أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 25 تشرين الثاني 2013

مفاوضات سرّية أميركية – إيرانية مهّدت للاتفاق النووي

واشنطن – جويس كرم ؛ باريس – رندة تقي الدين ؛ طهران – محمد صالح صدقيان

دافعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، عن اتفاق مرحلي أبرمته الدول الست المعنية بالملف النووي لإيران، مع طهران التي اعتبرته «بداية النهاية» لملفها، متحدثة عن «تصدّع هيكلية العقوبات» الدولية عليها. وواجه أوباما معارضة داخلية للاتفاق، تمثّلت في إصرار نوابٍ جمهوريين على تشديد العقوبات على إيران التي حذرت من أن خطوة مشابهة ستنسف الاتفاق، فيما أبدت إسرائيل غضباً شديداً، متحدثة عن «أضخم انتصار ديبلوماسي لإيران».

وشكّل التوصل إلى الاتفاق أولوية بالنسبة إلى أوباما، منذ تسلّمه منصبه عام 2009، لاحتواء التهديد النووي لطهران وتفادي الخيار العسكري ضدها. وعزا مراقبون إبرام الاتفاق إلى «مفاوضات سرية» بين واشنطن وطهران منذ آذار (مارس) الماضي، كما أفادت وكالة «أسوشييتد برس»، وأشار آخرون إلى حضور ملف الأزمة السورية في جنيف، على هامش المحادثات النووية، وتمثّل في وجود المبعوث العربي – الدولي الأخضر الإبراهيمي في العاصمة السويسرية، إلى جانب تأكيد مصادر إيرانية أن البحث عن «تسوية سورية» كان حاضراً خلال المناقشات النووية.

وكان ملفتاً «ترحيب» المعارضة الايرانية في الخارج (مجاهدين خلق) بالاتفاق، على رغم المواقف المتشددة التي تتخذها عادة ضد طهران، إذ اعتبرت الاتفاق «تراجعاً» بالنسبة إلى إيران «في صنع قنبلة نووية».

وبعد أربعة أيام على مفاوضات شاقة في جنيف بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، انضم إليها وزراء خارجية تلك البلدان، أُبرم اتفاق تمهيدي مدته ستة اشهر، ينصّ على كبح طهران برنامجها النووي، بما في ذلك وقفها تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق 5 في المئة، في مقابل التزام الدول الست تخفيف عقوبات اقتصادية مفروضة عليها، في شكل «محدود وموقت ومحدد الأهداف ويمكن إلغاؤه» وتصل قيمته إلى نحو 7 بلايين دولار، فيما تُبقي غالبية العقوبات على قطاعات النفط والمال والمصارف.

واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الاتفاق «سيدخلنا مرحلة جديدة». وأضاف أن «العالم اعترف ببرنامج إيران في تخصيب اليورانيوم»، محذراً من الاتفاق «سيُلغى، إذا شدد الكونغرس الأميركي عقوباته على إيران».

ورأى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أن الاتفاق «يمكن أن يشكّل أساساً لتدابير ذكية مقبلة»، فيما أكد الرئيس حسن روحاني أن «حق إيران في التخصيب مذكور بوضوح في نص» الاتفاق، متحدثاً عن «تصدّع هيكلية العقوبات» الغربية. أما رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي فاعتبر أن الاتفاق «بداية لإنهاء الملف النووي»، مؤكداً أنه «لا يقيّد النشاطات النووية الإيرانية بتاتاً». وزاد: «التخصيب حقّ لإيران، سواء بنسبة 5 أو 100 في المئة».

لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري رأى أن الاتفاق «لا ينص على حق إيران في تخصيب اليورانيوم، مهما ورد في تعليقات». وسعى إلى طمأنة إسرائيل الغاضبة من الاتفاق، معتبراً أنها ستكون «على مدى الأشهر الستة المقبلة، أكثر أمناً مما كانت، إذ لدينا الآن آلية سنوسّع بموجبها مساحة الوقت التي يمكنهم (الإيرانيون) فيها التقدّم (لصنع قنبلة ذرية)». ولفت إلى «تخفيف محدود جداً للعقوبات، وهيكلها الأساسي سيبقى قائماً».

لكن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي مايكل روجرز اعتبر الاتفاق «خطراً ومكافأة لإيران»، فيما أعلن العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ مارك كيرك أنه «سيواصل العمل» مع زملائه لـ «وضع تشريع يفرض عقوبات اقتصادية جديدة، إذا أخلّت إيران باحترام هذا الاتفاق المرحلي، أو لم يكن تفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية جارياً في نهاية الأشهر الستة». وذكر السناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن «الكونغرس سيصوّت على عقوبات جديدة، لكنها ستتأخر ستة اشهر».

وأبلغت مصادر أميركية «الحياة» أن «المرحلة الأكثر صعوبة تبدأ الآن نحو اتفاق شامل خلال ستة أشهر» قد تشمل تداعياته ملفات إقليمية أبرزها سورية، خصوصاً مع استعداد المفاوضين الأميركيين للقاء الإبراهيمي اليوم في جنيف حيث أفادت معلومات لـ «الحياة» بوجود المسؤول الأميركي عن الملف السوري روبرت فورد. وأضافت المصادر أن «المرحلة المقبلة نحو اتفاق نهائي، كثيرة التعقيد وأكثر صعوبة بالنسبة إلى إدارة أوباما» التي ستحاول تدوير زوايا كثيرة وطمأنة حلفائها إزاء أي صفقة شاملة مع طهران. وفي هذا الإطار، بثت شبكة «سي بي أس» أن كيري سيتوجه إلى إسرائيل الأسبوع المقبل.

وبعد مبادرات ديبلوماسية إزاء طهران بدأها أوباما منذ تسلّمه منصبه عام 2009، بما في ذلك برسائل خطية إلى خامنئي، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بمفاوضات «سرية» بين البلدين، قادها وكيل وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز مع وفد إيراني في سلطنة عُمان، منذ آذار الماضي، تُوِّجت باتفاق جنيف.

لكن وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) نقلت عن «مصدر مطلع» في الخارجية الإيرانية نفيه تقرير «أسوشييتد برس»، متحدثاً عن «فبركات إعلامية خاطئة وغامضة».

وتسعى إدارة أوباما إلى توسيع الفريق المكلف الملف الإيراني، إذ أكدت مصادر موثوقة لـ «الحياة» قرب تعيين بونيت تالوار، المستشار في البيت الأبيض الذي شارك في المفاوضات السرية، مسؤولاً لمكافحة الانتشار النووي في الخارجية الأميركية، وديفيد ماكوفسكي القريب من إسرائيل، في فريق عملية السلام الذي يقوده مارتن أنديك. كما كشفت المصادر عن سعي البيت الأبيض إلى تعيين الخبير في «مجموعة الأزمات الدولية» روبرت مالي، مستشاراً لملفي إيران وسورية في البيت الأبيض، وهو كان قاد قناة غير رسمية سابقاً للحوار مع سورية و»حماس».

وأشار وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى أن «إيران قدّمت كثيراً من التنازلات والالتزامات»، لافتاً إلى أن عبارة تؤكد طهران أنها تعترف بحق في التخصيب، «ليست في وثيقة» الاتفاق.

ورحبت بالاتفاق سورية ودولة الإمارات العربية والبحرين وروسيا وفرنسا والعراق، فيما نسبت وكالة «رويترز» إلى عبد الله العسكر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي، قوله: «أخشى أن تتخلى إيران عن شيء (في برنامجها النووي) لتنال شيئاً آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية».

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فاعتبر أن ما تحقّق في جنيف «ليس اتفاقاً تاريخياً، بل خطأً تاريخياً»، فيما تحدث وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن «أضخم انتصار ديبلوماسي لإيران».

«الجيش الحر» يستعيد المبادرة في ريفي دمشق وحلب

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

استعاد مقاتلو المعارضة السورية المبادرة في ريفي دمشق وحلب في شمال البلاد، واستولوا على قرى كانت قوات النظام والميليشيات الداعمة له سيطرت عليها في الأسابيع الماضية، في وقت قالت مصادر المعارضة لـ «الحياة» ان وفد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض حمل الى المبعوث الدولي – العربي الأخضر الابراهيمي والجانبين الأميركي والروسي في العاصمة السويسرية اقتراحاً بتأجيل موعد مؤتمر «جنيف 2» الى بداية شباط (فبراير) المقبل.

وشن مقاتلو المعارضة هجوماً مفاجئاً في الغوطة الشرقية وريف حلب، حيث استعادوا السيطرة على عدد من القرى، وباتوا على وشك فتح خطوط امداد اساسية في شمال البلاد وجنوبها. وأدت المواجهات منذ الجمعة الى مقتل 160 شخصاً في ريف دمشق. وقال «الائتلاف» في بيان، ان مقاتلي «الجيش الحر» سيطروا على ست بلدات قرب مطار دمشق الدولي «تشكل خط إمداد مهماً للغوطة الشرقية، تمهيداً لرفع الحصار المطبق عنها»، مشيراً الى أن هذه «الانتصارات هي أولى نتائج التنسيق في التخطيط والتنفيذ للعمليات العسكرية المشتركة».

وكان قادة «الجبهة الإسلامية»، التي تشكلت من اكبر الفصائل الإسلامية المقاتلة، عقدوا اجتماعاً أول من أمس مع قيادة «الجيش الحر» والحكومة الموقتة برئاسة احمد طعمة لتنسيق المواقف الميدانية والتعاون العسكري. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس ان الطائرات الحربية شنت غارات على مناطق في الغوطة الشرقية وغارتين على مناطق في مدينة النبك القريبة من دير عطية التي كانت المعارضة سيطرت عليها بعد اقتحام قوات النظام الأسبوع الماضي مدينة قارة في القلمون قرب حدود لبنان.

وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن «الثوار باتوا على بعد 200 متر من مبنى المواصلات الجديد في منطقة النقارين في حلب، بعد اقتحام كتل كبيرة في محيط المبنى الذي كانت تتحصن فيها قوات النظام، حيث استطاع الثوار تحرير 13 قرية مع ورود أنباء عن استعادتهم السيطرة على قرية عسان»، الأمر الذي أدى إلى «منع وصول الإمدادات إلى معركة منطقة النقارين» الاستراتيجية لقربها من «اللواء 80» ومطاري حلب الدولي والنيرب العسكري في شرق حلب.

وقال «المرصد» ان مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام وحركة أحرار الشام وكتائب مقاتلة سيطروا على قرى في ريف حلب على طريق حلب – خناصر – المسلمية (في حماة وسط البلاد) عقب اشتباكات مع القوات النظامية حيث تدور عمليات كر وفر في محاولات من الكتائب المقاتلة الاستمرار في قطع الطريق الاستراتيجي الذي يعتبر شريان الحياة بالنسبة للمناطق التي تسيطر عليها القوات النظامية» التي سيطرت على هذه الطريق في الشهر الماضي لفتح خطوط الإمداد بين شمال البلاد ووسطها.

سياسياً، أوضحت مصادر المعارضة ان «اجتماعاً مصغراً» عُقد في اسطنبول مساء أول من أمس، ضم نائب رئيس «الائتلاف» فاروق طيفور ورئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا وعضوي القيادة سمير نشار وعبد الأحد اسطيفو تقرر فيه تكليف الأمين العام لـ «الائتلاف» بدر جاموس بترؤس وفد للسفر الى جنيف وعقد لقاءات مع الإبراهيمي والجانبين الأميركي والروسي عشية لقائهم اليوم في جنيف لتحديد موعد المؤتمر الدولي، ثم جرى تشكيل وفد ضم جاموس وأسطيفو ورئيس «المجلس الوطني الكردي» عبدالحكيم بشار والقيادي نذير الحكيم كي يجري «محادثات تمهيدية» مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لـ «الاطلاع على حقيقة الموقف الروسي» بعد الدعوة التي وجهها وزير الخارجية سيرغي لافروف لرئيس «الائتلاف» احمد الجربا لزيارة موسكو، اضافة الى لقاءات الوفد مع الإبراهيمي ومسؤولين اميركيين.

وتابعت المصادر ان الموقف الذي حمله وفد «الائتلاف» الى جنيف تضمن اقتراحاً بتأجيل موعد «جنيف 2» الى بداية شباط بدل منتصف الشهر المقبل او منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل، لأن «المعارضة في حاجة الى ترتيب أوراقها والتنسيق مع الكتائب المسلحة، اضافة الى ضرورة التوصل الى اتفاق اطار حول فهم «جنيف1» الذي تضمن تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة». وأشارت الى ان موقف «الائتلاف» تضمن «المطالبة بالضغط على النظام السوري لتنفيذ خطوات بناء الثقة برفع الحصار عن المناطق المحاصرة والسماح بمرور المساعدات الإنسانية».

وقالت مصادر اخرى في المعارضة ان «الائتلاف» يريد تأجيل انعقاد «جنيف 2» الى حين حصول «تفاهمات أميركية – روسية وضمانات بتنفيذ «جنيف1».

وافادت مصادر ديبلوماسية في نيويورك ان الديبلوماسيين الاميركيين والروس والتابعين للامم المتحدة الذين سيجتمعون اليوم في جنيف يتجهون الى تحديد كانون الثاني (يناير) موعدا لمؤتمر «جنيف 2». ومن المتوقع ان يعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي موعد هذا المؤتمر في ختام اجتماع اليوم.

وقال ديبلوماسي في الامم المتحدة لوكالة «فرانس برس» المسؤولين الاميركين والروس ذللوا الكثير من العقبات، وان المؤتمر «لن يعقد في كانون الاول (ديسمبر)، بل في كانون الثاني» المقبل.

وفي لندن، اعلن «مركز اوكسفورد ريسرتش غروب» البريطاني ان اكثر من 11 ألف طفل قُتلوا في النزاع السوري، بينهم 128 بأسلحة كيماوية و389 برصاص قناصة، علماً ان نحو 120 ألف شخص قتلوا منذ بداية الثورة في 2011.

الأمم المتحدة: مؤتمر “جنيف 2” في 22 يناير

نيويورك – يو بي آي

أعلنت الأمم المتحدة أن مؤتمر “جنيف 2” حول سورية سيعقد في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل.

وقال ناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الأخير “يعلن الأربعاء 22 كانون الثاني (يناير) المقبل موعداً لعقده مؤتمر جنيف حول سورية”.

وأوضح الناطق أنه “سيكون أمر لا يغتفر عدم انتهاز هذه الفرصة لوضع حد للمعاناة في سورية”.

اتفاق «نووي» تمهيدي بين إيران والدول الست وخامنئي يرى فيه «أساساً لتدابير ذكية مقبلة»

باريس – رندة تقي الدين

جنيف، طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – أبرمت إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، اتفاقاً تمهيدياً مدته ستة اشهر، يتيح كبح البرنامج الذري لطهران، في مقابل تخفيفٍ محدود وتدريجي لعقوبات اقتصادية مفروضة عليها.

ووَرَدَ في نص وزّعه البيت الأبيض لنقاط الاتفاق المبرم بعد مفاوضات دامت أربعة أيام في جنيف، أن إيران قبِلت وقف كل نشاطات تخصيب اليورانيوم «بنسب تفوق 5 في المئة، وتفكيك العملية التقنية اللازمة للتخصيب بتلك النسبة»، والامتناع عن زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة. وأضاف أنها تعهدت التخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، والامتناع عن صنع أجهزة طرد مركزي جديدة للتخصيب وتعطيل نحو نصف أجهزة الطرد في منشأة ناتانز وثلاثة أرباع تلك الأجهزة في منشأة فردو.

وأضاف النص أن طهران ستمتنع عن تشييد أي منشآت إضافية للتخصيب، ملتزمة وقف العمل في منشأة آراك التي يمكن أن تنتج البلوتونيوم، وتأمين معلومات تصميمها، ما سيتيح معلومات تفصيلية حساسة عنها، إضافة إلى إتاحة مزيد من الفرص للمفتشين لدخولها.

وأشار النص إلى سماح إيران لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول في شكل يومي إلى مواقعها، بينها ناتانز وفردو، والاطلاع على منشآت تجميع أجهزة الطرد المركزي ودخول مناجم اليورانيوم ومحطات تجهيزه.

في المقابل، توافق الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) على تخفيف العقوبات في شكل «محدود وموقت ومحدد الأهداف ويمكن إلغاؤه» وتصل قيمته إلى نحو 7 بلايين دولار، فيما تُبقي غالبية العقوبات التجارية والمالية الأميركية وكل العقوبات المفروضة بموجب قرارات مجلس الأمن، بما في ذلك العقوبات على قطاعات النفط والمال والمصارف.

وتلتزم الدول الست الامتناع عن تشديد العقوبات خلال فترة الأشهر الستة، إذا احترمت طهران تعهداتها، كما تجمّد «بعض العقوبات على الذهب والمعادن الثمينة وقطاع السيارات والصادرات البتروكيماوية الإيرانية»، بما يتيح لطهران إيرادات بنحو 1.5 بليون دولار.

ويفيد النص بإتاحة بقاء مشتريات النفط الإيراني عند مستوياتها الحالية المنخفضة، والتي تقل بنسبة 60 في المئة عما كانت عليه قبل سنتين، والسماح بتحويل مبلغ مقداره نحو 4.2 بليون دولار من مبيعات النفط الخاضع لعقوبات، إذا أوفت إيران بالتزاماتها.

ويشير النص إلى أن المرحلة الأولى التي تستمر ستة أشهر ستشهد تفاوض الدول الست مع إيران على «الأسس العامة لتسوية شاملة» تؤمّن «ثقة كافية بالطابع السلمي لبرنامجها» النووي، مضيفاً: «إذا عجزت إيران عن معالجة مخاوفنا، نحن مستعدون لزيادة العقوبات والضغوط» عليها.

وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن نص الاتفاق يفيد بـ «الاعتراف بحق تخصيب اليورانيوم والحفاظ على البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني في شكل كامل، والامتناع عن توسيع النشاطات في آراك وناتانز وفردو، مع متابعة التخصيب دون مستوى 5 في المئة واستمرار إنتاج مواد مخصبة في فردو وناتانز كما في السابق»، إضافة إلى إتاحة تفتيش المنشأتين يومياً لخبراء الوكالة الذرية التي أعلن مديرها العام يوكيا أمانو «استعدادها للقيام بدورها بالتأكد من تنفيذ التدابير ذات الصلة» بتطبيق الاتفاق.

ولفتت وسائل الإعلام الإيرانية إلى وقف التخصيب بنسبة 20 في المئة، «بسبب عدم الحاجة إليه»، مشددة على أن طهران لن تُخرِج أي مواد مخصبة من أراضيها. وأقرت بأن تصدير النفط الإيراني «سيبقى على مستواه الحالي».

آشتون وظريف

وتلت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتـــــون، محاطة بوزراء خارجية الدول الست ونظيرها الإيراني محمد جواد ظريف، بياناً مشتركاً يعلن التوصل إلى «اتفاق حول خطة عمل»، مضيفة: «سعينا إلى الرد على مخاوف المجتمع الدولي والتحرّك في شكل يحترم الحكومة والشعب الإيرانيَّين».

واعتبر ظريف أن الاتفاق «خطوة أولى»، مستدركاً أنه «سيدخلنا مرحلة جديدة، والحاقدون بلغوا طريقاً مسدوداً»، مضيفاً أن «العالم اعترف ببرنامج إيران في تخصيب اليورانيوم، وستتابع منشأتا فردو وناتاتز نشاطهما كما سيستمر مفاعل الماء الثقيل في آراك في وضعه الراهن، وستبقى كل المواد المخصبة داخل البلاد». وزاد: «سيتم الاحتفاظ بمخزون (اليورانيوم المخصب) بنسبة 5 في المئة، وتحويل المخزون المخصب بنسبة 20 في المئة إلى وقود لمفاعل طهران، وفقاً لحاجاتنا وخططنا». وأشار إلى أن العقوبات ستتقلّص و «نتقدم نحو إلغائها».

مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي اعتبر الاتفاق «نجاحاً تحقّق بفضل الله ودعاء الشعب الإيراني ومساندته»، مشدداً في رسالة إلى الرئيس حسن روحاني، على وجوب «الممانعة والصمود أمام المطالب المبالغ فيها» للدول الأخرى. وأضاف: «ما حققه الوفد النووي الإيراني وسائر المسؤولين المعنيين، يمكن أن يشكّل أساساً لتدابير ذكية مقبلة».

وهنأ روحاني خامنئي بـ «إنجازات» الوفد الإيراني إلى جنيف، لافتاً إلى «تمسكه بكل المبادئ والخطوط الحمر للنظام». واعتبر أن «هيكلية العقوبات بدأت تتصدع»، مضيفاً: «لكل طرف تفسيره الخاص، لكن حق إيران في التخصيب مذكور بوضوح في النص. أقول للأمة: نشاطات التخصيب ستتواصل كما في السابق، في ناتانز وفردو وأصفهان وبندر عباس». وتحدث عن «فتح آفاق جديدة»، مشيراً إلى أن المحادثات في شأن «اتفاق شامل ستبدأ فوراً».

أميركا

لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري رأى أن الاتفاق «لا ينص على حق إيران في تخصيب اليورانيوم، مهما ورد من تعليقات»، لافتاً إلى أن طهران «وافقت على تجميد التخصيب بنسبة تزيد على 5 في المئة، وخفض أو تحويل مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة». واعتبر أن الاتفاق يشكّل «خطوة أولى… وسيجعل العالم اكثر أمناً، وإسرائيل وشركاءنا في المنطقة اكثر أمناً»، مضيفاً: «أملنا بأن يقود الاتفاق إلى علاقة جديدة لإيران مع الغرب وجيرانها». وشدد على إبقاء العقوبات الأساسية خلال الأشهر الستة، بما في ذلك النفط والمال.

واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الاتفاق «يقفل الطريق الأوضح» أمام طهران لصنع قنبلة نووية، محذراً من أن بلاده ستوقف تخفيف العقوبات و «تصعّد ضغطها» إذا لم تفِ إيران بالتزاماتها. وزاد: «للمرة الأولى خلال نحو عقد، أوقفنا تقدّم البرنامج النووي الإيراني، وستُلغى أجزاء أساسية منه». ونبّه الكونغرس إلى أن تشديده العقوبات «سيعطّل هذه الخطوة الأولى الواعدة، ويبعدنا عن حلفائنا».

«مفاوضات سرية»

وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن واشنطن وطهران أجرتا منذ آذار (مارس) الماضي، محادثات سرية في سلطنة عُمان ودول أخرى، مهّدت للاتفاق المبرم في جنيف.

وأشارت إلى خمس جلسات على الأقل، ضمّت من الجانب الأميركي وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية، وجايك ساليفان، أبرز مستشاري نائب الرئيس جوزف بايدن للشؤون الخارجية. ولم يُعرف ممثلو طهران.

ولفتت الوكالة إلى أن الولايات المتحدة أخفت هذه اللقاءات السرية عن اقرب حلفائها، بما في ذلك إسرائيل، ولم تبلغها بها سوى قبل شهرين. وأضافت أن أوباما أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على الأمر، خلال لقائهما في البيت الأبيض في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي.

وتحدث مسؤول أميركي بارز عن «محادثات ثنائية محدودة مع الإيرانيين»، مشدداً على أن «هدفها كان تعزيز المفاوضات ضمن الدول الست… التي قلنا دوماً إنها القناة الملائمة للمفاوضات مع إيران».

ردود فعل

نسبت وكالة «رويترز» إلى عبد الله العسكر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي، قوله: «أخشى أن تتخلى إيران عن شيء (في برنامجها النووي) لتنال شيئاً آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية. أشعر بقلق في شأن إتاحة مساحة أكبر لإيران، أو إطلاق يدها اكثر في المنطقة». واعتبر أن «الحكومة الإيرانية أثبتت أن لديها أجندة قبيحة في المنطقة حيث لن ينام أحد في هذا الصدد»، وزاد: «سكان المنطقة يعرفون السياسات إيران وطموحاتها، ويعلمون أنها ستتدخل في سياسة دول كثيرة في المنطقة».

وعلّق العسكر على إمكان امتلاك إيران سلاحاً نووياً قائلاً: «أعتقد بأن مصر وربما تركيا والسعودية وربما الإمارات، ستمضي قدماً وتحصل على التكنولوجيا ذاتها. هذا سيفتح الباب على مصراعيه للتسلّح» في المنطقة.

واعتبر «مصدر مسؤول» في وزارة الخارجية السورية أن اتفاق جنيف «تاريخي يضمن مصالح الشعب الإيراني الشقيق ويعترف بحقه في الاستخدام السلمي للطاقة النووية»، كما رأى فيه «دليلاً على أن الحلول السياسية لأزمات المنطقة هي الطريق الأنجع لضمان امنها واستقرارها، بعيداً من التدخل الخارجي والتهديد باستخدام القوة».

وأعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن أملها بأن يشكّل الاتفاق «خطوة نحو اتفاق دائم يحفظ استقرار المنطقة ويقيها التوتر وخطر الانتشار النووي»، فيما رأى فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «خطوة كبيرة على صعيد امن المنطقة واستقرارها واستبعاد بؤر التوتر فيها».

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الاتفاق «اختراق، لكنه خطوة أولى فقط على طريق طويلة وصعبة»، فيما رأى وزير الخارجية الصيني وانغ ويي انه «سيساهم في الحفاظ على نظام حظر انتشار الأسلحة النووية الدولي وسيصون السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند شدد على أن الاتفاق «يحترم المطالب التي وضعتها فرنسا في مجال مخزون اليورانيوم وتخصيبه وتجميد تشغيل منشآت جديدة والرقابة الدولية»، معتبراً أنه «يشكّل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح ومرحلة نحو وقف البرنامج العسكري النووي الإيراني وبالتالي تطبيع علاقاتنا مع إيران». وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «بداية اتفاق تاريخي».

إسرائيل

في المقابل، رأى نتانياهو أن ما تحقّق في جنيف «ليس اتفاقاً تاريخياً، بل خطأ تاريخي»، معتبراً أن «النظام الأخطر في العالم (إيران) قام بخطوة مهمة لامتلاك اكثر سلاح خطر في العالم». ونبّه إلى أن الدول الست «وافقت للمرة الأولى على تخصيب اليورانيوم في إيران، متجاهلة قرارات مجلس الأمن»، محذراً من أن «إسرائيل ليست ملتزمة هذا الاتفاق… ولديها حق وواجب بالدفاع عن نفسها أمام أي خطر». وزاد: «أؤكد باسم الحكومة أن إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير قدرة نووية عسكرية».

واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن الاتفاق «يشكّل أضخم انتصار ديبلوماسي لإيران التي نالت اعترافاً بحقها المشروع المزعوم في تخصيب اليورانيوم».

السعودية وإيران تشاركان على هامش المؤتمر؟

«جنيف» السوري إلى ك2

أشعل المسلحون الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه القوات السورية على المناطق التي يسيطرون عليها، وذلك قبل اجتماع بين المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مع المسؤولين الأميركيين والروس في جنيف اليوم، توقعت مصادر ديبلوماسية أن يعلن في ختامه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن مؤتمر «جنيف 2» السوري سيعقد في كانون الثاني المقبل.

وبعد ساعات من إعلان سبع من اكبر المجموعات الإسلامية المسلحة تشكيل «الجبهة الإسلامية» بهدف إسقاط النظام وبناء «الدولة الإسلامية الراشدة التي تكون السيادة فيها لله»، انفجر الوضع على جبهة الغوطة الشرقية. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «المعارك الدائرة في الغوطة الشرقية منذ الجمعة أدت إلى مقتل 160 شخصاً، هم 55 مقاتلا بينهم سبعة من قادة الألوية و41 جهادياً ينتمون إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة ومعظمهم من الأجانب، و36 جندياً و20 عنصــــراً تابعـــيـــن لميليشــــيات عراقية وثمانية من أعضاء الدفاع الوطني». (تفاصيل صفحة 14)

ومن المقرر أن يلتقي في جنيف اليوم الإبراهيمي ونائبا وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان.

وقالت مصادر ديبلوماسية في نيويورك، أمس، إن المجتمعين يتجهون إلى تحديد كانون الثاني موعداً لعقد «جنيف 2». وتوقعوا أن يعلن بان كي مون موعد هذا المؤتمر في ختام الاجتماع.

وقال ديبلوماسي لدى الأمم المتحدة، لوكالة «فرانس برس»، إن الديبلوماسيين ذللوا الكثير من العقبات وإن المؤتمر «لن يعقد في كانون الأول بل في كانون الثاني»، وهو ما أكده ديبلوماسي آخر بقوله إن «الاجتماع قد يؤجل إلى كانون الثاني».

من جهته، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن «الهدف من اجتماع الاثنين هو إجراء تحليل للوضع، وبعدها سيكون بإمكاننا الكلام عن تنظيم» المؤتمر.

ويرفض «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أن يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور خلال المرحلة الانتقالية، في حين يرفض النظام هذا الأمر تماماً. وقال ديبلوماسي في الأمم المتحدة إن «مسألة معرفة ما إذا كان الأسد سيرسل وفداً مخولا اتخاذ قرارات لا تزال غير معروفة».

كما أن هناك خلافاً حول مشاركة إيران في المؤتمر. وقال مسؤول غربي رفيع المستوى «قد تحصل تسوية حول هذه النقطة تشارك بموجبها إيران والسعودية في اجتماعات على هامش المؤتمر من دون أن تشاركا في المحادثات ذاتها».

واستبق الإبراهيمي الاجتماع الثلاثي بعقد اجتماعات مع معارضين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لكنه لم يجتمع مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري كما كان متوقعاً.

واعتبر لافروف، عقب التوقيع على الاتفاق بين مجموعة «5+1» وطهران حول برنامج إيران النووي، أن «لهذا الاتفاق إيجابيات متعددة»، موضحاً أن «الاتفاق قد يكون مفيداً أيضاً بالنسبة للتحضيرات لعقد مؤتمر جنيف 2 بشأن سوريا»، لكنه استدرك انه «يقصد احتمال انضمام إيران، وبالعمل البناء، إلى الجهات العاملة على عقد هذا المؤتمر الهادف إلى إيجاد حل سلمي للأزمة السورية».

وقالت المتحدثة باسم المبعوث الدولي خولة مطر إن الإبراهيمي وظريف بحثا، في جنيف أمس الأول، مسألة عقد المؤتمر الدولي «بصفة عامة، وليس مشاركة إيران على وجه التحديد».

وأعلن ظريف أن «محادثاته مع المبعوث الدولي في جنيف تركزت على الموضوع الإنساني»، موضحاً أنه «لم يتم حسم قائمة الدول التي ستشارك في جنيف 2». («نوفوستي»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

الرياض تتراجع عن موقفها الايجابي تجاه مؤتمر جنيف 2 بعد تبدل الموقف الروسي

لندن ـ ‘القدس العربي’: يشير النفي السعودي بان المملكة ‘اظهرت استعدادا للمساعدة على عقد مؤتمر جنيف-2 الخاص بالازمه السورية، الى ان الرياض تراجعت عن موقف ‘ايجابي’ من مسالة عقد المؤتمر ابدته اثر المكالمة الهاتفية التي بادر الرئيس الروسي باجرائها مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل اسبوعين.

ونشرت وكالة الأنباء السعودية تصريحا لمسؤول سعودي مسؤول قال فيه ‘بالإشارة إلى ما نشرته وكالة أنباء (نوفوستي) الروسية بتاريخ 21 تشرين الثاني (نوفمبر) للتصريح المنسوب لمساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف حول المكالمة الهاتفية التي جرت بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الروسي، التي زعم فيها استعداد المملكة للمساعدة على عقد مؤتمر (جنيف 2).. إلى آخر ما جاء في خبر الوكالة، فإن ما جاء بالتصريح لا أساس له من الصحة جملة وتفصيلا، وإن المملكة العربية السعودية مستمرة في موقفها الثابت من الأزمة السورية’.

ولم يذكر المصدر المسؤول ماهو الموقف السعودي الثابت من الازمة السورية ومن عقد مؤتمر جنيف، وان كان معروفا ان الرياض كانت تعارض عقد مؤتمر جنيف 2 وفق الاتفاق الامريكي الروسي، وبدون الحصول على ضمانات بان المؤتمر يهدف الى انهاء حكم نظام الرئيس السوري بشار الاسد .

ولكن العاصمه السعوديه ابدت، وبدون اعلان، ‘موقفا ايجابيا’، من مساع روسية للتحضير لمؤتمر جنيف-2، بعد مكالمة الرئيس الروسي للعاهل السعودي، والتي حضرها رئيس الاستخبارات السعودية الامير بندر بن سلطان، وتمثل ذلك باقناع الائتلاف السوري المعارض باعلان الموافقة على المشاركة بمؤتمر جنيف ‘وضع شروطا لها’ كما اقنعت الائتلاف بان يرسل وفدا الى موسكو للقاء الرئيس بوتين والمسؤولين الروس، وبعد المكالمة التي اجراها الرئيس الروسي بالرئيس السوري قبل 10 ايام ارتاحت الرياض .

وابدى الامير بندر بن سلطان رغبة بزيارة موسكو، وكل ذلك كان يجري وفق التفاهم الذي جرى بمكالمة بوتين للملك والتي اكد فيها ان موسكو تقوم بمبادرة لحل المعضلات التي تعترض عقد جنيف-2 ومن الضروري ان تجري لقاءات للسعودية وللائتلاف السوري المعارض مع القياده الروسية للتجاوب مع مطالبهم .

ولكن شعرت الرياض ان الموقف الايجابي الذي ابداه الرئيس الروسي بمكالمتة للملك قد تبدل بعد زيارة وفد النظام السوري (الذي ضم نائب وزير الخارجية فيصل المقداد والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان) قبل اسبوع فبعد هذه الزياره صرح نائب وزير الخارجية الروسي ان ‘الأولوية في حل الازمة السورية يجب ان تعطى لإحلال الامن’، وهذا يتماشى ويؤيد وجهة نظر النظام، بالاضافة الى ذلك، ووفق ما قال قيادي في المعارضة السورية، فان موسكو ابلغت المعارضة عقب زيارة وفد النظام، ان وفد المعارضة الذي كان يزمع ان يزور موسكو برئاسة رئيس الائتلاف احمد الجربا لن يلتقي مع الرئيس بوتين بل مع وزير الخارجية ومسؤولين امنيين، وهذا كان تراجع عن المقترح الروسي للعاهل السعودي، لذلك لوحظ ان المعارضة صرحت بان وفدها لن يكون برئاسة رئيسها احمد الجربا، وبعد ذلك صرحت بان الائتلاف لم يتلق دعوه رسمية من موسكو لزيارتها .

وكانت هذه رسائل لموسكو للتحرك للرد ايجابيا على هذه التصريحات، ولكن لم تحرك ساكنا بل واعلنت على لسان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف ‘ان المملكة اعربت عن استعدادها للمساعدة في عقد مؤتمر جنيف-2، وهذا مما اغضب الرياض وجعلها تغير الموقف الايجابي الذي قامت به لمساعدة الجهود الروسية للتحضير للمؤتمر، وتصدر بيانها والذي يعيد الرياض الى موقفها الاول وهو انها غير معنية بعقد مؤتمر جنيف-2، وبالتالي لابد وان يلغي الامير بندر بن سلطان نيته زيارة العاصمة الروسية.

الأمم المتحدة تحدد موعد انعقاد المؤتمر حول سوريا في 22 يناير

نيويورك- (ا ف ب): أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين ان ممثلي الحكومة السورية والمعارضة سيجتمعون للمرة الاولى في جنيف في 22 كانون الثاني/ يناير بعد مرور 32 شهرا على النزاع.

ولدى اعلانه عن موعد هذا المؤتمر التاريخي حول سوريا قال الامين العام للامم المتحدة انه “مهمة تبعث على الامل”.

لكنه ذكر الطرفين بان هدف الاجتماع هو تطبيق الخطة لحل النزاع سياسيا التي اعتمدت في حزيران/ يونيو 2012 من قبل القوى الكبرى.

وقال الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي ان “الامين العام ينتظر من المندوبين السوريين ان يحضروا الى جنيف وهم مدركون ان هذه الخطة هي الهدف ومع نية جدية بوقف الحرب التي اسفرت عن مقتل اكثر من مئة الف شخص وشردت حوالى تسعة ملايين شخص من منازلهم وتسببت بعدد لا يحصى من المفقودين والمعتقلين واثارت الاضطراب في المنطقة وفرضت عبئا غير مقبول على الدول المجاورة لسوريا”.

واضاف الناطق نقلا عن الامين العام للامم المتحدة ان “النزاع مستمر منذ فترة طويلة. وسيكون امرا لا يغتفر عدم اقتناص هذه الفرصة لوقف المعاناة والدمار اللذين سببهما”.

مقتل 20 عنصرا من حزب الله في المعارك الدائرة بسوريا

جنوب لبنان- الأناضول: أفادت مصادر موثوقة في جنوبي لبنان أن 20 عنصرا من “حزب الله” قتلوا في المعارك الدائرة في سوريا خلال اليومين الماضيين.

وقالت مصادر مقربة من عائلات القتلى إن “20 من أبناء مناطق الجنوب وبالتحديد النبطية، صيدا، وبنت جبيل، قضوا خلال اليومين الماضيين في المعارك المحتدمة في سوريا”، لافتة الى أن “بعض الجثث وجدت مقطوعة الرأس وأن عددا كبيرا منها لا يزال بقبضة المعارضة”.

وينتمي القتلى، بحسب المصادر، إلى عائلات عزالدين، هزيم، اسكندر، كالوت والحاج علي.

ويسود جو من الترقب والحذر وحالة من الحزن المناطق الجنوبية بعد شيوع الخبر.

جاء ذلك فيما أكّد المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل عدد من عناصر الحزب في معارك ريف حلب (شمال سوريا) والغوطة الشرقية لدمشق.

وأوضح رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان (الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية مستقلة، تتخذ من لندن مقراً لها) أن “عددا من مقاتلي حزب الله سقطوا في اليومين الماضيين في المعارك الدائرة في ريف حلب والغوطة الشرقية”، مؤكدا عدم وجود عناصر للحزب في منطقة القلمون (غرب) حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة.

وقال عبد الرحمن في اتصال هاتفي من مقره في بريطانيا مع وكالة الأناضول: “معلوماتنا تفيد أيضا عن سقوط عدد من قتلى لواء (أبو فضل العباس) من عراقيين وإيرانيين في معارك القلمون المحتدمة في النبك ودير عطية منذ يوم الأربعاء الماضي”.

وبالتزامن، أوردت صفحة (صقور الضاحية) التي تبث أخبار حزب الله على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) قبل ساعات، أن “عدد شهداء حزب الله في الغوطة الشرقية قد بلغ 4 أحدهم من آل هزيم قضى ذبحاً فيما قارب عدد قتلى المسلحين الـ 250″.

وأشارت الصفحة الى أنّه “يتم تداول صورة الشهيد علي عز الدين هزيم مقطوع الرأس″، ودعا القيمون عليها إلى عدم تداول الصورة في حال وصلت اليهم لأنّه “لا يجوز نشرها شرعا وأهل الشهيد غير مسامحين من يقوم بنشرها”.

وأوضحت معلومات أخرى وردت على الصفحة أنّه تم مساء أمس الأحد في بلدة البازورية في صور جنوب لبنان، إعلان مقتل أحد مقاتلي “حزب الله” في سوريا، مبينة أنّ الحزب نعى عبر مكبرات الصوت في جامع البلدة “الأخ المجاهد علي إسكندر”.

وقالت الصفحة: “في حين اكتفى بيان النعي بالإشارة إلى أنه قضى أثناء قيامه بواجبه المقدّس، نقلت المصادر ترجيحات تم تداولها بين أهالي البلدة تتحدث عن أنّ إسكندر سقط خلال الساعات الأخيرة أثناء مشاركته في المعارك الدائرة في الغوطة الشرقية لدمشق.”

وكان المرصد السوري وثّق الشهر الماضي مقتل 187 عنصرا من حزب الله منذ اندلاع الأحداث في سوريا قبل عامين ونصف العام.

وأكّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مطلع الشهر الحالي أن مقاتليه باقون في سوريا ما دامت الأسباب قائمة لمحاربة ما اسماها “الهجمة التكفيرية” والدفاع عن سوريا.

مقاتلو المعارضة يحاولون وقف تقدم القوات النظامية في ريف دمشق وحلب

بيروت- (ا ف ب): يحاول مقاتلو المعارضة الحد من تقدم القوات النظامية الذي احرزته مؤخرا في ريف دمشق وحلب عبر قيامهم بشن هجمات مضادة، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

واسفر هذا التصعيد الهادف إلى كسر الحصار الذي يفرضه النظام السوري على الغوطة الشرقية في ريف دمشق الى مقتل العشرات من كلا الجانبين.

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان مقاتلي المعارضة “قاموا بالسيطرة على عدد من البلدات الصغيرة والحواجز خلال الايام الثلاثة الماضية في الغوطة الشرقية وجنوب حلب بعد ان شن هجمات مضادة على هذه المناطق”.

وكانت القوات النظامية احرزت عدة نجاحات على الارض خلال الاسابيع الماضية خصوصا حول دمشق وحلب في الشمال.

واضاف عبد الرحمن ان القوات النظامية “لم تعد تحرز تقدما هناك” مشيرا الى ان “المعارك تركزت اليوم (الاثنين) حول منطقة المرج في ريف دمشق الشرقي بالاضافة الى خناصر الواقعة جنوب شرق حلب.

وعزا الائتلاف الوطني المعارض تقدم المقاتلين الى اعلان فصائل اسلامية اساسية تقاتل في سوريا ضد النظام السوري السبت اندماجها لتشكل “الجبهة الاسلامية”. ولا تضم هذه الجبهة الدول الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة.

وافاد مصدر امني وكالة فرانس برس “ان المسلحين يحاولون تحقيق بعض الانجازات في الغوطة الشرقية بعد التقدم الذي احرزه الجيش الا ان الطوق محكم ولن يستطيعوا تحقيقها”، لافتا إلى ان “محاولاتهم بائسة وفاشلة ويتكبدون خسائر كبيرة”.

واشار الى ان “الطوق محكم من مطار دمشق باتجاه شريط البلدات في الغوطة الشرقية حتى عدرا” لافتا الى ان هذا الطوق “حرمهم من امكانية الاستفادة من الامدادات الداخلة او الاتصال بالريف الشرقي والشمالي الشرقي في دمشق”.

وفي ريف حلب الجنوبي، لفت المصدر الى ان “العمليات التي تجري هناك هي امتداد وتوسيع لعمليات ريف حلب الشرقي والجنوب الشرقي وتندرج تحت تامين المنطقة التي تم استرجاعها بشكل اكبر حتى يكون هناك امكانية لفتح كل الطرق واعادة النشاط الى المطار” في مدنية حلب والمتوقف عن الخدمة منذ عام.

ونقلت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطة عن اهالي في مدينة دير عطية (شمال دمشق) “ان قوات الجيش اعادت انتشارها في محيط بلدة دير عطية تمهيدا للسيطرة عليها بعد تسلل أكثر من 500 مسلح إليها معظمهم من جنسيات غير سورية”.

وكان مقاتلو المعارضة سيطروا الجمعة بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية في منطقة القلمون شمال دمشق، الاستراتيجية والمتاخمة للحدود اللبنانية.

أكثر من 11 ألف طفل قُتلوا بالحرب الدائرة في سورية منذ نحو 3 سنوات

‘الجيش الحر’ يقترب من رفع الحصار عن ‘الغوطة الشرقية’ بدمشق

عواصم ـ وكالات ـ اسطنبول ـ ‘القدس العربي’: قال الائتلاف السوري المعارض، امس الأحد، إن ‘قوات الجيش الحر نجحت في تحرير 6 بلدات تقترب من مطار دمشق الدولي’، والتي اعتبرها ‘تمهيداً للنجاح في رفع الحصار المطبق عن’الغوطة الشرقية (شرق دمشق)’.

وأشاد الائتلاف،’في بيان له امس ونشر على موقعه الالكتروني بهذه الانتصارات في بلدات الزمانية والقيسا والبحارية والقاسمية ودير السلمان ودير عطية بريف دمشق (جنوب غرب)، وفي أحياء حلب (شمال)، وفي جبل دورين وكتف الصهاونة باللاذقية (شمال غرب).

وأرجع الائتلاف هذه ‘النجاحات’ إلى ‘التنسيق في التخطيط والتنفيذ للعمليات العسكرية المشتركة’، داعياً فصائل الجيش الحر إلى ‘مزيد من العمل المشترك، ورص الصفوف في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الثورة السورية، لتصل الرسالة قوية إلى النظام وحلفائه، بأن الشعب مستمر حتى النصر لتحقيق أهداف ثورته في الحرية والعدالة والمساواة’، بحسب البيان.

وفي سياق متصل، أدان الائتلاف ‘استهداف النظام لحي طريق الباب في حلب، بالبراميل المتفجرة، وتوجيه صواريخ أرض – أرض إلى حي الصاخور (في حلب)، صباح السبت، مما أدى إلى تدمير عدد من المباني السكنية وسقوط العشرات من الشهداء والجرحى، فيما لا يزال الكثيرون من المدنيين مفقودين تحت الأنقاض’.

وأضاف الائتلاف، في بيان آخر أن ‘هذه العمليات هدفها التعتيم على الانتصارات التي حققها الجيش الحر’، مضيفاً: ‘هذه هي سياسة النظام التي تقوم على طمس الهزائم بدماء الأبرياء والسعي لصرف انتباه الجيش الحر عن الجبهات، بالإضافة إلى تهديد الحاضنة الاجتماعية للثورة في كل وقت والضغط عليها بكل الوسائل’، وفق بيان الائتلاف.

ومنذ آذار (مارس) 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.

غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سورية إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 133 ألف شخص، بحسب إحصائية حقوقية مستقلة

وذكر تقرير اصدرته مجموعة ‘أوكسفورد للأبحاث’ في لندن، امس الأحد، أن أكثر من 11 ألف طفل قتلوا بالحرب الدائرة في سورية منذ ما يقرب من 3 سنوات، من بينهم المئات بنيران القناصة.

وقال التقرير، الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية ‘بي بي سي’، إن أطفالاً سوريين في السنوات الأولى من أعمارهم وقعوا أيضاَ ضحايا الاعدام باجراءات موجزة والتعذيب، غير أن معظم الأطفال قتلوا جراء القنابل أو القذائف في الأحياء التي يقيمون فيها.

واضاف أن 11.420 طفلاً دون سن 17 عاماً قُتلوا منذ اندلاع الأزمة في سورية في آذار (مارس) 2011 وحتى آب (أغسطس) 2013، من بينهم 389 طفلاً بنيران القناصة، فيما جرى اعدام 764 طفلاً، ومات 100 آخرون من بينهم رضع جراء التعذيب.

واشار التقرير إلى أن عدد الضحايا الأطفال الذكور فاق عدد الإناث وبمعدل 2 مقابل 1، وكان الفتيان الذين تراوحت أعمارهم بين 13 و17 عاماً أكثر ضحايا القتل المستهدف.’

وقالت المشاركة في التقرير، هناء سلامة، إن الطريقة التي يتم من خلالها قتل الأطفال في سوريا ‘مثيرة للقلق، ويتعرضون للقصف في منازلهم ومجتمعاتهم وخلال نشاطاتهم اليومية مثل الانتظار في طوابير الخبز أو الذهاب إلى المدرسة’.

واضافت سلامة أن الأطفال السوريين ‘يجري استهدافهم بالأعيرة النارية في تبادل اطلاق النار، ومن قبل القناصة، ويتعرضون للإعدام والتعذيب وحتى الغازات السامة’.(تفاصيل ص 5)

اسطنبول ـ ‘القدس العربي’: اعلن الجيش السوري الحر تمكنه من قتل اللواء بسام مرهج ضابط أمن القصر الجمهوري، في منطقة المهاجرين من العاصمة دمشق ليلة امس الاول السبت. والمعروف أن اللواء مرهج هو المسؤول عن موكب الحماية الخاص بالرئيس السوري بشار الأسد.

الجدير بالذكر ان مرهج هو قائد ما يعرف باسم جيش الدفاع الوطني . وذكر ‘لواء شهداء القلمون’ الذي تبنى الحادث في شريط مصور على موقع ‘يوتيوب’ أن العملية تمت ‘انتقاماً لشهداء حي الخالدية الذين قضوا على يد قوات النظام في الهجوم على مدينة حمص’.

الاتفاق النووي: انتصار غربي أم اختراق إيراني؟

مخاوف الرياض وتل ابيب وحدت موقفيهما من الاتفاق

إبراهيم درويش

لندن ـ’القدس العربي’:على الرغم من أن الاتفاق الذي أبرم بين إيران والقوى العالمية أمس الأحد حول برنامجها النووي مجرد خطوة أولى، إلا أنه يعد انتصاراً تاريخياً لباراك أوباما، حيث يمكن أن يعد هذا الاتفاق خطوة مهمة على طريق إعادة العلاقات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية التي انقطعت بعد الثورة عام 1979 ولم يخف الرئيس أوباما بهجته بالإتفاق الذي سارع للقول عنه إنه كان نتاجاً لجهد مشترك وعزم متواصل من إدارته لمنع إيران من الحصول على القنبلة النووية.

ففي هذا الإتفاق، من وجهة النظر الأمريكية، تم إرجاع العجلة للوراء بالنسبة للتخصيب وسيمنع إيران من الحصول على الجيل الجديد من أسلحة الطرد المركزية لاستخدامها في منشآتها.

وفي كلمته قال أوباما إنه عمل مع حلفاء الولايات المتحدة ومع الكونغرس الذي اصدر سلسلة من العقوبات كانت وراء موافقة الحكومة الإيرانية على الاتفاق وأرجع أوباما الموافقة الإيرانية لتغير في الحكومة الإيرانية التي عبرت عن انفتاح للحوار، فيما أشار لمحادثة هاتفية تمت بينه وبين الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني.

وأكد أوباما أن إيران ومنذ وصوله للسلطة رفضت الإلتزام بواجباتها الدولية. ولكنه أشار في الوقت نفسه للخيار الدبلوماسي وتفضيله إياه على الحل العسكري.

وقال أن عددا من الإدارات الأمريكية عملت مع الكونغرس والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي لفرض عقوبات غير مسبوقة على الحكومة الإيرانية، والتي تركت اثاراً جوهرية على الإقتصاد الإيراني.

ومع تغير الجو ووصول رئيس جديد ولقاءات متكررة بين وزير الخارجية جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، حيث سلكت الإدارة طريق الدبلوماسية في شكله الثنائي او المتعدد اي (5+1)، وقد أثمرت الدبلوماسية ثمارها بما لن يمكن إيران من بناء قنبلتها النووية.

واعتبر أوباما وكل المعنيين بالإتفاق أنه خطوة اولى تحتاج لعمل طويل، لكن الرئيس الأمريكي يعتبر ما تم في الساعة الثالثة صباح أمس هو إنجاز من ناحية وقف النشاطات الإيرانية النووية، حيث تلتزم طهران ضمن هذا الإتفاق بوقف التخصيب في مواقع رئيسية، وإخضاعها للتفتيش، وتحييد جزء من ترسانتها النووية.

إغلاق الطرق

سيمنح الاتفاق المجتمع الدولي وضع المشروع النووي تحت المراقبة من خلال زيارات المفتشين والتحقق من عدم قيام إيران بخرق ما تم الإتفاق عليه.

ورأى أوباما في كل هذا قيوداً تحد من قدرة إيان على بناء القنبلة النووية ‘ببساطة فإنها تقطع الطرق على إيران من الوصول إلى القنبلة’.

وستمنح فرصة الستة أشهر مجالا للتأكد من مصداقية إيران حيث يمنع عليها من استخدام المفاوضات كغطاء لمواصلة جهودها النووية.

من جانب الولايات المتحدة وحلفائها فإنهم سيقومون بتقديم تخفيف ‘متواضع′ لإيران في الوقت الذي لن تتغير فيه طبيعة العقوبات حيث ستواصل واشنطن بفرضها وبطريقة متشددة على إيران.

وفي حالة فشل الأخيرة بالوفاء بمتطلبات جنيف فستلغى المساعدة هذه وستفاقم واشنطن من الضغط على طهران. ومن هنا فالحزمة التي حصلت عليها إيران متواضعة وتواصلها يظل رهن التزامها بما تم التوصل إليه، لكنها حصلت كما قال أوباما على اعتراف من الدول الكبرى بحقها بالحصول على طاقة مدنية عبر المفاعلات النووية ‘لقد بدأنا هذه المفاوضات بفهم أساسي وهو أن إيران مثلها مثل بقية الأمم يجب أن تكون قادرة على توليد طاقة نووية للأغراض السلمية.

ولكن وبسبب تاريخها في خرق تعهداتها فعلى إيران القبول بقيود مشددة على برنامجها النووي بشكل يمنعها من إنتاج قنبلة نووية’.

وخير أوباما إيران بين علاقات جيدة وفرصة تاريخية تمحو كل مظاهر عدم الثقة بين البلدين ومزيداً من العزلة والضغط.

وفي هذا السياق دعا أوباما الكونغرس الذي كان شريكاً في الضغوط على إيران وفرض العقوبات عدم تشريع عقوبات جديدة من أجل أن لا تعرقل هذه ‘الخطوة الواعدة’، وتؤدي إلى تهميش أمريكا عن حلفائها وفك التحالف الذي عملت واشنطن بجهد كبير لتشكيله والذي بدونه لم يكن لنظام العقوبات ليؤتي ثماره.

الخيار للدبلوماسية

وأكد أوباما على تصميمه على منع إيران من الحصول على قنبلة نووية، ولكنه اكد على أهمية حل المشاكل بالطرق الدبلوماسية. فما حدث أمس هو الخطوة الأولى والأشهر القادمة هي التي ستحدد مسار العلاقات وهي فترة يجب استخدامها للتوصل إلى اتفاق شامل ودائم.

وترى الصحافة الأمريكية في الإتفاق نصراً لأوباما الذي طالما وضع المشروع النووي الإيراني على قائمة اولوياته في مجال السياسة الخارجية، وقد استطاعت الإدارة تحقيق هذا الإنجاز بمساعدة من حلفائها الخارجيين والكونغرس.

وتعتقد الصحف الأمريكية أن نظام العقوبات كان ناجحا بدرجة دفع إيران للموافقة على الإتفاق.

وفي الوقت نفسه كانت الإدارة تحاول جاهدة إنجاز الإتفاق قبل أن يقرر الكونغرس فرض نظام جديد من العقوبات على إيران وذلك بعد الجهود التي قامت بها إسرائيل لتحشيد الدعم ضد المحاولات للتقارب مع إيران.

انتصار لكيري

ويعتبر الإتفاق انتصاراً لوزير الخارجية كيري الذي سافر لجنيف مرتين خلال الإسبوعين الماضيين للمشاركة في المفاوضات والذي كان واضحاً في تصريحاته بعد الإتفاق من انه سيجعل حلفاء إيران في المنطقة في أمان وكذلك ‘حليفتنا إسرائيل في أمان’.

ولم تخف الصحف مخاوفها من مواجهة الإتفاق معارضة شديدة من حلفاء أمريكا في المنطقة خاصة إسرائيل والسعودية.

ويخطط أوباما للحديث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة الإتفاق، ونقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن مسؤول بارز قوله إن البيت الأبيض بدأ بالتحادث مع المشرعين في الكونغرس ليلة السبت وسيواصل اتصالاته معهم في الأيام المقبلة، مع أن بعض المشرعين الجمهوريين اعتبروا الاتفاق ليس كافياً ونقل عن ادوارد رويس النائب الجمهوري عن كاليفورنيا قوله ‘لدي قلق بالغ من هذا الإتفاق أنه لم يوافق المعايير الضرورية لحماية الولايات المتحدة وحلفائها’.

ويرى مسؤول نقلت عنه صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ أن مسِؤولا امريكياً بارزاً قال إن الأتفاق سيؤدي إلى وقف التقدم في مفاعلي فوردو ونانتز والمفاعل الذي لم يكتمل بناؤه بعد هو أراك.

غمامة سلام وراءها شجار

وفي الوقت الذي سيختلف كل طرف حول تقدير الإنجاز فإن ما جرى لن يرضي بالضرورة إسرائيل ولا السعودية حيث كتب ديفيد إغناطيوس في مقال له ‘بواشنطن بوست’، ‘غمامة سلام’ أنه إن كان هناك غمامة حرب فيجب أن تكون هناك غمامة سلام، حيث لا يكون المتفاوضون متأكدين من نتائج ما يفعلون، مشيراً إلى ان هناك الكثير من الغموض التي احاطت بمفاوضات جنيف.

فهناك خلافات حادة بين المراقبين حول المخاطر والمنافع التي سيجلبها هذا الخرق التاريخي بين إيران والغرب والذي يحدث منذ 34 عاماً. ولفهم هذا يعود الكاتب إلى المفاوضات التي حددت مسار الشرق الأوسط أثناء الحرب العالمية الأولى بين سير مارك سايكس البريطاني ونظيره الفرنسي فرانسوا جورج- بيكو. فبحسب ديفيد فرومكين في كتابه الشهير ‘سلام ينهي كل سلام’ فقد تحدث سايكس عن لقاءاته الاستراتيجية مع لورد كيتشنر من اجل تحديد سياسته ‘لم اكن قادرا على فهم نفسي، ولم أكن أفهم ما كان يفكر فيه ولا هو يفهم ما كنت أفكر به’.

ويقول الكاتب هذا الكلام مع تحدد طبيعة الإتفاق بين الطرفين فإن شجاراً يتطور مع إسرائيل والسعودية، وهما الدولتان اللتان تأثرتا بشكل كبير من هذا الإتفاق. وهو يتحدث هنا عن الحملة التي شنها نتنياهو على الإتفاق والتي تعبر عن عدم ثقة بين الرئيس أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي.

ويرى الكاتب أن التحالف الفعلي بين السعودية وإسرائيل ضد الإتفاق قد يكون واحداً من الدوافع لهذه المفاوضات. فإذا اصبحت إسرائيل بالتأكيد الحامية للدول السنية المسلمة فهذا سيعود عليها بمنافع أمنية وقد يفتح الطريق أمام التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين بدون الوساطة الأمريكية المعروفة.

وذكر الكاتب أن واحداً من الأسباب التي دفعت أنور السادات ومناحيم بيغن للإتفاق عام 1977 كانت مخاوفهما المشتركة من قيام الولايات المتحدة بفرض اتفاق سلام عليهما فرضاً.

ويرى الكاتب إن الإتفاق الأمريكي مع إيران سيترك آثاره على الإنقسام السني- الشيعي والذي يؤدي الى مواجهة دموية في الشرق الأوسط، ومن الصعب في الوقت الحالي التكهن بأثره.

حروب بالوكالة

فقد بدأت السعودية وحلفاؤها حربا بالوكالة ضد إيران في سورية والعراق والبحرين ولبنان، في حالة عدم انتباه أمريكا للطريقة التي تدير فيه هذا الإتفاق مع إيران فإنها قد تؤدي إلى حرف الحرب تجاه الجهاديين السنة والمتطرفين من حزب الله الذين أصبحوا جزءاً مهما في الحرب السورية.

ومع أن اوباما محق بالإبتعاد عن الخلاف السني ـ الشيعي لكن المخاطر غير المحسوبة قد تنشأ من خلال النظر لأمريكا بأنها تقوم ببيع حلفائها السنة باتفاق مع إيران الشيعية. وسينظر لهذا على أنه فتح ‘عش الدبابير’ مما يجعل من المنطقة منطقة خطرة. ومن المخاطر الأخرى التي يطرحها خيار ‘غمامة السلام’ هو أن الاتفاق مرحلي وهو خطوة أولى والتاريخ مليء بالإتفاقات المرحلية التي لم تصل أبداً إلى المرحلة الثانية، وفي معظم الأحيان تعبد الطريق نحو مرحلة دموية مواجهات يحاول كل طرف فيها التنافس على المال والسلطة.

وعبر الكاتب عن أمله من وجود خريطة طريق واضحة تؤدي إلى نهاية معقولة وإلا فانهما سيضلان الطريق سريعاً.

وختم بالقول إن المفاوضات هذه محكومة بتعامل الولايات المتحدة وتعاونها مع القوى المعتدلة في العالم العربي او هكذا يطلق عليها، وهذا يعني ضرورة تعاون واشنطن مع مصر والقوى الداعمة لها اقتصادياً مثل السعودية والإمارات، لتحقيق الإستقرار السياسي والإقتصادي وعودة الديموقراطية.

وتعني مدخلاً أكثر تشدداً من سورية، ويشمل على مناطق محمية للمدنيين لمنع استمرار الكارثة الإنسانية. فما تخشاه إسرائيل ودول الخليج أن يؤدي التحاور مع إيران إلى فك اشتباك امريكي مع المنطقة.

فما يخيف هذه الدول حديث أوباما عن إنهاء الحرب في المنطقة والتراجع عندما يتعلق الأمر بالعمل العسكري في سورية، حيث رأوا فيها مقدمة لتراجع أمريكا عن التزاماتها تجاه المنطقة. وعلى أوباما إظهار أن الاتفاق مع إيران ما هو إلا جسر للأمن الأقليمي تلعب فيه أمريكا دور الضامن.

وفي الوقت الذي يرى فيه، أي الاتفاق إنجاز أوباما الأكبر إلا أنه يرى ضرورة التفكير بطريقة غير تقليدية في المخاطر حتى ‘نحن نحتفل بهذا النصر الدبلوماسي’.

فورد يطمئن المعارضة: التسوية مع إيران ليست على حساب السوريين

بهية مارديني

طمأن السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد الائتلاف السوري المعارض إلى أن الاتفاق مع إيران لن يأتي على حساب الملف السوري، لأن الملفين منفصلان.

لندن: أكد روبرت فورد السفير الأميركي إلى سوريا أن تسوية الملف النووي مع ايران لن يكون على حساب الملف السوري، وابلغ وفد الائتلاف إلى جنيف دعمه له بصفته الممثل لقوى الشعب والثورة، بحسب مصادر متطابقة.

وقال بدر جاموس، الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض، الذي التقى فورد مع وفد من الائتلاف، إن السفير الأميركي طمأن الائتلاف باستقلال الملف السوري عن الملف الإيراني، وأن ما جرى في جنيف لن يؤثر سلبًا في السوريين.

وأضاف جاموس لـ”ايلاف” أن وفد الائتلاف التقى الاخضر الابراهيمي، الموفد الأممي والعربي، في اجتماع مطول، ووصف أجواء اللقاء بالإيجابية. وأضاف: “كان اللقاء فرصة لكسر الجليد ما بين الائتلاف والإبراهيمي، وطالبناه بالضغط على النظام لفتح معابر إنسانية ووقف آلته الدموية والإفراج عن المعتقلين في سجونه”.

وشدد انه لا بد من وقف العمليات الإجرامية وفك الحصار عن المناطق التي يطّبق فيها النظام سياسة التجويع، ولا بد من تهيئة الأجواء والبيئة المناسبة قبل التحدث عن جنيف-2.

جانب إيجابي

يعقد الائتلاف السوري اليوم عدة لقاءات، بينها لقاء مهم مع ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، لبحث قضايا تتعلق بالجانب الانساني، وترتيب تفاصيل زيارة غير مؤكدة لرئيس الائتلاف احمد الجربا إلى موسكو، وبمؤتمر جنيف-2.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رأى أن الاتفاق بخصوص الملف النووي بين اللجنة السداسية الدولية وايران قد يكون مفيدًا لتحضيرات مؤتمر جنيف -2 المتعلق بالأزمة السورية. وقال لافروف: “إضافة إلى ايجابيات هذا الاتفاق المتعددة، آمل أن يعود أيضًا بالفائدة على الجهود المبذولة لحل المشكلة السورية، من خلال انضمام ايران إلينا بالعمل البنّاء من أجل عقد جنيف-2”.

وأعلنت وزيرة الخارجية الإيطالية ايما بونينو أن روما ترى أن لا بديل من التسوية السياسية للأزمة السورية، ولذلك تدعم الجهود الرامية إلى عقد مؤتمر جنيف-2، وذلك عشية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيطاليا.

وقيّمت الوزيرة الإيطالية عاليًا الاتفاق الروسي الأميركي بشأن حل قضية الأسلحة الكيميائية السورية، مشيرة إلى أن بلادها ستساهم في عملية تدمير هذه الأسلحة. كما دعت بونينو إلى سرعة تقديم المساعدات للاجئين السوريين، معربة عن أملها في أن تلعب موسكو دورًا مهمًا في تقديم المساعدات الإنسانية عبر قنوات مختلفة.

أطفال قتلى

ويلتقي وفد الائتلاف إلى جنيف اليوم مع منظمات انسانية تابعة للأمم المتحدة لمناقشة قضايا الداخل والاغاثة واللاجئين السوريين.

في غضون ذلك كشف تقرير جديد أصدره مركز اوكسفورد ريسرتش غروب البريطاني للابحاث عن مقتل اكثر من 11 الف طفل في النزاع السوري، منهم 128 باسلحة كيميائية، و389 برصاص قناصة.

وأكد التقرير أن 11420 طفلًا سوريا قتلوا منذ اندلاع النزاع في اذار (مارس) 2011 وحتى نهاية آب (أغسطس) 2013، من بين اجمالي 113735 قتيلا من مدنيين ومقاتلين تم احصاؤهم. ومن بين هؤلاء الاطفال 71 بالمئة قتلوا بأسلحة متفجرة عن طريق قصف جوي ومدفعي واعتداءات بالقنابل وسيارات مفخخة، أي الأسلحة الأكثر فتكًا بالأطفال في سوريا.

ايلاف

المعارضة السورية تتقدم في غوطة دمشق وتهاجم في قاسيون

لوانا خوري

استعادت المعارضة السورية ست قرى في ريف دمشق، وهاجمت مقرات للحرس الجمهوري في قاسيون، وقتلت قائد ميليشيا الجيش الوطني والقائد الميداني لحزب الله، وعرضت صورًا لأسرى قالت إنهم عناصر من حزب الله أسروا في استرداد مدينة قارة.

بيروت: انتظر الجميع ابتداء معركة القلمون وريف دمشق بهجوم من القوات السورية التابعة للنظام، ومعها كتائب حزب الله ولواء أبو فضل العباس، فكان أن فاجأ الجيش الحر والكتائب الاسلامية الموجودة في الغوطة الجميع بشن هجوم واسع النطاق على مراكز الجيش ونقاط تفتيشه ابتداءً من ليل السبت – الأحد، ليسفر الهجوم عن استعادة مقاتلي المعارضة السورية المسلحة 6 بلدات في ريف دمشق، كانت سقطت أخيرًا بيد النظام، بعد معارك طاحنة ومكلفة بشريًا لطرفي النزاع.

تقدم الحر

تتفق المصادر المختلفة، وبينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، على أن مواجهات قاسية جرت في اليومين الماضيين قرب العاصمة، بين جيش النظام ومجموعات حزب الله من جهة، وكتائب معارضة من جهة ثانية، أودت بحياة أكثر من 170 رجلًا من الطرفين، بعدما هاجمت الكتائب المعارضة نقاط تفتيش نظامية، تحاصر الغوطة الشرقية والأحياء الجنوبية للعاصمة، التي يتحصن فيها مقاتلو المعارض، وتمنع عنها الاغاثة من خلال تجويع هدفه التركيع.

فقد أراد الجيش السوري الحر والكتائب الاسلامية المقاتلة في الغوطة فتح منافذ للمنطقة شرق دمشق، فحقق تقدمًا مهمًا في عملية عسكرية أحيطت بالسرية. ونجاح العملية سيؤدي في نهاية المطاف إلى تخفيف الضغط العسكري عن المقاتلين في جنوب العاصمة وفي غوطة دمشق، وسيفتح معبرًا إنسانيًا يخفف وطأة الجوع عن المدنيين المحاصرين هناك، خصوصًا في معضمية الشام.

وفي صباح اليوم، نسبت تقارير صحفية لمصادر في المعارضة السورية تأكيدها مواصلة قواتها التقدم في مناطق محيطة بدمشق، وخاصة الغوطة الشرقية. كما أفاد اتحاد تنسيقيات المعارضة السورية بأن المواجهات في الغوطة الشرقية أدت إلى مقتل العميد مازن صالح، قائد ميليشيات “الجيش الوطني” المؤيدة للنظام في الغوطة الشرقية، وبأن الجيش الحر والكتائب الاسلامية اقتحمت مقرات تابعة للواء الحرس الجمهوري في جبل قاسيون.

الائتلاف يؤكد

وأكد الائتلاف السوري المعارض أمس الأحد نجاح الجيش الحر في تحرير 6 بلدات تقترب من مطار دمشق الدولي، تمهيدًا لرفع الحصار عن الغوطة الشرقية. واشاد بيان صادر عن الائتلاف بانتصارات الجيش الحر والكتائب المقاتلة في بلدات الزمانية والقيسا والبحارية والقاسمية ودير السلمان ودير عطية بريف دمشق، وكذلك في أحياء حلب، وفي جبل دورين وكتف الصهاونة باللاذقية.

ورد قياديو الائتلاف السوري المعارض هذا النجاح الميداني إلى حسن التنسيق في تخطيط العمليات العسكرية المشتركة وحسن تنفيذها، داعيًا الجيش الحر إلى تعزيز العمل المشترك، ورص الصفوف في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الثورة السورية، “لتصل الرسالة قوية إلى النظام وحلفائه، بأن الشعب مستمر حتى النصر لتحقيق أهداف ثورته في الحرية والعدالة والمساواة”.

وأكد البيان أن استهداف النظام حي طريق الباب في حلب بالبراميل المتفجرة، وتوجيه صواريخ أرض – أرض إلى حي الصاخور في حلب صباح الأحد وتدمير المباني السكنية وسقوط العشرات من الشهداء والجرحى، هدفه التعتيم على انتصارات الجيش الحر في الغوطة وحلب.

وأضاف: “هذه هي سياسة النظام التي تقوم على طمس الهزائم بدماء الأبرياء، والسعي لصرف انتباه الجيش الحر عن الجبهات، بالإضافة إلى تهديد الحاضنة الاجتماعية للثورة في كل وقت والضغط عليها بكل الوسائل”.

قتلى وأسرى

يشارك حزب الله بكل ثقله في المعارك الدائرة بريف دمشق، لكن تنسيقيات الثورة السورية أفادت بأن قوات المعارضة استردت مدينة قارة الاستراتيجية في القلمون بعد أيام على سقوطها بيد القوات الحكومية، ومقتل علي اسكندر، القائد الميداني لعمليات حزب الله في الغوطة الشرقية، واستسلام 40 من عناصر الحزب هناك.

وقالت التنسيقيات إن الحزب ولواء أبو فضل العباس تكبدوا خسائر فادحة في العمليات التي جرت منذ ليل السبت، عارضين صورًا لمقتنيات كانت بحوزة عناصر الحزب الذين قتلوا في المعارك، وصورًا لأسرى من الحزب، يقول الجيش الحر والكتائب الاسلامية إنهم أسروهم خلال العمليات العسكرية.

وفي هذا الاطار، نقلت تقارير صحفية عن العقيد عبدالجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري الثوري في حلب، قوله إن ضابطًا في الامن العام اللبناني يعترف بمرور 612 نعشًا فيها عناصر من حزب الله من سوريا إلى لبنان خلال الأيام الأربعة الماضية.

إلى ذلك، كانت صحفًا نسبت لضابط لبناني متقاعد برتبة عقيد، في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، قوله إن حزب الله خسر منذ انخراطه في الحرب السورية أكثر من 430 مقاتلاً، إضافة الى عشرات وقعوا أسرى في أيدي الكتائب الإسلامية والجيش السوري الحر.

وأضاف: “كل ما استطاع حزب الله فعله لمساعدة قوات النظام ما لا يتعدى حشد 4700 مقاتل، استبدل نصفهم تقريبًا خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة بمتطوعين أغرار، لم يخوضوا معارك حقيقية، بل تلقوا تدريبات عسكرية على مراحل في البقاع اللبناني”.

نفي نظامي

من جانبه، نفى مصدر اعلامي في دمشق صحة الحديث عن سيطرة مسلحي المعارضة على معابر وطرق في الغوطة الشرقية. وقال إن نحو 200 مسلح استغلوا الضباب الصباحي أمس الاحد لفتح بعض الممرات لاستخدامها للتنقل بين عدرا البلد ومناطق أخرى، فحدثت معارك بينهم وبين الجيش السوري الموجود في المنطقة.

وأكد مصدر عسكري سوري مقتل حوالي 120 من المتسللين، استمرار الاشتباكات المتقطعة مع المتبقين منهم. وأضاف المصدر أن هناك قصفًا مدفعيًا في القلمون، وأن الغارات الجوية مستمرة على يبرود والنبك في ريف دمشق الشمالي.

وأضاف  أن القوات الحكومية، بعد سيطرتها على عدد من البلدات جنوب العاصمة، تكثف عملياتها في الغوطة الشرقية، بالإضافة إلى منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة السورية، والمتاخمة للحدود اللبنانية.

ايلاف

الإبراهيمي: لائحة المدعوين الى جنيف 2 لم تحدد بعد

أ. ف. ب.

جنيف: اعلن الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي الاثنين ان لائحة المشاركين في مؤتمر السلام حول سوريا في 22 كانون الثاني/يناير في جنيف لم تحدد بعد.

وقال الابراهيمي للصحافيين في اعقاب اجتماع مع مسؤولين روس واميركيين كبار ان “لائحة المدعوين لم تحدد بعد”. وبشان المشاركين السوريين، اعتبر انه ينبغي ان يكونوا “ذا مصداقية مع اكبر صفة تمثيلية ممكنة”.

وقال ايضا ان ايران، الحليف الكبير للرئيس السوري بشار الاسد، والمملكة العربية السعودية “ستكونان بالتاكيد من المشاركين المحتملين”.

وسيعقد اجتماع ثلاثي تحضيري جديد مع الروس والاميركيين في العشرين من كانون الاول/ديسمبر “ربما يكون الاخير قبل المؤتمر” على قول الابراهيمي.

وقال الابراهيمي ايضا “نحن على اتصال مع المعارضة والحكومة في وقت واحد. طلبنا منهم اعطاءنا اسماء وفودهم باقصى سرعة والافضل قبل نهاية العام لانه من الاهمية بمكان ان نلتقيهم ونتحدث معهم ونستمع اليهم”.

واضاف ان “هذا المؤتمر هو فعلا لكي ياتي السوريون الى جنيف ويتحدثوا، وان يبداوا، كما نامل، عملية سلام موثوقا بها وفعالة يمكن ان تكون صالحة للتنفيذ بالنسبة الى بلدهم”.

واوضح ان كل السوريين الذين سيرغبون في المشاركة لن يمكنهم ذلك.

واضاف الموفد الخاص ان المؤتمر سيبدأ “بدون شروط مسبقة”، و”كل المسائل ستطرح على الطاولة، وستبدا المفاوضات في 22 (كانون الثاني/يناير) لكن كم من الوقت ستدوم، سنقول ذلك عندما يبدأ الامر”.

                      اتفاق أولي مع إيران يعد بـ«حل شامل».. ويبقي ثغرات في التفسير

تقارير إخبارية تؤكد فتح واشنطن قنوات اتصال مع طهران قبل انتخاب روحاني

جنيف: بثينة عبد الرحمن لندن: «الشرق الأوسط»

بعد عقد من التوتر الدولي حول الملف النووي الإيراني، أنجزت الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وألمانيا اتفاقا تاريخيا مع إيران وصف بـ«خطوة أولى» لمعالجة الملف النووي الشائك. وبموجب الاتفاق، توقف إيران تخصيب اليورانيوم عند خمس في المائة وتسمح للمفتشين الدوليين لتفتيش مواقع نووية بشكل يومي، وفي المقابل، تتعهد الدول الست بعدم فرض عقوبات جديدة على إيران خلال الأشهر الست المقبلة، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل حول ملف إيران النووي خلال هذه الفترة. وبينما «الحل الشامل» يعد الهدف الأهم من الاتفاق الأولي الذي أبرم أمس، ما زالت هناك ثغرات في الاتفاق يجعله من الصعب التأكد من نجاحه خلال الأشهر المقبلة.

ومع اقتراب عقارب الساعة من الرابعة صباح أمس وقع وزراء خارجية مجموعة 5 + 1 وإيران على الاتفاقية التي تحد من النشاط النووي الإيراني مقابل تعليق بعض العقوبات المفروضة على طهران. وعقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، رئيس وفد بلاده في المفاوضات التي دارت بجنيف وتمت كمرحلة أولى بعد ثلاث جولات، مؤتمرا صحافيا في الرابعة فجرا ليعلن أن «الاتفاق أقر بحق إيران في تخصيب اليورانيوم بأراضيها أي اعترف بحق إيران في التخصيب»، واصفا الاتفاق بالأهمية لكونه فرصة تتيح إعادة الثقة في سلمية النشاط النووي الإيراني في الرابعة و55 دقيقة من صباح أمس، عقد وزير الخارجية الإيراني جون كيري مؤتمرا صحافيا في ذات القاعة التي استضافت ظريف وأمام ذات الحشد من الصحافيين قال، إن «الاتفاق لا يعترف بحق إيران في التخصيب»، مشيرا إلى أن الاتفاق ومدته ستة أشهر لا يستبعد القوة كخيار في حال عدم التزام إيران، مع تأكيده أنه هو ورئيسه باراك أوباما يفضلان الحل الدبلوماسي.

ولحظات بعد إعلان خبر الوصول للاتفاق، وصفه الرئيس الإيراني حسن روحاني بأنه اعتراف دولي بحقوق إيران النووية مهنئا فريق المتفاوضين بينما وصف بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الاتفاق بأنه «خطأ تاريخي» وصفقة سيئة.

هذا التباين وتفسير كل للاتفاق حسب وجهة نظره لم يقتصر على مجرد التعليقات بل شمل حتى تفسير نقاطه نقطة تلو الأخرى خاصة من قبل وجهتي النظر الإيرانية مقابل الأميركية. وعلى سبيل المثال تقول إيران، إن الاتفاق ألغى الحظر على قطاع النفط بينما قال كيري، إن رفع الحظر جزئي ويبقيه عند مستوياته الحالية المنخفضة، وسيتم السماح بنقل سبعة مليارات دولار من حصيلة المبيعات على دفعات بشرط التزام إيران بتنفيذ شروط الاتفاق كافة.

وأجمع الطرفان أن الاتفاق في حال تنفيذه يعتبر خطوة أولى مهمة وصولا لخطوة ثانية أشد وأصعب لحل قضية الملف النووي الإيراني التي شغلت المجتمع الدولي لأكثر من عقد من الزمان ودفع ثمنه الشعب الإيراني الذي عانى من العقوبات والحظر.

هذا وكان الوصول للاتفاق بمثابة مخاض عسير وحار استمر يوم أول من أمس فقط لأكثر من 18 ساعة ما بين محادثات ثنائية وثلاثية وجماعية ارتقى مستواها من المدراء والخبراء للوزراء برفقة لم تنقطع ووجود تام لمفوضة الشؤون الدبلوماسية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون.

إلى ذلك أجمعت مصادر مطلعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط» في جنيف على صعوبة التفاوض بسبب انعدام الثقة بين المتفاوضين، وللاهتمام بأصغر التفاصيل منذ الجلسة الأولى خاصة عندما دخلت المفاوضات اللحظات الحساسة في مراحل الصياغة والتدوين واختيار المفردات والعبارات. ورغم أن المحادثات بدأت واستمرت باللغة الإنجليزية كلغة مشتركة يجيدها ظريف وأفراد وفده فيما حرص الوفد الأميركي، على وجه الخصوص، أن يكون ضمن وفده من يتحدث الفارسية وتم توكيله بالرد على أسئلة الإعلاميين الإيرانيين فقط لدرجة رفضه الرد على أسئلة إعلاميين آخرين بدعوى أنه غير مخول.

من جانبهم أبدى رئيس الوفد الإيراني ظريف ونائبه عباس عراقجي اهتماما واضحا بإرسال إشارات عبر حساباتهم في صفحات التواصل الاجتماعي سواء «تويتر» أو «فيس بوك» ومن ذلك تغريدة بعث بها ظريف ظهر اليوم الثالث للتفاوض قال فيها: «وصلنا مرحلة بالغة الصعوبة صلوا من أجلنا» طالبا الدعوات ليتمكنوا من الحفاظ على ما وصفه بحقوق الشعب الإيراني.

وفي جنيف، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هو أول العائدين لجنيف حيث لعب دورا كبيرا في تقريب وجهات النظر خاصة وأن روسيا تربطها علاقات نووية واقتصادية ومصالح قوية مع إيران، وحسب مصادر فإن موسكو تعتبر من أول الكاسبين برفع عقوبات عن إيران.

وبعد ساعات من إبرام الاتفاق، لفت وزير الخارجية الأميركي إلى أن المرحلة «الأصعب» قد بدأت الآن وهي السعي إلى التوصل إلى اتفاق كامل مع إيران حول برنامجها النووي، وقال كيري وإلى جانبه نظيره البريطاني ويليام هيغ في مقر إقامة السفير الأميركي في لندن التي وصلها قادما من جنيف «الآن، بدأ فعلا القسم الأصعب، وهو الجهود التي ستبذل للتوصل إلى الاتفاق الكامل الذي سيتطلب خطوات هائلة على صعيد التحقق والشفافية والمسؤولية».

وفي تعليق حول تداعيات الاتفاق النووي قال مصدر رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن «تصريحات المسؤولين الإيرانيين سواء الرئيس روحاني ووزير الخارجية مقصود بها الاستهلاك المحلي». وأضاف أن «إيران وفقا للاتفاق عليها وقف عمليات التخصيب طيلة الستة أشهر القادمة وإلا اعتبرت غير متجاوبة وغير ملتزمة مما سيمهد الاتفاق ويحرم حكومة طهران مما تم الاتفاق عليه كمقابل برفع بعض العقوبات وفك الحظر عما تقدر قيمته بـ7 مليارات دولار». ولفت المصدر المطلع إلى أن آليات الرقابة والتفتيش على مدى الالتزام الإيراني ستكون دقيقة وحازمة عبر لجنة مشتركة وعبر المفتشين الدوليين التابعين للوكالة الدولية.

وينص الاتفاق على إلزام إيران بتعليق كل عمليات تخصيب اليورانيوم التي تتجاوز نسبة خمسة في المائة في إشارة لتجميد التخصيب بنسبة 20 في المائة الموصوفة بأنها الأصعب وصولا لتخصيب بنسبة 90 في المائة المطلوبة في حالة رغبت إيران في إنتاج قنابل نووية. ويذكر أن إيران تمتلك 196 كيلوغراما مما خصبته بتلك النسبة العالية. إلى ذلك أكد الاتفاق على أهمية أن تعلق إيران عمليات التخصيب بالنسبة الأصغر 3.5 في المائة ولإيران من هذه النسبة ونسبة خمس ما تقدره الوكالة بأكثر من سبعة آلاف كيلوغرام. ومطلوب من إيران طيلة فترة الستة أشهر(وهي الفترة المحددة للاتفاق) ألا تزيد من تركيب أي أجهزة طرد مركزي خاصة تلك التي من الجيل الجديد وهي الأسرع والأكثر حداثة.

وسيتم فك حظر على عقوبات فرضت على الذهب ومعادن نفيسة وعقوبات مصرفية وصادرات بتروكيماوية بمبلغ 1.5 مليار دولار كما يسمح لها بإجازة إصلاحات تتعلق بسلامة الخطوط الجوية الإيرانية وإجازة تحويل 400 مليون دولار لمؤسسات تعليمية وتسهيل تحويلات لشراء أغذية ومواد طبية ومساعدات إنسانية قال جون كيري في معرض حديثه إنها «لم يكن مفروض أن تحظر في المقام الأول».

وبعد ساعات من إعلان التوصل إلى الاتفاق، كشفت وسائل إعلام أميركية أن الولايات المتحدة مدت جسورا إلى الإيرانيين منذ أشهر بهدف إنجاح الاتفاق. وأفادت وكالة «أسوشييتد بريس» أن مسؤولين أميركيين بقيادة وكيل وزير الخارجية ويليام بيرنز مدوا جسورا للإيرانيين منذ مارس (آذار) الماضي، أي قبل انتخاب روحاني بأكثر من ثلاثة أشهر. وأفادت الوكالة الأميركية أن اللقاءات بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين جرت في عمان، وأنه بعد تولي روحاني الرئاسة عقد لقاءين «فورا» في أغسطس (آب) ، تلاهما لقاءان في أكتوبر (تشرين الأول) ، مما مهد للاتفاق النووي في جنيف. ونفت الخارجية الإيرانية إجراء اللقاءات الثنائية مع الأميركيين، بينما رفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق على التقرير. وسارع وزير الخارجية الأميركي إلى طمأنة الأطراف القلقة من الانفتاح الأميركي المبكر على طهران، مؤكد أن «هناك جوانب أخرى في سلوك إيران في حاجة لتغيير من أجل حدوث تطور في العلاقات على المدى البعيد».

وهناك مخاوف من عرقلة الكونغرس الأميركي مسار العمل على اتفاق نهائي مع إيران. وأعلن عدد من النواب الأميركيين أمس أن على الكونغرس الأميركي أن يبقى على موقفه ويتبنى قرارا بتشديد العقوبات الأميركية الحالية المفروضة على إيران، لكن هذه العقوبات الجديدة لن تدخل حيز التطبيق خلال الأشهر الستة المقبلة إذا التزمت إيران بالاتفاق.

أبرز بنود الاتفاق

لندن – جنيف: «الشرق الأوسط»

وقعت إيران مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وألمانيا اتفاقا أوليا فجر أمس بهدف التوصل إلى اتفاق شامل لمنع إيران من تطوير سلاح نووي. ويهدف الاتفاق الأولي إلى وضع حد لطموحات إيران النووية مقابل وقف جزئي للعقوبات الدولية والغربية المفروضة على طهران، ومدة الاتفاق ستة أشهر ستشهد مراقبة دولية دقيقة للنشاط النووي الإيراني والتزام طهران ببنود الاتفاق.

وفيما يلي أبرز ما جاء في الاتفاق:

* وقف تخصيب اليورانيوم لنسبة أعلى من خمسة في المائة لمدة ستة أشهر

* التخلص من نصف كمية اليورانيوم المخصبة إلى نسبة 20 في المائة

* عدم بناء أو إعادة تشغيل أي منشأة قادرة على إعادة التطوير

* عدم زيادة مخزون اليورانيوم المخصب إلى نسبة 3.5 في المائة

* وقف أي نشاط في مفاعل آراك ووقف أي تقدم في مجال تخصيب البلوتونيوم

* الشفافية التامة في السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش المفاجئ واليومي لمنشآت إيران النووية، بما في ذلك مصانع أجهزة الطرد.

تلتزم القوى الكبرى بتخفيف «محدود ومؤقت وقابل للتغيير» لنظام العقوبات على إيران، مع الإبقاء على الهيكل الأساسي للعقوبات كما هو خلال فترة الستة أشهر، ويتضمن ذلك:

* عدم فرض عقوبات جديدة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إذا التزمت إيران بما تم الاتفاق عليه خلال فترة ستة أشهر.

* تعليق العمل بعقوبات محددة مثل العقوبات على التعامل في الذهب والمعادن وقطاع السيارات الإيراني وصادرات إيران البتروكيماوية.

* السماح بصيانة وإعادة تأهيل بعض خطوط الطيران الإيرانية.

* الإبقاء على مبيعات النفط الإيرانية عند مستواها المنخفض الحالي والسماح بتحويل جزء من عائدات تلك المبيعات إلى إيران على أقساط بالتزامن مع التزام طهران بتعهداتها في الاتفاق. «التجارة الإنسانية» ستسمح لمعاملات تشمل مواد غذائية وزراعية بالإضافة إلى الدواء والتكاليف الطبية للإيرانيين.

* رفع القيمة المسموحة للتعاملات مع الاتحاد الأوروبي إلى كمية متفق عليها بين الأطراف المعنية.

160 قتيلا خلال يومين من «معارك المصير» لكسر حصار قوات الأسد

اشتباكات عنيفة على جبهة القلمون.. و«النصرة» و«داعش» تتوعدان بالعودة إلى قارة قريبا

لندن: «الشرق الأوسط»

أسفرت المعارك الدائرة منذ الجمعة في ريف العاصمة السورية الشرقي إلى سقوط 160 قتيلا بين جهاديين ومسلحين آخرين من المعارضة وجنود، في حين يحاول مقاتلو المعارضة فتح منافذ شرقا بعد تحقيق الجيش السوري نجاحات عسكرية وفرض حصار خانق على سكان تلك المناطق.

واندلعت معارك الجمعة إثر هجوم مئات المقاتلين المعارضين والجهاديين على حواجز ومواقع عسكرية في نحو خمس بلدات تقع في هذه المنطقة «في محاولة لكسر الحصار الذي فرضه الجيش على هذه المنطقة»، حسب ما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.

ويقول عمال إغاثة محليون ودوليون، إن «قوات الرئيس السوري بشار الأسد تحاول على ما يبدو تجويع السكان بشكل يؤثر دون تمييز على المدنيين ومقاتلي المعارضة على حد سواء. وقطع الحصار إمدادات الأسلحة لمقاتلي المعارضة وساعد على تحويل دفة القتال حول العاصمة لصالح النظام».

وقتل خلال هذه المعارك الدائرة منذ الجمعة في منطقة الغوطة الشرقية أكثر من 55 مقاتلا معارضا بينهم سبعة من قادة الألوية و41 جهاديا ينتمون إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة ومعظمهم من الأجانب، بحسب المرصد.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية مقتل 36 جنديا و20 عنصرا تابعين لميليشيات شيعية عراقية وثمانية من أعضاء الدفاع الوطني في هذه الاشتباكات الشرسة بين المسلحين المعارضين والجيش النظامي المدعوم بعناصر من حزب الله اللبناني، حليف النظام السوري.

ونقلت وكالة «رويترز» عن براء عبد الرحمن، الناشط الذي يعمل مع «جيش الإسلام»، إن «المعركة بين الجانبين ضارية لأنه صراع حول مصير المنطقة».

وفي غضون ذلك، تدور اشتباكات عنيفة على جبهة القلمون الاستراتيجية الواقعة شمال العاصمة، بين القوات النظامية وعدة كتائب إسلامية معارضة في منطقة ريما قرب مدينة يبرود وأطراف مدينة النبك (80 كلم شمال دمشق).

هذا ولا يزال طريق دمشق – حمص الدولي مغلقا منذ خمسة أيام بسبب الاشتباكات الدائرة في محيط مدينتي النبك ودير عطية التي امتدت إليهما المعارك إثر سيطرة النظام على مدينة قارة الثلاثاء الماضي.

وكان المرصد نقل عن نشطاء مقربين من جبهة النصرة أن جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام توعدتا بالعودة إلى قارة قريبا.

وفقدت المعارضة المسلحة بشكل منتظم الكثير من المواقع منذ أشهر بعد أن كانت تحقق في الأشهر الأولى من النزاع المسلح نجاحات غير متوقعة وطردت النظام من أمكنة كثيرة رغم قدراتها العسكرية المحدودة، إلا أنها لا تزال تحقق خروقات صغيرة في بعض المناطق.

وتعود أسباب هذه الخسائر إلى الانقسامات والتشتت الكبير وصولا إلى التنافس والتقاتل بين فصائلها المتعددة الولاءات والأجندات، وإلى استراتيجية جديدة وضعها خبراء إيرانيون وينفذها الجيش السوري مدعوما من أعداد كبيرة من المقاتلين الشيعة المدربين والمتحمسين.

وأعلنت سبعة فصائل إسلامية أساسية تقاتل في سوريا ضد النظام السوري مؤخرا اندماجها لتشكل «الجبهة الإسلامية»، في أكبر تجمع لقوى إسلامية يهدف إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وبناء دولة إسلامية في سوريا، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الجبهة. ولا تضم هذه الجبهة الدول الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة.

ويأتي هذا الإعلان بعد سلسلة نجاحات حققتها القوات النظامية على الأرض خصوصا حول دمشق وحلب في الشمال.

ومنذ اتجاه النزاع السوري إلى العسكرة بعد أشهر من بدء الأزمة في منتصف مارس (آذار) 2011، أعلن عن تشكيل تحالفات وتجمعات عسكرية عدة ذات طابع إسلامي، ودعا بعضها إلى بناء دولة إسلامية. إلا أن هذا الاندماج يبدو الأقوى لناحية المجموعات التي يتألف منها ولكونه سيحظى «بقيادة عسكرية واحدة وسياسة واحدة»، بحسب ما قال المتحدث باسم «لواء التوحيد» أبو فراس.

ويغتنم النظام السوري الانقسامات داخل المعارضة المسلحة والدعم الإيراني له مباشرة وعبر حزب الله لتحقيق الانتصارات العسكرية على الأرض التي من شأنها أن تجعله في موقع قوة في مفاوضات السلام المرتقبة في جنيف، بحسب ما يقول خبراء وناشطون.

السوريون الفارون من ويلات الحرب يعانون الأمرين في البلقان

بعضهم يسكن في خيام.. وآخرون في فصول دراسية وسط البرد وشح المؤونة

هرمانلي (بلغاريا) – لندن: «الشرق الأوسط»

فر إدريس حسن وزوجته وأطفالهما الثلاثة من مذابح الحرب السورية، أملا في أن يجدوا السلام والأمن في أوروبا الغربية، لكنهم، بدلا من ذلك، وجدوا أنفسهم عالقين في مخيم بلغاري مكتظ باللاجئين – يعيشون في خيمة شديدة البرودة، دون ما يكفي من الطعام أو الماء النظيف.

وحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس»، فإنه غالبا ما ينتهي المطاف بآلاف اللاجئين السوريين وغيرهم من دول الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، الذين يتكبدون رحلة محفوفة بالمخاطر، من بلدانهم التي دمرتها الحرب، في مخيمات مكتظة في البلقان، بعد أن أغلقت في وجوههم حدود دول أوروبا الغربية الغنية.

وقال حسن (44 عاما)، وهو يجلس بالقرب من النار خارج خيمته في مخيم هرمانلي جنوب بلغاريا: «تركنا بلادنا بحثا عن مكان أفضل وأكثر أمنا لنعيش فيه، نستطيع أن نوفر فيه لأطفالنا التعليم المناسب. لكننا الآن نرى أن بلغاريا بلد فقير يكافح لتوفير الغذاء لشعبه».

ويقول مسؤولو المساعدات إن الوضع الإنساني في بلغاريا، التي تواجه تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين يفوق قدراتها بكثير، مقلق إلى حد بعيد. فبلغاريا واحدة من أحدث وأفقر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والمجاورة لتركيا، التي تحولت إلى نقطة جذب للسوريين الفارين من الحرب.

وقال أنطونيو غوتيريس مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين: «ينبغي على جميع الدول الأوروبية فتح حدودها، وقبول اللاجئين السوريين، وتقديم مساعدة كافية لهم».

وتعهد غوتيريس بعد زيارة مخيم للاجئين في صوفيا، الجمعة، بدعم بلغاريا في جهودها الرامية إلى توفير الحماية والمساعدة الكافية للاجئين السوريين، قائلا إن الوكالة ستبعث بفريق المساعدة التقنية لبلغاريا هذا الأسبوع.

كما أعربت جماعات حقوق الإنسان أيضا عن قلقها؛ فتقول باربورا سيرنوساكوفا، وهي باحثة ضمن فريق الاتحاد الأوروبي في منظمة العفو الدولية: «من المؤلم أن يعلق الأفراد الذين سعوا للجوء إلى الاتحاد الأوروبي في مثل هذه الظروف التي لا تُحتمل، مع اقتراب فصل الشتاء».

من جهتها، «حذرت منظمة أطباء بلا حدود، من الأوضاع المروعة في مراكز الاستقبال، والافتقار الشديد إلى المساعدة الطبية». وقالت المجموعة إن «الخيار الوحيد لمئات الأفراد هو النوم في خيام لا تصل إليها التدفئة، بينما يتكدس الآخرون معا في الفصول الدراسية في المدارس المهجورة، لأن مراكز الاستقبال غير قادرة على التعامل مع مثل هذا العدد من الأفراد».

وأضافت الجماعة في بيانها: «في بعض الأحيان، لا يتوافر سوى مرحاض واحد لـ50 شخصا، في الوقت الذي لا تحصل فيه عائلات بأكملها على ما يكفي من الغذاء لتناول الطعام.

ويقول حسن، وهو صيدلي كردي: «لدي طلب واحد فقط، وهو الانتقال إلى منزل أو منزل متنقل. ستهطل الثلوج قريبا وسيكون من المستحيل أن نعيش في الخيمة مع الأطفال».

ويأمل حسن أن تنهي السلطات البلغارية وثائق الهجرة الخاصة به وبعائلته حتى يتمكنوا من الانتقال إلى أحد بلاد الاتحاد الأوروبي الأكثر ثراء. وقد هدد أقرانه من اللاجئين في المخيم ببدء إضراب عن الطعام احتجاجا على الظروف المعيشية بالغة الصعوبة.

وقال: «معظمنا لديهم أقارب أو آباء في دول أخرى، مثل ألمانيا وهولندا والسويد وفنلندا. نريد أن نغادر فورا، لنعيش ككل الناس الشرفاء».

وكان نحو 10 آلاف مهاجر، معظمهم من سوريا وأفغانستان والعراق، قد وصلوا إلى بلغاريا مقبلين من تركيا منذ يناير (كانون الثاني)، مستخدمين طرقا غير شرعية لعبور الحدود. غير أن هذا التدفق يفوق طاقة نظام المساعدات في بلغاريا، التي يمكن أن تستوعب، وفقا لمسؤولين، نحو خمسة آلاف شخص فقط.

وسعى الآلاف من اللاجئين للوصول إلى أوروبا الغربية عبر اليونان ومقدونيا وألبانيا والجبل الأسود أو صربيا. وكانت عائلات بأكملها تقيم على الطريق لعدة أشهر، حيث نُقلوا عبر الحدود من قبل مهربي البشر، الذين يضعونهم في شاحنات أو سفن أو يقودونهم سيرا على الأقدام، وفي كثير من الأحيان يسافر المهاجرون من دون وثائق ويتعرضون لسرقة ممتلكاتهم ومدخراتهم، التي يحتاجونها لدفعها للمهربين.

وكان 12 شخصا يُعتقد أنهم سوريون، بينهم أربعة أطفال ووالداهما، لقوا مصرعهم غرقا الأسبوع الماضي في اليونان، بعد انقلاب القارب السريع الذي كانوا يستقلونه، بعد أن كانوا يأملون في استخدامه لتهريبهم إلى إيطاليا، في حين نجا 15 شخصا آخر في حادث بالقرب من جزيرة يفكاذا الغربية.

وفي بلغاريا، اندلعت احتجاجات في مخيم للاجئين في ضواحي العاصمة صوفيا، عندما توفي قحطان العمر المهاجر السوري البالغ من العمر 35 عاما، نتيجة أزمة قلبية، بعد أسبوع من وصوله مع زوجته وثلاثة أطفال. وقالت زوجته إن زوجها كان يشكو من آلام في الصدر، لكنه لم يتلقّ أي مساعدات، نظرا لوصول سيارة الإسعاف بعد ساعة من وفاته.

يقع مخيم صوفيا، في مدرسة قديمة شاغرة، حيث يتكدس اللاجئون في الفصول الدراسية، مع عدد قليل من المراحيض والحمامات، ودون وجود أماكن ملائمة لإعداد الطعام. وتقسم الغرف باستخدام فرش الأسرّة التي توفر بالكاد قدرا من الخصوصية.

يعتمد الأفراد في المخيم في الغالب على التبرعات التي يوزعها الصليب الأحمر، وينتظر معظمهم السلطات البلغارية لإصدار وثائق تعترف بأنهم سوريون، التي من شأنها أن تساعدهم على اللجوء في أماكن أخرى في الاتحاد الأوروبي. لكن المسؤولين قالوا إن الإجراءات تستغرق وقتا.

وقال نيكولاي كيربانليف رئيس وكالة اللاجئين التي تديرها الحكومة في بلغاريا: «نحن ندرك أنهم يريدون الانتهاء من وثائقهم سريعا، لكن لدينا قوانين ولوائح معنية نتبعها».

أعباء تدفق اللاجئين تثقل أيضا كاهل صربيا، دولة البلقان التي تقع على الحدود مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من المجر وكرواتيا، مما يجعلها نقطة عبور للمهاجرين.

ويغص مركز اللجوء الصربي وسط قرية بوغوفادجا بمئات المهاجرين الذين ينامون في العراء، ولا يحصلون سوى على وجبة واحدة فقط في اليوم. ويقول المهاجرون إن طالبي اللجوء الذين يتمكنون من الوصول إلى الاتحاد الأوروبي غالبا ما يرحلون إلى صربيا ومقدونيا واليونان أو بلغاريا، حيث يمكثون لبعض الوقت، ثم يعيدون الكرّة مرة أخرى.

وفي محاولة لوقف هذا المد من المهاجرين، تستعد السلطات في بلغاريا لبناء سياح بارتفاع ثلاثة أمتار (10 أقدام) على الحدود مع تركيا، والذي يتوقع أن يكون جاهزا بحلول فبراير (شباط).

توجه لتأجيل «جنيف 2» إلى يناير.. والائتلاف «يلمس تفهما» من الإبراهيمي

اجتماع روسي ــ أميركي اليوم لبحث التحضيرات.. والمعارضة تتوجس من الاتفاق النووي الإيراني

بيروت: كارولين عاكوم

بينما يترقب الائتلاف السوري المعارض نتائج اللقاء الروسي – الأميركي والمبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، المزمع عقده اليوم (الاثنين) في جنيف، لبحث التحضيرات لمؤتمر «جنيف 2» للسلام الخاص بسوريا، وتحديد موعده، أفادت مصادر دبلوماسية في نيويورك أن الاجتماع يتجه إلى تحديد يناير (كانون الثاني) موعدا للمؤتمر بدلا من أواسط الشهر المقبل، كما أعلن سابقا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وقالت المصادر الدبلوماسية، إنه «من المتوقع أن يعلن بان موعد هذا المؤتمر في ختام اجتماع اليوم». ويطمح الائتلاف في الحصول على توضيحات من الاجتماع إزاء الشروط التي سبق أن أعلنها لحضور المؤتمر. وكان وفد الائتلاف الوطني المؤلف من أمينه العام بدر جاموس، وعبد الحكيم بشار، وعبد الأحد اصطيفو، ونذير الحكيم، أمس، في جنيف، التقى الإبراهيمي ونائبه ناصر القدوة، والسفير الأميركي لدى سوريا، روبرت فورد. في حين أرجئ اللقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إلى اليوم (الاثنين).

وقال القيادي في الائتلاف أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد «لمس تفهما من قبل الإبراهيمي لمواقف الائتلاف المتعلقة بالظروف التي يرى أنها تؤدي إلى نجاح (جنيف 2)، والأهم الوصول إلى انتقال سلمي للسلطة في سوريا وليس مفاوضات بلا مضمون أو نتائج».

وأشار رمضان إلى أن الائتلاف ينتظر مدى التزام الدول بمقررات «أصدقاء سوريا»، وقبلها «جنيف 1»، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118، وبالدرجة الأولى أميركا وروسيا.

ويأمل الائتلاف في التوصل إلى تشكيل سلطات انتقالية ذات صلاحيات كاملة دون أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في المستقبل.

وقال عضو الائتلاف الوطني سمير النشار لـ«الشرق الأوسط»، إن لقاءات وفد الائتلاف الوطني في هذين اليومين في جنيف تهدف إلى «توضيح وتأكيد الموقف حيال المشاركة في المؤتمر، لا سيما بعد الالتباس الذي حصل إثر إعلان الائتلاف عن استعداده للذهاب إلى مؤتمر (جنيف 2) وفق بنود محددة، والذي فسره البعض على أنه موافقة».

وأوضح النشار في حديثه، أن الأرضية حتى الآن ليست جاهزة، والهدف من لقاءات وفد الائتلاف في جنيف هو الاطلاع على الأجواء التي تسبق اللقاء الثنائي اليوم (الروسي – الأميركي)، وإيصال رسالة أساسية ومهمة، وهي أن «الائتلاف ليس جاهزا للمشاركة في المؤتمر، ولن يشارك حتى لو حدد الموعد، ما لم يحصل على توضيحات وضمانات تلزم النظام بالقرارات التي ستصدر عن المؤتمر». وكشف عن أن لقاء سيعقد هذا الأسبوع، بين السفير الأميركي فورد والمعارضة السورية، في تركيا، مستبعدا انعقاد مؤتمر «جنيف 2» قبل مطلع العام المقبل.

وأكد النشار، أن «المعارضة السورية تريد أجوبة واضحة عن أمور أساسية، وأهمها: ما موقع الأسد ودوره في مستقبل سوريا وفي المرحلة الانتقالية، إضافة إلى قضايا أخرى سبق لنا أن أعلناها، لا سيما مشاركة إيران في المؤتمر، وهو الأمر الذي نصر على رفضه ما دامت أذرعتها العسكرية تدير الحرب في سوريا ضد الشعب».

وفي حين رأى أن الاتفاق الذي حصل أمس، بين أميركا وإيران بشأن الملف النووي سينعكس بالتأكيد على القضية السورية، عد نتائجه «ستفتح الباب أمام عدة احتمالات سلبية منها وإيجابية»، مبديا تخوفه من أن «تكون الثورة السورية ضحية هذا التوافق»، آملا أن يكون الأمر عكس ذلك، وأن ترسل إيران إشارات إيجابية، وأن تبدي استعدادا للتخلي عن الأسد.

من جهته، عد بدر جاموس، الأمين العام للائتلاف الوطني السوري، والمشارك في وفد الائتلاف إلى جنيف مع عبد الحكيم بشار وعبد الأحد اصطيفو ونذير الحكيم، أن الهدف من زيارة وفد الائتلاف هو «التشاور مع الفرقاء الفاعلين لتهيئة المناخ المناسب لانعقاد (جنيف 2)، وذلك بالضغط على النظام السوري لإيقاف هجماته على المدنيين، وفك الحصار والإفراج عن المعتقلين السوريين».

وقال في تصريح صحافي: «الملف السوري هو ملفنا، والمعاناة معاناتنا ومعاناة أهلنا وأوجاع شعبنا، ولا يجب أن نغيب، في حين تنعقد الاجتماعات في المحافل الدولية، وفي مبنى الأمم المتحدة، وفي جنيف».

وكانت الهيئة العامة للائتلاف وافقت على حضور مؤتمر «جنيف 2»، على أن يؤدي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة، بما فيها الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والأمنية، إضافة إلى عدم وجود أي دور للرئيس السوري بشار الأسد ومساعديه في المرحلة الانتقالية. وأشارت الهيئة في رؤيتها إلى أن انتقال السلطة منصوص عليه في بيان «جنيف 1»، وفي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118، الذي تبنى بيان جنيف، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لتطبيقه.

من جهة أخرى، أشار النشار إلى أنه لم يحصل أي تواصل مباشر بين الائتلاف الوطني من جهة، وبين «معارضة الداخل» مثل هيئة التنسيق الوطنية ونائب رئيس الحكومة المقال قدري جميل من جهة أخرى، لتمثيل المعارضة بوفد موحد في مؤتمر «جنيف 2»، وهو مطلب روسي. ورفضت موسكو عد «الائتلاف» الممثل «الشرعي والوحيد» للشعب السوري، واتهمته باحتكار المعارضة، في حين أن هناك أطرافا أخرى تعدها «معتدلة» وتستحق تمثيلا في المؤتمر. وعد النشار مطلب موسكو «مشكلة إضافية تتمسك بها روسيا».

مقتل 11420 طفلا في سوريا منذ بدء النزاع

منهم 128 بالكيماوي و389 برصاص قناصة

لندن: «الشرق الأوسط»

قتل أكثر من 11 ألف طفل في النزاع السوري منهم 128 بأسلحة كيماوية و389 برصاص قناصة وفق تقرير نشره الأحد مركز أكسفورد ريسرتش غروب البريطاني للأبحاث.

وأفاد التقرير أن 11420 طفلا سوريا تقل أعمارهم عن 17 سنة قتلوا منذ اندلاع النزاع في مارس (آذار) 2011 ونهاية أغسطس (آب) 2013 من بين إجمالي 113735 قتيلا من مدنيين ومقاتلين جرى إحصاؤهم.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن التقرير أن من بين الأطفال الـ10586 الذين حددت أسباب وفاتهم، 7557 طفلا، أي 71% قتلوا بـ«أسلحة متفجرة» (قصف جوي ومدفعي واعتداءات بالقنابل وسيارات مفخخة) وهي الأسلحة «الأكثر فتكا بالأطفال في سوريا» وفق التقرير الذي يستند إلى معطيات عدة منظمات سورية.

وأوضح التقرير أن «طلقات الأسلحة الخفيفة كانت السبب في مقتل أكثر من ربع الأطفال الضحايا أي 2805 أطفال يشكلون 26.5% من المجموع – فيما أعدم 764 طفلا من دون محاكمة وقتل 389 برصاص قناصة مختبئين».

ومن بين الـ764 الذين أعدموا أفيد بأن «112 منهم تعرضوا إلى التعذيب» ومنهم خمسة في السابعة من العمر أو أقل، و11 تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة، وفق المصدر ذاته.

وأضاف التقرير أيضا أن «128 طفلا سجلوا على أنهم قتلوا بأسلحة كيماوية في الغوطة في 21 أغسطس 2013» في هجوم نسبته الدول الغربية إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بينما نسبته روسيا إلى المعارضة.

وأدى ذلك الهجوم الذي أسفر عن سقوط مئات القتلى إلى تصعيد التوتر وإلى تفكيك أسلحة النظام السوري الكيماوية.

وأثبت التقرير أيضا أن «الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة هم الأكثر عرضة إلى القتل العمد سواء عن طريق القنص أو الإعدام أو التعذيب». والمراهقون هم عامة الأكثر استهدافا أكثر من الأطفال الأصغر سنا كما أن عدد الصبية ضعف عدد الفتيات.

واعتبرت هنا سلامة أحد معدي التقرير أن «الأكثر مدعاة للقلق في استنتاجات التقرير ليس العدد الكبير للأطفال القتلى في هذا النزاع فقط بل أيضا الطريقة التي قتلوا بها». وأضافت أنه «على كل أطراف النزاع تحمل مسؤولية حماية الأطفال». فيما اعتبر حميد دردغان الذي شارك أيضا في وضع التقرير أن «لا شيء يضمن أمن الأطفال سوى سلام دائم وليس مزيدا من الرصاص».

ديبلوماسيّة سريّة لـ4 سنوات أنتجت الاتّفاق النووي الإيراني

لعبت الديبلوماسية السرية الدور الكبير في الوصول الى الاتفاق المرحلي

وهـيـب مـعـلـوف

بيروت – الاتفاق المرحلي الذي أبرمته الدول الست (5+1) المعنيّة بالملف النووي الإيراني مع طهران، جاء في أعقاب أكثر من 4 سنوات من “الديبلوماسيّة السريّة” بين واشنطن وطهران، وفق ما أوردت صحيفة “يو أس آي توداي” أمس.

ولفتت الصحيفة إلى أنّه، بناءً على طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما – الذي شكّل التوصل إلى اتفاق مع إيران أولويّة له منذ تولّيه منصبه في العام 2009– اكتسبت هذه الديبلوماسيّة زخماً عبر سلسلة من الاجتماعات السرية في الصيف والخريف بين مسؤولين أميركيّين ومستشارين للرئيس الايراني الجديد حسن روحاني الذي انتُخب في آب الماضي.

وفي السياق ذاته، أفادت وكالة “أسوشياييتد برس” عن مفاوضات “سرية” قادها وكيل وزير الخارجية الاميركي وليم برنز مع مسؤولين إيرانيين في سلطنة عمان منذ آذار الماضي، فيما أشارت “يو أس آي توداي” إلى أنّ “معظم التقدم حصل في الاجتماعات الأربعة” منذ تولي حسن روحاني منصبه في شهر آب الفائت.

ووفق الصحيفة، فإنّ تفاصيل هذه الاجتماعات الأخيرة هي التي أرست الأرضيّة للمحادثات المهمة في جنيف بين إيران والدول الست الكبرى (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا).

وفي هذا الاطار، أشارت صحيفة “هيندوستان تايمز” إلى أن الجهود التفاوضية الأخيرة التي قادها برنز جاءت تأسيساً على تلك التي قام بها المستشار في البيت الأبيض، الهندي – الاميركي بونيت تالوار، الذي قاد لسنوات خلت مبادرة الرئيس أوباما للتقارب مع إيران، ولا سيّما أنّه شارك في المفاوضات السرية مع إيران في الأشهر الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن وول ستريت جورنال وصفها لتالوار الذي يحمل صفة مساعد الرئيس، بأنه كان “في قلب الديبلوماسية” مع إيران، وأنّه “مثّل البيت الاببض في جميع المفاوضات الرسميّة التي جرت بين إيران والدول الست الكبرى منذ 2009”.

والجدير بالذكر أنّ الاتفاق في جنيف هو نتيجة مباشرة لمحادثات جرت في أعقاب انتخاب الرئيس الايراني حسن روحاني، تبعها تبادل رسائل مع أوباما واتصال هاتفي.

وأشارت “هنودستان تايمز” إلى أنّ أوباما يتّجه نحو تعيين تالوار، الذي كان في جنيف كعضو في الوفد الاميركي، مساعداً لوزارة الخارجيّة للشؤون السياسية والعسكرية. وفي حال حصول هذا التعيين، فإنه سيجعل من تالوار الهندي الاميركي الثاني الذي يشغل حالياً منصباً بهذا المستوى في الدولة الأميركيّة.

ترحيب أوروبي وخليجي باتفاق إيران النووي

                                            تواصلت ردود الفعل الدولية المرحبة بالاتفاق الذي وقعته إيران والقوى الكبرى الأحد في جنيف بشأن برنامج إيران النووي، وفي حين أعلن الاتحاد الأوروبي بدء تخفيف العقوبات على طهران أول الشهر المقبل، قالت كندا إنها ستبقي على عقوباتها لحين توقيع اتفاق نهائي.

وأبرمت إيران مع القوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، وألمانيا) اتفاقا يقلص برنامجه طهران النووي، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها، بينما اُعتبر بداية لتقارب يقلل من مخاطر نشوب حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “كل الأطراف” إلى الالتزام بالتعهدات التي نص عليها الاتفاق، وأضاف أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيجتمعون خلال بضعة أسابيع لصياغة اقتراح لرفع جزئي للعقوبات المفروضة على إيران.

ورغم أن الاتفاق ينص على تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، فإن وزير الخارجية الكندي جون بيرد أعلن أن بلاده ستبقي على عقوباتها بانتظار اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي.

واعتبر بيرد أن “فرض عقوبات فعالة” دفع بالنظام الإيراني إلى “اعتماد موقف أكثر اعتدالا وفتح الباب للمفاوضات” التي قادت إلى هذا الاتفاق.

وشددت كندا عقوباتها على إيران الربيع الماضي من خلال منع كل الصادرات إليها والواردات منها باستثناء تلك التي لها طابع إنساني، كما وسعت عقوباتها لتشمل عددا أكبر من المسؤولين والمؤسسات المشمولين بقرارات تجميد الأرصدة.

من جانبه، أشاد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالاتفاق واعتبره “جيداً للعالم بأسره”. وقال في تغريدة له على موقع “تويتر” إن الاتفاق “كان مهماً ويمثل أول مرحلة مهمة ومشجعة مع إيران، وسيجمد العمل في برنامجها النووي لمدة ستة أشهر ويعيد بعض أجزائه إلى مراحله السابقة”.

وفي برلين، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن أملها في التوصل إلى اتفاق شامل قريبا مع إيران. وأشاد المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت بالاتفاق واعتبره “خطوة أولى مهمة”.

وفي روما، رحبت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو بالاتفاق واعتبرت أنه “يفتح نافذة ملائمة علينا أن نحرص على تركها مفتوحة”، لكنها وصفته في مقابلة صحفية بأنه “اتفاق حذر”.

وألمحت بونينو إلى إمكانية الانطلاق من الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي إلى اتفاق بشأن الأزمة في سوريا، وقالت “إذا واصلنا السير في هذا الاتجاه يمكن أن يسهل أيضا ملفات أخرى قائمة حول الشرق الأوسط”.

ترحيب خليجي

عربيا، رحبت دول مجلس التعاون الخليجي بالاتفاق، واعتبرت أن من شأنه تعزيز الاستقرار في المنطقة.

ففي الرياض التي أعربت الأحد عن تخوفها من الاتفاق، قال بيان للحكومة في ختام اجتماعها الأسبوعي الاثنين إن الاتفاق يمكن أن يشكل خطوة باتجاه حل شامل إذا ما توافرت النوايا.

وفي الدوحة، قال مصدر في وزارة الخارجية إن الاتفاق “يشكل خطوة هامة نحو حماية السلام والاستقرار في المنطقة”، مؤكدا أن قطر “تدعو لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي”.

وفي المنامة، نشرت وكالة أنباء البحرين بيانا رسميا قالت فيه إن الاتفاق “يتماشى مع مواقف مملكة البحرين وسياستها الثابتة بأن الحلول الدبلوماسية هي الطريق الصحيح لضمان الاستقرار وتحقيق السلام والأمن الدوليين”.

وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن الاتفاق “مهم ومرحلي سيصب في نهاية الأمر في مصلحة الاستقرار ونزع فتيل أي أزمة وشيكة”، وأعرب عن أمله في نجاح الاتفاق في إبعاد خطر انتشار أسلحة الدمار الشامل.

كما رحبت الإمارات العربية المتحدة بالاتفاق، وأعرب مجلس الوزراء في بيان عن تطلعه لأن يمثل ذلك الاتفاق خطوة نحو اتفاق دائم يحفظ استقرار المنطقة ويقيها التوتر وخطر الانتشار النووي.

ورحبت الكويت بالاتفاق آملة أن يشكل بداية ناجحة لاتفاق دائم ينزع فتيل التوتر، ويحفظ للمنطقة أمنها واستقرارها. جاء ذلك في تصريح لوكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجار الله.

كما أعربت سلطنة عُمان عن أملها في أن يساهم الاتفاق في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة،

وفق تصريح لمصدر مسؤول في وزارة الخارجية.

في سياق متصل، نفت إيران إجراء محادثات سرية مع الولايات المتحدة، قبيل توقيع الاتفاق. وأكد مصدر بوزارة الخارجية أن طهران وواشنطن لم تجريا سوى محادثات بشأن القضايا النووية في إطار المفاوضات التي جرت في جنيف مع مجموعة (5+1).

بان: مؤتمر جنيف 2 في 22 يناير

                                            أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن ممثلي الحكومة السورية والمعارضة سيجتمعون في جنيف في 22 يناير/كانون الثاني القادم، فيما يلتقي المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم الاثنين في جنيف بمساعدي وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا لبحث الاستعدادات لهذا المؤتمر الذي يعرف بـ”جنيف 2″. ويتزامن ذلك مع وجود وفد للمعارضة السورية في جنيف للاجتماع بمسؤولين روسيين بشأن المؤتمر وأمور إنسانية في الداخل.

وقال بان في بيان تلاه متحدث باسمه إن المؤتمر “مهمة تبعث على الأمل”.

ومن المقرر أن يجتمع الإبراهيمي في جنيف اليوم مع غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف نائبي وزير الخارجية الروسي ووندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأميركي لإجراء تحليل للوضع، وفق المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق.

وأكد دبلوماسي في الأمم المتحدة -طلب عدم كشف هويته- لوكالة الصحافة الفرنسية أن الدبلوماسيين الأمميين والأميركيين والروس ذللوا الكثير من العقبات، وأن المؤتمر “لن يعقد في ديسمبر/كانون الأول بل في يناير/كانون الثاني، وهو ما أيده دبلوماسي آخر”.

يشار إلى أن المعارضة السورية ترفض أن يكون للرئيس السوري بشار الأسد دور خلال المرحلة الانتقالية، في حين يرفض النظام هذا الأمر.

مشاركة إيران

وتشكل مشاركة إيران في لقاء جنيف2 مصدرا آخر للخلاف بين المعارضة التي ترفض ذلك وبين النظام السوري.

وقال مسؤول غربي كبير “قد تحصل تسوية حول هذه النقطة تشارك بموجبها إيران والسعودية في اجتماعات على هامش المؤتمر من دون أن تشاركا في المحادثات نفسها”، بينما قال الممثل الخاص للمملكة المتحدة لدى المعارضة السورية السفير جون ويلكس إن على إيران أن تثبت عمليا وقوفها إلى جانب الحل السلمي بسحب قواتها وقوات حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية من سوريا.

لقاء ثنائي

ويتزامن اللقاء التشاوري في جنيف مع وجود وفد للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بسوريا في العاصمة السويسرية للاجتماع بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حين قال الائتلاف إن موعد زيارة وفده لروسيا لم يتحدد بعد.

وقال الناطق باسم الائتلاف لؤي صافي لوكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) أمس الأحد إن الوفد في جنيف سيبحث مع الجانب الروسي بعض التفاصيل التي تتعلق بشؤون إنسانية مثل فك الحصار عن المناطق المحاصرة من قبل النظام، وبشؤون أخرى سياسية تتعلق بالتحضير لمؤتمر جنيف2، والتعرف على وجهة النظر الروسية فيه.

لكن مسؤول الشؤون الرئاسية في الائتلاف منذر أقبيق قال إن الوفد لن يتمكن من لقاء لافروف في جنيف، وإن المحادثات ستتركز على اللقاء مع نائبه بوغدانوف.

وتأمل الأمم المتحدة أن يعقد مؤتمر جنيف2 منتصف ديسمبر/كانون الأول المقبل. ويهدف المؤتمر إلى البناء على اتفاق توصلت إليه القوى العالمية بجنيف في يونيو/حزيران 2012 تحت رعاية الوسيط السابق كوفي أنان ويدعو إلى انتقال سياسي بسوريا، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام مسألة مشاركة الأسد بدور في العملية الانتقالية.

معارك بريف دمشق وقصف بحمص

                                            قال ناشطون إن مقاتلي المعارضة يخوضون معارك عنيفة في ريف دمشق استعادوا فيها السيطرة على عدد من القرى وسيطروا على أخرى سعيًا لفك الحصار عن الغوطة الشرقية، فيما سقط عدد من جرحى بينهم أطفال في قصف القوات النظامية مدينة تلبيسة بريف حمص.

وبث ناشطون صورا على الإنترنت قالوا إنها لمقاتلين من المعارضة أثناء عودتهم من معركة خاضوها ضد مقاتلي النظام في بلدة العتيبة قرب مطار دمشق الدولي.

وذكر الناشطون أن المعركة أسفرت عن تقدم قوات المعارضة واقترابها من فك الحصار عن الغوطة الشرقية وفتح طرق أخرى لإدخال مواد غذائية وطبية للسكان المحاصرين.

من جهتها، قالت شبكة شام إن قوات المعارضة دمرت دبابتين لقوات النظام أثناء محاولتها التسلل لمدينة يبرود في القلمون بريف دمشق.

وتشهد المنطقة اشتباكات متواصلة بالأسلحة الثقيلة والرشاشات، وقد قطعت قوات المعارضة الطريق الدولي الذي يصل دمشق بحمص بين مدينتي قارة والنبك لليوم السادس على التوالي، فيما تشن طائرات النظام غارات متتالية على مدينتي يبرود والنبك، كما تشهد قصفا بالمدفعية والدبابات من مقر اللواء 18 في جبال القلمون.

من جهته، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات دارت بعد منتصف الليلة الماضية بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المعارضة في محور الكباس عين ترما، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وبيّن المصدر ذاته أن هذا القصف ترافق مع قصف القوات النظامية مناطق في الغوطة الشرقية ومحيط بلدة رنكوس ومزارعها، في حين قصفت القوات النظامية فجر اليوم مناطق في بلدة الرحيبة.

محاور أخرى

يأتي ذلك في حين تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب إسلامية أخرى مقاتلة من جهة أخرى على طريق حمص دمشق الدولي من جهة جسر يبرود، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وفي دمشق، تعرضت مناطق في حي جوبر لقصف قوات النظام، ترافق مع اشتباكات عند أطراف حي برزة، فيما أدى قصف حي العسالي إلى سقوط عدد من الجرحى.

إلى ذلك، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط جرحى بينهم أطفال في قصف قوات النظام تلبيسة بريف حمص.

وقال ناشطون إن جيش النظام قصف مدينة تلبيسة بالهاون والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مما أدى لسقوط جرحى وهدم عدد من المنازل السكنية في المدينة. ويأتي هذا بالتزامن مع القصف اليومي المتكرر لمدينة الرستن وبلدة الغنطو وحي الوعر في حمص.

من جهتها، قالت شبكة شام إن حريقا كبيرا اندلع في أحد أسطح الأبنية السكينة جراء القصف بالهاون من قبل قوات النظام على حي الوعر.

كرّ وفرّ

وفي حلب، بث ناشطون صورا لاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة في بلدة رسم عسان في ريف حلب الجنوبي.

للمزيد زوروا صفحة الثورة في سوريا

ودمر مقاتلو المعارضة دبابتين تمكنوا من قتل طاقمهما باستخدام صواريخ متطورة ودبابات وأسلحة ثقيلة، حيث تشهد منطقة ريف حلب الجنوبي والشرقي معارك كر وفر بين  الجيش الحر والنظامي.

وكان ناشطون قد ذكروا أن فصائل سورية معارضة سيطرت على قرى بريف حلب، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وكتائب إسلامية مقاتلة أخرى سيطروا على عدة قرى في ريف حلب على طريق السلمية خناصر حلب، إثر اشتباكات مع القوات النظامية.

وأضاف المرصد أن الكتائب المشاركة في المعركة تسعى إلى قطع هذه الطريق الإستراتيجية التي تعد شريان الحياة للمناطق التي تسيطر عليها القوات النظامية بمحافظة حلب.

في غضون ذلك، تعرضت مناطق في حي طريق السد في درعا ومخيم درعا لقصف من قبل القوات النظامية وسط اشتباكات في الجهة الغربية من بلدة غباغب، ترافق مع قصف على مناطق في البلدة، وعلى بلدتي ناحتة والشيخ مسكين مما أدى لسقوط جرحى.

نساء سوريا.. يتيمات حائرات وأرامل ثكالى

                                            سلافة جبور-دمشق

لا تعرف هبة أنه في 25 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، فهي تزوجت العام الماضي ولم تتجاوز الـ13 من عمرها، لتضع مولودها الأول بعد أقل من سنة على زواجها، حالها كحال عشرات الفتيات اللواتي فرض الصراع الدائر في سوريا ظروفاً قاسية على عائلاتهن، ليغدو الزواج -وإن كان مبكراً- الملاذ الممكن الوحيد.

وتظهر تقارير مختلفة أرقاماً مأساوية حول واقع المرأة في سوريا اليوم، فبينما يبلغ عدد المعتقلات في سجون النظام بين ثلاثة وأربعة آلاف معتقلة، وعدد القتيلات خلال الثورة أكثر من خمسة آلاف، تأتي سوريا في المركز الـ19 في استطلاع أجرته مؤسسة “تومسون رويترز” حول حقوق المرأة في العالم العربي، لتتقدم فقط في ذلك على كل من مصر والعراق والسعودية.

أهون الشرين

وبدا واضحاً خلال الاستطلاع التأثير الكبير للأزمة على حقوق السوريات، والذي تجلى في جوانب عدة مثل العنف الجنسي والزواج القسري، والاتجار بالفتيات وخاصة في مخيمات اللجوء، ناهيك عن التعذيب والانتهاكات التي تتعرض لها المعتقلات في السجون.

وتقول والدة هبة للجزيرة نت إنها لم تكن راضية تماماً عن زواج ابنتها في هذه السن، إلا أنها شعرت بأن ذلك قد يكون كفيلاً بتأمين مستقبل أكثر أماناً لها، على حد تعبيرها.

فبعد مقتل والد هبة العام الماضي في الغوطة الشرقية، ونزوح العائلة التي فقدت معيلها الوحيد، واستقرارها في أحد مراكز الإيواء بدمشق، لم يبدُ خيار تزويج هبة من أحد المقيمين في المركز والذي تقدم لخطبتها خياراً سيئاً.

“أشعر الآن ببعض من الارتياح، فقد أصبح هناك مسؤول عن ابنتي ومتكفل بكافة مصاريفها التي كنت أعجز عن تأمينها في معظم الأحيان”، تقول والدة هبة.

لم يكن بالتأكيد الزفاف الذي تحلم به هبة ولا الحياة التي ربما تمنت أن تختارها بنفسها في يوم من الأيام، وهي اليوم تبدو بوجهها الطفولي ونظراتها الحائرة عاجزة عن تقديم أدنى متطلبات الرعاية لطفلها الذي لم يتجاوز بعدُ شهره الأول.

تقسيم الطعام

الوجه الآخر من معاناة النساء تجسده الأرملة أم محمد النازحة من مدينة داريا، فهي تعول أطفالها الثلاثة بعدما قتل زوجها في مجزرة داريا في أغسطس/آب 2012.

وأم محمد واحدة من بين آلاف النساء السوريات اللاتي فقدن معيلهن ووجدن أنفسهن وحيدات في مواجهة ظروف حياة قاسية تزيد الحرب من وطأتها يوماً بعد يوم.

وعندما التقت الجزيرة نت أم محمد في مكان إقامتها الحالي بأحد مراكز الإيواء في ريف دمشق، كانت تقسّم الوجبة الغذائية التي تحصل عليها كمعونة من إحدى الجمعيات الخيرية، لتحتفظ بقسم لها ولأولادها وتبيع الآخر.

“هي واحدة من السبل القليلة التي أمتلكها للحصول على بعض النقود لي ولأولادي”، تقول أم محمد بحسرة، فهي لم تترك باباً إلا طرقته للحصول على عمل تعيش منه بكرامة، لكن دون جدوى، لتضطر اليوم إلى تدبير أمورها معتمدة على المعونات والمساعدات.

ولمست الجزيرة نت خلال لقائها بعدة نماذج من نساء سوريا اللاتي يفترض أن يحتفلن باليوم العالمي لمناهضة العنف ضدهم، كيف وحّدتهن معاناة الحرب وخسارة الأهل والأقارب، وحولتهن إلى وقود في صراع لا ناقة لهن فيه ولا جمل.

خامنئي يبارك الاتفاق النووي.. ومؤيدوه ينتقدونه بشدة

موقع محافظ: الجمهورية الإسلامية وقعت الاتفاقية لأنها لم تستطع أن تقاوم أكثر

دبي – سعود الزاهد

في الوقت الذي أيد المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، التوافق النووي بين بلاده والقوى الكبرى، واصفاً إياه بـ”الناجح” لدى رده على رسالة الرئيس الإيراني بهذا الخصوص، حيث أعرب المرشد عن “شكره وتقديره” لحسن روحاني والفريق المفاوض، إلا أن صحفاً ووسائل إعلام موالية له انتقدت هذا الاتفاق، معتبرة أن إيران هي الطرف الخاسر في هذه المفاوضات.

وكان روحاني ذكر في رسالته إلى المرشد الإيراني: “إن أبناءكم الثوريين تمكنوا من خلال مفاوضات صعبة ومعقدة إثبات حق الشعب الإيراني في النشاط النووي”.

واعتبر روحاني الاتفاقية بمثابة خطوة أولى على طريق “الحقوق النووية وحق التخصيب”، زاعماً أن القوى العظمى اعترفت بهذا الحق لإيران، على حد تعبيره.

وخلافاً لتبادل رسائل التهنئة و”أعراس الانتصار” التي شهدتها العاصمة الإيرانية طهران لدى عودة وزير الخارجية الإيراني من جنيف، انتقدت وكالة “فارس” للأنباء القريبة من الحرس الثوري الإيراني في مقال تحليلي الاتفاق، وأكدت أنه قابل للتفسير والتأويل.

التناقض في التأويل حول عملية التخصيب

وأضافت “فارس” أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، له قراءته للتخصيب المشار إليه في الاتفاق، في حين جون كيري له قراءة مختلفة.

يذكر أن الحكومة الإيرانية ترى أنها انتصرت في جعل القوى الكبرى تعترف بحقها في تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي نفاه جون كيري، مؤكداً أنه لم يتم الاعتراف بأي حق لإيران في مجال تخصيب اليورانيوم.

وتعليقاً على موقف كيري، ركزت صحيفة “كيهان” القريبة من المرشد الأعلى على موضوع التخصيب، حيث أوردت تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بشأن “اعتراف الأسرة الدولية بحق إيران في تخصيب اليورانيوم”، وكتبت “إن الأميركيين نقضوا الاتفاق بعد ساعة من إبرامه، حيث قال جون كيري: إن المادة الرابعة من معاهدة الحد من الانتشار النووي لم تتطرق إلى حق الأعضاء في الحصول على تقنية تخصيب اليورانيوم”.

وأردفت صحيفة “كيهان”: “لا يمكن الثقة بالولايات المتحدة الأميركية، لأن الدبلوماسيين والمسؤولين الأميركيين يحاولون المراوغة بابتساماتهم الخادعة”.

ومن ناحيتها، عددت وكالة “فارس” شبه الرسمية النقاط السلبية في الاتفاق النووي، الأمر الذي يمكن اعتباره تراجعاً إيرانياً أمام الضغوط الدولية على صعيد ملفها النووي.

فقالت “فارس”: لقد خرجت الاتفاقية من أطر ميثاق حظر انتشار السلاح النووي، حيث تم تدويل حق إيران في تخصيب اليورانيوم، مما قد يؤدي إلى تقليص حقوق إيران.

إيران تفقد قدرتها على المساومة

وحول قدرة إيران على المساومة في المستقبل، رأى موقع وكالة “فارس” للأنباء أن الاتفاق النووي الأخير قضى على قوة إيران للمساومة في أي مفاوضات مستقبلية بعد أن تنازل المفاوضون الإيرانيون عن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%.

وذكرت “فارس” أن الاتفاقية ضمت رسمياً كلاً من الصين وروسيا إلى صفوف الدول التي تمارس العقوبات على إيران، إثر توقيع موسكو وبكين على الاتفاقية النووية الأخيرة.

أما موقع “رجانيوز”، القريب من رجل الدين المتشدد آية الله مصباح يزدي، فقد تساءل: ما الذي حصلت عليه إيران مقابل الامتيازات التي منحتها للغرب، واستنتج أن طهران أعطت الكثير ولم تأخذ إلا القليل، ودعت إلى عرض الاتفاقية على مجلس الشورى الإيراني لإبداء رأيه فيها.

الحلويات المرة

وانتقدت مواقع قريبة من الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، الاتفاقية النووية المبرمة بين طهران والدول الكبرى، وأعاد موقع “نكات برس” إلى الأذهان اتفاقية “تركمن شاي” التي أبرمتها إيران القاجارية في القرن التاسع عشر مع روسيا القيصرية وفقدت بموجبها سيطرتها على أراضٍ في أذربيجان الشمالية وأرمينيا والقوقاز، ويتعبر القوميون الفرس تلك الاتفاقية بمثابة وصمة عار على جبين إيران، ووصف الموقع الاتفاقية النووية بـ”الحلويات المرة”، وأثار الشكوك حول إعلان الانتصار في المفاوضات من قبل المسؤولين الحكوميين.

وأكد حسين علي دليجاني، عضو تكتل الأصوليين في البرلمان الإيراني، أن الطرف الإيراني لم يحقق أي نجاح، والطرف الغربي كان المنتصر في هذه الاتفاقية.

أما موقع “الف”، القريب من المندوب المحافظ، أحمد توكلي، فقد عبر عن موقفه بمقال افتتاحي جاء فيه: إن الجمهورية الإسلامية قبلت بتوقيع الاتفاقية، لأنها لم تستطع أن تقاوم أكثر من هذا.

ومن خلال إلقاء نظرة سريعة على مواقع تعبر عن التيارات القريبة من المرشد الإيراني الأعلى، يرى المتتبع أن أغلبها يتحكم بغضبه، ويحاول التعبير عن رفضه للاتفاقية النووية بطريقة غير مباشرة حتى لا يثير غضب المرشد الذي قرر دعم الفريق المفاوض، ورسم طريقه تحت شعار “الشجاعة المرنة”، إلا أن معارضين إيرانيين يطلقون على موقف علي خامنئي من الاتفاقية النووية بـ”تجرع كأس السم الثاني”، في إشارة إلى تعبير استخدمه مؤسس النظام الإيراني، آية الله خميني، عندما اضطر للتوقيع على قرار وقف إطلاق النار مع العراق، قائلاً “أوقع الاتفاق وأنا أتجرع كأس السم”.

الأمم المتحدة تعلن 22 يناير موعداً لـ”جنيف 2″ حول سوريا

أقبيق: الائتلاف الوطني يرحب بتحديد موعد المؤتمر والمجتمع الدولي يتفهم مطالبنا

نيويورك – فرانس برس

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الاثنين، أن ممثلي الحكومة السورية والمعارضة سيجتمعون للمرة الأولى في جنيف في 22 يناير بعد مرور 32 شهراً على النزاع.

ولدى إعلانه عن موعد هذا المؤتمر التاريخي حول سوريا، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنها “مهمة تبعث على الأمل”.

ولم يحدد بان كي مون مَنْ سيحضر الاجتماع، كما لم يوضح ما إذا كانت الدعوة ستوجه إلى إيران، وهي مسألة اختلفت عليها الولايات المتحدة وروسيا من قبل، لافتاً إلى أنه لم يتم بعد الاتفاق بشأن مشاركة إيران من عدمها.

وقال الناطق باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن الأمين العام ينتظر من المندوبين السوريين أن يحضروا إلى جنيف وهم مدركون أن هذه الخطة هي الهدف، ومع نية جدية بوقف الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص وشردت حوالي تسعة ملايين شخص من منازلهم وتسببت في عدد لا يحصى من المفقودين والمعتقلين .

وأضاف الناطق نقلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة أن النزاع مستمر منذ فترة طويلة، وسيكون أمراً لا يغتفر عدم اقتناص هذه الفرصة لوقف المعاناة والدمار اللذين سببهما.

وفي غضون ذلك، قال منذر أقبيق، عضو الائتلاف السوري، من مدينة إسطنبول خلال مداخلة هاتفية على شاشة “العربية”، إن الائتلاف يرحب بتحديد موعد جنيف2، فضلاً عن أن المجتمع الدولي متفهم لمطالب الائتلاف الوطني السوري.

وفي تطور متصل، أكد الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي والعربي لسوريا، أن مؤتمر جنيف 2 سيدأ من دون شروط مسبقة، وسيتناول كافة الملفات، مشيراً إلى أنه سيتم بحث صلاحيات الحكومة الانتقالية خلال جنيف 2، وسنعمل خلال هذا المؤتمر أيضاً على تطبيق قرار جنيف 1.

رصاص الموت يقتل 5 إعلاميين خلال معارك الغوطة الشرقية

محمد السعيد ومحمد الطيب كانا يغطيان الأوضاع الميدانية في الغوطة

دبي – قناة العربية

برصاص الموت، تقتل أصوات الحرية في سوريا، رصاص لا يفرق بين أحد، ولا يعترف بخطوط حمراء لأهدافه، كان آخر ضحاياه الناشطان الإعلاميان محمد الطيّب ومحمد السعيد.

الناشطان قتلا ومعهما ثلاثة ناشطين إعلاميين آخرين، أثناء تغطيتهما للمعارك في الغوطة الشرقية بين الجيش الحر وقوات النظام مدعوماً بميليشيات حزب الله وأبو الفضل العباس في بلدة الجربا القريبة من العبادة والبحارية.

محمد الطيب واسمه الحقيقي حسن هارون من مواليد عام ثلاثة وتسعين، درس الهندسة المدنية، وهو الفقيد الثالث لأمه وأبيه بعد أن قتل أخواه الصغيران ذوا الخمس والعشر سنوات في قصف استهدف مدينة دوما، وقتل عمه وابن عمه قبل أيام.

محمد السعيد واسمه الحقيقي عمار طباجو، من مواليد عام ثمانية وثمانين، كان يدرس الرياضيات في الجامعة، تزوج قبل سنة، وله بنت عمرها شهر، وسبق أن فقد أخاه بنيران قوات النظام.

مقتل محمد السعيد ومحمد الطيب أثار سخطاً شعبياً وإعلامياً كبيرين، لما لعبه الناشطان الإعلاميان من دور ميداني فعّال في تغطية الأوضاع الإنسانية والأمنية في بلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وكان حلمهما الوحيد الموت في سبيل الحرية في سوريا.

كاميرا تلتقط لحظة نجاة أطفال سوريين من قذيفة سقطت قربهم

خمسة أطفال لا يتجاوز عمر أكبرهم الـ11 عاماً في حي جوبر الدمشقي

دمشق- جفرا بهاء

خمسة أطفال لا يتجاوز عمر أكبرهم الـ11 عاماً، يقفون أمام الكاميرا للتكلم عن ذكرياتهم وطريقة تعاملهم مع القذائف التي أصبحت زاداً سورياً يومياً.

هناك في حي جوبر الدمشقي وقفت بين الأطفال فتاة صغيرة بشعر طويل ربما فضلت أمها أن لا تربطه لها، وكأنها تركته لتكون اللحظة التي سقطت فيها القذيفة في مكان وقوف ابنتها مع أخوتها وأصدقائها في الحي ليطير حول وجهها في لحظة قد يعجز الكلام عن وصف رعبها وسحر شعرها داخل ذلك الرعب.

الأكبر تحدث عن سقوط القذائف الأسدية بجانب منزله وكيف أن واحدة من تلك القذائف قتلت طفلة صغيرة بعمر اخته التي تقف بجانبه، وقبل أن يكمل كلامه، سقطت تلك القذيفة العمياء في مكان وقوفهم تقريباً، ليظهروا هم من قلب الدخان والتراب المتطاير وهم يركضون بسرعة، ومن ثم انبطحوا جميعاً على الأرض وزحفوا باتجاه الشاب الذي كان يقف معهم، وصوت آخر يصرخ “وين الإسعاف”.

المكان: حي جوبر الدمشقي

الأبطال: 5 أطفال سوريين

الزمان: 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2013.

وتعود المقابلة والكاميرا لتصور نفس الأطفال الناجين من الموت والقذيفة، والابتسامة على وجوههم، ودموع تتكاثر في أعينهم، تحاول شجاعتهم التي يحاولون إظهارها الوقوف في وجه الدموع، ويحاول الشاب الذي يتحدث معهم أن ينهي حالة التوتر، فيسألهم عن سبب انبطاحهم على الأرض دون أن يفكروا، فيجيبونه أنهم أصبحوا معتادين على ذلك، “عادي شكيت متل كأني بالمسبح”.

أطفال نجوا من الموت بأعجوبة، عاشوا لحظات من الخوف يصعب عليهم نسيانها، ويقول الأكبر بينهم مخاطبا الشاب المتحدث معهم “عندما صرخت طالباً الإسعاف ظننت أن أخوتي قد أصيبوا، ولكن اتضح أن أخاك هو المصاب”.

هو الموت يرسله الأسد لأطفال سوريا، كثيرون فقدوا حياتهم، وآخرون أخطأتهم قذائفه، وإن أخطأتهم هذه المرة فإن أحداً لا يمكن أن يتنبأ بما يمكن أن يحدث في قذائف أخرى لا تتوقف على حي جوبر الدمشقي المحاصر.

في اليوم العالمي للطفل الذي كان قبل أيام وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ضحايا الحرب السورية من الأطفال. وقالت إن أكثر من 12 ألف طفل قتلوا بنيران قوات النظام السوري.

وأوضح التقرير أن نسبة الأطفال من المجموع الكلي للضحايا المدنيين بلغت 12%.

وأشار التقرير أيضاً إلى أن هناك أكثر من 300 ألف طفل أصيبوا في الصراع، بعضهم جراحه خطيرة. وألمحت تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى وجود ما لا يقل عن 9 آلاف طفل معتقلين داخل أفرع المخابرات وفي السجون بهدف الضغط على أقرباء لهم.

الإبراهيمي: لائحة مشاركي جنيف2 لم تحدد

أبوظبي- سكاي نيوز عربية

قال المبعوث الدولي بشأن سوريا، الأخضر الإبراهيمي، الاثنين، إن لائحة المشاركين في مؤتمر جنيف2 لم تحدد بعد، مضيفا أن الاجتماعات بهذا الشأن كانت بناءة.

وجدد الإبراهيمي، عقب لقاء جمعه مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف ومساعدة وزيرة الخارجية الأميركية وندي شيرمان،  دعوته لطرفي النزاع في سوريا إلى “وضع حد للعنف” الذي راح ضحيته أكثر من 120 ألف مدني منذ منتصف مارس 2011.

كما أكد المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، في كلمة له من جنيف، أنه لاشروط مسبقة قبل انعقاد جنيف2، وذلك في إشارة إلى مطالب المعارضة بأن لا يكون للرئيس السوري بشار الأسد دور خلال المرحلة الانتقالية في حين ترفض الحكومة هذا الأمر تماما.

 “جنيف 2” في 22 يناير

هذا وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قال إن المؤتمر الدولي الخاص بسوريا “جنيف2” سيعقد في 22 يناير 2014 بحضور الأمين العام للأمم المتحدة.

ومن المفترض أن يلتقي في مؤتمر جنيف2 ممثلون عن الحكومة والمعارضة على طاولة واحدة للاتفاق على حل للنزاع في سوريا الذي أوقع خلال سنتين ونصف سنة أكثر من 120 ألف قتيل حسب مصادر المعارضة.

ومع أن الطرفين أعطيا موافقة مبدئية على المشاركة إلا أنهما في الوقت نفسه يضعان شروطا مقابل هذه المشاركة.

جبهة النصرة تعرض قطع رأس عنصر بحزب الله

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — عرضت جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا صورا لما قالت إنها عملية إعدام وقطع رأس لعنصر من عناصر حزب الله اللبناني في الغوطة الشرقية لريف دمشق، التي كان العنصر يقاتل فيها إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد.

وبحسب الصور التي نشرها حساب مرتبط بجبهة النصرة على موقع “تويتر” فإن القتيل يدعى علي هزيم، وهو من مدينة صيدا جنوبي لبنان، وقد سقط الأحد في جبهة الغوطة الشرقية، التي تشهد منذ أيام معارك قاسية بين قوات النظام والمعارضة.

وظهرت في إحدى الصور ما يبدو أنها جثة هزيم، التي تحمل وشما على القلب هو “فاطمة الزهراء”، وفي صورة ثانية يظهر عنصر من جبهة النصرة وهو يحمل الرأس المقطوع لعرضه أمام الكاميرا، علما أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا كما تمتنع عن نشر الصور لفظاعتها.

وحملت الصور رسالة مكتوبة جاء فيها: “أحد كلاب حزب الشيطان. تم الذبح على أيدي مجاهدي جبهة النصرة في الغوطة الشرقية، وليعلم الروافض بأننا قد جئناهم بالذبح وليس لهم إلا ما يسوؤهم انتقاما للأعراض التي اغتصبت والحرمات التي انتهكت والقادم أدهى وأمر.”

وتناقلت مواقع على صلة بحزب الله في لبنان بيانا نعت فيه هزيم، إلى جانب عدد آخر من قتلى الحزب الذين يسقطون بشكل شبه يومي في سوريا، ولفت البيان إلى الصور الخاصة بقطع رأس هزيم، دون أن تستبعد حصول ذلك. علما أن جماعة أخرى على صلة بالقاعدة هي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” كانت قد ذبحت أحد مقاتلي المعارضة وقطعت رأسه عن طريق الخطأ قبل أيام، اعتقادا منها بأنه من المقاتلين الشيعة.

معارضون: “الحر” يسترد قارة ويأسر 40 من حزب الله

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أكدت المعارضة السورية أن قواتها تواصل التقدم في مناطق محيطة بدمشق، وخاصة الغوطة الشرقية التي تحاول المعارضة فك الحصار المضروب حولها منذ أكثر من عام، وعرض معارضون لصور قالوا إنها تعود لسجناء من حزب الله، كما أكدوا استرداد بلدة “قارة” في القلمون.

وقال اتحاد تنسيقيات المعارضة السورية إن المواجهات في الغوطة الشرقية أدت إلى مقتل قائد ما يعرف بـ”الجيش الوطني” في الغوطة الشرقية، وهي ميليشيات مؤيدة للحكومة، وهو العميد مازن صالح، كما أشارت إلى اقتحام مقرات للواء الحرس الجمهوري في جبل قاسيون المطل على العاصمة.

وأفادت التنسيقيات أيضا بأن المعارضة استردت مدينة “قارة” الاستراتيجية في القلمون شمال غربي دمشق، بعد أيام على دخول القوات الحكومية إليها، كما أعلنوا مقتل قائد عمليات حزب الله في الغوطة الشرقية واستسلام 40 من عناصر الحزب بعد محاصرتهم، وقام ناشطون بعرض صور للعناصر، غير أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا.

من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، إن الجيش قتل عددا ممن وصفتهم بـ”الإرهابيين” في حيي برزة والقابون بدمشق، وكذلك في بلدة ببيلا ومنطقة القلمون والغوطة الشرقية، وهي مناطق محيطة بدمشق، من بينهم متزعما ما يسمى “كتيبة ابابيل حوران” و”سرية المهام” في عمليات نوعية “دقيقة ومركزة.”

كما ذكرت الوكالة أن الجيش النظامي ضبط معملا لتصنيع القذائف الصاروخية وقذائف الهاون في أحياء حلب، ودمر تجمعات للمسلحين في أحياء “الراشدين” و”الشيخ سعيد” و”خان طومان” و”الوضيحي” و”جديدة كويرس” ومحيط مشفى الكندي ومحيط سجن حلب المركزي.

بان: مؤتمر “جنيف 2” سيبحث في تأسيس حكومة انتقالية في سوريا

كرر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، القول إن مؤتمر السلام الدولي لحل النزاع في سوريا، الذي سيبدأ في جنيف في 22 من يناير/كانون الثاني، سيبحث في تأسيس حكومة انتقالية في هذا البلد المنكوب بالحرب.

وأضاف بان أنه من غير المغتفر عدم انتهاز تلك الفرصة للتوصل إلى إنهاء للمعاناة في سوريا.

وقال بان للصحفيين “لدينا هدف واضح هو التطبيق الكامل لبيان جنيف الصادر في جنيف 30 يونيو/حزيران 2012، وبضمنه إنشاء هيئة حكم انتقالية، تبنى على الاتفاق المشترك( بين أطراف النزاع)، وتتمتع بكامل السلطات التنفيذية، بما فيها الكيانات العسكرية والأمنية”.

ولم يقل الأمين العام للأمم المتحدة شيئا بشان قائمة المدعوين للمؤتمر ، وإن كانت إيران، وهي حليف رئيس في المنطقة للرئيس السوري بشار الأسد، ستحضر اجتماعاته.

وكانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية قالت إن إيران يمكن أن تحضر فعاليات ما يسمى بمحادثات “جنيف 2” إذا أقرت نتائج وخلاصات المؤتمر الذي عقد في جنيف يونيو/حزيران 2012، التي دعت إلى حكومة انتقالية تستبدل حكومة الرئيس السوري الأسد.

ولا تزال الولايات المتحدة وروسيا تضغطان منذ أشهر من أجل عقد مؤتمر ثان في جنيف لاستكمال المحادثات التي تمت في المؤتمر الأول الذي طالب بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

شروط وخلافات

ولا يزال هناك خلاف بشأن من سيمثل المعارضة السورية في المؤتمر، ومصير الرئيس الأسد.

وسيسعى مؤتمر السلام الدولي، الذي أصبح يعرف بـ”جنيف 2″، إلى تطبيق إعلان جنيف، الذي صدر عقب اجتماع مجموعة الدول المساندة لسوريا في سويسرا في يونيو/حزيران 2012.

وطالب الإعلان بوقف فوري للعنف وتشكيل حكومة انتقالية، بموافقة الطرفين، قد تضم مسؤولين يعملون حاليا في حكومة الرئيس الأسد، وأعضاء من المعارضة.

وكان الائتلاف الوطني، وهو التحالف الرئيس في المعارضة، قد أعلن أوائل هذا الشهر، موافقته على الحضور، إذا تمت الموافقة على عدد من الشروط التي حددها.

ومن بين تلك الشروط، الموافقة على السماح لوكالات الإغاثة بدخول المناطق المحاصرة، ومقابلة المحتجزين، خصوصا النساء والأطفال، الذين ينبغي إطلاق سراحهم.

وشدد رئيس الائتلاف أحمد الجربا على أنه “لا دور للرئيس في الفترة الانتقالية”.

وكانت الحكومة السورية قد قالت إنها، من حيث المبدأ، ستحضر المؤتمر.

ولكنها، مع ذلك، لن تتفاوض مع من وصفتهم بـ”الإرهابيين”، في الوقت الذي تعتبر معظم معارضيها ضمن هذا التوصيف.

وأصرت الحكومة أيضا غير مرة على أنه ينبغي ألا يشمل أي حل سياسي تنحي الرئيس الأسد عن السلطة.

BBC © 2013

كيري: مؤتمر السلام في سوريا أفضل فرصة لحل الصراع

واشنطن (رويترز) – قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري يوم الاثنين ان مؤتمر السلام في سوريا هو “افضل فرصة” لتشكيل حكومة انتقالية لإنهاء الصراع لكن يجب الا يقلل اي طرف من شأن الصعوبات التي يحملها المستقبل.

وأعلنت الأمم المتحدة أنها ستعقد مؤتمرا دوليا للسلام في جنيف في 22 يناير كانون الثاني بهدف إنهاء الحرب الأهلية السورية التي أودت بحياة اكثر من 100 الف شخص.

وقال كيري في بيان “نعي جيدا ان العوائق على الطريق الى حل سياسي كثيرة وسندخل مؤتمر جنيف بشأن سوريا وعيوننا مفتوحة على اتساعها.”

وعارضت الولايات المتحدة حضور ايران الاجتماع بسبب دعمها لقوات الرئيس بشار الاسد وتريد من طهران ان تعلن تأييدها للانتقال السياسي.

وقال كيري “سنواصل العمل مع الأمم المتحدة وشركائنا فيما يتعلق بالقضايا المتبقية بما في ذلك اي الدول التي ستوجه لها الدعوة للحضور وجدول الأعمال.”

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير عماد عمر)

البيت الابيض يرحب بمحادثات السلام السورية في جنيف

على متن طائرة الرئاسة الأمريكية (رويترز) – قال متحدث باسم البيت الابيض يوم الاثنين إن الولايات المتحدة ترحب بمحادثات السلام بشأن سوريا في جنيف لكن توجد تحديات مستقبلية امام مهمة تشكيل هيئة حاكمة انتقالية في ذلك البلد.

وقال المتحدث جوش ايرنست للصحفيين المسافرين مع الرئيس باراك أوباما إلى الساحل الغربي لجمع تبرعات للحزب الديمقراطي “اوضحت الولايات المتحدة منذ وقت طويل انه لا يوجد حل عسكري للعنف في سوريا.”

وأضاف “توجد تحديات مستقبلية كثيرة ولا ينبغي ان يهون أحد من الصعوبات.”

(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)

الأمم المتحدة تريد انتقالا في سوريا وليس واضحا إن كانت ايران دعيت لمحادثات جنيف

الامم المتحدة (رويترز) – قال بان جي مون الامين العام للامم المتحدة مجددا يوم الاثنين إن المؤتمر الدولي للسلام بشأن سوريا الذي تحدد له يوم 22 يناير كانون الثاني سيسعى لتشكيل حكومة انتقالية في البلاد التي تعصف بها الحرب الا انه لم يحسم مسألة حضور ايران لهذا المؤتمر.

وقال بان للصحفيين “لدينا هدف واضح. تنفيذ بيان جنيف بالكامل الصادر في 30 يونيو 2012 بما في ذلك تشكيل هيئة حكم انتقالية -بناء على موافقة المشتركين- ذات سلطات تنفيذية كاملة بما في ذلك على الكيانات العسكرية والامنية.”

ولم يشر بان الى قائمة المشاركين في المؤتمر ولم يتلق اي اسئلة من الصحفيين.

(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى