بحكم المؤكد وأن خروج هؤلاء المقاتلين المناوئين للحكومة السورية سيكون أيضاً باتجاه محافظة ادلب شمالاً وأن المفاوضات جارية لخروج جميع المسلحين من المعضمية على غرار ما جرى في مدينة داريا.

 

تركيا تنتقد واشنطن ولا تؤكّد هدنة مع الأكراد مقتل الناطق باسم “داعش” والمعارضة تتقدّم

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

طالبت تركيا مجدداً أمس بانسحاب المقاتلين الأكراد الى شرق نهر الفرات، من غير أن تؤكّد أن ما أعلنته الولايات المتحدة عن اتفاق بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد لوقف الأعمال العدائية في شمال سوريا. ووصفت الانتقادات الأميركية للقتال بين الجيش التركي والمقاتلين الأكراد بأنها “غير مقبولة”.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية التركية: “أكدت لنا حليفتنا الولايات المتحدة، قبل بدء عملية طرد داعش من منبج أن عناصر حزب الاتحاد الديموقراطي / وحدات حماية الشعب لن يبقوا غرب الفرات، ونحن نتوقع احترام هذا الالتزام في أقرب وقت ممكن”.

وأوضح أن “هذه التصريحات من مسؤول أميركي حول قدرات وأهداف عملية +درع الفرات+ غير مقبولة”. وأضاف أن وزارة الخارجية التركية استدعت السفير الأميركي لدى أنقرة جون باس لاستيضاحه التصريحات الأميركية.

ولم تؤكّد الوزارة أن تركيا و”قوات سوريا الديموقراطية” وافقت على وقف الأعمال العدائية، كما أعلن قبل ذلك بساعات الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط الكولونيل جون توماس الذي قال إن “قوات سوريا الديموقراطية والقوات التركية فتحت قنوات للحوار معنا وفي ما بينها من أجل الحد من الأعمائي العدائية”، مشيراً الى اتفاق من حيث المبدأ خلال اليومين المقبلين.

وقالت مصادر عسكرية تركية إن الجيش التركي لم يتقف على أي وقف للنار مع المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

بيد أن الناطق باسم “مجلس جرابلس العسكري” المدعوم من “قوات سوريا الديموقراطية” علي حجو صرح عبر الهاتف: “تم الاتفاق بيننا وبين الدولة التركية على وقف اطلاق النار من طريق الولايات المتحدة والائتلاف الدولي (ضد تنظيم “الدولة الاسلامية”)” جنوب جرابلس في محافظة حلب. وقال إن الاتفاق “دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الاثنين – الثلثاء ولمدة غير محددة”. وأشار الى ان “المفاوضات مستمرة (مع الاتراك) عبر الجانب الأميركي”، مشدداً على رفض ما وصفه بـ”الاحتلال التركي لأراضينا”.

وأصدر “مجلس جرابلس العسكري” بياناً لاحقاً جاء فيه أن “هناك محاولات من الجهة الراعية للهدنة لتحويلها الى وقف دائم لاطلاق النار”. وتحدث “المرضد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن هدوء شهدته منطقة جنوب جرابلس اثر توقف الاشتباكات بين الطرفين.

والاثنين، قال المبعوث الرئاسي الاميركي الى الائتلاف الدولي بريت ماكغورك، إن الاشتباكات بين تركيا والقوات العربية الكردية أمر “غير مقبول”، داعياً جميع الأطراف إلى “وقف” المعارك.

وأمس، أصيب ثلاثة جنود أتراك في هجوم صاروخي على دبابتهم في جرابلس.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل الحرب ضد كل الجماعات الارهابية في إطار حكم القانون وأن الجيش التركي يزداد قوة وفاعلية مع القضاء على “الخونة” بعد انقلاب عسكري فاشل.

 

مقتل الناطق باسم “داعش”

على صعيد آخر، أوردت وكالة “أعماق” للأنباء في بيان وزعه أنصار “داعش” أن أبو محمد العدناني الناطق باسم التنظيم وأحد قادته البارزين قُتل في حلب بسوريا. وقالت: “ترجل الشيخ أثناء تفقده العمليات العسكرية في ولاية حلب”.

ولم تحدد الوكالة كيف قتل العدناني. ونشرت “الدولة الإسلامية” تأبيناً مؤرخاً 29 آب، لكنها لم تدل بأي تفاصيل.

وأدت النجاحات التي حققتها “قوات سوريا الديموقراطية” وكذلك النجاحات التي حققها مقاتلون من المعارضة السورية تدعمهم تركيا الى تقليص سيطرة “داعش” في محافظة حلب لتفصلهم عن الحدود التركية وعن خطوط الإمداد الواقعة على امتداجها.

والعداني سوري من إدلب جنوب غرب حلب وكان قد بايع تنظيم “القاعدة” قبل أكثر من عشر سنين، وقالت مؤسسة “بروكينغز” إن القوات الأميركية في العراق سجنته ذات يوم.

وكان العدناني مسؤول الدعاية للتنظيم المتشدد منذ أن أعلن في بيان في حزيران 2014 إقامة التنظيم لخلافة تشمل قطاعات كبيرة من الأراضي التي استولى عليها في العراق وسوريا.

وغالباً ما كان العدنانين الواجهة المتشدد. ففي أيار أصدر رسالة دعا فيها إلى شن هجمات على الولايات المتحدة وأوروبا خلال شهر رمضان.

 

تقدم للمعارضة في حماه

في غضون ذلك، قال معارضون مسلحون والمرصد السوري إن المعارضة السورية المسلحة سيطرت على بلدة حلفايا الاستراتيجية في محافظة حماه، في هجوم كبير يهدد بلدات موالية للحكومة تسكنها الأقلية المسيحية والعلوية شمال عاصمة المحافظة وتقع البلدة قرب طريق رئيسي يربط المناطق الساحلية بطريق حلب – دمشق السريع. وهي على مسافة بضعة كيلومترات فقط من بلدة محردة المسيحية التاريخية إلى الغرب.

وأتاح الانهيار السريع للدفاعات الحكومية للمعارضة المسلحة أيضاً السيطرة على سلسلة من القرى بينها البويضة وزلين والمصاصنة.

وبثت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها أن الجيس السوري إنسحب من بلدة طيبة الامام شرق حلفايا.

 

موسكو تُعلن مسؤوليّتها عن قتل العدناني

أعلنت وزارة الدّفاع الرّوسيّة أنّها قتلت، أمس الثّلاثاء، المتحدّث باسم تنظيم “داعش” أبو محمّد العدناني في ضربةٍ جوّيّة.

وذكرت الوزارة أنّ العدناني كان مع أربعين عنصراً في التّنظيم قُتلوا بضربةٍ جوية في حلب.

وكان مسؤولون أميركيّون أعلنوا، أمس الثّلاثاء، أنّ قوّات “التحالف الدّولي” استهدفت العدناني بضربةٍ جوية من دون تأكيد خبر مقتله.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون) بيتر كوك “ما زلنا نقيّم نتائج الضربة لكنّ إزالة العدناني من ميدان القتال سيشكّل ضربة كبيرة للدولة الإسلامية في العراق والشام”.

ووصف كوك العدناني بأنّه “المهندس الرئيسي” للعمليّات الخارجية لـ”داعش” والمتحدث الرّئيسي باسم التنظيم.

وأوضح الناطق باسم البنتاغون أنّ العدناني “نسّق تحرك مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وشجع مباشرة أفراداً على شنّ هجمات على مدنيين وأعضاء في الجيش ونشط في تجنيد أعضاء جدد” للتنظيم.

وأكّد مسؤول في وزارة الدّفاع الأميركية أنّ العدناني هو “أحد اكبر قادة داعش”، مشيراً إلى أنّه “لعب دوراً كبيراً في عددٍ من الهجمات الكبيرة السنة الماضية بما فيها الاعتداءات التي شهدتها باريس ومطارا بروكسل واسطنبول والمطعم في بنغلادش وكذلك إسقاط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء المصرية والتفجير الانتحاري في تظاهرة في أنقرة”.

(رويترز، أ ف ب)

 

الإعلام التّركي الموالي للسّلطة حانقٌ على الأميركيّين

بعد أسبوعٍ على بدء عمليّة غزو جرابلس السّوريّة، والّتي أطلقت عليها أنقرة تسمية “درع الفرات”، وبعد يومٍ من إعلان واشنطن هدنة غير رسميّة بين القوّات التّركيّة والمقاتلين الأكراد في سوريا، ونفي أنفرة لذلك، بدأت الخلافات الأميركيّة – التّركيّة تطفو على السّطح.

لم يخفِ الإعلام التّركي الموالي للسّلطة “الغضب التّركي” من واشنطن. تحت عنوان “عمليّة الجيش السّوري الحرّ في جرابلس خلال أسبوع”، اعتبرت وكالة “الأناضول” التّركيّة الرّسميّة أنّ “الولايات المتّحدة لم تفِ بوعودها بينما الجيش السّوري الحرّ قام بالواجب”، موضحةً أنّ “واشنطن كانت قد وعدت أنقرة بأن قوات سوريا الديمقراطية ستنسحب من المنطقة نحو شرق الفرات عقب الانتهاء من عملياتها ضد داعش”.

وتابعت “الأناضول” “أخلفت الولايات المتحدة بوعودها، فيما ذهب التنظيم الإرهابي إلى أبعد من ذلك، ليستغلّ فرار داعش من المنطقة، عقب عمليّة درع الفرات، لتوسّع سيطرتها على أطراف نهر الساجور، أحد روافد الفرات”.

و عرضت “الأناضول” محصّلة الأسبوع الأوّل من عمليّة” “درع الفرات”، والّتي أعطت فيها لـ”الجيش الحرّ” وحده الدّور الأكبر في “الإنجازات” المحقّقة”، مهمّشةً أيّ دور لـ”التّحالف الدّولي” وعلى رأسه الولايات المتّحدة، والّذي كان من أبرز الدّاعمين لعمليّة الغزو عند انطلاقتها.

وذكرت الوكالة أنّ “الجيش الحر” استطاع “خلال أسبوع من العملية تحرير 38 قرية، وبذلك يكون قد تقدّم بعمق 24 كيلو مترًا اعتباراً من الحدود التّركية – السّورية”، مشيرةً إلى أنّه “وصل إلى نهر الساجور أحد أذرع نهر الفرات أقصى جنوبي المدينة”.

وبحسب “الأناضول”، حقّقت “المعارضة السّوريّة تقدّماً في بلدة جوبان باي (الراعي) المحاذية لولاية كيليس جنوبي تركيا، لتتقلص المسافة على الخط الفاصل بين المنطقة التي تشمل البلدة ومدينة اعزاز من جهة وجرابلس من جهة أخرى، نتيجة وجود تنظيم “داعش” فيها، من 52 كيلومتراً إلى 25 كيلومتراً”.

إلى ذلك، عادت أنقرة لتؤكّد، يوم الأربعاء، نفيها لأيّ هدنةٍ بينها وبين المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، والّتي كانت أكّدتها واشنطن أمس الثّلاثاء. وأكّد رئيس الوزراء التّركي بن علي يلديريم، يوم الأربعاء، أنّ أنقرة ستواصل عمليّاتها في سوريا “لحين زوال جميع التّهديدات”.

وقال الوزير التركي للشؤون الأوروبية عمر تشيليك “لا نقبل في أي ظرف تسوية أو وقفاً لإطلاق النار بين تركيا والعناصر الكردية”، معتبراً أنّ “الجمهوريّة التّركية دولة شرعية وذات سيادة،ولا يمكن وضعها على قدم المساواة مع منظمة إرهابية”.

وأشار وزير الدّاخليّة التّركي إفكان ألا إلى أنّ “أنقرة ألقت القبض على 815 شخصاً منذ بداية العام الحالي ضمن حملتها على تنظيم داعش”، لافتاً الانتباه إلى أنّ “أكثر من نصفهم أجانب”.

(“موقع السفير”)

 

الأمم المتحدة دفعت ملايين الدولارات لأقارب الأسد

مقتل العدناني المتحدث باسم «الدولة الإسلامية»… واتفاق تهدئة بين تركيا والأكراد

لندن ـ إسطنبول ـ «القدس العربي» ـ من محمود أبونعمة وإسماعيل جمال: أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في بيان أمس الثلاثاء مقتل المتحدث باسمه أبو محمد العدناني في حلب أثناء «تفقده العمليات العسكرية».

وقال التنظيم في بيانه إن «أبو محمد العدناني الشامي» قتل «أثناء تفقده العمليات العسكرية في ولاية حلب».

إلى ذلك قالت صحيفة «الغارديان» إن الأمم المتحدة دفعت عشرات الملايين من الدولارات للنظام السوري في إطار برنامج المساعدات لسوريا.

وأضافت «الغارديان» إن تحليلا قامت به يظهر سلسلة من العقود الممنوحة للحكومة والجمعيات الخيرية المرتبطة بعائلة الرئيس السوري بشار الأسد». كما تقول إن عقودا قيمتها عشرات الملايين من الدولارات مُنحت لأشخاص على صلة وثيقة بالنظام السوري في إطار برنامج المساعدات.

وتقول الصحيفة إن شركات تتبع لرجال أعمال تم فرض عقوبات عليهم من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية تم دفع مبالغ كبيرة لهم من قِبل بعثة الامم المتحدة. كما شملت المدفوعات دوائر حكومية وجمعيات خيرية تتبع زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد وآخرين مثل رامي مخلوف.

وتنقل «الغارديان» عن الأمم المتحدة القول إن الأخيرة يمكن أن تعمل فقط مع عدد محدود من الشركاء الذين وافق عليهم النظام السوري، وإن كل ما يمكن فعله هو التأكد من أن الأموال يتم إنفاقها بشكل صحيح. كما أضافت أن الأهمية بالنسبة لهم هي الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المدنيين، وان خياراتهم في سوريا محدودة بسبب الأوضاع الأمنية هناك، ومن الصعب إيجاد شركاء يعملون في المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها.

فيما يعتقد النقاد أن بعثة الامم المتحدة هناك في خطر ودائما ما تكون مهددة.

«الغارديان» تورد بعد ذلك تفصيلا حول المساعدات التي دفعتها برامج الأمم المتحدة المختلفة وبعثتها هناك، والتي ذهبت بشكل مباشر أو غير مباشر لدعم النظام في سوريا، فقد قالت إن برنامج الأمم المتحدة للزراعة دفع مبلغا وقدره 13 مليون دولار لدعم الزراعة مع أن التبادل التجاري والزراعي كان محظورا مع النظام من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الأمم المتحدة دفعت مبلغا لا يقل عن 4 ملايين دولار لموردي المحروقات الذين يتبعون للحكومة، كما أن منظمة الصحة العالمية دفعت مبلغا وقدره 5 ملايين دولار من أجل بنك الدم المركزي السوري والذي تتم إدارته من قِبل النظام. كما أن إمدادات الدم التي كانت ترسلها الأمم المتحدة كانت تصل لها، وهو الأمر الذي يعني أن هذه الامدادات كانت تصل للقوات التي تحارب مع النظام السوري.

كما أن هناك منظمتين تتبعان للأمم المتحدة قامتا بعقد شراكات مع مؤسسة الثقة السورية والتي ترأسها أسماء الاسد وتم دفع مبلغ وقدره 8.5 مليون دولار من أجل أنشطة لهذه المؤسسة، كما أن اليونيسف دفعت مبلغا وقدره 267933 دولارا امريكيا لجمعية البستان التي يديرها رامي مخلوف أغنى رجل في سوريا، وصديق وابن عم بشار الأسد، كما ارتبطت جمعيته مع مجموعة من الميليشيات التي تقاتل في سوريا.

من ناحية اخرى قال مسؤول أمريكي أمس الثلاثاء، إن تركيا والوحدات الكردية في شمال سوريا توصلوا إلى اتفاق مبدئي لوقف الأعمال القتالية بينهما، وذلك بعد أيام من اشتباكات عنيفة بين الجانبين خلفت عشرات القتلى والجرحى، وأدت إلى تصاعد الخلافات بين الحكومة التركية والإدارة الأمريكية، فيما شنت قوات النظام السوري هجمات مدعومة جويا على جبل الأكراد، ومنطقة «بايربوجاق» (جبل التركمان) بريف محافظة اللاذقية شمال غربي البلاد.

وقالت مصادر محلية أمس الثلاثاء، إن قوات النظام قصفت قرية «كباني» ومحيطها في جبل الأكراد بالطائرات الحربية والمروحيات، مضيفة أن النظام استهدف قرى سلور، ويماضي، وزيتنجيك في منطقة بايربوجاق بقذائف الهاون والصواريخ.

إلى ذلك قال معارضون مسلحون والمرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، إن المعارضة السورية المسلحة سيطرت على بلدة استراتيجية في محافظة حماة في هجوم كبير يهدد بلدات موالية للحكومة تسكنها الأقلية المسيحية والعلوية إلى الشمال من عاصمة المحافظة.

وقال الكولونيل جون توماس المتحدث باسم القيادة الأمريكية الوسطى «خلال الساعات الماضية تلقينا تأكيدا بأن جميع الأطراف المعنية ستتوقف عن إطلاق النار على بعضها البعض وستركز على تهديد داعش»، مضيفاً «هذا اتفاق غير رسمي يشمل اليومين المقبلين على الأقل، ونأمل في أن يترسخ».

وأوضح المتحدث الأمريكي أن «الأتراك وقوات سوريا الديمقراطية، فتحوا اتصالات مع الولايات المتحدة وبين بعضهم البعض بهدف وقف الأعمال القتالية»، واصفاً الاتفاق المزعوم بـ»المشجع».

وسائل إعلام تركية قالت إن الطرح الأمريكي السابق كان يشمل ضمان انسحاب جميع الوحدات الكردية إلى شرق نهر الفرات، والسماح لتركيا بالتوغل حتى 15 كيلومتر من جرابلس حتى أعزاز، متوقعةً أن يكون الاتفاق تم على هذه البنود، من دون تأكيد حصول الاتفاق.

صحيفة «حرييت» التركية، قالت في تقرير لها أمس الثلاثاء، إن الجيش السوري الحر يواصل تقدمه بسرعة كبيرة، موضحةً أن هذه القوات التي تتقدم بغطاء جوي ومدفعي تركي كثيف تمكنت حتى الآن من السيطرة على 38 قرية ومنطقة وباتت الآن في عمق 24 كيلومتر داخل الأراضي السورية.

 

مصدر كردي يكشف لـ «القدس العربي» اتصالات بين النظام وشخصيات كردية وعشائر عربية لضمها «للدفاع الوطني» كانت وراء اندلاع اشتباكات الحسكة

وائل عصام

غازي عنتاب «القدس العربي»: تحدثت مصادر كردية لـ «القدس العربي»، عن خلافات تمتد لاشهر طويلة داخل التيارات الكردية وأخرى بين النظام والوحدات الكردية كانت وراء المواجهات المسلحة التي استعرت خلال الأيام الماضية.

وقال مصدر كردي من داخل وحدات الحماية الشعبية، ان «الأجهزة الأمنية التابعة للوحدات الكردية رصدت منذ ثلاثة اشهر لقاءات واتصالات بين ناشطين أكراد وقيادات عشائرية عربية من جهة وممثلين عن النظام السوري في مدينة الحسكة». واضاف، ان اجتماعات سرية جرت على جولات عدة لمناقشة «اقتراحات تقدم بها النظام السوري لدمج عناصر كردية في قوات الدفاع الوطني التابعة للنظام».

كما كشف المصدر عن «لقاءات عقدها ممثلو النظام مع قيادات عشائرية عربية في الحسكة وريفها، وأيضا مع مسؤولين في الإدارة الذاتية لكانتون الجزيرة، بدون الافصاح عن اهداف القوة الجديدة التي كانت ستتشكل بالتحالف مع قوات الدفاع الوطني ان كانت ستشمل قتال الأكراد ام قتال تنظيم الدولة».

من جهة اخرى، فإن عاملاً آخر أسهم على بحسب المصدر في تأجيج النزاع، وهو دخول الحزب الديمقراطي الكردستاني على خط النزاع في شمال سوريا لمصلحة تركيا.

فسيطرة القوات الكردية على مدينة منبج اثارت قلق تركيا ورأت فيه تهديداً مباشراً، مما استدعى تحركاً لافتاً هذه المرة من قوى كردية مدعومة من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارازاني الذي يرتبط مع تركيا بتحالف وثيق.

ويقول المصدر الكردي ان المؤيدين لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني بدأوا منذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مدينة منبج، تحركات على أكثر من صعيد لتثبيت اقدامهم ولعب دور في إدارة المناطق المحررة وحكمها.

وأضاف المصدر الذي ينتمي لوحدات حماية الشعب الكردية «هذه التحركات تهدف إلى شق صف وحدة الأكراد في سوريا وتوسيع دائرة الخلافات والانقسامات إلى الحد الذي يساهم مستقبلا في فتح جبهات قتال ثم استعداء الجانب التركي والدخول معه في صراع دموي في سوريا».

وكشف ان «انصار الرئيس مسعود البارزاني فتحوا مقرات لهم في مناطق سيطرة النظام السوري في الحسكة بعد التنسيق بين قيادات بالحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده البارزاني وممثلون عن النظام السوري، جرت بينهم اتصالات عدة تم الكشف عنها في أوساط سياسية كردية أبدت عدم رضاها واعتراضها على أي تنسيق يجري بين النظام والحزب الديمقراطي الكردستاني».

وجاءت الاشتبكات الاخيرة بين النظام والأكراد في الوقت نفسه الذي هاجمت فيه تركيا جرابلس مستهدفة تنظيم الدولة للاستحواذ على شريط حدودي يمنع ميليشيات الأكراد من وصل كيانهم الكردي، ويرى بعض المراقبين ان تركيا تعتقد ان العدو الأول لها ليس بشار الأسد ونظامه وان في الإمكان التنسيق معه للقضاء على التهديد الذي تمثله بعض الاجنحة الكردية المسلحة في سوريا والتي ترتبط بعلاقات وتحالفات مع حزب العمال الكردستاني العدو الأول للحكومة التركية، ولعل هذا يتفق مع تصريحات نائب رئيس الوزراء التركي الذي اكد ان النظام السوري كان يعلم مسبقاً بالهجوم على جرابلس، وان تركيا ابلغت روسيا بهذا التحرك مسبقاً مما يعني اعلام النظام.

وهدأت الاشتباكات في الحسكة بعد وساطة روسية سمحت بتبادل الأسرى بين جيش النظام السوري وقوات الأكراد، بالاضافة لتسليم جثث القتلى و الجرحى، ويتجه النظام لاخلاء مقراته الرسمية والدوائر الحكومية من الحسكة ووقف إصدار الوثائق الرسمية بعد سيطرة قوات حماية الشعب الكردية عليها ورفع علمها.

 

واشنطن تناشد الأتراك والأكراد وقف الاشتباكات لكنها تدعم جهود أنقرة لتأمين الـ98 كيلومتراً على الحدود السورية التركية

تمام البرازي

واشنطن «القدس العربي»: أكدت الخارجية الأمريكية أنها تراقب عن كثب تقارير تقدم القوات التركية في سوريا والذي أكدها بريت ماكغرك المبعوث الرئاسي للتحالف ضد تنظيم «الدولة». ويراقبون المنطقة جنوب جرابلس وشمال منبج حيث لم يعد هناك تواجد لقوات تنظيم الدولة الإسلامية.

وحدثت صدامات بين قوات الجيش التركي التي يتحالف معها بعض مجموعات المعارضة السورية ضد وحدات كردية لها علاقة بقوات سوريا الديموقراطية.

وقال جون كيربي الناطق بإسم الخارجية الأمريكية ان هذه العمليات تتم بدون تنسيق مع الولايات المتحدة وبدون دعم منها. وان الخارجية على اتصال وثيق مع تركيا وقوات سوريا الديمقراطية والقوات الأخرى التي يدعمها التحالف داخل سورية للمساعدة في وقف القتال بينهم.

وأضاف كيربي «نناشد كل القوات المذكورة على التركيز على القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي مازال تهديدها مميتاً».

ووجه كيربي اللوم على النظام السوري الذي فقد قدرته على حكم سوريا وخاصة شمال سوريا، وأضاف الناطق «لا نعرف موقف النظام مما يحدث ولكننا منذ زمن طويل قلنا ان نظام الأسد فقد شرعيته في حكم سورية مما أتاح لتنظيم الدولة الإسلامية بالنمو والتوسع في داخل سوريا، وان لم يكن ذلك قصد النظام ولكنه إستفاد من ظهور تنظيم الدولة».

وشدد كيربي أن «هذه الإشتباكات تؤثر على قدرتنا على دحر تنظيم الدولة وغير مساعد للمجتمع الدولي او الشعب السوري وقد يراها البعض ان بشار الأسد يستفيد منها»، وفي الوقت نفسه رفض الناطق انتقاد تركيا إنما قال «ان تركيا حليفنا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعضو في التحالف ضد تنظيم الدولة ولدينا علاقات ثنائية وبالتأكيد نتباحث بطريقة دورية مع تركيا حول تنسيق الجهود ضد تنظيم الدولة في سوريا، وانه لم يكن هناك اي إطلاع مسبق للإدارة الأمريكية على هذه العمليات التركية، وان الإتصالات مستمرة مع الأتراك حول هذه العمليات ونعرب عن قلقنا حول التحول من التركيز على قتال تنظيم الدولة، وانه يجب اعادة التركيز على العمليات ضد التنظيم».

في الوقت نفسه أكد ان الولايات المتحدة تدعم جهود الأتراك لتأمين الـ98 كيلومتراً على الحدود السورية التركية ومنع دخول مقاتلي تنظيم «الدولة» عبر هذه الحدود، ولكنه استدرك قائلاً «أن الولايات المتحدة مازالت تدعم قوات سوريا الديموقراطية ومقاتليها الشجعان للتصدي لتنظيم الدولة، ولكننا لا ندعم الاشتباكات التي جرت في اليومين الماضيين بين الأتراك وقوات سوريا الديموقراطية والتي لم يجر التنسيق حولها، ونحث كل الأطراف على الامتناع عن القتال وإعادة التركيز على التصدي لتنظيم الدولة».

ورفض الناطق التعليق على تصريحات الرئيس اردوغان ضد قوات الحماية الكردية (واي بي جي) بل قال «اننا على اتصال مع الحكومة التركية لوقف الاشتباكات وإعادة التركيز للتصدي لتنظيم الدولة».

واعترف كيربي ان هناك نزاعات كثيرة تجري في سوريا «فقد كان هناك توترات سابقة بين الأتراك والروس وتوترات بين الأتراك والأكراد وهناك توتر بين الشيعة والسنة، وليس لدى كل مجموعة معارضة سورية الأهداف نفسها، وكذلك هناك القاعدة التي تمثلها جبهة النصرة (فتح الشام)، وانه لا يوجد حل عسكري لهذه الحرب الأهلية بل يوجد حل عسكري للإرهاب، وان الولايات المتحدة تبذل جهوداً لإنهاء الحرب الأهلية عبر الحل السياسي والدبلوماسي، وقد اجتمع كيري مع لافروف كل يوم الجمعة الماضي في جنيف ولم يتفقا على وقف حقيقي للأعمال العدائية ورفع الحصار عن حلب وادخال المساعدات الإنسانية حتى يتاح للمفاوضات ان يجري إستئنافها».

كما أكد كيربي ان كيري أثار قلق استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي مع الروس «وحتى بعد ان جرى التخلص منها قام النظام بإستخدام مادة الكلورين الصناعية كسلاح ضد المدنيين، وطالب الروس الذي لديهم نفوذ على الأسد ان يطلبوا منه ايقاف هذه الهجمات الكيميائية ضد شعبه. وللأسف لم يحدث اي شيء ولا نعرف السبب، ولهذا نريد ان نحقق وقفاً حقيقياً للأعمال العدائية حتى لا يستمر النظام السوري بقصف شعبه ببراميل متفجرة معبأة بمادة الكلورين».

كما أكد انه تم ادخال 10 آلاف لاجئ سوري قبل شهر من الموعد النهائي في اول تشرين الأول/ أكتوبر وانه قد يقرر الرئيس اوباما ادخال المزيد من اللاجئين السوريين.

 

الجيش السوري يخسر بلدات في ريف حماه و«محردة» المسيحية صارت خط اشتباك أول

كامل صقر

دمشق «القدس العربي»: هكذا صارت بلدة محردة المسيحية خط مواجهة أول بين الحكومة السورية ومقاتلي التنظيمات المسلحة وسط البلاد، وبينما كانت الانظار تتابع التطورات الميدانية الحاصلة في الشمال واقصى الشمال السوري أي في منطقة الكليات على أطراف حلب الغربية وفي بلدة جرابلس على الحدود السورية التركية، خطفت مدينة حماه في المنطقة الوسطى الأضواء بشكل مفاجئ على وقع هجوم واسع نفذه مقاتلو «جند الأقصى» و«جيش العزة» و«جيش الفتح» على حزام طويل بريف حماه الغربي سيطروا من خلال هذا الهجوم على عشر بلدات أبرزها بلدة حلفايا ذات الخصوصية الاستراتيجية والملاصقة تماما لبلدة محردة المسيحية، وتقع البلدة قرب طريق رئيسي يربط المناطق الساحلية في طريق حلب دمشق السريع، وهي على بعد بضعة كيلومترات فقط من بلدة محردة المسيحية التاريخية إلى الغرب.

أما بلدة سلحب أحد ابرز الخزانات البشرية للجيش السوري فتلقت عشرات الصواريخ والقذائف الآتية من بلدة اللطامنة التي لا تبعد أكثر من 12 كم عنها.

التطور الحاصل في الجبهة الوسطى استدعى استنفاراً عسكرياً وتحركاً ميدانياً للجيش السوري وحلفائه، وصلت تعزيزات عسكرية إلى مناطق الاشتباك كما وصل خبراء عسكريون إيرانيون إلى غرفة العمليات، تقول المصادر الميدانية لـ «القدس العربي» إنه جرى احتواء الموقف الميداني إلى حد ما خلال الساعات الماضية، وان الجيش السوري تمكن من امتصاص الهجوم الحاصل ويحاول حالياً ما يمكن استرداده من البلدات التي خسرها، فيما يجري التركيز لمنع اي خرق آخر نحو بلدة محردة ومحطتها الحرارية التي تغذي المنطقة الوسطى بالكهرباء.

تفيد المصادر أن الإشغال الميداني الذي حصل في ريف حماه جاء بهدف التخفيف عن جبهة حلب الجنوبية الغربية هناك حيث يضغط الجيش السوري لاسترداد الكليات العسكرية التي خسرها خلال الأسابيع الماضية. في سياق آخر أفادت مصادر «القدس العربي» أيضاً أن اتفاقاً لخروج 213 مسلحاً امس الثلاثاء من مدينة المعضمية في الغوطة الغربية لدمشق والمجاورة لبلدة داريا بات بحكم المؤكد وأن خروج هؤلاء المقاتلين المناوئين للحكومة السورية سيكون أيضاً باتجاه محافظة ادلب شمالاً وأن المفاوضات جارية لخروج جميع المسلحين من المعضمية على غرار ما جرى في مدينة داريا.

 

بعد داريا ومعضمية الشام.. النظام يريد إخلاء حي الوعر

محمد أمين

دخلت المفاوضات بين أهالي حي الوعر في مدينة حمص (وسط سورية)، وبين النظام السوري مراحلها النهائية لتوقيع اتفاق لفك الحصار عن الحي، وإيقاف عمليات قصف آلاف المدنيين الموجودين داخله، فيما طالبت المعارضة السورية بحماية المدنيين في حي الوعر وضمان حقهم في البقاء.

وقصف طيران النظام منذ أيام الحي بأسلحة محرمة دولياً منها النابالم والفوسفور الحارق، في محاولة للضغط على الأهالي للموافقة على شروطه التي تمهد أمام إخلاء الحي من سكانه، إذ يرى مراقبون أنّ النظام ماض في سياسة التغيير الديمغرافي في حمص وريفها.

وذكرت مصادر في حي الوعر، لـ “العربي الجديد”، أنّ النظام قدّم، مساء أمس الثلاثاء، للجنة التفاوض المنبثقة من أهالي الوعر مشروع اتفاق طالباً الموافقة عليه يتضمن خروج مقاتلي المعارضة من الحي إلى الشمال السوري على دفعات، مقابل دخول الطعام والكهرباء إلى الحي”.

 

وأشارت إلى أنّ “مشروع الاتفاق ينص على خروج 300 مقاتل مع عائلاتهم في المرحلة الأولى، مقابل قيام النظام بفتح الطرق، وإدخال المواد الغذائية، كما ينص الاتفاق على أن يقوم النظام في المرحلة الثانية بإطلاق سراح مئتي معتقل لديه من أهالي الوعر مقابل خروج خمسمئة من مقاتلي المعارضة مع عائلاتهم إلى الشمال السوري”.

وأضافت المصادر أنّه “في المرحلة الثالثة من الاتفاق يفصح النظام عن وضع نصف المعتقلين لدى جهاز أمن الدولة، الذين قُدمت اسماؤهم في مفاوضات سابقة مقابل خروج ثلاثمئة من مسلحي المعارضة مع عائلاتهم إلى محافظة إدلب، وتُخلي المعارضة مواقع ودوائر حكومية بالحي، ويخرج باقي المقاتلين مع أسرهم، وتسلّم النظام للحي، وتحديد مخارجه ومداخله”.

 

ووجه رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنس العبدة، أمس، رسالة إلى وزراء خارجية مجموعة العمل لدعم سورية (ISSG)، طالب فيها بحماية المدنيين في حي الوعر وضمان حقهم في البقاء، ومنع تكرار سيناريو مدينة درايا التي هُجّر سكانها.

ويعد حي الوعر الذي يضم نحو مئة ألف مدني آخر معقل للمعارضة السورية في مدينة حمص، وتعرض لحصار شبه كامل منذ نحو ثلاث سنوات، ما تسبب بكوارث إنسانية في ظل صمت دولي يراه مراقبون مريباً، إذ تشرف مؤسسات أممية على عمليات تهجير ممنهج ليس في حمص فحسب، بل في عدة أماكن سورية، الأمر الذي حذرت منه المعارضة مطالبة الأمم المتحدة بعدم خدمة الأجندات المشبوهة.

 

قوات المعارضة السورية تسيطر على مدينة صوران بحماة

2016-08-31 | أحمد حمزة

سيطرت فصائل المعارضة السورية على مدينة صوران بريف حماة الشمالي، بعد هجماتٍ واسعة ضد مواقع عسكرية يسيطر عليها النظام في المدينة، وكانت الفصائل تقدمت ظهراً نحو صوران، بعد سيطرتها أمس، على بلدة طيبة الإمام، وقبله على حلفايا.

 

وكان الناشط في “مركز حماة الإعلامي” عبيدة أبو خزيمة  أكد لـ”العربي الجديد”، أن “انغماسيي الفصائل المقاتلة، دخلوا ظهر اليوم إلى مدينة صوران”، مشيراً إلى أن المعارك لا تزال متواصلة في تلك الجبهة.

 

وكانت الفصائل المهاجمة سيطرت منذ صباح اليوم، على حاجز مكاتب صوران، فيما أعلنت أن اشتباكات عنيفة دارت مع قوات النظام، المسيطرة كذلك على حاجز سيرياتيل الواقع بذات المناطق، والتي يشهد محيطها معارك متواصلة منذ يومين.

 

وتعتبر هذه الهجمات، امتداداً للمعارك التي انطلقت يوم الإثنين الماضي، وسيطرت الفصائل المشاركة فيها على مواقع عسكرية وبلداتٍ كانت خاضعة للنظام، شمالي حماة أبرزها حلفايا وطيبة الإمام، وشن الطيران الحربي التابع للأخير منذ صباح اليوم، غاراتٍ كثيفة في تلك المناطق.

 

وكانت الفصائل المهاجمة وهي: جيش النصر، أهل الشام، تنظيم جند الأقصى، سيطرت مساء أمس أيضاً على حاجزي بطيش والحاجز الكبير جنوبي حلفايا.

 

وقالت مصادر “العربي الجديد” بريف حماة، إن “الثوار بدأوا بالتمهيد المدفعي على حواجز طيبة الإمام مساءً، ليقوم تنظيم جند الأقصى بتفجير عربتين مفخختين داخلها، ما أدى إلى انسحاب عناصر قوات النظام تحت الضربات المدفعية”.

 

وأشارت إلى أن “الفصائل سيطرت أيضاً، على قريتي اللويبدة والناصرية القريبتين، بعد انهيار مفاجئ لقوات النظام، على الرغم من الضربات الجوية الكثيفة التي تشنّها الطائرات الحربية الروسية والسورية”.

 

وتُعتبر مدينة صوران من أهم معاقل النظام شمالي حماة، إذ تتمركز فيها عدة مليشيات مسلحة تابعة له، وتبعد عن المدخل الشمالي لمدينة حماة نحو 15 كيلومتراً.

 

تنازع أميركي روسي على قتل العدناني

واشنطن، موسكو ــ العربي الجديد

أثار إعلان وزارة الدفاع الروسية أنها هي من قتلت المتحدث باسم تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أبو محمد العدناني بوادر نزاع على العملية مع الولايات المتحدة، والتي سبق وأعلنت أنها قتلت العدناني من خلال استهداف سيارته من قبل طائرة تابعة للتحالف الدولي.

 

ونقلت “رويترز” عن وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء، أن “ضربات جوية روسية في سورية قتلت أبو محمد العدناني أحد أبرز زعماء تنظيم “الدولة الإسلامية”. وأضافت أن “العدناني واحد من 40 متشدداً قتلوا في الضربات الجوية على معراتة أم حوش في محافظة حلب”.

وأوضحت الوزارة إن مقتل العدناني في ضربة جوية روسية تأكد “من خلال عدة قنوات استخباراتية”.

الإعلان الروسي جاء مناقضاً للرواية الأميركية، التي ذكرت أن قتل العدناني جاء من خلال استهداف سيارته من قبل طائرة تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

واعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بيتر كوك، اليوم الأربعاء، أنّ العملية التي استهدفت القيادي في تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، أبو محمد العدناني، يُجرى تقييمها وهي تشكل “ضربة كبيرة للتنظيم”.

 

ووصف كوك العدناني، بأنّه “المهندس الرئيسي للعمليات الخارجية، ونسّق وشجّع أفراداً على شنّ هجمات على مدنيين وأعضاء في الجيش، ونشط في تجنيد أعضاء جدد لداعش”.

 

وأشار إلى أنّ “العدناني أحد أهم قادة التنظيم، ولعب دوراً كبيراً في عدد من الهجمات الكبيرة السنة الماضية، بما فيها الاعتداءات التي شهدتها كل من باريس ومطاري بروكسل وإسطنبول والمطعم في بنغلادش، فضلاً عن عملية إسقاط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء المصرية، والتفجير الانتحاري في تظاهرة بأنقرة”، مبيّناً أنّ “هذه الهجمات أدت إلى سقوط أكثر من 1800 قتيل وحوالى أربعة آلاف جريح”.

 

في المقابل، أكد تنظيم “الدولة الإسلامية”، مساء أمس، مقتل متحدثه الرسمي، وذلك “أثناء تفقده جبهات حلب”. ونجا العدناني (طه صبحي فلاحة) من محاولة اغتيال سابقة، بعد استهدافه بغارة جوية، قرب محافظة الأنبار في العراق في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، وهو ينحدر من مدينة بنش (شرقي مدينة إدلب)، واختفى عام 1998 بسبب حالة اكتئاب أصابته بعد وفاة صديقه المقرب، ياسر قاق، ليعلم ذووه لاحقاً أنه سافر إلى لبنان لفترة ثم عاد، على الرغم من تسجيل وفاته لدى السجلات المدنية.

 

النظام يبحث نقل دوائر الدولة من الحسكة لدمشق

ريان محمد

بحث النظام السوري نقل دوائر الدولة من محافظة الحسكة شرق البلاد إلى العاصمة دمشق، على خلفية المواجهات التي وقعت أخيراً بين قواته و”قوات سورية الديمقراطية”.

وقالت الناشطة الإعلامية في الحسكة، لمى الحسكاوي، لـ”العربي الجديد”، إنّ “أهالي الحسكة مازالوا يحصدون نتائج المواجهات التي حدثت بين النظام وقوات سورية الديمقراطية، التي على ما يبدو ستكون كبيرة، في حين يبحث ممثلو النظام في المحافظة هذه الأيام مسألة نقل مؤسسات الدولة إلى العاصمة دمشق، وهذا ما يزيد من صعوبات العيش على المواطنين”.

ولفتت إلى أنّ “أكثر الفئات المتضررة من أهالي المحافظة هم الطلاب الجامعيون الذين يزيد عددهم عن 40 ألف طالب، لاسيما بعد ما حدث في فرع جامعة الفرات من حرق للأوراق الثبوتية وتخريب لها، الأمر الذي دفع إلى الحديث عن نقل الطلاب والامتحانات إلى جامعات اللاذقية ودمشق”، مضيفةً أنّ “هذا النقل قد يشمل السجل المدني والجوازات والمصارف والتربية وغيرها من المؤسسات، ما سيجبر الأهالي للسفر إلى العاصمة في حال احتاج اتمام أي معاملة، أو وجود مكاتب وسيطة، علماً أن الطيران هو وسيلة النقل الوحيدة التي تربط الحسكة بمناطق النظام، وهي مكلفة جداً مقارنة مع دخل الموظف، حيث يصل سعر التذكرة إلى 40 ألف ليرة”.

وبيّنت الناشطة أنّ “اجتماعاً عُقد في مبنى المحافظة، أمس الثلاثاء، حضره ممثلو النظام في المحافظة، تم خلاله بحث مسألة نقل المؤسسات، بحجة تزمت الإدارة الذاتية والتصرفات التي تقوم بها المليشيات الكردية، من سيطرة على المناطق ومقار الدولة”.

واعتبر ناشطون من المحافظة أنّ “النظام يحاول تأليب الأهالي على الإدارة الذاتية لما سيشكله نقل مؤسسات الدولة من تعقيدات لحياة المواطنين، علماً أن مؤسسات الدولة لا تزال تمارس مهامها إلى اليوم، إضافة إلى مصير أكثر من 120 ألف موظف المستقرين في المحافظة، ومسألة انتقالهم إلى محافظات أخرى سيكون صعب جداً مادياً واجتماعياً”.

ويعيش أهالي الحسكة في ظل تجاذبات بين “قوات سورية الديمقراطية”، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، والقوات النظامية ومليشيا الدفاع الوطني، الذي تم إخراجه من المدينة عقب المواجهات بين الجانبين في وقت سابق من الشهر الجاري، في ظل اتفاق برعاية روسية على أن يتم تسليم المدينة وإدارتها للإدارة الذاتية مع الحفاظ على ارتباط المؤسسات بوزارات النظام وتواجد رمزي للنظام بالمدينة، للإبقاء على تواجد الدولة السورية، وفقاً لناشطين أكراد.

 

تركيا: “درع الفرات” ليست حرباً ضد الأكراد

إسطنبول ــ باسم دباغ

جدد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، اليوم الأربعاء، نفي وجود أي اتفاق بين أنقرة وقوات “الاتحاد الديمقراطي”، الجناح السوري للعمال الكردستاني، مستنكراً “المحاولات التي تسعى إلى تصوير عملية درع الفرات على أنها حرب ضد أكراد سورية”.

وذكر كالن، خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي، أنّه “لم يتم طرح أي اتفاق مع الاتحاد الديمقراطي”، مضيفاً أنّ “الاتحاد الديمقراطي بوصفه جناحا للعمال الكردستاني ليس إلا منظمة إرهابية، ولا يمكن الحديث عن أي اتفاق بين الجمهورية التركية مع هذا الكيان أو ذاك التنظيم”.

وأشار إلى أنّ “الهدف الأول للعملية العسكرية هو تأمين الحدود وتطهير المنطقة من جميع العناصر الإرهابية، وبين الحين والآخر نسمع تصريحات من مسؤولين أميركيين تضع تركيا ومنظمة الاتحاد الديمقراطي الإرهابية في ذات الكفة، وهذا أمر لا يمكن قبوله”، مشدداً على أنّ “مشكلة تركيا ليست مع الأكراد، بل مع العمال الكردستاني”، مستنكراً “تصوير عملية درع الفرات بأنها ضد الأكراد”.

وقال “نحن ندين وبشدة جميع المحاولات التي تسعى إلى تصوير درع الفرات على أنها تحرك ضد أكراد سورية أو لإعاقة المكاسب الكردية، لا يوجد أي مشكلة بين تركيا وأكراد سورية، ولا مع مواطنينا الأكراد أو مع أي من سكان المنطقة، نحن لدينا مشكلة مع العمال الكردستاني، مع هذا التنظيم الإرهابي”، مشيراً إلى أنّ “أنقرة سترسل سفينة مساعدات أخرى إلى قطاع غزة قبل عيد الأضحى”.

وعن الطلب التركي بتسليم زعيم حركة “الخدمات”، فتح الله غولن، والذي تتهمه الدولة التركية بإدارة المحاولة الانقلابية في 15 يوليو/تموز الماضي، أكّد كالن أنّ “الهدف التركي هو إلقاء القبض عليه في مكان إقامته في ولاية بنسلفانيا الأميركية”، مضيفاً أنّه “سيتم تناول أمر إعادة غولن خلال اللقاء الذي سيجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الأميركي باراك أوباما، على هامش قمة العشرين في العاصمة الصينية بكين، وما ننتظره هو تسليمنا هذا الشخص، وأولويتنا لإلقاء القبض عليه، لا تزال نشاطات هذا الشخص مستمرة، ولا يمكننا التغاضي عن ذلك”.

 

من قتل أبو محمد العدناني؟

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن المتحدث باسم تنظيم “الدولة الإسلامية” أبومحمد العدناني، قد قُتل بضربة جوية نفذتها مقاتلاتها، الثلاثاء، في حلب. وجاء الإعلان الروسي بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة أن “ضربة دقيقة” نفذّها التحالف لدولي استهدفت العدناني أثناء وجوده قرب مدينة الباب في حلب.

 

وقالت الدفاع الروسية إن العدناني قُتل مع حوالى 40 عنصراً من التنظيم، بضربة نفذتها قاذفة من طراز “SU-34” استهدفت مكان تجمّعهم في منطقة معراتة أبو الحوش في حلب.

 

وكانت وكالة “أعماق” التابعة لـ”داعش”، أول من أعلن عن مقتل القيادي في التنظيم، الثلاثاء، وقالت إن العدناني قُتل خلال تفقده عمليات في حلب، من دون أن تقدم تفاصيل. وعقب إعلان “أعماق”، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك، إن التحالف بصدد التحقق من ضربة دقيقة نفذتها مقاتلاته واستهدفت العدناني، من دون أن يؤكد مقتله.

 

ويُعدّ أبومحمد العدناني، واسمه الحقيقي طه صبحي فلاحة من مواليد بلدة بنش في محافظة إدلب عام 1977، من أبرز شخصيات التنظيم. وهو ثالث قيادي يُقتل هذا العام، بعد نائب زعيم التنظيم أبو علي الأنباري، وقائد التنظيم العسكري أبو عمر الشيشاني.

 

وقبل عقد من الزمن، كان العدناني قد انضم إلى صفوف تنظيم “القاعدة” تحت قيادة أبومصعب الزرقاوي في العراق باسم “دولة العراق الإسلامية”. وبحسب تقرير أعدته مؤسسة “بروكينغز”، فإن العدناني احتجزته القوات الأميركية داخل سجن في العراق، في الفترة ما بين 2005 و2010، حيث التقى بزعيم تنظيم “داعش” أبوبكر البغدادي للمرة الأولى. وصنّفته واشنطن بأنه “إرهابي عالمي”، وهو كان من أبرز المقاتلين الأجانب الذين حاربوا القوات الأميركية إبان غزوها العراق عام 2003.

 

في أيلول/سبتمبر 2014، أعلن العدناني تأسيس “الدولة الإسلامية”، وهو أول من دعا، في منشورات نشرتها مجلة “دابق” التابعة للتنظيم، مناصري “داعش” إلى شنّ هجمات في البلدان الغربية التي تشارك في قوات “التحالف الدولي” في العراق وسوريا.

 

ويُعد العدناني “الوجه الإعلامي” لـ”داعش”، وهو معروف بقدرته على الخطابة وأشرف على العمليات الدعائية للتنظيم ونشر تسجيلات بهدف تجنيد المقاتلين وتشجيعهم على شن هجمات.

 

انتقل العدناني من الأنبار العراقية إلى الموصل بعد إصابته بغارة جوية، بحسب ما أعلنت السلطات العراقية في كانون الثاني/يناير من العام الحالي، قبل أن يعلن عن مقتله في 30 آب/أغسطس 2016 في غارة جوية في حلب.

 

وتوعّد التنظيم، في بيان، بالثأر لمقتل العدناني، وقال “نبشر الأنجاس الجبناء في ملة الكفر وحملة لواء الصليب فيها بما يقض مضاجعهم”.

 

أنقرة تنفي الهدنة مع الأكراد..وطهران تطالبها بإنهاء عملياتها

نفى المتحدّث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين، وجود أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع مقاتلي حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي” في سوريا، ووصف الأخير بأنه امتداد لـ”حزب العمال الكردستاني”، وأن تركيا لا يمكن أن تعقد اتفاقاً مع “امتدادات حزب إرهابي”، مؤكداً أن المقاتلين الأكراد سيظلون هدفاً للقوات التركية ما داموا متمركزين غرب الفرات.

 

وانتقد كالن محاولة إظهار عملية “درع الفرات” في شمال سوريا بأنها “تستهدف أكراد سوريا وتسعى لعرقلة مكتسباتهم”، وشدد على أن تركيا ليست في مشكلة “مع أكراد سوريا أو أكراد المنطقة، بل مشكلتنا مع العمال الكردستاني ومع المنظمات الإرهابية”. وقال كالن إن تركيا تعمل، من خلال هذه العملية العسكرية، على “تطهير” شريط طوله 90 كيلومتراً على الحدود من مقاتلي تنظيم “داعش”.

 

وانتقد المسؤول التركي التصريحات الأميركية التي “تضع تركيا والاتحاد الديموقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردية في نفس الكفة”، معتبراً أن المساواة بين تركيا والمجموعات الكردية “أمر لا يمكن قبوله”.

 

وكان المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى جون توماس، قد أعلن الثلاثاء، عن “اتفاق غير رسمي” بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد على هدنة تستمرّ ليومين على الأقلّ، قائلاً إن “جميع الأطراف المعنية ستتوقف عن إطلاق النار على بعضها البعض، وأنها ستركز على تهديد تنظيم الدولة الإسلامية”. وهو ما سارع إلى نفيه كبير مستشاري الرئيس التركي إيلنور شفيق، مشيراً في مقابلة مع قناة “الجزيرة” إلى أن واشنطن هي من تروّج لوجود هدنة بين تركيا والمسلحين الأكراد.

 

رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أكد من جهته، أن عملية “درع الفرات” ستستمرّ في سوريا “حتى زوال جميع التهديدات بما يكفل الأمن القومي للبلاد”، وهو ما أكدته أيضاً الخارجية التركية، فيما قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي عمر جليك، إن مسلحين أكراد لا يزالون متواجدين غرب نهر الفرات على الرغم من وعود بانسحابهم إلى شرقه، واصفاً هذا الوضع بأنه “غير مقبول”.

 

في السياق، عبّرت الخارجية الإيرانية عن “قلقها” من استمرار التواجد العسكري التركي في سوريا، وقال المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي، إن هذا التواجد العسكري سيؤدي الى تعقيد الأوضاع في المنطقة.

 

وأشار قاسمي إلى أن مكافحة الإرهاب “لا يمكن ولا يجب أن تكون مبرراً لانتهاك سيادة البلدان الأخرى والقيام بعمليات عسكرية في آراضي بلد آخر بدون التنسيق مع الحكومة المركزية وعدم الاكتراث لحق السيادة الوطنية لذلك البلد”، وأضاف إن “استخدام أساليب تنال من السيادة السياسية واقتدار الحكومة المركزية في عملية محاربة الارهاب يعد أمراً مرفوضاً”، داعياً الجيش التركي الى وقف عملياته العسكرية في الأرضي السورية في “أسرع وقت ممكن”.

 

حلب: النظام يقطع بالنار طريق المعارضة جنوب الراموسة

خالد الخطيب

تمكنت قوات النظام ومليشيات “حزب الله” اللبناني و”حركة النجباء” العراقية و”الحرس الثوري” الإيراني، ومليشيات محلية وأفغانية، الثلاثاء، من التقدم والسيطرة على مواقع وتلال جنوب غربي منطقة الراموسة الصناعية، أبرزها؛ تلة الجمعيات وتلة المحروقات وتلة الصنوبر وبلدتا العامرية والقراصي والتلال المحيطة بهما، بالإضافة إلى مواقع بالقرب من “كلية التسليح” ومبانٍ في قسمها الجنوبي.

 

وجاء تقدم حشد المليشيات بعدما شنت هجوماً واسعاً، فجر الثلاثاء، استهدفت فيه كامل المناطق المحيطة بمنطقة الراموسة، والطريق الذي شقته المعارضة نحو الأحياء الشرقية مطلع آب/أغسطس. وشملت المعارك العنيفة المحاور الشمالية نحو “مشروع 1070 شقة” ومنطقة عقرب وسوق الجبس و”الفنية الجوية”، في محاولة لإشغال وتشتيت المعارضة.

 

وفي المحاور الجنوبية كان الثقل العسكري الأكبر للمعركة، وكانت الهجمات بشكل أعنف، واستهدفت بشكل رئيس التلال الواقعة جنوبي وجنوب غربي منطقة الراموسة والمحيطة بقرى وبلدات الحويز والقراصي والعامرية. وهي جبهة مترابطة أولى، تقع في الجنوب الأدنى، وتهدف لتوسيع نطاق السيطرة، والالتفاف على المعارضة، وتحظى هذه المواقع بأهمية كبيرة، حيث تسمح للنظام والمليشيات بكشف مناطق واسعة تسيطر عليها المعارضة في المنطقة، ورصد تحركاتها على الطريق القادم من ريف حلب الغربي وإدلب.

 

وكانت المليشيات قد عولت على الجبهة الجنوبية، وحاولت بكل طاقتها التقدم فيها، انطلاقاً من تلة القرع التي سيطرت عليها خلال الأيام الماضية. واستهدف محور المعارك جبهة الكليات العسكرية، بدءاً من “كلية التسليح” التي دخلت المليشيات أجزاءها الجنوبية مساء الثلاثاء. ويحقق إختراق هذه الجبهة للنظام والمليشيات قطع طريق الراموسة نهائياً، ويفسح المجال أمامها لاستعاد كامل المنطقة بما فيها “كلية المدفعية” و”الفنية الجوية”.

 

مدير المكتب الإعلامي في “جيش المجاهدين” عبدالفتاح الحسين، أكد لـ”المدن”، أن المعارضة في “جيش الفتح” وفصائل “فتح حلب”، شنّت هجمات معاكسة على مواقع خسرتها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وتمكنت من استعادة مواقع بالقرب من “كلية التسليح” والراموسة الصناعية، بينما لم تتمكن بعد من استعادة السيطرة على مواقع خسرتها في محيط تلال الجمعيات والمحروقات.

 

وعزا الحسين تقدم قوات النظام والمليشيات بشكل متسارع خلال الساعات الماضية، إلى الدعم الناري الكبير الذي تلقته جواً عبر المقاتلات الحربية الروسية التي أغارت على مواقع المعارضة، وخطوط قتالها الأولى، وطرق امدادها أكثر من 500 مرة، الثلاثاء والأربعاء، واستخدمت الطائرات الروسية التي ظلت طيلة ساعات المعركة في الأجواء مختلف أنواع القنابل الفوسفورية والعنقودية وصواريخ جو-أرض مضادة للدروع، وصواريخ فراغية.

 

ومن جانب آخر، قال الحسين إن المليشيات دفعت بأعداد كبيرة من مقاتليها، وأشعلت كل الجبهات الجنوبية الغربية بالقرب من الراموسة، وتجاوز عدد المحاور التي شهدت معارك بين الطرفين عشرين محوراً. واستخدمت المليشيات صواريخ أرض-أرض وراجمات صواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية بشكل كبير، الأمر الذي أدى لضعف أداء المعارضة وخسارتها بعض المواقع التي اعتبرها الحسين بالثانوية، ويمكن استعادتها طالما ما تزال الكليات والمنطقة الصناعية في قبضتها.

 

وقُتلَ 100 مقاتل من المليشيات الإيرانية والأفغانية والعراقية واللبنانية، في معارك القراصي ومحيطها، والتي استمرت لأكثر من عشرين ساعة. كما تمكنت المعارضة من تدمير خمس دبابات ومدرعات وعدد من السيارات المحملة بالرشاشات الثقيلة بصواريخ مضادة للدروع.

 

ويأتي هذا الإنجاز العسكري الذي حققته قوات النظام ومليشياتها بعد عشرين يوماً من المعارك والمحاولات المستمرة في المحاور ذاتها لاستعادة ما كانت قد خسرته مطلع آب/أغسطس. وزاد عدد المحاولات الفاشلة للمليشيات عن الـ10 خسرت فيها أكثر 800 مقاتل بينهم قادة من مليشيات “حزب الله” و”الحرس الثوري” و”حركة النجباء” و”فاطميون”، كما قتل خلالها قائد “كلية المدفعية” العميد أصف خير بك، وقائد “الفنية الجوية” العميد أديب بزي وضباط وقادة آخرون.

 

ولجأت المليشيات هذه المرة إلى الجبهات الجنوبية في محيط القراصي والحويز، وهي بعيدة نسبياً عن أهدافها المتقدمة، لتحقيق أي تقدم يعيد لمقاتليها المعنويات، بعدما فكت المعارضة الحصار عن الأحياء الشرقية.

 

قوات النظام والمليشيات عادت لتحاصر أحياء حلب الشرقية، وتمكنت من قطع طريق الراموسة، نارياً. ولا يمكن الآن للمدنيين العبور من الطريق الذي تتراكم فيه السيارات المحترقة المحملة بالخضار والمواد الغذائية، وجثث العشرات من المدنيين الذين لم تتمكن فرق “الدفاع المدني” من انتشالها طيلة الأسبوع الماضي. فالطائرات الحربية الروسية وطائرات الاستطلاع تحوم على مدار الساعة وتستهدف أي حركة.

 

المعارضة تقول إنها ماضية في معركتها، وسوف تستمر في التصدي للهجمات، ولن تسمح للمليشيات بقطع الطريق عليها. لكن الفاتورة أصبحت كبيرة على المعارضة بعد فترة طويلة قضاها مقاتلوها في التصدي للهجمات هنا وهناك، من دون أن تشن عملية هجومية واحدة تكون فيها المبادرة. فالمعارضة اليوم بحاجة لهجمات أشبه بتلك التي بدأتها مطلع آب/اغسطس، وحققت خلالها وفي وقت قياسي تقدماً كبيراً. فالتقوقع في هذه المساحة الجغرافية لن يفيد المعارضة في شيء، مع كثافة الغارات الروسية التي حرقت المنطقة، خلال الشهر الماضي.

 

ويتوجب على المعارضة إما نقل المعركة إلى أحياء حلب الغربية كما وعدت، وبحدها الأدنى أن تتوغل في حي الحمدانية الذي يعتبر من أكبر الأحياء التي يسيطر عليها النظام، وبذلك ترسخ سيطرتها على طريق الراموسة وتؤمنه، أو أن تفتح جبهات أخرى ولو كانت بعيدة بعض الشيء في الريف الجنوبي لتشتت جهد المليشيات التي حشدت كل طاقتها على طريق الراموسة، وتبدو مصرة على قطعه مهما كلفها الأمر.

 

من جهة أخرى، سيطرت “قوات سوريا الديموقراطية” على بلدة أم حوش في ريف حلب الشمالي، وعدد من المزارع المحيطة بها، وعلى مزارع أم القرى الواقعة إلى الجنوب من البلدة. وجاء تقدم “قسد” بعد معارك عنيفة بدأتها ليل الثلاثاء/الأربعاء، ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي خسر أكثر من ثلاثين مقاتلاً خلال الساعات الماضية بضربات جوية مكثفة نفذها طيران التحالف الدولي، على قرى وبلدات أم حوش وحربل وتل مالد ومزارع أم القرى وغيرها شمالي حلب، بالتزامن مع المعارك على الأرض.

 

وماتزال المعارك على أشدها، في بلدة حربل الواقعة إلى الجنوب من مدينة مارع، وتبعد عنها خمس كيلومترات على الأقل. ولم تنجح “قسد” في حسم المعركة فيها رغم الضغط الجوي والبري على “داعش”. وخسرت “قسد” أكثر من عشرين مقاتلاُ بعدما حاصرها التنظيم في حربل، الذي بدا بدوره متمسكاً بمواقعه التي تعتبر خط الدفاع الأول عن المناطق الشرقية وصولاً إلى مدينة الباب. وتضع “قسد” نصب عينها هذه المرة، مدينة الباب، وتريد فعلياً التقدم نحوها لوصل مناطقها في عفرين في ريف حلب الشمالي وضفة نهر الفرات شرقاً.

 

هل لبنان بمنأى عن التغييرات الديموغرافية السورية؟

منير الربيع

في ظلّ عمليات التهجير القسري والممنهج الحاصلة في سوريا، يبرز سؤال أساسي عن لبنان بشكل عام وبعض المناطق الحدودية بشكل خاص. والسؤال هو هل يمكن للبنان أن يبقى على حاله السياسي والديموغرافي في ظل التغييرات السورية؟

 

لا شك أن السؤال شامل ودقيق في هذه المرحلة من عمر الشرق الأوسط. ولا شك أيضاً أن بمجرّد طرحه يثير مخاوف عديدة. لكن النظرة الواقعية تقتضي البحث والتمحيص عن مصير بلد يتأثر بأي هبة على شقيقته الكبرى. وعليه،فإن ذلك قد ينعكس على بعض القرى اللبنانية الحدوية مع سوريا، والتي كانت عرسال أبرزها في المرحلة السابقة.

 

ليس الإستعصاء السياسي الذي يعيشه لبنان إلا إنعكاساً تأثيرياً لفعل ما تشهده سوريا، وسط تأكيدات من العديد من المراقبين، أنه لا يمكن للبنان أن يبقى على حاله، خصوصاً أن لا أحد، إيران وتركيا وروسيا والغرب، يمتلك رؤية جاهزة للحلّ في لبنان. علماً أن تركيا دخلت لبنان من بوابة زيارات الرئيس الحريري المتكررة إلى تركيا والعلاقة الوطيدة التي تربطه بالرئيس رجب طيب أردوغان، وعلاقة الأخير بكل من روسيا وإيران.

 

لا أحد يعتني بالشأن اللبناني كما يجب، سوى ببعض التفاصيل البسيطة. ولكن أي تطور في سوريا سينعكس على لبنان، وفق ما تؤكد شخصية سياسية بارزة، لا تخفي تخوفها من أي تهديد أمني قد يطال البلد. في المقابل، ثمة من يعتبر أنه بموازاة ما يحصل في سوريا، قد يشهد لبنان مرحلة عنيفة غير معروفة الشكل أو المضمون، لأن حزب الله لا يمكن أن يرضى ببقاء الوضع في لبنان كما هو، لأنه صغير نظراً للمعارك التي خاضها الحزب في دول الإقليم.

 

تتخوف بعض المناطق الحدودية من أن يشبه مصيرها مصير عرسال، لجهة الإشتباكات التي شهدتها أو الحصار الذي أصبح مفروضاً عليها بفعل التطورات السورية. يسكن هذا الهاجس عقول بعض البقاعيين، ولاسيما مع ترقّبهم ما يحصل في الدولة المجاورة والقريبة منهم. يستذكرون ما حصل في القلمون والقصير، وما شابهه في الزبداني ودارياً. يعتبرون أن ما يتشكل أمر ما يشبه الكانتون المذهبي أو سوريا المفيدة، التي يكثر الحديث عنها في البقاع.

 

عملياً، في غمرة التغيير الديموغرافي والمذهبي، تبقى عرسال ومجدل عنجر وبر الياس ومناطق أخرى كالفاكهة والقاع وراس بعلبك، مناطق شاذة من الناحية المذهبية للمناطق التي أصبحت مترابطة مع بعضها عسكرياً. إذ إن حزب الله بسيطرته على القلمون ومناطق واسعة من جروده، ونظراً لوجوده التاريخي في معقله الأساسي، البقاع، على طول السلسلة الشرقية، ربط الجغرافيا اللبنانية بالسورية، فيما تبقى عرسال ومجدل عنجر وبر الياس مناطق خارجة عن سيطرته، رافضة التعاطي معه، على عكس الفاكهة ورأس بعلبك اللتين فيها بعض التواصل مع الحزب وهي مناطق خاضعة أو مطواعة على عكس عرسال ومجدل عنجر.

 

بالمعنى المعنوي السياسي وبحال

ذهاب سوريا نحو الفيدراليات أو سوريا المفيدة أو اللامركزية، كأن يكون للأكراد بقعة، وللسنة أخرى، وللأسد وحلفائه جزء، سيكون ذلك تقسيماً بالمعنى الفعلي الذي يكرّس منطق المرجعيات، على النسق اللبناني، أي كما يخضع الجنوب لحزب الله والشمال للمستقبل، فإن ذلك سينعكس على المناطق اللبنانية المحاذية للحدود السورية على أن تكون هذه المناطق خاضعة لنفوذ الحزب. هذا بالمعنى الجغرافي، أما بالمعنى السياسي فإن لبنان سيكون خاضعاً لسوريا المفيدة، أو واقعاً تحت الوصاية السورية ووصاية حزب الله وإيران.

 

فحزب الله لن يسمح بأن تتحول بعض المناطق الحدودية، سواء في لبنان أو في سوريا، مراكز توتر جديدة أو معاقل لمن يهدد بيئة الحزب من الناحية الأمنية. لذلك، هناك سيناريوهات عديدة تضاف إلى بقاء الحزب في تلك المناطق، والتنسيق مع الجيش السوري والدفاع الوطني من الجهة السورية. أما في لبنان، فإن هذه المناطق قد تكون أصبحت مطواعة في يد الحزب أو خاضعة لسيطرته، أو أنها قد تشهد ما يشبه ما شهدته عرسال في آب 2014، أي بحال لجوء المسلحين إليها، أو إنتفاض أهلها على الأمر الواقع، فقد تكون الورقة الأخيرة التي ستلعبها بعض المجموعات المسلّحة، لأنها تعتبرها ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة إلى وجودها، أو ملاذاً آمناً قد تلجأ إليه بفعل الضغط عليها في مناطق وجودها. لكن ذلك كلّه سيبقى خاضعاً لمسار المفاوضات وتطورات الأمور، إن كانت ستنتهي سياسياً أم ستتطور عسكرياً.

 

كل ذلك مرتبط بالمشهد السنّي غير الواضح حتى الآن، والذي يمرّ في مرحلة تموضع جديدة، ولاسيما في ضوء توزّع الأدوار بين السعودية من جهة، وتركيا من جهة أخرى، مع مراعاة البعض دور مصر. وهنا، يربط سنة لبنان مصيرهم السياسي والجغرافي، خصوصاً في ظل رفض الجميع المتطرفين، أما بحال ذهبت الأمور نحو التصعيد في المنطقة فإن هذه النزعة التطرفية ستتوسع. وفي الحالتين، فإن تغيّرات قد تطرأ على تلك الجغرافيا أو ستنعكس عليها بالمعنى الأمني أو السياسي.

 

رئيس المخابرات السورية في موسكو لعرض التفاهمات مع أنقرة

دمشق- كشفت مصادر أمنية لوكالة “نوفستي” الروسية عن زيارة اللواء علي مملوك، رئيس المكتب القومي السوري إلى موسكو، الثلاثاء المقبل. وتأتي هذه الزيارة بعد مشاورات ماراثونية بين مسؤولين أمنيين سوريين وأتراك جرت في أكثر من مكان وآخرها العاصمة العراقية بغداد، وفق تسريبات إعلامية.

ويتوقع أن يقدم مملوك للمسؤولين الروس تفاصيل عن المحادثات التي جرت مع الجانب التركي، والتي لم تصل حتى الآن إلى وضع تصور شامل ونهائي لحل الأزمة. وسجلت في الفترة الأخيرة تسريبات متتالية عن مشاورات تجري على قدم وساق بين الجانبين السوري والتركي، ولكن الأمر لم يتجاوز المستوى الأمني.

 

ولعل من نتائج هذه المشاورات التدخل التركي في الشمال السوري إثر عملية أطلق عليها “درع الفرات” كان الهدف منها وقف تقدم الوحدات الكردية، التي يبدو أن واشنطن نجحت في كبحها مؤقتا، حيث أعلن المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى جون توماس أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار هش بين الطرفين.

ويكاد يجمع المتابعون على أن هناك تسابقا روسيا تركيا خاصة لجهة التعجيل في حل الملف السوري، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. ولن يتوانى النظام السوري المنهك أصلا عن اقتناص اللحظة للهرولة نحو إيجاد مخرج يضمن له الاستمرارية ولو مؤقتا.

 

ويقول معارض سياسي سوري لـ”العرب”، إن زيارة مملوك إلى روسيا هدفها اطلاع الكرملين على آخر التطورات في المحادثات مع الطرف التركي، ومن المتوقع أن يتطرق خلال لقائه مع المسؤولين الروس بإسهاب إلى سيناريوهات حل الأزمة.

ولعل من بينها، الطرح الروسي السابق، والقاضي بتشكيل مجلس عسكري أمني واختيار نواب من المعارضة للرئيس بشار الأسد، وذلك في المرحلة الانتقالية التي ستليها انتخابات تشريعية ورئاسية، كما أن هناك مقترحا تركيا يقوم على تشكيل مجلس انتقالي سياسي عسكري أمني لمدة 18 شهرا تليه إقامة انتخابات برلمانية وبعدها رئاسية مع ضمان روسي بعدم ترشح الأسد.

 

سجلت مؤخرا تسريبات عن مشاورات بين الجانبين السوري والتركي، ولكن الأمر لم يتجاوز المستوى الأمني

وكانت أنقرة قد أعلنت في وقت سابق على لسان رئيس وزرائها بن علي يلدريم إمكانية قبولها ببقاء الأسد خلال الفترة الانتقالية، مشددة في الآن ذاته على أنه لا مستقبل له في سوريا. ويضيف المعارض السوري أنه ربما ستكون هناك سيناريوهات أخرى متعلقة بتجميد القتال في حال لم يتم إنضاج الفكرة النهائية للحل. ويرى متابعون أن كل الأمور تبقى حبيسة التكهنات في ظل حالة من الغموض والضبابية التي تلف المشاورات بين الأقطاب الإقليمية والدولية المنخرطة في الأزمة السورية.

 

ويضيف هؤلاء أن ما يمكن الجزم به هو وجود “طبخة سياسية” تنضج على نار هادئة، وبعيدا على الأضواء، ولعل من مؤشراتها ما حصل قبل أيام في داريا الواقعة بريف دمشق. وكانت الحكومة السورية قد عقدت اتفاقا مع فصائل المعارضة في داريا، يقضي بانسحابها إلى إدلب شمالا. وتملك داريا رمزية كبيرة بالنسبة إلى المعارضة، حيث كان لها حضور قوي ومؤثر في الفترة الأولى من الثورة السورية، وتعرضت هذه المدينة لحصار جاوز الأربع سنوات على أيدي قوات النظام.

 

وتوجد المدينة في موقع استراتيجي حيث تشرف على مطار المزة العسكري، كما أنها على بعد كيلومترات من القصر الجمهوري. وتروّج أوساط النظام إلى أن هناك مشاورات جارية للقيام باتفاقات مشابهة لاتفاق داريا في عدة مناطق تحت سيطرة المعارضة في ريف دمشق. وأكدت الأوساط أن الحكومة تجري مفاوضات مع الفصائل المسلحة بمدينة المعضمية، جنوب غرب العاصمة، لإجلائها منها مع عائلاتها.

 

وإلى جانب المعضمية يطرح هذه الأيام اسم حي الوعر التابع لمحافظة حمص بقوة، وهو الحي الوحيد الذي لا يزال تحت سيطرة المعارضة. ويرى متابعون أن هذه الاتفاقات المحلية الجارية في ريف دمشق خاصة، ما كانت لتتحقق لولا وجود صفقة خارجية. ولا يستبعد هؤلاء حصول اتفاق إيراني تركي يقضي بتقاسم النفوذ في سوريا، حيث يكون الشمال بأيدي أنقرة فيما الجنوب والغرب تحت نفوذ طهران.

 

تقدم استراتيجي للثوار في ريف حماة

لندن وباريس تطالبان بفرض عقوبات على دمشق لاستخدامها الكيميائي

حقق الثوار السوريون المزيد من التقدم في ريف حماة وأسقطوا أمس مدينة طيبة الإمام الاستراتيجية بعدما كانوا استولوا أول من أمس على مدينة حلفايا. وإثر استعادتهم أمس قرية البويضة بات الطريق أمامهم مفتوحاً باتجاه مدينة حماة. ودعت بريطانيا وفرنسا مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات على سوريا بعدما اتهم تحقيق للأمم المتحدة النظام السوري بشن هجمات كيميائية.

 

وفي حماة تمكنت «جماعة جند الأقصى» من تحرير كامل مدينة طيبة الإمام في ريف حماة الشمالي، وذلك بعد معارك عنيفة مع قوات بشار الأسد وميليشيات الشبيحة بعد تحرير الأحياء الشمالية الغربية لمدينة طيبة الإمام، عقب السيطرة على حاجز السمان الاستراتيجي في مدخل المدينة.

 

كما تمكنت فصائل الثوار من تحرير قرية الناصرية جنوب شرق مدينة حلفايا، بعد السيطرة على حاجزي بيت صبيح والبطيش جنوب المدينة.

 

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات قليلة من استعادة «جيش النصر» التابع للجيش السوري الحر السيطرة على قرية البويضة بريف حماة الشمالي، بعد انسحابهم منها مساء أول من أمس، في إثر قصف جوي كثيف من الطائرات الروسية .

 

وكانت فصائل عدة للثوار أطلقت أول من أمس معركة عسكرية واسعة في ريف حماة الشمالي، سيطرت من خلالها بعد ساعات عدة على مدينة حلفايا وقريتي المصاصنة والبويضة إلى جانب حواجز عسكرية عدة، بعد معارك خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الأسد وميليشيات الشبيحة.

 

وقضى سبعة مدنيين على الأقل، وأصيب أكثر من 55 آخرين من جراء غارات جوية روسية استهدفت أمس بالقنابل العنقودية، سوقاً شعبية في مدينة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي.

 

ونفذ الطيران الحربي غارات جوية على مدن وبلدات أرمناز وكفرتخاريم وجسر الشغور والجانودية قرب الحدود التركية ـ السورية، من دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا في هذه الغارات.

 

وفي حلب، تمكنت فصائل» جيش الفتح» أمس، من استعادة السيطرة على مواقع ونقاط احتلتها الميليشيات الشيعية في وقت سابق جنوب المدينة. وشن طيران الأسد الحربي غارات عدة استهدفت أحياء الراموسة والأنصاري والصالحين والمشهد وتجمع الكليات ومساكن شقة وتلال المحروقات والقراصي والجمعيات وبلدة خلصة ومحيطها. واستهدف الطيران الروسي مدينتي حريتان وعندان ومنطقة آسيا في ريف حلب الشمالي، ترافق ذلك مع قصف مدفعي نفذته قوات الأسد على المنطقة، الأمر الذي تسبب بوقوع جرحى بين المدنيين.

 

ومع تواصل المعارك جنوبي حلب، تمكن الثوار من صد هجمات للميليشيات الإيرانية حيث ذكرت وسائل إعلام أن عميداً في الحرس الثوري الإيراني سقط ومعه عدد من مقاتلي الحرس في المواجهات الدائرة في المدينة الشمالية. وارتكبت الطائرات الروسية مجزرة جديدة في إدلب راح ضحيتها أكثر من 60 شخصاً.

 

دولياً، دعت بريطانيا وفرنسا مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات على سوريا بعدما اتهم تحقيق للأمم المتحدة النظام السوري بشن هجمات كيميائية.

 

واعتبر سفيرا لندن وباريس لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر وماثيو رايكروفت، أن استخدام النظام لأسلحة كيميائية ضد المدنيين يُعد «جريمة حرب»، فيما اعتبرت السفيرة الأميركية سامانتا باور أن على دمشق أن «تدفع ثمن» تلك الهجمات.

 

وفي أنقرة نفت مصادر عسكرية أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع أطراف كردية، وقالت تلك المصادر إن الجيش التركي لم يتفق على أي وقف لإطلاق النار مع المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، فيما أكدت وزارة الخارجية التركية في بيان أن عملية الجيش التركي في سوريا ستستمر حتى تزول كل التهديدات العسكرية للأمن التركي. وأضافت أن التصريحات الصادرة من الولايات المتحدة التي تسعى لتهدئة التصعيد بين القوات التي تدعمها تركيا والمقاتلين الأكراد وبشأن هدف التحركات التركية تصريحات غير مقبولة. وأكدت أن أنقرة تتوقع تنفيذ تعهد من جانب الولايات المتحدة بأن يظل المقاتلون الأكراد إلى الشرق من نهر الفرات.

 

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن «تركيا لن تسمح بدويلة على حدودها تديرها منظمة بي كا كا (حزب العمال الكردستاني) الإرهابية، وستدافع عن وحدة الأراضي السورية ضد المنظمة الإرهابية، وداعميها في الغرب«.

 

وأوضح في مقالة كتبها قالن لصحيفة «ديلي صباح» التركية الصادرة بالانكليزية أمس، أن عملية «درع الفرات» التي أطلقتها وحدات خاصة في الجيش التركي، الأربعاء الماضي، في مدينة جرابلس بمحافظة حلب شمالي سوريا، تهدف إلى تطهير الحدود التركية – السورية من كافة المنظمات الإرهابية.

 

وأكد قالن أن «درع الفرات» أظهرت أنه في حال توفير الدعم للفصائل السورية المعتدلة مثل الجيش الحر، فإنه يمكن تحرير الأراضي السورية من الإرهاب إلى جانب قتالها ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، فضلاً عن النظام.

 

ودعا المتحدث الولايات المتحدة إلى التخلي عن دعمها لـ»ب ي د« و«ي ب ك»، مضيفاً «على الولايات المتحدة أن ترى الأضرار التي لحقت بالنسيج الاجتماعي والعرقي في سوريا من جراء دعمها لـ«ي ب ك«.

 

وأفاد مراسل وكالة «الأناضول« أن الجيش التركي يواصل إرسال دبابات وعربات مصفحة إلى الحدود المتاخمة لمدينة جرابلس. وأضاف أن مختصين بتفكيك الألغام، يواصلون إبطال مفعول ألغام زرعها عناصر «داعش» في جرابلس قبل انسحابهم من المدينة.

 

وكان المتحدث باسم مجلس جرابلس العسكري المدعوم من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) علي حجو قال إنه «تم الاتفاق بيننا وبين الدولة التركية على وقف إطلاق النار عن طريق الولايات المتحدة والتحالف الدولي« جنوب جرابلس. وأوضح أن الاتفاق «دخل حيز التنفيذ منتصف ليلة الاثنين ـ الثلاثاء ولمدة غير محددة». وأكد أن «المفاوضات مستمرة (مع الأتراك) عبر الجانب الأميركي»، مشدداً على رفض ما وصفه بـ»الاحتلال التركي لأراضينا».

 

وجاء كلام حجو بعد إعلان المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى الكولونيل جون توماس التوصل الى «اتفاق غير رسمي» لوقف القتال بين الطرفين. وقال توماس «خلال الساعات الماضية تلقينا تأكيداً بأن جميع الأطراف المعنية ستتوقف عن إطلاق النار على بعضها البعض وستركز على تهديد داعش»، موضحاً أن «هذا اتفاق غير رسمي يشمل اليومين المقبلين على الأقل، ونأمل أن يترسخ».

 

وستكون مختلف هذه التطورات على مائدة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع الرئيس الأميركي باراك أوباما الأحد المقبل في الصين على هامش قمة مجموعة العشرين في هانغزو، وهو اللقاء الأول بين الرئيسين منذ محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في 15 تموز الماضي.

 

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس إن التوغل العسكري التركي في شمال سوريا يهدد بتصعيد الصراع، ودعا جميع الأطراف لإنهاء القتال والعودة إلى محادثات السلام. وقال في لقاء للسفراء الفرنسيين إنه بعد مرور عام تقريباً على بدء التدخل الروسي دعماً لبشار الأسد «اختارت تركيا نشر جيشها على أراضٍ سورية للدفاع عن نفسها ضد داعش، وأيضاً للقيام بعمليات ضد الأكراد الذين يواجهون هم أنفسهم داعش بدعم من التحالف. هذه التدخلات المتعددة المتناقضة تنطوي على تهديد بتصعيد عام«. وفي جنيف قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا إن المحادثات بين مسؤولين أميركيين وروس الأسبوع الجاري «مهمة» من أجل استعادة وقف إطلاق النار في سوريا.

(أورينت نت، كلنا شركاء، الأناضول، أ ف ب، رويترز)

 

 

نيويورك تايمز: روسيا تحارب بالكذب وتشويه المعلومات  

قالت نيويورك تايمز إن تشويه المعلومات وصناعة الأكاذيب ونشرها على أوسع نطاق في وسائل الإعلام التقليدية وشبكات التواصل الاجتماعي، أصبحت من العناصر المهمة في العقيدة العسكرية الروسية، وأن حجمها وتعقيدها أصبح أكبر بما لا يقارن مع الدعاية السوفياتية سابقا.

 

وأضافت -في تقرير طويل لها نشرته اليوم- أن الغرض من التشويه والكذب الروسي هو التشكيك في الرواية الرسمية للأحداث من قبل الحكومات الأوروبية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أو التشكيك في فكرة وجود رواية حقيقية للأحداث أصلا والتسبب في نوع من شلل السياسة.

 

وقالت الصحيفة إن ما وصفته بـ”تسليح المعلومات” -أي جعل وظيفة المعلومات كوظيفة السلاح- ليس بمشروع اقترحه خبير في السياسة بالكرملين، بل هو جزء لا ينفصم من العقيدة العسكرية الروسية، مشيرة إلى أن أحد كبار القادة العسكريين الروس وصف “تسليح المعلومات” بأنه إحدى الجبهات الحاسمة في الحرب.

 

ونسب التقرير إلى رئيس الأركان الروسي الجنرال ف. غيراسيموف قوله عام 2013 إن دور الوسائل غير العسكرية في الوصول إلى أهداف سياسية وإستراتيجية قد تزايد كثيرا، وتجاوز في كثير من الحالات قوة الأسلحة المادية وفعاليتها.

الأهداف الرئيسية

وأوضح أن أوروبا من الأهداف الرئيسية للكرملين، حيث يخلق بروز اليمين الشعبوي وتدهور التأييد لمؤسسة الاتحاد الأوروبي جمهورا منصتا للتيار المحافظ في روسيا والنهج القومي المستبد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

ونقل عن كاتب الافتتاحيات في مجموعة متميديا الصحفية السويدية باتريك أوكسانن، قوله إن الروس يحتفون بأي شخص حانق على الديمقراطية الليبرالية سواء كان من اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف، وإن الفكرة المركزية أن هذه الديمقراطية فاسدة وغير فعالة وفوضوية، وفي نهاية الأمر ليست ديمقراطية.

 

ومن الرسائل الأخرى التي تهدف الدعاية الروسية لنقلها “دون قولها”، أن الدول الأوروبية تفتقر للكفاءة لمواجهة الأزمات التي تواجهها، وخاصة أزمة الهجرة واللجوء وأزمة “الإرهاب”، وأن مسؤوليها جميعهم دمى أميركية.

 

صورة الغرب

ونسب التقرير إلى وزير الدعاية السويدي هلتكفيست، قوله إن وسائل الدعاية الروسية تصف الغرب بأنه منقسم وحشي متهالك غير مستقر تمّ اجتياحه باللاجئين والمهاجرين العنيفين، وإنها تهدف لتصوير أوروبا كقارة في حالة انهيار.

 

وذكر التقرير أن قناة آر تي الروسية تبدو في كثير من الأحيان مهووسة بالولايات المتحدة، حيث تشبّه الحياة هناك بالجحيم، وأن تغطيتها على سبيل المثال للمؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأميركي تجاهلت كل الخطب والكلمات وركزت بدلا من ذلك على مظاهرات متفرقة، أنها تدافع عن المرشح الجمهوري دونالد ترامب كمرشح مظلوم من قبل وسائل الإعلام الكبرى.

وأورد التقرير عددا كبيرا من الأمثلة على ما ذهب إليه من نتائج حول ما أسماه بـ”الأكاذيب والتشويه والدعاية الروسية”، مستهلا ذلك بتدخل الإعلام الروسي في النقاش الدائر في السويد بشأن دخولها في شراكة عسكرية مع حلف الأطلسي “الناتو”.

 

أمثلة

وقال التقرير إن المسؤولين في السويد ووجهوا فجأة مشكلة مقلقة، هي عبارة عن سيل من المعلومات المشوهة والكاذبة على شبكات التواصل الاجتماعي شوشت إدراك السويديين للقضية، إذ حملت هذه المعلومات أن السويد إذا أبرمت اتفاقا مع الناتو فإن الحلف سيقوم بتخزين أسلحة نووية سرا في السويد ويهاجم روسيا دون موافقة الحكومة السويدية، وأن جنود الناتو -المحصنين ضد المقاضاة- سيغتصبون السويديات دون خوف من توجيه تهم جنائية ضدهم.

 

وذكر التقرير أن هذه المعلومات غير صحيحة لكنها انتشرت في وسائل الإعلام التقليدية بالسويد إلى درجة أن وزير الدفاع الذي كان يتجول في أنحاء عديدة من البلاد، ظل يتعرض للأسئلة بناء على هذه المعلومات. ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم وزير الدفاع قولها إن السويديين لم يتعودوا على مثل هذه المعلومات، وأصبحوا خائفين يتساءلون عما يمكن أن يصدقوه.

 

وأورد التقرير أمثلة على بث معلومات مشوهة أو كاذبة خلال غزو شبه جزيرة القرم، والتدخل الروسي في سوريا، ومؤتمر الحزب الديمقراطي الأميركي، وإسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا، وأزمة اللاجئين بأوروبا، واستفتاء بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي؛ وحالات أخرى في جمهورية التشيك وألمانيا وغيرهما، وحتى انتشار الإيدز والاستخبارات المركزية الأميركية.

 

وأشار التقرير أيضا إلى أن الهدف النهائي للدعاية الروسية هو إقناع الناس بألا يصدقوا أحدا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

لماذا انطلقت القاذفات الروسية من إيران؟  

أشار الكاتب دانييل ديبتريس -في مقال بصحيفة ذا ناشونال إنترست الأميركية- إلى الجدل الذي أثارته روسيا باستخدامها قاعدة همدان العسكرية في إيران منطلقا للقاذفات الروسية العملاقة من طراز تي يو22 إم3 للقصف في سوريا، وتحدث عن أهمية هذه الخطوة.

وأضاف أن روسيا استخدمت هذه القاعدة منطلقا لقاذفاتها الإستراتيجية العملاقة لقصف أهداف في سوريا التي تعصف بها الحرب منذ سنوات، مما أثار قلقا في الأوساط الأميركية والإقليمية، وخاصة بسبب تعرض المدنيين والمراكز الصحية والمستشفيات في سوريا للقصف.

 

ونسب إلى القائد السابق لقوات التحالف الدولي في أفغانستان الجنرال ديفد بارنو، القول إن نشاط روسيا في إيران يمثل الخطوة الجوهرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يريد من العالم أن ينظر إلى روسيا بوصفها قوة عظمى وقوة عسكرية مرّة أخرى، وكي لا تترد روسيا في الوقوف أمام الولايات المتحدة وحلفائها في كل فرصة أو مناسبة.

 

وأما من الجانب الإيراني، فأشار الكاتب إلى أن طهران قللت من أهمية استخدام روسيا هذه القاعدة، وأنها وصفت الخطوة بأنها امتداد للشراكة الدفاعية ضد الجماعات الجهادية في سوريا.

 

أهمية القاعدة

وأوضح الكاتب أن هذه القاعدة في إيران تعتبر مهمة للقاذفات الروسية بوصفها تساعد في تخفيض كمية الوقود، بالمقارنة مع ما تحتاجه هذه القاذفات في خطّ سيرها الأول وهي تنطلق من روسيا نفسها لقصف أهداف في سوريا.

 

وأضاف أنه في حال احتياج القاذفات الروسية إلى كميات أقل من الوقود، فإن ذلك يمكنها من حمل كمية أكبر من القذائف الحارقة التي يستخدمها الطيارون الروس لقصف أحياء كاملة من المدنيين. كما أنه يمكن للقاذفات أن تناور وتحوم حول الهدف لتقصفه مرات متعددات.

 

كما أن إقلاع القاذفات الروسية من إيران يجعل الرحلة أكثر سهولة، حيث لا حاجة متكررة لطلب الإذن من الدول التي تمر فوقها لو كانت انطلقت من روسيا، وحيث لم يعد الطيارون الروس بحاجة إلى أن يعبروا المجال الجوي التركي وهم في طريقهم لقصف أهداف في سوريا.

 

وأضاف أن الطريق البديل للقاذفات الروسية بعيدا عن تركيا هو العراق الذي لا يمتلك القدرة على مراقبة مجاله الجوي.

 

إحراج أوباما

وأما النقطة الأخرى في أهمية استخدام روسيا لهذه القاعدة الإيرانية، فتتلخص في أنه يمكن للرئيس الروسي بوتين إحراج الرئيس الأميركي باراك أوباما على العلن، وكشف السياسة الأميركية المترددة إزاء الحرب المستعرة في سوريا، وذلك في اللحظة التي تعتبر الأهداف الروسية في سوريا واضحة ومحددة.

 

وأما السبب الثالث لأهمية الخطوة الروسية، فأشار الكاتب إلى أنه يعود لإيران، فهي التي تصنع التاريخ باستضافتها القاذفات الروسية، حيث يساعدها هذا في حفظ نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبقائه في السلطة، وذلك بالرغم من عدم دعوة إيران لقوات أجنبية إلى أراضيها منذ 35 عاما.

 

وأضاف الكاتب أن التعاون الروسي الإيراني الوثيق في سوريا يضع حدا لتفاؤل بعض المسؤولين في إدارة أوباما، الذين كانوا يتوقعون سلوكا إيرانيا معتدلا في المنطقة في أعقاب اتفاق النووي مع الغرب الصيف الماضي.

 

وأشار إلى أن هناك نقطة واحدة مضيئة بالنسبة للولايات المتحدة في هذا الصدد، وهي أن طهران اضطرت لإجهاض الخطوة الروسية في همدان بعد أن تسببت بكثير من الجدل والضوضاء العالية جدا. ولكن بالرغم من كل هذا، يقول الكاتب إن موسكو تواصل استخدام الصراع في سوريا باعتباره وسيلة لإظهار القوة الروسية.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

معاريف: بوتين يستغل تردد أميركا في الشرق الأوسط  

كشف خبير أمني إسرائيلي عن معرفة إسرائيل المسبقة بانطلاق الطائرات الروسية المقاتلة في سوريا من الأراضي الإيرانية، معتبرا ذلك استغلالا روسيا لـ”تردد السياسات الأميركية في المنطقة”، وأن موسكو بصدد إيجاد “عوازل مادية” بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين فيها.

 

وفي مقال نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية اليوم الاثنين، قال الخبير الأمني يوسي ميلمان إنه “في سبيل تحقيق هذه السياسة الروسية في المنطقة، تسعى موسكو لتقوية علاقاتها مع مصر والسعودية، وتعرض عليهما صفقات السلاح، فضلا عن المصالحة التي جرت بين بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

 

وعن موقف تل أبيب من تلك الخطوة، قال إن إسرائيل تنظر إلى تواجد القوات العسكرية التابعة لروسيا في إحدى القواعد العسكرية في إيران على أنها “خطوة إستراتيجية لها دلالات عالمية أكثر من كونها إقليمية”.

 

وأضاف ميلمان -وهو وثيق الصلة بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية- أن المؤسسة الأمنية والأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية “كانت تعلم مسبقا بوجود نوايا للروس بانطلاق طائراتهم المقاتلة للقيام بتفجيرات من قاعدتهم العسكرية الموجودة في طهران”.

 

ولم يذكر الخبير الأمني الإسرائيلي تفاصيل “العلم المسبق” بالخطوة الروسية الإيرانية، مكتفيا بالقول إنها “تشير إلى وجود دلالات بعيدة المدى على صعيد السياسة العالمية كلها”، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يستغل التردد الذي يطغى على الولايات المتحدة في سلوكها الشرق أوسطي لزيادة تأثيره على المنطقة”.

 

وفيما يتعلق بتقدير إسرائيل للموقف، قال “إن نشر قوات روسية في إيران لا يعد تحديا أمام تل أبيب، ولا يشكل خطرا على مصالحها في المنطقة”؛ مضيفا أن التخوف من هذه الخطوة “يكون في المدى البعيد من أن يكون لها أثر سلبي على الإستراتيجية الإسرائيلية، رغم أن دوائر صنع القرار في تل أبيب -ولا سيما في الجانب العسكري- تعلم تماما أن موسكو بصدد إيجاد عوازل مادية بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين في المنطقة، وهذا قد يشجع دول المنطقة على الاقتراب من النجم الروسي الصاعد، والابتعاد عن النجم الأميركي الذي يوشك على الأفول”.

 

وذكر ميلمان أن هذه الخطوة الروسية نتيجة متوقعة للاتصالات السرية التي استمرت شهورا طويلة بين ضباط روس وإيرانيين رفيعي المستوى، لأنها المرة الأولى التي تنطلق فيها طائرات روسية لقصف أهداف سوريا من دولة ثالثة.

 

وأوضح أن الأسباب التكتيكية لمثل هذه الخطوة الروسية “تتعلق بأن القاعدة العسكرية في حميميم المحاذية لمدينة اللاذقية والتي تقع في قلب الساحل العلوي، قد لا تتسع لاستيعاب طائرات مقاتلة ضخمة من طراز هيتو22، وهناك تقدير إسرائيلي بأن موسكو وطهران تتجهان إلى تسخين علاقاتهما، خاصة في مجال التعاون العسكري”.

 

وأكد أن الخطوة الإيرانية أثارت نقاشات حادة في إيران بين مؤيد ومعارض، “ولكن يبدو أن رغبة طهران في المحافظة على نظام الأسد فاقت كل تصور منطقي، في حين تبدو الاعتبارات الروسية أكثر شمولا، فموسكو لا تعتبر خطوتها هذه على الأراضي الإيرانية قرارا تكتيكيا لتقوية نظام الأسد أو استهداف قوات المعارضة فقط، وإنما قرار بإعادة الانتشار الإستراتيجي بصورة أكثر اتساعا، هدفها زيادة التأثير الروسي في الشرق الأوسط”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

اتفاق بين أهالي الوعر والنظام السوري لوقف القصف   

توصل أهالي حي الوعر بمدينة حمص غرب سوريا إلى اتفاق مع قوات نظام الرئيس بشار الأسد، تضمن شروطا لإيقاف القصف على الحي المحاصر منذ أربع سنوات.

 

وجاء الاتفاق بعد قبول طرفي الصراع في تلك المنطقة هدنة لمدة 48 ساعة لإفساح المجال للتفاوض بين قوات النظام ولجنة ممثلة عن أهالي حي الوعر.

 

وحصل مراسل قناة الجزيرة في حمص على بنود الاتفاق الذي أبرمته لجنة التفاوض المنبثقة من أهالي الوعر مع قوات النظام التي اشترطت تنفيذه على خمس مراحل.

 

– المرحلة الأولى: الاتفاق على خروج ثلاثمائة مسلح برفقة عائلاتهم دفعة أولى من الوعر إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، على أن يقوم النظام بفتح الطرق وإدخال المواد الغذائية للحي.

 

– المرحلة الثانية: يفرج النظام عن مئتي شخص من أهالي الوعر يحتجزهم في سجونه مقابل خروج خمسمئة من مقاتلي المعارضة مع أسرهم صوب مناطق سيطرة المعارضة في إدلب.

 

– المرحلة الثالثة: يفصح النظام عن مصير سجناء يحتجزهم وفق قوائم تقدمها لجنة التفاوض، وذلك مقابل خروج ثلاثمئة من مسلحي المعارضة مع أسرهم.

 

– المرحلة الرابعة: تتخلي المعارضة عن مواقع ومؤسسات حكومية بالحي، مع خروج باقي المقاتلين مع أسرهم.

 

– المرحلة النهائية: يتسلم النظام السوري الحي بالكامل من المعارضة.

 

ويعتبر حي الوعر آخر موقع تتحصن فيه المعارضة المسلحة بمدينة حمص، وحاول النظام مرارا السيطرة عليه باستخدام مختلف أنواع الأسلحة، لكن التصعيد بدأ مؤخرا في محاولة جادة لاقتحامه وربما تهجير سكانه.

 

وشن النظام مؤخرا هجوما غير مسبوق على الحي مستخدما الطائرات الحربية والأسلحة المحرمة دوليا كالنابالم والفوسفور الحارق، بالإضافة إلى القنابل الفراغية وغيرها.

 

وفيما يتعلق بالمعتقلين، تشير المصادر إلى أن النظام وافق على الإفراج عن عدد من المعتقلين من أهالي الوعر بناء على قوائم بأسماء تقدمها لجنة التفاوض.

 

تجدر الإشارة إلى أن النظام الحاكم في سوريا توصل إلى اتفاقات مماثلة مع المعارضة بمدينتي المعضمية وداريا في ريف دمشق.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

فرنسا: نريد “قرارا ذا أنياب” بشأن الكيميائي بسوريا  

قال مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فرانسوا ديلاتر إن مجلس الأمن بحاجة إلى إصدار “قرار ذي أنياب” بعد النتائج التي توصل إليها فريق التحقيق الدولي بشأن تورط النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية في استخدام أسلحة كيميائية.

 

وأكد ديلاتر عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن بشأن سوريا أن فرنسا تفضل الحصول على استجابة سريعة وقوية من قبل المجلس لتجديد ولاية فريق آلية التحقيق المشترك لمدة سنة على الأقل وتوسعة أدوات التحقيق التي بحوزة الفريق، والأمر الثاني فرض عقوبات على المسؤولين عن هذه الأعمال “التي هي بالأساس جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، ولذلك “نحن بحاجة إلى قرار ذي أنياب”.

 

وأشار السفير الفرنسي إلى أن “مكافحة أسلحة الدمار الشامل أصبحت معركة وجودية، وينبغي أن تتجاوز الخلافات في مجلس الأمن الدولي، وهذا هو السبب في أنه من المهم للغاية أن ينضم جميع أعضاء مجلس الأمن في جهد مشترك”.

 

وكان المجلس عقد مساء أمس الثلاثاء جلسة مشاورات مغلقة استمع خلالها ممثلو الدول الأعضاء فيه إلى إفادة من فرجينيا غامبا مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة آلية التحقيق المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة بشأن تقرير ثالث حول استخدام هذه الأسلحة في سوريا عامي 2014 و2015.

تشكيك روسي

وخلص تحقيق الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي استمر عاما وأجازه مجلس الأمن إلى أن النظام السوري استخدم غاز الكلور في هجومين منذ عام 2014 وأن تنظيم الدولة استخدم أيضا غاز خردل الكبريت.

 

وفي رد فعلها على القرار شككت روسيا بالنتائج التي توصل إليها التقرير والذي يتهم حليفها النظام السوري بشن هجومين كيميائيين بغاز الكلور.

 

وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عقب اجتماع لمجلس الأمن إن هناك “تساؤلات جدية جدا” بشأن النتائج التي تم التوصل إليها، واقترح أن يواصل المحققون عملهم.

 

وأضاف تشوركين أنه “لا يزال هناك عدد من المسائل التي يجب توضيحها قبل أن نقبل بكل نتائج التقرير”، وأن “هناك حالتين تم تحميل دمشق المسؤولية عنهما لكن لدينا أسئلة جدية للغاية حول هذا الشأن”. وطالب في ضوء هذا التقرير بالتمديد لهذه اللجنة وتوسيع صلاحيتها لإجراء تحقيقاتها.

 

من جهته، قال مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري عقب انتهاء جلسة مجلس الأمن “إن التقرير لم يقدم أي أدلة مادية -سواء بالعينات أو بالتقارير الموثقة- على أن غاز الكلور تم استخدامه (من قبل النظام السوري)”.

 

وزعم الجعفري أن “الاستنتاجات الواردة بالتقرير لم تكن مقنعة” وغير دقيقة، مشيرا إلى أنها اعتمدت على مصادر وصفها بالمعادية لحكومته.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

تركيا تؤكد مواصلة القتال بسوريا وتنفي التوصل لهدنة  

أكدت وزارة الخارجية التركية أن عملية درع الفرات العسكرية شمالي سوريا ستتواصل حتى القضاء على كل خطر يهدد الأمن التركي.

 

وقال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر جليك إن عناصر من مسلحي المليشيات الكردية السورية لا يزالون موجودين غرب نهر الفرات على الرغم من وعود بانسحابها إلى شرقه، واصفا هذا الوضع بأنه غير مقبول.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن جليك نفيه اليوم الأربعاء ما قيل عن اتفاق مع المقاتلين الأكراد بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا.

 

وشدد المسؤول التركي على أنه لا اتفاق مع قوات حماية الشعب الكردية، مشيرا إلى أن تركيا دولة ذات سيادة ولا يمكنها إبرام مثل هذه الصفقة مع “منظمة إرهابية” حسب وصفه.

 

كما نفى مصدر عسكري تركي التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

 

وكان الجيش الأميركي أعلن في وقت سابق أن القوات التركية والمقاتلين الأكراد اتفقوا على هدنة ليومين.

 

وقال المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى جون توماس أمس الثلاثاء “خلال الساعات الماضية تلقينا تأكيدا بأن جميع الأطراف المعنية ستتوقف عن إطلاق النار على بعضها البعض، وأنها ستركز على تهديد تنظيم الدولة الإسلامية”، مضيفا أن “هذا اتفاق غير رسمي يشمل اليومين المقبلين على الأقل، ونأمل أن يترسخ”.

 

كما قال قائد بالمعارضة السورية المسلحة إن التهدئة ليست سوى “توقف مؤقت”، وأضاف أن العمليات العسكرية ستستأنف قريبا.

 

من جانبه، نفى إيلنور شفيق كبير مستشاري الرئيس التركي وجود أي اتفاق أو تفاهمات بين تركيا والوحدات الكردية شمال سوريا بشأن وقف إطلاق النار. وقال في مقابلة سابقة مع قناة الجزيرة إن واشنطن هي التي تروج لذلك.

 

وسبق لقائد الجيش التركي أن أشار إلى أنه لا هوادة في الهجوم الذي تشنه أنقره في سوريا، قائلا إن النجاحات أظهرت أن الانقلاب الفاشل في تركيا الشهر الماضي لم يضعف القوة العسكرية لبلاده.

 

وتساند كل من قوات المهام الخاصة التركية ومقاتلات التحالف الدولي قوات المعارضة السورية في تحرير المناطق المحيطة بمدينة جرابلس شمالي سوريا من العناصر المسلحة بعدما نجحت قبل أيام في تحرير المدينة ذاتها ضمن إطار عملية درع الفرات.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

تركيا: العملية العسكرية بسوريا مستمرة حتى زوال التهديد

اسطنبول – رويترز

أكد بن علي يلدرم، رئيس وزراء تركيا، الأربعاء، أن أنقرة ستواصل عمليتها في شمال سوريا لحين زوال جميع التهديدات بما يكفل الأمن القومي للبلاد.

وتوغلت تركيا في شمال سوريا قبل أسبوع، وقالت إنها تهدف لطرد مقاتلي تنظيم داعش ومنع الميليشيات الكردية من السيطرة على المزيد من الأراضي قرب الحدود التركية.

ونفت تركيا، الثلاثاء، إعلانات أميركية سابقة عن التوصل إلى اتفاق في شمال سوريا بين الجيش التركي ووحدات حماية الشعب الكردية.

وجاء النفي التركي على لسان وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، الذي اعتبر أن الموقف الأميركي بشأن أهداف العملية التركية في سوريا أمر غير مقبول.

وتعاون الجيش التركي مع الجيش السوري الحر في العملية العسكرية المسماة “درع الفرات”، وبعد ساعات على بدء الهجوم، الأربعاء الماضي، تمكنوا من السيطرة على مدينة جرابلس السورية، التي كانت تعد أحد آخر معقلين متبقيين لداعش في محافظة حلب، كما سيطروا في الأيام التالية على عشرات القرى جنوب جرابلس.

 

المعارضة السورية تسلم مدينة المعضمية للنظام خلال أيام

دبي – قناة العربية

أفاد ناشطون سوريون بتوصل النظام ووفد من المعارضة في مدينة المعضمية بريف دمشق، إلى اتفاق يقضي بتسليم المدينة للنظام خلال أيام، نقلا عن قناة “العربية” الأربعاء.

وبحسب ناشطين من داخل المدينة، فقد تضمن الاتفاق بنودا، أهمها خروج جميع المسلحين غير الراغبين في تسليم أسلحتهم باتجاه إدلب، وخروج المدنيين وتسليم جميع الأسلحة، إضافة إلى إعداد قوائم بأبناء المدينة غير الراغبين بتسوبة أوضاعهم وترحيلهم إلى الشمال السوري.

كما تضمن الاتفاق دخول مؤسسات النظام وحل كل المؤسسات الثورية، على رأسها المجلس المحلي لمدينة المعضمية، وتشكيل كتيبة تحمل اسم الشرطة الداخلية بقيادة مشتركة من أهالي المعضمية وقوات النظام.

وأفاد ناشطون أن الاتفاق يفترض تنفيذه بداية الأسبوع المقبل، فيما أكد مصدر في الهلال الأحمر السوري أن تنفيذ الاتفاق سيبدأ الخميس، وأشرف على الاجتماع ضباط روس وممثلون عن النظام، اجتمعوا مع اللجنة المندوبة عن المعضمية.

 

تعرّف على 3 تفسيرات أغرب من الخيال للأزمة السورية!

العربية.نت – عهد فاضل

منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة السورية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كانت وسائل إعلام النظام والمؤسسات المرتبطة بها، في شكل مباشر أو غير مباشر، تقدم كثيرا من التفسيرات لتلك الثورة، وأغلب هذه التفسيرات، تأتي من “نظرية المؤامرة” التي تتبناها، عادة، الأنظمة الشمولية التي ترى في كل محاولات التغيير على أنها “تآمر” ما، وأحياناً يتم منح هذا “التآمر” المزعوم صفة كونية، وكما يقول إعلام الأسد حتى الآن عن أزمة سوريا إنها “مؤامرة كونية”. كما يعلم الجميع.

إلا أن هناك تفسيرات عجيبة تشكلت عن الأزمة السورية، اختلط فيها “التنبؤ” بالخيال العلمي بالربط المتعسف مابين تغيرات المناخ وثورات الشعوب. وأمكن إحصاء ثلاثة تفسيرات عجيبة منها، أولها وأكثرها غرابة، يربط مابين الثورة السورية و”العقيدة الشيطانية”، وثانيها، يربط بين الأزمة السورية و”أزمة الكوكب الأرضي”، وثالثها، يرى علاقة مباشرة مابين “تغير المناخ والعنف في سوريا”.

وعلى الرغم من أن التفسيرات الأخيرة، انطلقت من مبدأ واحد وهو تجاهل حق الشعوب بالتغيير والحرية والعدالة، وتغييب الفاعل الأصلي المتسبب بالأزمة السورية وهو رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلا أن مطالعة “العربية.نت” لهذه التفسيرات وما انطوت عليه من أعاجيب، جعلت تسليط الضوء عليها، متعة منقطعة النظير لمحبي “الخيال العلمي” و”تنبؤات” بطانة النظام السوري التي تحولت “أعجوبة” بكل معنى الكلمة.

جذور الأزمة السورية تمتد لقرون خلت!

لعل أشهر تفسير أثار سخرية واسعة في العام 2014 عندما طُرح على أحد التلفزيونات التابعة لنظام الأسد، أن ما يجري في سوريا هو جزء من مسعى يقوم به البعض “لاستحضار روح الشيطان” كي تنتصر “العقيدة الشيطانية”، وذلك من خلال اتجاه لتأسيس “معبد” شرّير تم العمل عليه منذ قرون طويلة، يكون فيه الشيطان هو المتحكّم بتفاصيل الأمور. وينتهي محمد خير ماميش، صاحب التفسير، إلى أن المسألة، والحالة تلك، ليست “مطالب شعبية لا يلبيها نظام حاكم. المسألة أن تكون في حزب الموت أو أن تكون في حزب الحياة” على حد قوله الذي أدخل فيه علم الانشطار الذري وعلم الفيزياء أيضاً، وكذلك العودة بالتاريخ إلى ما يقارب الألفي سنة سعيا منه لإيجاد رابط مابين الأزمة السورية، ومخطط تأسيس “العقيدة الشيطانية” كما سمّاها!

ووصل التفسير عند الرجل إلى درجة زعمه أنه يملك الحلول لمشكلة ارتفاع درجة حرارة الكوكب الأرضي، وأنه قادر على إيقاف ذوبان جليد القطب الشمالي. إلا أنه، كما قال، لن يقدّم حلوله إلا بشرط “إخراج جميع المسلّحين من سوريا” ثم إعادة “بناء سوريا ليس كما كانت بل بأحدث الطرز المعمارية في العالم” كشرطين منه لتقديم وصفته السحرية التي تحل مشكلة ارتفاع حرارة الأرض وذوبان جليد القطب الشمالي، كما قال بذلك على شاشة “سما” التابعة لنظام الأسد، في برنامج “وحش البحيرة” من إعداده هو وكان ضيف البرنامج الوحيد.

الثورة السورية وتغيّر المناخ

التفسير العجيب الثاني للثورة السورية أو الأزمة في سوريا، هو التفسير الذي اهتمّ به إعلام “حزب الله” اللبناني الشيعي المتطرف، والذي يقاتل في سوريا دعماً لنظام الأسد وشريك أساسي له بقتل السوريين، ويقوم هذا التفسير على اعتبار أن موجة “الجفاف” التي ضربت سوريا مابين عامي 2007 و 2010 هي التي تسببت بالأزمة السورية!

وجاء في تقرير يحمل عنوان “دراسة علمية: الثورة السورية قامت بسبب المناخ” نشرته صحيفة “الأخبار” التابعة لـ”حزب الله” بتاريخ الرابع من شهر مارس 2015 أنه “للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 تخرج دراسة علمية لتؤكد أن هناك علاقة مباشرة مابين الحراك العنفي الذي شهدته سوريا وبين تغيّر المناخ!”.

وجاء في تقرير الصحيفة المشار إليه أن “الجفاف في الأصل” قبل “دبابات النظام والنووي وداعش والنصرة، الذي أدى إلى ما شهدته سوريا من اضطرابات ولاتزال منذ خمسة أعوام” استناداً إلى دراسة نشرت في إحدى الصحف الغربية، رآها إعلام “حزب الله” فرصة لينال من حقيقة الثورة السورية على نظام الأسد، بعدما نال منها قتلاً وترويعاً في مختلف المناطق السورية، فتقدّم بهذا التفسير العجيب لإجهاض ثورة السوريين وتحويلها مجرد انعكاسات لتغير المناخ!

أزمة سوريا هي أزمة الكوكب الأرضي!

التفسير العجيب الثالث، تقدّم به هذه المرة، الدكتور طالب عمران القريب من نظام الأسد، والذي اشتُهر بأدب الخيال العلمي ورئيس تحرير مجلة “الخيال العلمي” التي تصدرها حكومة الأسد، وصدرت له كتب كثيرة في هذا المجال. إلا أنه وفي حوار لصحيفة “الوطن” السورية التابعة لنظام الأسد، أمس الثلاثاء، قال رداً على سؤال ما إذا كان كتب شيئاً عن “ملامح المرحلة القادمة أي ما بعد الأزمة” في سوريا، فيؤكد: “أقول إن الأزمة التي يمر فيها العالم، وليس نحن في سوريا فقط، فهي أزمة كوكب بالمجمل!”.

ويربط عمران ما بين تلك “الأزمة” التي اعتبرها إنسانية وتضرب الكوكب كله، وليس سوريا فحسب، كما قال، بـ”مخططين يحاولون أن يبرمجوا العالم” بطريقتهم، على حد تعبيره، وصولا إلى تحذيره حتى من “اللعب في الجينات والهندسة الوراثية”!

مؤكداً أن كل ما حصل في السابق وكل ما سيحصل في المستقبل، كان قد “تنبّأ” به في مؤلفاته: “كل ما يحدث الآن وما سيحدث في المستقبل هو ضمن تصوراتي وكتاباتي”! وأن “من يملك هواجس معينة مسموح له أن يطلّ على عوالم أخرى ليستقطب فكرة المستقبل!” كما قال في حواره السالف.

 

 

تحليل-مقتل العدناني ضربة موجعة للدولة الإسلامية في لحظة حرجة

من سامية نخول وأنجوس ماكدوال

بيروت (رويترز) – حرمت الضربة الجوية الأمريكية التي يعتقد أنها أسفرت عن مقتل أبو محمد العدناني تنظيم الدولة الإسلامية من مهندس الهجمات التي يقف وراءها التنظيم على الغرب في وقت يواجه فيه فقدان سيطرته على مساحات من الأرض في معقله.

 

والعدناني واحد من آخر الباقين على قيد الحياة من قيادات تنظيم القاعدة الذين شكلوا في الأصل تنظيم الدولة الإسلامية في العقد الماضي في العراق ومنهم أبو بكر البغدادي الذي نصب نفسه خليفة على المسلمين.

 

وقد صعد نجمه ليصبح من أهم قيادات التنظيم الجديد.

 

وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في الجيش العراقي لرويترز في بغداد “هذه ضربة معنوية ودعائية كبرى للجماعة لأنها تظهر أن قيادتهم العليا مستهدفة من خلال سلسلة فعالة ومنظمة.”

 

فلم يقم العدناني بتنسيق الجهد الدعائي لتنظيم الدولة الاسلامية – وهي مهمة تمثل لب سعي التنظيم لهدم الدول العصرية – فحسب بل إنه كان من المخططين العسكريين الرئيسيين للتنظيم.

 

وإذا ما تأكد موته فمن الصعب إيجاد البديل لهذه المهارات حتى في جماعة تتمتع بالمرونة مثل تنظيم الدولة الإسلامية وذلك بعد سلسلة من الخسائر الاقليمية ومقتل قيادات عليا.

 

فقد تزايدت خسائر الدولة الإسلامية في العراق في الشهور الأخيرة. سقطت الفلوجة في غرب العراق وسيطرت القوات العراقية على طرق رئيسية مؤدية إلى الموصل المدينة القديمة الواقعة على نهر دجلة التي كان سقوطها عام 2014 إيذانا بما حققته الجماعة من تقدم خاطف.

 

من ناحية أخرى كاد ما حققه تحالف مدعوم من الولايات المتحدة في سوريا أن يعزل الدولة الإسلامية عن الحدود التركية بعد الهزيمة في مدينة منبج الرئيسية وبدأ يوجه أنظاره إلى معقل التنظيم في وادي نهر الفرات.

 

ولا يتوقع سوى قلة قليلة أن تتحقق انتصارات أخرى على الدولة الإسلامية بسرعة أو على الفور غير أن من الواضح أن أعداء التنظيم حققوا زخما واضحا في كل من العراق وسوريا دفع التنظيم لتبني استراتيجية شن هجمات في الخارج.

 

وكان العدناني هو الذي يقف وراء تلك السياسة فأظهر مرونة عقائدية وتكتيكية سمحت للجماعة أولا بالاستفادة من الاستيلاء على الأرض وثانيا بالتكيف مع اضطرارها للتقهقر.

 

وبذلك تحول التنظيم من التأكيد على أحلام توحيد المسلمين تحت راية خلافة واحدة تقوم على الفكر المتشدد إلى استراتيجية جهادية أقدم مبنية على بث الرعب في نفوس الأعداء بمهاجمتهم في عقر دارهم.

 

غير أنه حقق ذلك بوسائل منها إتقان أساليب صادمة واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لإلهاب المشاعر وتوجيه هجمات المتطرفين الهواة بدلا من الاعتماد على خلايا معقدة من المتطرفين الذين تلقوا تدريبا عاليا مثلما حدث في عهد سابق.

 

وكان ذلك في جانب منه إرث العدناني.

 

* نبوءة نهاية العالم

 

قال تنظيم الدولة الاسلامية إن العدناني قتل يوم الثلاثاء “أثناء تفقده العمليات العسكرية في ولاية حلب.”

 

ووعد التنظيم بالثأر لموته لكنه لم يكشف عن تفاصيل موته أو عمن قتله.

 

وقال مسؤول دفاعي أمريكي لرويترز إن الولايات المتحدة استهدفت العدناني يوم الثلاثاء في ضربة على سيارة كانت تتحرك في مدينة الباب السورية. لكن المسؤول امتنع عن تأكيد موت العدناني. وفي كثير من الأحيان تستغرق التدابير الأمريكية للتأكد من صحة مثل هذه الأمور أياما وكثيرا ما تأتي بعد الإعلانات الرسمية من جانب جماعات المتشددين.

 

وربما يعكس وجود العدناني في ريف حلب أهميته الاستراتيجية والرمزية للدولة الإسلامية. وقد أصبحت الجبهة الشمالية الغربية أنشط مسرح للعمليات في الحرب السورية وكذلك ساحة للقوى العالمية والاقليمية المتنافسة.

 

فقد ركزت الحكومة وجماعات المعارضة التي تسيطر فيما بينها على معظم مناطق غرب سوريا كثيفة السكان على معركتها من أجل السيطرة على حلب أكبر مدن سوريا قبل الحرب والتي تعد غنيمة استراتيجية.

 

غير أن صراعا ثانويا تطور في الشمال والشرق إذ استطاع مقاتلون أكراد تدعمهم الولايات المتحدة وقوات من المعارضة تدعمها تركيا – وكلا الطرفان يتناحران مع بعضهما البعض – الاستيلاء على مساحات من الاراضي الشاسعة الخاضعة لسيطرة التنظيم على امتداد الحدود التركية وحوض نهر الفرات.

 

وكادت تلك الانتصارات تعزل الدولة الإسلامية عن آخر موطئ قدم لها على الحدود التركية وهي الصلة الوحيدة التي تربطها بالمجندين الجدد القادمين من الخارج في حين أن تقدما مطردا من الشمال جعل أعداءها يقتربون لمسافة 30 كيلومترا فقط من الرقة “معقلها الرئيسي” في سوريا.

 

لكن هذه الانتكاسات الاستراتيجية لا تمثل اهتمام الدولة الإسلامية الوحيد بريف حلب. فعلى مسافة 30 كيلومترا فحسب إلى الشمال الغربي من مدينة الباب التي تردد أن العدناني قتل فيها في غارة جوية بعد وصوله لتفقد ساحة المعركة تقع قرية دابق.

 

وتقول نبوءة إسلامية إن القرية التي تتألف من بضعة شوارع وتحف بها الحقول الزراعية ستكون موقعا لمعركة نهائية بين المسلمين والكفار ستصبح علامة من علامات يوم القيامة.

 

وتتبدى أهمية القرية في دعايات تنظيم الدولة الاسلامية التي كان العدناني يتولى تنسيقها في اختيار اسمها اسما لمجلة الكترونية استهدفت إلهاب مشاعر المجندين الجدد للانضمام لقضية التنظيم وكذلك توجيه التعليمات لهم عن سبل الجهاد العالمي.

 

* ضرب متواصل

 

تحت وطأة الهجمات المتواصلة على مدى عامين من جانب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والخسائر العسكرية على الأرض تزايد اتجاه العدناني للدعوة في رسائل صوتية مسجلة إلى شن هجمات على الولايات المتحدة والدول الغربية. وقال التنظيم إنه وراء ما وقع من هجمات دامية في باريس ونيس وبروكسل.

 

وتولد هذا التحول من ضرورة تكتيكية بعد أن ضيقت الحكومات الغربية والاقليمية الخناق على سفر المتشددين إلى سوريا أو العراق للانضمام لصفوف التنظيم.

 

وقال العدناني في إحدى رسائله المسجلة “يا عباد الله يا أيها الموحدون. لئن أغلق الطواغيت في وجوهكم باب الهجرة فافتحوا في وجوههم باب الجهاد واجعلوا فعلهم عليهم حسرة.”

 

ولد العدناني عام 1977 باسم طه صبحي فلاحة في محافظة إدلب الواقعة إلى الجنوب الغربي من حلب وقبل أكثر من عشر سنوات بايع تنظيم القاعدة الذي خرج تنظيم الدولة الإسلامية من رحمه وفي وقت من الأوقات كان سجينا في قبضة القوات الأمريكية في العراق.

 

وقال مصدر على صلة بأسرة العدناني إنه غادر سوريا إلى العراق لمقاتلة القوات الأمريكية بعد اجتياح العراق عام 2003 ولم يعد إلى وطنه إلا بعد بدء الحرب الأهلية السورية عام 2011.

 

وتقول سيرة حياته المنشورة على مواقع للمتشددين إنه نشأ على حب المساجد وكان قارئا غزير القراءة.

 

وقال مسؤول أمريكي مختص بمكافحة الإرهاب يتولى متابعة أمور التنظيم إن موت العدناني سيوجع المتشددين “في المنطقة التي تتزايد أهميتها لهم في وقت تخسر فيه الجماعة المزيد من أراضيها وقاعدتها المالية … وتتجه إلى شن هجمات في أوروبا وجنوب شرق آسيا وغيرها أو الإيعاز بها.”

 

وقال هشام الهاشمي المحلل الأمني في بغداد الذي يقدم المشورة للحكومة فيما يخص التنظيم “كهدف عسكري العدناني أقل أهمية من (وزير الحرب السابق عمر) الشيشاني (الذي قتل في العراق في وقت سابق هذا العام). وموته في الأساس ضربة لمعنوياته فهو الذي يحث المقاتلين على الانضمام له في سوريا.”

 

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

 

 

 

مقتل جنرال من الحرس الثوري الإيراني في حلب

بيروت (رويترز) – ذكرت مواقع إخبارية إيرانية يوم الأربعاء أن ضابطا برتبة بريجادير جنرال من الحرس الثوري الإيراني قتل خلال قتال في حلب.

 

وقال موقع تسنيم الإخباري إن أحمد غلامي قتل الثلاثاء على يد “إرهابيين تكفيريين” وهو وصف يستخدمه الشيعة لوصف المتشددين السنة.

 

وتقاتل إيران وحلفاؤها الشيعة وبينهم مقاتلون من أفغانستان وجماعة حزب الله اللبنانية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في حين تمول السعودية وتركيا وبعض دول الخليج مقاتلي المعارضة.

 

وأعلنت إيران مقتل ستة جنرالات في سوريا وعدد أكبر كثيرا من الضباط الأقل رتبا منذ 2012.

 

وجاء في تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في مارس آذار هذا العام أن 342 إيرانيا لقوا حتفهم في القتال في سوريا منذ يناير كانون الثاني 2012.

 

وقال موقع تسنيم إن غلامي كان قائدا عسكريا خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات وشارك في عدد من المعارك الفارقة. وكان قد تقاعد قبل التوجه إلى سوريا.

 

وقال زميل لغلامي في الجيش يدعى أكبر باقري دولابي لتسنيم “نظرا للخبرة الكبيرة التي اكتسبها في الجيش فقد ذهب إلى سوريا والعراق وتولى مسؤولية تدريب بعض قوات المقاومة.”

 

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى