أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 12 أيلول 2011


سورية: معلومات متضاربة عن اعتقال ضابط منشق بارز

دمشق، نيقوسيا، لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – ترددت معلومات متضاربة عن اعتقال المقدم حسين الهرموش، وهو أول ضابط أعلن انشقاقه عن الجيش السوري وأسس «لواء الضباط الأحرار»، فيما قُتل شخصان أمس برصاص الأمن، كما تعرض الناشط الستيني البارز نجاتي طيارة للضرب المبرح أثناء التحقيق معه.

وتظاهر آلاف في عدد من المدن السورية أمس، لتجديد المطالبات بحماية دولية للمدنيين من حملة القمع التي أسفرت عن مقتل أكثر من 2200 شخص، بحسب الأمم المتحدة.

وخرجت كبرى التظاهرت في مدينة بنش في ريف ادلب، تضامنا مع حمص وحماة اللتين تتعرضان لحملة أمنية واسعة. ورفع متظاهرون في حمص لافتات تندد بموقف الجامعة العربية من الأزمة ، فيما دان متظاهرون في حماة «تضليل» الإعلام الرسمي.

وأكدت صحيفة «الوطن» السورية أمس اعتقال المقدم الهرموش الذي قتلت قوات الأمن شقيقه السبعيني قبل أيام. وأشارت إلى أن قوات الأمن نفذت «عملية نوعية» في قرية ابلين التي يتحدر منها الضابط المنشق في ادلب، «وتم إلقاء القبض عليه حياً وبحوزته أسلحة متوسطة وخفيفة وأجهزة اتصالات وحواسب».

لكن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن قال لـ «الحياة» إن «المعلومات متضاربة» عن نبأ الاعتقال.

وأوضح أن «شاهداً أكد أن الهرموش اعتقل بعدما عاد من تركيا اثر علمه بمقتل شقيقه، لكن مصادر أخرى نفت، فيما قال آخرون إنه في قبضة الاستخبارات التركية… نحاول التأكد».

ميدانياً، نقل المرصد عن ناشط في مدينة دير الزور، أن امرأة (40 عاماً) قتلت ظهر أمس «إثر اصابتها برصاص طائش أطلقه رجال الأمن خلال ملاحقة مطلوبين في مدينة البوكمال» التي تقع على الحدود مع العراق (شرق).

وأشار إلى أن «شاباً (17 عاماً) توفي متاثراً بجروح أصيب بها السبت إثر اطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على مشيعي غياث مطر» في ريف دمشق.

وأضاف المرصد أن «الناشط الحقوقي نجاتي طيارة تعرض الجمعة للضرب المبرح من اللجنة التي تحقق معه داخل أحد سجون حمص»، مشيراً إلى أنه «في وضع صحي سيء جداً». وذكر أن طيارة (66 عاماً) «اعتقل في مدينة حمص يوم 12 ايار (مايو) الماضي إثر تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام وأحيل على القضاء بتهمة النيل من هيبة الدولة، إلى أن أخلي سبيله في 31 آب (أغسطس) الماضي ليتم اعتقاله من على باب السجن من قبل المخابرات الجوية».

وحمّل السلطات السورية «مسؤولية أي مخاطر تهدد حياة الناشط نجاتي طيارة»، كما دان «في شدة استمرار السلطات الأمنية السورية في ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين وناشطي المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين رغم رفع حالة الطوارئ».

في غضون ذلك، انطلقت «ملتقيات الحوار الوطني» التي تنظمها الحكومة السورية على مستوى المحـــــافظات، بجلسات عقدت في ريف دمشق وجامــــعة دمشق ركزت على المحور الاقتصادي – الاجتماعي، وتضمــــنت اقتراحات بـ «وقـــف العـــمل باتفاق التبادل التجاري مع تـــركيا لأنه ألحق ضرراً بالمنتج الوطني»، إضافة إلى «الابتعاد عن نصائح المنظمات والهيئات الدولية التي تعكس مصالح الدول الكبرى وزيادة الروابط التجارية مع الدول الصديقة، خصوصاً روسيا والصين».

وأفادت الوكالة السورية الرسمية للأنباء «سانا» أن اللجنة التحضيرية وجهت الدعوة إلى نحو 300 شخصية «تمثل مختلف أطياف المجتمع من فعاليات سياسية واقتصادية واجتماعية وممثلين عن المجتمع الأهلي والأحزاب والمعارضة والفعاليات الشعبية والنقابية، إضافة إلى أساتذة الجامعات والطلبة والشباب».

ومن المقرر أن ترفع اللجان التحضيرية نتائج أعمالها واقتراحات في نهاية الجلسات في 20 الشهر الجاري تمهيداً لعقد مؤتمر وطني شامل.

سوريا: تكثيف عمليات الدهم واعتقال العشرات

 بعد واحد من اكثر الاسابيع دموية في الانتفاضة المستمرة منذ ستة اشهر على الرئيس السوري بشار الاسد، كثفت القوات السورية عمليات الدهم في انحاء البلاد للقبض على ناشطين، فيما جدد مجلس  التعاون الخليجي دعوته النظام الى “وقف آلة القتل” وإجراء “اصلاحات فورية وجدية”. (راجع العرب والعالم)

 وقال ناشطون انه قبض على عشرات من الاشخاص في عمليات دهم من بيت إلى بيت في محافظة دير الزور القبلية في الشرق وفي سهل حوران الجنوبي وفي قرى بمحيط حماه التي كانت من اكثر مراكز الاحتجاجات في سوريا تعرضاً للهجمات الأمنية المسلحة.

 وأفاد محام من مدينة درعا الجنوبية طلب عدم ذكر اسمه  عبر الهاتف انه رأى عشرات الجنود يطوقون قرية يادودة القريبة. وقال: “رأيتهم بالصدفة وهربت. سمعت لاحقاً انهم دخلوا   المنازل. يمكنهم ان يأتوا في اي لحظة ويدهموا ويعتقلوا… عليك ان تهرب وإلا انقطعت اخبارك الى الابدء او عدت مضروبا وجسدك مليئا بالكدمات والجروح من التعذيب لتكون عبرة أو لعلك ببساطة تعود في نعش”.

 وفي بلدة الحراك بمحافظة درعا، قال احد السكان ويدعى احمد السيد ان القوات السورية تقوم  بعمليات دهم يومية للقضاء على المعارضة. وأضاف: “صعدوا الاعتقالات في المدن التي شهدت احتجاجات كبيرة والتي تمكنت من ارسال مقاطع فيديو الى قناة الجزيرة”. وأشار الى ان 250 شخصاً على الاقل احتجزوا في الجيزة واعتقل 40 آخرون في المسيفرة و50 في بصر الحرير و30 في النعيمة خلال الساعات الـ48 الاخيرة..

واوضح: “انهم يطلقون النار في الهواء قبل بدء الدهم. ثم يجرون الشبان ويستخدمون العصي الكهربائية في ضربهم ويجمعونهم في مراكز احتجاز”.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يرأسه رامي عبد الرحمن عن مقتل مرأة تبلغ من العمر 40 سنة برصاص اطلقته قوى الامن عشوائياً في بلدة البوكمال على الحدود العراقية خلال مطاردة لمطلوبين.

وفي ضاحية داريا الدمشقية، قال السكان ان شاباً في الـ17  قضى متاثراُ جروح اصيب بها   السبت عندما اطلقت قوى الامن النار على جنازة الناشط غياث مطر الذي توفي في السجن على ما يبدو نتيجة التعذيب.

 واظهر شريط مصور في موقع “يوتيوب” على الانترنت جثة شاب يعتقد انه مطر في كفن وهي تحمل علامات حمراً وبنية على الصدر والبطن. وقال ناشط في درعا طلب عدم ذكر اسمه ان مطر كان صوتا بارزا معارضا للعنف، لكن قوى الامن قتلته.

الامم المتحدة

في ابو ظبي، قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس  ان سوريا رفضت مرارا طلبات للمنظمة الدولية للسماح بدخول مراقبي حقوق انسان إلى اراضيها، وأكدت ان الهيئات الاقليمية مثل جامعة الدول العربية لها دور مهم في التوصل إلى حل سياسي طويل المدى للأزمة.

ورداً على وصف وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في وقت سابق اخفاق الامم المتحدة حتى الآن في الاتفاق على قرار ضد الحملات العنيفة على المعارضين في سوريا بأنه “فضيحة”، قالت أموس ان “الأمر لا يتعلق بالأمم المتحدة وحدها… أعتقد حقاً أن المنظمات الاقليمية مثل الجامعة العربية حيوية جدا في ما يتعلق بهذا الأمر وخصوصاً في ما يتعلق  بأي اصلاح سياسي أو أي تطورات سياسية على المدى الطويل”.

(رويترز، و ص ف)

دمشق تحذر من إفشال مهمة العربي

شعبان في موسكو … والأسد غاضب من أردوغان

دمشق ـ «السفير»

حث الرئيس السوري بشار الأسد أول من أمس الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على «عدم الانسياق وراء حملات التحريض والتضليل الإعلامي التي تتعرض لها سوريا» وفقا لما جاء في بيان رئاسي إثر اللقاء الذي جمع الطرفين في دمشق، بعد اتفاق مسبق على عدم التصعيد والتسريب الإعلامي، والذي وقف في طريق نية العربي زيارة دمشق الأسبوع الماضي بعد الاجتماع الوزاري العربي الطارئ.

وجاءت زيارة العربي، الذي أكد رفض الجامعة العربية لأي تدخل خارجي في الشؤون السورية، استباقا لاجتماع آخر لوزراء الخارجية العرب يعقد في القاهرة غدا سيتعرض للشأن السوري، وسيعرض فيه العربي سلسلة إجراءات الإصلاح التي اتخذتها القيادة السورية منذ أشهر وحتى الآن، وتلك التي ستتخذها قريبا وفق ما نقلت مصادر دبلوماسية لـ«السفير».

وبدأت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان زيارة إلى موسكو قالت إنها تهدف لوضع القيادة الروسية في ضوء «حقيقة ما يجري من أحداث في سوريا، وتبادل وجهات النظر مع المسؤولين الروس»، الذين استقبلوا الاسبوع الماضي وفدا من المعارضة السورية، في وقت كان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يعلن ان بعض المعارضين يمكن وصفهم بالارهابيين.

وأعلنت «سانا» أنه و«بمشاركة ممثلين عن كافة الفعاليات الشعبية والنقابية والحزبية وشخصيات أكاديمية واجتماعية تمثل جميع أطياف المجتمع بدأت جلسات الحوار الوطني في ريف دمشق وجامعة دمشق واللاذقية. وتركز جلسات الحوار على ثلاثة محاور رئيسية تتناول القضايا السياسية والاقتصادية والخدمية».

ميدانيا قالت مصادر مطلعة لـ«السفير» إن قائد ما يعرف بـ«جيش سوريا الحرة» المقدم حسين هرموش «بات في قبضة العدالة بعد عملية عسكرية نوعية» أدت لاعتقاله وعشرات من مساعديه في إحدى مناطق إدلب.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «حرييت» التركية أن الأسد غاضب على رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان، وأنه يعتبر تركيا شيئا وحكومة العدالة والتنمية شيئا آخر. وأشارت إلى ان كلام الأسد جاء في سياق الانطباعات التي خرج منها رئيس وفد حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض فاروق لوغ اوغلو الذي زار سوريا الأسبوع الماضي والتقى الرئيس السوري وشرائح اجتماعية في دمشق وحلب واللاذقية وعدة مدن أخرى. (تفاصيل صفحة 13).

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد استقبل العربي الذي أكد حرص الجامعة والدول العربية على أمن سوريا واستقرارها، مشددا على «رفض الجامعة لكل أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، ورغبتها في مساعدة سوريا لتجاوز هذه المرحلة التي تمر بها»، مؤكداً أن «الجامعة العربية لن تكون أبداً ممراً لاتخاذ قرار ضد أي دولة عربية. كما تم الاتفاق على عدد من الخطوات العملية لتسريع عملية الإصلاح في سوريا».

بدوره، أشار الأسد إلى «ضرورة عدم الانسياق وراء حملات التضليل الإعلامي والتحريض التي تستهدف سوريا»، منبهاً إلى «ما يجري من تزوير للحقائق، في محاولة لتشويه صورة سوريا وزعزعة الأمن والاستقرار فيها».

كما اطلع الرئيس السوري من العربي على الجهود التي تقوم بها الجامعة العربية من أجل إعلان قيام دولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة، حيث أعرب الأسد عن «دعم سوريا الكامل لهذه الجهود، ولكل ما من شأنه تحقيق مصلحة الفلسطينيين والعرب».

من جهته، أعلن العربي أن «الجامعة اتفقت مع الأسد على سلسلة إجراءات لإنهاء إراقة الدماء المستمرة منذ شهور في سوريا سيتم طرحها على اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة». وقال، في القاهرة لدى عودته من دمشق، انه «حث الرئيس السوري على الإسراع في خطط الإصلاح من خلال جدول زمني سيجعل كل مواطن سوري يشعر بأنه انتقل إلى مرحلة جديدة».

وأعلن العربي أنه «استمع إلى تقدير الأسد حول مجريات الأمور في سوريا، كما أطلعني على سلسلة من الإجراءات والقرارات والمراسيم التي أصدرتها الحكومة السورية وكان هناك تبادل صريح للآراء حول الإجراءات السورية اللازمة». وأضاف أنه «ركز على أهمية وجود الحوار الوطني المفتوح لكل القوى والشخصيات التي ترغب في الانضمام للحوار بصرف النظر عن انتماءاتهم، وذلك على أساس المصالحة الوطنية، وطرحت أن تؤدي الجامعة العربية دورا ميسرا لهذا الحوار وفق آلية يتم التوافق حولها».

وأشار إلى أن «هناك خطوات في مجال الإصلاح تم الاتفاق عليها من جانب القيادة السورية»، موضحا أنه «سيعرض هذه الخطوات في تقريره للمجلس الوزاري للجامعة، وما دار في هذه الزيارة».

وفي السياق ذاته، حذر مندوب سوريا الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف الأحمد من «استغلال أطراف عربية للأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية، وإصرار هذه الأطراف على الخروج عن غايات ومضامين العمل العربي المشترك، وسعيها لإفشال مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية في سوريا من خلال استغلال الجامعة في تمرير قرارات وإجراءات تسعى في النهاية لاستحضار التدخل الخارجي السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية».

وحذر الأحمد، في اجتماع دوري للمندوبين لدى الجامعة العربية، من أن «الرؤية القاصرة لبعض العرب، والمبنية على مصالح زائفة وضيقة، إنما تستهدف بالنتيجة العلاقات العربية – العربية، وتضرب العمل العربي المشترك في الصميم وصولاً إلى القضاء بشكل نهائي على دور ووجود جامعة الدول العربية، باعتبارها التجمع الوحيد الذي يضمن استمرار هذه الأمة في مواجهة التحديات المفروضة على أمنها القومي، وعلى وجودها ودورها في المنطقة والعالم».

وأعلن الأحمد، بعد الاجتماع، أن «زيارة العربي لدمشق كانت موفقة، وكانت في حدود مهامه ومسؤولياته». وقال إن «الأمين العام لجامعة الدول العربية مرحب به في سوريا في كل حين لأنه ممثل العمل العربي المشترك، وسوريا من أولى الدول التي تدعم العمل العربي المشترك وتؤمن به وتريد أن تكون الجامعة العربية محور العمل العربي».

من جهتها وصلت شعبان إلى موسكو، أمس، في زيارة هدفها «تبادل الآراء» مع المسؤولين الروس. وقالت، من مطار موسكو، «إن روسيا بلد صديق تاريخيا لسوريا، وإن الحكومة السورية تكن مشاعر المحبة والاهتمام والامتنان للمواقف الروسية المتوازنة من كل الأزمات في الشرق الأوسط وما تمر به سوريا اليوم».

وأضافت شعبان إنها «ستضع القيادة الروسية في حقيقة ما يجري من أحداث في سوريا في ضوء التشويه الإعلامي المركز الذي يضخ الأكاذيب والشائعات عما يجري في أرض الواقع وستتبادل وجهات النظر مع المسؤولين الروس وتنقل لهم الموقف السوري بكل دقة والاطلاع على آرائهم أيضا».

وأعلن في دمشق، أول من أمس، (ا ف ب)عن تشكيل «تيار بناء الدولة السورية» الذي يهدف حسب مؤسسيه إلى «بناء دولة ديموقراطية مدنية، والعمل على تمكين السوريين وبخاصة الشباب من الانخراط العلني والفعال في الحياة السياسية والعامة»، مؤكدا على «تبنيه لأهداف الانتفاضة الشعبية» مطالبا بـ«إنهاء النظام الاستبدادي». ومن بين أعضاء التيار الذي أورد البيان أسماءهم لؤي حسين وسمير سعيفان ومنى غانم وإلهام عدوان وإياد شربجي وأكرم إنطاكي وريم تركماني (بريطانيا) وزهير البوش وسعد لوستان وفدوى سليمان.

كما عقد حوالى 40 معارضا سوريا مقيمين في المنفى اجتماعا في فيينا، وانشأوا حركة جديدة هي «اتحاد السـوريين في الخارج».

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر في الجالية السورية قوله إنه سيتم تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة تزامناً مع عقد اجتماعات وزراء الخارجية غداً. وكان معارضون سوريون يعيشون في الخارج عقدوا مؤتمراً صحافياً في القاهرة أمس الأول أعلنوا خلاله عن إطلاق أسبوع التضامن مع سوريا في مصر.

ميدانيا

ميدانيا، قالت مصادر سورية لـ«السفير» إنه جرى إلقاء القبض على المقدم المنشق حسين هرموش، مؤسس ما يسمى «بجيش سوريا الحرة» مع مجموعته التي تضم 13 ضابطا وعنصرا، في عملية نوعية نفذها الجيش في شمال سوريا. وكان هرموش من أوائل الذين أعلنوا «انشقاقهم» عن الجيش السوري، لاجئا في تركيا أولا ومن ثم من الأراضي السورية حين أعلن تشكيل «لواء الضباط الأحرار» وعزمه «خوض كفاح مسلح ضد النظام السوري».

وعلمت «السفير» أن هرموش كان تحت أنظار الجيش السوري منذ أسابيع، لكن تعليمات القبض عليه حياً هي التي أخرت نتائج العملية، والتي جرت نهاية الأسبوع الماضي. ومن المتوقع أن يتم إعلان نتائج التحقيقات مع هرموش تلفزيونيا، والتي قالت وسائل إعلامية خاصة في سوريا إنها تطال دولا كتركيا وقطر.

وفي السياق نفسه، ذكرت محطة «anb» أن نتائج التحقيقات التي تجريها السلطات السورية أثبتت أن النائب اللبناني خالد الضاهر يمدّ المقاتلين بالمال والسلاح ويرسلهما كل يوم خميس إلى سوريا، وأن ملفاً جاهزاً بهذا الأمر سيسلم إلى السلطات اللبنانية.

على صعيد آخر، قال مصدر عسكري مسؤول إن «مجموعة إرهابية مسلحة قامت صباح أمس (الأول) بالاعتداء على حافلة مبيت تابعة للفرن العسكري قرب دوار الفاخورة بحمص». ونقلت «سانا» عن المصدر أن «الاعتداء أسفر عن استشهاد سائق الحافلة وإصابة العاملين في الفرن بجروح»، مشيرا إلى انه «تم الاشتباك مع المجموعة الإرهابية المسلحة من قبل القوى الأمنية المتواجدة في المنطقة».

من جانبه، أعلن المعارض السوري رضوان زيادة، في تونس أول من امس، ان «اكثر من ثلاثة آلاف شخص قتلوا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا».

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، امس، ان «سيدة قتلت برصاص الامن خلال عملية مداهمة في البوكمال، وتوفي مدني متاثرا بجروح اصيب بها عندما اطلق رجال الامن النار في ريف دمشق على مشيعين شاركوا بجنازة شاب قتل تحت التعذيب، كما تعرض الناشط البارز نجاتي طيارة للضرب المبرح (الجمعة الماضي) اثناء التحقيق معه في سجن حمص».

وكان المرصد اعلن، أول من امس، «مقتل 13 شخصا خلال عمليات امنية في حمص وريف ادلب ودرعا». وأشار الى ان «القوى الامنية معززة بقوات عسكرية نفذت حملة مداهمة في قرية هيت الواقعة على الحدود السورية اللبنانية».

واشنطن تدين قتل الناشط السوري غياث مطر وتكرر دعوة الأسد إلى التنحي

واشنطن- (يو بي اي): اتهمت الولايات المتحدة السلطات السورية بقتل الناشط السوري في مجال حقوق الإنسان غياث مطر خلال اعتقاله، مجددة دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي.

وأصدرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند بياناً أعلنت فيه عن إدانة “قتل” مطر بأقوى العبارات، متقدمة بالتعازي العميقة لعائلته وأصدقائه.

وأشار البيان إلى غياث اعتقل مع الناشط يحيى شربجي وعدد من الناشطين الآخرين في 6 أيلول/ سبتمبر الملتزمين بالمقاومة غير العنيفة.

ولفتت إلى أن شجاعة غياث في وجه قمع نظام الرئيس الأسد الوحشي معروف في بلدته داريا وفي كل سوريا.

واعتبرت ان شجاعته في مواجهة عنف النظام بالاحتجاج السلمي تشكل مثالاً للشعب السوري ولكل من يعانون من القمع.

وأكدت نولاند الوقوف إلى “جانب الشعب السوري في مقاومته للاستبداد”، ودعت نظام الأسد إلى نبذ العنف فوراً وإطلاق كل السجناء السياسيين.

وختمت بدعوة الرئيس السوري من جديد إلى التنحي والسماح للشعب السوري بالانطلاق في التحول الديمقراطي الذي يطالب به.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش ذكرت أن الناشط السوري غياث مطر قتل خلال اعتقاله. ونقلت عن ناشطين أن جثة مطر كانت تحمل أثار تعذيب وجروحاً في الصدر والوجه مؤكدين انه “تعرض للتعذيب حتى الموت خلال اعتقاله”.

وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/ آذار الماضي تظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، تقول منظمات حقوقية إنه قتل فيها أكثر من ألفي شخص من المحتجين ورجال الأمن، فيما تتهم السلطات مجموعات مسلّحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.

بسبب مذابح الأسد… سينمائيّو مصر يقاطعون مهرجان دمشق السينمائيّ

فايزة هنداوي

اتخذ السينمائيون المصريون قراراً بمقاطعة «مهرجان دمشق السينمائي الدولي» الذي دعا إليه السينمائيون السوريون الحريصون على أن يُعقد في موعده غير آبهين بالمذابح التي تحصل في بلدهم وتحصد عشرات الشهداء والجرحى يومياً.

أصدرت نقابة المهن السينمائية المصرية بياناً أعلنت فيه قرار مقاطعة «مهرجان دمشق السينمائي الدولي»، تضامناً مع الشعب السوري «الذي تسيل دماؤه منذ أشهر على يد السفاح بشار الأسد». وشدّد البيان على أن مشاركة أي سينمائي في هذا المهرجان هي بمنزلة المشاركة في جريمة ضد هذا الشعب الحرّ الذي يسعى إلى الحرية، وفي هذا السياق دعا المخرج عمرو عابدين النقابات الفنية إلى أن تحذو حذو نقابة السينمائيين في مقاطعة هذا المهرجان.

خيانة للشعب السوري

يؤكد الممثل عمرو واكد أن المشاركة في هذا المهرجان تُعتبر خيانة للشعب السوري البطل الذي يناضل منذ أشهر لأجل حريته التي يسلبها منه نظام الأسد، خصوصاً أن المهرجان يتم تحت رعايته وفي مسرح يحمل اسمه ما يعني أن حضوره هو إعلان تأييد له.

بدوره، يؤيد عضو مجلس النقابة تامر حبيب القرار، واصفاً إياه بالصائب لأن المهرجان هو مبايعة لبشار الأسد، وسيتحوّل إلى مهرجان سياسي لا فنيّ، حسب تعبيره.

في هذا السياق، يشير الناقد طارق الشناوي إلى أن أي فنان سيشارك في هذا المهرجان  سيتورّط عن عمد أو من دون قصد في مبايعة بشار الأسد والوقوف إلى جانب سياساته وقمعه لشعبه، مضيفاً أن الفنانين السوريين ربما يكونون مضطرين الى ذلك خشية البطش الذي يتعرّض له المعارضون في سورية، أما الفنانون المصريون فليسوا مجبرين وعليهم أن يتخذوا المواقف التي تتوافق مع معتقداتهم.

معاداة مجانيّة

يلفت الناقد وليد سيف إلى أن أقلّ ما يمكن أن يقدّمه الفنانون المصريون للشعب السوري البطل هو مقاطعتهم هذا المهرجان الذي سيتحوّل إلى تظاهرة تأييد ودعم لبشار الأسد ضد شعبه، لذا حضور المهرجان هو معاداة مجانية للشعب السوري.

يتوقّع سيف أن يقاطع معظم الفنانين المصريين المهرجان، فيما قلة ستنتظر أن تتّضح الصورة لتحسم أمرها، وقد يحضر البعض بدافع رد جميل لبشار الأسد.

الأتراك ابتعدوا عن سوريا إقتصادياً بعد موقف بلادهم السياسي

كلودا المجذوب الرفاعي

  5 إيقاف العديد من المشاريع الاستثمارية بسبب الاضطرابات

يبدو أن الأزمة السورية التركية لا تقف عند حدود مواقف أنقرة السياسية حول أعمال القمع ضد المتظاهرين المطالبين باسقاط نظام بشار الأسد بل تعدتها لتصل إلى العلاقات التجارية حيث يسيطر الحذر على المستثمرين الأتراك نتيجة الأضطرابات في دمشق.

دمشق: تركيا التي دخلت سورية من أوسع أبوابها الاقتصادية عام 2004 متكئة على ازدهار العلاقات السياسية بين البلدين وعودة الود بين الجارتين، تقف اليوم في مسافة بعيدة مهددة بذلك ملايين الدولارات بالزوال والعديد من المشاريع بالتوقف.

الأزمة بين البلدين بدأت مع الأحداث السورية الأخيرة وما أعقبها من تصريحات شديدة اللهجة قدمها رموز السياسة التركية مما أنعكس بداية على تراجع حركة السفر بين البلدين بمقدار كبير وتوقف شبه كامل للرحلات السياحية، ليصل اليوم إلى المستثمرين الذين ماعادوا يرغبون في تجاوز الحدود مع الدولة الجارة.

هؤلاء المستثمرون نأوا اليوم بأنفسهم عن دخول سوريا ومتابعة مشاريعهم الاستثمارية وحسموا أمرهم تماما في عدم البدء بأي مشروع جديد، والسبب برأي بهاء الدين حسن رئيس الجانب السوري السابق في مجلس رجال الأعمال السوري-التركي ليس الموقف السياسي لدولهم فحسب وإنما حذرهم وخوفهم من الاضطرابات في مختلف المدن السورية وبالتالي خوفهم على مصير أموال سيصرفوها في بلد يشهد أحداث واضطرابات.

هذا الأمر لم ينكره رجل الأعمال عرفان دركل الذي رأى أن رجال الأعمال في تركيا وفي أي دولة أخرى يحتاجون للأمان لتنفيذ مشاريعهم واستثماراتهم، معتبرا أن العلاقات وبشكل مبدئي لا تتأثر على المستوى القريب نظرا لوجود اتفاقيات بين البلدين بالإضافة لتأثير الاعتياد فالكثير من الصناعات التي تحتاج لمواد أولية تأتي من تركيا لن تتمكن من تغير هذا الأمر بسرعة والمستهلكين الذين اعتادوا شراء المنتجات التركية لن يكون من السهل عليهم التخلي عنها والبحث عن بديل آخر.

وذكر حسن أن هذا الحذر التركي لم يقابله موقف سوري مماثل فرجال الأعمال السوريين أبدوا نيتهم لمتابعة ما خططوا له لكن الموقف التركي دفعهم أيضا للتردد.

وقف الاتفاقيات

وأمام هذا الموقف وما تبعه من تصريحات سياسية بدأت أصوات تنادي لإيقاف العمل بالكثير من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وعلى رأسها منطقة التجارة الحرة بينهما والتي تعد مفتاح العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وتنص على إعفاء المنتجات السورية المصدّرة إلى تركيا من الرسوم الجمركية، وإلى تفكيك كل الرسوم الجمركية على المنتجات التركية المصدّرة إلى سوريا خلال مدة أقصاها 12 سنة، ودخلت حيز التنفيذ عام 2007.

وهو رأي لم يلق التشجيع من العديد من رجال الأعمال واعتبروا فيه خطوة متسرعة، داعين لعدم اتخاذ قرارات سريعة، ويوضح دركل أنه على الحكومة احترام الدولة وأن لا تتخذ قرارت هي بمثابة ردة فعل فالظرف اليوم طارئ ولابد من الابتعاد عن قرارت ارتجالية تحمل تبعات سيئة مسقبلا، ولم يرفض دركل قطع العلاقة مع تركيا وحدها وإنما مع أي دولة أخرى مشيرا إلى قدم العلاقات الاقتصادية مع أوروبا وأهميتها التي تحتاج اليوم لإعادة نظر وليس لإعلان المقاطعة.

وإن كان لا بد من اتخاذ ردة فعل في هذه المرحلة فلابد أن تكون بترشيد سياسة الاستيراد لحماية المنتج الوطني ودعم الليرة كما يقول حسن، أو باتخاذ إجراءات غير مباشرة كما يقول دركل تتمثل بأسلوب المعاملة بالمثل فتركيا اليوم تفرض رسوم لا تأخذ طابع الضرائب والغاية منها دعم منتجها الوطني وبإمكان سوريا تنفيذ أمر مشابه مع تركيا أو مع سواها.

الحديث عن توقيف الاتفاقية مع تركيا هو تسريبات قام بها أحد المواقع الالكترونية السورية وتحدثت عن نية عادل سفر رئيس الحكومة تقديم هذا المقترح ومناقشته في مجلس الوزاء مستندا في نيته هذه لما وصفه بشكوى رجال الأعمال الذي تضرروا كثيرا بعد دخول البضائع التركية وهو صوت استغرب دركل تجاهله في السابق فالجميع علم بهذه الخسارات وبالخطابات التي قدمها المتضررون لحماية منتجهم أو للحصول على دعم بلادهم ليتمكنوا من البقاء في الساحة والمنافسة، ويشير دركل أن الاتفاقيات الاقتصادية في البلدين استندت في كثير منها على العلاقات السياسية والرغبة السورية لتحسينها الأمر الذي منحهم ربما امتيازات أكثر من سواهم وكانت أيضا في كثير من الأحيان على حساب السوري ولهذا لم يرفض فكرة مراجعة بعض هذه الاتفاقيات المجحفة.

ولم ينكر حسن تأثير الصناعة التركية في السابق على سوريا خاصة وأنها تعتبر دولة صناعية مهمة وقادرة على المنافسة وتركت آثاراها على بعض الصناعات المحلية مما أدى لعزوف بعض التجار من الاستيراد من تركيا خوفا عن المنتج المحلي، لكنه في الوقت ذاته استغرب التناقض في موقف رجال الأعمال الذين أشادوا سابقا بخطوات الحكومة القديمة الانفتاحية وأيدوا الاتفاقيات مع تركيا ومع سواها.

و الجدير ذكره أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى مليارين و250 مليون دولار حصة سوريا من هذا الميزان، تراوحت ما بين 40 – 45 بالمئة، وهي أرقام من المتوقع أن تصل لأقل من النصف هذا العام بسبب الأحداث الأخيرة في سوريا.

دول الخليج تطالب بـ«الوقف الفوري لآلة القتل» في سوريا

باريس تصف إخفاق مجلس الأمن في إصدار قرار ضد سوريا بـ«الفضيحة» * ناشطون لـ «الشرق الأوسط»: عشرات الآلاف شردوا بسبب القمع * مشايخ علويين يتبرأون من نظام الأسد * المحتجون يشنون حملة على الجامعة العربية ويتهمونها بالتواطؤ مع النظام

جريدة الشرق الاوسط

جدة – دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

وجهت دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، رسالة شديدة اللهجة تجاه النظام السوري، بمطالبته بالوقف الفوري لـ«آلة القتل»، وإزالة أي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء، وأعرب المجلس عن أسفه لـ«استمرار الأحداث التي تمر بها سوريا والتي نتج عنها سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين».

ويأتي هذا التطور في الموقف الخليجي، في الوقت الذي فرضت فيه القوات السورية حصارا خانقا على ثلاثة أحياء حيوية وسط مدينة حمص أمس.

وفي غضون ذلك تبرأ ثلاثة من كبار مشايخ الطائفة العلوية في مدينة حمص من «الممارسات الوحشية التي يقوم بها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي احتفل أمس بيوم ميلاده السادس والأربعين، بحق المتظاهرين العزل، (المطالبين بحقوقهم وحريتهم)». وقال المشايخ العلويون: «نعلن براءتنا من هذه الأعمال الوحشية التي يقوم بها بشار الأسد وأعوانه ونتحمل مسؤولية ما نقوله».

وفي سياق ردود الأفعال الدولية، وصفت فرنسا إخفاق الأمم المتحدة حتى الآن في الاتفاق على قرار ضد الحملات العنيفة بحق المعارضين في سوريا بأنه «فضيحة».

من جهة أخرى، رفض الناشطون السوريون مبادرة جامعة الدول العربية باتجاه سوريا رفضا قاطعا لاعتبارهم أنّها تعطي المزيد من الوقت للرئيس السوري بشار الأسد وتتمسك بوعود أطلقها النظام لم ولن ينفذها. وقدر ناشطون أن عدد الجرحى منذ اندلاع الاحتجاجات بما يقارب ثلاثين ألف مصاب وكذا خمسة عشر ألف معتقل، وعدد المشردين بعشرات الآلاف. وقال ثائر الناشف، المنسق العام للقوى الوطنية السورية، لـ«الشرق الأوسط»، إن عشرات المدن السورية شهدت تهجيرا كاملا قبيل تعرضها لحملات الجيش السوري.

مشايخ علويون يدعون أبناء الطائفة للالتحاق بالثورة لـ«حفظ النفس والعِرض»

تبرأوا من ممارسات النظام الوحشية بحق المتظاهرين العزل

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: «الشرق الأوسط»

أصدر ثلاثة من كبار مشايخ الطائفة العلوية في مدينة حمص بيانا أكدوا فيه البراءة من «الممارسات الوحشية التي يقوم بها النظام السوري بحق المتظاهرين العزل، المطالبين بحقوقهم وحريتهم». فقد نشر بيان على معظم صفحات المعارضة السورية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، موقعا بأسماء المشايخ: مهيب نيصافي، ياسين حسين، موسى منصور، قالوا فيه: «نعلن براءتنا من هذه الأعمال الوحشية التي يقوم بها بشار الأسد وأعوانه من الذين ينتمون إلى كل الطوائف – ونتحمل مسؤولية ما نقوله، والعلم للجميع بأن هذا النظام لم ولن يمثل هذه الطائفة الشريفة في أي حال من الأحوال».

وأضاف البيان: «إن بعضا من أبنائنا وشبابنا الذين عمل البعض على انتزاع عقولهم، وزرع الشك والريبة لديهم من مستقبل يجهلونه – هو مستقبل الحرية التي يخافها المستبد – هم جماعة غُرر بها بكمية من المال السلاح, وإننا لندعوهم للتخلي عن القيام بأي عمل مسلح ضد أبناء هذا الوطن الجميل، الذي لم يعرف الطائفية إلا على يد قلة من الأنذال والذين ذهبوا ذهب ذكرهم إلى غير رجعة بإذن الله».

ونفى المشايخ وجود عمليات خطف وقتل بحق أبناء الطائفة العلوية في حمص، مشيرين في هذا السياق إلى أن «الأخبار التي تذاع يوميا عن عمليات خطف وقتل وتنكيل بأبناء الطائفة العلوية جميعها عار عن الصحة، كالأصوات المنكرة التي لا هم لها إلا التفرقة, فأي إنسان يستطيع قتل أخيه بدم بارد؟ ونطمئن أهلنا بأننا أخذنا التطمينات من إخوة لنا من الطائفة السنيّة الكريمة، بأنهم يشجبون مثل هذه الأعمال؛ وأجابونا لو أننا القاتلون أنترك الجثث في أحيائنا تدل علينا، وأكدوا لنا بأنهم يعتزون بنا كإخوة لهم في الإسلام والوطن، وتفهمّنا معا أن هذه الأعمال تخدم النظام وحده دون الشعب».

كما لفت المشايخ في بيانهم الذي تم تداوله بكثافة، مساء أمس، «أن النظام يريد التفرقة بين الشعب السوري، وخاصة بين هاتين الطائفتين الكريمتين، وكان حديثنا أخويا لم يعرف حدودا سوى الأخلاق والوئام، وبعدها رددنا بنفس التحية أو حتى أجمل منها، والله على ما نقول شهيد. فأبناء حمص عاشوا وسيعيشون سنّة وعلويين ومسيحيين مع بعضهم متحابين متآلفين».

وشكك المشايخ بـ«الفكرة المسبقة التي يحاول النظام تسويقها بأن نسبة 84 في المائة من الطائفة العلوية تؤيده وستدافع عنه». مشيرين إلى أن «النسبة الحقيقية هي أقل من ذلك بكثير، فأغلبية العلويين لا يظهرون انزعاجهم من النظام وإيمانهم بمبادئ الحرية التي أعلنتها الثورة إلا عندما يتحدثون لأشخاص يثقون بهم غاية الثقة؛ لأن السمة الغالبة اليوم هي الغيبة والنميمة بين الإخوة، وهو ما يؤجج الأزمة أكثر، فالجميع أدرك الورقة الأخيرة التي يستخدمها البعض من المتشددين في كل الطوائف، بما فيها الطائفة العلوية والطائفة السنية، علما بأنه لا يوجد تعميم في هذا الحديث، ونستنكر كل الأعمال الإجرامية التي تصب في خندق الظلام والفاسقين».

وختم المشايخ بيانهم بتوجيه نداء إلى أبناء الشعب السوري للانخراط في المظاهرات السلمية. معتبرين أنه «قد مر على هذه الثورة ما يقارب ستة أشهر، قتل فيها من قتل، وجرح فيها من جرح، وتبدو الأجواء مهيأة لانتصارها، فلم يبق طريق لحفظ النفس والعِرض سوى الالتحاق بالمظاهرات السلمية، التي ستشكل ضربة قاصمة لظهر النظام، فهذا النظام ورئيسه لن يبقيا لكم للأبد، كما يقول بعضكم، وللأسف الرشيدون منكم، فأنتم عُرِفتم بعبادة الله الواحد الأحد، فكيف تسمحون لأبنائكم بعبادة شخص (والعياذ بالله)، وقد تبينا حقيقته بعدم الرغبة بالإصلاح، بل بالإجرام والقتل».

الأسد يطفئ شمعته السادسة والأربعين وسط جثث السوريين

مواطن سوري: هديتي لبشار فستان ابنتي القتيلة

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: هيثم التابعي

احتفل الرئيس السوري بشار الأسد أمس بعيد ميلاده السادس والأربعين وسط دعوات من أنصاره للاحتفاء بالمناسبة في الشوارع، في الوقت الذي تقضي فيه آلاف الأسر السورية أياما صعبة على خلفية الدمار الكبير الذي تخلفه العمليات العسكرية للجيش السوري والقوى الأمنية في مختلف المدن السورية منذ ستة أشهر، وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى ومعتقلين يقدرون بالآلاف وفقا لمنظمات حقوق الإنسان.

وتوعدت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك» الأسد بالاحتفال بعيد ميلاده على طريقتها الخاصة في جميع المدن السورية خاصة تلك التي تعرضت للتنكيل من قبل الجيش السوري، وقام الكثير من النشطاء السوريين بوضع صورة عملاقة على حساباتهم الشخصية تقول «ميلاد السفاح..11 أيلول سنحتفل بميلاد الشبيح الأول على طريقتنا» وهو ما شجع الكثير من السوريين والعرب من مناصري الثورة لفعل الشيء ذاته.

ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس، شغل عيد ميلاد بشار كافة المنتديات السورية، ووجه النشطاء السوريون سؤالا مثيرا لمتابعي صفحاتهم كان أهم هذه الأسئلة: «ماذا تقول لبشار في عيد ميلاده؟» وهو ما شهد عددا كبيرا للغاية من الإجابات التي أتت غالبيتها الساحقة في غير صالح الرئيس الطبيب، لكن السؤال الذي أثار جدلا سياسيا مطولا بين محبي ومعارضي الرئيس كان عن اعتقادهم فيما إذا كان هذا آخر عيد ميلاد يشهده الأسد رئيسا، وهو ما شهد تطاولا كبيرا بين الطرفين حيث أثار غضب أنصار الأسد الملقبين بـ«المنحبكجية».

وفي مواكبة للدور الكبير الذي تلعبه التكنولوجيا في مسار الثورة، قدمت منتديات أخرى هدية إلكترونية لبشار الأسد تمثلت في نغمة مميزة مخصصة للهواتف الجوالة تهنئ الأسد بعيد ميلاده بطريقة ساخرة وتكيل له الشتائم وتتمنى موته، وهو ما جاء في مقطع فيديو تم تصويره في باريس لكعكة عيد ميلاده زينت بالعلم السوري. وانتشر هذا الفيديو بين السوريين بشكل كبير.

ورغم كمية الدماء المراقة منذ بداية الاضطرابات، قام أنصار الأسد في المقابل بإنشاء صفحات مضادة تدعو للتجمع للاحتفال بميلاده في منطقة المزة في دمشق وقام العشرات من مؤيدي بشار برفع صور ولافتات تعبر عن حبهم لرئيسهم الأسد في الوقت الذي تختلط فيه دموع الكثير من أمهات دمشق بدماء أبنائهن الذين قضوا خلال مظاهرات الجمعة الماضي.

ولم يفت النظام السوري مناسبة عيد ميلاد قائده الأعلى، الذي ولد في عام 1965، دون مواصلة عملياته العسكرية الموسعة، حيث أوضح النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن الطيران الحربي حلق على مستوى منخفض لترهيب الأهالي في منطقة الحولة بمحافظة حمص كما رصدوا انتشارا مكثفا لدبابات الجيش. وأرسل النظام رسالة شديدة اللهجة للنشطاء حين أُعلن أمس عن مقتل الناشط غياث المطر، وهو من أصحاب مبادرة تقديم الورود والماء للجيش والأمن، وقد قتل غياث بطريقة بشعة جراء التعذيب بعد اعتقاله لثلاثة أيام من قبل المخابرات الجوية، كما استأصلت حنجرته بالطريقة التي ذكرت السوريين بشاعر الثورة إبراهيم قاشوش.

وحتى اللحظة، لا يعرف كيف سيحتفل الأسد، الأب لثلاثة أبناء، بعيد ميلاده لهذا العام، ولا ما الهدايا التي سيتلقاها من زوجته السيدة أسماء الأخرس، لكن مواطنا سوريا تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت من مدينة عربية حيث هرب قائلا: «هديتي لبشار الأسد، الفستان الأزرق الملطخ بالدماء لابنتي الوحيدة نور والتي قتلت دون الثامنة في درعا منذ 5 أشهر» وأضاف المواطن السوري: «عيد ميلادها يوافق اليوم، يوم عيد ميلاد قاتلها» ثم انفجر باكيا.

مظاهرات في دمشق أثناء تشييع قتلى قضوا على أيدي الأمن

حملة اعتقالات وملاحقات للشباب المشارك في الجنازات

جريدة الشرق الاوسط

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

خرجت مظاهرتان ظهر أمس في دمشق في حي ركن الدين أثناء تشييع الشهيدة سهام محمد التي «فارقت الحياة أول من أمس إثر نوبة قلبية بعد مداهمة قوات الأمن لمنزلها»، وانفضّت المظاهرة بعد ساعة؛ نتيجة الوجود الأمني الكثيف في المنطقة، وشن حملة اعتقالات وملاحقات للشباب المشاركين في التشييع.

كما شيع في حي ركن الدين عصر أمس أيضا الشهيد الشاب أحمد البغدادي (19 عاما) الذي قضى عند أحد الحواجز الأمنية في منطقة دمر، يوم الجمعة الساعة الثانية ليلا، وقد أصيب برصاصتين، واحدة في بطنه وأخرى في ظهره. وقال أحد الشباب الناشطين من الذين شاركوا في التشييع: «فوجئنا بقوات الأمن وهي تحيط بذوي الشهيد، وقالوا إنه سيتم الدفن دون تشييع، إلا أن مظاهرة انطلقت من جامع صلاح الدين وسارت إلى الشارع الرئيسي من ثم إلى حي أسد الدين، وتوقفت المظاهرة لمدة نصف ساعة، وكانت هناك مشاركة نسائية، بعدها جاءت قوات الأمن بالسيارات وبدأت الاعتقالات». وقالت ناشطة إن الأمن اعتقلوا ثلاثة شباب عند جسر النحاس في ركن الدين أثناء هروبهم بعد تفرق المظاهرة.

كما شيع أمس في دمشق شارع الدحاديل الشاب الشهيد أحمد سليمان عيروط (17 عاما)، الذي قتل أثناء تشييع الناشط الشهيد غياث مطر أول من أمس في درايا، وقال ناشطون إن غياث مطر قتل تحت التعذيب في المعتقل، وقام الأمن الذي سلم جثمان غياث إلى أهله بمنع التجمع والتشييع كي لا تتحول الجنازة إلى مظاهرة، حيث أثار مقتل غياث استنكار وغضب الناشطين السوريين لما يمتلكه من مزايا وصفات، فعدا كونه عضوا في تنسيقية داريا، كان يعدّ من ألمع الشباب في مجال النشاط الاجتماعي والوطني، ويتمتع بحيوية فائقة، وكان لخبر قتله وتسليم جثمانه وقد تعرض لعمل جراحي غريب، إذ تم شق بطنه من النحر إلى أسفل البطن وخيط بطريقة بدائية، وسمح لذويه بوداعه لمدة ربع ساعة فقط. وكان الناشط غياث مطر اعتقل في السادس من سبتمبر (أيلول) مع يحيى شربتجي، بحسب ناشطين. وأول من أمس وقبل التشييع قطعت الاتصالات والإنترنت عن منطقة داريا، وقال أحد أصدقائه إن الأمن منع الناس من التجمع، وجرى إطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع، كما تعرض بعض المشاركين للضرب، وأسفر عن سقوط شهيد وعدد من الجرحى.

ندوة سورية بالقاهرة تؤكد رفض الطائفية ومحاولات تقسيم الشعب السوري

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: صلاح جمعة

يدخل «أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري» في القاهرة يومه السادس؛ حيث أجرى وفد المعارضة السورية الموجود بالقاهرة عدة ندوات سياسية، كذا التقى 7 أحزاب مصرية لعرض آخر تطورات الثورة السورية على الرأي العام المصري.

وأكد المشاركون في ندوة سورية، عُقدت أمس بالقاهرة تحت عنوان «لا للطائفية»، رفضهم التام للطائفية ومحاولات التقسيم والتفرقة بين أبناء الشعب السوري على أساس الدين أو العرق. وشددت الندوة، التي نظمها مثقفون وشخصيات سياسية وفكرية سورية مقيمة في القاهرة، بمشاركة رموز من الطوائف العلوية والسنية والمسيحية من داخل وخارج سوريا، على ضرورة ترسيخ مبدأ المواطنة والسعي إلى جعل سوريا وطنا للجميع لا تمييز فيه بين طائفة وأخرى أو عرق وآخر. من جهته، صرح حبيب عيسى، أحد رموز الطائفة العلوية بالداخل السوري، بأن هذه الندوة تأتي لقطع الطريق على كل من يحاول النيل من نسيج الوطن السوري والتفرقة بين أبنائه بهدف إشاعة الفرقة لإضعاف الثورة المستمرة منذ 6 أشهر. وقال عيسى: إن أجواء الندوة التي يشارك فيها ممثلون لجميع الطوائف إيجابية للغاية، وتسودها روح الود والوئام. وأشار إلى أن آفة الاستبداد التي عاشتها وعانتها الشعوب العربية كافة وليس سوريا فقط أدت إلى شروخ بين المواطنين داخل عدد من الدول العربية، وأن مثل هذه الندوات مهمتها الأساسية هي علاج هذه الجروح واحتواؤها.

من جانبه، قال محمد مأمون الحمصي، النائب البرلماني السابق والمعارض السوري: إن المشاركين في الندوة سيعقدون في وقت لاحق، اليوم الاثنين، اجتماعا لبلورة ميثاق عمل مشترك يتضمن الأطر المستقبلية للعلاقات بين مختلف الطوائف، التي سترتكز بالأساس على مبدأ المواطنة والعدالة تحت سقف القانون. وبالنسبة لنشاط الجالية السورية في القاهرة، قال الحمصي: إن هناك اتجاها لتنظيم مظاهرة مليونية مصرية سورية لنصرة ودعم الشعب السوري، وإن اتصالات تجري حاليا بين رموز الجالية ومختلف الأحزاب والقوى السياسية في مصر لتنظيم هذه المظاهرة قريبا.

في الشأن نفسه، ينظم أبناء الجالية السورية بالقاهرة، غدا، وقفة احتجاجية أمام مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تزامنا مع عقد اجتماعات الدورة السادسة والثلاثين بعد المائة لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية. وصرح مصدر بالجالية السورية بالقاهرة بأنه سيتم خلال هذه الوقفة رفع اللافتات والشعارات التي تطالب وزراء الخارجية العرب بتحمل مسؤولياتهم لوقف عمليات القتل والتعذيب والاعتقال التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه الأعزل الذي يتطلع إلى التغيير والإصلاح بصورة سلمية. وأشار إلى أنه سيتم، خلال الوقفة، رفع صور للأطفال والنساء والشيوخ الذين سقطوا شهداء برصاص الأمن السوري خلال مشاركتهم في المظاهرات المطالبة بالتغيير في عدد من المدن السورية. وقال المصدر: إن أبناء الجالية السورية يعولون كثيرا على اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري لاتخاذ إجراءات عقابية ضد النظام السوري لحمله على وقف القتل وحقن الدماء.

سفراء أوروبا وأميركا واليابان وتركيا يزورون الفنان علي فرزات

السفير التركي حضه على تقديم شكوى للتحقيق بالحادث.. والفنان السوري يرد: ضد من أرفع الشكوى؟

جريدة الشرق الاوسط

زار عدد من سفراء أهم الدول المعتمدين في دمشق الفنان علي فرزات للاطمئنان على صحته والتعبير عن التضامن معه، وقالت مصادر مقربة من عائلة الفنان فرزات لـ«الشرق الأوسط» إن أول السفراء الذين زاروه كان وفدا تشكل من سفير دول الاتحاد الأوروبي فرانك هيسكه ممثلا عن دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، والسفير السويسري والسفير النرويجي والسفير التركي.

وقالت المصادر إن سفير الاتحاد الأوروبي نقل لفرزات رسالة «دعم وتعاطف وتمنيات بالشفاء العاجل»، واطلع السفراء من علي فرزات على تفاصيل حادثة الاعتداء الذي تعرض له في فجر يوم 27 أغسطس (آب) الماضي، ولفتت المصادر إلى أن السفير التركي حض الفنان فرزات على تقديم شكوى للتحقيق بالحادث، وأنه يجب أن «يسود القانون ومعاقبة الجناة»، معتبرا أن الحادث «غير مقبول»، إلا أن فرزات قال له: «ضد من أرفع الشكوى؟ إذا كانت وزارة الداخلية السورية أعلنت أنها فتحت تحقيقا في الحادثة التي وقعت في الساحة الأولى في دمشق أمنيا»، وعبر عن «استغرابه من أن حادثة اعتراض سيارته وضربه واختطافه استغرقت نحو ربع ساعة وسط الساحة دون أن يحضر أي شرطي أو رجل أمن ليرى ما يجري».

وفي سياق زيارات السفراء لعلي فرزات، قالت المصادر إن السفير البريطاني والسفير الألماني أيضا قاما بزيارته كل على حدة، واستغرقت زياراتهما قرابة الساعة، ومن ثم زاره معا السفير الياباني والسفير الأميركي، واستغرقت زيارتهما قرابة الساعة ونصف الساعة.

ويشار إلى أن فرزات نال الكثير من أهم الجوائز العربية والعالمية آخرها جائزة الأمير كلاوس من هولندا عام 2002، وكان في عام 1994 اختير بين أهم خمس فنانين في العالم وتم تكريمه في مهرجان مورج في سويسرا، ونال لعامين متتالين 1990 و1991 الميدالية الذهبية لأفضل رسام كاريكاتير عربي من مؤسسة الشرق الأوسط للطباعة. وفي تقديمها للجائزة وصفت لجنة جائزة الأمير كلاوس رسوم فرزات بأنها «تتناول قضايا محلية في مجملها، فإن مفرداتها البصرية ترتفع بها إلى مستوى العالمية معنى وقبولا».

وتعليقا على تلك الزيارات، قال الفنان علي فرزات لـ«الشرق الأوسط» إنها «تعني له اهتماما إنسانيا به بصفته فنانا سبق ونال جوائز من معظم تلك الدول، ومنها من كرمته وأخرى تعاون معها في برامج ثقافية ذات طابع إنساني». وأكد فرزات أن زيارات السفراء جاءت «للاطمئنان على صحته» كفنان يهتمون به.

وعما إذا كان زارته شخصيات ثقافية رسمية سورية، قال فرزات «لم أر أحدا منهم فقط 3 صحافيين من المكتب التنفيذي في اتحاد الصحافيين». وقال «بابي مفتوح للجميع»، لافتا إلى أن «المحبة والرعاية التي غمره بها الشباب السوري وأصدقاؤه كانت كبيرة جدا»، ففضلا عن الأصدقاء والمحبين الذين يتصلون من الخارج كل يوم هناك العشرات يتوافدون للاطمئنان على صحته، وقال «محبتهم الكبيرة ساعدتني على تجاوز الألم بسرعة»، متوقفا عند أشخاص عاديين بعدما سمعوا الخبر في التلفزيونات جاءوا للاطمئنان عليه وإعلان التضامن معه. وقال: «فاجأني الجيل السوري الشاب بمحبته وثقافته وشجاعته»، وما رأيته منهم نسف كل أفكارنا المسبقة عن هذا الجيل الرائع.

ومنذ تعرض الفنان السوري علي فرزات لحادث الاعتداء عليه بالضرب المبرح وسط دمشق في 27 أغسطس الماضي، لم تتوقف وفود الزائرين لبيته، وفي أول يوم تجمهر عدد من الشباب من أصدقاء صفحة علي فرزات على موقع «فيس بوك» عند منزله وأوقدوا له الشموع لعدة ساعات. وما زالوا يأتون لزيارته من مختلف أنحاء البلاد.

قتل وعنف ضد نشطاء سلميين بسوريا

أطلق الشاب غياث مطر مبادرة لتقديم الماء والورود لعناصر الأمن والجيش السوري أثناء المظاهرات، وكان ناشطا في مجال التغيير السلمي ومناهضة العنف، لكن مبادراته تلك لم تجنبه العنف الشديد ضده من قبل الأجهزة الأمنية، ففارق الحياة تحت التعذيب، ورحل تاركا خلفه زوجة حاملا تنتظر وضع طفلتهما بعد أشهر.

وخلال تشييع جثمانه يوم السبت العاشر من سبتمبر/ أيلول استشهد الفتى أحمد عيروط (17 عاما) بنيران الأمن، إذ تم قطع الاتصالات والإنترنت عن مدينة داريا أثناء التشييع، وكان هناك وجود أمني كثيف.

وفي حديث للجزيرة نت قالت الناشطة الحقوقية رزان زيتونة إن “جثمان الشهيد غياث مطر كان منتفخا ومزرقا وعليه آثار كدمات وجراح في الرقبة والصدر، وهناك أثر لعيار ناري في منطقة البطن وجرح تمت خياطته بخيوط سوداء”.

وتحدث أحد الأصدقاء المقربين من غياث للجزيرة نت عن وجود ثقبين متوازيين على الخاصرة اليمنى واليسرى، وثقب آخر كبير قرب الخاصرة اليسرى، كما لوحظ وجود شق كبير في البطن تمت خياطته بشكل سريع.

وأعرب عن خشيته من أن يكون هذا الشق بسبب عملية سرقة أعضاء حدثت أثناء وجود الجثمان في المستشفى، مع عدم إمكانية التأكد من ذلك بسبب حظر الأمن تشريح الجثة. وقد رُفع شريط فيديو مصور يوضح آثار التعذيب هذه إلى الإنترنت.

وأضاف أن عناصر المخابرات الجوية اتصلت بوالد الشهيد غياث مطر بعد ثلاثة أيام من اعتقاله، وأخبروه أنه خضع لعملية جراحية ناجحة، وضغطوا عليه للتوقيع على أوراق يقر فيها بتعرض غياث إلى محاولة اغتيال من قبل “عناصر مسلحة” كي يسمحوا بخروجه من المستشفى، ليكتشف الأب بعدها أن ابنه فارق الحياة ولم يخرج من العملية الجراحية المزعومة.

اعتقاله في كمين

وبحسب الحقوقية رزان زيتونة قام الأمن باعتقال معن الشربجي أخي الناشط السلمي المعروف وعضو تنسيقية داريا يحيى الشربجي، الذي كان مطلوبا أيضا.

وأجبرت قوات الأمن معن على الاتصال بأخيه على أنه مصاب وبحاجة إلى الإسعاف جراء ملاحقته وإطلاق النار عليه، وهرع يحيى بصحبة غياث لإسعافه ليجدا دورية الأمن تنتظرهم في الكمين الذي نصبته لهم عند مفرق صحنايا بالقرب من داريا، وذلك في السادس من سبتمبر/ أيلول الجاري.

وأضافت زيتونة أنه بعيد اعتقال غياث مطر تلقى أخوه مكالمة هاتفية من مقدم في المخابرات الجوية كال له فيها مختلف أنواع التهديدات والسباب البذيء.

نشاط سلمي

وقالت زيتونة إن يحيى الشربجي كان قد تعرض للاعتقال عام 2003 وتم سجنه لمدة سنتين ونصف بسبب نشاطه في مجموعة داريا من تنظيف للمدينة، وتوزيع تقويمات كتبت عليها عبارات تناهض الرشوة، والتظاهر السلمي الصامت احتجاجا على احتلال العراق.

وقالت زيتونة إن “يحيى من الشباب الذين يحملون السلمية كمبدأ وقناعة راسخة، وكان يرى في الثورة مناسبة لنتغير نحن أيضا، وأن الورود التي يحملها المتظاهرون لا تؤثر فقط على الجنود بل تؤثر فيمن يحملها وتغيره”.

ومن بين الشباب الذين حملوا الورود في داريا إسلام الدباس الذي تم اعتقاله في 22  يوليو/تموز الماضي، إثر محاولته تقديم الورود بيده إلى الجنود عن قرب ولا يزال مصيره مجهولا إلى الآن.

خوف على حياة المعتقلين

وأعربت زيتونة عن قلق عميق على مصير يحيى ومعن الشربجي وباقي المعتقلين، إذ يُخشى على حياتهم وسلامتهم، وأوضحت أنها ليست المرة الأولى التي تجري فيها تصفية نشطاء ميدانيين عقب اعتقالهم، فقد حدث ذلك على مدى شهور الثورة لكنه أصبح أكثر تواترا في الفترة الأخيرة.

وقالت إن “النظام يستخدم أسلوب تصفية النشطاء والقادة الميدانيين من أجل ضرب الحراك في الشارع، ومن أجل إرسال رسائل ترهيب بالغة الفظاعة لبقية السوريين حول المصير الذي ينتظرهم في حال الاستمرار بثورتهم”.

وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا قد أصدرت بيانا مشتركا مع عدد من الحركات المعارضة الأخرى تدين فيه قتل غياث مطر، وتحذر من أي سوء قد يصيب يحيى الشربجي ورفاقه، وتحمل النظام مسؤولية سلامتهم.

التعاون الخليجي يطالب بوقف الدم، وبالإصلاحات فورا

الأمم المتحدة: سوريا رفضت المراقبين

قالت الأمم المتحدة إن السلطات السورية رفضت مرارا دخول مراقبين أمميين للتحقق من الانتهاكات المتزايدة لحقوق الإنسان, في حين دعا مجلس التعاون الخليجي مساء أمس مجددا دمشق إلى وقف إراقة الدماء, وطالبها بإصلاحات فورية وجادة.

وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس في مقابلة مع رويترز أمس إن المنظمة الأممية طلبت أكثر من مرة من السلطات السورية السماح بدخول بعثة لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان في ظل حملة القمع الدامي للاحتجاجات المستمرة منذ نحو ستة أشهر.

رفض للرقابة

وأوضحت أموس أن بعثة أممية واحدة لحقوق الإنسان تمكنت الشهر الماضي من دخول سوريا إلا أن حركتها كانت مقيدة.

يشار إلى أن السلطات السورية سمحت قبل أيام أول مرة لوفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة معتقلين في سجونها.

وقالت المسؤولة الأممية إن الأمم المتحدة أبدت قلقها البالغ في ظل التقارير المتواترة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان, تشمل قتل محتجين بالرصاص, أو تحت التعذيب.

ورأت فاليري أموس أن مسؤولية تسوية الأزمة في سوريا, خاصة في ما يتعلق بالإصلاح السياسي على المدى الطويل, لا تقع فقط على عاتق الأمم المتحدة, وإنما أيضا على منظمات إقليمية مثل الجامعة العربية.

وفي سياق الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان, دانت الولايات المتحدة أمس بشدة قتل الناشط السوري غياث مطر (26 عاما) تحت التعذيب بعد اعتقاله في السادس من هذا الشهر.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند إن نهج المقاومة السلمية الذي سلكه مطر يعد مثالا للشعب السوري, ولكل المضطهدين. وشُيع غياث مطر أول أمس في داريا بريف دمشق, وأطلقت القوات السورية النار على مشيعين شاركوا في الجنازة مما أدى إلى مقتل فتى.

دعوة خليجية

في سياق الردود على التصعيد الأمني الذي يستهدف الاحتجاجات في سوريا, دعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أمس في ختام اجتماعهم في جدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى وقف إراقة الدماء فورا. كما طالب البيان دمشق بتفعيل إصلاحات جادة وفورية.

وهذه الدعوة الصادرة عن مجلس التعاون الخليجي هي الثانية من نوعها, وتأتي بعد بضعة أسابيع من سحب أربع دول أعضاء في المجلس هي قطر والسعودية والكويت والبحرين سفراءها في دمشق احتجاجا على حملات القمع التي يقول ناشطون سوريون إن حصيلتها تقترب من ثلاثة آلاف قتيل.

وصدر البيان الخليجي الجديد بعد يوم واحد من المهمة التي قام بها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في دمشق, والتي عرض خلالها على الأسد مبادرة عربية من ثلاثة عشر بندا لتسوية الأزمة في سوريا.

ومن المقرر أن يعرض العربي نتائج مهمته خلال اجتماع وزاري مغلق بالجامعة العربية غدا الثلاثاء.

ثمانية قتلى ومظاهرات ليلية بسوريا

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن عدد القتلى الذين سقطوا يوم أمس برصاص الأمن والشبيحة ارتفع إلى ثمانية في عموم أنحاء البلد، وذكرت أن الدبابات وحافلات الأمن السوري قامت بعمليات دهم واقتحام لقرى حيالين وكرناز وسِيجَرْ في ريف حماة، كما شهدت عدة مناطق مظاهرات ليلية تطالب إسقاط النظام.

وأوضحت الهيئة أن ثلاثة من القتلى سقطوا في حمص، واثنين بريف دمشق، بالإضافة إلى قتيل في كل من البوكمال ودرعا وحماة.

ومن ضمن القتلى امرأتان قتلتا بمدينة سراقب في محافظة إدلب، خلال عملية اقتحام لقوات الأمن والشبيحة للمدينة.

ومن ضمن القتلى كذلك الشاب أحمد سليمان عيروط البالغ من العمر 17 عاما، والذي قالت تنسيقيات الثورة السورية إنه لقي حتفه في داريا بريف دمشق، بعد إصابته بطلق ناري أثناء تشييع جثمان الشاب غياث مطر السبت.

إطلاق نار ومظاهرات

وفي تطور جديد، قال ناشطون إن إطلاق نار وقع في عدة مناطق شهدت مظاهرات ليلية في اللاذقية، متبوعا بانفجارات.

وذكرت الهيئة أن إطلاق نار عشوائيا كثيفا على المنازل في تلبيسة بمحافظة حمص دام أكثر من نصف ساعة، وأن أكثر من 25 قذيفة أطلقت على المنازل.

وأشارت الهيئة إلى إطلاق نار كذلك وقع في درعا مع تطويق الساحة والمسجد بالجيزة، إضافة إلى تفتيش منازل هناك.

وانطلقت مظاهرات في تلبيسة وأخرى في القصير تضامنا مع حمص، كما خرجت مظاهرة ليلية في سقيا بريف دمشق تدعو لإسقاط النظام.

وخرجت مظاهرات في مناطق عدة بينها الكسوة بريف دمشق بعد صلاة العشاء، حيث أحرق المتظاهرون العلمين الروسي والصيني وطالبوا بحماية دولية للمدنيين.

كما بث ناشطون على الإنترنت تسجيلا لمظاهرة انطلقت مساء الأحد في الحولة بمحافظة حمص للمطالبة برحيل النظام.

وفي كل من إدلب وكفر نبل ومعر شمارين بمحافظة إدلب، انطلقت بعد صلاة العشاء مظاهرات للمطالبة برحيل النظام السوري وبحماية دولية للمدنيين.

اعتقال العشرات

وأشارت اللجان إلى أنه تم اعتقال أكثر من خمسين شابا في حملات دهم لحييْ غرب المشتل والمشاع في حماة.

ووفقا للجان أيضا، فقد تم اقتحام قرية أبل في ريف حمص, مع اعتقالات للمارة في حي بستان الديوان والصفصافة خلف شارع باب السباع.

وفي حماة، ذكرت اللجان أن فروع الأمن السوري نفذت حملة اعتقالات مشتركة في حي الميسر، حسب قوائم معدة سلفا شملت حتى الآن أكثر من 25 شخصا.

وفي أحدث إحصائية للمرصد بشأن عدد المعتقلين، قال إن الأجهزة الأمنية السورية اعتقلت أكثر من سبعين ألف شخص، في إطار حملتها لإنهاء الحراك الشعبي الذي انطلق في منتصف مارس/آذار الماضي، ولا يزال نحو 15 ألفا منهم قيد الاعتقال.

وتقول تقارير للأمم المتحدة إن حصيلة القتلى في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس/آذار الماضي بلغت نحو 2200 قتيل على الأقل، لكن المعارض السوري رضوان زيادة قال أول أمس السبت في تونس إن العدد يصل إلى ثلاثة آلاف، معظمهم من المدنيين.

منع دخول المراقبين

وفي السياق الإنساني، قالت مسؤولة في الأمم المتحدة إن سوريا رفضت مرارا طلبات للمنظمة الدولية للسماح بدخول مراقبي حقوق الإنسان إلى أراضيها، وأكدت المسؤولة أن الهيئات الإقليمية مثل الجامعة العربية لها دور مهم في التوصل إلى حل سياسي طويل المدى للأزمة.

وقالت فاليري أموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن المنظمة الدولية أبدت “قلقها البالغ” بسبب ما يرد عن انتهاكات لحقوق الإنسان، لكن الحكومة السورية رفضت السماح بدخول محققين في هذا المجال.

وقالت أموس لرويترز في مقابلة إنها “قدمت الطلبات أكثر من مرة لدخول بعثة حقوق الإنسان إلى سوريا، ولكن ذلك لم يتحقق بعدُ”.

وأضافت أن بعثة واحدة تابعة للأمم المتحدة دخلت سوريا الشهر الماضي لكنها كانت مقيدة الحركة.

مستشارة الأسد تلتقي مسؤولين روس.. ودمشق ترفض استقبال مراقبين لحقوق الإنسان

واشنطن تدين “مقتل” الناشط السوري غياث مطر

دبي – العربية.نت

اجتمعت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان خلال زيارتها إلى موسكو مع نائب رئيس المجلس الاتحادي الروسي “لياس اوما خانوس” ورئيس لجنة العلاقات الدولية “ميخائيل مارغيلوف” وعضو لجنة العلاقات الدولية في المجلس الاتحادي الروسي “زياد سبسبي”.

وكانت شعبان أشادت بالعلاقات التي تجمع بلادها بروسيا في جميع المجالات، وقالت لدى وصولها موسكو “روسيا بلد صديق تاريخيا لسوريا، والحكومة السورية تكن مشاعر المحبة والاهتمام والامتنان للمواقف الروسية المتوازنة من كل الأزمات في الشرق الأوسط وما تمر به سوريا اليوم”.

وذكرت شعبان أن” الموقف الروسي هو إلى جانب الحق والعدالة والى جانب حقوق الشعوب ومنها الشعب السوري” موضحة: “إننا لا نطلب من أحد أن يتحيز وإنما نطلب الوقوف الى جانب الحقيقة والتخلص من الشائعات والفبركات والأجندة المرسومة لأغراض لا تريد الخير لشعوبنا ولا لأوطاننا”.

حصيلة قتلى القمع

ومن جانبها قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي الاثنين لدى افتتاح الدورة الثامنة عشرة لمجلس حقوق الإنسان إن حصيلة ضحايا قمع حركة الاحتجاج في سوريا بلغت 2600 قتيل.

وأعلنت بيلاي أثناء عرض وضع حقوق الإنسان في العالم لدى افتتاح دورة الخريف في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة “في ما يتعلق بسوريا، وبحسب مصادر موثوقة على الأرض، فإن عدد القتلى منذ بداية أعمال العنف في منتصف آذار/مارس بلغ الآن 2600 قتيل على الأقل”.

وكان مبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف زار دمشق نهاية الشهر الماضي لبحث الأزمة التي تمر بها سوريا حاليا.

من جانب آخر، رفضت دمشق طلبات للسماح بدخول مراقبي حقوق الإنسان إلى أراضيها وفق ما أعلنت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس.

وأشارت أموس إلى أن الهيئات الإقليمية مثل الجامعة العربية لها دور مهم في التوصل إلى حل سياسي طويل المدى للأزمة. وأضافت أن بعثة واحدة تابعة للأمم المتحدة دخلت سوريا الشهر الماضي لكنها كانت مقيدة الحركة, حيث كان معهم مرافقون في كل مرحلة، وبسبب الحشود الكبيرة لم يتمكنوا في كل مكان من الحديث مع الناس الذين أرادوا الحديث معهم.

من جهتها، أدانت الولايات المتحدة الأحد “مقتل” الناشط السوري غياث مطر الذي اعتقل في السادس من أيلول/سبتمبر وتوفي في الاعتقال إثر تعرضه للتعذيب كما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في بيان إن “الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الممكنة مقتل الناشط في مجال حقوق الإنسان غياث مطر خلال اعتقاله”.

ونقلت منظمة هيومن رايتس ووتش عن ناشطين قولهم إن جثة غياث مطر الذي كان أدى دورا رئيسيا في تنظيم التظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، تم تسليمها لعائلته السبت. ونقلت عن ناشطين أن الجثة كانت تحمل آثار تعذيب وجروحا في الصدر والوجه مؤكدين أنه “تعرض للتعذيب حتى الموت خلال اعتقاله”.

وكان مطر (26 عاما) اختفى في السادس من سبتمبر/ أيلول مع أحد أصدقائه يحيى الشربجي الذي نظم بدوره تجمعات سلمية ضد النظام، بعدما لاحقتهما قوات الأمن السورية فيما كانا يتنقلان في سيارة في حي صحناية في دمشق، وفق أحد المقربين من الشربجي.

ثم تلقت عائلة مطر اتصالا هاتفيا من ضابط أكد فيه اعتقال الشابين متوعدا بإيذائهما، وفق المنظمة.

وكان الشربجي مختبئا منذ 15 مارس/ آذار، وهو اليوم الذي صادرت فيه قوات الأمن بطاقة هويته والكاميرا التي يملكها وهاتفه النقال خلال اعتصام أمام وزارة الداخلية.

وكان رافق غياث مطر الى حي صحناية بعدما اتصل به شقيقه محمد قائلا إن قوات الأمن استهدفته بإطلاق الرصاص عليه. وقالت هيومن رايتس ووتش إن الناشطين والمقربين من الشربجي يعتقدون أن قوات الأمن أجبرت محمد الذي اختفى مذذاك، على الاتصال بشقيقه.

وبلغت حصيلة القتلى في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف آذار/مارس 2200 قتيل على الأقل وفق تقارير للأمم المتحدة.

3 من كبار مشايخ الطائفة العلوية بحمص: نظام الأسد يسعى للفتنة الطائفية

“بريئون من الأعمال الوحشية التي يقوم بها أعوان بشار من كل الطوائف”

دبي – العربية.نت

أصدر ثلاثة من كبار مشايخ الطائفة العلوية في مدينة حمص بياناً أعلنوا فيه براءتهم من “الأعمال الوحشية” التي يقوم بها النظام السوري بحق المحتجين، ومؤكدين في الوقت نفسه أن نظام الأسد لم ولن يمثل طائفتهم الشريفة في أي حال من الأحوال”.

وأوضح البيان الموقع بأسماء المشايخ: مهيب نيصافي، ياسين حسين، موسى منصور: “نعلن براءتنا من هذه الأعمال الوحشية التي يقوم بها بشار الأسد وأعوانه من الذين ينتمون إلى كل الطوائف – ونتحمل مسؤولية ما نقوله”.

ونفى البيان الذي تناقلته مواقع المعارضة السورية بكثافة وجود عمليات خطف وقتل بحق أبناء الطائفة العلوية في حمص، مشيرين في هذا السياق إلى أن “الأخبار التي تذاع يوميا عن عمليات خطف وقتل وتنكيل بأبناء الطائفة العلوية جميعها عارية عن الصحة، كالأصوات المنكرة التي لا هم لها إلا التفرقة, فأي إنسان يستطيع قتل أخيه بدم بارد؟ ونطمئن أهلنا بأننا أخذنا التطمينات من إخوة لنا من الطائفة السنيّة الكريمة، بأنهم يشجبون مثل هذه الأعمال؛ وأجابونا لو أننا القاتلون أنترك الجثث في أحيائنا تدل علينا، وأكدوا لنا بأنهم يعتزون بنا كإخوة لهم في الإسلام والوطن، وتفهمنا معا أن هذه الأعمال تخدم النظام وحده دون الشعب”.

ولفت المشايخ إلى أن النظام يريد التفرقة بين الشعب السوري، وخاصة بين هاتين الطائفتين الكريمتين، وكان حديثنا أخويا لم يعرف حدودا سوى الأخلاق والوئام، وبعدها رددنا بنفس التحية أو حتى أجمل منها، والله على ما نقول شهيد. فأبناء حمص عاشوا وسيعيشون سنّة وعلويين ومسيحيين مع بعضهم متحابين متآلفين”.

ودعا المشايخ الثلاثة أبناء الشعب السوري للانخراط في المظاهرات السلمية. معتبرين أنه “قد مر على هذه الثورة ما يقارب 6 أشهر، قتل فيها من قتل، وجرح فيها من جرح، وتبدو الأجواء مهيأة لانتصارها، فلم يبق طريق لحفظ النفس والعِرض سوى الالتحاق بالمظاهرات السلمية، التي ستشكل ضربة قاصمة لظهر النظام، فهذا النظام ورئيسه لن يبقيا على صدوركم إلى الأبد”.

سورية: عدد القتلى بلغ 2600 حسب الأمم المتحدة

قال مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نيفي بيلاي إن عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بلغ 2600 قتيل، استنادا الى “مصادر موثوقة على الأرض”.

وكان بيلاي يتحدث في افتتاح سلسلة اجتماعات لمجلس حقوق الإنسان في جنيف صباح الإثنين.

ذوكان المجلس قد عقد اجتماعا عاجلا الشهر الماضي لمناقشة الوضع في سورية، حيث صوت بالإجماع لصالح مطالبة السلطات السورية “بوقف ما وصفه “بقمعها الدموي للاحتجاجات”.

لكن بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد صرحت أن عدد القتلى بلغ 1400، منهم 700 من نشطاء المعارضة و 700 من رجال الشرطة.

من ناحية أخرى اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان نقلا عن ناشط في مدينة دير الزور “ان سيدة قتلت ظهر الاحد اثر اصابتها برصاص طائش اطلقه رجال الامن خلال ملاحقة مطلوبين للاجهزة الامنية في مدينة البوكمال” التي تقع على الحدود العراقية.

وافاد المرصد ان شابا في السابعة عشر من العمر توفي متاثرا بجروح اصيب بها يوم امس السبت اثر اطلاق قوات الامن السورية الرصاص الحي على مشيعي غياث مطر في داريا” الواقعة في ريف دمشق.

وقتل الناشط السوري غياث مطر الذي اعتقل في السادس من ايلول/سبتمبر خلال اعتقاله نتيجة تعرضه للتعذيب وفق ما نقلت منظمة هيومن رايتس ووتش السبت عن ناشطين.

كما نقل المرصد “ان الناشط الحقوقي نجاتي طيارة تعرض يوم الجمعة للضرب المبرح من اللجنة التي تحقق معه داخل احد سجون حمص” مشيرا الى انه ” في وضع صحي سيء جدا وقد تم نقله الى مقر احد فروع الامن في دمشق”.

وذكر المرصد ان طيارة البالغ من العمر 66 عاما “اعتقل في مدينة حمص يوم 12 ايار/مايو اثر تصريحات ادلى بها الى وسائل الاعلام وأحيل إلى القضاء بتهمة النيل من هيبة الدولة الى ان اخلي سبيله في 31 اب/اغسطس ليتم اعتقاله من على باب السجن من قبل المخابرات الجوية”.

من جهة اخرى اعلن المرصد ان اجمالي عدد الاشخاص الذين تم اعتقالهم منذ اندلاع المظاهرات المناهضة لحكم الرئيس بشار الاسد منذ نحو ستة اشهر قد وصل الى 70 الف شخص وما زال 15 الفا منهم قيد الاعتقال.

واصدرت الحكومة السورية قرارا حظرت بموجبه دخول الدراجات الالية الى مراكز المحافظات السورية لانها تستخدم في شن الهجمات على قوات الامن حسبما جاء في القرار.

وقالت وكالة انباء “سانا” الرسمية ان وزارة الداخلية قررت منع دخول الدراجات الالية بسبب “استخدامها من قبل المخربين في اعمال التخريب وكوسيلة لاطلاق النار على عناصر الجيش والامن”.

روسيا تعارض

من ناحية أخرى قال الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف الإثنين إنه لا يرى ضرورة لممارسة ضغوط إضافية على سورية، في إشارة إلى أن روسيا لن تدعم الجهود الرامية إلى استصدار قرار من الأمم المتحدة لفرض عقوبات على الرئيس السوري.

وقال مدفيديف في نهاية اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ” تخضع سورية لعقوبات متعددة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولا حاجة الآن لضغط إضافي”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

حقوقي سوري: لا بد للجيش السوري أن يحسم خياره في النهاية

تونس (12 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال حقوقي سوري معارض إن المعارضة السورية في الداخل والخارج لا تطالب بتدخل عسكري بل بأي شكل من أشكال حماية المدنيين، وأن الجيش الوطني السوري أصبح مطالبا اليوم بحسم خياره في النهاية لتجنيب البلاد سيناريوهات لا تحمد عقباها

وأعرب رئيس مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان رضوان زيادة في مقابلة في تونس مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء عن “الاعتقاد بأن الجيش الوطني السوري يجب أن يحسم خياره في النهاية، لأن استمرار عمليات القتل بهذا الشكل يفتح الباب إما لدخول سورية في حرب أهلية أو لتدخل عسكري أجنبي”، لذلك “ولحماية البلد من هذين الخيارين يجب على قوات الجيش القيام بخطوة لمنع عمليات القتل التي تجري باستمرار وإرغام بشار الأسد على الرحيل، وخلافا لذلك فستكون أمام البلاد خيارات لا تحمد عقباها” حسب تعبيره

وفي رده على سؤال حول خيارات الباقية لنظام الأسد وإمكانية تكرر السيناريو الليبي في سورية قال زيادة إن “هناك تخوف من دخول سورية في مرحلة من الثورة المسلحة والتدخل الأجنبي واستقدام قوات الناتو بسبب الاختلاف الاثني والعرقي والطائفي في البلاد”، لذلك “نحن نراهن على الوطنيين والشرفاء من الجيش وعلى العقلاء من داخل النظام من أجل منع دخول البلاد في سيناريو حرب قد تخسر فيه سورية و كل السوريين” وفق قوله

وبخصوص الدور التركي في حل أزمة بلاده قال زيادة “اعتقد انه ثمة رهان على دور تركي واضح وفاعل”، لذلك “هناك تنسيق عربي ودولي على مستوى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لاتخاذ مواقف أكثر وضوحا”، منوها بأن تركيا حسمت إلى الآن تقريبا خيارها حين أكدت أنه “لا يمكن للنظام السوري الاستمرار وأن المرحلة الانتقالية يجب أن تبدأ اليوم قبل الغد” وفق تعبيره

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد حذر منذ أيام بشار الأسد من أن حكمه قد ينتهي بشكل دائم إذا استمر في قمع الاحتجاجات، وأن ظلالا تخيم على شرعيته ونظامه، مضيفا في مقابلة متلفزة أن “من جاء بالدم لا يخرج إلا بالدم” وفق تأكيده

من جهة أخرى انتقد رضوان زيادة موقف جامعة الدول العربية من الأزمة في بلاده ووصف موقفها “بالغامض”، وقال إن “هناك دور رئيسي يفترض أن تقوم به الجامعة وموقفها الحالي يُعدّ غامضا على الرغم من مرور ستة أشهر على انطلاق الاحتجاجات وأعمال العنف في سورية، ولكنها اتخذت موقفا في الحالة الليبية خلال 11 يوما فقط” حسب قوله

وفي سياق متصل أكد زيادة أن المعارضة السورية لا تطالب بتدخل عسكري بل “بأي شكل من أشكال حماية المدنيين”، وأن “هناك خيارات محتملة لحمايتهم سواء عبر إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي ومنع تصدير الأسلحة وإحالة الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في بلاده إلى محكمة الجنايات الدولية

يذكر أن تقريرا مشتركا بعنوان “بشار الأسد: مجرم ضد الإنسانية” أعدته الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان ومقرها باريس بالتعاون مع مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان وقُدِّم في تونس يوم السبت الماضي، ذكر أن “أكثر من ثلاثة آلاف شخص أغلبيتهم من المدنيين، قتلوا في سوريا منذ انطلاق الاحتجاجات ضد نظام الأسد وحتى نهاية تموز /يوليو الماضي”، وأن “أكثر من 112 مدينة سورية تعرضت للقصف وسكانها للتعذيب والقتل العشوائي وهو ما وثقته المنظمات الحقوقية” حسب التقرير

سورية: تصعيد الحملة الأمنية وسط أنباء عن عودة جنرالات الحرس القديم للواجهة

روما (12 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب ناشطون ومعارضون سوريون عن قلقهم من تصعيد الحملة الأمنية التي يقوم بها الجيش السوري والقوات الأمنية على عدد من المدن والبلدات، وأشاروا إلى أن هذه الحملة زادت بشكل ملحوظ من عدد الضحايا والمعتقلين بين المحتجين والمتظاهرين

وقال ناشطون سوريون إن القوات السورية صعدت من عمليات المداهمة في أنحاء مختلفة من البلاد وخاصة في الوسط والجنوب، وأشاروا إلى تواجد غير مسبوق حول وداخل بعض المدن في هذه المناطق، واتهموا القوات الأمنية بالقيام بحملات اعتقال عشوائية بلغت حداً قياسياً خلال الأيام العشرة الأخيرة، ما دفع المتظاهرين لرفع شعارات يطالبون فيها بحماية دولية

وأكّد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن مدينة تلبيسة قُصفت ليل الأحد بأكثر من 32 قذيفة مدفعية، وأن مدينة الرستن تحولت “إلى ساحة معركة” وسمع السكان إطلاق نار من طرف الجيش وأكّدوا على سقوط ضحايا في المدينة، كما حوصر جبل الزاوية وأن عشرات المدرعات تحاصر الجبل من كافة الجهات تمهيداً لعملية كبيرة، كما سُمع إطلاق نار في بلدة (احسم) لساعات

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن انشقاق ثلاثة من أفراد الجيش تم في جبل الزاوية ونُشر مقطع مصور للمنشقين

وقال ناشطون إن قوات الأمن حاصرت مدينة البوكمال في دير الزور ولم يُسمح بالتنقل، كما حاصرت بلدات وقرى شرق درعا بما فيها الجيزة وبصرى الشام

كما أشارت التنسيقيات والناشطون إلى أن المداهمات تتم من بيت إلى بيت في عدة مدن سورية بهدف اعتقال الناشطين والمشاركين في التظاهرات، مشيرين إلى أن ذلك تم في دير الزور في الشرق وفي ريف درعا وفي محيط حماة

وقال ناشطون من درعا إن 250 شخصاً على الأقل تم اعتقالهم في قرى شرق درعا خلال الأيام الأربعة الماضية

ويأتي التصعيد في الحملة الأمنية مع أنباء يتم تداولها عبر منابر غير رسمية عن عودة جنرالات الحرس القديم في سورية إلى الواجهة، دون أن يكون بالإمكان التحقق من هذه المعلومات، فقد نشرت مواقع إلكترونية للمعارضة تأكيدها أن عدة ضباط متقاعدين كبار من الجيش السوري عادوا إلى القصر الجمهوري كمستشارين، ومن أبرزهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق العماد علي دوبا ومدير إدارة المخابرات الجوية الأسبق اللواء محمد الخولي، من أجل الاستفادة من خبرتهما لإنهاء الاحتجاجات التي تعم سورية منذ ستة أشهر

إلى ذلك شهدت أنحاء مختلفة من سورية مساء وليل الأحد عدداً كبيراً من التظاهرات رغم التواجد الأمني الكبير، وخرجت تظاهرات في معظم الأماكن التي تخرج بها التظاهرات كل يوم جمعة، بما فيها تظاهرات وسط العاصمة السورية دمشق في منطقة المزة ومنطقة الميدان

هيومان رايتس ووتش: قوات الأمن السورية أخرجت بالقوة 18 جريحا من مستشفى في حمص

أعدت المنظمة تقريرها بناء على شهادات مستقاة من شهود بمن فيهم أطباء

قالت منظمة هيومان رايتس ووتش الخميس في تقرير لها إن قوات الأمن السورية أخرجت بالقوة يوم الأربعاء الماضي 18 جريحا من مستشفى البر من ضمنهم 5 كانوا في غرفة العمليات في مدينة حمص.

وأعدت منظمة حقوق الإنسان الدولية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها تقريرها بناء على شهادات مستقاة من شهود بمن فيهم أطباء.

وأضافت المنظمة أن قوات السورية منعت العاملين الطبيين من الوصول إلى الجرحى في عدد من أحياء حمص يوم الأربعاء.

واستجوبت المنظمة طبيبين من مستشفى البر ومتطوعين في جمعية الهلال الأحمر.

وجاء في تقرير المنظمة “أن عليها ضمان وصول الجرحى من المحتجين إلى المستشفيات لتلقي العلاج بدون عرقلة.”

وقالت سارة ليا ويتسون، مديرة الشرق الأوسط في المنظمة، “” اختطاف الجرحى من غرفة العمليات عمل غير إنساني وغير قانوني فضلا عن أنه يهدد حياتهم.”

وأضافت قائلة “حرمان الناس من العناية الطبية الضرورية يسبب معاناة شديدة وربما يؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه.”

وبدأت قوات الأمن السورية حملة عسكرية واسعة النطاق في حمص في الساعات الأولى من يوم الأربعاء.وزود ناشطون منظمة هيومان رايتس ووتش بقائمة ضمت أسماء 23 شخصا قالوا إنهم قتلوا الأربعاء من قبل قوات الأمن.

وسمع أمس الخميس دوي إطلاق نار كثيف في أحد أحياء مدينة حمص السورية، في إطار حملة دهم واعتقال تشنها قوات الأمن السورية في المدينة، أسفرت عن اعتقال أكثر من مئة وخمسين شخصا.

وقال ناشطون حقوقيون إن حصيلة القتلى بسورية منذ مساء الأربعاء ارتفعت إلى أربعة وثلاثين قتيلا، معظمهم بحمص.

وقال ناشطان محليان للمنظمة إن مجموعة من الجنود انشقوا عن الجيش يوم 7 سبتمبر وانضموا إلى بعض السكان المحليين في التصدي لقوات الأمن الذين انتشروا بكثافة في المدينة.

وأحدث نقل الجرحى بالقوة حالة من الهلع داخل المستشفى وأجبر بعض العائلات على سحب المرضى خوفا من اعتقالهم من قبل قوات الأمن، حسب أحد الأطباء.

وقال متطوعون من الهلال الأحمر للمنظمة إن قوات الأمن منعتهم من الوصول إلى الجرحى.

وأضاف أحدهم أن مركز العمليات الذي يعملون فيه تلقى نداء في الساعة 7 صباحا مفاده أن 4 جرحى نقلوا إلى مستوصف في حي باب تدمر وكانوا في حاجة إلى نقلهم إلى المستشفى.

وعندما أرسل الهلال الأحمر سيارة إسعاف إلى المكان أوقفتها قوات الأمن على بعد 800 متر من المستوصف عند نقطة تفتيش وأمرتهم بإسعاف رجلي أمن أحدهما كان ميتا والآخر جريحا.

ورضخ المسعفون لطلب قوات الأمن ثم أرسل الهلال الأحمر سيارة إسعاف أخرى إلى المكان لكن رجال الأمن منعوها من الاقتراب من المستوصف.

وقال متطوع آخر إن ضابط أمن جاء إلى مركز العمليات صباحا وأخبرهم بأن لديه أوامر بإدارة المركز طيلة اليوم.

وأضاف المتطوع أن الضابط أعطاهم أوامر بإسعاف الجرحى من قوات الأمن وليس الجرحى من المحتجين المناوئين للحكومة وظل هناك حتى الساعة 2 مساء.

وقالت المنظمة “إن منع الجرحى من تلقي العلاج الطبي الضروري بغض النظر إن كانوا من المناوئين للحكومة أو من أنصارها يشكل انتهاكا لالتزام سورية باحترام وحماية الحق في الحياة والحق في الصحة”، مضيفة أن سورية مطالبة “بعدم تعريض أي كان للمعاملة غير الإنسانية.”

وكانت المنظمة وثقت حالات سابقة قامت فيها قوات الأمن بمنع المسعفين من الوصول إلى الجرحى، وإجبار العديد من الجرحى على تلقي العلاج في مستشفيات ميدانية مؤقتة أقيمت في المنازل أو المساجد.

وأنهى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جاكوب كيلين-بيرجر، زيارة لسورية يوم 5 سبتمبر بالتأكيد على “ضرورة السماح لمتطوعي الهلال الأحمر والعاملين الطبيين بالقيام بعملهم بكل أمان في إنقاذ حياة الآخرين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى