أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 21 أذار 2016

 

 

 

 

محادثات السلام السورية تتجه نحو بحث مصير الأسد

جنيف – رويترز

يتعرض مفاوضو الحكومة السورية في محادثات السلام في جنيف إلى ضغوط غير معتادة لبحث أمر بالغ الإزعاج بالنسبة إليهم وهو مصير الرئيس بشار الأسد ويبذلون كل ما في وسعهم لتجنب ذلك.

ويصف وسيط الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا مسألة الانتقال السياسي في سورية بأنها «أم القضايا كلها» ويرفض إسقاط الأمر متشجعاً، بقوة روسيا والولايات المتحدة التي أتت بالمشاركين إلى طاولة المفاوضات.

وبعد محادثات استمرت أسبوعاً في جنيف، أشاد دي ميستورا بعمق الأفكار التي تطرحها المعارضة، وانتقد الديبلوماسيين المخضرمين على الجانب الحكومي لانغماسهم في المفاهيم النظرية.

وقال إن «الحكومة تركز حالياً بدرجة كبيرة على المبادئ وهي ضرورية لأي أساس مشترك للانتقال السياسي… لكني آمل في الأسبوع المقبل، وقلت لهم ذلك، أن نحصل على رأيهم وعلى تفاصيل في شأن رؤيتهم لكيفية حدوث الانتقال السياسي».

وكان الخلاف في شأن مصير الأسد هو السبب الرئيس وراء فشل جهود سلام سابقة بذلتها الأمم المتحدة في العام 2012 وفي العام 2014 من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، والتي قتل فيها أكثر من 270 ألف شخص وأثارت أزمة لاجئين.

وتصر المعارضة الرئيسة إلى جانب الولايات المتحدة ودول غربية أخرى منذ فترة طويلة، على أن أي اتفاق سلام يتعين أن يتضمن رحيل الأسد عن السلطة، في حين تقول الحكومة السورية وروسيا إن الاتفاقات الدولية التي تضمن عملية السلام لا تتضمن أي عبارة تشير إلى ذلك.

وبدا الرئيس السوري أكثر طمأنينة من أي وقت مضى عندما بدأت أحدث جولة محادثات بعد أن ساندته حملة عسكرية روسية.

لكن سحب روسيا المفاجئ لغالبية قواتها خلال الأيام القليلة الماضية، أشار إلى أن موسكو تتوقع من حلفائها السوريين أخذ محادثات جنيف على محمل الجد. وعيّن دي ميستورا خبيراً روسياً لحضور المحادثات معه وتقديم النصح في القضايا السياسية.

وعلى عكس الجولات السابقة استمرت المحادثات لمدة أسبوع من دون أي إشارة على انهيارها، ما أجبر الوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، على الإقرار بمطالب دي ميستورا.

وبدأ الجعفري بتقديم وثيقة لدي ميستورا تحمل عنوان «العناصر الأساسية لحل سياسي».

وقال الجعفري الجمعة الماضي في بيان مقتضب بعد أطول جلسة في المحادثات، حتى الآن «الموافقة على هذه المبادئ ستفتح حواراً جاداً بقيادة سورية ومن دون تدخل أجنبي ومن دون شروط مسبقة»، لكن مسؤولين وديبلوماسيين شاركوا في المحادثات وصفوا هذه الوثيقة بأنها «هزيلة للغاية» و«غير مشجعة» و«بعيدة من الموضوع».

وتسرد الوثيقة، وفقاً لمصادر اطلعت عليها، نقاطاً بينها الحفاظ على دولة علمانية وسلامة الأراضي السورية وأهمية مكافحة الإرهاب، لكنها لم تأت على ذكر الانتقال السياسي.

*تعطيل

وقال مصدر مطلع على العملية إن الجعفري في جلساته مع دي ميستورا تعامل مع المفاوضات بمنهج اتسم بالبطء قدر الإمكان، وركز على إعادة فتح قرارات الأمم المتحدة ومناقشتها «حرفياً».

وقال ديبلوماسي غربي إن «الجعفري لا يزال يعيش نوعاً من وهم محاولة التعطيل للهروب من الموقف أو تعطيل المعارضة لدفعها للانسحاب». وأضاف أنه (الجعفري) «يقضي كل دقيقة في التشكيك في طبيعة المعارضة أو الشكوى من حجم الخط الذي كتب به جدول الأعمال».

وطلب دي ميستورا من الجعفري وفريقه الجمعة الماضي، التعامل في شكل أسرع وعدم الهروب من السؤال الجوهري للأبد.

وقالت عضو وفد المعارضة بسمة قضماني إن وفد الحكومة يتعمد وضع قواعد مختلفة أو التلاعب في شروط هذا الاتفاق واعتبرت أن ذلك لن يؤدي إلى شيء.

وقال ديبلوماسي مشارك في عملية السلام إن الأسد لم يعتد الحلول الوسط وإن الموقف التفاوضي للجعفري يتسم بالجمود، وأضاف أنه (الأسد) «يعتقد أن عليه التحلي بالسيطرة وأنه إذا تنازل بنسبة واحد في المئة فسيفقد مئة في المئة، هذه هي طبيعته».

وفي ثلاثة اجتماعات مع كل طرف خلال الأيام الماضية سأل دي ميستورا المفاوضين عن أفكارهم، وسمح لكل طرف بطرح أسئلة من خلاله على الطرف الآخر، وفقاً لما ذكره أحد المشاركين.

وقال مصدر مطلع على العملية إن وفد الوساطة للأمم المتحدة يمضي وقت الجلسات في «تمزيق أوراق والدخول بعمق في الموضوع وإجبار الطرفين على القيام بمزيد من المناقشات وتقديم مزيد من الإجابات». وحتى الآن لم يلتقِ وفدا التفاوض وجهاً لوجه.

وقال الديبلوماسي المشارك في عملية السلام إن «دي ميستورا يستدرج وفد النظام للإجابة عن تساؤلاته في شأن الورقة المتعلقة بموقفهم، بدلاً من السماح لهم بالحديث عما يريدونه».

وأضاف أن «النظام حصل في السابق على مساحة للتلاعب والمناورة. النظام يدرك أن عليه الحضور والبقاء، لكنه غير مستعد لفكرة التحاور مع المعارضة».

 

دي ميستورا يسأل في جنيف: حدود الأقاليم سياسية أم إدارية؟

لندن – إبراهيم حميدي

ينتظر المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في غضون ساعات تلقي إجابات خطّية من وفدَيْ الحكومة السورية و «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة، عن الأسئلة التي طرحها في عطلة نهاية الأسبوع في شأن «الانتقال السياسي»، وبينها حدود الأقاليم و «ما إذا كانت سياسية ام إدارية في سورية الجديدة»، في وقت تمسّك رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري بوثيقة من عشر نقاط، حصلت «الحياة» على نصها، تطالب بـ «استعادة الجولان حتى خط ٤ حزيران (يونيو) ١٩٦٧» ومساندة الجيش النظامي في «محاربة الإرهاب» (راجع ص 5).

وعكف أعضاء «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة مساء أمس على صوغ إجابات عن الأسئلة التي تسلّموها قبل يومين، وتتعلّق بالانتقال السياسي. ويتناول قسم اول كيفية تكريس المبادئ المتفق عليها في بيانات «المجموعة الدولية لدعم سورية» وتتضمن سيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها، إضافة الى حماية حقوق جميع السوريين بصرف النظر عن الدين والمذهب والعرق، والأحكام القانونية والحفاظ على الطابع غير الطائفي للدولة السورية، إضافة الى ضمان بقاء مؤسسات الدولة وتمثيل الجميع فيها، ومشاركة المرأة في المؤسسات المستقبلية، وتساؤلات عن توفير الإمكانية للشعب السوري كي يقرر مستقبله ومستقبل بلاده، والمبادئ الضرورية لتوفير بيئة محايدة، إضافة إلى المبادئ الأساسية التي يجب صونها خلال الانتقال وبعده.

وفي قسم ثانٍ يضم ٢٩ سؤالاً، دخل دي ميستورا في أسئلة تفصيلية عن الانتقال. وسأل الجانبين عن «فهمكم لتعبير حكم تمثيلي وغير طائفي» و «ما هي مهمّات ووظائف الحكم لضمان الانتقال السياسي، وأنسب الهيئات والآليات لأداء مهمة الحكم وكيفية تشكيله». وتناولت الأسئلة ايضاً «المناطق الجغرافية» التي يغطيها الحكم الجديد، وهل تكون «الحدود سياسية أم إدارية» في إشارة لافتة جاءت بعد ايام على اعلان كيان كردي رئيسي، فيديرالية في شمال شرقي سورية. لكن ديبلوماسياً أكّد ان الوثيقة لم تتضمن عبارة «فيديرالية»، بل سؤالاً عن «المستوى المحلي واللامركزية».

وفي الوثيقة، أسئلة عن «قواعد صنع القرار وضمان ممارسة الحكم وآليات الرقابة، كيفية ممارسة الحكم، ومؤسسات الدولة، وهل هناك ضرورة لإصلاحها، والتغييرات اللازمة في الدستور والقانون للتقدُّم الى أمام، والقطاع الأمني والمطلوب فعله فيه، ومهمات (هيئة) الحكم ودورها في الإصلاح».

وتجنّب الجعفري تأكيد تسلُّمه الأسئلة ووثيقة دولية تتعلق بالمرحلة الانتقالية. واكتفى بوثيقة من صفحتين بعنوان «عناصر أساسية للحل السياسي». وتضمنت عشرة بنود، بينها «احترام سيادة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها أرضاً وشعباً وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها، والعمل لاستعادة الجولان السوري المحتل حتى خط ٤ حزيران ١٩٦٧»، إضافة الى «مكافحة الإرهاب (…) ومؤازرة الجيش والقوات المسلحة في عملية مكافحة الإرهاب».

ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الطائرات الحربية التي ارتكبت مجزرتين في حق المدنيين خلال الساعات الفائتة في مدينة الرقة والتي استشهد ضحيتها 55 شخصاً بينهم 13 طفلاً، هي طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي. واستُشهد في المجزرة الأولى أول من أمس 16 مواطناً، بينما استشهد اليوم (أمس) في المجزرة الثانية 39 مواطناً بينهم 5 أطفال بعد تنفيذ الطائرات الروسية لأكثر من 10 ضربات استهدفت مناطق في مدينة الرقة». وأضاف «المرصد» ان الغارات الروسية ترمي الى «محاولة شل تنظيم داعش ومنعه من إرسال تعزيزات من الرقّة إلى تدمر (وسط)» التي بدأ الجيش النظامي السوري معركة لاستعادتها.

 

مقتل 26 عنصراً من قوات النظام السوري في هجوم ضد «داعش» قرب تدمر

بيروت – أ ف ب

قتل 26 عنصراً على الأقل من قوات النظام السوري صباح اليوم (الإثنين)، في هجوم ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) غرب مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص (وسط)، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: «صد تنظيم الدولة الإسلامية هجوماً لقوات النظام السوري كانت تحاول التقدم على بعد أربعة كيلومترات غرب مدينة تدمر، وقتل 26 عنصراً منهم على الأقل».

وأوضح عبد الرحمن أن «فوج مغاوير البحر الذي شنّ الهجوم عبارة عن قوات رديفة لقوات النظام السوري، ولعبت دوراً أساسياً في معارك ريف اللاذقية الشمالي (غرب)».

وأشار إلى أنه على رغم الغارات الروسية فإن «قوات النظام السوري تتقدم ببطء في المنطقة المحيطة بتدمر التي تم استهدافها منذ بدء الشهر الجاري بحوالى 800 ضربة جوية».

ويسيطر تنظيم «داعش» على مدينة تدمر منذ أيار (مايو) 2015، وعمد مذاك إلى تدمير العديد من معالمها الأثرية وبينها «قوس النصر» الشهير ومعبدي «شمين» و«بل».

وبدأ الجيش السوري معركة استعادة تدمر قبل أسبوعين بغطاء جوي روسي. وتعد هذه العملية، وفق عبد الرحمن، «معركة حاسمة لقوات النظام، كونها تفتح الطريق أمامها لاستعادة منطقة البادية وصولاً إلى الحدود السورية العراقية شرقاً».

وأعلنت موسكو الأسبوع الماضي أنها ستسحب الجزء الأكبر من قواتها على الأرض، بعدما «أنجزت» مهمتها في سورية إثر تدخل جوي بدأ في 30 أيلول (سبتمبر)، مؤكدة في الوقت نفسه، أنها ستواصل ضرباتها ضد «الأهداف الإرهابية».

 

أميركا ترفض دعوة روسيا إلى اجتماع عاجل في شأن سورية

موسكو، جنيف – رويترز، أ ف ب

رفضت الولايات المتحدة اليوم (الإثنين) دعوة روسية إلى اجتماع عاجل في شأن انتهاكات اتفاق وقف العمليات القتالية في سورية المطبق منذ ثلاثة أسابيع، قائلة إنه تم التعامل مع ذلك بالفعل في شكل بناء.

واقترحت القيادة المشتركة للقوات المسلحة الروسية اليوم، عقد اجتماع عاجل مع ممثلين أميركيين للاتفاق على آلية مراقبة وقف العمليات القتالية في سورية، قائلة إنها قد تعمل في شكل منفرد اعتباراً من الغد إذا لم تتلق رداً.

وقال مسؤول أميركي لـ «رويترز» في جنيف، إنه «أطلعنا على التقارير الإعلامية الخاصة بمخاوف روسيا في شأن انتهاكات وقف القتال. أياً كان من يدلي بهذه التصريحات هو مضلل لأن هذه المسائل تم بحثها في شكل مطول بالفعل ومازال يجري بحثها في شكل بناء».

وكانت «هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة» الروسية اقترحت اليوم، عقد اجتماع «عاجل» مع ممثلين أميركيين للاتفاق على آلية لمراقبة وقف القتال في سورية، قائلة إنها «ستتصرف في شكل منفرد اعتباراً من الغد إذا لم يصلها أي رد أميركي»، واصفة موقف واشنطن العسكري في متابعة تطبيق الهدنة بـ «غير المقبول».

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «المزيد من التأخير في تنفيذ القواعد المتفق عليها للرد على انتهاك نظام وقف إطلاق النار في سورية غير مقبول، سكان مسالمون يموتون كل يوم هناك نتيجة أعمال استفزازية وقصف»، مضيفةً أن اجتماع الوفدين الروسي الأميركي يمكن أن يعقد في موسكو أو في أي مكان آخر.

وأعلن الجنرال سيرغي رودسكوي المسؤول الكبير في قيادة أركان الجيوش الروسية في بيان أن «واشنطن أظهرت عدم استعداداها للتباحث عملياً في نص متابعة انتهاكات الهدنة التي دخلت حيز التطبيق في أواخر شباط (فبراير) الماضي». وأضاف رودسكوي أن «من غير المقبول تاخير البدء في تطبيق اجراءات تنص على التحرك في حال حصول انتهاكات لوقف اطلاق النار»، محذراً من أن واعتباراً من 22 آذار (مارس) الجاري ستتابع روسيا في شكل أحادي الجانب قواعد تطبيق الهدنة في حال غياب رد من الجانب الأميركي». وتابع «نؤكد أننا لن نستخدم قواتنا المسلحة إلا بعد الحصول على أدلة بحصول انتهاكات منهجية للاتفاق من قبل مجموعات مسلحة». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن إجراء مشاورات ثنائية مع روسيا في جنيف وعمان حول انتهاكات الهدنة السارية منذ 27 شباط (فبراير) الماضي.

 

استمرار تدفق اللاجئين رغم اتفاق بروكسيل

اثينا، طرابلس – رويترز، أ ف ب

استمر تدفق اللاجئين على اليونان رغم الاتفاق الأوروبي- التركي الذي أبرم في بروكسيل الاسبوع الماضي. ووصل زورق على متنه حوالى خمسين من اللاجئين إلى جزيرة ليسبوس اليونانية في اليوم الأول لبدء سريان اتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيا الذي يهدف إلى سد طريق عبر منه مليون لاجئ ومهاجر بحر إيجه إلى اليونان عام 2015.

وعلى الأثر، وصلت ثلاثة زوارق أخرى في غضون ساعة تحت جنح الظلام في الساعات الأولى من فجر أمس. وتم انتشال رجلين فاقدي الوعي من أحد الزوارق وسط صرخات رفاقهما من الركاب وأعلنت وفاتهما في ما بعد. وقال مسؤول في الشرطة إن الزوارق التي وصلت إلى الشاطئ بالقرب من المطار بلغ عددها 12 زورقاً بحلول الساعة السادسة صباحاً. وقدرت الحكومة أن عدد الوافدين الذين وصلوا إلى مختلف أنحاء اليونان على مدى الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بلغ 875 شخصاً.

وإضافة الى المهاجرَين السوريَين اللذين توفيا بأزمة قلبية بعد وصولهم من تركيا الى الجزر اليونانية، غرقت رضيعتان في البحر كما أعلنت مصادر أمنية وإنسانية. وقالت الشرطة البحرية إن دورية من خفر السواحل اليونانيين انتشلت جثتي الرضيعتين قرب شواطئ جزيرة رو الصغيرة القريبة من جزيرة رودوس جنوب شرقي بحر ايجه. وأضافت انهما سقطتا في البحر في ظروف لم تتضح بعد، من زورق كان يقل اربعين مهاجراً.

على صعيد آخر، أعلن الهلال الأحمر الليبي أمس، ان تسعة مهاجرين قضوا غرقاً خلال محاولتهم الإبحار نحو أوروبا بطريقة غير شرعية، فيما أنقذ خفر السواحل الليبي نحو 600 مهاجر آخر كانوا على متن أربعة قوارب.

 

الحوار السوري تحوَّل مواجهة بين وثيقة جنيف وبيان فيينا

جنيف – موسى عاصي

تعاود محادثات جنيف بين الاطراف السوريين اليوم بجلستين بدل جلسة واحدة، بعد توقفها السبت والاحد. ويعود وفد الحكومة السورية الى المقر الاوروبي للامم المتحدة من دون أي ورقة عمل اضافية عدا تلك التي قدم خطوطها العريضة في اليوم الاول من المحادثات والتي تستند بروحيتها الى بيان فيينا الصادر في 30 تشرين الاول 2015، والداعي في بنده السابع إلى تأليف “حكومة ذات صدقية وشاملة وغير طائفية على أن يعقب تشكيلها وضع دستور جديد وإجراء انتخابات”.

وينتظر الوفد الحكومي ردود فعل الاطراف الآخرين بواسطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا على هذه الورقة من “أجل مباشرة النقاش في المضمون”. وتتضمن ورقة العمل السورية ثمانية بنود أهمها مكافحة الارهاب والحفاظ على مؤسسات الدولة وبناء سوريا علمانية ديموقراطية وحصر المحادثات بين السوريين وبقيادة سورية دون تدخل خارجي وبلا شروط مسبقة.

وفي المقابل تتضمن ورقة عمل الهيئة العليا للمفاوضات المؤلفة من أربع صفحات والتي تستند الى وثيقة جنيف الداعية الى هيئة حكم انتقالي، عدداً من البنود في مقدمها المسائل الانسانية الواردة في البندين 12 و13 من القرار 2254، وتحت عنوان “دور هيئة الهيئة الانتقالية والاجهزة الملحقة بها تطالب الورقة باعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية، وتأسيس الجمعية الدستورية لوضع دستور جديد لسوريا الجديدة، ووضع قانون انتخاب واشراك جميع السوريين في الانتخابات اينما كانوا في سوريا وخارجها، والتأكيد على وحدة سوريا ومدنية الدولة وسيادتها على أساس مبدأ اللامركزية الادارية، والهدف الرئيسي للعملية التفاوضية هو تطبيق وثيقة جنيف 1 المعززة بالقرار الدولي 2218، واتخاذ اجراءات لضمان عودة اللاجئين، والتأكيد على مغادرة الرئيس بشار الاسد الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية وألا يكون له أو لمن يمثله أي دور في الترتيبات السياسية المقبلة.

وردا على سؤال لـ”النهار”، أوضح الناطق باسم وفد المعارضة سالم المسلط للمرة الأولى صراحة رفض الهيئة العليا لبيان فيينا كونه “يدعو الى حكومة وحدة وطنية في حين نحن ندعو الى هيئة حكم انتقالي”.

وقال نائب منسق الهيئة العليا للمفاوضات يحيي القضماني إن الوفد لم يتلق أي ورقة عمل من وفد الحكومة السورية و”طالبنا دو ميستورا ان يسلمنا شيئاً ما، فسلمنا ورقة مختصرة لا تفي بالحد الأدنى من الغرض ولا تتوافق مع القرارات الدولية”.

وبرزت اشكالية تتعلق بموعد انعقاد الجولة المقبلة من الحوار، ففي حين دعا رئيس الوفد السوري الحكومي السفير بشار الجعفري الى تأجيل الجولة نحو اسبوعين، أي الى ما بعد انتخابات مجلس الشعب المقررة في 14 نيسان، رفض وفد الهيئة العليا ذلك رفضاً قاطعاً. وقال القضماني في مؤتمر صحافي بأن الوفد يصر على مقدمها في موعدها في 4 نيسان المقبل . وأضاف ان هذه الانتخابات غير شرعية وهي تجري في ظل عملية انتقال سياسي و”النظام يكسر الارداة الدولية ويتحدى المجتمع الدولي بقرار انتخابات تشريعية باطلة”.

 

الجيش السوري يصد هجوماً كبيراً لـ”داعش” في دير الزور

تمكن الجيش السوري مدعوماً بالقوى الحليفة، يوم الاثنين، من صد هجوم هو الأكبر لإرهابيي تنظيم “داعش” خلال الفترة الأخيرة على جميع محاور مدينة دير الزور، موقعاً في صفوف المهاجمين عشرات القتلى، في حين تابع هجومه على مسلحي التنظيم الإرهابي غرب مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص.

ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن مصادر معارضة قولها، إن خمسة عناصر من إرهابيي “داعش” قتلوا اليوم باشتباكات مع قوات الجيش السوري في دير الزور.

وذكرت قناة “المنار” أن الطائرات السورية نفذت “سلسلة غارات استهدفت تجمعاً لآليات التنظيم الارهابي (داعش) قرب الصوامع شمال بلدة الحسينية شمال مدينة دير الزور، كما استهدفت بغارة أحد تجمعات التنظيم قرب منطقة الإذاعة في محيط بلدة عياش بريف دير الزور الغربي، ما أسفر عن تدمير عدد منها وقتل وجرح عدد من المسلحين”.

وبحسب القناة، “تمكن الجيش السوري من صد هجوم هو الأكبر لتنظيم داعش خلال الفترة الأخيرة على جميع محاور مدينة دير الزور، وكبد المهاجمين عدداً كبيراً من القتلى والجرحى”.

وأشارت إلى أن “الجيش أحبط هجوم مجموعة من ثلاثة انتحاريين فجروا أحزمتهم الناسفة عند مدرسة حي هرابش في محاولة للسيطرة عليها، واعقب التفجير اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة ما أضطر المهاجمين إلى الانكفاء والتراجع”.

إلى ذلك، نقلت “وكالة الانباء السورية” (سانا) عن مصدر ميداني أن وحدات من الجيش خاضت اشتباكات عنيفة مع إرهابيين من “داعش” في محيط مطار دير الزور العسكري، ما أسفر عن “تكبيدهم قتلى ومصابين وإجبار من تبقى من إرهابيين على الفرار تاركين جثث قتلاهم”.

من جهة ثانية، تواصلت المعارك بين الجيش السوري وإرهابيي “داعش” في ريفي حمص الشرقي والجنوب الشرقي، وأفادت مصادر “معارضة”  بأن التنظيم الارهابي استقدم تعزيزات عسكرية من مدينة الرقة إلى تدمر، مشيرة إلى وصول عشرات المقاتلين إلى المنطقة آتين من الرقة.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” عن مقتل 26 جندياً من قوات الجيش السوري، في هجوم ضد “داعش” غرب مدينة تدمر الاثرية في محافظة حمص.

وقال مدير “المرصد” رامي عبد الرحمن: “صد تنظيم الدولة الاسلامية هجوما لقوات النظام السوري، كانت تحاول التقدم على بعد اربعة كيلومترات غرب مدينة تدمر، وقتل 26 عنصرا منهم على الاقل”.

واوضح عبد الرحمن أن “فوج مغاوير البحر الذي شنّ الهجوم عبارة عن قوات رديفة لقوات النظام السوري، ولعبت دورا اساسيا في معارك ريف اللاذقية الشمالي (غرب)”.

واشار إلى أنه بالرغم من الغارات الروسية، فإن “قوات النظام السوري تتقدم ببطء في المنطقة المحيطة بتدمر، التي تم استهدافها من بدء الشهر الحالي بحوالي 800 ضربة جوية”.

وبدأ الجيش السوري معركة استعادة تدمر قبل اسبوعين بغطاء جوي روسي. وتعد هذه العملية، وفق عبد الرحمن، “معركة حاسمة لقوات النظام، كونها تفتح الطريق امامها لاستعادة منطقة البادية وصولا الى الحدود السورية العراقية شرقا”.

 

موسكو تهدد بالرد منفردة على منتهكي الهدنة في سوريا

انتقد الجيش الروسي، يوم الاثنين، الموقف “غير المقبول” للجيش الاميركي في متابعة تطبيق الهدنة المعلنة في سوريا، وحذر من انه يمكن ان يتحرك بشكل احادي الجانب في مواجهة انتهاكات وقف اطلاق النار.

وقال رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي في بيان، إن “الجانب الاميركي اظهر انه غير مستعد للتباحث عملياً في النص” حول متابعة انتهاكات الهدنة التي دخلت حيز التطبيق في اواخر شباط الماضي، مضيفاً “من غير المقبول تأخير البدء بتطبيق اجراءات تنص على التحرك في حال حصول انتهاكات لوقف اطلاق النار”.

وأوضح رودسكوي أنه ابتداء من الثلاثاء، يكون الجيش الروسي مستعد لاستخدام القوة من جانب واحد ضد الجماعات المسلحة التي تخرق الهدنة، وذلك في حال عدم حصول موسكو على رد أميركي على اقتراحاتها بشأن الهدنة.

وأكد رودسكوي أن القوة العسكرية تستخدم فقط في حال الحصول على معلومات مؤكدة تثبت أن جماعات مسلحة تخرق شروط الهدنة باستمرار، مشددا على أن روسيا لن تستخدم القوة ضد المدنيين أو الجماعات الملتزمة بالهدنة.

وأوضح أن الجانب الروسي أعد وأرسل إلى واشنطن في الخامس من آذار، مشروع اتفاق مبني على حل وسط للرقابة على وقف القتال في سوريا، وكذلك اقترح إجراء مشاورات بين الخبراء في أقرب وقت للتوصل إلى اتفاق بشأن صياغة نص الاتفاق.

وأشار رودسكوي إلى أن المشاورات الروسية الأميركية التي جرت في عمان في 18 آذار، أظهرت عدم استعداد الولايات المتحدة لمناقشة تفاصيل الاقتراحات الخاصة بنظام وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكداً أن المماطلة في تطبيق القواعد المتفق عليها للتعامل مع حوادث خرق الهدنة أمر غير مقبول، لأن مدنيين يقتلون في سوريا يوميا نتيجة أعمال استفزازية هناك.

وفي سياق متصل، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم، أن موسكو تؤكد لوزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته إلى روسيا ضرورة تفعيل العمل على تسوية الأزمة السورية.

وقال ريابكوف، إن التعاون الروسي الأميركي بشأن التسوية السورية مثمر في العديد من المجالات، على الرغم من وجود بعض الاختلافات المبدئية بين الجانبين.

وأضاف أن جهات سورية تلتزم بالهدنة بشكل لا بأس به، مؤكداً أن هذا الاتفاق يمثل “الشرط الأهم للعملية السياسية وتحسين الوضع الإنساني”.

وأشار إلى أن موسكو وواشنطن تعملان بشكل وثيق على التأثير على هؤلاء الذين يعارضون التسوية السلمية في سوريا، مشيرا إلى أن هذا العمل يحقق نتائج معينة.

(روسيا اليوم، أ ف ب، رويترز)

 

«حزب الله» يقيم منشأة غير تقليدية في «الزبداني» على الحدود السورية ـ اللبنانية

بيروت ـ «القدس العربي» ـ خاص: رصد العديد من الناشطين في مضايا والزبداني، وبعض المناطق الواقعة تحت سلطة النظام السوري و»حزب الله»، ما يمكن وصفه بـمنشأة غير تقليدية ل «حزب الله» في منطقة سهل الزبداني.

فمنذ بداية الهدنة، في السابع والعشرين من شهر شباط الماضي، تمكّن الناشطون في المناطق المحيطة بسهل الزبداني (غرب العاصمة السورية دمشق)، إضافة إلى بعض الخلايا المؤيدة للثورة داخل جيش النظام السوري، من رصد تحركات ليلية كثيفة ل «حزب الله» في المنطقة.

وتفيد المعلومات المتقاطعة من العديد من المصادر الداخلية أن «حزب الله» عمد في خلال المعارك في منطقة الزبداني (عشرة كيلومترات عن الحدود مع لبنان)، إلى تجريف وقطع الأشجار في السهل، ولاحقاً قام بتغيير الطرق والطبيعة الجغرافية للكثير من الأراضي التي كانت تستخدم للزراعة، وأزال مئات الآلاف من الأشجار، وكانت المعلومات تنشر في المواقع الناشطة بصفتها مجرد عمليات تخريب، من دون أن تقيم لها الجهات الدولية أية قيمة.

في بداية العام الحالي طلب «حزب الله» من العديد من الأهالي القاطنين في مناطق خارج دائرة حصار مضايا إخلاء منازلهم دون مبرر واضح، وكان سكان مضايا يردّون الأمر إلى نيّته في شنّ هجوم يسقط فيه البلدة.

وأعلم «حزب الله» القاطنين على الخط العام، الممتد من معمل بقّين للمياه، وصولاً إلى محطة السعيد، بضرورة إخلاء منازلهم، وهو ما أشرف الحزب على تنفيذه بالقوة خلال يومين لاحقين على تاريخ التبليغ.

في 22 كانون الثاني/يناير بدأت قوات من «حزب الله» بعمليات قضْم، حيث دفعت القوى المتمركزة في محيط مضايا إلى داخل البلدة المحاصرة، واستولت قوات «حزب الله» تدريجياً على المزيد من النقاط المشرفة، وتقدمت عسكرياً على جبهات في جنوب غرب مضايا، ما حال دون قدرة القوى المدافعة عن مضايا من رؤية ورصد تحركات الحزب.

لاحقاً، بدأت عمليات تحويل الطرق في سهل الزبداني، وإقامة تحصينات، ثم فجأة لاحظ الناشطون رفع مستوى «مرج التل»، وهو أساساً مرتفع صغير وسط السهل، يعلو عن باقي السهل حوالي 15 مترا. ومع الأيام بدأت تتراكم طبقات إضافية من التراب فوق المرج، ثم تشكّل مرتفع لحوالى 20 متراً إضافياً فوق المرتفع الأساسي فبلغ ارتفاعه 35 مترا.

ومن داخل المناطق الخاضعة للنظام و«حزب الله» أبلغ عدد من العناصر العسكرية عن أعمال ليلية في منطقة سهل الزبداني، حيث تدخل شاحنات محملة ببراميل إلى المنطقة المحرمة، التي لا يدخلها الا عناصر «حزب الله»، ويمنع على أي سوري الاقتراب منها مهما كانت رتبته، وتخرج الشاحنات محملة بالرمال.

أعمال غير مرئية

وقال عدد من أبناء المنطقة إن تربة السهل بشكل عام، ومرج التل بشكل خاص تسهّل عمليات الحفر، وهي تربة غنية وصالحة للزراعة، ويمكن الحفر فيها إلى أعماق كبيرة من دون الحاجة إلى معدّات خاصة.

ويقول الناشطون في المناطق المحيطة بالسهل إن أعمال «حزب الله» غير مرئية، ولا تصدر أصوات جرافات إلا نادراً، وإن الشاحنات تغزو المنطقة ليلاً، بحسب الأصوات، ولكن لا يشاهد أي شيء بسبب الظلام من ناحية، وبسبب من شبكة الطرق الجديدة التي أقامها الحزب. كما أن الشاحنات تختفي في ما يبدو أنه أنفاق أو منشآت تحت الأرض.

ومنذ منتصف شهر آذار/مارس بدأت المعلومات تشير إلى دخول سيارات دفع رباعي حديثة إلى المنطقة المحرمة، دون الوقوف على حواجز قوات النظام، وقد رصدت فعلاً هذه السيارات من المناطق المحاصرة في الزبداني ومضايا، وهي تصل إلى الموقع وتختفي فيه لساعات.

وبحسب المعلومات المتسربة من حراس موجودين على أطراف مداخل السهل، تابعين لقوات النظام السوري، فإن الشاحنات التي تدخل ليلاً وتخرج قبل بزوغ الفجر عديدة، وتختفي كل إشارة للأعمال مع خيوط الصباح الأولى، وإن الحزب يمنع الاقتراب من المكان، بينما يقول ناشطون من الداخل إن الحزب رفع العلم السوري على الموقع على الرغم من اعتياده رفع علمه الأصفر على المواقع التي يسيطر عليها في سوريا، وفي هذا محاولة إيحاء بأن الموقع تحت سلطة جيش النظام السوري.

وتشير كميات التربة التي تجري إزالتها، وبحسب القدرة المحدودة على الرصد، إضافة إلى كميّات التربة التي رفعت بها مرج التل، إلى أن شبكة الأنفاق تحت الأرض، أو الموقع المقام تحت الأرض، موقع غير تقليدي بحجمه، ولم يتمكّن أي مصدر من الإشارة إلى نوعية المواد التي تحملها الشاحنات في دخولها إلى المنطقة، سواء داخل البراميل، أم خلف البراميل، أهي مواد بناء أم مواد أخرى.

ويؤكد ناشطون سوريون من محيط منطقة الزبداني ومضايا وسرغايا، بأن الأعمال هذه لا علاقة لها بمخازن أسلحة، فمخازن «حزب الله» في المنطقة، في سرغايا والحميرات والشعرة، لا تزال تعمل بانتظام، ولم تتعرض لأي غارة إسرائيلية، والسراديب التي يفترض أنها تصل سوريا بلبنان هي أيضاً لا تزال تشهد حركة متواصلة، وأن إقامة هذه المنشأة تحت الأرض يثير الاستغراب، وهي لا تصلح لكي تكون مخزناً تقليدياً، ف «حزب الله» لديه في الجبال الغربية الفاصلة مع لبنان ما يكفيه من المخازن والممرات والسراديب، وكذلك يستخدم «حزب الله»، ومنذ أعوام طويلة مدينة الطلائع القريبة من الزبداني كأحد أكبر المقرّات له في المنطقة، كما أن مصانع الصواريخ القريبة من الزبداني لا تزال تعمل، وهي التي طوّرت صاروخ الفيل الشهير في الحرب السورية، والتي تعمل على إنتاجه بشكل متواصل، وفي هذه المصانع يطوّر الحزب، وبمعزل عن قوات النظام السوري أسلحة صاروخية أخرى. وإضافة إلى كل ذلك، فقد استولى «حزب الله» على قرية الطفيل اللبنانية (27 كيلومترا عن الزبداني) بعدما أخلاها وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق من ساكنيها، وتركها ليحولها «حزب الله» إلى مركز انطلاق لعملياته العسكرية في القلمون.

خبرات إيرانية

ويؤكد الناشطون بأن هذه المنشأة ليست تقليدية، فمدخل المنشأة هو ما يمكن رؤيته فقط من الخارج، وهو يمتد على طول مرج التل بطول 150 متر، وعرض 150 مترا (22 الف و500 متر مربع)، أما الباطن فهو، وبحسب المعلومات المتجمعة، يمتدّ على مساحة كبيرة تحت الأرض. وتتركز المخاوف على وجود أسلحة من طبيعة خطرة، كالمواد الكيميائية او غيرها.

الصحافي اللبناني فداء عيتاني، الذي جمع الملف، يقول إن إقامة مركز للمراقبة في هذه النقطة هو هدر للطاقة، فيمكن مراقبة مضايا والزبداني من نقاط أخرى أكثر إشرافاً، وإقامة مجمع عسكري لا يقتضي كل هذه السرية التي يحيط بها الحزب الأعمال، فهو يعمل على تحصين موقع قلعة التل المتاخم للزبداني بشكل ظاهر. كما أن المجمع العسكري يحتاج إلى مسافة أكبر وإلى أجزاء فوق أرضية أكثر، وأما القول بأنها مخزن تقليدي للذخيرة، أو للمعدات فأيضاً ليست من عادة الحزب إقامة هكذا مخازن في نقاط مشابهة، في حين توفّر له سلسلة لبنان الشرقية (الجانب الشرقي داخل الأراضي السورية) حماية صخرية طبيعية أفضل وأقل كلفة من الموقع الحالي.

ويتابع بالقول إن المنشأة حتماً لا تتعلق بحفر أنفاق باتجاه الزبداني أو مضايا، المنطقتين الساقطتين عسكريا، لعدم توافر قدرات دفاعية جدية داخلهما حالياً.

فما من داعٍ لدفع كلفة عالية لأعمال حفر تحت أرضية للوصول إلى الزبداني أو مضايا بينما يكفي شن هجوم واحد لإسقاطهما.

ويقول إن «حزب الله» يعلم أن أعماله مرصودة، وأن الجهات المحلية يمكنها أن ترى جزءاً منها، وأن من يملك أقماراً صناعية وطائرات استطلاع متطورة يشاهد أعماله من الجو، وهو ببساطة لا يعبأ بالامر، ولكنه يخفي أعماله عن أعين الفضوليين غير المشاركين في اللعبة الدولية الكبرى.

ويعلم «حزب الله» أن حملة ديبلوماسية إسرائيلية تجري الآن حول العالم لتقديم البراهين على تطور أسلحة «حزب الله» في جنوب لبنان، ورفع مستوى ونوعية ترسانته الصاروخية، وربما لهذا السبب يستخدم مناطق أخرى، بعيدة نسبياً، وتحظى بحماية جوية (نسبية) لإنشاء المزيد من المراكز الحساسة التي يمكن استخدامها في عدة اتجاهات، سواء في سوريا أو في جبهات أخرى، إذا ما اقتضى التنافس الإيراني الإسرائيلي ذلك.

ويختم بالإشارة إلى أن هذه المنشأة غير التقليدية هي واحدة من سلسلة، ولا شك بأن هناك سلسلة من المصانع العسكرية، ومقرات التخزين للمواد الأولية وللمواد المنتجة، وهي متقاربة، وأغلبها يقع في القلمون الغربي، ومتاخم للحدود اللبنانية، وأن «حزب الله» يستعين بخبرات إيرانية في العمل، فوحده لا يستطيع تصنيع الأسلحة، إلا بحدودها التقليدية، ويقيم عدداً من المقرّات المشابهة، في مناطق أخرى، ولكن هذه المنشأة هي ما أمكن رصده، فبعد أن فشل الحزب في إخلاء المنطقة من سكانها، وفق اتفاق الزبداني ـ الفوعة، بدأ بأعمال الحفر المقرّرة سلفاً كما يبدو متخذاً الإجراءات الضرورية بالنسبة له للحفاظ على سرية الأعمال.

وتعيش مضايا من ناحيتها في حصار خانق، يقتل ببطء حوالي 42 ألف إنسان أغلبهم من المسنين والأطفال والنساء، بينما يدافع عنها 200 مقاتل من قوات الجيش الحر، وأحرار الشام، وهي البلدة التي حظيت بهدوء، واجتذبت النازحين من كل المنطقة المحيطة بها نظراً لوجود اتفاق سابق مع النظام وقوات «حزب الله»، بعدم القيام بعمليات عسكرية متبادلة، ونزح إليها في بداية معارك الزبداني في تموز /يوليو من العام 2015 ما يقارب 18 ألفاً من عائلات الزبداني.

أما بلدة الزبداني فقد شهدت معارك قاسية، وقاومت تقدم قوات «حزب الله» حتى اللحظة الأخيرة، وفقد المدافعون عنها أغلب أراضيها، وانحصروا ولا يزالون في مساحة كيلومتر مربع واحد.

وعقد اتفاق سمّي باتفاق «الفوعة ـ الزبداني»، بعد مفاوضات في تركيا بين الحرس الثوري الإيراني وحركة احرار الشام، وتوقّفت على إثره المعارك، وكان يفترض بالاتفاق أن ينقل كل سكان الزبداني نحو إدلب، وينقل بضعة آلاف من سكان كفريا والفوعة (ريف ادلب) إلى مناطق النظام في دمشق وريفها. إلا أن التدخل الروسي أوقف تطبيق هذا الجزء من الاتفاق.

 

غموض يحيط بمنشأة «غير تقليدية» لـ«حزب الله» على الحدود السورية مع لبنان

بيروت ـ «القدس العربي» (خاص) أفاد ناشطون سوريون وشهود عيان من منطقة مضايا وسهل الزبداني على الحدود السورية اللبنانية أن منشأة غير تقليدية تقام على الحدود، بنيت على مدى شهور، في منطقة قطعت عنها الطرق وأشيدت حولها الحواجز. وفي معلومات خاصة بـ»القدس العربي» أكد الناشطون أن ذلك جاء تتويجاً وتفسيراً لعمليات طرد السكان المحليين وقضْم أراض واسعة وتخريب ممتلكات وتهديم بيوت واقتلاع أشجار. وتفيد المعلومات التفصيلية أن أنفاقاً جرى تشييدها تحت الأرض، وأن المنطقة شهدت طوال شهور أعمال حفر وترحيل أتربة وإدخال شاحنات تحمل البراميل تحت جنح الظلام، ومنع أيّ كان من الاقتراب من المنشأة، بمن فيهم جنود وضباط جيش النظام السوري، مع العلم أن المنشأة رفعت علم النظام، في سابقة لم تعتدها مواقع «حزب الله»، حيث غالباً ما يسارع الحزب إلى رفع علمه الأصفر على كل موقع جديد يسيطر عليه. (تفاصيل ص3)

وفيما تؤكد تقارير ضلوع خبراء إيرانيين في بناء تلك المنشأة غير التقليدية، حيث لا يستطيع «حزب الله» بناءها اعتماداً على قدراته الخاصة، يؤكد المحللون أن الحزب يجهد في بناء ترسانة عسكرية خارج الترسانة القائمة في جنوب لبنان.

 

سوريا: نبأ نقل ماهر الأسد إلى «أركان الفرقة الرابعة» يفتح باب التكهنات

ناشطون تحدّثوا عن انقلاب عسكري وموالون تحدثوا عن «ترقية»

لندن ـ «القدس العربي» من حسام الدين محمد: أكدت قناة «روسيا اليوم» نبأ حصول «ترفيع» ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد إلى موقع جديد، ولكنها وصفت ما حصل بـ«تنقل عادي روتيني في إطار الترفيعات والتنقلات التي تحصل دائماً في المؤسسة العسكرية». وأشارت القناة الرسمية الروسية إلى أن «العميد ماهر الأسد ما زال قائماً على رأس عمله في الفرقة الرابعة».

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى «ترفيع» الأسد لشقيقه بالقول إنه «تم ترفيع ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد، من قيادة اللواء 42 إلى رئيس أركان الفرقة الرابعة، وبذلك يصبح الشخصية الثانية في الفرقة». وكانت مصادر إعلامية موالية، تحدثت خلال الأيام القليلة الماضية عن نقل «العميد ماهر الأسد» من الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري إلى رئاسة الأركان في الجيش وهو ما فسره ناشطون داعمون للثورة السورية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» على أنه «عزل»، فيما اعتبره ناشطون موالون للنظام «ترقية» له.

ونقلت «شبكة أخبار اللاذقية» مساء الجمعة الماضي في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الخبر على الشكل التالي: «مهم جدا، نقل العميد ماهر الأسد من قيادة اللواء 42 في الفرقة الرابعة إلى الأركان العامة»، من دون ذكر تفاصيل إضافية.

وساهم في تأجيج الإشاعات حول «انقلاب» ماهر الأسد، أو عن «عزله»، ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعية أيضا من أنباء عن حصول تحرّكات غامضة في سوريا قبل أيّام، وعن صدام على حاجز للفرقة الرابعة مع عناصر من «حزب الله» أدّى إلى مقتل أحد أفراد الحزب.

وكان ماهر الأسد، المشهور بعزلته وابتعاده عن الأضواء، موضوع إشاعات مستمرّة، كان أشهرها ما ذكر عن إصابته في انفجار «خلية الأزمة» الذي جرى في 18 تموز/ يوليو 2012. وربطت مصادر سورية هذا الخبر بانسحاب القوّات الروسيّة، وصعود الدور الإيرانيّ في سوريا من جديد، مما يجعل «ترفيع» ماهر شكلاً من أشكال التوازنات الجديدة المترتبة على تراجع الدور الروسيّ، أو على أنه خلاف بين الشقيقين على الالتزام بالمطالب الروسية أو رفضها.

 

السعودية تأمل أن يسهم انسحاب روسيا في إجبار الأسد على الانتقال السياسي

السعودية – الأناضول – أعربت السعودية، عن أملها أن يسهم الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريا “في تسريع وتيرة العملية السياسية التي تستند إلى إعلان “جنيف1″ وأن يجبر نظام بشار الأسد على تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق الانتقال السياسي الذي ينشده الجميع في سوريا”.

جاء هذا خلال جلسة مجلس الوزراء، التي ترأسها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،الإثنين، في قصر اليمامة بمدينة الرياض.

وأوضح وزير الثقافة والإعلام عادل بن زيد الطريفي، لوكالة الأنباء السعودية، عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء اعتبر “الانسحاب الجزئي للقوات الروسية خطوة إيجابية “، معرباً عن الأمل بان “يسهم هذا الانسحاب في تسريع وتيرة العملية السياسية التي تستند إلى إعلان “جنيف1″، وان يجبر نظام الأسد على تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق الانتقال السياسي الذي ينشده الجميع في سوريا”.

وبين وزير الإعلام السعودي ان المجلس جدد في هذا السياق “إدانة المملكة العربية السعودية استمرار الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها النظام السوري وأعوانه ضد أبناء الشعب السوري، والتي أدت إلى وقوع 400 ألف قتيل وحوالي مليون جريح وتشريد ونزوح ولجوء ما يزيد على 12 مليون شخص”.

وعبر مجلس الوزراء “عن استياء المملكة وإدانتها لاستمرار النظام السوري في تأخير إجازة تصاريح المساعدات وعدم إجازة المواد الطبية اللازمة للمناطق المحاصرة “.

وناشدت السعودية  المجتمع الدولي، ” بإلزام النظام السوري وأعوانه بوقف إطلاق النار والاختراقات اليومية للهدنة التي تم التوصل إليها وضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للشعب السوري”.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن الإثنين الماضي، أن القوات الروسية ستنفذ انسحاباً جزئياً من سوريا بعد أن “أكملت مهمتها”، والذي سرعان ما بدأت القوات الروسية يتنفيذه في اليوم التالي.

 

المرصد السوري: مقتل القائد العسكري لجبهة النصرة في الجنوب

القاهرة – د ب أ – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل القائد العسكري لجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في الجنوب، خلال اشتباكات مع لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”( داعش) بريف درعا الغربي .

وقال المرصد في بيان الاثنين، إن لواء شهداء اليرموك تمكن من السيطرة على بلدة تسيل، إثر هجوم شنه صباح اليوم، قتل فيه أيضاً ثلاثة مقاتلين من الفصائل الإسلامية بالإضافة لمقتل عنصر من اللواء.

وأشار المرصد إلى أن ريف درعا شهد خلال الأيام السابقة اشتباكات عنيفة بين الفصائل وجبهة النصرة من طرف، وفصائل مقربة من تنظيم “الدولة الإسلامية” من طرف آخر.

 

محام أردني يفاوض «جبهة النصرة» للإفراج عن مختطف ياباني

عمان ـ «القدس العربي» من طارق الفايد: بعد ظهور تسجيل مصور لياباني مخطوف في سوريا يوجه رسالة إلى أسرته، كشف محامي التنظيمات الإسلامية، موسى العبداللات، الستار عن قيامه بالعمل كوسيط محايد للإفراج عن الصحافي الياباني المختطف جومبي ياسودا، بعد حصوله على توكيل رسمي من منظمة السلام اليابانية.

وقال العبداللات في تصريح خاص لـ«القدس العربي» إنه كلف بالوساطة ما بين اليابانيين و«جبهة النصرة» لمحاولة الإفراج عن الصحافي ياسودا بصفته وسيطا دوليا، فيما طالب قيادات «جبهة النصرة» بالحفاظ على حياته وتخفيف الفدية لإطلاق سراحه.

وأكد العبداللات أن ياسودا على قيد الحياة، وأنه موجود لدى «جبهة النصرة» في شمال سوريا، لافتا إلى أنه تم اختطافه عند أحد الحواجز التابعة لمجموعة (جند الأقصى) التي تنتمي لتنظيم «القاعدة»، ليتم تسليمه فيما بعد لـ«جبهة النصرة». من جانبه، أكد رئيس منظمة السلام اليابانية ميتسوهيرو كيمورا لـ«القدس العربي» خلال اتصال هاتفي أنه أوكل محامي التنظيمات الإسلامية موسى العبداللات بشكل رسمي للتوسط مع «جبهة النصرة» لإطلاق سراح الرهينة الياباني جومبي ياسودا.

ووجه العبداللات رسالة لزعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، طالب فيها بتخفيف الفدية وتحديد شروط الإفراج عن الياباني الأسير. كما طالب في رسالته بمعاملة الصحافي الياباني بشكل لائق وفق الشريعة الإسلامية وضوابطها وحث قيادات «النصرة» على التعامل مع الياباني الأسير كما تعامل النبي محمد مع موضوع الأسرى «فإما منا وإما فداء» أو استبداله بأسرى.

 

كتائب المعارضة السورية تنهي وجود «أنصار الأقصى» المبايع لتنظيم «الدولة» في درعا

مهند الحوراني

درعا – «القدس العربي»: استطاعت تشكيلات كتائب المعارضة السورية التابعة لـ»الجيش السوري الحر» في مدينة انخل غرب درعا جنوب سوريا، من السيطرة على المدينة بالكامل إثر مواجهات استمرت يومين مع مجموعة «أنصار الأقصى» الذي تبين بحسب ما أعلنت عنه المعارضة بالمدينة انه يتبع لتنظيم «الدولة»، وكان فصيل «أنصار الأقصى» قد قتل المهندس بشار الدوخي رئيس المجلس المحلي في مدينة انخل الامر الذي أثار رفضاً شعبياً كبيراً لـ»أنصار الأقصى» وساعد على حض الحاضنة الشعبية لطردهم من المدينة وإنهاء وجودهم فيها.

ايهاب محاميد اعلامي لدى «جبهة ثوار سوريا» وأحد الذين رافقوا «الجيش الحر» خلال هذه المواجهات ضد «أنصار الأقصى» يقول في تصريح خاص لـ «القدس العربي»، «إن السبب الرئيسي وراء اندلاع المواجهات هو عدم توقف احدى سيارات أنصار الاقصى على حواجز الجيش الحر (الذي يتبع لألوية مجاهدي حوران) ومن ثم إطلاق النار على الحاجز وقتل أحد الأطفال وعدد من المدنيين بينهم المهندس بشار الدوخي». وتابع المحاميد «ان فصيل أنصار الأقصى معروف بغموضه في اعماله في مدينة انخل فهناك شكوك كبيرة بانتمائه لتنظيم الدولة».

وأردف المتحدث «بعد حادثة القتل الأخيرة التي افتعلتها أنصار الأقصى، طلبت ألوية الجيش الحر العاملة بإنخل من التنظيم مغادرة البلدة خلال 24 ساعة وإلا ستتم مهاجمته».

وأوضح المحاميد «انه تمت مهاجمة الفصيل من قبل الجيش الحر، واستمرت الاشتباكات لمدة يومين، تم خلالها القاء القبض على عدة افراد من التنظيم ليتبين إثر ذلك تبعية الفصيل لتنظيم الدولة، وأنه المسؤول عن عمليات اغتيال عدة منها اغتيال الشهيد ابو حمزة النعيمي القائد العام لجبهة ثوار سوريا».

واكد تبعية الفصيل لتنظيم «الدولة»، قائلاً «من خلال التحقيقات مع أسرى التنظيم ليعتبروا بأنهم مسؤولون عن عمليات تفجير واغتيال في محافظة درعا والقنيطرة بالاشتراك من فصائل عسكرية عدة أخرى، نتحفظ على ذكرها حتى تنتهي التحقيقات»، بحسب قوله. وأفاد المحاميد «أن تشكيلات الجيش الحر كافة في إنخل مثل «مجاهدي حوران» اضافة لجبهة ثوار سوريا وجبهة النصرة شاركت في معركة القضاء على أنصار الأقصى»، مشيراً إلى «ان عدد قتلى تنظيم الدولة يقارب 25، فيما يبلغ عدد الاسرى أكثر من 30 أسيراً».

من جهته قال محمد الرفاعي الناطق باسم «جيش اليرموك» في حديث خاص مع «القدس العربي»، «نحن في جيش اليرموك دائماً في صفّ إخواننا بوجه هذه الخلايا التي تحمل فكر الغلو والتطرف، وتكفيرنا تكفير أهلنا المدنيين، ولن يكون هناك تهاون معهم مهما اختلفت مسمّياتهم، وسنكون دائماً على أهبة الاستعداد للرد بقسوة على أية جماعات مماثلة بإذن الله».

أما بالنسبة لما حدث في مدينة انخل فقال الرفاعي «بعد غدر جماعة تتبع لتنظيم الدولة، بأهلنا في إنخل كان الرد قويّاً من قبل فصائل الجيش الحر كافة، ونأسف لعدم مشاركتنا إخواننا في صد صولة هذه الجماعة».

 

لاجئة سورية لـ «القدس العربي»: عناصر «حزب الله» يقتلون أبناءنا في سوريا ونجدهم أمامنا على طرقات أوروبا

محمد أصلان

الحدود اليونانية ـ «القدس العربي»: يحتشد مئات العوائل السورية والعراقية على الحدود اليونانية المقدونية في اجواء الطقس الباردة لإكمال رحلة لجوئهم إلى أوروبا الغربية، حيث كان المدعو (ع،ا) شاب من الضاحية الجنوبية ذو الـ25 ربيعاً وله 3 أخوة يقاتلون في صفوف حزب الله اللبناني كما قال لنا يتنقل بين السوريين الهاربين من بطش حزب الله والنظام السوري على حد سواء.

يتحايل (ع،ا) على حرس الحدود ويقول إنه معارض سوري، لكنه يخبر رفاقه السوريين في رحلة اللجوء أنه من الضاحية الجنوبية بلهجته، مفتخراً وعندما سألوه عن سبب وجوده، قال: «هربت من نظيم الدولة لأنه دخل الضاحية الجنوبية، ويفتعل كل يوم تفجير هناك، لكن السيد لن يدعهم وتركت وراء ظهري ثلاثة رجال يقاتلون في سوريا». التقت «القدس العربي» مع عجوز سورية تدعى ام محمد قتل لها أربعة أحفاء في غارة جوية للنظام على حي بستان القصر بحلب، قدمت شكوى على (ع.ا) أنه يبرهن منذ بداية رحلتهم بأنه لبناني ومن الضاحية الجنوبية، لتستجيب الشرطة المقدونية للطلب وتوقفه وتكتشف أنه يحمل جوازاً سورياً مزوراً، إضافة إلى أنه يحمل آخر لبنانياً خرج به من لبنان إلى تركيا .

أم محمد صرحت لـ «القدس العربي» بأنه منذ أن خرجت من تركيا لم تجد إلا القليل القليل من السوريين، ومعظم من تتحدث معهم مصريون هاربون من السيسي، وجزائريون ومغربيون ولبنانيون مثل (ع،ا)، وختمت قائلة «ألا يستحي عناصر حزب الله وأعوانهم أن يقتلوا أولادنا في سوريا، ونجدهم أمامنا على طرقات أوروبا، على الحدود اليونانية المقدونية، متسائلة هل الضاحية الجنوبية في بيروت من سوريا».

وكانت قد شهدت دول أوروبية عدة توقيف حالات لمقاتلين تابعين للنظام السوري ومتهمين بارتكاب مجازر، في حين انتشر مؤخرا خبر تواجد العميد الركن في الحرس الجمهوري عصام زهر الدين في ألمانيا والمعروف بارتكابه مجازر عدة في كل من حُمُّص، ودير الزُّور وغيرهما من المناطق السورية، ما جعل الناشطين يقدمون اسمه إلى المحاكم التابعة للاجئين إن حاول تقديم لجوئه.

 

ناشطون في مجال الإغاثة يطالبون تركيا بالإشراف على دور الأيتام السورية

نور ملاح

غازي عينتاب ـ «القدس العربي»: «في أشد الظروف قسوة، حيث يُدفَع من بقي حيّاً بعد سقوط أكثر من ربع مليون شهيد في حرب النظام السوري على شعبه إلى مغادرة سوريا، لتجد الكثير من الأسر العزيزة الآمنة نفسها بلا مأوى وبلا معيل، وليجد الأطفال أنفسهم بلا أب»، بهذه الكلمات بدأ الناشط السوري سعيد نحاس حديثه لـ»القدس العربي»، مشيراً إلى أنه كان عضو مجلس إدارة في إحدى دور الأيتام السورية في عينتاب التركية، وله اطلاع على أحوال الدور الأخرى، داخل تركيا، وكذلك على صلة مباشرة بعدد كبير من أسر الأيتام والأرامل خارج دور الأيتام.

يقول الناشط الإغاثي السوري سعيد نحاس ومؤسس منظمة سند في حديث خاص لـ «القدس العربي»، «يوجد في عينتاب وحدها 1700 عائلة أرامل وأيتام سورية، تكفل كل دور الأيتام أقل من مائة عائلة منها، في بيئة ليست بالقياسية، والعائلات خارج دور الأيتام تعيش ظروفاً مأساوية، تقدم لها الحكومة التركية مشكورة الضمان الصحي، وتضطر الأمهات القادرات لأن تعمل بأجور شديدة الاستغلال، وكذا الأطفال وحتى دون العاشرة من العمر، بينما توجد حالات مستعصية لا دخـل لـها على الإطـلاق».

ويروي قصة أحمد وهو طفل سوري «يتيم لطيف حساس فقد بصره، ولم تستطع أمه التي تعمل 12 ساعة بـ 600 ليرة في الشهر معالجته، وهو بين إخوته يسمع ويفهم ويحس، ولكنه لا يرى منزلهم البائس ودموع أمه، أما زهرة فعمرها عشر سنوات وأخوها في الثامنة، استشهد والدهما في معارك في الداخل السوري، و يعمل الطفلان بأجر 30 ليرة أي ما يقارب عشرة دولارات في الأسبوع في مدينة غازي عينتاب التركية لتأمين مصروف البيت».

زهرة بالكاد تعرف القراءة والكتابة، وتقول «طلعت من صف التاني يا عمو»، وفي أحد البيوت المتهالكة تقيم ثلاث أخوات أرامل هربن من براميل بشار الأسد، معهن 16 طفلاً يتيماً، يقمن جميعاً في غرفتين، تعمل الأخوات الثلاث في مصنع لمدة اثنتي عشرة ساعة يومياً بعائد إجمالي 500 دولار في عينتاب، لا تفي بالحد الادنى للعيش الكريم، هذا غيض من فيض معاناة الأرامل والأيتام خارج دور الأيتام وهم الأكثرية، المحتاجة للعون والرعاية، كـما يقـول نحـاس.

أما دور الأيتام، فتعاني بحسب مصادر مطلعة من الإدارة العائلية لدور الأيتام فيوظفون أقاربهم بدون كفاءة ويصبح الأمر جرماًً، عندما يتسلط على الأيتام من لا يملك لا مهارات إدارية ولا استراتيجيات تربوية، بدون مجلس إدارة حقيقي يراقب تطبيق الأنظمة، ليظهر سوء الإدارة، بسبب عدم اللجوء إلى أسس علمية في إنشاء دور الأيتام، وعدم الاعتماد على أخصائيين نفسيين وتربويين بشكل دائم، والتخبط في التوجـيه بسبب عدم وجود رؤية واضحة، بسـبب فـردية القـرار، وتـجاهل إمكانية الاستفادة من المؤسسات الإسلامية والعالمية والتي كونت على مدى السنين منظومة قيمية معيارية، ومواثيق وتوصيفات إدارية، وطرائق نفسية وتـربوية، بحسـب المصـادر.

ويرى الكثير من المطلعين على حال دور الأيتام أنه من المؤسف ان نجد بعضهم يبدأ من الصفر، ويعيد اختراع العجلة على حساب الأيتام، فعادةً ما يرفض مسؤولو المدارس ودور الأيتام والمنظمات والمسؤولون السياسيون وكل من له تماس مع حاجات الناس إجراء استبيان نزيه محايد عن أدائهم وسلوكهم، حيث يتم في هذه الأجواء التي يتم إيلاء كل فروض الولاء والطاعة فيها للمانح تعليم الأطفال الصغار بأن يرقصوا ويغنوا للمانح صاحب المال، وتذعن الأمهات مكرهات للاحتفال بقدومه بأطايب الطعام، تقديماً لفروض الولاء لصاحب المال وإدارته، ومن يرفض منهن أو يعترض فيتم استبعاده وإقصاؤه والتقتير عليه، من قبل من يمتلك السلطة المطلقة في دور الأيتام، وليس لمن اعترض من الأسر أو الإداريين سوى الطرد خارج الدار.

 

“ذي إيكونوميست”: بوتين تدخل بسورية لإخفاء ضعف نظامه

العربي الجديد

“لا تندهشوا من التدخل الروسي في سورية؛ فالسياسة الخارجية لـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مبنية على الضعف ووضعت للاستعراض الإعلامي”، بهذه الخلاصة بدأت مجلة “ذي إيكونوميست” مقالها الذي خصصته لتحليل التدخل الروسي في سورية ثم الانسحاب “المفاجئ”.

 

وبالحكم على مشاهد التي روجت لها روسيا في شاشات التلفاز والتي تبين حشودا تستقبل الجنود الروس العائدين من سورية، فإنه يظهر أن بوتين حقق انتصارا كبيرا في سورية، بعد الإعلان غير المتوقع عن انسحابه غير المتوقع من سورية، كما يظهر أن له الفضل في وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات السرية، وأنه أيضا أظهر جزءا من قوته العسكرية، وتمكن من جعل ملف اللاجئين سلاحا في وجه خصومه الأوروبيين. ويبدو من خلال نفس المشاهد أيضا أن بوتين حقق انتصارا على أوباما الذي “فشل باستمرار في فهم الملف السوري ولم يقدم أي خطوة لحله”، حسب تعبير الجريدة التي قالت إن كل هذه المعطيات ما هي إلا دعاية روسية تخفي الحقيقة.

 

ويرى مقال الصحيفة البريطانية أن ما تصوره روسيا تحقيقاً لأهدافها في سورية هو مجرد شعار للاستهلاك الإعلامي على اعتبار أن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) لا يزال متواجداً فوق الأراضي السورية، وحتى المسار التفاوضي لايزال نجاحه محل شك، بحسب أكثر المتفائلين.

كما قلل من التحليلات التي تعتبر تدخل روسيا بسورية دليلا على عودة روسيا كقوة عالمية، ورأت أن الأمر لا يعدو كونه مجرد دعاية للاستهلاك الإعلامي، إذ حرص الرئيس الروسي على تقديم صور للطائرات الروسية وهي تتدخل عسكرياً بسورية من أجل طمأنة المواطنين الروس الخائفين على مستقبل بلادهم، “فبعد التدخل في أوكرانيا، وفي السماء السورية، يتساءل الجميع، أين ستكون المأساة المقبلة؟”.

 

وشددت المجلة على أن روسيا لاتزال هشة أكثر مما يتوقع عدد من المتتبعين للسياسة الخارجية الروسية، فالاقتصاد الروسي يعيش أزمة حقيقية، خصوصا بعد تراجع أسعار البترول إلى أدنى مستوياته، كما أن الحكومة الروسية أجبرت على الاعتماد على سياسة تقشفية عقب العقوبات المفروضة عليها بعد التدخل في أوكرانيا، بالإضافة إلى تراجع مستويات العيش في روسيا، حيث انخفض متوسط الأجور من 850 دولار في العام 2014 إلى 450 دولار خلال العام الماضي.

 

وعن التدخل الروسي في سورية، فمرده حسب نفس المصدر إلى الخوف الروسي من أن تغيير النظام السوري، قد يفتح الباب لإمكانية أن تعاني روسيا من ثورة لتغيير النظام في عقر دارها، خصوصا وأن حكام روسيا يرون أن الولايات المتحدة هي من يقف وراء تحريك هذه الثورات.

 

أما عن شعبية بوتين بين المواطنين الروس فهي الأخرى آخذة في التراجع بشكل ملحوظ، كما أن نسبة الروس الذين عبروا عن ثقتهم في أن البلد تسير في الطريق الصحيح تراجعت من 61 في المائة إلى 51 في المائة بعد التدخل الروسي في كل من أوكرانيا وسورية، “والآن روسيا أرهقت في أوكرانيا وأيضا في سورية وعاجلا أم آجلا ستعجز الدعاية الروسية عن إخفاء الضعف بوتين”.

 

ودعت المقال إلى عدم البحث في خلفيات التدخل الروسي في سورية، ذلك أن “التدخل العسكري في سورية كان هو الهدف في حد ذاته”، لأن بوتين كان بحاجة إلى ملء كشف حسابه بإظهار أن بلده ونظامه قويان، “والآن روسيا تبحث عن مصدر آخر للدعاية”، حسب تعبير المجلة.

 

إجابة المعارضة السورية عن أسئلة الموفد الدولي خلال يومين

عدنان علي

أكّد وفد المعارضة السورية، أنّه سيسلم المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، خلال اليومين المقبلين، ردّه على 29 سؤالاً حول الانتقال السياسي، الذي لا يزال موضع إشكالية كبيرة بين وفدي النظام والمعارضة.

وقال نائب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، يحيى قضماني، في مؤتمر صحافي في جنيف: “نعمل على إعداد أجوبة على أوراق حول الانتقال السياسي وهيئة الحكم الانتقالي، تساعد دي ميستورا على التقدم في مفاوضات جنيف، التي انطلقت الاثنين الماضي”. ومن المنتظر أن يصل المنسق العام للهيئة العليا، رياض حجاب، إلى جنيف، اليوم الاثنين.

وتأتي أسئلة دي ميستورا بعدما قدّم وفدا النظام والمعارضة، رؤيتَيْها للمرحلة الانتقالية، والتي اشتملت على تفاوت كبير بينهما. ويتضح من أسئلة المبعوث الدولي للجانبين، أنّه يريد إجابات محدّدة حول القضايا التي من المتوقع أن تكون إشكالية، خصوصاً ما يتعلق بتشكيل هيئة الحكم الانتقالية وصلاحياتها وعلاقاتها مع المؤسسات الحكومية المختلفة القائمة، ومع المجتمع المدني. كما تتطرق الأسئلة إلى حدود الأقاليم و”ما إذا كانت سياسية أم إدارية في سورية الجديدة”.

أسئلة دي ميستورا

تبدأ أسئلة دي ميستورا بالاستفسار عن معنى الحكم في سياق القرار الدولي 2254، والوظائف التي ينطوي عليها هذا الحكم، وما “هي السلطات ذات الأولوية التي تنبغي ممارستها لضمان عملية انتقال سياسي” والهيئات والآليات المناسبة لأداء مهام الحكم.

وعقب ذلك، ينتقل المبعوث الدولي إلى السؤال حول كيفية تشكيل هذه الهيئة، وكيف يمكن أن يكون الحكم شاملاً للجميع، مع ضمان تمثيل النساء والمجتمع المدني والوجوه الوطنية المستقلة في هذا الحكم.

ويلي ذلك، أسئلة تتعلق بعلاقة الحكم الانتقالي بمؤسسات الحكم القائمة مثل مجلس الشعب والقضاء والبلديات، والأهم كيف تكون العلاقة بين ممارسة هيئة الحكم مهامها وبين المؤسسات الحالية للدولة ومهامها، بما في ذلك دور رئيس الجمهورية، والمجالس التشريعية والقضائية والبلديات، و”هل يلزم إصلاح أي من هذه المؤسسات، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف”؟

ومن بين تلك الأسئلة، التي تتعلق بالقضايا الأكثر إشكالية، كيف يمكن ضمان استمرارية عمل المؤسسات الحكومية، وضمان تقديم الخدمات العامة في جميع أنحاء البلاد بطريقة فعالة وغير تمييزية، مثل التعليم والصحة، وما هي السلطات التي ينبغي أن تمارسها المؤسسات الحكومية فيما يتصل بهياكل الحكم؟

ومن المعروف أن النظام يرفض أن تسحب هيئة الحكم الانتقالية أية صلاحيات من منصب الرئيس، ويتمسك بأن يبقى الرئيس “مشرفاً” على هذه الهيئة، بينما تريد المعارضة أن تكون للهيئة صلاحيات تنفيذية كاملة، ريثما يتم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.

ورفض وزير خارجية النظام، وليد المعلم، قبيل بدء مفاوضات جنيف، طرح مسألة الانتخابات الرئاسية على مائدة التفاوض، قائلاً إن منصب الرئاسة “خط أحمر”، وهو ما لاقى رفضاً من جانب المعارضة والمجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا.

وتتطرّق الأسئلة كذلك إلى رؤية كل جانب لضمان ألا يكون الحكم طائفياً، وكيف يكون تمثيل المناطق الجغرافية في سورية في هياكل الحكم، وكيف يمكن أن يجري على المستوى المحلي واللامركزي تمثيل الطوائف والأعراق والجماعات الأخرى؟

ومن معايير التمثيل في الهيئة، تنتقل الأسئلة إلى كيفية ممارسة هذه الهيئة مهامها، بدءاً من قواعد صنع القرار التي ينبغي أن يتبعها الحكم، كأن يتم التصويت بالغالبية أو الغالبية المرجحة أو المطلقة، وكيف تكفل الهيئة “إحالة قراراتها وتنفيذها بشكل فعال عن طريق الأجهزة الإدارية والتنفيذية للدولة، بما يتماشى مع المبادئ الأساسية للقرار 2254، وما هي آليات الرقابة التي ينبغي إنشاؤها لضمان المساءلة؟ وصولاً إلى السؤال عن التغييرات التي يلزم إجراؤها في النظام القانوني والدستوري لسورية من أجل تيسير إنشاء وعمل هيئة/آلية الحكم؟

ثم تنتقل الأسئلة إلى جوانب أكثر حساسية وتتعلق بكيفية ربط القطاع الأمني بهياكل الحكم أثناء الانتقال السياسي، وهل ينبغي وجود هيئة مستقلة عن هيئة الحكم الرئيسية تتولى المسؤولية عن إدارة وإصلاح الشؤون الأمنية، وما هي هيئة الحكم التي ينبغي أن تمارس الرقابة الديمقراطية على إدارة الشؤون الأمنية؟

وتخلص الأسئلة إلى التطرق لسبل معالجة وتسوية الخلافات حول اختصاص أو أداء هيئة للحكم، وكيف يتم البدء بتنظيم عودة اللاجئين والنازحين داخل البلاد وخارجها؟

رؤية وفدي المعارضة والنظام

وكان وفد المعارضة قد قدّم وثيقة إلى المبعوث الدولي شدّد فيها على “تغيير النظام السياسي بشكل جذري، بما فيه رأس النظام ورموزه وأجهزته الأمنية والعسكرية، وإنشاء نظام تعددي ديمقراطي يضمن المواطنة المتساوية، بهدف إقامة دولة مدنية وتعددية”.

وتشير الوثيقة إلى “انسحاب المقاتلين الأجانب من سورية، ومكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وفقا للقرارات الدولية”. كما بيّنت رؤية المعارضة للعملية الانتقالية، والتي تتضمن جدولا زمنيا يشتمل على خطوات محدّدة، أبرزها إقامة “هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية”، يمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة وسواها.

أمّا الوثيقة التي قدمها وفد النظام في جنيف، فهي تتألف من عشرة بنود لا يتطرق أي منها إلى تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، وتركز على محاربة “الإرهاب”، وتطالب بدعم قوات النظام في هذه الحرب، وبوقف الدعم لمجموعات المعارضة المسلحة.

وتدعو وثيقة النظام إلى “الاستفادة من مناخ وقف الأعمال القتالية، بدعوة المسلحين إلى تعزيز مسار المصالحات المحلية الجارية، والحفاظ على استمرارية مؤسسات الدولة ومرافقها”.

 

أطراف المفاوضات تنجز “وظيفة” عطلة الأسبوع

دينا أبي صعب

أوراق وأفكار واقتراحات وأسئلة، تبادلها المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي ميستورا مع الوفود السورية المشاركة، من دون أن يوصل كامل مضامينها إلى ممثلي الحكومة السورية أو المعارضة، مواصلاً البحث عن قاعدة مشتركة ينطلق منها لتوسيع رقعة التفاهمات، وقد تتمثل هذه القاعدة، بالنظر الى ما تم تسريبه من اوراق عمل الجهتين، الحكومة والهيئة العليا للمفاوضات، على الاتفاق على وحدة الأراضي السورية وعدم التقسيم، وحصر الحوار بالسوريين من دون تدخل خارجي، لتبقى العقدة الأهم أمام دي ميستورا والسوريين، شكل الحكم والمرحلة الانتقالية وصلاحيات الرئيس.

 

ومع بدء الاسبوع الثاني من المباحثات، يتجه دي ميستورا لتجميع اجابات على لوائح مطولة من الاسئلة، وزعها في جلسات الاسبوع الماضي على من اجتمعوا به، ليخرجوا من الاجتماعات بالقول إن المبعوث الدولي “أعطانا وظيفة لعطلة نهاية الاسبوع”، وبالفعل، فإن “الوظيفة” المعنية هي عبارة عن ورقتين مؤلفة من ٢٩ سؤالاً، تحت عنوان “اسئلة عن الحكم”، تنطلق من الاشارة الى قرار مجلس الامن ٢٢٤٥ (٢٠١٥) الى “حكم ذي مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية”، ترمي إلى تمكين دي ميستورا من فهم وجهة النظر الاساسية “لتعبير الحكم في سياق القرار ٢٢٥٤، والوظائف التي ينطوي عليها، وانسب الاليات والهيئات التي يمكنها اداء مهام الحكم ووظائفه، وانسب آليات الرقابة”، وتنتهي بالسؤال عن عودة “الاشخاص المشردين داخليا واللاجئين”.

 

وفد الحكومة السورية اكتفى بتقديم ورقة عمل في الاجتماع الاول مع دي ميستورا، ويبدو انه يكتفي بها في اجتماع الاثنين، وربما حتى نهاية هذه الجولة، من المحادثات، وتتضمن الخطوط العريضة لهذه الورقة التي تتألف من ثمانية بنود وتستند الى بيان فيينا (٣٠ تشرين الاول الماضي) الذي يدعو الى حكومة ذات مصداقية شاملة وغير طائفية، يعقب تشكيلها دستور جديد وانتخابات: محاربة الارهاب، والحفاظ على مؤسسات الدولة، وبناء سوريا علمانية ديموقراطية، واجراء محادثات بين السوريين من دون تدخل خارجي او شروط مسبقة. ويحاول هذا الوفد الابقاء على “جانب المفاجأة” في كل ما يطرحه في اجتماعاته مع دي ميستورا، بحيث يتحفظ على التصريح للاعلام حتى المقرب منه.

 

وتجيب ورقة الهيئة العليا للمفاوضات، التي اطلعت “المدن” على نسخة منها، على بعض اسئلة المبعوث الدولي، وتعطي افكاراً قابلة للتوسيع حول جدول الاعمال، المبني “على اساس تنفيذ بيان جنيف-١ المعزز بقرار جلس الامن ٢١١٨ (٢٠١٣) الذي يقضي باطلاق عملية سياسية تبدأ بانشاء هيئة حكم انقالي كاملة الصلاحيات”، ويتضمن المقترح المبادئ والبنود الاساسية للعملية التفاوضية وترتيبها الزمني، مع التأكيد ان هذه الورقة “لا تعتبر المقترح الوحيد أو الاخير لقوى الثورة والمعارضة”.

 

وتضع المعارضة اهدافها ضمن اطار انتقال سياسي يضمن الوصول الى نظام تعددي، ووحدة الارض ومدنية الدولة وسيادتها، والتأكيد على “مغادرة بشار الاسد وزمرته للحكم في بداية المرحلة الانتقالية وان لا يكون لهم وجود في الترتيبات السياسية القادمة سواء المرحلة الانتقالية او بعدها.. واعادة هيكلة وتشكيل مؤسسات الدولة الامنية العسكرية”، ووضع اطار تنفيذي واضح للمحاسبة والعدالة الانتقالية.

 

وتستعين الهيئة العليا للمفاوضات، حسب مصادر مقربة من الوفد، بمجموعة من المستشارين “من جنسيات اميركية وبريطانية لكتابة الردود على اسئلة دي ميستورا، وتبدي الهيئة امتعاضها من القرار الدولي ٢٢٥٤ وكل ما يطرح فكرة الحكومة بكامل اشكالها كبداية للحل السياسي في سوريا”. وتضيف المصادر أن هذا الامتعاض “جعل الهيئة تلتصق اكثر فأكثر بمقررات جنيف-١، التي تتوافق وطرحها، ومحاولة استبعاد باقي المرجعيات من القرارات الدولية”، ويبدو ان تعدد المرجعيات القانونية للحل السياسي لن يترك امام المبعوث الدولي خياراً في هذه الجولة من الاكتفاء بتمرير الجلسات المتبقية، للتوصل الى حد ادنى من التفاهم على نقاط عامة وشاملة، على ان يترك موضوع الدخول في الفترة الانتقالية ولب النزاع الاساسي بالنسبة لعملية التفاوض الى الجولة المقبلة، التي تشير مصادر في الامم المتحدة الى عقدها مطلع نيسان/أبريل المقبل.

 

قوات النظام تقترب من محاصرة تدمر

أسامة أبوزيد

تسعى قوات النظام السوري للسيطرة على مدينة تدمر شرقي حمص في وسط سوريا، لما تحمله من أهمية جغرافية ورمزية. وتقترب قوات النظام من تطويق المدينة من الجنوب والغرب، لتشكل قوساً عسكرياً يمتد من شمال غربي المدينة إلى جنوبها، على بعد كيلومترين من المدينة القديمة الأثرية في الجهة الغربية.

 

وتخضع تدمر لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، منذ منتصف العام 2015، وشكّل سقوطها بيد التنظيم “مفاجأة كبيرة”، بعد انسحاب قوات النظام منها من دون قتال تقريباً.

 

تقدم قوات النظام جاء بعد أسبوعين من الحملة العسكرية التي يوجد في طليعتها مدير “إدارة المخابرات العامة في سوريا” اللواء جميل الحسن، وفقاً لصور نشرتها مواقع إعلامية مؤيدة، كما توافدت إلى الجبهات قوات إيرانية خاصة، وقوات “الرضوان” التابعة لمليشيا “حزب الله” للمساهمة في السيطرة على المدينة. مجموعات من مليشيا “صقور الصحراء” التابعة لقوات النظام، وصلت فجر الإثنين أيضاً، إلى جبهات تدمر الأمامية، قادمة من اللاذقية.

 

الطيران الحربي الروسي شارك بكثافة في عمليات قصف المدينة ومحيطها، على الرغم من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انسحاباً جزئياً لقواته الرئيسية من سوريا. القوات الروسية البرية تشارك أيضاً على الأرض عبر الخبراء والمعدات، ويتابع الإعلام الروسي الرسمي، معركة تدمر، كمعركة روسية ضد تنظيم “الدولة”. وهي فعلياً المعركة الأبرز التي تشارك فيها روسيا ضد تنظيم “الدولة” منذ بدء التدخل الروسي العسكري المباشر في الحرب السورية في 30 أيلول/سبتمبر 2015.

 

وتعد تدمر ذات أهمية كبيرة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، لاعتبارها مركزاً وسط البادية السورية، ونقطة اتصال بين قوات التنظيم المتواجدة في الشمال والشرق السوري، وتلك المتواجدة في القلمون بالقرب من الحدود اللبنانية-السورية.

 

كما تخدم سيطرة قوات النظام على تدمر وريف حمص الشرقي، في إظهار نظام الأسد كـ”محارب للإرهاب”، خاصة بعد قرار “وقف الأعمال العدائية” الذي دخل حيّز التنفيذ منذ منتصف ليلة 26 شباط/فبراير، بين قوات النظام والمعارضة، ولم يشمل جبهات تنظيم “الدولة” و”جبهة النصرة”. وكان النظام قد استفاد الفترة الماضية من الهدنة، لحشد قواته في معركة تدمر ضد “الدولة الإسلامية”.

 

وتركز قوات النظام عملياتها العسكرية وقصفها الجوي على قرية العامرية شمالي تدمر، بعدما تمركزت في الجهة الجنوبية والغربية للمدينة. وتسعى قوات النظام للوصول إلى مطار تدمر العسكري شرقي المدينة، لتطويقها وتجنيب مقاتليها معركة شوارع. وأعلن “الإعلام الحربي” التابع للنظام، الأحد، عن بدء العمليات العسكرية للسيطرة على المطار. وقال مصدر محلي من المدينة، لـ”المدن”، إن “قوات الأسد تبعد ما يقارب كيلومترين عن المدينة الأثرية قرب جبل المطر في الجهة الغربية لتدمر”.

 

وتُسيطر قوات النظام على جبل الهايل الإستراتيجي جنوب غربي تدمر، وتلي 800 و900، وتخوض معارك كر وفر على التلة 700، بسبب العاصفة الرملية التي تضرب المدينة. وتُطل التلة 700 على مثلث تدمر وبساتينها، التي تُعدُ البوابة الجنوبية للمدينة، وخط الدفاع الرئيس عن المدينة.

 

عضو “شبكة أخبار تدمر” محمد حسن الحمصي، قال لـ”المدن”، إن السيطرة على التلال في جبل الهايل أدت إلى سقوط مثلث تدمر نارياً، ما قد يلعب دوراً كبيراً في سيطرة قوات النظام على المدينة، التي بات مُعظمها تحت نطاق نيران قوات النظام.

 

الناشط الإعلامي ناصر التدمري، قال لـ”المدن”، إن التنظيم “ليس بقوته المعتادة في المدينة، كما أن معظم المقاتلين في المدينة هم من السوريين، خاصة المراهقين الذين غرّر بهم التنظيم وزجّهم في المعارك”. التدمري أشار إلى أن معظم قتلى التنظيم في المعارك الأخيرة في محيط تدمر هم من أبناء المدينة، وأعمارهم بين الـ17 والـ20 عاماً. وأضاف التدمري: “معظم أمراء التنظيم أصبحوا خارج المدينة، ومنهم من ذهب إلى منطقة عقيربات، مركز التنظيم في ريف حماة الشرقي”.

 

الأخبار الواردة من تدمر، تُفيد أن قوات النظام أصبحت قريبة من تحقيق السيطرة عليها، وأكد مصدر محلي أن النظام “قد يعلن قريباً سيطرته على تدمر بالكامل. وما يُعيق تقدم قوات النظام في الدرجة الأولى هو حقول الألغام التي زرعها التنظيم في محيط المدينة”. وإذا تحققت سيطرة قوات النظام على تدمر، فسينعكس ذلك بشكل إيجابي في معاركها ضد التنظيم على امتداد البادية السورية.

 

تكثيف عمليات النظام وحلفائه في تدمر، أجبر “الدولة الإسلامية” على إرسال تعزيزات إليها، وذلك على حساب مناطق أخرى، ما أدى إلى تقدم جديد لقوات النظام على جبهة مدينة القريتين في ريف حمص الجنوبي. وسيطرت قوات النظام على تل كردي وجبل جبيل المشرف على القريتين جنوب شرقي حمص. كما سيطرت قوات النظام الأحد على ثنية الرشيد ودمرت دبابة للتنظيم.

 

كما خسر تنظيم “الدولة” حقل التيم النفطي، على طريق ديرالزور-تدمر، لصالح قوات النظام من دون أي مقاومة. ويُعتبر حقل التيم أحد أهم حقول النفط في المنطقة الشرقية، وأهم ممول إقتصادي لتنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف ديرالزور.

 

حين ترفض روسيا السوري محمود الحمزة وابنه

محمد حسان

قامت إدارة “معهد تاريخ العلوم والتكنولوجيا” التابع لـ”أكاديمية العلوم الروسية” في موسكو، في كانون الثاني/يناير 2016، بتخيير “كبير الباحثين” السوري محمود الحمزة، بين تقديم استقالته أو فصله من المعهد، بسبب مواقفه المعارضة لسياسة الحكومة الروسية في الشأن السوري.

 

ومحمود الحمزة من موالد محافظة الحسكة السورية، في العام 1954، وقد غادر سوريا إلى روسيا في العام 1974 بغاية الدراسة. وهناك أكمل تعليمه الجامعي، وحصل على شهادة الدكتوراه في الرياضيات في العام 1985.

 

وشغل محمود الحمزة منصب “كبير الباحثين العلميين” في قسم “الرياضيات العربية والإسلامية في القرون الوسطى”، في المعهد، على مدى 14 عاماً، وهو المُدرس الوحيد لهذا الاختصاص في “معهد تاريخ العلوم والتكنولوجيا”.

 

إدارة المعهد استدعت الحمزة في 31 كانون الثاني 2016، بعد تغيبه عن اجتماع خاص بالمعهد من أجل انتخاب مدير جديد له. الحمزة كان قد برر تغيبه بسبب ارتباطه بمرافقة أمير قطر تميم بن حمد، كمترجم أثناء زيارته لروسيا.

 

إدارة المعهد لمّحت له في بادئ الأمر عن نشاطاته، خاصة “السياسية”، ووجوب أن يختار بين العمل في المعهد أو في أي مكان آخر. نائب مدير المعهد في نهاية الاجتماع، خيّر الحمزة بين أن يقوم بتقديم استقالته أو أن يتم فصله من المعهد. فإختار الحمزة تقديم الاستقالة التي قُبلت من إدارة المعهد مباشرةً.

 

الحمزة قال لـ”المدن”، إن “دوافع إدارة المعهد لإجباري على ترك العمل أو فصلي، لم تكن بسبب تغيبي عن اجتماع المعهد، بل كانت لأسباب سياسية، خاصة رفضي للتدخل الروسي في سوريا، ودعمي اللامتناهي للثورة السورية”.

 

ومحمود الحمزة، لم يكن يوماً بعيداً عن العمل السياسي، فقد كان عضواً في حزب “الشعب الديموقراطي” المعارض، أثناء وجوده في سوريا، إلى أن تركه في العام 1985 لأسباب شخصية. وشغل العديد من المواقع السياسية في صفوف المعارضة السورية، ومنها “الأمانة العامة لإعلان دمشق في المهجر”، ومثّل “المجلس الوطني السوري” في موسكو، وأصبح نائباً لرئيس الجالية السورية في “روسيا ورابطة الدول المستقلة”.

 

بعض الأوساط غير الرسمية، بررت فصل الحمزة بسبب نقده الحاد للدولة الروسية التي يعيش بها، وهذا ما نفاه الحمزة بقوله: “أنا أنتقد السياسة الروسية الداعمة للإرهابي الأول في سوريا بشار الأسد، ولا أنتقد روسيا كدولة”.

 

وكان الحمزة قد تلقى تهديدات كثيرة من النظام السوري وسفارته في موسكو، بسبب مواقفه السياسية، ووصلت إلى حد تهديده بالقتل.

 

كما تعرض لتهديدات من أوساط روسية بالطرد من البلد، كان آخرها على إثر لقاء تلفزيوني حول الوضع السوري. فقال له أحد المسؤولين الروس المشاركين في البرنامج: “كيف تتحدث عن روسيا بهذا الشكل وأنت تعيش هنا”.

 

قضية الإجبار على تقديم الاستقالة أو الفصل لم تتوقف على الحمزة بل شملت ابنه الأكبر فراس، وهو من مواليد موسكو في العام 1983، والحاصل على شهادة جامعية في تقنيات الكمبيوتر، والذي يشغل منصب المدير الفني لموقع قناة “روسيا اليوم”.

 

فراس أيضاً تم استدعاؤه من قبل إدارة القناة، وتم وضعه بين خيارين؛ إما أن يتقدم باستقالته أو أن يتم فصله، فاختار تقديم استقالته.

 

فصلُ فراس، بحسب إدارة القناة، كان على خلفية تأسيسه وإدارته لموقع إلكتروني، داعم للثورة السورية وأخبارها، ناطق باللغة الروسية. غير أن فراس أكد لـ”المدن”، أن قرار فصله جاء بناءً على “طلب من سفير النظام السوري في موسكو، من أجل الضغط على والده الذي ينشط في الأوساط الروسية، لا لسبب أخر”.

 

قرارات الإجبار على ترك العمل، لا تستند إلى أي نص في القانون الروسي، وبحسب حقوقيين روس، فالحمزة وابنه، “مواطنون روس يحق لهم أبداء رأيهم بكل حرية، وهذا حق مكفول في الدستور الروسي”. ويحمل الحمزة الجنسية الروسية، منذ العام 1983 بالإضافة إلى الجنسية السورية.

 

الحمزة وعائلته أبدوا تخوفاً كبيراً من أن تقوم السلطات الروسية بسحب الجنسية الروسية منهم، وترحيلهم خارج البلاد، أو يتم تدبير أي تهمة تلقي بأحدهم في السجن. وقد تلقت العائلة قبل وبعد هذه القرارات الروسية، عروضاً للجوء إلى دول أوروبية، إلا أنهم رفضوها، مؤثرين البقاء والعيش في روسيا.

 

ويحمل الحمزة في جعبته، الكثير من المؤلفات الجامعية والدارسات العلمية، ومنها “التحليل الرياضي” و”حساب التفاضل للدوال في متغير حقيقي واحد”، و”موجز في تاريخ الرياضيات وتطورها الفكري والفلسفي”.

 

التلفزيون “العربي” يكشف دور “الهلال الاحمر” بتغطية جرائم النظام

كشف تحقيق استقصائي بثه تلفزيون “العربي”، بالوثائق، عن مشاركة أطباء ومستشفى تابع لمنظمة الهلال الأحمر السوري، في تغطية جرائم  قتل المعتقلين في السجون السورية، عبر إصدار شهادات وفاة مزوة لمن يصل إليهم من أقبية التعذيب.

 

وضمن تحقيق “شركاء في الدم” الذي عرضه التلفزيون “العربي” ضمن برنامج “العربي”،  كُشف عن الوثائق وعن معتقلين عذبوا حتى الموت في سجون النظام السوري.

 

وتحدث بسام الأحمد، مدير “مركز توثيق الانتهاكات” في سوريا، عن توثيق المركز أكثر من 56 حالة اعتقال بالاسم الكامل، مشيراً إلى وجود أكثر من 200 ألف حالة اعتقال معظمهم  تعرضوا للتعذيب.

 

وتتبع التحقيق قصة شاب تم تعذيبه حتى الموت في أحد المقرات الأمنية، وتم الحصول على المعلومات من خلال رقيب منشق عن الفرع الأمني 248 في دمشق. وتحدث الرقيب المنشق عن لائحة ضمّت 131 معتقلاً قتلوا في سجن الفرع الذي كان فيه خلال شهرين.

 

وأورد التقرير وثائق طبية صادرة باسم الهلال الأحمر السوري الذي يصدر شهادات وفاة باسم المعتقلين دون تحديد أسباب الوفاة الحقيقية.

 

مقتل العشرات من النظام بمعارك تدمر وحلب  

قتل القائد العسكري لجبهة النصرة في درعا في المعارك مع جماعات موالية لتنظيم الدولة الإسلامية، في حين قتل التنظيم 26 من عناصر النظام باشتباكات قرب تدمر في ريف حمص.

 

وجاء مقتل القيادي في جبهة النصرة خلال معارك ضد “لواء شهداء اليرموك” المبايع لتنظيم الدولة في بلدة تسيل وقرية عدوان المحاذية لها في ريف درعا الغربي جنوبي البلاد.

وذكرت شبكة سوريا مباشر أن مسلحي اللواء عملوا لدى دخولهم بلدة تسيل على احتلال عدد من البيوت والمقرات العسكرية، وبدؤوا يصيحون بأنهم جاؤوا بهدف “حماية الإسلام والمسلمين” و”إعلان الخلافة”.

 

وكانت مصادر أفادت في وقت سابق للجزيرة بأن المعارضة السورية المسلحة سيطرت على كامل مدينة طفس بريف درعا، بعد معارك مع مقاتلين موالين لتنظيم الدولة.

 

وأضافت المصادر أن المعارك بين الطرفين أسفرت عن مقتل 12 من قوات المعارضة المسلحة، وأربعة من عناصر تنظيم الدولة.

معارك تدمر

أما في وسط البلاد، فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 26 عنصرا من القوات الحكومية بينهم قيادي، جراء استهدافهم من قبل تنظيم الدولة في منطقة تدمر بريف حمص الشرقي.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن تنظيم الدولة صد هجوما لقوات النظام بينما كانت تحاول التقدم على بعد أربعة كيلومترات غرب مدينة تدمر.

 

وأشار عبد الرحمن إلى أنه بالرغم من الغارات الروسية، فإن قوات النظام السوري تتقدم ببطء في المنطقة المحيطة بتدمر التي تم استهدافها منذ مطلع الشهر الجاري بمئات الضربات الجوية.

 

ويسيطر تنظيم الدولة على مدينة تدمر منذ مايو/أيار 2015، وقد بدأ جيش النظام السوري معركة استعادة المدينة قبل أسبوعين بغطاء جوي روسي، وذلك لأن السيطرة عليها تفتح الطريق أمام قوات النظام لاستعادة منطقة البادية وصولا إلى الحدود السورية العراقية شرقا.

 

وفي وقت سابق، قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن ثلاثين من قوات النظام السوري قتلوا خلال معارك المدينة الصناعية ومحيطها شمال حلب.

 

أما وكالة سانا الرسمية فذكرت أن قوات النظام صدت هجوما لمقاتلي التنظيم على قريتي كفر صغير وبابنس في محيط المدينة الصناعية، وأنها قتلت عددا منهم خلال تلك المعارك.

 

في المقابل، بثت وكالة أعماق تسجيلا مصورا يظهر ما قالت إنه استعادة مسلحي التنظيم السيطرة على نقاط في جبال المحسة جنوب غربي مدينة القريتين بريف حمص.

 

وقالت الوكالة إن استعادة السيطرة على تلك المواقع جاءت بعد هجوم لمسلحي التنظيم على مواقع قوات النظام السوري فيها وقتل أعداد منهم.

 

وفي تطور آخر، أفادت “سوريا مباشر” بأن مليشيا وحدات حماية الشعب الكردية أغلقت الطريق الواصل بين مدينتي دارة عزة وعفرين في ريف حلب الشمالي.

 

وفي الشمال، أفاد ناشطون سوريون بأن طيران النظام السوري ألقى عدة براميل متفجرة على بلدة الناجية ومحيط قرية مرعند بريف جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.

 

وفي ريف دمشق، تحدثت مصادر للجزيرة عن غارات كثيفة للنظام على منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية.

 

هذه هي أسئلة دي ميستورا إلى وفد النظام والمعارضة!

العربية.نت

حصلت “الحدث” على نسخة من الأسئلة التي وجهها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا إلى وفدي النظام والمعارضة وتتضمن اللائحة سؤالا حول مفهوم الطرفين لـ”الحكم” وفقا للقرار الأممي 2254، إضافة الى أهم الوظائف التي ينطوي عليها الحكم والأوليات التي يجب أن ينطلق منها.

وفي هذا السياق تساؤل حول الهيئة المنوطة بممارسة الحكم، وكيف ستشكل الهيئات وكيف يمكن جعل هذا الحكم شاملا لكل الأطراف.

وحول هذه الهيئات الحاكمة، سأل دي ميستورا في ورقته حول العلاقة بين الحكم والمؤسسات الدستورية القائمة، وكيف سيتم اختيار ممثلي الهيئات الحاكمة وضمان الطابع غير الطائفي للحكم.

وبحسب مصدر مطلع على مفاوضات جنيف فإن وفد النظام وفي جلساته مع المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا تعامل مع المفاوضات بمنهج اتسم بالبطء قدر الإمكان، وركز على إعادة فتح قرارات الأمم المتحدة ومناقشتها «حرفياً».

وقال ديبلوماسي غربي مشارك في المفاوضات إن رئيس وفد النظام بشار الجعفري لا يزال يعيش نوعاً من وهم محاولة التعطيل للهروب من الموقف أو تعطيل المعارضة لدفعها للانسحاب.

 

دي ميستورا يطالب النظام بعدم المماطلة في مفاوضات جنيف

بحثا مع وفدي المعارضة والنظام الإفراج عن المعتقلين وإيصال المساعدات

دبي – قناة الحدث

أجرى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، اليوم، لقاءات مع وفدي النظام والمعارضة، في خامس يوم من المفاوضات السورية الجارية في جنيف.

وأكد دي ميستورا أن المباحثات تسير في أجواء إيجابية، وأنه تم اليوم بحث مسألة الإفراج عن المعتقلين وإيصال المساعدات، مشيراً إلى أن جولة المحادثات الأسبوع المقبل ستكون صعبة وحاسمة، حيث ستتم مناقشة المبادئ المشتركة بين وفدي النظام والمعارضة.

إلا أنه اعتبر أن على النظام السوري بذل مزيد من الجهد لتقديم أفكار تتعلق بالانتقال السياسي وعدم الاكتفاء بالحديث عن مبادئ عملية السلام.

وقال دي ميستورا للصحافيين بعد يوم “مشحون” واجتماعات مع وفدي النظام والهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة: “نحن في عجلة من أمرنا”.

وأضاف مبعوث الأمم المتحدة أنه أعطى الطرفين مقترحات لتحقيق طلبه من أجل بداية أسرع للمفاوضات يوم الاثنين. وقال إنه خلال الأسبوع الثاني من المفاوضات سيسعى لبناء قاعدة تمثل “الحد الأدنى من العمل المشترك” الذي يمكن من خلاله تحقيق تفاهم أفضل بشأن الانتقال السياسي.

من جانبها، أعرب منذر ماخوس، سفير الائتلاف السوري في باريس والمتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، عن عدم تفاؤله من جولة المباحثات الحالية، غير أنه أكد أن المعارضة ستسمر في المحادثات لتثبت للعالم أنها جادة في سعيها للحل السلمي.

من جهته، كان سالم المسلط، الناطق باسم الهيئة العليا للمفوضات السورية، قال إن نظام الأسد يماطل ولا يريد الاجتماع مع المعارضة لعرض التوصل إلى حل. وطالب المسلط من المبعوث الأممي دي ميستورا الضغط على الأسد وإيقاف هذه المماطلة.

أما بشار الجعفري، رئيس وفد النظام إلى مباحثات جنيف، فقال في ختام لقاء مع المبعوث الأممي، إن المباحثات تركزت على مناقشة ورقة العناصر الأساسية للحل السياسي التي تقدم بها نظام الأسد سابقا. وطالب أن تكون أساسا للمفاوضات.

وقال الجعفري إن المفاوضات يجب أن تكون سورية – سورية من دون تدخل خارجي، حسب تعبيره.

 

سوريا.. “ورقة مشتركة” قد تنقذ مفاوضات جنيف

جنيف – حسين قنيبر

تُستأنف مفاوضات جنيف صباح الاثنين بلقاءين بين ستيفان دي ميستورا وكل من وفدَيْ النظام والمعارضة، وعلمَت “العربية.نت” أن المبعوث الأممي يعمل حالياً على إعداد ورقة مبادئ مشتركة يستوحي بنودها من الورقتين اللتين قدمهما له الوفدان الأسبوع الماضي، وستكون اجتماعات الأيام الثلاثة المقبلة مفصلية لناحية حصول دي ميستورا على أجوبة مفصلة حول أسئلة محددة وجهها لأعضاء الوفدين، وفي حال حصوله على هذه الأجوبة فهو سيُصدر إعلاناً يتضمن الورقة المشتركة بحلول الأربعاء أو الخميس أي في اليوم الختامي للجولة الحالية، وسيكون الإعلان بمثابة “إنجاز” دي مستورا الذي سيكون قد جنب هذه الجولة مصيراً مشابهاً لمصير الجولة السابقة التي انهارت قبل أن تنطلق بالفعل.

وقال مشاركون في المفاوضات لـ”العربية.نت” إن الورقة المشتركة ستتضمن مبادئ عامة جداً وستتجنب الدخول في القضايا الخلافية التي ستُرحّل إلى الجولتين المقبلتين اللتين سيُحدد نجاحهما أو الفشل مصير خارطة الطريق التي قال المبعوث الأممي إنها ستكون بمثابة تفاهم الحد الأدنى الذي يمهد للشروع في مفاوضات حول عملية الانتقال السياسي وهي “أم القضايا الشائكة” كما سماها دي ميستورا.

ويقول مفاوضون إن البنود الأساسية في الورقة المشتركة هي النقاط التي يلتقي حولها طرفا الأزمة، وأبرزها:

وحدة سوريا وسلامة حدودها ورفض الفدرالية وعودة اللاجئين وإعادة الإعمار. وتقول مصادر مطلعة على ما يجري في كواليس التفاوض إن الورقة ستتضمن نقاطاً مشتركة أخرى تحتاج إلى نقاشات مطولة حولها قبل إقرارها وهي:

– مكافحة الإرهاب، وهنا يختلف الطرفان حول تعريف مفهوم الإرهاب.

– رفض التدخل الخارجي، وهنا يعتبر كل من الطرفين أن التدخل الخارجي المرفوض هو تدخل الجهة الداعمة لخصمه.

– الحفاظ على مؤسسات الدولة، وهنا قال لـ”لعربية نت”مصدر دبلوماسي أوروبي مشارك في الاجتماعات الدولية حول سوريا إن المؤسسات، خصوصاً الأمنية، التي استُخدِمت لقمع السوريين والتي يتنافى دورها مع مبادئ حقوق الإنسان يجب تفكيكها وهو ما تطالب به أيضاً المعارضة السورية.

ويأمل المبعوث الأممي أن تشكل جولة التفاوض المقرر عقدها الشهر المقبل بداية المفاوضات حول الانتقال السياسي، ويبقى موعد هذه الجولة محور تكهنات، ففي حين توقع دبلوماسيون أن تنعقد في الرابع أو الخامس من الشهر المقبل قالت أوساط قريبة من وفد النظام إنها لن تنعقد قبل الرابع عشر منه وذلك لإتاحة المجال أمام أعضاء في الوفد للمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي قرر النظام إجراؤها في 13 أبريل.

وبدءاً من الاثنين سيلتقي المبعوث الأممي يومياً وفدَيْ النظام والمعارضة كلاً على حدة بعد أن كان يعقد الأسبوع الماضي جلسة مع أحدهما تعقبها جلسة مع الوفد الآخر في اليوم التالي قبل أن يعتمد بدءاً من يوم الجمعة الماضي وتيرة اللقاء بالوفدين في اليوم نفسه ولكن كلاً على حدة.

ولم يستبعد دي مستورا أن تتحول المفاوضات غير المباشرة حتى الآن إلى مفاوضات مباشرة بدءاً من الشهر المقبل إذا توفرت أرضية مشتركة كافية للبناء عليها.

 

علوش: لو أراد نظام الأسد الحل لأرسل ضباطه للتفاوض

العربية.نت

أكد كبير المفاوضين السوريين، والقيادي في جيش الإسلام، محمد علوش، أن النظام السوري لا يريد حلاً في سوريا لأنه لو أراد ذلك لما أرسل وفداً من وزارة الخارجية بل من كبار الضباط في جيشه.

وأوضح علوش في حديث مع وكالة الأناضول أن “وفد المعارضة كان متجاوباً ومتفاعلاً بشكل كبير وإيجابي عالي المستوى، لإيجاد حل عادل يحقن دماء السوريين، يحقق الهدف الذي خرجت الثورة من أجله، مع المحافظة على مبادئها وأهدافها، وقدمنا تصورنا بشكل مكتوب وخطي، على شكل وثائق وجدول عمل، وتصوّرنا حيال تنفيذ القرارات الأممية، للوصول لتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، تدير البلاد سواء بالسلطات الرئاسية والبرلمانية، حتى يكون لدينا تحقيق عملية انتقال حقيقي للسلطة”.

ولفت إلى أن “النظام لا يريد حلاً لما يجري في سوريا”، مشيراً إلى أن الأخير “قدم ورقة كأنه يقول فيها، إنه لا يريد تطبيق الحلول التي تؤدي لما يرغب به الشعب، وأدخل نقاطاً ليست ضمن إطار التفاوض”.

وأشار إلى أنهم “طلبوا من المبعوث الأممي ستافان دي مستورا، تقديم رؤيتهم للنظام، ويبقى الحل بالنسبة للمعارضة معلوماً، بإنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، تدير شؤون البلاد، وتنشئ دستوراً جديداً، يتبعها عملية انتقال للسلطة، أما النظام فقدم تصوراً مختلفاً تماماً، وعبر عنه دي مستورا بأن الفرق كبير بين الطرفين”.

وعن توقعاته بالنسبة لسير المفاوضات وموقف المعارضة منها، قال “لدينا خط واضح وبيّنا هذا للأمم المتحدة ومجموعة الدول الداعمة، بأن الذي يمثل الثورة هو هذا الوفد (المعارضة)، ولا نريد أن نتطرق لحلول سميتها بالمتوسط الحسابي، نحن لا نتفاوض على حكومة خذ كرسي وأعطني آخر، أو خذ اثنين وأعطني واحداً، ما نبحث عنه هو أن ما يجري في سوريا هو نتيجة استيلاء عصابة استهدفت الدولة والحكومة ومؤسساتها والشعب، ومنذ 50 عاماً يمارس الكبت، والإرهاب، وتكميم الأفواه، والسجون مليئة”.

وأوضح أن “النظام عندما يرسل وزارة الخارجية وموظفيه، فهذا دليل على أنه لا يريد الحل، بل يريد كسب الوقت، لإعادة ترتيب صفوفه وأوراقه، ويظن أن الوقت لصالحه، ويريد إعادة موازين القوى التي أخل بها التدخل الروسي، وزارة الخارجية لا تملك قراراً في سوريا، إنهم موظفون معتمدون”. وأضاف، “لو كان النظام يريد الحل، لأرسل ضباطه الأمنيين الكبار، لحل القضية، لكنه لا يريد الحل، وهذه الجولة ستمر، أثبتنا حسن النية ودخلنا، ولم تنفذ الإجراءات الإنسانية، وقدمنا رؤيتنا لهيئة الحكم الانتقالي، وقمنا بما علينا، والدور على الأمم المتحدة، ولا يمكن أن نستمر بسياسة تقديم الأوراق، ونحصل على إجابات موثقة، وهذه الإجابات من النظام، وليس من الموظفين”.

الانسحاب الروسي

وعن الانسحاب الروسي، اعتبر “خروج الروس كان بسبب التكلفة الباهظة للحل، وهم يريدون العودة، نحن نرى أنها مناورة وليس انسحابا، ولكن خطوة إيجابية بأن ينسحبوا، وأن لا يكونوا في سوريا”.

ولفت إلى أن “ثمة توحشا من النظام، فالسبت على سبيل المثال وقعت غارات في عدة مناطق، في بالا والمرج وحرستا والقنطرة، بريف دمشق، وبراميل سقطت على داريا، وبعض المناطق الأخرى، وهناك استنفار على الجبهة، وكأن النظام يريد أن ينفذ أعمالا ليس لخرق الهدنة، بل لهدمها من جديد”.

وأضاف، “فصائل المعارضة (ميدانياً) كانوا مرنين لإعطاء فرصة للحل السياسي، ولكن العراقيل بدأت من النظام، وبدا واضحاً أنه يضيق من جهته على فرص الحل”.

يذكر أن المبعوث الأممي “دي ميستورا” كان أعلن في وقت سابق، أن الجولة الحالية من المفاوضات التي تعمقت الاثنين الماضي، قد تستمر حتى 24 مارس الجاري، تعقبها فترة راحة لأسبوع أو عشرة أيام، تنطلق بعدها جولة جديدة تستمر لنحو أسبوعين.

 

المعارضة السورية في جنيف: نسعى إلى انتقال سياسي

دبي – قناة العربية

أعلن عضو وفد المعارضة السورية في جنيف، يحيى القضماني، السبت، أن المعارضة تريد مفاوضات تفضي إلى انتقال سياسي في البلاد، وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي للمعارضة.

وتستأنف جولة المفاوضات يوم الاثنين في جنيف بين المعارضة والنظام.

ورفض وفد المعارضة أي تأجيل للجولة المقبلة من مباحثات جنيف، لما بعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في سوريا.

وأعربت المعارضة السورية عن أملها أن تقوم روسيا بالضغط على نظام بشار الأسد للتوصل إلى حل سياسي.

وأكدت المعارضة أن النظام السوري مازال متعنتا ويرفض أي حوار جدي مع المعارضة.

وشددت على  أنها لن تتنازل عن حقوق الشعب السوري في المفاوضات مهما بلغت التحديات والضغوط.

وذكرت المعارضة، ممثلة في القضماني، أن اجتماعات الأسبوع الماضي مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا كانت بناءة.

 

بين “الترفيع” و”النقل” و”العزل” ونفي صحة التقارير.. ماذا فعل الأسد بشقيقه ماهر؟

دمشق (CNN) — نفت تقارير إعلامية مصدرها العاصمة السورية ما تردد عن عزل العميد ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد وأحد أبرز الممسكين بالقرار العسكري في البلاد، عن عمله في الفرقة الرابعة، مشيرة إلى أن ما جرى له حصل ضمن “تنقل روتيني”، وذلك بعدما شاعت تقارير أولية حول عزله من قيادة لواء كان يرأسه ونقله إلى هيئة الأركان.

 

ونقلت قناة “روسيا اليوم” الحكومية الروسية عن مصدر في الجيش والقوات المسلحة السورية الأحد أن العميد ماهر الأسد “مازال قائما على رأس عمله في الفرقة الرابعة” وشدد المصدر على أن ما حصل هو “تنقل عادي روتيني في إطار الترفيعات والتنقلات التي تحصل دائماً في المؤسسة العسكرية.”

 

وتابع المصدر الذي تحدث للقناة قائلا: “لا صحة أبدا لكل التكهنات والروايات المثيرة للضحك والتي تتناقلها بعض مواقع الانترنيت” على حد تعبيره.

 

وكانت مواقع إخبارية أفادت في وقت سابق بأن الرئيس السوري بشار الأسد عزل شقيقه ماهر من قيادة اللواء 42 في الفرقة الرابعة ونقله إلى هيئة الأركان العامة، ما فسره البعض على أنه عزل له من القيادة الميدانية لعمل الفرقة التي تعتبر واحدة من الأعمدة الأساسية للنظام.

 

يذكر أنها ليست الشائعة الأولى التي تطال ماهر الأسد المعروف بابتعاده عن الأضواء، فقد سبق أن قيل إنه أحد الشخصيات التي يمكن أن تخلف الرئيس السوري، كما قيل أكثر من مرة أنه تعرض لإصابات قاتلة.

 

تجمع شخصيات مؤيدة للنظام يندد بـ”المؤامرة الكونية” على سوريا والأسد يعتبر أحداث المنطقة “حربأ فكرية

دمشق، سوريا (CNN) — قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن الغرب يريد أن تخسر شعوب المنطقة الهوية “العربية والإسلامية” مضيفا أن هناك ما وصفها بـ”مفاهيم مغلوطة” يتم الترويج لها، معتبرا أن المنطقة تتعرض لما اعتبرها “حربا فكرية” في تصريح له أمام وفد يزور بلاده التي شهدت مقتل مئات الآلاف في مواجهات مسلحة بدأت مع قمع قواته لمظاهرات معارضة.

 

وقال الأسد، الذي كان يتحدث أمام أعضاء ما يسمى “الأمانة العامة للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة” والذي يعقد ملتقاه في دمشق تحت عنوان “الأمة بمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوتكفيري” إن الساحة العربية والإسلامية، “واحدة” والإرهاب الذي يضرب في كل مكان هو واحد.

 

وأضاف الأسد أن ذلك الأمر يتطلب “توحيد كل الجهود المخلصة والصادقة لمكافحته، ووقف تفشي هذه الظاهرة الخطيرة على شعوب المنطقة والعالم.” على حد قوله.

 

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن الأسد قوله: “ما يريده الغرب هو أن نخسر هويتنا العربية والإسلامية” داعيا إلى “زيادة الوعي وتحصين الشارع العربي وخصوصاً ضد المصطلحات والمفاهيم المغلوطة التي يتم الترويج لها” معتبرا أن الحرب التي قال إن المنطقة تتعرض لها “حرب فكرية بالدرجة الأولى” وفق زعمه

 

وخلال ملتقاهم الذي عقدوه الثلاثاء، أكد المشاركون في “التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة” على تعزيز ما وصفوها بـ”ثقافة المقاومة بوصفها الخيار الأمثل والوحيد لإجهاض المؤامرة والحرب الكونية على سوريا والأمة العربية والإسلامية وعلى قواها المقاومة” وفق قولهم.

 

دي ميستورا يعقد اجتماعين مع أطراف النزاع السوري ويُلوّح بـ”قرار أممي مُلزم

روما (21 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

بدأ المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا بعد ظهر اليوم اجتماعاً مع وفد النظام السوري هدفه التحاور مع الوفد حول الأسئلة التي قدّمها، ومن المفترض تسلمه الاجوبة عليها في الجولة الثانية من المفاوضات التي من المتوقع انعقادها اعتباراً من الخامس من الشهر المقبل. وسيجري الساعة الخامسة من مساء اليوم اجتماعاً آخر مع وفد المعارضة السورية لنفس الغرض.

 

ووفق مصادر متابعة للمفاوضات ولعمل المبعوث الأممي، فإن الأخير سيشدد على ضرورة العودة للجولة الثانية من المفاوضات بإجابات محددة وواضحة حول الأسئلة المقدمة للوفدين والمتعلقة بالمرحلة الانتقالية والسند الدستوري وأفضل الأساليب للانتقال السياسي وتشكيل الهيئة الانتقالية. وأكدت تلك المصادر على أن المبعوث الأممي متسلّح بدعم أمريكي ـ روسي كبير بنقل الملف لمجلس الأمن لاتخاذ إجراءات أكثر قوة بحق الطرف الذي يتنصل من عملية الانتقال السياسي.

 

ومن المقرر أن يعقد المبعوث الأممي اجتماعين كل يوم خلال الأيام الثلاثة المقبلة، واحد مع وفد المعارضة وآخر مع وفد النظام، تليها فترة راحة لمدة تتراوح بين سبعة وعشرة أيام قبل أن تبدأ الجولة الثانية التي ستستمر أيضاً لنحو أسبوعين، والتي من المُفترض أن تكون مهمة وفاصلة.

 

وقالت المصادر إن دي مستورا أوضح بشكل مباشر لكلا الطرفين المتفاوضين أن أي عرقلة أو تسويف لعملية التفاوض ستواجه بنقل الملف لمجلس الأمن ليتخذ قرارات مُلزمة لكل الأطراف، وشدد على ضرورة وأهمية أن يتجاوب المتفاوضون مع مسار مؤتمر جنيف الثالث.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى