أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 12 أذار 2018

 

البنتاغون يحذّر دمشق من «حماقة» استخدام الغاز سلاحاً في الغوطة

بيروت، مسقط، حمورية (سورية) – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

 

على وقع تقدّم قوات النظام السوري في معركة الغوطة الشرقية لدمشق، والتي دخلت أسبوعها الرابع، حذّر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس نظام الرئيس السوري بشار الأسد من أن استخدام قواته الغاز كسلاح في هجماتها على مناطق المعارضة سيكون «من الحمق الشديد». واستشهد بتقارير عن شنّ هجمات بغاز الكلور في الغوطة، كما انتقد روسيا لدعمها النظام السوري، معتبراً أنها ربما تكون حتى «شريكة» في ضرباته ضد المدنيين.

 

وصرح ماتيس قبل هبوط طائرته في سلطنة عُمان أمس، بأنه «سيكون من الحمق الشديد أن يستخدموا الغاز سلاحاً، في وقت أوضح الرئيس دونالد ترامب ذلك بشدة في بدايات حكمه». ولم يصل ماتيس إلى حد التهديد بالرد على القوات السورية إذا تأكد شنها هجوماً بغاز الكلور، لكنه أشار إلى الضربة الجوية التي استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية في نيسان (أبريل) عام 2017، في أعقاب هجوم بغاز السارين استهدف بلدة خان شيخون في إدلب.

 

وأكد وزير الدفاع أن لدى ترامب «هامش مناورة سياسية كاملاً» لاتخاذ أي قرار يعتبره مناسباً. وأضاف أن ليس في جعبة الإدارة الأميركية «أدلة واضحة» على أي هجمات بغاز الكلور أخيراً، لكنه أشار إلى تقارير إعلامية عدة عن استخدام ذلك الغاز.

 

ويتهم رجال إغاثة وناشطون من المعارضة في الغوطة الشرقية القوات النظامية السورية باستخدام غاز الكلور خلال الهجوم العنيف المتواصل على المنطقة. في المقابل، تتمسك دمشق وحليفتها موسكو بنفي أي استخدام لأسلحة محظورة، وتتهمان المعارضة بتدبير هجمات بالغاز السام من أجل تحميل النظام المسؤولية.

 

وانتقد ماتيس روسيا لدعمها الأسد، مشيراً إلى أنها ربما تكون حتى «شريكة» في ضربات القوات الحكومية السورية ضد المدنيين، وقال: «إما أن روسيا عاجزة أو تتعاون عن كثبٍ مع الأسد. هناك كثير من التقارير المروعة عن استخدام غاز الكلور أو الأعراض التي قد تنتج عن استخدامه».

 

وكان البيت الأبيض لفت الأسبوع الماضي إلى أن الطائرات الحربية الروسية أقلعت من قاعدة حميميم الجوية في سورية ونفذت ما لا يقلّ عن 20 مهمة قصف يومية في دمشق والغوطة الشرقية بين 24 و28 شباط (فبراير) الماضي. ورفض ماتيس توضيح إن كانت الطائرات الروسية المقاتلة نفذت القصف في شكل مباشر، قائلاً إن موسكو «شاركت على أي حال». وأضاف أن «الروس شركاء الأسد، وأود ألا أفصح الآن إن كانت الطائرة التي أسقطت القنبلة روسية أو سورية».

 

وفي الغوطة الشرقية التي تنتشر تحت أنقاض مبانيها عشرات الجثث لضحايا سقطوا في القصف، واصلت قوات النظام تقدمها أمس، وسيطرت على بلدة مديرا غداة عزل دوما، أبرز مدن الغوطة. وباتت المنطقة مقسمة إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً، وحرستا غرباً، وبقية المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب.

 

ووثّق «المرصد السوري» مقتل 12 مدنياً في القصف على الغوطة أمس، فيما لا تزال جثث أكثر من 60 مدنياً عالقة تحت أنقاض الأبنية المدمرة. في المقابل، استهدفت فصائل المعارضة ضاحية جرمانا قرب دمشق، ما أدى وفق وكالة أنباء «سانا» الرسمية إلى مقتل أربعة أشخاص. وفي شمال البلاد، واصلت القوات التركية وفصائل «الجيش السوري الحر» العملية العسكرية في منطقة عفرين شمال غربي سورية، وتمكنت أمس من الوصول إلى المداخل الشمالية للمدينة، وفرضت حصاراً على مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية المتحصنين داخلها، وسيطرت على كبرى القواعد العسكرية التابعة لها، وفق وكالة «الأناضول» للأنباء.

 

إلى ذلك، شنت طائرة بلا طيار (درون) هجوماً جديداً على القاعدة الروسية في سورية في مطار حميميم العسكري، وفق ما نقل «المرصد» عن مصادر لفتت إلى أن القوات الروسية تمكنت من إحباط الهجوم من دون إعلان سقوط خسائر بشرية.

 

الفصائل تحاول وقف تقدم النظام في الغوطة وعشرات الجثث تحت أنقاض مبانيها

بيروت، لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

 

مع دخول الحملة العسكرية ضد الغوطة الشرقية أسبوعها الرابع، هزّت المعارك العنيفة بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة أمس أرجاء هذه المنطقة التي باتت مجزأة وتنتشر تحت أنقاض مبانيها عشرات الجثث لضحايا سقطوا في القصف. وعزل النظام أول من أمس دوما، أبرز مدن الغوطة بعدما تمكن إثر تقدم كبير من تقسيم المنطقة إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً، حرستا غرباً، وبقية المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب.

 

ودارت أمس في محيط كلٍ من هذه المناطق اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة يرافقها قصف عنيف.

 

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «المعارك تتركز في محيط بلدة مديرا غرب الغوطة التي تتوسط الأجزاء الثلاثة، حيث تواجه قوات النظام مقاومة شرسة». وضيق التقدم الخناق أكثر على الفصائل المعارضة كما على 400 ألف مدني محاصرين منذ عام 2013. وأشار إلى قتالٍ ضارٍ يدور على جبهات عدة يرافقه وابل من نيران المدفعية والغارات الجوية المتواصلة وهجمات المروحيات.

 

ووثق «المرصد» مقتل ثلاثة مدنيين في قصف جوي على مدينة عربي أمس، فيما لا تزال جثث 35 مدنياً في مسرابا و33 آخرين في حمورية وسقبا تحت أنقاض الأبنية المدمرة، وفق ما نقل «المرصد» عن عائلات الضحايا وجيرانهم.

 

وارتفعت بذلك حصيلة القتلى جراء القصف منذ بدء الحملة في 18 شباط (فبراير) الماضي إلى حوالى 1102 مدني من بينهم 227 طفلاً.

 

وفي حمورية، شاهد مراسل وكالة «فرانس برس» شاباً يبحث بين الدمار عن عائلته، وقال إن والده ووالدته وأشقاءه الثلاثة قتلوا ولا تزال جثثهم تحت الأنقاض. وأفاد المراسل عن رائحة كريهة في شوارع المدينة ناتجة من جثث لم يتم انتشالها منذ أيام.

 

وقال حسان (30 سنة) من «الخوذ البيضاء» (الدفاع المدني في مناطق المعارضة)، إن عمليات الإغاثة التي حصلت حتى الآن جرت بجهد فردي أو بمعدات خفيفة. وأضاف: «هناك حالياً أكثر من 20 عائلة تحت الأنقاض ونحن بحاجة لآليات ثقيلة لانتشالهم، لكن ليس بمقدورنا استخدامها حتى لا يقصفها النظام. ليس بإمكاننا إسعاف أي أحد من تحت الأنقاض».

 

وفي مدينا دوما، تتجمع جثث في المشرحة بسبب صعوبة دفنها إذ بات من غير الممكن الوصول إلى المقبرة التي تقع عند الأطراف نتيجة القصف.

 

وتمكنت قوات النظام من عزل دوما بعد السيطرة على بلدة مسرابا إلى الجنوب منها إثر حملة قصف عنيف مهدت لعملية اقتحام في مواجهة فصيل «جيش الإسلام».

 

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «الجيش وبعد سيطرته على مسرابا أخرج عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال من داخل أحد الأقبية وتم نقلهم إلى أحد مراكز الإقامة الموقتة».

 

وتحدث مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن عن «إخراج قوات النظام بين 75 ومئة شخص من مسرابا، التي باتت خالية من السكان ويعمها دمار كبير جداً». وقال نشطاء في الغوطة إن الآلاف من سكان مسرابا فروا بالفعل إلى دوما قبل سيطرة قوات النظام عليها.

 

ويتزامن تقدم قوات النظام مع هدنة إنسانية أعلنتها روسيا، تنص على وقف الأعمال القتالية خمس ساعات يوماً ويتخللها فتح «ممر إنساني» لخروج المدنيين، إلا أن أحداً لم يخرج منذ بدء تنفيذها قبل 12 يوماً، وفق «المرصد».

 

ويُذكّر ما يحصل في الغوطة بمعركة مدينة حلب التي حاصرت قوات النظام أحياءها الشرقية قبل أن تشن هجوماً برياً تخللته هدن موقتة عدّة، إلى أن انتهت المعركة بإجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين إلى مناطق تسيطر عليها الفصائل المقاتلة شمال غربي سورية.

 

الأمم المتحدة تعلن الحاجة العاجلة لإجلاء ألف حالة طبية من الغوطة الشرقية

بيروت: أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا الاثنين الحاجة العاجلة لإجلاء ألف حالة طبية من الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، حيث تشن قوات النظام هجوماً منذ أسابيع.

 

وقالت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ليندا توم لوكالة فرانس برس “هناك أكثر من ألف شخص بحاجة الى اجلاء طبي” موضحة أن “معظمهم من النساء والأطفال”.

 

ومن بين تلك الحالات وفق الأمم المتحدة، 77 حالة طارئة تعد “أولوية”.

 

اليونيسيف: 40% من ضحايا الحرب في سوريا أطفال

 

ومن جهته قال المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط جيريت كابالاري، إن الأطفال يمثلون 40% من ضحايا الحرب التي تدخل عامها الثامن في سوريا.

 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده كابالاري الاثنين في العاصمة اللبنانية بيروت، في ختام معرض حول الأطفال السوريين اللاجئين بلبنان، استمر لمدة شهر، وقدمت فيه لوحات لفنانين من سوريا والعراق، فضلاً عن قصص وقصائد شعرية دونها أطفال.

 

وأضاف كابالاري أن الضحايا الأوائل في هذا الصراع هم الأطفال مع العلم أن الأسرة الدولية قررت في معاهدة أقرت منذ 30 سنة بضرورة تجنيبهم مساوئ الحرب.

 

وأوضح أن سبع سنوات من الحرب أدت إلى إصابة عشرات الآلاف من الأطفال بإعاقة دائمة، والكثير منهم فقدو أجزاء من أعضائهم أو أصيبوا بشلل.

 

ولفت إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل معرضين يومياً لمخاطر الذخائر والألغام المتروكة حتى في المناطق التي عاد الهدوء إليها.

 

وتابع القول “ناهيك عن الضرر الجسدي الذي يلحق بأطفال سوريا فهناك الضرر النفسي الذي يترك أثراً بالغاً في نفوسهم ويهدد مستقبلهم، وهذا الأمر يظهر جلياً من خلال التجوّل في المعرض وقراءة القصائد والقصص التي دونها هؤلاء الأطفال إذ يمكن قراءة ما بين السطور حول هذا الأثر السلبي”.

 

ويعيش نحو 400 ألف شخص ظروفاً انسانية صعبة للغاية في الغوطة الشرقية التي تحاصرها قوات النظام بشكل محكم منذ العام 2013. وفاقم الهجوم الأخير لقوات النظام والمستمر منذ أسابيع معاناة المدنيين والكوادر الطبية في ظل نقص هائل في الأدوية والمعدات الطبية.

 

ومنذ بدء قوات النظام تصعيدها على الغوطة الشرقية في 18 شباط/فبراير الذي تسبب بمقتل 1160 مدنياً، لم تسلم المرافق الطبية ولا الطواقم من القصف.

 

وبحسب الأمم المتحدة، تعرض 28 مرفقاً طبياً للقصف، وقتل تسعة من أفراد الطواقم الطبية.

 

وتبنى مجلس الأمن الدولي في 24 شباط/فبراير قراراً يطلب وقفاً لإطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوماً “من دون تأخير” بهدف السماح بإيصال المساعدات واخلاء الحالات الطبية الحرجة.

 

وتمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها من ادخال قافلة مساعدات انسانية على مرحلتين الأسبوع الماضي لم تتضمن أي أدوية أو مستلزمات طبية.(وكالات).

 

مقتل أكثر من نصف مليون شخص منذ اندلاع الحرب في سوريا

بيروت: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين، إن نحو 511 ألف شخص قتلوا منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011.

 

وأضاف المرصد، الذي يحصي أعداد القتلى من خلال شبكة مصادر داخل سوريا، أن نحو 85 في المئة من الضحايا قتلتهم قوات النظام وحلفاؤه. (رويترز)

 

المعارضة السورية تحسم موقفها بمواصلة قتال قوات النظام وترفض سياسة التهجير

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : تطورات متسارعة في الغوطة الشرقية على تخوم العاصمة دمشق، بعد إجلاء مفاجئ لمجموعة صغيرة من مقاتلي «جبهة النصرة» إلى شمالي سوريا، وتمكن قوات النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين من شطر الغوطة الشرقية الى قسمين رئيسيين وعزل مدينة دوما في القسم الشمالي منها عن باقي مناطق الغوطة، وأمام هذا التقدم، انحسرت مناطق المعارضة المسلحة بعد سيطرة القوات المهاجمة على الطريق الذي يربط دوما بحرستا غرباً وعلى مدينة مسرابا التي تمتد على الخط الفاصل بين القسمين الشمالي والجنوبي، وبذلك يكتمل أيضاً الطوق على القسم الجنوبي من الغوطة الذي يضم 17 بلدة.

و قال فيلق الرحمن، ثاني أكبر فصائل المعارضة العاملة في الغوطة الشرقية، إنه حسم خياراته في المعركة الدائرة في الغوطة بين فصائل الثوار من جهة وقوات النظام وحلفائه الروس والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى، حيث أعلن الفيلق أنه عزم على مواصلة القتال، ورفض الاستسلام والتهجير، ومواجهة «دعاة المصالحة والتفاوض مع النظام».

وأعلنت «القيادة الثورية في دمشق وريفها»، امس، عن نتائج اجتماع عقدته مع «فيلق الرحمن» التابع للجيش السوري الحر، بشأن الحملة العسكرية العنيفة على الغوطة الشرقية، وذكرت «القيادة الثورية» في بيان لها: إنه تم الاتفاق على «حسم الخيارات، واتخاذ قرار الصمود والثبات في الغوطة الشرقية بالإجماع، ورفض خيارات الاستسلام والتهجير بشكل قطعي»، حيث تم الاتفاق على «استمرار عملية التعبئة العامة في بلدات الغوطة الشرقية، لرفد الجبهات، واحتواء الخرق الحاصل من الجهة الشرقية وصولاً إلى تثبيت مواقع الرباط» ولفت البيان الى أنه تم «اتخاذ موقف حاسم في وجه دعاة المصالحة والتفاوض مع النظام، والتعامل بحزم مع كل من يروج الشائعات» مشيراً إلى اعتماد مبدأ القيادة المركزية، بقيادة قائد فيلق الرحمن النقيب أبو النصر مع حشد الموارد البشرية والمادية في القطاع الأوسط والوقوف صفاً واحداً مدنياً وعسكرياً خلف قائد واحد. وجاء ذلك رداً على «مركز المصالحة الروسي» الذي أفاد بإحراز تقدم في المفاوضات الجارية في سبيل تهجير أهالي المنطقة مقابل السماح للمسلحين بالانسحاب مع عوائلهم.

 

ميدانياً

 

اقتحمت قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية والعراقية منطقة الغوطة الشرقية من أضعف محاورها، عبر المناطق الزراعية الضعيفة التحصين والتي يصعب تحصينها، وبفعل شدة القصف وسياسة «الارض المحروقة» حققت القوات المهاجمة شرخاً واضحاً، وتمكنت من التسلل الى المناطق الداخلية، فيما تجري معارك عنيفة في بلدة حيث اكدت مصادر عسكرية للقدس العربي فصل القطاع الأوسط الذي يضم نحو 17 بلدة، عن مدينة دوما التي يسيطر عليها جيش الإسلام، فيما تدور معارك شرسة في بلدة مديرا، وبث التلفزيون الرسمي صوراً من داخل بلدة مسرابا، وهي البلدة التي تقع على طول الطريق الذي يربط بين النصفين الشمالي والجنوبي من الغوطة الشرقية.

وقالت القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية ان «القوات الحكومية السورية تحرز تقدماً باتجاه بلدة «مديرا» التي تخضع لسيطرة تنظيم جبهة النصرة الإرهابية من خلال هجوم ليلي استمر حتى صباح اليوم، القوى التي أنجزت العملية البرية كانت من الحرس الجمهوري السوري وقوات الضابط العميد سهيل الحسن ولا تزال العملية قيد التنفيذ».

مصادر إعلامية موالية قالت ان قوات النظام قد شطرت مناطق تواجد فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق إلى قسمين جنوبي وشمالي، وأكدت اكتمال الطوق على جيش الاسلام في مدينة دوما بشكل كامل، وذلك بعد التقاء قوات النظام المتقدمة من بلدة مسرابا باتجاه قرية بلدة، بالمجموعات العسكرية المتمركزة في إدارة المركبات في مدينة حرستا، عقب اقتراب السيطرة على بلدة مديرا. واكد المرصد السوري لحقوق الإنسان استيلاء النظام على مسرابا و»التقدم في الأراضي الزراعية المجاورة، وقطع مدينتي حرستا ودوما الكبيرتين عن بعضهما البعض وعن القطاع الأوسط».

 

غازات سامة

 

واستهدفت قوات النظام السوري، مدينة عربين بغازات الكلور السام، ظهر امس الأحد، من جهته قال مصدر من الدفاع المدني السوري في ريف دمشق لـ»القدس العربي» ان عدداً من المدنيين قتلوا وأصيب العشرات يوم امس الاحد بعد قصف بلدة «كفر بطنا» بخمسة صواريخ عنقودية، واندلاع الحرائق في مدينة عربين جراء استهدافها بمادة النابالم الحارق، حيث اسفرت الهجمات الجوية والصاروخية والمدفعية على المدينة الى مقتل نحو 10 مدنيين كحصيلة أولية بينهم امرأتان وطفل وإصابة العشرات، وذكر الدفاع المدني ان عربين وحدها استهدفت خلال الساعات الفائتة بـ 19 برميلاً متفجراً و 15 غارة جوية بينها غارتان استعملت فيهما مادة النابالم الحارق، وأكثر من 50 صاروخ غراد من راجمات الصواريخ، وقذائف الفوسفور الحارق.

فيما ووثق ناشطون مقتل 1075 مدنياً معظمهم نساء وأطفال منذ بدء الحملة العسكرية التي يشنها النظام وإيران وروسيا للسيطرة على الغوطة الشرقية في سبيل تأمين محيط العاصمة وإخراج أهالي المنطقة، حيث بدأت الحملة في التاسع عشر من شهر شباط/فبراير الماضي، ويجري ذلك بموازاة موجة نزوح لأكثر من 50 الف مدني هربوا من البلدات التي تقدم إليها النظام أو الواقعة على خطوط المواجهة العسكرية المباشرة، خلال الشهر الماضي.

 

المعارضة تنفي التفاوض

 

ونفت فصائل المعارضة المسلحة العاملة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وجود أي مفاوضات مع روسيا، وقال وائل علوان الناطق باسم «فيلق الرحمن» امس الاحد «لا يوجد أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع العدوان الروسي أو حلفائه، ولا يوجد أي تكليف يسمح لأحد بالتفاوض عن ثوار الغوطة ومؤسساتها والجيش الحر فيها، فيما قال محمد علوش المتحدث الرسمي باسم جيش الإسلام أن «الغوطة الشرقية بعد ما شهدته من الخذلان، تعرف كيف تفاوض عن نفسها، ولم تفوض أي جهة بذلك، ولها قيادة في الداخل وممثلون يفاوضون في الخارج.

أتى ذلك بعد خروج 13 عنصراً معتقلاً من «هيئة تحرير الشام» من سجون «جيش الإسلام» عبر مخيم الوافدين في الغوطة الشرقية باتجاه الشمال السوري، برفقة عائلاتهم، تنفيذاً الاتفاق كان قد ابرمه جيش الإسلام مع الأمم المتحدة، والمعلن في الثالث عشر من شهر شباط/ فبراير الماضي، حيث وصلت دفعة من عناصر «هيئة تحرير الشام» تضم 13 مقاتلاً، إلى بلدة قلعة المضيق في حماة وسط سوريا، قادمين من غوطة دمشق الشرقية، بدورها، علقت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا، على إخراج دفعة من مقاتلي هيئة تحرير الشام، بالقول: «ان إخراج مقاتلي الهيئة لم يعد كافياً لحل النزاع». واعلن جيش الإسلام «أن هذا الإجراء استكمال لاستعداده لإخراج هيئة تحرير الشام من الغوطة بموجب برقيات مرسلة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن نهاية الشهر الماضي». وعقب، المتحدث العسكري الروسي، أليكسندر إيفانوف، على العملية بالقول: «خروج مقاتلي تنظيم جبهة النصرة من الغوطة الشرقية لم يعد أمراً كافياً لحل النزاع الدائر في المنطقة وذلك بعد انقضاء عدة فرص سابقة لم تلق تجاوباً فعالاً من الأطراف الأخرى».

 

ميليشيات ترفع الأذان الشيعي في ريف دير الزور و«التحالف» يعتقل عناصر من «الدولة»

حلب – «القدس العربي»: تحدثت مصادر ميدانية في المعارضة السورية، عن قيام الميليشيات الشيعية، التي تقاتل بجوار الحرس الثوري الإيراني والنظام السوري، برفع الأذان لأول مرة في ريف دير الزور الشرقي، على الطريقة الشيعية.

وحسب المصادر، فإن المناطق التي رفعت فيها الميليشيات الأذان، على الطريقة الشيعية، كان في الضفة الجنوبية من نهر الفرات، شرقي دير الزور. وفي الريف ذاته من مدينة دير الزور، قام التحالف الدولي، السبت، 10 آذار- مارس، بعملية إنزال جوي، خلال ساعات الفجر، وذلك في حي «الكشمة» ، مستهدفاً عدداً من عناصر تنظيم الدولة.

وأشارت شبكة «الفرات بوست»، إلى قيام الطيران الحربي للتحالف الدولي، والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، بعملية تمشيط ناري، قبيل عملية الإنزال، حيث انتهت العملية بإعتقال عدد من عناصر تنظيم «الدولة» دون وجود إحصائية للعدد الذي تم أسره من قبل التحالف الدولي في هذه العملية. وحسب مصادر مطلعة، فإن التحالف الدولي، سيلجأ خلال المرحلة الحالية، لتنفيذ سلسلة من عمليات الإنزال الجوي في المنطقة، التي ينتشر فيها تنظيم الدولة، معللة ذلك، بانسحاب قوات سوريا الديمقراطية، من الشريط الحدودي الفاصل بين دولتي العراق، وسوريا، مما سيسهل من عملية انتقال عناصر التنظيم بين البلدين، وإنعاشه مجدداً، لتنفيذ العديد من العمليات العسكرية ضد القوى التي يدعمها التحالف الدولي، أو المواقع التي تنتشر فيها القوات الأمريكية. التحالف الدولي، كان قد نفذ، حسب مواقع إعلامية سورية معارضة، عمليات إنزال مشابهة في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم بمحافظة دير الزور، إلا أن بعض العمليات، انتهت بسحب التحالف بعضاً من قادة التنظيم مع عوائلهم، فيما هدفت عمليات أخرى إلى اعتقال قيادات بارزة في الصفوف الأولى من تنظيم «الدولة».

 

جيش الإسلام” يعلن التوصل لاتفاق لإخراج الجرحى من الغوطة

جلال بكور

 

أعلن فصيل “جيش الإسلام” المعارض، اليوم الاثنين، التوصل إلى اتفاق مع روسيا، بوساطة أممية من أجل إجلاء جرحى من الغوطة الشرقية المحاصرة، على يد قوات النظام السوري في ريف دمشق على دفعات.

 

وقال “جيش الإسلام” في بيان وصل “العربي الجديد” نسخة منه، إنه تم التوصل مع الطرف الروسي إلى عملية إجلاء المصابين والجرحى خارج الغوطة على دفعات، وذلك بوساطة فريق من الأمم المتحدة وبعض الأطراف الدولية، في إطار القرارين الأمميين “2254، 2401”.

 

ولم يشر البيان إلى تاريخ بدء عملية الإجلاء، مؤكداً أن ما تبثه روسيا عن التفاوض حول خروج المقاتلين، يدخل ضمن “الحرب النفسية” التي “يشنها العدو”.

 

ونفى المتحدث باسم أركان “جيش الإسلام” حمزة بيرقدار في وقت سابق اليوم، لـ”العربي الجديد” أي تفاوض مع الطرف الروسي حول إخراج المقاتلين من الغوطة الشّرقية.

 

وفي الشأن ذاته، نفى المتحدث باسم “فيلق الرحمن” وائل علوان، والمتحدّث باسم “حركة أحرار الشام” منذر فارس في تصريح لهما الادعاءات الروسية حول وجود عملية تفاوض.

 

وزعمت “قناة حميميم العسكرية” على موقع “فيسبوك” أن “مركز المصالحة الروسي” عقد لقاء مع قيادة “فيلق الرحمن” في الغوطة الشرقية، وطالبه بالنأي بالنفس عن “جبهة النصرة” وبحث معه مستقبل عناصر “فيلق الرحمن”، مشيرة إلى عقد لقاء عن طريق وساطة أممية مع قيادة “جيش الإسلام”.

 

وتمكنت قوات النظام من شطر الغوطة الشرقية، حيث فصلت دوما وحرستا عن بقية مدن وبلدات الغوطة، بعد تقدمها أمس في محور حرستا والتقائها مع القوات المتقدمة من محور مديرا جنوب مدينة دوما.

 

وبهذا التقدم، باتت حياة أكثر من 350 ألف مدني تحاصرهم قوات النظام منذ 2013 في خطر، خاصة بعد انحسار الرقعة التي تسيطر عليها المعارضة إلى أقل من النصف، وتجمّع المدنيين.

جميع حقوق النشر محفوظة 2018

 

جلسة لمجلس الأمن اليوم بشأن سورية: الهدنة وإيصال المساعدات

 

يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الإثنين، جلسة بشأن الوضع في سورية، تتعلق بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2401، والذي يتضمّن أساسه إعلان هدنة في عموم سورية بدون تأخير لمدة 30 يوماً.

 

ويستمع المجلس خلال جلسة اليوم إلى إفادة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بشأن تنفيذ قرار الهدنة وإيصال المساعدات الإنسانية.

 

وتأتي الجلسة في وقت تدخل فيه الحملة العسكرية للنظام وروسيا على الغوطة الشرقية بريف دمشق أسبوعها الرابع، وقد أوقعت أكثر من ألف قتيل وآلاف الجرحى، ومكنت النظام من تحقيق تقدّم على الأرض، وشطر المنطقة المحاصرة إلى قسمين شمالي وجنوبي.

 

واستهدفت قوات النظام السوري، أمس الأحياء السكنية في مدينة عربين بالغوطة بغازات الكلور السام.

 

وكان مجلس الأمن الدولي، أقر بالإجماع في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، مشروع القرار 2401 الذي قدّمته الكويت والسويد، وتضمّن إعلان هدنة في سورية.

 

ويطالب القرار بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية لمدة ثلاثين يومًا، على الأقل، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية، وتسهيل إجلاء الجرحى والمرضى في جميع أنحاء سورية بدون تأخير.

 

ويشدد على ضرورة استمرار الهدنة الإنسانية لثلاثين يومًا متواصلة على الأقل في كافة أنحاء سورية. لكن وقف إطلاق النار لا يشمل تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، أو “الأفراد والتنظيمات المرتبطة بتنظيمات إرهابية مدرجة على لائحة مجلس الأمن”.

 

وكانت روسيا قد أعلنت بعد قرار مجلس الأمن بأيام، عن هدنة لخمس ساعات يومياً، في حين اعتبرتها المعارضة تلاعباً بقرار مجلس الأمن.

 

إبادة الغوطة… كيماوي النظام السوري ينسف قرارات مجلس الأمن

تحقيق – عمار الحلبي

مساء الأربعاء الفائت في السابع من مارس/آذار الجاري، كان الخمسيني السوري أبو ياسر يحاول إنقاذ ابنه الذي تعرّض لضيق في التنفّس جراء استنشاق غاز الكلور السام الذي استخدمه النظام السوري في هجومه على مدينتي سقبا وحمورية وسط الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق منذ مايو/أيار 2013.

بالتزامن، كتبت الناشطة الصحافية ورد مارديني المقيمة في الغوطة الشرقية، منشوراً على صفحتها قالت فيه إن “في ريحة كلور يا جماعة … هذا ما قالته إحدى النساء ليسيطر الذعر والخوف على الملجأ… بدأ طفلي الرضيع يضيف نفسه ويسعل… وطفلي الآخر تحرقه عيناه وهذا حال الأطفال في الملجا… ماما عم أختنق قالها طفلي وانهارت أعصابي بعدها… طفلي يختنق أمامي ولا أستطيع نقله إلى المشفى… السعال سيطر على الجميع أكثر من 200 شخص معرضون للموت… ولا يستطيعون الخروج من الملجأ… استسلمنا لأقدارنا… فشاء قدر الله أن أبقى على قيد الحياة وأكتب لكم من جديد… شكرا يا الله لأنك معنا”.

أسفر الهجوم في تلك الليلة عن إصابة 124 مدنياً بحالات اختناق، وفقاً لإفادة الدفاع المدني السوري بريف دمشق” لـ “العربي الجديد”، بينما أوضحت الجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) والتي تعمل في مناطق المعارضة السورية، أن الليلة ذاتها شهدت وصول 29 مصاباً إلى مستشفى واحد من مشافيها داخل الغوطة، لافتةً إلى أن الحالات تنوّعت بين “ضيق التنفس الحاد، التعرق، احتقان، وسيلان الأنف الشديد والصفير عند التنفس” بحسب ما أكده لـ”العربي الجديد” الدكتور محمد كتوب، رئيس قسم المناصرة (المختص بالحملات الإعلامية ونشاطات الجمعية في وسائل الإعلام) بـ “سامز”.

هجمات متكرّرة بالأسلحة المحرمة

شن النظام السوري، ستّ هجمات كيماوية على الغوطة الشرقية (والتي تبلغ مساحتها الكلية 110 كيلومترات مربعة، تسيطر المعارضة على نصفها حيث يقطن 350 ألف نسمة وفقا للأمم المتحدة) منذ مطلع عام 2018 حتى الآن، بحسب الدكتور كتوب.

ووقعت ثلاث من هذه الهجمات بعد قرار مجلس الأمن الدولي وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية بتاريخ 24 فبراير/شباط الماضي، بينما وقع هجومان قبل القرار، وفقا لتوثيق “العربي الجديد”، وهو ما يؤكده مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني، في إفادةٍ لـ “العربي الجديد”، قائلا “هجوم ليلة الأربعاء بالكلور السام على سقبا وحمورية لم يكن الأول من نوعه، بل كان الهجوم رقم 46 منذ عام 2012”.

وتابع عبد الغني: “إن الغوطة الشرقية هي أكثر منطقة شهدت هجمات كيماوية في سورية” مضيفاً أن النظام استخدم النابالم المصنف من بين الأسلحة المحظورة إذ تنص اتفاقية جنيف، الموقعة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 1980، على أنه يحظر في جميع الظروف جعل السكان المدنيين بصفتهم هذه، أو المدنيين فرادى، أو الأعيان المدنية، محل هجوم بالأسلحة المحرقة، فيما يحظر في جميع الظروف جعل أي هدف عسكري يقع داخل تجمع مدنيين هدفاً لهجوم أسلحة محرقة.

وقبل الهجوم على سقبا وحمورية بيومين فقط، وتحديداً في منتصف ليل الاثنين 5 مارس، تعرّضت بلدة حمورية لهجوم بقذائف تحمل غاز الكلور السام، أسفر عن إصابة 32 مدنياً بحسب الدفاع المدني السوري.

وقبل هذا الهجوم بعشرة أيام، وتحديداً في مساء الخامس والعشرين من شهر فبراير الماضي، وصل 16 مريضاً إلى مستشفى تدعمه منظمة “سامز” ظهرت عليهم أعراض إصابة بسلاح كيماوي.

وذكرت المنظمة أن ستة أطفال كانت تنبعث منهم رائحة الكلور، ولديهم زرقة على الشفاه وزلة تنفّسية وتخرّش قصبي وتهيّج بالملتحمة، منهم طفل توفي وتظهرعليه علامات سقوط مواد ردمية.

اللافت أنه قبل هذه الهجمة بيومين تحديداً، نشرت قناة “الإخبارية السورية” الموالية للنظام استطلاعاً للرأي قالت فيه: “هل تعتقد أن منظمة الخوذ البيضاء التي أسّستها المخابرات البريطانية ستقدم من جديد على تنفيذ هجوم كيميائي في الغوطة؟”.

وفي الأول من فبراير أيضاً، تعرّضت مدينة دوما في الغوطة لهجوم بغازات سامة، وبحسب شهادات من مواطنين صحافيين لـ “العربي الجديد” فإن خمسة صواريخ تحمل غاز الكلور، استهدفت دوما في الخامسة صباحا ما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين بينهم امرأة، وفي الثاني والعشرين من يناير/كانون الثاني 2018، تعرّضت الأحياء الواقعة شمال دوما لقصف بغازات سامة ما أسفر عن إصابة 21 مدنياً”.

وفي الثالث عشر من يناير 2018 تعرّضت منطقة سكنية تقع بين حرستا ودوما إلى قصف بغاز الكلور أيضاً، ما أدّى إلى وقوع ست إصابات بحالات اختناق بين المدنيين بينهم نساء وأطفال، وفقاً لمركز الغوطة الإعلامي (تابع للمعارضة السورية).

انتهاك ثلاثة قرارات دولية

في 27 سبتمبر/أيلول من عام 2013، وبعد ارتكاب النظام السوري مجزرة الغوطة التي قُتل على إثرها أكثر من 1300 مدنياً، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2118 والذي دان استخدام الأسلحة الكيمياوية في الغوطة الشرقية، وطالب النظام بتسليم مخزونه من هذه الأسلحة، فيما لم يحدد القرار الذي اطلع عليه معد التحقيق، الجهة التي نفّذت الجريمة، بينما فرضت المادة 21 من هذا القرار، إجراءات مشدّدة تحت الفصل السابع في حال استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية.

ثم أصدر مجلس الأمن القرار رقم 2209 الذي دان استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية بما فيها غاز الكلور، قائلاً: “إن استخدام الكلور يعتبر هجوما كيماويا يجب التعمل معه كالسارين” وأيّد إرسال بعثة لتقصّي الحقائق إلى سورية.

أما القرار الثالث، فهو القرار رقم 2235، وكانت مهمته تحديد هوية الفاعلين، وأعطى القرار الضوء الأخضر، لإنشاء آلية تحقيق مشتركة لتحديد الأفراد والكيانات والجماعات والحكومات المسؤولة عن استخدام الأسلحة الكيماوية.

وكان من أهم قرارات اللجنة المشتركة برئاسة السويدي أوكا سالستروم، إثبات مسؤولية نظام الأسد عن هجوم خان شيخون الكيماوي والذي تسبب بمقتل 83 شخصا، بحسب الامم المتحدة، و87، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينهم 30 طفلا، “الأمر الذي يستدعي تنفيذ البند رقم 21 بالقرار رقم 2118 الداعي للتدخّل تحت البند السابع، غير أنه لم يحدث أي تحرّك إذ استمر النظام في استخدام ذات الأسلحة ضد أهالي الغوطة” بحسب توثيق الجهات الحقوقية السورية.

لكن عمل اللجنة تم تجميده بموجب حق النقض (الفيتو) من قبل روسيا بتاريخ السادس عشر من نوفمبر2017، لتنتهي مهمة اللجنة التي كانت مسؤولة عن تحديد هوية الفاعل، والتي انخفض عدد الهجمات الكيماوية في عموم سورية خلال فترة عملها، كما يقول الدكتور محمد كتوب رئيس قسم المناصرة في الجمعية الطبية السورية الأميركية.

خرق قرار مجلس الأمن

تبنى مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2401، مساء 24 فبراير الماضي ولم تمض سوى ساعات قليلة، حتى عاود النظام السوري وحلفاؤه عمليات القصف وفي كثير من الأحيان ارتفعت وتيرة القصف وشدته عما كانت عليه قبل قرار مجلس الأمن، “وعلى الرغم من أن القرار قد نص على هدنة تستمر 30 يوما والسماح بدخول مساعدات إنسانية غير مشروطة، قامت روسيا بتفسيره حسب أهوائها وحددت هدنة مدتها 5 ساعات لكن حتى هذه المدة لم توقف القصف خلالها وكل ذلك يشكل إهانة قاسية لبقية الدول الأعضاء في مجلس الأمن”، وفقا لتقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان الصادر في  مارس الجاري.

وشملت تلك الهجمات قصفا بالأسلحة الكيماوية بالإضافة إلى الهجمات بالسلاح التقليدي، بما في ذلك الغارات الجوية والصواريخ أرض أرض من نوع جولان والقصف عبر راجمات الصواريخ والبراميل المتفجرة والمدفعية والهاون، كما يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان لـ “العربي الجديد مضيفا: “إن الإضافة النوعية في هذا القرار هي أنّها دعت لإيقاف العنف لمدّة 30 يوماً، أما بقية الأمور فهي منصوص عليها أصلاً بالقانون الدولي الإنساني” والذي لم يتوقف النظام عن تجاهله، ويرجع عبد الغني ذلك إلى أن القرار”لا يحتوي على صيغة جزائية وفي حال عدم التنفيذ لا يوجد أي عقوبات لأنه غير ملزم عملياً، ما دفع النظام وروسيا لانتهاك القرار، لأنهما يعرفان جيّداً بعدم وجود رد فعل حقيقي على انتهاك القرار.

العربي الجديد

 

جيش الإسلام” يعقد إتفاقاً إخلاء للجرحى..والغارات الروسية تعنف

شن الطيران الحربي الروسي، الإثنين، حوالي 27 غارة جوية على مختلف بلدات الغوطة الشرقية، استهدفت 16 منها عربين، وغارتان على جسرين، وغارتان على حرستا، في تغطية نارية للعمليات العسكرية على جبهات تلك البلدات، بحسب مراسل “المدن” منتصر أبو زيد.

 

ودارت اشتباكات عنيفة على محوري أرض الشرق والصوّا في عربين، خلال محاولة مليشيات النظام التوغل في المباني السكنية وإجبار المعارضة على الانسحاب من نقاطها المحصنة سابقاً باتجاه عمق المدينة.

 

وبالتوازي مع ذلك، حاولت المليشيات التقدم على جبهة جسرين من محور الحفار باتجاه جامع أويس غرباً، لإتمام السيطرة على المزارع والوصول إلى المباني السكنية، إلا أنها لم تحرز أي تقدم على حساب المعارضة رغم ضراوة المعارك الدائرة.

 

وحققت مليشيات النظام بعض التقدم في مزارع الأشعري بعد التفافها على قوات المعارضة من جهة المحمدية جنوباً، ما أجبر المعارضة على التراجع إلى الشمال الغربي.

 

وقصفت المليشيات الأحياء السكنية في مدينة حرستا براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة مع قوات المعارضة على مختلف جبهات المدينة المحاصرة.

 

وخرجت، الاثنين، مسيرتان، لمجموعات من المدنيين، في سقبا وكفر بطنا، تدعو لـ”المصالحة” مع النظام، وإخراج المعارضة.

 

وأصدر “جيش الإسلام”، الإثنين، بياناً قال فيه إنه سيتم إجلاء المصابين من قطاعه على دفعات بموجب اتفاقه مع الأمم المتحدة وبعض الأطراف الأخرى التي تواصلت مع الجانب الروسي بهذا الخصوص، ولم يذكر البيان تاريخ بدء عمليات الإجلاء الطبي.

 

وتعرضت حرستا، ليل الأحد/الإثنين، لحملة قصف عنيف جداً، وتم استهدافها بـ42 غارة جوية، بينها 12 غارة محملة بصواريخ فوسفورية ونابالم حارق، بالإضافة لقصفها بعشرات قذائف الهاون وراجمات الصواريخ.

 

كما تعرضت مدينة عربين، ليل الأحد/الإثنين، لأعنف عملية قصف منذ انطلاق حملة المليشيات البرية على الغوطة قبل أربعة أسابيع، وقصف الطيران الروسي وطيران النظام المدينة بأكثر من 100 غارة جوية، منها غارات بالفوسفور والنابالم الحارق. كما ألقى الطيران المروحي أكثر من 50 برميلاً متفجراً على مختلف أحياء المدينة، وتم استهدافها بصواريخ “فيل” وقذائف هاون من العيار الثقيل يتم استخدامها لأول مرة في الغوطة بهذه الغزارة. وشهدت أجواء المدينة تحليقاً مستمراً لطيران الاستطلاع، بالتزامن مع استخدام قوات النظام القنابل المضيئة لكشف أحياء المدينة.

 

ودارت اشتباكات عنيفة بين مليشيات النظام والمعارضة، طوال ليل الأحد/الإثنين، في عربين على محور أرض الشرق من جهة بيت سوا شرقاً، ومحور الصوّا من جهة “إدارة المركبات” شمالاً. كما تحاول مليشيات النظام فتح محور قتالي جديد على شكل خط سهمي بين عربين وحمورية، باتجاه حزة، وصولاً إلى كفربطنا.

 

وقتل الأحد 74 مدنياً في الغوطة الشرقية، وأصيب العشرات بجروح جراء استهداف قوات النظام الأحياء السكنية في مختلف المدن والبلدات.

 

مبادرة فرنسية: حظر جوي فوق عفرين والغوطة الشرقية

فرض تقدم القوات التركية والجيش السوري الحر ضد المقاتلين الأكراد في عفرين، والعملية العسكرية الضخمة التي اطلقتها روسيا والنظام السوري ضد الغوطة الشرقية، تحركات فرنسية واسعة النطاق، بدأها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته جان-ايف لودريان، باتصالات مع زعماء في المنطقة.

 

وانضم الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، إلى تلك الجهود، إذ قرر العودة إلى أروقة القضايا الدولية، وإلى المشهد السوري تحديداً، بعد ابتعاده على خلفية تآكل شعبيته وخسارة حزبه للانتخابات الرئاسية الأخيرة. وهو يستعد لطرح مبادرة لفرض منطقة حظر جوي فوق عفرين والغوطة الشرقية، وقد يتبنى الاليزيه هذه المبادرة.

 

تلك المعلومات كانت قد كشفت عنها صحيفة “لوباريزيان”، وأكدها هولاند في مقابلة مع صحيفة “لوموند”، نشرت الاثنين، أدان خلالها العملية التركية في شمال سوريا، والعملية ضد منطقة الغوطة الشرقية.

 

وقال هولاند، إنه قرر العودة لنشاطه في الأزمة السورية لأنه يشعر بالمسؤولية وضرورة تقديم الدعم والتضامن. وأضاف “كان الأكراد قادرين على القيام في وقت صعب للغاية” بمساعدة التحالف الدولي للقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” داخل الرقة وخارجها.

 

واستنكر هولاند الهجوم على الغوطة الشرقية، وقال إن الرئيس السوري بشار الأسد لا يتردد في الاستمرار باستخدام الأسلحة الكيماوية. وقال “أشعر بالمسؤولية تجاه الغوطة. لم أكن من وضع الخط الأحمر الشهير. كان باراك أوباما هو من حدد ذلك الخط حول استخدام الأسلحة الكيماوية (..) بدلاً من تنفيذ ضربات عسكرية، فضلت الولايات المتحدة التفاوض مع الروس لتدمير ترسانة النظام الكيماوية. ومع ذلك، أبقى الأسد على هذه الأسلحة ولا يتردد في الاستمرار باستخدامها”، بفضل دعم روسيا له في الأروقة الدولية. وأضاف “روسيا موجودة دائماً لمنع التصويت على القرارات (التي تدين الأسد) في مجلس الأمن، أو لضمان أن تظل حبراً على ورق”.

 

وفقاً لهولاند، فقد اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيبب أردوغان “على تقاسم سوريا”. ويوضح “ليس من قبيل المصادفة أن هاتين التجربتين، الغوطة وعفرين، تحدثان في الوقت ذاته. سمحت روسيا لأنقرة بالذهاب إلى عفرين، وسوف تسحب تركيا بعض الثوار الذين تدعمهم من الغوطة”.

 

الغوطة الشرقية:”المصالحات”برعاية النظام..و”جيش الاسلام” الى درعا؟

رائد الصالحاني

تمكنت مليشيات النظام من استكمال عملية فصل الغوطة إلى ثلاثة أقسام، بعد سيطرتها على بلدة مديرة، والتقدم في بساتين حرستا وقطع طريق حرستا-دوما، نارياً، والوصول إلى “إدارة المركبات” العسكرية، والالتقاء بالقوات الموجودة فيها.

 

وتزامناً مع انتهاء مليشيات النظام من عملية الفصل، بدأت المفاوضات المُعلنة، وغير المُعلنة، إذ عادت اللجنة المفوضة عن بلدة حمورية، الأحد، إلى البلدة بعد إجراء مفاوضات مع النظام حول دخول حمورية حيّز “المصالحة”. وحملت اللجنة المؤلفة من مدنيين وعسكريين لأهالي حمورية، شروط النظام، التي تتضمن خروج من يرغب إلى منطقة لم يتم تحديدها بعد، وبقاء من يرغب بـ”تسوية وضعه” لدى النظام، والالتحاق بـ”الفيلق الخامس” المدعوم روسياً للمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية والمنشقين عن قوات النظام.

 

وقال مصدر في لجنة حمورية، لـ”المدن”، إن “فيلق الرحمن” عارض “المصالحة” و”التسوية” بشكل كامل، مؤكداً أنه مستمر في القتال ولن يسمح لأحد بالخروج من المنطقة. إلا أن قائد “الفيلق” النقيب أبو النصر، عاد ليغيّر رأيه بخصوص “المصالحة” المعروضة على بلدة حمورية، مقابل الحصول على “إذن شرعي” من “الهيئة الشرعية” في دمشق وريفها والتابعة للمعارضة المسلحة، تفيد بـ”جواز مصالحة النظام السوري وإجراء تهجير لقسم من الأهالي والمقاتلين”.

 

مصدر مطلع في وزارة الدفاع التابعة للنظام، أكد في تصريح غير رسمي لـ”المدن”، أنه تم التواصل مع أحد القادة السابقين في “اللواء الأول” في حي برزة، ليكون وسيطاً مع “الفيلق” حول آلية إدخال حي جوبر الدمشقي وبلدتي زملكا وعين ترما في “التسوية”، تجنباً لعمل عسكري قد يودي بحياة المئات مجدداً. وذلك مع استمرار التواصل بين “الفيلق” والجانب الروسي، بشكل سرّي، بحسب مصادر “المدن” لإقناع “الفيلق” بالتخلي عن “هيئة تحرير الشام” وإجراء مفاوضات توقف القصف وتسمح بالخروج نحو “مراكز الإيواء المؤقت” أو الشمال السوري.

 

وشهدت منطقة العب في محيط مدينة دوما، الأحد، اجتماعات مكثفة لوفود من “جيش الإسلام” ومن الجانب الروسي ومن جانب النظام، بحضور ضباط مخابرات مصريين كانوا قد جاؤوا إلى دمشق مع بداية الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية، للتفاوض عن “جيش الإسلام” الذي فوّض المخابرات المصرية، كـ”ضامن” منذ اتفاق القاهرة لـ”خفض التصعيد” في آب/أغسطس 2017.

 

ويستمر الحديث عن خروج مرتقب لعناصر وقيادات من “جيش الإسلام” إلى درعا، وهو ما أكدته مصادر عسكرية في الجنوب السوري، لـ”المدن”، حول اتصالات تجري بينهم وبين “الجيش” لتجهيز أماكن لإقامة العناصر والقيادات والأهالي، فيما يستمر “جيش الإسلام” بعمليات نقل أسرى النظام لديه من أبناء الطائفة العلوية إلى سجون خاصة في محيط دوما، تمهيداً لتسليمهم في وقت لاحق، ضمن اتفاقية مع الجانب الروسي.

 

وكان “جيش الإسلام” قد أخرج 13 شخصاً في عملية سريعة عبر الهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة نحو مدينة ادلب، قال إنهم تابعون لـ”هيئة تحرير الشام”، كانوا في سجونه، إلا أن مصادر من “الهيئة” في الغوطة، أكدت لـ”المدن”، أن أغلب الذين تم تهجيرهم نحو الشمال لا علاقة لهم بـ”الهيئة”، وأن من بينهم 4 أشخاص معتقلين بتهم جنائية، وآخرين اعتقلهم “جيش الإسلام” من القطاع الأوسط بتهمة الانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”. المصدر نفى أي تواصل بين “جيش الإسلام” و”هيئة تحرير الشام” لتنسيق عملية إخلاء وخروج عناصر “الهيئة” نحو الشمال السوري.

 

وشهدت بلدة كفربطنا في القطاع الأوسط، مسيرات رُفع فيها علم النظام، وطالبت الفصائل بالخروج من المنطقة، ويأتي ذلك بطلب من النظام لتحييد المنطقة عن القصف وفتح ملف التفاوض الذي يقوده الشيخ بسام ضفدع، المقيم في دمشق والموالي للنظام، والذي يملك شعبية في بلدته. وقد توقف القصف فعلياً عن المنطقة. مصادر “المدن” أكدت أنه سيتم تشكيل لجنة مدنية/عسكرية من البلدة للخروج إلى دمشق وإجراء تفاوض مع النظام برعاية ضفدع، وتدخل غير مباشر من وزير الكهرباء زهير خربوطلي، أحد أبناء مدينة كفربطنا.

 

ووجه رئيس الوزراء عماد خميس، ابن بلدة سقبا، دعوة لأهالي سقبا لتشكيل لجنة تفاوض مدنية/عسكرية أيضاً، والخروج إلى دمشق لبحث آلية دخول البلدة حيّز “المصالحات” و”التسويات”، على غرار ما يجري في حمورية وكفربطنا.

 

ويسعى النظام إلى تشتيت المفاوضات في الغوطة الشرقية عبر رفضه وجود وفد واحد يمثل القطاع الاوسط كاملاً، مصراً على تشكيل لجان فردية ممثلة لكل منطقة للتفاوض على حدة.

 

وتشهد مدينة حرستا، الإثنين، دخولاً لوفد تابع للأمم المتحدة والهلال الأحمر لإخلاء المرضى والحالات الحرجى إلى مشافي دمشق، لتأتي بعدها مرحلة المفاوضات المباشرة مع “حركة أحرار الشام الإسلامية” لبحث مصير المدينة.

 

ويستمر النظام بالتصعيد العسكري على مدينة عربين، بقصف مكثف من الجو والبر، وسط محاولات اقتحام مستمرة من جهة المعهد الفني، أحد أجزاء “إدارة المركبات العسكرية”.

 

الروس يفاوضون فصائل الغوطة..والفرقة السابعة تصل

أعلن مركز “المصالحة” الروسي في سوريا، عن عقد لقاءات جديدة مع “فيلق الرحمن” و”جيش الإسلام”، لتنسيق خروج آمن لعناصر “جبهة تحرير الشام” وإنهاء ملف الغوطة الشرقية.

 

وقال المتحدث باسم مركز المصالحة اللواء فلاديمير زولوتوخين، في تصريحات صحافية نقلتها قناة “روسيا اليوم”، إن ممثلي المركز عقدوا  اجتماعاً مع ممثلين عن “فيلق الرحمن” وطلبوا منه النأي عن “جبهة النصرة”. وتم بحث تنظيم عملية انسحاب “النصرة” من الغوطة بشكل عاجل ومستقبل عناصر “الفيلق”.

 

من جهة ثانية، عقد ممثلو المركز، بوساطة من الأمم المتحدة، اجتماعاً مع قيادة “جيش الإسلام”. وقال زولوتوخين، إن الاجتماع عقد “بهدف التوصل إلى اتفاق على خروج دفعة ثانية من مسلحيه (جيش الإسلام) من الغوطة”.

 

وكشف زولوتوخين عن مفاوضات تجري مع وجهاء وممثلين عن بعض قرى وبلدات الغوطة، من أجل إخلاء مناطقهم وإخراج المدنيين عبر معبر مخيم الوافدين، لافتاً إلى وجود معبر آخر في محيط بلدة جسرين حنوب الغوطة.

 

في المقابل، وبينما نفى “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” وجود مفاوضات حول إخلاء الغوطة، نقلت وكالة “فرانس برس” عن رئيس المكتب السياسي لـ”جيش الإسلام” ياسر دلوان قوله، إن “المفاوضات عبر الأمم المتحدة وهي فقط لإخراج النصرة”. وأضاف “ننتظر من فيلق الرحمن أن يتابع إخراج الباقي من طرفه”.

 

ويبدو أن الاتفاق، إذا تم التوصل إليه، سيبدأ تنفيذه من سقبا وجسرين، ومدينة حمورية، حيث تلقت لجنة تمثل المدينة “عرضاً للمصالحة يتضمن خروج المدنيين والمقاتلين الراغبين من حمورية إلى مناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل المعارضة”، في إدلب أو درعا، وفقاً لمصدر حضر الاجتماعات مع الجانب الروسي.

 

وكان الجيش الروسي قد أعلن في وقت متأخر، الأحد، إجلاءه 52 مدنياً، بينهم 26 طفلاً من الغوطة الشرقية، بعد محادثات مع السلطات المحلية. وأوضح في بيان، أن مدنيين وسكاناً من مدينة مسرابا نقلوا إلى مخيم مؤقت للنازحين حيث يتلقون الرعاية الطبية.

 

 

إلى ذلك، أعلنت القاعدة الروسية العسكرية في حميميم عن وصول تعزيزات عسكرية إلى الغوطة الشرقية، لتعديل حالة “تعثر تقدم القوات البرية من الفرق العسكرية القتالية من الجهة الغربية من الغوطة الشرقية”.

 

وقالت صفحة “القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية” على “فايسبوك”، في منشور لها “نعتقد أن وجود مقاتلين أصحاب خبرة عالية في تحقيق النتائج قد يساعد على تخطي هذه التعقيدات في المنطقة، أصبح لدينا تفاؤل متزايد بإمكانية تحقيق ذلك بوقت قريب بعد أن تم إرسال قوات الفرقة القتالية السابعة إلى هناك”.

 

موسكو: تقدم في المفاوضات مع المعارضة حول الغوطة

أعلن مركز المصالحة الروسي في دمشق عن تقدم في عملية المفاوضات مع مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية، من أجل إخراج المدنيين. وأشار الجانب الروسي إلى أن جزءاً من فصائل المعارضة يبحث إمكانية إخراج عشرات المدنيين مقابل خروجهم مع عائلاتهم.

 

وقال المتحدث باسم مركز المصالحة اللواء فلاديمير زولوتوخين، الأحد، إن “مركز المصالحة بين الأطراف المتنازعة، والعسكريين السوريين يواصلون المفاوضات مع أعضاء الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية حول إخراج المدنيين من المنطقة​​​”.

 

وأضاف زولوتوخين “يبحث المسلحون إمكانية إخراج عشرات السكان مقابل إمكانية مغادرة المنطقة مع عائلاتهم مع ضمانات أمنية”، في حين نفى أكبر فصيلين في الغوطة الشرقية صحة هذه الأنباء.

 

وقال المتحدث باسم “فيلق الرحمن” وائل علوان، إنه “لا يوجد أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الجانب الروسي أو حلفائه، ولا يوجد أي تكليف يسمح لأحد بالتفاوض عن ثوار الغوطة ومؤسساتها والجيش الحر فيها”.

 

من جانبه أكد مسؤول “المكتب السياسي” لـ”جيش الإسلام” محمد علوش “أن الغوطة بعدما شهدته من الخذلان تعرف كيف تفاوض عن نفسها، ولم تفوض أي جهة بذلك ولها قيادة في الداخل وممثلون يفاوضون في الخارج”.

 

من جهة ثانية، قالت قاعدة حميميم العسكرية الروسية، إن “الممر الإنساني في قرية مخيم الوافدين مازال مفتوحا وجاهزاً لاستقبال المدنيين الراغبين في الخروج من منطقة الغوطة الشرقية”.

 

ولفت متحدث باسم القاعدة، إلى أنه “بعد المباحثات الطويلة التي عقدها ممثلو مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة مع فصائل جيش الإسلام الإرهابية للمعارضة السورية، تم التوصل الى الاتفاقية بشأن خروج أول دفعة من المسلحين من منطقة خفض التوتر في الغوطة الشرقية”.

 

وأضاف “عبر (الجمعة) 13 مسلحاً دون أسلحتهم إلى النقطة الآمنة في قرية مخيم الوافدين، وتم نقلهم الى منطقة خفض التوتر في إدلب الى قرية قلعات المديك بريف حماه تحت ضمان الأمن من قبلنا”.

 

النظام يعزل دوما.. ويرفع حصيلة القتلى إلى 1031

نشر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” حصيلة جديدة لضحايا التصعيد الأخير في الغوطة الشرقية، حيث بلغ عدد القتلى المدنيين أكثر من 1000 قتيل، منذ 18 شباط/فبراير، فيما أصيب أكثر 4350.

 

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مدير “المرصد” رامي عبدالرحمن قوله، إن ثمانية مدنيين قتلوا في قصف على حرستا وعربين، ما رفع حصيلة القتلى منذ بدء الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية، إلى 1031 بينهم 219 طفلاً.

 

وتمكّنت قوات النظام السوري والمليشيات المقاتلة معها، بغطاء جوي روسي، من عزل مدينة دوما وتقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أجزاء، توزعت بين حرستا غرباً، ودوما وريفها شمالاً، وبقية البلدات والمدن في الجنوب، في حين نفت فصائل المعارضة صحة تلك الأنباء وقالت إن دوما وحرستا لم تعزلا بالكامل عن بعضهما أو عن باقي أجزاء الغوطة في الجنوب.

 

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن قوات النظام حققت تقدماً على محور مسرابا ومزارع أفتريس. وأشارت إلى أن “العمليات العسكرية تركزت خلال الساعات القليلة الماضية على أوكار الإرهابيين في محور بلدتي مسرابا ومديرا، وذلك بهدف قطع خطوط إمدادهم بين شمال الغوطة وجنوبها تمهيداً لاجتثاثهم بشكل كامل”.

 

يأتي ذلك بعدما تمكنت قوات النظام من السيطرة على قرية بيت سوا، إحدى نقاط الإمداد الهامة للمعارضة في المناطق المحاصرة داخل الغوطة الشرقية.

 

في المقابل، أطلق “المجلس المحلي لمدينة دوما” نادء استغاثة لإنقاذ المدينة والمدنيين العالقين فيها. وقال المجلس في بيان “بعد أكثر من عشرين يوماً على الحملة الهمجية والإبادة الجماعية في الغوطة الشرقية، مما أدى إلى تردي الوضع الإنساني والغذائي إلى مستوى كارثي، إننا في المجلس المحلي لمدينة دوما نوجه نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية عامة، لرفع المعاناة عن الأهالي في مدينة دوما، التي تحتوي الآن على عدد كبير من مهجري المدن المجاورة التي تعرضت لطغيان الأسد”.

 

وأضاف البيان، إنه نتيجة لاكتظاظ الملاجىء، أصبح الناس “ينامون في الطرقات والحدائق العامة، ويفترشون العراء، بالإضافة إلى صعوبة دفن الشهداء منذ ثلاثة أيام، بسبب شدة القصف على مقبرة المدينة مما ينذر بكارثة إنسانية يتحمل وزرها المجتمع الدولي”.

 

القوات التركية تشارف على دخول مدينة عفرين

قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن القوات التركية وصلت إلى مشارف مدينة عفرين، بعد أن بسطت سيطرتها على كل المناطق الحدودية المتاخمة للمدينة، بما في ذلك عدد من البلدات الصغيرة والقرى.

 

وأشار “المرصد” أن الجيشين التركي والسوري الحر يتقدمان باتجاه المدينة من جهة الشرق تحت غطاء من قصف مكثف، فيما أفادت وكالة “رووداو” الكردية، الأحد، أن عدداً آخر من مسلحي “القوات الشعبية” التابعة للنظام السوري وصل إلى منطقة عفرين. وأشارت إلى أنه تم نقل المسلحين بواسطة حافلات، وتمركز أغلبهم في قرية عاقيبي جنوب مدينة عفرين ورفعوا الأعلام السورية على مرتفعات المنطقة.

 

وسيطر الجيشان التركي والسوري الحر، صباح الأحد، على خمس قرى جديدة هي قره تبه وقسطل كجك التابعتان لبلدة شران شمال شرقي عفرين، وخالدية وجبول التابعتان لمركز عفرين، وكانة كاور التابعة لبلدة جنديريس.

 

وبهذا، يصل عدد النقاط التي خسرتها “وحدات حماية الشعب” الكردية في عفرين إلى 176؛ بينها خمس نواحٍ و140 قرية، و31 موقعاً إستراتيجياً، فيما أعلن الجيش التركي تحييد 3291 من “الوحدات الكردية” منذ انطلاق عملية “غصن الزيتون” قبل حوالى شهرين.

 

وكانت فصائل عسكرية تابعة للجيش السوري الحر أعلنت في قوت سابق أنها باتت على بعد كيلومتر واحد من مدخل مدينة عفرين، فيما تشير خرائط نشرتها وسائل إعلام تركية وأخرى تابعة للمعارضة السورية إقتراب تطويق عفرين من الجهات الأربع.

 

من جهتها، قالت “رووداو” إن إشتباكات عنيفة اندلعت في مناطق جنديرس، بلبلة، وشرا في عفرين. ونقلت عن مصادر محلية أن “معارك عنيفة ما زالت محتدمة في منطقة جنديرس التي كان الجيش التركي قد أعلن سيطرته عليها، لا سيما في قرى كاني كورك، كفر زيتة، وقربة”.

 

وفي شرا، تستمر المعارك في قريتي كفر روم وقورتقولاق. وقالت المصادر إن “المعارك مستمرة أيضاً في قرى بركاش، قاشا، بيبكا، وقوتا التابعة لناحية بلبلة، وسط أنباء بوجود قصف مدفعي وجوي للقوات التركية لمحيط مدينة عفرين”.

 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن قوات بلاده تستمر بتقدمها باتجاه مدينة عفرين، وإنها شارفت على الدخول إلى مركزها. وأضاف “إن جنودنا يتقدمون الآن باتجاه مدينة عفرين وشارفوا على دخولها”.

 

وأعلن الرئيس التركي أن القوات التركية سيطرت على حوالى 850 كيلومتراً مربعاً في المنطقة. وأوضح “نحن لا نفعل ذلك للمتعة أو لإحتلال الأراضي وإنما فقط من أجل القضاء على هؤلاء الإرهابيين الذين يستهدفون بلادنا. سنطاردهم حتى النهاية”.

 

لماذا ترفض”تحرير الشام”وقف الاقتتال مع “تحرير سوريا”؟

خالد الخطيب

تجدد الاقتتال بين “جبهة تحرير سوريا” و”هيئة تحرير الشام” بعدما توقف لمدة 48 ساعة بموجب مبادرة وقف إطلاق نار تقدم بها كل من “فيلق الشام” و”جيش الأحرار” نهاية الأسبوع الماضي. وكان من المقرر أن تكون الهدنة المؤقتة فرصة لمفاوضات بين الطرفين، برعاية أصحاب المبادرة، بهدف التوصل لحل شامل يوقف القتال كلياً. لكن العكس قد حصل، فاستغل الطرفان الهدنة المؤقتة لحشد المزيد من القوات على الجبهات، خاصة في ريف حلب الغربي.

 

وبدأت “تحرير الشام” القتال من جديد، وهاجمت، الأحد، قرية بسرطون بعدما قصفتها بالدبابات والرشاشات الثقيلة، واشتبك الطرفان على أطرافها، وتوسعت المواجهات إلى قرية عاجل التي تسيطر عليها “تحرير الشام”، واستهدفت “تحرير سوريا” أورم الكبرى بالأسلحة الثقيلة رداً على القصف الذي استهدف قرية عويجل القريبة. المعارك لم تسفر عن تغيير في خريطة السيطرة للطرفين.

 

وخسرت “تحرير الشام  دبابة ورشاشين 23، وعدداً من السيارات رباعية الدفع، و8 عناصر بين أسير وقتيل، وتمكنت من أسر 7 عناصر من “تحرير سوريا” قرب قرية بسرطون، وقالت وكالة “إباء” التابعة لـ”الهيئة” إن الأسرى سلموا أنفسهم بعد محاصرتهم في تلة النبي نعمان في ريف حلب الغربي.

 

القوة العسكرية الأكبر التي حشدتها “تحرير الشام” تركزت في محوري بسرطون ومنطقة عاجل، وهو محور القتال الأوسط، وتعتبر هذه المنطقة الخط الدفاعي الأبرز عن بلدتي عين جارة وقبتان الجبل، المعاقل الاستراتيجية الأهم لـ”حركة نور الدين الزنكي” ومركز ثقلها الرئيسي. في حين أن المحور الأيمن يتجه نحو منطقة الجمعيات السكنية والراشدين والمنصورة وخان العسل في ضواحي مدينة حلب الغربية، والمحور الأيسر يتجه نحو دارة عزة وجبل الشيخ بركات، وهي محاور ثانوية قد تشغلها “تحرير الشام” في حال حققت تقدماً في المحور الأوسط.

 

وأصدر طرفا القتال بيانات تفصيلية توضح الأسباب التي أدت إلى فشل مبادرة وقف إطلاق النار، وتبادلا تحمّيل بعضهما البعض مسؤولية الفشل. “تحرير الشام” حمّلت مسؤولية خصومها مسؤولية فشل المبادرة، واتهمتهم بالتهرب من التزاماتهم بخصوص الاجتماعات المقررة ومكان انعقادها، وبدا بيانها أكثر تشدداً بعد الهدنة المؤقتة. وأكدت “تحرير الشام”،  بشكل غير مباشر، أنها لن تقبل بوقف القتال إلا بشروطها المتعلقة بـ”حركة الزنكي”، وأوضحت أن موقفها ميدانياً أفضل من موقف خصومها، واتهمتهم بالسعي لفرض وقف إطلاق النار وكسب الوقت بعدما أصبح الوضع العسكري في غير صالحهم، “ففي الوقت الذي يتقدمون فيه يهددون ويرفضون الصلح، وعندما كسرنا شوكتهم اقترحوا وقف إطلاق النار”.

 

في حين أكدت “تحرير سوريا” في بيانها رفضها القاطع للشروط التي وضعتها “تحرير الشام” لوقف إطلاق النار، وأوضحت أنها السبب الرئيس في فشل المبادرة، ووصفتها بالشروط المجحفة، وأكدت أن “تحرير الشام” طالبت بتنفيذ الشروط قبل أي وقفٍ لإطلاق النار، وأكدت أنها تحاول وقف إطلاق النار وإنهاء الاقتتال من أجل التفرغ لفتح جبهات ومعارك حقيقة ضد النظام لنصرة الغوطة الشرقية، وعبرت عن أسفها لعدم قدرتها على القيام بواجبها اتجاه الغوطة الشرقية في الوقت الحالي بسبب الحرب التي تشنها “تحرير الشام” ضدها، وطالبت في بيانها الفصائل والمشايخ وجميع الفعاليات المدينة  بإجبار “تحرير الشام” على إيقاف القتال والخضوع لشرع الله.

 

رئيس الهيئة الشرعية في “فيلق الشام” الشيخ عمر حذيفة، والذي يدير مبادرة وقف إطلاق النار بين الطرفين، أكد في “تلغرام”، أن الخلاف الرئيس الذي أفشل المبادرة ومنع الطرفين من تمديد الهدنة هو على مكان الاجتماع الذي طلبت تحرير سوريا أن يكون في منطقة محايدة، واعتذر وفدها عن القدوم إلى الموقع الذي تم اقتراحه، وعندما اتفق على مكان جديد تم الكشف عن اختراق أمني للموقع، وهنا امتنع وفد “تحرير الشام” عن الحضور، وانتهت المحاولات بتبادل الاتهامات عن التهرب.

 

وتحاول “تحرير الشام” اتباع سياسة القضم البطيء لمناطق سيطرة خصومها في ريف حلب الغربي، بأقل خسائر ممكنة، وتعوّل بشكل كبير على استنزاف القوات المدافعة عن المنطقة، وإجبارها على الاستسلام لشروطها لوقف إطلاق النار، وبالتالي خنق “الزنكي” في بقعة جغرافية محاصرة في ريف حلب الغربي، تحيط بها “الهيئة” من كافة الجهات.

 

استمرار القتال واحتمال بقاء الكفة ميدانياً في صالح “تحرير الشام” سيدفعها لتعديل الشرط القاضي باستلام فصائل محايدة مثل “فيلق الشام” و”جيش الأحرار” للمنطقة الفاصلة بين مناطق “الزنكي” ومنطقة عفرين، لتصبح المنطقة بالكامل تحت سيطرتها.

 

ولدى “تحرير سوريا” في ريف حلب الغربي قاعدة شعبية صلبة، وترسانة من الأسلحة والذخائر تمكنها من الصمود لفترة لا بأس بها، وهو ما تعول عليه الآن في حربها، لكنها غير قادرة على تحمل أعباء المعركة لوقت طويل، ولن تتمكن من الدفاع عن الهوامش والأطراف في الضواحي الغربية والجمعيات السكنية ودارة عزة لوقت طويل، وستنحاز مجبرة مع الوقت إلى المركز، أي إلى القرى والبلدات التي تتركز فيها القوة البشرية الموالية لها ومركز العتاد في قبتان وعين جارة. وهذا ما تريده “تحرير الشام” التي لا ترى ضرورة لاقتحام مناطق “الزنكي” التقليدية، ولا الصدام مباشرة مع أهالي المنطقة، في حال تحقق هدفها بحصار خصومها في جيب جغرافي ضيق ومعزول.

 

بدت “تحرير الشام” مرتاحة في معارك ريف حلب الغربي الأخيرة، ولم يشهد ريف إدلب الجنوبي أو جبل الزاوية مواجهات عنيفة مع “ألوية صقور الشام” أو “تحرير سوريا”، واكتفى القادة الميدانيون وأنصارهم بمهاجمة “تحرير الشام” في مواقع التواصل الاجتماعي، واتهامها بالخيانة، وحذروا من تمددها ومواصلة زحفها حتى جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، منطقة “درع الفرات” في حال فرضت سيطرتها على ريف حلب الغربي.

 

وتعرضت مدينة إدلب، لغارات جوية، الأحد، استهدفت مبنى وزارة العدل والإدارة المحلية التابع لـ”حكومة الإنقاذ السورية” التابع لـ”هيئة تحرير الشام”، وكذلك كراج البولمان وحي الجامعة ومبنى البنك المركزي ومبنى الامتحانات التابع لمديرية التربية والتعليم. الغارات الجوية استهدفت أيضاً بلدة بنش في ريف ادلب، وتعرضت قرية كفر سجنة لقصف جوي مماثل تسبب بمقل ثلاثة مدنيين وجرح آخرين.

 

وتلا الغارات الجوية التي تعرضت لها ادلب وقرى في ريفها، قصف بالمدفعية والصواريخ محلية الصنع طال بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين المحاصرتين في ريف إدلب. وأكدت المعارضة المسلحة أن القصف جاء رداً على الغارات الجوية التي تعرضت لها إدلب. وسبق ذلك قصف بالأسلحة الثقيلة على كفريا والفوعة، خلال الأيام الثلاثة الماضية، وتبنت “تحرير الشام” معظمه.

 

وتعرض قائد “جيش العزة” الرائد جميل الصالح، الأحد، لمحاولة اغتيال أثناء مروره على الطريق الدولي بين مدينة خان شيخون وبلدة حيش جنوبي إدلب، واشتبك الصالح ومرافقيه مع مجموعة مسلحة على جانبي الطريق ما تسبب بجرح بعض مرافقي الصالح الذي نجا.

 

قائد “لواء العاصفات” التابع لـ”جيش العزة” في ريف حمص الشمالي أحمد الصالح، تعرض لمحاولة اغتيال مشابهة في ريف حمص الشمالي، بعدما أطلقت مجموعة من الملثمين النار على سيارته ولاذت بالفرار. محاولة الاغتيال باءت بالفشل أيضاً.

 

أنصار “جيش العزة” وجهوا اتهاماً عن محاولة اغتيال قائد اللواء إلى خلايا النظام، وتنظيم “الدولة الإسلامية”، في المقابل لمح أنصار “تحرير الشام” إلى إمكانية ضلوع “حركة أحرار الشام” في العملية لأنها جرت في مناطق سيطرة “الأحرار” والتي، بحسب “تحرير الشام” لديها دافع كبير للتخلص من الرائد الصالح بسبب مواقفه الأخيرة إزاء الاقتتال الراهن.

 

واشنطن بوست: أمريكا تسعى لترميم علاقتها مع تركيا

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن مساعٍ تبذلها أمريكا لترميم علاقتها مع تركيا، ما يجعل حلفاءها الأكراد في سوريا، الذين كانوا العمود الفقري للحملة ضد تنظيم الدولة، معرّضين للخطر.

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وأتراك تحدّثوا عن خطوات ومساعي واشنطن في سبيل إعادة العلاقات مع أنقرة، والتي توتّرت بسبب دعم الأكراد في سوريا وأزمة التأشيرات بين البلدين.

 

وبحسب مسؤول تركي وصفته برفيع المستوى، فإن الخطوة الأولى تتمثل في سحب الأكراد من مدينة منبج السورية ونقلهم إلى شرق نهر الفرات، بعد أن أصبحت “رمزاً للتنافس المحموم بين القوى الإقليمية والولايات المتحدة”.

 

التعهّد الأمريكي بسحب القوات الكردية من منبج، في حال تحقّق، سيلبّي الرغبة التركية المتكرّرة بضرورة أن تفي واشنطن بالتزاماتها التي قطعتها أيام إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، وهو الذي أسهم في دعم الأكراد للسيطرة على المدينة عام 2016.

 

وتقول الصحيفة إن تركيا بقيت مصرّة على موقفها ولم تبدِ أي تخفيف، كما أنها أصرّت على حربها ضد المجموعات الكردية المقاتلة شمال سوريا.

 

هذه المجموعات تعتبرها أنقرة “تنظيمات إرهابية تسعى لإقامة جيب كردي يتحالف مع الانفصاليين الأكراد في تركيا، وعلى رأسهم حزب العمال الكردستاني”.

 

ولم تعطِ واشنطن أي جدول زمني لنقل الأكراد من منبج إلى مواقع شرق الفرات، كما لم يوضح المسؤولون كيف سيتم إنجاز عملية النقل.

 

وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، فإن هذه الأمور ستناقش من قبل لجنة شُكّلت مؤخّراً تضمّ خبراء من أمريكا وتركيا، وعقدت أولى اجتماعاتها يومي الخميس والجمعة الماضيين في واشنطن.

 

دفء العلاقات المؤقت بين واشنطن وأنقرة سيكون على حساب الولايات المتحدة الأمريكية؛ فالقوات الكردية التي تدعمها واشنطن قالت إنها ستنسحب من الخطوط الأمامية المواجهة لمقاتلي تنظيم “داعش”.

 

وأضافت أنها ستلتحق بالقوات الكردية التي تقاتل القوات التركية في الشمال، في وقت كانت الولايات المتحدة تؤكّد دوماً أن مهمة القوات الكردية تتمثل في “التركيز على قتال تنظيم الدولة”.

 

وحذّر قادة أمريكيون من أن عشرات الجنود الأمريكيين المنتشرين مع القوات الكردية سيقاتلون إلى جانب القوات الكردية في حال شنّت تركيا هجوماً على القوات الكردية في منبج، حيث تحشد أنقرة قواتها.

 

وترى الصحيفة أن احتمالية التوصّل لاتفاق بخصوص منبج أدّى إلى هدوء العلاقات المتوتّرة بين أنقرة وواشنطن، ولو مؤقتاً.

 

فبحسب المسؤولين الأتراك والأمريكيين، فإن الاجتماعات التي بدأت الأسبوع الماضي، ومن المقرّر أن تستمرّ في كلتا العاصمتين خلال الأشهر المقبلة، ستتعامل مع جميع القضايا الخلافيّة، ومن ضمن ذلك معارضة إدارة الرئيس دونالد ترامب.

 

وأكّد مسؤول تركي أن الأمريكيين يفهمون مخاوف أنقرة بشكل واضح، خاصة في أعقاب الزيارة التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، ماك ماستر، إلى تركيا مؤخراً.

 

وعبّر مسؤول أمريكي عن خشيته من قيام إدارة ترامب بإقناع الأكراد بالانسحاب من منبج، قائلاً: “قدرتنا هناك تعتمد بشكل كبير على المقاتلين الأكراد. إنه أمر صعب بالنسبة إلينا؛ لأننا قضينا سنوات طويلة مع هؤلاء الرجال (الأكراد)”.

 

ولكن يبدو أن كبار المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين يصفون الشراكة مع تركيا بأنها أهمية قصوى، وأنه لم يعد هناك قدرة على الاستمرار في تجاهل الشكاوى التي تأتي من أنقرة.

 

وقد أظهرت تركيا بالفعل أنها لم تعد قادرة على تحمّل تسويف ومماطلة أمريكا في العديد من القضايا الخلافيّة، ومنها دعم الأكراد، فلقد شنّت القوات التركية، في يناير الماضي، هجوماً ضد المقاتلين الأكراد في عفرين شمالي سوريا، كما أن أنقرة ما زالت تطالب واشنطن بتسليم المعارض التركي فتح الله غولن.

 

واشنطن بوست: ترامب منح الأسد وروسيا رخصة لمواصلة قتل السوريين

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منح نظام الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا “رخصة مفتوحة” لمواصلة قصف الأطفال بغاز الكلور، وقصف المستشفيات والجرائم الأخرى.

 

تصريحات الصحيفة جاءت تعليقاً على كلام لترامب في 22 فبراير الماضي، قال فيه: إن “المصلحة الوحيدة للولايات المتحدة في سوريا، من وجهة نظري، هي التخلص من داعش وعودة القوات إلى ديارها”.

 

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، أنه على الرغم من قرب مرور 30 يوماً على قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار، فإن القوات الروسية والسورية تواصل قصفها بلا هوداة في أكثر الهجمات الدموية وأشدها وحشية.

 

وذكرت أن تلك القوات تسعى إلى السيطرة على الغوطة الشرقية بطرد مقاتلي المعارضة السورية، مشيرة إلى حصار قرابة 400 ألف مدني منذ 2013.

 

الصحيفة لفتت أيضاً إلى مقتل عشرات الأشخاص كل يوم، قائلة: “الأربعاء (الماضي) وحده شهد مقل 93 مدنياً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

 

وأشارت “واشنطن بوست” إلى تقارير تؤكد استهداف المستشفيات والمدارس واستخدام غاز الكلور، واصفة إياه بـ”جرائم حرب”.

 

وفي تعليق على قبول نظام الأسد وروسيا لهدنة تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية، قالت إنه تأكيد آخر أن نظام الأسد وروسيا “لا يرغبان بتنفيذ أية من قرارات الأمم المتحدة”.

 

ورغم استمرار القصف فإن الصحيفة ترى أن “هناك أملاً بألَّا يستمر إفلات نظام الأسد من العقاب”، فمنذ 2011 قامت لجنة تابعة للأمم المتحدة بجمع الأدلة على جرائم الحرب في سوريا لعرضها على مجلس حقوق الإنسان.

 

وتضمن تقريرها الأخير، الذي يغطي الفترة من يوليو حتى يناير الماضيين، تفاصيل “مروعة” حول القصف الذي تتعرض له الغوطة الشرقية من قبل قوات النظام السوري وروسيا.

 

ويقول التقرير إنه إضافة إلى جريمة الحصار الذي تعيشه الغوطة، فإن جرائم الحرب الأخرى منتشرة، بما في ذلك استخدام الأسلحة المحظورة، والهجمات ضد الأهداف المدنية، والتجويع الذي يؤدي إلى سوء التغذية الحاد، والحرمان الروتيني من عمليات إجلاء المرضى.

 

وأشار إلى أنه “في الثامن من نوفمبر تم قصف ثلاث مدارس من الجو، وقُتل وجرح المئات من العاملين في المجال الطبي خلال غارات جوية، وصارت النساء يلدن في منازلهن”.

 

ووثق تقرير اللجنة التابعة للأمم المتحدة استخدام غاز الكلور ثلاث مرات ضد مقاتلي المعارضة، كان آخرها استخدام مبيد آفات يحوي على الفوسفور.

 

وقالت الصحيفة تعليقاً على التقرير: إنها “فظائع لم تستدع رد ترامب، كما حصل العام الماضي، عندما قصف بالصواريخ المطار الذي انطلقت منه الطائرات التي قصفت خان شيخون بغاز الكلور”.

 

وبحسب تقرير اللجنة الأممية، فإن القوات الروسية استهدفت المدنيين بما يرقى إلى جرائم حرب؛ ففي الثالث عشر من نوفمبر الماضي شوهدت طائرة روسية تقوم بسلسلة ضربات جوية على السوق الرئيسية ومنازل في بلدة الأتارب بمحافظة حلب، ما أدى إلى مقتل 84 شخصاً على الأقل، بينهم ست نساء وخمسة أطفال.

 

مسودة قرار أميركي تطالب مجلس الأمن بهدنة لشهر بالغوطة

فرنسا طالبت من روسيا “وقف إراقة الدماء” في سوريا

الأمم المتحدة – وكالات

 

دعت الولايات المتحدة، في مسودة قرار جديد اطلعت عليها “رويترز”، مجلس الأمن الدولي بالمطالبة بوقف إطلاق النار 30 يوما في #الغوطة الشرقية ودمشق.

 

وتطالب المسودة التي أعدتها أميركا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بسرعة إعداد مقترحات لمراقبة تنفيذ وقف القتال.

 

في سياق متصل، حضّ غوتيريس على إيصال المساعدات الإنسانية فورا إلى الغوطة الشرقية وإجلاء الحالات الطبية.

 

وأعلن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر الاثنين أن فرنسا طلبت من روسيا العمل على “وقف إراقة الدماء” في #سوريا، وذلك قبيل اجتماع لمجلس الأمن مخصص لوقف إطلاق النار في هذا البلد.

 

وقال السفير الفرنسي في تصريح صحافي: “بإمكان #روسيا وقف إراقة الدماء”، مضيفاً: “نعلم أن روسيا استناداً إلى نفوذها لدى النظام ولمشاركتها في العمليات، قادرة على إقناع النظام عبر ممارسة كل الضغوط اللازمة لوقف هذا الهجوم البري والجوي” على الغوطة الشرقية.

 

الائتلاف الوطني السوري المعارض يدعو مجلس الأمن لوضع إجراءات تضمن تطبيق القرار 2401

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 12 مارس 2018

 

إستانبول- دعا قيادي في الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى  “ضرورة قيام الدول الأعضاء في مجلس الأمن باتخاذ إجراءات تضمن تنفيذ القرار الدولي 2401″، وذلك قبيل اجتماع للمجلس مساء الاثنين لتقييم عملية وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات للمحتاجين.

 

وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، هادي البحرة البحرة إن “السماح للنظام بمواصلة ارتكاب جرائمه ضد الشعب السوري دون أي عواقب، لن يجعل هناك أي استقرار في المنطقة، ولا نهاية لدورة الإرهاب الفظيعة”. واعتبر، حسبما نقلت عنه الدائرة الإعلامية للإئتلاف،  أن أفعال النظام هي “السبب الجذري للتطرف، والمحرك الرئيسي لدورة الإرهاب التي لا تنتهي”، وحمّل المسؤولية للمجتمع الدولي، وقال إنه “ترك الشعب السوري وحده لمدة سبع سنوات متواصلة في نضاله ضد جرائم النظام الطاغية”.

 

وحسب البحرة، فإن “استمرار إيران في ممارسة سياساتها التدميرية في سورية والمنطقة، من خلال نشر الإرهاب، وإشعال الفتنة الطائفية، وتغذية الصراعات في جميع أنحاء المنطقة؛ سيكون من المستحيل تحقيق السلام والأمن وتحقيق الاستقرار في منطقتنا”، متهما النظام الإيراني بأنه “الداعم الأساسي والشريك المساهم في نظام الأسد”.

 

 

معارضون سوريون مستقلون يجتمعون ببرلين لوضع مواثيق سياسية لعمل مشترك

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 12 مارس 2018

 

روما ـ أنهت شخصيات سياسية وفكرية وثقافية وإعلامية سورية معارضة مستقلة اجتماعات في العاصمة الألمانية برلين، ناقشت خلالها الوضع السوري وما يمكن القيام به خلال المرحلة القريبة المقبلة فيما يتعلق بالوضع السياسي السوري في الإطار الوطني والديمقراطي.

 

وعلمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن “هذه الشخصيات قررت البدء بوضع وثائق سياسية يمكن التوافق عليها، على أمل أن تكون بمثابة مواثيق عمل مشترك للسوريين في المرحلة المقبلة”.

 

وقد “بحثت الاجتماعات التشاورية التي استمرت ثلاثة أيام، الوضع السوري والممكنات وآفاق المستقبل، وناقشت الوضع السوري عموماً، وأسباب فشل التيارات السورية المعارضة، وتعثر انتصار الثورة”، كما “قدّمت نقداً موضوعياً لمسارها، وقيّمت الراهن بما فيه من إشكاليات سياسية وعسكرية، محلية وإقليمية ودولية”.

 

الاجتماعات التي حضرها جاد الكريم الجباعي، حازم نهار، عبد الباسط سيدا، عبد الحكيم قطيفان، ماجد كيالي، مازن عدي، محمود الحمزة، ميشيل كيلو، يوسف سلامة وآخرون “ناقشت كذلك التحديات التي تواجه المعارضة السورية والممكنات التي يمكن أن تقوم بها هذه المجموعة في سياق العمل الوطني المستقل”، كما “اتفقت على متابعة الحوار حول هذه القضايا في وقت قريب”.

 

ومن المتوقع أن تتواصل اجتماعات هذه الشخصيات قريباً، مع ترجيح أن يصدر عن الاجتماعات المقبلة وثائق سياسية موجهة للسوريين.

 

واشنطن تدعو الأمم المتحدة للمطالبة بهدنة في الغوطة الشرقية ودمشق

الأمم المتحدة (رويترز) – طالبت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين بالدعوة إلى وقف إطلاق النار في دمشق ومنطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة حيث تقول القوات الموالية للرئيس بشار الأسد إنها تستهدف جماعات ”إرهابية“ تقصف العاصمة.

 

ووصفت الأمم المتحدة الغوطة الشرقية بأنها ”جحيم على الأرض“. ووزعت الولايات المتحدة مسودة قرار على أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر تطالب بوقف فوري للقتال لمدة 30 يوما كما تطلب من الأمين العام للمنظمة أنطونيو جوتيريش ”الإسراع بإعداد مقترحات لمراقبة تنفيذ وقف القتال وأي تحرك للمدنيين“.

 

ولم يتضح بعد الموعد الذي ستطرح فيه المسودة، التي اطلعت عليها رويترز، للتصويت.

 

إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح

 

مقاتلو المعارضة: طائرات سورية تنفذ أولى ضرباتها الجوية في الجنوب منذ بدء هدنة

عمان (رويترز) – قال مقاتلو المعارضة وسكان إن طائرات سورية قصفت بلدات تسيطر عليها المعارضة في جنوب البلاد يوم الاثنين في أولى الضربات الجوية على هذه المنطقة منذ رعاية الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي لاتفاق يعتبرها ”منطقة عدم تصعيد“.

 

وقال مسؤولان من المعارضة لرويترز إن ثماني ضربات جوية على الأقل نفذت على مناطق ريفية في محافظة درعا هي بصر الحرير والحراك والغارية الغربية والصورة.

 

والمنطقة الجنوبية المحيطة بدرعا واحدة من ثلاث مناطق رئيسية في سوريا لا يزال عدد كبير من السكان فيها تحت سيطرة المعارضة بالإضافة إلى منطقة شمالية قرب الحدود مع تركيا ومنطقة الغوطة الشرقية على مشارف دمشق.

 

وركزت القوات التابعة للحكومة السورية جهودها على الغوطة الشرقية منذ منتصف فبراير شباط إذ شنت عليها واحدة من أشرس حملاتها خلال هذه الحرب التي تدخل عامها الثامن.

 

وقال أحد قادة المعارضة إن الضربات الجوية على الجنوب بدت وكأنها تحذير لمقاتلي المعارضة تحت مظلة الجيش السوري الحر والذين يخططون لشن هجوم خلال الأيام المقبلة لتخفيف الضغط الواقع على رفاقهم في الغوطة الشرقية.

 

وقال أبو نبوت وهو قائد عسكري في فصيل (لواء توحيد الجنوب) التابع للجيش السوري الحر إن الفصيل يستعد لتنفيذ عملية لم يحدد موعدها بعد وإن النظام السوري نفذ ضربة استباقية.

 

وقال ”عندنا عمل كبير للتخفيف عن أهلنا في الغوطة ولم نعلن ساعة الصفر والنظام استبقنا“.

 

والتقت روسيا، التي تدعم الحكومة السورية في الحرب الأهلية، مع الولايات المتحدة، التي تدعم فصائل تابعة للمعارضة الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، سرا في الأردن في يونيو حزيران وأعلنتا في الشهر التالي وقفا لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا.

 

وخفف اتفاق وقف إطلاق النار حدة القتال هناك وكان يستهدف عدم تصعيد أطول أمدا كخطوة على طريق التسوية الشاملة.

 

وتخشى المعارضة منذ فترة طويلة أن يعود الجيش السوري لمهاجمتها بمجرد تحقيق مكاسب في الشمال ومناطق أخرى. وتقول المعارضة إن مناطق عدم التصعيد تيسر للجيش السوري تحقيق مكاسب على الأرض في مناطق أخرى.

 

وأسفرت الحرب الأهلية السورية متعددة الأطراف عن مقتل مئات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص. وحققت الحكومة مكاسب ضخمة على الأرض منذ انضمام روسيا للقتال لدعم الأسد عام 2015.

 

إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير علا شوقي

 

في مخابئ الغوطة.. سوريون ينتظرون القنبلة التالية في رعب

بيروت (رويترز) – في الوقت الذي يتغلغل فيه الجيش السوري في عمق الغوطة الشرقية تحت القصف المتواصل تكتظ الأدوار السفلية بالمدنيين من سكان المنطقة الذين تقدر الأمم المتحدة عددهم بنحو 400 ألف قابعين في الظلام تحت سيل القنابل المنهمر.

أطفال في ملجأ في مدينة دوما في الغوطة الشرقية في سوريا يوم الأحد. تصوير: بسام خبيه – رويترز.

 

وتحت أسقف منبعجة تنتشر فيها الشروخ من شدة الضربات الجوية السابقة يعلق السوريون ملاءات لتقسيم المساحة لأسر بأكملها.

 

قال رجل في مخبأ بمدينة دوما أكبر المراكز العمرانية في الغوطة ”إحنا في الغوطة الشرقية ومضطهدين، والقصف علينا من فوق ومن جميع أنواع الأسلحة، وصرنا هاي سادس عشر بيت ننتقل منه من بلد لبلد، من كل الغوطة فتلناها (جبناها)، كل ما نروح ع مطرح بينقصف علينا.

 

”امبارح ست قذائف وغارتين على ظهر البناية اللي قاعدين فيها تحت القبو ومطبش ومبين الصورة كلها مطبشة. يعني ما بينقعد نهائيا، يعني ما خرج الواحد يحط جاج فيه (لا يصلح ليضع فيه أحد دجاجا)“.

وقال آخر ”300 واحد بدون حمام“.

 

ولم يشأ مثل الآخرين أن يذكر اسمه خوفا من الانتقام منه مع محاولة الجيش استعادة الجيب من المعارضة.

 

وقال الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا أقوى حلفائه إن الهجوم على الغوطة ضروري للقضاء على حكم مقاتلين إسلاميين للمدنيين في الجيب ولمنع إطلاق قذائف المورتر على دمشق القريبة.

 

غير أن شدة الهجوم، الذي يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تسبب في مقتل 1160 شخصا في ثلاثة أسابيع، قوبلت بالتنديد من دول غربية وأطلقت نداءات من وكالات تابعة للأمم المتحدة تطالب بهدنة إنسانية.

 

بدأ الهجوم بعملية قصف من أعنف ما شهدته الحرب الأهلية باستخدام الطائرات وطائرات الهليكوبتر والمدفعية تلقي بسيل شبه متواصل من الصواريخ والقنابل والقذائف.

 

واستهدف الهجوم منطقة محاصرة منذ عام 2013 تسبب نقص شديد في الغذاء والدواء فيها في انتشار سوء التغذية الحاد والأمراض.

 

وبعد أن بدأ تساقط القنابل قبل ثلاثة أسابيع خاف الناس من مغادرة المخابئ ولو للبحث عن شيء من إمدادات الطعام القليلة الباقية.

* الأطفال

 

كان المخبأ يقع في دورين سفليين تحت الأرض وقد امتلأ عن آخره بالناس. انتشر فيه الأطفال الصغار يثرثرون ويلعبون في ممرات أشبه بالمتاهة بين الملاءات المعلقة.

 

أما داخل غرف الملاءات فكانت مراتب وبطاطين تنتشر على الأرض. كان البعض يحاول أن ينام. وفي أحد الأركان جلس رجل في انتظار وصول أحد رجال الإسعاف لعلاج الجروح التي أصيب بها في هجوم سابق.

 

كانت جروح طولية ظاهرة على كتفه وفوق رأسه وقام رجل الإسعاف بتطهيرها.

 

وساعد الأطفال الصغار في غسل الصحون بشطف الأطباق المصنوعة من صلب لا يصدأ بمياه غير نظيفة من وعاء صغير.

ففي مثل هذه الظروف تتزايد صعوبة الحفاظ على النظافة العامة.

 

ومن ركن آخر في المخبأ جاء صوت رجل ينادي على أم صبي لوث نفسه وهو أمر قال الناس في المخبأ إنه ازداد شيوعا مع انتشار الخوف.

 

كثيرون من القابعين في مخابئ دوما فروا من مناطق أخرى في الغوطة وبعضهم تكرر فراره هربا من الخطوط الأمامية المتغيرة.

 

وفي الأيام الأخيرة وصل عشرات الآلاف إلى المدينة فرارا من التقدم السريع الذي أحرزه الجيش السوري.

 

وقالت امرأة في المخبأ ”نحنا كتير كتير تعبنا هون، كتير كتير بمأساة كبيرة، راحت أراضينا وبيوتنا وأولادنا، ابني استشهد وجوزي (زوجي) مصاب صار له أربع سنين…وراح كل شيء لنا بس بدنا الله يفرجها علينا، بدنا الفرج إحنا العاجل، نطلب من رب العالمين الله يفرجها علينا،وادعوا لنا“.

 

وفوق الرؤوس ظهرت في السقف أسياخ الصلب في الشروخ الكبيرة والتواءات السقف الخرساني الذي بدأ عليه أنه يوشك على السقوط فوق رؤوس سكان المخبأ المرعوبين عند أي انفجار جديد في الجوار.

 

وقالت المرأة ”أي حدا بيسمع هيك الأطفال السوريين، أطفال الغوطة اللي تخلت عننا العالم كلياتها، الدول العربية، بدنا بس الفرج من رب العالمين، تعبنا كتير نحنا، كتير تعبنا هون، ادعوا لنا، ادعوا لنا بالفرج“.

 

تغطية صحفية مراسل في الغوطة الشرقية – إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير سها جادو

 

سكان الغوطة يقولون إن حتى دفن القتلى محفوف بالمخاطر

عمان/بيروت (رويترز) – قالت السلطات المحلية إن آلافا من الأسر تنام في العراء بمدينة دوما أكبر مناطق الغوطة الشرقية الخاضعة للمعارضة في سوريا حيث لم يعد توجد أماكن داخل الأقبية المكتظة لإيواء الناس من القصف الذي تشنه القوات الحكومية.

مجموعة من الأطفال داخل أحد الملاجئ في دوما في الغوطة الشرقية يوم الأحد. تصوير: بسام خبيه – رويترز.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هجوم الجيش على الغوطة المدعوم بضربات جوية ومدفعية أدى إلى مقتل نحو 1160 شخصا منذ يوم 18 فبراير شباط في إطار سعي الرئيس السوري بشار الأسد لسحق آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة دمشق.

 

وفرت آلاف الأسر من الخطوط الأمامية إلى دوما هربا من القصف.

 

وقال المجلس المحلي بمدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة إن المدينة تواجه وضعا كارثيا في ظل عدم وجود أماكن تحت الأرض لإيواء المدنيين.

 

وجرى دفن 70 شخصا على الأقل في حديقة نظرا لأن الضربات الجوية زادت من مخاطر الوصول إلى مقبرة على مشارف المدينة.

 

وفي فيديو جرى تصويره داخل المدينة قال رجل يختبئ في أحد الملاجئ التي تضررت بشدة في دوما ”إنه لا يصلح للسكن بالمرة. ليس آمنا حتى لوضع دجاج فيه. لا توجد دورة مياه، مجرد مرحاض واحد وهناك نحو 300 شخص“.

 

وذكر سكان أن عشرات الأشخاص مازالوا محاصرين أحياء تحت الأنقاض في ظل عدم تمكن عمال الإنقاذ من الوصول إليهم بسبب شدة الغارات.

 

وسيطرت قوات الحكومة الآن على أكثر من نصف الجيب الذي يقع تحت سيطرة المعارضة وفرضت حصارا كاملا على دوما آخر مركز حضري كبير في الغوطة الشرقية لتعزلها عن المناطق المجاورة خلال تقدمها يومي السبت والأحد.

 

وفي دلالة واضحة على سخط السكان من سياسة الصمود التي تنتهجها المعارضة قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مئات الأشخاص نظموا احتجاجا في بلدة كفر بطنا للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء الهجوم. وأضاف أن مجهولين أطلقوا النار على الحشد مما أدى إلى مقتل شخص واحد. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من المتحدث باسم فيلق الرحمن وهو الفصيل الرئيسي للمعارضة هناك.

 

كانت جماعة جيش الإسلام، إحدى جماعات المعارضة المسلحة الرئيسية في الغوطة الشرقية، قالت يوم الاثنين إنها توصلت لاتفاق مع روسيا حليفة الحكومة لإجلاء الجرحى من الجيب المحاصر وذلك بعد اتصالات مع موسكو من خلال الأمم المتحدة.

 

وقالت متحدثة باسم العمليات الإنسانية للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية ليست جزءا من الاتفاق ولا تزال تطالب بإجلاء عاجل لأكثر من ألف مريض وجريح في الغوطة الشرقية.

 

وبث التلفزيون الرسمي لقطات من داخل الجزء الخاضع للحكومة على جبهة القتال وظهرت سحب رمادية من الدخان من عدة مناطق في خلفية تمتلئ بالأبنية المنهارة.

 

وسقط جزء من مئذنة، وفي الخلفية تسنى سماع صوت مركبات ثقيلة وهي تمر بالمنطقة فضلا عن دوي الانفجارات.

* نصف مليون قتيل

 

عملية الغوطة واحدة من أعنف هجمات الحرب التي تدخل عامها الثامن هذا الأسبوع. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الاثنين وللمرة الأولى أن عدد قتلى الحرب تجاوز نصف مليون شخص.

 

وأكد المرصد مقتل نحو 511 ألف شخص وقال إن لديه أسماء أكثر من 350 ألفا منهم. وأضاف أن نحو 85 في المئة قتلوا بنيران القوات الحكومية وحلفائها.

 

وتقع الغوطة الشرقية تحت حصار منذ سنوات بعد أن انضم الكثير من سكانها للاحتجاجات التي اندلعت في البداية ضد حكم الأسد في 2011 والتي أدت لانزلاق البلاد بعد ذلك إلى حرب أهلية. وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف شخص يعيشون في الجيب المحاصر الذي يعاني من نقص الغذاء والدواء حتى قبل الهجوم الحالي الكبير الذي بدأ في منتصف فبراير شباط.

 

ويقول الأسد وحليفته روسيا إن الهجوم على الغوطة الشرقية ضروري لإنهاء حكم المتشددين الإسلاميين للسكان المدنيين ووقف قصف العاصمة دمشق بقذائف المورتر.

 

وقوبلت شدة القصف بإدانة من دول غربية ودعوات من وكالات تابعة للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار. وتقول روسيا وسوريا إن وقف القتال الذي طلبته الأمم المتحدة لا ينطبق على المقاتلين في الغوطة الشرقية وتجادلان بأنهم أعضاء في جماعات إرهابية محظورة.

 

وحذرت الأمم المتحدة من مجاعة مرتقبة إذا لم تصل المساعدات للمنطقة التي تصلها الشحنات الدولية بشكل متقطع وتعرقلها قوات الحكومة.

 

وعبرت قافلة شاحنات إغاثة الخطوط الأمامية إلى الغوطة الشرقية يوم الجمعة وأفرغت كل حمولتها من المواد الغذائية للسكان المحاصرين رغم القتال.

 

وسيكون الطرد من الغوطة الشرقية أكبر هزيمة للمعارضة المسلحة منذ خسارتها الأراضي التي كانت تسيطر عليها في حلب في ديسمبر كانون الأول 2016. ولا تزال المعارضة تسيطر على مناطق واسعة في شمال غرب وجنوب غرب البلاد وجيوب قليلة متناثرة في مناطق أخرى لكنها طردت من معظم المراكز السكانية الرئيسية.

 

وذكر الإعلام الرسمي أن الضربات الجوية المكثفة في الغوطة استمرت على مناطق عربين وحرستا ومناطق سكانية أخرى يوم الاثنين.

 

إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى