أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 12 أيار 2014

النظام يستعجل استعادة كامل حمص قبل الانتخابات
عمان – تامر الصمادي < لندن، واشنطن، القدس، عمان – «الحياة»، أ ف ب
كثف امس ممثلو النظام السوري اتصالاتهم مع قادة المعارضة السورية في حمص وسط البلاد، لانجاز تسوية في حي الوعر، اخر معاقل المعارضة في «عاصمة الثورة» قبل الانتخابات الرئاسية في بداية الشهر المقبل، في وقت اطبقت قوات النظام وتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) على مدينة دير الزور في شمال شرقي البلاد.
وشن النظام حملة لاستعادة مواقع بين دمشق والجولان الامر الذي دفع اسرائيل الى اغلاق معبر في الهضبة التي تحتلها، بالتزامن مع قيام سلاح الجوي الاردني بتدمير سيارتين على الحدود مع سورية في ثاني حادث من نوعه في اقل من شهر. (راجع ص 4)
وقالت مصادر المعارضة لـ «الحياة» ان وسطاء عقدوا امس اجتماعات مع اللجنة الامنية في حمص لانجاز تسوية في حي الوعر الذي يضم اكثر من 400 الف شخص، بينهم اهالي حمص القديمة، مشيرة الى ان التسوية ستكون شبيهة بالاتفاق الذي انجز في حي برزة البلد قرب دمشق، وتضمن «شراكة امنية ومحلية» بين قوات النظام والمعارضة في الوعر، و»دفع» اهالي حمص القديمة للعودة الى بيوتهم بعد خروج قوات المعارضة قبل ايام ودخول قوات النظام اليها بموجب اتفاق، قادته ايران. واشارت المصادر الى ان ممثلي النظام قدموا «اغراءات وضغوطاً» لتسريع انجاز التسوية.
وسقطت بعد منتصف ليل أمس قذيفتان أطلقتهما كتائب اسلامية على مناطق في بلدة نبل التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية ما أدى إلى إصابة ثلاثة بجروح، علماً أن ايصال المساعدات الى نبل والزهراء كان ضمن اتفاق حمص. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس ان قوات النظام قصفت مناطق في بلدة الدار الكبيرة حيث يقيم مقاتلو المعارضة بعد خروجهم من حمص المحاصرة. كما دارت اشتباكات في حي الوعر و «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في الحي».
وبين دمشق والجولان، تعرضت مناطق في بلدة القحطانية لقصف ترافق مع اشتباكات عنيفة في محاولة من قوات النظام استعادة السيطرة على البلدة الواقعة على الحدود مع الجولان، بحسب «المرصد». واعلن الجيش الاسرائيلي امس منطقة معبر القنيطرة بين سورية والجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان منطقة عسكرية مغلقة. وقالت ناطقة باسم الجيش لوكالة «فرانس برس» انه تم اغلاق المنطقة حول القنيطرة «لأسباب امنية».
والى الجنوب الشرقي، قال مصدر مسؤول في الجيش الأردني إن قوات حرس الحدود أحبطت أول من أمس «محاولة إدخال عدد من السيارات التي تحمل مواد مهربة من الأراضي السورية تجاه الأردن»، ذلك في ثاني حادث من نوعه خلال أقل من شهر. وأضاف المصدر في بيان أن «إحدى طائرات سلاح الجو العمودية المقاتلة دمرت سيارتين وجدت بداخلهما كميات كبيرة من المواد المهربة».
وفي شمال شرقي البلاد، أطبق مقاتلو «داعش» وقوات الأسد على دير الزور بعد تقدم «داعش» في ريفها الغربي، مع حصول مواجهات مع «جبهة النصرة» في الريف الشرقي، في وقت سيطر مقاتلو «داعش» على مصنع غاز «كونيكو» قرب الطابية بعد معارك مع «الجبهة الإسلامية» و «النصرة». وأشار «المرصد» إلى أن الاشتباكات التي اندلعت نهاية الشهر الماضي، إثر تنفيذ «الدولة الإسلامية» هجوماً على عدة مناطق في ريفي دير الزور الغربي والشرقي «أجبرت الاشتباكات أكثر من 100 ألف مواطن من سكان هذه المناطق والنازحين إليها على النزوح إلى مناطق أخرى بحثاً عن ملاذ أمن».
الى ذلك، يبدأ وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل هذا الأسبوع جولة تشمل السعودية والأردن وإسرائيل سيجري خلالها محادثات تطغى عليها المخاوف في شأن ايران والحرب في سورية. ويتوجه الوزير الأميركي اليوم الى جدة حيث يشارك في اجتماع مع وزراء الدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي.
انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية السورية رواية ألمانية تؤكد استخدام النظام الكلور
مع انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في 3 حزيران، والتي يتوقع ان تبقي الرئيس بشار الاسد في موقعه، دعت رئاسة الجمهورية السورية الى التعامل بايجابية مع الاجواء الانتخابية، فيما تواصلت التطورات الميدانية على الارض، إذ تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له عن تقدم للقوات النظامية في حي جوبر قرب دمشق. وأعلنت اسرائيل منطقة معبر القنيطرة الذي يربط منطقة الجولان المحتلة بسوريا منطقة عسكرية بعدما اقترب القتال بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة منه. واستمرت عودة السكان الى حمص القديمة لتفقد الاحياء التي خرج منها مقاتلو المعارضة الاسبوع الماضي في اطار اتفاق مع الحكومة السورية رعته الامم المتحدة. واقيم قداس وصلاة شكر في كنيسة أم الزنار في حي الحميدية ذي الغالبية المسيحية.
وقال المرصد إن “أكثر من 100 ألف شخص نزحوا من محافظة دير الزور بسوريا بعدما تمكن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) من السيطرة على الريف الغربي من المدينة مع احتدام المعارك بين الجيش السوري الحر وداعش في الشمال”.
كما انقطعت إمدادات المياه عن أحياء مدينة حلب بعد منع النظام دخول الوقود اللازم لتشغيل المضخات، مما يهدد بأزمة نقص حادة تشمل المدينة بأكملها بما فيها المناطق الموالية للنظام.
وافاد ناشطون في المعارضة أن انقطاع إمدادات المياه الصالحة للشرب أجبر السكان على الوقوف في طوابير للحصول على مياه الأبار، محذرين من انتشار الأمراض بسبب لجوء البعض إلى استخدام المياه الملوثة.
غاز الكلور
في غضون ذلك، أوردت مجلة “در شبيغل” الألمانية أنه على رغم تعهد النظام السوري التخلص من الأسلحة الكيميائية، إلا أن النظام لا يزال يشن هجمات على القرى والمدن مستخدماً قنابل غاز الكلور ليحكم سيطرته مرة أخرى على المناطق التي خسرها أمام المعارضة.
وفي تقرير صحافي نشرته المجلة الألمانية في موقعها الإلكتروني خلال وجودها هناك لرصد المناطق التي أصابها الدمار من جراء التفجيرات الأخيرة ومقابلة أسر الضحايا وشهود، نقلت المجلة شهادة أبو عبدو أحد المزارعين من قرية تلمنيس بجنوب محافظة إدلب، قال فيها: “تحوم مروحيات النظام حول المدينة قبل إلقاء حمولتها من الغاز، وعادة لا يسمع دوي أي انفجار كبير وأحيانا مجرد أثر الارتطام بالأرض ومن بعدها يأتي الموت بكل هدوء، كما حدث مساء يوم 21 نيسان الماضي”.
وأوضحت انه تم اسعاف نحو 300 شخص في القرية يومذاك كانوا يعانون حروقاً في أجهزة التنفس وصعوبة في التنفس وهياجا في العينين، ولم يحدث الغاز أي إصابات سطحية. وأضافت “أجرى الجيش النظامي ما لا يقل عن 10 هجمات بغاز الكلور على حدود مناطق إدلب وحماه في 10 نيسان، فخلال الشهرين الاخيرين فقد النظام السيطرة على القرى ذات الأهمية الاستراتيجية في المنطقة وأقفل الثوار أيضا الطريق السريع بين حماه وحلب، ولذا يبدو أن دمشق تسعى الى كسب اليد العليا من خلال استخدام غاز الكلور”.
طهران
وفي طهران، أكد مساعد رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية البريغادير مسعود جزائري أن معلومات استخبارية موثوقاً بها أظهرت أن الدول الغربية والعربية تدعم المسلحين في سوريا، إذ وضعت خططا لعرقلة عودة المسلحين الأجانب في سوريا إلى أوطانهم. ونقلت عنه وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للانباء “ارنا” في حوار معه “إن هناك معلومات دقيقة وموثقة تشير إلى أن (الاستخبارات) الأوروبية والعربية، بناء على سيناريوات عدة، وضعت خططاً كي تعرقل عودة المسلحين الذين أُرسلوا إلى سوريا إلى مواطنهم وليظلوا عالقين في المنطقة”.
نزوح واسع وخطوط تماس مع مواقع الجيش… وحلب عطشى
“داعش” يحشد لحسم معركة دير الزور
عبد الله سليمان علي
حشد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) كبار قادته العسكريين على جبهة دير الزور، في إشارة واضحة إلى أن قراره باقتحام معاقل خصومه من “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية”، لا رجعة عنه هذه المرة.
وفي ظاهرة لم تشهدها حلب منذ زمن الانتداب الفرنسي، تعيش المدينة حالياً حالة ظمأ شديد، تزداد ضراوته مع مرور الوقت وارتفاع درجات الحرارة، مفسحة لبعض “تجار الموت” المجال لاستغلال حالة العطش. وكان فصيل مسلح يتبع إلى “الهيئة الشرعية”، وهي تشكيل يضم عدة فصائل “إسلامية” أبرزها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية”، قام منذ ثمانية أيام بقطع مياه الشرب من محطة سليمان الحلبي التي تغذّي جميع أنحاء المدينة، حيث تم تحويل المياه من أنابيب الضخ إلى نهر قويق الذي يمر في منتصف المدينة ليصبح النهر الذي ظل عقوداً طويلة مجرى لمياه الصرف الصحي، بعد قيام السلطات التركية بقطع المياه عنه في ثلاثينيات القرن الماضي، منبعاً لمياه الشرب. (تفاصيل صفحة13)
ووصل أبو أيمن العراقي، “والي داعش” في الساحل سابقاً ـ قبل الانسحاب من الساحل ـ وأحد أبرز قادته الأمنيين وأكثرهم قسوة وصلابة، على رأس رتل كبير إلى الريف الغربي لدير الزور قادماً من الرقة، بعد أيام فقط من وصول “القائد العسكري العام” عمر الشيشاني، إضافة إلى مشاركة كل من “والي داعش في دير الزور” عامر الرفدان و”واليه” في الحسكة أبي أسامة العراقي، وهي حزمة من القادة و”الأمراء” لا يستهان بها، وتعبّر عن رهان “داعش” على المعركة الحالية لفرض سيطرته على أرياف دير الزور تمهيداً لحصار المدينة والعمل على اقتحامها.
وكان التطور النوعي الذي حدث أمس الأول، هو سيطرة “داعش” على معبر البغيلية ـ الجنينة، الذي يعتبر بوابة حيّي الجورة والقصور في مدينة دير الزور اللذان يسيطر عليهما الجيش السوري. وقد حاول عناصر “داعش” التقدم في المنطقة والسيطرة على جسر السياسية، إلا أن الطائرات الحربية تدخلت وأجبرتهم على التراجع والانكفاء إلى ما وراء الجسر. وهكذا يكون أصبح لـ”داعش” خط تماس مع الجيش السوري، الأمر الذي من شأنه تصعيد الأوضاع في دير الزور والذهاب بها إلى احتمالات جديدة من المعارك والمعارك الجانبية.
وبينما سيطر “داعش” على الريف الشمالي والريف الغربي (خط البقارة أو الجزيرة) المتصل بريف الرقة بشكل شبه كامل مع استمرار الاشتباكات في مناطق متفرقة منهما، تستمر المعركة الدموية في معقل “أمراء داعش” في جديد عكيدات في الريف الشرقي والتي تعتبر من أشد المعارك الدائرة بين الطرفين وأكثرها ضراوةً، حيث سقط بسببها مئات القتلى والجرحى على مدى الأيام الماضية، ولم يستطع أيّ من الطرفين تثبيت سيطرته عليها، ليبقى الكرّ والفرّ هو السمة الغالبة على هذه المنطقة المهمة، إلا أن “داعش” سيطر على صوامع الكسرة والمطحنة ومنطقة المعامل والمحلج ومحطة غاز الطابية وآبار النفط الموجودة في محيط تلك المنطقة، وأهمها معمل غاز “كونيكو”.
ومع سيطرة “داعش” على بلدة مراط في الريف الشرقي، وإقامته حاجزاً عند نادي النفط السياحي ومزاد الغنم في الصالحية، يكون قد قطع طريق الإمداد على خصومه بين البصيرة، التي تشهد معارك طاحنة، وبين مركز مدينة دير الزور حيث توجد معاقل كبيرة لـتحالف الجبهتين “النصرة” و”الإسلامية”.
وقد دفع تقدم “داعش” في الريف الشرقي، بعض الناشطين إلى إعلان قرى جديد بكارة والطابية وجديد عكيدات والدحلة، مناطق منكوبة، مناشدين المنظمات الإنسانية والإغاثية والطبية تقديم يد العون والمساعدة، والتدخل لدى “أمراء” الحرب وقادة الصراع لوقف هذا الاقتتال في المناطق السكنية، أو فرض هدنة زمنية لإخلاء من تبقى من المدنيين في مناطق الاشتباكات، وسط معلومات عن انتشار جثث القتلى في الشوارع واستحالة سحبها بسبب الاشتباكات، ونقص الدم لخروج بنك دم المدينة عن الخدمة بسبب المعارك، إضافة إلى نفوق الثروة الحيوانية بسبب العطش والجوع، مع استمرار انقطاع الكهرباء والماء لليوم الرابع على التوالي. وتحدث “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في بيان أمس الأول، عن فرار أكثر من 100 ألف شخص من محافظة دير الزور.
وفي ظل هذه التطورات الميدانية، التي يغلب عليها تقدم “داعش” رغم الاستماتة التي يبديها خصومه في إرغامه على التراجع في بعض المناطق، تتسع مروحة الكتائب والفصائل التي تعتزل القتال بين الطرفين، انطلاقاً من حسابات عشائرية ومصلحية محضة. ولوحظ أن بعض الكتائب التي كانت تعتبر مقربة من “جبهة النصرة” تكتفي بمشاركة رمزية في الوقوف إلى جانبها، من دون أن تغامر بوضع كل ثقلها العسكري ضد “داعش”، وأهم هذه الفصائل “جيش أهل السنة والجماعة” و”لواء القادسية”، بينما هناك فصائل اعتزلت القتال نهائياً، وأهمها “لواء جند الرحمن” و”سرايا النصر” والكتائب التابعة لعشيرة القرعان وتحمل اسم “القعقاع” وهي حوالي عشر كتائب، بينما يستميت كل من “جيش مؤتة” و”أحرار المشاهدة” و”لواء الإخلاص”، الذي أصيب قائده العسكري حمد الشامان، في القتال إلى جانب “جبهة النصرة”.
وكان لافتاً إعلان إعلاميين مقربين من “الدولة الإسلامية” عن اجتماع ضمّ قيادات في “داعش” مع أحد أبناء نواف البشير زعيم عشيرة البكارة وعضو “الأمانة العامة لإعلان دمشق” المعارض، وذلك في منزل الأخير في قرية المحيميدة، والاتفاق بين الطرفين على تحييد العشيرة مقابل عدم التعرض لها من قبل “داعش”. ولم يصدر أي نفي أو تأكيد لهذا الخبر من قبل نواف البشير.
وبينما غاب زعيم “النصرة” أبو محمد الجولاني عن المشهد، ربما لأسباب أمنية، اضطر “المفتي العام” أبو ماريا القحطاني إلى الظهور علناً لالتقاط بعض الصور وتوزيعها على الصفحات المقربة منه، بهدف رفع معنويات مقاتليه، الذين ساءهم عدم انضمام كتائب العشائر إلى جانبهم في أقسى المعارك التي يخوضونها.
وحاول كلا الطرفين اتهام الآخر بالعمالة للنظام السوري، إذ بينما اعتبر القحطاني أن سقوط “الدواعش” في دير الزور يعني سقوط النظام، اعتبر قيادي من “الدولة الإسلامية” أن الطريق إلى القرداحة إنما يمر عبر مدينة الشحيل المعقل الرئيسي لـ”جبهة النصرة”، في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر معارضة عن قيام الجيش السوري بتعزيز قواته في حيّي الجورة والقصور لمنع تقدم “داعش”، بينما يواصل ضرباته الجوية والمدفعية لمعاقل “جبهة النصرة” في حيي الرشدية والحويقة اللذين يشهدان اشتباكات متقطعة من وقت إلى آخر.
حلب عطشى.. ومياه «نهر قويق» تسمم أبناءها
علاء حلبي
في ظاهرة لم تشهدها حلب منذ زمن الانتداب الفرنسي، تعيش المدينة حاليا حالة ظمأ شديد، تزداد ضراوته مع مرور الوقت وارتفاع درجات الحرارة، مفسحة لبعض «تجار الموت» المجال لاستغلال حالة العطش، لتصبح حياة المواطن السوري مرهونة ببضع ليرات هي ثمن كأس ماء قد يبعد شبح الموت مؤقتاً، والذي إن لم يأت بالرصاص أو الظمأ سيأتي تسمماً بمياه غير صالحة للاستهلاك.
«هي الحرب بقذارتها»، يقول مصدر أهلي في حلب متابع لتطورات مشكلة انقطاع المياه عن المدينة لليوم الثامن على التوالي، موضحاً أن فصيلاً مسلحاً يتبع لـ«الهيئة الشرعية»، وهي تشكيل يضم عدة فصائل «إسلامية» أبرزها «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية»، قام بقطع مياه الشرب من محطة سليمان الحلبي التي تغذي جميع أنحاء المدينة، حيث تم تحويل المياه من أنابيب الضخ إلى نهر قويق الذي يمر في منتصف المدينة ليصبح النهر الذي ظل عقوداً طويلة مجرى لمياه الصرف الصحي بعد قيام السلطات التركية بقطع المياه عنه في ثلاثينيات القرن الماضي، منبعاً لمياه الشرب.
المصدر الذي يؤكد أن مشكلة المياه لم تر حتى الآن بوادر لحلها، يشير إلى أن محاولات توسط عدة جماعات أهلية ومنظمات دولية لإعادة ضخ مياه الشرب للمدينة التي تضم نحو ثلاثة ملايين مواطن، باءت بالفشل بسبب إصرار الفصيل المسلح على محاولة «إخضاع المدينة عن طريق حرمان سكانها من مياه الشرب، بعدما فشلت جميع محاولات الحصار، وقطع التيار الكهربائي، أو حتى اقتحامها عسكرياً»، بحسب المصدر.
الحكومة السورية بدورها حاولت إيجاد بعض البدائل، فقامت بتسيير عدة صهاريج محملة بالمياه في شوارع المدينة، إلا أن هذه الصهاريج لا تكاد تكفي لإرواء ظمأ حي واحد، بالإضافة إلى تدخل بعض المحسوبيات والوساطات في المدينة التي غيّرت مسار بعض الصهاريج وحولتها إلى أحياء بعينها يقطنها «مسؤولون»، بحسب ما أكدت عدة مصادر أهلية لـ«السفير».
تجار الأزمات لم يقفوا مكتوفي الأيدي. صهاريج عديدة تجوب شوارع المدينة بحثاُ عن مشتر لـ«حياته»، حيث باتت المياه تباع بأسعار مرتفعة جداً، لا يستطيع المواطن العادي أن يشتريها، فأصبحت تباع كمية ألف لتر من المياه بثلاثة آلاف ليرة سورية (حوالي 20 دولاراً) لمواطنين يبلغ متوسط دخلهم الشهري نحو 60 إلى 70 دولاراً، وذلك من دون أي تحرك يضع حداً لعطش المدينة، الأمر الذي دفع عدداً كبيراً من سكانها للتوجه نحو نهر قويق واستجرار المياه منه، ما تسبب بأكثر من 100 حالة تسمم حتى الآن، في حين تم تسجيل إصابة سيدة برصاص قناص خلال محاولتها ملء دلو من الماء من بئر يرصده قناص قرب منطقة بستان الباشا التي يسيطر عليها مسلحون متشددون.
المساجد بدورها، وبعض دور العبادة فتحت أبوابها لبعض الجيران للاستفادة من مياه الشرب المتوفرة في خزاناتها، أو تلك التي يوجد فيها آبار مياه، «ليصطف المواطنون أمام أبواب المساجد يشحدون بعض الماء لأبنائهم»، بحسب ما قال المصدر لـ«السفير».
وأضاف أن بعض الفعاليات الأهلية تعمل في الوقت الحالي على إيجاد مبادرات للتخفيف من معاناة سكان المدينة عن طريق تسيير صهاريج متنقلة، إلا أن هذه المبادرات تبقى كـ«مسكنات» قد تروي ظمأ المدينة مؤقتاً إلا أنها «لن تدوم».
صفحات التواصل الاجتماعي ضجت بحملات إلكترونية تدعو إلى إنقاذ المدينة، التي يبدو أنها على شفير أزمة إنسانية كبيرة في آخر فصول الحرب التي أسالت وما زالت تسيل دماء أبنائها وتهدم حضارتها وتاريخها.
يشار إلى أن مدينة حلب شهدت في عصرها الحديث أزمة مياه حادة خلال فترة الانتداب الفرنسي وبعد جلائه إثر انخفاض كمية المياه الجوفية في المدينة، الأمر الذي دفع إلى إنشاء خطوط جر لمياه الشرب من نهر الفرات إلى المدينة وتصميم شبكة معقدة لنقل المياه تعتبر منطقة سليمان الحلبي بوابتها إلى المدينة.
اتفاق لتبادل محتجزين ومعتقلين بين النظام ومقاتلي المعارضة قرب دمشق
دمشق- (أ ف ب): توصل النظام السوري ومقاتلون معارضون إلى اتفاق يقضي بتبادل محتجزين في بلدة عدرا العمالية قرب دمشق التي يسيطر عليها المقاتلون، مقابل اطلاق النظام معتقلين لديه، بحسب ما افادت صحيفة سورية الاثنين.
ويقضي الاتفاق، بحسب صحيفة (الوطن) المقربة من السلطات، بافراج المقاتلين عن 1500 عائلة يحتجزونها في البلدة التي سيطروا عليها في كانون الاول/ ديسبمر، والواقعة على مسافة 35 كلم شمال شرق دمشق.
في المقابل، ستطلق السلطات السورية 1500 معتقل لديها، وتسمح بدخول مواد غذائية الى البلدة المحاصرة من قبل النظام منذ سيطرة المقاتلين عليها.
ونقلت الصحيفة عن رئيس اللجنة المركزية للمصالحة الشعبية جابر عيسى قوله ان “الاتفاق سينفذ على مرحلتين، الاولى وهي بمثابة بادرة حسن نية” تتضمن الافراج عن عائلة من ثمانية اشخاص، وفي المرحلة الثانية “مبادلة جميع العائلات المخطوفة (…) بموقوفين لدى الجهات الرسمية”.
واوضح عيسى انه “مقابل كل عائلة سوف يتم اطلاق موقوف”.
واشار إلى أن الاتفاق تم التوصل اليه بالتعاون مع وجهاء ورجال دين من مدينة دوما قرب دمشق.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قال وزير المصالحة الوطنية علي حيدر “هذه مسألة ليست للاعلام بل للبحث لتنجز بشكل نهائي”.
وتقع مدينة عدرا المؤلفة من عدرا العمالية وعدرا الصناعية، على طريق رئيسية نحو دمشق، ويقطنها 35 الف نسمة من السنة والمسيحيين والعلويين.
وسيطر مقاتلون معارضون على عدرا العمالية بعد دخلوهم اليها في 11 كانون الاول/ ديسمبر. وشنت القوات النظامية بعد ثلاثة ايام حملة لاستعادة البلدة، دون ان تتمكن من ذلك.
ولا تزال القوات النظامية تسيطر على عدرا الصناعية وتحاصر عدرا العمالية.
وتعاني عدرا العمالية من نقص حاد في المواد الغذائية. وقال الناشط في البلدة أبو البراء لوكالة فرانس برس عبر الانترنت، ان “طفلا توفي بسبب الجوع. الوضع دراماتيكي”.
واشار إلى أن “سعر كيلو الارز وصل الى ثمانية دولارات”.
وكان 32 شخصا غالبيتهم من العلويين، قتلوا لدى دخول مقاتلي المعارضة الى عدرا العمالية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وعقد النظام ومقاتلو المعارضة في الاشهر الاخيرة اتفاقات مصالحة في عدد من البلدات المحيطة بدمشق. وغالبا ما تشمل هذه الاتفاقات وقفا لاطلاق النار وادخالا للمساعدات، مقابل تسليم المقاتلين اسلحتهم.
واشنطن تؤكد للرياض دعم المعارضة السورية المعتدلة
الرياض- (د ب أ): التقى الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي في جدة، آن باترسون مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، ووفد مرافق لها في حضور السفير الأمريكي لدى الرياض جوزيف ويستفول.
واكتفت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (و.ا.س) بالقول انه”جرى خلال الاستقبال استعراض وبحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين”.
إلا أن مصادر دبلوماسية أمريكية قالت في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية إن البحث بين الجانبين تركز على تطورات الوضع في سورية والملف النووي الإيراني.
وأضافت المصادر، التي اشترطت عدم الكشف عنها، أن المسؤولة الأمريكية أوضحت للجانب السعودي عن سياستها الحالية تجاه سورية وخطط زيادة دعم المعارضة المعتدلة السورية بالتنسيق مع الدول الحليفة مع الإصرار على أهمية تسريع عملية التخلص من الأسلحة الكيماوية لدى نظام الرئيس بشار الأسد دون أن تكشف عن مزيد من التفاصيل.
يشار إلى أن الولايات المتحدة قدمت 80 مليون دولار إلى المجلس العسكري المعارض، جزءا من 260 مليون دولارا من المساعدات الإجمالية “غير الفتاكة” وتشمل حصصا غذائية ومستلزمات طبية ووسائل اتصالات ومعدات فردية كما وفر مؤتمر المانحين الأخير في الكويت نحو مليارين ونصف المليار دولار على شكل تعهدات جديدة.
وفيما يخص الملف النووي الإيراني، اكتفت المصادر بالقول إن باترسون جددت التأكيد للجانب السعودي على أن الإدارة الأمريكية” لن تسمح على الإطلاق بامتلاك إيران لأية أسلحة نووية وأنها ملتزمة بالحفاظ على أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي”.
وكانت المسؤولة الأمريكية التقت أمس ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز ووزير الحرس الوطني متعب بن عبد الله.
وتأتي زيارة باترسون قبيل ساعات من وصول وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل إلى جدة في إطار جولة تشمل المملكة والأردن وإسرائيل يجري خلالها محادثات تطغى عليها المخاوف بشأن إيران والحرب في سورية.
ويشارك الوزير الأمريكي الاثنين في اجتماع لوزراء الدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي.
وسبق أن زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرياض في آذار/ مارس الماضي لطمآنة القادة السعوديين عبر التأكيد على أن المصالح الاستراتيجية للبلدين ما زالت “تتلاقى”.
وخلال هذا الاجتماع يعتزم هيغل دعوة محادثيه الى تعاون متعدد الأطراف معزز لمجلس التعاون الخليجي خاصة من اجل افضل “تنسيق في مجال الدفاعات الجوية والمضادة للصواريخ والأمن البحري وكذلك الأمن المعلوماتي” بحسب المتحدث باسمه.
ويتوجه هيغل بعد ذلك إلى الأردن في زيارة قصيرة لبحث الوضع في سورية، كما تسلط الزيارة “الضوء على الالتزام الأمريكي من اجل الدفاع عن الأردن حيث ينتشر اكثر من ألف عسكري أمريكي” بحسب الأميرال جون كيربي.وسينهي هيغل جولته في إسرائيل حيث يجري محادثات مع الرئيس شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع موشي يعالون.
الدولة الاسلامية في العراق والشام تشن هجوما شديدا على الظواهري وتؤكد: لم نهاجم السعودية وإيران امتثالا لأوامر القاعدة
بغداد- (أ ف ب): شن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام هجوما شديدا على أمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري فطالبه بالاقرار باخطائه، رافضا الامتثال للاوامر بالانسحاب من سوريا.
وهذا ثاني اعنف هجوم يشنه التنظيم المعروف بـ(داعش) على قيادة تنظيم القاعدة يتهمها فيه بالانحراف عن النهج الجهادي وبشق صفوف المقاتلين الجهاديين.
وقال أبو محمد العدناني المتحدث الرسمي باسم “الدولة الاسلامية” المعروفة اختصارا بـ(داعش) مخاطبا الظواهري في تسجيل صوتي بث مساء الأحد على مواقع جهادية “لقد وضعت نفسك اليوم وقاعدتك أمامَ خيارين لا مناص عنهما: إما أن تستمر على خطئك وتكابر عليه وتعاند، ويستمر الانشقاق والاقتتال بين المجاهدين في العالم، وإمّا أن تعترف بزلّتك وخطئك فتصحح وتستدرك”.
واضاف “ها نحن نمد لكَ أيدينا من جديد لتكون خير خلف لخير سلف، فقد جمع الشيخ أسامة المجاهدين على كلمة واحدة، وقد فرقتها وشققتَها ومزقتها كل ممزّق”.
وطالب العدناني زعيم القاعدة برد بيعة ابو محمد الجولاني، وهو زعيم جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، واصفا اياه بـ(الخائن الغادر).
وقال بهذا الصدد مخاطبا الظواهري “ندعوكَ أوّلاً للتراجع عن خطئك القاتل ورد بيعة الخائن الغادر الناكث، فتغيظ بذلك الكفار وتفرح المؤمنين وتحقن دماء المجاهدين، فأنت مَن أحزنت المسلمين وشمت الأعداء بالمجاهدين إذ أيدت غدرة الغادر ونصرتها، فأحرقت المهج وأدميت القلوب”.
واضاف “أنت من أوقدَ الفتنة وأذكاها، وأنت من تطفئها إن أردت إن شاء الله”.
ويخوض تنظيم “داعش” منذ مطلع كانون الثاني/ يناير معارك عنيفة مع تشكيلات اخرى من المعارضة السورية المسلحة على راسها “جبهة النصرة”، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
من جهة اخرى، رفض العدناني مناشدات الظواهري لداعش بالانسحاب من سوريا قائلا “أمّا عن مناشدتكَ لنا الانسحاب من الشام فلن نُعيد ونكرّر بأنّ هذا أمرٌ شبه مستحيل، غيرُ مُمكنٍ لا شرعاً ولا عقلاً ولا واقعاً، ولن نقول أن الشام باتَت اليوم أشدُّ حاجةً للدولة من الأمس غداة مهادنة النصيرية وبيعهِم المناطق، (…) ولكن نقول: لئن رضيَ تنظيم القاعدة أن ينسحب المجاهدون طواعيةً من أرضٍ يحكمونَ فيها بشرع الله ويُقيمونَ حدودَه ويُسلّمونها على طبقٍ من ذهبٍ لائتلافِ وجبهة الخائن الغادر ولصوصها وضباعِها.. لئن رضيَت القاعدة بهذا، فإنَّ ربَّنا ودينَنا يأبى ذلك”.
وفي شباط/ فبراير، اعلنت القيادة العامة لتنظيم القاعدة تبرؤها من “داعش” ودعتها الى الانسحاب من سوريا.
ومن جانب آخر، اعلن تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” انه لم يشن هجمات في إيران والسعودية ودول اخرى، امتثالا لتوجيهات رموز القاعدة وحفاظا على وحدة المجاهدين.
وقال العدناني “ظلت الدولة الإسلامية تلتزم نصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد ورموزه، ولذلك لم تضرب الروافض في إيران منذ نشأتها، وتركتهم امنين وكبحت جماح جنودها المستشيطين غضباً، رغم قدرتها آنذاكَ على تحويل إيران لبرك من الدماء”.
واضاف “كظمت غيظها كل هذه السنين تتحمل التهم بالعمالة لألَدِ أعدائها إيران لعدم استهدافها، تاركةً الروافض ينعمون فيها بالأمن امتثالاً لأمر القاعدة للحفاظ على مصالحها وخطوط إمدادها في إيران”.
وتابع “وكبحت جِماح جنودها وكظمت غيظها على مدار سنين حفاظا على وحدة كلمة المجاهدين”.
واضاف “وبسبب القاعدة أيضا لم تعمل الدولة في بلاد الحرمين، تاركةً آل سلول ينعمون بالأمن، مستفردين بعلماء الأمة هناك وشباب التوحيد الذين ملأت بهم السجون”.
وتابع “بسبب القاعدة لم تتدخل الدولة في مصر أو ليبيا أو تونس، وظلت تكظم غيظها وتكبح جماح جنودها على مر السنين، والحزن يملأ أركانها وربوعها لكثرة استغاثة المستضعفين بها، والعلمانيون ينصبون طواغيت جددا أشد كفرا من سلفهم في تونس وليبيا ومصر”.
وقال ايضا ان الدولة الاسلامية في العراق والشام “لا تستطيع تحريك ساكِن لتوحيد الكلمة حول كلمة التوحيد، لعدم مخالفة رموز وقادة الجهاد المتمثلين بالقاعدة التي تولّت الجهاد العالمي وحملت على عاتقها العمل في تلك البلاد”.
ويخوض تنظيم “داعش” منذ مطلع كانون الثاني/ يناير معارك عنيفة مع تشكيلات اخرى من المعارضة السورية المسلحة على راسها “جبهة النصرة”، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
واندلعت هذه المواجهات التي قتل فيها نحو اربعة الاف شخص بعد اتهامات واسعة وجهت الى تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي تاسس في العراق بانه “من صنع النظام” السوري ويقوم ب”تنفيذ مآربه”، وكذلك بالتشدد في تطبيق الشريعة.
وفي شباط/ فبراير، اعلنت القيادة العامة لتنظيم القاعدة تبرؤها من “داعش” ودعته الى الانسحاب من سوريا.
وخير العدناني في التسجيل الصوتي مقاتلي التنظيمات الجهادية الاخرى بين القاعدة وتنظيمه. وقال “اختاروا أيها المجاهدون: على يد من تأخذون؟”، مشددا على ان تنظيم داعش باق “على منهج الامام الشيخ أسامة” بن لادن، الزعيم السابق للقاعدة الذي قتل في عملية عسكرية أمريكية في باكستان العام 2011.
داعش “تفشل” في دخول درعا السورية والاقتراب من الحدود الأردنية
عمان- الأناضول: قال جهاديون أردنيون عادوا من سوريا مؤخراً، إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، فشل قبل أيام في دخول محافظة درعا، جنوبي سوريا، والاقتراب من حدود الأردن.
وأشار هؤلاء الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، خلال حديث مع وكالة الأناضول إلى أن تنظيم “داعش” المرتبط بالقاعدة، حاول مراراً اقتحام محافظة درعا إلا أن جبهة النصرة المرتبطة هي الأخرى بالقاعدة، “صدت هجومه، ما أدى لمقتل عدد كبير من عناصر داعش بينهم أردنيون، وهروب آخرين”.
وبينوا أن الاشتباك بين داعش والجبهة يأتي في “ظل ازدياد الخلافات بين الفصائل المقاتلة بسوريا وامتدادها للجبهة الجنوبية”.
ومنذ نهاية العام الماضي شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة أبرزها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” وانضم إليهم مؤخراً مسلحون من “عشائر المنطقة”، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل “داعش” في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم بـ”تشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام”.
ويحاول “داعش” فرض سيطرته على محافظة درعا لكونها منطقة حيوية وقريبة من الحدود مع الأردن، لمحاولة إحداث اختراق بالحدود، كما يقول الجهاديون.
وبُثّت تسجيلات، مؤخرًا، على موقع “يوتيوب” (موقع مشاركة مقاطع الفيديو على شبكة الإنترنت)، أظهرت عددًا من مقاتلي “داعش” وهم يوجّهون تهديدات للأردن باستهدافها بـ”أطنان” من المتفجرات.
ودمر الجيش الأردني باستخدام طائرات مقاتلة في مناسبتين سابقتين، سيارات حاولت التسلل من سوريا إلى البلاد كانت محملة بمواد بينها أسلحة كان آخرها السبت الماضي، بحسب مصادر عسكرية.
ويحبط الجيش الأردني بشكل متكرر محاولات لتهريب أسلحة من الداخل السوري إلى الأردن، معظمها من تنظيمات تقاتل على الساحة السورية، بحسب ذات المصادر.
وتقول مصادر حكومية إن هذه العمليات المتكررة لتهريب السلاح للأردن هي محاولات لخرق الأمن في البلاد، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية “ستردع أي محاولة باستخدام القوة المناسبة”.
مسرح ‘عمليات’ مفترض في الأردن قرب درعا وفي الجولان وفي السعودية بمحاذاة العراق
عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ من بسام البدارين: الإحتياطات التي تتخذ بتسارع في الأردن هذه الأيام لنقل مخيم الزعتري أضخم مخيمات اللاجئين السوريين إلى ‘موقع جديد’ في عمق صحراء منطقة الأزرق شرقي البلاد قد يكون لها ما يبررها ‘أمنيا وعسكريا’ وليس لوجستيا فقط خصوصا في ظل تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة عموما.
تتسارع خطوات التمهيد لنقل الزعتري بينما تستعد عمان لإستقبال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل على هامش زيارته للأردن والسعودية بالتزامن مع حالة ‘إستنفار’ أمنية على الحدود الأردنية ـ السورية تجلت الأحد بظهور طائرات سلاح الجو الأردنية مجددا وقصفها لسيارتين قيل أنهما خالفتا قواعد العبور الشرعية والقانونية.
الحكومة الأردنية تظهر منذ نحو أسبوعين قدرا كبيرا من الميل للمجازفة بكمية نار كبيرة في مواجهة أي محاولات ‘تسلل’ عبر الحدود مع سوريا بعدما تحدثت تقارير محلية وأخرى إسرائيلية وإستراتيجية عن ‘نمو’ كبير في الأسلحة المهربة من سوريا باتجاه الأردن وعن ملايين قطع السلاح غير الشرعية بالتوازي مع اكتشاف بؤرة ‘لوجستية’ فيما يبدو للجماعات الجهادية المتشددة في مدينة معان جنوبي البلاد.
حلقة إتصال مفترضة تحدثت عنها إسرائيل تشبك منظمات جهادية في سيناء المصرية بمجموعات في سورية ومدينة معان رفعت منسوب الهاجس الأمني في الأردن وفي المنطقة عموما.
تسريبات أخرى تتحدث عن تمكن تنظيمات ‘داعش’ من الوصول والتمركز في ‘نقطة رخوة’ بعمق الأراضي السعودية بالقرب من الحدود مع العراق مع سيناريو امني يفترض بان ‘داعش’ تمكنت من إختراقات محددة عملت على تأمين تواصل ‘لوجستي’ يربط مجموعات من سيناء بأخرى في معان وسط الصحراء الأردنية المحاذية وصولا لحدود الرمادي بين الأردن والعراق بالقرب من الحدود المحاذية لمحافظة الأنبار والملاصقة لسوريا.
الأنباء هنا تفترض تحليليا الحديث عن ‘هلال داعشي’ يتمحور في حضن مناطق النفوذ التابعة للجهاديين في أكثر من بلد ويخترق حتى الهلال الشيعي لبلدان النظام الرسمي العربي السنية.
السعودية جهزت المنطقة الحدودية مع العراق بمجموعة طائرات بلا طيار بدعم امريكي والأردن يختبر الإستعداد لمسرح عمليات في حالة تعقد الأمور ويجري إتصالات تنسيقية يهتم بها الإسرائيليون لتأمين حدود الجولان.
منسوب الهواجس تزايد أمنيا بالنسبة للأردنيين مع بوادر الصراع العسكري والإنفلات الأمني في ليبيا وعدم وجود مؤشرات على قرب إنفراج أزمة السفير المختطف فواز العيطان.
الوزير الأمريكي هيجل يحمل معه إلى عمان والرياض ‘مقترحات تطمينية محددة’ حسب مصدر دبلوماسي عربي مطلع بخصوص الملف النووي الإيراني وبخصوص الوضع في سورية مع ضمانات متواصلة لتعزيز النطاق الدفاعي الأردني على الحدود مع سورية.
يحصل ذلك فيما يحضر العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني كـ ‘ضيف شرف’ عرضا للمجموعات المدرعة في الجيش البريطاني في الوقت الذي يتخذ فيه حرس الحدود الأردني مع سورية إجراءات إحترازية ويحدد نطاقا أمنيا جويا وبريا مع العمل بالتوازي لوجستيا على ما قال المصدر الدبلوماسي أنه ‘تهيئة المنطقة لعمليات محتملة ذات بعد أمني’.
العمليات المحتملة تتزامن مع ‘معلومات’ لم تتأكد رسميا بعد عن إستعداد الجيش النظامي السوري لمعركة ‘درعا’، الأمر الذي سيشكل ضغطا عنيفا على الحدود الأردنية يبرر نقل وتأمين اللاجئين المكدسين بالقرب من درعا كما يبرر- وهذا الأهم- الإستعداد لسيناريوهات ‘هجرة معاكسة’ باتجاه الحدود مع الأردن لمئات من المسلحين الجهاديين الذين يفترض رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور أنهم ‘سيحاولون الإحتماء بالأردن’.
ليس بعيدا عن الحدود الأردنية- السورية والسعودية والعراقية يبدو أن سيناريوهات الحرب على’الجهاديين’ تفرض إيقاعا خاصا على كل معطيات المنطقة خصوصا مع حالة الإستنفار العسكرية الأمريكية على النقطة الحدودية بين ليبيا وتونس وحالة الصراع التي دخلت بها ليبيا بعد إغتيال جنرال المخابرات سليمان السنوسي وحالة الإحتقان العسكري مع الجاهزية في الجيش الجزائري.
يمكن في السياق ملاحظة التعاطي الأمني الفرنسي مع ‘الأقواس الجهادية’ التي تتمركز ما بين ليبيا ومالي وموريتانيا، الامر الذي تطلب إستنفارا عسكريا أمريكيا في حوض شمال المتوسط كما تطلب نشر ثلاثة ألاف عسكري جنوب فرنسا وحالة إستنفار ‘غير معلنة’ بالقرب من سردينيا وإيطاليا.
اسرائيل تغلق منطقة معبر القنيطرة مع سوريا
القدس ـ أ ف ب: اعلن الجيش الاسرائيلي امس الاحد منطقة معبر القنيطرة بين سوريا والجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان منطقة عسكرية مغلقة. وقالت متحدثة باسم الجيش انه تم اغلاق المنطقة حول القنيطرة ‘لاسباب امنية’. واعربت مصادر امنية اسرائيلية عن مخاوفها من امكان ان يؤثر القتال الدائر حاليا بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات النظام في سوريا على هذه المنطقة.
وانشأ مقاتلون معارضون قبل نحو شهرين ما يسمى ‘الجبهة الجنوبية’ التي تضم نحو 30 الف مقاتل من اكثر من 55 كتيبة وتمتد منطقة عملياتها من الحدود الأردنية حتى اطراف دمشق ومرتفعات الجولان.
وقصفت اسرائيل في 19 اذار/مارس اهدافا سورية في الجولان ووجهت تحذيرا الى النظام السوري بعد هجوم اسفر عن اصابة اربعة من جنودها في هذه المنطقة الحدودية.
وتشهد مرتفعات الجولان توترا منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، الا ان الحوادث فيها بقيت محدودة واقتصرت على اطلاق نار بالاسلحة الخفيفة او اطلاق هاون على اهداف للجيش الاسرائيلي الذي رد عليها في غالب الاحيان.
وتحتل اسرائيل منذ 1967 حوالى 1200 كلم مربع من هضبة الجولان السورية التي ضمتها في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي. وتعد اسرائيل وسوريا في حالة حرب رسميا.
حلب بلا ماء منذ اسبوعين والمدينة على شفا كارثة.. والسكان يلومون تشكيلات مسلحة للمعارضة
محمد إقبال بلّو
حلب ـ ‘القدس العربي’ بعد أن دمرت براميل النظام السوري أكثر من ثمانية وثلاثين في المئة من مبانيها وفق آخر الإحصائيات، وبعد مقتل الآلاف من سكانها وهجرة عشرات الآلاف، تتعرض حلب لأزمة حادة في المياه، إذ تفيد المصادر أن أحياء حلب كلها شرقية وغربية دون استثناء لم تصل إليها المياه منذ أسبوعين.
ويعود ذلك إلى أسباب تتعلق بمصادر المياه خارج المدينة وبأنابيب الضخ التي تغذي شبكات المياه في أحياء حلب، حيث يعزو بعض الحلبيين الأسباب إلى قيام بعض التشكيلات العسكرية المسلحة بإيقاف تغذية خطوط الضخ، والبعض الآخر يعتبر أن السبب هو حدوث أعطال في تلك الخطوط رافقه تقصير من منظمة الهلال الأحمر التي تتابع موضوع المياه منذ شهور.
وأفاد ناشطون أن المدينة على شفى كارثة إنسانية جديدة فيما لو استمر انقطاع المياه عنها خاصة أن الأزمة بدأت مع مطلع الصيف، ويتخوف هؤلاء من انتشار الأمراض السارية والمعدية نتيجة إهمال النظافة في ظل شح المياه الذي تتعرض له حلب.
ويضطر معظم سكان حلب إلى نقل المياه بمواعين بلاستيكية من بعض الآبار المنتشرة في أنحاء المدينة، لاستعمالها في قضاء حاجاتهم الضرورية، ويقومون بشربها رغم معرفتهم بعد صلاحيتها للشرب وهذا ما يخشاه عاملون في المجال الصحي في المدينة، إذ بدأت تظهر بعض حالات الإسهالات والأمراض الجلدية كالدمامل وما إلى ذلك من أمراض ناتجة عن شرب المياه الملوثة.
يقول أبو سامر وهو أحد سكان حي بستان القصر، ‘لقد اعتدنا على الحياة دون كهرباء، كما اعتدنا على أصوات القصف المستمر، وعلى تلقي أنباء إصابات ومقتل بعض جيراننا وأبناء حينا، لكن أن نعيش دون ماء فهذا أمر لن يستطيع التأقلم معه أي إنسان مهما كان صبوراً ولديه القدرة على التعايش مع الظروف المحيطة’.
ويضف بلهجته الحلبية ‘لك خاي هي اسما عيشة الكليب يعني بدن يانا ننزح كلنا ما يبقى ولا حدا’.
يزداد الوضع مأساوية كلما طالت فترة انقطاع المياه، ما دفع بعض المنظمات لإصدار بيانات موجهة إلى غرفة عمليات أهل الشام والتي تقود العمليات الميدانية في حلب، كالبيان الذي أصدره تجمع (هدف) الثوري والذي طالب الهيئة الشرعية وغرفة عمليات أهل الشام ـ في إشارة منه إلى أنهم وراء قطع المياه ـ بالإفصاح عن المتسبب بقطع المياه ومحاسبته وإجباره على إعادتها إلى أحياء حلب، وشرح لهم أن إجراء كهذا لن يضر النظام ولن يكون إلا ضغطاً على المدنيين الذين يذوقون مرارة مختلف أنواع المعاناة فقط.
وقال البيان في خطابه للهيئة الشرعية وغرفة عمليات أهل الشام ‘لا تكونوا عوناً لنظام الأسد على إخوانكم في حلب، حلب ظمأى عطشى مظلمة ما بين قطع الكهرباء إلى قطع أسباب الحياة وهي المياه، فهل هذا يرضي الله).
ونشر الهلال الأحمر السوري عبر صفحته الرسمية ـ فرع حلب أن فريقاً تابعاً له قام بتأهيل عدة آبار أورتوازية في المناطق التي يسيطر عليها النظام في حلب الغربية، وأكد أن كوادره قد قامت باختبارات صلاحية المياه للشرب، وزودت الآبار بمستلزماتها من مضخات وغير ذلك ليبدأ المواطنون في حلب الغربية باستخدامها بعد أن توقفت المياه عن التدفق في خطوط الشبكة، ما جعل أهالي حلب يرون أن الهلال الأحمر السوري يكيل بمكيالين، ولا يعامل المناطق الخاضعة لسيطرة النظام كغيرها من المناطق، وأنه لا يعتبر جهة حيادية بل يتضح للجميع أنه منحاز للعمل ضمن ما يحقق راحة النظام والمناطق التي تخضع له.
وقد أصدرت الإدارة العامة للخدمات في بيان يتعلق بتحيز الهلال الأحمر لمناطق النظام في موضوع تأمين المياه لها، جاء فيه ‘إن الإدارة العامة للخدمات تدين التحيز الواضح للهلال الأحمر وانعدام المسؤولية لديه، وتحمل المنظمة المسؤولية كاملة عن انقطاع المياه في مدينة حلب’.
والجدير بالذكر أن معظم ناشطي حلب قد هاجموا كتائب الحر على صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، واعتبروا أنهم وبالتنسيق مع الهيئة الشرعية هم المتسببون بقطع المياه عن مدينة حلب بشكل مقصود، ظناً منهم أنهم بذلك يشكلون ضغطاً على النظام، وأكد الناشطون أن هذه التصرفات غير المسؤولة لن تكون إلا وبالاً على المواطنين المدنيين المنكوبين، وأن النظام يؤمن المياه والكهرباء ومختلف المتطلبات الأخرى له ولجنوده وكتائبه، والمتضرر الوحيد هم الأهالي الذين تستمر معاناتهم من الظلم الذي يطيح بهم من قبل الطرفين وبشكل مستمر.
وأكد الناشط والإعلامي هاني العزو من أبناء حي الفردوس في حلب ورئيس منظمة الشباب المدني السوري أن استمرار انقطاع المياه عن المدينة لأسبوع آخر قد يحول أزمة المياه إلى أزمة خبز، فعدم توفر المياه سيجبر الكثير من الأفران على التوقف عن تحضير الخبز، حيث أن مياه الآبار غير صالحة للشرب أو لصنع الخبز، يضيف العزو: ‘ إن مياه الآبار في حلب كلها غير صالحة للشرب مطلقاً بسبب تلوثها بمياه الصرف الصحي، خاصة بعد ما تعرضت له البنية التحتية في حلب للتدمير بسبب القصف بآلاف البراميل المتفجرة خلال الشهور الأخيرة’.
ويرى العزو أن الضغوط التي يتعرض لها المواطن الحلبي مؤخراً قد تجبر ما تبقى من الأهالي على النزوح، وهذا ما يرغب به النظام السوري حسب قوله.
أما حسين أبو عبد الله المقيم في حي الحمدانية أخبرنا أن مسؤولي النظام لا يهتمون بالشؤون الحياتية والمعيشية للمواطن، بل جل اهتمامهم حسب تعبير أبي عبد الله ينصب على الأعمال العسكرية والمحافظة على مواقعهم خشية فقدانها إثر المعارك العنيفة المستمرة على مختلف جبهات حلب.
محمد إقبال بلّو
‘في حمص… الأحياء تحولت الى كانتونات منفصلة وعبء الذاكرة سيبقى يلاحق سكانها بعد انتهاء المعارك
محمد دياب
حمص ـ ‘القدس العربي’: بخروج الدفعة الأخيرة من مقاتلي المعارضة من أحياء حمص القديمة باتجاه الريف الشمالي، يكون النظام قد بسط سيطرته على كامل مدينة حمص (باستثناء حي الوعر) المدينة التي دمر نصفها خلال عامين من القصف شبه المتواصل.
ويؤكد إياد أحد سكان حمص أن القرابيص وجورة الشياح والخالدية ووادي السايح والقصور وباب هود هي أحياء مدمرة بالكامل تقريباً، وما تبقى من أحياء حمص القديمة الدمار فيها أقل نسبيا.
ومع هذا فقد قامت مجموعة من أهالي حمص بتفقد أحياء الحميدية وبستان الديوان (من أحياء حمص القديمة التي كانت خاضعة للحصار)، في حين قام البعض الآخر بزيارة وسط المدينة الذي كان مغلقاً بالكامل بسبب تحوله الى خط تماس في الأعوام الأخيرة.
لا يعول أهالي حمص كثيرا على عودة الحياة الى طبيعتها بعد انتهاء المعارك، فمعظم سكان المدينة يعيشون على المساعدات التي تقدمها الجمعيات والمنظمات الانسانية، وهذا الأمر لن يتغير بين ليلة وضحاها، فالحرب دمرت معظم المشاريع التجارية والاقتصادية، وفرغت حمص من رؤوس الأموال، حتى أن بعض الحماصنة قاموا باعادة فتح محالهم في مدن لبنانية، ومن تبقى من السكان يعيشون ضمن أحياء حولتها الحواجز الأمنية والكتل الاسمنتية الى كانتونات منفصلة عن بعضها بعضا، ولا يأمل السكان بأن تتغير الحال مع انسحاب مقاتلي المعارضة.
ويقول أبو موفق أحد سكان حمص ‘قام النظام باغلاق بعض المناطق بالكامل من خلال سد المنافذ والمخارج الخاصة بكل حي، بكتل اسمنتية، لاجبار السكان على المرور على الحواجز الأمنية أثناء دخولهم من والى احيائهم كما هي الحال في حي الغوطة’.
عمار أحد الشبان القاطنين في حي الغوطة قال لـ’القدس العربي’، ‘لا نحاول الخروج من الحي الا في حالات الضرورة تجنبا منا للوقوف على الحواجز الأمنية، لأننا سنخضع حينها لمزاج العسكري أو الشبيح الذي يقف على الحاجز، فهم يقومون في بعض الأحيان باعتقال الأشخاص بناء على الشكل، فاذا لم تعجبهم هيـئة شاب ما، يعتقلونه ويصبح بالتالي عرضة للموت تحت التعذيب’.
وان كان النظام قد عمد الى اغلاق بعض الأحياء بحواجز أمنية وكتل اسمنتية أو ترابية، فان الحال في حي الانشاءات (الذي شكل خط امداد رئيسي لمقاتلي المعارضة في حي باباعمرو) تختلف عن غيره من الأحياء، فقد عمد النظام الى تطويق الحي بجدار عازل يبدأ من قرب مديرية التربية وحتى أخر طريق طرابلس، ليلتف الجدار الى داخل الحي عبر شارع البرازيل الذي يفصل بين الانشاءات وحي باباعمرو. كما أكد بعض الناشطين بناء جدار اضافي بالقرب من مدرسة عبد الحميد الزهرواي، في حين فصل حي المحطة عن حي الانشاءات من الجهة الشرقية بواسطة سواتر ترابية بالاضافة الى حواجز أمنية، وتحول المركز الثقافي العربي الواقع على مشارف الحي، بحسب أبو موفق الى ثكنة عسكرية ومركز للاعتقال.
ويقول الناشط أبو ياسر ‘لا مجال لأحد أن يدخل أو يخرج الى الحي الا عبر معابر خاصة تنتشر عليها الحواجز العسكرية والأمنية، نحن شبه محاصرين هنا، لا نحاول الخروج الا للضرورة القصوى، وقبل المرور على الحاجز نقوم بمسح ذاكرة الهاتف الخلوي، ومحو أرقام الهواتف خوفا من الاعتقال’ ويتساءل أبو ياسر ‘عن أى حياة طبيعية نتحدث في ظل الوضع القائم’.
عمر واحد من اقدم الناشطين السلميين في المدينة عبر عن تشاؤمه أيضاً ‘خروج المحاصرين من حمص القديمة أمر لا بد منه، والا لكانوا ماتوا من الجوع، ولكن انتهاء المعارك لا يعني أن الحياة في حمص أصبحت وردية، الحواجز الموجودة والانتشار الأمني والعسكري الحاصل لن يتغير، لا شيء طبيعي في الحياة هنا’ وتحدث عمر عن مجموعة اجراءات يجب على الشبان اتباعها عند المرور على الحواجز هي: امسح ذاكرة الجوال جيداً ولا تبقي على أي صورة أو فيديو أو أغنية تدل على معارضتك للنظام- لا تتحدث كثيرا مع عنصر الأمن ـ لا ترتبك كي لا يرتاب بك- ابقي رأسك منخفضاً مع النظر في وجه عنصر الأمن مباشرة كي تثبت بأنك لست خائف.
وسط المدينة مسروق
من ناحية أخرى قام بعض السكان بتفقد ممتلكاتهم في شارع الدبلان في وسط مدينة حمص
ويقول أبو موفق، ‘دخلنا الى منطقة الدبلان في وسط حمص لتفقد ممتلكاتنا، وهي منطقة كانت خاضعة لسيطرة النظام طوال الوقت، لم نجد شيء، كل شيء مسروق ما عدا الجدران’.
يذكر أن الدبلان يعتبر أحد أهم الأسواق التجارية في مدينة حمص، وهو شارع طويل مليء بالمحال التجارية وكان يعتبر أحد شرايين مدينة حمص الاقتصادية المهمة.
يأتي هذا في وقت صرح فيه محافظ حمص بأن اعادة الاعمار ستبدأ ما ان ينتهي الجيش من تمشيط الأحياء القديمة والتأكد من خلوها من المتفجرات ولكن هذه التصريحات تصطدم بواقع أن أحياء أخرى كحي ‘بابا عمرو’ مثلاً، لم يجرِ الى الآن أي محاولة لاعادة اعماره رغم سيطرة النظام عليه منذ حوالي عامين.
وسائل اعلام النظام عرضت مشاهد تصور دخول المواطنين الى كل من حي بستان الديوان وحي الحميدية والورشة في مشهد يدل على أن السكان سيعودوا الى أحيائهم التي نزحوا منها قريباً، الا أن المهندس أحمد ( أحد سكان حي باب الدريب نازح الى الوعر) لا يتأمل خيرا كثيرا: ‘لا أحد هنا يعتقد حقاً بأن النظام سيسمح للسكان بالعودة قريباً، أو باعادة الاعمار كما صرحت السلطات، ولكن النظام يريد تحويل الأمر الى دعاية اعلامية’.
يعرف المراقبون للوضع في حمص أن قوات النظام دأبت خلال الأعوام الماضية على اعتبار البيئة الشعبية الحاضنة للثورة، هي بيئة حاضنة للارهاب، وهذا الامر انعكس على الموالين له، حتى أن بعض الصفحات الموالية للنظام على وسائل الواصل الاجتماعي، دعت الجيش النظامي الى تدمير هذه الأحياء المعارضة على من فيها، في أكثر من مناسبة، على اعتبار أن قاطني هذه الأحياء اما ارهابيين واما حاضنين لهم. يقول أبو عمر من الخالدية (مقيم في حي الغوطة): ‘ نعتقد بأن النظام لن يقوم باعادة اعمار أحياء حمص القديمة ومحيطها (الخالدية وجورة الشياح والقصور القرابيص) لسببين، الأول هو عقاب جماعي لسكان هذه الأحياء والذي يعتبرهم من البيئة الحاضنة للارهاب، والثاني هو خوف النظام من أن تتحول عودة السكان الى كابوس جديد بالنسبة له، لأن الناس ستعود للتظاهر مجدداً’.
بعض السكان يعتبر أن النظام ينتقم من البيئة الحاضنة للثوار بهذه الطريقة، والبعض الآخر يخشى من خطة يقوم بها النظام تقضى باعادة التوزيع الديمغرافي للسكان، بحيث لا يبقى السنة هم الأغلبية في حمص. ولكن كل هذه الأخبار تأتي في باب التكهنات ولا دلائل حقيقية حولها الى الآن.
ما هو حقيقي وواضح أن حمص لم تعد كما كانت، ولن تعود، الأحياء التي دمرت حتى لو أعيد بنائها ستبقى تحمل خبايا الحرب والدم، حدائق هذه الأحياء التي تحولت الى مقابر، لن تتغير في أعين أهالي الضحايا، حتى لو أصبحت احدى جنان الأرض، عبء الذاكرة سيبقى، ولا شيء سيحمي الحماصنة منه.
محمد دياب
زيارة الجربا إلى واشنطن: التشاؤم سيّد الموقف
اسطنبول ــ ألكسندر أيوب
بدأ رئيس “الائتلاف الوطني” السوري المعارض، أحمد عاصي الجربا، يوم الأربعاء الماضي، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، تستمر ثمانية أيام، التقى ويلتقي فيها مسؤولين أميركيين، يتقدمهم الرئيس باراك أوباما، ووزير الخارجية، جون كيري، وقادة في الحزبين الجمهوري والديموقراطي. وقد جاءت ردود أفعال الناشطين السوريين، متباينة حيال زيارة الجربا، وخصوصاً بعد تأكيد الولايات المتحدة على أن المساعدات ستكون غير قتالية.
ذكر الجربا أمام مركز دراسات في واشنطن، في مستهل زيارته، أن “قوات المعارضة تحتاج إلى أسلحة فعالة لمواجهة هجمات النظام، التي تشمل غارات جوية”، وشدّد على “أن هذا الأمر سيسهّل إيجاد حل سياسي”.
وفي أول تعليق على هذه النقطة، قال الضابط في “الجيش الحر”، على جبهة حلب، المقدم ناصر عبد الساتر: “نحن أحوج ما نكون إلى السلاح، ولكن لو كانت أميركا تؤمن بالحل السياسي فعلاً، لفرضته من دون سلاح، وهي تعلم أن إمدادنا بالسلاح سيغيّر المعادلة، وليس إعادة توازن قوى فقط. وعلى الرغم من طلب الجربا للسلاح إلا أنهم رفضوا، لذلك فالزيارة أقرب لذرّ الرماد في العيون”.
أما الناشط سامر الحمصي، فرأى أن توقيت الزيارة متأخر، وعلّق بالقول: “أنا لست ضد الزيارة، فالائتلاف ممثل سياسي وهذا عمله، ولكن يطالب الجربا اليوم بالسلاح، واليوم خسرنا حمص القديمة، وإلى أن تتم دراسة وقبول طلب الجربا، ستكون قد سقطت دير الزور بيد داعش، فالتوقيت هو الخطأ”.
صفعة دبلوماسيّة
تمثّلت النتائج الأولى لزيارة الجربا برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لمكاتب الائتلاف في واشنطن ونيويورك إلى “بعثة أجنبية”، وزيادة المساعدات المالية غير القتالية، وهذا ما أطلق عليه الجربا وصف: “صفعة دبلوماسية” للنظام. ويتفق المحامي، عضو تجمع “حماية السوريين”، ماجد ناجي، مع هذا الوصف، ولكنه يختلف مع المضمون، ويؤكد أنها “فعلاً صفعة دبلوماسية ولكن لا أحد يعرف على خدّ مَن أتت هذه الصفعة، إذ قام الائتلاف بتشكيل حكومة مؤقتة منذ أشهر، وترفض الولايات المتحدة الاعتراف بها، لتأتي اليوم وتعترف بمجرد بعثة دبلوماسية من دون الاعتراف بالجسم الأكبر وهي الحكومة، أوليست تلك صفعة دبلوماسية للمعارضة والجربا أيضاً؟”.
وفي السياق، يعتبر الناشط الإعلامي في ريف دمشق، أحمد الهبر، “أن أي جهد دبلوماسي لا يفضي إلى السلاح، لا يعوّل عليه، ويعلم الجربا أن المساعدات غير القتالية لن تفيدنا، وإن كانت مواد غذائية أو مساعدات طبية، فمن دون السلاح لا نستطيع حتى إدخالها إلى بعض المناطق المحاصرة، فلو استطعنا إدخال أغذية، لأدخلناها إلى حمص”.
انتخابات الرئاسة
وتأتي زيارة الجربا إلى واشنطن قبل أقل من شهر على موعد انتخابات الرئاسة في سورية، المقررة في الثالث من يونيو/ حزيران. ويشير ناشط دمشقي إلى أن “الزيارة لن تؤدي إلى نتائج، طالما أعلنت الولايات المتحدة عدم تقديم السلاح، وخصوصاً أن النظام لا يزال يحشد عسكرياً لاسترداد بعض المناطق قبل الانتخابات”. ويضيف أنه “إذ لم تفضِ هذه الزيارة إلى نتائج فعلية ملموسة، فستتم هذه الانتخابات في موعدها، وسيفصّلها النظام كما يشاء سياسياً وعسكرياً”.
معارضة معتدلة
استخدم المسؤولون الأميركيون لفظ “معارضة معتدلة” للإشارة إلى الوفد الذي يترأسه الجربا. ودائماً ما تربط الولايات المتحدة الدعم العسكري بهذه المعارضة، وذلك لكثرة التيارات المسلحة على الأرض، إذ يذهب الناشط سامي مصطفى بعيداً في تفسير هذا المصطلح، موضحاً أن “استخدام هذا المصطلح، وخصوصاً أثناء زيارة الجربا، ما هو إلا تمهيد لتسليح نوعي، ولكن أميركا والجربا يعلمان علم اليقين، أن هذا التسليح إن تمّ، فسيكون لقتال داعش والفصائل المتطرفة، وليس لقلب المعادلة”.
وفي السياق، يلفت الناشط الميداني في حمص، حبيب الخالدي، إلى أنه “سبق زيارة الجربا تسليم الولايات المتحدة عدداً محدوداً جداً من الصواريخ المضادة للدروع، قديمة الصنع، للفصائل العسكرية التابعة للائتلاف أو المعتدلة كما تسميها الولايات المتحدة، وكان الهدف من ذلك ليس تسليح هذه المعارضة، بقدر ما هو جس نبض وقياس مدى انضباطها في استخدام هذا السلاح، وعدم وصوله لغير تلك الفصائل”.
مع ذلك، ربما من السابق لأوانه الحكم بشكل نهائي على زيارة الجربا إلى واشنطن، ولكن على ما يبدو أن النشطاء السوريين قلقين تجاه نتائج هذه الزيارة، وخصوصاً في الوقت الذي يتقدم فيه النظام ميدانياً، وخروج المقاتلين من حمص القديمة، ومعركة الساحل التي تراوح مكانها، والهجمة الشرسة لـ”داعش” على شرق سورية.
سوريا: حملة انتخابية..عسكرية
المدن
أعلنت المحكمة الدستورية العليا في سوريا، القائمة النهائية للمقبول ترشحهم لمنصب رئيس الجمهورية، وهم: بشار حافظ الأسد، وماهر عبد الحفيظ حجار، وحسان عبد الله النوري. وقالت إن الحملة الانتخابية للثلاثة ستبدأ الأحد، على أن يُجرى الاقتراع في 3 حزيران/يونيو المقبل.
واستبق الرئيس السوري، بشار الأسد موعد بدء الحملة الإنتخابية بإطلاق صفحة رسمية لحملته “سوا” على مواقع التواصل الإجتماعي. ولم تنشر حتى الآن تفاصيل لبرنامج الأسد الانتخابي، إلا أن معارضيه تهكموا عليه وكتبوه له، وقالوا إنه يحتوي على نقطة واحدة، وهي استكمال تدمير بقية سوريا، وتهجير أهلها وترحيلهم.
انطلاق الحملات الإنتخابية، لم يؤثر على جبهات القتال، حيث تعرضت بلدة القحطانية في ريف القنيطرة، إلى قصف من قبل قوات النظام، وشهد محيط البلدة، الواقعة على الحدود مع الجولان السوري المحتل، محاولة من قوات النظام لاستعادة السيطرة عليها. وعلى إثر المعارك المندلعة على الحدود، قال الجيش الإسرائيلي في بيان نقلته إذاعته، الأحد: “أعلن الجيش الإسرائيلي معبر القنيطرة بين اسرائيل وسورية منطقة عسكرية مغلقة في أعقاب تزايد حدة الاشتباكات بين القوات النظامية السورية والمعارضة بمحاذاة المعبر”. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الجمعة، أن “جبهة النصرة” تسيطر على الحدود السورية الإسرائيلية، مشيراً إلى تكثيف انتشاره في المنطقة.
واستمر القتال المندلع منذ السبت، في ريف دمشق، حيث دارت اشتباكات في بساتين بلدة بيت سحم بين قوات النظام والمعارضة. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، مناطق في الجبل الشرقي لمدينة الزبداني، فيما دارت اشتباكات على أطراف مدينة داريا، ترافقت مع قصف قوات النظام على مناطق في المدينة.
وفي حماة، دارت اشتباكات عنيفة، الأحد، بين قوات النظام وقوات المعارضة المسلحة على جبهة تل عثمان وبالقرب من حاجز الجلمة، في الريف الغربي لمحافظة حماة. تزامن ذلك مع قصف الطيران الحربي على منطقة الاشتباكات، ومناطق في بلدة كفرزيتا.
وتعرضت بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي، إلى قصف مدفعي عنيف من قبل قوات النظام. يأتي ذلك بعد انسحاب مقاتلي حمص القديمة إلى البلدة الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة, كما دارت الاشتباكات في حي الوعر ضمن مدينة حمص.
وقتل ليل السبت-الأحد، 11 طفلا وسيدتان، جراء قصف الطيران المروحي، على مناطق في قرية أم العمد، قرب بلدة تل الضمان بريف حلب الجنوبي، في حين قصف الطيران الحربي، الأحد، مناطق في بلدة بنش، وعلى طريق إدلب- بنش، مما أدى إلى ىسقوط العشرات.
من جهة ثانية، كشف “مكتب توثيق انتهاكات السلاح الكيماوي في سوريا” عن ولادة طفلة مصابة بتشوهات خلقية كبيرة، في مدينة دوما، في ريف دمشق. ولفت المكتب في بيان إلى أن الطفلة “ولدت منذ يومين مشوهة بعيوب خلقية من الدرجة الأولى, بسبب تعرض والدتها للأسلحة الكيميائية التي تشمل غاز السارين والخردل المشّل للأعصاب, التي قصفت به قوات النظام منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق آب/ أغسطس الماضي”.
وأشار المكتب إلى أن التوثيق قام به الفريق الطبي المتواجد في المدينة، والذي يتبع له، موضحاً أن الطفلة، فاطمة عبد الغفار، ظهر على وجهها ومنطقة الرأس تشوه أضاع ملامحها، وأنها توفيت فور ولادتها.
دمشق تتهم باريس وبرلين بعرقلة الاقتراع الرئاسي
أ. ف. ب.
دمشق: قالت دمشق ان فرنسا وألمانيا تمنعان السوريين المقيمين على اراضيهما من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة بعد اقل من شهر، عبر رفضهما اجراء اقتراع في السفارة السورية، وذلك بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية.
وسبق للامم المتحدة ودول غربية داعمة للمعارضة السورية، ان اعتبرت اجراء هذه الانتخابات التي يتوقع ان تبقي الرئيس بشار الاسد في موقعه،”مهزلة” في خضم النزاع الدامي في البلاد.
وقالت الخارجية السورية في بيان الاحد نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان فرنسا تقوم “بحملة دعائية عدائية للشعب السوري”، وذلك عبر “معارضة هذه الانتخابات ورفضها، وقد أبلغت فرنسا رسميا سفارتنا في باريس بالاعتراض على إجراء هذه الانتخابات على كامل الأراضي الفرنسية بما فيها السفارة السورية في باريس”.
واعتبرت ان ذلك يأتي “في اطار الدعم المكشوف الذي تقدمه فرنسا للارهابيين في سوريا وتحالفها معهم بهدف تدمير سوريا”.
واليوم، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال لوكالة فرانس برس ان “تنظيم الانتخابات الاجنبية على الارض الفرنسية يتم وفق اتفاقية فيينا حول العلاقات القنصيلة العائدة الى 24 نيسان/ابريل 1963. وكما تتيح لنا هذه الاتفاقية، يمكن للسلطات الفرنسية الاعتراض على اجراء هذا الاقتراع على كامل التراب الفرنسي”.
اضاف “بالنسبة الى فرنسا، فالحل السياسي وتشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة بما يتوافق مع بيان جنيف (حزيران/يونيو 2012)، هما ما يتيح وقف حمام الدم في سوريا. بشار الاسد، المسؤول عن مقتل 150 الف شخص، لن يمثل مستقبل الشعب السوري”.
وقالت الخارجية السورية في بيان الاثنين ان “جمهورية المانيا الاتحادية انضمت إلى جوقة البلدان التي تحاول عرقلة الانتخابات الرئاسية في سوريا لكونها طرفا فيما تعانيه سوريا من خلال دعم وتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة”.
واضافت انه “على اعضاء هذه الجوقة ومن بينهم ألمانيا أن يعلموا بأن الشرعية لا تأتي عبرهم بل هي الشرعية التي يقررها الشعب السوري”. وحددت الانتخابات التي يتوقع ان تبقي الرئيس بشار الاسد في موقعه، في الثالث من حزيران/يونيو، على ان تقام عملية الاقتراع للسوريين المقيمين خارج البلاد في 28 ايار/مايو.
معارك قرب الجولان وإسرائيل تعلن المنطقة عسكرية
حملة «الرئاسية» في سوريا تتجاهل الحرب
بيروت: نذير رضا – رام الله: كفاح زبون
أعلنت إسرائيل، أمس، نقطة معبر القنيطرة بين سوريا والجزء الذي تحتله من هضبة الجولان، منطقة عسكرية مغلقة، إثر معارك عنيفة نشبت بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي كتائب المعارضة في محيط بلدة القحطانية.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن قيادة المنطقة الشمالية في الجيش قررت إغلاق المنطقة بعد تصاعد المعارك بشكل لافت على الجانب السوري، قرب الجدار الشائك.
بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض مناطق في ريف القنيطرة الأوسط لقصف ترافق مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي فصائل المعارضة قرب بلدة القحطانية في محاولة من قوات النظام لاستعادة السيطرة عليها، وذلك بعد أسبوع من إعلان المعارضة عزمها التقدم للسيطرة على المزيد من المواقع العسكرية التي تشغلها القوات الحكومية، بهدف ربط المحافظة بمناطق نفوذ المعارضة في محافظة درعا المجاورة.
من جهة أخرى، انطلقت الحملة الانتخابية للرئاسة السورية المقررة في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل. وبينما احتلت صور حملة الرئيس بشار الأسد المساحة الأوسع من أرصفة وشوارع دمشق، بدت إعلانات المرشحين الآخرين حسان النوري وماهر حجار خجولة من حيث الحجم والانتشار. وخلت شعارات المرشحين الثلاثة من أي إشارة إلى ما يجري في سوريا، بخصوص وقف الحرب المندلعة، أو وعود بإعادة الإعمار أو المصالحة.
إسرائيل تعلن معبر القنيطرة «منطقة عسكرية» بعد تقدم المعارضة بمحاذاة خط فض الاشتباك
مواجهات عنيفة في ريف دمشق.. والنزوح مستمر من دير الزور
بيروت: نذير رضا – رام الله: كفاح زبون
أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، نقطة معبر القنيطرة بين سوريا والجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان منطقة عسكرية مغلقة، إثر معارك عنيفة نشبت بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية والفصائل المقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة القحطانية. وبينما تصاعدت وتيرة المواجهات في بلدات بريف دمشق بين النظام والمعارضة، تواصل نزوح المدنيين من محافظة دير الزور، شرق البلاد، على خلفية الاشتباكات الدامية بين عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض مناطق في ريف القنيطرة الأوسط لقصف ترافق مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة القحطانية في محاولة من قوات النظام لاستعادة السيطرة على البلدة الواقعة على الحدود مع هضبة الجولان.
وجاءت هذه التطورات بعد أسبوع من إعلان مقاتلين معارضين في القنيطرة جنوب سوريا، عزمهم التقدم للسيطرة على المزيد من المواقع العسكرية التي تشغلها القوات الحكومية، بهدف ربط المحافظة بمناطق نفوذ المعارضة في محافظة درعا.
وتتقدم قوات المعارضة في القنيطرة منذ إعلان اللواء عبد الإله بشير، الذي يتحدر من المدينة، رئيسا لهيئة أركان الجيش السوري الحر. وكانت المعارضة حققت تقدما أواخر الشهر الماضي بالسيطرة على التلال الاستراتيجية في المحافظة، وتحديدا تل الأحمر الشرقي، وربط المناطق الخاضعة لسيطرتهم في درعا والقنيطرة في محاذاة الحدود مع الأردن، في وقت تسعى المعارضة للتقدم شمال القنيطرة التي يحافظ النظام السوري على سيطرته فيها، وذلك بهدف ربط جنوب العاصمة السورية المحاصر، بمناطق نفوذ المعارضة في درعا.
ودخلت إسرائيل على الخط أمس، بتأكيد الجيش الإسرائيلي إغلاق المنطقة حول القنيطرة «لأسباب أمنية». وأعربت مصادر أمنية إسرائيلية عن مخاوفها من إمكان أن يؤثر القتال الدائر حاليا بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات النظام في سوريا على هذه المنطقة.
وقالت مصادر إسرائيلية إن قيادة المنطقة الشمالية في الجيش قررت إغلاق المنطقة بعد تصاعد المعارك بشكل لافت بين قوات النظام والمعارضة على الجانب السوري، قرب الجدار الشائك. وبحسب المصادر فإن ثمة تخوفا من تصاعد أكبر للمعارك قد يؤدي إلى سقوط قذائف في الجولان.
وليست هذه المرة الأولى التي تغلق فيها إسرائيل معبر القنيطرة بسبب اشتباكات عنيفة قريبة منه. وتسعى إلى منع تسلل أي من المسلحين عبر المعبر كما تضمن عدم توسع المعارك تجاه المنطقة التي تسيطر عليها. وسمحت إسرائيل سابقا لبعض الجرحى بالمرور عبر المعبر.
ويوضح الخبير الاستراتيجي الدكتور أمين حطيط، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن إعلان المنطقة عسكرية «يعني تطبيق الأحكام والأنظمة العسكرية، وإلغاء الأحكام الإدارية والمدنية ووضعها بإشراف قيادة الجيش»، كما يعني «عدم السماح للمدنيين بالتحرك إلا بترخيص من قيادة الجيش، بحيث يصبح العبور بحاجة إلى تصريح».
وبينما حصرت إسرائيل الإعلان بالمنطقة الخاضعة لسيطرتها شرق هضبة الجولان، يقول حطيط، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني، إن إعلان هذه المنطقة «لا يقدم ولا يؤخر»، ويضيف: «أما إذا كان المقصود به تطبيقه في المنطقة المنزوعة السلاح، فإنها ستصطدم مع قوات الأمم المتحدة العاملة في هضبة الجولان «أندوف» ما يعني انهيار قرار مجلس الأمن الصادر في العام 1974». ويشير إلى أنه «إذا كان القرار يقصد به المنطقة التي يوجد فيها مقاتلو المعارضة وتبلغ 25 كيلومترا طولا وسبعة كيلومترات إلى العمق الملاصق لمنطقة فض الاشتباك، فهذا يعني تطورا خطيرا على صعيد تدخل إسرائيل المباشر لإنشاء شريط أمني عازل مع سوريا».
لكن حطيط، يستبعد عزم إنشاء إسرائيل هذا الخط الأمني بعد التطورات الميدانية في البلاد، واتفاقية حمص. ويقول: «أرجح أن القرار سيشبه إلى حد ما، القرار التركي بإقامة الجدار الأمني العازل مع سوريا لمنع تسرب المسلحين إليها»، مشيرا إلى أن القرار الإسرائيلي «قد يتكامل مع قرار أنقرة التي ترى أن المواجهات تتجه نحو الحسم لصالح النظام».
وفي تطورات ميدانية أخرى، أفاد ناشطون سوريون بتجدد الاشتباكات في بلدة داريا جنوب دمشق، وسط قصف عنيف تتعرض له أحياء منها، وتحديدا بالقرب من ساحة الأوقاف ومحيطها بمدينة داريا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد أن الاشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب المقاتلة اندلعت على الأطراف الشمالية لداريا.
في موازاة ذلك، تعرضت مناطق في مدينة دوما، بريف دمشق، لقصف من قوات النظام، بينما سقط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض – أرض على مناطق بين بلدتي زبدين والمليحة في الغوطة الشرقية. وشهدت المليحة موجة جديدة من الاشتباكات، مع محاولة القوات الحكومية مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني التقدم فيها. وأفاد المرصد السوري بسقوط نحو ثمانية صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، على مناطق في البلدة ومحيطها، فيما شن الطيران الحربي 10 غارات على الأقل.
كما تعرضت مناطق في مدينة حرستا، لقصف من قوات النظام بقذائف الهاون، بينما أفاد ناشطون باندلاع اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة وقوات النظام بالقرب من إدارة المركبات القريبة من حرستا، وسط قصف لقوات النظام على مناطق في البلدة ومحيطها. وفي شرق سوريا، تواصلت موجة النزوح من قرى دير الزور على ضوء الاشتباكات العنيفة التي تشهدها المنطقة بين مقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية من جهة، ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش». وقال ناشطون إن مقاتلي «داعش» تقدموا باتجاه المدخل الشمالي لمدينة دير الزور، بعد سيطرتهم على المدينة الصناعية ومنطقة المعامل عند مدخل المدينة، كما سيطرت «داعش» على بلدة مراط بالريف الشرقي، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي النصرة والكتائب الإسلامية، بحسب المرصد.
حملة انتخابات الرئاسة السورية تتجاهل الحرب.. وشعاراتها تصلح لكل مكان وزمان
دمشق تأسف لمنع فرنسا إجراء الاقتراع على أراضيها
لندن: «الشرق الأوسط»
بينما انطلقت، أمس، الحملة الانتخابية للرئاسة السورية، أعربت دمشق عن أسفها لعدم تمكن المواطنين السوريين المقيمين على الأرض الفرنسية من ممارسة ما سمته «حقهم الدستوري» بالمشاركة في الانتخابات، بعدما أبلغت فرنسا رسميا السفارة السورية في باريس، اعتراضها على إجراء الانتخابات على الأراضي الفرنسية كاملة. ووصفت الخارجية السورية في بيان، أمس، الإجراءات الفرنسية، بأنها «لا مسؤولة» وطالبت الرأي العام العالمي بإدانتها.
واتهمت الخارجية السورية فرنسا و«مجموعة من الدول» بشن حملة «دعائية عدائية» ضد الشعب السوري. وقالت: «أبلغت فرنسا رسميا سفارتنا في باريس الاعتراض على إجراء هذه الانتخابات على الأراضي الفرنسية كاملة، بما فيها السفارة السورية في باريس». وأعربت عن أسفها لهذا القرار «الجائر».
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية للسوريين في الخارج يوم الأربعاء 28 مايو (أيار) الحالي، فيما يقترع السوريون في الداخل في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل.
وفي سياق متصل، بدأ المرشحون الثلاثة لمنصب رئاسة الجمهورية، وهم: ماهر عبد الحفيظ حجار، والدكتور حسان عبد الله النوري، و«الدكتور بشار حافظ الأسد»، أمس، حملاتهم الانتخابية بعد أن أعلنت المحكمة الدستورية العليا أول من أمس أسماءهم ضمن القائمة النهائية للمقبول ترشحهم.
وامتلأت شوارع دمشق والمدن السورية، التي تقع تحت سيطرة القوات النظامية، بملصقات دعائية للمرشحين مع مقتطفات من برنامجهم الانتخابية. كما بدأت وسائل الإعلام المسموعة والمرئية ومواقع التواصل الاجتماعي بعرض مقاطع ترويجية للمرشحين الثلاثة وبرامجهم الانتخابية وتصوراتهم لمستقبل سوريا.
وطغت صور الأسد ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد على جميع لوحات الإعلانات الطرقية وجدران واجهات المؤسسات الرسمية وعلى حواجز قوات النظام، في ظل غياب شبه كامل للإعلانات التجارية. وبينما احتل ملصق «سوا» (معا) الخاص بالحملة الانتخابية للأسد المساحة الأوسع من أرصفة وشوارع دمشق، بدت إعلانات المرشحين الآخرين خجولة من حيث الحجم والانتشار. لكن صورة الأسد الشخصية غابت عن ملصق (سوا) لتحضر في ملصق آخر باللون الأزرق يبدو فيه واقفا بين العلم السوري والشعار الجمهوري المكتوب تحته «الله سوريا وشعبي وبس».
وأطلقت حملة الأسد على صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، وتخطى عدد متابعي صفحتها على «فيسبوك» السبعين ألف شخص حتى ظهر أمس، في حين تجاوز عدد متابعي حساب «تويتر» ألف شخص.
وبثت صفحة «فيسبوك» شريطا دعائيا مدته 12 ثانية لشعار «سوا» مكتوبا بخط اليد باللون الأخضر، على خلفية ألوان العلم السوري (الأحمر والأبيض والأسود)، ومذيلا باسم بشار الأسد وتوقيعه بخط اليد.
وعند نقطة جديدة يابوس الحدودية مع لبنان، وضعت على نوافذ دائرة الهجرة والجوازات ملصقات صغيرة عليها صورة الرئيس السوري، وكتب فيها «بالدم ننتخب بشار الأسد». وعلى الطريق باتجاه دمشق، رفع شعار الحملة ولافتات مؤيدة، كتب في إحداها «بشارنا لن نرضى غيرك.. بايعناك كل الولاء من القلب».
وجاءت ملصقات الدعاية الانتخابية للأسد لتضاف إلى آلاف الصور والشعارات التي ترفعها قوات النظام والموالون له منذ بداية العام، كملصق حملة «كلنا بشار الأسد.. معا للمطالبة بترشيح الأسد للانتخابات الرئاسية» و«بشار الأسد خيارنا المطلق» وهو شعار رفعه «الحزب الاشتراكي الوحدوي»، أحد الأحزاب المنضوية في إطار «الجبهة الوطنية التقدمية» بزعامة حزب البعث. أما الملصق الأبرز الذي رفع منذ نحو سنة عند حواجز المخابرات الجوية مرفقا بصور الأسد ووالده والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، فهو «لن تغمض العيون حتى نبايع طبيب العيون»، في إشارة إلى الأسد.
أما المرشح حسان النوري، فنشر صوره الشخصية مع شعارات ذات طابع اقتصادي مثل «مكافحة الفساد للنهوض بالمجتمع» و«إعادة الطبقة الوسطى» و«الاقتصاد الحر الذكي». فيما اعتمد المرشح ماهر الحجار ملصقات أقرب إلى منشورات الإرشاد المجتمعي، حيث طغى عليها اللون الأحمر وتتوسطها بقعة ضوء يظهر فيها ظل رجل بالأسود وامرأة بالأحمر، وبينهما نجمتا العلم السوري الخضراوان، ليشكلا معا علم البلاد. ومهرت الملصقات بعبارات أقرب إلى الأقوال الفلسفية العامة الصالحة لكل زمان ومكان، منها: «إرادة الشعوب أقوى من إرادة القطب الواحد» و«سوريا لفلسطين» و«من مات في سبيل قضية نبيلة فهو شهيد».
وستستمر الحملات الانتخابية للمرشحين حتى ما قبل 24 ساعة من بدء عملية الانتخاب المقررة في الثالث من يونيو (حزيران). وينص قانون الانتخابات العامة على أن يلتزم المرشحون بتفادي الطعن في المرشحين الآخرين أو التشهير بهم أو التحريض ضدهم وعدم تضمين الدعاية الانتخابية أي دلالات مذهبية أو طائفية أو إثنية أو قبلية أو ما يخالف النظام العام أو الآداب العامة.
وخلت الشعارات من أي إشارة إلى ما يجري في سوريا، بخصوص وقف الحرب المندلعة، أو وعود بإعادة الإعمار أو أي شيء يشير إلى أن الانتخابات تجري في أجواء حرب.
حي في ضواحي أنقرة يضيق ذرعا باللاجئين السوريين
شهد مواجهات استدعت تدخل الشرطة.. وتحذيرات من «بوادر تفجير»
أنقرة – لندن: «الشرق الأوسط»
حتى قبل فترة قصيرة لم يكن سكان أنقرة الواقعة على بعد نحو 700 كلم من الحدود مع سوريا يعرفون عن هذه الأزمة لدى الجارة الجنوبية إلا ما يصل إليهم عبر وسائل الإعلام، أما اليوم فقد بدأت تداعيات هذه الحرب تدق أبوابهم في قلب العاصمة.
فقد وقعت مواجهات بين لاجئين سوريين وسكان حي حاجيلار الواقع في ضواحي أنقرة. وأحرق أتراك مساء الأربعاء الماضي مبنى يعيش فيه سوريون، ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى. ولم يعد الأتراك في هذا الحي يخفون ضيقهم من تزايد عدد اللاجئين السوريين في حيهم.
وتقول حجازية دمركان (42 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية وبدت كدمات على ذراعها: «لم نعد نريد هؤلاء السوريين بيننا. لم يفعلوا سوى زرع الفوضى منذ وصولهم».
ومنذ مطلع السنة الحالية استقر نحو 2500 سوري في حي حاجيلار. وتحقق هذا الأمر بمبادرة من بلدية الحي التي يسيطر عليها أنصار حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب إردوغان، وذلك في إطار سياسة «الأبواب المفتوحة» أمام اللاجئين السوريين الفارّين من المعارك الدائرة في سوريا بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه.
وبعد أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الأحداث في سوريا، لم تعد المخيمات المقامة على مقربة من الحدود بين البلدين قادرة على استقبال المزيد من اللاجئين. وتستطيع هذه المخيمات استقبال نحو 220 ألف شخص، إلا أنها باتت تستقبل أكثر من مليون، حسب السلطات السورية.
وتوزع الكثير من السوريين على عدد من المدن التركية، ويعمل بعضهم في مهن متواضعة في حين يعمد آخرون إلى التسول، ما أثار حساسية السكان المحليين.
وقال أحد سكان حي حاجيلار، رافضا الكشف عن اسمه لأنه يعمل موظفا في الدوائر الحكومية، إن «هؤلاء الناس لا يعملون. كل ما يريدونه هو الحصول على المساعدات، وعندما يحصلون عليها من منظمات غير حكومية يعمدون إلى بيعها بأسعار متدنية».
ويروي هذا التركي ما حصل في الحي متهما السوريين بأنهم تسببوا بالإشكال عندما شتموا وهاجموا بالعصي نحو عشرة أشخاص من شبان وشابات الحي بينهم اثنان من أبنائه. وامتدت المواجهات بين الطرفين إلى شوارع عدة من الحي، ما دفع الشرطة إلى إرسال تعزيزات إلى المكان.
وطردت السلطات التركية المتهمين بافتعال الشجار إلى مخيم على مقربة من الحدود مع سوريا. وبات السوريون يفضلون تفادي الظهور في الشوارع بعد هذا الحادث، ولم يعد يرى سوى بعض الفتيان الذين يبحثون عن الحطب للتدفئة.
إلا أن التوتر لا يزال قائما. ويقول تركي آخر من سكان الحي صودف وجوده في الشارع: «ساعدنا هؤلاء الأشخاص وقدمنا لهم الطحين والخبز، وها هم يردون الجميل بهذه الطريقة»، في حين يحاول التركي أحمد مييز التخفيف من أهمية ما حصل قائلا إن «الخلافات لا بد أن تتلاشى مع الوقت».
ولا يبدو أن هذا الأمر مؤكد بعد أن تكاثرت الصدامات بين لاجئين سوريين وسكان أتراك في مناطق عدة من تركيا، فقد وقعت الجمعة مشاجرات في مدينة حسا الصغيرة الواقعة في جنوب شرقي البلاد على مقربة من الحدود مع سوريا، مما أدى إلى وقوع أربعة جرحى، حسب ما نقلته وسائل الإعلام المحلية.
وتؤكد السلطات التركية أن هذه الحوادث معزولة، لكن الكثير من المعلقين لا يخفون قلقهم، خصوصا عبر الصحف وحتى تلك المقربة من الحكومة. وكتب المعلق ايلنور تشيفيك في صحيفة «دايلي صباح» الناطقة بالإنجليزية والمقربة من الحكومة أن «حادثة أنقرة يمكن إلا تكون سوى البداية لتنتقل هذه المشكلات إلى مناطق أخرى من تركيا».
ومع أن الكاتب أشاد بقيام حكومة إردوغان بصرف نحو ملياري دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، فإنه في الوقت نفسه لم يتردد في وصف الوضع بأنه «يحمل بوادر تفجير». وقال تشيفيك: «لقد توزعوا في كل أنحاء البلاد خارج أي سيطرة»، مضيفا: «والمشكلة لم تعد أمنية فحسب، بل باتت اجتماعية أيضا».
قبيل اجتماعه مع أوباما: الجربا يدعو لإقامة “علاقات استراتيجية” مع واشنطن
24 – إفي
دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا إلى إقامة “علاقات استراتيجية” مع الولايات المتحدة، قبيل اجتماعه في واشنطن بالرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وقال الجربا “نمثل الطريق الثالث بين النظام والمتطرفين، هناك إمكانية لعلاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة كي نكون هذا الطريق الثالث”، وذلك خلال مقابلة بثت قناة العربية مقاطع منها.
وأوضح أنه يفضل فرض منطقة حظر جوي، لدى سؤاله عما إذا كان يفضل هذا الاحتمال أو تزويد مسلحي المعارضة بالصواريخ المضادة للطائرات، وبالمثل انتقد الجربا خلال المقابلة “صمت العالم” عن الدور الذي تلعبه إيران وحزب الله اللبناني في الاقتتال الأهلي ببلاده على حد قوله.
وأبرز “يدور الحديث دوماً عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) دون أدنى تطرق لإرهاب إيران وحزب الله”.
ويتواجد الجربا حالياً في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية التي يظل بها حتى بعد غد، ومن المقرر أن يلتقي رئيسها باراك أوباما.
وتؤكد وسائل إعلام أمريكية أن واشنطن بدأت في تزويد المعارضة السورية بصواريخ (تاو) المضادة للدبابات، والتي يصل مداها إلى أربعة كيلومترات وهي قادرة على اختراق الدشم والتحصينات الفولاذية السميكة.
كما يشار إلى أن الاستخبارات الأمريكية تقدم على الأراضي الأردنية أسلحة خفيفة وتدريبات عسكرية لعدد من فصائل المعارضة.

مصادر سلفية: “النصرة” تمنع مقاتلي “داعش” من دخول الأردن
عمان- ماهر الشوابكة
نقلت مصادر في التيار السلفي الأردني عن مقاتلين في التنظيم عادوا من سوريا أخيراً، أن جبهة النصرة تمنع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” بالسلاح، من اجتياز الحدود الأردنية.
وكانت تسجيلات فيديو ظهرت الشهر الماضي على موقع “يوتيوب”، أظهرت عدداً من مقاتلي “داعش” وهم يهددون الأردن باستهدافه بـ “أطنان” من المتفجرات.
وأكدت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها فشل “داعش” قبل أيام من دخول محافظة درعا السورية على الحدود مع الأردن، بعد مواجهات مع مقاتلي النصرة الذين استطاعوا ردهم والحيلولة دون اقترابهم من الحدود.
وقالت إن المواجهات بين التنظيمين على أطراف درعا قتل فيها الكثير من مقاتلي “داعش”، ومنهم بينهم مواطنين أردنيين.
وارجعت هذه المصادر محاولات تنظيم “داعش” التابع للقاعدة الوصول إلى الحدود الأردنية، إلى رغبة التنظيم في فرض سيطرته على محافظة درعا، ليتمكن من إحداث اختراق للحدود مع الأردن وتنفيذ تهديداته بحق بلد له ثارات قديمة معه، خاصة وأنه يتهمه بالتدبير لمقتل أمير العراق والشام أبو مصعب الزرقاوي قبل سنوات.
وكان الجيش الأردني أعلن أن طائراته دمرت مركبات في حادثين منفصلين حاولت التسلل من سوريا إلى البلاد، كانت محملة بمواد بينها أسلحة كان آخرها السبت الماضي، بحسب مصادر عسكرية.
وتعبر مصادر رسمية أردنية عن قلقها من المحاولات المتكررة لاختراق الحدود من قبل كوادر هذا التنظيم، خوفاً من تهريب السلاح للمملكة لخرق الأمن فيها.

قتلى للنظام بريف حماة ومعارك بدمشق وريفها
قال ناشطون إن الجيش الحر قتل أكثر من عشرين عنصرا من قوات النظام خلال اشتباكات في قريتين بريف حماة، كما أفادوا باندلاع معارك عنيفة في حي جوبر في العاصمة دمشق، وبقصف استهدف الحي نفسه وأحياء أخرى في ريف المدينة.
وذكر ناشطون أن الجيش الحر أعلن سيطرته على قريتي تل ملح والجلِمة بريف حماة بعد معارك عنيفة.
وكانت قوات النظام والمعارضة تبادلت السيطرة على القريتين مرات عدة في الأشهر الأخيرة.
وفي ريف إدلب قال ناشطون إن طائرات النظام أغارت صباح اليوم على محيط معسكر وادي الضيف. وتسعى قوات المعارضة إلى السيطرة على المعسكر الذي يعتبر مركزا لقصف القرى والمدن التي تخضع للمعارضة في ريفي إدلب وحماة.
وبموازاة ذلك تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تقدم للقوات النظامية في حي جوبر في العاصمة دمشق الذي يشهد معارك منذ أشهر طويلة، بينما قالت وكالة سوريا برس إن كتائب المعارضة استعادت السيطرة على نقاط عدة في المنطقة الصناعية شمال الحي بعد اشتباكات مع قوات النظام أسفرت عن مقتل ستة من عناصره وتدمير آلية عسكرية، في حين قتل أربعة من مقاتلي المعارضة.
كما تحدثت الوكالة عن قصف عنيف جدا استهدف أطراف مدينة زملكا بريف دمشق, بالتزامن مع اشتباكات عنيفة من جهة المتحلق.
من جهتها قالت وكالة سوريا مباشر إن الطيران الحربي شن غارة على الجبل الشرقي في مدينة الزبداني بريف دمشق، كما استهدفت قوات النظام بصاروخ أرض أرض حي العسالي جنوبي العاصمة دمشق.
معارك متفرقة
وفي شمال البلاد قال مراسل الجزيرة إن مقاتلي المعارضة استهدفوا بقذائف الهاون مواقع للنظام في منطقة البريج شمال شرق حلب على جبهة الشيخ نجار.
وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش النظامي قضى على مجموعة مسلحة في حي سيف الدولة, وقتل مسلحين آخرين خلال عمليات في أحياء بالمدينة كالليرمون والراشدية, وبلدات بالريف مثل خان العسل وعزيزة والأتارب.
وعلى الصعيد الإنساني, قالت شبكة شام إن المياه بدأت تعود بشكل تدريجي إلى مناطق عدة في مدينة حلب بعد انقطاع دام أكثر من ثمانية أيام.
وفي الشمال أيضا, قال المرصد السوري وناشطون إن اشتباكات جرت في محيط جبل تشالما بريف اللاذقية الشمالي، قتل فيها ثلاثة على الأقل من مقاتلي المعارضة, في حين سقط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية والمسلحين الموالين لها.
وفي حمص قال ناشطون إن قوات النظام قصفت بلدة الدار الكبيرة في ريف المدينة بصواريخ أرض أرض وقذائف المدفعية الثقيلة من الكلية الحربية قرب مدينة حمص.
وفي تطور آخر قالت وكالة سوريا مباشر إن الجيش الحر استهدف بعبوة ناسفة حاجزاً للدولة الإسلامية في العراق والشام في بلدة الشركراك بريف الرقة، بينما سيطر تنظيم جبهة النصرة على قرية الحسينية وكلية الزراعة بريف دير الزور الغربي إثر اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية.
القصف بالبراميل
يأتي ذلك في وقت قتل وأصيب عشرات السوريين في قصف بـالبراميل المتفجرة على مناطق سكنية في حلب.
وفي درعا جنوبي سوريا, قال مراسل الجزيرة محمد نور إن ما لا يقل عن 11 شخصا قتلوا الأحد بالبراميل المتفجرة التي سقطت على أحياء بدرعا المدينة, وعلى بلدات بريفها.
وأضاف المراسل أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب عشرون إثر إلقاء برميل متفجر على سوق ببلدة صيدا بريف درعا الشرقي, مشيرا إلى مقتل رجل وابنه في قصف مماثل لبلدة إنخل.
وشملت الغارات الجوية عددا من أحياء درعا البلد، حيث قتل خمسة أشخاص بينهم امرأة وأصيب آخرون.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

أهالي حمص.. وجع العودة بعد قسوة الغياب
إياد الحمصي-حمص
لم تمر سوى ساعات قليلة على خروج مقاتلي المعارضة المسلحة من حمص القديمة حتى غصت شوارع أحيائها بالأهالي الذين شاهدوا ما لم يتمنوا رؤيته طوال حياتهم، فأكثر من 60% من المباني مدمرة بشكل كامل، بينما الباقي لم يعد يصلح للسكن ويمكن أن يسقط بأي لحظة.
وتقول أم حسان -من سكان حي الخالدية- إنها فقدت الأمل في العودة لمنزلها، وإنها كانت تحلم بالعودة بعد أن يحرر الثوار المدينة، “ولكن كتب لنا أن نعود إليها وهي مدمرة”.
وتضيف في حديث للجزيرة نت أن رائحة الموت تفوح من كل مكان في الحي وأغلب بيوته دمرت بشكل كامل، قائلة “بيتي لا يزال صامدا إلا أنه بدون جدران خارجية، لم أستطع تحمل هول هذا المشهد، لا يمكن للإنسان أن يرى كل ذكرياته أمامه محطمة يداس عليها”.
ولم تخلُ الأمور من المفاجآت، إذ يقول أبو قصي إنهم لم يتمكنوا منذ سنتين من الوصول إلى ساحة الساعة، مما دفع أعدادا كبيرة بالتدفق إليها، مضيفا أن لغما انفجر في الطريق وأدى إلى إصابة أربعة شباب بجروح، لكن الجميع تابعوا السير نحو الساحة.
ويقول إن قوات النظام المتواجدة في المنطقة اعتقلت أكثر من عشرة شبان دون أن يتمكن أحد من معرفة السبب.
لكن أبو سعيد قال إن الكثير ممن دخلوا إلى منازلهم في المناطق التي كانت تحت سيطرة الثوار فوجئوا ببقائها على حالها باستثناء ما تعرض منها للقصف.
نهب وحرق
أما البيوت الواقعة في المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام فوجدها أصحابها منهوبة وقد سرقت أبوابها ونوافذها وأسلاك الكهرباء الموجودة بداخل جدرانها، كما تم حرق وتكسير الأثاث، حسب أبو سعيد.
ويرى أنه كان محظوظا لأن منزله يقع في القسم الذي كان تحت سيطرة الثوار، فمع أن الجدران مثقوبة من كثرة الرصاص، إلا أن جميع الأثاث لا يزال على حاله، على حد قوله.
وحسب أبو سعيد، فإنه بعد خروج المقاتلين من الأماكن التي كانوا يسيطرون عليها دخلت قوات النظام بحجة تمشيط المنطقة، وقامت بسرقة جميع محلات السوق وتكسيرها وحرقها قبل دخول الناس إليها.
ويقول إن هذه المحلات بقيت طوال سنتين ونصف لم يصبها أذى، ولم تسرق إلا قبيل عودة الأهالي.
وأثار دخول المدنيين إلى أحياء حمص القديمة التي كانت محاصرة غضب عناصر من الجيش وبعض ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول صبحي -وهو ناشط من حي الوعر- إنه يتفهم دخول المدنيين لتفقد منازلهم وممتلكاتهم، لكن التقاطهم الصور فوق الدبابات وبالقرب من عناصر النظام يبعث برسالة أنهم ربما تمنوا هذه اللحظة منذ زمن بعيد، وفق تقديره.
وقامت قوات النظام بإغلاق منطقة الدبلان وجورة الشياح وبعض المنافذ بالقرب من مديرية الصحة، كما شهدت المنطقة تواجدا أمنيا مكثفا.
وتصاعدت سحب الدخان وألسنة اللهب من بيوت ومكاتب يقول المعارضون إن عناصر النظام سرقوا محتوياتها وأحرقوها.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

الجربا: منطقة حظر جوي أولى أولوياتنا
العربية. نت
قال رئيس ائتلاف المعارضة السورية أحمد الجربا لقناة “العربية”، قبيل اجتماع محتمل في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي، إن المعارضة هي الطريق الثالث بعد النظام والقوى المتطرفة التي حلت بالأرض السورية، داعيا لأن تكون بين المعارضة والولايات المتحدة علاقةٌ إستراتيجية لتحقيق الخيار الثالث.
وردا على سؤال حول تخييره ما بين فرضِ منطقة حظر للطيران على النظام السوري أم تزويدِه بسلاح يُسقط تلك الطائرات، قال الجربا إن خيار فرض منطقة حظر جوي يأتي أولاً لمنع قصف المدنيين.
واستغرب رئيس ائتلاف المعارضة السورية أحمد الجربا صمت العالم عن دور إيران وحزب الله في سوريا، وقال إن الحديث ينحصر عن داعش دون أي ذكر لإرهاب إيران وحزب الله.

حملة مضادة للأسد باستخدام شعاره الانتخابي “#سوا”
دمشق – جفرا بهاء
بدأ نشطاء سوريون بجملة من الردود على الحملة الانتخابية لبشار الأسد والتي حملت شعار “#سوا”، وبعد “انتخابات الدم”، و”وطي صوتك” و”سوريا تنتحب”، بدأت حملة من نوع جديد تستخدم شعار حملة الأسد نفسه، ولكن مع نشر صور من الدمار السوري والأطفال ضحايا النظام.
ويبدو أن هذه الحملة بدأت تأخذ صدى واسعا على المستوى السوري الشبابي، حيث بدأوا بكتابة “#سوا” على صور لمدن تحولت لأثر بعد عين، وتمت إضافة كلمات بجانب “سوا” ليصبح الهدف والمعنى أكثر مباشرة ووضوحاً مثل “سوا نقتل، سوا ندمر”.
وفي حالات أخرى تم استخدام صور من الحملة الانتخابية نفسها للتعبير عن التعاون الإيراني السوري، مثل صورة من الحملة تم نشرها على صفحات تتبع لميليشيا حزب الله تجمع الأسد مع نصر الله، وأخرى تجمعه مع روحاني “الرئيس الإيراني”.
ثالث حملة
وكان سوريون بدأوا بنشر صور دمار بلدهم فعلاً عبر حملة حملت اسم “سوريا تنتخب بالدم” ونشروا من خلال الحملة مجموعة من الصور التي يظهر الأسد فيها واقفاً فوق الدمار، أو ملطخاً بالدماء.
بالإضافة لحملة “سوريا تنتحب.. وطي صوتك” وذلك عبر اليوتيوب بتصوير أفلام قصيرة ونشرها على الإنترنت توجه رسالة مباشرة لكل من سينتخب الأسد بأنه إنما يشارك بالقتل والدمار والتشريد.

أزمة عطش حادة في حلب منذ 8 أيام
حلب – باسل الجنيدي
تعيش مدينة حلب من دون مياه منذ حوالي ثمانية أيام، مما ينبئ بكارثة إنسانية كبيرة، يتبادل فيها أطراف النزاع الاتهامات من دون أن تتمكن جهات مستقلة من تحديد المسؤول المباشر عن قطع المياه.
ولجأ المدنيون إلى مياه الآبار والمياه الجوفية، واصطفوا في صفوف طويلة من أجل الحصول على المياه التي يُخشى أن تكون ملوثة وغير صالحه للشرب، بحسب تحذيرات “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، مما يهدد بانتشار الأوبئة بشكل واسع بين المدنيين، ويشكل خطراً حقيقياً في ظل تردي الخدمة الطبية في أنحاء المدينة.
ويوجه الناشطون أصابع الاتهام إلى “جبهة النصرة”، ويتهمونها بتعمد قطع المياه من إحدى محطات ضخ المياه في حي “سليمان الحلبي” التابع لسيطرة المعارضة، وبعرقلة عمليات إصلاح شبكات المياه المتضررة نتيجة قصف قوات الأسد.
وعلى الطرف الآخر، أصدرت “الهيئة الشرعية” – التي تشكل “جبهة النصرة” إحدى أركانها الأساسية – بياناً قالت فيه إنها أصلحت شبكات المياه إلا أن منسوبها كان منخفضاً، ووجهت اتهاماً لـ”داعش” بقطع المياه من داخل مدينة منبج.
وتسيطر داعش على مدينة منبج الواقعة شمالي شرقي البلاد، وتحوي المدينة على محطة ضخ للمياه في بلدة “الخفسة”، وهو ما استندت عليه “جبهة النصرة” في تبرئه نفسها من الاتهامات، بحجة أن الخفسة لا تقع تحت سيطرتها.
وتشمل المناطق المحرومة من المياه على مدينة حلب كاملة، بجزأيها المحرر والخاضع لسيطرة المعارضة، والمناطق المحتلة الخاضعة لسيطرة النظام.
ويبدو النظام هو المستفيد الأكبر من قطع المياه عن حلب، ومن عدم القدرة على تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك.
حملة “حلب عطشى”
بدأ الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة باسم “حلب عطشى” تهدف إلى لفت نظر العالم إلى المعاناة التي يعانيها سكان حلب والتحذير من الكارثة الإنسانية.
وتنشر الحملة تدويناتها على الهاشتاغ #‎Aleppo_Is_Thirsty‬، ويصف “حسان حلبي” مدير صفحة “شاهد عيان حلب” وأحد القائمين على الحملة الوضع في المناطق المحتلة بقوله: “يستغل النظام انقطاع المياه عن المدينة، يسمح لشبيحته بالسيطرة على عملية الاتجار بالمياه، يصطف الناس بالمئات من أجل الحصول على المياه ويدفعون مبالغ كبيرة من أجلها”.
ويضيف لـ”العربية.نت”: “كل شخص يحاول أن يساعد في توزيع المياه على المواطنين بعيداً عن الشبيحة مهدد بالاعتقال أو مصادرة سوتير المياه حتى الليل”.
ولا يستبعد ناشطون أن يكون النظام هو من تسبب أصلاً بقطع المياه عن المدينة ولو بشكل غير مباشر، فهو يحد من حركة “الهلال الأحمر” والمنظمات الدولية من أجل تحديد المسؤول عن الجريمة، ويبدو قادراً على التنسيق مع “داعش” من أجل قطع المياه من المضخات التي تسيطر عليها.
ووسط تبادل الاتهامات وعجز منظمات المجتمع المدني عن تحديد المسؤول، يتذمر المدنيون بينما يقفون بذل في طوابير طويلة للحصول على المياه، ويصرخ أحدهم متذمراً في حي “بستان القصر” الواقع تحت سيطرة المعارضة: “لا يهمني من المسؤول، أريد مياهاً يغتسل بها طفلي حتى لا يمرض أو يموت، ألا يكفي أننا نموت تحت القصف وسط صمت العالم!؟”.

الجيش الحر: النفير العام لدعم جبهات دير الزور والرقة
دبي – روبا أبو ضرغم
دعا النقيب عمار الواوي أمين سر الجيش السوري الحر جميع الفصائل المقاتلة في الجبهات إلى دعم جبهات دير الزور والرقة وحلب من أجل إفشال مخطط النظام لتحطيم الثورة، حيث تتواصل المعارك على جبهة دير الزور بين الجيش الحر وتنظيم داعش الذي يتقدم مدعوما بطائرات النظام.
وبعد مواجهات دامت أسابيع مع جبهة النصرة وفصائل مقاتلة أخرى، وسع تنظيم داعش مناطق نفوذ سيطرته على أجزاء من دير الزور، حيث سيطر على المدخل الشمالي الشرقي للمدينة من جهة الحسكة، ودخل إلى المدينة الصناعية وفرض سيطرته على منطقة المعامل وصوامع الحبوب.
كما تقدم بعدها باتجاه قرى مراط ومظلوم وخشام وأقام حواجز بين دير الزور والحسكة، بينما تحاصر قوات النظام الأجزاء الجنوبية والغربية من المدينة وتنفذ غارات جوية قيل إنها تهدف إلى تغطية تقدم داعش حسب اتهامات مقاتلي المعارضة.
ومن جانبه، قال الرائد عمر طراد عضو المجلس العسكري في دير الزور “إن النظام يساند داعش عن طريق القصف الجوي”.
وباتت قرى الريف الغربي أيضاً تحت سيطرة داعش، ويقول ناشطون إن التنظيم يحاول ربط محافظة الرقة بدير الزور لتأمين خطوط إمداده، أما في الريف الشرقي فتتواصل الاشتباكات بين الطرفين من جهة بلدة جديد عكيدات.
وتحدث المرصد السوري عن سقوط نحو مئتين وثلاثين مقاتلاً من الطرفين في الأيام العشرة الماضية، بينهم مئة وستة وأربعون قتيلاً من جبهة النصرة وكتائب مقاتلة أخرى ومنهم من أعدم ميدانياً على يد مقاتلي تنظيم داعش.
حلب.. قصف وتفاقم أزمة مياه الشرب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت مصادر في المعارضة السورية، إن الطيران السوري قصف بالبراميل المتفجرة أحياء عدة في حلب وريفها، فيما تعاني هذه المدينة الواقعة شمالي سوريا أزمة مياه.
وأوضح النشطاء أن البراميل استهدفت أحياء من بينها بستان الباشا، وعندان، والأرض الحمرا، ومنغ، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وقال السكان إنهم كانوا يشربون مياه الآبار الملوثة، في الوقت الذي لا تزال فيه إمدادات المياه مقطوعة عن أكبر مدينة بالبلاد لليوم الثامن على التوالي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن مقاتلين “متشددين” قطعوا أنابيب المياه الموصلة إلى المدينة، لمعاقبة المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، مضيفا أن قطع أنابيب المياه أثر أيضا على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
ويعتمد المرصد السوري في على تقارير تصله من نشطاء على الأرض.
ولم يكن من الواضح أعداد المواطنين الذين تأثروا جراء قطع المياه عنهم، علما بأن حلب كبرى المدن السورية.
وفي ريف دمشق الشرقي، قال ناشطون إن القوات السورية قصفت أحياء عدة لطرد مقاتلي المعارضة، فيما قتل وأصيب أفراد من القوات الحكومية إثر قصف نفذته كتائب “جند الشام” على منطقة إمداد المركبات العسكرية، التابعة للجيش في بلدة عربين، في الغوطة الشرقية.
وعلى الساحل السوري، وبييما تواصل القوات الحكومية قصفها للقرى التي يتحصن فيها مقاتلو المعارضة، بث ناشطون مصورا على الإنترنت، يظهر ما قالوا إنه استهداف لمقار القوات الحكومية بصواريخ في بلدتي صلنفة وجورين، بعد أن استهدفوا مراكز أخرى في جبل تشالما.
وأعلن ناشطون سيطرة كتائب المعارضة المسلحة على قريتين في ريف حماة وسط سوريا.
وذكر النشطاء أن كتائب الجبهة الاسلامية، اقتحمت قريتي تل ملح والجلمة، حيث قتلت ما يزيد عن 20 فردا من قوات الجيش وسيطرت على أسلحتها وذخائرها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى