صفحات سورية

حكومة انتقالية سورية لمن؟


احمد صلال

موزاييك المعارضة السورية يثبت يوماً بعد يوم، عدم قدرته على أن يكون حاملاً سياسياً للثورة السورية ويترجم النصر الثوري للثوار بنصر سياسي يجسد واقع هذه اللحظة التاريخية والمفصلية في التاريخ السوري الحديث.

حيث بادر المعارض هيثم المالح الى عقد مؤتمر في العاصمة المصرية القاهرة، تحت عنوان ‘أمناء الثورة’ أعلن في مؤتمره الصحافي عن تشكيل حكومة إنتقالية برئاسته كنتاج للمؤتمر.

ويأتي هذا الفصل ضمن سيناريو من المماحكات السياسية التي درجت عليها المعارضة السورية منذ بدء الثورة، وضربة إستباقية على المجلس الوطني السوري، الذي بحث في إجتماع أمانته العامة بالدوحة القطرية في وقت سابق إمكانية تشكيل حكومة إنتقالية.

والمستغرب في مؤتمر المالح غياب تام لصوت الداخل الثائرأو شخصيات كاريزمية من المنحى الوطني أوالسياسي أو الثقافي…إلخ والتي منوط فيها تكليف من يمثلها كون الشعب الثائر هو صاحب الشرعية الثورية ومن يخرج عن هذه الشرعية لاشرعية له، وحضور لوجوه أبعد ماتكون عن الحراك الثوري وطغى عليها البعد الردايكالي من حيث كونها تدعي تمثيلا عشائريا والتي هي إحدى الوجوه المتخلفة التي قامت الثورة من أجل القضاء عليها، وحضور إسلامي متمثل بشخصيات قريبة من الإخوان مضمونياً بعيدة عنها شكلانياً مكرسة نهج قديم جديد عبر كونها حاضرة في كل أطياف المعارضة السورية لتكون صاحبة الكلمة الفصل، وتنادى المؤتمرون الى عقد إجتماع لكتلة العشائر بعد هذا الإجتماع فوراً لتعلن تأييدها لهذه المبادرة في إنتهاك واضح وصريح من هذه الأخيرة لشرعية المجلس الوطني السوري التي تعتبر إحدى مكوناته ويجب أن تكون تحت مرجعيته السياسية.

ما يؤخذ على هذا المؤتمر كونه إستعراضا جديدا من الإستعراضات الإعلامية التي تتناوب عليها كتل وشخصيات وفصائل سياسية ‘منذ بدء الثورة، ولم تقدم للثورة والثوار سوى مزيدا من وضع العصي في الدواليب أمام دوران عجلة المشروع السياسي الذي يعول عليه الداخل من أجل إستكمال الثورة وصرف الأموال الطائلة التي من المفترض أن تكون موجهة للداخل عبر جهود الإغاثة كون أغلب المدن والبلدات والقرى والأحياء السورية أعلنت كمناطق منكوبة إنسانياً ومعاشياً، والدعم المادي والوجستي للجيش الحر الذي يخوض معركة مصيرية ضد كتائب الاسد في مدينة حلب، وبعثرة للجهود السياسية التي من المفترض ان تكون موجهة نحو هدف أساسي يتمثل في إسقاط النظام أولاً ثم التكالب السياسي من أجل وراثته سياسياً، والحياد عن هذا الجوهر نحو هوامش تصرف سياسي يصنف ضمن مراهقات سياسية غير واعية ولامسؤولة تجاه شعب أعزل يذبح عاجزة من تدعي أنها معارضته وصوته السياسي أن تقدم له شيئاً يذكر، بل على العكس تماماً تقدم خدمات جليلة للنظام عبر تعزيز الشرخ السياسي بينها يوماً بعد يوم.

ويستحضرني في نهاية هذا الإستعراض السردي لفصل من مماحكات المعارضة السورية عبارة للكاتب ياسين الحاج صالح حيث يقول فيما معناه: ‘ليس لدينا سياسيين محترمين’وهنا يكمن جوهر القضية في إشكالية المعارضة السورية.

‘ كاتب صحافي من سورية

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى