أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 02 آب 2011

الأزمة السورية في مجلس الأمن… وعقوبات أوروبية جديدة

نيويورك – راغدة درغام

دمشق، عمان، نيقوسيا، واشنطن – «الحياة»، أ ف ب ، رويترز – وسط إدانات دولية متزايدة ودعوات لتكثيف الضغوط على النظام السوري لوقف الحملة العسكرية ضد المدنيين، اتفق مجلس الامن على عقد اجتماع طارئ مغلق مساء أمس لاجراء مشاورات بعد مطالبة دول كبرى بإصدار قرار إدانة لدمشق. غير ان اصدار مثل هذا القرار «تكتنفه الصعاب» كما قالت دول اوروبية بينها بريطانيا، بسبب موقف روسيا غير المحبذ لهذه الخطوة. ولم تعط موسكو اي اشارات الى احتمال تغيير موقفها رغم دعوتها إلى وقف «القمع»، إلا انها حضت في الوقت ذاته كلا من النظام والمعارضة على «التخلي عن العنف» و»ضبط النفس والامتناع عن الاستفزازات والقمع».

في موازة ذلك وسع الاتحاد الأوروبي نطاق العقوبات المفروضة على دمشق لتشمل خمسة مسؤولين جددا، بينما واصل الجيش السوري عملياته في حماة ودير الزور والبوكمال وريف دمشق، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين.

ودفعت احداث حماة الدول الغربية في مجلس الامن الى التكتل وراء مطالبة روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا بالكف عن «الممانعة» وتعطيل مجلس الامن عن تحمل مسؤولياته ازاء قمع المتظاهرين في سورية. وتزامن ذلك مع تحذير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للحكومة السورية من أنها «خاضعة للمحاسبة بموجب قانون حقوق الإنسان الدولي على كل أعمال العنف التي ترتكبها ضد السكان المدنيين”.

وشدد ديبلوماسيون أوروبيون أن الاتحاد كان شديد الوضوح في بيانه في دعوة مجلس الأمن الى اتخاذ موقف واضح بضرورة إنهاء أعمال العنف في سورية “وهو ما ستتم ترجمته داخل قاعة المجلس”.

واعرب الامين العام عن قلقه العميق ازاء التقارير عن مقتل مئات المتظاهرين وجرح مئات آخرين في حماة وسواها من المدن السورية. ودان بان بقوة «استخدام القوة ضد المدنيين ودعا الحكومة السورية الى وقف العنف في الحال”.

وكان مقرراً ان ينعقد مجلس الأمن في جلسة مغلقة للبحث الوضع في سورية ليل امس، يستمع خلالها الى إيجاز عن التطورات في سورية من موظف رفيع في قسم الشؤون السياسية في الأمم المتحدة هو أوسكار فرنانديز تارانكو.

وجددت الدول الأوروبية زخم تحركها في المجلس، وأعادت تداول مشروع قرار يدعو الى وقف قمع المتظاهرين واستخدام القوة فوراً. وقال ديبلوماسي أوروبي إن مشروع القرار الجديد سيوزع على أعضاء مجلس الأمن وهو مبني على المشروع الذي كان أعد الشهر الماضي. وأضاف أن المشروع «سيطرح على أعضاء المجلس اليوم بعد تعديلات أدخلت عليه تتوافق مع التطورات الميدانية الأخيرة خصوصاً في حماة، لكنها لم تغير وجهته ومضمونه».

وكان مشروع القرار الأوروبي الذي وزع الشهر الماضي اعتبر أن «الهجمات الممنهجة» التي تنظمها «السلطات السورية ضد شعبها قد تتضمن جرائم ضد الإنسانية». وحمل السلطات مسؤولية حماية شعبها، ودعا الى إطلاق عملية سياسية شاملة يقودها السوريون. وشدد على محاسبة المسؤولين عن الاعتداءات على المتظاهرين، ودعا السلطات الى رفع الحصار عن المدن والبلدات وتطبيق الإصلاحات والإطلاق الفوري للسجناء السياسيين والموقوفين تعسفاً والتحقيق الفوري بشكل موثوق ومحاسبة المسؤولين عن الهجمات، بمن فيهم قادة القوات التابعة للحكومة، والتعاون مع بعثة مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان. كما دعا الدول الى توخي الحذر في إيصال الإمدادات العسكرية أو بيعها الى سورية.

وتعمدت الدول الغربية الطلب من رئاسة مجلس الامن للشهر الحالي، الهند، توقيت الجلسة الساعة الخامسة مساءً لتسحب ذريعة التعطيل بحجة انتظار التعليمات من مندوبي الدول الممانعة لاي اجراء نحو سورية في مجلس الامن. واسرعت المانيا وبريطانيا وفرنسا والبرتغال الى التحرك الطارىء احراجاً ليس فقط لروسيا والصين اللتي تملكان حق النقض (الفيتو) وانما ايضاً للرئاسة الهندية ودول «ايساب» (الهند وجنوب افريقيا والبرازيل).

وكانت هذه الدول اطلقت الاسبوع الماضي «مبادرة» مبهمة مع الحكومة السورية قالت ان هدفها «نزع فتيل الازمة».

ورأت اوساط الامم المتحدة ان ما حدث في حماة ومدن سورية اخرى في الايام القليلة الماضية احرج هذه الدول وربما يؤثر في ما اعتمدته من التعطيل كسياسة لها.

وفي انقرة، صرح الرئيس عبد الله غل بان «التطورات الأخيرة في سورية زادتنا قلقا على قلق. لقد راعنا ما رأيناه في التغطية الاعلامية لأحداث (اول من) أمس. ان استخدام الأسلحة الثقيلة في حماة ضد المدنيين أصابني بصدمة عميقة».

وقال غل إنه مضطر للحديث علنا بسبب الهجوم في حماة الذي يأتي عشية بدء شهر رمضان. واضاف: «لا يمكننا البقاء صامتين والقبول بالأجواء الدموية في رمضان. فهذا مناقض تماما لروح رمضان. وهي فترة يتوقع فيها الناس تأمين الهدوء وتنفيذ الإصلاحات».

وحذر الرئيس التركي من أنه ليس بمقدور سورية أن تخفي أحداث حماة عن الانظار حيث بات بمقدور الناس في كل مكان رؤية ما يحدث بفضل وسائل الاتصال الحديثة. واضاف: «من المستحيل لزوم الصمت في مواجهة أحداث يراها الجميع. أدعو الإدارة السورية إلى وقف العنف ضد الناس وتنفيذ إصلاحات من أجل بناء مستقبل البلاد على قاعدة من السلام والأمن».

وفيما أشاد الرئيس الاسد، خلال تفقده جرحى عسكريين في احد المسشفيات «بتضحيات الجيش والقوات المسلحة والتي تشكل أساس امن واستقرار سورية وتحظى بتقدير جميع أبناء الشعب السوري وتدل على القيم النبيلة للمؤسسة العسكرية التي ضحت كثيراً لحماية الوطن»، عاشت البلاد أول أيام شهر رمضان المبارك أمس في أجواء قاتمة سادها تشييع قتلى ومجالس عزاء في الكثير من المدن، إضافة إلى سقوط نحو 8 قتلى على الاقل، أربعة منهم في حماة، واثنان في ريف دمشق، واثنان في مدينة البوكمال الحدودية، بينهم طفل في الثالثة عشرة من العمر. وقال ناشطون وسكان إن قوات الجيش واصلت لليوم الثاني على التوالي قصف حماة، فيما كثفت هجومها على دير الزور ودخلت دبابات إلى مدينة البوكمال على الحدود العراقية وسط مخاوف من عملية أمنية عنيفة هناك على غرار ما حدث في حماة. كما دخلت قوات من الجيش برفقة دبابات إلى منطقة الحولة في ريف حمص الذي يشهد حركة احتجاجية قوية.

وفي واشنطن، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ»الحياة» أن السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد يقوم حاليا باستشارات مع الادارة. وتهدف زيارته لواشنطن أساسا الى مثوله غدا أمام جلسة استماع للمصادقة على تعيينه، كونه تولى منصبه بمرسوم رئاسي نهاية العام الماضي.

وأكد المسؤول أن «جلسة الاستماع معدة ليوم غد انما، وبسبب الطابع الطارئ والكارثي للأمور في سورية، قد يعود فورد مبكرا». واضاف انه في حال بقائه، ستكون أمامه «مهمة معقدة لاقناع لجنة الكونغرس بجدوى بقائه في دمشق والمصادقة عليها قبل نهاية العام.

وكانت الادارة استخدمت زيارة فورد لحماة ولقاءاته مع المعارضة كمبررات لابقائه في سورية.

سورية: أجواء قاتمة والجيش يقصف حماه لليوم الثاني… ودبابات تدخل ريف حمص

دمشق، عمان، نيقوسيا – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

عاشت سورية أول أيام شهر رمضان المبارك أمس في أجواء قاتمة سادها تشييع قتلى ومجالس عزاء في الكثير من مدن البلاد، إضافة إلى سقوط نحو 8 قتلى جدد أمس، أربعة منهم في حماه، واثنان في ريف دمشق، وقتيلان في مدينة البوكمال الحدودية، بينهم طفل في الثالثة عشرة من العمر. وقال ناشطون وسكان إن قوات الجيش واصلت لليوم الثاني على التوالي قصف حماه، فيما كثفت هجومها على دير الزور ودخلت دبابات إلى مدينة البوكمال على الحدود العراقية وسط مخاوف من عملية أمنية عنيفة هناك على غرار ما حدث في حماه. كما دخلت قوات من الجيش برفقة دبابات إلى منطقة الحولة في ريف حمص الذي يشهد حركة احتجاجية قوية.

وقال سكان إن الدبابات قصفت وسط حماه لليوم الثاني على التوالي ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين على الأقل، اثنان في منطقة الحميدية السكنية، واثنان في قرية معردفتين التابعة لحماه بنار عناصر موالية للنظام. وأظهر تسجيل فيديو التقطه أحد الهواة دبابات منتشرة في المدينة وسمع دوي إطلاق نار كما أصاب الجنود في دوار جسر المزارب المصور بالرصاص.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مدنيين قتلا فجر أمس أثناء حملة الجيش في حماه، غداة مقتل أكثر من مئة شخص. وقال المرصد إن «دوي إطلاق نار كثيف سمع في حي الحميدية في حماه حيث قتل شخصان بنار رجال الأمن أثناء حملة مداهمات شنتها في المدينة»، موضحاً أن «إصابتهما كانت في الرأس».

وأظهرت لقطات بثت على وسائل إعلام اجتماعية أجزاء كبيرة من المدينة يغطيها الدخان ومجموعات مذعورة تحيط بجثث القتلى أو الأشخاص المصابين في الشوارع مع تصاعد إطلاق النار. كما أظهرت لقطات قيل إنها من حماه حشوداً تهتف «يا حماه نحن معاك للموت… دير الزور نحن معاك للموت».

أما في مناطق الحدود مع العراق، فقال نشطاء في بلدة البوكمال إن دبابات اقتحمت البلدة أمس بعد حصار دام أسبوعين ضمن هجمات عسكرية متصاعدة بهدف كبح المعارضة في المناطق القبلية الواقعة على الحدود العراقية. كما قال ناشطون إن شخصين قتلا في البوكمال، بينهم طفل، فيما أصيب العشرات. وأكد المرصد «دخول دبابات ومدرعات وقوات أمنية إلى هذه المدينة»، مشيراً إلى أن «الاتصالات مقطوعة عنها».

وفي دير الزور «تجمع عشرات الآلاف من أبناء قبائل البكارة عند دوار الصالحية مطالبين بسحب الجيش كاملاً من المدينة والإفراج عن المعتقلين وفي مقدمهم الشيخ نواف البشير» الذي اعتقلته السلطات الأمنية.

وترددت أصداء الأعيرة النارية في الشوارع الخالية قبل صلاة الفجر. وقال أحد السكان «غالبية الناس موجودة في منازلها… لكن يمكننا سماع الأعيرة النارية في الشوارع» .

ونقل المرصد السوري عن أهالٍ كانوا في طريق سفرهم إلى دير الزور شاهدوا «ثمانين دبابة وآليات عسكرية أخرى متجهة نحو دير الزور».

وأشار «إلى أن هذا التحرك يأتي في إطار التحضير لعملية عسكرية كبرى في المدينة» التي قتل فيها 19 شخصاً أول من أمس، وفق ناشط آخر.

وقال المرصد «إن الأهالي قاموا مساء الأحد بإحراق 24 ناقلة جند تابعة للجيش السوري في منطقة المسرب (35 كلم غرب دير الزور) على الطريق الممتدة من الرستن إلى دير الزور».

كما «دخلت قوات من الجيش برفقة دبابات إلى منطقة الحولة في ريف حمص حيث سمع صوت إطلاق رصاص كثيف أسفر عن جرح 15 مدنياً»، لافتاً إلى «حملة اعتقالات طالت 18 شخصاً».

وأكد المرصد السوري أن قوات الأمن عمدت ليل الأحد – الاثنين إلى «إطلاق النار في شكل كثيف جداً في حي الخالدية قرب جامع النور، كما أطلقت النار على المتظاهرين في أحياء الإنشاءات وجورة الشياح والخضر وباب السباع» في حمص.

وأضاف المرصد أن تظاهرات خرجت في حمص «بعد صلاة التراويح في أحياء الوعر والحمرا وجورة الشياح وباب السباع وحي الخضر والقصور والإنشاءات وباب السباع والخضر».

وأفادت رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان بأن «ليل أمس شهد كما كان متوقعاً تظاهرات كبيرة في معظم المناطق والمدن السورية بعد صلاة التراويح». وأعلنت «مقتل شخصين في ريف دمشق أحدهما في الكسوة وأخر في القدم عندما استخدم رجال الأمن الرصاص الحي لتفريق تظاهرات حاشدة» في هاتين المنطقتين.

وأوضحت أن «تظاهرتين كبيرتين خرجتا واجتمعتا في حي كورنيش الميدان في العاصمة» مشيرة إلى أن «القوى الأمنية فرقتهما بالقوة مستخدمة الغازات المسيلة للدموع».

وأضافت أن «تظاهرات عدة خرجت في ريف دمشق حيث خرج المئات في كل من جديدة عرطوز وفي عربين والتل والزبداني ودوما وحرستا وزملكا التي شهدت حملة اعتقالات ومداهمة».

وتابعت أن «تظاهرة حاشدة تم تفريقها بالقوة وإطلاق الرصاص الحي في درعا البلد (جنوب) كما خرج مئات المتظاهرين في داعل (ريف درعا) وفي إدلب (شمال غرب) نصرة لحماه ولدير الزور».

وخرجت «تظاهرات حاشدة في معظم أحياء حمص على رغم الحصار وخرج مئات المتظاهرين في القامشلي (شمال) وطرطوس وجبلة وفي اللاذقية حيث خرج نحو أربعة آلاف متظاهر في حي الرمل نصرة لمدينة حماه وللمطالبة بإسقاط النظام»، وفق الرابطة السورية.

وواصلت قوى الأمن حملات الاعتقال. وقال ناشطون إن أكثر من 350 شخصاً اعتقلوا في ريف دمشق.

وأشار المرصد السوري إلى أنه «في معضمية الشام نفذت قوات الأمن عند الساعة 11 ليلاً حملة مداهمات في شارع الروضة، حارة بيت الشيخ، وكان الكثير من شباب المعضمية نزحوا عنها خوفاً من الاعتقال». وأضاف «أكد الأهالي أن الشباب المعتقلين كانوا يعذبون أمام البلدية تعذيباً شديداً».

وأفادت وكالة «سانا» بأن «المجموعات الإرهابية المسلحة تواصل جرائمها بحق الشعب والجيش مستخدمة أساليب متعددة كان آخرها الاعتداء المسلح على عدد من مناطق التجنيد والتعبئة بمدينة حماةه وسرقة كميات كبيرة من البزات العسكرية من مستودعات المهمات واللباس الخاص بالجيش وقد يتم استغلال ذلك في شكل سلبي عبر الإقدام على ممارسات عدوانية تتنافى وأخلاقيات المؤسسة العسكرية واتهام الجيش بذلك ولا يستبعد أن تلجأ هذه المجموعات المسلحة بعد حصولها على اللباس العسكري إلى إقامة الحواجز وتفتيش المواطنين والإساءة إليهم أو تنفيذ مداهمات إجرامية اعتماداً على ما سرقته من لباس وهويات عسكرية وتصوير ذلك وبثه عبر القنوات الإعلامية التحريضية على أنه جرائم ينفذها الجيش بحق المواطنين الأبرياء ما يتطلب الحيطة وتوخي الحذر».

أعنف قصف لحماه واقتحام الزبداني

واشنطن دعت الأسد “لوقف المذابح الآن”

واشنطن – هشام ملحم

نيويورك – علي بردى

دمشق – الوكالات:

لليوم الثاني، واصل الجيش السوري عملياته الامنية في حماه والبوكمال ودير الزور مما اوقع ستة قتلى استنادا الى ناشطين حقوقيين، وذلك غداة يوم دام سقط فيه أكثر من 140 قتيلاً. وفي مقابل الحملة الامنية المتصاعدة، بدأ حراك دولي للضغط على النظام. واعلن الاتحاد الاوروبي فرض مزيد من العقوبات على خمس شخصيات سورية. وقالت الولايات المتحدة انها تفكر ايضاً في توسيع عقوباتها، فيما كان الرئيس باراك اوباما يستقبل السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد. وبدأ مجلس الامن النظر في مشروع قرار وزعته بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال يندد بالانتهاكات المنهجية لحقوق الانسان، ولكن من غير ان يصل الى حد فرض عقوبات او إحالة مسؤولين على المحكمة الجنائية الدولية. وقد شجع الدول الغربية على العودة الى المجلس، التغيير الذي لمسوه في الموقف الروسي الذي ندد بالعنف في سوريا وطالب السلطات بوقف القمع.(راجع العرب والعالم)

وليلاً، أفاد شهود عيان عبر اتصالات هاتفية مع سكان أن الدبابات السورية فتحت النار على أحياء سكنية في أنحاء حماه في أعنف قصف تشهده المدينة في الهجوم المستمر منذ يومين. وأوضحوا ان القصف المكثف بدأ بعد صلاة العشاء وتركز على المناطق القريبة من دوار بلال في شمال غرب المدينة وفي منطقة الجراجمة في الأحياء الشرقية والشمالية قرب مسجد عمر بن الخطاب. وقالوا: “تسقط القذائف مرة كل عشر دقائق”. وأمكن سماع صوت القذائف والانفجارات في خلفية الاتصال.

 بيد ان الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” نقلت عن مصدر مسؤول ان “قوات الجيش لا تزال تنفذ مهمتها في فتح الحواجز والمتاريس، التي كانت قد نصبتها مجموعات مخربة على المداخل الرئيسية لمدينة حماه ويجري اشتباك واسع النطاق كون هذه المجموعات منظمة في وحدات وهي تستخدم أسلحة متطورة وتقوم بتفخيخ الشوارع الرئيسية”.

وقال مصدر حقوقي سوري ان بعض بلدات ريف دمشق شهد تظاهرات ومواجهات عقب صلاة التراويح استخدم فيها الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع .

وتحدثت مصادر في المعارضة عن احتجاز رجال الأمن السوري فترة قصيرة القيادي في المعارضة السورية رياض سيف في مطار دمشق ومنعه من السفر إلى المانيا للعلاج من السرطان.  وقال أحد أصدقائه إن سيف الذي يعاني سرطان البروستات احتجز هو وزوجته الألمانية قبل دقائق من ركوبه طائرة تابعة للخطوط الجوية النمسوية.

وروى مقيمون في عمان إن الدبابات السورية هاجمت بلدة الزبداني قرب الحدود مع لبنان بعد صلاة العشاء.  ونقلوا عن شهود عيان أن أكثر من 20 دبابة وناقلة جند مدرعة دخلت المنتجع الواقع عند سفح سلسلة جبال لبنان بعدما نظم الأهالي احتجاجاً مؤيداً لمدينة حماه.

  واشنطن

¶في واشنطن اجتمع أوباما مع سفيره في دمشق روبرت فورد وناقش معه الاوضاع في سوريا. وقد جدد الرئيس الاميركي “تنديده القوي بالاستخدام الوحشي للنظام السوري للعنف ضد شعبه، وأكد مجددا دعم أميركا للشعب السوري الشجاع، ولمطالبه بالتمتع بالحقوق العالمية والتحول الديموقراطي”. وجاء في بيان أصدره البيت الابيض ان أوباما شكر فورد “على خدمته غير الاعتيادية للشعب الاميركي في وقت حافل بالتحديات في سوريا”.

وكان فورد قد أمضى يوما حافلا بالاجتماعات مع المسؤولين في وزارة الخارجية، بمن فيهم الوزيرة هيلاري كلينتون ومساعدوها المعنيون بسوريا وبمنطقة الشرق الاوسط، واستمعت الوزيرة الى تقويم السفير للوضع السياسي والميداني في سوريا والى توصياته، وبحث في الخطوات الرامية الى زيادة الضغوط والعقوبات على نظام الرئيس بشار الاسد، كما وعد الرئيس أوباما في البيان الذي أصدره الاحد وندد فيه بقوة بالهجوم على مدينة حماه.

وكان فورد وصل الى واشنطن بعد ظهر الاحد للتشاور مع المسؤولين وللمثول امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ غدا والتي ستنظر في تعيينه سفيرا لدى سوريا.

وصدر بيان باسم الوزيرة كلينتون استنكرت فيه ايضا “وحشية نظام الاسد وقسوته” بسبب مواصلة هجماته على المدنيين. وبعدما أشارت الى ما قاله أوباما في بيانه من ان الاسد قد أثبت عدم رغبته في تلبية المطالب المشروعة لشعبه، والى اعمال العنف التي استمرت الاثنين، اضافت ان الاسد ونظامه سيبقيان في الماضي وان الشعب السوري سيقرر مصيره. وشددت على انه “في وقت يفترض ان يجتمع السوريون للصلوات ولتأبين ضحاياهم وخصوصا الاطفال مثل ليال عسكر الطفلة البالغة من العمر سنة واحدة والتي قتلتها رصاصة طائشة من بندقية عنصر امني في مدينة الحراك الجنوبية، تقف الولايات المتحدة مع الشعب السوري وتدين الحملة العنيفة التي يقوم بها نظام الاسد ضدهم… ونحن ندعو الرئيس الاسد الى ان يوقف المذابح الآن”.

واضافت في اشارة ضمنية الى انعقاد مجلس الامن الدولي: “نحن ندعو أعضاء مجلس الامن الذين عارضوا اصدار قرار يدعو الاسد الى وقف اعمال القتل، الى ان يعيدوا النظر في مواقفهم، ونحن ندعو المجتمع الدولي الى التوحد والوقوف وراء شعب سوريا في هذه المرحلة الحساسة”. وانتهت الى القول: “وكما قلت سابقا، لقد فقد الرئيس الاسد شرعيته لدى الشعب السوري، وسوريا سوف تكون مكانا افضل عندما تتحرك عملية الانتقال الديموقراطي قدما”.

الى ذلك، أكدت وزارة الخارجية ما كانت قد نشرته “النهار” من ان مثول فورد امام اللجنة في موعده مرتبط بالتطورات الميدانية في سوريا.

وصرح الناطق باسم الوزارة مارك تونر بان المسؤولين يواصلون تقويم الوضع، إذ لا يزال من غير الواضح ما اذا كان فورد سيمثل امام اللجنة أم سيعود فورا الى دمشق.

وكان فورد قد غادر دمشق قبل بدء الهجوم على مدينة حماه. وبعد ايجاز تونر، قالت مصادر مسؤولة لـ”النهار” إن “الخطة حتى الآن، هي ان يمثل فورد امام اللجنة الاربعاء وان يعود الى سوريا قبل عطلة نهاية الأسبوع… لكن التطورات في سوريا يمكن ان توجد جدولا زمنيا مختلفا يعجل في عودته”.

وواصلت وزارة الخارجية تنديدها بالعنف الذي يستهدف المدنيين وخصوصاً في هذه المرحلة الحساسة مع بداية شهر رمضان، إذ وصف تونر هذه الاعمال بأنها “حقيرة ومقيتة”. وكرر أن حكومته تقف الى جانب الشعب السوري، وترى ان الرئيس الاسد “هو المصدر الوحيد للعنف في بلده، وهو الذي قام بأعمال مشينة ضد الشعب السوري، بما في ذلك قتل الاطفال وغيرهم من المدنيين وهذه الاعمال يجب ان تتوقف”.

وبعدما أثنى على التعاون والتنسيق بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي لفرض العقوبات على الاسد ونظامه، كرر ان حكومته “تواصل البحث في خيار العقوبات، والخطوات المحتملة المقبلة، بما في ذلك، كما قال في السابق، فرض عقوبات على (قطاعي) النفط والغاز”. وبعدما اشار الى انعقاد مجلس الامن مساء الاثنين للنظر في اتخاذ قرار بادانة النظام السوري، أمل أن يبعث المجلس “برسالة قوية وموحدة، ضد الاسد ونظامه”. مؤكداً ان أعمال القمع لن تجدي نفعا، بل على العكس “ستعزز تصميم المتظاهرين ضد النظام”.

مجلس الأمن

وفي نيويورك، وزعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال مشروع قرار محدّث عن الأحداث الدموية المتسارعة في سوريا خلال جلسة طارئة مغلقة عقدها مجلس الأمن بعد ظهر أمس، آملة في تجاوز معارضة روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا لاتخاذ موقف في المجلس الذي يعود الى الانعقاد صباح اليوم بتوقيت نيويورك (بعد الظهر بتوقيت بيروت) على مستوى السفراء للغاية ذاتها.

وأفاد المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السير مارك ليال غرانت أن المجلس سيجتمع للإستماع الى إحاطة من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون للشؤون السياسية أوسكار فرنانديز تارانكو عن الوضع في سوريا. وقال: “ننوي توزيع نسخة محدثة من مشروع قرارنا ونفكر في الدعوة الى اجراء مشاورات ومفاوضات على مستوى السفراء صباح غد” (اليوم). ولاحظ “أن روسيا أصدرت بياناً قوياً… والهند أصدرت بياناً شديد اللهجة… لذلك هناك بعض المؤشرات لتحوّل موقفيهما”. بيد أنه استدرك بأنه لا يريد استباق المشاورات الرسمية التي سيجريها المجلس.

وينص مشروع القرار المحدث على تذكير الحكومة السورية بمسؤوليتها عن حماية المدنيين. ويشدد على الحاجة الى المحاسبة. ويندد بالإنتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان، بما في ذلك أعمال القتل والإعتقال التعسفي والإختفاءات والتعذيب. ويدعو السلطات السورية الى احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. ويحضها على ضبط النفس والإمتناع عن القيام بأعمال ثأر، وعلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية. كما يطالبها بإجراء اصلاحات شاملة وذات صدقية واطلاق جميع سجناء الضمير. ويطالبها كذلك بإجراء تحقيق نزيه وذي صدقية وبالتعاون مع بعثة التحقيق التي ألفها مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وأبلغ ديبلوماسي غربي “النهار” أن مشروع القرار المحدث “لن يتضمن عقوبات أو إحالة على المحكمة الجنائية الدولية أو أي تفويض آخر” لأن “هذا وضع مختلف جداً عن ليبيا”. ولفت الى أن “النص موجود على الطاولة منذ زهاء شهرين ويحتاج الى تحديث في ضوء أحداث عطلة نهاية الأسبوع” في حماه ودير الزور وغيرهما من المدن والبلدات السورية. وكشف أن “هناك تطوراً في موقف الهنود الذين يتحدثون مع البرازيليين والأفارقة الجنوبيين”. وأضاف: “أعتقد أن هناك شعوراً الآن بأن المقاربات البديلة لا تعمل وأن مجلس الأمن لا ينبغي أن يبقى متفرجاً… وطبعاً هذا لا يعني أنهم سيوافقون على مشروع القرار… علينا أن ننتظر مشاركتهم لنرى موقفهم”، موضحاً أنهم “قد يوافقون على بيان رئاسي أو صحافي لكن هذا الخيار لا يعمل لمصلحة لبنان”.

وسئل عن امكان الإستجابة لفكرة اصدار بيان رئاسي أو صحافي، فأجاب: “المشكلة هي لبنان، فإذا قال لبنان إنه يوافق على بيان رئاسي سيكون هذا خياراً ننظر فيه اذا لم نستطع تمرير قرار”.

وقالت المندوبة البرازيلية الدائمة لدى الأمم المتحدة ماريا لويزا ريبييرو فيوتي لـ”النهار” أن بلادها “قلقة جداً” من التطورات الأخيرة في سوريا، مؤكدة أنها “تقبل الآن بصيغة بيان صحافي أو بيان رئاسي من مجلس الأمن” عن الأحداث الجارية هناك، في إشارة واضحة الى رفض برازيليا ميل بعض العواصم الى فكرة مشروع القرار. وأضافت أن نواب وزراء الخارجية البرازيلي والهندي والأفريقي الجنوبي سيتوجهون قريباً الى دمشق للإحتجاج مباشرة على الخيار العسكري الذي تعتمده السلطات السورية في تعاملها مع التظاهرات هناك.

وصرح نظيرها الأفريقي الجنوبي بازو سانغكو بأن ما يحصل منذ عطلة نهاية الأسبوع في سوريا “رهيب ويستوجب التنديد”، مضيفاً أنه ينتظر تعليمات من بريتوريا لاتخاذ موقف من مشروع القرار المعدل الذي تعتزم الدول الأوروبية تقديمه. وأشار الى أن بلاده “لا تعترض من حيث المبدأ على اصدار أي قرار، ولكن علينا أن نرى اللغة الجديدة التي سيتضمنها المشروع المعدل قبل اتخاذ موقف منه”. وكرر أن بلاده ستوفد نائب وزير الخارجية مع نظيريه الهندي والبرازيلي الى دمشق قريباً.

مولن يطالب الأسد بخطوات ويستبعد تدخلا عسكريا أمريكيا في سوريا

بغداد- (ا ف ب): دعا رئيس هيئة الاركان الأمريكية المشتركة الاميرال مايكل مولن في بغداد الثلاثاء الرئيس السوري بشار الأسد إلى “اتخاذ خطوات” تتلاءم مع متطلبات الشعب السوري، مؤكدا انه ليس هناك من “مؤشر” على امكانية حدوث تدخل عسكري أمريكي.

وقال مولن في مؤتمر صحافي عقده في اليوم الثاني والاخير من زيارته الى العراق “نود ان يتوقف العنف وان يتخذ الرئيس الاسد خطوات لحل المسائل التي ينادي بها الشعب السوري وتلك التي تدعو الى تغيير ملموس”.

واضاف “ليس هناك من مؤشر على كل حال باننا قد نشارك بشكل مباشر” في تدخل عسكري في سوريا.

واوضح مولن “اعتقد اننا نريد أن نأتي بكل الضغوط الممكنة على الصعيدين السياسي والدبلوماسي لتحقيق التغيير الذي تطالب به دول عدة”.

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/ مارس حركة احتجاج ضد نظام الاسد الذي رد بحملة قمع اسفرت حتى الان عن مقتل مئات المدنيين وتوقيف اكثر من 12 الفا ونزوح آلاف بحسب منظمات حقوقية.

وقال مولن ان “الشعب السوري يريد حكومة وحكما جديدين واصلاحيين (…) نأمل ان تبدأ هذه التغييرات”.

وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون دعت في وقت سابق اعضاء مجلس الامن الدولي المترددين حيال اصدار قرار ادانة لسوريا على خلفية قمع الاحتجاجات ضد النظام، الى تغيير موقفهم والانضمام الى الاوروبيين والامريكيين.

وقبل ذلك وصف الرئيس الامريكي باراك اوباما اعمال العنف في سوريا بانها “مروعة” متوعدا بتصعيد الضغوط على نظام الرئيس السوري.

وكانت ادارة اوباما قالت مرارا ان الاسد فقد شرعيته الا انها لم تسع صراحة الى الاطاحة به. وتنشغل واشنطن وحلفاؤها حاليا في الحملة العسكرية ضد النظام الليبي كما انها تنشغل في الحربين في افغانستان والعراق.

24 قتيلا برصاص الأمن السوري الاثنين في اليوم الأول من شهر رمضان

نيقوسيا- (ا ف ب): افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 24 شخصا الاثنين في عدة مدن سورية برصاص قوات الأمن بينهم عشرة سقطوا في تظاهرات خرجت بعد صلاة التراويح في اليوم الاول من شهر رمضان.

وأوضح المرصد الثلاثاء أن “عدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا يوم أمس الاثنين في عدة مدن سورية برصاص القوات العسكرية الأمنية السورية والشبيحة 24 شهيدا” بينهم عشرة سقطوا “خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن سورية بعد صلاة التراويح”.

وفي حصيلة اجمالية ليوم الاثنين ذكر المرصد ان “العمليات الامنية والعسكرية” اوقعت عشرة قتلى في حماة على بعد 210 كلم شمال دمشق وقتيلين في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور وثلاثة في محافظة حمص (وسط) واثنين في اللاذقية (غرب) وستة في عربين شمال شرق دمشق وواحد في معضمية الشام مشيرا الى ان الاخير قتل “برصاص الامن داخل المسجد”.

ومن بين هؤلاء القتلى افاد المرصد ان “حصيلة الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الامن السورية خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن سورية بعد صلاة التراويح مساء الاثنين ارتفع الى عشرة شهداء وعشرات الجرحى”.

واوضح المرصد أن “صلاة التراويح شهدت مظاهرات ضخمة دعت الى اسقاط النظام وهتفت لحماة الجريحة ودير الزور”.

وقتل بحسب المرصد ستة اشخاص في منطقة عربين برصاص قوات الامن فيما قتل متظاهر في المعضمية واثنان في اللاذقية واخر في حمص.

كما اشار إلى جرح اكثر من 14 متظاهرا في عربين و5 في المعضمية واكثر من 11 في اللاذقية اضافة الى عدد من الجرحى في حمص واخرين في مدن الزبداني والكسوة اصابات بعضهم خطرة.

وفي عربين افاد المرصد ان “الالاف في المدينة خرجوا بمظاهرة حاشدة” مضيفا ان “رجال الأمن والشبيحة هاجموا المظاهرة وأطلقوا الرصاص بشكل مباشر على المتظاهرين العزل”. كما افاد عن “معلومات عن وجود عدد من الجثث ملقاة في الشوارع لا يتمكن الأهالي من الوصول إليها بسبب التواجد الأمني الكثيف”.

واضاف المرصد ان “عددا من القناصة شوهدوا يتمركزون على بناء الطيوري المطل على ساحة الحرية”.

وفي الزبداني افاد المرصد عن “خروج مظاهرة حاشدة في الزبداني بعد صلاة التراويح شارك فيها الاف الشباب” موضحا انه “لدى اقتراب المظاهرة من حاجز عسكري اطلق الرصاص بشكل عشوائي على المتظاهرين مما ادى الى جرح خمسة متظاهرين بينهم طفل اصابته خطرة في الرأس”.

واضاف المرصد ان “اطلاق النار ما زال يسمع بشكل متقطع”. كما اشار إلى “اعتقال اكثر من 150 شخصا في مختلف المدن السورية”.

وبحسب المرصد فان عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا في 15 اذار/ مارس “ارتفع الى 1992 قتيلا من بينهم 1618 شهيدا مدنيا موثقين بالقوائم لدى المرصد السوري لحقوق الانسان و374 شهيدا من الجيش وقوى الامن الداخلي”.

الدبابات تقصف المدينة لليوم الثاني ووقوع ستة قتلى وتقتحم البوكمال.. ودعوات دولية لعقد جلسة لمجلس الامن

الهجوم السوري على حماة روع الرئيس التركي والاخوان يستنكرون المجزرة الوحشية في المدينة

دمشق ـ عمان ـ نيقوسيا ‘القدس العربي’ ـ وكالات: قصفت الدبابات السورية وسط مدينة حماة لليوم الثاني على التوالي مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين على الأقل بينهم طفل في الـ 13 من العمر بعد يوم من المجزرة التي راح ضحيتها اكثر من مئة شخص في المدينة الاحد، في أحد أدمى الأيام في الانتفاضة المندلعة منذ خمسة شهور ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد، فيما تزايدت الدعوات الى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن لمتابعة التطورات في سورية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان ‘اطلاق نار كثيفا سمع في حي الحميدية في حماة حيث قتل اربعة اشخاص عندما اطلق رجال الامن النار عليهم برشاشات ثقيلة اثناء حملة مداهمات في المدينة’.

واضاف عبد الرحمن ان ‘شخصين قتلا ايضا بينهما طفل يبلغ من العمر 13 عاما وجرح اخرون في البوكمال مع بدء اقتحام دبابات ومدرعات وقوات امنية هذه المدينة’، الواقعة شرقي البلاد، مشيرا الى ان ‘الاتصالات مقطوعة عنها’.

يأتي ذلك فيما هنأ الرئيس السوري بشار الاسد في كلمة الاثنين الجيش السوري ‘الوطني’ في الذكرى السادسة والستين لتأسيسه.

وقال الاسد بحسب كلمة وجهها الى الجيش عبر مجلة ‘جيش الشعب’ نقلتها وكالة الانباء السورية (سانا) ‘اثبتم للعالم أجمع بأنكم الأوفياء لشعبكم ووطنكم وعقيدتكم العسكرية’.

واعتبر الاسد ان ‘دماءكم الطاهرة وجراحكم النازفة وصبركم وإقدامكم وتصميمكم على تنفيذ مهامكم المقدسة قد ازهر واثمر وقطع الطريق على اعداء الوطن واسقط الفتنة وحافظ على سورية وطنا ابيا عزيزا يحتضن جميع ابنائه’.

وعبر الرئيس التركي عبد الله غول امس الإثنين عن شعوره بالارتياع جراء استخدام قوات الأمن السورية للأسلحة الثقيلة بما في ذلك الدبابات في قمع الاحتجاجات المدنية في مدينة حماة في وسط سورية.

واضاف غول في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول ‘التطورات الأخيرة في سورية زادتنا قلقا على قلق. لقد روعنا ما رأيناه في التغطية الاعلامية لأحداث الاحد’.

وتابع ‘استخدام الأسلحة الثقيلة في حماة ضد المدنيين أصابني بصدمة عميقة’.

وأقامت الحكومة التركية علاقات وثيقة مع الرئيس السوري بشار الأسد في الأعوام الأخيرة. وصارت تركيا أكبر شريك تجاري لسورية وأبرم البلدان اتفاقا تلغى بموجبه تأشيرات الدخول لمواطني البلدين.

وبعد أن وصلت انتفاضات الربيع العربي الى سورية في آذار (مارس) دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الأسد إلى التعجيل بالإصلاحات. ودعا لوقف العنف ضد المحتجين العزل المطالبين بإنهاء حكم الفرد الذي يقوده.

وقال غول إنه مضطر للحديث علنا بسبب الهجوم في حماة الذي يأتي عشية بدء شهر رمضان.

وقال غول ‘لا يمكننا البقاء صامتين والقبول بالأجواء الدموية في رمضان.. فهذا مناقض تماما لروح رمضان.. وهي فترة يتوقع فيها الناس تأمين الهدوء وتنفيذ الإصلاحات’.

ومن جهتها استنكرت جماعة الاخوان المسلمين في مصر عمليات القتل التي يمارسها النظام السوري بحق شعبه في مدينة حماة، معقل المعارضة، ووصفتها بـ’المجزرة الوحشية’.

وقالت الجماعة في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الاثنين: ‘استقبل النظام السوري المتجبر رمضان بمجزرة وحشية، وشلال من الدماء إذ قتل في يوم واحد مائة وخمسة وأربعين مواطنا بريئا وأصيب المئات واعتقل المئات لأنهم خرجوا يطالبون بالحرية والإصلاح والعدل والديمقراطية، معظمهم من أهالي حماة’.

وأشار البيان إلى أن ‘هذا الأمر يذكرنا بمذبحة حافظ الأسد – الحاكم السابق لسورية ووالد بشار الأسد – في الثمانينات إذ قتل من أهل نفس المدينة ما يزيد على أربعين ألفا من الرجال والنساء والأطفال ودمر المدينة بالدبابات وكأن بشار الابن يستنسخ جريمة أبيه دون وازع من ضمير ولا رادع من قانون’.

وشدد البيان على أن الدماء التي تنزف بغزارة على أرض سورية ستكون الوقود الذي يحرق النظام ويحرر الوطن والشعب، ‘إذ لابد للحرية من ثمن وهذا الثمن هو الدماء الطاهرة الزكية’.

وانتقد البيان الصمت العربي والإسلامي والدولي لما يحدث في سورية، وقال :’إذا كان النظام قد تنكر لكل الحقوق الإنسانية والدينية والقانونية، فكيف للعرب والمسلمين والشعوب الحرة، وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الأسلامي وهيئة الأمم المتحدة أن تلتزم الصمت إزاء جريمة من أكبر جرائم العصر، ولماذا تكتفي الحكومات بتصريحات محتشمة متحفظة تجاهها’؟.

وطالب البيان الجيش السوري بالامتناع عن طاعة أوامر النظام بقتل إخوانه من أفراد الشعب، مثلما فعل الجيشان التونسي والمصري.

من جهتها طلبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين من مجلس الامن الدولي التحرك دون تأخير لوضع حد لاعمال العنف في سورية.

وقالت اشتون في بيان ‘آن الاوان ليتخذ مجلس الامن موقفا واضحا بشأن ضرورة انهاء اعمال العنف’ في سورية.

واضافت اشتون ان مجلس الامن الدولي قرر عقد اجتماع طارىء الاثنين.

كما دعت روسيا حليفة سورية منذ زمن طويل الاثنين الى وقف ‘القمع’ في سورية ودعت ‘حكومة سورية والمعارضة الى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ووقف الاستفزازات والقمع’.

الاسد اعلن الحرب على الشعب السوري.. خطوة يائسة

صحف عبرية

اجتاحت قوات الامن السورية أمس حماة ومدنا سورية اخرى شهدت في الاشهر الاخيرة احتجاجات جماهيرية ضد حكم الرئيس بشار الاسد، وقتلت ما لا يقل عن 136 شخصا في غضون يوم واحد. في بؤرة الاحداث أمس كانت مدينة حماة، التي وقعت فيها في العام 1982، مذبحة جماعية أمر بها أبو الرئيس الحالي، حافظ الاسد. في المذبحة السابقة قُتل نحو 20 ألف شخص. أمس قتل في الاحتجاج نحو 100 من السكان، حسب تقارير منظمات حقوق الانسان المحلية بنار قذائف الدبابات والقناصة. عدد القتلى أمس هو الأعلى في يوم واحد منذ بدأت المظاهرات في منتصف شهر آذار. الهجوم المتداخل على المدن الثائرة جاء قبل يوم من بداية شهر رمضان، الذي وعد فيه النشطاء العاملون ضد الاسد بتصعيد الاحتجاج والشروع في المظاهرات الليلية.

أفلام قصيرة وصور عرضت على الانترنت جرت ردود فعل حادة وتنديدات في أرجاء العالم. الرئيس الامريكي باراك اوباما، قال ان التقارير من حماة تبعث على الصدمة ووعد بالعمل على فرض العزلة على الاسد، وأضاف بأن ‘سورية ستكون مكانا أفضل عندما تبدأ في التقدم نحو نظام ديمقراطي’. رد أكثر حدة جاء من السفارة الامريكية في دمشق. الناطق بلسان السفارة جي جي هاردر، قال لوكالة رويترز للانباء ان الحكم السوري أعلن الحرب على الشعب السوري. على حد قوله ‘هذه خطوة يائسة. يبدو أن النظام يؤمن بقدرته على البقاء من خلال حرب شاملة ضد المواطنين’. في الاشهر الاربعة الاخيرة قتل نحو 1600 شخص في سورية.

وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ ادعت في تقاريرها بأن عشرات المسلحين انتشروا على الاسطح في مدينة حماة وانهم ‘يطلقون النار بكثافة لفرض الرعب على السكان’. من الصور التي وصلت الى الشبكة، يبدو بالذات الجيش هو الذي يطلق النار على المواطنين، والدبابات تطلق قذائفها نحو المباني في أرجاء المدينة. ووصف الناطق بلسان السفارة الامريكية التقارير الرسمية بأنها ‘ترهات’.

كما أفادت وكالة الانباء الحكومية بأن ‘مليشيات مسلحة أحرقت محطة شرطة، أفسدت ملكا خاصا وعاما، أقامت حواجز ومتاريس وأشعلت اطارات للسيارات في مدخل المدينة’. وحسب التقرير، فان المليشيات تتسلح بآلات اطلاق النار والقنابل. ‘وحدات الجيش تزيل المتاريس والحواجز في مداخل المدينة’، قال التقرير الرسمي. رامي عبد الرحمن، مدير مركز حقوق الانسان الذي يجمع شهادات الاحتجاج، نقل الى شبكة الاخبار القطرية ‘الجزيرة’ تقارير عن شهود عيان رووا بأن الكثيرين أصيبوا في رؤوسهم، مثلما في الاعدام. وروى شهود عيان آخرون عن اعمال فظيعة ترتكب في المدينة. وقال بعضهم في مقابلات مع القنوات التلفزيونية العربية بأن الدبابات دخلت حماة من عدة اتجاهات، وانتشرت في شوارع المدينة واطلقت النار نحو كل شخص يتحرك في الشوارع.

حسب هذه التقارير، فقد أقام السكان حواجز على عجل في محاولة لمنع انتشار الدبابات ولكن دون نجاح. السكان في حماة ادعوا بأنه فضلا عن العدد الهائل للقتلى كان هناك العشرات من الجرحى لم يكن هناك امكانية مناسبة لتقديم العلاج لهم. وأفادوا بأن الفرق الطبية في مستشفيات حماة تنهار من شدة العمل وليس بوسعها توفير العلاج الطبي لهم.

المواجهات الشديدة استمرت ايضا في اماكن اخرى في ارجاء سورية. ستة اشخاص على الأقل قتلوا في قرية حارك المجاورة لدرعا جنوب شرق الدولة، بل وبثت المعارضة شريطا لطفلة رضيعة قتلت في اثناء الاحداث في هذه القرية. وتبدو في الشريط أم تشتم الاسد وتتهمه بقتل الاطفال. في دير الزور، معمدية، وحمص وقعت مظاهرات احتجاجية ضد نظام بشار الاسد. دخول القوات الى حماة أمس بدا كمحاولة من رجال الرئيس الاسد لاخضاع المدينة عشية بدء شهر رمضان اليوم. وتبدأ الحملة العسكرية ليس فقط في حماة بل وفي مدن اخرى وفي ضواحي دمشق بنية اخضاع المعارضة في أقرب وقت ممكن، عشية الشهر الفضيل، يحتمل خشية أن تكون ايام الجمعة القريبة عاصفة أكثر بكثير.

الهجمات الفتاكة من قوات الامن السورية على المتظاهرين في أرجاء الدولة والتي أدت الى موت ما لا يقل عن 136 شخصا جرت بعضا من التنديدات الأشد ضد الحكومة السورية.

فضلا عن الولايات المتحدة، فان ايطاليا، فرنسا، المانيا وبريطانيا، نددت بقتل المتظاهرين. ونددت ايطاليا بهجوم الجيش السوري في مدينة حماة ووصفته بـ ‘العمل القمعي الرهيب’. ‘هذه خطوة اخيرة في سلسلة اجراءات القمع العنيف ضد المتظاهرين، الذين يحتجون بشكل هادىء على مدى الايام’، قال أمس وزير الخارجية الايطالي فرانكو برتيني.

وزارة خارجية فرنسا نشرت بيانا بموجبه ‘تشجب فرنسا بالشكل الأشد القمع المتواصل على أيدي السلطات السورية، والآخذ في الاحتداد. الزعماء السياسيون، العسكريون والامنيون ملزمون بأن يعرفوا، اليوم أكثر من أي وقت مضى، بأنه سيتعين عليهم أن يقدموا الحساب على أفعالهم’.

وزير الخارجية الالماني، غيدو فسترفالا، حذر من أنه تحتمل عقوبات اخرى ضد نظام الاسد. ‘أنا مصدوم عميقا مما نراه الآن في سورية’، قال الوزير في بيان نشرته وزارة الخارجية الالمانية. أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فدعا الاسد الى وقف القتل فورا.

تركيا هي الاخرى، التي كانت حتى وقت أخير مضى، حليفا لسورية، أعربت عن خيبة الأمل والغضب. ‘الى جانب باقي العالم الاسلامي، تركيا خائبة الأمل وحزينة من التطورات الاخيرة، بالذات في بداية شهر رمضان’، كما جاء في بيان وزارة الخارجية في أنقرة. ‘الهجوم في حماة يثير التساؤل هل النظام السوري معني بحل المشكلة بالوسائل السلمية’.

هآرتس 1/8/2011

عبد الحليم خدام: أحداث حماة البداية الحقيقية لنهاية نظام الأسد

من جاكلين زاهر:

القاهرة ـ اعتبر النائب السابق لرئيس الجمهورية العربية السورية عبد الحليم خدام أن اجتياح الجيش السوري لمدينة حماة يوم الأحد هو البداية الحقيقة لنهاية نظام بشار الأسد. وأكد خدام في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية من القاهرة ‘أن أعمال العنف والقتل والاجتياح العسكري كما حدث أمس الاول في حماه ومن قبل في حمص ومناطق أخرى، وهو أمر مرشح للاستمرار، يعني في مجمله شيئا واحدا وهو أن سورية ستنتقل لمرحلة جديدة سينتهي فيها نظام بشار الأسد’.

وكان الجيش والأمن السوري بدأوا فجر أمس الأحد حملة اجتياح موسعة لمدينة حماة أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص إضافة إلى جرح المئات.

وكشف خدام، الذي يترأس بالمنفى جبهة الخلاص الوطني المعارضة للنظام السوري، عن سعيه لمطالبة المجتمع الدولي بتوفير مناطق محمية داخل سورية لتكون ملاذ للسوريين الفارين من أعمال القتل والترويع، موضحا بالقول: ‘نحن الآن بصدد مطالبة المجتمع الدولي بالعمل علي إيجاد مناطق محمية من أجل حماية الناس الذين يهربون من أعمال القتل’.

وأضاف ‘لابد من تدخل المجتمع الدولي بشكل من الأشكال لحماية الشعب السوري بالنظر إلى أن السوريين مصممين علي أن تكون مظاهراتهم سلمية دون اللجوء إلى السلاح. ومع استمرار أعمال القمع الشديد من قبل النظام يكون من واجب المجتمع الدولي، التزاما بميثاق الأمم المتحدة، اتخاذ إجراءات لحماية الشعب السوري من هذا النظام الذي خرج عن الشرعية الوطنية وعن الشرعية الدولية’.

وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات تتضمن تجميد أصول وحظر دخول أي من دوله بحق ثلاثين شخصا في النظام السوري على رأسهم الرئيس بشار الأسد.

وحذر خدام من الاستخدام المفرط للعنف من قبل النظام وكذلك استمرار الصمت الدولي وتردد المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته في حماية الشعب السوري من ما يتعرض له من انتهاكات شديدة علي يد النظام، وحذر من أن هذا ‘سيدفع بقوى موجودة في الشارع السوري إلى مواجهة العنف بالعنف’.

وتابع ‘حتى الآن، يتحمل السوريون كل الجرائم التي يرتكبها النظام حرصا منه على عدم الانزلاق إلى صراع أو فتنة تؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء’.

ورفض المعارض السوري ما يطرح حول ‘أسلمة’ الحراك الثوري بسورية، مشددا بالقول ‘الذي يصف الثورة بأنها إسلامية هم جماعة النظام: سورية بلد به مسلمون ومسيحيون، وكلاهما متدينان ولكنهما لم يكونا أبدا في يوم من الأيام متطرفان.. المسلمون يشكلون الأكثرية الساحقة في البلاد وبالتالي هم يظهرون أكثرية عددية وبشكل واضح في التظاهرات وهو أمر طبيعي’.

وأكد ‘لكنها ليست أكثرية متطرفة إطلاقا، وأنا أجزم أنه لا يوجد بسورية أي توجه إسلامي نحو التطرف’.

ولفت خدام إلى أن أحداث الأمس برهنت علي أن التاريخ يعيد نفسه، وأضاف ‘النظام لا تربطه أي صلة بالشعب وبالتالي لا يجد خيارا أمامه”للاستمرار في السلطة سوى استخدام العنف والقوة’.

وقال ‘هذا الأمر، وإن مر في الماضي بسبب الوضع الإقليمي والوضع الدولي، فهو لن يتكرر في ظل الظروف الراهنة وسيلاقي بشار الأسد والعصابة التي تعمل معه على قتل الشعب حسابا عسيرا من جانب الأخير’.

وقد أعاد اجتياح حماة أمس إلى الأذهان ذكريات المذابح التي شهدتها المدينة عام 1982 على أيدي نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد عندما حاولت المدينة السنية الثورة على الأسرة العلوية الحاكمة.

وفي رده علي تساؤل حول أسباب صمود النظام السوري لما يقرب من خمسة أشهر حتى الآن منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف آذار (مارس) الماضي رغم توقع كثير من المحللين باحتمالية سقوطه سريعا، أجاب خدام ‘عمليا النظام السوري سقط من ناحية الشرعية الشعبية فهذا النظام لا يستطيع أن يتحرك إلا عبر المدفع والدبابة والطائرة لعدم شعوره بالأمان فهو يعيش وهو يخشى شعبه ويخشى معاقبة الأخير له على ما ارتكبه من جرائم في حقه’.

وأضاف ‘لا أريد أن أحدد أياما معينة، ولكن النظام سقط فعليا منذ اليوم الأول الذي لجأ فيه لاستخدام السلاح ضد شعبه، وها هو اليوم يحاول أن يمدد فترة وجوده ولكن دون جدوى’.

وقلل خدام من التعويل على حدوث بعض الانشقاقات داخل الجيش السوري وقدرة بعض الضباط على إنقاذ سورية من نظام بشار، موضحا بالقول ‘هم مجموعة ضباط”سواء كانوا خمسة أو عشرين أو اكثر وهذا لا يشكل جيش، الجيش له متطلبات أخرى وهي ليست متوفرة بالظرف الراهن’.

وأضاف ‘هؤلاء الضباط خرجوا من صفوف الجيش لأنهم لا يريدون قتل مواطنيهم، ولكن لا يمكن القول أنهم يشكلون جيشا يمكن أن ينقذ سورية الآن: الذي يستطيع أن ينقذ سورية فعليا هو تكاتف قوى الشعب السوري وصموده وإدراكه بخطورة استمرار نظام الأسد’.

واستبعد خدام أيضا فكرة حدوث انقلاب عسكري من قبل القيادات التي لا تزال توالي نظام بشار حتى الآن، موضحا ‘هذا الأمر ضمن الظروف الراهنة غير متوقع ولكن قد يحدث في مرحلة معينة، فقد تقدم مجموعة من بعض القيادات بالجيش على التمرد وتعتقل غيرها من باقي القيادات العسكرية والسياسية المرتبطة بالنظام’.

ورأى أن هذه الاحتمال ‘ممكن خاصة مع ازدياد حالة التوترات والضغوط الموجود في البلاد والتي أرهق فيها الجيش فضلا عن الوضع الاقتصادي المنهار والذي سيعطي مزيدا من الدفع لكل القوى للتحرك وإسقاط هذا النظام’.

ورفض خدام تصريحات المسؤولين حول قوة ومتانة الاقتصاد السوري، معتبرا تصريحاتهم ‘نوعا من تضليل الشعب’.

وأكد ‘كلامهم غير صحيح… إذا كان كل شيء سليما فلماذا طبعوا عشرات المليارات من الليرات السورية في النمسا وألمانيا ووضعوها بالمصرف المركزي من أجل دفع الرواتب وتسيير شؤون الحكومة ولماذا يخصمون الآن من راتب كل موظف ما يقرب من خمسمئة ليرة شهريا تحت شعار دعم الليرة السورية’.

وأضاف ‘هم يحاولون أن يضللوا الناس ولكن هؤلاء يعرفون سوء الوضع لأنهم يعيشون الأجواء التي يفرضها الوضع الاقتصادي السيء بالبلاد: يعرفون ارتفاع الأسعار والتضخم، يعرفون أنه ما بات أحد يعمل الآن فالصناعة معطلة وكذلك الزراعة والسياحة. أتساءل عن أي وضع جيد يتحدثون وموارد الدولة انخفضت بشكل لا يكفي حتي تلبية 25 بالمئة من متطلبات موزانة البلاد’.

واعترف خدام بصحة الانتقادات التي توجهها قوى الشعب في الداخل للمعارضة الخارجية بسبب الاهتمام بعقد مؤتمرات تكلف أموالا طائلة دون أن تخرج بنتائج تدعم الحراك الثوري أو تسفر، علي كثرتها، عن توحد تلك المعارضة في كيان قوي يمثل سورية، موضحا ‘مسألة المؤتمرات ظهر بها وجهان سلبيان الأول أنها تظهر أن هناك خلافات في أوساط المعارضة حول الوضع العام رغم أن الجميع متفق علي إسقاط النظام. وثانيا أنها تكلف أموالا طائلة، السوريون بحاجة لها فهي قد تدفع لإغاثة ومساعدة الذين نزحوا للبنان وتركيا والأردن’.

وأضاف ‘هذه المؤتمرات لم تناقش قضية هامة هي كيفية المواجهة مع النظام، فالمواجهة لا تكون بعقد مؤتمر أو إصدار بيان بل بتنظيم قوي وحشد القوى الشعبية وتعبئة الرأي العام العربي والعالمي ، وهذا الأمر به تقصير من أوساط المعارضة بالخارج’.

وأردف ‘أما المعارضة بالداخل فلا لوم عليها ، لأنهم أناس يقدمون كل ما يستطيعون من أجل الصمود ومن أجل تحقيق أهداف الثورة’. (د ب ا)

أوروبا توسّع العقوبات ومجلس الأمن يبحث الوضع

واصلت السلطات السورية حملتها العسكرية في عدد من المدن السورية، بينها مدينتا حماه والبوكمال، متذرعةً بوجود «مجموعات إرهابية مسلحة بدأت بمهاجمة المقارّ الرسمية والأمنية ومراكز الشرطة»، ما أدى إلى سقوط مزيد من القتلى، في وقت تصاعدت فيه حدة المواقف الدولية المنددة بمواصلة النظام السوري للحل العسكري وسط ترقب لما ستؤول إليه جلسة مجلس الأمن الدولي

تراجعت حدة العمليات العسكرية في مدينة حماه وعدد من المدن السورية أمس، بعد يوم وصف بأنه الأكثر دموية منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري، سقط فيه أكثر من 100 قتيل، فيما استمرت لليوم الثاني على التوالي المواقف الدولية المنددة بلجوء السلطات السورية إلى تصعيد الحل العسكري.

وأفاد اثنان من سكان مدينة حماه لوكالة «رويترز» بأن دبابات سورية قصفت وسط المدينة أمس، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين غداة إعلان جماعات حقوقية أن قوات الأمن قتلت عشرات الأشخاص في المدينة.

من جهتها، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، قوله إن مدنيَّين قتلا فجر أمس بعد تجدد الحملة العسكرية للجيش. وأوضح عبد الرحمن أن «دوي إطلاق نار كثيف سمع في حي الحميدية في حماه، حيث قتل شخصان بنار رجال الأمن أثناء حملة دهم شنتها في المدينة».

في المقابل، أكد مصدر عسكري سوري أن كل ما ذكر عن دخول الجيش إلى حماه عار من الصحة جملة وتفصيلاً، مشيراً إلى أنه «بعد قطع عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة الطرق الرئيسية والفرعية في مدينة حماه ومحاولة عزلها وتعطيل الحياة داخلها وخنقها بعد قطع الطريق الدولية التي تربطها ببقية المحافظات، قامت بعض وحدات الجيش بمحاولة فتح الطرقات الخارجية التي تصل المدينة بما حولها من مناطق بهدف إعادة الحياة الطبيعية إليها».

وأضاف المصدر أنه «لدى قيام وحدات الجيش بهذه المهمة قوبلت بهجوم مسلح بأسلحة متوسطة، وأحرقت المجموعات الإرهابية المسلحة عدداً من مقار الشرطة والجيش والقوى الأمنية إضافة إلى تخريب المنشآت العامة»، مشيراً إلى أنه «سيجري التعامل مع تلك المجموعات الإرهابية المسلحة بما يتناسب مع مستجدات الوضع».

من جهتها، أصدرت وزارة الداخلية بياناً أوضحت فيه أن «مجموعات إرهابية مسلحة بدأت بمهاجمة المقارّ الرسمية والأمنية ومراكز الشرطة في مدينة حماه في محاولة لقتل أفرادها وخطفهم وتخريب محتوياتها وحرقها وإطلاق النار عشوائياً في كافة أنحاء المدينة لترويع المواطنين ومنع الموظفين من الوصول إلى أماكن عملهم».

وأشار البيان إلى أن قوات حفظ النظام تصدت مباشرة لهذه المجموعات الإرهابية واشتبكت معها، ما أدى إلى «استشهاد ثمانية من عناصر الشرطة وحرق عدد من الوحدات الشرطية في المدينة والريف وعدد من السيارات والدراجات الشرطية ومقتل عدد من المسلحين».

من جهته، أفاد التلفزيون السوري عن قيام مجموعات مسلحة في مدينة حماه بسرقة كميات كبيرة من البزات العسكرية من مستودعات المهمات واللباس الخاص بالجيش، مشيراً إلى «أنّ ذلك قد يُستغَلّ بنحو سلبي عبر الإقدام على ممارسات عدوانية تتنافى وأخلاقيات المؤسسة العسكرية واتهام الجيش بذلك».

أما في بلدة البوكمال، الواقعة في شرق سوريا، فقد أفاد نشطاء لوكالة «رويترز» بأن دبابات اقتحمت البلدة بعد حصار دام أسبوعين، فيما أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة «فرانس برس» إلى أن «شخصين قتلا، بينهما طفل يبلغ من العمر 13 عاماً، وجرح آخرون في البوكمال مع بدء دخول دبابات ومدرعات وقوات أمنية إلى هذه المدينة».

في غضون ذلك، نقل المرصد السوري عن أهالٍ كانوا في طريق سفرهم إلى دير الزور أنهم شاهدوا «ثمانين دبابة وآليات عسكرية أخرى متجهة نحو دير الزور»، فيما أشار التلفزيون السوري إلى تشييع سبعة من عناصر القوات الأمنية من المستشفى العسكري في حمص.

من جهته، أفاد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي، لوكالة «فرانس برس»، بأن «ليل (أول من) أمس شهد كما كان متوقعاً تظاهرات كبيرة في معظم المناطق والمدن السورية بعد صلاة التراويح، من بينها ريف دمشق التي شهدت «مقتل شخصين أحدهما في الكسوة، وآخر في القدم عندما استخدم رجال الأمن الرصاص الحي لتفريق تظاهرات حاشدة». كذلك تحدث ريحاوي عن خروج «تظاهرتين كبيرتين في حي كورنيش الميدان في العاصمة»، فيما «خرج المئات في كل من جديدة عرطوز وعربين والتل والزبداني ودوما وحرستا وزملكا التي شهدت حملة اعتقالات ودهم».

وتابع قائلاً إن «تظاهرة حاشدة جرى تفريقها بالقوة وإطلاق الرصاص الحي في درعا البلد. كذلك خرج مئات المتظاهرين في داعل وفي إدلب نصرة لحماه ودير الزور».

في غضون ذلك، تصاعدت حدة الانتقادات الدولية الموجهة إلى السلطات السورية في أعقاب الحملة العسكرية التي أطلقتها السلطات أول من أمس، فيما يتجه مجلس الأمن إلى عقد جلسة لمناقشة الوضع في سوريا.

وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قد طلبت من مجلس الأمن الدولي التحرك من دون تأخير لوضع حد لأعمال العنف في سوريا، محذرةً من أنه قد تكون هناك خطوات أخرى «إذا استمرت القيادة السورية في مسارها الحالي»، فيما وسع الاتحاد الأوروبي نطاق العقوبات المفروضة على الحكومة السورية بتجميد أصول خمسة أشخاص وحظر سفرهم.

من جهته، انتقد المتحدث باسم منظمة هيومان رايتس ووتش، ريد برودي، دولاً مثل روسيا والصين وجنوب أفريقيا والهند والبرازيل لمنعها فرض عقوبات من الأمم المتحدة. وقال إن «هذه الدول تخضب بالدماء أيديها»، مضيفاً أن الشعب السوري يدفع ثمن ما ينظر له على أنه تدخل أجنبي «لا نهاية له» في ليبيا.

بدورها، نددت المعارضة الإيطالية بالقمع المتواصل في سوريا، ودعت الاتحاد الأوروبي إلى عزل النظام السوري وتشديد العقوبات عليه إذا لم يوقف العنف ويحترم حقوق الإنسان، فيما حثت ألمانيا الرئيس السوري بشار الأسد على وضع نهاية للعنف تجاه المحتجين.

وطالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين «بمزيد من الضغط الدولي» على سوريا، رافضاً في الوقت نفسه إمكانية تحرك عسكري برعاية الأمم المتحدة. وفي السياق، أكد الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن في مقابلة مع صحيفة «ميدي ليبر» الفرنسية أن «الشروط لم تتضافر» لتدخل عسكري في سوريا، بالتزامن مع تنديده بـ«أعمال العنف التي ترتكبها قوات الأمن السورية بحق السكان».

كذلك، أخرجت أحداث حماه القيادة التركية عن صمتها الذي استمر لأسابيع مضت. ودعا الرئيس التركي عبد الله غول في حديث لوكالة «أنباء الأناضول» الحكومة السورية إلى وقف العنف فوراً تجاه شعبها وتنفيذ الإصلاحات، مندداً بالعنف تجاه المحتجين. وبعدما أشار إلى أن التوقعات كانت بأن يعم الهدوء انسجاماً مع روح شهر رمضان، وأن تنفَّذ إصلاحات جذرية، رأى أن «بدء الشهر الفضيل بأجواء دموية أمر غير مقبول». وأضاف: «لا يمكننا أن نبقى صامتين حيال هذا العنف»، لافتاً إلى أن تركيا تراقب التطورات في سوريا من مصادر استخبارية.

من جهته، ندد وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، باقتحام القوات السورية لحماه، مشيراً إلى أن تركيا تشعر «بإحباط شديد وحزن» بسبب عدد القتلى، منحياً باللائمة في هذا العدد الكبير من الخسائر البشرية على استخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة. وتابع قائلاً للصحافيين: «أسلوب هذه العمليات وتوقيتها خاطئان بشدة. نندد بها بقوة»، ومعرباً عن أمله «أن نرى نهاية للعمليات العسكرية في شهر رمضان المبارك، ونتمنى مستقبلاً هادئاً للسوريين».

كذلك، سجل موقف عربي وحيد صادر عن وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، الذي دعا إلى «الإسراع» بإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا لتجنب تدويلها. وبعدما أعرب عن «انزعاج مصر الشديد من ارتفاع مستوى العنف، وزيادة عدد ضحايا المصادمات»، أكد أن «الظروف الدقيقة التي تمر بها سوريا الشقيقة والدروس التي أكدتها تجربة الربيع العربي في مناطق أخرى من الوطن العربي تظهر حقيقتين ثابتتين لم يعد من الممكن تجاهلهما، أولاهما أن الحلول الأمنية لم تعد مجدية»، وثانيتهما أن «المنطقة العربية لا تحتمل تدويلاً جديداً، وأن السبيل الوحيد لتجنب هذا التدويل هو أن نأخذ زمام المبادرة بأيدينا ونتحرك على الفور لتحقيق طموحات الشعوب العربية المشروعة إلى الحرية والديموقراطية».

أما روسيا، التي تعارض إلى جانب الصين تبني قرار في مجلس الأمن الدولي يدين القمع في سوريا، فدعت في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية، إلى وقف «القمع» في سوريا وطالبت النظام والمعارضة «بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن الاستفزازات والقمع»، في دعوة هي الأشد لهجة منذ بداية حركة الاحتجاج.

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)

معارضو الداخل يقرأون في التصعيد: إنه حوار الرصاص

محمد الشلبي, وسام كنعان

دمشق | استفاقت المدن السورية، أمس، والحديث واحد على لسان الجميع: شهر الصيام بدأ بلون الدم هذا العام ليحل مكان طقوس الفرح المعتادة في شهر رمضان. الأوصاف التي أطلقها عدد كبير من المواطنين عن مقتل العشرات في حماه ودير الزور كانت غير مسبوقة من ناحية الإدانة لعنف السلطة في مدينتي العاصي والفرات، وخصوصاً أنّ تناقص أعداد قتلى تظاهرات الأسبوعين الأخيرين أوحى للبعض أن السلطة تهيّئ لشهر رمضان هادئ نسبياً، علّها تفتح كوّة للحوار في الجدار الأمني الفولاذي.

في المقابل، سارع إعلام النظام إلى التشكيك برواية الأهالي، والعودة الى قصّة العصابات المسلحة. ومع ذلك، واصلت قناة «الدنيا» الخاصة، المملوكة للنائب السوري محمد حمشو ومجموعة من المتمولين السوريين المستفيدين من النظام، سياسة الدفاع عن السلطة. وعلى المنوال ذاته، جاءت تصريحات المصدر العسكري المسؤول وبيان وزارة الداخلية لتؤكد جميعها رواية «الإرهابيين المعتدين على القوات الأمنية والمواطنين». أما المعارضة، فقد كان لها وجهات نظر متباينة حول التصعيد الأمني.

الكاتب المعارض ميشال كيلو لم يستغرب ممارسات السلطات وأجهزتها الأمنية والعسكرية لأنه «بغض النظر عن الخطوات الإصلاحية التي قدمها النظام في الأيام الأخيرة، من إصدار قوانين الإعلام والانتخابات والأحزاب، فإنّ الهجوم الذي شنّه النظام على اللقاء التشاوري أوضح الصورة من ناحية أنّ الأسلوب القمعي هو الخيار الوحيد الذي تتبناه الأجهزة الأمنية في تعاملها مع التظاهرات».

وأكد كيلو لـ«الأخبار» أن خيار القوة لن يستطيع إيقاف حركة الشارع، مذكّراً بأن «النظام بدأ بخيار الحل الأمني حتى قبل انطلاق الأحداث، ولا يزال حتى اللحظة يعتمده رغم إثبات فشله»، مشيراً إلى أن تعرُّض مناطق ومحافظات مختلفة للعنف مثل درعا واللاذقية وريف دمشق وحماه وحمص «لم يمنع تجدُّد خروج التظاهرات». وعن التغيّرات التي طرأت على بعض المواقف الدولية، وخصوصاً على كلام المسؤولين الروس (الذين دعوا الطرفين إلى ضبط النفس)، علّق كيلو مستغرباً «مجمل هذه التغيرات، إذ كان من المفترض مع بداية الأحداث قراءة السياسة الدولية للأزمة السورية بشكل صحيح، فلكل بداية نهاية، والبداية التي اختارها النظام السوري كانت معروفة سلفاً». وأضاف إن «ما يقدّمه المسؤولون الأجانب حالياً هو محاولة للتغطية على أنفسهم، بعدما انكشفت الحقيقة أمام العالم». وعن قراءته للأحداث المتوقعة في الأيام المقبلة، رأى أن «القرار صدر بالفعل من النظام السوري بالتصعيد العنيف جداً في التعامل مع الشارع المنتفض، في محاولة فاشلة سلفاً لإنهاء حركة الاحتجاج أينما وجدت». وجزم بأنّ المتابع للواقع السوري الاجتماعي والديني «سيجد أن مفاهيم قومية ووطنية وُلدت خلال الأعوام الماضية، وستترجم تصعيداً شعبياً غير مسبوق خلال شهر رمضان لما يحويه هذا الشهر من دلالات دينية تشجع على الخروج الى الشارع بداعي الجهاد ونصرة المظلوم».

أمّا السياسي المعارض فاتح جاموس فقد وجد في التصعيد القمعي وحملات الاعتقالات ومحاصرة بعض المدن والمناطق السورية «حلاً واهياً»، لأنه «يستحيل على النظام السوري الاكتفاء بالوسائل القديمة لردع الحراك الشعبي والتظاهرات، أي بالوسائل العنفية، كما يستحيل أن تعود سوريا إلى ما كانت عليه قبل بداية الحراك الشعبي». وعن ضبابية المشهد السوري وعلاقة المعارضة بالنظام، لفت إلى أن «النظام على استعداد في هذه اللحظة للاستماع إلى المعارضة بأطيافها المختلفة والدخول معها في مساومات، لأنه منذ سقط كنظام أحادي الفكر، يحاول الدفاع عن نفسه ومصالحه بكل الوسائل الممكنة كونه ينطلق من اندماجه المطلق في الدولة، ويريد تهدئة الأوضاع، لكن بأساليب مشابهة تماماً لما كان يتبعه في الماضي».

وعن توقّعاته لما يمكن أن تشهده الساحة قريباً، أعرب جاموس لـ«الأخبار» عن اعتقاده بأن النظام «سيحاول تهدئة الأوضاع في رمضان بالحد الأدنى من وسائل العنف، إلى جانب الوسائل والحلول السياسية الممكنة». ولا يجد تعارضاً أو تناقضاً بين مشاهد العنف في حماه، والحلول الأخرى التي يمكن أن يتبعها النظام وأجهزته الأمنية المختلفة في السيطرة على الأزمة، كالحوار المفترض، لأنه «في جميع مراحل التاريخ وحركات الصراعات، العديد من الحوارات جرت تحت القصف والعنف وانتهت بكسر العظم، ويمكن أن تكون مدافع الدبابات موجهة إلى الشارع المنتفض والحراك الشعبي، وفي الوقت نفسه يحصل الحوار».

واستبعد جاموس أن تشهد المدن الكبرى مثل دمشق وحلب تصعيداً كبيراً مقارنةً بما هو الوضع حالياً في الأرياف والمناطق المحيطة بهذه المدن «التي أتوقع أن تشهد تصعيداً استثنائياً كبيراً خلال الأيام المقبلة».

وفيما رأى الكاتب المعارض فايز سارة أن ما تشهده المدن والمحافظات السورية من تصعيد أمني هو أمر طبيعي، استدرك بأن «ما يحصل الآن هو تحوُّل في الخطة التي رسمها النظام ونفذتها أجهزته الأمنية المختلفة من أجل السيطرة على الشارع، لكنه كان تصعيداً متوقعاً مع بداية شهر رمضان». هكذا، لا يستغرب سارة شراسة الأجهزة الأمنية، لافتاً إلى أن «النظام السوري حسم خياراته في اعتماد الأسلوب القمعي»، متسائلاً «هل إبادة مدن ومناطق سورية بكاملها هي ما يريده النظام؟». تساؤل يجيب عنه بالتشديد على ضرورة «الذهاب إلى حل سياسي مبني على حوار حقيقي للخروج من الأزمة بعد إيقاف القمع الذي أثبت فشله تماماً». أما عن المنتظر من ردود الفعل الدولية، فيوضح سارة أن التصعيد «سيكون كفيلاً بتغيير كبير سيطرأ قريباً على السياسة الدولية، ما سيسمح بتدخل عسكري سياسي خارجي، أو حتى عقوبات اقتصادية، وهذا ما نخشاه ونعارضه جميعاً».

بدوره، قرأ الكاتب والصحافي المعارض لؤي حسين التصعيد العنفي في حماه ودير الزور كـ«دلالة على ارتباك السلطة وعجزها عن فعل أي شيء سوى إطلاق النار، وليس لديها أي مبادرة سلمية ديموقراطية حقيقية للخروج من الأزمة». وشدد على أوضاع المعتقلين الذين أكد أنهم «يملأون جميع السجون والمعتقلات ويعيشون أوضاعاً لاإنسانية»، قائلاً إن العديد من الأماكن العامة والدوائر الحكومية «تُستخدم كمعتقلات وخصوصاً في الأيام العشرة الأخيرة».

مجلس الأمن يقرر مواصلة المشاورات حول سوريا اليوم الثلاثاء

بهية مارديني

دبي، وكالات: دعت سوريا الهند التي تولت الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي، الى مساعدتها على تجنب ادانة لقمع المعارضة، وطلبت من نيودلهي عدم تصديق “الدعاية الاعلامية” الغربية.

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد في مقابلة مع قناة “نيوز اكس” خلال زيارة للهند تستمر ثلاثة ايام، “انني هنا لاحذر القادة الهنود من التضليل الاعلامي والفبركة وآليات الدعاية الاعلامية غير الواقعية ضد سوريا”.

واضاف ان “بعض الدوائر الغربية والاميركية تريد مفاقمة الوضع في سوريا عبر دعم مجموعات ارهابية ضد ارادة الغالبية الساحقة للشعب السوري”. وفي مقابلة منفصلة مع شبكة “سي ان ان-آي بي ان” الاثنين، قال مقداد ان سوريا تنتظر من الهند “الا تسمح للدول الغربية باستخدام الامم المتحدة منتدى لدعم الارهاب ولدعم التطرف ولدعم موت ابرياء”.

وقال دبلوماسيون إن قوى أوروبية أحيت مسودة قرار لمجلس الامن الدولي يدين سوريا بخصوص القمع الدموي للمحتجين وقامت بتوزيع نص معدل اثناء اجتماع للمجلس يوم الاثنين.

وعقب الاجتماع المغلق الذي استمر ساعة قال دبلوماسيون حسب وكالة رويترز انه بعد مأزق استمر اشهرا بشأن سوريا في المجلس فان احداث العنف الجديدة يبدو انها تدفع اعضاء المجلس المنقسمين نحو شكل ما لرد الفعل.

لكن مبعوثين اختلفوا بشأن هل ينبغي ان يتبنى المجلس المؤلف من 15 دولة مشروع القرار الذي يسانده الغرب او يتفاوض على بيان أقل الزاما. ومن المقرر أن يجتمع المجلس من جديد اليوم الثلاثاء لاتخاذ قرار.

وكان مجلس الامن الدولي باشر مشاوراته الطارئة المخصصة للقمع الدامي الذي تمارسه الحكومة السورية على المعارضة، وقد جدد الاوروبيون مطالبتهم بادانة حازمة لاعمال العنف.

وحضت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون  اعضاء المجلس المترددين حيال اصدار قرار تنديد بحق سوريا على خلفية قمع الاحتجاجات ضد النظام الى تغيير موقفهم والانضمام الى الاوروبيين والاميركيين.

ويأتي هذا النداء الموجه بشكل غير مباشر الى الصين وروسيا، في وقت يحاول الاوروبيون والاميركيون في الامم المتحدة اقناع البلدان المترددة على الاقتداء بهم وادانة القمع الدامي للحركة الاحتجاجية من جانب نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقالت كلينتون في بيان “ندعو اعضاء مجلس الامن الدولي الذين اعلنوا حتى الان موقفا معارضا لاي خطوة في الامم المتحدة تضغط على الاسد في اتجاه وقف المجزرة، الى مراجعة مواقفهم”. واضافت “كما ندعو المجتمع الدولي الى التوحد خلف الشعب السوري في هذه الفترة الحرجة”.

بدورهاطلبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ايضا الاثنين من مجلس الامن الدولي التحرك دون تأخير لوضع حد لاعمال العنف في سوريا. وياتي ذلك غداة تدخل كثيف لقوات الامن في مدن سورية عدة وخصوصا حماة مما ادى الى مقتل 139 شخصا، مئة منهم في حماة، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى محصلات منظمات حقوقية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان “اطلاق نار كثيفا سمع في حي الحميدية في حماة حيث قتل اربعة اشخاص عندما اطلق رجال الامن النار عليهم برشاشات ثقيلة اثناء حملة مداهمات شنتها في المدينة”.

واضاف عبد الرحمن ان “شخصين قتلا ايضا بينهما طفل يبلغ من العمر 13 عاما وجرح اخرون في البوكمال مع بدء دخول دبابات ومدرعات وقوات امنية الى هذه المدينة”، الواقعة شرق البلاد، مشيرا الى ان “الاتصالات مقطوعة عنها”.

ياتي ذك فيما هنأ الرئيس السوري بشار الاسد في كلمة الاثنين الجيش السوري “الوطني” في الذكرى السادسة والستين لتأسيسه.

وقال الاسد بحسب كلمة وجهها الى الجيش عبر مجلة جيش الشعب نقلتها وكالة الانباء السورية (سانا) “اثبتم للعالم أجمع بأنكم الأوفياء لشعبكم ووطنكم وعقيدتكم العسكرية”.

واعتبر الاسد ان “دماءكم الطاهرة وجراحكم النازفة وصبركم وإقدامكم وتصميمكم على تنفيذ مهامكم المقدسة قد ازهر واثمر وقطع الطريق على اعداء الوطن واسقط الفتنة وحافظ على سوريا وطنا ابيا عزيزا يحتضن جميع ابنائه”.

واكد الرئيس السوري ان “تمسكنا بثوابتنا الوطنية والقومية يزيد حقد الاعداء علينا”. واعرب عن “ثقة مطلقة” بقدرة “شعبنا وبوحدتنا الوطنية ان نسقط هذا الفصل الجديد من المؤامرة التي نسجت خيوطها بدقة واحكام بهدف تفتيت سوريا”.

وتابع الرئيس السوري الذي يواجه منذ منتصف اذار /مارس موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات “يخطئ من يظن ان الضغوط وان اشتدت والمؤامرات وان تنوعت قادرة على ان تدفعنا للتنازل عن بعض حقوقنا ومبادئنا”.

واكد “سنبقى احرارا في قرارنا الوطني واسيادا في علاقاتنا الدولية ونهجنا المقاوم لاحلال السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967”.

وتشهد سوريا موجة احتجاجات منذ منتصف اذار/مارس اسفرت عن مقتل حوالى 1500 مدني واعتقال اكثر من 12 الفا ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوق الانسان. وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريب واعمال عنف اخرى.

وجدد الاسد تصميم بلاده على استعادة الجولان. وقال ان “ايماننا بالسلام العادل والشامل وحرصنا على بلوغه وتحقيقه لا يعني قط التخلي عن ذرة تراب او قطرة ماء والجولان العربي السوري سيبقى عربيا سوريا”.

واكد بانه “سيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم سوريا”. واحتلت اسرائيل هضبة الجولان السورية الاستراتيجية في 1967 وضمتها في 1981. وتشهد سوريا موجة احتجاجات منذ منتصف اذار/مارس اسفرت عن مقتل حوالى 1500 مدني واعتقال اكثر من 12 الفا ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوق الانسان.

واشار ناشطون حقوقيون الى مقتل 136 شخصا الاحد في سوريا من بينهم مئة خلال هجوم واسع للجيش في حماة (وسط) في “احد اكثر الايام دموية” منذ بدء الحركات الاحتجاجية في اواسط اذار/مارس بحسب الناشطين.

واضاف عبد الرحمن ان “شخصين اخرين قتلا مساء الاحد في قرية معردفتين التابعة لحماة بنار عناصر موالية للنظام” السوري. ونقل عبد الرحمن عن اهالي كانوا في طريق سفرهم الى دير الزور شاهدوا “ثمانين دبابة واليات عسكرية اخرى متجهة نحو دير الزور”.

واشار “الى ان هذا التحرك ياتي في اطار التحضير لعملية عسكرية كبرى في المدينة” التي قتل فيها الاحد 19 شخصا، بحسب ناشط اخر.

كما “دخلت قوات من الجيش برفقة دبابات الى منطقة الحولة (ريف حمص) حيث سمع صوت اطلاق رصاص كثيف اسفر عن جرح 15 مدنيا” لافتا الى “حملة اعتقالات طالت 18 شخصا”.

من جهته، افاد رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان “ليل الاحد الاثنين شهد كما كان متوقعا تظاهرات كبيرة في معظم المناطق والمدن السورية بعد صلاة التراويح”.

واعلن ريحاوي “مقتل شخصين في ريف دمشق احدهما في الكسوة واخر في القدم عندما استخدم رجال الامن الرصاص الحي لتفريق تظاهرات حاشدة” في هاتين المنطقتين.

واوضح ريحاوي ان “تظاهرتين كبيرتين خرجتا واجتمعتا في حي كونيش الميدان في العاصمة” مشيرا الى ان “القوى الامنية فرقتهما بالقوة مستخدمة الغازات المسيلة للدموع”.

واضاف ان “عدة تظاهرات خرجت في ريف دمشق حيث خرج المئات في كل من جديدة عرطوز وفي عربين والتل والزبداني ودوما وحرستا وزملكا التي شهدت حملة اعتقالات ومداهمة”.

وتابع ان “تظاهرة حاشدة تم تفريقها بالقوة وباطلاق الرصاص الحي في درعا البلد (جنوب) كما خرج مئات المتظاهرين في داعل (ريف درعا) وفي ادلب (شمال غرب) نصرة لحماة ولدير الزور”.

واضاف ان “تظاهرات حاشدة خرجت في معظم احياء حمص رغم الحصار كما خرج مئات المتظاهرين في القامشلي (شمال) وطرطوس وجبلة وفي اللاذقية حيث خرج نحو اربعة الاف متظاهر في حي الرمل نصرة لمدينة حماة وللمطالبة باسقاط النظام”، بحسب الناشط نفسه.

وفي دير الزور “تجمع عشرات الآلاف من ابناء قبائل البكارة عند دوار الصالحية مطالبين بسحب الجيش كاملا من المدينة والافراج عن المعتقلين وفي مقدمتهم الشيخ نواف البشير” الذي اعتقلته السلطات الامنية عصر السبت. وتسارعت وتيرة الاتصالات الدولية لعقد اجتماع طارىء لمجلس الامن لبحث تطورات الوضع في سوريا.

وطلبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين من مجلس الامن الدولي التحرك دون تأخير لوضع حد لاعمال العنف في سوريا. وقالت اشتون في بيان “آن الاوان ليتخذ مجلس الامن موقفا واضحا بشأن ضرورة انهاء اعمال العنف” في سوريا. واضافت اشتون ان مجلس الامن الدولي قرر عقد اجتماع طارىء في وقت لاحق اليوم.

كما دعت روسيا حليفة سوريا منذ زمن طويل الاثنين الى وقف “القمع” في سوريا ودعت “حكومة سوريا والمعارضة الى التحلي باقصى درجات ضبط النفس ووقف الاستفزازات والقمع”. وتعارض موسكو تبني قرار في مجلس الامن الدولي يدين القمع في سوريا خشية ان تشن الدول الغربية عليها عملية عسكرية كما وقع في ليبيا.

راسموسن: “الشروط لم تتضافر” لتدخل الحلف الاطلسي في سوريا

إلى ذلك، صرح الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن في مقابلة مع صحيفة “ميدي ليبر” الفرنسية الصادرة الاثنين ان “الشروط لم تتضافر” لتدخل عسركي في سوريا. وصرح راسموسن “في ليبيا نقوم بعملية بالاستناد الى تفويض واضح من الامم المتحدة ولدينا دعم دول المنطقة. هذان الشرطان لم يتوفرا في سوريا”.

وندد بـ”اعمال العنف التي ترتكبها قوات الامن السورية بحق السكان”. واشار ناشطون حقوقين الى مقتل 136 شخصا الاحد في سوريا من بينهم مئة خلال هجوم واسع للجيش في حماة (وسط) في “احد اكثر الايام دموية” منذ بدء الحركات الاحتجاجية في اواسط اذار/مارس بحسب الناشطين.

وتقدمت فرنسا وثلاث دول اخرى (بريطانيا والمانيا والبرتغال) منذ اسابيع عدة بمشروع قرار يندد بالقمع في سوريا ويدعو الى اجراء اصلاحات سياسية، الا ان الصين وروسيا العضوان الدائما العضوية في مجلس الامن عارضا النص.

وحول ليبيا، ذكر راسموسن بان تفويض الامم المتحدة يقوم على “حماية السكان” مؤكدا انه “من غير الوارد نشر قوات على الارض”. وتابع “انه شرط تقييدي”. لكنه اشار الى ان التقدم الذي احرز منذ بدء التدخل قائلا “عطلنا آلة الحرب التابعة للقذافي. المعارضة تتقدم وموارد النظام تتراجع. وزراء وقادة عسكريون ينشقون”.

واعتبر راسموسن ان النظام الليبي “بات اكثر عزلة من اي وقت مضى” وسينهار. وقال “لم يعد السؤال ما اذا كان القذافي سيرحل انما متى سيغادر السلطة”. واضاف “رسالتي الى (القذافي) مزدوجة غادر السلطة ومكانك هو امام المحكمة في لاهاي”. واخيرا وحول افغانستان، صرح راسموسن ان تسريع جدول الانسحاب غير ممكن الا اذا ترافق بتحسن الوضع الامني. وقال “يجب التاكد من ان القوات الافغانية قادرة على تحمل مسؤولية الامن”.

ممثل إعلان دمشق باستراليا: التدخل الدولي في سوريا هو الحل

قال ممثل اعلان دمشق في استراليا أشرف المقداد في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن “التدخل الدولي في سوريا هو الحل ،لايقاف المجازر التي يرتكبها النظام في حماة والمحافظات السورية”، وأضاف “ان كل من شاهد اجرام النظام السوري تحرك في داخله كره كبير لهذا النظام”، وأكد “اذا لم تحرك هذه المشاهد الحجر وجيشت القلوب فلا شيء سيفعل هذا ، ونحن نعيش اليوم بلا ضمير أو وجدان عندما نسكت على جرائم النظام”، وأضاف” المجازر التي ترتكبها العصابات الأسدية في سورية هي ممكنة فقط بغياب موقف دولي حازم “، لافتا الى” أنه لا يهم بشار الأسد وطغمته الرأي السوري وآلام الشعب السوري وصرخات أطفاله هو يهتم ويخاف ككل الجبناء والبلطجية من هو أقوى منه فما استطاع  دخول حماة عندما كان السفيرين الأميركي والفرنسي فيها”.

وأضاف”ان موقف المعارضة السورية من رفض التدخل الدولي موقف لا مسؤول ، ولكنهم في نفس الوقت يستغربون ويبكون من غياب الموقف الدولي عندما يرتكب بشار الجرائم في شعبنا”، ورأى أن هذا يدل على ازدواج شخصية مريضة ، معتبرا” ان ما يجري الان في سورية هو جريمة ضد الإنسانية ولا يستطيع شعبنا الاعزل أن يدفع أذى بشار وعصاباته المسلحة بدون على الاقل التهديد بالتدخل الدولي”.

وأشار الى “انه من ظل ينادي بعدم التدخل الدولي بعد ما جرى الاحد هو خائن لشعبنا أو حالم سخيف أو يريد أن يستمر بشار الاسد بأية صورة بقتله واجرامه”، ولفت الى أن التدخل الدولي لحماية المدنيين من قتلة بشار هو الحل والمطلوب اذا كنا فعلا نخاف على هذا الشعب ومعنيين بسلامته وأمنه ، وأضاف” عندما يتشدق كبار معارضين بشار والذين يدعون أنهم يمثلون الثورة والشعب بهتا وعدوانا ، ويرفضون “أي تدخل دولي ” فهم وبصراحة يعطون بشار الاسد الضوء الاخضر ليقتل ويغتصب ويشرد ويجرم”.

واعتبر “ان الذي يثير غضبه أن هؤلاء المتفزلكين ياتون بحجج الارض لوقف أي حتى تهديد بالتدخل الخارجي ويشككون بنتائج اي مساعدة خارجية لشعبنا في محنته ولكن لايساعدونه هم ولا هم ياتون باي حل واقعي لمحنة شعبنا فيتكلمون بالسنسكريتي عن حلول خيالية ويرعبون ويرتعبون من اي حل حقيقي”، وشدد “أن شعبنا قدوصل به الامر الزبى ، ويريد أي حل أو مساعدة لإيقاف القتلة والشبيحة وكل ماطالت محنته كلما زاد احتمال بقاء المجرم على قلوبنا فأنا أنادي اليوم وبكل قوتي للموقف الدولي أن يتصلب بدون شرط فاطفالنا ونسائنا يحتاجون للحماية الان الان وليس غدا فهناك جريمة في كل ساعة تمر وعلينا التحرك الفوري للمناداة بالتدخل الدولي الفوري والمباشر لوقف المجزرة”.

من جانبه قال الناشط السياسي خالد صطوف لـ”ايلاف” انه يرفض التدخل الخارجي ، وتوجه الى” قادة الفرق في الجيش بمختلف مشاربهم وبشكل متكرر, أن يحسموا الصراع وانقاذ البلاد باقصاء الزمرة الحاكمة وتسليم ادارة البلاد لادارة مدنية وفتح صفحة جديدة وصولا الى الدولة الديموقراطية. وقال” ان الوضع لا يمكن الخروج منه الا بهذا الشكل، والثورة لايمكن ان تتوقف والنظام لن بتوقف عن الاجرام فالى أين ؟”، وأكد ” لا أحد يريد تدخل خارجي والمظاهرات لوحدها ربما غير قادرة على اسقاط التظام ولااحد سيربح من حرب داخليه شاملة”.

الى ذلك قال نشطاء سوريون لـ”ايلاف ” ان اربع مظاهرات خرجت الاحد في عدة احياء من مدينة الرقة بعد خروج المصلين من الجوامع بعد صلاة التراويح رغم التواجد الكثيف من عناصر الامن والشبيحة وتم الاعتداء بالضرب على المتظاهرين بعصي الكهرباء والهروات والسكاكين وتم جرح واعتقال عدد من المتظاهرين وفي شارع المنصور حصل اطلاق رصاص ووقوع جرحى .

وفي العاصمة دمشق قال نشطاء لـ”ايلاف” انه تم اعتقال صباح الخميس الماضي الشاب فواز محمود بارافي عمره 25 عاما الساعة الخامسة فجرا في منزله في حي ركن الدين حارة وانلي 1 ، ويتردد أن هذا الشاب هو أحد شباب تنسيقيات الثورة في حي ركن الدين ، وكان يهرب منذ الخميس السابق حتى يوم اعتقاله ولكن تم أخذ والده وشقيقه الطالب في الثانوية العامة بدلا منه. هو متزوج ولديه طفلة عمرها 3 سنوات، وتمت مصادرة جهاز المحمول الذي يملكه. وأضاف النشطاء “ان الشبيحة وعناصر الامن يعجون في ركن الدين تحسبا لاية مظاهرات قادمة وهناك حملة مداهمات واعتقالات مستمرة”.

مظاهرات ضخمة دعت إلى إسقاط النظام وهتفت لحماه «الجريحة» ودير الزور

24 قتيلاً برصاص الأمن السوري في اليوم الأول من رمضان

وكالات

قتل 24 شخصاً وجرح العشرات برصاص قوات الأمن السوري خلال تظاهرات معارضة للنظام خرجت بعد صلاة التراويح مساء الاثنين في مناطق عدة من سوريا. وقصفت دبابات الجيش السوري مساء الاثنين أحياء سكنية في ضواحي مدينة حماه.

نيقوسيا: أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 24 شخصًا الاثنين في مدن سورية عدة برصاص قوات الامن، بينهم عشرة سقطوا في تظاهرات خرجت بعد صلاة التراويح في اليوم الاول من شهر رمضان.

واوضح المرصد الثلاثاء ان “عدد المدنيين الذين سقطوا يوم أمس الاثنين في مدن سورية عدة برصاص القوات العسكرية الأمنية السورية والشبيحة 24” بينهم عشرة سقطوا “خلال المظاهرات التي خرجت في مدن سورية عدة بعد صلاة التراويح”.

وفي حصيلة اجمالية ليوم الاثنين، ذكر المرصد ان “العمليات الامنية والعسكرية” اوقعت عشرة قتلى في حماه على بعد 210 كلم شمال دمشق، وقتيلين في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، وثلاثة في محافظة حمص (وسط) واثنين في اللاذقية (غرب) وستة في عربين شمال شرق دمشق وواحد في معضمية الشام، مشيرًا الى ان الاخير قتل “برصاص الامن داخل المسجد”.

ومن بين هؤلاء القتلى افاد المرصد ان “حصيلة الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الامن السورية خلال المظاهرات التي خرجت في مدن سوريةعدة  بعد صلاة التراويح مساء الاثنين ارتفع الى عشرة شهداء وعشرات الجرحى”.

واوضح المرصد ان “صلاة التراويح شهدت مظاهرات ضخمة دعت الى إسقاط النظام، وهتفت لحماه الجريحة ودير الزور”. وقتل بحسب المرصد ستة اشخاص في منطقة عربين برصاص قوات الامن، فيما قتل متظاهر في المعضمية واثنان في اللاذقية واخر في حمص.

كما اشار الى جرح اكثر من 14 متظاهرًا في عربين، و5 في المعضمية، واكثر من 11 في اللاذقية، اضافة الى عدد من الجرحى في حمص، واخرين في مدن الزبداني والكسوة، اصابات بعضهم خطرة.

وفي عربين، افاد المرصد ان “الالاف في المدينة خرجوا بمظاهرة حاشدة”، مضيفا ان “رجال الأمن والشبيحة هاجموا المظاهرة، وأطلقوا الرصاص بشكل مباشر على المتظاهرين العزل”. كما افاد عن “معلومات عن وجود عدد من الجثث ملقاة في الشوارع لا يتمكن الأهالي من الوصول إليها بسبب الوجود الأمني الكثيف”.

واضاف المرصد ان “عدًدا من القناصة شوهدوا يتمركزون على بناء الطيوري المطل على ساحة الحرية”. وفي الزبداني افاد المرصد عن “خروج مظاهرة حاشدة في الزبداني بعد صلاة التراويح شارك فيها الاف الشباب”، موضحا انه “لدى اقتراب المظاهرة من حاجز عسكري اطلق الرصاص بشكل عشوائي على المتظاهرين، مما ادى الى جرح خمسة متظاهرين، بينهم طفل اصابته خطرة في الرأس”.

واضاف المرصد ان “اطلاق النار ما زال يسمع بشكل متقطع”. كما اشار الى “اعتقال اكثر من 150 شخصًا في مختلف المدن السورية”. وبحسب المرصد فإن عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا في 15 اذار/مارس “ارتفع الى 1992 قتيلاً، من بينهم 1618 شهيًدا مدنيًا موثقين بالقوائم لدى المرصد السوري لحقوق الانسان و374 شهيدًا من الجيش وقوى الامن الداخلي”.

وقصفت دبابات الجيش السوري مساء الاثنين احد الاحياء السكنية في ضواحي مدينة حماه، حيث قتل 104 اشخاصًا منذ الاحد، وذلك قبل ساعات من اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي لبحث الوضع في سوريا.

وقال ناشط موجود في حماه “هناك عشر دبابات تقصف بشكل عشوائي دوار بلال، وهو حي سكني في ضواحي حماه”، وكان صوت القصف مسموعًا عبر الهاتف. من جهته، قال عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان ان دوي اطلاق النار “كان يسمع بقوة في كل احياء مدينة حماه”.

ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله ان “قوات الجيش لا تزال تنفذ مهمتها في فتح الحواجز والمتاريس التي كانت قد نصبتها مجموعات مخربة على المداخل الرئيسة لمدينة حماه ويجري اشتباك واسع النطاق لكون هذه المجموعات منظمة في وحدات، وهي تستخدم أسلحة متطورة وتقوم بتفخيخ الشوارع الرئيسة”.

وقتل مائة شخص الاحد برصاص قوات الامن في حماه. وسجل يوم الاحد كذلك مقتل نحو 40 شخصًا في انحاء سوريا، وفق حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر حقوقية.

وشهدت حماه الواقعة على بعد 210 كلم شمال دمشق، تظاهرات حاشدة ضد النظام خلال الاسابيع الماضية. وتشكل المدينة رمزًا للاحتجاج على النظام منذ ان شهدت عملية قمع دامية استهدفت الاخوان المسلمين في المدينة، وقتل خلالها 20 الف قتيل في 1982.

وفي حمص، وسط سوريا، قال عبد الرحمن ان “عشرات الالاف خرجوا بعد صلاة التراويح في احياء مختلفة من المدينة تضامنًا مع حماه داعين إلى إسقاط النظام”. واضاف ان الاهالي “افادوا انهم سمعوا اطلاق نار كثيف عند جامع عمر بن الخطاب في شارع الحمرا لتفريق المتظاهرين الذين بدوا مصممين على مواصلة التظاهرة”.

ووصف عبد الرحمن هذه التظاهرات بانها “الاضخم منذ انطلاق الاحتجاجات في سوريا” في منتصف اذار/مارس. وفي ريف دمشق، اشار الى “انتشار كثيف للأمن في مدينة الكسوة بساحة الشهداء بعد قمعهم لمظاهرة خرجت من جامع عبدالله بن رواحة والتقت بمظاهرة أهل الكسوة من جامع الفتاح”.

واضاف ان “استخدم الأمن الرصاص الحي والقنابل المسمارية والقنابل المسيلة للدموع لتفريقها، وهناك إطلاق رصاص كثيف في الكسوة في الشارع الرئيس، وسقط ثلاثة جرحى حتى الآن”. وقال ان “متظاهرين تجمعوا بالآلاف عند ساحة الشهداء (الجمعية سابقا) في مدينة سقبا تنادي بنصرة حماه والبوكمال ودير الزور، وتجدد تأكيدها على استمرار الثورة حتى النصر”.

وافاد عبد الرحمن لوكالة الأنلاء الفرنسية ان دبابات الجيش دخلت الى الحولة، شمال غرب حمص، حيث سمع اطلاق نار غزير، وتم الابلاغ عن اصابة 15 شخصا بجروح.

من جانبه، قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان “قوات الجيش دخلت مدينة البوكمال الحدودية (شرق)، حيث قامت عناصر الامن المرافقة لها بعمليات مداهمة واسعة صاحبها اطلاق نار كثيف اسفر عن مقتل شخصين، بينهما طفل، واعتقال اكثر من 17 شخصا.

واضاف ريحاوي ان “مدينة الزبداني (ريف دمشق) محاصرة تماما، حيث اغلقت المداخل والمخارج” مشيرا الى ان “قوات الامن دخلت المدينة واقامت حواجز تفتيش على مداخل الاحياء”. وقال في بيان “خرج الاف المتظاهرين مساء (الاثنين) في مدينة السلمية (ريف حماه) وتجمعوا في الساحة نصرة لدير الزور وحماه”.

هذا وعرض التلفزيون السوري مساء أمس مشاهد لمجموعات مسلحة في شوارع حماه، قال إنها تقطع الطرقات وتستولي على الساحات العامة، وتستهدف قوى الجيش وحفظ النظام والمواطنين بشتى أصناف الأسلحة من مسدسات وبنادق حربية وبومبكشن وأسلحة بيضاء.

وأظهرت المشاهد التي عرضها التلفزيون السوري تمركز عدد من أفراد هذه المجموعات على أسطح المباني وبعض الشرفات وإطلاقها النار، فيما كان أفراد آخرون يقومون بإحراق الإطارات ونصب الحواجز الإسمنتية وأعمدة الكهرباء التي تم تخريبها في عدد من الشوارع الرئيسة.

كما بينت مشاهد أخرى قيام أعداد كبيرة من هذه المجموعات بنقل جثث القتلى على متن إحدى السيارات وإلقائها في نهر العاصي.

وفي تحد لردود الفعل الدولية الحادة في ادانة قمع الاحتجاجات في سوريا بعد يوم الاحد الدامي، وجّه الرئيس السوري بشار الاسد أمس الاثنين تحية الى الجيش بمرور 66 عامًا على تاسيسه.

وقال الاسد في كلمة نقلتها وكالة الانباء السورية (سانا) متوجهًا الى عناصر الجيش “اثبتم للعالم أجمع بأنكم الأوفياء لشعبكم ووطنكم وعقيدتكم العسكرية”.

واكد الرئيس السوري “يخطئ من يظن ان الضغوط وإن اشتدت والمؤامرات وإن تنوعت قادرة على ان تدفعنا للتنازل عن بعض حقوقنا ومبادئنا”.

وتشهد سوريا موجة احتجاجات منذ منتصف اذار/مارس اسفرت عن مقتل حوالي 2000 قتيل، بينهم اكثر من 1600 مدني، وفق منظمات حقوق الانسان.

وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريب واعمال عنف اخرى.

عقوبات أوروبيّة ضد وزير الدفاع السوري

وكالات

بروكسل: أوردت الصحيفة الرسمية للاتحاد الاوروبي الثلاثاء ان وزير الدفاع السوري اللواء علي حبيب من بين خمسة اشخاص شملهم توسيع عقوبات الاتحاد الاوروبي لدورهم في قمع المتظاهرين في سوريا.

وتشمل العقوبات ايضا رئيس الامن العسكري في مدينة حماة (وسط) محمد مفلح. وتنص العقوبات على حرمانهم من تاشيرات دخول وتجميد اصولهم. واسفر تدخل شامل للجيش ولقوات الامن السورية في مدن تشهد تظاهرات الاحد عن سقوط قرابة 140 قتيلا من بينهم مئة في حماة.

والاشخاص الثلاثة الذين تشملهم عقوبات الاتحاد الاوروبي هم العميد توفيق يونس رئيس فرع الامن الداخلي، ومحمد مخلوف المعروف بابو رامي خال الرئيس السوري بشار الاسد وايمن جابر المرتبط بالشقيق الاصغر للرئيس السوري ماهر الاسد في اطار ميليشيا الشبيحة الموالية للنظام. ويفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على ما مجمله ثلاثين شخصا من بينهم الرئيس السوري بسبب تورطهم في اعمال القمع.

إيطاليا تستدعي سفيرها في سوريا للتشاور

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الايطالية في بيان الثلاثاء ان روما استعدت سفيرها في سوريا للتشاور “ازاء القمع الفظيع للسكان المدنيين”. واضاف البيان ان “وزير (الخارجية فرانكو) فراتيني اصدر تعليمات ازاء القمع الفظيع للسكان المدنيين في سوريا باستعداء سفيرنا في دمشق اكيلي اميريو للتشاور”.

واضاف البيان ان “ايطاليا اقترحت استدعاء سفراء كل دول الاتحاد الاوروبي في دمشق”. وقتل قرابة 140 شخصا الاحد خصوصا في حماة احد معاقل المعارضة السورية، و24 اخرون الاثنين، بحسب ناشطين حقوقيين سوريين.

كلينتون تلتقي بمعارضين

هذا وتجتمع كلينتون الثلاثاء بنشطاء سياسيين سوريين مغتربين في سياق السعي لصوغ رد فعل على حملة العنف الدموية التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد على معارضيه، وذلك في اجتماع يشارك فيه السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد.

وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية إن هذا اللقاء سيكون الأول لكلينتون مع مجموعة من النشطاء السوريين منذ تفجرت الاحتجاجات السلمية المناهضة للحكومة في سوريا قبل خمسة أشهر.  وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر “نرى محاولات النظام السوري استهداف المدنيين بالعنف عشية رمضان خسيسة ومقيتة”.

وأضاف تونر أن الولايات المتحدة تريد أن تتوقف تلك الحملة على الفور. وقال “ندعو الرئيس الأسد إلى وقف المذبحة الآن. أصبح واضحاً للجميع الآن أنه مصدر عدم الاستقرار في سوريا وليس مفتاح الاستقرار فيها”.

أعنف هجوم على حماه.. قصف كل 10 دقائق

أوروبا توسع عقوباتها وتشمل 5 مسؤولين سوريين.. ومجلس الأمن يعقد جلسة طارئة * موسكو تحث دمشق على وقف القمع

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

واصلت القوات السورية أمس «مجزرة حماة» لليوم الثاني عشية عمليات شرسة، أسفرت عن مقتل نحو مائة من المناهضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقصفت الدبابات، أمس، أحياء سكنية في المدينة بعد صلاة العشاء في أعنف هجوم على المدينة. وفي غضون ذلك، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا لإجراء مشاورات حول الأزمة بعد مطالبة دول كبرى بتدخله لوقف العنف.

وقال شهود عيان إن الدبابات السورية قصفت أحياء سكنية في شتى أنحاء حماه أمس، وبدأ القصف المكثف بعد صلاة العشاء وتركز على المناطق القريبة من دوار بلال شمال غربي المدينة وفي منطقة الجراجمة في الأحياء الشرقية والشمالية بالقرب من مسجد عمر بن الخطاب.

وروى الشهود لوكالة «رويترز»: «تسقط القذائف مرة كل 10 دقائق»، وأمكن سماع صوت القذائف والانفجارات في خلفية الاتصال. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط حقوقي أن «هناك 10 دبابات تقصف بشكل عشوائي دوار بلال».

وبينما لم ترد حصيلة لضحايا القصف، قال ناشطون في وقت سابق أمس: إن قوات الأمن قتلت 8 أشخاص على الأقل، وذكرت اللجان التنسيقية المحلية في سوريا أن 6 مدنيين لقوا حتفهم في هجوم قوات الأمن على منطقة الحامدية في حماة، وأضافت الجماعة المعارضة أن مدنيا لقي حتفه في منطقة دير الزور شرق سوريا كما قتل آخر في مدينة البوكمال القريبة من الحدود العراقية.

يأتي ذلك بينما هنأ الرئيس السوري بشار الأسد، في كلمة أمس، الجيش السوري «الوطني» في الذكرى الـ66 لتأسيسه. وتسارعت وتيرة الاتصالات الدولية لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث تطورات الوضع في سوريا. وطلبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون من مجلس الأمن الدولي التحرك من دون تأخير لوضع حد لأعمال العنف. وقالت في بيان: «آن الأوان ليتخذ مجلس الأمن موقفا واضحا بشأن ضرورة إنهاء أعمال العنف» في سوريا. وفي تشديد للعقوبات على النظام السوري، أضاف الاتحاد الأوروبي أسماء 5 سوريين آخرين إلى القائمة السوداء للأشخاص والشركات المرتبطين بحملة القمع، بعد أن كان قد فرض 3 مجموعات من العقوبات على النظام السوري. وفي خطوة لافتة أدانت روسيا القمع والعنف في سوريا ودعت الطرفين، الحكومة والمعارضة، إلى ضبط النفس.

شهداء حماه يتجاوزن الـ136 ومظاهرات بعد التراويح تتحدى القمع

دبابات سورية تقصف دوار بلال عشوائيا في أعنف هجوم على المدينة

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

أكدت مصادر محلية في مدينة حماه لـ«الشرق الأوسط» أن شهداء حماه الذين سقطوا يوم الأحد الدامي، تم دفنهم من دون تشييع في حديقة تقع قريبا من جامع السرجاوي، وفي حديقة أخرى بالقرب من مشفى الحوراني. وقدرت المصادر عدد شهداء حماه خلال أول من أمس بـ130 شهيدا، سبعون منهم دفنوا قريبا من السرجاوي والباقون قريبا من مشفى الحوراني. وأشارت المصادر إلى عدم وجود رقم دقيق بعد لعدد الشهداء، قبل أن تتابع أنه يوم أمس سقط أيضا نحو 6 شهداء نتيجة القصف المدفعي على المدينة، ليكون العدد نحو 136 شهيدا. ويشار إلى أن وحدات من الجيش السوري اقتحمت المدينة بشكل مفاجئ فجر يوم الأحد، من أربعة محاور وقامت بقصف عشوائي، رافقه إطلاق رصاص ودخول قوات الأمن إلى المدينة.

وفي دير الزور، سقط 12 شهيدا على الأقل لدى اقتحام الجيش لمدينة دير الزور الذي ترافق مع إطلاق نار واشتباكات بين الجيش والأهالي الذين حاولوا منع تقدم الدبابات وقوات الأمن، وسادت أجواء من التوتر الشديد في المدينة بعد انتشار نبأ اعتقال الشيخ نواف راغب البشير شيخ مشايخ قبيلة البقارة في سوريا، وسقط شهيد يوم أمس في مدينة البوكمال في محافظ دير الزور برصاص قوات الأمن. وانتصارا للمدن التي اقتحمتها الدبابات، عمت المظاهرات مساء أمس وأول من أمس معظم المناطق والمدن السورية بعد صلاة التراويح. وفي ريف دمشق، سقط شهيدان على الأقل في مدينة الكسوة وحي القدم، بحسب ما أفادت به مصادر حقوقية، نتيجة تفريق المظاهرات بالرصاص الحي. كما خرجت مظاهرتان كبيرتان في منطقة الميدان، وتم تفريقهما بالقوة وبالغازات المسيلة. وعمت المظاهرات ريف دمشق: جديدة عرطوز، وفي عربين، والتل، والزبداني، ودوما، وحرستا، وزملكا، على الرغم من حملات الاعتقالات والملاحقات. وقال ناشطون إن يوم أمس الاثنين الأول من رمضان ومع الفجر دخلت 22 دبابة جديدة مدينة الزبداني، وقام رجال الأمن والجيش بنشر حواجز على كل الدوارات في المدينة، وقاموا بإغلاق كل الطرق الفرعية، ونشر قناصة بالزبداني ومضايا، كما دخلت الكثير من ناقلات الجنود للمدينة، بعد خروج مظاهرة حاشدة ليل الأحد في الزبداني بعد صلاة التراويح بحجم مظاهرات يوم الجمعة. ويشار إلى أنه كان في المنطقة 15 دبابة قبل دخول الـ22 دبابة يوم أمس.

وفي مدينة درعا البلد، تم تفريق مظاهرة تحدت حظر التجول المفروض على المدينة وراحت النساء تزغرد في الشوارع، وتم تفريق المظاهرات بالرصاص الحي، كما خرجت مظاهرات في داعل (ريف درعا)، ونعى يوم أمس ناشطون من درعا العقيد الركن محمد مصفى مفضي الحاج علي (أبو أنس) وهو من أبناء بلدة خربة غزالة في حوران، وقال الناشطون إن العقيد أبو أنس قتل على يد الأمن يوم الأحد (أول من أمس) في الساعة الواحدة ظهرا، وكان في مكتبه في كتيبة الصواريخ في بصر الحرير. وقد وصل جثمانه إلى خربة غزالة يوم أمس عند الساعة الواحدة ظهرا من مستشفى تشرين العسكري، وقام أهالي البلدة بطرد باص للأمن وتلفزيون الدنيا والتلفزيون السوري الذين كانوا يرافقون الجثمان، وأضاف الناشطون أن أحد الضباط برتبة عميد في مشفى تشرين العسكري حاول تهدئة أسرة العقيد القتيل، ولكن ابنه البكر رفض ذلك ورفض إجراء مقابلة مع تلفزيون، وأعاد الناشطون سبب اغتيال العقيد لموقفه من المتظاهرين العزل ورفضه الحل الأمني.

أفاد ناشط حقوقي أن دبابات تابعة للجيش السوري قامت مساء أمس بقصف أحد الأحياء السكنية في ضواحي مدينة حماه التي أوقع هجوم الجيش السوري عليها منذ أول من أمس 136 قتيلا. وقال هذا الناشط الموجود في المكان: «هناك عشر دبابات تقصف بشكل عشوائي دوار بلال، وهو حي سكني في ضواحي حماه»، وكان صوت القصف مسموعا عبر الهاتف. وبدأ القصف المكثف بعد صلاة العشاء، وتركز على المناطق القريبة من دوار بلال في شمال غربي المدينة وفي منطقة الجراجمة في الأحياء الشرقية والشمالية بالقرب من مسجد عمر بن الخطاب. وقال شهود عيان لـ«رويترز» في اتصال هاتفي إن القذائف تسقط مرة كل عشر دقائق.

الأسد الأب سحق انتفاضة «الإخوان المسلمين» في الثمانينات… والابن يسير على خطاه في مدينة حماه

كركوتي لـ«الشرق الأوسط»: الهجمة الوحشية للنظام تؤكد خشيته من الثورة الشعبية الآخذة في التصاعد

بيروت: «الشرق الأوسط»

واصلت الدبابات السورية أمس قصف وسط مدينة حماه (تبعد نحو 210 كيلومترات شمال دمشق)، مما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» عن شاهدي عيان أمس. ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان جماعات حقوقية سورية أن قوات الأمن قتلت 80 شخصا في المدينة، في أحد أدمى الأيام في الانتفاضة الشعبية المندلعة في سوريا منذ خمسة شهور ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.

وفيما اعتبرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «الجيش دخل حماه لتطهيرها من جماعات مسلحة كانت ترهب المواطنين»، فقد أعادت مشاهد الدمار والجثث وروائح الدم والدخان المنبعثة في أنحاء المدينة تذكير السوريين والعالم بمشاهد من المجزرة التي تعرضت لها حماه في مطلع الثمانينات على يد الرئيس الراحل حافظ الأسد، على خلفية سعي جماعة «الإخوان المسلمين» إلى الإطاحة بحكمه.

ولاقت وحشية النظام السوري في حماه مواقف مستنكرة وإصرارا على مواصلة التحركات حتى تحقيق الأهداف المرجوة منها. وفي هذا السياق، اعتبر عضو المكتب التنفيذي للمؤتمر السوري للإنقاذ (أنطاليا) محمد كركوتي لـ«الشرق الأوسط»، أن «الهجمة الوحشية الجديدة التي تقوم بها قوات من الجيش والفرق الخاصة والمرتزقة في سوريا ضد الشعب السوري ستعمل على تقليص جديد لبقاء السفاح بشار الأسد في السلطة». وقال: «تؤكد هذه الهجمة مجددا خشية السلطة (التي فقدت حتى توصيف النظام)، من الثورة الشعبية السلمية العارمة، التي تعم سوريا، والآخذة بالتصاعد كلما تصاعدت وحشية وقمع السلطة».

وشدد كركوتي على أن «اقتحام الدبابات بدون إنذار لمدن حماه والبوكمال ودير الزور وغيرها، وقيام القوات البربرية المساندة لها بعمليات قتل عشوائية نالت من الأطفال قبل الرجال، يضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات، ليس فقط لحماية المدنيين العزل في سوريا، بل أيضا لحماية القيم الإنسانية، التي يزدريها سفاح سوريا منذ اليوم الأول للثورة».

وجدد كركوتي التأكيد على أنه «لا مكان لسلطة الأسد وعصابته في سوريا، وهو لم يكتسب شرعية أصلا لكي يفقدها»، مشددا على «ضرورة حماية هذه الثورة المجيدة، التي انطلقت من أجل حرية سلبت منذ قرابة خمسة عقود من الزمن». وطالب باسم «المؤتمر السوري للتغيير» بمحاكمة بشار الأسد وأعوانه على الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب السوري»، ولفت إلى أن «أي حوار مع هذه السلطة البربرية، ليس سوى محاولة لقتل إرادة شعب بأكمله»، مناشدا «الدول العربية الوقوف إلى جانب هذا الشعب، الذي يسعى إلى دولة ديمقراطية مدنية، تكفل الحقوق والواجبات لكل لفرد فيها، وفق مفهوم التعددية».

وأعرب كركوتي عن اعتقاده بأن «ما مارسه المجتمع الدولي من ضغط على هذه السلطة، لا يرقى إلى مستوى المجازر التي ترتكبها، ومن واجب المجتمع الدولي الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن يستكمل عزل الأسد، مع التأكيد على رفض التدخل الخارجي في سوريا».

وتعود معاناة مدينة حماه، (وهي رابع أكبر مدينة سوريا وتقطنها أغلبية سنية قوامها 700 ألف نسمة) مع نظام الأسد الأب إلى عام 1982، مع سعي جماعة «الإخوان المسلمين» أواخر السبعينات إلى الإطاحة بالرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد وحكومته عن طريق اغتيالات سياسية وحرب عصابات. وبعد نصبها في فبراير (شباط) عام 1982 كمينا لقوات حكومية كانت تبحث عن معارضين في حماه، هاجمت قوات حكومية سورية المدينة وأزالت أحياء قديمة فيها في محاولة لسحق الانتفاضة المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين التي احتمت في المدينة.

واستمرت العملية ثلاثة أسابيع، تراوح عدد القتلى خلالها بين عشرة آلاف وأكثر من 30 ألفا من إجمالي عدد السكان الذي بلغ حينها 350 ألفا. واعتقلت السلطات السورية بعد ذلك الكثير من أعضاء الجماعات الإسلامية المحلية.

تيار المستقبل يخرج عن صمته ويدين رسميا «مجازر» سوريا

أحمد الحريري لـ«الشرق الأوسط»: موقفنا يتطور حسب الأحداث

بيروت: بولا أسطيح

قال الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري إن «موقف التيار مما يحصل في سوريا يتطور حسب تطور الأحداث هناك»، لافتا إلى أن «ما حصل أول من أمس في حماه تخطى أي منطق وذلك عشية شهر رمضان المبارك مما دفع برئيس تكتل (لبنان أولا) سعد الحريري من موقعه كزعيم عربي لإدانة الإجرام الحاصل هناك».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، شدّد الحريري على أن «موقف الرئيس الحريري هو عبرة لكسر الصمت العربي المعتمد حاليا» وقال: «المجزرة التي حصلت في حماه وباقي المناطق مجزرة كبيرة، فسُحب الدخان التي غطت سماء سوريا لم تختلف عن السحب التي غطّت غزة كما أن مشهد شهداء حماه لا يختلف كثيرا عن مشهد شهداء قانا». وأوضح الحريري أن «هول الجريمة والمشاعر الإنسانية شكّلا دافعين أساسيين لخروج الرئيس الحريري عن صمته»، وقال: «موقفنا العام هو دعم مطالب الشعب أينما وجد والشعب السوري وقف إلى جانب كل القضايا العربية وتظاهر لتأييدها وهذا أقل ما يمكننا القيام به كعرب التضامن معه في محنته خاصة أنه وعلى ما يبدو فالنظام اتخذ قرار الحلول الدموية بعيدا عن منطقي الحوار والإصلاح». بالمقابل، اعتبر النائب عن حزب البعث عاصم قانصو أن تيار المستقبل «قد دخل ومنذ زمن في المؤامرة واللعبة على سوريا وبات جزءا منها»، لافتا إلى أن «موقف الحريري الأخير يتكامل مع حديث زعيم تنظيم القاعدة الجديد أيمن الظواهري عن الشأن السوري والذي دعا مؤخرا المتظاهرين لتوسيع رقعة احتجاجاتهم». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الحريري والظواهري تماما كالمسلمين المتشددين يتحدثون بالمنطق عينه الذي يعمل للمصلحة الأميركية الإسرائيلية». ورأى قانصو أن «تصريح الحريري علنا بالموضوع يأتي في سياق تنفيذ قرارات خارجية لتشجيع المخربين في الداخل السوري على عمل الشر»، وأضاف: «تيار المستقبل أداة من أدوات المؤامرة على سوريا وهو ليس مقررا بها. هو يمدها بالمال والسلاح والأفراد».

وشدد قانصو على أن «الرئيس السوري بشار الأسد وضع الأمور في نصابها الصحيح فأصبحت المؤامرة خلفه بعد أن نزع فتيل الفتنة من حماه مؤخرا»، وقال: «مرّت الأزمة على سلامة ولكن الأثمان كانت باهظة». وكان رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري وفي أول تعليق مباشر له على الانتفاضة السورية، استنكر «المذبحة» التي تتعرض لها مدينة حماه السورية و«سائر أعمال القتل الدموية» التي تشهدها حمص وإدلب ودير الزور ودرعا والعديد من المدن والمناطق السورية على أبواب شهر رمضان المبارك، مؤكدا أن «مثل هذه الأحداث الدموية هي بالتأكيد تتعارض مع كل النوايا التي تريد لسوريا الشقيقة وشعبها الأبي تجاوز المحنة التي يعترض لها حاليا».

واعتبر الحريري «أن الصمت بكل مستوياته العربية والدولية إزاء ما يحدث في سوريا وتحديدا في مدينة حماه التي سبق لها وتعرضت لأبشع المجازر بحق أبنائها في ثمانينات القرن الماضي، لا يؤسس للحلول المطلوبة، بل يدفع باتجاه إزهاق المزيد من أرواح أبناء الشعب السوري الشقيق»، وقال: «إننا في لبنان لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن نبقى صامتين إزاء هذه التطورات الدموية التي تشهدها الساحة السورية، ونهيب بكل المعنيين ليتداركوا الموقف منذ الآن لتمكين الشعب السوري من أن يحدد خياراته بنفسه بحرية وفي إطار حقوقه الإنسانية وأن يتجاوز المحنة الأليمة التي يمر بها بأسرع وقت ممكن».

وفي السياق عينه، استهجن عضو كتلة المستقبل النائب محمد كبارة «استبدال الرئيس السوري بشار الأسد بالموائد الرحمانية في شهر رمضان المجازر والقتل»، منتقدا «الصمت العربي المريب». ودعا كبارة «اللبنانيين إلى نصرة الشعب السوري، والوقوف معه جنبا إلى جنب في مواجهة الطاغية الكبير في سوريا وطغاته الصغار في لبنان»، وقال: «نعم، إنها معركة واحدة في مواجهة رأس الأفعى وأذيالها».

وتابع قائلا: «فلنتحرك جميعا مطالبين القادة العرب بالتحرك لا بالكلام فقط، فلنتحرك جميعا كي يقاطع العرب نظام الأسد، فلنتحرك جميعا كي لا يكون لبنان محامي الشيطان في الأمم المتحدة، فلنتحرك جميعا كي تستيقظ جامعة الدول العربية وتدرك أنَّها عربية فعلا، لا اسما، وأنها مسؤولة عن الشعب السوري البطل، وأنها حليفة الشعب السوري».

«تويتر»: الأسد يسجل رقما قياسيا في عدد القتلى

بداية الأسبوع شكلت علامة فارقة على فضاء الموقع

القاهرة: «الشرق الأوسط»

سجل الرئيس السوري بشار الأسد في استطلاع إلكتروني أجراه موقع سي ان ان باللغة العربية رقما قياسيا في عدد القتلى. ونقلت المحطة عن موقع «تويتر» الاجتماعي أن بداية هذا الأسبوع شكلت علامة فارقة على فضاء الموقع، وذلك بوجود عدد من الموضوعات التي تهم العالمين العربي والإسلامي كأكثر المواضيع شعبية، وهو أمر نادر الحدوث على «تويتر». وأفاد الموقع أن الموضوعات التي احتلت قائمة الأكثر شعبية هي: رمضان كريم، وحماه، والإفطار، والعيد، والصومال، وسوريا. ففي الموضوع الخاص برمضان، كانت معظم المشاركات تتمحور حول التهنئة بقدوم الشهر الفضيل، أو استخدام بطاقات التهنئة الإلكترونية لإرسال التبريكات في أول أيام رمضان. أما بالنسبة لموضوع الإفطار، فقد تمحور حول ما يشتهيه الصائمون على وجبة الإفطار، أو ذكريات سابقة لهم تخص هذه الوجبة. فقد كتبت نهى أغرب تقول: «عند جلوسنا على مائدة الإفطار أو السحور، علينا أن نتذكر هؤلاء الذين يتوقون للحصول على فتات الخبز في الصومال.. رمضان كريم».

أما موسى عباس، فقد كتب يقول: «يجب إعداد برنامج خاص بشهر رمضان، فهناك الكثير مما يجب علي تناوله بعد الإفطار في هذا الشهر الفضيل». ومع تصاعد الأحداث في سوريا، تناقل المشاركون على «تويتر» ما يجري من أحداث هناك، خاصة في مدينة حماه، التي أعادت إلى الأذهان ما حصل في مطلع الثمانينات من القرن الماضي.

شادي حامد كتب يقول: «هناك سؤال مثير يطرح نفسه في هذه القضية: ماذا سيفعل العالم إذا ما أعادت سوريا ارتكاب المجزرة التي ارتكبتها في حماه؟».

أما عمرو خيري فقد كتب يقول: «إذا كنت من كوكب الأرض ولست من المريخ، أعتقد أن عليك دعم حماه اليوم، ساند موضوع مجزرة رمضان، لإعطاء صوتك لحماه». واللافت أن الموريتاني ودادي كتب يقول: «نظرا لما يحدث اليوم في حماه. اخترت اليوم أن أكون سوريا». أما ستيفن 2334 فقال: «عندما تبدأ الحكومات بالخوف من شعوبها، تبدأ أمور سيئة بالحصول.. وهذا صحيح بالنظر إلى ما يجري في سوريا وليبيا.. وحتى في دول أخرى كالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا».

رامي عبد الرحمن ينقل صوت المتظاهرين السوريين من منفاه

مستقل لا ينتمي إلى تيار سياسي.. ومصدر المعلومات شبه الوحيد عن ضحايا القمع

لندن: «الشرق الأوسط»

بعيدا عن بلده، يقود رامي عبد الرحمن شبكة تضم 200 ناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا تبلغه دقيقة بدقيقة عن القمع الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد. وقال عبد الرحمن (40 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية من منزله في بريطانيا: «نحن أناس عاديون ونعيش حياة طبيعية ولدينا أسر. ليست لدينا مكاتب ونعمل من بيوتنا أو من أماكن عملنا».

وفرض المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يديره، نفسه على الساحة الإعلامية الدولية كواحد من مصادر المعلومات الرئيسية حول الحركة الاحتجاجية التي يواجهها النظام السوري منذ أكثر من 4 أشهر.

وبما أن الصحافيين الأجانب لا يستطيعون العمل بحرية في سوريا، يشكل ناشطوه، بلوائح المتظاهرين القتلى التي تعتمد على سجلات دخولهم إلى المستشفيات، مصدر المعلومات شبه الوحيد عن ضحايا القمع.

وعبد الرحمن، المولود في بانياس على الساحل السوري المتوسطي، هو الناشط الوحيد في الشبكة الذي يعيش في الخارج. ولتجنب تفكيك هذه المنظمة في حال اعتقال أحد أعضائها، لا يعرف الناشطون فيها بعضهم بعضا. وهم على اتصال بواسطة شبكة «سكايب» وشبكتي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» وبالبريد الإلكتروني والهواتف التي لا تظهر أرقامها. ويقول معارضو عبد الرحمن إنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين ويسعى إلى تحقيق هدفها السياسي. أما السلطات السورية فتتهمه بالسعي إلى زعزعة استقرار البلاد.

وأكد هذا الناشط: «أنا مستقل.. لا أنتمي إلى الإخوان المسلمين ولا إلى الحزب الشيوعي»، ووصف نفسه بأنه قريب من ناشطين سياسيين آخرين مثل ميشال كيلو. وأضاف: «لا نتلقى أموالا من أحد»، مؤكدا أن «أعضاء هذه الشبكة هم الذين يمولون الموقع».

ويؤكد عبد الرحمن أنه يلتزم الحذر حيال المعلومات التي يقوم بنقلها، ويرفض تأكيد تلك التي تحدثت عن انشقاقات في الجيش السوري أو دعم من إيران لنظام الرئيس الأسد. وشنت السلطات السورية هجوما أول من أمس على مدينة حماه (وسط)، مما أدى إلى سقوط نحو مائة قتيل وأثار موجة من الإدانات الدولية.

كانت حماه قد شهدت عام 1982 حملة قمع عنيفة للإخوان المسلمين أودت، بحسب بعض التقديرات، بحياة نحو 20 ألف شخص. وقال عبد الرحمن: إن تكرار مجزرة كهذه لم يعد ممكنا الآن في عصر الشبكات الاجتماعية والمنظمات غير الحكومية مثل المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أسسه قبل 5 سنوات.

وأكد أن «الديمقراطية ستنتصر في سوريا خلال 6 أشهر». وقال: «نمر بمرحلة صعبة جدا، لكن يجب علينا أن نصبر كأننا في حرب. علينا ألا نتراجع الآن». وتابع: «إن سوريا لن تعود كما كانت أبدا» بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية في 15 مارس (آذار) الماضي في أوج تلك التي جرت في تونس ومصر ثم ليبيا.

ويشير إلى أن التزامه الدفاع عن حقوق الإنسان يعود إلى حادث شهده عندما كان في السابعة من عمره. ويقول: «رأيت رجال أمن يضربون أختي». ولتجنب توقيفه في بلده انتقل عام 2000 إلى بريطانيا حيث يعيش مع زوجته السورية وابنتهما البالغة من العمر 5 سنوات.

وهو لا يأخذ على محمل الجد الدعوات التي تطلقها الدول الغربية إلى الرئيس الأسد لإصلاح بلده. وأكد عبد الرحمن: «لا أثق بالأسرة الدولية. الشعب السوري هو الذي عليه تولي الأمر».

مصر تعرب عن انزعاجها الشديد من ارتفاع مستوى العنف في سوريا

نشطاء يطلقون حملة لطرد السفير السوري من القاهرة

الصفحة: أخبــــــار

القاهرة: محمد عجم

في تفاعل مع أحداث حماه واجتياح دبابات الجيش السوري للمدن السورية في درعا والبوكمال وحمص ودير الزور وغيرها، تضامن عدد من النشطاء والشباب المصريين مع ما يحدث على الأراضي السورية؛ حيث اقترح عدد منهم تدشين مبادرة «جمعة طرد السفير السوري من مصر 5 أغسطس (آب)»، للمطالبة بطرد السفير السوري في القاهرة يوسف الأحمد وأعضاء البعثة الدبلوماسية بالسفارة. وعلى موقع «فيس بوك» أطلقت صفحة خاصة بالحدث؛ حيث كتب على تعريفها «لا نرغب في من يقتل الأطفال تحت جنازير الدبابات، ولا من يقصف مدن وطنه.. انكشفت حقيقة نظام بشار الأسد أمام العالم عندما قتل وذبح وقصف واعتقل أبناء شعبه وبني وطنه.. نهاية نظامه البائد أقرب إلى أهل سوريا الأشقاء الأعزاء من حبل الوريد، وبإذن الله تنتصر الشعوب وتسقط الديكتاتوريات.. المجد للشهداء».

إلى ذلك، وعلى المستوى الرسمي، أكد محمد كامل عمرو، وزير الخارجية المصري، أن بلاده تتابع، عن كثب، التطورات التي تشهدها الساحة السورية الآن، معربا عن انزعاج مصر الشديد من ارتفاع مستوى العنف، وزيادة عدد ضحايا المصادمات، متمنيا أن يكون شهر رمضان مناسبة للتهدئة والإسراع بعملية الحل السياسي للأزمة.

وأوضح كامل أن الظروف الدقيقة التي تمر بها سوريا الشقيقة، والدروس التي أكدتها تجربة «الربيع العربي» في مناطق أخرى من العالم العربي، وأن الحلول الأمنية لم تعد مجدية، ولا مفر من مخرج سياسي يتأسس على حوار وطني يشمل جميع القوى السياسية، لبلورة حلول وطنية خالصة للأزمات العربية، وايضا المنطقة العربية لا تحتمل «تدويلا جديدا».

من جانب آخر، طالبت جماعة الإخوان المسلمين، أمام ما يرتكبه النظام السوري بحق شعبه، بحركة ثائرة من الشعوب ومواقف حازمة من الحكومات والهيئات، ولو وصلت لقطع العلاقات، وإدانة التصرفات بكل صراحة، والطرد من مؤسسات المجتمع الدولي باعتباره نظاما خارجا على كل الشرعيات.

شباب سوريون يبتكرون طريقة جديدة للتظاهر تغيظ قوات الأمن

حملة «أسبوع المعتقلين ـ أحرار وراء القضبان»

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

قامت مجموعة من الشباب بابتكار طريقة جديدة للتظاهر والاعتصام تغيظ قوات الأمن ولا تعطيهم مبررا لاعتقالهم أو تفريقهم، وذلك من خلال التجمع في مكان عام يتفق عليه سابقا ويرتدون ملابس بلون واحد، ولا يقفون في المكان بل يتحركون بشكل عشوائي، ويتحدثون مع بعضهم وكأنهم يتوقفون في المكان بشكل عادي، ومساء أول من أمس، نفذوا التجمع الثاني لهم ضمن حملة «أسبوع المعتقلين – أحرار وراء القضبان»، وكتب أحد المنظمين على صفحة خاصة بالحملة: «وصلنا إلى حديقة السبكي عند الساعة الـ7 مساء، وكنا بمزاج سيئ بسبب الأحداث المحزنة في حماه ودير الزور وباقي الأماكن، ولكن ما إن بدأ الشباب بالقدوم تدريجيا حتى شعرنا بالأمل، وخلال ربع ساعة امتلأ الشارع بالشباب وبعض العائلات، وقد حضر معظمهم مرتديا ثيابا باللون الأبيض». وعبر الناشط المنظم عن ذهوله من حجم الاستجابة للدعوة، وقال «لم نتخيل أن تكون الأعداد المشاركة جيدة، وخصوصا بعد الأحداث الدامية»، مشيرا إلى تأثير اللون الأبيض الذي كان لون ملابس المجتمعين «لقد كانت تلك الملابس البيضاء أشد قوة على رجال الأمن من أي كلمات أو أي هتافات».

ووصف المشهد بأن «بعض المجتمعين كانوا يتحركون جيئة وذهابا في الشارع، والبعض الآخر توقف عند باب الحديقة، أما رجال الأمن فقد كان الغضب والانزعاج واضحين في عيونهم، لأنهم لم يعلموا ماذا يجب أن يفعلوا»، ويتابع «توجه أحد رجال الأمن وبدأ يصرخ بصوت عال (عملتوا عجقة بعدوا من هون)، ولكن لم يهتم له أحد، بل على العكس التزم الشباب بالوقوف وعدم الرحيل، وأصبحوا يتهامسون بين بعضهم (البلد بلدنا والواحد فيه يوقف وين ما بده)، وقد حاول بعض العناصر إثارة الخوف من خلال إيهام الواقفين باعتقال رفاقهم، لكن أحدا لم يتأثر، وخرج أصحاب المحلات ليتفرجوا على الشباب المتجمعين بكثافة بقمصان بيضاء، وأحد المارة راح يستجدي الشباب (شو في فهمونا منشان الله)». وأطرف شيء حدث حسب الصفحة «عندما أتى 4 من عناصر الشرطة باللباس الأبيض، فقالت إحدى الفتيات المشاركات لرفيقتها (عمو الشرطي مشارك معنا)، وانفجر الشباب بالضحك مما أحرج رجال الشرطة». استمر النشاط لنحو ساعة، ثم انصرف الجميع وسط ذهول الناس والأمن والشرطة.

والمجموعة التي تشكلت على موقع «فيس بوك» مؤخرا تحت اسم «الأسبوع السوري» تعرف نفسها على أنها «مشروع لإنضاج الحركة الاحتجاجية في سوريا وبناء خريطة عمل يتم تنفيذها على أرض الواقع»، فهو «فكرة ولدت من رحم انتفاضة الشعب السوري ضد النظام القمعي الفاسد، حاملة معها ملامح الحراك الشعبي، التي تمثلت من خلال نضال أسبوعي ضد قوة القمع والفساد في سوريا»، وتقول المجموعة في توصيف نفسها «حيث إن الحل الأمني أصبح في الآونة الأخيرة هو المشهد الطاغي على الأحداث الذي انعكس سلبا على الحراك في الشارع السوري وزيادة الرقعة الاحتجاجية من حيث الكم والنوع.. أصبحت هناك تساؤلات عن وجود بدائل للمواجهة تكون رديفا قويا للانتفاضة تعمل جنبا إلى جنب مع المظاهرات المنطلقة في مختلف المناطق»، وأنه «من هنا رأينا أن المرحلة المقبلة يجب أن تتسم بالتخطيط ووضع آليات عمل واقعية مدروسة، حيث إن الشارع السوري يفتقر لوجود آليات عمل واضحة تساعد على رفع وتيرة المشاركة في الشارع»، و«لم يكن هناك خطة عمل موحدة بين كل المناطق وكان التنسيق يتمحور في معظم الأحيان حول الحراك يوم الجمعة وتسميته وتبقى بقية أحداث الأسبوع رهينة بتطورات الوضع لكل منطقة تبعا لحركة الشارع أو التخطيط التابع لتلك المنطقة الذي في معظم الأحيان لا يصل لشريحة كبيرة من سكان المنطقة»، لذا قامت مجموعة من الشباب بإطلاق مبادرة سميت «الأسبوع السوري» تهدف لوضع آليات عمل وأفكار منهجية مساندة للحراك اليومي للشارع السوري، حيث «يتم طرح تلك الآليات عبر خطة عمل أسبوعية تسمح للشارع السوري بالتحرك والمشاركة بكافة فئاته، مراعين خصوصية كل منطقة وكل شريحة مشاركة وقدرتها على المشاركة».

بعد يوم دام وعنيف ومقتل 130.. الأسد يهنئ قواته

قال: نقدر عاليا انضباطكم وحرصكم على تمثل الأخلاق النبيلة

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

في الوقت الذي كان فيه الشارع السوري مذهولا من عدد الشهداء الذين أسفرت عنهم عملية عسكرية يوم أول من أمس تقوم بها وحدات من الجيش في حماه ودير الزور والبوكمال ودرعا وإدلب، والذين قدر عددهم بأكثر من 130 شهيدا ومئات الجرحى، نصيب حماه منها أكثر من 100 شهيد، وجه الرئيس بشار الأسد تهانيه للجيش العربي السوري بمناسبة عيده الذي تزامن مع الأول من رمضان، وعبر الرئيس عن تقديره «عاليا» جهود وتضحيات وانضباط وحرص الجيش على تمثل «الأخلاق النبيلة والمعاني السامية التي تجسدها المؤسسة العسكرية». وقال الأسد في كلمة وجهها للجيش في مناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيسه عبر مجلة «جيش الشعب»: «لقد أرادوها فتنة لا تبقي ولا تذر.. لكن الشعب العربي السوري كان أكبر من كل ما تم رسمه والتخطيط له.. واستطعنا معا أن نئد الفتنة.. وأن نقف مع الذات وقفة جادة ومسؤولة تستكشف مواطن الخلل والوهن وتعمل على معالجتها»، لافتا إلى أن عربة «الإصلاح الشامل انطلقت ولن تتوقف»، وذلك «رغم كل ما سخر ويسخر من طاقات مادية وتقنية ودبلوماسية وإعلامية وعسكرية بهدف تمزيقنا والقضاء على المقاومة نهجا وثقافة وسلوكا»، مؤكدا أن مصير هذه الهجمة الشرسة لن يكون «أفضل من مصير سابقاتها وسنخرج من الأزمة أشد قوة وأكثر حضورا وفاعلية إقليميا ودوليا».

وعبر عن قناعته بأن «المؤامرة» التي تتعرض لها سوريا وتهدف لتفتيتها «مصيرها الفشل وأن الشدائد ستزيدنا قوة»، معتبرا أن «مشروع الفتنة فشل»، وقال إن «قدر سوريا أن تكون في موقع القلب لهذه المنطقة الجيواستراتيجية من العالم»، وعبر الأسد عن «ثقة مطلقة» بإسقاط ما سماه «الفصل الجديد من المؤامرة» التي نسجت خيوطها بدقة وإحكام بهدف «تفتيت سوريا تمهيدا لتفتيت المنطقة برمتها»، وأنه فات المتآمرين على سوريا بأن لها «خصوصيتها الذاتية العصية على كل المؤامرات والمتآمرين». وأضاف مؤكدا «نحن اليوم أكثر تصميما على متابعة نهج الكرامة بخطى واثقة تستند إلى القدرات الذاتية.. وترك صناع الحروب وتجار الدم يجترون مرارة الهزيمة والخيبة والخذلان».

وخاطب الرئيس الأسد القوات المسلحة بالقول «يكفيكم فخرا أن دماءكم الطاهرة وجراحكم النازفة وصبركم وإقدامكم وتصميمكم على تنفيذ مهامكم المقدسة قد أزهر وأثمر، وقطع الطريق على أعداء الوطن، وأسقط الفتنة».

وأن جميع أبناء سوريا «قد عقدوا العزم على إكمال الدرب يدا بيد وكتفا إلى كتف في سبيل الحفاظ على الوطن وسيادية قراره الوطني الكفيل بتصدير نموذج سوري للحرية والديمقراطية والتعددية السياسية، نحو مستقبل نصنعه بأيدينا.. ووفق قناعاتنا ومصالحنا، لا وفق ما يريده أعداء الأمة»، مخطئا كل من «يظن أن الضغوط وإن اشتدت.. والمؤامرات وإن تنوعت قادرة على أن تدفعنا للتنازل عن بعض حقوقنا ومبادئنا». وأضاف موضحا أن «إيماننا بالسلام العادل والشامل، وحرصنا على بلوغه وتحقيقه لا يعني قط التخلي عن ذرة تراب أو قطرة ماء.. والجولان العربي السوري سيبقى عربيا سوريا.. وسيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم سوريا وسنبقى أحرارا في قرارنا الوطني.. وأسيادا في علاقاتنا الدولية»، وأن الذي يراهن على غير ذلك يكون «واهما.. فالشدائد تزيدنا صلابة.. والمؤامرات تزيدنا قوة».

حماه ودير الزور خرجتا عن سيطرة الحكومة السورية

ستضعان مزيدا من الضغوط على دول أخرى كي تتبنى نهجا أشد ضد الأسد

بيروت: ندى بكري وأنتوني شديد*

قال نشطاء ومواطنون سوريون إن القوات الأمنية والجيش السوري نفذوا هجوما على مدينة حماه ومدن سوريا أخرى تشهد اضطرابات قبل فجر أول من أمس، ليقتل على الأقل 70 مواطنا في أوسع إجراء قمعي وأكثره شراسة من جانب حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة انتفاضة ضد حكمه بدأت قبل 4 أشهر.

وجاءت الغارات المتزامنة على الكثير من المدن السورية قبل يوم من بدء شهر رمضان، الذي تعهد نشطاء بأن يرفعوا خلاله من وتيرة تحركاتها بتنظيم احتجاجات ليلية. ويظهر مدى الهجوم وارتفاع حصيلة القتلى عزم الحكومة على قمع الانتفاضة بالقوة، على الرغم من الإدانة الدولية وإصلاحات مؤقتة ووهمية، في الأغلب، تهدف بشكل واضح دفع المحتجين لتقليل سقف مطالبهم.

ومن المؤكد أن مشاهد إراقة الدماء في حماه ودير الزور، وهما المدينتان اللتان خرجتا عن السيطرة الحكومية، ستضع المزيد من الضغوط على دول أخرى، لا سيما الولايات المتحدة، كي تتبنى نهجا أشد ضد الأسد. ووجه مسؤولون أميركيون وأوروبيون انتقادات حادة للرئيس السوري، وعادوا ليوجهوا المزيد من هذه الانتقادات أول من أمس. ووصف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إجراءات الحكومة داخل حماه بأنها أحداث «مروعة تبرهن على الهوية الحقيقية للنظام السوري». ولكن لم تطالب إدارته بعد رسميا الأسد بترك السلطة كما فعلت مع العقيد معمر القذافي في ليبيا.

وقال أوباما: «مرة أخرى يبدي الرئيس الأسد أنه غير مستعد وغير قادر على الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السوري». وأكد أنه «خلال الأيام المقبلة ستستمر الولايات المتحدة في زيادة ضغوطنا على النظام السوري والعمل مع آخرين بمختلف أنحاء العالم لجعل حكومة الأسد في معزل».

وتلقي هذه الهجمات ضوءا جديدا على قرارات الحكومة السورية، التي تبدو تفتقر إلى استراتيجية متساوقة في تقلباتها بين وعود بالإصلاح وعمليات قمع وحشية.

وانتهى الهجوم على مدينة حماه قبل مجيء الليل، في إشارة على أن الحكومة عازمة على ترويع مدينة ينظم فيها المواطنون احتجاجات أسبوعية يوم الجمعة ولم تبد أي إشارات على الرضوخ في مواجهة الضغوط. كما ألقت القوات السورية أيضا القبض على زعيم قبلي في مدينة دير الزور شرق البلاد نهاية الأسبوع، ومن المؤكد أن عملية الاعتقال هذه ستثير مشاعر الغضب داخل مدينة يتحلى سكانها بروح التحدي، علاوة على أنهم مسلحون. وتشير هذه الإجراءات إلى أن الحكومة في حالة تيه أثناء تعاملها مع أحد أكبر التحديات على مدار 4 عقود من الحكم الديكتاتوري.

ومن حماه، قال الناشط عمر حبال في مكالمة تليفونية: «لن يتراجع الشارع. لقد قررت المدينة الدفاع عن نفسها، وإذا كانوا يحسبون أنهم قادرون على قمع التجمعات، فهم أغبياء».

وكانت أبشع العمليات داخل مدينة حماه، التي توجد بوسط سوريا ويعيش فيها 800.000، حيث قتل 50 شخصا على الأقل، وفقا لما أفادت به لجان التنسيق المحلية، حركة معارضة تساعد على تنظيم وتوثيق الاحتجاجات. وقدم نشطاء تقديرات مختلفة لحصيلة القتلى، وقال البعض إن عدد القتلى وصل إلى 76 قتيلا أو أكثر. وكان من المستحيل التثبت على الأرقام خلال يوم سادته الفوضى وكثر فيه الكلام عن رفض بعض أفراد الجيش الخدمة ودعوات للانتقام ومزاعم حكومية بوجود متمردين مسلحين يطلقون الرصاص على المدنيين.

ومنذ يونيو (حزيران) لا يوجد وجود أمني يذكر داخل حماه، مما مكنها من التأكيد على نوع من الاستقلالية. وخلال الأسابيع الأخيرة، قام سكان محليون ببناء متاريس مؤقتة باستخدام أعمدة الإنارة وكتل صخرية وأجولة ممتلئة بالرمال لمنع القوات الأمنية من دخول المدينة مرة أخرى. ولكن هذه الدفاعات لا تمثل شيئا في مواجهة دبابات وسيارات مصفحة بدأت عدوانها من 4 اتجاهات قبل الفجر. وكان الكثيرون في سوريا يعتقدون أن الحكومة لن تجرؤ على السعي لاستعادة حماه، على ضوء تاريخها الدامي مع الحكومة. يذكر أنه في عام 1982، وبناء على تعليمات من الرئيس السابق حافظ الأسد، قضى الجيش السوري على انتفاضة إسلامية بالمدينة، وهي إحدى أبرز المدن المحافظة في سوريا، وأدى ذلك إلى مقتل 10.000 شخص، وربما أكثر من ذلك بكثير، ويعد هذا الحادث من بين الأحداث الأكثر وحشية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.

ويوم الأحد، ذكر سكان محليون روايات أليمة عن شباب يحاولون منع طريق الدبابات بأشياء لا تتجاوز العصي والحجارة والقضبان الحديدية، وقام بعض الرجال الشباب في المدينة، الذين دافعوا عن المتاريس ليلا على مدار أسابيع، بإضرام النيران في إطارات سيارات. وناشدت مستشفيات المواطنين التبرع بالدم مع ارتفاع حصيلة الضحايا خلال اليوم. ونشرت على شبكة الإنترنت مقاطع فيديو تظهر أعمدة دخان تخيم على شوارع المدينة. «مذابح.. تحدث مذابح هنا»، بهذا صرخ الناشط عبادة أرواني في مكالمة تليفونية. وأضاف: «التاريخ يعيد نفسه. إنه يعيد نفسه».

وقال أرواني إن السكان هتفوا «الله أكبر» بينما كانوا يقفون في طريق الدبابات. وقال إنه رأى قتلى وجرحى في أماكن متفرقة بين المتاريس في الشوارع. وكان إطلاق الرصاص وحشيا مما أعاق المواطنين عن إنقاذهم أو نقل الجثث. واختلط صوت دوي طلقات الرصاص مع صرخات تعلو من مكبرات الصوت داخل مساجد المدينة.

ويقول سكان محليون إنه بحلول الليل رحلت الدبابات وعاد هدوء نسبي إلى المدينة. ويقول أرواني: «يعرفون أن حماه ليست مسلحة، ولذا شنوا هذه الحملة. إنهم جبناء. يأتون إلى هنا ليقتلونا لأنهم يعرفون أنهم يستطيعون فعل ذلك».

وقدمت الحكومة السورية رواية مختلفة تماما للأحداث، وهي رواية طعن فيها كل من تحدثنا معهم عبر الهاتف. وقالت الحكومة إن عشرات من المسلحين وقفوا على أسطح المنازل وكانوا «يطلقون الرصاص بغزارة لإرهاب المواطنين»، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية (سانا). وأضافت الوكالة أن مجموعات متمردة أضرمت النيران في مراكز للشرطة وقامت بتخريب ممتلكات عامة وخاصة ووضعت عوائق في الطرقات. وقالت: «تقوم وحدات الجيش بإزالة المتاريس وحواجز الطرقات في مداخل المدينة».

وكانت الرواية الحكومية للأحداث تؤكد زعم الحكومة بأنها تواجه انتفاضة مسلحة يقودها مسلحون تدعمهم دول أجنبية. وقالت الحكومة إن هذه المرة حمل مسلحون بنادق وقاذفات «آر بي جي»، ولكن لم ير سلاح واحد في الشوارع عندما قام صحافي في «نيويورك تايمز» بزيارة المدينة الشهر الماضي. ووصف المتحدث باسم السفارة الأميركية في دمشق، جي جي هاردر، رواية الحكومة بأنها «محض هراء». وقال: «يتحدثون عن عصابات مسلحة، ولكن توجد عصابة واحدة مسلحة في هذه المدينة، إنها الحكومة السورية نفسها».

* خدمة «نيويورك تايمز»

قصف حماة يحرّك إدانات وعقوبات و”الحملة” مستمرة

قصفت دبابات تابعة للجيش السوري، أمس، أحد الأحياء السكنية في ضواحي مدينة حماة، بعد يوم من مقتل 100 شخص بحملة أمنية على المدينة، إضافة إلى 4 آخرين، الاثنين، في حين قتل 41 آخرون في مناطق أخرى من البلاد حسب وكالة فرانس برس استناداً إلى منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان .

وفي حين اعتمد الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة بحق 5 أشخاص من أركان النظام السوري والمقربين منه، تاركاً إعلان أسمائهم إلى وقت لاحق، واستبعد حلف شمال الأطلسي تدخلاً في سوريا على غرار ما يجري في ليبيا، معتبراً أن “الشروط لم تتضافر” لمثل هذا التدخل، وتزامن مع ذلك دعوة لانعقاد قمة عربية طارئة ودعوة ألمانية لانعقاد مجلس الأمن لبحث مجريات الأحد .

وأعلن ناشط حقوقي في حماة أن 10 دبابات تابعة للجيش السوري كانت، مساء أمس، تقصف بشكل عشوائي دوار بلال، وهو حي سكني في ضواحي حماة” .

وقال عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان أن دوي إطلاق النار “كان يسمع بقوة في جميع أحياء المدينة” .

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله ان “قوات الجيش لا تزال تنفذ مهمتها في فتح الحواجز والمتاريس التي كانت قد نصبتها مجموعات مخربة على المداخل الرئيسية لمدينة حماة ويجري اشتباك واسع النطاق كون هذه المجموعات منظمة في وحدات وهي تستخدم أسلحة متطورة وتقوم بتفخيخ الشوارع الرئيسية”، وأضاف أن “المسلحين يحملون الأسلحة الرشاشة ويطوفون على دراجات نارية وبعضهم متمركز على أسطح الأبنية ويقومون منذ ساعات الصباح الأولى بإطلاق نيران مكثفة صوب عدد من الدوائر مستهدفين النوافذ والمداخل الرئيسية، كما يقومون برشق هذه المقار بالمولوتوف بهدف إضرام النيران فيها”، وتابع “وقد فرضت هذه الاعتداءات نوعاً من الإقامة الجبرية على عاملي بعض هذه المقار تحت أعمال القنص التي منعت حركة الدخول أو الخروج” .

وقالت مصادر في المعارضة إن رجال الأمن السوري احتجزوا لفترة قصيرة رياض سيف القيادي في المعارضة السورية في مطار دمشق ومنعوه وزوجته الألمانية من السفر إلى ألمانيا للعلاج من السرطان .

ودفع، يوم الأحد الدامي، الكثير من الدول الغربية إلى توجيه انتقادات عنيفة إلى النظام السوري .

وناشد رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي، الدول العربية باتخاذ مواقف حازمة، ودعا المجلس الدولي لحقوق الإنسان، إلى إرسال بعثات تقصي حقائق للتعرف عن كثب إلى حقيقة ما يجري هناك، كما دعا الدول العربية إلى الالتقاء على كلمة سواء، وأكد أن الوقت بات في أمس الحاجة لعقد قمة عربية طارئة .

وقالت واشنطن إنها تدرس احتمال فرض مزيد من العقوبات على دمشق، من بينها فرض عقوبات على قطاعي النفط والغاز، وأعربت عن زملها في أن يبعث مجلس الأمن الدولي رسالة “قوية وموحدة” ضد حملة القمع الدموي التي تشنها القوات السورية ضد المتظاهرين .

وأضاف نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر للصحافيين “ بالطبع نعتقد أنه من المهم أن نبعث رسالة قوية وموحدة إلى الأسد ونظامه، ولكنني لا أستطيع الآن التنبؤ بنتيجة” الاجتماع، في إشارة إلى اجتماع مجلس الأمن .

ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف “واضح” لإنهاء العنف في سوريا، وقالت في بيان “آن الأوان ليتخذ مجلس الأمن موقفاً واضحاً بشأن ضرورة إنهاء أعمال العنف .

وفي تشديد للعقوبات على النظام السوري، أضاف الاتحاد أسماء خمسة سوريين إلى القائمة السوداء للأشخاص والشركات المرتبطين بحملة القمع، من بينهم شخصيات عسكرية واستخباراتية وعضو من عائلة الرئيس السوري بشار الأسد .

وكشف الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن “الشروط لم تتضافر” لتدخل عسكري في سوريا . وقال “في ليبيا نقوم بعملية بالاستناد إلى تفويض واضح من الأمم المتحدة ولدينا دعم دول المنطقة . هذان الشرطان لم يتوفرا في سوريا” .

ميدانياً، قتل ستة سوريين برصاص قوات الأمن، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن “إطلاق نار كثيفاً سمع في حي الحميدية في حماة، حيث قتل أربعة أشخاص عندما أطلق رجال الأمن النار عليهم برشاشات ثقيلة أثناء حملة مداهمات شنتها في المدينة” . وأضاف أن “شخصين قتلا أيضاً بينهما طفل يبلغ من العمر 13 عاماً وجرح آخرون في البوكمال (شرق) مع بدء دخول دبابات ومدرعات وقوات أمنية إلى المدينة”، وتابع أن “شخصين آخرين قتلا مساء الأحد في قرية معردفتين التابعة لحماة بنار عناصر موالية للنظام” .

ونقل عن أهالي كانوا في طريق سفرهم إلى دير الزور أنهم شاهدوا “ثمانين دبابة وآليات عسكرية أخرى متجهة نحو دير الزور” .

وشهدت عدة مناطق سورية ليل الأحد/الاثنين، مظاهرات حاشدة لنصرة حماة بعد صلاة التراويح، وسط دعوات للاستمرار في “مظاهرات الرد” بعد صلاة التراويح من كل يوم . وأظهرت مقاطع فيديو على الإنترنت المتظاهرين بينما يطالبون بإسقاط النظام .

وأعلن رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أن بعض بلدات ريف دمشق شهدت مظاهرات ومواجهات عقب صلاة التراويح استخدم فيها الرصاص والقنابل المسيلة للدموع .

وقال ريحاوي “إن مواجهات جرت بين متظاهرين وقوات الأمن في بعض أحياء حماة وإن نداءات توجه عبر مكبرات الصوت في المساجد للتبرع بالدم، وإن بعض أحياء المدينة مقطوع عنها الكهرباء والاتصالات”، وأضاف “أن قوات الأمن نفذت حملة دهم واسعة في البوكمال( شرق) وتم حرق بعض المنازل والمحال التجارية في المدينة، وأن قوات الأمن والجيش تفرض ان حصاراً على مدينة الزبداني وأن الاتصالات مقطوعة عن المدينة” .

وفي دير الزور، قال شهود عيان “إن مظاهرات خرجت من كل مساجد المدينة عقب صلاة التراويح، واتجهت باتجاه ساحة الشهداء وسط المدينة”، وأضافوا “إن المظاهرات لم تعترضها قوات الأمن” .

وفي بلدتي معضمية الشام والكسوة (قرب دمشق) خرجت مظاهرات عقب صلاة التراويح وجرت مواجهات مع قوات الأمن والجيش استخدمت فيها القنابل المسيلة للدموع والرصاص . (وكالات)

رمضانُ سوريا بدأ بـ24 قتيلا

الأسد يشيد بدور الجيش

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 24 قتيلا سقطوا في أول أيام شهر رمضان في سوريا، أغلبهم في حماة التي تعرضت بعض أحيائها لقصف بالدبابات في وقت امتدح فيه الرئيس السوري بشار الأسد دور الجيش في مواجهة الاحتجاجات.

وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن إن عشرة من القتلى سقطوا في حماة (وسط) بينما سقط ستة في عربين إلى الشمال من العاصمة دمشق، وواحد في المعضمية (قرب هذه المدينة) واثنان في اللاذقية (شمال) وثلاثة في حمص (وسط) واثنان في البوكمال قرب الحدود مع  العراق.

كما تحدث عن 150 شخصا استجوبوا مساء أمس، وهو يوم سقط أغلب قتلاه في مسيرات شملت مدنا عديدة وانطلقت بعد صلاة التراويح، تضامنا مع مدينة حماة التي قتل فيها منذ الأحد الماضي فقط أكثر من 130 شخصا.

وقال شهود عيان إن قصفا بالدبابات استمر في حماة حتى مساء الأحد، واستهدف مناطق في شمال غربها وبعض الأحياء الشرقية والشمالية.

وكان القصر العدلي وأحياء القصور والجراجمة والبعث والبياض والحميدية وضاحية أبي الفداء وجنوب الملعب ومشاع الملعب والأربعين والصابونية وطريق حلب وغرب المشتل بين المناطق التي طالها القصف، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة.

وتحدث رئيس الرابط السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي عن أحياء في حماة قُطع عنها الكهرباء والاتصالات، وعن نداءات توجه بمكبرات الصوت في المساجد من أجل التبرع بالدم.

كما أفادت مصادر للجزيرة بحدوث إطلاق نار كثيف أول أمس داخل السجن المركزي في حماة، وهو سجن شوهدت سيارات محملة بالجثث تغادره.

الرواية الرسمية

لكن التلفزيون الرسمي قال إن الجيش يواجه في حماة “جماعات إرهابية” مسلحة، قتلت ثمانية من الشرطة وفق وكالة الأنباء الرسمية.

وعرض التلفزيون مساء أمس صورا التقطت بالهاتف النقال تظهر مسلحين يحملون بنادق كلاشنكوف ورشاشات وسواطير ومناظير، وقد تموقعوا في شوارع وفوق أسطح منازل ومؤسسات قال إنها تقع في حماة، من أجل تنفيذ أعمال القنص والقتل.

كما عرض صورا تظهر جثثا يلقى بها في نهر العاصي، هي وفقه لعناصر من الأمن بعضهم ذُبح وشُوّه كما قال.

لكن الصور لم تحمل أية إشارات يمكن أن تثبت انتماء الأحياء والأموات على حد سواء لهذا الفريق أو ذاك.

ووقعت مساء الاثنين مواجهات أخرى في مدن كحمص وعربين ودير الزور (شرق) والبوكمال والزبداني التي قطعت عنها الاتصالات وفق رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان.

إشادة بالجيش

وأشاد الأسد أمس بدور الجيش الذي يشكل “أساس أمن واستقرار سوريا”.

وكان يتحدث في مستشفى تشرين في دمشق إلى عسكريين تقول السلطات إنهم جرحوا على يد جماعات مسلحة.

وقبل ذلك تحدث الأسد في كلمة بمناسبة يوم الجيش وحلول رمضان عن مؤامرة هدفها تفتيت سوريا.

ويقول ناشطون حقوقيون إن أكثر من 1600 مدني قتلوا منذ بدأت الاحتجاجات منتصف مارس/ آذار الماضي.

وتبقى أغلب وسائل الإعلام المستقلة ممنوعة من تغطية الاحتجاجات، وتستند في متابعتها إلى تسجيلات يلتقطها الناشطون، ويصعب في كثير من الأحيان التحقق من صدقيتها.

لندن والناتو تستبعدان التدخل العسكري

مجلس الأمن يخفق في إدانة سوريا

فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى اتفاق لإصدار قرار يدين النظام السوري غداة الأحد الدامي الذي أوقع نحو 140 قتيلا، في حين استبعدت كل من بريطانيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) أي تدخل عسكري على غرار الحملة العسكرية التي تشن على ليبيا.

وقال دبلوماسيون إن قوى أوروبية أحيت مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي يدين سوريا بخصوص القمع الدموي للمحتجين، وقامت بتوزيع نص معدل أثناء اجتماع للمجلس الاثنين.

وعقب الاجتماع المغلق الذي استمر زهاء ساعة أوضح الدبلوماسيون أنه بعد مأزق استمر أشهرا بشأن سوريا في المجلس، فإن أحداث العنف الجديدة يبدو أنها تدفع أعضاء المجلس المنقسمين نحو شكل ما لرد الفعل.

وسعى الأميركيون والأوروبيون خلال الاجتماع لإقناع الدول المترددة في إصدار القرار لكنه انتهى دون نتائج ملموسة، وتريد بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال بدعم من الولايات المتحدة دفع مجلس الأمن لاستصدار قرار يندد بالقمع الذي قد يناقش مجددا الثلاثاء.

ولفت دبلوماسيون مع ذلك إلى أن الأمر الأكثر ترجيحا هو اتفاق مجلس الأمن على إصدار بيان إدانة عادي من دون صفة ملزمة.

وأوضح دبلوماسي غربي أن البلدان الأوروبية عدلت مشروع قرارها المقدم للمرة الأولى قبل شهرين، والذي يدعو النظام السوري لإنهاء أعمال العنف، ويطالب بتمكن الأمم المتحدة من الوصول للمدن التي تشهد مظاهرات وبفتح تحقيق حول الانتهاكات لحقوق الإنسان.

وأضاف أن المسودة المعدلة شأنها شأن سابقتها لا تدعو لفرض عقوبات على سوريا ولا إحالة زعماء سوريين للمحكمة الجنائية الدولية، وهي مطالب دعت إليها اليوم منظمة العفو لدولية المعنية بحقوق الإنسان.

من جهتها، أشارت السفيرة الأميركية سوزان رايس إلى تقارير “مقلقة” عرضت أمام مجلس الأمن من جانب الأمين العام المساعد أوسكار فرناندير تارانكو، وقالت للصحفيين عقب الاجتماع “ثمة تعبير واسع عن القلق حتى الإدانة”.

بدوره، قال دبلوماسي غربي آخر “صمت مجلس الأمن شجع على مواصلة القمع”.

هذا وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دعت أعضاء مجلس الأمن الرافضين لأي تحرك دولي يدعو الرئيس بشار الأسد “لوقف عمليات القتل” لإعادة النظر في مواقفها.

وأضافت أنه على المجتمع الدولي أن يقف خلف الشعب السوري في هذا “الوقت المصيري”.

وأشار مسؤول رفيع بالأمم المتحدة خلال المحادثات المغلقة إلى أنه بجانب القتلى هناك ثلاثة آلاف مفقود و12 ألف معتقل منذ انطلاق المظاهرات ضد النظام في مارس/ آذار.

تحول في الأفق

وفي مؤشر على احتمال تبدل مواقف عدد من البلدان التي عارضت في السابق تحركا بمجلس الأمن، وجهت هذه الدول انتقادات علنية لنظام الأسد.

فالسفير الهندي ورئيس مجلس الأمن في أغسطس/ آب هارديب سينغ أربوري قال “رصدت تقاربا ما في وجهات النظر وقلقا مشتركا حيال تصاعد العنف”. وأضاف “أعضاء المجلس بدوا قلقين من تصاعد العنف” مشيرا في الوقت عينه إلى أن القيام بتحرك “ليس أمرا ملحا”.

أما السفير الروسي فيتالي تشوركين الذي هدد باستخدام الفيتو ضد مشروع القرار السابق، فقد اعتبر أنه “يجب التخلص من الطريقة القديمة في التفكير والمبنية على المواجهة”.

ورأى أن اقتراح القرار في مجلس الأمن “مضخم بعض الشيء” إلا أنه أشار إلى أن إصدار بيان عن المجلس قد ينال إجماعا. وقال للصحفيين “إذا كانت ثمة إمكانية في الوصول إلى نص فلن نقف حائلا دون ذلك”.

من جانبه، وصف سفير جنوب أفريقيا باسو سانجكو الأحداث الأخيرة في سوريا بأنها “مروعة”.

لكنه قال للصحفيين إنه لا يستطيع تحديد موقف بلاده من المسودة الجديدة قبل أن يطلع عليها.

وأشار سانجكو إلى أن جنوب أفريقيا والبرازيل والهند تعتزم إرسال مبعوثين على مستوى نائب وزير في بعثة مشتركة لدمشق في المستقبل القريب للتعبير عن القلق من الوضع للمسؤولين السوريين. وكان دبلوماسيون غربيون ينظرون لتلك الخطوة حتى الآن على أنها بديل لمسودة القرار.

ويربط بعض الدبلوماسيين بين هذا التعثر بالملف السوري وبين ما حصل بشأن ليبيا داخل مجلس الأمن قبل أشهر عدة. فقد أعربت روسيا والصين ومعهما البرازيل والهند وجنوب افريقيا عن الغضب الشديد إزاء تفسير دول الغرب لقرار مجلس الأمن الذي أتاح لقوات الحلف الأطلسي قصف ليبيا.

واعتبرت هذه الدول أن اعتماد قرار في مجلس الأمن يدين سوريا قد يفتح الباب أمام حملة عسكرية ضد بشار الأسد، الأمر الذي حرص مسؤولون أوروبيون ومن حلف الأطلسي على نفيه الاثنين.

استبعاد القوة

يأتي الحراك الأممي في وقت قال فيه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن السعي لاتخاذ إجراء عسكري ضد سوريا -حتى بتفويض من الأمم المتحدة- احتمال مستبعد. وأضاف “إنه إمكانية ليست مطروحة وحتى إذا كنا نؤيدها والأمر ليس كذلك”.

وأضاف “بالنتيجة، علينا أن نركز على وسائل أخرى للتأثير على نظام الأسد (…) الوسائل التي نملكها في هذا الوضع محدودة نسبياً، وعلينا أن نكون صادقين في الاعتراف بذلك والعمل بما لدينا”.

وشدد في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على أن بلاده تريد ضغطاً دولياً أقوى على سوريا بما في ذلك من الدول العربية بسبب سحقها للمحتجين.

وأشار إلى أن بلاده تريد المزيد من العقوبات وضغطا دوليا أقوى من كل الجهات، و”بالطبع لكي يكون فعالاً لا يمكن أن يكون الضغط من الدول الغربية فقط وإنما يشمل أيضاً الدول العربية وتركيا”.

في سياق متصل استبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن الاثنين توافر الشروط لتدخّل عسكري في سوريا، إلاّ أنه أدان القمع العنيف الذي تمارسه القوات السورية ضد الشعب.

ونفى راسموسن بمقابلة مع صحيفة ميدي ليبر الفرنسية، إمكانية توافر الظروف لتدخل الناتو في سوريا، وقال إن في ليبيا هناك عملية عسكرية بناء على تفويض واضح من الأمم المتحدة، وإنها تحظى بدعم من دول المنطقة، وهذان الشرطان غير متوافرين في سوريا.

غير أنه عبّر عن إدانته لأعمال العنف التي تمارسها قوات الأمن ضد السكان في سوريا.

                      وكالات

                      قتلى بدمشق وحمص وقصف لحماة

قتلت قوات الأمن السورية ستة مدنيين في العاصمة دمشق ليلة الثلاثاء، كما اقتحمت الدبابات السورية منتجعا قرب الحدود مع لبنان، تزامنا مع مواصلة القصف لعدة أحياء في مدينة حماة وسط البلاد.

وقال سكان محليون إن قوات الأمن السورية قتلت ستة مدنيين على الأقل بعد منتصف الليل في هجوم على ضاحية عربين شرقي دمشق، مع تصعيد الهجمات على المناطق التي تتحدى حكم الرئيس بشار الأسد.

وأوضح شهود عيان أن عددا من الأهالي نظموا مسيرة بعد صلاة التراويح، لكنهم فوجئوا بسيارات وشاحنات صغيرة مكشوفة لقوات الأمن تحمل رشاشات إلى عربين في حوالي منتصف الليل وتجمعت عند الدوار الرئيسي قبل أن تتوزع في الشوارع وهي تطلق النار على الأحياء.

وقال ناشط في الضاحية إن ستة أشخاص قتلوا تم التعرف على هوية ثلاثة منهم، كما أصيب عشرة آخرون، وقال مقيمون إن الدبابات السورية هاجمت بلدة الزبداني قرب الحدود مع لبنان مساء أمس الاثنين بعد صلاة العشاء.

وأضاف شهود عيان أن أكثر من 20 دبابة وناقلة جنود مدرعة دخلت المنتجع الواقع عند سفح سلسلة جبال في لبنان، بعد أن نظم الأهالي احتجاجا مؤيدا لمدينة حماة، وقال شاهدا عيان إن ثلاثة محتجين في الزبداني أصيبوا بنيران الأسلحة الآلية التي كانت تطلقها دبابات.

وفي حماة قال شهود عيان إن الدبابات السورية قصفت أحياء سكنية في شتى أنحاء المدينة حتى مساء أمس، في أعنف قصف تشهده المدينة في الهجوم المستمر منذ يومين ويهدف إلى سحق الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

قصف حماة

وبدأ القصف المكثف بعد صلاة العشاء وتركز على المناطق القريبة من  دوار بلال في شمال غرب المدينة وفي منطقة الجراجمة في الأحياء الشرقية والشمالية بالقرب من مسجد عمر بن الخطاب.

  وقال شهود عيان لرويترز في اتصال هاتفي “تسقط القذائف مرة كل عشر دقائق”، وأمكن سماع صوت القذائف والانفجارات في خلفية الاتصال. ووفق أنباء أولية، فإن القصف على المدينة أسفر منذ صباح أمس عن مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص.

وأفادت مصادر للجزيرة بحدوث إطلاق نار كثيف داخل السجن المركزي بحماة، وشوهدت سيارات محملة بالجثث تخرج من السجن.

وفي السياق قال الناشط السياسي في حماة أبو الفدا في اتصال مع الجزيرة إن جميع المناطق السكنية تتعرض لقصف مكثف، حيث يتم التركيز على حي جنوب الملعب، حيث يستخدم الجيش طلقات من عيار 14.5 المضادة للطائرات في قصف عشوائي، وفق الناشط.

وفي الإطار وصف ممثل لاتحاد تنسيقيات الثورة في حماة القصف الذي تتعرض له حماة بالمرعب، حيث يسمع دوي القصف كل عشرين ثانية.

وكانت أحياء القصور والجراجمة والبعث والبياض والحميدية وضاحية أبي الفداء وجنوب الملعب ومشاع الملعب والأربعين والصابونية وطريق حلب وغرب المشتل تعرضت مجددا عند المغرب لقصف بالمدافع والرشاشات، وفق اتحاد تنيسيقيات الثورة السورية.

كما تعرضت للقصف مساجد الفرقان بحي البعث غربي حماة، والسرجاوي بحي الجراجمة، ومسجد الشيخ سعيد الجابي.

ضحايا

وكانت سوريا شهدت الأحد يوما داميا قتل خلاله نحو 150 في عمليات نفذها الجيش السوري في عدة مدن، كان أعنفها في مدينة حماة التي اقتحمتها الآليات العسكرية مخلفة نحو 130 قتيلا في يوم واحد ومذكرا بما شهدته المدينة عام 1982 بما يعرف بمجزرة حماة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن الجيش اقتحم  مدينة دير الزور ومنطقة عربين بريف دمشق خلال ساعات الليل بعدد كبير من الدبابات والمدرعات والآليات. وقالت مصادر للجزيرة إن الدبابات قصفت حي الجورة بدير الزور، وقال شهود إن القصف أوقع قتيلا على الأقل.

وذكر شهود عيان أن دبابات الجيش السوري اقتحمت مدينة البوكمال قرب الحدود العراقية من أربعة محاور وسط إطلاق نار عشوائي، وتم إحراق عدد من المتاجر والسيارات، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة بجروح بالغة.

وفي حمص وسط البلاد قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن الدبابات والجنود اقتحموا منطقة الحولة من عدة محاور صباح الاثنين، حيث سمع دوي انفجارات في بلدتي “كفرلاها” و”تلدو”.

كما أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بمقتل خمسة أشخاص برصاص الأمن السوري في منطقة جورة الشياح في حمص وخمسة آخرين في عربين بريف دمشق.

ومنذ صباح أمس والجيش ينتشر أيضا وفق التنسيقيات في منطقة مضايا بريف دمشق حيث نشرت 22 دبابة وعشرات المركبات العسكرية المملوءة بالجنود، وتم تعزيز الحواجز عند كل المداخل. كما انتشر القناصة فوق مرصد الجبل الشرقي المعروف بآية الكرسي وسط مخاوف الأهالي من اجتياح البلدة الثلاثاء.

وقد بث ناشطون صورا على الإنترنت لجوانب من إضراب عام في منطقة بنش احتجاجا على العنف الذي يمارسه الجيش السوري ضد المتظاهرين.

كلينتون تلتقي نشطاء سوريين بواشنطن

يتوقع أن تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم الثلاثاء نشطاء سياسيين سوريين مغتربين، بينما تسعى واشنطن لبلورة رد مؤثر على حملة العنف التي يشنها الرئيس بشار الأسد على معارضيه.

وقال مسؤولون أميركيون إن اللقاء سيكون الأول لكلينتون مع مجموعة من النشطاء السوريين منذ تفجرت الاحتجاجات السلمية المناهضة للحكومة في سوريا في مارس/آذار وامتنعوا عن إعطاء مزيد من التفاصيل، وذلك لحساسية الوضع.

وقالت كلينتون في بيان “اليوم مع استمرار حملة العنف يثبت الرئيس الأسد مجددا أنه ونظامه سينزويان في الماضي، والشعب السوري هو الذي سيقرر مستقبله بنفسه”.

وأضافت رئيسة الدبلوماسية الأميركية في بيانها أن “الرئيس الأسد فقد شرعيته لدى الشعب السوري، سوريا ستكون مكانا أفضل عندما يحدث انتقال إلى الديمقراطية”.

-ويهدف اجتماع واشنطن فيما يبدو إلى إرسال إشارة إلى الأسد مع قيام قواته بشن حملة عنف ضد المحتجين، بما في ذلك هجوم بالدبابات في مدينة حماة أسفر عن مقتل 85 مدنيا على الأقل منذ يوم الأحد.

وقال مسؤولون أميركيون إن السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد الذي أثار غضب الحكومة السورية الشهر الماضي بزيارته حماة للتعبير عن التأييد للمحتجين سيحضر اجتماع اليوم.

وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأميركي باراك أوباما التقى فورد في واشنطن أمس الاثنين، و”أكد مجددا دعم أميركا للشعب السوري الشجاع ومطالبه بحقوق عالمية وانتقال إلى الديمقراطية”.

وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن ستدرس فرض

قصف غير مسبوق للجيش السوري على حماة وسقوط 24 قتيلاً في عدة مدن

  الشبكة الأوروبية لحقوق الإنسان تدعو لتدخل دولي سريع

بروكسل – نور الدين الفريضي، دبي – العربية.نت

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، بمقتل 24 شخصاً خلال الحملة العسكرية التي ينفذها الجيش السوري في عدة مدن سورية برصاص قوات الأمن في أول أيام شهر رمضان.

وأوضح المرصد أن “عدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا أمس الاثنين في عدة مدن سورية برصاص القوات العسكرية الأمنية السورية والشبيحة بلغ 24 شهيداً” بينهم 10 سقطوا “خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن سورية بعد صلاة التراويح”.

وكانت بعض المستشفيات في مدينة حماة دعت السكان الى التبرع بالدم لإسعاف المصابين. وتواصلت كذلك الحملة العسكرية على مدينة دير الزور قرب الحدود العراقية حيث قطعت عنها الاتصالات.

وأكد ناشطون سوريون دخول تعزيزات من الجيش إلى مدينة الزبداني قرب دمشق ومن ثم تم إقامة حواجز على الطرق.

ولم يجد الكثير من سكان حماة في أول يوم من أيام الشهر الفضيل مكاناً يؤدون فيه صلواتهم بعد قصف الجيش السوري لعدد من مساجد المدينة.

وتحدث ناشطون سوريون عن سقوط قتلى وجرحى في الحملة العسكرية التي ينفذها الجيش السوري في وقت يستمر فيه القصف الذي طاول معظم أحياء المدينة.

كما أفاد سكان يطلون على سجن حماة بأن هناك عصياناً داخل السجن وأن قوات الأمن تطلق النار وتقتل السجناء بالجملة.

ورغم الحصار والقصف خرج سكان حماة في مظاهرات ليلية ضخمة انطلقت من المساجد بعد صلاة التراويح.

وقامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص على مظاهرات في شارع الملعب ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى، كما أفاد ناشطون.

ودفعت كثرة الإصابات مستوصف حي الملعب الى إطلاق نداء للأهالي بالتبرع بالدم بسبب النقص الحاد.

وفي حمص خرجت مظاهرة حاشدة في حي الخالدية نصرة لحماة، كما خرجت مظاهرات ليلية في بلدات حوران بالإضافة إلى مظاهرات في معرة النعمان وكفر تخاريم في محافظة إدلب نصرة لحماة ودير الزور والبوكمال.

وأفاد ناشطون بأن ظاهرة حاشدة خرجت ليل الاثنين من جامع الجسر في الزبداني وسط إطلاق نار كثيف, فيما تحدث الناشطون في وقت سابق عن أن اكثر من 20 دبابة وناقلة جنود دخلت تصاحبها جرافات عسكرية. وقام الجيش بوضع حواجز وانتشر قناصة على التلال القريبة كما انتشر ما يعرف بالشبيحة في حواجز الجيش.

وفي ريف دمشق خرجت مظاهرة حاشدة في حرستا, وفي وقت سابق انتشر الجيش في مدينة الكسوة في هذه المحافظة.

وأكد معارضون سوريون أن السلطات تنفذ حملة شرسة في المعظمية، حيث يهاجم الجيش المصلين في المساجد بالرصاص.

وانطلقت مظاهرة أخرى في دير الزور مع استمرار الحملة العسكرية التي ينفذها الجيش السوري على مدينة البوكمال (شرق سوريا)، حيث قال ناشطون إن قتلى وجرحى سقطوا في الحملة وانقطعت عنها الاتصالات.

وأفاد الناشطون أيضاً بقيام الدبابات والمدرعات بقصف عشوائي للمدينة، فيما قامت قوات الأمن يرافقها مسلحون موالون للنظام بتحطيم المحال التجارية وإحراقها.

ومن جانبها دعت الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الانسان الاتحاد الأوروبي والمجموعة الدولية ككل إلى استخدام كافة الوسائل الدبلوماسية من أجل مساعدة الشعب السوري منها التصويت على قرار دولي يحيل قضية أعمال التقتيل إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت الشبكة بحسب مراسل العربية و مقرها في كوبنهاغن (الدنمارك) بأنها حصلت على قائمة تضم أسماء 75 ضحية منهم 56 في حماة يوم الأحد.

وتذكر بأن طفلين كانا ضمن القتلى وهما ليال عسكر (8 سنوات، في درعا) وعمر المصري (13 سنة، من حماة) وكذلك سائق سيارة إسعاف في منطقة حماة، هيثم نجيب عبدالرحمن.

واضافت الشكبة الأوروبية المتوسطية لحقوق الانسان بأن “حصيلة الضحايا قد تتجاوز بكثير حيث لا يمكن حصرها بدقة في ضوء غلق البلاد وغياب المراقبين الأجانب”.

ونقلت عن منظمات حقوقية سورية “تنفيذ السلطات حملة اعتقالات عشوائية في نهاية الأسبوع في كل من البوكمال ودير الزور، اللاذقية، درعا وفي منطقة دمشق”. وذكرت بأن عمليات اختطاف المواطنين وممارسة التعذيب على نطاق واسع تعد بمقتضى القانون الدولي جرائم ضد الانسانية.

وعلى صعيد متصل، أكد مراسل “العربية” في نيويورك انتهاء جلسة مجلس الأمن حول العنف في سوريا من دون أي اختراق، وأضاف أن الجلسة ستستأنف اليوم الثلاثاء في حدود العاشرة صباحاً بتوقيت نيويورك وذلك وسط مطالبَ أوروبية على وجه التحديد بضرورة أن يتخذ المجلس إجراءات عقابية بحق دمشق.

سورية: ارتفاع أعداد القتلى ومجلس الأمن يبحث إدانة دمشق

تفيد الأنباء بنزوح بعض سكان مدينة حماة السورية إلى القرى المجاورة مع تقدم القوات والدبابات السورية نحو وسط المدينة.

ويقول ناشطون إن الهجمات التي بدأت يوم الأحد استؤنفت عقب صلاة التراويح فى أول أيام شهر رمضان حيث اُستهدفت أحياء سكنية وإحدى المستشفيات ما أدى إلى سقوط عدد غير محدد من القتلى.

وتهدف الحملة التي تشنها القوات السورية إلى وقف مظاهرات الاحتجاج المستمرة منذ منتصف مارس/ آذار الماضي. وكان يوم الأحد من أكثر الأيام دموية منذ بدء الاحتجاجات، حيث قتل أكثر من مئة وثلاثين شخصاً في عدة مدن.

وأفاد مراسل لبي بي سي بأن سكان حماة يدفنون موتاهم في حدائق منازلهم والمتنزهات العامة خوفا من السير عبر شوارع المدينة.

وقد عرض التلفزيون السوري ما قال إنه صور مظاهرات في حماة يوم الأحد الماضي يظهر فيها مسلحون بين المتظاهرين يحملون البنادق والعصي والسكاكين.

وقال نشطاء حقوقيون فى سوريا إن أربعة وعشرين شخصا قتلوا بنيران قوات الأمن يوم الاثنين في عدة مدن فى شتى أنحاء البلاد من بينهم عشرة قتلى سقطوا خلال ساعات الليل.

وكانت مظاهرات ليلية قد عمت الكثير من المدن السورية عقب صلاة التراويح فى أول أيام شهر رمضان.

وقال سكان من مدينة حماة لـ بي بي سي اليوم الثلاثاء أن حصيلة الصدامات بين قوى الجيش والأمن وأهالي المدينة قد بلغت يوم الاثنين ستة عشر قتيلاً من المدنيين.

ووفقاً لشهود العيان في حماة فإن تعزيزات قوات الجيش تصل عن طريق حلب شمال سورية، الأمر الذي لم تؤكده مصادر أخرى. وفي هذا الوقت، تكثفت الحواجز التي يقيمها بعض الأهالي عند مداخل الأحياء وتم تدعيمها بأعمدة الكهرباء وبحواجز حديدية.

وقالت جريدة الوطن السورية صباح اليوم الثلاثاء أن سبع جثث تعود لعناصر من الشرطة قد وجدت في منطقة كازو، إحدى ضواحي حماة. أما عن قصر العدل في حي الشريعة، والذي شب فيه حريق ليل الاثنين، فقد قال سكان من حماة إن الحريق أخمد ولكن واجهة المبنى قد تضررت بشكل كبير.

وأفاد سكان من حماة في وقت سابق أن اتصالات تجري بين السلطات ومحافظ حماة أنس الناعم ومجموعة تمثل أهالي حماة للتوصل إلى اتفاق يقضي ببقاء الجيش في مواقعه الحالية دون تقدم إلى داخل المدينة، على أن يزيل الأهالي كافة الحواجز من الطرق، مع تعهد الطرفين بوقف الاشتباكات.

دمشق

وقال مراسل بى بى سى فى دمشق إن المظاهرات مستمرة فى العاصمة وفى شتى أنحاء البلاد للمطالبة بإنهاء الهجوم العسكري على حماة.

وفي تظاهرة حاشدة في بلدة المعضمية، قرب دمشق، ليل الاثنين، وقعت مواجهات بين الجيش والأمن من جهة والمتظاهرين من جهة أخرى، عقب صلاة التراويح، أطلق فيها الرصاص والقنابل المسيلة للدموع قرب جامع الزيتونة. وأدت المواجهات إلى مقتل شخص وجرح عشرة آخرين، واستمرت هذه المواجهات حتى فجر اليوم الثلاثاء.

أما في بلدة جديدة عرطوز، حصلت اشتباكات بين الجيش والأمن من جهة والمتظاهرين من جهة أخرى، أطلق فيها الرصاص وفُرّق المتظاهرون بالقوة. وأدى ذلك إلى مقتل شخص وسقوط عشرات الجرحى.

كما خرجت تظاهرات أخرى في دوما وداريا والكسوة والقدم التي يطوقها الجيش منذ يوم أمس.

مجلس الأمن

ويستأنف اليوم مجلس الأمن الدولى مشاوراته لبحث مشروع قرار مقترح لإدانة الهجمات العسكرية التى تشنها الحكومة السورية لقمع الاحتجاجات المناهضة لها.

وكان المجلس قد عقد جلسة مغلقة يوم الاثنين دون التوصل إلى قرار، ووصفت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس تقريرا حول الاحداث فى سوريا بانه مثير للقلق.

وقد استدعت إيطاليا سفيرها من دمشق احتجاجا على ما وصفته بعمليات القمع البشعة وحثت جميع دول الاتحاد الأوروبي على الاقتداء بمثالها.

كما دعا ريد برودي من منظمة هيومن رايتس ووتش المجتمع الدولى إلى التحرك لوقف الهجمات التي تتعرض لها المدن السورية.

سورية: تنديد دولي واسع بالعمليات العسكرية في حماة

تواجه العمليات العسكرية التي نفذتها القوات السورية ضد المتظاهرين حملة تنديد دولية واسعة النطاق. وقد أدت اشتباكات يوم أمس إلى مقتل 130 شخصا على الأقل، أغلبهم في مدينة حماة التي شهدت أكثر المواجهات عنفا.

فقد وصف الرئيس الاميركي، باراك أوباما، الأحد اعمال العنف في سورية بأنها “مروعة” متوعدا بتصعيد الضغوط على نظام الرئيس بشار الاسد. وفي بيان قال أوباما ان المتظاهرين الذين خرجوا الى الشوارع “شجعان وستكون بلادهم افضل في حال حدوث انتقال ديموقراطي للسلطة”.

وفي وقت سابق وتعليقا على الأحداث في حماة، وصف الملحق الصحفي في السفارة الأمريكية في دمشق، جي جي هاردر، ما يجري في المدينة بأنه “حرب شاملة تشنها الحكومة على شعبها”. ورفض الدبلوماسي الأمريكي، ما تقوله السلطات من أن “عصابات مسلحة” تهاجم قواتها، قائلا إن “العصابات المسلحة الوحيدة تابعة للحكومة”.

ودعت المانيا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي إلى إجراء مشاورات عاجلة في المجلس اليوم لبحث الحملة العسكرية السورية ضد المتظاهرين التي وصفتها بـ “الدموية”.

وأعرب وزير الخارجية الالماني، غيدو فسترفيلي، الأحد عن الصدمة العميقة إزاء الهجوم العسكري السوري على حماة ودعا الى تعزيز العقوبات على النظام السوري.

واضاف ان الحكومة الالمانية تطالب الرئيس الاسد بوضع حد فوري لأعمال العنف ضد المتظاهرين المسالمين.

وقال متحدث باسم البعثة الالمانية في الأمم المتحدة ان المانيا طلبت ان يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا يوم الاثنين لمناقشة العنف المتفاقم في سورية.

يذكر أن المانيا الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي حتى منتصف ليل الاحد ثم تتولي بعد ذلك الهند رئاسة المجلس خلال اغسطس / آب.

وفي السياق نفسه دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس السوري بشار الاسد الى وقف ما سماه بالهجوم الدموي ضد المتظاهرين في مدينة حماة الاحد معربا عن استيائه الشديد للهجوم الذي ياتي عشية بداية شهر رمضان.

من جهته ندد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بشدة بمواصلة القمع في سوريا معتبرا ذلك غير مقبول خصوصا عشية شهر رمضان. وقال جوبيه في تصريح ان فرنسا تبدي قلقها البالغ حيال العمليات التي يقوم بها الجيش اليوم في حماة ودير الزور والبوكمال والتي افيد انها اوقعت حتى الان اكثر من

مئة ضحية.

كما ادانت ايطاليا اليوم هجوم الجيش السوري على مدينة حماة ووصفته بالفعل القمعي البشع وحثت الحكومة السورية على انهاء كافة اعمال العنف ضد المدنيين.

في الوقت ذاته دعت تركيا الحكومة السورية الى وقف ماوصفته بالهجمات القاتلة على المدنيين واستخدام السبل السلمية لانهاء الاضطرابات.

وقالت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الاناضول للانباء ان تركيا تكرر مرة اخرى دعوتها الحكومة السورية الى وقف العمليات العسكرية واختيار السبل السياسية والحوار والمبادرات السلمية للتوصل الى حل.

أحداث الأحد

وقد قتل أكثر من 130 شخصا يوم أمس الأحد في أنحاء مختلفة من سورية، أغلبهم سقطوا في مدينة حماة التي اقتحمتها القوات السورية بالدبابات فجر أمس.

ومن بين القتلى أفراد في قوات الأمن إذ قالت السلطات السورية إن خمسة جنود بينهم عقيد قتلوا في تلك المواجهات، واتهمت ما سمته العصابات المسلحة بإحراق محطات الوقود وتدمير الممتلكات العامة والخاصة.

ويتوقع أن تتصاعد أعمال الاحتجاج خلال شهر رمضان الذي بدأ اعتبارا من اليوم. وقد حثت جماعة تدعى “الثورة السورية 2011” المتظاهرين على التجمع عقب صلاة المغرب فى أول أيام رمضان.

وكانت أشد أعمال العنف ضراوة قد وقعت في مدينة حماه التي سقط فيها نحو مئة قتيل، كما أطلقت قوات الأمن السورية النار على متظاهرين في مدينتي دير الزور ودرعا، وطوقت إحدى ضواحي دمشق.

واتهمت السلطات ما وصفته بـ “عصابات مسلحة” بـ “إحراق محطات الوقود وإلحاق الدمار بالممتلكات العامة والخاصة”.

ارتفاع عدد القتلى في سوريا وايطاليا تستدعي سفيرها

عمان (رويترز) – ارتفع عدد القتلى في حملة القمع لمعارضي الرئيس السوري بشار الاسد في مدينة حماة ومناطق اخرى يوم الثلاثاء مما دفع الغرب الى اهالة مزيد من الضغوط على دمشق.

وقال شهود ان الدبابات قصفت أحياء سكنية في حماة بعد صلاة المغرب يوم الاثنين أول ايام شهر رمضان. وشهدت مدينة حماة مذبحة عام 1982 حين واجه الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد تمردا اسلاميا مسلحا.

وذكر ناشطون مدافعون عن حقوق الانسان ان الهجمات التي شنتها قوات الاسد خلال الليل ويوم الاثنين في شتى انحاء سوريا أدت الى مقتل 24 مدنيا على الاقل من بينهم عشرة في حماة حيث بدأت قوات الجيش والدبابات عملية عنيفة لاستعادة السيطرة يوم الاحد الماضي.

وقال شهود وسكان وناشطون ان ذلك رفع عدد القتلى في سوريا خلال الايام الثلاثة الماضية الى نحو 134 قتيلا من بينهم 90 في حماة.

وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان “جماعات ارهابية مسلحة” قتلت ثمانية من أفراد الشرطة في حماة. وتلقي الحكومة السورية على هذه الجماعات مسؤولية معظم اعمال القتل خلال انتفاضة مستمرة منذ خمسة اشهر وقالت ان أكثر من 500 من أفراد الجيش والامن قتلوا.

ودفعت محنة حماة الكثير من السوريين الى تنظيم مسيرات تضامن منذ بدء رمضان لكن رد الاسد العنيف يشير الى انه يرفض مطالب التغيير التي اجتاحت سوريا ومناطق كثيرة من العالم العربي هذا العام.

وتعرضت سوريا لادانة دولية للاجراءات الخشنة التي تتخذها ضد المحتجين لكنها يجب الا تخشى تدخلا عسكريا أجنبيا مثل الذي يقوم به حلف شمال الاطلسي لمساعدة المعارضة في ليبيا.

ودعا الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة يوم الثلاثاء الى انهاء سريع للعنف في سوريا لكنه قال ان التدخل الامريكي المباشر غير محتمل وان واشنطن لن تذهب أبعد من مواصلة الضغط على الرئيس السوري لتطبيق الاصلاحات.

وقال مولن للصحفيين في ختام زيارة للعراق “فيما يتعلق بسوريا نشجب العنف ويجب ان يتوقف العنف بأسرع وقت ممكن.”

وأضاف “لا توجد أي مؤشرات على ان الامريكيين.. على اننا سنتدخل بشكل مباشر في هذا. اعتقد اننا سياسيا ودبلوماسيا نريد ان نمارس أكبر قدر من الضغط الممكن لتحقيق التغيير الذي يطالب به عدد كبير من الدول.”

وفي الامم المتحدة قال دبلوماسيون ان قوى أوروبية أحيت مسودة قرار لمجلس الامن الدولي يدين سوريا بخصوص القمع الدموي للمحتجين وقامت بتوزيع نص معدل اثناء اجتماع للمجلس يوم الاثنين.

وعقب الاجتماع المغلق الذي استمر ساعة قال دبلوماسيون انه بعد مأزق استمر اشهر بشأن سوريا في المجلس فان احداث العنف الجديدة تدفع فيما يبدو اعضاء المجلس المنقسمين نحو شكل ما لرد الفعل.

لكن مبعوثين اختلفوا بشان هل ينبغي ان يتبنى المجلس المؤلف من 15 دولة مشروع القرار الذي يسانده الغرب او يتفاوض على بيان أقل الزاما.

ووزعت دول غرب اوروبا مشروع قرار قبل شهرين لكنه تعثر بعد ان هددت روسيا والصين -وكلتاهما حليفة لدمشق- بالاعتراض عليه بحق النقض اذا طرح للتصويت. ومن بين الاعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس قالت البرازيل والهند ولبنان وجنوب أفريقيا انها لا تؤيد مشروع القرار أيضا.

واستدعت ايطاليا سفيرها في دمشق يوم الثلاثاء احتجاجا على “القمع المروع للمدنيين” وحثت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على ان تحذو حذوها.

وضم الاتحاد الاوروبي يوم الثلاثاء وزير الدفاع السوري علي حبيب ومسؤولي أمن اخرين الى قائمة أعضاء حكومة الرئيس السوري بشار الاسد الذين جمدت أصولهم وفرض عليهم حظر سفر.

وأضيف خمسة مسؤولين الى قائمة العقوبات التي نشرتها الصحيفة الرسمية للاتحاد الاوروبي وبينهم رئيس جهاز الامن الداخلي السوري ورئيس المخابرات في بلدة حماة التي يقول الاتحاد الاوروبي انها شهدت “مذبحة” عشوائية للمدنيين في مطلع الاسبوع.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج “اليوم طبق الاتحاد الاوروبي عقوبات تستهدف سوريا. الرسالة واضحة بلا لبس.. المسؤولون عن القمع سيستهدفون ويساءلون.”

وقال هيج في بيان “ما لم يحدث تغيير له معنى في سوريا وتنتهي الحملة سيجد الرئيس الاسد ومن حوله انفسهم معزولين دوليا وقد فقدوا الثقة داخل سوريا.”

وقال ناشطون انه بخلاف القتلى العشرة في أحداث العنف الاخيرة في حماة قتل مدنيان في بلدة البوكمال على حدود العراق التي اجتاحتها ايضا الدبابات كما قتل ثلاثة في مداهمات من منزل لمنزل في حمص واثنان في ميناء اللاذقية وستة في هجوم على ضاحية عربين بدمشق بعد احتجاجات أعقبت صلاة التراويح في اول ايام رمضان.

وقال سكان ان نحو عشر دبابات وعربات حاملة للجند دخلت بلدة زبداني قرب حدود لبنان بعد احتجاجات مؤيدة لحماة عقب صلاة المغرب. وأصيب ثلاثة من المحتجين على الاقل.

ومن المقرر ان تجتمع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء مع نشطين سوريين يعيشون في الخارج.

وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الاحد انه روع من العنف الذي مارسته الحكومة السورية وانه سيعمل مع الحلفاء على فرض عزلة على الاسد. وكان أوباما قد اعلن ان الرئيس السوري فقد شرعيته وان الولايات المتحدة تدرس فرض مزيد من العقوبات على دمشق تشمل صناعة النفط والغاز.

من خالد عويس

تحليل- نظام الاسد في سوريا اختار طريق اللاعودة

لندن (رويترز) – عندما أرسل الرئيس السوري بشار الاسد الدبابات للقضاء على المعارضة في مدينة حماة التي ما زالت تلوح بها ذكريات مذبحة قتل فيها نحو 20 ألف شخص عام 1982 فانه اختار بذلك طريق اللاعودة.

حذرت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتركيا عائلة الاسد من أي محاولة لتكرار مذبحة حماة التي أخمد فيها الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي تمردا اسلاميا وسوى أحياء بأكملها بالارض.

لكن الحكومة تلمح الى عدد متزايد من منتقديها في الخارج الى أنها لن تذعن لمطالب التغيير التي تجتاح العالم العربي كما تشير لشعبها الى استعدادها للخوض في بحور دم من أجل البقاء في السلطة.

ويبدو أن عائلة الاسد بعد أن عكفت على حملة عسكرية لسحق الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية بأي ثمن قررت رفع ضريبة الاحتجاج وتكليف المحتجين ثمنا باهظا في وقت يتيح فيه شهر رمضان الذي بدأ يوم الاثنين للمعارضة منبرا لتوسيع الانتفاضة المستمرة منذ نحو خمسة أشهر.

قالت بسمة كدماني رئيسة مبادرة الاصلاح العربية ومقرها باريس “الهجوم على حماة مؤشر على فقد السيطرة. لقد تخطوا الحدود… يريدون أن يظهروا أن بامكانهم رفع مستوى القمع ليشمل كل البلاد.”

وقال رامي خوري محلل شؤون الشرق الاوسط والمقيم في بيروت لرويترز ” الواضح هو أن الحكومة مستعدة لاستخدام القوة دون حدود… لكن هذا لا يعني حل المشكلة بل يجعل التمرد أكثر قوة.”

ومن الواضح أن بشار الذي تولى السلطة بعد وفاة أبيه عام 2000 يعتقد أن القوة البالغة ستطفيء دعاوى الحرية.

لكن بعد سقوط 1600 قتيل وايداع الالاف في السجون امتدت الاحتجاجات من مدينة الى مدينة ولم يثنها القتل والاعتقال واختفاء الالاف واللجوء الى التعذيب.

وقالت حركة افاز وهي حركة عالمية تتابع الاوضاع في سوريا بينما تحظر الحكومة دخول الصحفيين الاجانب انه منذ مارس اذار لقي 151634 شخصا حتفهم في الحملة القمعية. وقالت الحركة ان 2918 شخصا اختفوا واعتقل 26 ألفا مع ضرب وتعذيب الكثير منهم وما زال 12617 رهن الاحتجاز.

وقال نديم حوري من منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان في بيروت “بعد أربعة أشهر من القمع الوحشي لم يدرك النظام أنه لن يكون هناك حل عسكري لحركة الاحتجاج وأن الحل الوحيد هو اجراء اصلاحات.”

ومن الواضح أن هجوم الدبابات على حماة يوم الاحد والذي قتل خلاله 84 شخصا ما هو الا محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة قبل شهر رمضان وتجنب الاحتجاجات خلاله.

وقال حوري “يريدون أن يمنعوا حماة من أن تصبح رمزا ومصدر الهام لمدن أخرى.”

لكن محللين يرون أن القسوة بلغت بالسلطات مبلغها حين اختارت مستهل شهر رمضان وحماة بالذات لشن الهجوم.

وقال حوري “لا يمكن ذكر الدبابات وحماة دون أن نستحضر ذكريات المذبحة… رمضان مليء بالرموز وسيشعر الناس بحزن أكبر من النظام وسيكون هناك رد فعل عكسي.”

ويقول محللون انه ستكون هناك دعوات خلال الصلوات في رمضان لانتفاض المزيد من المدن بما في ذلك دمشق وحلب ثاني اكبر المدن السورية. ويتوقعون أن يستجيب كثيرون لهذه الدعوات.

ولا يظن كثير من الخبراء أن عائلة الاسد سترد على الاضطرابات بنوعية الاصلاحات التي يطالب بها الشعب وهي القضاء على تغلغل الاجهزة الامنية واحتكار عائلة الاسد للسلطة واجراء انتخابات حرة وانهاء الفساد.

وبالنسبة للاسد فان عليه الى أن ينفذ الاصلاحات التي يعد بها منذ توليه السلطة عام 2000 أن يطهر المؤسسة السورية من أقوى حلفائه وأعوانه. وبما أنهم أساس سلطته فان هذه الخطوة غير مرجحة.

لكن مع اتساع نطاق الاحزان واراقة المزيد من الدماء فان السلطات ربما لا تكون بالقوة التي تبدو عليها.

ورغم أن أغلب أفراد الجيش من السنة فان من يشغلون المناصب الحيوية فيه من الاقلية العلوية التي تنتمي لها عائلة الاسد. وهناك عدد كبير من التقارير عن جنود يرفضون اطلاق النار على المتظاهرين واخرين يطلقون النار على زملائهم.

يتبقى بذلك الاجهزة الامنية والوحدات الخاصة من الجيش التي يقودها ماهر الاسد أخو الرئيس ويشرف عليها اصف شوكت زوج أخته.

وفي حين أن هذه القوات يمكن ان تضمن صراعا طويلا داميا فانها لا تضمن بقاء الاسد على المدى الطويل.

وقال خوري “ستتوحد صفوف المعارضة بشكل أكبر ومن الخيارات المحتملة أن تشكل حكومة في المنفى تحظى باعتراف بعض الدول. وسيشكل هذا ضغطا هائلا على نظام الاسد.”

ورغم ما يبدو من سيطرة الحكومة على القوة العسكرية فان الاسس السياسية والاقتصادية لعائلة الاسد التي تتولى السلطة منذ أكثر من 40 عاما اخذة في الانحسار.

وينأى بعض المستشارين ورجال الاعمال الذين كانوا مقربين من الحكومة حتى وقت قريب بأنفسهم عن الاسد.

كما أن أثر العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بدأت تظهر. ويبدو الاقتصاد في حالة تراجع حاد وانهارت السياحة التي تمثل 23 في المئة من دخل سوريا بالعملة الصعبة وربما ينفد المال من الحكومة.

وأورد مركز كارنيجي الشرق الاوسط ومقره بيروت هذا الشهر تقارير عن تحويل 20 مليار دولار خارج البلاد.

وانهالت الضغوط على المليونير رامي مخلوف ابن خال بشار منذ أن أدرجته وزارة الخزانة الامريكية في قائمة سوداء عام 2008 . ويقول مصرفيون سوريون ان مصالحه ربما تمثل نحو ثلث اقتصاد البلاد.

ويمكن ان تستمر عزلة سوريا بعد هجوم حماة الذي وقع يوم الاحد وأثار ادانة دولية ودفع الاتحاد الاوروبي لتوسيع العقوبات على حكومة الاسد.

وقال خوري “انهم يفقدون الشرعية ببطء بين المزيد من السوريين ويثيرون معارضة أكبر في الداخل والخارج.”

قال مرهف جوجاتي أستاذ دراسات الشرق الاوسط في جامعة الدفاع الوطني ومقرها واشنطن “مذبحة حماة نقطة تحول.”

ومضى يقول “ضراوة الهجوم تعبيء المجتمع الدولي بشكل متزايد ضد نظام الاسد وتزيد من عدد السوريين المناهضين للاسد والذين كانوا على الحياد حتى الان.”

من سامية نخول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى