أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الإثنين, 18 أبريل 2011

 


تظاهرات في «يوم الجلاء» ترفع سقف المطالب … وقتلى خلال تشييع

دمشق، عمان – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – في «يوم الجلاء» السوري، اندلعت تظاهرات احتجاجية في مدن سورية عدة، بينها حلب والسويداء ودرعا وبانياس ودوما، شارك فيها الآلاف، وذلك غداة تعهد الرئيس بشار الأسد بقرب رفع قانون الطوارئ. وأعلنت السلطات السورية ان الجهات المختصة ضبطت كمية كبيرة من الاسلحة في سيارة يقودها عراقي اثناء محاولته تهريبها الى البلاد عبر بوابة التنف بين سورية والعراق.

وفيما نقلت وكالة «رويترز» عن شهود ان ثلاثة محتجين قتلوا برصاص القوات السورية خلال تشييع في بلدة التلبيسة قرب حمص، كان لافتاً أمس ارتفاع سقف مطالب المتظاهرين عندما دعا الآلاف الى إطاحة الرئيس الأسد أثناء تشييع جثمان الجندي محمد علي رضوان القومان (20 عاما) الذي قتل في الاضطرابات الاخيرة. وردد المحتجون شعار «سورية حرة حرة، وبشار على برة»، كما رددوا شعارات تنتقد في شدة الرئيس السوري. وافادت وكالة «رويترز» انه أمكن سماع الهتافات في اتصال هاتفي مع أحد المشيعين في الجنازة في بلدة حراك التي تبعد 33 كيلومترا شمال شرقي مدينة درعا، مشيرة الى ان هذه الهتافات بدت أكثر عدائية تجاه الرئيس السوري بالمقارنة مع الشعارات التي رفعت خلال احتجاجات سابقة في ضوء اعتقاد بأن الجندي قضى نتيجة تعرضه للتعذيب على أيدي قوات الامن.

وقال قريب لأسرة الجندي انها أُبلغت بأن ابنها توفي عندما صعقته الكهرباء مصادفة في وحدته العسكرية قرب دمشق. لكنه أضاف ان هناك علامات على وجود آثار ضرب على قدم الجندي، فيما قال أطباء في مستشفى محلي ان هناك مؤشرات الى تعرضه للتعذيب.

وفي درعا ايضا، قال شهود ان الآلاف تجمعوا في الميدان الرئيسي بعد صلاة الظهر مرددين هتافات تدعو الى إسقاط النظام. وقال ناشط في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان «تظاهرة شارك فيها أربعة آلاف شخص، بينهم ألف امرأة، انطلقت من امام جامع العمري عند الواحدة ظهرا (10 بتوقيت غرينتش) الى ساحة السرايا في مركز المدينة». واضاف: «أُقيم في الساحة مهرجان خطابي شارك فيه معتقلون سابقون ورجال دين وبعض المؤيدين الذين قدموا من مدينة دوما (ريف دمشق)، وتناولوا في كلماتهم دعم درعا الثائرة». واشار الى ان «سقف المطالب ارتفع فلم تعد هناك مسائل مطلبية، بل انطلقت هتافات مناهضة للنظام»، لافتاً الى خلو المدينة من عناصر الأمن او الجيش.

وأعلن ان مدينة حلب، ثاني اكبر المدن السورية، شهدت امس تظاهرة مناهضة للنظام. اذ قال حقوقي على اتصال بالمحتجين إن المئات الذين كانوا يرددون «الشعب يريد الحرية» تجمعوا عند ضريح زعيم الاستقلال ابراهيم هنانو في المدينة.

في الوقت نفسه، أصيب خمسة متظاهرين في السويداء، معقل الدروز جنوب سورية، عندما هاجم انصار السلطة تظاهرتين مناهضتين للنظام. وقال مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مازن درويش المقيم في دمشق في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» في نيقوسيا، انه لمناسبة «عيد الجلاء»، انطلقت تظاهرة من ساحة الشعلة شارك فيها 300 شخص اطلقوا هتافات مطالبة بإطلاق الحريات في سورية عندما «تدخل نحو 50 شخصاً من الزعران والشبيحة من السويداء، على مرأى من قوات الامن التي وقفت بالعشرات تتفرج ولم تحم المتظاهرين، وانهالوا على المتظاهرين بالضرب بواسطة العصي التي كان المهاجمون يرفعون عليها صوراً للرئيس».

واضاف: «في التوقيت نفسه، جرت تظاهرة مماثلة شارك فيها عدد اقل من الاشخاص في بلدة القرية، مسقط رأس سلطان باشا الاطرش قائد الثورة السورية الكبرى، وتمت مهاجمتها بالطريقة نفسها، ما اسفر عن اصابة ثلاثة متظاهرين»، احدهم «هاني حسن الاطرش، حفيد سلطان باشا الاطرش، والذي تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح». واضاف انه اثر الهجوم انفضت التظاهرتان.

وفي بانياس، ذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» ان «تظاهرة قامت في مركز المدينة شارك فيها اكثر من 2500 شخص بينهم نساء». واضاف ان المشاركين هتفوا بشعارات «مناهضة للنظام داعين الى نبذ الطائفية» و«طالبوا بمحاكمة من انتهك الاعراض والاجساد في بانياس»، وهم يرفعون لافتات كتب عليها «انت في بانياس، ولست في اسرائيل».

في غضون ذلك، أعلنت السلطات السورية ان الجهات المختصة ضبطت كمية كبيرة من الاسلحة في سيارة يقودها عراقي اثناء محاولته تهريبها الى البلاد عبر بوابة التنف بين سورية والعراق. ونقلت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) امس عن المدير العام للجمارك مصطفى البقاعي قوله ان «الأسلحة المضبوطة تضم رشاشات متطورة من أنواع مختلفة وبنادق آلية وقناصات ومسدسات ومناظير ليلية وقاذفات قنابل وكميات كبيرة من الذخيرة المتنوعة والمخازن الخاصة بالرشاشات»، و«كانت ضمن مخبأ سري طوله 12 متراً معد بإتقان ومجهز للفتح بواسطة ضواغط خاصة بذلك». واضاف: «جرى تغليف هذه الأسلحة بمادة قصديرية لمنع الأجهزة من اكتشافها»، لافتاً الى انه «تم اخيراً ضبط كميات أخرى من الأسلحة خلال محاولة تهريبها عبر امانات جمارك باب الهوى والسلامة وجديدة يابوس» مع دول مجاورة اخرى.

الحياة

قتلى وجرحى غداة إعلان الأسد التـزامه بالإصلاحات

لم يقف خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ألقاه أول من أمس، والإصلاحات التي أعلن نيته تطبيقها، حائلاً دون تجدّد التظاهرات في عدد من المدن السوريّة، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى، ولا سيما في حمص واللاذقيّة

شهدت بعض المدن السورية، أمس، تظاهرات استجابة لدعوات ناشطين على صفحة الفايسبوك لـ«أحد الجلاء»، تزامناً مع عيد جلاء الاحتلال الفرنسي. ولم تمرّ تلك التظاهرات من دون دماء، على عكس تظاهرات الجمعة، إذ أعلن ناشطون أن 3 قتلى سقطوا في منطقة تلبيسة قرب حمص، وهو ما أكدته مصادر إعلامية رسمية. وذكرت قناة «الإخبارية» السورية أن أحد عناصر قوات الأمن السورية قتل وأصيب 11 آخرون جراء إطلاق النار في مدينة حمص.

وقالت القناة إن «قوات الأمن لدى حضورها لتفريق متظاهرين في منطقة باب سباب في حمص تعرّضت لإطلاق نار من فوق المباني المحيطة، فقتل أحد عناصر قوات الأمن الجنائي، الذي يتبع لوزارة الداخلية، وأصيب 11 آخرون إصابات مختلفة».

وفي سياق متصل، قال شهود عيان إن تظاهرات شهدتها مدينة تلبيسة في محافظة حمص أصيب فيها عدد من المتظاهرين.

وفي مدينة اللاذقية، خرجت تظاهرة بالشموع عقب تشييع أحد أبناء حيّ (العيوينة) الذي توفي أمس بعد إصابته في الأحداث الأخيرة. وقال شهود عيان إن المتظاهرين انطلقوا وهم يحملون الشموع من أمام جامع خالد بن الوليد باتجاه منطقة الصليبة وهم يهتفون «واحد واحد واحد الشعب والجيش واحد»، مؤكدين أنهم «سمعوا صوت إطلاق أعيرة نارية».

وفي بلدة المعضمية، غربي العاصمة دمشق، انطلقت تظاهرة شارك فيها أكثر من ألف شخص وهم يهتفون «الله سورية حرية وبس». وقال شاهد إن محتجين سوريين رددوا شعارات طالبوا فيها بحريات أكبر في تجمع لمناسبة ذكرى الاستقلال في السويداء. وهتف مئات المحتجين «الله… سوريا… حرية وبس».

وقال مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، مازن درويش، إن «خمسة متظاهرين معارضين أصيبوا بجروح، حين شن أنصار الرئيس هجوماً على تظاهرتين مناهضتين للنظام». ولفت إلى أنه «جرت تظاهرة مماثلة في التوقيت نفسه، شارك فيها عدد أقل من الأشخاص في بلدة القرية، مسقط رأس سلطان باشا الأطرش (قائد الثورة السورية الكبرى)، وهوجمت بالطريقة نفسها، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة متظاهرين بجروح، بينهم هاني حسن الأطرش، حفيد سلطان باشا الأطرش».

وفي حلب، قال ناشط حقوقي إن مئات المحتجين الذين يرددون «الشعب يريد الحرية»، تجمّعوا عند قبر زعيم الاستقلال إبراهيم هنانو. كذلك تظاهر نحو 150 شخصاً من الجولان السوري المحتل في مجدل شمس تضامناً مع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها مناطق سورية عدة.

وإلى درعا، أعلن شاهدان أن آلاف الأشخاص شاركوا في مسيرة وهم يهتفون «الشعب يريد إسقاط النظام». وفي دوما، قال ناشطان حقوقيان إن 1500 شخص نظموا اعتصاماً في الميدان الرئيسي للمطالبة بالإفراج عن 140 شخصاً من سكان المنطقة، وأوضحا أنه «أُفرج عن المعتقلين بعد حلق رؤوسهم حتى يتسنى لقوات الأمن معرفتهم بسهولة إذا انضموا إلى احتجاجات في المستقبل».

وأيضاً في بانياس، أعلن شهود وناشطون في حقوق الإنسان أن آلاف الأشخاص شاركوا في تشييع أسامة الشيخة (40 عاماً)، الذي توفي متأثراً بجروح أصيب بها في العاشر من نيسان الماضي. وأضافوا إن «المشيّعين كانوا يهتفون بشعارات تنادي بالحرية، ومناهضة للنظام والحزب الحاكم».

تشييع آخر شهدته بلدة حراك للجندي محمد علي رضوان القومان، حيث ردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى إطاحة الأسد. ويبدو أن عدوانية الهتافات سببها الاعتقاد بأن الجندي تعرّض للتعذيب على أيدي قوات الأمن.

اللافت أنّ هذه التظاهرات جاءت غداة تعهّد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال ترؤسه الاجتماع الأول للحكومة الجديدة عقب أدائها اليمين الدستورية أول من أمس، رفع حالة الطوارئ المفروضة على سوريا منذ 48 عاماً خلال الأسبوع المقبل. وأضاف «عندما تصدر هذه الحزمة لا تعود هناك حجة لتنظيم التظاهرات في سوريا، والمطلوب مباشرة الأجهزة المعنية، وخصوصاً وزارة الداخلية في تطبيق القوانين بحزم كامل، وليس هناك أي تساهل مع أي عملية تخريب».

وتابع الأسد أن «الاستقرار يبقى أولوية». وأضاف «أعتقد أن رفع حالة الطوارئ، بعكس وجهة نظر البعض الذين يعتقدون أنه سيؤدي إلى خلل في الأمن، سيؤدي إلى تعزيز الأمن في سوريا والحفاظ على كرامة المواطن». وشرح أن «القانون الأخير الذي اقترح ضمن حزمة القوانين هو السماح بالتظاهر لأن الدستور السوري يسمح بالأمر، لكن ليس لدينا قانون كي ينظم عملية التظاهر»، لافتاً إلى أن «هذا الإجراء عملي لأن الشرطة لم تهيَّأ لمثل هذه المواضيع».

وعن الرهان الخارجي، قال الرئيس السوري إنه فشل، مشدداً على الرغبة في فتح حوار موسّع مع جميع الأطراف، وعلى أن حزمة القوانين الجديدة ستؤدي إلى توسيع المشاركة مع زيادة الحريات في سوريا. وعلّق على قانون منح الجنسية للأكراد، مشيراً إلى أنّ من شأنه «تعزيز الوحدة الوطنية في سوريا، وعلى الحكومة الجديدة أن تتابع الإجراءات من أجل إنجاز مضمون هذا القانون». كذلك، أعلن أن قانون الأحزاب «مهمّ جداً وله حساسية خاصة لأنه يؤثر في مستقبل سوريا جذرياً، لذلك يجب أن تكون دراسته وافية». ووصف قانون الإعلام الجديد بأنه «عصري»، وقال إنه «في مراحله الأخيرة».

وحدد الأسد إحدى أهم المشاكل التي تعصف بالشباب، وهي البطالة. ودعا إلى اعتماد مشاريع سريعة تعالج هذه المشكلة، وما وصفه بـ«إحباط ويأس» الشباب العاطل من العمل. وانتقد بعض الظواهر التي تتفشى في المجتمع السوري، والتي قال إنها تمثّل عامل تهديد لاستقرار البلاد، ومن هذه الظواهر الرشوة والبطالة والفساد.

وكان لافتاً تأكيد الأسد أهمية كرامة المواطن السوري، إذ قال إن «الإصلاحات مهمة جداً، والكثير منها لا تظهر نتائجها إلا متأخرة»، مشيراً إلى أن «المواطن بحاجة إلى خدمات وأمن وكرامة، وكل هذه العناصر مرتبطة بعضها ببعض». ودعا إلى التخلص نهائياً من «الإهانات» التي يتعرّض لها المواطن السوري مثل الإهمال و«تأخير معاملة له في دائرة، وطلب الرشوة».

وتطرق الأسد الى المواجهات بين المتظاهرين ورجال الأمن، وقال إن «لجنة التحقيق تستمر في عملها لمعرفة أسباب ما حصل وتحديد المسؤولين ولاحقاً تحاسبهم». ورأى أن جميع السوريين الذين سقطوا خلال المواجهات الأخيرة، سواء كانوا من العسكريين أو المدنيين، هم «شهداء».

وفي ردود الفعل، رحّبت بريطانيا بتعهد الأسد رفع حالة الطوارئ. ونسبت صحيفة «صندي اكسبرس» إلى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، قوله «أرحب بإقرار الأسد في خطابه بأن الإصلاح في سوريا أمر ضروري وعاجل لمعالجة التطلعات المشروعة للشعب السوري».

وكانت السلطات السورية قد أفرجت عن معتلقين من أهالي دوما. وأعربت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان لها عن «قلقها البالغ» إزاء استمرار اعتقال عدد كبير من الناشطين رغم صدور أمر رئاسي يقضي بإطلاق سراحهم.

في هذا الوقت، صادرت السلطات السورية في معبر التنف الحدودي مع العراق كمية من الأسلحة كانت في طريقها إلى البلاد. وقالت قناة «دنيا» السورية الخاصة إن «أمانة الجمارك في التنف عثرت على 139 مسدساً و14 قناصة وقاذفات قنابل مسيلة للدموع ورشاشات ومناظير ليلية».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، سانا)

الأخبار

* مقتل أربعة أشخاص بالرصاص في حمص وقتيل من قوى الأمن وجرح 11 آخرين

* تظاهرات في السويداء وفي القرية وإصابة حفيد لسلطان باشا الأطرش

كلام الأسد لا يهدّئ الشارع والتظاهرات تستمر

مطالب المحتجّين من الإصلاح إلى إسقاط النظام

لم تمر ذكرى يوم الجلاء في سوريا بهدوء، إذ تجددت التظاهرات في مدن عدة، وأطلقت خلالها هتافات تنتقد الرئيس السوري بشار الأسد على رغم تعهده إلغاء قانون الطوارئ هذا الأسبوع. ولم ينته هذا اليوم من دون سقوط أربعة قتلى بالرصاص. بينما أجمعت ردود الفعل الدولية القليلة على انتظار الأفعال لا الأقوال للتحقق من جدية الإصلاحات الموعودة.(راجع العرب والعالم)

في درعا التي انطلقت منها التحركات الشعبية قبل شهر، عاد السكان إلى الشوارع. وعم الغضب بلدة حراك في شمالها الشرقي في تشييع جندي يُعتقد أنه تعرض للتعذيب. وبدت الهتافات أكثر عدائية للرئيس السوري من تلك التي أطلقت خلال الاحتجاجات السابقة، إذ تجاوزت المطالبة بالإصلاح إلى الدعوة إلى إسقاط النظام. ومنها: “سوريا حرة حرة، وبشار على برة”.

وفي مدينة بانياس الساحلية غرب دمشق، وضع متظاهرون شعار “انت في بانياس لا في اسرائيل” على سيارة محروقة، وكتبوا عليها “يسقط النظام”.

وانطلقت تظاهرة في السويداء تعرض مشاركون فيها للضرب، فأصيب شخصان. وفي بلدة القرية، مسقط رأس سلطان باشا الاطرش قائد الثورة السورية الكبرى، سقط ثلاثة جرحى احدهم حفيده. وروت امرأة: “دخلوا علينا بالهراوات وضربونا بصور بشار التي كانوا يحملونها.  الرئيس نفسه الذي كان يتحدث عن الحرية (أول من) امس”.

وتجمع ناشطون تحت عنوان “الشعب يريد الحرية” عند ضريح أحد أبطال الاستقلال في حلب. أما في حمص بوسط البلاد، فتحدث شهود عن إطلاق مسلحين يرتدون ملابس سوداً النار على مشيعين في بلدة التلبيسة في محافظة حمص بوسط البلاد، الأمر الذي أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة  آخرين لم يعرف عددهم.

وبثت قناة “الاخبارية” السورية ان أحد أفراد قوى الأمن السورية قتل وان 11 آخرين جرحوا نتيجة اطلاق النار في منطقة باب سباب بحمص.

وكانت الجمارك أعلنت ضبط كمية كبيرة من الأسلحة المهربة عبر مركز التنف الحدودي مع العراق.

(أ ب، رويترز)

النهار

أنباء عن تعرض حفيد قائد الثورة السورية للضرب والاعتداء

مقتل 4 محتجين سوريين في بلدة سورية.. والتظاهرات تنتشر في عدة مدن

دبي – العربية، دمشق – حنا حوشان

أفاد شهود عيان ومواقع للمعارضة بأن إطلاق نار عشوائياً على متظاهرين في مدينة حمص (حي باب السباع) وبلدتي الرستن وتلبيسة التابعتين لها جرى أمس الأحد 17-4-2011. وقال التلفزيون السوري إن شرطيا قتل وأصيب 11 من رجال الأمن بعد استهدافهم بإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين في تلبيسة. وذكرت وكالات وشهود أن 4 قتلوا وسقط عدد من الجرحى في تلبيسة. وفي محافظة السويداء جنوب البلاد أصيب 5 متظاهرين بجروح بعد هجوم عدد ممن يسمون بالشبيحة على متظاهرين كانوا يطالبون بالحرية، وذكر ناشطون حقوقيون أن هاني حسن الأطرش حفيد سلطان باشا الأطرش زعيم الثورة السورية التي قامت ضد الاحتلال الفرنسي، أصيب بجروح إثر تعرضه للضرب المبرح من المعتدين. وفي سياق متصل أفاد شهود عيان بسماع إطلاق رصاص في اللاذقية وكذلك في ضاحية المعظمية بالقرب من دمشق. أما مدينة درعا فقد شهدت تشييع جنازة ومظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط النظام، كما خرج عدد من المتظاهرين في مدن بانياس وحلب في يوم يصادف ذكرى جلاء الاستعمار الفرنسي وغداة تعليمات الرئيس السوري للحكومة الجديدة بإلغاء قانون الطوارئ. ونقلت وكالة “رويترز” عن ناشط حقوقي على اتصال باللاذقية أن جنازتين أقيمتا أمس الاحد في المدينة الساحلية لاثنين من المحتجين قتلا في مواجهة مع قوات الأمن في احتجاج يوم الجمعة. وأضاف أن الجنازتين تحولتا إلى احتجاجات، وأصيب اثنان من المشيعين بالرصاص عندما تدخلت قوات الامن لوقف المظاهرات. وفي مظاهرات في أماكن أخرى ردد آلاف السوريين هتافات تدعو إلى الحرية السياسية في الاحتفال بعيد الاستقلال. من جانب آخر، نقل عن رئيس المخابرات الألمانية قوله إن تاريخ عائلة الأسد في سحق المعارضة يعني أن اندلاع انتفاضة على غرار انتفاضات شمال إفريقيا أمر غير مرجح. وقال رئيس جهاز المخابرات ارنست اورلاو لصحيفة هامبورجر ابندبلات: “تذكر أن والد الرئيس الحالي قتل قبل بضعة عقود قرابة 30 ألفا في حماة” مشيرا إلى سحق الرئيس الراحل حافظ الأسد لانتفاضة قادها الإخوان المسلمون عام 1982.

وإلى ذلك، قالت وسائل الاعلام الرسمية السورية إن قوات الامن ضبطت شحنة كبيرة من الاسلحة والمتفجرات وأجهزة الرؤية الليلية خلال الاسبوع الماضي في شاحنة قادمة من العراق.

وعرض التلفزيون السوري صوراً للأسلحة التي قال إنه تم ضبطها عند معبر التَنَف الحدودي يوم الاثنين الماضي، وأضاف أن الغرض منها استخدامها في عمليات تؤثر على الامن الداخلي في سوريا ونشر الاضطراب والفوضى.

وتعليقاً، أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، الدكتور علي الدباغ، أن أمن سوريا مهم جداً للعراق وأنهم على استعداد تام للتعاون مع دول المنطقة من اجل محاربة شرور القاعدة.

معارضون ينتقدون خطاب الأسد

وقد تباينت ردّات فعل المعارضة السورية على خطاب الرئيس السوري، خلال أول انعقاد للحكومة السورية الجديدة، مساء أمس السبت. ففي حين رأى البعض تقدما في الخطاب قال آخرون إنه لم يقدم إلا الوعود فيما يتعلق بعملية التغيير السياسي واحتكار الحزب الواحد للحياة السياسية في سوريا.

وفي أول ردة فعل قال المعارض السوري حازم نهار إن هناك تقدما في خطاب الرئيس إلا أن المطلوب أكثر من ذلك.

أما الناشط الحقوقي والمعارض السوري هيثم المالح فاعتبر أن “هذه الخطوة غير كافية. يجب ان يرافقها اصلاحات تشمل القضاء الفاسد” مشيرا الى انه “اذا كان القضاء فاسدا فيمكن احتجاز الناس بدون مبرر”.

واضاف “يجب تحديد اختصاص الاجهزة الامنية وعدم التعرض للمتظاهرين”. وتابع ان “رفع حالة الطوارئ لا يحتاج الى قوانين”، مطالبا “بالغاء المادة 8 من الدستور السوري واطلاق سراح المعتقين السياسيين ومعتقلي الراي والضمير”.

من جهته، رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بإعلان الرئيس السوري بشار الأسد اقتراب رفع قانون الطوارئ، واعتبر أن الإصلاح في سوريا أمر ضروري وملح للاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب السوري، كما دعا الحكومة السورية إلى رفع حال الطوارئ وضمان محاسبة المسؤولين عن مقتل مدنيين.

أما فرنسا فعبّرت عن “قلقها” من أعمال العنف المستمرة في اليمن وسوريا، مع تشديدها على أن سياستها في الشرق الأوسط “لا تهدف إلى الإطاحة بالحكومات في المنطقة”.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه في مؤتمر في باريس إن الحوار هو السبيل الوحيد لحل مشاكل المنطقة. وتابع أن بلاده “تقف بحزم في مواجهة الانتهاكات الخطيرة لحقوق انسان في العالم العربي وستبذل قصارى جهدها لوقفها”، من دون الخوض في التفاصيل.

وكان نحو ألفي متظاهر نظموا تجمعاً في دوما، مساء أمس السبت، بحسب ما أعلن رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي. وطالب المتظاهرون بإطلاق سراح معتقلين من دوما ومناطق أخرى قريبة من دمشق كانت قوات الأمن السورية أوقفتهم الجمعة لدى مشاركتهم في تظاهرة بعد الصلاة بينما كانوا يحاولون التوجه إلى ساحة العباسيين في وسط دمشق.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد طالب في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الأول للحكومة السورية الجديدة برئاسة عادل سفر، برفع قانون الطواريء خلال أسبوع كحد أقصى قائلا إن اللجنة القانونية التي كُلفت بإلغاء القانون رفعت مقترحا بحزمة متكاملة من القوانين لن يعود بعد صدورها أي حاجة لتنظيم مظاهرات احتجاج.

أهالي درعا وخطاب الرئيس

ومن ناحية أخرى، اجمعت ردود أفعال أهالي مدينة درعا جنوبي سوريا، حيث انطلقت شرارة التظاهرات في الثامن عشر من الشهر الماضي، على وصف كلمة الرئيس السوري إلى لحكومته امس السبت بالايجابية، ولكن جميع من تحدثت اليهم “العربية.نت” أكدوا على ان هناك ازمة ثقة بين الشعب والحكومة لابد من تجاوزها، وإعطاء ضمانات للشعب قبل مغادرة الشارع.

ويقول مواطن سوري يدعى رزق إنه “لايعلم الى أين نتجه وكأننا نتجه نحو المجهول. خطاب الرئيس جيد وقد اعطى نفسا جديدا وطيبا لدى للشعب, والآن يوجد حوار بين الشعب والقيادة وبين الناس بعضهم مع بعض. صحيح ان تغييرا ما بات يلوح بالافق، لكن لايمكننا العودة بأي حال من الاحوال الى ما قبل تاريخ الخامس عشر من مارس/أذار الماضي. نحن نراهن على شخص الرئيس نحو الاصلاح، وندعو إلى ضرورة تشكيل استراتيجية كاملة تعيد المواطن الى منزله والشرطي الى مخفره”.

ويضيف مواطن آخر يدعى محمد: “خطاب الرئيس أمس السبت شرح خطابه الذي القاه في مجلس الشعب، لكن المشكلة هي بوجود أزمة ثقة بين المواطن والحكومة الأمر الذي يجعل الأمور غامضة، وبلاشك سنراقب أداء الحكومة في المرحلة المقبلة. ما تم حتى الآن، حدث تحت ضغط الشارع وسأستمر في الخروج للشارع بشكل سلمي لضمان تحقيق وتطبيق كلام الرئيس”.

وشدد أحمد المحاميد، احد وجهاء درعا الذين التقوا بالرئيس الاسبوع الماضي، على مسألة ازمة الثقة بين الشعب والحكومة. وقال ان “الشعب سمع كلاما معسولا، لكنه اليوم ينتظر تطبيقا. الخطاب جيد اليوم، لكن الشعب سيواصل الخروج للشارع لحين تحقيق مطالبهه, التي تتمحور بشكل اساسي حول الحرية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى بالاضافة الى قانون الاحزاب”.

العربية نت

سورية: سقوط قتلى وجرحى في محافظة حمص

شهدت محافظة حمص ومناطق مجاورة لها وسط سورية احتجاجات عنيفة أمس الأحد اسفرت عن وقوع اكثر من عشرة قتلى وعشرات الجرحى من المحتجين ورجال الامن والجيش نتيجة الاشتباكات.

وتحركت وحدات من الجيش للانتشار في بلدة تلبيسة التي شهدت وحدها مقتل اربعة متظاهرين عندما اطلقت قوات الامن النار على موكب لتشييع شخص قتل يوم الجمعة على ايدي قوات الامن.

وتحول التشييع الى مظاهرة تطالب بمزيد من الحريات والاصلاح.

وقد شارك الاف السوريين في مظاهرات عمت المدن الكبرى للمطالبة باسقاط النظام يعد يوم من إعلان الرئيس بشار الأسد أن حالة الطوارىء سترفع خلال اسبوع.

وأفادت أنباء بتنظيم مظاهرات كبيرة في حلب، والسويداء، وبانياس، حيث حدثت اشتباكات مع رجال الأمن في مناطق متفرقة.

من جهة أخرى قال محللون سوريون إن هناك تعليمات صارمة وواضحة بعدم إطلاق الرصاص على المتظاهرين.

ويصر مراقبون على أن إطلاق الرصاص يأتي من قبل من يوصفون بمسلحين يريدون ركوب موجة التظاهر, وذلك على حد تعبير الصحفي السوري من دمشق أحمد صوان الذي أوضح أيضا لبي بي سي أن هناك مطالب بإعادة هيكلية الشرطة على الواقع الجديد الذي يسمح بالتظاهر على حد قوله.

اللاذقية

إلى ذلك تظاهر مساء الاحد نحو عشرة الاف شخص في مدينة اللاذقية الساحلية، غرب سورية بعد ان قاموا بتشييع عمر صمادي الذي قتل بطلق ناري منذ يومين، حسبما افاد ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس.

واضاف الناشط الذي فضل عدم الكشف عن هويته، ان “المظاهرة انطلقت من حي الطابيات، جنوب اللاذقية، باتجاه مركز المدينة”.

ولفت الناشط الى ان “المتظاهرين كانوا يطالبون بحرية المعتقلين السياسيين وبالكشف عن مصير مفقودين يعود زمن احتجاز بعضهم الى احداث جرت في ثمانينات القرن الماضي”.

واشار الناشط الى “اطلاق نار كثيف في منطقة الصليبة”.

مناطق أخرى

كما توافد الاف من القرى والبلدات المحيطة بمدينة درعا الى ساحة المسجد العمري في المدينة وهم يرددون شعارات مثل “الشعب يريد اسقاط النظام”.

واصيب خمسة متظاهرين بجروح في السويداء، معقل الدروز في جنوب سورية الاحد خلال تظاهرتين مناهضتين للنظام بعد تعرضهم للهجوم من قبل الموالين للحكومة حسبما افاد ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس.

وقال مدير المركز السوري للاعلام وحرية التعبير مازن درويش المقيم في دمشق في اتصال هاتفي مع الوكالة انه بمناسبة عيد الجلاء انطلقت تظاهرة من ساحة الشعلة في السويداء شارك فيها 300 شخص اطلقوا هتافات مطالبة باطلاق الحريات.

ضبط أسلحة

من جهة اخرى أعلنت السلطات السورية مصادرة كمية كبيرة من الأسلحة أثناء محاولة تهريبها من العراق.

وقال التلفزيون السوري إن الأسلحة ضبطت داخل شاحنة أثناء محاولة تهريبها عبر مركز التنف الحدودي.

وأوضح مدير عام الجمارك السورية أن الأسلحة المضبوطة تضم رشاشات من أنواع مختلفة وبنادق آلية وقناصات ومسدسات ومناظير ليلية وكميات كبيرة من الذخيرة المتنوعة.

واكد البقاعي أنه تم في الفترة الماضية ضبط كميات أخرى من الأسلحة خلال محاولة تهريبها عبر معابر حدودية أخرى.

وتشهد سورية منذ الخامس عشر من اذار/ مارس الماضي تظاهرات احتجاجية غير مسبوقة تحولت الى مواجهات دامية احيانا اوقعت اكثر من مئتي قتيل حسب منظمات دولية للدفاع عن حقوق الانسان.

البي بي سي

 

القرضاوي يجدّد هجومه على سوريا

جدد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، هجومه على سوريا أمس، معتبراً أن «المشكلة اكبر من أن تحل عبر تشكيل حكومة جديدة».

وأعرب الاتحاد، في بيان بثته قناة «الجزيرة»، عن «قلقه من تطور الأحداث في سوريا، وعدم وجود أي مؤشر حقيقي للبدء في الإصلاحات الجذرية»، معتبراً أن «المشكلة في سوريا أكبر من أن تحل عبر تغيير وزراء أو تشكيل حكومة جديدة».

ودعا الاتحاد «الرئيس بشار الأسد إلى الإسراع بالبدء فوراً بتغيير الدستور وإطلاق الحريات وتحقيق مطالب الشعب كاملة». وقال «إن على القيادة السياسية أن تعلم أن عصر الحزب الواحد والزعيم قد تجاوزه الزمن». وأدان «بشدة قتل وتعذيب وإهانة المتظاهرين بحسب ما بثته وسائل الإعلام». وناشد «الجيش السوري التدخل لحماية المتظاهرين»، معتبراً «أن مهمة الجيش هي حماية المواطن والوطن». وقال إن «وقوف سوريا في خط المواجهة مع إسرائيل لا يعفي النظام الحاكم من تحقيق تطلعات الشعب».

(ا ش ا)

 

نشطاء الإنترنت السوريّون يتحدّون قبضة “البعث” الحديدية

اشرف ابو جلالة: ايلاف

يقف النظام السوريّ المُترنّح، والذي يحاول احتكار المعلومة لفائدته، عاجزًا أمام قدرات الحاسوب، ومهارات المدونين والناشطين الإلكترونيين الذين أخذوا على عاتقهم التصدّي لإعلام حزب البعث الذي لا ينقل بأمانة حقيقة الثورة التي تشهدها سوريا منذ 15 مارس/ آذار للمطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد عن الحكم.

صفحة سوريّة على فايسبوك تساند الثورة على نظام بشار الأسد

دمشق: دخلت الثورة السوريّة على نظام بشار الأسد وحزب البعث شهرها الثاني، ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وانتقالها إلى مدن أخرى، ظلت لوقت قريب “هادئة”، بات من الواضح أنّ الأمور تتّجه نجو مزيد من التصعيد، خاصة مع النجاح الكبير لما يعتبره منظمو الاحتجاجات “جمعة الإصرار” التي خرج فيها الآلاف هاتفين بالحرية من جهة، و”تصلب” الرئيس السوريّ ونظامه تجاه مطالب المُحتجين من جهة ثانية.

منذ أن شهدت سوريا موجة من التظاهرات غير المسبوقة في محافظات عدة يوم 15 آذار/مارس الماضي للمطالبة بإصلاحات حقيقية وإطلاق الحريات العامة وإلغاء قانون الطوارئ ومكافحة الفساد وتحسين المستوى المعيشي والخدمي للمواطنين، بات واضحًا أنّ النظام اختار نهج التعتيم الإعلاميّ على التظاهرات والاحتجاجات وما رفقها من اشتباكات مع أعوان أمن وبلطجية محسوبين على حزب البعث.

ورغم سياسة التعتيم والترهيب، التي تنتهجها الآن السلطات السورية، للحيلولة دون انفضاح أمرها وأمر أجندتها الوحشية أمام العالم، نتيجة لقمعها موجة التظاهرات غير المسبوقة التي تشهدها البلاد حالياً للمطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد عن سدة الحكم، إلا أن قبضة السلطات الحديدية وقفت عاجزةً أمام قدرات الحاسوب، ومهارات المدونين والناشطين الإلكترونيين، بعد لجوئهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي لكسر القيود التي تفرضها الدولة التي تصنّف على أنها “البوليسية”، وتحديهم هذا كله وإقدامهم على نشر أحدث الأخبار والصور المتعلقة بالاحتجاجات المندلعة ضد النظام.

لم ينل النظام السوريّ مبتغاه على ما يبدو، فوهم التعتيم على أخبار الاحتجاجات تمهيدا لقمعها بصمت، خامر رفيقيه التونسي زين العابدين بن علي والمصريّ حسني مبارك في السابق، لكنّ جيل الشباب الآخذ بناصية التكنولوجيات الحديثة والمنفتح على تجارب الثورات السابقة، أفشل مخططات التعتيم الإعلامي وتشديد القبضة على الصحافة والإعلام بمنع المحطات التلفزيونية من التصوير ونقل أخبار التظاهرات، واعتقال الصحافيين، وضربهم، وطرد بعضهم من التراب السوريّ.

المئات من الصفحات على فايسبوك، والمئات من المدونات، ومواقع المعارضة ونشطاء حقوق الإنسان “تجنّدت” لنقل ما عجز الصحافيون عن نقله، من صور ومقاطع فيديو وتسجيلات صوتيّة وشهادات حية لما يجري في درعا والقامشلي وغيرها من مدن سوريا الثائرة على نظام الأسد.

تدلّل صحيفة “غلوبال بوست” الأميركية على هذا التوجه المتعلق بشجاعة الشباب السوري في تحشيد ما يملك من إمكانيات افتراضية لمجابهة آلة التعتيم والقمع الرسميّة، بإلقائها الضوء على مزيد من التفاصيل المتعلقة بحياة أحد هؤلاء الناشطين، وهو سوري الجنسية ويدعى رامي نخلة، حيث كان يُعرف بـ “ملاذ عمران”، حتى تم الكشف عن هويته الحقيقية في الأسبوع الماضي من قِبل الشرطة السرية السورية.

وأكدت الصحيفة كذلك أنه كان يمتلك العديد من أرقام الهواتف المحمولة، وكان يستعين بالعديد من الأسماء المستعارة. وقالت إنه لاذ بالفرار من سوريا بعدما علم أنه مستهدف، وأنه سيتم إلقاء القبض عليه عما قريب، وهو إذ يعيش الآن في منزل آمن في العاصمة اللبنانية بيروت.

وبرغم المخاطر التي تحيط بأسرته، قال نخلة إنه غير قادر على العودة إلى منزله.

وعلى صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي، فايسبوك، تلقي نخلة خلال الآونة الأخيرة تهديداً، يعتقد أنه آت من قوات الأمن السورية، لتحذيره من أنه إن لم يتخل عن دعمه الانتفاضة، فسيتم اعتقال شقيقته، وسيتم استهداف جميع أفراد أسرته.

وإلى جانب المزيد من الوفيات التي وقعت أثناء تشييع الجنازات في عطلة نهاية الأسبوع، وصل العدد الإجمالي للسوريين الذين قتلوا خلال التظاهرات السلمية التي استمرت على مدار 3 أسابيع إلى أكثر من 200 قتيل، وفقاً لما ذكرته منظمة سوريا الوطنية المعنية بحقوق الإنسان.

نخلة كان يقوم باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا من أجل الربط بين المتظاهرين المنتشرين في الشوارع، وما يصورونه على أجهزتهم المحمولة، وبين العالم الخارجي.

ولفتت الصحيفة في غضون ذلك أيضاً إلى أنه قد تم منع وسائل إعلام أجنبية من العمل في سوريا، في حين تم اعتقال أو طرد العشرات من الصحافيين المحليين والأجانب. بينما كان يتأكد ناشطو الإنترنت من تدفق المعلومات والأخبار من أماكنهم.

ووصفت الصحيفة الشقة التي يقيم بها نخلة، بالقول إنها تشبه المخبأ وقت الحرب. وقالت إن الكمبيوتر المحمول الخاص به كان يغرد كل 10 دقائق تقريباً لتنبيهه بقدوم مكالمات عبر خدمة سكاي بي: من شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية، وإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية من المغرب، وهيئة الإذاعة البريطانية، ومنظمة هيومان رايتس ووتش. وكان يتلقى أيضاً العديد من الرسائل من زملاء له في سوريا.

وتابعت الصحيفة بقولها إن الفريق الضخم ينقسم إلى أشخاص يعدون التقارير وأشخاص آخرين يقومون بنشرها، أي إن هناك فريقًا يعني بتجميع الأخبار ميدانياً وفريق آخر يعمل على الحاسوب. ومن ضمن التدوينات التي قام نخلة بتركها أخيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، قوله “مؤكد: الأكراد في مدينة القامشلي يرددون، (نريد الحرية، وليس المواطنة)”. وكذلك: “مؤكد: هناك مظاهرات في راس العين”.

وأثناء حواره مع الصحيفة، اختفت الابتسامة من على وجهه ذات فجأة، بعدما وصلته تحديثات من دوما، إحدى ضواحي دمشق، التي تعتبر مركزاً للحركة الاحتجاجية، تقول “سقط بعض الشهداء في دوما. والآن هناك دعوة إلى الأطباء”. وأشارت الصحيفة إلى أن نشطاء الإنترنت في سوريا عبارة عن مجموعة متنوعة، تضم كل الطوائف الكبرى في البلاد من السنّة إلى المسيحيين إلى الدروز إلى العلويين.

وقالت الصحيفة أيضاً إن هؤلاء الأشخاص الذين يشتركون بشكل مباشر في شبكة الناشطين هم من صغار السنّ، في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم، كما إنهم بارعون في أمور التكنولوجيا، ومتحفزون للغاية، وبارعون كذلك في اللغة الإنكليزية.

وأوضحت أن بعضهم صحافيون يتدربون على المعايير الدولية لإعداد التقارير، وبعضهم محترفون: فهناك محامون وأطباء ومهندسون. وفي بعض الحالات يتم منع بعضهم، أو يخشون تعرضهم للاعتقال في سوريا، وبالتالي يواصلون أعمالهم في بيروت، وواشنطن، ولندن، وباريس، وأماكن أخرى.

وبرغم تحفيزهم، يتفق الناشطون السوريون على شيء واحد هو أن الحركة الاحتجاجية في سوريا لن تحقق أي شيء لولا حدوث الثورات والانتفاضات الشعبية في تونس ومصر.

ونقلت الصحيفة في الإطار نفسه عن ناشط سوري، يبلغ من العمر 26 عاماً ويقيم في دمشق، ويعنى بتحميل مقاطع الفيديو التي كانت تُصوَّر في كل تظاهرة عبر الموبايلات أو الكاميرات المخفية على موقع يوتيوب، قوله “لم أكن أعرف معنى حرية التعبير حتى رأيت ناشطي الإنترنت في مصر وتونس”.

فيما تدرج منظمة “مراسلون بلا حدود” سوريا باعتبارها واحدة من عشرة دول تُعتَبَر من أعداء الانترنت الفاعلين. فالمئات من المواقع الإلكترونية لا تزال مغلقة إلى الآن، ويدار معظمهم من جانب الحركات السياسية التي يُنظر إليها على أنها معارضة للنظام في دمشق.

من جهتها، قالت رزان زيتونة، وهي محامية وباحثة حقوق إنسان لعبت دوراً رئيساً داخل سوريا لربط الناشطين بوسائل الإعلام في الخارج، قولها: “تم إلقاء القبض على عدد كبير من أصدقائي على مدار الأيام القليلة الماضية، خصوصاً الناشطين الذين يزاولون أعمالهم من وراء الحاسوب”.

وبعدما لفتت إلى أنها اُستُجوِبَت عديد المرات من جانب الشرطة السرية، قالت “كانوا يخبروني في كل مرة (هذه هي آخر مرة سيتم فيها إطلاق سراحك. لكنكِ لن تري الشمس ثانيةً في المرة المقبلة)”.

ومثلها مثل باقي الناشطين، أكدت زيتونة أن الخوف الذي ينتابها ليس خوفاً على حياتها، وإنما على حياة الحركة التاريخية التي ساهمت في دفعها إلى الأمام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى