أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 01 أيلول 2014

 

 

«داعش» يلغي حدود سايكس – بيكو

لندن، واشنطن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

اتخذ تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) خطوة إضافية في إزالة الحدود السورية- العراقية بإعلانه «ولاية الفرات» على جانبي الحدود، المعروفة بموجب اتفاق سايكس- بيكو للعام 1916، في وقت اتهم أعضاء في الكونغرس الأميركي الرئيس باراك أوباما بأنه «حذر جداً» في التعامل مع التنظيم في سورية وسط أنباء عن أن البيت الأبيض سيُعلن في الأيام المقبلة استراتيجيته للتعامل مع «داعش» في سورية. وقُتل أكثر من 42 طفلاً في الأيام الثلاثة الماضية بغارات شنها طيران النظام.

 

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي سبق وأعلن الخلافة في حزيران (يونيو) الماضي، أعلن قيام «ولاية الفرات» في أراض تقع داخل سورية والعراق. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: «ضموا مدينة البوكمال السورية ومدينة القائم العراقية والقرى المجاورة لهما في ولاية واحدة أطلقوا عليها اسم ولاية الفرات».

 

وتقع مدينة البوكمال في سورية فيما تقع القائم على الجانب العراقي من الحدود.

 

وأضاف عبد الرحمن أن التنظيم «يريد أن يكسر الحدود التي رُسمت بموجب اتفاق سايكس- بيكو»، في إشارة إلى اتفاق بريطاني- فرنسي خَطَّ، في مطلع القرن الماضي بعد الحرب العالمية الثانية، الحدودَ بين الدول القائمة في منطقة الشرق الأوسط.

 

وهي المرة الأولى التي يعلن فيها التنظيم ولادة «ولاية» تمتد أراضيها داخل الأراضي السورية والعراقية على حد سواء، علماً بأنه سبق وسمى مدينة دير الزور بـ «ولاية الخير» و مدينة الرقة بـ «ولاية البركة».

 

وفي واشنطن، أعلن النائب الديموقراطي وعضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب دوتش روبرسبرغر أمس، أن الإدارة الأميركية قد تكشف «خلال الاسبوع المقبل» عن استراتيجيتها لمواجهة «داعش» في سورية، وقال: «أعتقد بانكم ستشاهدون انتقالاً إلى الأفعال الأسبوع المقبل»، مشدداً على ضرورة أن يكون التحرك بالتعاون مع حلفاء الولايات المتحدة مثل بريطانيا وأستراليا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول التي شاركت السبت في إلقاء مساعدات إنسانية بالمظلات على بلدة آمرلي في العراق.

 

ووجه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ انتقاداً لأوباما لتأخره باعتماد استراتيجية في سورية. وقال السيناتور ديان فينشتاين رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إن أوباما ربما يكون «حذراً جداً» في مقاربته لمحاربة «داعش».

 

إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه أسقط طائرة من دون طيار قدمت من سورية فوق الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان. وقال الجيش في بيان: «نجح سلاح الجو في اعتراض طائرة من دون طيار خرقت المجال الجوي الإسرائيلي على الحدود مع سورية قرب القنيطرة» في الجولان.

 

وكان عشرات الجنود الفيليبينيين العاملين ضمن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجولان، تمكنوا خلال «عملية هروب كبرى» من الإفلات ليل الأحد من حصار مسلحي المعارضة السورية الذين كانوا يطوقون مركزهم بآليات، في وقت أعلنت «جبهة النصرة» أمس تبنيها خطف 44 من القوات الدولية منذ يوم الخميس. لكن قائد الجيش في فيجي أمس قال إن المفاوضات من أجل الإفراج عنهم مستمرة، مبدياً قلقه من عدم ظهور أي مؤشرات عن المكان الذي يحتجز فيه جنوده.

 

وكشفت «النصرة» في القلمون عن أنها ستبدأ «خلال أيام» حملتها العسكرية لتحرير قرى منطقة القلمون شمال دمشق وقرب حدود لبنان، محذرة من أن أي مشاركة لـ «حزب الله» في القتال ضد الجبهة سيضطرها لـ «قتل الأسرى العسكريين اللبنانيين»، علماً بأنها كانت أطلقت بعضهم «عربون محبة» إلى السنة في لبنان.

 

وشن الطيران السوري أمس غارات على مناطق عدة في البلاد. وقال «المرصد»: «استشهد 5 أطفال جراء تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في بلدة سراقب في شمال غربي البلاد أمس، ليرتفع إلى 42 عدد الأطفال الذين تم توثيق استشهادهم نتيجة القصف الجوي من طائرات النظام الحربية والمروحية، منذ صباح (أول من) أمس، وحتى الساعة السابعة من مساء (أمس). وعدد الشهداء الأطفال مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، وأنباء وجود أطفال تحت أنقاض المناطق التي تعرضت للقصف».

 

معارك بين الجيش السوري وقوات معارضة في الجولان

عين زيفان (هضبة الجولان) – رويترز

في ظل المفاوضات المستمرة لإطلاق سراح المحتجزين من قوات حفظ السلام من فيجي الـ44 الذين تم احتجازهم في الجولان على يد معارضين سوريين، يرجح انهم من جبهة “النصرة”، قال مصور لوكالة “رويترز” ان قتالاً عنيفاً اندلع اليوم الاثنين بين قوات الجيش السوري وقوات معارضة في هضبة الجولان السورية.

 

ويقاتل مسلحو “النصرة” التابعة للقاعدة، قوات الجيش السوري في المنطقة وسيطروا على معبر القنيطرة الذي تديره الامم المتحدة.

 

وقال المصور انه يمكن سماع تبادل لاطلاق نيران الاسلحة الصغيرة وانفجار قذائف مورتر من الجانب الاسرائيلي للجبهة في الهضبة الاستراتيجية. وشاركت على الاقل دبابة واحدة من قوات الرئيس السوري بشار الاسد في القتال ويمكن مشاهدة مقاتلي “النصرة” على بعد امتار قليلة من السياج. وأمس الاحد قالت اسرائيل انها اسقطت طائرة بدون طيار انطلقت من سورية ودخلت الاجواء التي تسيطر عليها اسرائيل فوق الجولان. ولم تتضح على الفور الجهة التي أطلقت الطائرة او طبيعة المهمة التي كانت تقوم بها في منطقة أحيانا ما يمتد فيها القتال الناجم عن الحرب الأهلية في سورية إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل.

 

وذكر الجيش الاسرائيلي في بيان أن صاروخ باتريوت أسقط الطائرة قرب نقطة القنيطرة مع سورية.

 

البنتاغون: غارات جديدة على موقعين لـ”داعش

واشنطن – أ ف ب

شنت مقاتلات وقاذفات اميركية غارات جديدة ضد مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في العراق في موقعين احدهما قرب بلدة امرلي التركمانية الشيعية (160 كلم شمال بغداد) والثاني قرب سد الموصل، كما اعلن البنتاغون الاحد.

 

وقالت وزارة الدفاع الاميركية في بيان ان “اسفرت الغارة قرب امرلي عن إعطاب دبابة لتنظيم الدولة الاسلامية بينما اسفرت الغارة قرب سد الموصل عن تدمير عربة مصفحة. كل الطائرات غادرت منطقة الغارة بسلام”.

 

واضاف البيان ان مجموع الغارات التي شنتها الطائرات الاميركية في العراق منذ 8 آب (اغسطس) بلغ 120 غارة.

 

وتمكنت القوات العراقية الاحد من الدخول الى مدينة امرلي التركمانية وفك الحصار الذي يفرضه منذ اكثر من شهرين عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” على هذه البلدة التي قطعوا عنها الماء والغذاء.

 

وكان الجيش الاميركي اعلن السبت انه القى مساعدات انسانية على بلدة امرلي رافقها قصف طائراته لمواقع المسلحين المتشددين الذين كانوا يحاصرونها.

 

سجون النساء في الموصل لغز تحرسه زوجات أمراء «داعش»

السليمانية – خلود العامري

لا يُسمح لأحد بدخول سجون النساء في الموصل سوى المشرفات عليها من الشرطة الإسلامية النسوية اللواتي يدرنها بتوجيهات مباشرة من الأمراء، لكن النازحين الشباب من الموصل يتناقلون عنها حكايات كثيرة يصعب التحقق من معظمها.

 

فمنذ أن تم سبيّ أكثر من 1200 امرأة إيزيدية بعد حادثة جبل سنجار معظمهن من الشابات بدأ الموصليون يتناقلون الكثير من الحكايات عن تلك السجون وما تحويه من نساء بدءاً من الشابات الإيزديات اللواتي تم اعتقالهن في المكان وبيع بعضهن إلى تجار البشر وانتهاء بنساء أُخريات من الطائفة الشيعية أو سنيات متمردات على قوانين «داعش».

 

الشباب الذين نزحوا إلى السليمانية في الأسبوعين الماضيين بعد تشديد تنظيم «الدولة الإسلامية» إجراءاته ضد النساء وقيامه بعمليات تصفية ضد الشباب الذين كانوا يعملون مع الأجهزة الأمنية الحكومية في الجيش والشرطة على رغم خضوعهم لنظام التوبة يعرفون الأسباب التي تدفع التنظيم إلى إيداع النساء في تلك السجون لكنهم لا يعلمون ما يدور في داخلها سوى ما يرويه بعض الشباب المحليين العاملين مع «داعش» والذين تعمل زوجاتهم مع التنظيم النسوي لـ «داعش» الذي يدير شؤون السجون النسائية.

 

ويقول أحد الشباب النازحين إلى السليمانية إن زوجة جاره الداعشي تعمل مع التنظيم في أحد السجون وهي ترتدي النقاب أثناء العمل وتتعامل مع أمرأة أخرى أعلى منها رتبة.

 

ويضيف: «هناك امرأة تشرف على الشرطة النسائية تتصل بشكل مباشر بالأمراء من خلال الكتب الرسمية التي ينقلها إليها المراسلون، وجارتنا تعمل معها في السجن النسوي لكنها لا تحكي شيئاً عن السجينات وتصفهن بـ (الكافرات) اللواتي يجب أن تطبّق بحقهن أحكام الشريعة».

 

المتزوجات من الشابات اللواتي لم يضعن الخمار ضمن المهلة المحددة كنَّ من ضحايا «داعش» إذ تم اعتقال بعضهن ممن هزئن من «القانون» ورفضن تطبيقه كما تم اعتقال ازواج بعضهنَّ وإعدام أو حبس بعضهم.

 

ويروي فيصل سلطان إن أحد أقاربه مرّ أمام نقطة تفتيش في المدينة فطلب منه عناصر «داعش» أوراق سيارته والسبب إن زوجته لا تضع الخمار، فقام بتسليمهم الأوراق وغادر من فوره منزعجاً من سلوكهم وفي اليوم التالي أشترى خماراً لزوجته وذهب إلى المكان ذاته وقال لهم « هذا الخمار فاعطوني أوراق سيارتي» لكنهم اعتقلوه بحجة أنه لم يظهر الطاعة والاحترام لحظة حديثه معه في المرة السابقة وعاملهم باحتقار حينما انطلق مسرعاً بعد تسليمهم الأوراق.

 

الشاب تم اعتقاله مع عشرات الشباب الذين يتم اعتقالهم يومياً بحجج مختلفة. لكن الجديد في الأمر هو تصفية المعتقلين، إذ بدأ الطب العدلي في المدينة يتلقى الجثث بشكل يومي منذ قُتل أحد الــشباب رجماً بالحجارة قبل أكثر من اسبوع والإجهاز عليه لاحقاً بقطعة آجر كبيرة تزن (25 كيلوغراماً) من النــوع الذي يتم استخدامه في تشييد المنازل.

 

التعامل مع النساء في الموصل يتم بطريقتين، الأولى من خلال الشرطة النسائية التي تتألف من زوجات عناصر «داعش» في المدينة اللواتي ينتشرن في بعض الأسواق المحظورة على الرجال لمراقبة التزام النساء بالخمار ويقوم بعضهن بالإشراف على سجون النساء.

 

أما الطريقة الأخرى فهي زج عناصر من «داعش» في الأسواق العامة وهم يحملون عصياً طويلة يضربون بها المرأة غير الملتزمة الخمار.

 

أما سجون النساء في المدينة فستبقى لغزاً تدور حوله الكثير من الحكايات قبل أن تنكشف أسراره للناس ولو إن بعض المنظمات الحقوقية الدولية التي تراقب الوضع في المدينة تحاول معرفة ما يدور هناك بأسرع وقت ممكن.

 

واشنطن تتعجّل “الائتلاف الدولي” للعراق ومواجهة “داعش” سورياً دونها عقبات

جنيف – موسى عاصي

ترتفع في الأيام المقبلة وتيرة الحراك الاميركي من أجل انشاء ائتلاف دولي لمواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” المعروف بـ”داعش”، وقت تصاعدت التحذيرات الاقليمية من الخطر الذي يشكله التنظيم، إذ دعا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الجمعة الى ضرب المتطرفين “بالقوة وبالعقل وبالسرعة”، محذراً من انهم سيتمددون قريبا الى اوروبا والولايات المتحدة.

 

وتبدأ الديبلوماسية الاميركية بشخص وزير الخارجية جون كيري والى جانبه وزير الدفاع تشاك هيغل حراكا متعدد الاتجاه يبدأ مطلع الشهر الجاري في نيويورك، حيث تنتقل رئاسة مجلس الأمن الى الولايات المتحدة، وهناك ستطرح واشنطن أول اقتراح رسمي عن رؤيتها لتشكيل “الائتلاف الدولي” قبل أن يطير كيري وهيغل الى بريطانيا في نهاية هذا الاسبوع لمناقشة التحضيرات العسكرية في قمة حلف شمال الأطلسي المقررة في 5 ايلول و6 منه في ويلز ببريطانيا. وفي هذه القمة ينتظر أن تتخذ التحضيرات شكلاً عملياً كما قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ”النهار”، وبعد ذلك ينطلق الوزيران الاميركيان في جولة واسعة على دول الشرق الأوسط والخليج لحشد الدعم الاقليمي.

وتتوقع الاوساط الديبلوماسية الغربية أن تنتهي هذه الورشة من التحضيرات في غضون اسبوعين أو ثلاثة على أبعد تقدير. أما البدء بالتنفيذ العملاني فسينتظر قمة دولية علمت “النهار” أنها ستعقد في باريس فور اعلان رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي تأليف حكومة موسعة وشاملة لجميع الأطراف، “فالاميركيون يبحثون عن مشروعية عراقية شاملة وتغطية سنية على وجه الخصوص لأي تحرك عسكري ضد داعش، وهذه المشروعية تنتجها فقط حكومة عراقية للسنة فيها تمثيل أساسي وجدي”.

ويحاول الجانب الأميركي الحصول من قمة باريس المنتظرة على اجماع دولي يشبه الاجماع الذي حصل عليه الرئيس الاميركي سابقاً جورج بوش الأب في الحرب على العراق عام 1991 أثر احتلال العراق للكويت، لكنهم يفضلون هذه المرة استخدام مصطلح “ائتلاف دولي” بدل “تحالف دولي” (عام 1991)، على أساس “أن الائتلاف المنتظر لن يشارك جميع أعضائه في عمل عسكري بالضرورة، بل سيكون للبعض دور عسكري وللبعض الاخر دور لوجستي أو انساني أو من خلال الدعم المالي”، في حين لم يعد ثمة أي اعتراض من الدول الغربية على مشاركة ايران في هذا الائتلاف، “فهي تقوم بدور كبير في مساندة القوات العراقية في الحرب ضد داعش منذ أشهر طويلة والفرنسيون الذين كانوا يرفضون المنطق الاميركي القائل بضرورة التعاون مع ايران في العراق اقتنعوا اخيراً بهذا الواقع”.

 

داعش سوريا؟

وبينما تسير التحضيرات لمواجهة “داعش” في العراق مع بعض العقبات التي يمكن تجاوزها، لا يبدو الوضع على المستوى السوري بهذه السهولة. وعبّر بيان الاتحاد الاوروبي الذي صدر بعد القمة الرئاسية في بروكسيل مساء السبت الماضي عن صعوبة التوصل الى صيغة مماثلة للصيغة العراقية، اذ رأى أن “الحل الدائم للأزمة السورية يكمن في انتقال السلطة من النظام الحالي الى هيئة حكم انتقالية”، مما يعني أن الاوروبيين لا يضعون في حساباتهم أي تعاون مع النظام في سوريا لمواجهة “داعش”، ويعتقدون – بحسب أوساط فرنسية – أن مواجهة “داعش” في سوريا ممكنة من خلال تسليح وتقوية قوى “المعارضة المعتدلة” لتمكينها من مواجهة “داعش” والنظام على حدٍ سواء.

ويرى الفرنسيون أن النظام السوري هو من أوجد “داعش” ودفع في اتجاه تعاظم قوته، ويأخذون على الرئيس الاميركي باراك اوباما تراجعه عن تنفيذ التهديد بضرب النظام السوري قبل سنة على أثر استخدام المواد الكيميائية في الغوطة الشرقية لدمشق و”هذا ما أدى الى الحال التي نعيشها اليوم”. ويتقاطع الموقف الفرنسي مع مواقف أميركية لمعارضي الرئيس أوباما الذين يحملونه جزءاً كبيرا من المسؤولية لتراجعه عن ضرب النظام قبل سنة.

وتصطدم الرؤية الاوروبية، وفي مقدمها فرنسا، ببراغماتية أميركية، اذ كشفت أوساط فرنسية لـ”النهار” أن واشنطن مستعدة لتكرار التجربة التي خاضها الاميركيون مع الايرانيين في العراق قبل بضعة أشهر والتي قامت على اساس تبادل معلومات استخبارية بين الطرفين من دون أي تعاون بالمفهوم العسكري.

وفي ضوء الضبابية في الموقف من سبل التعامل مع النظام السوري، ترى الاوساط الديبلوماسية الغربية ان “الائتلاف الدولي” المزمع تشكيله قد يتجه في نهاية المطاف “الى تنظيم ضربة عسكرية لداعش العراق وتأجيل داعش السوري الى مرحلة لاحقة”.

 

الأوروبيون و«التحالف الدولي» ضد «داعش»:

«تحجيم» التكفيريين.. ولا إنقاذ للنظام السوري

وسيم ابراهيم

يكرس ألدّ خصوم النظام السوري نهجهم بأنّ بروز الخطر «الداعشي» لم ينحّ أولوية تغييره. يصرون على أنه لن يكون جزءًا من التحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي، ولن تعني محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ «داعش» التسليم ببقائه.

تلك الخلاصة أظهرتها بوضوح قمة زعماء الاتحاد الأوروبي، التي انعقدت في بروكسل أمس الأول. وقبل أن يجلسوا حول طاولة العشاء، لم يكن نص قرارات القمة يتضمن أي شيء مما سبق.

واطلعت «السفير» على مسودة البيان الختامي، وكان الحديث عن تهديد «داعش» في سياقه المعتاد. لم يتوقع كثيرون تغيّر تلك الصيغة، خصوصا لأن القمة كانت غارقة في مباحثات تعيين المناصب العليا في الاتحاد، وأيضا الحرب الأوكرانية الدائرة على حدود التكتل.

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كان مصمما على عدم ترك الكلام في العموم، وتحديدا بخصوص كل الأسئلة التي باتت تطرح عن موقع دمشق اليوم. فرنسا بدورها تنطلق من مقاربة متطابقة، رغم أن رئيسها فرنسوا هولاند كان ساهيا تماما حين وصوله، لدرجة قوله إن أزمة العراق «ليست على جدول أعمالنا».

سعي كاميرون، بدعم فرنسا، أثمر خروج القمة بقرار موحد يعتبر أن «عدم الاستقرار في سوريا، الناجم عن الحرب الوحشية لنظام (الرئيس بشار) الأسد ضد شعبه، سمح لداعش بالازدهار»، ما يعني أن «الحل الدائم يتطلب بشكل عاجل انتقالا سياسيا في سوريا».

وأرادت الدولتان، بالتطابق مع توجه واشنطن، من هذا الموقف التشديد على أن النظام السوري يمثل جزءا عضويا من خطر «داعش». وعلى هذا الأساس، تريد قاطرة التحرك الغربي تبيان أن هدف تغيير القيادة السورية لم تبدله التهيئة لتحالف دولي ـ إقليمي لحرب ضد «الدولة الإسلامية».

ويعود الأوروبيون في المقابل للتأكيد على دور الدول الإقليمية في التحالف. وذكر بيان القمة أن «الاتحاد الأوروبي يشدد على أهمية تحرك منسق لدول من المنطقة من أجل مواجهة هذه التهديدات» التي يمثلها «داعش».

وسألت «السفير» ديبلوماسيا أوروبيا، منخرطا في الملف، عن الهدف من تكرار هذا المطلب، فاعتبر أن تحرك دول المنطقة ليس كما ينبغي، لأن «عليهم أن يقفوا ويعلنوا بوضوح مواقفهم ووجهة تحركهم». ولم يخف أن الانخراط في التحرك العسكري، الذي تتصدره واشنطن، هو أحد أبعاد الدور المطلوب من هذه الدول «إضافة إلى تنسيق النهج السياسي والديبلوماسي».

المواقف الأوروبية كأنها تقول إن ما قبل «دولة داعش» ليس كما بعدها. كل الإشارات تحوم حول أن المنطقة باتت الهدف الأول للحرب على «الإرهاب».

وفي هذا السياق، من الجيد الاستماع إلى تقييم من عايش تطورات «الربيع العربي» منذ انطلاقه. رئيس الوزراء الفنلندي ألكسندر ستاب كان حينها وزيرا للخارجية. وقال، ردا على سؤال لـ«السفير» عن رأيه بما أصبحت عليه الحال الآن، «أعتقد أن الوضع في العراق في غاية الخطورة. تنظيم داعش في الأساس أسوأ من طالبان والقاعدة، ونحن بحاجة لأخذ هذا الوضع على محمل الجد».

ويضع الأوروبيون أنفسهم في صميم مواجهة هذا الواقع الجديد، مؤكدين تبعاته المباشرة عليهم. واعتبر بيان القمة الأوروبية أن «إنشاء خلافة إسلامية في العراق وسوريا، وما يصدره من تطرف، يمثل تهديدا مباشرا للأمن الأوروبي». ولذلك رحب التكتل بالتحرك العسكري «لواشنطن وشركائها»، وبالمبادرة الفرنسية لإقامة «مؤتمر دولي حول الأمن في العراق».

وبرغم التأكيد على جسامة التهديد، لكن الغاية المعلنة تقتصر على «تحجيم» تمدد هذا التنظيم، وليس الخلاص منه. لكن تحجيم «دولة داعش» لا يحل المشكلة، كما قال وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير قبل أيام: «سنقدم العون للقوات الكردية، لكن نحن بحاجة إلى حوار استراتيجي مع شركائنا الأوروبيين والغربيين لإيجاد حل دائم لهذا التهديد».

ومن ضمن طروحات الواقع الجديد وعي الأوروبيين بأن إقليم كردستان، خصوصا مع تقوية قدراته العسكرية، لن يتراجع عن مسعى الانفصال. ويقول سياسي أوروبي، منخرط في هذه النقاشات لـ «السفير»، إنه «ربما بات السؤال الآن ليس هل سيحدث ذلك بل بأي سرعة سيحدث؟».

وتبقى قضية «الجهاديين» الغربيين إحدى التبعات المباشرة لحرائق المنطقة على أوروبا. هذه القضية كانت أولوية كاميرون من القمة. بريطانيا أعلنت لتوها رفع مستوى التهديد الإرهابي إلى «خطير»، ما يعني أن اعتداءات إرهابية باتت مرجحة. هذه الهواجس انعكست في بيان الاتحاد الأوروبي، فدعا مسؤولي مكافحة الإرهاب في بروكسل إلى مراجعة فعالة لإستراتيجيتهم وتقديم مقترحات جديدة لتطويق خطر «الجهاديين».

 

داعش تنفذ الإعدام بحق ستة جنود عراقيين غربي كركوك

كركوك- (د ب أ): أفاد مصدر أمني عراقي الاثنين بأن عناصر الدولة الاسلامية ( داعش سابقا) قامت بإعدام ستة من عناصر الشرطة العراقية والصحوات في قضاء الحويجة غربي مدينة كركوك/ 250 كم شمال بغداد/.

 

وقال المصدر لوكالة الانباء الالمانية إن مسلحي الدولة الاسلامية اقدموا اليوم على إعدام ستة من عناصر الشرطة والصحوات في قضاء الحويجة رميا بالرصاص.

 

بريطانيا قد تحظر مؤقتا عودة المقاتلين الاسلاميين إلى أراضيها

لندن- (رويترز): ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) نقلا عن مصدر حكومي إن بريطانيا قد تحظر مؤقتا عودة الاسلاميين البريطانيين الذين يذهبون للقتال مع المتشددين في العراق وسوريا إلى البلاد.

 

وقال التقرير إن البريطانيين الذين يشتبه بمشاركتهم في الإرهاب سيسمح لهم بالاحتفاظ بجنسياتهم ولكن سيمنعون من دخول البلاد مرة آخرى لفترة من الوقت.

 

وقال المصدر الحكومي إن هذا الاقتراح واحد من بين عدة اقتراحات قيد الدراسة وإنه”يجري وضع اللمسات الأخيرة على حزمة (الاجراءات)” وسيعلنها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الإثنين.

 

وقال المصدر “سابقا كان نطاق سلطاتنا لمنع العودة إلى المملكة المتحدة لا يسرى إلا على الأجانب ومزدوجي الجنسية أو المتجنسين فقط.” وتبحث الحكومة أيضا سبل جعل سفر المقاتلين المحتملين إلى الخارج أصعب من خلال التيسير على الحكومة مصادرة جوازات سفرهم من خلال إضافة سلطات مصادرة مؤقتة على الحدود.

 

وقال كاميرون الأسبوع الماضي إنه سيكشف النقاب يوم الإثنين عن قوانين جديدة لجعل سفر البريطانيين إلى سوريا والعراق للقتال أصعب ولمعالجة التطرف بين مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 2.7 مليون نسمة.

 

اندلاع قتال بين الجيش السوري وقوات معارضة في الجولان

هضبة الجولان- (رويترز): قال مصور لرويترز إن قتالا عنيفا اندلع الاثنين بين قوات الجيش السوري وقوات معارضة في هضبة الجولان السورية.

 

ويقاتل مسلحو جبهة النصرة التابعة للقاعدة قوات الجيش السوري في المنطقة وسيطروا على معبر القنيطرة الذي تديره الامم المتحدة.

 

وقال المصور انه يمكن سماع تبادل لاطلاق نيران الاسلحة الصغيرة وانفجار قذائف مورتر من الجانب الاسرائيلي للجبهة في الهضبة الاستراتيجية.

 

وشاركت على الاقل دبابة واحدة من قوات الرئيس السوري بشار الاسد في القتال ويمكن مشاهدة مقاتلي جبهة النصرة على بعد امتار قليلة من السياج.

 

وأمس الاحد قالت اسرائيل انها اسقطت طائرة بدون طيار انطلقت من سوريا ودخلت الاجواء التي تسيطر عليها اسرائيل فوق الجولان.

 

ولم تتضح على الفور الجهة التي أطلقت الطائرة او طبيعة المهمة التي كانت تقوم بها في منطقة أحيانا ما يمتد فيها القتال الناجم عن الحرب الأهلية في سوريا إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل.

 

وذكر الجيش الاسرائيلي في بيان أن صاروخ باتريوت أسقط الطائرة قرب نقطة القنيطرة مع سوريا.

 

وتم احتجاز قوة من 44 فردا من قوات حفظ السلام من فيجي على الجانب السوري من مرتفعات الجولان على يد متشددين إسلاميين يوم الخميس. وقال قائد جيش فيجي أمس إن المفاوضات جارية للإفراج عنهم.

 

وقالت الأمم المتحدة والسلطات في مانيلا إن أكثر من 70 جنديا فلبينيا حاصرهم الإسلاميون في منطقة أخرى من الحدود هم الآن في أمان.

 

واحتلت إسرائيل الجولان في حرب عام 1967 وعززت دفاعاتها في المنطقة منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية قبل أكثر من ثلاثة أعوام.

 

إذا شارك حزب الله في معارك القلمون… وأهالي العسكريين يصعّدون تحركاتهم

«جبهة النصرة» تفرج عن 5 عسكريين سنّة وتهدّد بقتل الأسرى الشيعة

بيروت ـ «القدس العربي» ـ من سعد الياس: اعلنت «جبهة النصرة» في القلمون «ان حملتنا العسكرية لتحرير قرى القلمون ستبدأ خلال أيام».

ونقلت عنها وكالة «الأناضول» التركية قولها «أي مشاركة لـ «حزب الله» في المعارك ضدنا خلال تحرير القلمون سيضطرنا لقتل الأسرى الشيعة لدينا». وتوجهت جبهة النصرة الى اهل السنّة بالقول «لقد قمنا بإطلاق سراح أبنائكم كعربون محبة لكم فأنتم أهلنا وأنتم منا ونحن منكم».

ولمسيحيي لبنان قالت «لقد حرم التيار الوطني الحر بأفعاله اﻷخيرة عدداً من أبنائكم بأن يعودوا من اﻷسر فالزموا الحياد».

وجاء بيان «جبهة النصرة» بعد اعلانها مساء السبت الافراج عن 5 عسكريين لبنانيين سنّة كانوا أسرى لديها وقد وصلوا الى عرسال، موضحةّ أنّ العسكريين المحررين هم أحمد غيه، إبراهيم شعبان، صالح البرادعي، محمد القادري ووائل درويش. ثم ما لبثت أن أفادت الأنباء الواردة من عرسال أنّ العسكريين المحرّرين باتوا بالفعل في البلدة تمهيداً لتسليمهم إلى الأجهزة الأمنية، وأعلن الشيخ مصطفى الحجيري أنّ المحررين، وهم 4 عسكريين في الجيش وعنصر من قوى الأمن الداخلي، أصبحوا بأمان في عرسال وسيتم تسليمهم إلى الأجهزة الأمنية المختصة، مؤكداً أنّ «الافراج عنهم جرى من دون أي مقابل.

وبينما تواترت معلومات إعلامية تشير إلى اتجاه «جبهة النصرة» نحو إطلاق 5 عسكريين مسيحيين آخرين محتجزين لديها، الا ان قيادياً في الجبهة قال «لن نطلق سراح العسكريين المسيحيين ما لم يتبرأ اهلهم من حزب الله ويعتذروا عن حرق راية التوحيد في الاشرفية».

وقد اعلن «ابو طاقية» لدى تسلمه العسكريين «ان الجنود المفرج عنهم كانوا خارج اي مفاوضات ولم نكن نعلم انهم موجودون لدى النصرة»، اضاف «لم اكن اعلم بوجود هؤلاء العناصر لدى النصرة وقد تفاجأت بوجودهم»، واكد «ان المطلب الاساسي للإفراج عن باقي العسكريين هو انسحاب حزب الله من سوريا».

وكان أحد مسؤولي «داعش» مارس مجدداً الضغط عبر شريط مصوّر بثه «تنظيم الدولة الاسلامية للجندي علي الحاج حسن وهو يناشد اهله الضغط على السلطات لإطلاق سراح مساجين رومية لانه ورفاقه مهددون بـ «الذبح خلال 3 أيام اذا لم تلبِ الدولة هذا الطلب».

وبإفراج «جبهة النصرة» عن العسكريين الخمسة، يكون عدد الأسرى المتبقي لدى هذا التنظيم 13 عنصراً من قوىالامن الداخلي احتجزهم في بداية معركة عرسال.أما «داعش» فكانت تأسر 11 عسكرياً، ومع خبر مقتل الجندي علي السيد الذي لم تؤكده المؤسسة العسكرية بعد، يكون عدد الأسرى لدى هذا التنظيم 10.

وغرّد ابو مصعب حفيد البغدادي من تنظيم الدولة الاسلامية قائلاً «قرروا انتم يا حكومة لبنان.. اسرانا او اسراكم «، مضيفاً «الدولة الإسلامية ستنحر جنودكم ان اعرضتم عن مطالبها «.

وتابع «سيتم ذبح اسرى جيش لبنان على يد الدولة الإسلامية ان تم الاعراض عن مطالبها فقرروا انتم اسرانا او اسراكم. بسكاكين زرقاوية اتينا ايتها الدولة اللبنانية فقرروا اسرانا او اسراكم».

وكان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام قد كشف أمام وفد أهالي العسكريين، الذي زاره برفقة فعاليات نيابية وروحية وبلدية من عكار، أنّ الحكومة شكّلت خلية أزمة وزارية برئاسته وعضوية وزراء الدفاع والخارجية والداخلية والعدل، مؤكداً «أنّ هذه الخلية تعمل بعيداً عن الاضواء على متابعة ملف العسكريين المحتجزين، وتُجري اتصالات مع كل من يستطيع أن يساعد داخلياً وخارجياً لإيجاد حل لهذه المأساة».

وبعد أن استمع في حضور وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى هواجس أهالي العسكريين، طمأنهم سلام بالقول: «أولادكم أولادنا وأولاد الدولة. لن نفرّط بهم، ولن نتوقف لحظة واحدة عن السعي إلى تحريرهم، ولن نتوقف عما باشرناه في البحث عن كل المخارج الممكنة لهذا الموضوع»، داعياً في المقابل « إلى التزام الصبر والحكمة»، وأضاف «الموضوع شائك ومعركتنا مع الارهاب طويلة، وكل ما أستطيع أن أعد به هو أننا لن نتخلى عن مسؤولياتنا لحظة واحدة»، مشدداً في الوقت ذاته على أنّ «أي انتقاد للجيش في هذه المرحلة الحساسة، لن يكون في محله».

من جهته، رأى وزير الداخلية نهاد المشنوق «أن الخاطفين يعرّضون مليوناً ونصف مليون سوري في لبنان للخطر بسبب تصرفاتهم وتهديداتهم»، مؤكداً «أن الوزارة لن تبقى من المتفرجين على تعرض أي عسكري أو مواطن لبناني للقتل والذبح».

وكان اهالي العسكريين المخطوفين واصلوا تصعيدهم وقطعوا عدداً من الطرقات في عكار وطرابلس وبعلبك واللبوة احتجاجاً على عدم تحرك الحكومة بشكل جدي ، ولم يمانع اهالي العسكريين من اطلاق سراح موقوفين اسلاميين في سجن رومية.

وعلّق النائب انطوان زهرا على اشتراط انسحاب حزب الله من سوريا للافراج عن عناصر الجيش بالقول «لا شك ان موضوع انسحاب حزب الله من سوريا هو موضوع لبناني بامتياز، ولكن ليس بخطف عسكريين من الجيش اللبناني نضغط على حزب الله، فالجيش لا يستعمل ورقة بوجه طرف في البلد على الرغم من ان مطلبنا هو خروج حزب الله من سوريا كما واننا نعلم ان وجود الحزب على الأرض السورية يؤثر سلباً على لبنان».

 

تأثيرات «الدولة الاسلامية» تصل إلى واشنطن وطهران

امريكيون يستغيثون بـ«داعش»… والتنظيم يشتبك مع الحرس الثوري الايراني

نيويورك ـ طهران ـ «القدس العربي»: من رائد صالحة: من الواضح أن الهوس بتنظيم «الدولة الاسلامية» لم يقتصر على دولتي العراق وسوريا ولا على منطقتي الشرق الاوسط الاوسط وشمال افريقيا، بل اخذ في التمدد حيث وصلت «فتوحات الدولة» الى الولايات المتحدة الامريكية وايران.

ويواجه سائق كان يلوح بعلم تنظيم «الدولة الاسلامية» من سيارته في شوارع مدينة شيكاغو الامريكية عدة تهم من بينها تهديد الشرطة بقنبلة اثناء توقيفهم له على الجانب الغربي من المدينة، فيما شارك مواطنون امريكيون بتعليقات متعاطفة مع شريط فيديو دعائي لتنظيم «الدولة الاسلامية».

وفي ايران اشارت وكالة «كوردبا» الإيرانية الكردية، إلى حدوث اشتباكات بين قوات من الحرس الثوري وتنظيم «داعش» السبت، مشيرة إلى أن مسلحي «داعش» حاولوا اقتحام قرية مافانا.

ونقلت الوكالة عن شهود من المنطقة أن الاختراق الذي قام به عناصر التنظيم تم مساء السبت، حينما اقتحم شخصان يرتديان زياً أسود اللون القرية التي تلقت تعزيزات.

ودخلت قوات الحرس الثوري الإيراني في اشتباكات مسلحة مع تنظيم الدولة الإسلامية، حيث تم القبض على ثلاثة منهم في منطقة أرومية، وفقاً للوكالة ذاتها.

الا ان نائب قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري، نفى اقتراب عناصر مسلحي الدولة الإسلامية «داعش» من الاراضي الايرانية وحدوث مواجهات معها في مدينة ارومية التابعة لمحافظة اذربيان في شمال غرب إيران ذات الغالبية الكردية.

وقال حيدري في تصريحات نشرتها مواقع إخبارية إيرانية إن «تنظيم داعش الإرهابي لا يشكل خطراً للحد الذي يدفع لوضع القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهب».

بدوره، قلل النائب عن محافظة ارومية نادر قاضي بور، من قدرة مسلحي داعش لتوجيه ضربة إلى إيران، وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الطلابية «إيسنا»، «داعش ليس لديها الجرأة لمواجهة القوات الإيرانية وإذا حاولوا اختراق مدينة ارومية فإن أهالي المدينة سيلقنون داعش درساً.

وشارك مواطنون امريكيون بتعليقات متعاطفة مع شريط فيديو دعائي لتنظيم «الدولة الاسلامية» تحت عنوان «بليون مسلم لدعم داعش». وهو مقطع فيديو يجمع رسائل الدعم من الناس في جميع انحاء العالم بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واسبانيا واستراليا والدول العربية. وقد ظهرت صور لعدة امريكان من اصل افريقي مع ملصقات مختلطة بالعربية والانكليزية تقول نحن ندعم «داعش» وخاصة من ولاية كارولينا الشمالية. كما ابرزت وسائل الاعلام مؤخرا صورا لعدد من المتظاهرين في مدينة «فيرغسون» في ولاية ميزوري التى شهدت اضطرابات على خلفية مقتل مراهق اسود من قبل الشرطة وهم يرفعون اعلام «داعش» ولافتات تقول «داعش ..انقذونا».

 

كيسنجر في كتاب جديد: دعم قوى الإسلام المتطرف في الخارج لا يحصنك من خطرهم وهذا هو خطأ السعوديين الفادح… في سوريا تداخلت الأجندة الإقليمية والطائفية وتضاربت مصالح الدول الكبرى

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: تعبر آراء وزير الخارجية الأمريكي الاسبق هنري كيسنجر في كتابه الجديد «النظام العالمي: تأملات في شخصية الأمم ومسار التاريخ» عن مخاوف من الفوضى التي تشهدها الدول العربية والعالم الإسلامي على استقرار العالم وأمنه.

ويعتقد ان هذا الخطر ناشئ عن انهيار الدولة التي لم تعد قادرة على فرض هيبتها على أراضيها وظهور القوى ـ غير الدولة التي تقوم بفرض هيمنتها وسلطتها على مناطق سيادتها.

ويرى كيسنجر ان خريطة الجهاديين والتشرذم تمتد على مساحات كبيرة من العالم الإسلامي، من العراق وسوريا إلى أفغانستان واليمن والصومال ومالي.

 

من البنا لسيد قطب

 

ويحلل كيسنجر في مقتطفات من كتابه نشرتها صحيفة «صنداي تايمز» هنا ما جرى للنظام العالمي والتحولات على صعيد فكر الحركة الإسلامية.

وكيف تحولت أفكار مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا الداعية لنموذج عالمي بديل – إسلامي إلى رؤية داعية لضرب العالم والتطرف في فكر الإسلاميين الذين جاءوا من بعده، خاصة سيد قطب.

ويشير لكلمة ألقاها البنا عام 1947 وتحدث فيها عن انهيار النظام العالمي (الغربي) الأخلاقي رغم انجازه العلمي والتكنولوجي. ويقول كيسنجر ان طبيعة النظام الغربي الذي أشار إليه البنا لم تكن موجودة وما كان بالفعل قائما هو النظام «الويستفلي» الذي فقد سلطته وشرعيته، وهونظام قائم منذ 400 عام ونتج عن مؤتمر سلام عقد في مقاطعة ويستفيليا الألمانية بعد قرن من الحروب والنزاعات الدينية حيث اتفقت الدول المستقلة تجنب التدخل في شؤون بعضها البعض الداخلية والحد من طموحات بعضها الخارجية من خلال بناء ميزان للقوى.

وقد انتشرت هذه الصيغة فيما بعد لتصبح نظاما عالميا نظرا لان الغرب المتقدم والتوسعي نقلها لدول وحضارات أخرى. ويفهم من كلام البنا انه كان يعني هذا النظام ويقترح بديلا عنه، أي نظام إسلامي جديد، يقوم على العودة للنبع القرآني الحقيقي وبناء المجتمع عليه حيث سينشأ من خلاله مجتمع الأمة الإسلامية.

ويقوم نموذج البنا على ولاء المسلم لدينه واحترام غير المسلمين طالما احترموا الحركة بحسب البنا. ووعد حركة الإخوان بتحقيق المساواة وتوفير الحماية لهم. لم يتح للبنا الوقت ليطور أفكاره فقد اغتيل عام 1949 ومن جاء من بعده من مفكري الحركة الإسلامية مالوا نحو مبدأ يرفض النظام العلماني العالمي والتعددية، وهذا ما ظهر في فكر سيد قطب الذي وضحه عام 1964 من رفض العبودية للإنسان وأعلن الحرب على النظام العالمي القائم واصبح كتابه نصا مؤسسا للإسلامية في العصر الحديث.

ويعتقد كيسنجر ان مشروع قطب المثالي لم يحظ بالإهتمام الجاد نظرا لان تطبيقه كان يحتاج للوسائل المتطرفة. ولكن نموذج قطب الذي اجتمعت حوله مجموعة من الأتباع أصبح يعني لهم الحقيقة.

وتحولت أفكار سيد قطب للصرخة التي هتف بها الجهاديون والراديكاليون في الشرق الأوسط وأبعد منه ورددتها القاعدة وحماس وحزب الله وطالبان ونظام الثورة الإسلامية في إيران وحزب التحرير وبوكو حرام النيجيرية وجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام. وفي قلب رؤية قطب كما يرى كيسنجر المبدأ «الطهوري» وليس الداعي للاستقرار. ومن هنا فمن أجل تطبيق هذه الرؤية من الفكرة «الإسلامية»، فلا يمكن للدولة ان تكون نقطة الانطلاق للنظام العالمي لان الدولة علمانية وليست شرعية.

وفي إطار كهذا لن يكون هناك مكان لاحترام مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى لان الولاءات القومية تعتبر ضلالا عن الطريق القويم ولان الجهاديين يدفعهم حس مهمة تغيير العالم الكافر. هذا هو حال الإسلامية في نسختها المتطرفة التي ستكون المستفيدة من الربيع العربي.

 

سقوط الديمقراطية

 

وفي هذا السياق يقول كيسنجر ان الربيع العربي الذي بدأ نهاية عام 2010 وجاء محملا بأمل نهاية الاستبداد والقوى الجهادية تراجع لان الجيل الذي قاده لم تكن لديه الوسائل والقاعدة.

فقد بدأ الربيع العربي كانتفاضة جيل جديد يدعو لليبرالية الديمقراطية وهي مطالب سرعان ما سحقت، لان القوى المتجذرة في الجيش والمتدينة في الأرياف أثبتت انها قوية وأكثر تنظيما من العناصر المنتمية للطبقة الوسطى والتي كانت تتظاهر مطالبة بالديمقراطية في ساحة التحرير.

وبعودة الجيش المصري للسلطة وعسكرة الثورة السورية وجدت الولايات المتحدة نفسها تناقش من جديد العلاقة بين مصالحها وموقفها من نشر الديمقراطية.

 

الثورة السورية

 

في البداية بدت الانتفاضة السورية وكأنها إعادة لفيلم الثورة في مصر. لكنها لم تكن كذلك. فتشديد الولايات المتحدة على حل المشكلة سياسيا وضرورة تشكيل حكومة إئتلافية من دون بشار الأسد قرن بعرقلات في مجلس الأمن ورفض الدول الدائمة العضوية دعم أي خطوات للعمل العسكري أو إجراءات أخرى، فيما ظهر ان قلة من القوى المعارضة في داخل سوريا يمكن وصفها بالديمقراطية علاوة على كونها معتدلة. وهو ما كان نذير شؤوم فقد انحرف النزاع في سوريا عن هدفه الأول وهو تنحية الأسد.

وتعامل اللاعبون الرئيسيون، السوريون والإقليميون مع النزاع باعتباره وسيلة لتحقيق النصر لا الديمقراطية. فقد كانت الديمقراطية تعني لهم شيئا طالما كانت ستقود لفوز الفريق الذي يدعمونه. وإزاء حالة كهذه لم يهتم اللاعبون كثيرا إلا بتحقيق مأربهم دون اهتمامة بتأثيرها على المصالح الجيوستراتيجية والجيودينية.

وهنا يقترب كيسنجر أكثر لطبيعة النزاع في سوريا الذي لم يعد بين ديكتاتور وقوى تدعو للديمقراطية بل تحول لنزاع بين طوائف متنافسة تقف وراء كل واحدة منها قوة إقليمية وتسعى كل واحدة منها على الفوز بما تبقى من سوريا الطبيعية.

وفي وضع كهذا تنافست القوى الإقليمية على إرسال الأسلحة والأموال والدعم اللوجيستي للجماعات التي تفضلها، فقد دعمت السعودية ودول الخليح الجماعات السنية، فيما قدمت إيران الدعم للأسد من خلال حزب الله.

وعندما لم يستطع أي طرف هزيمة الآخر ودخلت الحرب حالة الانسداد بدأت الكفة تميل لصالح المتشددين، ونتج عن هذا إعادة رسم صورة وخريطة سوريا، فقام الأكراد السوريون بانشاء منطقة حكم ذاتي خاصة بهم على طول الحدود التركية والتي قد تندمج مع مرور الوقت مع حكومة إقليم كردستان في شمال العراق.

وترددت الأقليات الدرزية والمسيحية الخائفة من دعم تغيير النظام. ويقوم التنظيم الجهادي داعش ببناء خلافة في المناطق التي سيطر عليها في كل من سوريا وغرب العراق، حيث أثبتت كل من بغداد ودمشق عجزا في فرض هيبة الدولة.

 

مصالح إقليمية

 

يرى كيسنجر ان تردد الولايات المتحدة بالتدخل وحرف ميزان الحرب ربما فسر كمحاولة للتوصل لصفقة مع إيران بشان ملفها النووي، أو لان أمريكا لم تعد تهتم بالشرق الأوسط. لكنه يرى ان جهود الولايات المتحدة لقيت عرقلة من الدول التي تملك حق الفيتو مثل الصين وروسيا اللتين تعاملتا مع الانتفاضات في تونس وليبيا ومصر والبحرين وسوريا من خلا منظور الاستقرار الإقليمي الخاص بهما والأخطار التي ترى ناجمة من المناطق المضطربة التي يعيش فيها المسلمون.

فتحقيق الجهاديين انتصارا على نظام الأسد سيشجع النزعات الانفصالية الإسلامية لديها. وبالمحصلة يقول كيسنجر ان انهيار الإجماع الدولي والتدخل الإقليمي والذي رفق بانقسام المعارضة إلى أكبر كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين وانتقلت لتؤثر على المنطقة كلها.

 

هل كان يمكن منعها؟

 

يرى وزير الخارجية الاسبق ان منع الكارثة من الوقوع في سوريا كانت ممكنة لو توفر نظام أمني إقليمي أو دولي فاعل، لكن قلق كل دولة حول مصلحتها القومية كان سببا في هذا الثمن الباهظ الذي دفع في سوريا.

وفي المقابل كان التدخل العسكري الخارجي كفيلا بمنع التدخلات الخارجية والتنافس الإقليمي، ولكن حلا كهذا كان بحاجة لبقاء دائم للقوات العسكرية. وفي ضوء ما جرى في من تدخل في العراق وأفغانستان، فلم يكن هذا الخيار قابلا للتطبيق.

 

اجماع سياسي

 

ويعتقد كيسنجر ان إجماعا سياسيا في العراق كان كفيلا أيضا بوقف النزاع على الحدود السورية، لكن النزعة الطائفية لحكومة بغداد منعت تحقيق هذا.

وكبديل عن هذا كان يمكن للمجتمع الدولي فرض حظر لتصدير الأسلحة على سوريا والجماعات الجهادية المتطرفة، ولم يكن هذا ممكنا بسبب تضارب أهداف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن. كل هذا فتح الباب أمام القوى المتنافسة لمواصلة اللعبة على الأرض السورية.

 

السعودية

 

وفي هذا السياق يتحدث كيسنجرعن العلاقة بين السعودية والديمقراطيات الغربية. فرغم التناقض في النظم والمفاهيم لعبت السعودية دورا في كل مغامرة قام بها الغرب في المنطقة، علنا أو من وراء ستار منذ الحرب العالمية الثانية، أي منذ ان تحالفت المملكة مع الغرب. ورغم التعاون بين النظامين الديمقراطي والثيوقراطي السعودي ضمن النظام الويستفيلي إلا ان قادة المملكة حسب الوزير السابق ارتكبوا خطأ استراتيجيا فادحا في الفترة من ما بين ستينات القرن الماضي وحتى عام 2003 عندما اعتقدوا انهم يستطيعون مواصلة دعم الإسلام الراديكالي والحركات الإسلامية في الخارج بدون ان تصل آثارها للداخل. وثبت خطأ هذا عندما بدأ تنظيم القاعدة حملته في داخل السعودية، وظهر بالتالي القصور القاتل لسياسة السعودية. وبظهور الحركات الجهادية في سوريا والعراق فقد تم فحص هذه الإستراتيجة مرة ثانية.

ويحذر من أي اضطرابات في السعودية ستترك أثرها البالغ على الإقتصاد العالمي وعلى العالم الإسلامي والسلام العالمي. فكما أظهرت الثورات في العالم العربي فلا يمكن للولايات المتحدة افتراض ان المعارضة الديمقراطية تنتظر لحكم السعودية بناء على مبادئ قريبة من الأنظمة الغربية.

 

منظمات فاعلة

 

وفي هذا المقام فالتفكك الذي أصاب كلا من العراق وسوريا اللتين كانت قاعدة القومية العربية يعني انهما لن يكونا قادرين على توحيد نفسيهما كدول ذات سيادة من جديد.

فتفكك الدولة إلى وحدات طائفية وقبلية يتجاوز بعضها الحدود الوطنية وتعيش حالة من النزاع العنيف فيما بينها وتتلاعب فيها قوى وفصائل من الخارج، ولا تحترم قواعد عامة غير استخدام القوة مظهر لهذا الوضع. ويعني عجزا للدولة التي شهدت مرحلة تغيير أو ثورة على السيطرة على مناطقها وأراضيها، مما يعني ظهور الكيانات غير- الدول مثل حزب الله والقاعدة وطالبان والدولة الإسلامية كقوى فاعلة بعيدا عن سلطة الحكومة المركزية. حدث هذا في العراق وليبيا وإلى حد كبير وخطير في الباكستان. ويرى كيسنجر ان الأوضاع مرتبطة بالتدخلات الخارجية التي عملت على التغيير ولم تنجح في تحقيق المراد. ففي العراق لم يؤد حل نظام صدام حسين إلى ديمقراطية بل إلى انتقام، حيث عمل كل فصيل بتعزيز سلطته ضد الفصيل الآخر.

وفي ليبيا أدت الإطاحة بنظام معمر القذافي لمحو أي مظهر من مظاهر الحكم الوطني. وقامت الجماعات والقبائل بتسليح نفسها من أجل تحقيق الحكم الذاتي أو التسيد عبر الميليشيات المستقلة. ففي الوقت الذي حصلت فيه حكومة مؤقتة في طرابلس على اعتراف دولي إلا انها لم تكن قادرة على فرض سيادة خارج العاصمة. وانتشرت الجماعات المتطرفة، مما أدى لاندلاع الجهاد في الدول الجارة مستخدمة السلاح الذي نهبته من ترسانة القذافي.

ويقول كيسنجر، عندما لا تكون سلطة الدولة مفروضة على كل البلاد يتفكك معها النظام الإقليمي والدولي، وتصبح الخريطة معلمة بمناطق خارجة عن القانون والنظام.

ومن هنا فانهيار الدولة قد يؤدي لتحويل أراضيها لقاعدة للإرهاب وتهريب السلاح والحقد الطائفي ضد الجيران. ويشير إلى ان المحاور التي أصبحت خارجة عن سيطرة الدولة أو الجهادية تمتد على مساحة العلم الإسلامي من ليبيا لمصر واليمن وغزة وأفغانستان وسوريا والعراق ونيجيريا ومالي والسودان والصومال.

في ظل هذا الفراغ يقول كيسنجر ان الشرق الأوسط يعيش نزاعا يشبه ما واجهته أوروبا في القرن السابع عشر من حروب دينية.

وفي هذه الصراعات يعزز النزاع المحلي الدولي، وتتداخل في هذه النزاعات القبلية والسياسية والقبلية والمناطقية والأيديولوجية والتقليدية الوطنية المصالح. وفيها تتم عسكرة الدين لخدمة المصالح الجيوسياسية، ويتم تعليم المدنيين للقتل والإبادة بناء على هويتهم الطائفية.

ومن هنا فالنزاعات التي تتكشف اليوم هي دينية وجيوسياسية. وفيها كتلة سنية مكونة من السعودية ودول الخليج وإلى حد ما مصر وتركيا في مواجهة مع إيران الشيعية التي تدعم الأسد في سوريا وبغداد وعددا من الجماعات الشيعية وحزب الله في لبنان وحماس في غزة. وتدعم الكتلة السنية الانتفاضة في سوريا ضد الأسد وفي العراق ضد بغداد.

وفيما تقوم إيران الطامحة لتوسيع نفوذها في المنطقة باستخدام كيانات غير دول مرتبطة بإيران وأيديولوجيتها حتى تؤثر على شرعية منافسيها. وفي هذه المعركة يحاول المشاركون في الحرب البحث عن دعم من الخارج مثل روسيا والولايات المتحدة.

 

أهداف استراتيجية

 

ويرى ان أهداف روسيا في دعمها للنظام تظل استراتيجية، ففي الحد الأدنى هي من أجل منع تحول انتقال الجماعات الجهادية في كل من العراق وسوريا للوصول إلى مناطقها المسلمة، وعلى قاعدة أوسع تطمح روسيا لتعزيز موقعها الدولة فيما يتعلق بالمنافسة مع الولايات المتحدة.

في المقابل فمعضلة الولايات المتحدة تنبع من شجبها للأسد- وهي محقة- على قاعدة أخلاقية لكنها بحاجة لشجب أعدائه من القاعدة وغيرها التي تعارضها بناء على مصالح استراتيجية.

ويعتقد كيسنجر انه في عصر الإرهاب الانتحاري وانتشار أسلحة الدمار الشامل فأي تحول نحو المواجهة الطائفية الإقليمية يجب التعامل معها كتهديد للاستقرار العالمي تدعو لتعاون كل القوى الدولية.

وفي حالة لم يتم فرض النظام على مناطق واسعة فانها ستصبح مفتوحة على الفوضى وأشكال من التطرف التي ستنتشر لبقية المناطق. مما يعني ولادة نظام إقليمي جديد تقوم به الولايات المتحدة والدول القادرة على فرض رؤية دولية.

 

«الكمين» أسلوب عسكري يستخدمه النظام السوري ضحاياه بالعشرات وأدواته الجواسيس

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي» تعتمد قوات النظام السوري خلال عملياتها العسكرية على أسلوب «الكمائن» الذي نفذته في العديد من المناطق السورية أغلبها في ريف دمشق كعدرا والقلمون كان آخرها كمين نسجته في ريف درعا وراح ضحيته 70 مقاتلا من الجيش الحر، في حين أعاد ناشطون ان السبب في نجاح هذه الكمائن هو وجود جواسيس يعملون لدى النظام في صوف الثوار.

وقال الناشط أبو محمود الحوراني من ريف درعا، ان «النظام السوري ينسج العديد من الكمائن المنظمة بسرية تامة وبالتعاون مع المخبرين والجواسيس الذين يتعاونون معه على إيقاع الجيش الحر والمدنيين»، مبينا ان هذه الكمائن تستخدم منذ بداية الثورة السورية، لكن الكمين الذي نسجه في ريف درعا مؤخرا والذي راح ضحيته 70 من عناصر الجيش الحر بين قتلى ومصابين ومفقودين هو الأكبر والأول من نوعه.

وكانت قوات النظام تمكنت من تنفيذ كمين متقدم على طريق الحارة ـ زمرين بريف درعا الشمالي الغربي من خلال تفجير عبوات ناسفة بمجموعة من الجيش الحر مؤلفة من أكثر من 30 عنصرا، تم رصدهم من قبل وحدة الاستطلاع في قوات النظام.

فيما قال الناشط جود حوراني من ريف درعا أيضا، «لا أعتقد بوجود يد قوية للنظام فهو لغم أرضي انفجر بين صفوف الثوار ومن المحتمل ان يكون هذا اللغم قديم العهد بسبب قربه من مناطق عسكرية للنظام، ومن ثم تم استهداف مكان الانفجار من قبل جنود النظام، ما أدى لسقوط عدد كبير من الشهداء الأمر الذي استغله النظام لتسويق نصر مزيف لم يكن مخططا له».

وكان النظام قام بعد انفجار اللغم بريف درعا بتمشيط المنطقة برمايات من الأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة إضافة لإسناد مدفعي حيث شهدت منطقة اللغم غزارة نارية، ما أدى إلى صعوبة النجاة منه، بحسب حوراني.

وأعلن ناشطون محليون من بلدة غباب في حوران التي كانت أكثر نسبة ضحايا الكمين من أبنائها، انه نجا 26 شابا من هذا الكمين بعضهم جرحى وجاري العمل على إكمال علاجهم ليتم لاحقا فهم حيثيات الكمين وتبيان الحقيقة حسب وصفهم.

يشار إلى ان قوات النظام السوري في درعا جنوب البلاد استطاعت من تنفيذ الكمين أثناء تسلل أفراد الجيش الحر في السهول بين بلدة رمرين والحارة، في الوقت الذي أعلنت فيه قناة «الإخبارية السورية» الناطقة باسم النظام عن نجاح الكمين وانه استهدف مسلحين تابعين لجبهة النصرة، وبثت شريطا مسجلا تظهر فيه عشرات الجثث الملقاة على أرض أحد السهول في درعا.

 

تركيا: إقامات جديدة للاجئين السوريين تحرمهم من أوروبا

اسطنبول ــ عمار عز

تعتزم الحكومة التركية إصدار إقامات جديدة للاجئين السوريين المقيمين على أراضيها، بهدف الحد من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وتنظيم شؤون السوريين الذين لا يملكون وثيقة سفر رسمية.

 

وستصدر الحكومة التركية نوعاً خاصاً من الإقامات للاجئين السوريين (إقامة لاجئ)، أو بطاقة تعريف لاجئ، إضافة للإقامة السياحية الموجودة أصلاً لمَن يرغب، فضلاً عن إقامة المستثمر.

 

وقال أحد مسؤولي تسجيل إقامات السوريين في مركز الهجرة الخاص بالأجانب، “أمنيات”، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ”العربي الجديد”، إن “الإقامة العادية أو ما يُعرف بدفتر الإقامة، قد ألغيت وحلّت محلها الإقامة الإنسانية،” وأضاف أن “هذه الإقامة تتضمّن إذن عمل ولا تُستخرج من (الأمنيات) التابعة لوزارة الداخلية التركية، بل من البلديات، بحسب المنطقة التي يقيم فيها اللاجئ السوري”.

 

كما أشار المسؤول ذاته إلى أن إقامة اللاجئ الجديدة، ستتضمن ميّزات تزيد أو تنقص بحسب الأوراق الشخصية الرسمية التي يمتلكها اللاجئ السوري، دون أن يحدد ماهية هذه الميّزات، لكنه لفت إلى أن “هذه الإقامة تعني بقاء اللاجئ في تركيا فقط، إذ لا يحق له الهجرة إلى أي بلد أوروبي، وسيُعاد إلى تركيا في حال وصوله، بسبب ربط بصمات اللاجئين السوريين في تركيا بدول الاتحاد الأوربي، كما أن الحكومة ستمنح السوريين الذين لا يملكون جوازت سفر إقامة لاجئ بميّزات منقوصة”.

 

ويسعى عدد كبير من السوريين المقيمين في تركيا للهجرة إلى أوروبا، ويقصدون تحديداً السويد والنرويج وهولندا.

 

وتقول سمية شاكر، وهي سورية مقيمة في اسطنبول، التقاها “العربي الجديد” أمام مبنى “الأمنيات”، إن “الموظف المسؤول أخبرها بأنها أمام خيارين، إما تقديم فيزا سياحية سنوية أو الانتظار لمدة شهرين تقريباً لحين البدء باستصدار إقامة اللاجئ”.

 

وبحسب القانون التركي، فإن الفيزا السياحية، تتطلّب وجود وثيقة السفر، ووثيقة تثبت تحويل 6 آلاف دولار أميركي إلى الليرة التركية، وتأميناً صحياً بـ700 ليرة تركية (نحو 350 دولاراً)، وعقد إيجار سنوي مصدّق من البلدية. ويُعامَل السوري الذي يستخرج هذه الإقامة معاملة أي أجنبي آخر على الأراضي التركية.

 

ومن المتوقع لجوء عدد كبير من السوريين، الذين يتخذون من اسطنبول مكان إقامة مؤقت، إلى استخراج الإقامة السياحية التي لا ترتبط بقسم البصمات، كما هو الحال مع رشيد العلي، الذي قال: “لقد جئت إلى إسطنبول لأسافر بطريقة غير شرعية إلى اليونان، ومنها إلى أوروبا، لذلك سأستخرج الإقامة السياحية”، بينما فضّل ميلاد، وهو أيضاً يودّ الهجرة إلى أوروبا، عدم استصدار أي من الإقامات.

 

وينص اتفاق وقعته تركيا مع الاتحاد الأوروبي في ديسمبر/ كانون الأول 2013، على السماح لأية دولة بإعادة المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا عبر تركيا إلى الأراضي التركية، مقابل إعفاء الأتراك من الحصول على فيزا من أجل دخول دول الاتحاد الأوروبي، خلال 3 سنوات من بدء تطبيقه.

 

لكن مصلحة الهجرة والجوازات في السويد أكدت، في وقت سابق، على أنها لن تعيد أي لاجئ إلى تركيا، ونفت أن تكون قد رحّلت أي شخص رغم أنها دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.

 

وتستضيف تركيا، بحسب أرقام الداخلية التركية، نحو مليون و400 ألف لاجئ سوري، موزعين بين المخيمات والمدن التركية.

 

سورية: بدء سريان الهدنة في حي الوعر بحمص

حمص ــ وائل عبد الحميد

وقع ممثلو سكان حي الوعر (آخر المناطق التي سيطر عليها المعارضة في حمص) هدنة مع ممثلين عن النظام، وبحضور وسيط إيراني، تبدأ من صباح اليوم الإثنين ويبدو أن الطرفين يريدونها هذه المرّة مختلفة عمّا سبقها من هدن، لناحية الاستمرارية مدة أطول، إذ يتمنى البعض أن تشكل هذه الهدنة حلاً نهائياً للصراع، فيما يراها آخرون بوابة لالتقاط الأنفاس واستراحة هادئة مؤقتة للعودة من جديد وإنهاء الصراع على طريقتهم.

 

معارضو ومؤيدو الهدنة من الثوار يردّدون جملة واحدة: “وأخيراً وقّعت”. وبالنسبة للنظام، فقد كسب من خلال الهدنة الجديدة هدوءاً مطلوباً خلال المرحلة الحالية في الجبهة الأخيرة ضمن مدينة حمص.

 

وكان وُقعت هدن كثيرة بين المتحكمين بزمام الأمور في حي الوعر وممثلو النظام السوري، غير أنها دائماً ما كانت تنتهي بالفشل بعد ساعات قليلة أو أيام معدودة على أبعد تقدير، إما من قبل الثوار أو من القوات الموالية للنظام من شبيحة وأمن، الذين يتخذون من القرى الملاصقة للوعر قواعدا لهم.

 

ويأمل موقعو الهدنة التي عقدت بين لجنة مفاوضات حي الوعر الممثلة للثوار مع “الجبهة الإسلامية”، ومسؤولين رفيعي المستوى من النظام مع حضور مهم للمندوب الإيراني لكونه متحكماً بزمام الطرف الثاني، أن تعمّر لمدة أطول هذه المرّة، وأن تكون مختلفة عمّا سبقها من حيث الوقت وآلية التنفيذ.

 

شروط قيد التنفيذ

ولكي تستمر الهدنة في سريانها هنالك شروط وآلية عمل سيتبعها الطرفان لتحقيق بنودها، وفي مقدّمتها بقاء الحي تحت سيطرة الثوار وعدم دخول قوات النظام إليه تحت أيّ حجة، مع إقامة حواجز مشتركة بين الطرفين تحت اسم “اللجان الشعبية” عند أطراف الحي ومداخله، ومن نافل القول إن الاختلاف الكبير حول مصير السلاح كان لصالح الثوار، باحتفاظهم به وعدم تسليمه.

 

والبند الثاني من حيث الأهمية يتعلق بانسحاب الطرفين من الجزيرة السكنية السابعة وجعلها منطقة منزوعة السلاح، مع حديث حول وجود رعاية أممية لهذا الانسحاب، إضافة إلى عودة أهالي هذه الجزيرة إلى بيوتهم.

 

أما بساتين المدينة التي يقتسم الطرفان المتنازعان السيطرة عليها فكان الاتفاق أن يكون هناك تراجعاً من قبلهما، تمهيداً لفتح طريق البساتين الواصل بين الوعر وبقية أنحاء حمص إضافة إلى طريق الميماس والمزرعة، ما يؤشر، لو نفذ هذا الشرط، إلى أن حالة الحصار التي عانى منها الوعر وأهل الوعر باتت على وشك الانتهاء.

 

تفعيل الدوائر الحكومية

من البنود التي اشتملت عليها الهدنة أيضاً، إعادة تفعيل عمل الدوائر الحكومية ضمن الحي، وأهمها القصر العدلي المعروف بين أهل حمص بـ”السرايا”، إضافة إلى قسم الشرطة الواقع منتصف حي الوعر الجديد ومديرتي البيئة والبريد.

 

وللمطلوبين من مدنيين وعسكريين حصتهم من الهدنة؛ فبعدما سوى عدّة أشخاص أوضاعهم عبر تسوية مع النظام مقابل تسليم سلاحين خفيفين، سيكون ضمن الهدنة الجديدة عفوٌ عن حملة السلاح لمن يرغب بتسليم سلاحه وتسوية أوضاعه الأمنية، والمطلوبون للخدمة الإلزامية سيكون أمامهم فرصة الحصول على رخصة تأجيل مؤقتة لمدة ثلاثة أشهر ريثما يسوون أوضاعهم؛ إما بالحصول على تأجيل دراسي أو السفر أو الخدمة الإلزامية مع جيش النظام.

 

أما المنشقون السابقون عن جيش النظام والمنضوين تحت ألوية “الجيش الحر” وكتائبه من عسكر وضباط على اختلاف رتبهم، ستسوى أوضاعهم عبر تسريحهم من الخدمة لمن يرغب بترك السلاح منهم.

 

وكل هذه العروض المقدمة من النظام المتعلقة بالمطلوبين وتسوية أوضاعهم مرتبطة بقبول المطلوبين لها، فإما العودة إلى حضن النظام من جديد أو توثيق ارتباطهم بثورة السوريين ضدّ النظام المستمر بقمعه بعد 42 شهراً من انطلاق الشرارة الأولى.

 

عشرات القتلى للنظام بينهم قائد حملة عسكرية في حماة

إسطنبول ــ عبسي سميسم

سقط العشرات بين قتيل وجريح من القوات النظامية السورية، اليوم الأحد، جراء تفجير سيارة مفخخة واشتباكات في ريف حماة، بينما واصل سلاح الطيران حربه على المدن السورية، مخلفاً عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.

 

وأفاد مدير “مركز حماة الإعلامي” يزن شهداوي لـ”العربي الجديد”، بأن “جبهة النصرة استهدفت حاجز حوش آل زيدان قرب قرية تل درة في ريف حماة الشرقي، بسيارة مفخخة، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من قوات النظام”.

 

وأضاف شهداوي أن “الثوار أعطبوا طائرة حربية، وفجّروا سيارة محملة بالذخيرة داخل مطار حماة العسكري، إثر استهدافه بصواريخ من طراز غراد، بينما أسفرت المعارك بين قوات المعارضة وجيش النظام في جبهة بطيش جنوب غربي حلفايا، إلى مقتل قائد الحملة العسكرية التابعة لقوات النظام”.

 

في المقابل، ألقت طائرات النظام المروحية براميل متفجرة على مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، مما تسبب بمقتل طفلين وإصابة عدد آخر.

 

ويأتي ذلك بعد يوم واحد من استقدام قوات النظام نخبة عناصر الجيش و”الشبيحة” المسمى بـ”فريق الصحراء”، من محافظتي طرطوس واللاذقية، وقرى سهل الغاب، لمحاولة استرجاع النقاط التي خسرتها في ريف حماة.

 

وكانت قوات المعارضة المسلحة قد حققت سلسلة من الانتصارات في ريف حماة خلال الأسابيع الماضية، بُعيد إطلاق سبعة فصائل مقاتلة، معركة تحت شعار “بدر الشام الكبرى”، بهدف السيطرة على موقع خطاب، ومبنى القيادة، ومطار حماة العسكري، ونقاط أخرى تابعة للنظام، في ريف حماة.

 

في غضون ذلك، واصلت قوات النظام قصفها الجوي على المدن السورية، مخلفة عشرات القتلى والجرحى.

 

وفي ريف إدلب، ذكرت مصادر ميدانية بأن خمسة عشر مدنياً قتلوا، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى جرح العشرات، إثر إلقاء الطيران المروحي برميلين متفجرين على ملجأ في بلدة الهبيط.

 

وفي حلب، قال مدير “شبكة سورية مباشر”، علي باز، لـ”العربي الجديد”، إن “عشرة قتلى واثني عشر جريحاً سقطوا، إثر قصف الطيران الحربي بالصواريخ بلدة ابين سمعان في ريف حلب الغربي”.

 

وفي الرقة شرقي البلاد، معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، أكد الناشط الإعلامي أبو بكر لـ”العربي الجديد”، أن “الطيران الحربي شن غارة على منطقة السباهية في مدينة الرقة، مما أدى إلى وفاة خمسة أطفال، وإصابة عدد آخر”.

 

وتعتمد قوات النظام على سلاح البراميل المتفجّرة، التي تحوي مواد متفجرة، في قصف مناطق المعارضة. ويُعدّ هذا السلاح أقلّ كلفة من سواه، ويصل وزن البرميل الواحد إلى 300 كيلوغرام تقريباً.

 

لجنتا المخابرات بالكونجرس: “داعش” يخطط لضرب الولايات المتحدة

العربي الجديد، أسوشيتد برس

حذّر رئيسا لجنتي الاستخبارات الأميركية في مجلسي الشيوخ والنواب (الكونجرس)، الديمقراطية ديان فينشتاين، والجمهوري مايك روجرز، أمس الأحد، من أنّ تنظيم “الدول الإسلامية” يخطط لضرب الولايات المتحدة، غير أنهما لم يذكرا تفاصيل هذه الخطط، أو كيفية مواجهتها.

 

وقالت السيناتور ديان فينشتاين عن تنظيم “داعش” “أنّه جماعة خطرة للغاية”. وأضافت “لقد أعلنوا أنّهم لن يتوقفوا، وأعلنوا أنهم سيلاحقوننا إنّ استطاعوا وقالوا إنّهم سيسفكون دماءنا”.

 

بدوره، حذّر رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب في مقابلة تلفزيونية منفصلة، من أنّ قادة تنظيم “الدولة الإسلامية” يبحثون عن هجوم مذهل يساعدهم في جمع المال وتجنيد المزيد من المقاتلين.

 

وقال روجرز إن “داعش يرغب في شنّ هجوم على النسق الغربي كي يعزّز الفكرة القائلة إنّه الجماعة الجهادية الرائدة في العالم”. وأشار إلى أن التهديد قد يشمل الأميركيين الذين تلقوا تدريباً على يد مسلّحي “الدولة الإسلامية”.

 

وأضاف أنّ هناك المئات من الأميركيين الذين تلقوا تدريبات على يد التنظيم، وأنّهم سيعودون إلى الولايات المتحدة بجوازات سفر أميركية.

 

وتابع روجرز تحذيراته، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الأميركية ووكالة “أسوشيتد برس”، بالقول “ينتابني قلق شديد لأننا لا نعرف كل فرد يحمل جواز سفر أميركي ذهب وتدرب وتعلم كيف يقاتل”.

 

وقال إن وكالات الاستخبارات الأميركية تتعقب الأميركيين الذين عّرف أنّهم توجهوا الى المنطقة. وقال “إذا هم ساعدوا مقاتلي “الدولة الإسلامية”، فقد يواجهون تهماً وفق القوانين التي تحظر على الأميركيين مساعدة الإرهابيين”.

 

ويطلع النائبان على بعض الأسرار الأكثر حساسية في الولايات المتحدة، بحكم ترأسهما لجنتي الاستخبارات في الكونجرس الأميركي. ويتلقيان تقارير دورية من وكالات الاستخبارات الأميركية، تحمل توقعات متشائمة عن هجوم على الولايات المتحدة أو حلفائها الأوروبيين إذا لم تتم مواجهة هذا التنظيم.

 

“النصرة” ومعركة القلمون: خطوة استباقية ضد “حزب الله”

دمشق ــ أنس الكردي

يبدو أن إفراج “جبهة النصرة” عن خمسة من عناصر الجيش اللبناني، من بين 19 آخرين، كبادرة حسن نية وإن كان موجهاً بالدرجة الأولى ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، التي تحتجز كذلك تسعة مقاتلين من الجيش اللبناني، إلا أنه سيحمل في طياته حرباً واسعة، تسعى من خلالها إلى طرد القوات النظامية السورية ومقاتلي “حزب الله” من المناطق الحدودية مع لبنان، تمهيداً للتقدم باتجاه مناطق القلمون الأخرى.

 

وشهدت منطقة القلمون سلسلة من الانتصارات لـ”النصرة” ومقاتلي المعارضة على حساب النظام و”حزب الله”، كان آخرها السيطرة على تلة الثلاجة، والتي تكشف مسافات طويلة لمواقع قوات النظام والحزب، ويسمح بالتقدم باتجاه بلدة فليطة.

 

ويأتي إعلان “النصرة” من أنها ستبدأ خلال أيام حملتها العسكرية لتحرير قرى منطقة القلمون السورية الحدودية، وربطها مشاركة “حزب الله” في القتال ضد الجبهة بقتل الأسرى العسكريين اللبنانيين الشيعة لديها، كخطة استباقية لما كشفه تصريح سابق لقائد بارز في الجبهة عن تحضير “حزب الله” لهجوم كبير ضد الجبهة، وتحرير العسكريين اللبنانيين الأسرى بـ”القوة”.

 

وفي حال قررت “جبهة النصرة” التنسيق مع مقاتلي “الجيش الحر” و”فصائل إسلامية” أخرى، فإنه من المحتمل أن تتجه بعيداً في معركتها، خصوصاً أن المنطقة شهدت سلسلة من التوحد لفصائل المعارضة، كـ”جيش أسود الشرقية”، وهو تجمّع لمقاتلين عادوا من دير الزور، وقرروا مواصلة المعركة ضد قوات النظام، و”جيش القلمون” من أبناء المنطقة، وتجمع “القلمون الغربي”، والذي أعلن أنه يهدف إلى تنسيق الأعمال العسكرية بين الفصائل المقاتلة في منطقة القلمون.

 

وتشير تحضيرات “جبهة النصرة” و”حزب الله” إلى حرب واسعة بين الطرفين، خصوصاً أن الأولى بعثت برسائل لأبناء الطائفة الشيعية قالت فيها “إننا نعلمكم أن حملتنا العسكرية من أجل تحرير قرى القلمون ستبدأ في الأيام المقبلة، وأن أي تواجد لأبنائكم في صفوف عدونا، فمعنى ذلك أنكم قضيتم حتف أبنائكم الذين بين أيدينا وقد أعذر من أنذر”.

 

كما تتجه المعركة أيضاً ضد “نصارى لبنان”، خصوصاً أن المعتقلين الخمسة الذين أفرجت عنهم “النصرة” من السنة، وحذرت الأخيرة من أنه قد جرى دفع المسيحيين إليها من قبل الحزب، متوجهين إليهم بالقول “إلى عقلاء النصارى انزعوا شرارة الحرب التي يريد التيار الوطني الحر جركم إليها”، في إشارة الى التيار السياسي الذي يتزعمه النائب ميشال عون حليف “حزب الله” في فريق “8 آذار” المؤيد لنظام بشار الأسد.

 

وفي هذا السياق، يرى الناشط الإعلامي، تيم القلمون، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن “جبهة النصرة غير قادرة وحدها على هذه المعركة”. وأوضح أن “نسبة عدد مقاتلي النصرة لا يتجاوز 10 في المائة، من ثوار جرود القلمون”.

 

التوزع الجغرافي

 

سيطرت قوات النظام المدعومة بمقاتلي “حزب الله” على غالبية منطقة القلمون منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، في مقابل ذلك، لجأ العديد من مقاتلي المعارضة إلى التحصن في الجبال والمغاور الطبيعية شمال دمشق، والتي تمتد على عشرات الكيلومترات على الحدود مع لبنان.

 

وبعد اشتعال الحرب بين “جبهة النصرة” و”داعش” من جهة، ومقاتلي “حزب الله” والجيش اللبناني من جهة أخرى، في مدينة عرسال على الحدود السورية اللبنانية، انسحب مقاتلو “النصرة” و”داعش” مرة جديدة إلى جرود القلمون، لتنتقل المعركة إلى قوات النظام بمساندة “حزب الله”، وأعلنت القلمون منطقة عسكرية، وفرض حظر تجول، حتى إشعار جديد من القيادة العسكرية.

 

وتمترست “جبهة النصرة” ومقاتلو “داعش” على مسافة كيلومتر واحد فقط من تلال القلمون حتى جرود عرسال، ما يقارب 25 كيلومتراً عرضاً، و40 كيلومتراً طولاً، في حين توزع الجيش النظامي السوري و”حزب الله” في طوق من التلال المحيطة بالمدن والقرى القلمونية الحدودية، مع سيطرة على معظم مدن القلمون كيبرود ودير عطية، والنبك، بينما شهدت الزبداني معارك كر وفر بين الطرفين.

 

اسرائيل تسقط طائرة سورية.. والنصرة تتبنى خطف الجنود الدوليين

اسرائيل تسقط طائرة سورية.. والنصرة تتبنى خطف الجنود الدوليين الاتحاد الأوربي: عدم استقرار سوريا، والحرب الوحشية التي يشنها نظام الأسد هي التي سمحت بتنامي “داعش” (أ ف ب)

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأحد، إن طائرة سورية بدون طيار، اخترقت الأجواء الإسرائيلية فوق منطقة القنيطرة الحدودية بين البلدين. وأضاف المتحدث إن الطائرة تم اعتراضها بواسطة صاروخ من طراز “باتريوت”.

 

وفي السياق، تبنت “جبهة النصرة” ليل السبت-الأحد، عملية احتجاز 45 عنصراً من قوات الأمم المتحدة لفض الاشتباكات بين سوريا واسرائيل، الـ”UNDOF”، وذلك رداً على ما وصفته بـ”جرائم وتواطؤ للأمم المتحدة بحق الشام وأهله”. وتابع بيان النصرة: “نؤكد أن المحتجزين في مكان آمن، وفي حالة صحية جيدة، ويقدَّم لهم ما يحتاجونه من طعام وعلاج، فديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على الإحسان لمن بأيدينا من الأسرى”. ونشر التنظيم صور الجنود الفيجيين من عناصر قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان، والذين تم احتجازهم الخميس. وأشار بيان النصرة “على مدار تلك السنوات تظاهرت منظمة الأمم المتحدة بالوقوف مع أهل الشام في ثورتهم ونضالهم ضد النظام النصيري المجرم.. كل ذلك لم يحرك قراراً واحداً ذا جدوى يوقف هذه الجرائم المرتكبة”. وأضاف “بالمقابل، اتخذت منظمة الأمم المتحدة، وبالإجماع، عدة قرارات تجاه المجاهدين.. فتارة يفرضون على (جبهة النصرة) العقوبات، وتارة يضعونهم على قائمة الإرهاب”.

 

من جهة أخرى، أكد قادة الدول الأوروبية في اجتماعهم المنعقد في بروكسل، أن عدم استقرار سوريا، والحرب الوحشية التي يشنها نظام الأسد هي التي سمحت بتنامي “داعش”. ودعت دول الإتحاد إلى حل سياسي عاجل للأزمة السورية.

 

وكانت المعارضة السورية المسلحة، قد أطلقت هجوماً جديداً على معاقل النظام في ريفي إدلب وحلب، بهدف السيطرة على معسكر “وادي الضيف” ومعسكر “الحامدية”. وهما أكبر معسكرات النظام في الشمال السوري، ويتمتعان بأهمية استراتيجية لإشرافهما على الطريق الدولي الواصل بين حلب ودمشق. وضم الهجوم الجديد الذي يحمل اسم “معركة الجيش الواحد”، عدداً من الفصائل المقاتلة في قطاع شمال سوريا، ويستهدف مواقع النظام، وبشكل خاص في منطقة “وادي الضيف” في محيط معرة النعمان في ريف إدلب. كما امتدت “معركة الجيش الواحد” إلى مواقع النظام في بلدة البريج بريف حلب.

 

وفي دمشق، شنّ الطيران الحربي 15 غارة على حي جوبر الدمشقي، فيما لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين قوات النظام وقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من طرف، ومقاتلي المعارضة المسلحة من طرف آخر، على أطراف الحي. وذلك بالتزامن مع قصف عنيف بعشرات القذائف والصواريخ، من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك. في حين قتل تسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها جراء انفجار ألغام أرضية بهم في الحي.

 

وفي حلب، قتل ثمانية أشخاص بينهم خمسة أطفال جراء غارة للطيران الحربي على قرية “أبين” قرب بلدة الاتارب بالريف الغربي. في حين ألقى الطيران المروحي برميلاً متفجراً على حي قاضي عسكر، مما أدى الى سقوط عدد من الجرحى. وقصف تنظيم الدولة بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، في حين انفجر برميل وقود، جراء إطلاق نار قناصة على قرية احتيملات، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.

أعضاء جمهوريون وديموقراطيون يجلدون أوباما

عضو كونغرس: مئات الأميركيين مع داعش

نصر المجالي

مع تصعيد الانتقادات لسياسات الرئيس الأميركي في مواجهة الإرهاب، وفشله إلى الآن في تشكيل تحالف عالمي لمواجهة الإرهاب، كشف النقاب أن مئات الأميركيين باتوا أعضاء في تنظيم (داعش).

 

نصر المجالي: قال رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي مايك روجرز، وهو عضو جمهوري عن ولاية ميشيغان، إن هناك عدداً من المواطنين الأميركيين الذين ذهبوا لمرة واحدة إلى سوريا والعراق تدربوا وقاتلوا هناك إلى جانب المسلحين من تنظيم” الدولة الإسلامية”، ومنهم من عاد إلى الوطن بينما ذهب البعض الآخر إلى أوروبا.

 

وأكد روجرز أن وكالات الاستخبارات الأميركية تدرك جيدًا حجم المشكلة وتحاول جاهدة لحلها، ولكن المشكلة هي أنه لا توجد أرقام دقيقة، مع الأخذ في الاعتبار ما وضعته السلطات المختصة في الولايات المتحدة من تقديرات بخصوص وجود مواطنين أميركيين داخل هذا التنظيم الإرهابي.

 

وواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الاحد انتقادات من أعضاء بالكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على السواء، بسبب سياساته الخارجية، بينما يبذل جهودًا مضنية بشأن أزمات في العراق وسوريا وليبيا وأوكرانيا.

 

وقال تقرير لـ(رويترز) إن أعضاء جمهوريين بالكونغرس انتهزوا فرصة تصريحات أدلى بها أوباما يوم الخميس الماضي عندما قال “ليست لدينا استراتيجية بعد” لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، قائلين بأن ذلك ينم عن تردد.

 

انتقادات

 

وكان ديمقراطيون بارزون وجهوا، الاحد، انتقاداتهم لسياسات أوباما الخارجية ووبخوه بسبب “تحفظه الزائد” بشأن الملف السوري، وحثوه على أن يضاعف جهوده لمساعدة أوكرانيا على مقاومة تقدم الروس.

وتجسد تصريحات اعضاء الكونغرس قلقًا متزايدًا من تهديدات محتملة للامن الداخلي تتمثل في مئات من المواطنين الاميركيين والبريطانيين والكنديين ممن تدربوا على القتال في سوريا.

 

وقالت دايان فاينشتاين رئيسة لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ لبرنامج تذيعه محطة (ان بي سي) يوم الاحد، رداً على تصريحات اوباما بشأن التعامل مع الدولة الاسلامية: “أدركت شيئاً واحدًا عن هذا الرئيس وهو أنه متحفظ للغاية”.

 

وحذر عضو مجلس النواب آدم سميث، زعيم الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، من أن أي إجراء بشأن سوريا يتعين التفكير فيه مليًا لتجنب دعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد دونما قصد.

إلا أنه انضم الى الجمهوريين في حث اوباما على تقديم المزيد بدلًا من مجرد المعونات غير القتالية لحكومة أوكرانيا، وهي تقاوم القوات الروسية.

 

جاءت هذه الانتقادات فيما تواجه حكومة اوباما عدداً لا يحصى من الأزمات في شتى أرجاء العالم، ومنها الانباء الخاصة بتعرض ملحق بمبنى السفارة الاميركية في العاصمة الليبية طرابلس لهجوم.

 

لا استراتيجية

 

ورداً على انتقاد تصريحات اوباما بشأن الافتقار الى الاستراتيجية، قال مسؤولو البيت الابيض إن ذلك يبين أن وزارة الدفاع لا تزال تعكف على تجهيز الخيارات بشأن عمل عسكري محتمل في سوريا. وأكد مسؤولون أميركيون أن الادارة لديها استراتيجية أوسع نطاقًا، وأن الخطة العسكرية مجرد عنصر منها.

 

إلا أن أوباما ربما يكون لا يزال يواجه مصاعب في كسب تأييد من الكونغرس المنقسم على نفسه بشدة بشأن القيام بعمل عسكري ضد الدولة الاسلامية.

 

وقال السناتور الجمهوري جون ماكين إن قيام واشنطن بعمل ضد الدولة الاسلامية يستلزم قوات أميركية خاصة للعمليات، ومزيدًا من المراقبين الجويين والمستشارين لتدريب الجيش العراقي الذي شارف على الانهيار مع مشاركة دول أخرى.

 

لكن ماكين قال إن اوباما يواجه مأزقًا في تشكيل تحالف للقيام بعمل ضد متشددي الدولة الاسلامية، بعد تراجعه عن توجيه ضربات ضد سوريا العام الماضي.

 

الحكومة الجديدة تؤدي اليمين أمام الأسد

غارات النظام السوري تقتل 42 طفلًا خلال 36 ساعة

أ. ف. ب.

بيروت: أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، الاحد، أن ما لا يقل عن 42 طفلاً قتلوا في ضربات جوية شنّها النظام السوري في عدد من المحافظات السورية خلال الساعات الـ36 الماضية. وحسب المرصد، فإن 25 طفلاً قتلوا بين منتصف ليلة السبت الاحد وعصر الاحد، كما قتل 17 طفلاً بين الجمعة والسبت.

وقتل غالبية الاطفال في محافظتي حلب وادلب، حسب ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، مضيفًا أن قسمًا منهم قتلوا بسبب البراميل المتفجرة التي تلقيها مروحيات النظام. واوضح المرصد أن أحد هذه البراميل سقط الاحد على بلدة الهبيط في محافظة ادلب، ما ادى الى مقتل خمسة اطفال وخمسة بالغين.

وفي غرب محافظة حلب قتل خمسة اطفال وثلاثة بالغين في غارة جوية حسب المصدر نفسه. وفي العاصمة يواصل الطيران التابع للنظام السوري قصف حي جوبر، حيث شن 15 غارة يوم الاحد في محاولة لاستعادته من ايدي المعارضين المسلحين، ولم يبلغ بعد عن سقوط ضحايا في هذه المنطقة.

وفي شمال البلاد، اعلن المرصد أن مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” قتلوا، خلال الايام العشرة الماضية، 31 شخصًا من المعارضين المسلحين الآخرين والمدنيين. ومن بين الذين اعدموا هناك عناصر من “جبهة النصرة” التابعة للقاعدة واستاذ جامعة.

 

الحكومة السورية الجديدة تؤدي اليمين امام الاسد

 

إلى ذلك، أدت الحكومة السورية الجديدة، الاحد، اليمين الدستورية امام الرئيس بشار الاسد، الذي قال إن الامن واعادة الاعمار يجب أن يكونا على رأس اولوياتها، ودعا الوزراء الى مكافحة الفساد. وتتولى الحكومة الجديدة التي عيّنت في وقت سابق من هذا الاسبوع، مسؤولياتها وسط العنف الذي يهز البلاد، وأدى الى مقتل اكثر من 191 الف شخص منذ اندلاعه في اذار/مارس 2011.

 

وادى العنف الى انهيار اقتصاد البلاد وتشريد نصف عدد السكان تقريبًا، حيث تحول نحو ثلاثة ملايين سوري الى لاجئين خارج بلادهم. وحثّ الاسد الحكومة الجديدة على تقديم “رؤية جديدة وأنت تبحث عن سلبيات المرحلة السابقة وتتلافاها بالرغم من الظروف التي تمر بها البلاد”، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

 

واكد أن نجاح الحكومة الجديدة يعتمد على “كسب ثقة المواطن من خلال الشفافية والمصداقية ومشاركته على المستوى الفردي والمؤسساتي واحترام عقله وكرامته”، طبقًا للوكالة. واقر الاسد بأن الامن لا يزال القضية الاولى بالنسبة للبلاد التي يمزقها العنف.

 

وقال إن وزارة الدفاع والجيش يعالجان مسألة الامن “بأعلى مستوى من الوطنية، وهي تحقق نجاحات ملفتة بهذا الخصوص”. واكد كذلك على ضرورة “مواصلة الاهتمام بالمصالحات الوطنية”، التي قال إنها “أثبتت نجاحها في العديد من المناطق”.

 

وتتألف الحكومة الجديدة من 11 وزيراً جديداً، وطالت التغييرات الرئيسية وزارتي المالية والاقتصاد. واختار الاسد الحكومة الجديدة بعد اعادة انتخابه في اول انتخابات رئاسية تعددية في حزيران/يونيو.

 

وقال الاسد الاحد إن اهم التحديات التي تواجه سوريا حاليًا هو اعادة الاعمار “في المناطق التي استتبّ الأمن فيها بعد تطهيرها من الإرهابيين أو العشوائيات”، كما دعا الوزراء الى “منع الاحتكار وضبط الاسعار ومكافحة تجار الأزمة”.

 

واكد الاسد أن على الحكومة “أن تكون حاسمة في موضوع مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين وعدم تجاوز القانون .. والتركيز على الإصلاح الإداري وآليات التشريع”. وادى النزاع في سوريا الى افقار نصف السكان، طبقا للباحثين، حيث يعيش نحو 20% من السكان في “فقر مدقع”.

كما بلغت نسبة البطالة نحو 54% بنهاية 2013، ووصلت الى 65% في بعض المناطق.

 

ما الذي دفع مغنّي راب بريطاني ثري الى قطع الرؤوس في سوريا؟

ألكس راول

في الأول من تموز عام 2013، أعلن مغني الراب البريطاني ذو الـ 21 عاماً، عبد المجيد عبد الباري، المعروف في أوساط معجبيه الذين يزداد عددهم يوماً بعد يوم بـ “L jinny”، على الفايسبوك، أنّه قام بإصدار آخر أغنية له. “لقد تركتُ كل شيء”، قال، “في سبيل الله”.

وبعد 13 شهراً، كان يقوم بنشر صوره على تويتر وهو يحمل رؤوساً مقطوعة في سوريا، ويعلّق عليها بالقول “مسترخياً مع صديقي أو ما تبقى منه”.

وفي وقتٍ سابق من آب المنصرم، احتلّ العناوين الأولى للأخبار عندما قيل إنّ الاستخبارات البريطانية استطاعت التعرّف عليه بأنه الجهادي الإسلامي ذو اللكنة اللندنية الذي تحدّث في الفيديو المسجّل لقطع رأس الصحافي الأميركي جايمس فولاي.

فكيف أصبح هذا البريطاني الذي يسكن فيلّلا يُقدّر ثمنها بـ 1.7 مليون دولار في منطقة Maida Vale الأنيقة في لندن، والذي كانت أغانيه تُذاع على راديو “بي بي سي” من أن يصبح عضواً في تنظيم وصفه وزير الدفاع الأميركي هيغل مؤخراً بأنّه “مجموعة إرهابية […] تفوق كل ما رأيناه قبلها”. يبدو هذا لغزاً حتى بالنسبة لمن كانوا أقرب أصدقائه إليه.

“لا يمكنني أن أصدّق بأنّ هذا الشاب الذي عشتُ معه 26 شهراً بات اليوم أكثر رجل مطلوب في العالم”، قال صديقه مغنّي الراب بروفيرباز، الذي كان عضواً في فرقة مؤلفة من ثلاثة شبان، من ضمنها عبد الباري وتُعرف باسم “المثلث الأسود Black Triangle”. “الناس يضيعون بسرعة. وبسهولة شديدة. العنف يولّد المزيد من العنف. ومع ذلك الدماء تسيل والعالم لا يتعلّم أبداً. ما الذي حصل للسلام والحب. العالم بحاجة الى تدخين المزيد من التبغ والى الاهتمام أقل بالكتب الدينية”، أضاف قائلاً.

وعندما سأله موقع NOW لماذا تخلّى ـ حسب رأيه ـ عبد الباري عن حياته في لندن من أجل القتال في سوريا، اكتفى مغنّي الراب تباناكل- الذي يُعتبر العضو الثالث في فرقة “المثلث الأسود، وشريك عبد الباري في أغنيته الأخيرة- بالقول: “الشخص الوحيد الذي قد يساعدك على فهم ذلك هو L jinny نفسه”. واتصّل NOW بأكثر من عشرة فنانين آخرين سبق أن عملوا مع عبد الباري، وكلّهم إما رفضوا التعليق على الموضوع أو لم يجيبوا أصلاً.

أما المحلّلون المطّلعون على تحوّل عبد الباري من مغنّي راب الى جهادي فوصفوه بصاحب الشخصية الطموحة ولكن غير المستقرّة المتأثرّة جداً بشخصية والده، عادل عبد الباري، المصري الذي اعتُقل عام 1998 إثر اتهامه بالتورّط في تفجيرات القاعدة للسفارات الأميركية في شرق أفريقيا في العام نفسه. وفي أغنيته “البداية”، يقول عبد الباري “أعطني الفخر والشرف مثل والدي. أقسمُ بأنّهم يوم أتوا لأخذ والدي، كان بإمكاني أن أقتل شرطياً أو اثنين دون أن يرف لي جفن. تخيّلوا حينها كنتُ في السادسة من عمري، تخيّلوا ماذا بإمكاني أن أفعل اليوم بواسطة عصا [بندقية] ملقّمة”. وكان والده قد خسر دعوى الاستئناف في المحكمة في أواخر عام 2012 وقامت لندن بتسليمه الى نيويورك، وقد أضافت هذه الحادثة على الأرجح المزيد من الضغط على عبد الباري.

“أعتقد بأنّ كون والده هو هذا الشخص بالذات، فقد جعله ذلك بالطبع أكثر اطلاعاً على هذه الأفكار وأكثر فهماً لها من سواه”، قال رافايللو بانتوشي، الباحث الكبير في معهد “Royal United Services Institute”، الذي كان يتعقّب نشاطات عبد الباري على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أكثر من عام.

وبالإضافة الى الإشارات الى والده، فإنّ كلمات أغانيه تتحدّث بشكل عام عن شخص يصارع الغضب وأفكار العنف التي تعتريه. “في رأسي صوتٌ يقول لي “اقتُل”، خذ قرارك وإلاّ ستموت، لأنّ أعداءك سوف يقتلوك. يا إلهي، أنا لا أريد أن أنتقم، ولكنّ مشاعري تلحّ عليّ لكي أطلق العنان لسلاحي […] لا، لن أستسلم لذلك، فأنا اليوم أكبر وأكثر حكمة”، يقول في إحدى أغانيه. وفي أخرى: “لا يمكنني أن أفرّق بين الملائكة والشياطين، قلبي يتلاشى، ومشاعري ليست طبيعية”.

ويشير عبد الباري كذلك في العديد من الاماكن الى “الله” والإيمان، كما يُعبّر عن ذلك بالقول إنّ “الدين مسألة جوهرية”، حتى وهو يغنّي في الوقت نفسه عن استخدام المخدرات والكحول بشكل كبير. ولكن كما قال بانتوشي لـ NOW فإنّ المواضيع المذكورة آنفاً كثيرة الورود في كلمات أغاني الراب، ولم تتم الإشارة بشكل صريح الى الأحداث في سوريا في أغاني عبد الباري. (كتب مرة اغنية “فلتعش فلسطين” بعد وقتٍ قليل من حرب غزة في تشرين الثاني 2012).

وفي نهاية المطاف، يقول بانتوشي إنّ عبد الباري هو مجرّد بريطاني واحد من أصل 300 بريطاني يقاتلون الى جانب الفصائل المتشددة في سوريا، وتحديد العوامل العامة التي قد تدفعهم للقيام بذلك لا يُعتبر عملاً دقيقاً.

“ما لا شكّ فيه بأنّ عبد الباري سوف يقول إنّه شعر بنوع من النداء الديني وبأنه رأى بأنّ هناك أشخاصاً يعانون وأراد أن يساعدهم”، قال لـ NOW. ولكن الدوافع التي تجعل الناس يقومون بهذه الامور تتنوّع وتختلف باختلاف الأشخاص الذين يسلكون هذا الطريق. فلكل شخص أسبابه، هذا بشكل أساسي”.

من الأسباب التي ترجّح بروز المملكة المتحدة كثاني بلد في أوروبا بعد فرنسا في عدد المواطنين الذين يقاتلون في سوريا، هو منحها اللجوء السياسي على وجه التحديد للمقاتلين الإسلاميين الذين على شاكلة والد عبد الباري، يقول بانتوشي.

وبالعودة الى الستينات، يقول بانتوشي، إنّ بريطانيا شهدت “تدفقاً للمعارضين من العالم العربي الذين استقروا في لندن. كان هناك كل شيء من المعارضين السياسيين الى الإسلاميين. ومن بين الإسلاميين، كان يوجد بعض المنتمين الى الإخوان المسلمين، والبعض الآخر من المنتمين الى “الجهاد الإسلامي المصري”. ومن هذه الجماعات بدأنا نرى مفاهيم الجهاد تتجذّر في المملكة المتحدة، والعلاقات الشخصية “اللازمة لترجمة الإيديولوجيا الى ممارسة”.

ويسارع الى القول إنّ المشكلة لا تنحصر في بريطانيا. ففي الأشهر الأخيرة، تبيّن بأنّ ثمة دانماركيين، وسويديين، ونروجيين، ونمساويين، وبلجيك، يخوضون حرب الجهاد في سوريا. “بالله عليكم، فقد كان هناك رجل من اللاكسمبورغ يقاتل في سوريا”، قال لـNOW، “هذه إذاً مشكلة تطال الدول الأوروبية جمعاء”.

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور

 

الأمم المتحدة تفاوض المعارضة السورية بشأن جنودها المحتجزين  

قالت مصادر للجزيرة إن الأمم المتحدة عينت مندوبين للتفاوض مع جبهة النصرة بخصوص إطلاق سراح 45 من جنودها الذين احتجزتهم المعارضة السورية بعد سيطرتها على معبر القنيطرة في هضبة الجولان. من جانبها أعلنت إسرائيل اليوم المناطق المتاخمة للقنيطرة منطقة عسكرية مغلقة، بعد سقوط قذائف على المستوطنات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل.

 

ويأتي ذلك بعد تجدد المعارك بين جيش النظام السوري والمعارضة المسلحة. في حين اتهمت المعارضة السورية القوات الدولية في الجولان بتسليم أربعة مقار أخلتها إلى جيش النظام.

 

وكانت المعارضة السورية سيطرت على معبر القنيطرة الذي تديره الأمم المتحدة منذ الأربعاء الماضي واحتجزت عشرات الأفراد من قوات حفظ السلام الدولية التي كانت متواجدة هناك.

 

من جهتها أعلنت جبهة النصرة أنها توصلت إلى اتفاق على أن يغادر أفراد القوات الدولية الموقع مشيا على الأقدام نحو الجانب المحتل من الجولان مع ترك جميع عتادهم ومركباتهم في الموقع.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في القنيطرة بأن قوات المعارضة سيطرت على خربة الحميدية، وهي نقطة تقدم باتجاه مدينة البعث مركز ثقل وجود قوات النظام. وأفاد المراسل بأن الاشتباكات تركزت بين النظام والمعارضة بشكل خاص عند دوار العلم والحميدية في مدينة القنيطرة على الجانب السوري من خط وقف إطلاق النار في الجولان.

 

وذكر المراسل أن قذيفة هاون سقطت على مستوطنة عين زيف، في الجانب المحتل من الجولان.

 

وقد تمكن مقاتلو المعارضة من إنزال العلم السوري الذي كان يرفرف في وسط المدينة، وهم يسيطرون على الجانب السوري من معبر القنيطرة، بينما يحتشد جنود قوات حفظ السلام الدولية المعروفة بـ”أندوف” داخل قاعدتهم على الجانب الذي تحتله إسرائيل.

 

وأوضح مدير مكتب الجزيرة وليد العمري -من معبر القنيطرة بالجولان المحتل- أن صوت القصف المتبادل بين الجيش النظامي والمعارضة ما زال يسمع جراء الاشتباكات العنيفة المتواصلة بين الجانبين منذ ساعات الصباح الأولى من هذا اليوم.

 

ومن جهة ثانية قالت إسرائيل أمس إنها أسقطت طائرة بدون طيار فوق الجزء الذي تحتله من هضبة الجولان بصاروخ باتريوت.

 

تجدد القتال بدمشق والقنيطرة والنظام يستهدف ملجأ بإدلب  

تجدد القتال صباح اليوم بين قوات النظام السوري وجبهة النصرة بالقرب من القنيطرة بمرتفعات الجولان، بينما قتل عشرون مدنيا بعد استهداف ملجأ في بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي بـالبراميل المتفجرة، في حين ما زالت المعارك متواصلة بحي جوبر الدمشقي لليوم الرابع على التوالي.

 

ويأتي تجدد القتال بين قوات النظام وجبهة النصرة في منطقة رويحينة في مدينة القنيطرة بالقرب من الجولان المحتل بعد أن أخلت قوات حفظ السلام الدولية الموقع 68 في المنطقة بالاتفاق مع الجبهة.

 

وكانت جبهة النصرة أعلنت مساء أمس أنها توصلت إلى اتفاق على أن يغادر أفراد القوات الدولية الموقع مشيا على الأقدام نحو الجانب المحتل من الجولان مع ترك جميع عتادهم ومركباتهم في الموقع .

 

ومن جهة ثانية، قالت إسرائيل إنها أسقطت طائرة من دون طيار فوق الجزء الذي تحتله من هضبة الجولان بصاروخ باتريوت.

 

استهداف ملجأ

وفي شمال البلاد، سقط عشرون شخصاً وأصيب عشرات معظمهم نساء وأطفال جراء قصف شنه النظام السوري بالبراميل المتفجرة واستهدف ملجأ يختبئ فيه عشرات اللاجئين في بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي.

 

وأوضح ناشطون أن أغلب القتلى من عائلات نازحة من ريف حماة الشمالي لجأت إلى بلدة الهبيط القريبة، مضيفين أن فرق الإنقاذ ما زالت تنتشل الجثث من تحت الأنقاض، وتواصل البحث عن أحياء.

 

وفي ريف إدلب كذلك، قتل ثمانية أشخاص وجرح عشرات في مدينة خان شيخون، جراء سقوط صاروخ أرض-أرض أمس.

 

كما استهدفت طائرات النظام بلدات سراقب وبنش وسرمدا بقصفٍ أدى إلى مقتل امرأة وطفلتها، وإصابة عشرات. وتبع ذلك قصف بالمدفعية الثقيلة على قرى وبلدات ريف إدلب.

 

العاصمة وريفها

وأفاد ناشطون بأن معارك عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام دارت أمس بمحيط حي جوبر في العاصمة دمشق, مما أدى إلى سقوط تسعة قتلى في صفوف النظام جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء محاولتهم التقدم إلى الحي, كما تمكن الجيش الحر من تدمير ثلاث دبابات للنظام.

 

كما تمكنت المعارضة المسلحة من تدمير آلية عسكرية في اشتباكات بداريا بريف دمشق، في حين تعرضت مدن وبلدات الغوطة الشرقية لقصف مدفعي وصاروخي عنيف.

 

وفي بلدة النشابية بريف دمشق، شن الطيران الحربي لقوات النظام أربع غارات، بعد قصف مدفعي للبلدة، مما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى. وفي الأثناء، شهدت مدينة زملكا بالريف قصفاً جوياً، وسط قصف بقذائف الهاون والمدفعية والدبابات على أطراف المدينة، من مقرات قوات النظام في ملعب العباسيين ووزارة النقل وفرع أمن الدولة وجبل قاسيون.

 

محاور أخرى

وفي درعا (جنوب البلاد)، دارت اشتباكات أمس بين قوات النظام وقوى المعارضة المسلحة, وأفاد ناشطون بأن كتائب المعارضة نجحت في اقتحام أحد معاقل النظام في الحي الجنوبي من مدينة بصرى الشام بريف درعا، مما أدى إلى مقتل أربعة من عناصر النظام على الأقل، وفقا لما قاله مراسل الهيئة السورية للإعلام.

 

كما اندلعت اشتباكات بين كتائب المعارضة على أطراف حي المنشية، بينما قتل عدد من عناصر قوات النظام أثناء محاولة تسلل فاشلة لبلدة عتمان بريف درعا. من جهة ثانية، شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مدن وبلدات الريف، مما تسبب في سقوط المزيد من الشهداء والجرحى.

 

وألقت قوات النظام براميل متفجرة على مدينة داعل بريف درعا، مما أدى إلى قتل طفل وجرح عشرة مدنيين أمس، حسبما أفاد به ناشطون.

 

واستهدف قصف جوي مدينة إنخل، بينما قتل شخص من المعاضة خلال اشتباكات مع قوات النظام قرب بلدة عتمان، وسط قصف بقذائف الدبابات.

 

وفي ريف حماة (وسط البلاد)، قتل طفلان وجرح عدد من المدنيين اليوم، إثر إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة اللطامنة، كما قصفت قوات النظام بطيرانها مدينة كفرزيتا وقرية لحايا.

 

وفي المقابل، قتل عدد من عناصر قوات النظام، جرّاء تفجير جبهة النصرة سيارة مفخخة عند حاجز آل زيدان قرب بلدة تل درة في ريف حماة الشرقي، كذلك قضى عدد آخر من العناصر أمس، إثر تفجير كتائب إسلامية سيارة دفع رباعي كانوا يستقلونها في قرية معان بالريف الشرقي لحماة.

 

الأمم المتحدة: “فظائع” ارتكبت بالعراق

الأمم المتحدة – وكالات

قالت الأمم المتحدة إن 1420 على الأقل قتلوا خلال أعمال العنف التي ضربت العراق في أغسطس، فيما نزح أكثر من مليون ومئتي ألف خلال الفترة ذاتها. واتهمت المنظمة الأممية، اليوم الاثنين، مقاتلي تنظيم “داعش” بارتكاب “فظائع بحق الأقليات تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية.

 

في المقابل، ذكرت المنظمة أن قوات الحكومة العراقية أعدمت معتقلين وقصفت مناطق مدنية في أعمال قد تصل إلى حد جرائم الحرب. جاء ذلك خلال جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن أزمة النازحين في العراق، عقدت بطلب من الحكومة العراقية.

 

وقالت فلافيا بانسيري، نائبة المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في افتتاح الجلسة الطارئة، إن الصراع له تأثير خطير على المدنيين العراقيين، خاصة النساء والأطفال.

 

وأضافت في إشارة إلى جرائم ارتكبها طرفا الصراع “قد تصل الهجمات الممنهجة والمتعمدة إلى حد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. هناك أفراد -من بينهم قادة- مسؤولون عن هذه الأعمال”.

 

من جانبه، قال وزير حقوق الإنسان العراقي، محمد شياع السوداني، في مناشدة لطلب الدعم الدولي إن تنظيم “داعش” يرتكب أعمالاً وحشية بحق المدنيين في العراق، ويهدد سلامة أراضي البلاد، ويمثل خطراً عالمياً.

 

وأضاف خلال الجلسة أن العراق يواجه مخاطر تهدد استقلاله، وأن مقاتلي التنظيم يحاولون تغيير تكوينه السكاني والثقافي.

 

وتابع أن تنظيم الدولة الإسلامية ليس ظاهرة عراقية وإنما ظاهرة تتخطى الحدود، وتمثل خطراً وشيكاً على كل دول العالم، وتتحدى كل مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي.

 

يأتي ذلك في وقت أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أن مجموع الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الأميركية في مناطق مختلف بالعراق منذ الثامن من أغسطس الماضي بلغ 120 غارة.

 

كما أعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن “فرار” ثمانية آلاف مسيحي من الموصل بسبب بطش تنظيم “داعش”، فيما أشار إلى وجود أكثر من مليون و200 ألف نازح عراقي نصفهم أطفال.

 

وقال المجلس في تقرير قدمه خلال جلسة استثنائية للأمم المتحدة لمناقشة الأوضاع الإنسانية في العراق، إن “ثمانية آلاف من المسيحيين فروا من الموصل بسبب بطش تنظيم داعش”، محذرا من أن “الأقليات في العراق تتعرض لانتهاكات صارخة”.

 

وأضاف المجلس أن “المسلحين في العراق يعدمون المئات، وعلى المجتمع الدولي التصدي لتلك الانتهاكات”، لافتا إلى أن “ميليشيات تابعة للحكومة العراقية تجند الأطفال للقتال، كما أن تنظيم داعش يجبر الصبية في العراق على القتال أيضا”.

 

وأوضح المجلس أن “هناك قصفا عشوائيا يستهدف المستشفيات والمدارس بمناطق الصراع في العراق”، مشيرا إلى وجود “أكثر من مليون و 200 ألف نازح عراقي نصفهم أطفال”.

 

وأكد مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن “هناك خرقا فاضحا لحقوق الإنسان بالعراق”.

 

معارك القنيطرة مستمرة.. وإسرائيل “تتأهب

شيرين يونس ووكالات – القدس – سكاي نيوز عربية

تستمر الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري ومقاتلين معارضين، الاثنين، في محافظة القنيطرة القريبة من الحدود الإسرائيلية في مرتفعات الجولان المحتلة، حسبما أفادت مراسلة “سكاي نيوز”.

 

وأعلن الجيش الإسرائيلي المناطق القريبة من معبر القنيطرة في الجولان منطقة عسكرية مغلقة، وطلب من المزارعين إخلائها بعد سقوط قذيفة هاون في الجانب الإسرائيلي بسبب الاشتباكات.

 

وكان الجيش الإسرائيلي أسقط، الأحد، طائرة من دون طيار يعتقد أنها للجيش السوري، حلقت في أجواء الجزء الذي تحتله إسرائيل من الجولان.

 

ويقاتل مسلحو جبهة النصرة قوات الجيش السوري في المنطقة، وسبق أن سيطروا على معبر القنيطرة الذي تديره الأمم المتحدة.

 

وقال مصور لـ”رويترز” الاثنين إنه يمكن سماع تبادل لإطلاق النيران وانفجار قذائف مورتر من الجانب الإسرائيلي للجبهة في الجولان.

 

وشاركت على الأقل دبابة واحدة من قوات الجيش السوري في القتال، وأمكن مشاهدة مقاتلي جبهة النصرة على بعد أمتار قليلة من السياج.

 

وتم احتجاز قوة من 44 فردا من قوات حفظ السلام من فيجي على الجانب السوري من مرتفعات الجولان على يد مسلحين الخميس، وقال قائد جيش فيجي الأحد إن المفاوضات جارية للإفراج عنهم.

 

الأردن: خطة لمواجهة أزمة لاجئي سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن وزير التخطيط الأردني إبراهيم سيف الاثنين إطلاق خطة مشروعات تبلغ تكلفتها 4.5 مليار دولار على المدى القصير والمدى المتوسط لدعم القطاعات الرئيسة لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين وآثارها على المملكة.

 

وتهدف الخطة إلى دعم قطاعات التعليم والصحة والطاقة والبلديات والمياه والحماية والإسكان والعمل وسبل العيش والبيئة والمواصلات والعدل.

 

وقال الوزير في بيان، حصلت وكالة “فرانس برس” على نسخة منه، إنه “تم إعداد المشاريع بشكل وثيق مع الجهات المانحة والمجتمع الدولي بإشراف مباشر من الوزارات المعنية بهذا الشأن”.

 

وأوضح أنه “تم التركيز على المشاريع القصيرة والمتوسطة المدى التي من شأنها أن تدعم القطاعات الرئيسية التي ستساعد المملكة على تحمل هذه الأزمة والتخفيف من تأثيرها على المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين وحماية مكاسب التنمية التي تحققت على مر السنين”.

 

وبحسب البيان، تتضمن “الخطة الوطنية لتمكين المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين في الأردن” وهي معدة للفترة من 2014 لغاية 2016 “طلب دعم بحوالي 4.5 مليار دولار أميركي ستوزع على المشاريع ذات الأولوية لهذه القطاعات”.

 

وحث الوزير المجتمع الدولي على “مواصلة دعمه وشراكته مع الحكومة للتعامل مع هذه الأزمة بالشكل الأمثل”.

 

ويستضيف الأردن ما يقارب 600 ألف لاجئ مسجل، يضاف إليهم نحو 700 ألف سوري آخرين دخلوا المملكة قبل مارس 2011.

 

وأعلن رئيس وزراء الأردن عبدالله النسور في 16 أغسطس الماضي أن المملكة تحملت أكثر من 4 مليارات دولار ككلفة مباشرة لاستضافة اللاجئين السوريين، مشيرا إلى أن “الوضع المالي للدولة بائس”.

 

وقارب عجز موازنة المملكة لعام 2014 نحو 1.5 مليار دولار، في بلد بلغ الدين العام فيه 29.6 مليار دولار.

 

مصادر دبلوماسية عربية تنفي اقتراح هدنة طويلة بين النظام السوري والمعارضة

روما (28 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

نفت مصادر دبلوماسية عربية أن يكون أساس المبادرة العربية التي تم الاتفاق عليها في السعودية اقتراح هدنة طويلة بين النظام السوري والمعارضة السورية، وأشارت إلى إجماع عربي على أن أي مبادرة يجب أن تستند إلى روح إعلان جنيف القاضي بنقل السلطة في سورية إلى حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لم يناقش المسؤولون العرب أي هدنة بين النظام السوري ومعارضته ولم يقترحوها، وكان هناك شبه إجماع على ضرورة أن تستند أي مبادرة إلى روح إعلان جنيف الذي أقرته الأمم المتحدة والذي يبدأ بوقف العمليات الحربية والعسكرية وينتهي بحكومة ذات صلاحيات كاملة تديرها المعارضة وتمثل كل السوريين تدير شؤون البلد” وفق قولها

 

وأشارت المصادر أيضاً إلى أن “غالبية الدول العربية ترى أن الحل يجب أن يضمن إنهاء حكم بشار الأسد بالتوافق مع الدول الإقليمية ذات التأثير والدول العظمى، مع ضرورة إيجاد تكتل إقليمي ودولي عسكري لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية والتكفيرية، وهذا الأمر لا يمكن أن يتم التوافق عليه مع النظام السوري الحالي لعدم وجود ثقة عربية فيه” حسب قولها

 

كما نفت المصادر أن يكون هناك أي توجّه عربي لشراكة مع إيران في هذا المجال، وقالت “التوجه سيكون نحو المجتمع الدولي والولايات المتحدة وروسيا وأوربا، ولن يكون نحو دولة إقليمية بعينها” على حد تعبيرها

 

اندلاع قتال بين الجيش السوري وقوات اسلامية معارضة في هضبة الجولان

من باز رتنر

عين زيفان (هضبة الجولان) (رويترز) – اندلع قتال عنيف يوم الاثنين بين قوات الجيش السوري وقوات اسلامية معارضة في هضبة الجولان السورية المحتلة حيث سيطر مسلحو جبهة النصرة التابعة للقاعدة على معبر القنيطرة الذي كانت تديره الامم المتحدة.

 

ولم يتضح ما إذا كانت قوات الرئيس السوري بشار الأسد نجحت في استعادة السيطرة على معبر القنيطرة من مقاتلي جهة النصرة.

 

وأمكن سماع تبادل لاطلاق نيران الاسلحة الصغيرة وانفجار قذائف مورتر من الجانب الاسرائيلي للجبهة في الهضبة الاستراتيجية ومشاهدة القوات التي تتبادل اطلاق النار بوضوح.

 

وشاركت على الاقل دبابة واحدة من قوات الاسد في القتال ويمكن مشاهدة مقاتلي جبهة النصرة على بعد امتار قليلة من السياج.

 

وتم انزال علم سوري كبير ظل يرفرف عدة أيام بين معبر القنيطرة والبلدة المهجورة وتعرض موقع للأمم المتحدة في المنطقة للقصف بقذائف مورتر ولكن يعتقد انه غير مأهول.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يرصد الحرب الأهلية في سوريا إن جبهة النصرة والمقاتلين المتحالفين معها يقاتلون القوات الحكومية قرب معبر القنيطرة وفي قرية الحميدية القريبة.

 

وذكر المرصد الذي يقول إنه يجمع معلوماته من جميع اطراف النزاع ان هناك معلومات مؤكدة عن وقوع خسائر بين الجانبين.

 

وقال رامي عبد الرحمن مؤسس المرصد السوري في تصريحات لرويترز ان جبهة النصرة تهدف على مايبدو “لانهاء اي وجود للنظام في المنطقة كما يبدو ان هدفها طرد المراقبين الدوليين.”

 

ويوم الاحد قالت إسرائيل انها اسقطت طائرة بدون طيار انطلقت من سوريا ودخلت الاجواء التي تسيطر عليها اسرائيل فوق الجولان.

 

ولم تتضح على الفور الجهة التي أطلقت الطائرة او طبيعة المهمة التي كانت تقوم بها في منطقة أحيانا ما يمتد فيها القتال الناجم عن الحرب الأهلية في سوريا إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل.

 

وذكر الجيش الاسرائيلي في بيان أن صاروخ باتريوت أسقط الطائرة قرب معبر القنيطرة مع سوريا.

 

وتم احتجاز قوة من 44 فردا من قوات حفظ السلام من فيجي على الجانب السوري من مرتفعات الجولان على يد متشددين إسلاميين يوم الخميس. وقال قائد جيش فيجي يوم الاحد إن المفاوضات جارية للإفراج عنهم.

 

وقالت الأمم المتحدة والسلطات في مانيلا إن أكثر من 70 جنديا فلبينيا حاصرهم الإسلاميون في منطقة أخرى من الحدود هم الآن في أمان.

 

واحتلت إسرائيل الجولان في حرب عام 1967 وعززت دفاعاتها في المنطقة منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية قبل أكثر من ثلاثة أعوام.

 

(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى