أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 09 نيسان 2013

بوتين يعرض وقف السلاح إلى «جميع الأطراف»

لندن، بيروت، دمشق، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى «وقف إمدادات السلاح إلى جميع أطراف النزاع» في سورية، فيما شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على ضرورة التحقيق «في كل مزاعم» استخدام السلاح الكيماوي، قائلا إن المفتشين الدوليين «جاهزون» وينتظرون «إذناً» رسمياً سورياً للتفتيش «في أي موقع».

في غضون ذلك، أعلن التلفزيون الرسمي وقوع «هجوم انتحاري» بسيارة ملغومة وسط مرافق حكومية مالية في وسط دمشق، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى. وحذرت المعارضة من مساعي النظام لـ «إفراغ» قرى تشكل عمقاً استراتيجياً للغوطة الشرقية من أهلها، وسط استمرار القصف الجوي عليها.

ونقل الموقع الإلكتروني لتلفزيون «روسيا اليوم» عن بوتين قوله بعد لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في هانوفر أمس أنه «يجب التوصل إلى وقف إمدادات السلاح إلى جميع أطراف النزاع». ورداً على انتقادات بأن روسيا لا توقف تزويد النظام السوري السلاح، قال: «نحن على الأقل، نوردها إلى نظام شرعي، ولا تنص أي قرارات دولية على منع ذلك. لكننا مستعدون للقاء الجميع لبحث كيفية الخروج من هذه المجزرة الدموية».

وأشار بوتين إلى أنه شرح «مفصلاً» موقف بلاده للمستشارة الألمانية، قائلاً: «رصدنا اختلافاً في النهج حيال قضايا مختلفة يتعلق بعضها بسورية»، علماً أن برلين من أشد الدول الأوروبية معارضة لرفع الحظر عن تصدير السلاح إلى سورية.

بدورها، دعت ميركل إلى العمل من أجل «حل سياسي» وإطلاق حوار في سورية، مشددة على وجوب «القيام بكل ما هو ممكن لعدم السماح بإراقة المزيد من الدماء ووقوع ضحايا بشرية فظيعة».

واعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي كلام بوتين عن موضوع السلاح «أمراً جديداً»، وأضاف: «إذا كان هذا الكلام صحيحاً فهو موقف إيجابي مئة في المئة». وعما إذا كان هناك تطور آخر في الموقف الروسي، قال: «هذا هو الموقف الجديد وهو يكفي».

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة في لاهاي أمس: «أستطيع القول بأن بعثة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أصبحت الآن جاهزة للانتشار في سورية في أقل من 24 ساعة. تم الانتهاء من جميع الترتيبات الفنية واللوجستية. هذه دلالة أخرى على تعهدي القوي بالتحقيق في كل الاستخدامات المحتملة للأسلحة الكيماوية في سورية. كل ما ننتظره الآن هو إشارة البدء من الحكومة السورية حتى نحدد ما إذا كان قد تم استخدام أي أسلحة كيماوية وفي أي موقع».

وأشار بان إلى أن «المبدأ الثابت» للأمم المتحدة هو أن يتم السماح للمحققين بالوصول إلى جميع المواقع التي تثار مزاعم بأن أسلحة كيماوية استخدمت فيها.

لكن وزارة الخارجية السورية اعلنت رفض مهمة المفتشين كما حددها بان.

ويعقد عدد من الدول العربية والغربية المعنية بسورية اجتماعاً اليوم في نيويورك للبحث في تعديلات مشروع القرار الذي طرحته قطر في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي «يرحب بتشكيل الائتلاف وقرارات جامعة الدول العربية» في القمة العربية الأخيرة. وأكد ديبلوماسي غربي إن فرنسا «انضمت في قيادة التحرك إلى جانب قطر»، وتوقع أن يتم التصويت على مشروع القرار في الجمعية العامة الشهر الجاري.

إلى ذلك، دعا عدد من النشطاء وتنسيقيات المعارضة والكتائب المقاتلة إلى توسيع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، رافضين «هيمنة لون واحد» عليه ومطالبين بتمثيل أوسع لـ «شباب الثورة»، فيما زار رئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو ريف إدلب في شمال غربي سورية، ضمن استشاراته لتشكيل الحكومة وتقديمها إلى هيئة «الائتلاف» قبل نهاية الشهر الجاري.

ميدانياً، قال رئيس الوزراء وائل الحلقي لدى زيارته مكان التفجير قرب مصرف سورية المركزي ووزارة المال وهيئة الاستثمار في وسط العاصمة إن السلطات السورية ماضية في «المعركة ضد الإرهاب حتى النهاية»، مشيراً إلى أن السلطات «ستبسط الأمن على كامل التراب» وأن «المعركة ضد الإرهاب مستمرة حتى النصر».

وحذرت المعارضة السورية أمس من وجود خطط لدى النظام لـ «تهجير» أهالي بلدات في الغوطة الشرقية، وأعلنت أن الجيش النظامي كثف عملياته للسيطرة على بلدات العبادة والقيسا والجربا والبجارية لـ «تفريغها» من نحو 70 ألف شخص، باعتبارها تشكل «عمقاً استراتيجياً» للغوطة الشرقية و «خط إمداد» لدمشق. وقالت المصادر إن النظام يحاصر بلدة العتيبة منذ شهر، وشن أكثر من غارة محاولاً «اقتحامها».

وفي بعلبك في شرق لبنان، اشار مصدر قريب من «حزب الله» الى مقتل عنصرين من الحزب كانا يقاتلان الى جانب قوات النظام السوري في منطقة القصير الحدودية مع لبنان، من دون يوضح ظروف مقتلهما.

واكد مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن انه «لم يعد خافيا على احد ان مقاتلي حزب الله هم الذين يقودون المعارك ضد مقاتلي المعارضة السورية في ريف القصير (محافظة حمص) وفي السيدة زينب بضاحية دمشق، كما انهم منتشرون في مناطق اخرى من حمص».

دمشق: طلب “الامم المتحدة” التحقيق بـ”الكيماوي” انتهاك لسيادة سورية

دمشق – ا ف ب

رفضت دمشق مساء اليوم مهمة التحقيق، التي قررتها “الامم المتحدة” حول استخدام اسلحة كيمياوية في سورية، كما حددها الامين العام للامم المتحدة لجهة انتشار المحققين على كل الاراضي السورية، بحسب ما اعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية.

وقال المصدر في تصريح اوردته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا ان “الامين العام طلب مهاماً اضافية بما يسمح للبعثة بالانتشار على كامل اراضي الجمهورية العربية السورية، وهو ما يخالف الطلب السوري من الامم المتحدة”، معتبراً ذلك “انتهاكاً للسيادة السورية”.

تفجير انتحاري يهز القلب المالي لدمشق ويوقع 15 قتيلاً على الأقل

خبراء الاسلحة الكيميائية في قبرص والحكومة السورية لا تستقبلهم

نيويورك –  علي بردى

العواصم – الوكالات:

 هز أمس هجوم انتحاري بسيارة مفخخة القلب المالي  لدمشق، فأوقع 15 قتيلاً على الاقل وتسبب باحتراق سيارات والحاق الضرر بمبان مجاورة، بينها   المصرف المركزي ووزارة المال، في اعتداء اتهمت به وسائل الاعلام الرسمية “إرهابيين”، وهو الاخير في سلسلة تفجيرات  استهدفت العاصمة السورية ومن شأنها تضييق الخناق على مركز السلطة لنظام الرئيس بشار الاسد. (راجع العرب والعالم)

وتزامن الهجوم مع رفض  دمشق ما اعتبرته “مناورات” الأمانة العامة للأمم المتحدة في شأن مهمة تقصي الحقائق عن الإدعاءات المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، فيما علمت “النهار” من مصادر متطابقة أن رئيس “الحكومة السورية الموقتة” غسان هيتو سيجتمع مع عدد من وزراء الخارجية لمجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى غداً وبعد غد في لندن، استعداداً لاعلان متوقع في نهاية الشهر “لحكومة تكنوقراط تتألف من 11 وزارة وثلاث هيئات”.

وأكد مصدر في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أنه بعد الجولة التي قام بها في عدد من المناطق داخل سوريا، سافر هيتو الى المملكة المتحدة لعقد لقاءات على هامش اجتماعات وزراء الخارجية لمجموعة الثماني”، من غير أن يسمي الوزراء الذين سيلتقيهم. وإذ توقع اصدار “بيان مهم” عن المشاورات الجارية لتأليف الحكومة العتيدة، أفاد أنه “تم الإتفاق على أن تكون هناك 11 وزارة وثلاث هيئات”، موضحا أن “أي أسماء لم تحدد حتى الآن، مع العلم أنها ستكون حكومة تكنوقراط سترى النور بعد ثلاثة اسابيع وستمثل جميع السوريين وتغطي كل المناطق السورية”. وهو يعمل على أن تكون الحكومة مؤلفة من الوزارات الآتية: الدفاع، الداخلية والشؤون المدنية، الشؤون الخارجية، الإدارة المحلية، الاقتصاد والموارد العامة، التعليم، الزراعة والموارد المائية، الشؤون الصحية، البنية التحتية والنقل والاتصالات، شؤون الإغاثة والمهجرين واللاجئين، والعدل. ونقل عن هيتو “نفيه التسريبات عن وعود لجبهة النصرة بإحدى الوزارات”. كذلك نفى أن يكون من “الأخوان المسلمين” أو أنه “مدعوم من الولايات المتحدة وقطر”، مشدداً على أن الائتلاف الوطني اختاره “بطريقة ديموقراطية”.

وكشف ديبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه أن “هيتو ونائبيه يزورون لندن لعقد لقاء على هامش اجتماعات مجموعة الثماني”، مضيفاً أن “بعض وزراء الخارجية، وليس جميعهم، سيلتقيهم”. وتوقع أن يكون تأليف حكومة سورية موقتة موضوع البحث في نيويورك في 18 نيسان الجاري، حين يأتي موعد الإحاطة التي ينبغي للممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي أن يقدمها الى أعضاء مجلس الأمن.

الاسلحة الكيميائية

الى ذلك، آعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون من لاهاي أن فريق الأسلحة الكيميائية موجود حالياً في قبرص، ومستعد للانتشار في سوريا للتحقيق في الاستخدام المشتبه فيه للأسلحة الكيميائية. وقال: “نحن جاهزون”، مضيفاً أن  الأمم المتحدة “مستعدة لنشر الفريق في سوريا في آقل من 24 ساعة، فور انجاز الاعمال اللوجيستية”.

ورداً على طلب بريطانيا وفرنسا التحقيق في ادعاءات المعارضة عن استخدام الحكومة السورية الأسلحة الكيميائية قرب دمشق وفي حمص، قال: “موقفي واضح – ستفحص كل الطلبات من دون تأخير ومن دون شروط ومن دون استثناء”.

دمشق

وفي دمشق، صرح “مصدر مسؤول” في وزارة الخارجية بأن  الوزارة “تأسف” لأن الأمين العام للأمم المتحدة “رضخ للضغوط التي مارستها دول معروفة بدعمها لسفك الدم السوري” في شأن ما طلبته من حيث “إرسال بعثة فنية محايدة ونزيهة إلى قرية خان العسل في محافظة حلب للتحقق مما جرى بعد تعرض القرية المذكورة لهجوم بصاروخ يحتوي على مواد كيميائية”. وأضاف أن الأمين العام “طلب مهمات إضافية بما يسمح للبعثة بالانتشار على كامل أراضي الجمهورية العربية السورية”. وأكد أن “سوريا لا يمكن أن تقبل مثل هذه المناورات من الأمانة العامة للأمم المتحدة آخذة في الاعتبار حقيقة الدور السلبي الذي لعبته في العراق والذي مهد زوراً للغزو الأميركي”.

دمشق: تفجير مُدان

رند صباغ

15 قتيلاً وأكثر من 53 جريحاً هي الحصيلة الأولية لضحايا التفجير الذي طال ساحة السبع بحرات في دمشق بحسب ما أورده الإعلام الرسمي، حيث انفجرت سيارة مفخخة أمام مرآب هيئة الاستثمار (مبنى رئاسة الوزراء سابقاً) في الطريق الواصل ما بين السبع بحرات وساحة الشهبندر، وأشارت وكالة “سانا” إلى أن الأضرار طالت مدرسة سليم بخاري وجامع بعيرا بالإضافة إلى المباني المحيطة والسيارات، مؤكدةً على اندلاع حريق في موقع التفجير، الأمر الذي أدى إلى انفجار عددٍ من السيارات التي كانت مركونةً هناك.

 وبحسب شهود من المنطقة، تم التفجير قرابة الساعة الثانية عشر والنصف من ظهيرة الاثنين، في وقت استعداد طلاب المدارس للانصراف، و اقتصرت أضرار المصرف المركزي على الأضرار المادية أسوةً بالمباني المتاخمة، في حين قامت قوات الأمن بإغلاق بعض الطرقات المؤدية إلى المنطقة، وبعضها كان مغلقاً من قبل مثل الطريق الواصل ما بين ساحة المحافظة والسبع بحرات عن طريق شارع 29 أيار، والذي طاله الدمار بدوره، بعد تحطم واجهات المحال الموجودة على مدار المنطقة، مؤكدين على أن الدخان ما زال يتصاعد من المكان حتى بعد مرور ساعاتٍ بسبب شدة الحريق الذي سببه التفجير.

 وفي الوقت الذي تواردت فيه الأنباء حول حصول بعض الاشتباكات وإطلاق النار من كافة الحواجز المحيطة، أكد مراسل “سانا” على أن “بعض عناصر الأجهزة المختصة أطلقت بعض العيارات النارية لإبعاد المواطنين عن المكان وإفساح المجال أمام سيارات الإطفاء للقيام بعملها”.

 بدوره سارع المجلس العسكري الثوري في دمشق (اللواء الأول) إلى إصدار بيان “إدانةٍ واستنكار” أشار ضمنه لإدانته “وبأشد العبارات التفجير الإرهابي الذي حدث اليوم في منطقة السبع بحرات واستهداف الآمنين هناك”، معلناً “براءة التشكيلات العسكرية التابعة للجيش الحر العاملة في منطقة دمشق من دم هؤلاء الضحايا”، مؤكداً على أن أخلاق الجيش الحر لا تسمح له بمثل “هذه الأعمال الدنيئة” بحسب تعبيره، معتبراً أن ما حصل هو “من سلسلة التفجيرات الإرهابية التي قام بها النظام الفاشل المجرم ليتهم الجيش الحر والمعارضة بها”، مشيراً إلى أن النظام أو ما لقبه بصاحب الإجرام “لن يتورع عن ضرب أماكن مدنية ويتهم بها الجيش الحر والمعارضة”.

 الساحة التي كانت تشكل ثقلاً لمؤيدي الأسد في مسيراتهم واحتفالاتهم التي كانت حالةً شبه يوميةٍ منذ اندلاع الثورة وحتى العام الفائت، لتتضائل مع الوقت بسبب اشتداد خطورة الوضع في العاصمة وعدم قدرة النظام على حشد مواليه أو الموظفين بأعداد كبيرة، حتى أن المسيرة المؤيدة التي خرجت بعيد الانفجار لم يتجاوز قوامها الخمسة عشر شخصاً بحسب الشهود.

 أما جغرافياً فللساحة أهمية أخرى، فهي مركز تجاري ومؤسساتي إن صح التعبير والرابط بين الشوارع الأكثر ازدحاماً بالسيارات والمارة متوسطةً العاصمة وأهم مفاصلها الحيوية، وكانت الحواجز الأمنية والعسكرية قد بدأت بالظهور فيها قبل أكثر من عامٍ ونصف، وازدادت مع الوقت وبالتحديد إثر تفجير مبنى الأمن القومي أو ما عرف بخلية الأزمة، حيث تقوم هذه الحواجز بالتفتيش الدقيق لكافة السيارات والمارة من طلب الأوراق الثبوتية وحتى تفتيش الحقائب النسائية، الأمر الذي دفع بعض المدافعين عن نظام الأسد للحديث عن بعض “الخيانات” في صفوف الأمن التي سمحت لمرور سيارةٍ مفخخة في هذا الاتجاه، فيما حافظ المعارضون على إصرارهم باتهام النظام.

وبدت معظم أحياء العاصمة أكثر هدوءاً صباح الاثنين، في حين تستمر المعارك شرقي دمشق وبالأخص بعد إعلان المعارضة المسلحة “تحرير” منطقة برزة هناك، والتي يستمر قصفها منذ أيام، فيما شهدت ليلة الأحد قصفاً بالهاون على جوبر والقابون، لتمتد الاشتباكات إلى قرب ساحة العباسيين، كما أعلن الجيش الحر استهدافه بالهاون فرع المخابرات الجوية في الساحة، ورتل للدبابات.

المركزي السوري في السوق السوداء

نائل حريري

أخيراً أعلن حاكم مصرف سورية المركزي أديب ميالة عن اكتمال “الطبخة” التي وعد بها لإصلاح الوضع المالي في سوريا. تلك الخطة التي لطالما كثر الحديث عنها في الآونة الأخيرة في أوساط سوق المال وفي وسائل الإعلام، وظهر ميالة نفسه ليعد بها على شاشة الفضائية السورية. إذ أعلن الحاكم أواخر الأسبوع الماضي أنّ الخطة قد اكتملت وأنّ أولى عمليات تدخل المركزي في سوق القطع الأجنبي ستبدأ هذا الأسبوع، وأن إعداد حزمة القرارات المتعلقة بآلية إدارة سعر صرف الليرة السورية قد اكتمل.

قبل هذا التصريح بيومين اثنين فقط، احتفلت سوق العملة السوداء السورية بشرعنتها للمرة الأولى في هذا القرن. وأعلنت مكاتب الصرافة مراسم الاحتفال عبر إعلانها أسعار السوق السوداء على لوحاتها الإلكترونية بشكل علنيّ صادم للمرة الأولى، وقد أطفئت اللوحات الإلكترونية معلنة سعر الدولار الأميركي بـ93 ليرة سورية، لتضيء بعد ثوانٍ قليلة على سعر 117.5 ليرة سورية.

وإذ يؤكد ميالة أن “المركزي” سيبقى في موقع اللاعب الأساسي في سوق القطع الأجنبي، يشدد على إستعداده للتدخل الإيجابي لتصحيح أي انحرافات في سعر صرف الليرة. هذا وأكد ميالة إستعداد “المركزي” لبيع القطع الأجنبي إلى المصارف ومؤسسات الصرافة بالأسعار التي يراها مناسبة وبما يضمن استقرار قيمة الليرة السورية عند مستويات مقبولة.

في الواقع، يمكن تصديق أقوال ميالة عن المركزي كلاعب أساسي في سوق الصرافة، حيث تدلّ كل المؤشرات على أنّه أصبح جزءاً فاعلاً في السوق المالية السوداء عبر فتحه الباب لتعمل برعاية الدولة. وفيما كان هذا الأمر سارياً منذ وقتٍ طويل، فقد كان على الأقل مختبئاً خلف قناع “سعر المركزي” الذي سقط الآن بأوامر رسمية.

وبالعودة إلى ما يفهمه “المركزي” عن خطته “المتينة الواضحة”، يبدو أنه معجب بنظرية “سياسة التطمين النفسي” التي يتبناها ميالة، ويعتبرها الحل لمشاكل البلاد المالية. لذلك فكل ما فعله الآن هو التصريح لوكالة الأنباء الرسمية “سانا” أن احتياطي المركزي من القطع الأجنبي قوي ويتيح استمرار تدخله في سوق القطع الأجنبي، وأن الدولار سيهبط، وأن الرواتب مستمرة. في الوقت الذي تتأرجح فيه طرق صرف رواتب الموظفين بين أوراق قديمة وأخرى جديدة، وبين أوراق من فئة 50 ليرة سورية إلى أوراق من فئة 100 ليرة أو 200 ليرة وأحياناً 500 ليرة سورية. يبدو أن المصرف المركزي يخبئ احتياطياً من نوع آخر: أوراق الدفعة الأخيرة من العملة المطبوعة في موسكو لا تزال موجودة لكنّ طرحها سيؤجل قليلاً، وستصرف رواتب الموظفين هذا الشهر بأوراق نقدية قديمة من فئة 50 ليرة، كي يرتفع الدولار بصورة طفيفة وتتناهب السوق السوداء الأسعار. وبعد ان يرتفع الدولار وقبيل نقطة التثبيت التالية، تطوى القرارات يعود الدولار الى الهبوط قليلاً عمّا هو مفترض. صحيح أن المحصلة النهائية ستعني ارتفاعاً في سعر صرف الدولار، لكنّ هذا ليس ما سيتم التسويق الإعلامي له.

قبل مدّة صرح ميالة قائلاً إن “الحكومة بصدد اتخاذ حزمة داعمة من الإجراءات الحكومية من شأنها الحفاظ على القدرة الشرائية لليرة السورية والحفاظ على المستوى المعيشي للمواطن”. والحال أنه يتعين عليه أن يعترف أنه لم تعد ثمة قدرة شرائية لحمايتها، بفعل سياسات “المركزي” التي اوصلت المستويات المعيشية للغالبية الساحقة من السوريين الى درك غير مسبوق. في عهد ميالة راحت الأزمات تتفاقم وتتناسل بلا إنقطاع. ربما، يجب نفسه عما قريب مضطراً لسؤال القيادة السياسية والامنية عن كيفية إنهائها للأزمات.

160 قتيلاً وجريحاً في السبع بحرات

انتحاري يجلب الموت إلى وسط دمشق

كانت دمشق على موعد مع جنازات جديدة. «درب الجلجلة» اليومي يبدو بلا نهاية. آفاق الحلول السياسية تبدو بعيدة، وانتحاري جديد اختار العاصمة السورية، وأكثر ساحاتها حيوية واكتظاظاً، ليفجر نفسه.

160 قتيلاً وجريحاً سقطوا في منطقة السبع بحرات في وسط دمشق، غداة إعلان السلطات السورية نجاح قواتها العسكرية في تحقيق تقدم ميداني مهم على جبهتي حلب، من خلال السيطرة على قرية عزيزة، وريف دمشق من خلال إحكام القبضة على منطقة الغوطة الشرقية.

وبالإضافة الى طابع المنطقة السكني، التي فجر الانتحاري سيارته المفخخة فيها، فإنها تضم ايضا رموز الاقتصاد السوري، أي المصرف المركزي ووزارة المالية وهيئة الاستثمار. والتفجير الجديد ليس بعيداًً عن انفجار حي المزرعة قبل شهر ونصف الشهر ثم تفجير جامع الإيمان المجاور الذي أودى بحياة الشيخ محمد سعيد البوطي.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «انتحارياً فجّر سيارة محمّلة بكميات كبيرة من المتفجرات بين ساحة السبع بحرات ومنطقة الشهبندر في دمشق».

وقال مدير صحة دمشق عادل منصور «وصل إلى المستشفيات العامة والخاصة في دمشق جثث 14 مواطناً استشهدوا جراء التفجير الإرهابي، ومحفظة طبية تحتوي بعض الأشلاء، و146 جريحا بينهم نساء وأطفال، إصابات بعضهم خطرة». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن «الانفجار أوقع 19 قتيلا وأكثر من 60 جريحا». ورجحت مصادر طبية ارتفاع عدد القتلى.

وانفجرت السيارة قرابة الساعة 12,30 ظهرا في منطقة مركزية مكتظة سكانياً. ووقع التفجير عند خروج الأطفال من مدرسة البخاري، التي تبعد حوالي 20 متراً عن المكان، وذهاب المواطنين إلى الصلاة في جامع بعيرا.

وقال مصدر عسكري لـ«السفير» إن «الانتحاري الذي فجّر نفسه في ساحة السبع بحرات وسط دمشق ربما لم يصل إلى هدفه النهائي»، موضحاً أن المنطقة التي تضم المصرف المركزي مغلقة بالكامل. وقالت مصادر ميدانية «ربما هو ما تم الاستعاضة عنه بتضخيم كمية المتفجرات لتطال مساحة أوسع». وقال شهود لوكالة «اسوشييتد برس» إن الانتحاري فجر السيارة بعد أن أوقفه حراس مبنى هيئة الاستثمار.

وبث التلفزيون السوري وقناة «الإخبارية» صوراً من مكان الانفجار، ظهرت فيها جثث مدماة على الأرض، وأشلاء يقوم مسعفون بوضعها في أكياس، وسط دمار كبير وحرائق ودخان كثيف أسود. وظهرت نسوة يركضن في الشارع، وعدد كبير من الأشخاص يفرون من المكان وقد بدت عليهم الصدمة، فيما شوهد رجل يقوم بإطفاء سيارة لم يبق منها إلا الهيكل. وأوضحت لقطات أخرى بعض الأطفال في الزي المدرسي وهم يضعون ضمادات.

وتسبب التفجير بأضرار مادية بالغة في المباني المجاورة لموقع التفجير. وتساقط زجاج مكتب وكالة «فرانس برس» القريب واقتلعت أبواب الالومنيوم المطلة على الشرفة فيه.

وقال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، لدى تفقده المكان، إن الانفجار «استهدف مدرسة في أوج النشاطات اليومية للمجتمع السوري في منطقة السبع بحرات» التي تعج إجمالا بالناس والسيارات. وأكد تصميم السلطات السورية على «سحق الإرهابيين»، مضيفا «نحن نقول لكل من يقف وراء تلك التفجيرات إن الشعب السوري متماسك والحكومة السورية تؤدي واجباتها تجاه أبناء شعبها، والشعب السوري حزم أمره لأنه سيمضي إلى الأمام ليسحق كل تلك المجموعات الإرهابية المسلحة».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إن «موسكو تدين بشدة الهجمة القاسية الجديدة للإرهابيين الذين يُقتل ويعاني بفضل نشاطهم الإرهابي أناس أبرياء».

وأضاف «هذه العملية الإرهابية الكبيرة هي الثانية التي تقع خلال شهر ونصف الشهر في منطقة وجود سفارتنا في دمشق، ما يشكل خطراً حقيقياً على حياة موظفيها وأمنهم، ونحن متأكدون من انه يجب أن تتلقى المجموعات الراديكالية في سوريا، التي تلجأ إلى التفجيرات الإرهابية وإطلاق القذائف على المناطق السكانية، ردا رادعا وموحدا من كل أعضاء المجتمع الدولي». وتابع «ندعو مجدداً بإصرار جميع الأطراف السورية إلى الامتناع عن العنف والجلوس حول طاولة المفاوضات وفق بيان جنيف».

ورفضت دمشق مهمة التحقيق التي قررتها الأمم المتحدة حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا كما حددها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية في بيان، إن «الأمين العام طلب مهام إضافية بما يسمح للبعثة بالانتشار على كامل الأراضي السورية وهو ما يخالف الطلب السوري من الأمم المتحدة»، معتبراً ذلك «انتهاكاً للسيادة السورية». (تفاصيل ص 14)

بوتين وميركل

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في هانوفر، إلى وقف العنف في سوريا. وقال «أعتقد أنه يجب التوصل إلى وقف إمدادات السلاح إلى جميع أطراف النزاع».

ورداً على الانتقادات لموسكو بأنها تواصل توريد السلاح إلى السلطات السورية، قال بوتين «نحن، على الأقل، نوردها إلى نظام شرعي، ولا تنص أية قرارات دولية على منع ذلك. ولكننا مستعدون للاجتماع مع الجميع لبحث كيفية الخروج من هذه المجزرة الدموية».

وتابع «شرحت حيثيات موقفنا إلى المستشارة بشيء من التفصيل. بدا لي أنها سمعتها وقيّمتها. رصدنا اختلافا في النهج حيال قضايا مختلفة تتعلق أقليتها، على فكرة، بسوريا».

ودعت ميركل إلى العمل من أجل حل سياسي للقضية السورية. وأكد أنه «يجب القيام بكل ما هو ممكن لعدم السماح بإراقة المزيد من الدماء ووقوع ضحايا بشرية فظيعة»، مشددة على «ضرورة الحوار السياسي الذي لم ينطلق بعد».

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

مقتل عنصرين من حزب الله.. والنظام يرفض مهمة الامم المتحدة بشأن ‘الكيماوي

تفجير انتحاري في وسط دمشق يوقع عشرات الضحايا

‘سي آي إيه’ درّبت معارضين في الاردن لفصل الجهاديين عن اسرائيل في الجولان

دمشق ـ بعلبك ـ عمان ‘القدس العربي ـ ووكالات: انفجرت سيارة مفخخة الاثنين في وسط دمشق قال الاعلام السوري انها ناتجة عن تفجير انتحاري تسبب بمقتل 15 شخصا، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الانفجار اوقع 19 قتيلا واكثر من ستين جريحا، في الوقت الذي قتل فيه عنصران من حزب الله اللبناني كانا يحاربان الى جانب قوات النظام السوري في منطقة القصير السورية الحدودية مع لبنان.

وقال التلفزيون السوري إن انتحاريا شن هجوما بسيارة ملغومة في وسط حي الأعمال الرئيسي بدمشق يوم الإثنين مما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل واندلاع النيران في سيارات والحاق الضرر بمبان.

وذكر التلفزيون أن الانفجار وقع قرب مدرسة في منطقة السبع بحرات المكتظة بالسكان والتي تضم أيضا البنك المركزي ووزارة المالية. وأضاف أن 53 شخصا أصيبوا.

وقال مصدر قريب من الحزب الشيعي في منطقة البقاع في شرق لبنان ‘قتل عنصران من حزب الله كانا توجها الى سورية للمشاركة في القتال ضد المجموعات المسلحة في منطقة القصير’، من دون ان يوضح ظروف مقتلهما.

وانفجرت السيارة قرابة الساعة 12.30 ظهرا (9.30 ت غ) في منطقة مركزية وسكنية. وتسببت باضرار مادية بالغة اصاب بعضها مكتب وكالة فرانس برس القريب الذي تساقط زجاجه واقتلعت ابواب الالومنيوم المطلة على الشرفة فيه، وتساقطت قطع خشبية ومن الجص من سقفه. وذكر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي لدى تفقده المكان، بحسب ما اوردت وكالة الانباء الرسمية “سانا”، ان الانفجار “استهدف مدرسة في اوج النشاطات اليومية للمجتمع السوري في منطقة السبع بحرات” التي تعج اجمالا بالناس والسيارات. وقالت انانة (موظفة، 32 عاما) لفرانس برس “كنت اسير برفقة زميلتي في العمل في شارع 29 أيار عندما سمعنا صوت انفجار قوي جدا. اهتزت الارض تحت أقدامنا وجرى الناس في الشارع وهم مرتبكون. وبدأ الجميع يصرخ انفجار انفجار”، محذرين من احتمال وقوع انفجار آخر. وقالت ميساء الموظفة في دائرة حكومية قريبة من موقع الانفجار “يجب وضع حد لسيل الدماء.. فلم يعد أحد يعرف عند خروجه من المنزل هل سيعود اليه أم لا”.

جاء ذلك فيما أفادت صحيفة ‘الغارديان’ الاثنين، بأن وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي إيه) دربت عدداً صغيراً من المتمردين السوريين في قواعد لها بالأردن، للفصل وإبعاد ‘الجهاديين’ عن القوات الاسرائيلية في الجولان.

وقالت الصحيفة إن الخطوة تهدف إلى دق إسفين بين المتمردين والجماعات ‘الجهادية’ المرتبطة بتنظيم ‘القاعدة’، مثل ‘جبهة النصرة، التي تستمر في كسب مواقع بارزة في جبهات القتال داخل سورية’.

واضافت أن مصادر مطّلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها ‘أكدت أن بعض المتمردين السوريين الذي تلقوا التدريب على يد (سي آي إيه) انتشروا في مرتفعات الجولان لفصل منطقة عمل الجهاديين عن القوات الاسرائيلية’.

واشارت الصحيفة إلى أن اسرائيل أعلنت عن وقوع عدد من حوادث اطلاق النار بالأسلحة الصغيرة تعرضت لها قواتها بالقرب من خط وقف اطلاق النار في مرتفعات الجولان.

وقالت إن اسرائيل ردت 3 مرات على مصادر النيران باطلاق صواريخ عبر الحدود، لكنها لم تحمّل علناً جماعات المتمردين أو القوات الحكومية السورية مسؤولية تلك الهجمات.

وكانت الصحيفة نفسها كشفت الشهر الماضي أن دولاً غربية تدرب متمردين سوريين في الأردن، في محاولة لتقوية العناصر العلمانية في المعارضة السورية وجعلها حصناً في مواجهة التطرف الاسلامي والبدء في بناء قوات الأمن للحفاظ على الانضباط في حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر أمنية أردنية ‘إن مدربين بريطانيين وفرنسيين يشاركون بالجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتعزيز الفصائل العلمانية في المعارضة السورية’.

الى ذلك رفضت دمشق مساء الاثنين مهمة التحقيق التي قررتها الامم المتحدة حول استخدام اسلحة كيميائية في سورية، كما حددها الامين العام للامم المتحدة لجهة انتشار المحققين على كل الاراضي السورية، بحسب ما اعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية.

وقال المصدر في تصريح اوردته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان ‘الامين العام (…) طلب مهام اضافية بما يسمح للبعثة بالانتشار على كامل اراضي الجمهورية العربية السورية وهو ما يخالف الطلب السوري من الامم المتحدة’، معتبرا ذلك ‘انتهاكا للسيادة السورية’.

قلق على مصير الوحدات الدولية.. والجيش السوري اعاد نشر فرقتين فيها وحركهما نحو دمشق

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ تثير التحركات العسكرية السورية على خط وقف اطلاق النار في مرتفعات الجولان مخاوف اسرائيل من ان تتحول المنطقة التي ظلت هادئة لاكثر من اربعين عاما الى ملجأ للجهاديين، فعملية اعادة نشر القوات السورية في المنطقة واستدعاء فرق منها للقتال في دمشق التي تتعرض لهجمات متكررة من المعارضة تعتبر حسب دبلوماسيين غربيين من اهم التحركات العسكرية منذ حرب عام 1973.

يضاف الى ذلك، تشير مصادر مطلعة الى ان المجموعات المقاتلة التي دربتها الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه) في الاردن تقوم بالانتشار في مناطق الجولان كي تعمل كحاجز بين القوات الاسرائيلية والجماعات الجهادية التي تنشط في هذه المناطق.

فالفراغ الذي يتركه الجيش السوري يملأه المقاتلون الذين تخشى اسرائيل من قيامهم باطلاق النار على حدودها. وتأتي التطورات هذه بعد تعرض وحدة المراقبة الدولية التابعة للامم المتحدة المعروفة باسم ‘اندوف’ والتي تراقب خط الهدنة لعدد من الهجمات كان اخطرها اختطاف عشرين من مراقبي الوحدة الدولية من الجنود الفلبينيين والذين اطلق سراحهم فيما بعد. وقد ادى الحادث هذا الشهر الماضي وعدد اخر بالدول المشاركة لاعادة النظر في التزاماتها حيث سحبت اليابان وكرواتيا جنودهما فيما تفكر النمسا التي تساهم في اكبر عدد من الجنود بسحب قواتها.

سلسلة هجمات

واصبحت قوات المراقبة الدولية ‘اندوف’ هدفا للهجمات في نهاية العام الماضي، ففي تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي جرح جنديان من جنود الوحدة النمساوية عندما فتح مسلحون النار على حافلة كانت متجهة الى دمشق. وفي كانون الثاني (يناير) العام الحالي قررت اليابان سحب قواتها، وتبعتها كرواتيا في شباط (فبراير)، وفي الشهر الماضي قامت مجموعة تطلق على نفسها ‘كتائب شهداء اليرموك’ بمداهمة 21 جنديا فلبينيا واحتجزتهم حيث تم اطلاق سراحهم بعد 3 ايام. ونقل عن مسؤول في الامم المتحدة الاسبوع الماضي قوله ان ‘اندوف’ اجبرت تخفيض عملياتها وتقليل عدد الجنود في نقاط المراقبة الدولية. ويرى شلومو بروم البريغادير المتقاعد والباحث في معهد الابحاث القومية ان نشاطات اندوف محدودة بسبب الحرب الاهلية على الجانب الاخر من الحدود السورية وهو سابقة خطيرة.

وحتى وقت قريب كان الجيش السوري يعتمد على اربع فرق عسكرية ترابط على الحدود الشرقية للجولان والتي اسهمت في تعزيز الهدوء فيها وخلال العقود الاربعة الماضية. ونقلت صحيفة ‘الغارديان’ عن دبلوماسي غربي قوله ان الحكومة السورية قد ‘حركت بعض الوحدات العسكرية من الجولان’، واضاف انه تم استبدال هذه بوحدات اقل كفاءة وعتادا مما ادى الى تخفيض عدد الجنود معتبرا هذا التحرك مهما.

وتشير تقارير صحافية الى عملية اعادة نشر القوات ربما ادت الى تحريك فرقتين عسكريتين اي ما يقرب من 20 الف جندي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول اسرائيلي قوله ان القوات الدولية ‘اندوف’ اصبحت الآن مهمة اكثر من اي وقت مضى مشيرا الى مواقف بعض الدول المشاركة فيها ‘نعرف ان بعضها بدأ يفكر بسحب قواته وهذا مصدر قلق لنا’. وقال المسؤول ان اسرائيل تجري محادثات مع هذه الدول لفهم ماذا تخطط له حالة تدهور الاوضاع ‘نعرف انها مترددة مما يخلق لنا وضعا صعبا’. كما تجري اسرائيل محادثات مع الامم المتحدة في نيويورك لترى ان كانت هناك قوات دولية ستحل محل التي ستذهب. وفي الوقت الذي تستبعد فيه اسرائيل الغاء مهمة القوات الدولية الا انها ترى ان الوضع هش. ونقل عن مسؤول اسرائيلي اخر قوله انه ‘من الواضح ان اندوف تواجه مشاكل جدية في الوفاء بواجباتها، والمسؤولون الامنيون يشكون بدور القوات الدولية في التعامل مع قضايانا الامنية’.

واضاف المسؤول ‘نحن قلقون، فمنذ عام 1974 ظلت الجولان هادئة، والوضع الآن تغير، ونتابع الوضع عن قرب، وكما تعرف، فنحن نقوم ببناء جدار على الحدود ونتابع الوضع عن قرب، ونعرف طبيعة اللاعبين في الجوار القريب ونراقبهم’. وقال المسؤول السابق للتنسيق بين الجيش الاسرائيلي والقوات الدولية الجنرال باروخ شبيغل ان وضع اندوف صعب ‘ومن المهم ايجاد آلية تسمح لهم بالبقاء ولكن اعتقد ان هذا غير ممكن بسبب الوضع في سورية’. وقال انه في حالة عجز الوحدات الدولية عن اداء مهماتها فلا احد يعرف ما سيحدث بعد ذلك ‘لاننا لم نواجه وضعا كهذا من قبل، وعندها وجب علينا التحرك بمسؤولية، ولكن السيناريو الاسوأ عادة ما يجلب عنه اسئلة اسوأ منه’.

فيينا لم تقرر بعد

ويشكل الجنود النمساويون ثلث افراد الوحدة الدولية البالغ عددهم الف جندي ووجودهم ضروري لنجاح المهمة. ولم تقرر بعد فيينا ماذا ستفعل لكن الحكومة ناقشت وضع المهمة. وتعتبر المنطقة من درعا في جنوب سورية الى الحدود الاردنية من المناطق التي تشهد نشاطات عسكرية حيث حققت المعارضة لنظام بشار الاسد انجازات واستولى مقاتلوها على عدد من المواقع العسكرية منها موقع في القنيطرة قرب المنطقة المنزوعة السلاح. كما ان المعبر الرئيسي بين الاردن وسورية قد اغلق ويزعم المقاتلون انهم يستخدمونه الان كخط لتعزيز الامدادات.

رد اسرائيلي

وتعرضت الجولان لاطلاق نار عدة مرات في الفترة القليلة الماضية، ورد الجيش الاسرائيلي في معظم الحالات، وتشاهد من المرتفعات اعمدة الدخان المتصاعدة جراء القصف والمعارك المستمرة في سورية بين القوات الحكومية والمعارضة. واعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية بوضوح ان اي خرق ‘للسيادة الاسرائيلية من الجانب السوري يستدعي ردا مباشرا على الرد الذي صدرت منه النيران’.

ويقول محللون غربيون ومسؤولون اسرائيليون ان معظم مناطق الجولان الآن في يد المعارضة والتي تشكل العناصر الاسلامية فيها جزءا كبيرا وبحسب الجنرال بيني غرانتز فهناك اشارات عن بناء ‘منظمات ارهابية’ مواقع لها في المنطقة، مضيفا انها ‘في الوقت الحالي تقاتل الاسد، واحزر من سيكون الطرف القادم؟ نحن على الجانب الاخر من الحدود’. وفي الوقت الذي تنتشر فيه نقاط المراقبة الاسرائيلية على طول الحدود، ومناطق عسكرية مغلقة الا ان اسرائيل الان تقوم بجدارعازل.

انجازات تكتيكية

ويعتقد باحثون ان هذا تخفيف قوات المراقبة الدولية من مهامها يترك اثاره على اسرائيل، ففي الشهر الماضي نشر معهد واشنطن لابحاث الشرق الادني دراسة جاء فيها ان الانجازات التكتيكية التي حققها الجهاديون في الجولان والمستقبل الغامض لوحدات القوات الدولية يثير قلقا من ان الايام الهادئة على الجبهة اصبحت معدودة.

وجاء في الدراسة ان اندوف منذ انشائها ساعدت كلا من اسرائيل وسورية على الحفاظ على الوضع القائم وتحولت القوات الدولية في هذا السياق الى رمز للاستقرار. ومن هنا فنهاية مهمة المراقبين الدوليين او شلها يعني نهاية الاستقرار في معناه النفسي والعملي، والغاء 80 كيلو مترا من المنطقة العازلة وتحويلها الى ‘حدود ساخنة’، يقوم عبرها الجهاديون بتحديد اسرائيل واستفزازها للانتقام، وهو وضع ليس مختلفا عن لبنان.

ويقول دبلوماسيون ان سيناريو تقوم من خلاله اسرائيل بتأمين المرتفعات يحمل الكثير من المخاطر، كما سيواجه برفض دولي وقد يؤدي باسرائيل لمستنقع لا يمكنها الخروج منه. وعلى الرغم من كل هذا فاسرائيل تحضر نفسها للرد على الاوضاع الامنية على حدودها الشمالية، وما يقلق بال اسرائيل حسب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو وقوع السلاح التقليدي السوري في يد الجماعات المقاتلة والاسوأ من هذا امكانية وقوع الاسلحة الكيماوية التي تملكها سورية بيد الجماعات الجهادية وقال نتنياهو ان اسرائيل جاهزة للرد على هذا الوضع.

استهداف الدعم اللوجيستي

انسحاب من الجنوب، تراجع في الشمال وخسائر في الشرق، ودفاع عن دمشق، المعركة كما هي على كل الجبهات وكل طرف فيها لا يفوت فرصة على الاخر لضربه، والمقاتلون او المتعاطفون معهم الباحثون عن فرصة لشل حركة الجيش وقطع الطرقات باتوا يستهدفون عربات نقل الوقود من لبنان الى سورية. وتقول المعارضة السورية ان اعمالا كهذه ضرورية لتعويق وصول ما يقرب من 250 غالونا من الديزل تصدرها شركات خاصة خاصة ان الحكومة اللبنانية لم تتخذ اية اجراءات لوقف هذه الاعمال.

ويعني وقف وصول الوقود الى الحكومة السورية مفاقمة ازمتها خاصة ان معظم حقول النفط الخام السورية قد توقفت عن العمل لوقوعها في المناطق التي اصبحت بيد المعارضة. وعلى الرغم من اثر الهجمات هذه على النظام الا انها تظهر مرة اخرى الاثر الذي تركته الحرب السورية على لبنان المنقسم بين السنة المتعاطفين مع المعارضة وحزب الله المتعاطف مع الحكومة السورية.

ويرى باحثون ان الهجمات والحالة هذه تحمل دوافع سياسية وعسكرية، فقد نقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن هلال خشان من الجامعة الامريكية في بيروت ان الوقود يعتبر سلاحا عسكريا والشركات الخاصة تقوم بتوفير الوقود للنظام من اجل تشغيل آلته العسكرية. واشار تقرير اعدته ادارة معلومات الطاقة الامريكية الى ان سورية عقدت صفقات مع العراق وايران وفنزويلا وروسيا لتوفير لسد احتياجاتها من الوقود.

ويقول المحللون ان تدفق النفط من لبنان يعتبر قناة اضافية حيث يقوم رجال اعمال لبنانيون بترتيب شرائه من دول اوروبية خاصة اليونان وفرنسا. وفي الوقت الذي يعاقب القانون الامريكي الجهة التي تصدر الوقود الى سورية باعتباره خرقا للعقوبات المفروضة على النظام الا ان ما يقوم به المعارضون للنظام من هجمات على قوافل الشحن يعد بمثابة اشارة على قدرتهم حل الامور بانفسهم.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الجيش الحر قوله ان المتعاطفين مع الثورة السورية تبعوا الشاحنات القادمة من لبنان المحملة بالوقود لتزويد الفرقة الرابعة في الجيش السوري والتي تدير الحرب، وقال المسؤول هذا ان اي نقطة من النفط تأتي من لبنان تدعم قتل الشعب لانها تستخدم في تشغيل الآليات العسكرية. وكان اخر هجوم على قوافل الشحن الاسبوع الماضي عندما هوجمت شاحنة كانت في طريقها من طرابلس الى الحدود السورية واصيب سائقها بجراح خطيرة.

وفي الوقت الذي قال فيه مسؤولون امنيون ان الشاحنة كانت تحمل بضائع وبطانيات الا ان مصادر صحافية قالت انها كانت تحمل الوقود. ويشير التقرير الى تغير الحال كيف كانت الشاحنات تتحرك بالاتجاه المعاكس حيث كان التجار يعتمدون على المهربين للحصول على الوقود المدعم من الحكومة السورية.

ويضيف التقرير ان فشل الحكومة اللبنانية بمنع تدفق الوقود الى سورية ادى ببعض جماعات المعارضة بالدعوة لالقاء القبض على رئيس الوزراء المستقيل نجيب ميقاتي. وبدأت عمليات اعتراض الشاحنات في منتصف شباط (فبراير) الماضي حيث هاجم مسلحون قافلة ودمروا شاحنة فيها وكتبوا عبارة ‘جبهة النصرة’ على حطامها. وفي الشهر الماضي حرقت عدة شاحنات مما ادى بعدد من التجار المحليين تخفيف عمليات التصدير حسب بعض المراقبين.

مجازر الاسد.. ويسكت عرب اسرائيل

صحف عبرية

قُتل عشرات آلاف الناس في سوريا منذ بدأت الحرب الأهلية وسيُحتاج الى عشرات السنين لاعادة بنائها وإقرار بنية سياسية فيها تؤدي عملها مثل دولة. وتنبع هذه المأساة من ضعف الفكرة القومية في دولة تفخر بأنها رائدة القومية العربية.

إن القومية بمعناها الحديث هي فكرة علمانية تقضي بأن ‘الشعب’ ماهية تشتمل على الناس من أبناء ديانات وطبقات مختلفة. وتقوم على ذاكرة تاريخية مشتركة وعلى لغة مشتركة وعلى العيش معا في ارض تسمى ‘وطنا’. ولا توجد هذه الشروط دائما لكن يجب ان يوجد شيء منها كي يُعترف بمجموعة من البشر وتعترف هي بأنها ‘شعب’. ان القومية السورية كما يكتب الآن بحروف من دم ليست قوية بقدر يكفي للجمع بين الطوائف الدينية الكثيرة المتقاتلة منذ زمن بعيد من اجل السيطرة على الجزء الشمالي من الهلال الخصيب.

إن البعد بين دمشق التي تتحطم وبين الناصرة التي هي أكبر مدينة عربية في اسرائيل وهي عاصمة الطبقة المثقفة العربية الاسرائيلية هو نحو من 120 كم. ويرى أكثر مواطني اسرائيل الذين يتحدثون العربية لغة أم، يرون أنفسهم أبناء الشعب الفلسطيني الذي هو فرع من فروع الشعب العربي، لكن يوجد بينهم ايضا من يلغون الغاءا كاملا الفكرة القومية ويرونها من المنتوجات المستوردة التي سممت النفس المسلمة.

لكن سواء أنظرنا فيما يجري في سوريا بعيون الأولين أو نظرنا بعيون الآخِرين، فلن نستطيع ألا نعجب لبعدهم النفسي عن المذبحة والدمار اللذين يُحدثهما المتحدثون بلغتهم على مبعدة ضئيلة عن بيوتهم.

ويشهد على ذلك العدد القليل من التصريحات على ألسنة رجال الحياة العامة والصحفيين العرب وغياب هذا الموضوع عن الخطاب في الشارع العربي. فيبدو ان الجمهور العربي في اسرائيل تهمه المذبحة في سوريا كما تهم أبناء شعوب بعيدة تقريبا. تناولت فطوري في السبت الأخير في صحبة أبناء عائلة عربية من الجليل وفحصت عن انطباعي فصدقوه بلا تردد.

ويمكن ان نفسر هذا بصورة من صورتين: إما أنهم ذابوا كثيرا في الواقع الاسرائيلي حتى إن مشاعرهم لم تعد تهتم بما يجري بين الشعوب العربية، وإما أنهم يُسلمون بحقيقة ان منطقتنا تسلك هذا السلوك منذ الأزل وينبغي ألا يتأثروا بأعمال قتل جماعية.

يحتاج رجال الحياة العامة العرب في اوقات متقاربة الى التنديد بمظاهر بغيضة في الدول المجاورة. ويجيبون بأنهم ولكونهم اسرائيليين مثلنا جميعا، معفيون من البرهان على اشمئزازهم من الاعمال التي تجري خارج مجال مسؤوليتهم. ولا يأخذ هذا الموقف الذي يبدو صادقا في الوهلة الاولى، لا يأخذ في حسابه تأثيره في السكان اليهود، فأنا أرى انه يؤثر في العلاقات بين اليهود والعرب في اسرائيل وفي استعداد اليهود للموافقة على انشاء دولة فلسطينية.

ما الذي يفهمه ‘اليهودي العادي’ من هذا الصمت الشامل؟ هذا ما يفهمه وهو ان المواطنين العرب في اسرائيل يعرضون مطالب تنبع من كونهم أبناء شعب مختلف. فهم يرفضون الخدمة في الجيش لئلا يضطروا الى الاضرار بأبناء شعبهم ويطالبون بحكم ذاتي في مجال التربية.

ويقوم مطلبهم هذا على ان تراثهم الثقافي المتميز يتطلب ادارة ذاتية وفي هذا الكثير من الصدق ايضا لأنه لا يمكن أن ننكر الفرق العميق بين ثقافة اليهود وثقافة العرب. لكن اذا كانت القيم من المنتوجات الرئيسة للثقافة واذا كان الفلسطينيون من مواطني اسرائيل شركاء في ثقافة العرب السوريين فينبغي ان نفترض أنهم يُسلمون للجانب القاتل في ثقافتهم.

تم تذكر ‘يوم الارض’ منذ زمن قريب بمسيرات وتظاهرات، لكن عرب اسرائيل لم يستغلوا حتى هذه الفرصة المريحة للاحتجاج بصوت عال على ما يجري في سوريا. ويقول اليهودي العادي لنفسه اذا كان الامر كذلك أفلم يصدق اسحق شمير حينما قال إن ‘العرب هم العرب أنفسهم والبحر هو البحر نفسه’؟.

يارون لندن

يديعوت 8/4/2013

الاسلحة الكيميائية بسورية: محققو الامم المتحدة ‘جاهزون’ للانتشار

لاهاي (هولندا) ـ ا ف ب: اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كيمون الاثنين ان محققي الامم المتحدة الذين سيكون عليهم تحديد ان كان تم استخدام اسلحة كيميائية في سورية، كما طلبت دمشق، ‘جاهزون’ للانتشار في البلاد.

وقال بان كيمون في مؤتمر صحافي لمناسبة افتتاح مؤتمر حول اتفاقية الاسلحة الكيميائية في لاهاي ‘نحن جاهزون’ مضيفا ‘بوسعي ان اعلن اليوم ان فريقا اول موجود بقبرص وهو في مراحل (الاستعداد) الاخيرة’ للتوجه الى سورية.

وتبادلت الحكومة والمعارضة المسلحة في سورية الاتهام باستخدام السلاح الكيميائي في مناطق حلب (شمال سورية) ودمشق، في النزاع المدمر في البلاد. وتقدمت السلطات السورية في 20 آذار (مارس) بطلب رسمي من اجل اجراء تحقيق للامم المتحدة اعلن عنه بأن في اليوم التالي. وطالبت بريطانيا وفرنسا الامم المتحدة بالتحقيق في المعلومات التي تحدثت عن استخدام النظام اسلحة كيميائية.

وقال بان ان ‘موقفي واضح: جميع المعلومات ستخضع لتحقيقات من دون تاخير ولا شروط مسبقة ولا استثناءات’ مؤكدا ‘ان الامم المتحدة اصبحت الان قادرة على الانتشار في سورية’ و’في اقل من 24 ساعة سيتم الانتهاء من كافة التحضيرات اللوجستية’.

واضاف الامين العام ‘نحن لا ننتظر سوى اذن الحكومة السورية لتحديد ما اذا تم استخدام اسلحة كيميائية (..) نحن بصدد بحث ذلك مع الحكومة السورية’.

واشار بان الى ان ‘الفريق الاول الموجود في قبرص حاليا صغير جدا’. كما اوضح ان الفريق سيتكون بشكل اساسي من خبراء من منظمة منع الاسلحة الكيميائية التي قدمت خدمات 15 خبيرا لديها.

وصرح مدير المنظمة احمد اوزومجو في المؤتمر الصحافي ان ‘السلامة في الميدان مثار قلق’، موضحا ان المنظمة ‘ستضع جميع مواردها في خدمة مهمة كهذه’.

وعينت الامم المتحدة لترؤس التحقيق العالم السويدي ايك سيلستروم الذي شارك في اعمال رصد اسلحة الدمار الشامل في العراق في التسعينيات.

وافاد دبلوماسيون ان بان ابلغ الدول الخمس الدائمة في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، الصين، روسيا) انه لن يسمح لها بالمشاركة في التحقيق.

15 قتيلاً بانفجار في «السبع بحرات»… والحكومة تتوعّد بسحــق الإرهابيين

دمشق: موعد جديد مع الموت

لم تعد تختلف نهارات دمشق عن لياليها. فمن لم يمت بالرصاص مات بغيره. لكن يبقى الانفجار هو الفاجعة الأشد تأثيراً على السوريين الغافلين الماضين إلى أعمالهم. وهكذا حصل في ساحة السبع بحرات

مرح ماشي, أنس زرزر

دمشق | انفجار ضخم هزّ أرجاء العاصمة السورية، والدخان ملأ سماء المدينة. سيارة مفخخة ماضية في طريقها على عجل لتقطع ساحة الشهبندر وتصدم عربة أحد عمّال التنظيفات ثم تنفجر على منتصف الطريق قرب مبنى رئاسة مجلس الوزراء القديم، وبالقرب من مبنى المصرف المركزي حيث تتجاور عدة مبانٍ حكومية أخرى. لحظة خاطفة، تقدر بأجزاء بسيطة من الثانية الواحدة، ربما تكون كافية في دمشق لتنقلك من الحياة إلى الموت. يتسابق الصوت وقوة الضغط الهوائي في اللحظة الخاطفة نفسها، على دفع جسدك الطري والهش، كي تصل إلى الأرض بسرعة. ربما لم تكن تدرك يوماً مدى ضعف جسدك، ومقدار هشاشته وليونته، ما لم تشهد انفجاراً كبيراً في حياتك القصيرة. يعلو صراخ المارة. يتراكض الناس في جميع الاتجاهات. إنه السباق نفسه مع الموت، يشهد جولة جديدة في وسط العاصمة دمشق. يطلق رجال الأمن والجيش النار في الهواء لتفريق الحشود المغلوبة على أمرها، لفتح الطريق أمام سيارات الإسعاف والإطفاء على حد سواء.

ساحة السبع بحرات الشهيرة هذه المرة. عقر دار مؤيدي النظام، والمكان الأكثر تهديداً منذ بداية الأزمة خلال فترة احتضانها للمسيرات والنشاطات المؤيدة. ولسوء حظ السوريين من المدنيين، فقد وقع الانفجار قبالة مدرسة إعدادية للبنات، ما أدى إلى وقوع إصابات بين الطالبات وتفحّم عدد من المارة. سيارة تفحّم أيضاً من في داخلها. مبانٍ قد تطاير بعض سكانها من النوافذ مع الزجاج المتناثر، بحسب شهود في المكان. جثث مجهولة الهوية. أشلاء لسوريين لم يسألهم أحد عن موقفهم السياسي، وربما بعضهم لم يفكّر يوماً في أن يعطي رأيه، بقدر ما رغب في تأمين لقمة عيش أبنائه.

غابت رائحة أزهار الربيع، التي تفتحت قبل أوانها، وحلت مكانها رائحة احتراق السيارات المشبعة برائحة الجثث المحترقة. تعلم السوريون سريعاً التعامل مع المصائب والحوادث والتفجيرات التي تحولت إلى وجبة يومية لا مهرب منها. العشرات من أصحاب الإصابات الخفيفة، والجروح السطحية، وجدوا من يساعدهم ويقدم لهم الإسعافات الأولية من أبناء المحال التجارية والمنازل المجاورة.

«مانها محرزة إصابتك يا أخي لا تخاف. فوت عالمحل لأسعفك خلّي سيارات الإسعاف تتفضّى لأصحاب الإصابات الكبيرة»، يقول صاحب متجر لمصاب بجرح في يده. في الزقاق المؤدي إلى موقف عين كرش القريب من مكان الانفجار، التفت سريعاً إلى طفلين آخرين لم يتجاوزا العاشرة من عمريهما، يركضان بسرعة ويصرخان «أيمن مات… مراد صار شقف». نستفسر عن الأمر فيجيبنا أحدهما وهو يرتجف: «نحن أربعة نعمل في تلميع الأحذية على الرصيف… مراد وأيمن طاروا وأنا شفت كيف صاروا شقف». لا تجد تفسيراً للمشهد، ولا حتى حجة لإقناع نفسك بفكرة موت أطفال دمشق، بمثل هذه الطريقة البشعة.

بعض الحراس المرابطين قرب المصرف كانوا الهدف الأسهل للموت المباغت، ليتبيّن أن حصيلة ضحايا الانفجار 15 شهيداً وحوالى 146 جريحاً بعض إصاباتهم خطرة.

نساء وضعن حجاباتهن على عجل وهرعن إلى ساحة السبع بحرات في محاولة لمعرفة أي خبر عن بناتهن في المدرسة، أو عن أقارب لهن في المكان. تجاوب معهن عناصر الأمن مرات ومنعونهن من المرور مرات أُخرى. وبكل تأكيد فإن كل كاميرا هي محط مساءلة وهجوم من أحد الموجودين في المكان. أن تكون صحافياً أو مجرد مواطن فضولي، لا فرق. كذلك ساد الخوف من السلاح في أيدي «حُكّام» المكان الذين يملكون الأمر والنهي، فضربوا طوقاً أمنياً حول المنطقة كلها ومنعوا الناس من المرور إلا ما ندر، خشية وجود سيارة مفخخة أُخرى وفق شائعات أطلقوها، لا يعرف أحد حقيقة وجودها أو أنها مجرد محاولة ضبط لتحركات المواطنين في المكان خشية استمرار انفجار خزانات الوقود في السيارات الموجودة. زجاج الواجهات المحطمة هو القاسم المشترك بين جميع الشوارع المتفرعة من الساحة وشارع الشهبندر. مواطنون يكنسون زجاج محالّهم التجارية بأسى، وبين لحظة وأُخرى تتعلق الأنظار بسيارات الإسعاف الذاهبة إلى موقع الانفجار أو الخارجة منه.

في حين اشتغلت صفحات «الثورة» وبعض المعارضين على تسويق ما ورد على لسان أحد العناصر الأمنيين عبر إحدى المحطات التلفزيونية الموالية للسلطة، إذ علا صوته صائحاً ببضع كلمات حول سيارات الرئاسة، ما فتح الباب على المزيد من التفسيرات عن استهداف كبار مسؤولي الدولة الذين تزامن وجودهم في المنطقة مع الانفجار. ومن المفارقات الغريبة كثرة الأحاديث لدى الدمشقيين عن تغيّب عدد كبير عن موظفي مبنى رئاسة مجلس الوزراء القديم ممن لديهم ميول تعاطف مع المعارضة. طَرح مثل هذا الأمر على بعض الصفحات أثار جدلاً حول صحة المعلومات الواردة، ولا سيما أنّ الكثير من الموظفين باتوا يخشون التحرك وسط دمشق خشية القذائف وبسبب ازدياد الوضع الأمني سوءاً. وعند الانفجارات تبدأ المهاترات بين الناس وتحميل المسؤولية من قبل كل طرف للآخر، ويأخذ كلٌّ فرصته في «المزايدات» الوطنية.

رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي تفقد مكان الانفجار، قائلاً إنّ الاستهداف هو «لمدرسة في أوج النشاطات اليومية للمجتمع السوري في منطقة السبع بحرات» التي تزدحم بالناس والسيارات. وأكد تصميم بلاده على «سحق الإرهابيين»، مضيفاً «نحن نقول لكل من يقف وراء تلك التفجيرات إنّ الشعب السوري متماسك والحكومة السورية تؤدي واجباتها تجاه أبناء شعبها، والشعب السوري حزم أمره لأنه سيمضي إلى الأمام ليسحق كل تلك المجموعات الإرهابية المسلحة». معارك ريف دمشق التي يمضي الجيش السوري في حسمها لصالحه تأتي على سكان دمشق بالمزيد من القذائف والانفجارات، ليقول أحد المدنيين الموجودين في موقع الانفجار أمام الإعلاميين: «أكلوا قتلة من النظام بالريف. ردّوا إنو قتلونا نحنا».

النزاع السوري حرم أطفال حلب مما تبقى من حياتهم العادية

أ. ف. ب.

حلب: يعدو عدد من الاطفال خلف الكرة وهم يلعبون كرة القدم في ملعب يقع في شريط عازل على بعد ثلاثة مبان من خط الجبهة في حلب، كبرى مدن شمال سوريا، بعدما حرمهم النزاع الدائر مما تبقي من حياتهم الطبيعية.

في باحة مدرسة دمرت جراء المعارك اليومية الدائرة في المدينة، يتقاذف هؤلاء الاطفال الكرة من دون اكتراث لقناصة قوات نظام الرئيس بشار الاسد او المقاتلين المعارضين له. وفي الاحياء الشعبية من المدينة، لم يعد مستغربا الوقوع على اولاد يعملون في سن صغرة. ويقول احد قادة المقاتلين المعارضين في المدينة لوكالة فرانس برس ان الاطفال “نسوا معنى الحياة الطبيعية، وصغار السن منهم لم يعرفوا معنى هذه الحياة اساسا”.

ويضيف “مثالهم الاعلى هم المتطرفون الذين يفجرون انفسهم”. هنا وهناك في الشوارع، يبيع اولاد صغار السجائر او قطع الحلوى بالعسل الى مقاتلين يحملون اسلحتهم بالقرب من شاحنات صغيرة وضعت عليها رشاشات ثقيلة.

وفي ظل هذه الاجواء اضحى الاطفال “خبراء” في الاسلحة، وبات في امكانهم التمييز لدى دوي صوت انفجار، بين ما اذا كان ناجما عن قذيفة صاروخية او هاون او قصف بالدبابات. ويقول ابراهيم (11 عاما) “عندما نسمع هدير طائرة (حربية)، نركض الى الاسطح لنشاهدها وهي تقصف”.

ويعقب الوالد الفخور بما قاله ابنه “اصبح رجلا في وقت مبكر”، في حين تتحسر والدة ابراهيم على ان “كل ما ينقصه هو العلم، لانه لم يعد ثمة مدارس”. وتشير ارقام منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الى ان مدرسة من كل خمس مدارس في سوريا تعرضت للتدمير جراء النزاع.

ويثير ذكر المدارس سخرية الاطفال العاملين كباعة متجولين في حلب. ويسأل احمد (12 عاما) “اي مدرسة؟ كل مدارسنا سحقت تحت القذائف. لم نعد نرتادها منذ اكثر من عام”. ويقول مقاتل ترك زوجته واولاده في قريته في شمال البلاد ليذهب الى الجبهة “نحن نجاهد على الجبهة. لكن النساء يقمن بالجهاد الاكبر لانهن يتحملن مسؤولية تربية الاجيال المقبلة، مستقبل سوريا”.

وبحسب ارقام اليونيسيف، يعاني مليونا طفل من آثار الازمة السورية، وهم مهددون بان يصبحوا “جيلا ضائعا” في غياب المساعدة الدولية. وتعاني غالبية هؤلاء من صدمات نفسية لرؤيتهم افرادا في عائلاتهم وهم

يقتلون، او بسبب بعدهم عن ذويهم، او بسبب الترهيب الدائم الذي يختبرونه بسبب القصف، بحسب المنظمة.

وقتل السبت تسعة اطفال على الاقل في غارة جوية شنتها طائرة حربية تابعة للقوات النظامية على حي الشيخ مقصود في شمال حلب. اضافة الى تعرضهم في شكل دائم لخطر القصف والحرب الدائرة، لا يجد هؤلاء الاطفال في غالبية الاحيان سوى السرقة او العمل، سبيلا لتوفير المتطلبات المعيشية لعائلاتهم.

في ورشة لتصليح السيارات في حي المسلخ الشعبي، يتكىء يحيى (9 اعوام) على غطاء محرك سيارة، متأملا المبنى المقابل. ويقول لفرانس برس “هذه كانت مدرستي، وهي مقفلة منذ عام. منذ ذلك الحين، اعمل في تصليح السيارات”.

ويضيف “كان والدي على الجبهة يقاتل جنود الاسد. نحن 11 طفلا في المنزل، وغالبية اشقائي يعملون لتوفير الغذاء للعائلة”. ويعمل يحيى طوال اليوم في هذه الورشة مقابل 200 ليرة سورية (دولاران اميركيان) اسبوعيا، قبل ان يعود الى منزله ليلا لينام مباشرة. “عندما اعود الى المنزل، لا يكون لدي الوقت او القدرة على اللعب”.

العديد من الاطفال ليسوا محظوظين بقدر يحيى ليعملوا في ورشة للسيارات. فمع طلوع الفجر، يمضي العشرات منهم الى اطنان النفايات المكدسة، بحثا عما يسدون به رمقهم او يمكنهم بيعه لقاء بضع ليرات.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/804468.html

سيارة مفخخة تهز دمشق وتوقع عشرات القتلى والجرحى

مركز حقوقي: عدد قتلى الجيش النظامي تجاوز 8000 خلال سنتين

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: أدهم سيف الدين

انفجرت سيارة مفخخة أمس، وسط العاصمة السورية دمشق في منطقة السبع بحرات طلعة الشاهبندر، قرب البنك المركزي ووزارة المالية، المكتظة عادة بالناس، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا وإصابة 80 جريحا، بحسب التلفزيون الرسمي الذي اتهم «انتحاريا بشن هجوم بسيارة مفخخة في وسط حي الأعمال الرئيس بدمشق»، بينما رد ناشطون معارضون بـ«وضع الانفجار في سياق سلسلة الانفجارات التي يدبرها النظام السوري في مناطق أمنية يسيطر عليها لاتهام المعارضة بها». وقال ناشطون إن «عددا من الأطفال في مدرسة ابتدائية بالقرب من مكان الانفجار قتلوا، بينما تسبب الانفجار في حريق بهيئة الأوراق المالية وأضرار مادية بالغة»، وألحق أضرارا بالغة في مكتب وكالة الصحافة الفرنسية القريب. وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لعدد من الجثث في الشارع، بينها جثتان متفحمتان وسط حطام حافلة مقلوبة. بينما تخمد عربات الإطفاء النيران المندلعة من سيارات دمرها الانفجار.

وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «التفجير الإرهابي ألحق أضرارا كبيرة بمدرسة سليم بخاري وجامع بعيرا ومنازل المواطنين وعشرات السيارات المارة والمتوقفة في المنطقة، إضافة إلى اندلاع حريق في موقع التفجير». ونفت «سانا» حدوث أي اشتباكات كما أوردت بعض القنوات الإعلامية، موضحة أن «بعض عناصر الأجهزة المختصة أطلقت بعض الأعيرة النارية لإبعاد المواطنين عن المكان وإفساح المجال أمام سيارات الإطفاء للقيام بعملها».

في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء السوري، وائل الحلقي، تصميم بلاده على «سحق الإرهابيين»، معتبرا أن الانفجار جاء ردا على «إنجازات» الجيش السوري. وقال: «نحن نقول لكل من يقف وراء تلك التفجيرات، إن الشعب السوري متماسك، والحكومة السورية تؤدي واجباتها تجاه أبناء شعبها، والشعب السوري حزم أمره لأنه سيمضي إلى الأمام ليسحق كل تلك المجموعات الإرهابية المسلحة».

وأضاف الحلقي الذي زار مكان الانفجار: «إرهابكم لن يفيد، وكلنا كسوريين متمسكون بأننا سنقف وسنتكافل وسنناضل مع قواتنا المسلحة من أجل سحق تلك المجموعات الإرهابية وبناء سوريا المنشودة، سوريا الديمقراطية التعددية». ورأى أن الانفجار جاء «بالتوقيت بالزمان والمكان» ردا على «ما حققته القوات المسلحة من إنجازات في الأيام الثلاثة الأخيرة، فكان لا بد لتلك المجموعات ومن يقف خلفها، من الدول المتآمرة على سوريا وعلى الشعب السوري، أن تقوم بهكذا عمل إرهابي». واعتبر الحلقي الحادث «عمل الجبناء والضعفاء».

أما المعارضة، فقالت على لسان علاء الباشا، الناطق باسم «لواء سيف الشام»، لـ«الشرق الأوسط»: «إن النظام في دمشق بدأ يعتمد على سياسة تفجير السيارات المفخخة، والسبب أنه يريد حشد أكبر عدد ممكن من الناس ليقفوا ضد المعارضة»، وأشار الباشا إلى «وجود أكثر من أربعة حواجز أمنية تحيط بمكان التفجير»، متسائلا: «كيف استطاعت السيارة المفخخة أن تعبر إلى هناك». وأوضح أن «(الجيش الحر) لو أراد استهداف المنطقة لوضع سيارة مفخخة عند وزارة الداخلية التي تبعد عن مكان التفجير نحو 22 مترا وليس قرب مدرسة».

واتهم العقيد عبد الحميد زكريا، الناطق الرسمي باسم هيئة أركان القيادة العسكرية الثورية، النظام السوري بالتفجير، واصفا إياها بالعملية «الإجرامية».

وقال زكريا في اتصال عبر الـ«سكايب» مع «الشرق الأوسط»، إن «العملية من صنع النظام السوري، ويريد بها توجيه رسالة إلى سكان العاصمة دمشق بعدم احتضان الثوار». ونفى العقيد زكريا قدرة الجيش السوري الحر وعناصره على الوصول إلى هذه المنطقة، التي وصفها بـ«المحاطة بالمقار الأمنية»، والتي لا تستطيع كل الأجهزة الأمنية العادية وحتى التابعة للنظام السوري الدخول إلى هذه المنطقة، باستثناء قوى أمنية رفيعة المستوى تابعة مباشرة للرئيس الأسد.

وأكد زكريا أن معركة دمشق الحقيقية لم تبدأ بعد، وهيئة الأركان العامة لـ«الجيش الحر» لا تنوي خوض معركة في دمشق حاليا، حتى تضمن وصول الإمدادات الكافية، ولكي تكون معركة قصيرة تجنب أهالي العاصمة العنف والدمار، إذا طال أمدها، مشددا على أن «الجيش الحر» بأركانه «لن يكرر أخطاءه بإطالة أمد المعارك في المناطق السورية وعلى وجه التحديد دمشق، كما حدث في حلب (شمال) سوريا وحمص (وسط البلاد)».

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن صوت الانفجار سمع بقوة على بعد 3 كيلومترات تقريبا، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من موقع التفجير، الذي تبعه إطلاق نار كثيف من الحواجز الموجودة في محيط الانفجار. وأغلقت قوات الأمن كافة الطرق وسط العاصمة، كما لوحظ انتشار كثيف لقوات الجيش في محيط المقرات الأمنية والحكومية القريبة.

وتعتبر المنطقة التي وقع فيها الانفجار محصنة أمنيا، حيث تخضع لمراقبة مشددة من قبل الأجهزة الأمنية السورية، بسبب وجود الكثير من المرافق الحكومية فيها، أبرزها وزارتا المالية والداخلية، لكنها رغم ذلك شهدت في فبراير (شباط) الماضي تفجيرا في جامع الإيمان، أدى إلى مقتل 50 شخصا، بينهم العلامة الشيخ سعيد رمضان البوطي، حيث تبودلت الاتهامات حول المسؤولية عن هذه الحوادث بين السلطات والمعارضة.

في موازاة ذلك، قالت لجان التنسيق المحلية إن «الجيش الحر» سيطر على حقل الرماية التابع للفرقة السابعة بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية في بلدة شقحب بريف دمشق، في حين قصفت القوات النظامية أحياء حمص القديمة المحاصرة بصواريخ أرض/ أرض فجر أمس.

وفي مدينة الرقة التي تسيطر المعارضة على أجزاء واسعة منها، قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة اندلعت في محيط مطار الطبقة العسكري بريف الرقة. وكان «الجيش الحر» قد قصف المطار بصواريخ محلية الصنع في وقت سابق ردا على الغارات الجوية التي تشنها طائرات النظام على مدينة الرقة وريفها.

وفي سياق متصل، رصد مركز توثيق الانتهاكات في سوريا أعداد القتلى والجرحى والمفقودين منذ بداية الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقال أمس، إن 8785 جنديا نظاميا سوريا قتلوا في الصراع الدائر منذ أكثر من عامين. واستند المركز في تقريره إلى مصادر في الحكومة والمعارضة. وكانت السلطات السورية في بداية الانتفاضة تنشر أسماء جنودها القتلى يوميا، إضافة إلى قيام التلفزيون الرسمي ببث مقاطع جنازاتهم، ومع ارتفاع وتيرة العنف، توقف إعلام النظام عن الإعلان عن أرقام قتلى القوات النظامية وأسمائهم.

دمشق ترفض مهمة محققي الأمم المتحدة كما حددها بان كي مون

المعارضة تطالب بتفتيش إلزامي

لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: كارولين عاكوم

رفضت دمشق مساء أمس مهمة التحقيق التي قررتها الأمم المتحدة حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا كما حددها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لجهة انتشار المحققين على كل الأراضي السورية، بحسب ما أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية.

وقال المصدر في تصريح أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن «الأمين العام (…) طلب مهاما إضافية بما يسمح للبعثة بالانتشار على كامل أراضي الجمهورية العربية السورية، وهو ما يخالف الطلب السوري من الأمم المتحدة»، معتبرا ذلك «انتهاكا للسيادة السورية». وأكد أن سوريا «لا يمكن أن تقبل مثل هذه المناورات من الأمانة العامة للأمم المتحدة آخذة في الاعتبار حقيقة الدور السلبي الذي لعبته في العراق والذي مهد زورا للغزو الأميركي»، في إشارة إلى الحملة الأميركية على العراق خلال حكم الرئيس العراقي صدام حسين بحجة امتلاك بغداد لأسلحة بيولوجية.

ورغم مطالبة النظام السوري في وقت سابق الأمم المتحدة بالتحقق من استخدام المعارضة للأسلحة الكيماوية، وذلك في ظل تأكيدات المعارضة على لجوء النظام إلى هذا النوع من الأسلحة بتقديمها أدلة تثبت هذا الأمر، لا تزال السلطات السورية تقف عائقا أمام البدء بهذه المهمة التي أبدى الأمين العام لأمم المتحدة بان كي مون، استعداده للبدء بالتنفيذ خلال 24 ساعة.

وعبرت الخارجية السورية عن «الأسف» لأن بان كي مون «رضخ للضغوط التي مارستها دول معروفة بدعمها لسفك الدم السوري»، من دون أن يحدد هذه الدول. وأوضحت أن الطلب السوري إلى الأمين العام للأمم المتحدة تضمن «إرسال بعثة فنية محايدة ونزيهة إلى قرية خان العسل في محافظة حلب للتحقق مما جرى بعد تعرض القرية لهجوم بصاروخ يحتوي على مواد كيميائية سامة أطلقته المجموعات الإرهابية». وأشارت إلى أن المشاورات «والرسائل المتبادلة» بين الطرفين السوري والدولي أشارت لغاية الثالث من شهر أبريل (نيسان) إلى تحقيق تقدم إيجابي، قبل أن يصل بان إلى لاهاي ويطلب «مهاما إضافية». وكان بان قد طالب في مؤتمر صحافي صباح أمس من لاهاي من الدول الثماني أن يلتحقوا بالدول المشاركة في الحظر على هذه الأسلحة. وفي ما يتعلق بسوريا، أكد بان كي: «أننا ملتزمون بدء التحقيقات لحظر استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا وننتظر الآن موافقة الحكومة السورية لإرسال فريق التفتيش»، مشيرا إلى أن «فريقا مستعد للانتشار خلال 24 ساعة وهو موجود في قبرص»، لافتا إلى «وجود مشكلات قانونية وإجرائية سورية تمنع توجه فرق التفتيش الدولية إلى سوريا». يذكر أن بشار الجعفري، ممثل سوريا في الأمم المتحدة، اشترط بنهاية الأسبوع الماضي، أن يقتصر التفتيش على حلب إضافة إلى إدخال تعديلات على المعايير القانونية والخاصة بالإمداد والتموين، في رسالة قدمها إلى رئيسة مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع الأسلحة أنجيلا كين. كما أكد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أنه لم يتم بعد اتفاق بشأن دخول مفتشي الأسلحة الكيماوية الدوليين إلى سوريا، وسط معارضة من النظام السوري الذي تحفظ على المدى الذي سيباشر فيه فريق التحقيق مهامه. وفي حين اعتبر العقيد في الجيش الحر، عبد الجبار العكيدي، أنه من الطبيعي أن لا يسهل النظام مهمة الأمم المتحدة، قائلا لـ«الشرق الأوسط»، «التحقيق في هذا الأمر سيكشف حقيقة الجرائم التي يقوم بها وأنواع الأسلحة ولا سيما الكيماوية منها، التي يستخدمها، الأمر الذي سيؤدي إلى إدانة دولية له»، رأى أحمد رمضان، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، تصرف النظام حيال طلب الأمم المتحدة للتحقق باستخدام الأسلحة، بأنه دليل واضح على المراوغة التي اعتاد النظام أن يلجأ إليها، وذلك بعدما كان هو قد طالب بالتحقق من استخدام المعارضة للأسلحة الكيماوية، وها هو اليوم بدأ يضع العراقيل أمامها بعدما قررت القيام بهذه المهمة. وقال رمضان لـ«الشرق الأوسط»: «لدى المعارضة أدلة موثقة تؤكد استخدام النظام للغازات السامة والأسلحة الكيماوية الموضوعة في قنابل صغيرة وتم استخدامها في حمص وريف دمشق وريف حلب وإدلب، وبالتالي فإن أي تحقيق بهذا الأمر سيشكل إدانة صريحة للنظام». وفي حين كانت فرنسا وبريطانيا قد طالبتا الأمم المتحدة في الشهر الماضي بالتحقيق في هجمات شنتها قوات النظام قرب دمشق وفي حلب وحمص في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اتهمت فيها المعارضة النظام باستخدام الأسلحة الكيماوية، أعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي أنها ستحقق في اتهامات النظام السوري بأن مقاتلي المعارضة استخدموا أسلحة كيماوية في هجوم على مدينة حلب بشمال البلاد. غير أن دبلوماسيا بالمنظمة الدولية قال لوكالة «رويترز»، إنه «لم يحرز اتفاقا حتى الآن بشأن دخول المفتشين بسبب معارضة النظام السوري للمدى الذي سيباشر فيه فريق التفتيش مهامه».

هيتو يتابع مشاوراته لتشكيل حكومة انتقالية وأنباء عن صراع على منصب وزير الدفاع

عضو في الائتلاف قال إن وظيفتها سد الفراغ الأمني في المناطق المحررة

بيروت: «الشرق الأوسط»

واصل الدكتور غسان هيتو المكلف بتأليف الحكومة السورية المؤقتة مشاوراته لتشكيل الحكومة التي ستضم 11 وزارة، جلها خدماتية، إضافة إلى الرئيس، في ظل صراع بين قادة «الجيش السوري الحر» على منصب وزير الدفاع، وفق ما أكدته مصادر في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط».

وزار هيتو، أول من أمس، في سياق المشاورات التي يجريها، ريف حلب، حيث التقى، وفق ما أعلنه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قائد المجلس العسكري في إدلب، العقيد الركن عفيف سليمان، وأعضاء المجلس المحلي للمدينة، كما التقى في سراقب أعضاء المجلس المحلي لريف المحافظة. وأفاد بيان الائتلاف بأن «هذه اللقاءات تأتي في إطار مشاورات هيتو لتشكيل أول حكومة سوريا حرة، والاطلاع عن قرب على حاجات المناطق المحررة».

وكان «الائتلاف المعارض» قد انتخب هيتو في 18 مارس (آذار) الماضي، رئيسا للحكومة المؤقتة، التي من المقرر أن تشرف على الأراضي الخاضعة لسلطة المعارضة في سوريا. وأعلن هيتو، نهاية الشهر الماضي، أنه سينتهي «خلال أسبوعين، من المشاورات، على أن يعرض نتائجها بعد ذلك بأسبوع». وقال إن «الحكومة المرتقبة ستضم 10 وزارات، جلّها خدماتية»، مؤكدا أن «(الجيش الحر) هو من سيختار وزير الدفاع».

وأشارت مصادر في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» إلى «وجود صراع بين قادة (الجيش الحر) على منصب وزير الدفاع الذي يعتبر الأكثر أهمية، في ظل الحرب الدائرة بين المعارضة والنظام».

لكن عضو «الائتلاف المعارض» والمجلس الوطني السوري هشام مروة نفى هذه المعلومات، مشددا على أن «منصب وزير الدفاع سيتم اختياره من قبل التشكيلات العسكرية على الأرض، بحيث تخضع جميعها له». وقال مروة لـ«الشرق الأوسط»: «الحكومة التي سيتم تشكيلها ستحظى برضا جميع الأطراف السياسية والعسكرية، لأن الحصول على تمثيل جميع القوى أمر صعب جدا». وأشار إلى أن الوظيفة الرئيسة للحكومة هي سد الفراغ الأمني والسياسي والاقتصادي في المناطق المحررة»، مؤكدا أن «من سيتم انتقاؤهم لشغل الوزارات لا بد أن يكونوا مختصين في مجالاتهم، وهذا ما نص عليه النظام الداخلي لآلية تشكيل الحكومة».

وكان الائتلاف الوطني قد أصدر بيانا حدد فيه معايير ومحددات اختيار الوزراء في الحكومة المزمع تشكيلها، منها أن لا يكون الوزير المعين «من أركان النظام»، أو «ممن ارتكب جرائم ضد الشعب السوري، أو استولى على أموال الشعب من دون وجه حق»، و«أن يكون متفرغا بشكل كامل للعمل في الحكومة»، وأن «يكون قادرا على العمل في الداخل السوري بشكل رئيسي». وأضاف بيان الائتلاف أن «مجموعة من اللجان بدأت عملها لاستقطاب أصحاب الخبرة والاختصاص من السوريين داخل سوريا وخارجها للعمل في وزارات هذه الحكومة»، موضحا أن الحكومة ستتألف من 11 وزارة، أبرزها الدفاع والداخلية والشؤون الخارجية. وأكد البيان أن «مكان عمل الحكومة السورية المؤقتة والمديريات والهيئات التابعة لها سيكون في الأراضي السورية».

عشرات القتلى وتقدم للحر بحلب

                                            قالت مصادر من المعارضة إن الجيش السوري الحر سيطر على أبنية مهمة حول مطار حلب الدولي ودمر عدداً من الحواجز العسكرية، كما اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام هناك. ويأتي ذلك بعد سقوط العشرات بين قتيل وجريح بتفجير وسط العاصمة دمشق. في حين ينوي الجيش الحر إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية.

وقالت المصادر إن الجيش السوري الحر سيطر على أبنية مهمة قرب مطار حلب، ودمر حواجز عسكرية، مما يشير إلى تقدم هناك.

وقال ناشطون إن حلب تعرضت لقصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء جبل بدرو والسكري والفردوس. كما تعرض ريف حلب لقصف بالطيران الحربي على محيط مطار منغ، وقصف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات ريتان والسفيرة والقبتين والوضيحي ودير العصافير، مع اشتباكات في محيط قرية القبتين وطريق أم عامود بريف السفيرة.

ويأتي ذلك في وقت وثقت فيه الشبكة السورية لحقوق الإنسان ليوم الاثنين مقتل 72 شخصا في محافظات سورية مختلفة، وقالت إن معظمهم في دمشق وريفها، وأوضحت أن من بينهم أربعة أطفال وسبع نساء وقتيلا قضى تحت التعذيب و23 من الجيش الحر.

وقال ناشطون سوريون إن قوات النظام قصفت أحياء الشيخ ياسين والحميدية والحويقة والعرضي في مدينة دير الزور. كما استهدف الجيش الحر مطار دير الزور العسكري، فضلا عن مقار أمنية وعسكرية داخل المدينة.

وفي درعا، قال ناشطون إن الجيش الحر سيطر على موقع عسكري تابع للجيش النظامي في درعا البلد. وأفاد الناشطون بأن الموقع يقع عند تقاطع بين مخيم النازحين ودرعا البلد. وقد قصفت قوات النظام أحياء في المدينة.

وفي حماة، أعلنت كتائب الفاروق سيطرتها على قرية سوحا بريف حماة الشرقي. وقال ناشطون إن كتائب من الثوار أعلنت ما سمتها عملية “تحرير ريف حماة الشرقي”. وذكرت الكتائب أنها سيطرت على القرية بعد أن دمرت الحواجز العسكرية الموجودة فيها. وكانت الكتائب قد سيطرت قبل ذلك على قرية عقيربات القريبة من قرية سوحا.

وتحدثت شبكة شام عن قصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على أحياء جوبر والقابون وأحياء دمشق الجنوبية واشتباكات في محيط حي جوبر. كما استهدف الجيش الحر بقذائف الهاون فرع المخابرات الجوية في ساحة العباسيين.

كما تعرض ريف دمشق لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات الذيابية والنبك ودوما ومعضمية الشام وداريا ويلدا وزملكا والعتيبة والزبداني ودير عطية والقيسا، وسط اشتباكات عنيفة في مدينة داريا ومحيط بلدة العتيبة.

تفجير دمشق

جاء ذلك بينما اتهمت المعارضة السورية الأمن والشبيحة بالوقوف وراء التفجير الذي هز منطقة السبع بحرات، التي يوجد فيها المصرف المركزي ومديرية التجنيد العامة.

وقد أكد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي -لدى تفقده المكان- “تصميم سوريا على سحق الإرهابيين”، مضيفا “نحن نقول لكل من يقف وراء تلك التفجيرات إن الشعب السوري متماسك والحكومة السورية تؤدي واجباتها تجاه أبناء شعبها، والشعب السوري حزم أمره لأنه سيمضي إلى الأمام ليسحق كل تلك المجموعات الإرهابية المسلحة”.

وبدورها أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تفجير حي السبع بحرات وكافة أعمال التفجيرات التي تقع بأحياء سكنية أو التي تستهدف المدنيين بغض النظر عن مرتكبيها. وحملت الشبكة السلطات السورية مسؤولية الانفلات الأمني، مشيرة إلى حالة من الفوضى والدمار غير المسبوق عبر قصف يومي بصواريخ سكود وبأنواع مختلفة من الأسلحة.

منطقة عازلة

وعلى جبهة أخرى، كشف قائد عمليات المنطقة الجنوبية في الجيش الحر ياسر العبود عن عزم الجيش الحر إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية. وقال العبود -في مقابلة مع الجزيرة ضمن برنامج “لقاء اليوم”- إن الغرض من هذه الخطوة هو وقف تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن وتوفير الأمن لهم.

وردا على سؤال حول المناطق الحدودية مع الجولان المحتل، قال العبود إن الجيش الحر يرفض أن تتكرر تجربة جيش لبنان الجنوبي في سوريا.

يأتي ذلك في وقت أفادت فيه صحيفة ذي غارديان البريطانية بأن الحكومة السورية سحبت جزءا كبيرا من قواتها المنتشرة في الجولان على الخط الفاصل مع إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين وصفهم انسحاب القوات السورية المقاتلة من الجولان بأنه من الخطوات الكبرى التي حدثت خلال أربعين عاما.

ولفتت -في تقريرين منفصلين في عددها اليوم- إلى أن القوات النظامية السورية التي انسحبت سيعاد انتشارها في العاصمة السورية دمشق لمواجهة المعارضة.

وأوضحت الصحيفة أن قوات المعارضة تحركت لملء الفراغ الذي خلفه الجيش النظامي في الجولان، وهو ما يثير قلق إسرائيل التي أعربت عن مخاوفها من “استغلال الجهاديين للوضع” في شن هجمات على الأراضي التي تسيطر عليها.

واشنطن لا تحبذ حصول معارضة سوريا على مقعد بالأمم المتحدة

الائتلاف الوطني السوري ينوي تقديم طلب لشغل مقعد دمشق في المنظمة الأممية

نيويورك – طلال الحاج –

علمت قناة “العربية” من مصادر دبلوماسية موثوقة أن الولايات المتحدة لا تحبذ تقديم الائتلاف الوطني السوري طلباً إلى لجنة الاعتماد في الجمعية العامة في سبتمبر القادم كما ينوي الائتلاف، وذلك للحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة.

فقد قال نجيب الغضبان، ممثل الائتلاف الوطني السوري في الولايات المتحدة الأميركية، إنه في سبتمبر القادم “سنقدم طلبنا إلى الأمين العام للحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة”، عاقداً الأمل على تكرار نجاح الائتلاف الوطني السوري مع الجامعة العربية، هنا في الجمعية العامة.

هذا التفاؤل من قبل ممثل الائتلاف قد يكون مبكراً بعض الشيء، فمصادر دبلوماسية مطلعة وموثوقة، أكدت لقناة “العربية” الآن أن الائتلاف لا يواجه فقط معارضة روسية وصينية في لجنة الاعتماد، بل يواجه أيضاً تردداً أميركياً.

وقال يوجين ريتشارد غسانا، مندوب رواندا الدائم ورئيس مجلس الأمن لشهر إبريل: “تغيير النظام ليس من اختصاص مجلس الأمن، ولكننا نعترف بالسفير الحالي لسوريا، وسنظل كذلك حتى التغيير القانوني القادم”.

هذا التغيير القانوني هو من خلال لجنة الاعتماد في الجمعية العامة، ولكن مصادر دبلوماسية موثوقة أكدت لقناة “العربية” أن واشنطن غير متحمسة بتاتاً الآن للدفع بطلب الائتلاف من خلال إجراءات معروفة إلى لجنة الاعتماد في سبتمبر القادم، بل تحاول أن تقنع الائتلاف بعدم تقديمه.

وما لا تحبذه واشنطن، وفقاً لمصادرنا، هو خلق سابقة قانونية لعدم الإجماع داخل لجنة الاعتماد والتوجه رأساً للتصويت في الجمعية العامة، والسبب هو أن هذه السابقة القانونية قد تستعمل يوماً ما في المستقبل ضد أحد الحلفاء المقربين لواشنطن لا يحظى بشعبية داخل الجمعية العامة.

وقال فيتالي تشيركن، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة: “معظم الدول ذكية، وتدرك كل دولة منها أنها قد تصبح نفسها هدفاً لمثل هذا التلاعب في المستقبل، ولا أعتقد أن هناك شهية للعب بمثل هذه الأمور”.

والآن أصبح واضحاً للجميع انعدام الإجماع داخل لجنة الاعتماد. أما خيار إصدار قرار بذلك مباشرة من الجمعية العامة والذي تطرحه بعض الدول، فتعتبره الإدارة الأميركية خياراً غير قابل للتنفيذ بسبب صعوباته القانونية المعقدة، كما يجادلون.

ووفقاً لمصادر قناة “العربية” الموثوقة فإن وزارة الخارجية الأميركية، تنصح الائتلاف حالياً بالتأني والتركيز أولاً عل إيجاد إثبات وجود حكومة سورية انتقالية ذات مصداقية وفعالة على الأرض.

بان جي مون يدعو للتحقيق في كل مزاعم الأسلحة الكيماوية في سوريا

لاهاي (رويترز) – قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الإثنين ان طليعة فريق من الخبراء انتدبته الامم المتحدة للتحقيق في مزاعم عن استخدام أسلحة كيماوية بسوريا موجودون في قبرص الآن وينتظرون الاذن من الحكومة السورية لمباشرة عملهم.

وتمثل هذه الخطوة ضغطا على سوريا للسماح للفريق بالوصول الى المواقع التي يريد دخولها مع رفض دمشق توسيع التحقيق خارج نطاق زعم حكومي بأن قوات المعارضة استخدمت ذخائر كيماوية قرب حلب ليشمل مزاعم المعارضة بأن حكومة الرئيس بشار الاسد استخدمتها.

وتساند روسيا حليفة سوريا دمشق في رفضها لمطالب القوى الغربية لتوسيع التحقيق. واوضح بان انه يريد تحقيقا شاملا قائلا ان “المبدأ الثابت” للامم المتحدة هو ان يتم السماح للمحققين بالوصول الى جميع المواقع التي تثور مزاعم عن أن اسلحة كيماوية استخدمت فيها.

وعقب لقائه في لاهاي مع رئيس منظمة منع انتشار الأسلحة الكيماوية التي تقدم العلماء والمعدات قال بان ان طليعة فريق الخبراء موجودون في قبرص ومستعدون للتوجه الى سوريا خلال 24 ساعة.

وقال بان “كل ما ننتظره هو إشارة البدء من الحكومة السورية حتى نحدد ما اذا كان قد تم استخدام اي اسلحة كيماوية وفي أي موقع.”

وأضاف قائلا “أحث الحكومة السورية على ان تبدي مرونة أكبر لكي يتسنى للبعثة الانتشار بأسرع ما يمكن.”

وقال دبلوماسيون بالامم المتحدة -طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم- ان تبادلا للرسائل بين السفير السوري لدى المنظمة الدولية بشار الجعفري ورئيسة مكتب الامم المتحدة لشؤون نزع السلاح انجيلا كين أظهر ان الجانبين بعيدان عن اتفاق.

وأبلغ الدبلوماسيون رويترز أن الجعفري أصر على ان يقتصر نشاط المفتشين على حادثة حلب. واضافوا انه يريد ان توافق الحكومة السورية على اعضاء البعثة ويصر على تعيين مراقب يرافق فريق التفتيش ويريد نسخا من أي عينات تؤخذ.

وقال دبلوماسي ان كين كتبت الي الجعفري في الخامس من ابريل نيسان موضحة بشكل مباشر ان التحقيق يجب ان يشمل هجمات حلب وحمص وأيضا “أي موقع آخر قد يقرر رئيس البعثة انه ضروري”.

وقارنت وزارة الخارجية السورية بين الجهود الرامية لتوسيع نطاق التحقيق وبين دور الامم المتحدة في الفترة التي سبقت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.

وقالت الوزارة في بيان إن هذا “يخالف الطلب السوري من الأمم المتحدة ويشير إلى وجود نوايا مبيتة لدى الدول التي سعت لإضافة هذه المهام والتي تشكل انتهاكا للسيادة السورية… ان سوريا لا يمكن أن تقبل مثل هذه المناورات”.

وقال احمد اوزومجو رئيس منظمة منع انتشار الاسلحة الكيماوية ان البعثة الكاملة ستضم 15 خبيرا من بينهم مفتشون وخبراء في الطب والكيمياء.

ويرأس فريق التحقيق العالم السويدي إيك سيلستروم وهو مفتش سابق للامم المتحدة عن الاسلحة في العراق والتقى به بان ايضا في لاهاي.

وقدمت الناشطة المعارضة بسمة قضماني عرضا للمساعدة وابلغت سيلستروم في رسالة غير مؤرخة انه جرى جمع عينات انسجة من ست ضحايا مزعومين لهجمات كيماوية في 24 مارس آذار في قريتي عدرا والعتيبة.

وجاء في الرسالة “يوجد 32 شخصا تبدو عليهم اعراض المرض ويعالجون حاليا في اعقاب التعرض للاسلحة وهم مستعدون للخضوع للفحص في التحقيق.”

وقال بان إن جميع المزاعم الجادة المتعلقة بالأسلحة الكيماوية في سوريا تستدعي البحث والدراسة داعيا الى الاسراع بالتحقيق من اجل الحفاظ على الادلة.

واضاف الأمين العام للأمم المتحدة قائلا “استخدام أسلحة كيماوية من جانب أي طرف وتحت أي ظروف يمثل جريمة شنيعة لها عواقب وخيمة.”

وتريد بريطانيا وفرنسا توسيع التحقيق ليشمل حمص ودمشق حيث تقول قوات المعارضة ان القوات الحكومية استخدمت ذخائر كيماوية. وتنحي باللائمة ايضا على الحكومة في الواقعة التي حدثت قرب حلب.

وتقول روسيا -التي استخدمت نفوذها كدولة لها حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي لتخفيف الضغوط على سوريا- ان الدول الغربية تستخدم شبح اسلحة الدمار الشامل لتبرير التدخل في سوريا مثلما فعلت في العراق.

وانشئت منظمة منع انتشار الاسلحة الكيماوية للاشراف على اتفاقية الأسلحة الكيماوية التي دخلت حيز التنفيذ في 1997 . وساعدت المنظمة في تدمير نحو 80 في المئة من مخزونات الاسلحة الكيماوية المعلنة من قبل 188 دولة.

وسوريا من بين ثماني دول فقط لم تنضم للمعاهدة. والدول الاخرى هي اسرائيل وميانمار وأنجولا ومصر وكوريا الشمالية والصومال وجنوب السودان.

ولم تؤكد سوريا او تنف امتلاك اسلحة كيماوية لكنها تقول انه إذا كانت لديها مثل تلك الاسلحة فلن تستخدمها على الاطلاق ضد شعبها وانما لصد الغزاة الاجانب.

من انتوني دويتش

مقتل 15 شخصا في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة في وسط دمشق

بيروت (رويترز) – فجر مهاجم انتحاري سيارة ملغومة فقتل 15 شخصا على الاقل وأصاب 53 آخرين في الحي التجاري الرئيسي بدمشق يوم الاثنين فيما وصفه رئيس الوزراء السوري بأنه رد على مكاسب الجيش ضد المعارضين حول العاصمة.

وأظهرت لقطات أذاعها التلفزيون الحكومي ان القنبلة التي انفجرت قرب مدرسة في منطقة السبع بحرات التي تضم أيضا البنك المركزي ووزارة المالية أدت الى اشتعال النيران في سيارات وأحدثت أضرارا بمبان.

ووصفت إحدى سكان دمشق الانفجار بأنه الأكبر الذي سمعته في العاصمة خلال الانتفاضة المستمرة منذ نحو عامين ضد الرئيس بشار الأسد وقالت إن أعمدة ضخمة من الدخان الاسود تتصاعد من منطقة السبع بحرات.

وتفجير سيارات ملغومة والهجمات على مدنيين حوادث شائعة في الصراع السوري الذي تشير تقديرات الامم المتحدة الى ان 70 ألف شخص قتلوا فيه.

ويتهم كل جانب الآخر باستخدام اسلحة كيماوية ضمن انتهاكات اخرى للقانون الدولي رغم أن استخدام هذه الاسلحة فعلا لم يثبت بعد.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان الفريق الطليعي للتحقيق في استخدام أسلحة كيماوية بسوريا موجود في قبرص الآن وينتظر الاذن من الحكومة السورية للتحقيق في المزاعم المتضاربة.

وبعد انفجار السيارة الملغومة عرض التلفزيون لقطات لسبع جثث في الشارع بينها جثتان على الاقل متفحمتان وسط حطام حافلة مقلوبة. وكانت النيران ما تزال مشتعلة في سيارات أخرى فيما يبدو أنها ساحة لانتظار السيارات.

وحملت إمرأة على محفة وقد غطت الدماء وجهها. وهرعت نساء محجبات ترتدين أثوابا سوداء طويلة في فزع صوب المكان. وأوضحت لقطات تلفزيونية بعض الأطفال في زي مدرسي وقد وضعوا ضمادات.

ووصف مذيع بالتلفزيون السوري الحكومي الهجوم بأنه لم يسبق له مثيل وقال إن أمامهم خيار واحد هو الانتصار أو الموت.

ودعا سكان غاضبون وفزعون اجرت قناة التلفزيون مقابلات معهم الى قيام الجيش بعمل حاسم. وقال رجل يبكي “انظر الى دمشق. هل هذه هي دمشق؟ انظر الى ما يحدث.”

ولم تعلن جهة المسؤولية عن الهجوم لكن الجانبين تبادلا الاتهامات.

وقالت روسيا إن الانفجار وقع على بعد نحو كيلومتر من السفارة الروسية وان موسكو “تدين بشدة أحدث هجوم وحشي للارهابيين الذين يقتل نشاطهم الإجرامي أناسا مسالمين”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن التفجير هو ثاني “عمل ارهابي” كبير يقع قرب السفارة في نحو ستة أسابيع “وهو ما يوجد خطرا حقيقيا على أرواح وأمن موظفينا”.

وأضاف البيان “الجماعات المتطرفة في سوريا التي تلجأ الى التفجيرات الارهابية والهجمات بقذائف المورتر على المناطق السكنية يجب أن تلقى رفضا موحدا لا هوادة فيه من كل أعضاء المجتمع الدولي.”

وتقدم بعض المسلحين السوريين المتمركزين على مشارف دمشق نحو مناطق قريبة من وسط المدينة التي تسيطر عليها الحكومة وكثفوا هجماتهم باستخدام قذائف المورتر والسيارات الملغومة في الاسابيع القليلة الماضية.

لكن معارضين قالوا ان الجيش كثف هجماته على القرى في منطقة الغوطة التي تسيطر عليها المعارضة الى الشرق من المدينة منذ منتصف مارس اذار وحاصر بعضها لصد المعارضين.

وقال قائد للمعارضة بالمنطقة “مدخل الغوطة من الشمال تحت الحصار.” وأضاف ان الجيش يحاول إرباك استعدادات مقاتلي المعارضة “للمعركة الكبيرة” لاقتحام وسط دمشق مقر سلطة الاسد.

وقال اسامة الشامي وهو ناشط من جنوب دمشق ان قوات الاسد شنت هجوما كبيرا تقوده الدبابات على الغوطة الشرقية من جانب المطار الدولي الواقع الى الجنوب.

وقال انه اذا نجح هذا الهجوم فانه سيؤدي الى طرد المعارضين من موطيء قدم في محيط المطار ويقطع خط الامداد الى الغوطة الشرقية من الحدود الجنوبية مع الاردن.

وقال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في التلفزيون الحكومي ان تفجير يوم الاثنين جاء ردا على “الانجازات العظيمة” للجيش السوري وخاصة في ريف دمشق.

وقال ان الجيش السوري سيسحق أعداء الاسد.

وفي مدينة حلب الشمالية المقسمة حيث يسود جمود عسكري منذ شهور قال ناشطون من المعارضة إن القوات الحكومية استولت على قرية العزيزة المجاورة للطريق السريع الرئيسي والقريبة من المطار.

وقالوا ان السيطرة على القرية المهمة استراتيجيا يمكن ان يسمح للجيش بالتقدم الى احياء سيطر عليها مقاتلو المعارضة في جنوب أكبر مدينة في سوريا.

وقال بان الذي اجتمع مع رئيس منظمة منع انتشار الاسلحة الكيماوية في لاهاي اليوم الاثنين ان محققي الامم المتحدة يحتاجون فقط الضوء الاخضر من دمشق.

وأضاف “نحن مستعدون.. المسألة مسألة وقت.” ويضم الفريق الكامل 15 خبيرا من بينهم مفتشون وخبراء في الطب والكيمياء.

وقال “كل ما ننتظره هو إشارة البدء من الحكومة السورية حتى نحدد ما اذا كان قد تم استخدام اي اسلحة كيماوية وفي اي موقع.”

وحث الحكومة السورية على المرونة حتى يتم ارسال بعثة الامم المتحدة في أسرع وقت ممكن.

وطلبت سوريا من الامم المتحدة التحقيق في هجوم كيماوي مزعوم على قرية خان العسل قرب حلب يوم 19 مارس اذار القت باللائمة فيه على مقاتلي المعارضة. وتريد المعارضة التي تقول ان الحكومة وراء هذا الهجوم من فريق الامم المتحدة ان يضم هجمات كيماوية اخرى مزعومة في دمشق وحمص.

وتؤيد القوى الغربية موقف المعارضة لكن روسيا حليفة سوريا تساند دمشق في رفضها لمطالب القوى الغربية بتوسيع التحقيق.

وقال بان للمندوبين في مؤتمر بشأن الاسلحة الكيماوية “استخدام أسلحة كيماوية من جانب أي طرف وتحت أي ظرف يمثل جريمة شنعاء لها عواقب وخيمة ويمثل جريمة ضد الإنسانية.”

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

من أوليفر هولمز ومريم قرعوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى