صفحات الناس

هل تُسلِّمُ “وحدات الحماية” عفرين للنظام؟/ خالد الخطيب

 

 

يتواصل التصعيد العسكري في ريف حلب الشمالي على الجبهات بين المعارضة وبين “وحدات حماية الشعب” الكردية، منذ أن لوّحت تركيا بعمل عسكري واسع يستهدف المناطق التي تسيطر عليها “الوحدات” في عفرين وريف حلب الغربي التي تطلق عليها “الوحدات” اسم “الشهباء”. وتندلع اشتباكات متفرقة، بين المعارضة و”الوحدات”، يتلوها قصف مدفعي وصاروخي تركي من القواعد التركية المنتشرة في ريف حلب يستهدف مواقع “الوحدات” بالقرب من خطوط الاشتباك وكذلك على الثكنات العسكرية بالقرب من تل رفعت وغربي إعزاز. القصف التركي كان قد تسبب بمقتل ثلاثة مدنيين، في قرية كفر انطوان التي تسيطر عليها “وحدات الحماية” في ريف اعزاز.

القصف التركي شهد تصاعداً خلال اليومين الماضيين، ويهدف بالدرجة الأولى للضغط على “الوحدات” التي تبدو ماضية للنهاية في المواجهة المتوقعة. وهددت “الوحدات” بإمكانية تعطيل معركة الرقة ضد “الدولة الإسلامية” إذا ما تدخلت تركيا عسكرياً ضد معقلها في كانتون عفرين، وهو ما يدرج في إطار الضغط على الولايات المتحدة، للتدخل وحمايتها في عفرين. كما دفعت “الوحدات” بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهات القتال غربي مدينتي مارع وإعزاز، ومن ضمنها قواعد صواريخ غراد ومدفعية هاون، وأوقفت الاجازات لعناصرها ودعتهم للالتحاق بمواقعهم. تحركات “الوحدات” تم رصدها من قبل القوات التركية التي تعاملت معها بالقصف المركز بالأسلحة الثقيلة.

ولم تشغل معركة الرقة “الوحدات” عن التطورات المتسارعة في ريف حلب، وتواصل سياسة التعبئة للشارع في مناطق سيطرتها، لمنع طرد مليشياتها من عفرين. وخرج الآلاف في عفرين، الأربعاء، في مسيرة رفضت القصف التركي ونددت بالتدخل العسكري التركي المحتمل. ودعا إلى المظاهرة أحزاب “الاتحاد الديموقراطي” و”الديموقراطي التقدمي الكردي” و”الديموقراطي الكردي السوري” و”الوحدة الديموقراطي الكردي في سوريا/ يكيتي”. المشاركون في المسيرة رفعوا أيضاً صوراً لزعيم حزب “العمال الكردستاني” عبدالله أوجلان، المعتقل في تركيا.

وحاولت “وحدات الحماية” إخراج مظاهرة مماثلة في مدينة تل أبيض بالقرب من الحدود السورية/التركية شمالي الرقة، الأربعاء، لكن أهالي المدينة رفضوا الخروج بالرغم من التهديدات التي وجهتها “الوحدات” في حال تخلفهم عن الدعوة. وأجبرت قوات الأمن “الأسايش” أصحاب المحال التجارية على إغلاق محالهم، بالقوة. مظاهرة تل أبيض لم يحضرها سوى العشرات ممن تجمعوا بالقرب من “دوار السياسية”. وفي مدينة منبج دعت “الوحدات” عبر مكبرات الصوت الأهالي للخروج في مظاهرة،  تطالب بوقف “الاعتداءات التركية ضد عفرين”.

“وحدات الحماية” تقول في حملتها الدعائية إن القوات التركية، والمعارضة المسلحة، قد أفرغتا المدن والبلدات القريبة من خطوط الاشتباك في ريف حلب الشمالي تمهيداً لاقتحام المناطق التي تسيطر عليها “الوحدات” في الغرب. لكن ذلك غير واقعي، وما تزال هذه المناطق مكتظة بالسكان، ولا وجود لمظاهر مسلحة للمعارضة سوى على الجبهات. ولا وجود لقوات تركية خارج القواعد العسكرية. الحديث عن اقتراب المعركة، وحشد آلاف المقاتلين التابعين لفصائل المعارضة، ليس سوى أخبار مغلوطة تتناقلها وسائل الإعلام رغم افتقادها للدقة.

مصدر عسكري مُعارض، قال لـ”المدن”، إن الجانب التركي لم يطلب حتى الآن من فصائل المعارضة الاستنفار من أجل خوض معركة ضد “وحدات الحماية” في عفرين وتل رفعت. وليس لدى فصائل المعارضة أي معلومات تفصيلية حول العملية العسكرية المفترضة. إلا أن الواقع الميداني يشير إلى احتمال اندلاع مواجهة، وإن حصلت ذلك، فاستدعاء الفصائل ليس بالأمر الصعب. إذ يمكن اتخاذ القرار بشأن المعركة خلال ساعات، لأن المنطقة التي تنتشر فيها فصائل المعارضة “درع الفرات” (سابقاً) صغيرة، والقواعد التركية جاهزة للتغطية النارية بعدما استقدمت تعزيزات كبيرة خلال الشهر الماضي.

المصدر أكد أن تركيا لا تبدو في عجلة من أمرها لخوض معركة ضد “وحدات الحماية”، والأهداف التي تريدها تركيا يمكن تحقيقها من دون خوض معركة برية. وإلى الآن ما يزال الموقف الروسي غامضاً، والقوات الروسية لم تنسحب بشكل كامل من منطقة عفرين. في الوقت ذاته، تُصعّد تركيا من قصفها لمواقع “الوحدات” بهدف الضغط عليها، ووضعها أمام خيارات صعبة، وتدفعها للمبادرة التي سوف تتعامل معها تركيا وفقاً لمصلحتها. ويتابع المصدر: “إن كان خيار الوحدات التصعيد والمواجهة فتركيا جاهزة لخوض حرب تكون فيها في موقع الرد على الاعتداءات التي شكلت خطراً على الأمن القومي التركي، وفي الغالب لم تخرج التصريحات التركية في الآونة الأخيرة خارج هذا السياق من التصريحات الإعلامية على عكس ما يثار في الإعلام من تصعيد”.

وتوقع المصدر العسكري المعارض ألا تنجرَّ تركيا للتصعيد على خلفية التصريحات التي أدلى بها الرئيس المشترك لحزب “الاتحاد الديموقراطي” صالح مسلم، حول امكانية تسليم “وحدات الحماية”، الجناح العسكري للحزب، مدينة عفرين إلى النظام إن لم تعمل روسيا والولايات المتحدة على وقف التهديدات التركية.

صالح مسلم كان قد قال لقناة “روناهي” المقربة من “الاتحاد الديموقراطي”: “طلبنا من أميركا وروسيا التدخل لإيقاف العدوان التركي على عفرين، وإذا لم يساعدونا في إيقاف هذا العدوان فسوف نقوم بتسليم منطقة عفرين للنظام السوري، كما فعلنا مع منبج وقطع الطريق أمام تركيا لأنها أرض سورية، ولن نسمح لتركيا باحتلال شبر من تراب سوريا”.

وسبقت تصريحات مسلم، تسريبات إعلامية أكدت وجود مفاوضات سرية تجري بين حزب “الاتحاد الديموقراطي” وبين النظام، في حلب، حول تسليم مدينة عفرين والمناطق التي تسيطر عليها “الوحدات” في ريف حلب الشمالي. رئيس “المجلس الوطني الكردي” المنضوي في “الائتلاف الوطني” إبراهيم برو، عزز من احتمال صدق التسريبات بتصريحات له صبّت في الاتجاه ذاته، وقال إن هناك مخاوف كبيرة من أن يسلم “الاتحاد الديموقراطي” مدينة عفرين إلى النظام السوري، تفادياً للعملية العسكرية التركية المحتملة.

الناشط الإعلامي عبدالفتاح الحسين، قال لـ”المدن”، إن “وحدات الحماية” في موقف لا تحسد عليه، ولن يكون قرار تسليم عفرين للنظام بالأمر السهل عليها، هذا لو افترضنا أن بإمكانها أن تقرر مصير المنطقة التي تعتبر منطقة نفوذ روسية. النظام و”الوحدات” عليهم تنفيذ الرؤية الروسية في ما يخص عفرين ومناطق ريف حلب التي تسيطر عليها “الوحدات”. وإذا ما تم التفاهم بالفعل بين روسيا وتركيا حول هذا الملف والذي يهدف بالدرجة الأولى إلى طرد “الوحدات” من المنطقة، حينها لا مشكلة لتركيا بالطريقة التي تحقق هذا الهدف.

وأضاف الحسين أن التصعيد التركي نجح إلى حد ما بإلحاق الهزيمة النفسية في صفوف “الوحدات”، ولم يعد هناك تنمر من قبلها على مناطق الفصائل كما كان يحدث خلال الفترة الماضية، ولم تعد تحاول التسلل إلى مواقع المعارضة، وردها على القصف الذي يطال مواقعها أقل من ذي قبل. فـ”الوحدات” لا تريد خسارة عفرين بأي ثمن كان، إذ تشكل واجهة حضارية تتفاخر بها “الوحدات” من حيث التنظيم والأمن والنشاط الاقتصادي المتميز بخلاف معظم المناطق السورية. وتشكل عفرين قاعدة بشرية يمكنها الاستفادة منها بشكل كبير في عملياتها التوسعية. وتعتبر عفرين جيباً مهماً لـ”الوحدات” ويمكن أن تتخلى عن أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب لصالح النظام، ولا يمكنها أن تفعل الأمر ذاته في عفرين.

الحسين أكد أن “وحدات الحماية” قد تُقدّمُ عرضاً لتركيا حول الانسحاب من تل رفعت والبلدات التي احتلتها “الوحدات” مطلع العام 2016، بشرط التوقف عند هذا الحد، لتحتفظ في المقابل بعفرين. لكن تركيا تطمح لأكثر من ذلك بالطبع، على الأقل إنهاء وجود “الوحدات” شمالي عفرين بموازاة الحدود التركية بعمق 10  كيلومترات.

وتبقى السيناريوهات مفتوحة خلال الفترة القادمة، فـ”الوحدات” سبق وسلمت عدداً من المناطق إلى النظام، وهي تدرك أنها في حال خضعت للتهديدات التركية في عفرين، فمن الممكن أن تمتد المطالب التركية إلى منبج، ومناطق شرق الفرات في تل أبيض. لذا فهي تحاول تجريب شتى الطرق، لمنع حدوث سيناريو الحرب ضدها، وتحشد لذلك على مختلف الصعد، وربما تحاول الاستفادة من مخرجات “أستانة 5” الذي أظهر تباعداً في الموقفين الروسي والتركي حيال ملفات مختلفة.

هل تُسلِّمُ “وحدات الحماية” عفرين للنظام؟ خالد الخطيب | الخميس 06/07/2017 شارك المقال : 0Google +00 دفعت “الوحدات” بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهات القتال غربي مدينتي مارع وإعزاز (تويتر) يتواصل التصعيد العسكري في ريف حلب الشمالي على الجبهات بين المعارضة وبين “وحدات حماية الشعب” الكردية، منذ أن لوّحت تركيا بعمل عسكري واسع يستهدف المناطق التي تسيطر عليها “الوحدات” في عفرين وريف حلب الغربي التي تطلق عليها “الوحدات” اسم “الشهباء”. وتندلع اشتباكات متفرقة، بين المعارضة و”الوحدات”، يتلوها قصف مدفعي وصاروخي تركي من القواعد التركية المنتشرة في ريف حلب يستهدف مواقع “الوحدات” بالقرب من خطوط الاشتباك وكذلك على الثكنات العسكرية بالقرب من تل رفعت وغربي إعزاز. القصف التركي كان قد تسبب بمقتل ثلاثة مدنيين، في قرية كفر انطوان التي تسيطر عليها “وحدات الحماية” في ريف اعزاز. القصف التركي شهد تصاعداً خلال اليومين الماضيين، ويهدف بالدرجة الأولى للضغط على “الوحدات” التي تبدو ماضية للنهاية في المواجهة المتوقعة. وهددت “الوحدات” بإمكانية تعطيل معركة الرقة ضد “الدولة الإسلامية” إذا ما تدخلت تركيا عسكرياً ضد معقلها في كانتون عفرين، وهو ما يدرج في إطار الضغط على الولايات المتحدة، للتدخل وحمايتها في عفرين. كما دفعت “الوحدات” بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهات القتال غربي مدينتي مارع وإعزاز، ومن ضمنها قواعد صواريخ غراد ومدفعية هاون، وأوقفت الاجازات لعناصرها ودعتهم للالتحاق بمواقعهم. تحركات “الوحدات” تم رصدها من قبل القوات التركية التي تعاملت معها بالقصف المركز بالأسلحة الثقيلة. ولم تشغل معركة الرقة “الوحدات” عن التطورات المتسارعة في ريف حلب، وتواصل سياسة التعبئة للشارع في مناطق سيطرتها، لمنع طرد مليشياتها من عفرين. وخرج الآلاف في عفرين، الأربعاء، في مسيرة رفضت القصف التركي ونددت بالتدخل العسكري التركي المحتمل. ودعا إلى المظاهرة أحزاب “الاتحاد الديموقراطي” و”الديموقراطي التقدمي الكردي” و”الديموقراطي الكردي السوري” و”الوحدة الديموقراطي الكردي في سوريا/ يكيتي”. المشاركون في المسيرة رفعوا أيضاً صوراً لزعيم حزب “العمال الكردستاني” عبدالله أوجلان، المعتقل في تركيا. وحاولت “وحدات الحماية” إخراج مظاهرة مماثلة في مدينة تل أبيض بالقرب من الحدود السورية/التركية شمالي الرقة، الأربعاء، لكن أهالي المدينة رفضوا الخروج بالرغم من التهديدات التي وجهتها “الوحدات” في حال تخلفهم عن الدعوة. وأجبرت قوات الأمن “الأسايش” أصحاب المحال التجارية على إغلاق محالهم، بالقوة. مظاهرة تل أبيض لم يحضرها سوى العشرات ممن تجمعوا بالقرب من “دوار السياسية”. وفي مدينة منبج دعت “الوحدات” عبر مكبرات الصوت الأهالي للخروج في مظاهرة،  تطالب بوقف “الاعتداءات التركية ضد عفرين”. “وحدات الحماية” تقول في حملتها الدعائية إن القوات التركية، والمعارضة المسلحة، قد أفرغتا المدن والبلدات القريبة من خطوط الاشتباك في ريف حلب الشمالي تمهيداً لاقتحام المناطق التي تسيطر عليها “الوحدات” في الغرب. لكن ذلك غير واقعي، وما تزال هذه المناطق مكتظة بالسكان، ولا وجود لمظاهر مسلحة للمعارضة سوى على الجبهات. ولا وجود لقوات تركية خارج القواعد العسكرية. الحديث عن اقتراب المعركة، وحشد آلاف المقاتلين التابعين لفصائل المعارضة، ليس سوى أخبار مغلوطة تتناقلها وسائل الإعلام رغم افتقادها للدقة. مصدر عسكري مُعارض، قال لـ”المدن”، إن الجانب التركي لم يطلب حتى الآن من فصائل المعارضة الاستنفار من أجل خوض معركة ضد “وحدات الحماية” في عفرين وتل رفعت. وليس لدى فصائل المعارضة أي معلومات تفصيلية حول العملية العسكرية المفترضة. إلا أن الواقع الميداني يشير إلى احتمال اندلاع مواجهة، وإن حصلت ذلك، فاستدعاء الفصائل ليس بالأمر الصعب. إذ يمكن اتخاذ القرار بشأن المعركة خلال ساعات، لأن المنطقة التي تنتشر فيها فصائل المعارضة “درع الفرات” (سابقاً) صغيرة، والقواعد التركية جاهزة للتغطية النارية بعدما استقدمت تعزيزات كبيرة خلال الشهر الماضي. المصدر أكد أن تركيا لا تبدو في عجلة من أمرها لخوض معركة ضد “وحدات الحماية”، والأهداف التي تريدها تركيا يمكن تحقيقها من دون خوض معركة برية. وإلى الآن ما يزال الموقف الروسي غامضاً، والقوات الروسية لم تنسحب بشكل كامل من منطقة عفرين. في الوقت ذاته، تُصعّد تركيا من قصفها لمواقع “الوحدات” بهدف الضغط عليها، ووضعها أمام خيارات صعبة، وتدفعها للمبادرة التي سوف تتعامل معها تركيا وفقاً لمصلحتها. ويتابع المصدر: “إن كان خيار الوحدات التصعيد والمواجهة فتركيا جاهزة لخوض حرب تكون فيها في موقع الرد على الاعتداءات التي شكلت خطراً على الأمن القومي التركي، وفي الغالب لم تخرج التصريحات التركية في الآونة الأخيرة خارج هذا السياق من التصريحات الإعلامية على عكس ما يثار في الإعلام من تصعيد”. وتوقع المصدر العسكري المعارض ألا تنجرَّ تركيا للتصعيد على خلفية التصريحات التي أدلى بها الرئيس المشترك لحزب “الاتحاد الديموقراطي” صالح مسلم، حول امكانية تسليم “وحدات الحماية”، الجناح العسكري للحزب، مدينة عفرين إلى النظام إن لم تعمل روسيا والولايات المتحدة على وقف التهديدات التركية. صالح مسلم كان قد قال لقناة “روناهي” المقربة من “الاتحاد الديموقراطي”: “طلبنا من أميركا وروسيا التدخل لإيقاف العدوان التركي على عفرين، وإذا لم يساعدونا في إيقاف هذا العدوان فسوف نقوم بتسليم منطقة عفرين للنظام السوري، كما فعلنا مع منبج وقطع الطريق أمام تركيا لأنها أرض سورية، ولن نسمح لتركيا باحتلال شبر من تراب سوريا”. وسبقت تصريحات مسلم، تسريبات إعلامية أكدت وجود مفاوضات سرية تجري بين حزب “الاتحاد الديموقراطي” وبين النظام، في حلب، حول تسليم مدينة عفرين والمناطق التي تسيطر عليها “الوحدات” في ريف حلب الشمالي. رئيس “المجلس الوطني الكردي” المنضوي في “الائتلاف الوطني” إبراهيم برو، عزز من احتمال صدق التسريبات بتصريحات له صبّت في الاتجاه ذاته، وقال إن هناك مخاوف كبيرة من أن يسلم “الاتحاد الديموقراطي” مدينة عفرين إلى النظام السوري، تفادياً للعملية العسكرية التركية المحتملة. الناشط الإعلامي عبدالفتاح الحسين، قال لـ”المدن”، إن “وحدات الحماية” في موقف لا تحسد عليه، ولن يكون قرار تسليم عفرين للنظام بالأمر السهل عليها، هذا لو افترضنا أن بإمكانها أن تقرر مصير المنطقة التي تعتبر منطقة نفوذ روسية. النظام و”الوحدات” عليهم تنفيذ الرؤية الروسية في ما يخص عفرين ومناطق ريف حلب التي تسيطر عليها “الوحدات”. وإذا ما تم التفاهم بالفعل بين روسيا وتركيا حول هذا الملف والذي يهدف بالدرجة الأولى إلى طرد “الوحدات” من المنطقة، حينها لا مشكلة لتركيا بالطريقة التي تحقق هذا الهدف. وأضاف الحسين أن التصعيد التركي نجح إلى حد ما بإلحاق الهزيمة النفسية في صفوف “الوحدات”، ولم يعد هناك تنمر من قبلها على مناطق الفصائل كما كان يحدث خلال الفترة الماضية، ولم تعد تحاول التسلل إلى مواقع المعارضة، وردها على القصف الذي يطال مواقعها أقل من ذي قبل. فـ”الوحدات” لا تريد خسارة عفرين بأي ثمن كان، إذ تشكل واجهة حضارية تتفاخر بها “الوحدات” من حيث التنظيم والأمن والنشاط الاقتصادي المتميز بخلاف معظم المناطق السورية. وتشكل عفرين قاعدة بشرية يمكنها الاستفادة منها بشكل كبير في عملياتها التوسعية. وتعتبر عفرين جيباً مهماً لـ”الوحدات” ويمكن أن تتخلى عن أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب لصالح النظام، ولا يمكنها أن تفعل الأمر ذاته في عفرين. الحسين أكد أن “وحدات الحماية” قد تُقدّمُ عرضاً لتركيا حول الانسحاب من تل رفعت والبلدات التي احتلتها “الوحدات” مطلع العام 2016، بشرط التوقف عند هذا الحد، لتحتفظ في المقابل بعفرين. لكن تركيا تطمح لأكثر من ذلك بالطبع، على الأقل إنهاء وجود “الوحدات” شمالي عفرين بموازاة الحدود التركية بعمق 10  كيلومترات. وتبقى السيناريوهات مفتوحة خلال الفترة القادمة، فـ”الوحدات” سبق وسلمت عدداً من المناطق إلى النظام، وهي تدرك أنها في حال خضعت للتهديدات التركية في عفرين، فمن الممكن أن تمتد المطالب التركية إلى منبج، ومناطق شرق الفرات في تل أبيض. لذا فهي تحاول تجريب شتى الطرق، لمنع حدوث سيناريو الحرب ضدها، وتحشد لذلك على مختلف الصعد، وربما تحاول الاستفادة من مخرجات “أستانة 5” الذي أظهر تباعداً في الموقفين الروسي والتركي حيال ملفات مختلفة.

المدن

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى