أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 04 تموز 2011

المتظاهرون السوريون «أكثر ثقة» وحركتهم تكتسب زخماً وتطور أساليب جديدة

لندن – «الحياة» – بإعلان «اللجنة التنسيقية المحلية للثورة السورية» رفضها الحوار مع السلطات وانتقادها لمعارضين سوريين اجتمعوا في دمشق الأسبوع الماضي لبحث حل سياسي للأزمة، تضع اللجنة أمام عينها هدفاً وهو مواصلة الاحتجاجات والتظاهرات.

ويقول ناشطون على الأرض إن حركة المعارضة «تكتسب زخماً وقوة يوماً بعد يوم»، سواء من حيث قوة التنظيم والتنسيق أو حجم التوثيق وإرسال الصور والأخبار إلى الصحف العالمية والمنظمات الحقوقية، أو الوصول إلى قرى ومدن لم تصل إليها في الأشهر الثلاثة الأولى من الاحتجاجات ما أدى إلى اتساع حركة التظاهرات لتشمل مدناً جديدة على رأسها حلب التي شهدت أكبر تظاهرات لها يوم الخميس الماضي، وذلك منذ بدأت الحركة الاحتجاجية منتصف آذار (مارس) الماضي.

وقال ناشط سوري لمحطة «بي بي سي» البريطانية أطلق على نفسه اسم مستعار هو «ابن تلكلخ» إن «التظاهرات بدأت عندما رأى الناس ما حدث في درعا وبانياس» في الشهر الأول للاحتجاجات، موضحاً أن امتدادها إلى مدن جديدة واستمرارها يعود إلى الاستخدام المفرط للعنف من قبل قوى الأمن. وتابع: «الناس شاهدوا مقاطع الفيديو على الانترنت. هذا كان مجرد جزء صغير مما حدث. ربما 5 في المئة مما حدث فعلاً. ما يحدث داخل سورية أكثر فظاعة بكثير… في المرة الأولى ردوا علينا بإطلاق الرصاص. قوات الأمن استفزت الناس، فخرج متظاهرون بصدور عارية وقالوا لقوات الأمن: إذا كنتم رجالاً اطلقوا النار، نحن نواجهكم بصدور عارية. نحن لسنا أفضل من أبناء درعا. سنموت كما ماتوا، نحن فقط نريد الحرية». وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على التظاهرات، فإن عملية التنظيم والتنسيق والإعلان والدعاية تحتاج إلى فرق عمل تتقاسم المسؤوليات والمهام.

ويقول مصطفى وهو ناشط سوري في دمشق إنهم يقسمون العمل بين «ثلاثة شرائح من الناشطين».

ويوضح لـ «بي بي سى»:»هناك الخط الأمامي وهم المتظاهرون. ثم المنسقون، الذين يعملون عبر أساليب التواصل الاجتماعي مثل «فايسبوك» و «توتير»، وهناك الناشطون الدعاة، الذين يروجون لما يفعله الناشطون تحت الأرض».

ويتابع:»أحياناً أتوجه الى متظاهري الخط الأمامي، وأشاهد بنفسي ما يحدث على الأرض. ثم أعود الى المنزل وأرسل ما شاهدته كأخبار أو صور . انشر كل شيء أراه وكل شيء أحصل عليه على صفحة على الانترنت اسمها (رصد المظاهرات بسورية)». إلا أن الكثير من الناشطين الذين باتوا معروفين للسلطات السورية اضطروا إلى الفرار إلى لبنان. وحالياً يعمل آلاف السوريين من الخارج للترويج للاحتجاجات، الكثير من هؤلاء يعملون من تركيا ولبنان ومصر والولايات المتحدة وفرنسا.

رامي وعمر، سوريان هربا إلى لبنان بعد أسابيع من بدء الاحتجاجات، يحصلان على الأخبار والصور ثم يعملان على نشرها من مقر إقامتهما في لبنان.

ويوضح رامي وعمر أنهما على اتصال بمؤسسات صحافية ومنظمات حقوقية دولية. ويوضحان لـ «بي بي سي» أنهما بإعلانهما المستمر عن أسماء المعتقلين من الناشطين والمواطنين فإنهما يوفران لهما الحماية على أساس أن قوى الأمن تدرك أن المجتمع الدولي ومنظمات حقوقية وإنسانية تعرف أن هؤلاء الناشطين معتقلون لدى السلطات. ويوضحان: «عندما تكتب وسائل الإعلام عنهم، تحفظ لهم حياتهم في المعتقلات».

ويلاحظ المتابعون لمستوى الفيديوات والصور التي تأتي من داخل سورية أن مستواها ارتفع مقارنة بالأسابيع الأولى لحركة الاحتجاجات، خصوصاً في ما يتعلق بجراءة المحتوى وجودة الصورة والصوت وتنوع الفيديوات.

ويقول ناشطون وإعلاميون إن تأثير الحركة الاحتجاجية تجاوز الجانب السياسي الى الجانب الإعلامي. ويوضح مازن درويش من «المركز السوري للإعلام» أن الصحافيين المحترفين في سورية يخضعون لقيود كبيرة تحدد عملهم، وقدرتهم على التحرك والتواصل بحرية. ويتابع لـ «بي بي سي»: «نرى أن صحافة المواطن غطت هذه الفجوة. (الناشطون) حموا المعلومات في سورية من الخنق. حرروا المعلومات ونشروها وانهوا الصمت» الذي تفرضه السلطات.

وإلى جانب التحسن الملحوظ في مستوى التنسيق وتقاسم العمل بين المحتجين السوريين، يلاحظ عامل آخر أثر على اتساع الاحتجاجات، وهو «الثقة المتزايدة» في أوساط المتظاهرين، الذين باتوا يخرجون بعشرات الآلاف، بل وفي أجواء احتفالية، حيث تنقل مواقع إلكترونية تظاهرات ليلية على وقع الموسيقى والأغاني، بل وألعاب نارية. في موازاة ذلك دشن المحتجون حملات من أجل الضغط الاقتصادي والسياسي على السلطات مثل حملة «لن أدفع الفاتورة»، التي تشبه شكل من أشكال العصيان المدني، للضغط على الشركات الحكومية، أو القريبة من الحكومة.

وتقول «اللجنة التنسيقية»، التي فجرت الحركة الاحتجاجية، إنها تشعر أن السوريين قادرون على تغيير النظام، ويتفق معها في هذا محتجون في الشارع يعتقدون أنه لا يجب العودة الى الوراء، خصوصاً بعد سقوط حاجز الخوف.

وتقول اللجنة التنسيقية إنه لبدء أي حوار مع السلطات يجب سحب الجيش أولاً من الشوارع وإنهاء العنف، وإطلاق المعتقلين، ومحاسبة المسؤولين، وإنهاء حكم الحزب الواحد، واحترام الديموقراطية والحريات. لكن ومع عدم تحقق أي من هذه الشروط، بل واتساع عمليات الجيش في المدن والقرى الحدودية مع تركيا ولبنان، تنشر التظاهرات في شكل مضطرد ويزداد حجمها، وقد وضح هذا في «جمعة ارحل» حيث خرج نحو نصف مليون في حماه، وعشرات الآلاف في حمص ودمشق وبانياس ودير الزور ودرعا. وكان روبرت نيسبت مراسل «سكاى نيوز» الذي غطى من حلب خلال التظاهرات الأخيرة قد نقل عن ناشطين قولهم إن قوات الأمن والشبيحة هم المسؤولون عن عمليات العنف ضد المتظاهرين، وان الحديث عن «مسلحين» يقتلون المدنيين وقوات الأمن لا يبدو رواية مقنعة للشارع السوري.

دبابات قرب حماه وعودة 5 آلاف نازح من تركيا

“المبادرة الوطنية” ترفض الحل الأمني

الرئيس بشار الاسد مع وفد الجالية السورية في الولايات المتحدة بدمشق أمس. (سانا) أفاد ناشطون سوريون ان دبابات تمركزت عند مدخل مدينة حماه بعد يومين من انطلاق اضخم تظاهرة في المدينة منذ انطلاق حركة الاحتجاج الداعية الى اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد في سوريا في آذار، وتحدثوا عن اعتقالات، بينما قال معارضون آخرون ان الجيش السوري يواصل عملياته في محافظة ادلب على الحدود مع تركيا. وفي المقابل، اعلنت السلطات التركية عودة خمسة آلاف نازح سوري الى ديارهم ولا يزال أكثر من عشرة آلاف آخرين يقيمون في خمسة مخيمات باقليم هاتاي الحدودي. ص11

وبعد اسبوع على انعقاد مؤتمر أول للمعارضة في دمشق، اجتمع سياسيون ومثقفون في فندق “سميراميس” في اطار “المبادرة الوطنية لمستقبل سوريا”، التي دعت الى رفض الحل الامني واعتماد لغة الحوار “كمنهج حضاري عقلاني” في محاولة جادة لابعاد شبح الفتنة والتمزق، و”اسقاط اي مخطط خارجي يسعى الى النيل من سوريا”، والى تعديل الدستور على نحو يعكس التنوع الوطني ويلغي الاحتكار السياسي ولا سيما منه المادة الثامنة.

كذلك دعت في بيان الى “وقف العنف، وانتهاج لغة الحوار والعقل ومحاربة اعمال العصابات المسلحة كافة، والمطالبة بالتحقيق الفوري والعلني مع كل الجهات المسؤولة عن تردي الاوضاع الامنية وممارسة اعمال القتل وتخريب الممتلكات العامة والخاصة ونشر الذعر بين المواطنين الآمنين، والتوجه الى المؤسسة الامنية لتحمل مسؤولياتها في حماية وحراسة المنشآت الوطنية الرسمية والبنى التحتية من الأذى والدمار”. ومن الشخصيات التي حضرت المؤتمر، الذي شهد عراكا بالايدي في بدايته، النائب محمد حبش والباحث الاقتصادي حسين العماش والنائب السابق زهير غنوم.

زكا عيواص

الى ذلك، طالب رئيس الكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم البطريرك زكا عيواص الاول، في رسالة وجهها الى الاسد في مناسبة عودته من جولة أوروبية، “بزيادة مساحة التعامل مع الحريات العامة والكرامة والمواطنة”.

وقال: “نحن من موقعنا كرئيس أعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم، نرى ان زيادة مساحة التعامل مع الحريات العامة، وتجذر الوعي بين ابناء الوطن الواحد، يسهم في اغناء تعددية ثقافاته واطيافه، كي يبقى الجميع اوفياء للوطن الواحد الذي نريد ان يكون دائماً سيداً، مستقراً، كريماًن وحراً، يستظل تحت سقفه كل السوريين، على ان تتوافر لهم التشاركية في الممارسة الديموقراطية لحرية المعتقد، والتعبير عن هواجسهم ومكنوناتهم، التي تحقق المزيد من الكرامة والمواطنة المنشودة”.

دمشق – جوني عبو والوكالات

مؤتمر في دمشق لشخصيات معتدلة … يمهّد للانتخابات النيابية

الأسد: للإصلاح جدول زمني … ودور للشعب

زياد حيدر

أكد الرئيس السوري بشار الأسد إصرار قيادته على الإصلاح الذي يجب أن يكون بـ«شراكة من الشعب» كما يجب أن يسير «وفق آلية زمنية» مريحة. وجاء كلام الأسد خلال استقباله وفدا ثانيا من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأميركية أمس، فيما عقد مؤتمر ثان للحوار في العاصمة السورية بحضور شخصيات مستقلة بينها نواب سابقون، لبحث «التحول لدولة مدنية ديموقراطية».

ومن المتوقع وصول وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو هذا الأسبوع إلى دمشق، حيث تبدو أجواء دمشق مرتاحة أكثر من السابق للإشارات التركية التي حرصت أنقرة إلى أيصالها بوسائل مختلفة في اليومين الأخيرين، في ظل عودة بطيئة للاجئين السوريين من تركيا.

وفي السياق، أقال الرئيس الأسد أمس الأول، محافظ حماه أحمد عبد العزيز، بعد فشله في ضبط الأوضاع في المدينة، الأمر الذي أدى لتردي الأوضاع الاقتصادية والخدمية فيها وفق ما قالت مصادر إعلام محلية. ونفت مصادر مراقبة أن يكون مغزى الإقالة «ترجيح الحل الأمني» مشيرة الى احتمال تعيين محافظ جديد قريبا، على أن يستمر الحوار الذي كان قائما بين السلطات وفعاليات في المدينة.

وكان الرئيس بشار الأسد استقبل صباح أمس، وفدا من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأميركية وبحث معه في لقاء استمر خمس ساعات تقريبا «الأحداث التي تشهدها سوريا ودور الجالية السورية في المغترب في المساعدة لتجاوز

هذه الظروف التي تمر بها سوريا عبر دعم مسيرة الإصلاح والمساهمة بنقل الصورة الحقيقية لما يجري إلى الخارج».

وقال المهندس نجيب هنا لـ«السفير» إن الرئيس الأسد في لقائه كان مرتاحا وشفافا، وأجاب على كل التساؤلات، مشيرا إلى أنه أكد على أن «الإصلاح مستمر وبدأ منذ فترة طويلة إلا أنه يحتاج لوقت لكي ينجز»، منوّها بأن الرئيس الأسد أشار إلى ما يشبه جدولا زمنيا، بعض محطاته جلسة اللقاء التشاوري الأحد المقبل، وإشكالية الاولويات في الطرح من حيث تعديل الدستور أو الانتخابات العامة، مؤكدا أن هذه مسائل على «الجمهور أن يقررها وليس السلطة فقط». من جانبه شدد الطبيب فواز حداد على هذه النقطة، مؤكدا أن الرئيس الأسد يرغب في «أن يناقش الناس القوانين التي ستصدر لكي يشعروا أنهم شركاء في صنعها «.

بدوره نقل هنا أنه لمس «ارتياحا شديدا لدى الرئيس. وأن الأمور تحت السيطرة»، مشيرا إلى أن الأسد اعترف بحصول أخطاء أمنية كما أكد على العامل الخارجي «الواضح» في الأحداث.

الموقف التركي

ويقوم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بزيارة إلى دمشق هذا الاسبوع، يلتقي خلالها الرئيس الأسد ونظيره السوري وليد المعلم. وتأتي الزيارة بعد توتر في العلاقات السورية التركية، التي وصفها المعلم بانها «حب من طرف واحد». وهو «حب» تقول مصادر، إن داود أوغلو يرغب في تأكيده خلال زيارته، حيث أرسلت «أنقرة إشارات بهذا الصدد للقيادة السورية كما للجمهور السوري» في إشارة إلى لقاء للسفير التركي في دمــشق عمــر أونهون مع التلفزيون الســوري لهذه الغاية.

واعلنت وكالة ادارة الاوضاع الطارئة التابعة لرئيس الوزراء التركي ان عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا الى بلادهم بلغ خمسة الاف وان نحو عشرة الاف ما زالوا في تركيا. واوضحت الوكالة على موقعها على الانترنت ان 343 لاجئا فضلوا العودة الى سوريا ليرتفع عدد الذين عادوا الى بلادهم الى 5001، في حين عبر عشرون لاجئا جديدا الى تركيا ليصل عددهم الاجمالي في تركيا الى 10227.

مؤتمر في دمشق

من جهة أخرى، عقد مؤتمر جديد في فندق سميراميس في دمشق تحت عنوان «المبادرة الوطنية لأجل مستقبل سوريا» دعت له شخصيات سورية وصفت بالمعــتدلة بيــنها أعضـاء مجلس شــعب وأكاديميون.

وقدمت أمام المؤتمر ورقة نقاش تضمنت أربعة محاور منها محور بناء الثقة واشارت إلى أنه «تمهيدا لإنجاح دعوات الحوار ندعو السلطة السياسية في سوريا إلى المبادرة إلى اتخاذ خطوات سريعة لإزالة الاحتقان وبناء جسر الثقة بينها وبين مواطنيها وعلى رأسها المبادرة إلى وقف النزف بين أبناء الوطن الواحد وسحب وحدات الجيش والقوات المسلحة من كافة المدن السورية وتكليف الشرطة وقوات حفظ النظام بحماية أمن المواطنين ومطاردة المسلحين»، كما تضمن المحور الأول «حماية الوحدة الوطنية ومنع كافة وسائل التحريض على الفتنة والشحن الطائفي ووقف الملاحقة واعتقالات الرأي والإفراج الفوري عن كافة الموقوفين والمعتقلين السياسيين وكفالة التظاهر السلمي مع التزام الشرطة بحماية وسلامة المتظاهرين، والسماح لكافة وسائل الإعلام بتغطية الأحداث في سوريا والمحاسبة العلنية لكل من تسبب في قتل متظاهرين سلميين أو افراد الجيش والأمن».

أما المحور الثاني فلفت إلى أن المؤتمر سيتبنى بعض الآليات العامة التي تشكل المرحلة الانتقالية مثل مبادرة السلطة بإعلان برنامج الإصلاح السياسي وبنوده ضمن جدول زمني محدد واضح لا يتجاوز 12 شهرا ينتهي بانتهاء المرحلة الانتقالية، وتشكيل حكومة انتقالية مستقلة تشرف على تنفيذ إجراءات المرحلة الانتقالية»

وواجه المنظمون متاعب في البداية في قاعة الفندق التي سبق وضمت لقاء معارضين ومستقلين الاسبوع الماضي. مما دفع عضو مجلس الشعب السابق محمد حبش إلى انتقاد «سوء المعاملة من الفندق».

وكانت المياه والكهرباء مقطوعة في الفندق، كما أفيد عن حدوث اشتباك بين المجتمعين.

وينظر مراقبون إلى الحراك الحالي على أنه جزء من محاولة فرز سياسي تسبق الانتخابات التشريعية المقبلة، كما تسمح بـ«إبراز تعدد الخيارات» مع إقرار قانون الأحزاب المتوقع قبل نهاية الشهر الحالي.

في هذا الوقت أقال الرئيس الأسد محافظ حماه أحمد عبد العزيز من دون أن يبين الأسباب لذلك. ولكن مصادر إعلامية محلية تحدثت عن «سوء إدارة» للأوضاع في المحافظة، ولا سيما في ضبط حالة الاحتجاج الموجودة فيها، خصوصا أنها باتت تتغذى من مدن أخرى في البلاد. ويأتي الموقف من عبد العزيز بشكل اساسي لسوء تعامله مع مسيرة التأييد التي جرت الاسبوع الماضي، وتعرض فيها المشاركون للضرب من مجموعة مناهضة مما أوقع عددا كبيرا من الجرحى، كما أدى لأضرار مادية كبيرة في ممتلكات خاصة للمواطنين.

كما يأتي من باب الانتقاد للمحافظ لـ«عدم ضبط نفوذ المحتجين الذي بات يؤثر على سير عمل المدينة ككل، من حيث فرضهم بالقوة إغلاق المحلات والمصارف إضافة للضغط من أجل التظاهر». واعتمد المحافظ «اسلوب التفاوض» مع المحتجين، قبل كل تظاهرة، إلا ان الأعداد تنامت من خارج المدينة كما باتت بعض المجموعات خارج السيطرة وتم تداول شعارات مذهبية، مما دفع السلطات لإقالة عبد العزيز، على أن تعاود عملية التفاوض مع بعض «وجهاء المدينة» لإعادة الحياة لطبيعتها خلال زمن محدد مع مراعاة الحساسية الخاصة للمدينة.

وقال نشطاء ومقيمون لوكالة «رويترز»، إن دبابات الجيش السوري انتشرت على مداخل مدينة حماه بعد يومين من خروج أضخم احتجاجات تشهدها المدينة ضد الاسد منذ تفجر الانتفاضة قبل ثلاثة أشهر. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لـ«رويترز» إن العشرات اعتقلوا في ضواحي حماه واضاف ان السلطات تميل على ما يبدو الى الحل العسكري لاخضاع المدينة.

وذكرت وكالة الانباء السورية أن عشرات الالاف من ابناء مدينة صافيتا وريفها شاركوا فى مسيرة حاشدة دعما للاسد وتأكيدا على الوحدة الوطنية. وفي حمص نظم أهالي المحافظة حملة وطنية بعنوان «بيكفي» حيث صبغوا أكفّهم بألوان العلم السوري الذي بلغت مساحته ثلاثة آلاف متر مربع على طول 500 متر وعرض 6 أمتار ووضع في الملعب البلدي وذلك دعما «لمسيرة الإصلاح الشامل وتقديرا لدور الجيش في حفظ الأمن والاستقرار وتأكيدا على الوحدة الوطنية».

واشنطن مرتاحة لموسكو

إلى ذلك، قال دبلوماسي عربي في واشنطن، إن الإدارة الأميركية التي تفرض مزيدا من العقوبات على رموز النظام في سوريا، «تنظر من طرف خفي بارتياح إلى ثبات الموقف الروسي المعارض بشدة لتدخل مجلس الأمن الدولي بالشأن السوري أو إصدار قرار يدين ممارسات النظام».

وأضاف الدبلوماسي في حديث لوكالة «أنباء موسكو»، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لا تريد فتح «جبهة جديدة» مع العالم العربي في سوريا، معتبرا أن البيت الأبيض «متواطئ» مع الكرملين في عدم السماح بإسقاط نظام الأسد. وأكد أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب لقائه نظيره الفرنسي آلان جوبيه في موسكو، والتي شددت على ضرورة أن تتفاوض المعارضة مع النظام، «تنسجم تماما مع المساعي الأميركية لحض المعارضة داخل سوريا وخارجها على التفاوض مع النظام».

من جهتها، اعلنت وزارة الاقتصاد السويسرية ان سويسرا جمدت 31.8 مليون دولار (21.9 مليون يورو) من الارصدة المرتبطة بالنظام السوري، مؤكدة معلومة نشرتها صحيفة محلية ناطقة بالالمانية. من جانبها، ذكرت وكالة «ايه تي اس» السويسرية انه لم يعرف حتى الان ما اذا كان هذا الاجراء يتصل بارصدة للرئيس بشار الاسد.

اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن السورية وحملة اعتقالات في حماه

دمشق- (يو بي اي): شهدت مدينة حماه السورية اشتباكات بين قوات الأمن السورية ومتظاهرين فجر الاثنين بعد تنفيذ قوات الأمن حملة اعتقالات طالت عشرات الشباب من المدينة.

وقال ناشط حقوقي سوري من مدينة حماه ليونايتد برس انترناشونال “إن قوات الأمن بدأت بتنفيذ حملة اعتقالات طالت العشرات من أبناء المدينة منذ الساعة الثالثة من فجر الاثنين وأطلقت الرصاص بكثافة في الهواء لدى مداهمتها منازل المطلوبين”.

وأضاف الحقوقي السوري “إن الشباب، الذين تدخل قوات الأمن إلى احيائهم وتطلق الرصاص فيها، يبدأون بالتكبير ومن ثمة الاشتباك مع قوات الأمن بالحجارة مما دفع قوات الأمن الى التراجع وعدم إطلاق النار على المتظاهرين”.

وقال الناشط الحقوقي إن مدينة حماه شهدت الاثنين “إغلاقاً كاملاً للمحال التجارية في كافة أحياء المدينة وان المتظاهرين يضعون الحواجز في كافة أحياء المدينة وهم يشعلون الإطارات البلاستيكية لمنع قوات الأمن من دخول تلك الأحياء”.

وأوضح الحقوقي السوري أن “رئيس جهاز الأمن العسكري الذي اقيل على خلفية الاحداث التي شهدتها المدينة بداية شهر حزيران/ يونيو الماضي وراح ضحيتها أكثر من 50 قتيلاً أعيد الى منصبه”.

إلى ذلك، تحدث شهود عيان ليونايتد برس انترناشونال، “عن سماع إطلاق رصاص كثيف في مدخل حماه الجنوبي وان الدبابات المدرعات العسكرية التي توجهت إلى حماه الأحد لم تدخل المدينة ولكن مرت عبر الطريق الدولي حلب دمشق”.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أقال محافظ حماه أحمد عبد العزيز من منصبة يوم السبت الماضي دون تحديد سبب الإقالة.

أنباء عن تعيين الضابط وليد أباظة المعروف بقوته محافظا لحماة ليخلف أحمد عبد العزيز الأكاديمي

دمشق: عقد اجتماع ‘الطريق الثالث’ في أجواء مضطربة وسويسرا تجمد نحو 32 مليون دولار للنظام السوري

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر ووكالات: أعلن عدد من الشخصيات الوطنية المستقلين في سورية ‘انسحابهم’ من مؤتمر لجنة المبادرة الوطنية لتعزيز البناء والحوار الإصلاحي لمستقبل البلاد الذي عقد الاحد في فندق سميراميس وسط دمشق لبحث بلورة ‘طريق ثالث’ في سورية التي تشهد انتفاضة شعبية غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وشارك في الاجتماع نواب حاليون وسابقون بينهم محمد حبش وحسين عماش.

وقال الباحث الاقتصادي ومدير عام هيئة مكافحة البطالة حسين عماش لوكالة الأنباء الألمانية ‘ أعلن انسحابي من المؤتمر، لأن الذي يحصل لا يخدم سورية، يبدو ان بعض الجهات لا تريد للسوريين ان يتحاوروا من أجل وطنهم، يمنعوننا من عقد اللقاء فما بالهم يضربون مواعيد ووعودا عن حوار وطني مزعوم، أنا هنا لأقول كلمتي وأمشي’.

وعقد المؤتمر في أجواء مضطربة نوعا ما وبعد أكثر من ساعة ونصف من التأخير عن موعده المقرر. ووزعت لجنة التنظيم وثيقة تثبت موافقة مكتب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع على عقد المؤتمر إلا أن إدارة الفندق تمنعت في البداية عن فتح باب القاعة المخصصة للاجتماع دون أن تقدم أي خدمات ودون إضاءة أو ماء أو تكييف حيث جلس أكثر من 40 شخصا من المشاركين لقراءة كلماتهم من دون إضاءة أو معدات للصوت أو حتى وجود عبوات للماء أو طاولات مرتبة.

وهاجم النائب الإسلامي المعروف الشيخ محمد حبش بشدة، كل من أعاق عقد هذا المؤتمر، وقال ‘سنلاحقهم أمام القضاء، لقد حرمونا من الماء والضوء، سنواصل عملنا من أجل سورية’.

وبعد أقل من ساعة من عقد اللقاء وأثناء استراحة بين الكلمات التي ألقيت تقدم رجل من المنصة وقال إن مؤتمركم يريد إسكات صوت الشارع، لكن الشارع يريد إسقاط النظام، ثم انهال عليه البعض ومن ضمنهم محمد حبش بالركل والضرب ورموه أرضا ووقع على درج القاعة ومزقت ثيابه قبل أن يتدخل البعض لحل الاشتباك وإخراجه.

وكانت لجنة المؤتمر قد قالت في بيان مسبق انه ‘بناء على الظرف الدقيق الذي تعيشه المنطقة عموما وسورية خصوصا من ناحية تحديات التغيرات السياسية والتطورات التي تحصل بفعل قوى شعبية وقوى مختلفة في المنطقة.. تعمل هذه اللجنة بصفة العقلاء والمفكرين الوطنيين الذين يسعون من خلال تنوعهم ووعيهم وإدراكهم لتحديات المستقبل أن يطرحوا تصورهم للإصلاح المتكامل والضروري للمرحلة’.

وأضاف البيان أن ‘هذه اللجنة تعتبر بمثابة مستشار وطني نوعي ومجاني يمكن الأخذ برأيه والتوافق على دوره بقدر ما ترتفع برؤيتها وتساعد في جمع الأفكار والقوى الوطنية نحو التوافق والتضحية للمصلحة العامة والارتفاع نحو تحديات تاريخية وحضارية، تساهم في إقرار أفضل أشكال المؤسسات الوطنية العادلة والديمقراطية والوطنية’.

وكانت اللجنة (التي انفرط عقدها على ما يقول عدد من المشاركين فيها) مؤلفة من عقلانيين ومفكرين وسياسيين معظمهم من المستقلين، وهم يمثلون أطيافا وفئات واسعة من المجتمع السوري بتنوعه، تريد الانطلاق من وحي المسؤولية والعمل الفكري النوعي الجاد، واعتماد تقنيات الحوار والتوافق الوطني التمثيلي النوعي، وتبتعد عن أساليب المحاباة وعدم إدراك التحديات ببعد الاستحقاق وسرعة الإنجاز الوطني’.

من جهة اخرى علمت ‘القدس العربي’ من مصادر سياسية متابعة أن من بين أبرز الأسماء التي يتم تداولها خلفا لمحافظ حماة السابق الذي أقيل مؤخراً هو اسم ‘وليد أباظة’ الضابط السابق والرئيس السابق لأحد الأفرع الأمنية في مدينة حماة ليخلف أحمد عبد العزيز الأكاديمي الذي أقاله مؤخرا الرئيس السوري بشار الأسد من منصبه.

وحسب ما علمت ‘القدس العربي’ فإن أباظة الذي يعد من أبرز المرشحين لمنصب محافظ حماة من مدينة القنيطرة الجنوبية والمعروف عنه بأنه كان ضابطا مشهورا بقوته، لكن المصادر ذاتها أشارت الى أن تعيين أباظة لا يعني رغبةً باللجوء للحل الأمني بل سعيا لوضع أشخاص يتميزون بقوة شخصية عالية كما يتميز بها أباظة وفق قول المصادر.

وعلى صعيد الضغط الدولي اعلنت وزارة الاقتصاد السويسرية الاحد ان سويسرا جمدت 31.8 مليون دولار (21.9 مليون يورو) من الارصدة المرتبطة بالنظام السوري، مؤكدة معلومة نشرتها صحيفة محلية ناطقة بالالمانية.

من جانبها، ذكرت وكالة ‘ايه تي اس’ السويسرية انه لم يعرف حتى الآن ما اذا كان هذا الاجراء يتصل بأرصدة للرئيس السوري بشار الاسد.

وسبق لسويسرا ان تبنت في ايار (مايو) عقوبات مالية بحق 23 مسؤولا سوريا بينهم رئيس الاستخبارات علي مملوك ووزير الداخلية محمد ابراهيم الشعر لـ ‘ضلوعهم في قمع المتظاهرين’ داخل الاراضي السورية.

ومذ ذاك، فان المؤسسات المالية السويسرية ملزمة ان تبلغ السلطات بقيمة الارصدة التي لديها والمرتبطة بأشخاص ‘تحت طائلة ملاحقات جنائية’، وفق الوكالة.

وقتل اكثر من 1360 مدنيا واعتقل الاف اخرون منذ بداية الانتفاضة الشعبية المناهضة للنظام السوري وفق منظمات حقوق الانسان.

ومنذ بداية العام، جمدت سويسرا نحو مليار و436 مليون دولار (988.6 مليون يورو) وخصوصا في بعض البلدان العربية التي تشهد انتفاضات شعبية.

ويشمل هذا المبلغ نحو 766 مليون دولار (528 مليون يورو) عائدة الى النظام الليبي و483 مليون دولار مرتبطة بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

نبيل الكزبري ورامي مخلوف خارج مجلس إدارة شام القابضة

دمشق ـ د ب أ: خرج رجل الأعمال السوري الذي يحمل الجنسية النمساوية نبيل الكزبري وزميله في شركة ‘ شام القابضة ‘ رامي مخلوف امس من مجلس إدارة الشركة بعد اجتماع”مطول للهيئة العامة لمجلس إدارة الشركة”بدمشق تمت على إثره استقالة كافة’الأعضاء البالغ عددهم تسعة أشخاص. وقال مصدر مسؤول في شام القابضة لوكالة الأنباء الألمانية ‘د.ب.ا’ ان ‘ أي عضو من مجلس الإدارة القديم لم يرشح نفسه خلال الانتخابات التي جرت امس، ولذلك تم انتخاب خمسة أعضاء كلهم جدد ، اثنان منهم من المساهمين هما فارس الشهابي وخليل طعمة ، وثلاثة أعضاء أبرزهم”ديالا الحاج عارف (وزير العمل السابق في الحكومة السورية المستقيلة ) واحمد الحمو (وزير الصناعة الأسبق ) وسامي بركات وهو من قطاع الأعمال.”

ومن جهته أكد نبيل الكزبري في تصريح لـ’د.ب.ا’ ان ‘ شام القابضة أسست نظام عمل الحوكمة وفق المقاييس العالمية والشفافية الدولية المعتمدة في الشركات القابضة ، كما ان الشركة بدأت منذ فترة بمشروعات ذات استثمارات طويلة الأجل وشام القابضة لم تأخذ أي مشروع من الحكومة السورية’.

وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد فرضا عقوبات على”الكزبري ومخلوف وهو ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد. وقد أعلن مخلوف نفسه مؤخرا ‘اعتزاله العمل التجاري والاقتصادي وتحوله إلى الأعمال الخيرية ‘ .

ويعتبر مخلوف من ابرز النافذين في الاقتصاد السوري وهو يملك مجموعة شركات إضافة إلى أنه شريك رئيس في شركة ‘سيرتيل’ للهواتف النقالة احدى الشركتين المشغلتين للهواتف الجوالة في البلاد واللتين تملكان حوالى 10 ملايين مشترك.”

وكان المهندس رامي مخلوف رئيس مجلس إدارة صندوق المشرق للاستثمار قد أعلن في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 إطلاق شركة شام القابضة، بحضور حشد كبير من رجال الأعمال السوريين بعد اجتماع تحضيري.

إلا أن تأسيس الشركة تم في 20 كانون الاول (ديسمبر) 2006 خلال اجتماع تأسيسي في فندق ‘فورسيزنز’ في دمشق، وقع خلاله 70 شخصا من كبار رجال الأعمال السوريين والشركات عقد التأسيس، لاستثمار المشروعات الكبرى في سورية وبرأسمال تأسيسي قدره(350) مليون دولار أمريكي.

رئيس الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة السابق: الأسد يتأرجح في كرسيه

زهير أندراوس:

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة السابق (أمان) الجنرال أهارون زئيفي فاركش، في مقابلة أدلى بها للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّة إنّ الرئيس السوريّ، الدكتور بشّار الأسد، يتأرجح في كرسيه، ولكنّ التأرجح لم يصل إلى وضع يكون فيه قريبًا من فقدان كرسيه، وفي معرض ردّه على سؤال إذا كان من المصلحة الإسرائيلية أن يكون بشار الأسد قويا؟ رد بالقول: لا أعرف، واعتقد أن متخذي القرارات يجب أن يقولوا ذلك.

ولفت إلى أنّ الربط بين الجهاد العالمي وبين السنيين، الذين هم 70 في المائة من السكان في سورية، توجه غير ايجابي للإسرائيليين. ومن جهة ثانية، زعيم ضعيف جدا، يعطي ملاذا لقيادات الإرهاب في دمشق ودعما لحزب الله، يشجع هذا الإرهاب، مشيرا إلى أنّه بغير ضغط أمريكي على سورية في موضوع قيادات حماس والجهاد في دمشق، لا يوجد لإسرائيل الكثير مما تفعل. يستطيع سلاح الجو أن يضرب مرة تلو أخرى في سورية، لكن هذا لعب بالنار.

وأضاف أنّ الصراع بين الدولة العبريّة وسورية ليس عسكريا فقط، الهجوم على عين الصاحب، قاعدة تدريبات داخل سورية قُصفت قبل أربع سنوات، أصاب معسكر جبريل، الذي يتدرب فيه أيضا عناصر من حماس وحزب الله، لكن كانت فيه رسالة أكثر مما كان هجوما. اعتقد أننا لا نهاجم السوريين على نحو غير منضبط. السياسة التي نديرها صحيحة جدا. إنها تستعمل الضغوط في مختلف الاتجاهات، في حين أن إسرائيل ليست في المقدمة.

وبرأيه فإنّ الشرك الأكبر الذي تورط فيه الأسد كامن في أنّه من جهة يتلقى الضرب من الإسلام المتطرف، ومن جهة أخرى يشجعه.

وزاد قائلاً: بدأ الإسلام يبرهن للأسد على انه إذا ما بدأ إغلاق الحدود مع العراق، إغلاقا قويا جدا، بطلب من أمريكا، فانه سيكون مستهدِفا له. هذا شرك سيضطر إلى مواجهته والى الحسم فيه، وفي رأيي انه لن يأخذ بهذا الحسم. فهل يغلق الحدود إغلاقا تاما، وساعتها يكون معرضا للجهاد الداخلي ولاستمرار الإرهاب الإسلامي، أو يرفض فيصل إلى وضع صعب للغاية.

وقال أيضا إنّ الأسد سيتوجه إلى السلام مع إسرائيل إذا كان السلام في مصلحته، مضيفًا ‘أننّي لست واثقًا أنّ هذه هي اليوم مصلحته كما كانت قبل سنة أو سنتين، لأن معنى الأمر هو الأخذ بحسم، ولست أراه اليوم يأخذ قرارا حاسما’. وحول سؤال في ما إذا فقدت إسرائيل مع موت أبيه نافذة فرص للسلام مع سورية، قال الجنرال فاركش: لست على يقين، لأن أفكارا كهذه طُرحت أيضا في فترة بشار، وما يمليها ليس حب إسرائيل بل مصلحة استقرار نظام حكمه. انه اليوم أقل نظرا في هذا الاتجاه، ولكنه ربما بعد شهر أو شهرين، إذا كان ما ينقذه هو الدعوة إلى مسيرة سلمية مع إسرائيل، فربما يفعل ذلك.

وتطرق الجنرال الإسرائيليّ، الذي أصدر كتابا جديدا تحت عنوان: كيف نعرف؟، إلى حزب الله وقال: يريد حزب الله أن يقود تصوره العام حكومة لبنان. يري نصر الله نفسه زعيم لبنان الشيعي. حزب الله يستعمله شخص واحد، أهدافه هي أهداف جهادية في الأساس، لكن حياته داخل لبنان. إذا ما خلص إلى استنتاج أن استمرار التصور الجهادي سيُعرض مستقبله في لبنان للخطر، فانه سيتجه أكثر فأكثر صوب حزب سياسي، وأقل باتجاه حزب الله.

وزاد إنّ حزب الله منظمة ذات فهم استخباراتي أفضل من كثيرات أخرى في المنطقة، حتى بالقياس إلى السوريين. إنها تفهمنا فهما جيدا، وتقرأنا قراءة لا بأس بها، لكنها أيضا قابلة لاختراقها وهي تأخذ بخطوات لإحباط ذلك. وأضاف: لا يجب المبالغة بتعظيم الهالة حول نصر الله، يضاف إلى ذلك، أن من يفحص عن الأحداث منذ الاختطاف في تشرين الأول (أكتوبر) 2000، مرورا بأيام القتال الثلاثة عشر في نيسان (ابريل) 2002 عملية السور الواقي وحرب لبنان الثانية وحتى الآن، يدرك أن الحماسة الجهادية قد خمدت. ليس هذا عرضا، لم يفض مقتل الحريري فقط إلى ذلك، بل أيضا الصراع في الوعي، السري، الاستخباراتي، بين حزب الله ودولة إسرائيل. وحول ممارسة حزب الله العسكريّة والسياسيّة قال فاركش؟: اعتقد أن الأمرين يحدثان، لا يجوز أن ننسى أن هذه منظمة تدعو إلى إبادة دولة إسرائيل. وهو لا يرى حل قضية مزارع شبعا والقرى السبع، كما يدعوها، نهاية الجهاد. إن احتمال أن يغرق في السياسة ويترك النشاط العسكري منخفض جدا. والأمر يعني أن حزب الله يبقى منظمة خطرة على دولة إسرائيل. التطورات الأخيرة وما يرتقبنا يؤكدان أنه سيواصل الضعف، إذا ما واصلنا التصرف قبالته بحكمة.

وحول انتقال القاعدة إلى غزة قال الجنرال الإسرائيليّ إنّه توجد هنا طاقة كامنة لبدء بنية تحتية للقاعدة في غزة، لافتًا إلى أنّ التنظيم قد وصل إلى سيناء، من تلك الجماعة التي اختبأت في جبل حلال وكانت مشاركة مع جهات أخري في العمليات التفجيرية في سيناء. نشأت هناك في جبل حلال قاعدة وسائل قتالية متطورة، لا ينجح المصريون في القضاء عليها. وهذا قريب منا، على بعد مئات قليلة من الكيلومترات.

وفي ما يتعلق بالقنبلة النوويّة الإيرانيّة والخوف الإسرائيليّ منها قال فاركش: في استعراضات عسكرية في التلفاز الإيراني مكتوب على قواعد إطلاق الصواريخ بالانكليزية، يجب محو إسرائيل، هذه هي الدولة الوحيدة في العالم التي تدعو إلى إبادة دولة، وستملك قنبلة نووية. ربما لن يُسقطوا القنبلة في البداية، لكننا سنعيش طول الوقت مع إحساس أنه إذا ما حدث شيء ما، وأنه إذا لم يعجبهم شيء فإننا سنكون مستهدفين، وبالتالي يجب علينا أن نفترض فرضا أساسيا بأن نظاما كهذا له قنبلة كهذه، سيحققها. وأوضح: التقيت مع وزراء ورؤساء حكومات في أوروبا. قلت لهم إن الوصل بين صاروخ ارض ـ ارض لمدى 5 آلاف كيلومتر يطوره الإيرانيون، وبين قدرة نوويّة عسكرية، يعني أن أوروبا في عالم مختلف تماما. وخلص إلى القول: لا يطور الإيرانيون هذا الصاروخ لإسرائيل، لأن إسرائيل موجودة في مدى شهاب 3، هذا تطوير صاروخ عابر للقارات مضاد لأوروبا، على حد تعبيره.

النظام السوري يدرس سبل استعادة سيطرته على حماة المنتفضة

أ. ف. ب.

مئات الاعتقالات والأمن لم يعد تواجدا في مركز المحافظة

تابعت القوات السورية عمليتها الامنية والعسكرية في حمحافظة ماة وسط البلاد سعيا لاستعادة السيطرة على المدينة، حيث قتل طفل الاثنين وجرح اكثر من 20 واعتقل المئات بعد ثلاثة ايام من تظاهرات معارضة للنظام شارك فيها نحو نصف مليون شخص.

نظام الأسد فقد سيطرته على محافظة حماة التي تظاهر فيها الجمعة نصف مليون مواطن وسط غياب كلي لرجال الأمن

دمشق: تدرس السلطات السورية بحسب معارضين وناشطين حقوقيين سبل استعادة سيطرتها على مدينة حماة بشمال سوريا حيث شارك اكثر من خمسمئة الف شخص الجمعة في اضخم تظاهرة مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس.

ولم يلاحظ اي وجود لقوات الامن كما لم يقتل اي متظاهر في تلك التظاهرة الضخمة بحسب ناشطين. لكن محافظ حماة اقيل السبت بمرسوم رئاسي كما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) بدون مزيد من التوضيحات.

ومدينة حماة التي تعد 800 الف نسمة وتقع على بعد 210 كلم شمال العاصمة السورية، تعتبر منذ 1982 رمزا تاريخيا بعد قمع حركة تمرد لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة ضد الرئيس حافظ الاسد والد بشار الاسد ما اسفر عن سقوط 20 الف قتيل.

واكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان الدبابات التي كانت متمركزة في شرق حماة وشمال شرقها توارت الاحد. لكن فجر الاثنين قامت القوات المسلحة وقوات الامن بحملة اعتقالات في احياء عدة عند اطراف المدينة.

وقال عبد الرحمن ان “اهالي حماة تصدوا الاثنين لرجال الامن بالحجارة واقاموا حواجز على مشارف المدينة واشعلوا الإطارات” لافتا الى “سماع دوي اطلاق رصاص من الاحياء الغربية على اطراف المدينة”.

واكد ناشط حقوقي طلب عدم كشف هويته “توقيف ما بين 200 و300 شخص في حماة الاثنين”.

وقال ناشط معارض طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس “يبدو ان البعض نصحوا النظام باللجوء الى الحل العسكري في حماة بعد التظاهرة الضخمة الجمعة”.

ولكنه حذر من ان “اي عملية عسكرية ستخلف شهداء وستنكأ الجراح القديمة، وتؤدي الى انتفاضة شعبية في كل سوريا وتزيد من عزلة النظام على الساحة الدولية”.

وقال ناشطون ان قوات الامن لم تعد تسيطر على مدينة حماة منذ 3 حزيران/يونيو.

وفي ذلك اليوم قتل 48 متظاهرا برصاص قوات الامن خلال تجمع احتجاجي ضم 50 الف شخص. وفي اليوم التالي شارك 100 الف شخص في تشييع الضحايا.

وتحدث الاهالي عن “مجزرة حقيقية” اثارت الاستنكار الدولي. واكتفت وسائل الاعلام السورية الرسمية من جهتها باعلان مقتل “ثلاثة مخربين اثناء صدامات مع الشرطة”.

واظهرت الاشرطة التي عرضت على شبكة الانترنت الاثنين سيارات رجال الامن تجوب شوارع المدينة. وتحدث ناشطون على صفحة “الثورة السورية 2011” على فيسبوك عن عصيان مدني في حماة وكتبوا “حماة كلها تغلي”.

وبالرغم من الاحتجاجات الدولية والعقوبات والعزلة لا يزال النظام السوري ماضيا في قمع الحركة الاحتجاجية التي لا يعترف باتساعها ويواصل اتهام “مجموعات ارهابية مسلحة” بنشر الفوضى في البلاد.

وتابعت القوات السورية عمليتها الامنية والعسكرية في حماة وسط البلاد سعيا لاستعادة السيطرة على المدينة حيث قتل طفل الاثنين وجرح اكثر من 20 بعد ثلاثة ايام من تظاهرات معارضة للنظام شارك فيها نحو نصف مليون شخص الجمعة.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الذي مقره في لندن، رامي عبد الرحمن “نفذت قوات الجيش والامن السورية حملة اعتقالات منذ فجر الاثنين في بعض احياء مدينة حماة التي شهدت انتشارا امنيا كثيفا”.

وقال ناشط حقوقي ان ما بين 200 و300 شخص اعتقلوا في المدينة منذ صباح الاثنين.

وقال احد سكان المدينة في اتصال اجرته معه وكالة فرانس برس من نيقوسيا ان طفلا في الثانية عشرة قتل في حي شمال غرب المدينة وان 20 الى 25 اخرين اصيبوا بجروح، اثنان منهم حالتهم خطرة، بعد العملية العسكرية التي جرت بصورة متزامنة في “ثلاثة ارباع احياء المدينة”.

وقال الشاهد ان “شبيحة النظام كانوا يسيرون بسياراتهم في شوارع المدينة ويطلقون النار لترهيب الاهالي الذين بدأ بعضهم بالمغادرة باتجاه مدينة حلب” الواقعة الى الشمال من حماة.

واضاف ان طائرات عسكرية حلقت فوق المدينة على ارتفاع منخفض واخترقت جدار الصوت منذ الفجر حتى منتصف النهار.

واشار ناشط اخر نقلا عن احد الاطباء في مشفى في حماة الى “اصابة نحو 20 شخصا بطلقات نارية مصدرها رجال الامن بحسب الجرحى” لافتا الى ان “الاصابات متوسطة او بسيطة”.

وشهدت مدينة حماة التي يعيش فيها 800 الف شخص على بعد 210 كلم شمال دمشق يوم الجمعة اكبر تظاهرة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد شارك فيها نحو نصف مليون متظاهر مطالبين برحيل النظام. ولكن لم يترافق ذلك مع انتشار امني، كما لم يسجل سقوط قتلى.

وفي اليوم التالي صدر مرسوم رئاسي باقالة محافظ حماة.

وادت عملية قمع دامية العام 1982 الى مقتل 20 الف شخص في حماة عندما انتفض الاخوان المسلمون ضد نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي.

وقال رامي عبد الرحمن ان “اهالي حماة تصدوا الاثنين لرجال الامن بالحجارة واقاموا حواجز على مشارف المدينة واشعلوا الإطارات” لافتا الى “سماع دوي اطلاق رصاص من الاحياء الغربية على اطراف المدينة”.

وقال ناشط معارض طلب عدم ذكر اسمه “يبدو ان البعض نصحوا النظام باللجوء الى الحل العسكري في حماة بعد تظاهرة الجمعة”.

ولكنه حذر من ان “اي عملية عسكرية ستخلف شهداء وستنكأ الجراح القديمة، وتؤدي الى انتفاضة شعبية في كل سوريا وتزيد من عزلة النظام على الساحة الدولية”.

وقال ناشطون ان قوات الامن لم تعد تسيطر على مدينة حماة منذ 3 حزيران/يونيو عندما قتل 48 متظاهرا برصاص قوات الامن خلال تجمع احتجاجي ضم 50 الف شخص. وفي اليوم التالي شارك 100 الف شخص في تشييع الضحايا.

ناشط سوري: الفندق مستثمر للمخابرات الإيرانية والعلاقات اللوجستية مع حزب الله

«مسرحية مؤتمر سميراميس تمت بالتنسيق مع النظام وأعوانه»

بهية مارديني من القاهرة

اعتبر معارض سوري أن إقالة محافظ حماة ودخول الجيش الى المدينة تؤكد استمرار النظام بنهج القمع وتغييب نية الإصلاح. واعتبر أن مؤتمر سميراميس أعطى النظام صك براءة امام الغرب لكونه “تساهل مع معارضيه بالسماح لهم بالإجتماع”. وتمنى على المعارضة التوقف عن حمى السباق والإلتفاف على الثورة.

اعتبر معارض ان اقالة محافظ حماة وارسال وحدات الجيش الى المدينة يؤكد استمرار القمع

القاهرة: اعتبر ناشط سوري في تصريح خاص لـ” ايلاف” أنه كلما زاد قمع النظام السوري للمتظاهرين كلما وحدت الثورة صفوفها، ومن جانب آخر طلب من بشار الأسد أن يخرج من سوريا بأقل خسائر، وطالب المعارضة “أن يكون أداؤها متماشيا مع حركة الشارع ومطالبه، وأن تكفّ عن حمى السباق والإلتفاف على الثورة.”

وقال الناشط السوري عبد اللطيف المنيّر، الذي يعيش في سياتل الأميركية، إن إقالة محافظ حماة تأتي بعد إخلاء المدينة من القوات الأمنية وشبيحة النظام لعدة أسابيع سبقت الإقالة، وقال عبر الهاتف لـ”ايلاف” “كنا نتساءل وقتها لماذا في هذه المدينة لا يوجد حالة قمعية وقتل وهتك للأعراض كبقية المدن والمحافظات ؟ وكنا نتوقع أن يكافئ بشار الأسد المحافظ، وإذا به يقيله تحت ظروف غامضة، ولربما اعتقل قبلها”، ودلل على كلامه، أنه “بمجرد الإعلان عن الإقالة دخلت ماكينة القمع ودبابات النظام مدينة حماة وضواحيها، فهذا ُيظهر ويؤكد أن النظام مستمر بالعملية القمعية للشعب السوري، ولا يريد فسح فضاء حواري مع المعارضة. وكل مظاهر الدعوة للحوار التي يطرحها نظام بشار الأسد، خالية من المعطيات العملية كي تبرهن على نية هذا النظام في الإصلاح، لا بل نقول له، إن كان هناك مطر فلا بد أن نرى الغيوم أولاً، للدلالة على أن من يريد الحوار يجب أن يمنح الثقة للآخر ويثبت مصداقية نواياه، فلم نجد أنه اطلق السجناء رغم صدور عفوين، وما زال كثير من النشطاء في السجون كنجاتي طيارة وغيره، وما زلنا نشاهد عملية القتل والقنص، والإغتصاب للنساء وقتل للأطفال”، متسائلا “أي حوار هذا يريده النظام؟”.

وحول المؤتمرات وملتقيات المعارضة اعتبر أنها “بحد ذاتها إن كانت في الداخل أو الخارج فهي حالة صحية، حيث اتساع الرقعة الجغرافية في هذا العالم، والإنتشار السوري عليها يحتم انعقاد هذه المؤتمرات الكثيرة، لكن يجب أن يعبر كل مؤتمر عن وجهة نظره الخاصة به، وأن يبتعد عن الخطاب الذي يقول نحن نمثل الشعب السوري وجميع أطيافه”، وأضاف المنيّر “تختصر هذه المؤتمرات في النهاية إلى أربعة أو خمسة تيارات تحالفية كالإسلاميين، والقوميين، والليبراليين أو الديمقراطيين المستقلين، والأكراد المتحالفين مع غيرهم أو متوحدين بينهم، وأحزاب أخرى وبعثيين، هذه التيارات عندما تنمو بعلمية من الأسفل إلى الأعلى تكون لها قاعدة شعبية من خلال ممثليها في المؤتمر العام الذي سيبحث المشروع الوطني لسوريا ويتضمن الأمور السياسية، والإجتماعية والإقتصادية، والتجارية”.

ولاحظ المنيّر، أن هذه المؤتمرات هي بحد ذاتها عملية بناء، وتمنى أن تنتهي كما ذكر، “لنكون قد ابتعدنا عن اقصاء الآخر ورفض رأيه، كما اننا نكون قد ابتعدنا عن فعل الإحتكار للعمل السياسي، ويكون هؤلاء لهم الأحقية في التباحث بالشأن السوري وقضاياه، وهم يمثلون إلى حدٍ ما الشعب السوري بأطيافه المتنوعة.”

وعلّق على انعقادها بهكذا ظروف في داخل سوريا كمؤتمر فندق سميراميس مثالاً وما صدر عنه، وعلى حالة الضرب والإعتداء على شخص مجرد انه عبر عن رأيه، وحالة الهتاف التي تؤيد النظام اثناء عملية الضرب، مستنتجاً ” أن مسرحية هذا المؤتمر تمت بتنسيق مع النظام وأعوانه، وإنه انعقد ليخدم النظام أكثر مما خدم هذا الشعب المنتفض. فهذا المؤتمر أعطى النظام السوري صك براءة أمام الغرب، وأظهر أن النظام متساهل مع معارضيه كونه سمح لهم بالإجتماع”، وطلب ألا ننسى” أنه تزامن مع عملية السماح لوكالات الأنباء وفضائيات الأجنبية للتغطية الإعلامية في سوريا “.

وانتهى المنّير إلى “أن المجتمعين لم يستفيدوا ولم يعتبروا، وسقف مطالبهم كان منخفضا وأدنى مما يطالب به الشارع”. وقال “كانوا يستطيعون إصدار بيانهم من بيوتهم وتفويت الفرصة على النظام، وكان الأجدر بهم أن يتظاهروا مع من يتظاهر في منطقة الميدان أو برزة أو القدم، أو المعضمية، أو داريا، أو القابون وأن يسعوا إلى قيادة التظاهرات لكان أفضل لهم من اجتماعهم في فندق سميراميس، وما ادراك ما سميراميس حيث هذا الفندق بالذات الذي تملكه الدولة، وهو مستثمر من قبل شخصية لاقت حتفها في ظروف غامضة بعد أن استأجرته السفارة الإيرانية في دمشق منه، وفيه طوابق للمخابرات الإيرانية، وهو تحت حماية أمنية عالية، وباقي طوابقه للنزلاء الإيرانيين ذوي المناصب العالية، وهذا الفندق تدار به العلاقات اللوجستية مع حزب الله. فلا يعقل أن تجتمع هذه المعارضة تحت هذه الظروف وبهذا الفندق بالذات ” على حد قوله .

وتمنى ممن يريد الإجتماع مستقبلا، وقبل أن يبدي النظام نيته الصادقة بالتغيير السلمي،” أن ينضم هؤلاء المؤتمرون إلى التظاهرات اليومية ليثبتوا مصداقية عمليتهم السياسية ميدانياً “، وعبّر عن أسفه لأنه ” لم ير أحدا منهم يتظاهر إلى الآن”.

وفي السياق نفسه، قال المنّير: “كنت قد سألت ناشطاً ميدانياً بعد مؤتمر سميراميس، وسألته عن رأيه، فجاوبني باختصار: “إنهم يخطئون ( أي من اجتمع بسميراميس)، فنحن الأكثر والأقوى في الشارع، وسنصحح المسارات والأخطاء مهما بلغت.” وقال أيضا: “كما للنظام شبيحة، فإن للمعارضة أيضا شبيحتها “.

 بيد أن كلما واجه هؤلاء الشباب المنتفضون، بحسب المنيّر، مصاعب وحالات قمعية وقتلا، كلما وحدوا ونظموا صفوفهم، وانطلقوا من جديد بشكل أقوى وأكبر، كما لاحظ “أن الخط البياني للثورة السورية، ومنذ أن بدأت، يزداد إرتفاعاً نحو الأعلى وبأداءٍ أنشط وخطط أفضل”. ورأى المنيّر “أنه يبقى على النظام أن يحزم أموره لمرحلة الرحيل”، وأمل من بشار الأسد أن يخرج من سوريا بأقل خسائر، وطالب المعارضة، “أن يكون أداؤها يتماشى مع حركة الشارع ومطالبه، ويتوقفوا عن حمى السباق والإلتفاف على الثورة، حيث وعي الشباب كل يوم يثبت أنه تجاوز أي وعي للأحزب أو التيارات المعارضة القائمة في الداخل والخارج”.

مبادرة فرنسي يهودي تشعل الجدل في أوساط المعارضة السورية

الفيلسوف برنار هنري ليفي يدعو إلى مؤتمر لوقف المجازر ورحيل الأسد

بهية مارديني من القاهرة

يحتدم جدل في أوساط المعارضة السورية حول مؤتمر دعا إليه الفيلسوف الفرنسي اليهودي هنري ليفي، الذي يعتبره البعض “صهيونياً”، تسيء تلبية مبادرته إلى الحركة الديمقراطية السورية، بينما رأى آخرون أنه “فرنسي” وهم يحتاجون الرأي العام الفرنسي والغربي لدعم قضيتهم، مؤكدين أن إسرائيل ليست ممثلة في المؤتمر.

المعارضة السورية تنقسم حول مبادرة الفيلسوف الفرنسي اليهودي برنار هنري ليفي

القاهرة: في ظل الأحداث التي تجري في سوريا، ظهرت بوادر معركة من نوع مختلف في أواخر الأسبوع الماضي عبر الصحف الفرنسية وموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، حيث ينعقد الاثنين المقبل مؤتمر في سينيما سان جيرمان دوبريه في باريس تحت عنوان “وقف المجازر، والأسد يجب أن يرحل”، بمبادرة من الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي.

حملت الدعوة تواقيع شخصيات لها ثقلها السياسي، مثل وزير الخارجية السابق برنار كوشنير، ورئيس بلدية باريس بيرتراند دولانويه، والفيلسوف اندريه كلوكسمان، ورئيس الوزراء السابق لوران فابوس، وبمشاركة شخصيات سورية معارضة من المؤتمر السوري للتغيير. غير أن مشاركة برنار هنري ليفي الذي يعتبر فيلسوفًا “صهيونيًا”، أجّجت جدلاً واسعاً في اوساط المعارضة.

في بيان نشره صبحي الحديدي وبرهان غليون وسلامة الكواكبي وفاروق مردم بك رداً على مبادرة جريدة اللوموند الفرنسية، رأوا “أن أشخاصاً كبرنار ليفي معروفون بمعاداتهم للشعب الفلسطيني وقضيته ومساندون للاستيطان في الأراضي المحتلة الفلسطينية وكذلك الجولان السوري يحاولون الاستيلاء على حركة الشعب السوري وتطلعه إلى الحرية ومقاومته الشجاعة لآلة القمع والاستبداد الممارسة عليه”.

وأضافوا “أية مبادرة تنضوي تحت لواء هذا النداء لبرنار ليفي سنعتبرها محاولة للإساءة إلى الحركة الديمقراطية السورية ومحاولة لجعلها تنحرف عن مسارها”.

وعبّروا عن أسفهم لوجود “اناسِ كروكار وهولاند يخلطون أسماءهم مع أسماء مفكرين فرنسيين ساندوا احتلال العراق وصفقوا لدخول القوات الأميركية إليه”، وقالوا “نعتقد أننا نمثل رأي غالبية السوريين والعرب، ونطلب منهم ومن الفرنسيين الذين يودون مساندة شعب سوريا عدم مساندة مبادرة ليفي”.

من جانبه، قال هيثم مناع الناطق الرسمي باسم اللجنة العربية لحقوق الانسان “وصلنا إعلان عن اجتماع لأشخاص يعتبرون أنفسهم من المعارضة السورية مع المدعو برنار هنري ليفي وشلّته في باريس، وأعلن تبرأه من هذا “العمل القذر الذي يبيع دماء الشهداء في سوق النخاسة الصهيونية”.

وعبّر عن عدم استغرابه “من وجود أسماء من نادي واشنطن السوري”، وقال” لا نعوّل على خجلهم من أنفسهم”، ولكنه طلب “من كل من ورد اسمه من غيرهم تبيان موقفه صراحة حتى لا يضاف إلى قائمة المرتزقة الجدد”.

أما حكم البابا الكاتب السوري المعروف، فهاجم مؤتمر أنطاليا (المؤتمر السوري للتغيير)، واعتبر على صفحته في فايسبوك “ان المراهقة السياسية، والتعامل مع معارضة الاستبداد كهواية مثلها مثل جمع الطوابع ولعب الورق، التي حكمت آليات عمل مؤتمر أنطاليا، مستمرة حتى اليوم، فبعد أكثر من شهر على انتهاء أعماله، لم يقدم فيه دعماً لثورة الشعب السوري سوى انتخاب قيادته”.

وقال “تباهى بعض منظميه من (نوفي ريش) المال والمعارضة بأنهم قادة الثورة السورية، ويقدم الاثنين في باريس على خطوة خطرة، يمنح فيها الاستبداد هدية مجانية عبر اللقاء الذي سيجمع بعض أعضاء هذا المؤتمر بالفرنسي برنار هنري ليفي المؤيد لإسرائيل”.

معارض سوري، رفض الكشف عن اسمه، قال لـ”ايلاف” إن “كل من يهاجم المؤتمر من المعارضة فهو يتماهى مع موقف السلطة، وينظر بمنظار النظام السوري”، مؤكدًا “ان ليفي هو فرنسي يهودي، ونحن نحتاج الرأي العام الفرنسي والغربي لدعم قضيتنا”.

وبيّن “ان جريدة الوطن السورية تهاجم المؤتمر اليوم، كذلك المواقع المحسوبة على النظام”، واعتبر” ان هذا يعني أن النظام مستاء بشدة من المؤتمر”، وأضاف “تجاهل المهاجمون والمشككون ان هناك جهات أخرى دعت الى المؤتمر وركزوا على ليفي”.

واعتبر “ان السوريين الآن يدخلون في قضايا فرعية، وينسون قضيتهم الأساسية، وهي الدفاع عن الشعب السوري الذي يتعرض للقتل، وهذا مايريده النظام”.

وشدد على أن “على المعارضة السورية أن تتوحد اليوم، وأن تنبذ خلافاتها، وأن تتجاوز كل ما زرعه النظام فيها في الماضي من محاولات تخوين وتشكيك لتمضِ باتجاه هدفها في التخلص من النظام الذي يريق دماء شعبه البطل”.

من جانبها، قالت الناشطة السياسية لمى الأتاسي، التي ترعى مؤسستها المؤتمر في باريس، “ان الحاضرين هم برنار كوشنر وزير خارجيه سابق، وبايرو وليس بايو هو مسيحي ملتزم رئيس حزب الوسط، وراما ياد من اليمين دولالند عمده باريس، وهولاند واوبري مرشحين لرئاسة الجمهورية الفرنسية عن الحزب الاشتراكي، وب ه ليفي من الحزب الاشتراكي الفرنسي، وهو له مواقف لا تعجبنا دائمًا من بعض القضايا في أزمنة وإطارات محددة ككل الفرنسيين، وهو مثلا كان ضد التدخل العسكري في العراق”.

وأكدت “أن كل ما أقوله هو أننا في فرنسا، وهذا المحيط فيه يهود وغير يهود، ولا يمكن أن نطلب من سياسي فرنسي أن يكون في مواقفه مطابقًا لمواقفنا السورية والعربية”. وقالت “العمل السياسي هنا في باريس واللقاءات هنا واضحة وشفافة مختلفة تمامًا عن ما نعرفه في سوريا والعالم العربي، انها تتسم بجو ديمقراطي فيه حرية واصغاء نفتقده”.

وأسفت “لأن يكون التخوين سائد بأسلوب النظام نفسه وطريقته وممارساته الستالينية في التعامل”، وأضافت “انا متهمة بأنني سأتقابل مع جماعة انطاليا ب ه ليفي، وسنكون معه في مساندته للشعب السوري، وتعبيره عن سخطه على اساليب التعذيب من قبل النظام السوري، هذا الاتهام لا اجد له مبررًا، ولن أرد على أبواق النظام”، واشارت الى “أن ساركوزي نفسه يهودي الأم، فهل معنى هذا ان نتبع وليد المعلم في شطب اوروبا من خارطة العالم؟”.

وأكدت ان “اسرائيل ليست ممثلة في المؤتمر، ونحن هدفنا الرأي العام الفرنسي”، وعبّرت عن أسفها للأكاذيب التي بثت حول وجود منظمات يهودية، وقالت من يقوم بذلك يقوم بعمل مخزي لأنه كاذب ورأت أن “كل هذه المحاولات تجري عبثًا، فالشارع السوري مثقف بشكل كاف ليميز من هو بايرو وليس بايو مثلا”.

واعتبرت انه يجب علينا ان نعمل على الرأي العام الفرنسي “فهناك من يظن في فرنسا أن الاسد جيد لأنه مودرن وزوجته جميلة وبأن كل هذا من فعل سلفيين”. ووجدت “أن فهم الشارع الفرنسي للصوت السوري اساسي للتقارب، ولأجل اي عمل في صالح الثورة”.

معارضون سوريون لـ «الشرق الأوسط»: نخشى من تحول الثورة لمجرد مؤتمرات

مؤتمرات المعارضة في دمشق تتواصل

القاهرة: هيثم التابعي

في الوقت الذي أعلن فيه عدد من الشخصيات الوطنية المستقلة في سوريا «انسحابهم» من مؤتمر لجنة المبادرة الوطنية لتعزيز البناء والحوار الإصلاحي لمستقبل البلاد أمس. هاجم النائب الإسلامي المعروف الشيخ محمد حبش بشدة كل من أعاق المؤتمر، وتعهد بملاحقة المتسببين في إفشال المؤتمر أمام القضاء السوري.

شهد المؤتمر الذي عقد في فندق سميراميس وسط دمشق أحداث شد وجذب استمرت لأكثر من ساعة ونصف الساعة مع إدارة الفندق التي رفضت استضافة المؤتمر أو السماح للمشاركين فيه بالدخول لبهو الفندق؛ لكن اللجنة التنظيمية للمؤتمر قامت بتوزيع وثيقة تثبت موافقة مكتب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع على عقد المؤتمر، مما دعا إدارة الفندق إلى أن توافق على استقبال المشاركين في المؤتمر في القاعة المخصصة للاجتماع؛ لكنها امتنعت عن تقديم أي خدمات للمشاركين، حيث عانى أكثر من 40 شخصا من المشاركين من عدم وجود إضاءة أو معدات للصوت خلال إلقاء كلماتهم، فضلا عن عدم وجود عبوات للماء أو طاولات للجلوس عليها.

وبعد أقل من ساعة من عقد اللقاء وأثناء استراحة بين كلمات المشاركين، تقدم رجل من المنصة، وصاح قائلا: «مؤتمركم يريد إسكات صوت الشارع، والشارع لا يريد سوى إسقاط النظام»، وهو ما نشر الفوضى في قاعة المؤتمر، حيث انهال عليه البعض بالضرب وطرحوه أرضا ومزقت ثيابه قبل أن يتدخل البعض لحل الاشتباك وإخراجه.

وهاجم النائب الإسلامي المعروف الشيخ محمد حبش بشدة ما حدث في المؤتمر، وتعهد بملاحقة المتسببين قضائيا. وقال مراقبون، رفضوا الكشف عن أسمائهم لـ«الشرق الأوسط» إن الشخص الذي علا صوته مطالبا بسقوط النظام تم اعتقاله من قبل أحد الأجهزة الأمنية وهو قيد التحقيق الآن في مكان غير معلوم. وهو ما يؤكد عليه عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا، قائلا: إنه «دليل على كون المؤتمر لا يعبر عن المعارضة إطلاقا».

وأضاف: «هذا المؤتمر لا يمثل المعارضة تماما، وبعض شخصياته كانت لفترة قريبة تدافع عن النظام». وقال القربى لـ«الشرق الأوسط» إن كل المؤتمرات التي تعقد في دمشق تتم عبر الموافقات الأمنية ووفقا لسيناريو معد مسبقا وبسقف أعلى للمطالب وحدة الحوار مستشهدا بتلويح المشاركين بورقة موافقة مكتب فاروق الشرع نائب الرئيس السوري.

ولكن حسن كامل، عضو هيئة متابعة مؤتمر المعارضة الذي دعت إليه الحكومة منتصف الأسبوع الماضي قال إن المؤتمر الذي عقد أمس يعبر عن حراك سياسي غير مسبوق في الشارع السوري، وتابع كامل لـ«الشرق الأوسط»: «هناك جرأة في مناقشة مستقبل سوريا الآن وهذا لم يكن موجودا من قبل، ولكن مطلوب مزيد من الجرأة من النظام السوري»، نافيا وجود أي موافقات أمنية لعقد مثل تلك المؤتمرات.

وقال الباحث الاقتصادي ومدير عام هيئة مكافحة البطالة حسين العماش: «أعلنت انسحابي من المؤتمر، لأن ما يحدث لا يخدم سوريا»، معتبرا أن بعض الجهات لا تريد للسوريين أن يتحاوروا من أجل وطنهم من الأساس.

وكانت لجنة المؤتمر قد قالت في بيان سابق إنه «بناء على الظرف الدقيق الذي تعيشه المنطقة عموما وسوريا خصوصا من ناحية تحديات التغيرات السياسية والتطورات التي تحصل بفعل قوى شعبية وقوى مختلفة في المنطقة.. تعمل هذه اللجنة بصفة العقلاء والمفكرين الوطنيين الذين يسعون من خلال تنوعهم ووعيهم وإدراكهم لتحديات المستقبل أن يطرحوا تصورهم للإصلاح المتكامل والضروري للمرحلة».

وأضاف البيان أن «هذه اللجنة تعتبر بمثابة مستشار وطني نوعي ومجاني يمكن الأخذ برأيه والتوافق على دوره بقدر ما ترتفع برؤيتها وتساعد في جمع الأفكار والقوى الوطنية نحو التوافق والتضحية للمصلحة العامة والارتفاع نحو تحديات تاريخية وحضارية؛ تساهم في إقرار أفضل أشكال المؤسسات الوطنية العادلة والديمقراطية والوطنية، وتتكون اللجنة من عقلانيين ومفكرين وسياسيين معظمهم من المستقلين وهم يمثلون أطيافا وفئات واسعة من المجتمع السوري».

وفي سياق متصل، دعت نحو خمسين شخصية سورية معارضة إلى عقد ما سمته «مؤتمر إنقاذ وطني» لحل الأزمة السورية بعد أسبوعين، حيث قال المعارض السوري البارز هيثم المالح أحد الشخصيات الداعية لمؤتمر «الإنقاذ الوطني»: «إن سقوط نظام الأسد بات وشيكا».

وأوضح المالح في تسجيل بُث على الإنترنت أن الشخصيات الداعية لهذا المؤتمر، تمثل مختلف الأطياف. وأضاف أن هذه الشخصيات اجتمعت وصاغت مشروع وثيقة تتضمن رؤية مستقبلية لسوريا ستعرض للنقاش في مؤتمر الإنقاذ الوطني حيث سيتم في نهاية الاجتماع إصدار بيان يلخص أهم ما توصل إليه المشاركون.

وسيناقش المجتمعون وضع مبادئ عامة للخروج من الأزمة الحالية، وإقامة حكومة إنقاذ وطني تؤسس لدستور جديد بالإضافة إلى دراسة إمكانية إجراء انتخابات نيابية ورئاسية.

ولكن مازن درويش، رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير أعلن لـ«الشرق الأوسط» عن تخوفه من تحول الاحتجاجات السورية لمجرد مؤتمرات وكلمات افتتاحية في قاعات الفنادق. وتابع درويش: «الشارع السوري لا يمثله إلا الشارع السوري نفسه»، معتبرا أن مرحلة ما بعد 15 مارس (آذار) أنتجت قياداتها الثورية والسياسية ولكن القبضة الأمنية تمنع ظهورها بصورة علنية. ولا يرى درويش أن مؤتمر الإنقاذ سيعقد في موعده مبررا ذلك بقوة القبضة الأمنية وهو ما اتفق معه عمار القربي الذي قال: «سقف مطالب مؤتمر الإنقاذ معقول ومتفق عليه من أغلب السوريين وهو ما سيحول دون موافقة السلطات على انعقاده».

الاستخبارات التركية تعلن حالة الطوارئ في مخيمات اللاجئين السوريين بعد ضبط «جواسيس»

158 حاملا و23 مولودا منهم 5 منحوا اسم «رجب طيب»

بيروت: «الشرق الأوسط»

كان أول من أمس، اليوم الأول الذي لم يشهد عبور لاجئين إلى تركيا منذ اندلاع المواجهات في سوريا وهروب آلاف السوريين إلى الأراضي التركية. وقد بررت مصادر تركية هذا الانخفاض في أعداد اللاجئين بتشدد القوات السورية في منع عبور النازحين، لا إلى تحسن الأوضاع في المناطق السورية المتاخمة للحدود والتي شهدت الشهر الماضي أعنف المواجهات بين القوى الأمنية السورية والمعارضين.

وقالت مصادر رسمية تركية في مقاطعة «هاتاي» لـ«الشرق الأوسط» أمس إن عدد اللاجئين انخفض للمرة الأولى بعد عودة أعداد من اللاجئين إلى بلادهم، مشيرة إلى أن أوضاع اللاجئين لا تزال غير مستقرة في ضوء كشف محاولات «تجسس» على اللاجئين ضبطتها السلطات التركية، وإدارات المخيمات. وكشفت المصادر عن إعلان حاله الطوارئ في «مخيم الخيام». وقالت إن قوات الأمن والمخابرات التركية تمنع منظمات الإغاثة الأجنبية من دخول مخيمات لجوء السوريين في هاتاي خوفا من دخول عملاء للمخابرات بينهم. وأوضحت أن قوات الأمن شددت الحراسة في محيط المخيمات بعد الاجتماع الثلاثي بين مسؤولين من الاستخبارات والدرك والشرطة تقرر بعده أن لا يسمح لمنظمات الإغاثة القادمة من خارج تركيا بدخول المخيمات وأن توزع المعونات القادمة عن طريق الهلال الأحمر التركي. وكشفت أن قوات الأمن التركية اعتقلت ثلاثة أشخاص من بينهم امرأة دخلوا بين اللاجئين يعملون لصالح الاستخبارات السورية.

من جهة أخرى، أعلنت وكالة إدارة الأوضاع الطارئة التابعة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنَّ «عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى بلادهم بلغ خمسة ألاف، فيما لا يزال نحو عشرة آلاف في تركيا».

وأوضحت الوكالة على موقعها على الإنترنت أنَّ «343 لاجئا فضلوا العودة إلى سوريا ليرتفع عدد الذين عادوا إلى بلادهم إلى 5001، في حين عبر عشرون لاجئا جديدا إلى تركيا ليرتفع عددهم الإجمالي في تركيا إلى 10227»، لافتةً إلى أنَّ «60 شخصا يتلقون حاليا العلاج في المستشفيات التركية».

وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» أن 158 من النساء الحوامل يتلقون حاليا فحوصات طبية منتظمة في مخيمات اللجوء الخمسة في هاتاي. وقد ولد في المخيمات السورية 23 طفلا 5 منهم سموا رجب طيب على اسم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.

معارضون سوريون يحثون العربي على التدخل ضد النظام السوري

تظاهروا أمام مقر الجامعة العربية بمناسبة تولي الأمين العام مهام منصبه

القاهرة: محمد عجم

في الوقت الذي أقيم فيه احتفال بالأمس في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، لتسليم وتسلم أمانة الجامعة العربية، بحضور الأمين العام الجديد الدكتور نبيل العربي، شهدت أرصفة الجامعة تظاهر الكثير من أبناء الجالية السورية في مصر، من المناوئين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بهدف بعث رسالة للعربي بسرعة اتخاذ موقف لإنقاذ دماء الشهداء في المدن السورية، والمطالبة بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة، إلى جانب طرد السفير السوري في القاهرة وأعضاء البعثة الدبلوماسية بالسفارة.

كانت المظاهرة قد بدأت صباح أمس بمشاركة عدد من المعارضين السوريين بالقاهرة وعدد من الطلاب الدارسين بها وعدد من المصريين، الذين رفعوا الشعارات المناهضة للرئيس السوري، كما رددوا الهتافات ضده وضد رجال نظامه الذين وصفهم المتظاهرون بالسفاحين والقتلة، إلى جانب تعليق علم سوري طوله مائة متر على أسوار مقر الجامعة ردا على رفع أكبر علم سوري ضمن مسيرة مؤيدة للنظام في دمشق منذ أيام.

وندد المتظاهرون بعدم اتخاذ الجامعة موقفا إيجابيا في عهد الأمين العام السابق عمرو موسى ضد المعارك الدائرة في المدن السورية. وقال المعارض السوري ثائر الناشف لـ«الشرق الأوسط» إن «المظاهرة خرجت في أول أيام لتولي نبيل العربي منصبه الجديد أمينا عاما للجامعة لكي نرسل له رسالة بأهمية اتخاذ موقف عاجل من الجامعة يكون واضحا ومشرفا، يدين القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد الشعب الأعزل». وأضاف الناشف أن الجالية السورية بالقاهرة تقدمت بكثير من البيانات إلى الأمين العام السابق مطالبة بأهمية اتخاذ موقف عربي يدين ممارسات بشار ورجاله، لكنها لم تلق أي استجابة، مبينا أن عددا من النشطاء السوريين في مصر سوف يتقدمون بطلب خلال الأيام المقبلة للقاء الدكتور العربي، آملين أن يستمع إلى أصواتهم.. «فقد جاء من رحم الثورة المصرية، ولا يخضع لأي ضغوط، ولديه القدرة على التحرك واتخاذ القرار».

بينما قال أحد الطلاب المشاركين بالمظاهرة، والذي اكتفى بذكر اسمه الأول «محمد» خوفا على أهله في سوريا، إن مظاهراتهم أمام مقر جامعة الدول العربية تأتي أيضا احتجاجا على استمرار السفير السوري في منصبه، والذي يطالب الطلاب السوريين بالخروج في مظاهرات تأييد لبشار الأسد، وإلا تقطع عنهم المنح الدراسية، إلى جانب قيامه بتهديدهم بإيذاء ذويهم في سوريا، مضيفا «نطالب جميعا بطرد السفير، وتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة بعد أن فقد شرعيته، وسوف نستمر في مظاهراتنا حتى نشكل ضغطا على مسؤولي الجامعة العربية لاتخاذ قرار وموقف إيجابي».

بينما قالت إحدى المتظاهرات والتي كانت تحمل صورة للطفل السوري حمزة الخطيب الذي قتلته قوات بشار «كنا نتمنى أن تكون جامعة الدول العربية هي صاحبة السبق والمبادرة بالدفاع عن أهلنا في سوريا من الأبرياء والعزل، لا أن تكون مواقف المجتمع الدولي هي السباقة لإيقاف المجازر والانتهاكات المروعة». وأضافت «وقفتنا هذه لنطلب من الأمين العام الجديد الدكتور نبيل العربي إعلان موقف إيجابي عاجل مما يحدث داخل سوريا، ولإيقاف المعارك الدائرة في المدن والقرى، وفضح جرائم نظام بشار الأسد».

منع عقد مؤتمر لمستقلين ومقربين من النظام في دمشق

النظام يحاصر مدينة حماه بالدبابات ودوي الرصاص.. وحملة اعتقالات بالجملة في ضواحيها

بيروت: «الشرق الأوسط»

بعد يومين على خروج أضخم احتجاجات شهدتها مدينة حماه ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ تفجر الانتفاضة السورية قبل 3 أشهر، تمركزت آليات ودبابات الجيش السوري على بعض المحاور في مداخل المدينة، على وقع سماع دوي إطلاق نار كثيف، وفي موازاة حركة اعتقالات شملت العشرات في ضواحي المدينة مع توجه السلطات السورية إلى الحل العسكري لإخضاع المدينة، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن.

وأشار عبد الرحمن إلى أن «97 آلية عسكرية بينها مدرعات وشاحنات وناقلات جنود تقل آلاف العسكريين اتجهت، مساء أول من أمس، نحو قرية كفر رومة الواقعة بين قرية كفرنبل ومعرة النعمان في ريف إدلب (شمال غرب)، لافتا إلى أن «المئات من سكان القرية خرجوا ليلا للتصدي ومنع تقدم الآليات، إلا أن الآليات تابعت سيرها لمباشرة العمليات العسكرية في تلك المنطقة».

وأفاد ناشطون حقوقيون عن «حملات اعتقال قام بها رجال الأمن مساء أول من أمس في عدة قرى تابعة لجبل الزاوية، كما تم هدم منازل لنشطاء في بلدة البارة واعتقال أهالي نشطاء متوارين من أجل الضغط عليهم وتسليم أنفسهم».

كانت مدينة حماه (210 كم شمال دمشق) قد شهدت أكبر مظاهرة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد، شارك فيها نحو نصف مليون متظاهر مطالبين برحيل النظام السوري.

في موازاة ذلك، اقتحمت، أمس، مجموعة من الشخصيات التي تطلق على نفسها اسم «شخصيات مستقلة» إحدى قاعات فندق سميراميس وسط دمشق، بعد تراجع إدارة الفندق عن قرارها باستقبالهم لإجراء مؤتمر دعوا إليه بعنوان «المبادرة الوطنية من أجل سوريا»، من أجل مناقشة سبل تعزيز البناء والحوار الإصلاحي. ولم يتمكن المجتمعون من عقد مؤتمرهم، بينما أعلن عدد من الشخصيات «انسحابهم» من المؤتمر، من أبرزهم: الباحث الاقتصادي مدير عام هيئة مكافحة البطالة حسين العماش، الذي رأى أن «ما يحصل لا يخدم سوريا، ويبدو أن بعض الجهات لا تريد للسوريين أن يتحاوروا من أجل وطنهم، ويمنعوننا من عقد اللقاء، فما بالهم يضربون مواعيد ووعودا عن حوار وطني مزعوم؟».

وعُقد المؤتمر في أجواء مضطربة نوعا ما وبعد أكثر من ساعة ونصف الساعة من التأخير عن موعده المقرر، وعلى الرغم من توزيع اللجنة المنظمة وثيقة تثبت موافقة مكتب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع على عقد المؤتمر، فإن إدارة الفندق تمنعت في البداية عن فتح باب القاعة المخصصة للاجتماع دون أن تقدم أي خدمات للمجتمعين الذين تجاوز عددهم الـ40 من دون إضاءة أو ماء أو تكييف.

وهاجم النائب الإسلامي المعروف، الشيخ محمد حبش، بشدة «كل من أعاق عقد هذا المؤتمر»، وقال: «سنلاحقهم أمام القضاء، لقد حرمونا من الماء والضوء، وسنواصل عملنا من أجل سوريا». وبعد أقل من ساعة من عقد اللقاء، أثناء استراحة بين الكلمات التي ألقيت، تقدم رجل من المنصة وتوجه للمؤتمرين بالقول: «مؤتمركم يريد إسكات صوت الشارع، لكن الشارع يريد إسقاط النظام». وفور ذلك، انهال عليه البعض بالركل والضرب ورموه أرضا ووقع على درج القاعة ومزقت ثيابه قبل أن يتدخل البعض لحل الاشتباك وإخراجه.

كانت لجنة المؤتمر قد أشارت في بيان مسبق إلى أنه «بناء على الظرف الدقيق الذي تعيشه المنطقة عموما وسوريا خصوصا من ناحية تحديات التغيرات السياسية والتطورات التي تحصل بفعل قوى شعبية وقوى مختلفة في المنطقة.. تعمل هذه اللجنة بصفة العقلاء والمفكرين الوطنيين الذين يسعون من خلال تنوعهم ووعيهم وإدراكهم لتحديات المستقبل أن يطرحوا تصورهم للإصلاح المتكامل والضروري للمرحلة».

وعلى الرغم من أن الشخصيات المشاركة في المؤتمر تصنف نفسها في إطار الشخصيات المستقلة، فإن تصريحات البعض منهم عكست قربهم من النظام السوري. وتحدث الشيخ محمد خضر، الآتي من مدينة حمص، عن «وجود مؤامرة تستهدف سوريا إحدى قلاع الممانعة والصمود في وجه العدو الصهيوني»، مبينا أن «هناك فرقا بين الذين ينزلون إلى الشوارع للمطالبة بمطالب محقة، وبين من يضمرون لسوريا العداء ويسعون لتدخل خارجي يؤدي إلى تدمير البلد».

واختلفت التفسيرات حول سبب منع السلطات لتنظيم هذا المؤتمر، فوضع البعض ما حصل في إطار «مسرحية قام بفبركتها النظام بهدف إحراق أسماء معتدلة تعمل تحت سقفه»، بينما اعتبر آخرون أن النظام «يسعى، عبر هذا المؤتمر، إلى إنتاج معارضة من داخله تنضبط بتعليماته ويستخدمها في صراعه مع الشارع».

معارض يحارب النظام السوري من مكتبه في شيكاغو

حضر مؤتمرات المعارضة في تركيا وبلجيكا وتحدث أمام «منتدى السياسة» في قطر وواشنطن

واشنطن: ديفيد ليبيسكا*

ربما يعيش ياسر طبارة في النصف الآخر من العالم بعيدا عن سوريا، حيث نشأ، لكن في الوقت الذي تتواصل فيه الانتفاضة هناك، يصعد المحامي المقيم في شيكاغو من انتقاداته الدبلوماسية وتحركاته القانونية ضد النظام السوري ليبرز وحشيته في الرد على المظاهرات ويساعد في الإطاحة ببشار الأسد.

حضر ياسر طبارة، 35 عاما، خلال الأسابيع الماضية مؤتمرات للمعارضة السورية في تركيا وبلجيكا وتحدث أمام «منتدى السياسة» في قطر وواشنطن، كما رفع دعوى قضائية أمام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يتهم فيها الحكومة السورية بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، كما ساعد في صياغة خطاب إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طالب فيه بضرورة التحرك الفوري؛ هذا في الوقت الذي كان يتوصل فيه مع المتظاهرين داخل سوريا، إلى جانب تمثيل موكليه أمام محاكم شيكاغو. قليلون هم الأفراد المؤهلون لتقديم الدعم الخارجي للانتفاضة، لكن المحامي الناشط في حقوق الإنسان المولود في الولايات المتحدة والذي تربي في دمشق له تاريخ طويل في الدفاع عن حقوق الإنسان ومارسه أمام المحاكم الغربية إضافة إلى المحاكم الدولية، وضد السياسات السورية.

ومنذ منتصف مارس (آذار)، أطلق الأسد قبضة القوات الأمنية وقوات الجيش ضد المتظاهرين، فيقول الناشطون إن ما يقرب من 1.400 سوري لقوا مصرعهم. ويشير طبارة إلى أنه عندما شاهد هذه الأحداث انتابه إحساس بالغضب والمسؤولية من أن بلده يمكن أن تقوده عصابة المافيا هذه.

تمثل وجهة النظر هذه تحولا جذريا بالنسبة لشخص عمل العام الماضي مع المنظمات الدولية لتحسين النظام القضائي والقانوني في سوريا، وخلال الشهر الماضي فقط تم اختياره للقاء أسماء الأسد قريبة الرئيس لمناقشة إنشاء النسخة السورية من «تعليم أميركا»، الذي يدرب المدرسين المتوقعين على الالتزام بالعمل عامين في فصول دراسية في المدن الكبيرة والمجتمعات الريفية.

ألغي الاجتماع مع بداية الثورة، وأكد طبارة على أنه غير قناعاته بشأن محاولة إصلاح النظام السوري بعد ما شهده من إطلاق قوات الأمن السورية النار على المتظاهرين المسالمين، وسمع الإهانات وأدرك العقلية التآمرية الواردة في خطاب الأسد.

ويقول طبارة: «كنت على الدوام مؤمنا إيمانا جازما بأن الديمقراطية لا تأتي بين عشية وضحايا، لكن الانتفاضة في سوريا التي جاءت في أعقاب الثورات الأكثر سلمية والتي أطاحت بالأنظمة الحاكمة في مصر وسوريا، أقنعتني أن هذه العملية يمكن تسريعها. فكثير من الإصلاحات التدريجية التي لم تنجز على الإطلاق لديها الآن فرصة».

ويتفق عمار البيراقدار الطبيب السوري الذي انتقل إلى الولايات المتحدة عام 1990 وهو ناشط ضمن الجالية السورية في منطقة شيكاغو، معه في هذا الطرح، فيقول البيراقدار: «هو الآن يحاول تنظيم جهود المعارضة ونحن ندعمه. فهو يتمتع بمعرفة كبيرة، وهو خطيب مفوه وشخصية صادقة».

تاريخ طبارة حافل بالنشاط السياسي؛ فقد انتقل الرجل إلى الولايات المتحدة للدراسة في الجامعة في منتصف التسعينات، بعد الحصول على ليسانس الحقوق من جامعة دي بول، وقدم الاستشارات القانونية للجاليات الإسلامية والعربية في منطقة شيكاغو في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول). كما قضى عاما في تدريس قانون حقوق الإنسان الدولي في جامعة كالامون في دمشق، وعمل مع المنظمات المحلية لتحسين التعليم في دمشق.

في عام 2008 أسس طبارة شركة «زرزور وخليل وطبارة للمحاماة»، بدأها مع زميليه خريجي جامعة دي بول التي كانت تساعد على الأغلب المنظمات غير الربحية والمهاجرين في المسائل القانونية. كما أنشأ العام الماضي مؤسسة «بروجيكت موبيلايز» التي تدعم المرشحين المسلمين في منطقة شيكاغو.

ومنذ بداية المظاهرات المناوئة للحكومة في سوريا في 15 مارس انتشرت الحركة في أنحاء البلاد وواجهت قمعا دمويا من النظام. وقال طبارة إنه يتواصل بانتظام مع قادة المظاهرات والأصدقاء والعائلة والطلبة السابقين، الذين أعرب البعض منهم عن قلقه من مساندة الحركة، نظرا لأن الكثير من عائلات الطبقة المتوسطة كانت تعتمد على النظام في الرفاهية.

لكن ذلك قد يتغير، فيتوقع طبارة أن «تنضم هذه المجموعات إلى الحركة بأعداد كبيرة لاحقا. أنا أعرف أشخاصا ينتمون إلى هذه الطبقة كانوا يعملون بجد في محاولة لتعبئة الأفراد».

ويعتقد بعض المحللين أن ضآلة الموارد المالية والضغط الدولي ربما يعمل على تمزق نظام الأسد. وقد صرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر إخباري يوم الجمعة أنه من الواضح تماما أن الحكومة السورية تخسر مع مرور الوقت. في حين أكد طبارة على ثقته في أن الثوار سينجحون وأن «هذه الجموع لن تتراجع وأنهم لن يقبلوا بأقل من التغيير الكامل للنظام».

وأضاف أنه غير متيقن من التأثير الذي يمكن أن يحدثه هو أو غيره على الحركة الخاصة من أجل التغيير في سوريا، لكن «هذا الجهد جدير بأن يبذل على الرغم من ذلك». وقال طبارة: «أعتقد أننا نزيد الوعي وننشر المعلومات الصحيحة بشأن الثورة ونعلم الحكومات والمسؤولين بشأن ما يجري على الأرض. وهو بالتأكيد يأتي على نقيض ما تقوم به دبلوماسية النظام».

* خدمة «نيويورك تايمز»

دعوات إلى إضراب عام الخميس

دبابات عند مداخل حماة والجيش يوسع انتشاره شمال غرب سوريا

تابعت وحدات من الجيش السوري تؤازرها آليات عسكرية تقدمها نحو قرية كفر رومة في إطار استمرار العملية العسكرية التي بدأها في ريف إدلب شمال غرب البلاد منذ منتصف يونيو/حزيران، فيما انتشرت دبابات الجيش السوري عند مداخل مدينة حماة، حسب ما ذكره ناشطون حقوقيون، أشاروا إلى أن السلطات تتجه إلى فرض الحل العسكري في المدينة، وسط دعوات لإضراب عام الخميس بهدف الضغط على النظام، في حين تراجع عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى 10227 شخصاً .

وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن “97 آلية عسكرية بينها مدرعات وشاحنات وناقلات جنود تقل آلاف العسكريين اتجهت مساء السبت نحو قرية كفر رومة” الواقعة بين قرية كفر نبل ومعرة النعمان . وأضاف أن المئات من سكان القرية خرجوا ليلاً للتصدي ومنع تقدم الآليات إلا أن الآليات تابعت مسيرها لمباشرة العمليات العسكرية في تلك المنطقة . وأشار الناشط إلى “حملات اعتقال قام بها رجال الأمن مساء السبت في عدة قرى تابعة لجبل الزاوية كما تم هدم منازل لنشطاء في بلدة البارة واعتقال أهالي نشطاء متوارين” .

من ناحية ثانية، قال عبد الرحمن إن العشرات اعتقلوا في ضواحي حماة، مضيفاً أن السلطات تميل على ما يبدو إلى الحل العسكري لإخضاع المدينة، وذلك بعد يومين من خروج أضخم تظاهرات ضد النظام تشهدها المدينة منذ بدء الاحتجاجات قبل ثلاثة أشهر . وقال سكان حماة إن شبكات الاتصالات قطعت في المدينة وهو أسلوب استخدمه الجيش قبل الهجوم على البلدات والمدن في أماكن أخرى من البلاد، وإن قوات الأمن والمسلحين الموالين للنظام شوهدوا في أحياء عدة . وقال ساكن يملك متجراً عرف نفسه باسم كامل لرويترز بالهاتف من منطقة خارج المدينة حيث لم تقطع خطوك الهاتف “أطلقوا نيران بنادقهم بشكل عشوائي هذا الصباح في حي المشاع . الاعتقالات تركزت في المناطق المحيطة باستاد كرة القدم وفي حي الصابونية” .

في غضون ذلك، دعا نشطاء سوريون إلى إضراب عام الخميس المقبل للضغط على النظام . وقال النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي “بعد طول دراسة وتخطيط للاستراتيجية المثلى لعوامل تسريع انهيار النظام . . فإنه تم الإعلان عن يوم الخميس يوماً للإضراب العام” . وأضافوا “النظام يعتمد بالدرجة الأولى على استهلاك الشعب للسلع التي يقوم هو بإدخالها عبر رجال الأعمال المستفيدين منه” .

إلى ذلك، واصل عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا هرباً من الاضطرابات التي تشهدها بلادهم تراجعه حيث وصل إلى 10227 شخصاً .            (وكالات)

إضراب مفتوح للاجئين بالمخيمات التركية

اقتحام منازل وحملة اعتقالات بحماة

نقلت وكالة رويترز عن سكان في مدينة حماة السورية أن قوات الجيش اقتحمت اليوم منازل في المدينة وأن آلاف المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع لإعلان رفضهم التضييق على الاحتجاجات.

في هذه الأثناء قرر اللاجئون السوريون في المخيمات التركية الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من اليوم الاثنين وحتى تحسين أوضاع المخيمات المعيشية.

فضمن آخر التطورات الميدانية، قال شهود عيان إن قوات من الجيش وأجهزة الأمن جاءت في ثلاثين حافلة على الأقل وبدأت إطلاق النار عشوائيا على مناطق سكنية في مدينة حماة التي شهدت الجمعة الماضية أضخم مظاهرات مناوئة للنظام.

وأضاف نفس المصدر أن قوات سورية دهمت منازل في مدينة حماة في الوقت الذي خرج فيه آلاف السكان إلى الشوارع وهم يكبرون لإعلان رفضهم التضييق على الاحتجاجات.

وكشف أحمد -وهو أحد سكان المدينة ومالك ورشة تصليح- في اتصال مع وكالة رويترز للأنباء أن “30 حافلة على الأقل تقل جنودا وقوات أمن دخلت حماة هذا الصباح، وهم يطلقون النيران بشكل عشوائي على المناطق السكنية”.

وتابع أنه رأى عشرات الجنود يحاصرون منزلا في حي المشاع ويلقون القبض على أصحابه.

في السياق ذاته، قالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان إن قوات الجيش والأمن السورية تنفذ منذ فجر اليوم حملة اعتقالات في بعض أحياء مدينة حماة واعتقلت أكثر من عشرين شخصا.

وقالت المنظمة في بيان تلقته وكالة يونايتد برس إنترناشونال إن الأهالي يتصدون للقوات الأمنية بالحجارة وإشعال الإطارات المطاطية كما سُمع دوي إطلاق نار.

من جهة أخرى، قالت المنظمة إن القوات السورية تقتحم أيضا كفرومة وحاس وتصل إلى مشارف كفرنبل في ريف محافظة إدلب مشيرة إلى سقوط ثمانية جرحى بالرصاص في الأحياء الغربية على أطراف مدينة كفرومة.

يأتي ذلك بينما قال شهود عيان إن الآليات العسكرية التي شوهدت أمس على مسافة قريبة من مداخل مدينة حماة, قد اتجهت إلى بلدة معرة النعمان.

كما دهمت قوات الأمن السورية بلدات عدة في جبل الزاوية في الشمال الغربي، واعتقلت أقرباء لناشطين معارضين بهدف الضغط عليهم كي يسلموا أنفسهم، وفق ما قال نشطاء سوريون.

يذكر أن 28 شخصا قتلوا برصاص الأمن في مظاهرات الجمعة الماضية، وفقا لمصادر حقوقية سورية.

ورغم تدخل قوات الأمن السورية لاحتواء الاحتجاجات، خرجت مظاهرات ليلة السبت في عدة مناطق من البلاد للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد.

إضراب مفتوح

في هذه الأثناء قرر اللاجئون السوريون في المخيمات التركية الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على الأوضاع الصعبة التي يعانون منها.

وقال بيان للاجئين تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه “نظرا للظروف الصعبة التي نعيشها في المخيمات التركية للاجئين السوريين منذ أكثر من شهر قررنا في مخيمات “ليلى دار واحد وليلى دار اثنين” ابتداء من اليوم البدء بإضراب طعام مفتوح”.

وأضاف البيان أن “إضرابنا عن الطعام هو لتحسين ظروف إقامتنا في هذه المخيمات التي هي ملاذنا الوحيد الأمن” مؤكدا استمرارية الإضراب “حتى تحسين وضع المخيمات والمعونات الغذائية والطبية”.

“النظام ينكل”

كما طالب اللاجئون الحكومة التركية بفتح باب تقديم المساعدات لجهات أخرى، وقالوا “نحن نتعرض إلى ضغوط داخلية وخارجية للعودة إلى سوريا التي تولدت لدينا قناعة كاملة بأن النظام فيها سيقوم بالتنكيل بنا”.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية اليوم الاثنين عن مديرية إدارة الطوارئ والكوارث التابعة لمكتب رئاسة الوزراء التركي أن 15 ألفا و315 مواطناً سورياً فروا إلى تركيا وعاد حتى اليوم الاثنين خمسة آلاف و409 منهم إلى بلادهم.

لاجئون جدد

ومع استمرار العمليات العسكرية للجيش السوري، عادت موجة الفارين نحو الأراضي التركية من جديد.

فقد قال مراسل الجزيرة عمر خشرم الموجود بمنطقة حاجي باشا على الحدود التركية مع سوريا إن مزيدا من اللاجئين عبروا اليوم الحدود المشتركة.

وقال وفقا لروايات قرويين -نقلا عن نازحين سوريين- إن ذلك يعود لعمليات عسكرية قوية –تشارك فيها الدبابات- يشنها الجيش في عدد من المناطق أهمها جبل الزاوية، مشيرا –وفق بعض المعلومات المتوفرة- إلى أن عددا من العسكريين السوريين انشقوا ونزحوا إلى داخل تركيا.

ولفت إلى أن الجيش السوري اقترب كثيرا من الحدود التركية حيث دفع هذا الإجراء الجيش التركي إلى أخذ بعض الإجراءات الاحتياطية محاولا عدم لفت الأنظار إليه حفاظا على هدوء الحدود المشتركة بين البلدين.

خدام لـ”العربية”: الجيش السوري تحول لقوة احتلال ولا بديل عن سقوط النظام

أكد أن الشعب سيفرز قيادته التي تقود التغيير

دبي – العربية

أكد عبدالحليم خدام، نائب الرئيس السوري السابق والمعارض الحالي، أنه لا بديل عن إسقاط النظام الحالي وأن الجيش السوري تحول إلى جيش احتلال، وأن آلاف المواطنين قتلوا وجرحوا خلال المظاهرات والاحتجاجات التي بدأت في مارس/آذار الماضي.

وأكد أن المعارضة قطعت الأمل في الحوار مع النظام لأن المشكلة في طبيعة النظام القائم على القتل والقمع.

واستدرك أن الجيش لن يبقى في وضعه الحالي ولن يستمر في القمع، بل ستنتعش روحه الوطنية، ولن يستمر في هذا الموقف، وقريباً سيجد نفسه أمام حائط مسدود وليس أمامه سوى الرجوع للشعب، وسيتفكك، مبيناً أن هذا الرأي مبني على معرفته الشخصية بالجيش وأن هذا التفكك ليس طائفياً بل سيتفكك على أساس وطني.

وقال خدام في مقابلة خاصة مع “العربية” أجراها معه الإعلامي حسن معوض وبثتها اليوم الاثنين، إن الشعب السوري بعد 40 عاماً من القمع كان مثل البركان الهادئ، وإن استخدام القوة أدى إلى انفجار البركان الحالي.

وعن المعارضة الحالية قال خدام إنه لا أحد يستطيع أن يقول إنه يمثل الشعب السوري، وليس هناك تفويض لأي شخص من الشعب، وإنه لا يوجد من يمكن أن يتحدث مع النظام لأنه انتهى، موضحاً أن هناك رأياً عاماً وشعباً يتحرك، وهذا الشعب هو الذي سيفرز القيادة التي ستؤول إليها أمور البلاد.

وحول الموقف الدولي مما يجري في سوريا، بيّن خدام أن هذا الموقف تطور من الصمت في البداية ومر بمراحل عديدة، ووصل الآن لقول مسؤولين كبار في عديد من الدول إن النظام فقد القدرة على الاستمرار أو فقد شرعيته، مثل فرنسا التي قالت صراحة إن نظام السد فقد شرعيته، وفي الولايات المتحدة قالت الإدارة الأمريكية كلاماً يؤدي هذا المعنى.

وأوضح خدام أن حزب البعث لا يقود ولكن من يقود ويتخذ القرارات هما بشار وماهر الأسد، واستبعد أي إمكانية للتغيير من داخل النظام، مشدداً على أن المطلوب هو وضع نظام جديد والانتقال لعملية ديمقراطية يتم خلالها تبادل السلطة بشكل سلمي.

وعن تصريحاته السابقة عن تشكيل مجلس انتقالي، قال خدام إن هناك مشاورات في الداخل لتشكيل هيكلية سياسية تسهم في دعم الثورة وتحقيق أهدافها حتى تصل لهدف إسقاط النظام ومن ثم تشكيل حكومة انتقالية، مبيناً أن أعضاء هذا المجلس هم من المشاركين في الثورة ويؤمنون بأهدافها.

وحول قدرة المظاهرات والاحتجاجات الحالية على إسقاط النظام، أكد أنها ستنجح في تحقيق هدفها مع تصاعد موقف الرأي العام العربي والرأي العام الدولي، وأنه مع استمرار تلك الضغوط سيتفكك النظام.

وشدد خدام على أن التغيير في بنية النظام والتحول في سوريا سيؤدي إلى خلق وضع أكثر استقراراً وليس للاضطراب وفوضى.

وأكد أن هناك أشخاصاً ارتكبوا جرائم يجب أن يحاكموا عليها، مثل ما حدث في حوران وريف دمشق.

وعن مقتل 120 جندياً في جسر الشغور، قال إن الجيش انقسم وهناك ضباط رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين، فوقع صدام داخل القوات وتم إطلاق النار عليهم وقتلهم.

وحول وجود عناصر إسلامية مسلحة قال إن تلك المعلومات مفبركة لخدمة النظام.

ونفى خدام تسرب عناصر بين المتظاهرين لتسوية حسابات مع النظام، وأكد أنه لا يوجد سلفيون في سوريا، مبيناً أنه كانت هناك مجموعة صغيرة اصطنعها النظام وتم إرسالها لنهر البارد.

ونفى كذلك نائب الرئيس السوري السابق ما تردد عن قيامه بإرسال سلاح إلى داخل سوريا، خاصة لمدينة بانياس مسقط رأسه، وقال إن هذه أكذوبة.

وأشار إلى أن المعارضة الحالية سلمية، وأن تحولها إلى معارضة مسلحة رهين بالموقف الدولي والعربي.

وعن إسرائيل ودورها قال خدام، إن سوريا لا تملك شيئاً في الشأن السوري وكل ما تعمل عليه هو محاولة محاولة استمرار النظام.

البامية والباذنجان والكوسا.. سلاح الحمصيين في حربهم ضد “الشبيحة

استخدموا نكاتهم الساخرة لنقد الوضع الأمني في سوريا

دبي – العربية

اشتهرت مدينة حمص بكونها عاصمة النكتة في سوريا، حتى لا يكاد يمر يوم على السوريين إلا ويروي فيه سوري آخر نكتة عن حمص وأهلها.

ولم يكتف الحمصيون (أهل محافظة حمص السورية) بالنكات الشفوية وصفحات “فيسبوك” في تعبيرهم عن حس الطرافة التي طالما اشتهروا بها، بل انتقلوا إلى تصوير الطرائف التي يبتكرونها لنقد الواقع السياسي الذي تشهده سوريا في ظل القمع اليومي لنظام الأسد وما يعرف “بالشبيحة” للمتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام.

وأصبحت صفحات “يوتيوب” تعج بدعابات أهل حمص الذين استخدموا الخضر كسلاح في ردهم على من سمّوهم بـ”الإرهابيين” و”العصابات المسلحة”.

كما عمدوا إلى تصوير أفلام ساخرة عبر هواتفهم الجوالة وتقديم نماذج لأسلحة من رشاشات المياه وقنابل الباذنجان والكوسا ورشاشات الباميا.

وأنشأ الحماصنة أيضاً صفحات ومجموعات طريفة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مثل: مغسل ومشحم حمص الدولي للدبابات كتبوا فيها نكاتهم الجديدة بعد دخول دبابات الجيش مدينتهم.

أنباء عن إطلاق نار كثيف في إحدى قرى محافظة أدلب

إضراب عام في مدينة حماة.. وقوات أمن تشن حملة اعتقالات فيها

دبي – العربية.نت

ذكرت مصادر لقناة “العربية”، اليوم الاثنين، أن إضراباً عاماً نفذ في مدينة حماة السورية احتجاجاً على إقالة المحافظ وأن إطلاق نار كثيف سُمع في أكثر من مكان في المدينة.

كما علمت “العربية” أن قوات الأمن السورية نفذت حملة اعتقالات صباح اليوم طالت العديد من الشبان وفق قوائم كانت بحوزة قوى الأمن.

ومن جانبها، ذكرت وكالة أنباء “رويترز” نقلاً عن شهود عيان أن قوات أمنية داهمت منازل في مدينة حماة في الوقت الذي خرج فيه آلاف السكان إلى الشوارع وهم يكبرون في تحد لحملة القمع الحكومية للاحتجاجات الحاشدة في الآونة الأخيرة.

وقال أحد السكان، وهو مالك ورشة إصلاح اكتفى بذكر اسمه الأول فقط وهو أحمد عبر الهاتف: “دخلت 30 حافلة على الأقل تقل جنوداً وقوات أمن، مدينة حماة هذا الصباح، يطلقون النيران بشكل عشوائي على المناطق السكنية”.

وتابع أنه رأى عشرات الجنود يحاصرون منزلاً في حي المشاع ويلقون القبض على أناس.

وفي سياق متصل، ذكرت مصادر من داخل سوريا أن إطلاق نار كثيف سمع في كفر رومة بمحافظة أدلب التي انتشرت فيها دبابات الجيش بشكل مكثف.

ومن جهة اخرى، نقل موقع “سيريا نيوز” عن بعض المصادر أن مدينة السلمية شهدت ليلة أمس تظاهرة ليلية شارك فيها عدة آلاف للمطالبة بـ”الإفراج عن نشطاء سياسيين، بالإضافة لرفع شعارات سياسية تطال النظام”.

وصرح أحد النشطاء السياسيين في المدينة بأن “ما يقارب 5000 شخص خرجوا في مظاهرة اليوم للمطالبة بالإفراج عن نشطاء موقوفين بمحافظة دير الزور”.

وعن المعتقلين قال الناشط إن “هؤلاء لبوا دعوة من قبل أحد الأصدقاء في مدينة الرقة لغداء حوار ونقاش سياسي, حيث أوصلهم المضيف إلى مدينة الطبقة بعد انتهاء الزيارة لمتابعة طريقهم إلى مدينة السلمية”، مضيفاً “تم الاعتقال في مدينة الطبقة على حاجز أمني, حيث تم تحويلهم إلى سجن في دير الزور”.

سورية: انباء عن اعتقالات ومصادمات في حماة

اعتقلت قوات الأمن السورية نحو عشرين شخصا في مدينة حماة السورية وسط البلاد في وقت مبكر يوم الاثنين، حسبما أفاد سكان المدينة.

ودخلت قوات الأمن السورية المدينة في محاولة لإعادة السيطرة عليها، وذلك بعد ثلاثة ايام من مظاهرة ضخمة ضد حكم الرئيس بشار الأسد.

وأشارت بعض المصادر إلى أن هذه المظاهرة شارك فيها نحو نصف مليون شخص.

وكان الرئيس السوري اصدر أمرا السبت بإقالة محافظ حماة بعد أن فشلت القوات الأمنية في منع واحدة من أكبر المظاهرات المعارضة المطالبة بالتغيير السياسي.

وأفادت التقارير الواردة من هناك بوقوع اشتباكات في شوارع المدينة بين قوات الأمن والمتظاهرين.

“حرب شوارع”

ووصف شهود عيان الاشتباكات بين الجانبين بأنها “حرب شوارع”.

وأوضح بعض سكان المدينة أن قوات الأمن اشتبكت في معارك كر وفر مع المتظاهرين الذين اغلقوا الطرقات بإطارات السيارات المحترقة لمنع الجنود من التقدم.

وقال شهود عيان إن حافلات الشرطة والجيش الممتلئة بالجنود المسلحين دخلت المدينة صباح الاثنين وهاجمت بعض المنازل واعتقلت البعض.

وأكد أحد السكان لبي بي سي أن أفراد القوات الأمنية كانت معهم قوائم باسماء الأشخاص الذين يرغبون في اعتقالهم.

كما أكد أحد سكان حماة لوكالة رويترز للأنباء أنه شاهد عشرات الجنود السوريين يحيطون بمنزل في احدى ضواحي المدينة.

16 جريحا

تأتي حملة الاعتقالات بعد أيام من المظاهرات الكبيرة التي شهدتها حماة

وأضاف شاهد العيان “دخل ما لا يقل عن 30 حافلة تحمل جنودا وأفرادا من قوات الأمن إلى حماة هذا الصباح، كانوا يطلقون النار عشوائيا”.

وقال ناشطون إن مجموعات من الشباب نزلت الى الشوارع واشتبكت مع قوات الأمن بالحجارة واقامت حواجز على الطرق.

وردت قوات الأمن باطلاق النار عشوائيا واستخدام الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى جرح 16 شخصا تم نقلهم إلى مستشفى المدينة، حسبما ما ذكر شهود عيان.

في هذه الاثناء، انسحبت المركبات العسكرية التى كانت متمركزة على المداخل الشرقية للمدينة.

وقال الناشط السورى عبدالكريم الريحاوى في حديث لبي بي سي إن تلك الدبابات كانت متوجهة الى منطقة جبل الزاوية فى شمال سورية. قتيلان في دمشق

على صعيد متصل، قال ناشطون إن الدبابات التي كانت تحاصر حماة تحركت شمالا إلى محافظة ادلب، مما يعزز المخاوف من تردي الأوضاع في تلك المناطق.

وأفادت التقارير الواردة من دمشق أن متظاهرين قتلا بنيران الشرطة الأحد.

ووقع الحادث في ضاحية الحجر الأسود مع استمرار حملة الاعتقالات في دمشق، حسبما أكد ناشطون في مجال حقوق الإنسان.

ويأتي الإعلان عن مقتل هذين المتظاهرين بينما تحاول الحكومة السورية الدفع لإطلاق حوار وطني الأسبوع المقبل.

لكن المعارضة السورية رفضت المشاركة في أي نوع من الحوار بينما يتواصل العنف في البلاد.

فرار جماعي

ويقول ناشطون إن أكثر من 1350 مدنيا و350 من أفراد القوات الأمنية لقوا حتفهم في سورية منذ اندلاع التظاهرات المطالبة بالتغيير السياسي في منتصف مارس/ آذار الماضي.

يذكر أن حماة شهدت انتفاضة جماعة “الأخوان المسلمون” السورية ضد حكم الرئيس السابق حافظ الأسد عام 1982، والتي قمعتها الحكومة السورية حينها بعنف شديد مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 10000 شخص حينها.

ويعتقد أن العديد من أعمال القتل التي شهدتها سورية خلال المظاهرات الأخيرة قد حدثت في المحافظة الواقعة شمال غرب البلاد، حيث شنت القوات الأمنية حملة ضارية ضد المتظاهرين.

وكان ما لا يقل عن 10 آلاف شخص فروا من تلك المناطق إلى جنوبي تركيا بعد الهجمات التي شنتها القوات الأمنية على بلدة جسر الشغور.

ويقول مسؤولون أتراك أن حوالي 9300 شخص لا يزالون في معسكرات داخل الأراضي التركية.

ويؤكد ناشطون أن الجيش السوري كثف من عملياته في مدن كفر نابول وكفر رومة القريبة، حيث جرح ما لا يقل عن ستة اشخاص صباح الاثنين.

ويواجه الرئيس بشار الاسد حاليا أكبر تحد لحكم عائلته الذي دام أربعة عقود في سورية.

دراسة: موقف تركيا من أزمة سوريا

نشر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات دراسة عن الموقف التركي من تطورات الوضع في سوريا تحت عنوان: “محددات الموقف التركي من الأزمة السورية: الأبعاد الآنية والانعكاسات المستقبلية” للباحث علي حسين باكير.

وهدفت الورقة البحثية إلى دراسة محددات الموقف التركي من الأزمة السورية والظروف والعوامل المتداخلة في تحديد هذا الموقف، كما تبحث في أبعاده والانعكاسات التي سيتركها على العلاقة بين البلدين خلال هذه الأزمة وفي الفترة التي تليها.

وتكمن أهمية الدراسة في أنّها تحاول الإجابة عن عدد من التساؤلات التي يطرحها الرأي العام العربي المنقسم حاليا بين مشكّك في الدور التركي، ومتهم إيّاه بالازدواجية، ويائس منه، وذلك من خلال “العدسة التركية” للأحداث، كما تقدّم رؤية استشرافيّة للسيناريوهات المحتملة في تطور الأزمة والموقف التركي المرتقب منها.

ويرى الباحث أنّه على العكس من الاعتقاد السائد فإنّ الموقف التركي من الأزمة السورية يتحرّك ببطء لكن بشكل تصاعدي في الضّغط على الأسد.

وتساهم الكثير من المخاوف التركية في دفع هذا الموقف باتجاه تصاعدي، منها المخاوف المتعلّقة بانهيار النظام والفوضى، التدخّل الدولي وتقسيم سورية، الملفّ الكردي، الضغط الشعبي التركي، وملفّ المهجّرين أو اللاّجئين.

وتشير الدراسة إلى أنّه تفاديا لانفجار كلّ هذه الملفات، تعتقد تركيا أنّ ما لديها من علاقات مع سوريا ومن رصيد لدى الأسد قد يخوّلها إقناعه بالاستجابة لمطالب شعبه المشروعة سواء بالنصيحة أو بالضّغط بما ينهي الأزمة الداخلية ويجنّب الدولة السورية وتركيا مأزقًا كبيرًا وإمكانية انزلاق الأحداث إلى أسوأ ممّا هي عليه.

مرحلة شرخ

وترى الدراسة أنّ العلاقة بين البلدين قد تعرّضت في هذه المرحلة إلى شرخ نتيجة المأزق الذي وضع كلاّ منهما في حرج إزاء الآخر.

ورغم أنّ الموقف التركي لم يكن بالقوّة والشدّة التي يتمنّاها كثيرون ولذلك أسبابه الموضوعيّة، فإنّ النظام السوري بدَا شديدَ الغضب والاستياء من الموقف التركي، وتحديدًا ما يتعلّق بتكذيب الرواية الرسميّة السورية والحديث عن حلبجة وحمص جديدة واستضافة مؤتمرٍ للمعارضة السورية.

وتلفت الدراسة إلى أنّ أنقرة بدأت تطوّر مسارًا مزدوجًا يسمح لها بالضّغط أكثر على النظام السوري في المرحلة الأولى، وقد يساعدها على لعب دور الوسيط بين النظام السوري والمعارضة السورية في مرحلة ثانية.

 وربّما يمهّد لها في مرحلة ثالثة إذا ما فشل حلّ الضّغط باتجاه تحقيق الإصلاح الانفتاح على الحلّ الآخر الذي يتضمّن سقوط النظام السوري.

شعرة معاوية

وتشير الدراسة إلى أنّ أنقرة تحاول الحفاظ على شعرة معاوية مع النظام السوري على أمل أن يدرك أنّ الطرح التركي هو خياره الوحيد للخروج من الأزمة.

لكنها تشدّد في الوقت نفسه على أنها ليست ضدّ أيّ نظام ولا مع أيّ نظام، بل هي دائماً مع الشّعوب، وهي ترى أنّه بدل أن يُفرَض التغيير من الخارج ليحصلْ من الداخل، مؤكّدةً أنّها لا تخشى تغيير النظام في سوريا إن تمّ.

وتتوقّع الدراسة أن يتضاعف الضّغط التركي على الرئيس السوري بشار الأسد لاحقًا، لكن ذلك سيرتبط في جميع الأحوال بعدد من المعطيات مجتمعة، وأهمّها استمرار انتفاضة الشعب السوري كأساس لكلّ المعادلات الداخلية والخارجية، والمعطيات الدولية، والموقف الشعبي التركي والموقف الرسمي العربي.

السيناريوهات المرتقبة

أمّا عن السيناريوهات المرتقبة، فتشير الدراسة إلى أنّ الوقت سيكون العنصر الأساس في المعادلة، وقد يستغلّه الأسد لسحْق الاحتجاجات معتمدًا “الخيار الإيراني” في التعامل معها على أمل أن يفرض سياسة الأمر الواقع على الجميع داخليًّا وخارجيًّا،

وسيضع هذا الخيار تركيا في موقف حرج جدا. أمّا إذا رفض الأسد الأخذ بالنصيحة التركيّة وفشل في الوقت نفسه في قمع الاحتجاجات فإنّ ذلك سيعرّضه لضغوطٍ داخليّة وخارجيّة أشدّ.

 وسيكون الموقف التركي حينها منسجمًا مع هذه الضّغوط، واستخدام النظام أوراقه في هذه الحالة لتفجير المنطقة من لبنان إلى العراق ربما لا ينفعه بالضّرورة بل قد ينقلب عليه ويسرّع من آليّة التخلّص منه.

الجزيرة نت

شاب سوري يصور قاتله برصاص قناص

نشر ناشطون سوريون على موقع “يوتيوب” مقطع فيديو، لشاب سوري صور قناصًا وهو يقتله خلال الاحتجاجات التي تعم المدن السورية الكبرى للمطالبة برحيل نظام بشار الأسد.

والفيديو يصور عملية القنص على المنازل في منطقة حمص كرم الشام في جمعة “ارحل”، في الأول من يوليو التي قُتل فيها أكثر من 28 شخصًا برصاص قوات الأمن في عدة مدن سورية؛ بينهم 3 نساء، إثر قصف الجيش السوري بلدة البارة في جبل الزاوية شمال غرب البلاد، وفقا لموقع “إم بي سي”.

ويبدأ الفيديو بأصوات طلقات نارية متوالية فيما يتحدث المواطن السوري بصوت لاهث كأنه يجري أو يحاول الاختباء، ويقول وصوت الرصاص يقترب أكثر: “الأمن يضرب على الإخوة المواطنين في حي طريق الشانكر في اليوم 1 يوليو 2011 بدون أي سبب ولا تظاهر ولا أي شيء”.

ثم يزداد الصوت تهدجًا، ويعلو الشهيق والزفير، فيما تحاول الكاميرا أخد لقطات من فوق سور إحدى الشرفات، وكأن حامل الكاميرا مختبئ أسفل السور ويرفع يده محاولاً التصوير، وفي الوقت نفسه يزداد صوت الرصاص ارتفاعًا واقترابًا من المصور فيما هو واقف يبحث بعيني الكاميرا عن مصدر الرصاص حتى يكشفه للعالم.

وفيما يظل المصور يرتفع بزوايا الكاميرا ويهبط بها ويحركها يمينًا ويسارًا للبحث عن مصدر الرصاص، إذا بيديه تتسمر تجاه شخص يرتدي زيًّا عسكريًّا أو ما يطلق عليه السوريون الشبيحة (البلطجية) يصوب بندقيته نحو الكاميرا، ثم يُسمع صوت إطلاق رصاص، فيقع الهاتف أو الكاميرا على الأرض، وتثبت الصورة بعد فترة من الاهتزاز في السماء.

وبعد سكون لم يدم سوى ثوانٍ قليلة، يصرخ رجال، ثم نسمع أحدهم يقول: “فاتت رصاصة براسه”، ثم ينتهي الفيديو بشباب يتحدثون بصوت أقرب إلى الهمهمة والنحيب.

والفيديو الذي لم يعرض بعدُ جثة الضحية، تتناقله المنتديات ومواقع الإنترنت، وتؤكد مقتل مصوره على يد المسلح المنتمي إلى النظام السوري.

يُذكر أن التصوير الذي يقوم به الناشطون السوريون هو الوسيلة الوحيدة لمعرفة ما يجري داخل سوريا؛ حيث تمنع السلطات وجود أي إعلامي.

الفيديو موجود على الرابط التالي:

http://www.youtube.com/watch?v=sc45XEbrQK4&feature=player_embedded

الاتحاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى