أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 28 شباط 2012


الضغوط تحاصر النظام السوري وأنباء عن مجزرة في حمص

نيويورك – راغدة درغام؛ الدوحة – محمد المكي احمد؛ الرياض، واشنطن، جنيف، بروكسيل – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

اعلنت السلطات السورية امس نتائج الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي قالت انه تمت الموافقة عليه باكثرية 89.4 في المئة من الذين شاركوا في الاقتراع، والذين بلغت نسبتهم 57.4 في المئة من نحو 14.6 مليون سوري يحق لهم الاقتراع، في الوقت الذي استمر القصف في المناطق التي تشهد مواجهات وخصوصاً في احياء حمص وفي محافظة ادلب، ما ادى إلى مقتل اكثر من خمسين شخصاً. وأفادت معلومات بمقتل عشرات الاشخاص الآخرين في ريف حمص على ايدي مجهولين بالرصاص و»السلاح الابيض». وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان «68 مواطنا قتلوا اليوم (امس) في ريف حمص الغربي في اراض زراعية بين قريتي رام العنز والغجرية، ونقلوا الى المشفى الوطني في مدينة حمص».

وعلق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على عملية الاستفتاء بالقول انها لا يمكن أن تتسم «بالصدقية في ظل العنف وانتهاكات حقوق الإنسان الواسعة النطاق». واعتبر أن «الدستور الجديد وإنهاء احتكار حزب البعث السلطة يمكن أن يكونا جزءاً من الحل السياسي لكن الاستفتاء يجب أن يتم في بيئة خالية من العنف والخوف». وقال إن الأولوية في سورية يجب أن تكون «وقف العنف بكل أشكاله وهذا الظرف فقط يسمح بقيام عملية سياسية تلبي التطلعات الديموقراطية لكل المواطنين السوريين».

وتتجه الحكومات الغربية الى تشديد العقوبات على النظام السوري من خلال الاتحاد الاوروبي ومجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة. واذ اقر وزراء الخارجية الاوروبيون لائحة عقوبات جديدة تشمل سبعة من الوزراء السوريين ستعلن اسماؤهم اليوم، بدأ مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة نقاشاً امس حول الوضع في سورية ينتظر ان يستأنفه اليوم. وقال ديبلوماسيون ومسؤولون في الامم المتحدة ان كوفي انان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية اجرى محادثات في جنيف مع وزيري الخارجية الايراني علي اكبر صالحي والفرنسي الان جوبيه.

وفي الرياض تطرق مجلس الوزراء السعودي في الجلسة التي عقدها امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الجهود العربية والدولية بشأن الوضع في سورية، وعبر عن «تقدير المملكة لما تم بذله من جهود لانعقاد المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري، وجدد تأكيد المملكة على أنها ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق حلولاً عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري، وأن المملكة تحمّل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عمَّا آلت إليه الأمور، خصوصاً إذا استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري».

واتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي امس في اجتماعهم في بروكسيل على فرض عقوبات جديدة على سورية تستهدف البنك المركزي السوري وسبعة وزراء. وقال مسؤولون إن العقوبات الجديدة التي يتوقع ان تدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق هذا الأسبوع تشمل أيضا حظرا على تجارة الذهب والمعادن النفيسة الأخرى مع مؤسسات الدولة وحظر استقبال طائرات الشحن السورية.

وكررت دول الاتحاد الاوروبي تأييدها لـ «المجلس الوطني» السوري، لكنها قالت ان الفئات المعارضة في حاجة للتوصل الى نهج موحد وتبديد القلق بشأن الصراع الطائفي في البلاد.

من جهة اخرى اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان سقوط نظام الرئيس بشار الاسد حتمي بسبب انشقاقات جنود ورجال اعمال وممثلي الاقليات. وقالت في مقابلة مع شبكة التلفزيون المغربية «2 ام» خلال زيارتها للرباط: «اعتقد ان النظام سيسقط… لكن لا يمكنني ان اقول لكم متى سيحصل ذلك». واضافت: «انها مسألة وقت فقط، وآمل ان يحصل ذلك في اسرع وقت لكي تتوقف المجازر». وذكرت ان «الجيش السوري الذي هو بشكل كبير من المجندين، لن يستمر في شن هذه الهجمات الوحشية ضد الشعب السوري الى ما لا نهاية».

وتوقع وزير الخارجية الفرنسي ان يأتي يوم تواجه فيه السلطات المدنية والعسكرية السورية «وعلى رأسها الرئيس الاسد نفسه» العدالة عن «الجرائم التي ارتكبتها ضد المدنيين». وهاجم في كلمته امام مجلس حقوق الانسان «عجز» مجلس الأمن بشأن سورية الذي أظهره استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو). وقال ان خطة السلام التي اقترحتها الجامعة العربية هي «السبيل الوحيد» للمضي قدما لانهاء الأزمة.

من جهة اخرى دعا رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الى مساعدة المعارضة السورية، بما في ذلك بالسلاح، للدفاع عن نفسها.

وقال الشيخ حمد في مؤتمر صحافي مشترك في اوسلو مع رئيسة وزراء النروج ان على الدول العربية المشاركة في ذلك من خلال تجمع عربي ودولي لوقف نزيف الدم في سورية. وأكد «أن على الشعب السوري أن يختار ما يريد في بلده ولا يمكننا أن نشاهد الشعب السوري يقتل كل يوم ولا نستطيع مساعدته بالغذاء والدواء».

وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر إن «الارادة والزخم يتوفران للاستمرار في الجهود لانقاذ المدنيين السوريين وحمايتهم من بطش السلطات». وثمن دور مجلس حقوق الإنسان في الاستجابة الى تطلعات الشعوب في جميع أنحاء العالم وفي سورية خصوصاً». وقدم النصر الى مجلس حقوق الإنسان استعراضاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير حول سورية، مشيراً الى أن نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الأنسان اعتبرت أن الانتهاكات في حق المدنيين في سورية «قد ترقى الى درجة جرائم ضد الانسانية».

وعلمت «الحياة» أن مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الإغاثة الطارئة فاليري آموس لا تزال تنتظر رد السلطات السورية على طلبها لزيارة سورية. وقالت مصادر في الامم المتحدة إن آموس لم تتلق تأشيرة الدخول الى سورية بعد، «لكنها حصلت على الموافقة على منحها التأشيرة خلال أسبوع».

وعلى الصعيد الميداني ذكرت مصادر معارضة ان القصف العنيف استمر على احياء حمص. وبدأ فجرا على الخالدية وعشيرة وباب السباع وبابا عمرو والمدينة القديمة. وقالت هذه المصادر ان خمسين شخصاً على الاقل قتلوا امس في المواجهات في حمص ومحافظة ادلب وريف دمشق وحلب ودرعا.

وقال ناشط في حي بابا عمرو ان هناك مخاوف من ان يفعل النظام بحمص ما فعله في حماة منذ ثلاثين عاما. وقال «ان هدفهم الوحيد تكرار مجزرة حماة فحمص هي عاصمة الثورة السورية لذلك يريدون قمعها مستخدمين اشد انواع العنف ظنا منهم بانهم ان قتلوا الجميع سيقتلون الثورة».

خطف شابين سوريَين في البقاع وطلب فدية وضبط معدات متطورة في الضاحية الجنوبية

بيروت – «الحياة»

تثير حال التسيب الأمني السائدة في بعض المناطق اللبنانية الكثير من مخاوف المواطنين والذين يعيشون على الأراضي اللبنانية مع تكرار مسلسل عمليات الخطف بدافع الحصول على فدية أو سرقة السيارات بطرق متطورة.

وكان مجلس الأمن المركزي برئاسة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء الركن أشرف ريفي، أطلق في اجتماعه الأخير الصرخة من أجل وضع خطة أمنية جدية، محذراً من تمادي عصابات الخطف والابتزاز المالي وسرقة السيارات والاعتداء على كرامات الناس وترويعهم.

وفي تحد مفضوح للأمن اللبناني، اقتحم فجر أمس مسلحون منزل عائلة محمد عزالدين (سوري الجنسية) الذي يقع في مجمع سكني في حي الكرك في مدينة زحلة، وخطفوا على مرأى من الأم ولديها براء (16 سنة) وعلي (14 سنة) بقوة السلاح الذي وجهه الخاطفون إلى صدر الوالدة وابنتها التي لم تبلغ أربع سنوات وطالبوا بفدية مالية مقابل الإفراج عنهما، فيما الوالد يعمل في المملكة العربية السعودية.

ووصل المسلحون في سيارتين وضربوا الناطور ومن ثم أجبروه على أن يرشدهم إلى منزل عز الدين، ولدى وصولهم خلعوا الباب الخشبي بركلة ودخل مسلحان المنزل وانتظر أربعة مسلحين في الخارج مع سيارة أخرى عند مدخل المجمع. وخلال دقائق وبتهديد بالسلاح سرقوا مبلغ 30 ألف دولار ومصاغاً تقدر قيمته بمليون ليرة سورية (تقديرات العائلة) ثم اقتادوا الشقيقين علي وبراء بعد مصادرة كل الهواتف الخلوية الموجودة في المنزل إلى جهة مجهولة. وطالبوا الأم بأن تعد مبلغاً كبيراً لاسترجاع ولديها. واتصل الخاطفون بعد ساعتين من هاتف خليوي سوري بأحد أصدقاء براء معلنين مطلبهم وهو فدية بقيمة ثلاثة ملايين دولار.

وصباحاً، حضر النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي فريد كلاس وضباط الأجهزة الأمنية على اختلافها وأجروا تحقيقاتهم. وذكر لاحقاً ان الجيش اللبناني يقوم بعمليات دهم وتفتيش في بلدة بريتال وجرودها.

وتأتي عملية الخطف هذه بعد عملية مماثلة تعرض لها أشقاء سوريون ثلاثة من عائلة عبد الرؤوف في 13 الجاري، وقبلها عملية خطف رجل الأعمال السوري محمد الجابي ثم خطف شخصين سوريين وخطف رجل أعمال سوري أيضاً. وكانت هذه العمليات تجري على خط شتورة – تعنايل. وسبقت هذه العمليات عملية خطف الأستونيين السبعة.

وكان الخاطفون بحسب إفادة أسامة عزت عبد الرؤوف الذي خطف مع شقيقيه وأطلق سراحه ليجلب الفدية المالية التي طلبها الخاطفون وتقدر بمليوني دولار، «يتجاوزون الحواجز العسكرية والأمنية المنتشرة في البقاع بكل سهولة بعد التعريف عن أنفسهم بأنهم عناصر تابعين لجهاز أمني لبناني».

وقدرت مصادر أمنية أن ثمة عمليات مراقبة للحدود اللبنانية – السورية من قبل العصابات وصولاً إلى جديتا مروراً بالمصارف. وتقدر الأجهزة الأمنية والعسكرية أن يكون بين خاطفي الشقيقين براء وعلي عناصر من المجموعة التي خطفت سوريين سابقين وقبلهم رجل الأعمال اللبناني أحمد زيدان.

وكان فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي لاحق أول من أمس سيارة بداخلها أشخاص في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية وجرى تبادل لإطلاق النار، وتمكن عناصر الفرع من توقيف شخص لبناني ومساعده من التابعية السورية وضبطوا سيارة أخرى كانت تساند السيارة الأولى وتمكن والد اللبناني الموقوف من الفرار ويعتقد أنه رأس عصابة متخصصة بسرقة السيارات، ولدى تفتيش مكان سكن الوالد ن. ح. الفار في حي ماضي في الضاحية (نفى «حزب الله» لاحقاً أن يكون المدعو نزار الحسيني مسؤولاً في الحزب أو عضواً فيه وأكد أن الحزب لم يمنع قوى الأمن من القيام بمهامها)، جرى ضبط أربع سيارات جديدة مسروقة إلى جانب معدات تقنية حديثة تسمح بسرقة السيارة بعد فك رموز الأمان فيها من دون الحاجة إلى الخلع والكسر، وذخيرة وأسلحة ومتفجرات ومادة «سي 4» تستعمل في التفجير.

بلاغ قوى الامن

وأوضحت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة ما حصل في الضاحية الجنوبية في بلاغ اصدرته امس وجاء فيه: «فجر السبت – الاحد الماضيين سرقت سيارة جيب من نوع «اكس 5» مزودة بجهاز GPS من محلة الحمراء في بيروت عائدة لإحدى شركات الإيجار، ولدى المتابعة تمكنت دورية من مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية – قسم المباحث الجنائية الخاصة في وحدة الشرطة القضائية في التاسعة صباح الاحد من تحديد مكان الجيب المسروق وتوقيفه من طريق جهاز الـGPS بالتنسيق مع اصحابه ورصده في محلة حارة حريك. وأثناء عملية المراقبة حضر عدد من الأشخاص على متن سيارة نوع «كيا سبورتج» لونها أسود بغية أخذ الجيب المذكور وبادروا الى إطلاق النار باتجاه الدورية فأصيب رئيسها بطلقين ناريين في رجله نقل إلى المستشفى للمعالجة، فردت الدورية على مصدر النيران وتمكنت من ضبط سيارة الجيب المسروق، فيما تمكّن مطلقو النار من الفرار تاركين سيارة الكيا في المحلة حيث جرى ضبطها وتبين انها مسروقة».

وتابع البلاغ انه «نتيجة الاستقصاءات والتحريات المكثفة حددت هوية مطلق النار ويدعى: ن ح (مواليد 1969) لبناني وتمت بناء لإشارة القضاء المختص مداهمة منزله في محلة حي ماضي حيث اوقف ابنه ع (مواليد 1996) وضبطت في داخل المنزل كمية من الأسلحة الحربية، متفجرات، بزّات عسكرية (قوى امن، جيش وغيرها)، اجهزة الكترونية متطورة، كما ضبطت في موقف المبنى الذي يقطنه اربع سيارات مسروقة حديثة الصنع نوع BMW طراز (530، 325، X5). والتحقيق جارٍ بإشراف القضاء المختص، فيما البحث مستمر لتوقيفه وتوقيف باقي افراد العصابة».

أعداد القتلى تطغى على نتائج الاستفتاء

واشنطن: الانشقاقات ستؤدي إلى سقوط الأسد

 السعودية تندّد بـ”التخاذل” الدولي وقطر تدعو إلى تسيلح المعارضة

 أوروبا فرضت  عقوبات جديدة على سوريا وموسكو وبيجينغ تشيدان بالاستفتاء

أعلنت السلطات السورية أمس ان اكثر من 89,4 في المئة من الناخبين السوريين وافقوا على مشروع الدستور الجديد في الاستفتاء عليه الذي أجري الاحد وان نسبة المقترعين بلغت 57,4 في المئة. ورأت واشنطن ان الاستفتاء على هذا الدستور يعبر عن “وقاحة مطلقة”، وتوقعت ان تؤدي الانشقاقات في صفوف الجيش ورجال الاعمال وممثلي الاقليات الى سقوط نظام بشار الاسد. وطغى على اعلان نتائج الاستفتاء الذي أشادت به موسكو وبيجينغ، ما أدلى به ناشطون عن مقتل 134 شخصاً في سوريا أمس بينهم 68 شخصاً في ريف حمص بعد نزوحهم من حي باباعمرو المحاصر في المدينة. لكن ناشطين آخرين قالوا ان القتلى هم من العلويين المؤيدين للأسد. وهذا أكبر عدد من القتلى يسقط في يوم واحد منذ بدء الاحتجاجات في سوريا قبل 11 شهرا. وتبنّت منظمة اسلامية تطلق على نفسها “جبهة النصرة” تفجيرا انتحاريا مطلع السنة في دمشق. ويعقد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان جلسة طارئة اليوم للبحث في الوضع السوري، وذلك بدعوة من قطر. ونددت الرياض بالمواقف الدولية “المتخاذلة” في مواجهة النظام السوري، فيما دعت الدوحة الى تسليح المعارضة السورية. وفرض الاتحاد الاوروبي دفعة جديدة من العقوبات على دمشق شملت المصرف المركزي. ص11و15.

وقال ناشطون سوريون، انه عثر على جثث 62 شخصاً على الاقل قرب حمص.

وأفاد بعض الناشطين أن أفراد عائلات من حي بابا عمرو تعرضوا للخطف لدى محاولتهم الفرار من الحي الذي يتعرض للقصف منذ اكثر من ثلاثة أسابيع.

وقال ناشط من بابا عمرو يدعى ابو بكر ان عائلات كانت تغادر الحي واعترضتها نقطة تفتيش ليل الاحد وخطف 62 شخصاً. وأضاف انه عثر على جثثهم في منطقة موالية للاسد صباح أمس.

لكن ناشطين آخرين قالوا ان القتلى ينتمون الى الاقلية العلوية التي منها الاسد.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن ان “68 مواطنا قتلوا في ريف حمص الغربي في اراض زراعية بين قريتي رام العنز والغجرية، ونقلوا الى المشفى الوطني في مدينة حمص”. وأضاف ان “الجثث تظهر عليها آثار رصاص او طعنات من سلاح ابيض”.

وأعلن مصدر ديبلوماسي غربي في دمشق ان المفاوضات والاستعدادات الاثنين لاجلاء الصحافيين الغربيين المحاصرين في حي بابا عمرو بحمص لم تسفر عن نتيجة. وقال ان “اجلاء الصحافيين لم يتم ولكن في المقابل تمكنت سيارات الاسعاف التابعة للهلال الاحمر السوري من اخراج ثلاثة جرحى سوريين”.

“جبهة النصرة”

على صعيد آخر، تبنت مجموعة اسلامية تطلق على نفسها “جبهة النصرة” في شريط فيديو أوردته مواقع الكترونية اسلامية مسؤولية الانفجار الذي حصل في 6 كانون الثاني في دمشق، مشيرة الى ان “العملية الاستشهادية” جاءت ردا على انتهاكات النظام السوري ضد النساء.

وتضمن الشريط المصور ومدته 45 دقيقة صور انفجار قوي تحت جسر وقرب اوتوبيسات، سرعان ما شبت النيران قربها وفر من داخلها ومن حولها عدد من الرجال، قال الشريط انهم “عناصر امن النظام”. كما تضمن كلاما مسجلا لشخص تم تمويه وجهه وقد حمل رشاشا في يده وعرف عنه بانه “الاستشهادي ابو البراء الشامي” الذي قال انه قرر “تلبية نداء” امرأة “دخل عليها خمسة من الشبيحة وقتلوا ولدها”.

كلينتون

* في واشنطن، صرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مقابلة مع شبكة “2 ام” المغربية للتلفزيون خلال زيارتها للرباط : “اعتقد ان النظام (السوري) سيسقط … لست عرافة، لا يمكنني ان اقول لكم متى سيحصل ذلك… لكن الجيش السوري الذي هو الى حد كبير جيش من المجندين، لن يستمر في شن هذه الهجمات الوحشية على الشعب السوري الى ما لانهاية”. وقالت: “في وقت ما، ومع الانشقاقات ليس فقط في صفوف قوى الامن وانما ايضاً في صفوف رجال الاعمال والاقليات الذين يبدون قلقهم مما يحصل حالياً، سينشأ زخم ضد النظام”. وخلصت الى ان “هذا سيحصل. انها مسألة وقت فقط، وآمل في ان يحصل ذلك في أسرع وقت لكي تتوقف المجازر”.

وفي وقت لاحق، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند بأن كلينتون لم تدع الجيش السوري للانضمام إلى المعارضة السورية بل طلبت منه التوقف عن قتل اخوتهم وأخواتهم السوريين ورفض تنفيذ أوامر نظام الأسد ورفض إطلاق النار على الأبرياء، مذكرة بأن هذا هو ما فعله الجيش المصري الذي رفض إطلاق النار على شعبه أو تنفيذ أوامر دموية.

وفي ما يتعلق بالتقارير الصحافية التي تواترت عن عزم عدد من دول الخليج على بدء تسليح المعارضة السورية، أكدت نولاند مجددا على تصريحات كلينتون التي تحفظت فيها عن تسليح المعارضة السورية خشية أن تصل هذه الاسلحة إلى “القاعدة” أو “حماس”.

وعن تزويد قطر المعارضة السورية أسلحة، قالت إن وزارة الخارجية الأميركية تجري مشاورات مع الكثير من الدول العربية وغير العربية في هذا الشأن، مشددة على أنها تؤيد الحل السلمي وعدم تصعيد العنف.

 وفي ما يتعلق بالاستفتاء على الدستور الذي أجرته سوريا، قالت: “اننا نرفضه لأنه يعبر عن وقاحة مطلقة”. وأضافت أن الإدارة الأميركية لا تأخذ هذا الاستفتاء على محمل الجد وأنها تسير عبر ثلاثة مسارات من أجل وضع حد للعنف في سوريا، وهي تصعيد العقوبات والضغوط على نحو منفرد وجماعي على النظام السوري، وإجراء اتصالات مع الصين وروسيا وإيران لوقف دعمها للنظام السوري، ودعم الجهود الدولية الإنسانية، والانفتاح على المعارضة.

كذلك شككت الامم المتحدة في صدقية الاستفتاء، وصرح مساعد الناطق باسم الامم المتحدة ادواردو دل بوي: “من غير المستبعد ان يكون الاستفتاء ذا صدقية في اطار العنف العام والانتهاكات الكبيرة لحقوق الانسان” في سوريا.

أنان

* في جنيف، قال ديبلوماسيون ومسؤولون في الامم المتحدة وجامعة الدول العربية ان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان أجرى محادثات منفصلة مع كل من وزيري الخارجية الايراني علي أكبر صالحي والفرنسي ألان جوبيه.

وقال مسؤول في الامم المتحدة ان انان اجتمع مع صالحي وجوبيه قبل ان يتوجه الى نيويورك الاربعاء.

والوزيران في جنيف للتحدث أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان الذي سيجري مناقشة طارئة اليوم في شأن الازمة السورية.

جوبيه

* في باريس، رأى جوبيه في مقال تنشره صحيفة “لاكروا” الكاثوليكية ان من مصلحة مسيحيي الشرق ان يشاركوا في التطورات “الايجابية” التي تشهدها بلدانهم، وخصوصا سوريا. وقال انه في حين تبدي الاقليات المسيحية في الدول العربية قلقها من “تصاعد التوتر المرتبط بالطائفية”، فان فرنسا “كانت وستبقى دوماً الى جانبها”. واضاف ان “الحماية الفضلى لمسيحيي الشرق والضمان الفعلي لاستمرار وجودهم يكمنان اليوم في ارساء الديموقراطية ودولة القانون في البلدان العربية”.

الجامعة العربية

* في القاهرة، قال مصدر في جامعة الدول العربية إن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعات تستمر يومين ابتداء من 10 آذار في العاصمة المصرية للبحث في التطورات في سوريا والإعداد لمؤتمر القمة العربي المقرر عقده في بغداد أواخر الشهر المقبل.

وقال إن الوزراء سيناقشون احجام دمشق عن تطبيق قرار الجامعة العربية الخاص بإنهاء حملة القمع التي يتعرض لها المحتجون المناوئون لحكم الأسد. وسترأس الكويت الدورة المقبلة لمجلس وزراء الخارجية العرب بعد قطر.

مسؤولون أميركيون: لا خليفة للأسد

فـي نظـام محصّـن مـن الانقـلابات

تحاول إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع حلفائها العرب والأوروبيين إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، لكن مسؤولين أميركيين يقرون بأنهم لا يرون مرشحا صالحا يحل محله، سواء من داخل الحكومة أو من المعارضة المشتتة.

ويرى المسؤولون والخبراء بالشأن السوري أن هذا يعود بدرجة كبيرة إلى إصرار الأسد على تحصين حكمه من الانقلابات لضمان عدم ظهور أي منافس من الداخل. ويتوقع مسؤولون أميركيون سقوط الحكومة السورية في نهاية الأمر، لكن السؤال المتعلق بمن يحكم سوريا أصبح أكثر إلحاحاً. وباختصار ليس هناك خليفة محتمل، ولم يتضح ما إذا كان من الممكن أن يظهر قريبا.

وقال مسؤول أميركي، في واشنطن، «المؤسسة الحاكمة هناك مترسخة للغاية، وهي منكبة على الاهتمام بمصالحها، فحتى إذا أطاحوا الأسد، وهذا محض تكهن، فليس من الواضح ما إذا كان خليفته سيعجبنا أكثر منه… ليس هناك خليفة محتمل»، موضحا أنه «ليست هناك شخصية معارضة يمكن أن تخرج وتصبح وجهاً للمقاومة السورية».

وحاولت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في تونس الجمعة الماضي، اللعب على قضية حصول انقلاب على الأسد، لكن في الأحاديث الخاصة يقول مسؤولون أميركيون إن الأسد وأفراد عائلته المقربين والدائرة المقربة سيحاولون جميعا التمسك بالسلطة لأطول وقت ممكن.

وقال جوشوا لانديس، وهو أستاذ في جامعة أوكلاهوما يكتب نشرة عن السياسة السورية، «يتحسب ويخطط آل الأسد لهذا طوال 40 عاما، لانتفاضة سنية ضدهم. لذلك فقد وضعوا أفراد الأسرة وأفرادا من الطائفة (العلوية) في المناصب القيادية. يتعلق الأمر برمته بتحصين هذا النظام من الانقلابات».

ويقول خبراء إن الأفراد الذين تورطوا في «قتل مدنيين» لديهم حافز قوي لدعم الأسد لأنهم سيقعون في مشكلات في حالة انهيار النظام. ويقول بول بيلار، الأستاذ في جامعة جورجتاون والمحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، «كل من في أجهزة الأمن تقريبا سيكون لديه اعتبارا من اليوم المبرر الكافي للخوف على مستقبله في سوريا في حالة سقوط النظام».

وقال العضو في المجلس الوطني السوري مرهف جويجاتي إنه «سيكون من الصعب القيام بانقلاب لأن عائلة الأسد رسخت لنظام تتداخل به مهام أجهزة الاستخبارات. لذلك إذا حدثت حركة في أي وحدات من الجيش فسوف يصبحون على علم بها».

وقال المسؤول الأميركي «سوريا دولة بوليسية لديها قدرة عسكرية واستخباراتية قوية جدا داخل سوريا». وأضاف «إنهم منتشرون في أنحاء سوريا. لديهم طرق معقدة في الحصول على المعلومات وهذا أمر يتعين على المعارضة محاربته». وتابع «لديهم شبكة مترابطة بالمعنى الحرفي والمجازي داخل البلاد. يستخدمون مجموعة متنوعة من الوسائل المتاحة لهم للحصول على معلومات. إنها الدولة البوليسية بصورتها التقليدية».

وقالت كلينتون إنها ستراهن على عدم بقاء الأسد في السلطة وإنه ستكون هناك «نقطة انهيار». وقال المسؤول الأميركي «ربما تحدث نقطة الانهيار عندما تتكثف الضغوط الدولية والدبلوماسية والاقتصادية، ويحدث الغليان الكافي في سوريا ليبدأ سقوط الأسد. لكن هذا لن يكون سهلا، وربما يستغرق وقتا أطول».

وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، أمام لجنة في الكونغرس مؤخرا، إن من العوامل الجديرة بالمتابعة «مدى تماسك النخبة». وأضاف «في حين أننا رأينا مؤشرات على أن بعض الشخصيات الكبرى في نظام الأسد وضعت خططا احترازية لإجلاء ونقل الأسر ونقل موارد مالية، إلا أنهم متماسكون حتى هذه النقطة».

والسؤال الآن كيف سيترك الأسد السلطة كما يتوقع كثر؟ وقال المسؤول الأميركي «الأمل هو أنه إما أن يتنحى أو أن يجبره شعبه على التنحي، لكن من المستحيل تحديد» كيف سيحدث هذا حقا.

(رويترز)

الوزراء العرب يناقشون الأزمة الأسبوع المقبل … وقطر تقترح اعتماد النموذج الليبي

سوريا: الدستور الجديد يصبح نافذاً … والعنف يصبح كارثياً

زياد حيدر

أعلنت وزارة الداخلية السورية، أمس، موافقة الناخبين السوريين بغالبية 89,4 في المئة على مشروع الدستور الجديد الذي يهيئ الأرضية القانونية لتعددية سياسية وانتخابات نيابية ورئاسية مبكرة للمرة الأولى في تاريخ البلاد منذ خمسة عقود تقريبا، ويتوقع ان تكون الخطوة التنفيذية الاولى تشكيل حكومة جديدة تضم معارضين ومستقلين في منتصف شهر آذار المقبل، في وقت شهدت اعمال العنف تصاعدا استثنائيا وحصدت اكثر من مئة قتيل وعشرات الجرحى معظمهم في مجزرة قرب مدينة حمص تضاربت الانباء حول ضحاياها.

وانضمت قطر إلى السعودية في الدعوة لتسليح المعارضين السوريين، معتبرة ان التدخل في ليبيا يمكن أن يكون نموذجا يحتذى في سوريا. وأدانت الرياض موقف بعض الدول «المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب» السوري، محملة اياها المسؤولية الاخلاقية لتعطيل التحرك الدولي بهذا الخصوص، في اشارة واضحة الى موقف روسيا والصين الداعم لدمشق في مجلس الامن.

واعتبرت واشنطن ان الاستفتاء على الدستور يثير الضحك، فيما اعربت الامم المتحدة عن تشكيكها في صدقية الاجراء الذي دافعت عنه موسكو وطهران. وبحث كوفي انان الامين العام السابق للامم المتحدة وموفد المنظمة الدولية والجامعة العربية الخاص للازمة في سوريا، مع وزيري الخارجية الايراني والفرنسي الوضع في سوريا.

وقال مصدر في جامعة الدول العربية، في القاهرة، إن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعات تستمر يومين ابتداء من 10 آذار المقبل في القاهرة لبحث التطورات في سوريا والإعداد لمؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في بغداد في 29 آذار.

وأضاف المصدر ان «الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي سيقدم إلى الوزراء تقريرا تفصيليا حول الأوضاع السورية يتضمن عدم وقف العنف من قبل السلطات السورية وعدم الإفراج عن المعتقلين السوريين بسبب الأحداث الراهنة ورفضها فتح المجال أمام منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية للتنقل بحرية داخل المدن السورية». وتابع أن التقرير سيشير إلى «عدم إخلاء المدن السورية من مظاهر التسلح وعدم سحب الجيش السوري والقوات المسلحة من مختلف التشكيلات إلى ثكناتها ومواقعها الأصلية وعدم السماح للمتظاهرين بالتظاهر السلمي بمختلف أنواعه وعدم التعرض لهم».

الموافقة على الدستور

وقال وزير الداخلية اللواء محمد الشعار، في مؤتمر صحافي في دمشق، ان نسبة المقترعين فاقت الخمسين في المئة المطلوبة لإعطائه شرعية قانونية، كما وصل عدد الموافقين على الدستور ما يقارب التسعين في المئة.

وأبدى مسؤولون ارتياحهم لنتيجة الاستفتاء، والذي يفترض أن يليه مؤتمر قطري لحزب البعث الحاكم بعد 15 آذار المقبل حتى «يتكيف مع التغيير الدستوري». ويبقى احتمال تشكيل حكومة جديدة تضم مستقلين، تحضر لمرحلة انتقالية معلقا،

بانتظار اتخاذ القرار، إما بإجراء انتخابات نيابية في موعدها المقرر في أيار أو تقديمها عن هذا الموعد بغض النظر عن الظروف الأمنية.

وأعلن الشعار نتائج الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد لسوريا، حيث بلغت نسبة الموافقين عليه 89،4 في المئة من عدد الذين شاركوا في الاستفتاء.

وأوضح الشعار أن «عدد المواطنين الذين مارسوا حقهم في الاستفتاء بلغ 8،376 ملايين، أي بنسبة 57،4 في المئة من أصل حوالى 14،6 مليونا يحق لهم المشاركة في الاستفتاء، في حين بلغ عدد الموافقين على مشروع الدستور الجديد 7،5 ملايين مواطن بنسبة 89،4 في المئة من عدد المستفتين، وغير الموافقين 753208 مواطنين بنسبة 9 في المئة، بينما بلغ عدد الأوراق الباطلة 132920 أي نسبة 1،6 في المئة».

وقال الشعار إن مسلحين حاولوا إعاقة العملية الاقتراعية في مناطق مختلفة من البلاد، معتبرا أن «عملية الاستفتاء تميزت بالإقبال، على الرغم مما شاب بعض المناطق من تهديد وترهيب للمواطنين من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، وما رافقها من حملات تشويش وتحريض من قبل وسائل الإعلام المضللة لمنع المواطنين من ممارسة حقهم في الاستفتاء والإساءة إلى مجمل هذه العملية الديموقراطية التي جرت بكل حرية وشفافية ونزاهة».

وقال «إن وزارة الداخلية وفرت جميع التسهيلات التي تتيح للمواطن ممارسة حقه في الاستفتاء على الشكل الأفضل، حيث اتخذت كل الإجراءات والترتيبات المتعلقة بعملية الاستفتاء».

وأوضح الشعار أنه «فور انتهاء عمليات الاستفتاء بدأت لجان المراكز فرز وإحصاء الأصوات، وبعد انتهائها أبلغت النتائج إلى اللجان المركزية لدوائر الاستفتاء في المحافظات التي تولت بدورها جمع النتائج الواردة إليها وأبلغتها إلى المحافظين الذين أبلغوها بدورهم إلى وزارة الداخلية حيث قامت لجنة المتابعة بإحصاء هذه النتائج وتدقيقها وعرضها على لجنة الإشراف المركزية في الوزارة التي قامت بإجراء المطابقة بين ما ورد في محضر لجنة المتابعة ومضمون المحاضر المنظمة من قبل اللجان المختصة».

وأكد أن «سوريا تستحق هذا الانجاز الحضاري النوعي والعصري الذي حققه شعبها الوفي بوعيه وحسه الوطني وإدراكه لأبعاد المؤامرة التي يتعرض لها وإصراره على المضي قدماً في مسيرة الإصلاح في كافة المجالات».

واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي، لوكالة «اسوشييتد برس»، الغرب بالاستفادة من الاحداث في سوريا في محاولة زعزعة استقرارها، محذرا المعارضة من أن عملية التسلح خطأ كبير سيرتد عليها، مكررا ان الحل الوحيد للازمة هو في جلوس جميع الاطراف حول طاولة المفاوضات والانخراط في الحوار.

قطر والسعودية

وشدد (ا ف ب، ا ب، رويترز) رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في اوسلو، أن «على الأمم المتحدة أن تحمل على عاتقها مسؤولية ما يجري في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا الوضع في سوريا ووقف القتل اليومي هناك»، مشيرا إلى «ضرورة العمل من أجل حماية الشعب السوري».

وطالب «الحكومة السورية بأخذ قرار في هذا الاتجاه لوقف القتل والعمل من أجل السلام»، مشيرا إلى أن اجتماع مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس والاجتماع المقبل في تركيا كلها من أجل مساعدة الشعب السوري ولوقف القتال ونزيف الدم»، مضيفا «نحن هنا نريد مساعدة أصدقائنا أيضا في هذا الاتجاه».

وأشار حمد إلى «اقتراح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بإرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف القتال هناك». وقال «إن على الشعب السوري أن يختار ما يريد في بلده، ولا يمكننا الوقوف نشاهد الشعب السوري يقتل كل يوم، ولا نستطيع مساعدته بالغذاء والدواء»، منوها «بمساعدة الأصدقاء في أحداث ليبيا ونريدهم أيضا هنا للمساعدة».

وحول ما يمكن عمله من قبل الدول العربية حيال ما يجري في سوريا، قال حمد «اعتقد أن علينا مساعدتهم بما في ذلك تسليحهم للدفاع عن أنفسهم، وعلى الدول العربية المشاركة في ذلك من خلال تجمع عربي ودولي لوقف نزيف الدم في سوريا بعد أكثر من 11 شهرا من الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد والتي راح فيها الكثير».

لكن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال إن القوى الغربية تتعشم أن تتمكن الدبلوماسية من تغيير وجهات النظر. وأضاف «نمارس ضغطا على الروس اولا والصينيين بعدهم حتى يتخلوا عن الفيتو».

وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة، في بيان بعد جلسة الحكومة برئاسة الملك عبد الله في الرياض، إن «المجلس تطرق إلى الجهود العربية والدولية بشأن الوضع في سوريا، معبرا عن تقدير السعودية لما تم بذله من جهود لانعقاد المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري، ومجددا تأكيد المملكة على أنها ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق حلولاً عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري، وأن السعودية تحمل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري».

واشنطن

وصعدت واشنطن لهجتها في موضوع الاستفتاء. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «إننا نرفضه (الاستفتاء) لأنه يعبر عن وقاحة مطلقة». وأضافت إن الرئيس السوري بشار الأسد «قام بالتصويت في عملية اقتراع يسيطر عليها، مستخدما قصاصة ورق يسيطر عليها في محاولة للبقاء في السلطة».

ووصفت نولاند الاستفتاء بأنه «يثير الضحك». وتابعت «على كل المجموعات المعارضة أن تحظى بموافقة الدولة. هذا يعني انه (الأسد) سيختار بنفسه من يحق له أن يكون في المعارضة أو لا». وتساءلت عن «كيفية انطلاق عملية لإرساء الديموقراطية فيما الدبابات وقوات النظام تواصل إطلاق النار على المدنيين».

وتوقعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن ينتهي نظام الأسد بالسقوط بسبب «انشقاقات جنود ورجال اعمال وممثلي اقليات».

وقالت كلينتون، في مقابلة مع شبكة التلفزيون المغربية «2 ام» بثت امس، «اعتقد ان النظام سيسقط. لست عرافة، لا يمكنني ان اقول لكم متى سيحصل ذلك». واضافت «لكن الجيش السوري الذي هو بشكل كبير جيش من المجندين، لن يستمر في شن هذه الهجمات الوحشية ضد الشعب السوري الى ما لانهاية». وتابعت «في وقت ما، ومع الانشقاقات ليس فقط في صفوف قوات الامن وانما ايضا في صفوف رجال الاعمال والاقليات الذين يبدون قلقهم مما يحصل حاليا، سينشأ زخم ضد النظام». وتابعت «هذا سيحصل. انها مسألة وقت فقط، وآمل ان يحصل ذلك في اسرع وقت لكي تتوقف المجازر».

انان

وفي جنيف، التقى كوفي انان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة وموفد المنظمة الدولية والجامعة العربية الخاص بالازمة في سوريا، على هامش اجتماع مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، وزيري الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي والفرنسي الان جوبيه وناقش معهما الوضع في سوريا.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، ان انان اكد لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي، «استعداده للتعاون مع روسيا في ما يخص تسوية الأزمة في سوريا». واضافت «احاط الوزير الروسي المبعوث علما بالجهود التي تبذلها روسيا بهدف وقف العنف بأسرع ما يمكن في سوريا، واكد ان روسيا ترحب بتعيين انان مبعوثا دوليا خاصا بسوريا».

الأمم المتحدة

وأعربت الأمم المتحدة عن تشكيكها في صدقية الاستفتاء. وقال مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة ادواردو ديل بوي «من غير المرجح ان يكون الاستفتاء ذا صدقية في اطار العنف العام والانتهاكات الكبيرة لحقوق الانسان» في سوريا.

واوضح ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «اخذ علما» بالاستفتاء. واضاف «من المؤكد ان دستورا جديدا ونهاية هيمنة حزب البعث على السلطة يمكن ان يكونا جزءا من الحل السياسي» للازمة في سوريا لكن «الاستفتاء يجب ان يتم في اجواء خالية من العنف والترهيب». وتابع ان الامم المتحدة تعتبر ان «الاولوية في سوريا يجب ان تكون وضع حد لكل اعمال العنف، وفي تلك الشروط فقط يمكن الانتقال الى عملية سياسية تلبي تطلعات المواطنين».

وتابع المتحدث ان الامم المتحدة لا تزال تنتظر ضوءا اخضر من دمشق لارسال مسؤولة العمليات الانسانية لديها فاليري اموس الى سوريا لتقييم الوضع الانساني فيها. ونقل الطلب الرسمي للزيارة الى السلطات السورية الاسبوع الماضي.

الاتحاد الأوروبي

وتبنى الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة شملت تجميد أصول وحظر سفر بحق سبعة وزراء في الحكومة السورية. وجمد الأصول العائدة للبنك المركزي السوري، وحظر أي تعامل معه، مع الأخذ في الاعتبار ألا يمنع الحظر عمليات التجارة الشرعية. عمليات الشحن الجوي ستكون محظورة أيضاً، من سوريا وإليها، وستمنع طائرات الشحن السورية من الهبوط في المطارات الأوروبية، وذلك باستثناء الطائرات التي تقل أيضاً مسافرين. إضافة إلى ذلك، تم منع أي تجارة بالذهب والمعادن الثمينة مع الهيئات الرسمية السورية. واجمع وزراء خارجية الاتحاد، خلال اجتماعهم في بروكسل، على اعتبار أن «المجلس الوطني السوري» هو «ممثل شرعي للسوريين الساعين لتغيير ديموقراطي سلمي».

في المقابل، رفض الأوروبيون بشدة الخيار العسكري للتدخل في سوريا، وتحفظوا على إرسال قوة لحفظ السلام. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لـ«السفير»، «صحيح أن الجامعة العربية قد طرحت بعض الأفكار حول قوة حفظ السلام، ولكن بطبيعة الحال، ليكون هذا فعالا بشكل صحيح، يجب أن يكون هناك سلام للحفاظ عليه». وأضاف «في الوقت الراهن ليس لدينا ذلك، ولهذا نحتاج إلى وقف أعمال العنف من قبل النظام ضد المدنيين لكي يكون أي شيء من هذا القبيل فعالا».

وحول موقف وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، قبل أيام في تونس، واعتباره تسليح المعارضة «فكرة ممتازة»، يرى هيغ في حديثه لـ «السفير» أنه «لدينا في الاتحاد الأوروبي فرض لحظر الأسلحة على كامل سوريا. من الواضح أننا لن نتجاوز ذلك، ولكن نحن، في بريطانيا، نقوم بتكثيف اتصالاتنا مع المعارضة السورية». (تفاصيل صفحة 13)

وأدان عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين، وبينهم وزيرا فرنسا وبريطانيا، الاستفتاء، مؤكدين انه لا يتمتع بمصداقية بسبب استمرار «العنف». ووصف وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه للتلفزيون الفرنسي الاستفتاء بانه «مهزلة مقبضة» .

روسيا والصين وايران

ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاستفتاء بأنه «خطوة مهمة على طريق الإصلاحات». وقال ان «اجتماع اصدقاء سوريا الذي انعقد في تونس كان له بوضوح طابع احادي». واضاف «من الواضح بالنسبة لنا ان هذا الاجتماع لم يساعد في خلق شروط تحفز جميع الاطراف على البحث عن حل سياسي» للنزاع.

وأضاف لافروف «اعتقد أن من يرى في هذا (الاستفتاء) تحركا نحو الديموقراطية فهو صائب، وأن وقف احتكار حزب واحد للنظام السياسي يجب أن يرحب به». وأشار إلى «أننا نلح على أن تحصل جميع القوى السياسية، الحكومة والمعارضة، على إشارات من الخارج مفادها أننا نريد أن نجلسهم خلف طاولة الحوار»، معربا عن ثقته بأن «الاستفتاء في سوريا لم يجر رداً على تصريحات بل كخطوة مهمة على طريق الإصلاحات الملحة».

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، ان «نتائج الاستفتاء على الدستور تدل على ان نهج السلطات على التحول يحظى بتأييد الشعب». وقالت إن «موسكو تعتبر الاستفتاء خطة مهمة في طريق تحقيق نهج التحولات الرامية إلى جعل سوريا دولة ديموقراطية حديثة وتوسيع حقوق وحريات المواطنين والذي تتبعه الحكومة السورية».

وقالت وزارة الخارجية الصينية انه «لا يمكنها ان تقبل» تصريحات كلينتون التي دعت الاسرة الدولية الى دفع الصين وروسيا الى «تغيير موقفهما» من سوريا معتبرة انهما «تعترضان طريق تطلعات الشعب» السوري. وقال المتحدث باسمها هونغ لي «لا يمكننا ان نقبل بذلك وعلى العالم الخارجي الامتناع عن فرض خطته لحل الازمة على الشعب السوري». واكد ان بكين «تدعم موقف الدول العربية (…) ضد اي تدخل عسكري اجنبي».

وقدم نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين امير عبد اللهيان «التهاني للحكومة والشعب السوري العظيم والمقاوم بمناسبة إقامة الاستفتاء الناجح علي مشروع الدستور الجديد».

ووصف عبد اللهيان «المشاركة الواسعة للشعب السوري في هذه الخطوة الاساسية بانها نابعة من عزم وارادة الشعب والحكومة في سوريا لتحقيق مسار الاصلاحات والتمسك بالوحدة الوطنية والتضامن واعادة الاستقرار والامن».

الأوروبيون يشددون عقوباتهم على سوريا

هيغ لـ «السفير»: نحتاج إلى سلام

لنرسـل قـوة تحافـظ عليـه

وسيم ابراهيم

مرة أخرى يشدد الأوروبيون عقوباتهم على النظام السوري. لم يكن ذلك الإجراء الملموس الوحيد الذي اتخذه وزراء خارجية الاتحاد، خلال اجتماعهم في بروكسل أمس، فهم اجمعوا على اعتبار أن «المجلس الوطني السوري» هو «ممثل شرعي للسوريين الساعين لتغيير ديموقراطي سلمي».

لم يقولوا أنه «الممثل» ولا «الوحيد»، بل تركوا التمثيل مرتبطا بسلمية التغيير المنشود وديموقراطيته، فهم أيضا لم يتجاهلوا وجود معارضة أخرى، ودعوا الجميع إلى تشكيل «آلية تنسيق تمثيلية» للاتفاق على «مبادئ مشتركة» للانتقال السلمي. في المقابل، رفض الأوروبيون بشدة استخدام الخيار العسكري للتدخل في سوريا، وتحفظوا على إرسال قوة لحفظ السلام.

وتبنى الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة شملت تجميد أصول وحظر سفر بحق سبعة وزراء في الحكومة السورية. وجمد الأصول العائدة للبنك المركزي السوري، وحظر أي تعامل معه، مع الأخذ في الاعتبار ألا يمنع الحظر عمليات التجارة الشرعية. عمليات الشحن الجوي ستكون محظورة أيضا، من سوريا واليها، وستمنع طائرات الشحن السورية من الهبوط في المطارات الأوروبية، وذلك باستثناء الطائرات التي تقل أيضا مسافرين. إضافة إلى ذلك، تم منع أي تجارة بالذهب والمعادن الثمينة مع الهيئات الرسمية السورية.

لكن استعصاء الأزمة أصبح واضحا في كلام الأوروبيين، ولا يبدو أن طرح جامعة الدول العربية لإرسال قوة حفظ سلام يثير حماسهم.

وردا على سؤال لـ «السفير» حول هذا الأمر، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «صحيح أن الجامعة العربية قد طرحت بعض الأفكار حول قوة حفظ السلام، ولكن بطبيعة الحال، ليكون هذا فعالا بشكل صحيح، يجب أن يكون هناك سلام للحفاظ عليه». وأضاف «في الوقت الراهن ليس لدينا ذلك، ولهذا نحتاج إلى وقف أعمال العنف من قبل النظام ضد المدنيين لكي يكون أي شيء من هذا القبيل فعالا».

وحول موقف وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، قبل أيام في تونس، واعتباره تسليح المعارضة «فكرة ممتازة»، يرى هيغ في حديثه لـ «السفير» أنه «لدينا في الاتحاد الأوروبي فرض لحظر الأسلحة على كامل سوريا. من الواضح أننا لن نتجاوز ذلك، ولكن نحن، في بريطانيا، نقوم بتكثيف اتصالاتنا مع المعارضة السورية».

وهنا يشير وزير الخارجية البريطاني إلى مساعدات أخرى تقدمها بلاده للمعارضة. وقال «التقيت بالمجلس السوري الوطني يوم الجمعة (الماضي) وقدمت لهم مساعدات إضافية، وعونا سلميا لعملهم، كما سنفعل مع جماعات معارضة أخرى في سوريا. لذلك سنستمر في تكثيف اتصالاتنا معها (المعارضات السورية) ونعتبرها الممثل الشرعي للشعب السوري».

ربما كان الاعتراف بالتمثيل الشرعي للمعارضات السورية هو محصلة مواقف الأوروبيين، لكن هذا الاعتراف كان أكثر تمييزا لمعارضة من دون أخرى في بيانهم الرسمي.

وجاء في البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية، أن الاتحاد الأوروبي «يعترف بالمجلس الوطني السوري باعتباره ممثلا شرعيا للسوريين الساعين إلى تغيير سلمي وديموقراطي». وحث المعارضة السورية على إقامة «آلية تنسيق تمثيلية تحت إشراف الجامعة العربية، والاتفاق على مجموعة مبادئ مشتركة للعمل نحو انتقال سلمي ومنظم في سوريا لتكون ديموقراطية ومستقرة وتضمن حقوق الأقليات، وحيث يتمتع جميع المواطنين بحقوق متساوية بغض النظر عن أعراقهم وانتماءاتهم ومعتقداتهم». وكرر الأوروبيون دعوتهم المعارضة إلى تشكيل «منصة واسعة وشاملة» لعملها.

وقال وزير خارجية السويد كارل بيلدت إنه لا يمكن التعامل مع الأزمة السورية كما حصل في ليبيا، لافتا إلى واقع وجود «أطراف معارضة بينها خلافات معتبرة»، وأيضا وجود «انقسامات في المجتمع السوري يجب أخذها بالاعتبار».

ويلقى خيار التدخل العسكري في سوريا رفضا واضحا من قبل العديد من الدول الأوروبية، وهو ما عكسه وزير خارجية لوكسمبورغ جون أسلبورن، في حديثه لـ«السفير»، إذ قال أنه يرى في إرسال كوفي انان مبعوثا أمميا إلى سوريا «الطريقة الوحيدة للتفاوض حول حوار مع النظام للتوقف فورا عن هذه الأعمال الوحشية». وأضاف «أنا لا أعرف إذا كان ذلك ممكنا حقا، لا أعرف. لكنني أعرف ما هو غير ممكن، وهو التدخل عبر قوات عسكرية».

بالنسبة لأسلبورن فإن الخيار العسكري «ليس خيارا. لأنه، بهذه الطريقة، لن يكون إحصاء عدد القتلى بالآلاف، ولكن بعشرات الآلاف»، مضيفا «كنت ولا أزال أعتقد أن أي تدخل عسكري في سوريا سيؤدي إلى تفاقم الوضع وليس إلى حله».

واللافت في تصريحات وزراء الخارجية، هو أن بعضهم ألمح إلى خلافات في المواقف العربية، حتى أنه تحدث عن ضرورة عدم وجود «أجندات خاصة» تسعى دول عربية لتحقيقها في الأزمة السورية.

وحول ذلك يقول أسلبورن أن إظهار تضامن أوروبي مع الجامعة العربية «كي لا تكون لدى دول في الجامعة العربية أجندات خاصة»، قبل أن يوضح قصده بالقول «يجب حقا أن يكون هناك بين دول الخليج وغيرها من الدول (العربية)، مثل دول شمال أفريقيا، تضامن كبير في دعم كوفي انان، فهو ليس ممثلا للأمم المتحدة فقط، ولكن أيضا ممثلا للجامعة العربية».

وانتقد وزراء خارجية إجراء السلطات السورية استفتاء على دستور جديد. وقال هيغ، الذي عبر عن أمله في العودة إلى مجلس الأمن في الأسابيع المقبلة، إن «فتح صناديق الاقتراع، وتواصل فتح النار على المدنيين هو أمر لا يحظى بأي ثقة في نظر العالم».

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عند وصوله إلى بروكسل «عندما نرى رئيس البرلمان (السوري) يبتسم وهو يصوت في هذا الاستفتاء، فهذا يدل على أنها مهزلة». وأضاف «انه أمر مشين أن يجري ذلك بينما تتساقط القنابل على حمص ومدن أخرى».

وأكد الأوروبيون أن مسألة تقديم العون الإنساني تمثل محور اهتمامهم الآن، إضافة إلى محاولة الحصول على اتفاق «وقف إطلاق نار» مستمر ومراقبته، كما تقول وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.

واعتبرت آشتون، ردا على سؤال لـ«السفير»، أن الأهم الآن هو «كيفية دعم المنظمات الإنسانية للقيام بعملهم، سواء تم ذلك من خلال وقف القتال، ووقف إطلاق النار بشكل مثالي، وتمكن الناس من الدخول، أو كيفما يمكن القيام بذلك»، لافتة إلى أن أعمال تقديم الإغاثة والعون أمر «أساسي وحاسم، والقضية رقم واحد».

وركزت آشتون على أهمية مهمة نائب الأمين العام للأمم المتحدة والمسؤولة عن القضايا الإنسانية وتنسيق الإغاثة الطارئة فاليري آموس، والتي تزور لبنان بانتظار السماح لها بالدخول إلى سوريا لمحاولة تحديد كيفية إجراء العمل الإنساني.

نقل المصور البريطاني والصحافية الفرنسية المصابة من حمص إلى لبنان بأمان

نقل المصور البريطاني بول كونروي والصحافية الفرنسية إديت بوفييه من مدينة حمص السورية المحاصرة إلى لبنان، حسب ما أفادت مصادر في المعارضة السورية، وحسب ما روى والد الصحافي للإعلام البريطاني اليوم الثلاثاء.

وقال ليس كونروي، “علمنا بالخبر للتو عبر الهاتف”، إلا أن وزارة الخارجية لم تؤكد الخبر. وأفاد ناشط محلي يساهم في عمليات نقل الجرحى، أن “كونروي نقل إلى لبنان بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، عبر معبر حدودي غير شرعي في الشمال”، وأضاف، أن “كونروي وأشخاصا كانوا يرافقونه دخلوا بعد منتصف الليل منطقة وادي خالد عبر بلدة حنيدر الحدودية على دراجات نارية”.

وكان المصور المستقل قد أصيب في الوقت نفسه مع الصحافية الفرنسية اديت بوفييه خلال قصف للجيش السوري على حمص أدى إلى مقتل صحافية “صنداي تايمز” ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي اوشليك.

وقالت مصادر في المعارضة السورية لـ”رويترز” اليوم الثلاثاء، أنه تم تهريب الصحافية الفرنسية المصابة إديت بوفييه من مدينة حمص السورية بأمان إلى لبنان.

(أ ف ب، رويترز)

حمص: القتلى بالعشرات وفشل إخراج الأجانب

أعلن مصدر دبلوماسي غربي في دمشق، أمس، ان المفاوضات والاستعدادات لإجلاء الصحافيين الغربيين المحاصرين في حي بابا عمرو في مدينة حمص فشلت، فيما قتل 136 شخصا، بينهم 68 قتلوا بالرصاص و«السلاح الأبيض» قرب حمص، وتضاربت التقارير حول هويتهم.

وقال المصدر الدبلوماسي ان «إجلاء الصحافيين لم يتم، ولكن في المقابل تمكنت سيارات الاسعاف التابعة للهلال الاحمر السوري من اخراج ثلاثة جرحى سوريين». وأصيبت الصحافية الفرنسية ايديث بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي في قصف على حمص، فيما قتلت مراسلة صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية الصحافية الاميركية ماري كولفن ومصور وكالة «آي بي 3» الفرنسي ريمي اوشليك.

وقال مفاوض «كنا على وشك الوصول (إلى اتفاق)، ولكن في اللحظة الاخيرة تعثرت الامور فيما كانت سيارات الاسعاف قد دخلت بابا عمرو». ورفض تحديد ما اذا كان المعارضون السوريون الموجودون داخل بابا عمرو هم سبب العرقلة ام انها ناتجة من القوات النظامية الموجودة خارج الحي.

من جهته، أوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية في دمشق صالح دباكة ان الصليب الأحمر والهلال الأحمر ادخلا أدوية إلى الحي وان سيارات الإسعاف لا تزال داخله.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «موسكو تدعو جميع الجهات التي تتمتع بالإمكانات المطلوبة إلى التأثير على المعارضة المسلحة السورية من اجل تمكين اللجنة الدولية للصليب الأحمر من دخول مدينة حمص».

وأضافت إن «مندوبينا، وقبل كل شيء سفارتنا في دمشق، يتعاملون بنشاط مع السوريين من اجل تقديم المساعدة الإنسانية لسكان عدد من أحياء حمص»، مشيرة إلى أن «الحديث يدور أيضا عن مراعاة الهدنة التي من شأنها أن تسمح بضمان إجلاء الجرحى والنساء والأطفال وعدد من الصحافيين الأجانب من حي بابا عمرو».

وقالت الخارجية الروسية إن «المعلومات المتوفرة تشير إلى أن الصحافيين يوجدون في مناطق في حمص يسيطر عليها المسلحون. ونظرا إلى ذلك ندعو جميع الجهات التي تتمتع بالإمكانيات المطلوبة إلى إبداء التأثير اللازم على المعارضة المسلحة لتمكين ممثلي الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر من دخول أحياء حمص المذكورة».

وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن اللجنة والصليب الأحمر السوري دخلا مدينة حماه، حيث تم توزيع مساعدات لحوالى 12 ألف شخص. وأضاف «إنها المرة الأولى منذ 17 كانون الثاني التي نعود فيها إلى المدينة التي طالتها أعمال العنف». وأوضح انه إلى جانب المساعدات الغذائية التي يفترض أن تغطي احتياجات السكان لشهر واحد، وزعت اللجنة معدات طبية ومواد مساعدة.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «مقتل 109 اشخاص»، فيما اعلنت «لجان التنسيق المحلية مقتل «135 شخصا».

وقال ناشطون سوريون انه تم «العثور على جثث 68 شخصا قرب مدينة حمص لكنهم اختلفوا حول شخصيات القتلى». وقال بعض الناشطين «انهم افراد عائلات من حي بابا عمرو تعرضوا للخطف على نقطة تفتيش تابعة للقوات السورية أثناء محاولتهم الفرار من الحي»، لكن ناشطين آخرين قالوا انهم من العلويين.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان «68 مواطنا قتلوا في ريف حمص الغربي في أراض زراعية بين قريتي رام العنز والغجرية، ونقلوا الى المستشفى الوطني في مدينة حمص». واضاف ان «الجثث تظهر عليها آثار رصاص او طعنات من سلاح ابيض».

واشار المرصد الى ان «القتلى الباقين سقطوا في حي بابا عمرو والجوار في مدينة حمص وادلب وريف حلب». وذكر ان «قوات الامن السورية اطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريق الاف المواطنين الذين شاركوا في تشييع شهداء سقطوا امس (الاول) في حي كفرسوسة» في دمشق.

(ا ف ب، ا ب، رويترز)

الأسد يكشف عن قسوة تختفي وراء سلوكه الهاديء

بيروت- (رويترز): بينما كان الرئيس السوري بشار الأسد يدلي بصوته مبتسما بصحبة زوجته البريطانية المولد أسماء في الاستفتاء على الدستور الجديد كانت قواته تقصف مدنيين بائسين ومسلحين منشقين في حمص ثالث كبرى المدن السورية وقلب الانتفاضة على حكمه.

ومع افتقاره لغطرسة صدام حسين وشطحات معمر القذافي لم يكن من المحتمل أن ينضم الأسد صاحب الصوت الهادىء الى حكام آخرين مستبدين في الشرق الأوسط تلطخت أيديهم بالدماء.

لكن بعد مقتل الآلاف خلال حملة قمع مستمرة منذ 11 شهرا للاحتجاجات أثار طبيب العيون الذي درس الطب في لندن غضب دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا كانت تشيد به ذات يوم كإصلاحي محتمل.

وذكر بعض من يعرفون الأسد (46 عاما) أن ذلك خطأ كان يسهل الوقوع فيه نظرا لجاذبيته واعتدال سلوكه وميوله الإصلاحية التي يقولون إنها تحولت إلى ثقة زائدة بالنفس وموهبة في التلاعب بالمجتمع الدولي.

وقال احد مستشاريه السوريين السابقين إنه اصبح مقتنعا بأنه “الرجل الذي اختاره الله” بعد أن استقر به الأمر في منصبه.

وأشار الباحث الأمريكي ديفيد ليش الذي التقى بالأسد عدة مرات أثناء إعداد كتابه (أسد دمشق الجديد) الذي صدر عام 2005 إلى تغير مماثل في شخصية الزعيم السوري.

وقال ليش لرويترز “أنا شخصيا شهدت بشار يصبح أكثر ارتياحا للسلطة. بدأ مع مرور الأعوام يصدق المتملقين والدعاية المحيطة به بأن رفاهية البلد مرتبطة برفاهيته”.

ورافق الرئيس الذي كان يرتدي حلة زرقاء زوجته الأحد بين حشد من الناس الذين كانوا يهتفون له إلى لجنة الاقتراع في دمشق.

وقتل قرابة 60 مدنيا وجنديا في نفس يوم الاستفتاء على الدستور الذي وصفته وزيرة الخارجية الأمريكية بأنه “أكذوبة” و”حيلة مثيرة للسخرية”.

ويقول الذين عرفوا الأسد إنه مقتنع بأنه يحارب انتفاضة مدفوعة من الخارج ويشترك فيها أسلاميون ومنشقون على الجيش وإنه يعتزم سحقهم.

ويقول المؤيدون والمنتقدون على السواء إن الأسد أصبح اسير مصالح قوية بعد أن فشل في تغيير نظام حكم جامد وفاسد تسيطر عليه أسرته والطائفة العلوية التي ينتمي إليها في بلد يغلب السنة على مواطنيه.

وقال أندرو تابلر مؤلف كتاب (في عرين الأسد.. داخل حرب أمريكا الباردة مع سوريا برئاسة الأسد) “هو واقع فيما نسميه معضلة الديكتاتور.. إذا أجرى إصلاحات الآن فسيقوض الذين يعتمد عليهم (أجهزة الأمن) لدرجة كبيرة في الحفاظ على نظامه. هو في ورطة حقيقية”.

ولم يكن الأسد معدا ليتولى الزعامة لكن شقيقه الأكبر باسل الوريث المحتمل للسلطة بعد حافظ الأسد توفي في حادث سيارة عام 1994 فتولى بشار الرئاسة بعد وفاة الأب عام 2000.

وحكم حافظ الأسد سوريا بقبضة حديدية طوال 30 عاما سحق خلالها انتفاضة إسلامية في حماة عام 1982 وقتلت قواته آلاف المدنيين وسوت أجزاء من المدينة بالأرض.

وكان كثيرون يأملون أن تتغير الأمور في عهد ابنه الأصغر الذي سمح في باديء الأمر بنقاش عام بعنوان “ربيع دمشق” في مجتمع ظل مغلقا سنوات طويلة. وعزز ذلك التفاؤل الصورة العصرية لزوجته المسؤولة المصرفية السابقة التي وصفتها مجلة فوج للأزياء بأنها “وردة في الصحراء”.

وقال ليش “أعتقد أنه كان حقا إصلاحيا ملتزما في البداية”.

وقال أيمن عبد النور المستشار السابق لبشار الأسد إنه “خجول ولطيف ويمكن أن يستمع إليك مثل أي شخص عادي” وذلك قبل أن يلقنه الحرس القديم طريقة الحكم.

وأضاف عبد النور الذي انقلب على الأسد ويعيش حاليا في المنفى “بعد عام ونصف بدأ يعتقد انه الرجل الذي اختاره الله لحكم سوريا. وأنهى ربيع دمشق وسجن زعماءه وأصبح منذ ذلك الحين يعيش في شرنقة. إنه يعتقد أن الناس تعبده”.

ولا يريد الأسد تغيير مساره على ما يبدو لعدم اقتناعه بأنه يواجه انتفاضة شعبية حقيقية ولا يزال يروج لخطط للإصلاح لا يتوقع كثيرون أن تنزع فتيل الاضطرابات.

وكان الأسد الذي يتزعم حزب البعث الحاكم قد بدأ في تحرير الاقتصاد في مواجهة زيادة السكان وتراجع الموارد لكنه لم يغير شيئا يذكر عدا ذلك وهي سياسة وصفها جوشوا لانديس خبير شؤون سوريا بجامعة أوكلاهوما بأنها “حمقاء”.

وقال لانديس “أراد الحفاظ على حزب البعث وسلطة أسرة الأسد مع فتح أبواب البلد أمام التجارة الخارجية.أراد أن يفعل ذلك دون ارساء حكم القانون أو توازن السلطات أو بدون نظام قضائي مستقل.”

وأضاف “كانت معدلات الفقر في ازدياد واستمرت الفجوة الكبيرة في الدخل في الاتساع فأصبح الفساد المتفشي واستغلال السلطة أكثر بغضا عند المواطن العادي الذي تدهور مستوى معيشته. لقد إنهار ما يسمى بصفقة الاستبداد”.

ويبدو الأسد مقتنعا بأنه رغم عشرات الأعوام من الاحتقان سيصدق خصومه تعهداته بتغيير حقيقي من خلال استفتاء على دستور وانتخابات برلمانية.

وقال ليش “رغم اقتناع بقية العالم بأن الأسد يروج لأوهام.. فأنا أرى على العكس أنه والدائرة المقربة منه يعتقدون حقا.. أكثر مما يتخيل معظم الناس.. بوجود مؤامرات خارجية منذ البداية.”

وأضاف “أظن أنه يعتقد مخلصا أن الإصلاحات التي اقترحها ستصنع فرقا كبيرا وتحد من التمرد”.

وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن قرابة 90 في المئة من الناخبين وافقوا على الدستور الجديد الذي خلا من مادة كانت تنص على أن حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع ويسمح بالتعددية السياسية ويحدد فترة الرئاسة بولايتين مدة كل منهما سبع سنوات. وينتظر إجراء انتخابات برلمانية في غضون ثلاثة أشهر.

لكن تحديد مدة الرئاسة لن يطبق باثر رجعي الأمر الذي يوحي بأن الأسد الذي يتولى السلطة منذ عام 2000 يمكن أن يظل في المنصب على مدى ولايتين أخريين بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2014.

ورغم مقاطعة الزعماء العرب وتركيا الحليفة السابقة ما زال الأسد يعول على حلفاء مثل روسيا والصين وإيران لمساندته على الصعيد العالمي.

ووصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاستفتاء بأنه “خطوة مهمة على طريق الإصلاح”.

وكانت واشنطن ذكرت أنها تعارض التدخل العسكري لكنها فتحت الباب الأسبوع الماضي على ما يبدو أمام تسليح المعارضة السورية في آخر المطاف قائلة إنها ربما تضطر لبحث خيارات أخرى إذا استحال حل الأزمة السورية دبلوماسيا.

ويعتقد أن مسؤولين سوريين وجهوا إلى الأسد رسائل بالبريد الإلكتروني قبل المقابلة التي أجراها مع شبكة إيه.بي.سي التلفزيونية الأمريكية وتمكن نشطاء “أنونيمس” المتسللون من اختراقها نصحوا فيها الرئيس “بالتلاعب” بالجمهور الأمريكي.

وجاءت في رسائل البريد الإلكتروني نصائح بعدم الحديث عن الإصلاح مشيرة إلى أن الأمريكيين لا يبالون بذلك ولا يفهمونه وأنه يمكن بسهولة استمالتهم عندما يسمعون أن أخطاء ارتكبت ويجري الآن إصلاحها.

ولم يقتنع بعض الذين كانوا مقربين من دائرة الرئاسة بأن الأسد يسعى حقا للتغيير وهو الذي نقل عنه قوله الأسبوع الماضي إن الإصلاحات ربما يجب أن تنتظر حتى الجيل التالي.

وقال تابلر الذي كان يعمل في وقت ما مستشارا لمشاريع أسماء الأسد الخيرية ورافق زوجها خلال زيارة رسمية للصين “اكتشفت في وقت مبكر جدا أن النظام الذي يرأسه فاسد ويسعتصي على الإصلاح ووحشي أيضا لدرجة أن الصورة التي يسعى بشار لترويجها لا تستحق المراهنة عليها”.

وأضاف “نجحت طبيعته المخادعة في إرباك المجتمع الدولي”.

وقال ليش الذي يعكف حاليا على تأليف كتاب بعنوان (سقوط حكم عائلة الأسد) “في رأيي أن رؤية بشار الأولى فشلت وأن الموجود الآن.. حتى إذا تمكن من البقاء.. كائن مختلف تماما يشبه كوريا شمالية في الشرق الأوسط”.

لكن عبد النور متشائم بخصوص مستقبل سوريا التي امتدت فيها الاضطرابات من المحافظات إلى العاصمة.

ومع استمرار المنشقين عن الجيش والمشاركين في الانتفاضة في قتال قوات الحكومة وقع عدد من أعمال القتل الانتقامية من الموالين للأسد الأمر الذي يثير مخاوف من احتمال نشوب حرب أهلية بين ابناء أمة يتألف شعبها من مزيج من السنة والعلويين والمسيحيين والأكراد والدروز.

وقال عبد النور “ستتصاعد الأمور ولن تترك إلا خيارا واحدا.. قتل جميع المحتجين”.

الوفد السوري في مجلس حقوق الانسان يعلن انسحابه من الاجتماع بجنيف

جنيف- (ا ف ب): ندد الوفد السوري لدى الامم المتحدة في جنيف بانعقاد نقاش عاجل في مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان حول الوضع في سوريا وغادر القاعة بعد اعلانه “الانسحاب من هذا الجدل العقيم”.

وصرح فيصل الحموي ممثل سوريا لدى المجلس ان “وفد بلادي يعلن انسحابه من جلسة النقاش هذه العقيمة” لان “الهدف الحقيقي من وراء الجلسة هو اذكاء نار الارهاب واطالة أمد الازمة في بلادي عبر رسالة الدعم التي ستوجهها هذه الجلسة الى المجموعات المسلحة”.

واضاف ان هذه الخطوة جاءت ايضا “نظرا الى أن مفهوم الحماية والتدخل الانساني يتم التلاعب بهما بشكل صارخ لاهداف سياسية”.

واكد أن وفد بلده “لا يعترف بشرعية الجلسة ولا بشرعية كل ما يصدر عنها من قرارات حاقدة ومنحازة”.

واعطيت لسوريا لكونها البلد المعني فرصة التكلم في أول الجلسة أمام المجلس المكون من 47 عضوا لحقوق الإنسان، التي نظمت الثلاثاء بشكل طارئ بناء على طلب من قطر والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وتقدمت قطر والكويت والسعودية وتركيا بمشروع قرار يدعو حكومة الرئيس السوري بشار الاسد إلى “وضع حد فوري لانتهاكات حقوق الانسان” والسماح “بمنفذ حر ودون عائق” لمنظمة الأمم المتحدة ولوكالات الإنسانية.

واوضح الحموي ان “العقوبات الاقتصادية الاحادية هى أبشع انتهاكات حقوق الانسان لانها تستهدف بالدرجة الاولى السكان المدنيين من أطفال ونساء ومسنين”.

واشار الى انه “رغم هذا الواقع فان أيا من المنظمات الدولية ووكالات الامم المتحدة المتخصصة لم تصدر أي نداء حول ما يسمى بالوضع الانساني في سوريا”.

ودان الحموي كل من “يعمل في الظل” بدلا من ان يساعد “كما حدث مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر”.

واشار إلى أن “التعاون المشترك مع اللجنة الدولية ادت الى مساعدات انسانية في بعض الاماكن المتضررة” كما “سمح باجلاء الجرحى والمدنيين”.

ولفت المندوب السوري الى ان بلاده “ترحب بكل مساعدة فنية يمكن ان تقدمها الدول” داعيا المجتمع الدولي الى التفاوض المباشر مع الحكومة كما فعلت اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

واوضح من جهة ثانية ان “تراجع نوعية الاداء في بعض الخدمات” لصالح السكان في بعض المناطق يعود سببه الى “الجماعات المسلحة التي تستخدم المناطق السكنية كمقرات لها”.

وفي مستهل الجلسة قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن المجلس استقبل خلال الأسبوعين الماضيين “تقارير مفزعة حول تفاقم تدهور حقوق الإنسان والوضع الإنساني”.

وجددت دعوتها إلى المحكمة الجنائية الدولية لاتخاذ قرارات تجاه الأزمة السورية.

وقالت المفوضة السامية إن عدد الأطفال الذين سقطوا خلال الأزمة السورية وصل إلى 500 طفل في مقابل 400 في آخر تقدير دولي، وقالت بيلاي إن شهر كانون ثان/ يناير سجل بمفرده مقتل 80 طفلا.

واسفر قمع السلطات لحركة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سوريا منذ منتصف اذار/ مارس الى مقتل اكثر من 7600 شخصا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ومن جهة أخرى، اصدر الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء مرسوما يقضي بجعل الدستور الذي اقره السوريون عبر استفتاء الاحد نافذا اعتبارا من 27 شباط/ فبراير.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) أن الأسد “اصدر المرسوم القاضي بنشر دستور الجمهورية العربية السورية الذي اقره الشعب بالاستفتاء في الجريدة الرسمية ليعتبر نافذا من تاريخ 27 شباط/ فبراير 2012”.

واقر السوريون الاثنين مشروع الدستور الجديد بنسبة 89,4 في المئة من الناخبين الذين بلغت نسبة مشاركتهم في الاستفتاء 57,4 في المئة.

ورفض 9 بالمئة من الناخبين مشروع الدستور الذي اعد في اطار اصلاحات وعدت بها السلطات في محاولة لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام والمستمرة منذ منتصف آذار/ مارس.

ويلغي الدستور الجديد الدور القيادي لحزب البعث القائم منذ خمسين عاما. فقد حلت فقرة تنص على “التعددية السياسية” محل المادة الثامنة التي تشدد على دور حزب البعث “القائد في الدولة والمجتمع”.

وتنص المادة 88 على أن الرئيس لا يمكن أن ينتخب لأكثر من ولايتين كل منها من سبع سنوات. لكن المادة 155 توضح أن هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي الا اعتبارا من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض ان تجري في 2014. ويبقي الدستور على صلاحيات واسعة للرئيس.

المرصد السوري يعلن مقتل 68 شخصا في ريف حمص

هيثم المالح يقود انشقاقا في المجلس الوطني السوري

واشنطن: الاستفتاء على الدستور ‘وقاحة مطلقة’

عمان ـ دمشق ـ نيقوسيا ـ بروكسل ـ جنيف ـ وكالات: شكل اعضاء بارزون في المجلس الوطني السوري منظمة منشقة الاحد ليكشفوا بذلك عن اخطر شقاق في صفوف المعارضين للرئيس السوري بشار الاسد منذ اندلاع انتفاضة شعبية ضد حكمه القمعي في اذار (مارس). وتزامن ذلك مع اعلان السلطات السورية الاثنين ان اكثر من 89 في المئة من الناخبين السوريين وافقوا على مشروع الدستور الجديد الذي تم الاستفتاء عليه، واعتبرت الولايات المتحدة ان الاستفتاء على الدستور الجديد يعبر عن ‘وقاحة مطلقة’.

واعلن 20 شخصا على الاقل من الاعضاء العلمانيين والاسلاميين في المجلس المؤلف من 270 عضوا والذي انشىء في اسطنبول العام الماضي تشكيل مجموعة العمل الوطني السوري.

ويرأس المجموعة الجديدة هيثم المالح وهو محام وقاض سابق قاوم حكم عائلة الاسد منذ بدايته في عام 1970 .

وانضم اليه كمال اللبواني وهو زعيم للمعارضة سجن ست سنوات وافرج عنه في كانون الاول (ديسمبر) ومحامية حقوق الانسان كاترين التللي والمعارض فواز تللو الذي له صلة بالجيش السوري الحر ووليد البني الذي كان من بين اكثر الشخصيات جرأة في المجلس المسؤول عن السياسة الخارجية.

وقال بيان للمجموعة ‘لقد مضت أشهر طويلة وصعبة على سورية منذ تشكيل المجلس الوطني السوري.. دون نتائج مرضية ودون تمكنه من تفعيل مكاتبه التنفيذية أو تبني مطالب الثوار في الداخل.. وقد بات واضحا لنا أن طريقة العمل السابقة غير مجدية لذلك قررنا أن نشكل مجموعة عمل وطني تهدف لتعزيز الجهد الوطني المتكامل الهادف لاسقاط النظام بكل الوسائل النضالية المتاحة بما فيها دعم الجيش الحر الذي يقع عليه العبء الأكبر في هذه المرحلة’.

وصدر هذا البيان في تونس حيث كان اعضاء المجلس الوطني السوري يحضرون مؤتمر ‘اصدقاء سورية’ الذي شاركت فيه 50 دولة الاسبوع الماضي في محاولة لدفع الاسد لانهاء القمع العسكري.

ويتعرض المجلس الوطني السوري لضغوط متزايدة من داخل سورية بسبب عدم دعمه صراحة المقاومة المسلحة ضد الاسد والتي يقودها الجيش السوري الحر.

وانضم العديد من ‘الاسلاميين الجدد’ والذين يعتبرون اكثر تحررا الى حد ما من الاخوان المسلمين الى مجموعة العمل الوطني السوري ومن بينهم عماد الدين الرشيد وهو واعظ سجن في بداية الانتفاضة.

ومن جهته اعلن وزير الداخلية محمد ابراهيم الشعار في مؤتمر صحافي ان 8.376 مليون ناخب اي نسبة ‘57.4 في المئة، مارسوا حقهم في الاستفتاء و89.4 في المئة وافقوا على المشروع’ من خلال الاستفتاء الذي جرى الاحد.

واضاف ان 753.208 رفضوا المشروع، اي نسبة 9 بالمئة من الناخبين.

وانتقدت الولايات المتحدة الاستفتاء على الدستور الجديد واصفة اياه بأنه ‘ يعبر عن وقاحة مطلقة’.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ان الرئيس السوري بشار الاسد ‘قام بالتصويت في عملية اقتراع يسيطر عليها مستخدما قصاصة ورق يسيطر عليها في محاولة للبقاء في السلطة’.

ووصفت نولاند الاستفتاء بانه يثير الضحك. وتابعت ‘على كل المجموعات المعارضة ان تحظى بموافقة الدولة. هذا يعني انه (الاسد) سيختار بنفسه من يحق له ان يكون في المعارضة او لا’.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان انه قتل 68 شخصا الاثنين في ريف حمص على ايدي مجهولين بالرصاص و’السلاح الابيض’.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان ’68 مواطنا قتلوا اليوم (امس) في ريف حمص الغربي في اراض زراعية بين قريتي رام العنز والغجرية، ونقلوا الى المشفى الوطني في مدينة حمص’.

وقال ان ‘الجثث تظهر عليها آثار رصاص او طعنات من سلاح ابيض’.

واكد عبد الرحمن ان اتصالاته لم تتح له كشف هوية الفاعلين. واشار الى ان المرصد تلقى ‘معلومات بان الضحايا هم من الاهالي النازحين عن مدينة حمص وقتلوا على ايدي الشبيحة’، الا انه ‘لا يستطيع ان يؤكد او ينفي هذه المعلومات’.

وطالب المرصد السوري في بيان ‘بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة من شخصيات مشهود لها بالنزاهة غير مرتبطة بالنظام (…) ومحامين من اعضاء المرصد، للكشف عن مرتكبي هذه المجزرة وتقديمهم الى العدالة، لينالوا عقابهم’.

وتحدثت لجان التنسيق المحلية من جهتها عن ‘مجزرة على حاجز امني في منطقة آبل في حمص راح ضحيتها 64 شخصا من أفراد عائلات كانت تحاول الفرار من القصف في حي بابا عمرو’ في مدينة حمص الذي يتعرض لقصف وحصار متواصل من قوات النظام السوري لليوم الرابع والعشرين على التوالي.

ويصعب التحقق مما اذا كان المصدران يتحدثان عن الضحايا انفسهم.

وفي مواجهة القمع المستمر، اعلن الاتحاد الاوروبي الاثنين تبني مجموعة جديدة من العقوبات ضد سورية تشمل تجميد ممتلكات البنك المركزي السوري في اوروبا ومنع سورية من التجارة بالمعادن الثمينة كالذهب، بالاضافة الى منع طائرات الشحن السورية من الهبوط على الاراضي الاوروبية.

وستضاف اسماء سبعة اشخاص الى لائحة تضم حوالى 150 شخصا واصحاب منظمات او مؤسسات ممنوع عليهم الحصول على تأشيرة دخول الى اوروبا وتم تجميد ارصدتهم.

واعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان فرنسا ترغب ‘في ان تفكر الاسرة الدولية في شروط عرض القضية (السورية) على المحكمة الجنائية الدولية’.

في اوسلو، عبر رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني عن تأييده لتسليح المعارضة السورية. وقال ‘علينا ان نفعل كل ما في وسعنا لمساعدتهم، بما في ذلك تسليمهم اسلحة ليدافعوا عن انفسهم’.

ونددت السعودية الاثنين بموقف بعض الدول ‘المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب’ السوري، محملة اياها المسؤولية الاخلاقية لتعطيل التحرك الدولي بهذا الخصوص، في اشارة واضحة الى موقف روسيا الداعم لدمشق في مجلس الامن.

وردت الصين وروسيا بعنف الاثنين على الانتقادات الغربية للنظام السوري ولداعميه.

وانتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين المرشح الى الانتخابات الرئاسية بعنف موقف الغرب من سورية، معتبرا انه ‘وقح’.

وفي مقال نشرته صحيفة ‘موسكوفسكيي نوفوستي’، دافع الرئيس الروسي بقوة عن قرار روسيا وكذلك الصين استخدام حق النقض لمنع تبني قرارين في مجلس الامن الدولي يدينان قمع السلطات السورية للحركة الاحتجاجية.

من جهة ثانية، اعتبرت روسيا ان مؤتمر ‘اصدقاء سورية’ الذي دانت فيه اكثر من ستين دولة القمع الممارس من النظام السوري اتسم بطابع ‘احادي’.

واعلنت الصين من جهتها رفضها تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي دعت الاسرة الدولية الى دفع الصين وروسيا الى ‘تغيير موقفيهما’ من سوريا. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ‘على العالم الخارجي الامتناع عن فرض’ خطته لحل الازمة على الشعب السوري.

زوجة بشار الأسد للملكة رانيا العبدالله: احوالنا مستقرة وممتازة لكننا قلقون عليكم بالاردن وارجو ان تطمنونا

عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ من بسام البدارين: فوجئت زوجة العاهل الأردني الملكة رانيا العبد الله بالسيدة الأولى في القصر الجمهوري السوري أسماء الأسد تعبر عن قلقها على الأردن عندما حاولت الملكة رانيا الاطمئنان عليها بصفة عائلية وليست سياسية. وأبلغ مصدر أردني مطلع بأن السيدة الأولى في سورية أسماء الأسد بادرت بالتعبير عن قلقها على الأردن عندما تلقت اتصالا هاتفيا يتيما من القصر الملكي الأردني كان طرفه الثاني هو الملكة رانيا العبد الله.

ووفقا للمصدر نفسه إتصلت الملكة الأردنية هاتفيا بأسماء الأسد لأغراض المجاملة والتواصل وإستفسرت عن الأوضاع في سورية فبادرتها زوجة الرئيس بشار الأسد بالقول: أوضاعنا ممتازة ومستقرة ولا يوجد ما يقلقنا الحمد الله وقبل إكمال الحوار أضافت أسماء الأسد: لكن الأخبار التي تردنا من عندكم تثير قلقنا ونريد الاطمئنان عليكم.

بطبيعة الحال مضمون المكالمة يعكس جوانب المناكفة عند الطرف السوري، ويؤشر على برودة العلاقات السياسية بين الجانبين وحرارة الترقب والانتظار والارتياب المتبادل.

ولم تكن تلك المكالمة الهاتفية التي كانت متزامنة مع نشر الحديث الصحافي الأخير لزوجة الرئيس السوري تعبيرا عن المحاولة الأردنية اليتيمة للتواصل مع دمشق وتحديدا مع قصرها الجمهوري، فقد كشف عم الملك الأردني الأمير حسن بن طلال أيضا في مقابلة تلفزيونية مؤخرا عن اتصالات هاتفية لتشجيع الرئيس بشار الأسد على تنفيذ مبادرات إصلاحية أجراها إبن شقيقه العاهل الأردني، ملمحا الى ان الجانب السوري تجاهل محاولات التعاطف الأردنية.

وكان الملك عبد الله الثاني قد كشف في بدايات الأزمة السورية عن اتصالين هاتفيين أجراهما مع الرئيس بشار لغرض نصيحته بالانفتاح سياسيا ثم أرسل له موفدا آنذاك هو رئيس الديوان الملكي الأسبق الدكتور خالد الكركي لكي يشرح له تجربة الأردن في تشكيل لجنة ‘الحوار الوطني’.

طبعا لم تفرز هذه الاتصالات أي تفاهم على أي خطوات لكن مصادر مقربة من الحكومة الأردنية تحدثت لـ’القدس العربي’ عن محاولات اتصال هاتفية من جانب عمان جرت مؤخرا لم يتجاوب معها الرئيس السوري بشار الأسد.

وثيقة استخباراتية: نظام الاسد يحصل على اسلحته عبر الاراضي التركية.. وانقرة تنفي

آخر ما يريده السوريون هو التحرر على يد ثيوقراط جدة

لندن ـ ‘القدس العربي’: كشفت صحيفة بريطانية ان سورية تستخدم الاراضي التركية لنقل الاسلحة القادمة من ايران والصين اضافة لتعاون شركات تركية مع مركز ابحاث سوري حظرت الولايات المتحدة التعامل معه عام 2004 لصلاته مع كوريا الشمالية ووضعه الاتحاد الاوروبي ضمن قائمته للهيئات والشخصيات السورية التي يحظر التعاون معها.

وتشير الوثيقة الاستخباراتية التي حصلت عليها صحيفة ‘التايمز’ الى استمرار التعاون بين مجلس الحكومة التركية للابحاث العلمية والتكنولوجية مع المركز السوري للابحاث والدراسات العلمية الذي يقوم بتصنيع المصفحات والذخيرة الحية للجيش وقوات الشرطة السورية.

وتقول الوثيقة ان شركات تركية لا زالت تواصل بيع القطع الضرورية لهذا المركز الذي يقوم حسب الوثيقة ‘بمساعدة القوات الامنية على انتاج اسلحة تستخدم لارتكاب جرائم حرب، وممارسة العنف على المتظاهرين’. واشارت الوثيقة الى شركتين تركيتين تقومان بتوفير المواد اللازمة للمركز المذكور لانتاج الصواريخ، اللتين نفتا المزاعم، فيما لم ترد شركة ثالثة تقوم بتصدير قطع واجهزة صينية لتجميع الصواريخ. وتقول الوثيقة ان بعض الاسلحة التي ينتجها المركز تنتهي الى الجيش السوري فيما ينقل بعضها الى حزب الله اللبناني.

ويعتقد مسؤول امني حسبما نقلت عنه الصحيفة ان استمرار التعاون ربما تم بدون علم السلطات التركية، فيما نفى متحدث باسم وزير الخارجية احمد داوود اغلو هذه الاتهامات قائلا انه ‘لا قيمة لها’، مؤكدا ان الحكومة التركية اوقفت تصدير الاسلحة لسورية، فيما قامت السلطات التركية الشهر الماضي باعتراض اربع شاحنات ايرانية محملة بمواد لتصنيع الصواريخ كانت في طريقها الى سورية.

وبحسب المصدر الامني فان المركز السوري يقوم باخفاء صفقات شرائه عبر وسطاء وشركات ثالثة تقوم بتقديم فواتير غير صحيحة. واضاف المسؤول الامني ان سورية تواجه مشاكل في شراء الاسلحة بعد فرض العقوبات عليها ولهذا فالمسؤولون الاتراك يغضون الطرف عن العلاقات الوثيقة بين الشركات التركية والمركز السوري.

ونقلت عن شركة تعهدات هندسية نفيها تصدير مواد لصناعة الصواريخ، مؤكدة انها لم تتعاون من المركز السوري منذ عام ونصف العام، وقالت انها لم تبع اية قطع لها علاقة بالتصنيع الحربي الا للجيش السوري، وقال مدير شركة المنيوم وصلب ان شركته حتى الآن لم تبع اي مواد لها علاقة بالتصنيع الحربي لاية جهة ايا كانت، وان المواد التي تصنعها شركته لها علاقة بالتصنيع الحربي فعندها ‘ليس لدينا ما نعلق عليه’. وكانت تركيا قد عقدت اتفاقية تجارة حرة مع الحكومة السورية عام 2004 وشهد التبادل التجاري بين البلدين نمو وصل الى 1.3 مليار دولار، وفي عام 2009 وقعت سورية مع تركيا اتفاقية للتعاون العلمي والتكنولوجي وذلك للتعاون بين مجلس الحكومة التركية ونظيره المجلس الاعلى للجنة العليا للبحث العلمي لكن تركيا الغت بروتوكول التعاون بعد رفض الرئيس السوري بشار الاسد الاستجابة لمطالبها. وكان الاتحاد الاوروبي قد اعلن يوم امس عن قائمة جديدة من العقوبات شملت وزراء في الحكومة وتجميدا لارصدة البنك المركزي السوري، ورفض هبوط الطائرات التجارية السورية وما الى ذلك.

وستجد المعارضة السورية في الموقف التركي من تدفق السلاح للنظام في دمشق دليلا على الموقف الغامض من المعارضة السورية، فحكومة انقرة تستضيف قادة جيش سورية الحر على اراضيها، اضافة الى 9 الاف لاجىء، كما انها فتحت حسابا مصرفيا للمعارضة، وتقوم بجهود حثيثة لتوحيد المعارضة السورية، لكنها رفضت حتى الآن الخيار العسكري، والتورط في تدخل عسكري في جارتها الجنوبية، وترفض ايضا تزويد المقاتلين السوريين بالسلاح او اية نشاطات عسكرية على اراضيها. ولهذا فانه عندما توجه اسئلة لقادة في الجيش الحر يتساءلون عن الدعم التركي، واكدوا ان ما لديهم من اسلحة لم يأت عبر الحدود التركية بل مما غنموه من الجيش السوري، بل ذهب بعض القادة العسكريين لاتهام تركيا بالتآمر مع النظام السوري على تسليم قادة معارضين للنظام في اشارة الى اختطاف الرائد حسين هرموش من الاراضي التركية التي فر اليها في شهر آب (اغسطس) العام الماضي’. ويقول قادة جيش سورية الحر انه تمت مقايضة هرموش مع متمردين اكراد وهو ما نفته انقرة. وبعيدا عن الاتهامات فان تركيا تراقب بحذر الوضع في سورية الغامضة ملامحه، حيث تخشى من تطوره الى صراع طائفي قد تنتشر عدواه الى اراضيها حيث تتواجد اقلية علوية كبيرة موالية للاسد، وتخشى من ان يتعزز الانفصاليون الاكراد بسبب الوضع المضطرب ونظرا لوجود اقلية كردية سورية.

طائفية في القصير

ومنذ فترة والتحليلات الصحافية البريطانية تحذر من خطر انزلاق البلاد نحو حرب طائفية، وفي الوقت الذي ترى فيه صحف انها واضحة في مدينة حمص، التي تتعرض لقصف مستمر منذ 3 اسابيع، فهناك من ترى ظهور ملامحها في مناطق اخرى وقد سجل مراسل ‘التايمز’ توم كوغلان ملامحها في القصير حيث قال ان سكان البلدة المحاصرة ذات الغالبية السنية تخلوا عن شعار ‘واحد واحد الدم السوري واحد، واحد واحد الدم السوري واحد’ واستبدلوه بـ ‘ واحد واحد الدم السني واحد’. ومع ان قادة المعارضة في البلدة التي تبعد 20 ميلا عن حمص يقومون بتصحيح هذه الهتافات والاعتراض عليها، يتهمون النظام بمحاولة زرع الانقسام في المجتمع السوري، ودفعه للاعتقاد بوجود شق طائفي، ويشيرون الى ان الكثير من المتظاهرين غير متعلمين. وتنقل الصحيفة عن قادة في الثورة قولهم انهم ضد هذه الظاهرة لكنهم يشيرون ان معظم قادة الجيش من العلويين، ومعظم قادة الامن والاستخبارات من تلك الطائفة. وتتواجد في البلدة اقلية مسيحية انضمت الى الثورة فيما ظلت العائلات العلوية على ولائها للنظام. ويظل عدد المسيحيين المنشقين عن الجيش اقل من السنة الذين يشكلون غالبية المنشقين. ويؤكد قادة الجيش الحر انهم لا يستهدفون سوى قوات الجيش ايا كان افرادها، علويين… سنة ام مسيحيين.

المهزلة

ومع تواصل القتل، اجرت الحكومة السورية استفتاء على الدستور الذي وصفته المعارضة والمسؤولون الاوروبيون الكبار بالمهزلة، ورسمت الصحف البريطانية المفارقة بين الكذب والحقيقة، اي ما يحدث في حمص من استمرار للقتل، ومن هنا دعت صحيفة ‘التايمز’ اسماء الاسد التي ظهرت الى جانب زوجها حيث ادلت بصوتها في الاستفتاء للتدخل والمساعدة في اجلاء الجرحى جراء القصف على حمص واعادة جسدي الصحافيين اللذين قتلا الاسبوع الماضي في حمص، ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك فيما لا يزال صحافيان جرحى عالقان في وسط القصف.

وقالت ان اسماء ان صح ما قالته قبل 3 اسابيع في رسالة الكترونية للصحيفة نفسها، من انها مشغولة بالعمل الخيري وتقوم بالتخفيف من معاناة اسر الضحايا فعليها اذن التدخل وتسهل نقل جثتي كولفن واوشيلك، وهذا واجب لانها تعرف كمسلمة اهمية احترام جثث الموتى وارجاعها بكرامة الى عائلاتها. وليس هذا فقط فهي تطالب السيدة الاسد التدخل ووقف القصف وتخفيف معاناة المحاصرين هناك، مشيرة الى الاستفتاء المهزلة الذي طلب فيه من المستضعفين تقديم الدعم لجلادهم.

وقالت انه ليس المعارضة من قاطعت الانتخابات وليس الاوروبيين من اعتبروه عارا فان تركيا التي تعتبر من اشد نقاد النظام تحاول توحيد المعارضة خاصة انها كانت مترددة دائما وحذرة من الانجرار الى معمعة الازمة، ومع ذلك طالبت الحكومة التركية باغلاق الثغرة التي يتم منها وصول السلاح للنظام.

ودعت الصحيفة انقرة في ضوء توصل القادة العسكريين الى صعوبة فرض منطقة حظر جوي على سورية للانضمام للناتو وتشديد الضغط على النظام، مشيرة الى ان اي تدخل تركي لن يكون خارج ممر انساني على حدودها وهذا لن يتم بدون تفويض من الامم المتحدة وكقوة اقليمية بارزة حيث عادت للاهتمام بالدول التي كانت تابعة للدولة العثمانية فتركيا تعرف ان فعلا سريعا سيؤدي وحده لوقف قتل اخوانها المسلمين على يد الاسد.

دروس البلقان

وحذرت صحيفة ‘اندبندنت’ من تكرار دروس البلقان عندما ظل الصرب يضربون المدن حتى جاء دور سبرينتشا التي وقف العالم متفرجا على مذبحة اهلها، وقالت ان القعود في حالة سورية خطر خاصة ان السعودية وعدت بدعم المعارضة السورية بالسلاح مما سيحول سورية الى ساحة حرب بالوكالة. وقالت الصحيفة ان ‘آخر ما يريده السورية هو التحرر على يد الثيوقراط في جدة’. واعتبرت ان ما جرى من تصويت على الدستور ‘مهزلة كابوسية’، حيث تحدث الرئيس عن السلام كانت مدينة حمص تتعرض للقصف وللاسبوع الرابع على التوالي.

واعتبرت التصويت ما هو الا محاولة لذر الرماد في عيون المجتمع الدولي ودعم مواقف حلفائه في طهران وبيجين وموسكو من ان الاسد بحاجة لوقت كي ينفذ اصلاحاته، وقت سيستخدمه لتسوية حمص بالتراب. وتساءلت عما يمكن فعله الان، فاجابت ان هناك ضرورة للحديث مع حلفاء الاسد واقناع روسيا، خاصة امريكا التي قالت انها تشعر بالراحة لفكرة فتح هيلاري كلينتون خط مع موسكو، للموافقة على حل شامل ومفاوضات بين النظام ناقص آل الاسد والمعارضة. وتقول ان الاستفتاء لا يستحق الحديث عنه، فوقت خطوات مثل هذه قد مضى.

جنود سوريون منشقون وعائلات يلجاون الى اقليم كردستان العراق

اربيل (العراق) ـ ا ف ب: اعلن وكيل وزارة البشمركة في اقليم كردستان العراق انور حاجي عثمان الاثنين ان ثلاثين جنديا انشقوا عن الجيش السوري وصلوا الى الاقليم الكردي، حيث لجات ايضا عائلات سورية. في موازاة ذلك، انتقد مسشتار الامن الوطني فالح الفياض نظام الرئيس السوري بشار الاسد على خلفية قمع الحركة الاحتجاجية، قائلا ان بغداد التي تتبنى موقفا رسميا محايدا من الازمة ‘ليست مع النظام السوري بأي ثمن’.

وقال انور حاجي عثمان في تصريح لوكالة فرانس برس ان ‘ثلاثين جنديا سورية كرديا هربوا من الجيش السوري وصلوا الى اقليم كردستان العراق خلال اليومين الماضيين، وقد منحوا صفة لاجئين في الاقليم، وهم تحت حمايتنا الآن’.

واوضح ان الجنود السوريين ‘وكلهم من الاكراد دخلوا من منطقة حدودية بين سورية والعراق واقليم كردستان (…) وقد اسقبلناهم كوضع انساني’.

وتابع ‘لن نسلمهم الى الحكومة السورية لانهم اكراد ومن حقنا ان نحميهم’.

وهذه المرة الاولى التي يعلن فيها عن وصول جنود سوريين منشقين الى العراق، علما ان اقليم كردستان يتمتع بحكم شبه ذاتي. من جهته، اعلن بارزان برهم مراد عضو اللجنة الادارية لمخيمي القامشلي ومقبلي في محافظة دهوك شمال العراق عن وصول عائلات وافراد متفرقين من اكراد سورية الى قليم كردستان العراق.

وقال مراد لفرانس برس ‘حتى الان، وصل الى اقليم كردستان (العراق) خلال الايام القليلة الماضية 15 عائلة و130 رجلا جميعهم اكراد وقد هربوا من الملاحقات التي يتعرضون لها في سورية’.

واشار الى ‘تواصل توافد اكراد سورية الى اقليم كردستان’.

وذكر انه ‘تم توزيع هؤلاء على العائلات السورية التي تسكن في مخيمي القامشلي ومقبلي’ التي يعيش فيها نحو 1800 كردي سوري باشراف مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في دهوك.

وكانت وزارة الداخلية العراقية اعلنت الاسبوع الماضي ان قوة من حرس الحدود تمكنت من ‘صد مجموعات من المتسللين والمهربين’ حاولوا العبور من سورية نحو العراق من منافذ عبر محافظة نينوى شمال العراق.

واعلنت الحكومة العراقية قبل ذلك انها اتخذت ‘التدابير اللازمة’ لتعزيز السيطرة على الحدود مع سورية التي تشهد ‘احداثا واضطرابات’ تنشط معها عمليات التسلل والتهريب و’خصوصا الاسلحة’.

وذكرت انه ‘تم تشكيل لجنة لمراقبة هذه الحدود واجراء تقييم شامل لها وتقديم رؤية بالاجراءات التي يجب اتخاذها لمنع اية حركة على هذه الحدود، سيما في مجال تهريب السلاح’. واعتمد العراق موقفا رسميا محايدا من الازمة السورية.

ورغم ذلك، قال مستشار الامن الوطني فالح الفياض لصحيفة ‘الرياض’ في مقابلة اجريت خلال زيارة مؤخرا الى السعودية ونشرت اليوم ‘لسنا مع النظام السوري بأي ثمن. نحن مع الاصلاح وان يختار الشعب من يحكمه بارادة سياسية حرة’.

وتابع ‘نحن بالكامل مع طموحات الشعب السوري ولا يمكن ان نكون ازدواجيين في ان نتمنى الحرية والديموقراطية ونرفضها للسوريين’.

واكد الفياض انه ‘لا يخفى على الجميع المشاكل بين العراق وسورية خلال الفترة الماضية (…) واصاب العراق ضرر كبير من قبل جماعات ارهابية ومسلحة تمر من خلال الحدود السورية نحن لا ننسى التاريخ ونجري تقييما للوضع بشكل حقيقي وجدي من زاوية مصلحتنا’.

وذكر ان ‘ما نشاهده هو تصعيد سيؤدي لحرب أهلية بدات ملامحها بالظهور (…) نحن ساندنا بشكل كامل مبادرة الجامعة العربية بشأن سورية، لا يهمنا الى اين تفضي سواء بذهاب النظام او بقائه’.

واعتبر الفياض ان ‘سورية مؤهلة اكثر من العراق للدخول في نفق مظلم. ما نعترض عليه ونختلف مع البعض حوله هو الاسلوب وليس الهدف، نحن لا نساند النظام وليس هناك عراقي واحد يخرج للقتال مع النظام بل على العكس تخرج اسلحة على شكل تهريب للمعارضة’.

ويذكر ان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اكد في مقابلة تلفزيونية بثت مساء الجمعة ان سورية ‘ليست مدعوة’ الى القمة العربية المقبلة في 29 اذار/مارس في بغداد.

وكانت الجامعة العربية علقت مشاركة دمشق في اجتماعاتها على خلفية قمع الحركة الاحتجاجية، في خطوة تحفظ عليها العراق.

قطر تؤيد تسليح المعارضة السورية

اوسلو ـ ا ف ب: عبر رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الاثنين عن تأييده لتسليح المعارضة السورية التي تقاتل النظام السوري.

وقال الشيخ حمد خلال زيارة رسمية للنروج ‘علينا ان نفعل كل ما بوسعنا لمساعدتهم (المعارضون) بما في ذلك تسليمهم اسلحة ليدافعوا عن انفسهم’.

واضاف ان ‘هذه الانتفاضة عمرها عام الآن. كانت سلمية لعشرة اشهر. لم يكن احد يرفع السلاح ولم يكن احد يرتكب اي اعمال عنف. بشار (الاسد) واصل قتلهم’.

وتابع ‘اقدر نتيجة لذلك ان يدافعوا عن انفسهم بالسلاح واعتقد ان علينا مساعدة هؤلاء بكل الوسائل اللازمة’.

وعبر وزير الخارجية القطري ايضا عن تأييده لارسال قوة للتحالف الدولي الى هذا البلد ‘نواتها’ عربية.

وقال ان ‘مجلس الامن الدولي لم يتحمل مسؤولياته لوقف القتل (…) نعتقد اننا نحن العرب نستطيع ان نفعل ذلك’. واضاف ‘نحتاج الى تحالف لكن نواة التحالف يجب ان تكون عربية’.

أول استفتاء في سورية منذ عقود: 89.4′ من نصف المقترعين ايدوا الدستور الجديد

كامل صقر:

دمشق ـ ‘القدس العربي’ أعلن محمد الشعار وزير الداخلية السوري في مؤتمر صحافي عقده ظهر أمس الاثنين أن عدد السوريين الذين شاركوا في الاستفتاء على مشروع الدستور السوري الجديد بلغ8.367.447 ملايين أي بنسبة 57.4 بالمئة من أصل 954. 589. 14 مليونا يحق لهم الاستفتاء في حين بلغ عدد الموافقين على مشروع الدستور الجديد 319. 490. 7 ملايين مواطن بنسبة 4. 89 بالمئة من عدد المستفتين وغير الموافقين 753208 مواطنا بنسبة 9 بالمئة بينما بلغ عدد الأوراق الباطلة 132920 بنسبة 6. 1 بالمئة.

وقال الوزير السوري أن ‘عملية الاستفتاء تميزت بالإقبال بالرغم مما شاب بعض المناطق من تهديد وترهيب للمواطنين من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة وما رافقها من حملات تشويش وتحريض من قبل وسائل الإعلام المضللة لمنع المواطنين من ممارسة حقهم في الاستفتاء والإساءة إلى مجمل هذه العملية الديمقراطية التي جرت بكل حرية وشفافية ونزاهة’.

وبين وزير الداخلية أن عملية الاستفتاء بدأت في الساعة السابعة من صباح يوم الأحد السادس والعشرين من شباط (فبراير) 2012 وعلى مدى 12 ساعة حيث انتهت في الساعة السابعة مساءً من اليوم ذاته باستثناء المراكز التي استمر توافد المواطنين اليها حيث جرى التمديد لها حتى الساعة العاشرة ليلاً وفقاً لما نصت عليه التعليمات العامة للاستفتاء.

وقال.. إن وزارة الداخلية وفرت جميع التسهيلات التي تتيح للمواطن ممارسة حقه في الاستفتاء على الشكل الأفضل حيث اتخذت كل الإجراءات والترتيبات المتعلقة بعملية الاستفتاء.

الأسد يوقّع: الدستور أصبح نافذاً

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم، مرسوماً يقضي بجعل الدستور، الذي أقره السوريون عبر استفتاء الأحد نافذاً اعتباراً من 27 شباط الحالي. من جهته، اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في مقابلة مع صحيفة «عكاظ» السعودية ان بلاده تؤيد «التغيير في سوريا» التي راى ان الاوضاع فيها «لن تستقر» دون هذا التغيير. في سياق آخر، أكد قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد «استعداد جيشه للتعاون مع الهلال الأحمر من أجل إدخال المساعدات وإجلاء الجرحى من حمص، وأن الصحافيين الغربيين اديت بوفييه وبول كونروي «بأمان في مشفى ميداني» في المدينة.

ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الرئيس السوري بشار الأسد «أصدر المرسوم القاضي بنشر دستور الجمهورية العربية السورية الذي أقره الشعب بالاستفتاء في الجريدة الرسمية ليعتبر نافذاً من تاريخ 27 شباط 2012».

من ناحيته، اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في مقابلة مع صحيفة «عكاظ» السعودية ان بلاده تؤيد «التغيير في سوريا» التي راى ان الاوضاع فيها «لن تستقر» دون هذا التغيير. واضاف المالكي «لا بد من منح الحريات الكافية وتشكيل حكومة وحدة وطنية ابتداء، واجراء انتخابات نزيهة وتحت اشراف اممي وعربي وان ينتخب مجلس وطني هو الذي يقر الدستور».

من جهته، صرّح وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه بأن فرنسا تأمل أن توافق روسيا والصين على قرار لمجلس الأمن الدولي حول سوريا لغايات محض إنسانية. وصرح الوزير الفرنسي لإذاعة «ار تي ال» بأن «مجلس الأمن يدرس حالياً قراراً لوقف إطلاق النار بدوافع إنسانية ووصول مساعدة إنسانية الى المواقع الأكثر تهديداً. نأمل ألا تستخدم روسيا والصين الفيتو ضد هذا القرار». ولم يستبعد الوزير الفرنسي أن يلين موقف موسكو بعد الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في الرابع من آذار.

وقال «هذا ممكن ومما لا شك فيه أن الجو قبل الانتخابات في روسيا يجعل النظام يتخذ مواقف قومية متطرفة الى حد ما». وأضاف إن «النظام يعزل نفسه أكثر فاكثر والعالم العربي لم يعد يفهم روسيا اليوم».

في سياق آخر، أكد قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد استعداد جيشه للتعاون مع الهلال الأحمر من أجل إدخال المساعدات وإجلاء الجرحى من حمص، مؤكداً أن الصحافيين الغربيين اديت بوفييه وبول كونروي «بأمان في مشفى ميداني» في المدينة. وأضاف إن مجموعات الجيش الحر الموجودة على الأرض داخل حمص «لديها حرية التفاوض» حول مسالة إجلاء الجرحى، وإن «هناك وساطات تتم معها عبر أشخاص»، مؤكداً أن «النظام هو الذي يحول دون إتمام العملية».

وشدد على أن المبدأ بالنسبة الى الجيش الحر هو «سلامة أي إنسان مدني، ونحن مستعدون للتعاون لإيصال كل معونة للناس، ولا سيما المعونات الطبية. ونشدد على حماية المدنيين كافة».

من ناحيته، نفى المعارض السوري هيثم المالح أن يكون إقدامه و20 معارضاً على تأسيس هيئة جديدة هو انشقاق عن المجلس الوطني السوري، مؤكداً أن الجبهة التي شكلها ستقدم الدعم اللوجستي والمادي للجيش السوري الحر.

وقال المالح في حديث مع صحيفة «الشروق» الجزائرية، اليوم، «نحن شكلنا هيئة لتنفيذ قرارات المجلس الوطني ولا سيما ما يتعلق بدعم الجيش الحر، وللخروج من شعارات الدعم المعنوي إلى الدعم الحقيقي على الأرض سميناها (جبهة العمل الوطني لدعم الجيش الحر) وهو ما نعمل عليه حقيقة بالتنسيق مع مختلف الهيئات».

ونفى «نفياً قاطعاً ما ذهب إليه أمس الإعلام العربي والدولي في وصفه للخطة بالانشقاق عن المجلس الوطني المعارض. وأؤكد أن الجبهة هي جزء من المجلس وتعمل على تعزيز جهوده بالتنسيق معه لتحقيق الأهداف المشتركة».

وأضاف المالح إن «النظام السوري حوّل الجيش النظامي إلى قتلة يتلقون الأوامر من ماهر الأسد، والشرفاء من الضباط رفضوا التعليمات واختاروا تقديم أنفسهم فداء لسوريا».

من جانبه، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان فرنسا تواصل جهودها «للسماح باجلاء» الصحافية الفرنسية اديت بوفييه المصابة في حمص لانه لا تتوفر لديها عناصر كافية تتيح تاكيد اجلائها من سوريا. وقال فاليرو «نواصل جهودنا اكثر من اي وقت مضى للسماح باجلاء الجرحى من حمص وكل الصحافيين الاجانب ومواطنتنا الجريحة في حمص».

واضاف انه «لا يملك في الوقت الحالي عناصر تتيح لنا تاكيد ما تنشره بعض وسائل الاعلام حول (اجلاء) بوفييه الى لبنان»، بينما اكد مسؤول «فرانس برس» ان الصحافية الشابة ما زالت عالقة في حمص.

وقال ناشط سوري ان المصور البريطاني بول كونروي، الذي اصيب الاسبوع الماضي بجروح نتيجة القصف على مدينة حمص (وسط)، مع بوفييه نقل الى لبنان بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، عبر معبر حدودي غير شرعي في الشمال.

أمنياً، قتل خمسة جنود من الجيش النظامي السوري، فجر الثلاثاء، في اشتباكات مع مجموعة منشقة في محافظة درعا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

(ا ف ب، يو بي آي، رويترز)

الآلاف يشاركون في تظاهرات تشييع واحتجاج في دمشق

أ. ف. ب.

بيروت: خرج آلاف الاشخاص اليوم الثلاثاء في مدينة دمشق لتشييع قتلى الاحتجاجات الذين سقطوا في الايام الماضية برصاص قوات الامن السورية، بحسب ما افادت مصادر متقاطعة. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي إن “الاف الاشخاص شاركوا ظهر اليوم في تشييع شهيدين قتل احدهما امس والثاني اول من امس برصاص الامن في كفرسوسة”.

واضاف “حاصر الامن تظاهرة التشييع من جهات عدة، واطلق قنابل مسيلة للدموع” لافتا الى ان “التظاهرات ما زالت مستمرة” في كفرسوسة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان “خمسة الاف شخص على الاقل شاركوا في تظاهرة كفرسوسة التي ميزتها هذه المرة مشاركة واسعة من الطلاب الجامعيين”.

واشار الى تزايد اعداد المتظاهرين في دمشق في الآونة الاخيرة، معتبرا ان “اعداد المتظاهرين في دمشق تتزايد مع اشتداد القمع”. كما خرجت تظاهرة حاشدة في حي الميدان لتشييع احد قتلى الاحتجاجات، وخرجت تظاهرات من عدد من مساجد الحي شارك فيها مئات المتظاهرين وفقا للشامي.

وبحسب المصدر، فان مناطق عربين وزملكا وبرزة شهدت هي الاخرى تظاهرات مناهضة للنظام، وسط انتشار كثيف للقوى الامنية في انحاء عديدة من العاصمة. وذكر المرصد السوري ان قوات الامن نفذت حملة اعتقالات في جامعة دمشق اسفرت عن توقيف أكثر من ثلاثين طالبا.

وتشهد دمشق في الايام الاخيرة تصاعدا في التحركات الاحتجاجية واحجام التظاهرات بعد ان كانت تقتصر في الفترة السابقة على “التظاهرات الطيارة” التي يشارك فيها العشرات او المئات لوقت قصير جدا ثم ينفضوا قبل وصول قوات الامن الى مكان التظاهر.

فريق الهلال الاحمر السوري يغادر حمص

أ. ف. ب.

دمشق: غادر فريق منظمة الهلال الاحمر السوري الثلاثاء الذي يفاوض مع السلطات السورية والمعارضة من اجل اجلاء الصحافيين الاجانب من بابا عمرو، مدينة حمص من دون التوصل الى اتفاق، حسبما افاد رئيس المنظمة.

وقال رئيس الهلال الاحمر السوري عبد الرحمن العطار “عاد فريقنا الى دمشق نحو الساعة الثانية والنصف ظهرا (12:30 تغ) بعد ان قام بالمفاوضات دون جدوى يوم امس واليوم (الثلاثاء) مع شيخ كان يقوم بدور الوسيط (بين المعارضين والمنظمة)”.

واضاف “طلب منا تزويد سكان حي بابا عمرو بالمواد الغذائية والادوية ووافقنا على طلبهم، وطلبنا من جانبنا لقاء الصحافيين الا انه رفض”. وقال “ان هذا مؤسف حقا”، مضيفا “يراودنا انطباع بانهم ليسوا واضحين معنا في بابا عمرو”.

واكد العطار ان المصور البريطاني بول كونروي تمكن من التسلل نحو لبنان لكنه “لا يعتقد بان هذا الامر ينسحب على اديت بوفييه”. واكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في سوريا صالح دباكة “ان فريق اللجنة الدولية غادر مدينة حمص”. وقال دباكة “المفاوضات توقفت”، مشيرا الى ان “الوضع متوتر جدا في حي بابا عمرو”.

ولم يعرف بعد مصير جثتي الصحافيين الفرنسي ريمي اوشليك والاميركية ماري كولفن اللذين قتلا في القصف الذي طال الاربعاء منزلا حوله ناشطون الى مركز اعلامي، والذي اصيب فيه كل من كونروي وبوفييه. وافاد ناشط لبناني يساعد في نقل جرحى الاحداث عبر الحدود من سوريا ان كونروي وصل ليلا الى لبنان عبر معبر غير شرعي في الشمال.

أكراد سوريا يجدون في إقليم كردستان ملاذاً آمناً بعيداً عن العنف

أ. ف. ب.

أربيل: يعيش السوري عمر عزت ابراهيم في شقة صغيرة بمدينة اربيل شمال العراق، بعدما فر من الجيش ووجد في اقليم كردستان مثله مثل مئات الاكراد السوريين ملاذا آمنا بعيدا عن العنف في بلدهم.

ويقول ابراهيم (30 عاما) المتحدر من منطقة عين العرب المحاذية للحدود التركية في شمال سوريا “بقيت مختبئا حوالى شهر عند اقارب لي لكنني خشيت عليهم من الملاحقات فاضطررت للجوء الى اقليم كردستان”.

ويضيف لوكالة فرانس برس “وصلت الى الاقليم من خلال طريق سري وبعيدا عن اعين حرس الحدود، ودخلت الى محافظة دهوك (شمال العراق) ثم توجهت الى اربيل، وقد قدمت لي سلطات الاقليم كتاب اقامة”. ويذكر ابراهيم الذي كان برتبة رقيب ان “هناك العديد من الجنود الذين لديهم رغبة في ترك الجيش والانشقاق عنه ولكنهم يخافون من ان تتعرض عائلاتهم للملاحقات من قبل المخابرات”.

ووجد مؤخرا مئات الاكراد السوريين في اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي وباستقرار امني، ملاذا بعيدا عن العنف في سوريا التي تشهد منذ نحو عام احتجاجات قتل فيها نحو 7500 شخص، وفقا لمنظمات حقوقية سورية.

وقال مدير مكتب الهجرة والمهجرين التابع لوزارة الداخلية في الحكومة المحلية شاكر ياسين لفرانس برس اليوم الثلاثاء “حصلنا على ارض في وسنبدا خلال الايام المقبلة ببناء مخيم يتسع لنحو الف عائلة في شمال البلاد”. واضاف “نتوقع وصول هذه العائلات قريبا من سوريا”.

واوضح ياسين ان “الهاربين من سوريا يتوافدون على الاقليم منذ بداية العام الحالي، الا ان معظمهم لا يسجلون اسماءهم ويقيمون عند اقرباء لهم، وهناك عائلتان مسجلتان فقط ونحو 100 شخص غالبيتهم من الجنود الهاربين”.

وكان وكيل وزارة البشمركة في الاقليم الكردي انور حاجي عثمان اعلن الاثنين في تصريح لفرانس برس ان ثلاثين جنديا كرديا انشقوا عن الجيش السوري وصلوا الى كردستان خلال اليومين الماضيين، وقد منحوا صفة لاجئين.

وكانت هذه المرة الاولى التي يعلن فيها عن وصول جنود سوريين منشقين الى العراق الذي يتشارك مع سوريا بحدود بطول نحو 600 كلم. من جهته، اعلن بارزان برهم مراد عضو اللجنة الادارية لمخيمي القامشلي ومقبلي في محافظة دهوك شمال العراق عن وصول عائلات وافراد متفرقين من اكراد سوريا الى قليم كردستان العراق.

وقال مراد لفرانس برس “حتى الان، وصل الى اقليم كردستان (العراق) خلال الايام القليلة الماضية 15 عائلة و130 رجلا جميعهم اكراد وقد هربوا من الملاحقات التي يتعرضون لها في سوريا”.

وفي الشقة الصغيرة في اربيل (320 كلم شمال بغداد) التي يتشاركها مع اربعة افراد آخرين ثلاثة منهم يقيمون منذ سنوات في الاقليم الكردي، يروي ابراهيم انه فر من الجيش نهاية العام الماضي ووصل الى اقليم كردستان بداية شباط/فبراير.

ويوضح “استطعت الافلات من قبضة الجيش بعد حصولي على ورقة اجازة لمدة ستة ايام قمت بتعبئتها بنفسي، ثم التحقت بافراد من عائلتي في عين العرب قبل ان آتي الى كردستان”. ويقول ابراهيم “امضيت سنة ونصف السنة في صفوف الجيش، وكنا نخدم في دمشق (…) والكتيبة التي كنت فيها شاركت في العمليات العسكرية بمدينة حمص”.

ويشير الى انه “قبل ان اغادر الكتيبة، ابلغونا باننا سنتوجه الى حي بابا عمرو في مدينة حمص ولكني استطعت الفرار قبل ذلك”، لافتا الى انه شاهد “دمار كبيرا تعرضت له المدن ولكني لم اشاهد حالات قتل، ولم اشارك فيها”.

ويذكر ابراهيم انه “مع بدء الانتفاضة تعرضنا لضغوط كثيرة من قبل القادة وايضا من الجنود الآخرين الذين كانوا يشتمونني دائما لانني كردي”. ويمثل الاكراد تسعة بالمئة من الشعب السوري ويبلغ عددهم نحو 3 ملايين نسمة.

وفي تشرين الاول/اكتوبر، اغتال مسلحون مجهولون في القامشلي في شمال شرق سوريا المعارض الكردي البارز مشعل تمو، لينزل بعدها الالاف الى شوارع القامشلي للمطالبة باسقاط النظام. وفي الشقة ذاتها التي يسكن فيها ابراهيم، يقول محمد (28 عاما) الذي رفض الافصاح عن اسم عائلته خوفا من تعرض اقربائه في سوريا لمضايقات انه اعتقل في مطار دمشق “بتهمة عدم الالتحاق بالجيش”.

ويروي محمد الكردي المتحدر ايضا من منطقة عين العرب، انه قبيل تمكنه من الفرار الى القامشلي وهروبه نحو اقليم كردستان، جرى نقله “الى الامن الجنائي حيث شاهدت شبابا يتعرضون للتعذيب”. ويوضح “سجنوني في غرفة بمساحة ستة بثلاثة امتار. كنا حوالى 65 شخصا فيها”.

النظام السوري أعدَّ قائمة بآلاف المعارضين المستهدفين

عبدالاله مجيد من لندن

لندن: حصلت منظمة أُنشئت حديثاً على قائمة ضخمة أعدَّها النظام السوري، وتتضمن أسماء آلاف المعارضين السوريين وعناوينهم.

وقالت منظمة موذر جونز الإعلامية، إن الوثيقة الرقمية التي تقع في 718 صفحة تحوي أسماء وأرقاماً هاتفية وأحياء سكنية ونشاطات مزعومة لآلاف المعارضين الذين يبدو أن النظام السوري يستهدفهم. ونقلت صحيفة كريستيان صيانس مونتر عن موذر جونز، أن ثلاثة خبراء طلبت منهم المنظمة أن يفحصوا الوثائق المكتوبة بالعربية، كل على حده، فأكدوا صحتها.

وفي وقت يواصل نظام الرئيس بشار الأسد حملته الدموية ضد المعارضة في الداخل، تؤكد القائمة بتفاصيل صريحة سعة المراقبة التي تمارسها أجهزته في الداخل ومحاولاته المنهجية لسحق المعارضة الشعبية ضده.

وتكهنت منظمة موذر جونز في تقريرها بالأغراض التي أُعدّت القائمة من أجلها، ولكن الأمر لا يحتاج الى تكهن لمعرفة استعمالات القائمة. فإن المخابرات السورية اعتادت منذ زمن طويل على ممارسة التعذيب والتصفيات الجسدية ضد مناوئي النظام، كما يستخدم النظام عائلات الناشطين المعارضين في الخارج للضغط عليهم.

وكانت منظمة العفو الدولية أشارت في تقريرها العام الماضي، الى توثيق حالات أكثر من 30 ناشطاً سورياً يعيشون في 8 بلدان في أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية، كندا وتشيلي وفرنسا والمانيا واسبانيا والسويد وبريطانيا والولايات المتحدة، قالوا إنهم تعرضوا الى الترهيب من مسؤولين في السفارات السورية، ومن آخرين بسبب نشاطاتهم تضامناً مع حركة الاصلاح في سوريا، وإن العديد منهم جرى تصويرهم وترهيبهم شفهياً خلال مشاركتهم في احتجاجات امام سفارات سورية، فيما تعرض آخرون الى التهديد، بما في ذلك التهديد بالقتل، أو الاعتداء الجسدي على أيدي أفراد يُعتقد أنهم يرتبطون بالنظام السوري. نقلت منظمة العفو الدولي عن ناشطين أن الأجهزة الأمنية زارت عائلاتهم في سوريا واستجوبت أفرادها عن نشاطاتهم في الخارج، وأن ذويهم تعرضوا في حالات عديدة الى الاعتقال وحتى التعذيب نتيجة ذلك على ما يبدو، بحسب تقرير منظمة العفو الدولية.

في غضون ذلك يتزايد عدد القتلى بسبب القصف على مدينة حمص ومدن سورية أخرى. ويرجح مراقبون أن تتواصل ايضاً حملة الاعتقالات وتغييب خصوم النظام بأساليب اقل صخباً من قصف المدافع.

الانقسامات وسط صفوفه باتت من الأسرار المكشوفة

المجلس الوطني السوري ليس مريضاً يحتضر لكنه في حال سيئة

عبدالاله مجيد من لندن

بات من الواضح أن المجلس الوطني السوري، الذي يضم 270 عضواً، يواجه صعوبة في إخفاء الانقسامات التي يعيشها، والتي تظهر يومياً إلى العلن بأشكال مختلفة، في حين أعلنت وزارة الداخلية السورية عن موافقة غالبية ساحقة من السوريين، بلغت 89.4 %، على الدستور الجديد.

لندن: يلاقي المجلس الوطني السوري صعوبة متزايدة في التستر على انقساماته العديدة، حتى في وقت يلحّ فيه المجتمع الدولي على ضرورة بناء جبهة موحدة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وبات من الأسرار المكشوفة أن المجلس، الذي يضم 270 عضواً يمثلون خليطاً من الإخوان المسلمين والمثقفين العلمانيين والناشطين الشباب واتجاهات أخرى، لم يكن متماسكاً ذات يوم، رغم محاولات تصويره على أنه جبهة متلاحمة. وبدأت الخلافات مجدداً يوم الاثنين بالإعلان عن تشكيل مجموعة العمل الوطني السوري برئاسة المعارض السوري المخضرم هيثم المالح، وهو قاضٍ سابق، ظل ينتقل بين السجون السورية طيلة عقود.

وسيركز التنظيم الجديد جهوده على دعم المجموعات المشتتة، التي يتألف منها الجيش السوري الحر، والسعي إلى تسليحها مباشرة. ويحظى هذا التوجّه بدعم قوى إقليمية من العيار الثقيل، مثل العربية السعودية وقطر، ولكن المجلس الوطني السوري نأى بنفسه عن هذه الخطوة.

وأصدرت مجموعة العمل الوطني السوري بياناً قالت فيه: “إن طريقة العمل السابقة غير مجدية، لذلك قررنا تشكيل مجموعة عمل وطني، تهدف إلى تعزيز الجهد الوطني المتكامل لإسقاط النظام بكل الوسائل النضالية المتاحة، بما فيها دعم الجيش السوري الحر”.

ولكن بعد ساعات على ذلك قال وليد البني، عضو المجلس الوطني السوري، وأحد مؤسسي المجموعة الجديدة في تصريح لمجلة “تايم”، إن التنظيم الجديد ليس جديداً، وأكد “أنه ليس انشقاقًا، وليس فصيلاً جديداً”.

وأضاف في اتصال هاتفي من القاهرة، أن المجلس الوطني السوري يضم أعضاء من الإخوان المسلمين ومن إعلان دمشق، وهو يضم الآن مجموعة العمل الوطني، “فما هي المشكلة؟”.

تضم مجموعة العمل الوطني السوري نحو 20 عضواً، بينهم المعارض كمال لبواني، الذي أمضى الشطر الأعظم من العقد الماضي في السجن.

وأكد لبواني مجدداً أن تشكيل مجموعة العمل الوطني ليس انشقاقاً في صفوف المعارضة، ولكنه أشار إلى أن المجلس الوطني السوري لم يحقق الكثير. ونقلت مجلة تايم عن لبواني قوله: “إننا لن ننتظر، وشعبنا يموت، بل علينا أن نسلح الجيش الحر”. وكرر القول إن إعلان تأسيس مجموعة العمل الوطني ليس انشقاقاً، بل إن المجلس الوطني السوري “مجلسنا، ولكننا لن نقف متفرجين”.

وقال رئيس المجلس برهان غليون من جهته لقناة الجزيرة، إن هذا ليس وقت الانقسامات”، وإنه من غير المقبول أن تنخر الانقسامات صفوفنا” في وقت يقوم شباب سوريا بثورة، والشعب السوري يواجه مجازر حقيقية.

وشدد غليون على ضرورة أن تكون المعارضة صوتاً واحداً، ولكنها ليست كذلك. فبعد 11 شهراً من النزاع اللا متناظر، لم يفلح المجلس بوصفه أكبر الجماعات المعارضة في ترتيب بيته، فيما أصبح مقتل العشرات كل يوم هو القاعدة، وتردى الوضع إلى حد غير مسبوق بقصف أحياء من حمص، مثل حي بابا عمرو، طيلة أسابيع بلا توقف، وعزله عن العالم الخارجي، في إطار حملة من العقاب الجماعي، لأن المدينة تحدَّت عقوداً من حكم عائلة الأسد.

في غمرة هذه المعاناة، يقترب المجلس الوطني على نحو خطر من فقدان أي مصداقية له بين الناشطين والمحتجين والمقاتلين في الداخل، ليس لأن موقفه متعنت من النظام، بل لأنه ليس حازماً بما فيه الكفاية. ونقلت مجلة “تايم” عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إميل هوكايم، أن الناشطين في الشوارع جميعهم أشد نضالية من المجلس، “وهذه هي المفارقة، فهم يريدون عملاً أقوى”.

وكان هوكايم يشير إلى ناشطين، مثل الحمصي خالد أبو صلاح، الذي بثّ أخيرًا رسالة مؤثرة على الانترنت موجّهة إلى المعارضة في الخارج، يقول فيها إنها لم تفعل شيئاً مجدياً منذ بداية قصف المدينة. وحذر أبو صلاح، الذي سجل الرسالة وهو واقف وسط الأنقاض، قائلاً: “نحن منحناكم الشرعية، ونستطيع أن نأخذها منكم”.

ورغم أن المجلس الوطني السوري أخذ في وقت متأخر يعرب عن تأييده اللفظي للجيش السوري الحر، متعهداً بدعمه مالياً، فإنه لم يذهب إلى حد دعمه بالسلاح. وتقول عناصر في الجيش الحر، تنشط في منطقة الحدود بين سوريا وتركيا، إنها لم تر شيئاً ملموساً حتى الآن.

ونقلت مجلة تايم عن عمر، وهو عضو مدني في الجيش السوري الحر، يقيم في مخيم للاجئين داخل الأراضي التركية، أن أعضاء مجموعة العمل الوطني الجديدة “شرفاء، سيقدمون العون بتسليح الجيش الحر”. وأضاف في حديث لمجلة تايم عن طريق سكايب “إن الآخرين يكذبون، فهم يريدون ترويج أسمائهم، ولا يهتمون بالشعب، أو بالدم في الشوارع أو بنا نحن في الخيام”.

كما إنه من المستبعد أن يُطمئِن المجلس الوطني السوري بانقساماته الكثير من السوريين، الذين يخافون مما قد يأتي بعد الأسد، إن هم انفضوا عن الشيطان الذي يعرفونه. وأعلنت وزارة الداخلية السورية يوم الاثنين عن موافقة غالبية ساحقة من السوريين، بلغت نسبتها 89.4 في المئة، على الدستور الجديد.

ويبدو أن الدستور الجديد على الورق وثيقة نموذجية ومشروع تنويري لبناء دولة ديموقراطية، تكفل الحرية بوصفها “حقاً مقدساً”، وتضمن “حرمة” الحياة الإنسانية. ولكن هذا على الورق. أما على الأرض، فالدبابات ما زالت تقتحم المدن المنتفضة، وأشرطة الفيديو تعرض جثث القتلى من الرجال والنساء والأطفال على الانترنت يوماً إثر آخر.

ورفض الغرب عملية الاستفتاء بوصفها مسرحية سياسية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على نظام الأسد يوم الاثنين. ويواصل المجتمع الدولي بحثه عن مخرج من الأزمة يتجاوز موقف روسيا والصين. ويمكن لتشكيل حكومة مؤقتة على غرار المجلس الانتقالي الليبي، الذي أُنشئ في غضون أسبوع من اندلاع الانتفاضة الليبية أن يحشد التأييد للمعارضة السورية، ولكن الاعتراف بها ما زال شحيحاً.

وأضفى مؤتمر أصدقاء سوريا، الذي عُقد في تونس أخيرًا، بعض الشرعية على المجلس الوطني السوري، معترفاً به ممثلاً شرعياً للشعب السوري، ولكنه ليس الممثل الوحيد.

وقال الخبير هوكايم عن الانقسامات في صفوف المجلس إنها تنمّ عن “عدم نضج مطلق”، مشيراً إلى أن هناك “قضية تتعلق بسوء الإدارة وسوء التنظيم، تكاد تكون مستقلة عن قضايا القيادة. فهم لا يمتلكون المهارات اللازمة لإدارة تنظيم كهذا في مثل هذا الوقت”.

ويقول مراقبون آخرون إنه من غير الواقعي توقع الكثير من المعارضة السياسية السورية بعد خمسة عقود من حكم الحزب الواحد، الذي كان يسحق أي شكل من أشكال المعارضة. ويذهب آخرون، إلى أن انقسام المعارضة ظاهرة صحية ومثال على الممارسة الديموقراطية، ومؤشر إلى النظام الذي يأملون في إقامته. ولكنّ فريقاً ثالثاً يرى أنه إزاء الدم الذي يُراق في الشوارع، فإن أقل ما يمكن أن تفعله المعارضة السياسية في الخارج هو تقديم جبهة موحدة إلى العالم.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي عن المجموعات المسلحة، التي تقاوم النظام على الأرض، إنه من السابق لأوانه التفكير في تسليح الثوار بسبب تشظي هذه المجموعات، قد يصحّ على المعارضة السياسية. وفي هذا الشأن قال المحلل هوكايم “إن ديبلوماسيين غربيين يسألونني “مع مَنْ نتعامل في نهاية المطاف؟”. وأضاف “إن هذا أمر يدعو إلى القلق، وأنا لا أقول إن المجلس الوطني السوري مريض يحتضر، لكنه في وضع سيء جدًا”.

نظام الأسد يواصل ارتكاب الجرائم وسقوط 122 قتيلاً الاثنين

نقل المصوّر البريطاني والصحافيّة الفرنسيّة من سوريا إلى بيروت

وكالات

تمكّن المصور البريطاني بول كونروي والصحافية الفرنسية اديت بوفييه من مغادرة مدينة حمص، حيث نُقلا إلى بيروت، في وقت ارتكبت فيه قوات الأمن السورية مجازر عدة في حي بابا عمرو في حمص، وغيرها من المناطق السورية، ما أدى إلى سقوط 122 قتيلاً على الأقل.

دمشق: نقل الصحافي البريطاني بول كونروي الذي اصيب الاسبوع الماضي بجروح نتيجة القصف على مدينة حمص (وسط)، الى لبنان بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، عبر معبر حدودي غير شرعي في الشمال، بحسب ما افاد ناشط محلي يساهم في عمليات نقل الجرحى.

وقال المصدر “ان كونروي واشخاصا كانوا يرافقونه دخلوا بعد منتصف الليل منطقة وادي خالد عبر بلدة حنيدر الحدودية على دراجات نارية”. وتبعد حنيدر في شمال لبنان عن مدينة حمص حيث اصيب كونروي الاربعاء الماضي حوالى كيلومتر واحد.

ونفى المصدر علمه بمكان وجود كونروي حاليا. وقد اصيبت في القصف ذاته الصحافية الفرنسية اديت بوفييه.

ووصلت الصحافية الفرنسية اديت بوفييه التي اصيبت في قصف على حمص الاسبوع الماضي، الى لبنان بحسب ما افاد مسؤول لبناني رسمي وكالة فرانس برس. وقال المصدر “وصل الصحافيان اديت بوفييه وبول كونروي الى لبنان ليلا، وهما سالمان”.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أعلن في وقت سابق الثلاثاء ان فرنسا تواصل جهودها “للسماح باجلاء” الصحافية الفرنسية اديت بوفييه المصابة من حمص لانه لا تتوفر لديها عناصر كافية تتيح تاكيد اجلائها من سوريا.

وصرح برنار فاليرو “نواصل جهودنا اكثر من اي وقت مضى للسماح باجلاء الجرحى من حمص وكل الصحافيين الاجانب ومواطنتنا الجريحة في حمص”، موضحا انه “لا يملك في الوقت الحالي عناصر تتيح لنا تاكيد ما تنشره بعض وسائل الاعلام حول (اجلاء) بوفييه الى لبنان”.

ومن جانبها، أكدت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية الثلاثاء ان المصور البريطاني بول كونوري “بامان في لبنان” بعد ان اصيب في قصف للجيش السوري على مدينة حمص المحاصرة. وقال المتحدث باسم الصحيفة في بيان ان “صنداي تايمز تؤكد ان المصور بول كونروي بامان في لبنان. انه في صحة جيدة ومعنوياته مرتفعة”.

ولم يعرف بعد مصير جثتي الصحافيين الفرنسي ريمي اوشليك والاميركية ماري كولفن اللذين قتلا في القصف الذي طال الاربعاء منزلا حوله ناشطون الى مركز اعلامي. واكدت منظمة “آفاز” غير الحكومية انها نسقت مع ناشطين سوريين عملية اخراج كونروي من حمص.

وقال وسام طريف من المنظمة لوكالة الأنباء الفرنسية “قمنا بتنسيق اخراج كونروي مع ناشطين سوريين نفذوا العملية”. وفي بيان صادر عن المنظمة ان “شبكة من الناشطين السوريين ساعدت الصحافي بول كونروي على الهروب الى لبنان”.

واشار الى ان لا معلومات عن الصحافيين الغربيين الثلاثة الآخرين اديت بوفييه وخافيير اسبينوزا ووليام دانيالز. وقالت المنظمة في بيانها “فيما تمكن كونروي من الخروج من المدينة، قتل 13 ناشطا “كانوا ينقلون مساعدات الى بابا عمرو”، و”يساعدون الصحافي على الخروج”.

ونقل البيان عن المدير التنفيذي لآفاز ريكن باتل ان “انقاذ بول كونروي اليوم مصدر ارتياح كبير”، مع ابداء قلقه ازاء عدم وجود معلومات عن الصحافيين الثلاثة الآخرين. وحيا في الوقت نفسه “شجاعة الناشطين الذين قتلوا خلال محاولات اجلاء الجرحى” طيلة الايام الماضية.

واشار البيان الى ان “35 ناشطا سوريا بطلا” كانوا يحاولون على مدى الايام الستة الماضية اجلاء الجرحى، وانهم تمكنوا خلال هذا الفترة من نقل اربعين جريحا مصابين اصابات خطرة من حي بابا عمرو الذي ادخلوا اليه مساعدات طبية.

واطلقت “آفاز” العام 2007 بهدف تأهيل وتدريب “مواطنين من مختلف المناهل والأمم لردم الهوة بين العالم الذي نعيشه اليوم والعالم الذي يحلم به أغلب الناس في كل مكان”، بحسب موقعها الالكتروني. وهي تلتزم في ذلك قضايا دولية واقليمية ووطنية ملحة بينها النزاعات.

وفي وقت سابق أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن فشل محاولة لإجلاء صحافيين غربيين مصابين من مدينة حمص السورية. وقالت مصادر اللجنة إن سيارت إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري دخلت حي بابا عمرو المحاصر، وغادرته بدون الصحافية الفرنسية إديت بوفييه والمصوّر البريطاني بول كونروي.

من جهته، صرّح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الثلاثاء أن المفاوضات لإخراج الصحافيين الأجنبيين الموجودين في مدينة حمص السورية “في حالة جمود”، لكن حالة الصحافية إديت بوفييه “تبدو مستقرة”.

وقال جوبيه لإذاعة آر تي إل الخاصة إن الوضع “ما زال في حالة جمود”. وأضاف “أشعر بإحباط كبير. نعمل مع السلطات السورية على الحصول على ضمانات لسلامتهم، ونعمل مع الصليب الأحمر”، مؤكدًا أن “القنابل ما زالت تتساقط على حمص”.

وحول إديت بوفييه (31 عامًا) مراسلة صحيفة لوفيغارو الفرنسية، حاول جوبيه أن يكون مطمئنًا. وقال “لدينا معلومات. كنا قلقين جدًا في وقت ما، نظرًا إلى المخاطر التي تواجهها. يبدو أن وضعها الصحي استقر”. وأضاف “يجب أن نتمكن من إجلائها في أسرع وقت ممكن. لا يمكن العيش مع كسر في الساق، يبدو أنها تعانيه”.

وكان قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد أكد الثلاثاء استعداد جيشه للتعاون مع الهلال الأحمر من أجل إدخال المساعدات وإجلاء الجرحى من حمص. وقال الأسعد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من تركيا “منذ البداية، أكدنا الاستعداد، وأصدرنا أوامر بالتعاون مع الهلال الأحمر من أجل إدخال مساعدات إلى حمص وإجلاء الجرحى منها”.

وأضاف إن مجموعات الجيش الحر الموجودة على الأرض في داخل حمص “لديها حرية التفاوض” حول مسألة إجلاء الجرحى، وإن “هناك وساطات تتم معها عبر أشخاص”، مؤكدًا أن “النظام هو الذي يحول دون إتمام العملية”.

وشدد على أن المبدأ بالنسبة إلى الجيش الحر هو “سلامة أي إنسان مدني، ونحن مستعدون للتعاون على إيصال كل معونة إلى الناس، لا سيما المعونات الطبية. ونؤكد على حماية المدنيين كافة”. ورأى الأسعد أن “استراتيجية النظام السوري تقضي بتصفية كل الجرحى”، مشيرًا إلى “حصول مجازر في عدد من المستشفيات. وهو حتى يمنع وصول الغذاء إلى داخل حمص”.

من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة ضحايا أعمال العنف المستمرة في سوريا الاثنين ارتفعت إلى 122 قتيلاً، بينهم 84 في حمص، حيث قتل 15 في أحياء بابا عمرو وعشيرة السبيل، كما توفي شخص في مدينة القصير متأثرًا بجروح، كان أصيب بها قبل أيام. وأضاف إنه عثر على 68 جثة في ريف حمص الغربي في أراض زراعية بين قريتي رام العنز والغجرية.

وأوضح أنه في محافظة إدلب “استشهد 18 مواطنًا، بينهم 16 امرأة في معرّة النعمان وكفرومة وسرمين، كما قتل شخص من قرية كفرلاته برصاص قناصة في ريف حماه، وقتل شخص آخر في قرية أطما في ريف إدلب”. وأشار إلى أنه في محافظة حلب “استشهد 13 مواطنًا في بلدتي عندان وأعزاز”.

وفي ريف دمشق “استشهد مواطن بإطلاق نار من حاجز في بلدة عربين، وتوفي فتى يبلغ من العمر 16 عامًا في مدينة زملكا، متأثرًا بجروح كان أصيب بها سابقًا”. وقال أيضًا إن “مواطنًا توفي في حي كفرسوسة في دمشق متأثرًا بجروح كان أصيب بها سابقًا”.

ولفت إلى أنه في محافظة حماه “استشهد أربعة مواطنين بإطلاق نار من قوات الأمن في قرية كفر الطون”، موضحًا أنه “سقط 29 شهيدًا في مناطق أخرى”. وأفاد المرصد أن الاشتباكات أدت إلى مقتل 11 من جنود الجيش النظامي وعناصر قوات الأمن السورية في مناطق مختلفة، بينها ريف حلب وحمص.

وفي دمشق، ذكر المرصد أن “قوات الأمن السورية أطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريق آلاف المواطنين، الذين شاركوا في تشييع شهداء سقطوا يوم أمس في حي كفرسوسة”. وتجددت التظاهرات في جامعة حلب الاثنين. ودعا مئات الطلاب، الذين ساروا في تظاهرات متنقلة بين الكليات، سكان حلب، التي لا تزال في منأى إلى حد ما عن التحرك المناهض للنظام، “إلى الثورة”.

وهتف المتظاهرون، بحسب شريط فيديو وزّعه ناشطون على شبكة الانترنت، “يا حلب ثوري ثوري، هزّي القصر الجمهوري”. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة فرانس برس إن “التحرّك (الاحتجاجي) أصبح أوضح أكثر في الجامعة، وهو يخرج منها أحيانًا”.

وأفاد ناشطون أنه تم في كلية الطب تدمير تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار الأسد. كما طالب المتظاهرون بـ”إعدام الرئيس”، وبـ”إسقاط النظام”. وأشار المرصد إلى حصول إطلاق رصاص في جامعة حلب “ومحاصرة المتظاهرين داخل القاعات واعتقال 16 منهم”.

وفي مواجهة القمع المستمر، أعلن الاتحاد الأوروبي الاثنين عن تبني مجموعة جديدة من العقوبات ضد سوريا، تشمل تجميد ممتلكات البنك المركزي السوري في أوروبا، ومنع سوريا من التجارة بالمعادن الثمينة، كالذهب، إضافة إلى منع طائرات الشحن السورية من الهبوط على الأراضي الأوروبية.

وستضاف أسماء سبعة أشخاص إلى لائحة تضم حوالى 150 شخصًا وأصحاب منظمات أو مؤسسات ممنوع عليهم الحصول على تأشيرة دخول إلى أوروبا، وتم تجميد أرصدتهم. ودان عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين، وبينهم وزيرا فرنسا وبريطانيا، الاثنين الاستفتاء الذي نظم في سوريا حول دستور جديد الأحد، مؤكدين أنه لا يتمتع بمصداقية بسبب استمرار العنف.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن فرنسا ترغب “في أن تفكر الأسرة الدولية في شروط عرض القضية (السورية) على المحكمة الجنائية الدولية”. في أوسلو، عبّر رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني عن تأييده لتسليح المعارضة السورية. وقال “علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمساعدتهم، بما في ذلك تسليمهم أسلحة ليدافعوا عن أنفسهم”.

ونددت السعودية الاثنين بموقف بعض الدول “المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب” السوري، محمّلة إياها المسؤولية الأخلاقية في تعطيل التحرك الدولي بهذا الخصوص، في إشارة واضحة إلى موقف روسيا الداعم لدمشق في مجلس الأمن.

وتوقعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن ينتهي نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسقوط، بسبب انشقاقات جنود ورجال أعمال وممثلي أقليات في البلاد. وردت الصين وروسيا بعنف الاثنين على الانتقادات الغربية للنظام السوري ولداعميه. وانتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين المرشح إلى الانتخابات الرئاسية بعنف موقف الغرب من سوريا، معتبرًا أنه “وقح”.

وفي مقال نشرته صحيفة موسكوفسكيي نوفوستي، دافع الرئيس الروسي بقوة عن قرار روسيا وكذلك الصين استخدام حق النقض لمنع تبني قرارين في مجلس الأمن الدولي يدينان قمع السلطات السورية للحركة الاحتجاجية.

من جهة ثانية، اعتبرت روسيا أن مؤتمر “أصدقاء سوريا”، الذي دانت فيه أكثر من ستين دولة القمع الممارس من النظام السوري اتسم بطابع “أحادي”.

وأعلنت الصين من جهتها رفضها تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي دعت الأسرة الدولية إلى دفع الصين وروسيا إلى “تغيير موقفهما” من سوريا. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية “على العالم الخارجي الامتناع عن فرض” خطته لحلّ أزمة الشعب السوري.

وفي جنيف، التقى كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة وموفد المنظمة الدولية والجامعة العربية الخاص للأزمة في سوريا، الاثنين وزيري الخارجية الإيراني والفرنسي، وناقش معهما الوضع في سوريا. واعتبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي الاثنين أن النزاع في سوريا سيطول، داعيًا نظام بشار الأسد إلى وضع حد للعنف.

متزلّفو الرئيس السوري: موظفون وطلاب وقادمون من الأردن ولبنان !

“منحبكجية” تأييدًا للأسد في دمشق و”مندسّون” يعارضونه في حمص

كلودا المجذوب الرفاعي من دمشق

في وقت تشتدّ فيه الأزمة السورية، ينبري طلاب وموظفون ومُدّعون للممانعة والصمود، يتم استقدامهم من لبنان والأردن، لنصرة بشار الأسد، يجمعهم شيء واحد، الرقص والدبكة والغناء، ويتفرّقون في النهاية على وعد من أزلام النظام بأن الأمور قد حسمت، وأن الأزمة “خلصت”… لكن الثورة “لم تخلص” بعد.

دمشق: لطالما شكل تجمع مئات الآلاف، وربما الملايين، في ساحات دمشق، حيث تتجمع المراكز الأمنية والحكومية وتتركز قوة النظام، مشهداً مثيراً للاستفزاز والاستغراب من قدرة النظام على تجميع كل هذه الجموع المؤلفة من الناس بشكل (عفوي) (لا إرادي) (شعبي).. إلى آخر ما هنالك من صفات تسبغها على مسيرات التأييد، قنوات التأييد التلفزيونية المعروفة.

ما من ريب أن استمرار الأزمة في سوريا وتصاعد الحراك الشعبي ضد النظام، وولوغ قواته الأمنية في دماء الشعب السوري في أكثر من منطقة ومدينة وبلدة، قد أسهم في تناقص أعداد المتجمهرين، وبالتالي، قدرة بعض “أبواق” النظام على الترويج لقوة النظام الأسدي وشعبيته ورسوخه أمام الفضائيات المتآمرة عليه ضمن حملة المؤامرة الكونية.

بداية، أن تكون “منحبكجياً”، وهو المصطلح الدال على تأييد النظام ورأس هرمه تحديدًا، مشتق من لفظ أطلقه النظام إبان الترويج لحملة انتخابية للرئيس بشار الأسد، وهي كلمة (منحبك)، التي وزّعها في كل الميادين والشوارع، وصيغت منها الأغاني والأهازيج، وتعني (نحن نحبك) باللهجة الشامية حصراً، رغم أن للكلمة دلالة عكسية في بعض اللهجات المشابهة للهجة العراقية في شرق سوريا والمناطق المحاذية للحدود مع العراق، إذ تعني العكس تماماً، وهو الأمر الذي لم يفطن له صائغو الشعار الأشهر لدى مؤيدي النظام!.

أن تكون “منحبكجياً” بإضافة دلالة المهنة باللغة التركية (جي) إلى الكلمة تعني وصفاً امتهانياً من قبل أنصار المعارضة لشخص تجمعت لديه غالبية صفات الدونية والخنوع والقبول بالامتطاء من قبل النظام وأزلامه، إلى درجة وصف المعارضين هذا الصنف من السوريين بأن لديهم “متلازمة استوكهولم” الشهيرة، التي تعاطف فيها الضحايا مع خاطفي بنك احتجزوهم فيه لستة أيام، ما أدى إلى التعاطف الكبير بين الجاني والضحية ودفاعهم عنهم بعد ذلك أمام القضاء، ويقول نشطاء الثورة: “إذا كانت ستة أيام كفيلة بغسل دماغ ضحية إزاء الجاني عليها، فما القول إذن بأكثر من خمسة عقود من حكم البعث لسوريا، وأربعة عقود للأسد الأب، وعقد كامل للأسد الابن”؟!.

دفعني الفضول إلى “الاندساس”، وهذا المصطلح، والشيء بالشيء يذكر، مصطلح مقابل للمنحبكجي، لوصف معارضي النظام، سرعان ما أضحى مثاراً للتهكم من قبل نشطاء الثورة أنفسهم، ومداعبة لطيفة في ما بينهم، في صفوف الحشود الغفيرة والكبيرة التي تجمعت في ساحة السبع بحرات (الصغيرة) نسبياً بالمقارنة مع ساحة الأمويين الأكبر في دمشق، والتي كان من المفترض أن يتجمع المؤيديون فيها على أساس تصويت الرئيس وزوجته على الدستور في مبنى الإذاعة والتلفزيون المطلّ على الساحة، ومقابلة جماهيره (العريضة) فيها، لكن دواعي أمنية تتعلق بسلامة الرئيس، وضآلة حجم المتوافدين إلى الساحة، دفعهم إلى اختيار الساحة الأصغر لتجميع ما يقرب من 2-3 آلاف شخص على الأكثر!.

في الساحة وجوه غريبة لا تكاد تميزها من غرابة تصرفاتها، تجمع بينها قواسم مشتركة، لا تشي أن شيئاً ما يحدث في هذا البلد، الكل مفعم بالحيوية والزهو، ويرقص طرباً على أنغام أغان وطنية ومتزلفة للنظام ورأسه، تتوسط الساحة الصغيرة منصة لتقديم فواصل من الخطب العصماء لرجالات ممن “امتهنوا” المقاومة والممانعة و…. لتأييد النظام والتأكيد على انتصاره على حربه “الفضائية”، على حد تعبير الرئيس بشار عند مقابلته لوسائل الإعلام في التلفزيون السوري، داعياً الجميع إلى الانتصار في الواقع.. وفي الفضاء!.

ولكن، ما هي الفئات التي تتجمع في ساحات التأييد الاعتيادية، والتي باتت تتآكل يوماً بعد يوم نظراً إلى نفاد مخزونها البشري؟.

أولاً: هناك فئة الموظفين، الذين يتم حشرهم إلى الساحة “غصباً عنهم”، وأكد ذلك العديد من الموظفين الحكوميين، وثبتته صور وفيديوهات تجميعهم في باصات وحافلات لنقلهم إلى مثل تلك التجمعات، وهؤلاء يشكلون الخزان الأكبر لمثل هذه التجمعات، وبصرف النظر عن تأييدهم أو معارضتهم، فإن الموظف السوري، الذي “ملّ” امتهانه على هذا النحو، سرعان ما يقوم بمغافلة مراقبيه من عناصر الأمن الموزّعين في كل دائرة حكومية، ليهرب من أحد جوانب الساحة مشياً على الأقدام ومتابعاً طريقه نحو منزله.

ثانياً: طلاب المدارس والمعاهد، وهؤلاء أيضاً من السهل جمعهم من أماكن وجودهم، خاصة أن المؤسسة البعثية المسؤولة عنهم (اتحاد شبيبة الثورة) لا تزال فاعلة حتى اليوم، وهي تقوم بواجبها على أكمل وجه، رغم إقصاء حزب البعث بموجب الاستفتاء الجديد عن قيادة الدولة والمجتمع؟!.

لكن هذه الشريحة من المؤيدين يطول بقاؤها في ساحة التجمع أكثر من الموظفين، لمآرب أخرى، خبرناها جميعاً، عندما كنا “مراهقين”، ففي الطريق من الشوارع الفرعية إلى الساحة الرئيسة للتجمع، تشاهد عشرات الشابات والشبان على جنبات الطريق، وهم يتجاذبون أطراف الحديث على استحياء، وهو ما تدل عليه طريقة وقوفهم وكلامهم، ما يعني أن الغاية من التواجد وإدامة الحضور هو الحصول على موعد غرامي “مجاني”، وهي من المزايا التي يباهي بها “المنحبكجي” دوماً.

ثالثاً: شرائح مستقدمة غالباً من الأردن ولبنان على أنها مجموعات شبابية مقاومة وممانعة وضد التدخل الخارجي في سوريا، ومع النظام بطبيعة الحال، تتقدمها أحزاب قومية عربية باتت معروفة، ويقودها إلى مراكز التجمع “خطباء” من الصنف الذي أكل الدهر عليه وشرب، وفي زيارتنا الأخيرة إلى ساحة السبع بحرات، صادف أن كان حاضراً الأستاذ الإعلامي (ناصر قنديل) المعروف بمواقفه الممالئة للنظام والمحرّضة طائفياً ضد خصومه، وفي أحد مقاطع خطبته “العصماء” لم يتوان قنديل عن مهاجمة المملكة العربية السعودية، مطالباً بإعادة تسميتها “ببلاد الحجاز”، وأن النظام الملكي الحالي قد “احتل” البلاد، وأنه بعد انتهاء الأزمة الحالية في سوريا، سوف يطالبون جميعاً بتحرير السعودية من نظام الحكم القائم، وسط تصفيق جموع الحاضرين غير الواعين بما يقوله قنديل، والمنشغلين بتبادل الغمزات، وحتى اللمسات الخفية عن أعين المتجمهرين!.

رابعاً: شرائح طائفية ومذهبية من أنصار أقليات معينة لا يمثلون إلا أنفسهم حالياً، وغالبيتهم من المنخرطين في أجهزة الأمن والجيش والمنتفعين من النظام الحالي، وهم من أشرس أنصار النظام وأخطرهم، ولا يكاد يقيمون وزناً لأي خبر أو واقعة تدين النظام، إلى درجة أن أحدهم نشر على صفحته على فايسبوك تحذيراً لزملائه، من أن “المخرّبين” و”الإرهابيين” قد نجحوا في شق نفق من حمص (بابا عمرو) إلى المزّة في دمشق، حيث خرجوا على جموع المشيّعين هناك، وأطلقوا النار عليهم، ليبرر به ما رآه من إطلاق نار هناك؟!.

بين شرائح “مجبرة” على الخروج في ساحات التأييد والولاء والوفاء والنصرة والدعم للنظام الحالي، وشرائح منتفعة منه ومن مزايا مؤقتة يغدق بها النظام على “رعيته”، وأخرى “تقتات” على الولاء لنظام دموي آتية من وراء الحدود بزعم دعم نظام قومي مقاوم مع خطبائها المفوهين والمحرّضين، وشرذمة طائفية ومغيبة عن الواقع، تشعر وأنت تقطع ساحة السبع بحرات بأنك في “مولد”، كما يقول إخواننا المصريون، لا في موقف تشتد فيه الأزمة، التي تعانيها البلاد منذ ما يقرب من عام، يجمعهم شيء واحد، الرقص والدبكة والغناء، ويتفرّقون في النهاية على وعد من أزلام النظام بأن الأمور قد حسمت، وأن الأزمة “خلصت”، بحسب التعبير السوري الدارج، ليتندر أحد الواقفين في الساحة عند سماعه لهذه العبارة المكررة، بالقول: “نعم.. سوريا خلصت… والأزمة بخير!؟”.

أنقرة لن تسلِّح المتمردين خوفًا من تصاعد حدة الصراع على حدودها

الأزمة السورية تحفز اليقظة التركية

لميس فرحات من بيروت

كلام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لا يمكن أن يكون أكثر وضوحاً، ففي ظل الوضع المتأزم في سوريا، والتوتر المتزايد في العراق، ومحاولة دول الربيع العربي تلمّس طريقها للمضي قدماً، ظهرت تركيا كلاعب بارز بالنسبة إلى الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى.

بيروت: أشادت وزيرة الخارجية الأميركية هذا الشهر بدور تركيا، معتبرة أنها في موقع “الزعامة” بشأن المسألة السورية، وواصفة إياها بـ “الأمّة التي تملك ضميراً حياً يتفهم معاناة الشعب السوري، وتضع الكثير على المحك من أجل إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد”.

وأثناء لقائها مع نظيرها التركي أحمد داوود أوغلو، قالت كلينتون إن “ديمقراطية تركيا الناجحة تشكّل مصدر دعم قوي جداً بالنسبة إلى بلدان ما بعد الثورة في المنطقة ومثالاً حقيقيًا بالنسبة إليهم”.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ “فاينانشال تايمز” أن تركيا شهدت تحولاً ملحوظاً يحظى بتقدير الغرب لوقوفها ضد التوسّع الروسي، وهي الآن منهمكة بالإنخراط مع الدول المجاورة جنوباً وشرقاً، لأن مستقبلها يتشابك مع مستقبل هذه البلدان.

“نحن لا نطمح إلى أن نصبح قوة إمبريالية مرة أخرى، لكن التاريخ والجغرافيا تطاردنا”، يقول مسؤول تركي كبير، في إشارة إلى التغيرات التي تؤدي ببلاده من جديد إلى لعب دور أكثر حزماً في المنطقة منذ فترة طويلة مضت. وأضاف: “نحن نفهمهم (الدول الأخرى) على نحو أفضل من غيرنا، وهم يتفقون معنا أكثر مما يتفقون مع غيرنا”.

تساعد تركيا على قيادة الحملة الدولية للإطاحة بالرئيس الأسد وتقديم المساعدات إلى المجلس الوطني السوري المعارض. ويقول مسؤول تركي “إننا نبذل كل ما بوسعنا لمساعدة المجلس الوطني السوري”.

وأشارت الصحيفة إلى أن القضية أبعد من سوريا، فأولئك الذين يرغبون في عالم عربي ديمقراطي، بدلاً من الحكم الاستبدادي والراديكالي، ينظرون إلى النموذج التركي كمصدر إلهام لهم. لكن هناك تساؤلات عن مدى تأثير تركيا، وما هو نطاق طموحها، وعمّا إذا كان دورها الموسع انعكاساً للخطر أم للفرص.

خطة أنقرة، كما أوضح داود أوغلو في حديث لصحيفة “فاينانشال تايمز” في العام الماضي، هي أن تصبح “لاعباً عالمياً”، وتساعد على بناء “حزام من الرخاء والاستقرار والأمن” حول نفسها، مضيفاً إن تركيا ستكون لها رؤيا ورأي في كل مناسبة وكل حدث “نحن لن نكون محايدين أبداً”.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا القرار تحوّل إلى برنامج عمل، ولم يكن مجرد كلام. فهذا العام، بدأت محطة رادار حلف شمال الأطلسي، التي تهدف إلى مواجهة برنامج إيران للصواريخ، عملياتها على الأراضي التركية.

ومازال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في تناقض مع نظيره العراقي على الطائفية السائدة في البلد المضطرب. وتستضيف تركيا، إلى جانب المعارضة السياسية والعسكرية لنظام الأسد، نحو 10 آلاف لاجئ من السوريين، الذين فرّوا عبر الحدود منذ العام الماضي.

تشير دراسة أجريت أخيرًا من 16 بلداً في منطقة الشرق الأوسط من قبل (TESEV)، وهي مؤسسة فكرية، مقرها إسطنبول، إلى أن تركيا تعتبر الدولة ذات الصورة الأكثر ملاءمة ونموذجًا في المنطقة، وأنها زعيم اقتصادي يسهم في معظم جهود السلام في المنطقة.

رسم نائب رئيس الوزراء وصاحب محفظة الاقتصاد التركي، علي باباجان، تصوراً لمنطقة اقتصادية مشتركة، تمتد من ألبانيا إلى دولة الكويت، ومن البحرين إلى المغرب، وستكون هذه المبادرة بقيادة تركيا.

واعتبرت الصحيفة أن تركيا “بمعنى من المعاني، تعمل على ملء الفراغ في المنطقة في الوقت الذي تقلّص فيه الولايات المتحدة وجودها في منطقة الشرق الأوسط عبر الانسحاب من العراق، وتتطلع إلى حلفاء، مثل أنقرة، للمساعدة على تحقيق الأهداف المشتركة”.

كما أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما أخيرًا بدور أردوغان، باعتباره واحداً من زعماء العالم الخمسة الذين يعمل معهم بشكل وثيق.

علاوة على ذلك، وبينما تعمل إيران والمملكة العربية السعودية على تعزيز النماذج المتنافسة من السياسة والحكم في البلدان التي تعاني التغيير، أثبت أردوغان أنه وتركيا يشكلان نداءً مستقلاً.

وخلال جولة أردوغان في شمال أفريقيا في العام الماضي، استقبله الآلاف من المصريين في مطار القاهرة بالهتافات والتهليل. وبدا أنه في تلك المرحلة المنتصر الأكبر بلا منازع في الربيع العربي، وذلك بفضل نجاح النموذج التركي، الذي انتقد إسرائيل، إضافة إلى الضغوط على الرئيس السابق حسني مبارك.

لكن في هذه الأثناء، أصبحت أنقرة مشغولة على نحو متزايد بالمشاكل الداخلية، “فعلى الصعيد السياسي، تتمتع تركيا بعلاقات جيدة مع دول الخليج، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة”، وفقاً للديبلوماسي أوزدم سانبرك. ويضيف: “لكن العلاقات مع سوريا المجاورة والعراق تبدو متوترة”.

اعتبرت الـ “فاينانشال تايمز” أن سوريا قد تكون اختباراً لحدود نفوذ تركيا، فبعد محاولة طويلة وفاشلة في نهاية المطاف من أجل تحسين العلاقات مع دمشق وإقناع الرئيس الأسد بإجراء الإصلاحات، انخرطت أنقرة المحبطة من الأسد في جهود لإسقاط النظام في سوريا.

وذهبت تركيا إلى أبعد من ذلك بترتيب مقابلات صحافية مع قيادة الجيش السوري الحر، مجموعة من المنشقين عن الجيش النظامي السوري الذين يقاتلون ضد الأسد. كما إن أنقرة عضو قيادي في ما يسمّى “أصدقاء سوريا”، وهي مجموعة غير رسمية لدعم المعارضة السورية التي اجتمعت في تونس يوم الجمعة.

لكن خوفاً من تصاعد حدة الصراع على حدودها، تبدو أنقرة غير راغبة في تسليح قوات المتمردين، مشيرة إلى أن كلا الجانبين في الصراع يتلقون بالفعل أسلحة ودعمًا عسكريًا من الدول الأخرى. وعلى الرغم من أنها تسعى إلى إقامة منطقة عازلة على الجانب السوري من الحدود أو “ممر إنساني” تحت حراسة قوات حفظ السلام، تقول تركيا إنها لن تنظر في هذه التدابير إلا باتفاق متعدد الأطراف، وكملاذ أخير.

وتعمل تركيا في الوقت الراهن على وضع دستور جديد لتعميق القطيعة مع ماضيها الاستبدادي، غير أن التقدم في هذا الإطار يبقى أمرًا غير مؤكد. ويعترف دبلوماسيون أوروبيون بأن قدرة الاتحاد الأوروبي على إقناع أنقرة باحتضان أكبر قدر ممكن من الإصلاحات قد تلاشت، كما إن إمكانية حصول تركيا على العضوية في الاتحاد باتت ضعيفة.

وشهد اقتصاد تركيا المزدهر في العام الماضي نمواً بنسبة 8 % تقريباً، أي أقل بقليل من الصين ودول العالم البعيدة عن الاقتصادات المتعثرة في منطقة اليورو. لكن الأفق لا يبدو خالياً من السحب، فتركيا تعاني عجزًا بنسبة 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وبلغ معدل التضخم فيها أكثر من 10 في المائة.

لكن في المدى المتوسط، يبدو أن تركيا تتقدم إلى موقع أفضل، فأكثر من نصف السكان تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً، وهو مصدر ثابت للنمو في اقتصاد موجّه نحو الطلب المحلي. لذلك من المرجّح أن تشهد أنقرة مستقبلاً أفضل، وتبقى الجار اليقظ والقائد الأبرز في المنطقة.

مع اقتراب الانتفاضة من عامها الأول دون جديد

الأزمة السورية تنذر بخطر اندلاع صراع أكبر في البلاد

أشرف أبو جلالة من القاهرة

على الرغم من اقتراب الثورة السورية من عامها الأول، إلا أن التساؤلات ما زالت تحيط بالوضع هناك مع إخفاق المساعي الدبلوماسية في وقف مسلسل العنف. وينظر كثيرون إلى الصراع على أنه ثورة أخرى لا يمكن تجنبها، وسوف تؤدي إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

القاهرة: رغم مرور ما يزيد عن عام على موجة الربيع العربي، التي شهدت عدة ثورات تسببت بالإطاحة بأربعة أنظمة بدأت في تونس ثم مصر وليبيا وأخيراً اليمن، ونجاح بعض الحكومات في نزع فتيل ثورات مماثلة كما حدث في البحرين، ولجوء بعضها الآخر إلى إصلاحات متواضعة كما كان الحال في المغرب، إلا أن الأوضاع في سوريا لا تزال محل كثير من التساؤلات بعد اقتراب الانتفاضة هناك من عامها الأول.

ومع تزايد أعداد القتلى وإخفاق المساعي الدبلوماسية في وقف مسلسل العنف، بدا من الواضح أن هذا الصراع فريد من نوعه في عدة نواحٍ، وصعب التنبؤ بنهايته، وأكثر خطورة بكثير على العالم. فعلى عكس ليبيا، تحظى سوريا بأهمية استراتيجية، في ظل وقوفها وسط خصومات عرقية ودينية وإقليمية، تمنحها القدرة لتصبح دوامة تجذب القوى، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، في المنطقة وخارجها كذلك.

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية عن أوليفر روي، وهو مؤرخ فرنسي متخصص في شؤون الشرق الأوسط، قوله:” تكاد تكون سوريا هي الدولة الوحيدة التي يمكن أن يغيّر بها الربيع العربي المفهوم الجغرافي والاستراتيجي للمنطقة”.

ووصف سوريا بالنموذج المضاد لمصر وتونس، حيث بدا أن القادة الجدد هناك حريصون على الإبقاء على التحالفات والمواقف الجيوسياسية نفسها. وأضاف:” أما في سوريا، فإنه إذا تمت الإطاحة بالنظام، فإننا سنكون أمام مشهد جديد علينا كليا”.

وينظر كثيرون إلى الصراع على أنه ثورة أخرى لا يمكن تجنبها، وسوف تؤدي في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. لكن طوال الأشهر التي بدأ يعرب فيها السوريون عن امتعاضهم من نظام الأسد الذي أطلق بدوره قوات جيشه عليهم، تحولت البلاد بالفعل إلى ساحة للحرب بالوكالة للقوى الكبرى في المنطقة وخارجها.

ولفتت الصحيفة إلى أن سوريا ظلت على مدار عقود محور النظام الأمني القديم في الشرق الأوسط، بسماحها للروس والإيرانيين أن يبسطوا نفوذهم حتى في الوقت الذي كانت توفر فيه حكومات عائلة الأسد المتعاقبة القدرة على التنبؤ لواشنطن والحدود المستقرة لإسرائيل، رغم دعمها حزب الله في لبنان وحماس في الأراضي الفلسطينية.

بيد أن الحرب الأهلية المشتعلة في سوريا قد قلبت هذا النموذج، حيث وضعت الروس والأميركيين وحلفاءهم على طرفي نقيض. وقد تسبب هذا الصراع بتصعيد التوترات الطائفية بين الشيعة والسنة وبين إيران والسعودية ودول منطقة الخليج. كما أنه أنعش الآمال لدى إسرائيل بأن ينهار أحد أعدائها، وإن كانت تترقب ما قد يحدث مستقبلاً، خاصة وأنها تشعر بقلق عميق إزاء من يمكن أن يسيطر على ترسانة أسلحتها.

وقالت آن ماري سلوتر، الأستاذة في جامعة برينستون والتي كانت تعمل حتى وقت قريب كمدير لتخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية:” ما يزيد من تعقيد الأوضاع في سوريا عما كانت عليه في ليبيا هو بروز القضايا الإستراتيجية هناك ببروز القضايا الأخلاقية نفسها . لا يمكن لسوريا أن تكون محددة أكثر من الناحية الإستراتيجية، واحتمالية السماح باندلاع حرب أهلية شاملة تعتبر احتمالية خطيرة للغاية”.

وتابعت النيويورك تايمز بلفتها الانتباه إلى أن واشنطن على دراية تامة بالقوى الكبرى التي تحظى بنشاط في المنطقة وعلى دراية بأخطار القيام بتدخل عسكري آخر في بلد عربي. فيما تعتبر روسيا سقوط الأسد، الذي يعد من حلفائها وأحد عملائها في مجال السلاح، أنه سيزيد من تقليص نفوذها في المنطقة. بينما تتعامل الولايات المتحدة مع الصراع على أنه حزمة من المخاطر والتناقضات التي جعلت موقف واشنطن – المُحبِط لمؤيدي التدخل بشكل أقوى – أكثر حذراً عما كان عليه في ليبيا.

وسبق لوزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أن قالت إن أي مقارنة بين ما يحدث في سوريا وما سبق أن حدث في ليبيا يعتبر “قياساً كاذباً”. وعاودت الصحيفة لتقول إن واشنطن وأوروبا والسعودية والخليج ترى أن تأثير ما يجري من أحداث على إيران يحظى بالأهمية نفسها المتعلقة باحتمالات سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال مسؤولون استخباراتيون من دولتين غربيتين إن سقوط الأسد سيكون بمثابة الهزيمة الكبرى بالنسبة إلى ايران، ولهذا فإنها تمد حكومته الآن بالمال والسلاح والنصيحة.

وتحدث مسؤولون أميركيون في غضون ذلك عن الطبيعة الغامضة وعدم تماسك المعارضة المسلحة لنظام الأسد، ونوهوا بأن جيش سوريا الحر، المكون من ميليشيات ومنشقين وضباط جيش منفيين، لا يسيطر على مناطق كبيرة داخل سوريا حيث يمكن أن يتم تزويدهم بالسلاح. وأشارت الصحيفة في السياق نفسه إلى أن الإدارة الأميركية غير عازمة حتى الآن على تسليح جماعات المعارضة السورية.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن المتطرفين السنة بدأوا يحولون اهتمامهم إلى سوريا، حيث تنتقل الأسلحة والمقاتلون عبر الحدود من العراق، في الوقت الذي يدعو فيه قادة تنظيم القاعدة إلى الجهاد في سوريا.

وقال فولكر بيرثيز، خبير ألماني متخصص في شؤون المنطقة ويدير المعهد الألماني للشؤون الأمنية والدولية، إن الأمر المهم الآن هو ذلك المتعلق بكيفية تسريع ما ينظر إليه كثيرون باعتباره الانهيار الحتمي لحكومة الأسد دون الاندفاع إلى حرب أهلية.

وختمت الصحيفة بقولها إنه ومع انزلاق سوريا إلى حالة من الاضطراب، ما زال البديل الذي يمكن أن يحل محل الرئيس الأسد غير مستعد. فالمجلس الوطني السوري ما زال يحاول توسيع كيانه، وإرساء مصداقيته في البلاد، وتحسين روابطه بجيش سوريا الحر. وأضاف مسؤول بارز في الإدارة الأميركية :” يبدو أن آمال الانتقال السلمي للسلطة تتضاءل. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ذلك المتعلق بما يمكن أن يحدث بعد سقوطه. فهل يمكن أن يرحل بسرعة قبل أن تتفاقم حدة المظالم؟”

الإخوان يتهمون نظام الأسد بارتكاب “مذبحة” في حمص

أ. ف. ب.

بيروت: اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الثلاثاء في بيان النظام السوري بارتكاب “مجزرة” بحق أسر نزحت من حي بابا عمرو في حمص، التي تتعرّض لقصف عنيف منذ الرابع من شباط/فبراير، واصفة إياها بـ”جريمة حرب”.

وأكدت الجماعة في بيان أن “المذبحة الجريمة التي نفذت على شباب بابا عمرو هي – في إطاريها القانوني والإنساني – جريمة حرب، من جرائم التطهير على الهوية، ومن الجرائم ضد الإنسانية”.

وأوضح البيان أن “العصابات الهمجية أقدمت الأحد على إيقاف مجموعة من الأسر النازحة من حي بابا عمرو في مدينة حمص طلبًا للنجاة من القصف الوحشي على مدار ثلاثة وعشرين يومًا، ثم حشرت الأسر النازحة في حافلات خاصة بحجّة نقلهم إلى أماكن آمنة”.

وتابع “ثم قامت هذه القوات بإنزال الشباب والشيوخ من الحافلات، وأقدمت على ذبح خمسة وستين شابًا بالسكاكين وبدم بارد (…) كما تذبح الخراف”. وقالت جماعة الإخوان المسلمين “إن هذه الجريمة النكراء حلقة في سياق وتعبير عن نهج ما زال هذا النظام يتبعه مع أبناء شعبنا في سوريا منذ ما يقرب من عام”.

واعتبرت أن “الجريمة في صيغتها الأخيرة أكبر من اي إدانة ومن أي استنكار. بل هي جريمة لها استحقاقاتها الوطنية والدولية والإنسانية”.

وأكدت أن “بشاعة الجريمة (…) قطعت كل الخيوط، وهدمت كل الجسور، لتؤكد أن الانتماء إلى الوطن لم يكن أبدًا انتماء عضويًا أو بيولوجيًا. إنه انتماء إلى القيم والحضارة والإنسان، وهذا ما لم تدرك منه عصابات الأسد شيئًا”.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد الاثنين عن مقتل 68 مواطنًا في ريف حمص الغربي في أراض زراعية بين قريتي رام العنز والغجرية، مشيرًا إلى أن “الجثث عليها آثار رصاص أو طعنات من سلاح أبيض”.

الوفد السوري في مجلس حقوق الإنسان ينسحب من اجتماع في جنيف

من جانب آخر، ندد الوفد السوري لدى الأمم المتحدة في جنيف بانعقاد نقاش عاجل في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حول الوضع في سوريا، وغادر القاعة بعد إعلانه “الانسحاب من هذا الجدل العقيم”.

وصرح فايز خباز حموي ممثل سوريا لدى المجلس “بما أن الهدف الحقيقي من هذه الجلسة هو تأجيج الإرهاب (…) فإن وفدنا يعلن عن انسحابه من هذا الجدل العقيم”.

وأكد أن وفد بلده “لا يعترف بشرعية الجلسة، ولا بأي قرار سيء النية يصدر منها”.

مجزرة جديدة في سوريا.. والسعودية تحذر «المتخاذلين»

قوات الأسد تقتحم جامعة حلب وتعتقل طلابا.. وإضرابات في كفرسوسة * قطر تؤيد تسليح المعارضة * جوبيه يدعم إحالة النظام السوري إلى القضاء الدولي * عقوبات أوروبية على دمشق ووعود بمساعدتها في التحول الديمقراطي

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبو نجم بروكسل: عبد الله مصطفى بيروت: ليال أبو رحال الرياض – لندن : «الشرق الأوسط»

في وقت تتواصل فيه آلة القمع في سوريا مع انباء عن مجزرة جديدة, أكدت المملكة العربية السعودية أنها ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق حلولا عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري، وأوضحت أنها «تحمل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري».

وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، أمس، إن المجتمع الدولي عليه تسليح المعارضة السورية ويجب أن تأخذ الدول العربية زمام المبادرة لتوفير ملاذ آمن للمعارضين داخل سوريا. وقال الشيخ حمد خلال زيارة رسمية للنرويج «علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لمساعدتهم (المعارضين) بما في ذلك تسليمهم أسلحة ليدافعوا عن أنفسهم».

وميدانيا، اعلن امس عن مجزرة جديدة قتل خلالها 135 في عدد من المدن السورية. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن التنسيقيات السورية ان 64 سوريا قتلوا وهم يحاولون الفرار من حمص بينما عثر على 71 جثة في قرى عدة. واقتحمت قوات الأمن والشبيحة جامعة حلب بعد خروج مظاهرات طلابية أمس، وأكد «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» أن أكثر من 14 طالبا على الأقل تم اعتقالهم خلال المظاهرات, في حين أفادت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا بمقتل نحو 21 شخصا في حمص. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «انتشارا عسكريا أمنيا ترافق مع إطلاق رصاص كثيف في محيط مدينة القريتين بحمص, فيما تواصلت الإضرابات في كفرسوسة بدمشق.

الى ذلك قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن بلاده تدعم إحالة الملف السوري الى القضاء الدولي وقال «سيأتي يوم تواجه فيه السلطات العدالة الدولية عن الجرائم التي ارتكبتها ضد المدنيين». كما وافق مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أمس على توسيع التدابير العقابية ضد النظام السوري ووعد بمساعدة دمشق في التحول الديمقراطي.

النظام السوري يواصل حربه على حمص.. ويعتقل طلابا من جامعة حلب

الأسعد: 60% من الأراضي السورية باتت خارج سيطرة قوات الأسد

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

لم يحل انشغال النظام السوري بإجراء الاستفتاء على الدستور الجديد دون مواصلته حملته العسكرية وقصفه المدفعي الكثيف على مدينة حمص، وتحديدا حي بابا عمرو، الذي هزته أمس انفجارات مدوية، على وقع إطلاق نار كثيف أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وأكد ناشطون أن قوات النظام استهدفت فجرا بقصف مدفعي وصاروخي أحياء الخالدية وعشيرة والبياضة والمدينة القديمة، إضافة إلى أحياء بابا عمرو وباب السباع والخضر والحميدية التي استهدفتها قوات الأمن. وفي حين أفادت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا عن مقتل 30 شخصا، 21 منهم في حمص، خلال يوم أمس الذي أطلق عليه الناشطون اسم «اثنين الوفاء لأطفال درعا»، أشارت إلى أن «قوات الأمن اقتحمت مدينة القصير مدعمة بالدبابات من جهة الشرق، وسط إطلاق نار كثيف وقصف مدفعي، وإطلاق قذائف من المشفى الوطني ومبنى البلدية والحواجز كافة باتجاه المنازل». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «انتشارا عسكريا أمنيا ترافق مع إطلاق رصاص كثيف في محيط مدينة القريتين (حمص) أدى إلى إصابة العشرات بجراح».

وكان قائد «الجيش السوري الحرّ» العقيد رياض الأسعد أعلن أمس أنّ «أكثر من ستين في المائة من الأراضي السورية هي خارج سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد»، مشيرا إلى «وجود لجان شعبية تدير الأمور في تلك المناطق بالاشتراك مع الجيش الحرّ». وذكر، في حديث إذاعي أمس، أن «معارك شرسة اندلعت بين (الجيش الحر) والقوات النظامية في عدد من المناطق، لا سيما حمص ودير الزور وإدلب ودرعا»، مشيرا إلى «تكبد القوات النظامية خسائر فادحة في المعدات والأرواح».

وفي حماه، اقتحمت قوات سوريا، ترافقها آليات عسكرية، بلدة خطاب وسط إطلاق رصاص كثيف. وقالت «لجان التنسيق» إن عناصر الأمن والجيش نفذوا حملة مداهمات وسرقة لمحتويات المنازل وإحراق بعضها، في ظل اعتقالات عشوائية، طالت عددا من المواطنين، عرف منهم الدكتور عمر خالد الشقيع، طه راكان الفنان، أنس طه الفنان وأنس راكان الفنان.

أما في العاصمة دمشق، فقد أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع والرصاص على مظاهرة خرجت أمس لتشييع قتلى أول من أمس، بهدف تفريق المشاركين فيها. وخرجت في حي الميدان مظاهرة تضامنية مع حي كفرسوسة، وفي نهر عيشة، تمكنت مجموعة من الناشطين من قطع الطريق الدولية التي تصل بين دمشق ودرعا، على الرغم من الحصار الأمني الكثيف.

وفي ريف دمشق، قال معارضون إن قوات الأمن فتحت النار على مظاهرة لطالبات المدارس خرجت في المعظمية، كما شنت مداهمات للأماكن التي لجأت إليها الطالبات للاحتماء من الرصاص. أما في كفربطنا، فقد شنت قوات الأمن حملة اعتقالات ومداهمات للمنازل، وقامت بالاعتداء بالضرب على المارة عند حاجز الثانوية.

ومن جامعة حلب، خرجت مظاهرات طلابية عدة أمس، ردت عليها قوات الأمن و«الشبيحة»، بإطلاق رصاص عشوائي في ساحة الجامعة. وأكد اتحاد طلبة سوريا الأحرار أن أكثر من 14 طالبا على الأقل تم اعتقالهم خلال مظاهرات أمس، لافتا إلى أن «قوات النظام والشبيحة ملأت ساحة الجامعة وكليات العلوم وطب الأسنان والميكانيك والمعلوماتية والكهريائية والتقنية».

وفي مدينة عندان، أفادت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك»، أن «رتلا من الدبابات توجه من دير جمال إلى عندان، التي تعرضت لقصف من الطيران وكتائب الأسد واشتباكات عنيفة مع الجيش الحر». وذكرت أنه «ضمن حملة استهداف الإعلاميين في سوريا لتغطية الحقيقة، وكما قاموا باستهداف الإعلاميين في حمص منذ أيام عدة، فقد قاموا أمس باستهداف الناشطين في ريف في عندان، حيث قامت قوات الأسد باستهداف عضو المكتب الإعلامي للمجلس الثوري في ريف حلب محمد عيد».

وفي إدلب، تعرضت مدينة سراقب لقصف عشوائي بالمدفعية الثقيلة، في ظل حركة نزوح من الأحياء الغربية والشمالية إلى داخل المدينة، بسبب الوضع الأمني المتوتر. وذلك في موازاة قيام قوات الأمن باعتقال عدد من الأشخاص، عرف منهم الشقيقان أحمد ومحمد محمود حسون، ومنهل محمد حسون، باسل علي المحمد وقاسم عبد الخالق المحمد. وفي معرة النعمان، استهدفت قوات الأمن سوق الخضار بقذيفة وقعت في جواره، مما أدى إلى مقتل مواطن يدعى أكرم خشان وجرح أربعة أشخاص آخرين.

وفي ريف درعا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات الأمن نفذت حملة مداهمات واعتقالات في بلدتي الصنمين وناحتة بحثا عن مطلوبين، أسفرت عن اعتقال تسعة مواطنين». وشهدت بلدة طفس انتشارا عسكريا كثيفا، حيث تجولت الدبابات والمدرعات في شوارعها، وخصوصا في الحي الغربي، قبيل تشييع أحد القتلى.

الصليب الأحمر يدخل حماه.. والجهود مستمرة للوصول إلى بابا عمرو

مسؤولة الإعلام باللجنة الدولية في بيروت لـ«الشرق الأوسط»: نعمل رغم عدم التوصل إلى اتفاق لوقف النار

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

لا تزال اللجنة الدولية للصليب الأحمر الموجودة في سوريا منذ 17 يناير (كانون الثاني) 2012، تواجه صعوبة في القيام بمهمتها في ما يتعلق بإجلاء المصابين وإيصال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين. وأعلنت اللجنة أمس على موقعها الإلكتروني أنها قد تمكنت مع الهلال الأحمر العربي السوري من الدخول إلى مدينة حماه أمس، للمرة الأولى. وقد بدأ الفريق المشترك العمل على توزيع المواد الغذائية التي تلبي احتياجات قرابة 12 ألف نسمة لمدة شهر واحد، إضافة إلى مستلزمات النظافة والبطانيات. وقد أكدت اللجنة على أنها تبذل جهودها لدخول حي بابا عمرو بأسرع وقت ممكن بغية إجلاء أولئك الذين هم بحاجة للمساعدة وإدخال المعونات العاجلة.

وقالت بسمة طباجة، المسؤولة عن قسم الإعلام باللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيروت، لـ«الشرق الأوسط»: «فريق الصليب الأحمر استطاع بين يومي الجمعة والسبت إجلاء 27 جريحا بحالات خطرة، لكن لم نحصل على الضوء الأخضر لاستكمال المهمة خلال اليومين الأخيرين، أي الأحد والاثنين»، موضحة أن الاتفاق الذي توصلت إليه المفاوضات قبل ذلك في ما يتعلق بـ«بابا عمرو» سمح فقط بدخول الهلال الأحمر، والذي قام بإجلاء المواطنين وأوصل المساعدات الغذائية واللوجستية إلى المدنيين.

وقد أكدت طباجة أن الصعوبات التي تواجهها اللجنة للقيام بعملها تتمثل في عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن المصابين الذين تم إجلاؤهم من بابا عمرو الأسبوع الماضي تم نقلهم إلى مستشفى الأمين في حمص، بعدما منعت السلطات نقلهم إلى أي مستشفى آخر، على مسافة أبعد.

كما لفتت طباجة إلى أن المفاوضات لا تزال جارية بين اللجنة الموجودة في جنيف والمعارضة المتمثلة في المجلس الوطني السوري وبعض الأطراف المعارضة الموجودة على الأرض والنظام السوري لوقف إطلاق النار، وانطلاقا من الاتفاق الذي يتم التوصل إليه يتولى إما الهلال الأحمر وإما الصليب الأحمر مهمة الدخول لإجلاء الضحايا.

‎كذلك نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف قوله إن اللجنة تأمل في دخول مدينة حمص لإجلاء الجرحى، ولا سيما الصحافيان الفرنسية إيديث بوفييه، والبريطاني بول كونروي، لكن لم يتقرر أي شيء حتى الآن، مشيرا من جهة ثانية إلى أن اللجنة دخلت مدينة حماه، لافتا إلى أن المفاوضات مع السلطات والمعارضين السوريين استؤنفت صباح أمس، مشيرا إلى أن «الوضع الإنساني يتفاقم ساعة بعد ساعة».

في المقابل، أعربت رئيسة مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لاورا دوبوي لاسير، عن أملها في الحصول على «رد إيجابي» من دمشق ليتمكن المجتمع الدولي من «مساعدة الأشخاص الذين طالتهم» أعمال العنف، مشددة على أن «الوضع الإنساني حرج» في سوريا.

وقد طرحت لاسير، في افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان، طلبا رسميا لفتح «حوار عاجل» بشأن تأزم الوضع في سوريا، حيث سقط أكثر من 7600 قتيل منذ مارس (آذار) 2011 على الرغم من الضغوط الدولية. وقالت «نأمل أن يوجه هذا الحوار العاجل رسالة قوية وصارمة من المجتمع الدولي تدين العنف وقمع المعارضة والمدنيين بالقوة».

قرى شمال سوريا المحاصرة تشهد أنواعا جديدة من التنكيل

شبابها يختبئون في الكهوف والمراعي.. والأطباء يدخلونها مهربين

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: هيثم التابعي

قبل عام، كان أحمد عاصي (24 عاما)، المنتمي لقرية سرجي بمحافظة إدلب في الشمال السوري، طالبا بكلية الإعلام بجامعة دمشق، منتظرا شهورا قليلة للتخرج، لكنه اليوم يقبع في قريته المحاصرة وسط عشرات من عناصر الجيش السوري الحر متخوفا من اقتحام جديد للجيش السوري ربما يكلفه حياته، أو يدفع به للهرب إلى البساتين أو الأماكن المهجورة خارج قريته.

وتقع قرية سرجي ضمن عشرات القرى الصغيرة في منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب في شمال غربي سوريا، وهي منطقة كانت لعقود موقعا سياحيا متميزا، لكنها اليوم تعد معقلا حصينا، بسبب طبيعتها الجبلية الوعرة، للجيش السوري الحر الذي تحول إلى ذراع عسكرية للثورة السورية التي اندلعت ضد نظام الأسد في مارس (آذار) الماضي.

وفي شهر يونيو (حزيران)، اقتحم الجيش السوري منطقة جبل الزاوية التي تضم قرية عاصي، للسيطرة عليها بسبب تحكمها في الطرق الرئيسية في شمال سوريا، ليهرب عاصي إلى الحقول والمراعي المحيطة بقريته لمدة شهر، واصفا تلك الأيام لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال عبر الإنترنت من خلال برنامج «سكايب»: «كنت أشرب من مياه الأنهار والآبار وكنت أنام تحت الأشجار»، موضحا أن طعامه كان يعتمد على المعلبات المهربة بالإضافة لكسرات الخبز.

وعبر ثلاثة أشهر تنقل عاصي في كل أنحاء إدلب، ومن ثم هرب لهرستا ودوما في ريف دمشق، وهي الفترة التي قضاها دون أي اتصال بأهله، لكن اشتعال الأمور في دمشق نهاية الصيف وهدوءها في شمال سوريا آنذاك أعاده مرة أخرى للشمال.

وكشف عاصي، الذي روى شهادته عن جبل الزاوية في حلقات منفصلة بسبب سوء خدمة الإنترنت، عن أن الجيش السوري يقتحم قرى جبل الزاوية مع أول خيط لضوء النهار، لافتا إلى أن جنود الجيش يقومون بأعمال سلب ونهب واسعة للبيوت والمحال، كما يتم قصف القرى بالدبابات أحيانا أثناء النهار، لكنه أوضح أن الجيش يترك القرى في المساء، مشيرا إلى بعد جديد لتنكيل وقمع الجيش السوري، الذي قام بحرق كثير من مزارع الأهالي، كما قصف عن عمد حظائر الأغنام والدواجن، ما أفضى إلى قتل مئات الأغنام والأبقار.

وأثناء احتلال الجيش السوري لقرى جبل الزاوية، لم يكن الأهالي يستطيعون التحرك في القرية، وقال أحد شهود العيان لـ«الشرق الأوسط»: «الجيش كان يطلق النار على أي شخص يتحرك.. كانوا يطلقون النيران على أي منزل به حركة»، متابعا بخوف بالغ وهو يتذكر الأحداث: «لا يوجد منزل في القرية إلا وعليه علامات القصف.. حتى الجامع الرئيسي قصفوه، وتهدم جزء كبير منه». وقال عاصي إن كل المحال التي كتبت عليها عبارات مناهضة للنظام السوري تم حرقها وسلبها تماما.

وفي بداية فبراير (شباط) الجاري، سيطر مقاتلو الجيش السوري الحر على عدة قرى في جبل الزاوية، منها قرى مثل بازبو وشنان ودير سمبل وسرجي، حيث تم طرد عناصر الجيش السوري الذي بقي خارج القرية محاصرا لها ومانعا عنها كل وسائل الحياة من وسائل الإعاشة والمساعدات الإنسانية.. لكن ذلك لم يمنع عاصي من العودة لقريته، وهو ما قال عنه «شعرت أن حياتي عادت لي من جديد بالعودة لبلدتي».

ومنذ ثلاثة أسابيع، تعيش قرى جبل الزاوية المحاصرة وضعا مأساويا ومؤلما لأقصى حد، وبصوت حزين يقول عاصي «الجيش يحاصر المدينة من كل الاتجاهات، ويمنع دخول أي مساعدات إنسانية أو مواد إعاشة»، متابعا: «كل ما يصل إلينا من مساعدات يأتي مهربا عبر الأماكن الوعرة والترابية التي لا يستطيع الجيش السيطرة عليها».

ودائما ما تنخفض درجات الحرارة في منطقة جبل الزاوية في شهر فبراير إلى أدنى مستوياتها، وأوضح عاصي أن «مواد التدفئة من مازوت وغاز شحيحة للغاية.. والأهالي اضطروا لتقطيع الأشجار المعمرة لاستخدام أخشابها كحطب للمدافئ أو حتى لطهو الطعام»، لكن الأكثر وقعا هو أن معظم مخابز قرى جبل الزاوية توقفت عن العمل بسبب شح مواد تشغيلها من طحين ومازوت، وهو ما جعل الكثير من أهالي سرجي وغيرها من قرى جبل الزاوية يعتمدون على خبز التنور وهو خبز بدائي للغاية.

ومع محاصرة المدينة والانقطاع الدائم في الكهرباء، ارتفعت أسعار الكثير من السلع بشكل جنوني، حيث ارتفع ثمن الشمعة من ليرتين إلى نحو 25 ليرة، كما زاد ثمن عبوة الغاز المهربة من نحو 200 ليرة إلى 450 ليرة.

وعلى الرغم من كل تلك الصعاب، فإن أصعب ما يعاني منه أهل جبل الزاوية هو ملاحقة الجيش للأطباء في قراهم، ما جعل الأهالي يرسلون مصابيهم إلى تركيا عبر الحدود، ويقول عاصي بألم «نهربهم لأنهم لو مروا على النقاط الحدودية لتمت تصفيتهم».

وكشف عاصي، الذي استشهد 40 من زملائه خلال الثورة، عن أن عشرات الأطباء يختبئون في الكهوف والأماكن الترابية، لكنه أوضح أن بعض الأطباء يدخلون القرى سرا، مضيفا «بعضهم يصل إلينا مهربا لإسعاف المصابين.. لكنه أمر يبقى في طي الكتمان لا تنكشف شخصياتهم».

وبينما كان يجلس مع عدد من عناصر الجيش السوري الحر، قال عاصي بصوت يغلبه اليأس «الحقيقة أننا غير مستعدين لأي اقتحام للقرية»، قبل أن يضيف «هي حرب غير متكافئة بين جيش شديد التسليح بدبابات وذخيرة لا تنفد، وشعب أعزل؛ بعضه مسلح بثلاثة صواريخ كحد أقصى»، لكن عاصي واصل بتحد: «مستقبلي هو الثورة.. ولا أفكر في مستقبل غيرها».

مصادر في حمص تكشف سر إصرار الناشطين على دخول الصليب الأحمر

ناشط سوري مصاب في حمص لـ«الشرق الأوسط»: اعتقال مصابين خرجوا عبر الهلال الأحمر

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: هيثم التابعي

كشف عدد من النشطاء السوريين عن أن 3 من النشطاء المصابين الذين خرجوا من حي بابا عمرو، المحاصر في دمشق، بداية الأسبوع عبر سيارات الهلال الأحمر السوري، تم اعتقالهم بعد ساعات قليلة من خروجهم من المدينة، يأتي هذا بينما أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن سيارات الهلال الأحمر السوري دخلت مدينة حمص أمس لإخراج المصابين، لكن نشطاء محاصرين في حمص أوضحوا أن عشرات المصابين رفضوا تماما فكرة الخروج عبر سيارات الهلال الأحمر خشية اعتقالهم والتنكيل بهم.

وقال عدد من النشطاء إن 3 من زملائهم، الذين خرجوا من المدينة يوم الجمعة الماضي عبر سيارات الهلال الأحمر، تم اعتقالهم بعد ساعات قليلة من خروجهم من المدينة، بينما أشار نشطاء آخرون إلى أنهم ربما تم اعتقالهم فور الوصول للمستشفى.

وأكدت مصادر مقربة من اللجنة الدولية الصليب الأحمر خبر اعتقال النشطاء الذين خرجوا عبر الهلال الأحمر السوري، لكن المصدر، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، قال: «تم اعتقال ناشط واحد فقط وليس ثلاثة كما يتردد».

وأضاف المصدر أن مفاوضات الصليب الأحمر مع النظام السوري مستمرة على الرغم من تعثرها، خاصة مع إصرار النظام السوري على أن يكون الهلال الأحمر السوري طرفا في عملية إجلاء المصابين.

وقال المصدر: إن النظام السوري يرفض تماما استخدام الصليب الأحمر لسيارات خاصة به لنقل المصابين خارجها، وهو ما يؤكد مخاوف النشطاء الذين يرفضون الخروج عبر الهلال الأحمر خشية اعتقالهم. وقال ناشط سوري مصاب ومحاصر في حمص لـ«الشرق الأوسط» في اتصال عبر الإنترنت: «الصليب الأحمر أبلغنا مباشرة عدم قدرته على حمايتنا بسبب الوضع الأمني». وأضاف الناشط، الذي أصيب خلال قصف المدينة يوم الأربعاء الماضي في ساقه اليمنى: «لا أثق في الهلال الأحمر، ولن أخرج من خلاله حتى لو مت هنا بآلامي».. قبل أن يضيف بتحدٍّ: «لن أخرج سوى عبر الصليب الأحمر».

وقالت شبكة أخبار النشطاء، من مقرها في القاهرة: إن النشطاء المحاصرين في حمص يطلبون إدخال المساعدات الإنسانية والطبية فقط دون إخراجهم من المدينة، ذلك على الرغم من تأكيد الشبكة أن عددا كبيرا من الناشطين مصابون بإصابات بالغة جرَّاء القصف المتواصل منذ بداية شهر فبراير (شباط) الحالي.

وقدمت أمس شبكة أخبار النشطاء (ANA) اعتراضا رسميا على طريقة تعامل الصليب الأحمر مع القضية، وقال مصدر بالشبكة لـ«الشرق الأوسط»: «الصليب الأحمر لا يمارس أي ضغوط على النظام السوري من أجل سرعة إخراج المصابين في حمص.. الأمور تعكس عدم جديتهم في تناول القضية».

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن سيارات تابعة للهلال الأحمر السوري دخلت حمص الحاصرة منذ 3 أسابيع أمس، لكن الشبكة قالت إن قصف المدينة تواصل خلال فترة وجود الهلال الأحمر في المدينة. وقال الناشط السوري، وليد فارس، الذي يقيم في حي الخالدية في شمال حمص، في اتصال مع «الشرق الأوسط» عبر الإنترنت من حمص: إن عدد الشهداء في حمص منذ بدء الحصار والقصف في بداية شهر فبراير الحالي وصل إلى نحو ألف، وفقا لقسم الأرشيف بمجلس الثورة في حمص، موضحا أن عدد المصابين يصل إلى ثلاثة أضعاف هذا الرقم.. وأضاف فارس أن جدران منزله في شمال حمص تهتز مع قصف حي بابا عمرو في أقصى جنوب المدينة.

يأتي هذا بينما انقطعت أخبار الصحافيين الأجانب المصابين والمحاصرين في حمص، الصحافية الفرنسية إديث بوفييه، والمصور البريطاني بول كونروي، بشكل كبير بسبب تواصل القصف الصاروخي على المدينة وعدم قدرة النشطاء على الوصول إليهم في البيت الذي يعالجان به. ويقبع الصحافيان في بيت يعتقد النشطاء أنه آمن في حي بابا عمرو، ولا توجد به أي أجهزة إلكترونية حتى لا يتم تحديد مكانه، ويعتقد فارس أن نحو 30 صحافيا أجنبيا لا يزالون محاصرين بداخل الحي.

المالح ينفي أنباء انشقاقه عن المجلس الوطني السوري ويصفها بـ«الشائعات الكاذبة»

أكد لـ «الشرق الأوسط» تشكيل لجنة سياسية لتوفير الدعم العملاني للجيش الحر

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

نفى عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، هيثم المالح، حصول انشقاق داخل المجلس الوطني، واصفا هذه المعلومات بـ«الكاذبة والمغرضة التي تهدف إلى النيل من وحدة المجلس وتماسكه».

وقال المالح في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كمجلس وطني أخذنا على عاتقنا منذ مدة طويلة دعم الجيش السوري الحر سياسيا وإعلاميا، والآن تشكلت لجنة قوامها 25 شخصا من المجلس الوطني ومن أشخاص في الداخل السوري فاعلين على الأرض، أخذت على عاتقها توفير الدعم العملاني للجيش الحر، والمهمة الأساسية والأولى لهذه اللجنة التي تعمل تحت مظلة المجلس الوطني، هي توحيد الكتائب المسلحة في سوريا في بوتقة واحدة ضمن مجلس عسكري وتحت القيادة السياسية للمجلس الوطني، وبعد توحيد هذه الكتائب سنؤمن لها المستلزمات من مناظير ليلية ودروع واقية من الرصاص وغيرها».

وأكد المالح أن «الجيش الحر هو من يؤمن السلاح لنفسه، من خلال سلاحه الذي يفر به، أو من خلال الغنائم التي يحصل عليها في عملياته، وبما أن الجيش النظامي جيش فاسد، فإن بعض جنوده وضباطه وعناصر من المخابرات والشبيحة يبيعون سلاحهم للجيش الحر مقابل المال، ولذلك علينا أن نؤمن له (الجيش الحر) الدعم المالي واللوجيستي».

وأضاف: «بحسب الخبراء العسكريين فإن نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد سيتهاوى فجأة ومن دون سابق إنذار، ولذلك علينا أن نكون مهيئين كي لا نترك البلد تحت رحمة الفلتان الأمني، خصوصا أن تقديراتنا تشير إلى أن عدد المنشقين سيصل إلى مائة قريبا، وهذا سيكون عاملا حاسما في تصفية النظام السوري والتخلص منه».

وقال المالح: «جميعنا نعمل في ظل المجلس الوطني السوري، ولا يوجد شيء اسمه انشقاق أو تباين في الرأي، وهدفنا دعم الجيش الحر الذي يعمل على الأرض سياسيا ومعنويا وعملانيا، وهذا مشروع وضع على سكة التنفيذ». وأشار إلى أن «الجيش التابع للسلطة الذي يقوده (شقيق الرئيس السوري) ماهر الأسد، يقوم بأعمال إجرامية ويقتل الناس، أما الضباط والجنود المنشقون الشرفاء، فهم من يحمي البلد والمواطنين».

وردا على سؤال عن مصادر المال الذي يؤمنه المجلس الوطني للجيش الحر، رفض المالح الإجابة على ذلك بالقول: «إن الحديث عن مصادر التمويل غير منتج، فلدينا الوسائل الكفيلة بتأمين المال اللازم وكل ما يحتاجه الجيش الحر والثوار في وقت قصير جدا».

أما عضو المجلس الوطني أديب الشيشكلي، فنوه في اتصال مع «الشرق الأوسط» بأن «المعلومات التي تناقلتها بعض المواقع الإلكترونية عن انشقاقات في المجلس الوطني عارية من الصحة، لأن الجميع ملتزمون بالتوجه السياسي للمجلس ويعملون تحت مظلته لهدف واحد وهو إسقاط بشار الأسد ونظامه ودعم الثورة في الداخل». وأكد أن «المجلس الوطني شكّل هيئة لخدمة الجيش الحر وأهداف المجلس الوطني السياسية حتى انتصار الثورة المجيدة».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن أعضاء اللجنة المكلفة بتأمين الدعم العملاني للجيش الحر هم: هيثم المالح، منذر ماخوس، جبر الشوفي، وليد البني، محمد كمال اللبواني، عماد الدين رشيد، أنس العبدة، أديب الشيشكلي، سيمر صطوف، عبد الإله تامر الملحم، صبحي قطرميز، فواز تللو، العميد (المنشق) حسام الدين العواك، سمير مطر، وأحمد الجبوري، وآخرون لم يكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية.

المجلس الوطني: العلويون جزء من الشعب السوري وسيظلون يتمتعون بحقوقهم

ناشط علوي لـ «الشرق الأوسط»: الطائفة تريد خطابا أكثر إقناعا

جريدة الشرق الاوسط

أعلن المجلس الوطني السوري المعارض الذي يضم أكبر تكتل للأحزاب والقوى السياسية التي تعارض نظام بشار الأسد أنه «يمد اليد إلى الطائفة العلوية من أجل بناء دولة المواطنة والقانون».

وأشار المجلس في بيان مفصل «إن العلويين، كانوا وما يزالون جزءا مهما من الشعب السوري، وسيظلون يتمتعون بحقوقهم التي يتمتع بها جميع أبناء الوطن الواحد من مسيحيين ومسلمين وباقي أبناء الطوائف الأخرى». وأضاف «لن ينجح النظام في دفعنا إلى قتال بعضنا البعض. إننا مصممون على التكاتف والوحدة الأهلية، وأول بوادر هذه الوحدة هي مد يدنا إلى إخوتنا العلويين، لنبني سوريا دولة المواطنة والقانون».

ووجه المجلس في بيانه الذي أصدره أول من أمس اتهاما صريحا للنظام السوري بأنه «منذ بداية الثورة يحاول تقسيم المجتمع السوري وضرب وحدته الأهلية، عبر تقسيم المدن عسكريا وأمنيا بين الأحياء المختلطة طائفيا، وتخويف الطوائف بعضها ببعض، وقتل أناس أبرياء من الطائفتين». وأضاف أن النظام «قام بشكل خاص ببث الرعب في نفوس أبناء الطائفة العلوية، وحاول جرهم إلى مساندته في القضاء على الثورة». كما أكد وجود «ردود فعل طائفية» نتيجة ذلك، و«خطر بشق المجتمع السوري نتيجة العنف الوحشي الذي أدى إلى زيادة الحس الطائفي».

وبعد إشاراته إلى أن «الكثير من النشطاء من أبناء الطائفة العلوية وقفوا إلى جانب الانتفاضة». ختم المجلس بيانه بضرورة التأكيد «إن الخطوة الأولى لإيقاف الفتنة في سوريا تكمن في إسقاط النظام. ومن المهم القول الآن إننا في المجلس الوطني ننظر إلى أبناء الطائفة العلوية على أنهم جزء أساسي من النسيج السوري».

ويأتي هذا البيان مع تسارع الأنباء عن ارتفاع وتيرة العنف الطائفي بين الأكثرية السنية التي تشكل عصب الثورة السورية والأقلية العلوية التي تصطف وراء النظام الحاكم وتدافع عنه. حيث حصلت العديد من المجازر في مدينة حمص راح ضحيتها عائلات بأكملها، إضافة إلى عمليات خطف متبادلة حصلت في ريف مدينة إدلب شمال سوريا.

ويقول أكرم، احد الناشطين العلويين الذين يؤيدون الثورة السورية، وهو من سكان مدينة حمص لـ«الشرق الأوسط»: «البيان الذي صدر عن المجلس الوطني جيد، لكنه لا يكفي، لا بد من تقديم خطاب أكثر إقناعا للطائفة العلوية». ويضيف الناشط «النظام السوري الذي لا يمثل أبدا الطائفة العلوية استطاع أن يضمن العلويين إلى صفه عبر تحريضهم ضد إخوتهم في الوطن وإيهامهم أن الثوار إذا وصلوا للحكم سينتزعون منهم حقوقهم وربما سينتقمون منهم». على المجلس الوطني وفقا للناشط أن «يقول كلاما واضحا يطمئن العلويين ويشجعهم على المشاركة في الثورة، لا يكفي أن يقول إن الطائفة العلوية ستظل حقوقها مصونة لا بد من طرح آليات واضحة لهذا».

وينتمي الرئيس السوري بشار الأسد إلى الأقلية العلوية التي يستأثر بعض أفرادها بمراكز القوة داخل النظام السوري، مثل الفروع الأمنية ومؤسسة الجيش. وقد استطاع النظام منذ اندلاع الثورة ضده أن يضمن ولاء أبناء هذه الطائفة حيث سوّق إعلامه الرسمي لخطاب تخويفي تأثرت فيه معظم الأقليات، من بينها العلويون.

وتشكل الطائفة العلوية التي تتبع تعاليم باطنية عرفانية مسترشدة بطريقة خاصة في فهم الإسلام نحو 12 في المائة من الشعب السوري. ويتوزع العلويون بين السلسلة الجبلية لمدن اللاذقية وطرطوس وبانياس كما تنتشر بعض قراهم في ريف حمص وحماه وإدلب.

حماس تؤكد أن قيادييها غادروا دمشق.. وأبو مرزوق: الإيرانيون ليسوا سعداء بموقفنا

المجلس الوطني: مشعل أبلغنا دعمه للمطالب المحقة للشعب السوري

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

وضع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق حدا لكل التكهنات والمواقف الملتبسة حول موقف الحركة مما يحصل في سوريا، مؤكدا أن قيادة الحركة قد غادرت سوريا لأنها ترفض «الحل الأمني» فيها و«تحترم إرادة الشعب».

وأشار أبو مرزوق إلى أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ومساعديه انتقلوا إلى الدوحة، وقال: «الإيرانيون ليسوا سعداء بموقفنا حيال سوريا، وعندما لا يكونون سعداء لا يتعاملون معك بالطريقة نفسها»، في إشارة إلى انخفاض الدعم المالي الإيراني للحركة.

وأوضح أبو مرزوق أنه غادر سوريا مع باقي قيادات الحركة احتجاجا على ما وصفه بـ«الحملة الوحشية التي يشنها نظام الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه». ونقلت شبكة «سي بي سي» الإخبارية الأميركية على موقعها الإلكتروني عن أبو مرزوق تصريحه لإحدى وكالات الأنباء الأميركية أن «حماس لم يعد لها وجود من الناحية العملية في سوريا، وذلك رغم استمرار مكاتبها هناك».

وتلقى المجلس الوطني السوري موقف حماس من «الثورة السورية» بالكثير من الترحيب، واعتبر عضو المكتب التنفيذي للمجلس سمير نشّار أن «حماس اتخذت الموقف الصحيح حتى ولو جاء متأخرا»، لافتا إلى أن «انسحاب قيادييها بشكل تدريجي من سوريا كان يوحي بأنها ستتخذ موقفا علنيا داعما للثورة السورية في نهاية المطاف». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أي منظمة تدعي التحرير والمقاومة يجب أن تقف إلى جانب الشعب السوري، وهو ما قامت به حماس كون نظام الأسد ليس إلا وجها آخر من وجوه الاحتلال».

وجزم نشّار بأن «موقف المملكة العربية السعودية الأخير؛ الذي وجّهت خلاله رسالة جازمة بأن النظام السوري يجب أن يرحل، شكّل دافعا لحركة حماس ولغيرها من القوى والحكومات المترددة لاتخاذ الموقف الصحيح إلى جانب الشعب السوري»، كاشفا عن أن «عددا من أعضاء المجلس الوطني (هو بينهم) التقوا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة وبالصدفة لوجودهم في الفندق نفسه». وأضاف: «هو أبلغنا دعمه لمطالب الشعب السوري المحقة وللثورة في سوريا، لكننا لم نطلب منه أكثر من ذلك، كوننا نعلم تماما ظروف الحركة وخصوصياتها».

وعن إمكانية أن يخطو حزب الله خطوة مماثلة لحماس، قال نشّار: «لا نرى إمكانية لذلك لأننا نعلم تماما الرابط الآيديولوجي والسياسي بين الحزب وإيران، وبالتالي موقف حزب الله لن يتغير إلا إذا تغير موقف طهران، علما بأن الخطابين الأخيرين للسيد حسن نصر الله كانا أقل حدة مما سبقهما، إذ دعا لحوار سياسي معترفا بشكل ضمني بوجوب تحقيق مطالب الشعب»، وأردف قائلا «حزب الله يبدي الممانعة على حرية الشعوب وهو ما نرفضه».

ويندرج موقف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق ضمن سلسلة مواقف لقياديي حماس أكدوا فيها دعمهم لـ«الثورة السورية»، كان آخرها أول من أمس حين حيّا إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومن الجامع الأزهر، «شعب سوريا البطل الذي يسعى نحو الحرية والديمقراطية والإصلاح».

بالمقابل، استمر موقف حزب الله اللبناني على حاله داعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إذ اعتبر مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، عمار الموسوي، أن «كل أشكال المعارضات التي تتربى في أحضان الأجنبي ليست بمعارضات وطنية ولا يمكن أن تكون مؤتمنة على مستقبل الوطن والأمة لا في لبنان ولا في سوريا ولا في أي بلد عربي».

وشدّد الموسوي على أن «سوريا التي تتعرض اليوم لمؤامرة خارجية ستنتصر بوعي شعبها ونظامها، وسيتجه الوضع فيها نحو الاستقرار أكثر فأكثر، لأن المؤامرة التي جمعت أشكالا وألوانا بما يسمى مؤتمر (أصدقاء سوريا) ستتحطم على صخرة الصمود السوري، خاصة أن هؤلاء المجتمعين رأينا فيهم كثيرا من أعداء الشعب السوري والفلسطيني ممن اختبرناهم في أعوام سابقة، حيث كانوا وما زالوا في عداء مع قضايا العرب والمسلمين في المنطقة».

الهيئة العليا للإغاثة تطلب أطباء وممرضين لنقلهم إلى حمص

طبيب أسنان يقوم بعمليات جراحية في بابا عمرو ويعالج أكثر من 200 يوميا

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

«من لا يموت جراء قذيفة تفتت منزله وجسده، ومن ينجو من رصاص القناصة الجاهزين لاستهداف أي جسم يتحرك، هو ومن دون أدنى شك يموت من الجوع أو بسبب جراح أصيب بها لم يكن هناك من يداويها». هكذا يختصر أحد الناشطين في بابا عمرو الوضع المأساوي الذي يعيشونه هناك منذ أكثر من 22 يوما، ما دفع بالهيئة العليا للإغاثة السورية إلى رفع الصوت عاليا طلبا لأطباء وجراحين وممرضين متطوعين من جميع أنحاء العالم لدخول حمص عموما وبابا عمرو على وجه الخصوص.

الهيئة التي تؤكد استعدادها الكامل لتأمين نقل المستجيبين للنداء إلى الداخل السوري والتكفل بدفع مصاريفهم ورواتبهم بعد تأمين وصولهم إلى المشافي الميدانية لتقديم خدماتهم الطبية والإسعافية للجرحى والمصابين، عممت رقمي هاتف عبر موقع «فيس بوك»، الأول لبناني والثاني تركي، يسمحان بالتواصل مع القيمين على الموضوع.

«عار على الأطباء السوريين المنتشرين في الخارج أن يبقوا في عياداتهم وهم يسمعون أن طبيب أسنان يجري عمليات جراحية في حمص وبالتحديد في بابا عمرو لافتقارنا إلى الطاقم الطبي المخول القيام بعمليات كهذه»، هذا ما يقوله وبغصة كبيرة أبو رائد مدير مكتب الهيئة العليا للإغاثة السورية في لبنان. هو يتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن «مئات المصابين يوميا الذين لا يجدون من يشفي جراحهم فيموت معظمهم بعد أيام»، ويضيف: «اليوم لا يتوفر في بابا عمرو إلا طبيبان يعالجان يوميا نحو 400 مصاب في غرفة صغيرة في ملجأ تحت الأرض تفتقر إلى أكياس الدم وإلى المواد الطبية الأساسية لعدم القدرة على توفيرها، لأن النظام يقتل كل من يحاول الدخول إلى بابا عمرو».

ويكشف أبو رائد أن «طبيبين دخلا مؤخرا إلى سوريا وهما على أهبة الاستعداد للتوجه إلى بابا عمرو في حال أصيب أي من الطبيبين العاملين هناك»، رافضا الحديث عن «طريقة إدخالهما وسبل إدخال المواد الطبية إلى حمص»، واصفا «الموضوع بالسري للغاية وإلا وضع النظام يده على المنفذ الأخير إلى هناك».

ويقول أبو رائد: «تلقينا عددا من الاتصالات من أطباء سوريين في الخارج يرغبون في الدخول إلى حمص لإغاثة المصابين والجرحى، ونحن ننسق معهم في هذا الإطار، ولكن لا شيء رسميا حتى الساعة».

أبو رائد الذي ينسق من مدينة طرابلس في شمال لبنان عمليات نقل الجرحى من الحدود السورية إلى الداخل اللبناني، يوضح أن العشرات يصلون يوميا من القصير وتل كلخ لتتم معالجتهم في لبنان.

قطر تؤيد تسليح المعارضة السورية.. وكلينتون «تتعاطف» مع المطالبة بالتحرك

روسيا والصين تنتقدان الموقف الغربي حيالهما

جريدة الشرق الاوسط

موسكو: سامي عمارة باريس: ميشال أبو نجم لندن: «الشرق الأوسط»

استمر الجدل الدولي الدائر حول مسألة تسليح المعارضة السورية أمس، وبينما دعت قطر المجتمع الدولي إلى التعجيل بفكرة تسليح المعارضة، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من نتائج مثل هذا التسليح، مستندة إلى تخوفات من تقوية مثل تلك الخطوة لعناصر تنظيم القاعدة وحركة حماس بطريقة غير مباشرة.. فيما انتقدت كل من روسيا والصين الموقف الغربي حيالهما بعد معارضة الإدانة الدولية للنظام السوري.

وقال رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني أمس إن المجتمع الدولي عليه تسليح المعارضة السورية ويجب أن تأخذ الدول العربية زمام المبادرة لتوفير ملاذ آمن للمعارضين داخل سوريا. وتابع خلال زيارة إلى النرويج أن الدول العربية عليها المشاركة في جهد عسكري دولي لوقف إراقة الدماء في سوريا بعد 11 شهرا من الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس بشار الأسد والتي قتل فيها الآلاف، واستطرد: «حيث إننا فشلنا في عمل شيء في مجلس الأمن، أعتقد أن علينا محاولة عمل شيء ما لإرسال مساعدة عسكرية كافية لوقف القتل». وقال الشيخ حمد خلال زيارة رسمية للنرويج: «علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لمساعدتهم (المعارضين) بما في ذلك تسليمهم أسلحة ليدافعوا عن أنفسهم»، مضيفا أن «هذه الانتفاضة عمرها عام الآن.. كانت سلمية لعشرة أشهر، لم يكن أحد يرفع السلاح ولم يكن أحد يرتكب أي أعمال عنف. بشار (الأسد) واصل قتلهم. أقدر نتيجة لذلك أن يدافعوا عن أنفسهم بالسلاح، وأعتقد أنه علينا مساعدة هؤلاء بكل الوسائل اللازمة».

ورغم إظهار الولايات المتحدة سابقا لعدم ممانعتها في مسألة تسليح المعارضة السورية، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مساء أول من أمس من أن ذلك قد يؤدي إلى دعم تنظيم القاعدة وحركة حماس بطريقة غير مباشرة.

وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة «سي بي إس نيوز» أثناء زيارتها للمغرب: «نحن لا نعلم في الحقيقة من هي الجهة التي نسلحها»، مشيرة إلى أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أعرب عن دعمه للمسلحين السوريين.. وتساءلت «هل نحن ندعم (القاعدة) في سوريا؟ حماس تدعم المعارضة الآن، هل نحن ندعم حماس في سوريا؟».

وقالت كلينتون إنها تشعر «بالتعاطف الشديد مع الدعوات إلى التحرك» لوقف حملة القمع، إلا أنها قالت: «أحيانا الإطاحة بالأنظمة الوحشية تستغرق وقتا وتكلف الأرواح. ويا ليت كان الحال غير ذلك». وأضافت: «هذه ليست ليبيا التي كان لنا فيها قاعدة عمليات في بنغازي، والتي كان فيها أشخاص يمثلون المعارضة بأكملها».

وأشارت كلينتون إلى أن عددا من المسؤولين الأميركيين التقوا بقادة من المجلس الوطني السوري، ولكن هؤلاء ليسوا داخل سوريا. وأضافت: «لا يمكنك إحضار دبابات إلى حدود تركيا ولبنان والأردن. لن يحدث ذلك».. وقالت: إنها تتوقع أن تتمكن بعض الجماعات من إيجاد طرق لتهريب أسلحة رشاشة، ولكن من الصعب إيصالها بشكل فعال إلى الجبهات التي يقاتل فيها المسلحون.

من جهتها، أبدت فرنسا تحفظات إزاء مبادرات تسليح المعارضة حيث تقول مصادر إنه درب «خطر»، لأنه يفتح الباب أمام الحرب الأهلية، مع ما يعنيه ذلك من احتمال «تفتيت» سوريا إلى دويلات وتمدده إلى لبنان والعراق وتهديد استقرار المنطقة ككل، كما ترى باريس أن الجيش السوري الحر (مجموعة جيوش) يفتقر إلى التنسيق والقيادة الموحدة.

وعلى الجانب الآخر، حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين من مغبة التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى في مقاله الأخير قبيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الرابع من مارس (آذار) المقبل، والذي نشره أمس تحت عنوان «روسيا والعالم المتغير».

وفسر بوتين مواقف بلاده تجاه الأوضاع في سوريا بما في ذلك استخدام روسيا لحق «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي، بقوله إن «روسيا والصين استخدمتا حق الفيتو عند التصويت في مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار بالشأن السوري انطلاقا من تجربة القرار المماثل بالشأن الليبي». وأضاف قوله: «علينا ألا نسمح لأحد بتكرار السيناريو الليبي في سوريا. يجب توجيه جهود المجتمع الدولي قبل كل شيء آخر إلى تحقيق المصالحة الداخلية في سوريا. من المهم وقف العنف مهما كان مصدره وإطلاق الحوار الوطني دون أي شروط مسبقة وتدخل من الخارج، ومع احترام سيادة الدولة السورية».

وأكد بوتين على أن المهمة الرئيسية للدبلوماسية الروسية تجاه الملف السوري تتلخص في الحيلولة دون نشوب حرب أهلية في سوريا.. مؤكدا على الطابع الاستراتيجي وليس الانتهازي للسياسة الروسية الخارجية.

وعلى صعيد متصل، قالت الصين أمس إن شجب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لموقف بكين من سوريا «غير مقبول تماما»، بينما وصفت صحيفة «الشعب» الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم الانتقادات الأميركية بأنها «غطرسة فائقة».

وجاءت تعليقات الصين الغاضبة ردا على التصريحات التي أدلت بها كلينتون يوم الجمعة عندما وصفت الفيتو الصيني والروسي ضد مشروع قرار بشأن سوريا في الأمم المتحدة بأنه «جدير بالازدراء»، وقالت عن الصين وروسيا «إنهما لا يضعان نفسيهما في مواجهة الشعب السوري فحسب، بل في مواجهة الصحوة العربية بأكملها».

جرحى سوريون ينزحون إلى لبنان لتلقي العلاج.. وبحثا عن الأمان

مفوضية اللاجئين تكشف عن مساعدتها 11 ألف نازح سوري قصدوا مكاتبها منذ أبريل الماضي

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

مع استمرار الحملة الأمنية التي يقوم بها النظام السوري ضد مدن وبلدات سورية عدة، يزداد تدفق النازحين السوريين إلى لبنان عبر النقاط الحدودية، حيث يصل مصابون وجرحى بشكل أسبوعي يتم إدخالهم من معابر غير شرعية في منطقة البقاع، لينقلوا بعدها إلى مستشفيات الشمال للمعالجة.

وفي حين أفيد أمس عن إدخال 10 جرحى سوريين إلى لبنان عن طريق مشاريع القاع الحدودية (أعيدت جثة أحدهم إلى سوريا لوفاته قبل عبوره إلى لبنان)، ذكر التقرير الأخير الصادر عن المفوضية السامية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR) أنه تمت معالجة 27 جريحا سوريا خلال الأسبوع الماضي في المستشفيات اللبنانية، سجلت وفاة جريحين منهم.

وفي تقرير سابق صادر عن مفوضية اللاجئين، ويرصد الفترة الممتدة بين 11 و17 من الشهر الجاري، فإن 17 جريحا سوريا تمت معالجتهم في مستشفيات لبنانية في الشمال. وتفيد تقارير المفوضية بأن «192 جريحا سوريا قد تلقوا العلاج في عدد من المستشفيات في لبنان منذ بداية تدفق النازحين، حيث تتولى الهيئة العليا للإغاثة تغطية النفقات المتصلة بعلاجهم، كما تتولى المفوضية مع شركائها متابعة علاجهم واحتياجاتهم».

وتعتبر مناطق الشمال ومدينة طرابلس الأكثر أمانا للاجئين السوريين، بسبب عوامل عدة منها المسافة الجغرافية القريبة والعلاقات التجارية القائمة بين ضفتي الحدود وعلاقات القربى والزيجات المتبادلة، عدا عن أهمية العامل النفسي، باعتبار أن مناطق عكار وطرابلس ذات غالبية سنية متعاطفة بمعظمها مع المعارضة السورية.

«تم تهريبي إلى لبنان، لأنهم إذا عثروا عليك مصابا في سوريا، فسيقطعونك ويعيدونك إلى أسرتك»، هكذا يقول رجل سوري يعاني من شلل جزئي نتيجة إصابته بالرصاص في حي بابا عمرو في حمص قبل مجيئه إلى لبنان لتلقي العلاج. «في عيون السلطات، إذا أصبت فذلك مماثل لحملك السلاح ضد الدولة»، يضيف الرجل الأربعيني.

ومع استمرار القصف الذي تتعرض مدينة حمص له، يرتفع عدد السوريين الذين يتوجهون إلى لبنان تدريجيا بحثا عن ملجأ آمن، في رحلة وإن بدت قصيرة جغرافيا، إلا أنها في الواقع رحلة محفوفة بالمخاطر. وإذا كان النازحون السوريون لم يجدوا أمامهم سوى خيار اجتياز الحدود عبر معابر غير شرعية إلى لبنان في فترات سابقة، إلا أن اجتياز هذه المعابر بات أكثر خطورة مع اشتداد حدة المواجهات في سوريا ولجوء الجانب السوري إلى زرع الألغام على الحدود مع لبنان وزيادة تعزيزاتها العسكرية، الأمر الذي يدفع الراغبين بالدخول إلى لبنان اجتياز الحدود البقاعية عند بلدتي عرسال والقاع، نظرا لطبيعتها الجبلية الوعرة وصعوبة ضبطها من الجانبين اللبناني والسوري.

وفي هذا السياق، ينقل تقرير «مفوضية شؤون اللاجئين» عن سكان في شمال لبنان قولهم إن «تواجد الجيش السوري بشكل كثيف في المناطق الحدودية، فضلا عن وجود ألغام أرضية مزروعة على الجانب السوري من الحدود، يحولان دون فرار المزيد من الأشخاص إلى لبنان».

وفيما يقدر ناشطون سوريون في لبنان وجود أكثر من 17 ألف نازح موزعين بين مناطق عكار (تحديدا وادي خالد) وطرابلس، أفادت مفوضية «شؤون اللاجئين»، في تقريرها الأخير يوم الجمعة الماضي، عن تسجيلها والهيئة العليا للإغاثة، المكلفة من الحكومة اللبنانية مواكبة أوضاع النازحين في شمال لبنان، وجود 6916 شخصا سوريا، مما يعكس زيادة بنحو 311 شخصا تم تسجيلهم حديثا منذ الأسبوع الماضي، وذلك بشكل رئيسي في مناطق وادي خالد وأكروم والبيرة وحلبا وعكار العتيقة.

ووفق مفوضية اللاجئين، فإن «هناك أيضا تجمعات لنازحين سوريين كانوا قد فروا من قراهم جراء الاضطرابات، وهم يقيمون في مناطق أخرى في لبنان. تشير التقديرات الأخيرة للمفوضية وشركائها إلى وجود نحو 3 إلى 4.5 ألف شخص بحاجة إلى المساعدة في شرق لبنان وجنوب العاصمة بيروت».

ومنذ أبريل (نيسان) 2011، قامت المفوضية والهيئة العليا للإغاثة بتسجيل ومساعدة أكثر من 11 ألف شخص. ويعيش معظم النازحين المسجلين في الشمال لدى عائلات لبنانية مضيفة، في ظل ظروف معيشية صعبة. وتعمل المنظمات الفاعلة ميدانيا لتمكين الأسر المضيفة ومساعدتها لتحسين الأوضاع الاقتصادية بعد أن فاقم تدفق النازحين السوريين من سوء الأوضاع الاقتصادية في عكار تحديدا، وهي تعد من المناطق الفقيرة في لبنان.

ووفق ناشطين سوريين في شمال لبنان، فإن وصول النازحين السوريين إلى لبنان لا يعني أنهم أصبحوا في «أمان مطلق». ويشعر البعض بأن «الخطر لا يزال يلاحقهم مع قدرة قوات الأمن السورية على اجتياز الحدود في الوقت الذي تتحالف فيه دمشق مع عدد من القوى السورية في لبنان، وتحديدا الشمال، عدا عن اعتبارهم أن مواقف الحكومة اللبنانية قريبة جدا من النظام السوري».

تركيا تنفي غض النظر عن «شحنات ذات طابع عسكري» إلى سوريا.. وأوغلو: خيار التدخل على الطاولة

مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط»: لقاء وزير الخارجية مع المعارضة السورية خلال أيام قليلة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ثائر عباس

وجدت تركيا نفسها فجأة في موقف «الدفاع» في ضوء معلومات عن غضها النظر عن نشاطات ذات طابع عسكري تقوم بها شركات تركية في سوريا، وإسهامها في تهريب مواد أولية صينية وإيرانية لمركز إنتاج الأسلحة في سوريا، بالإضافة إلى التململ الواضح لدى بعض أطراف المعارضة السورية من الأداء التركي في الملف السوري.

وزاد في غموض الموقف تأجيل مقنع للقاء كان من المفترض عقده اليوم في أنقرة بين وزير الخارجية، أحمد داود أوغلو، ووفد من المعارضة السورية. فبعدما أعلن داود أوغلو بعد انتهاء مؤتمر تونس عن لقاء سيعقد اليوم، الثلاثاء، فوجئ المعارضون بأن أي اتصال بهم لم يجرِ لتأكيد الموعد الذي تم التوافق عليه شفهيا مع داود أوغلو. غير أن الناطق بلسان الخارجية التركية نفى وجود «أزمة»، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاء «من المفترض أن يعقد خلال أيام قليلة».

ونفت تركيا بشدة، أمس، معلومات صحافية بريطانية عن تزويد شركات تركية معهدا للبحوث العسكرية السورية بالمواد الخام التي يمكن استخدامها لإنتاج أسلحة وذخائر. وقال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المعلومات «تفتقر إلى الدقة والموضوعية».

وأشار المصدر إلى أن بعض الشركات التركية لا تزال تعمل في سوريا بشكل طبيعي، «لكن في قطاعات تجارية واقتصادية لا تمت إلى الشأن العسكري بأي صلة»، مشيرا إلى أن «أي قضايا تعين النظام على ارتكاب المجازر لن تكون الشركات التركية طرفا فيه»، مشددا على أن الشركات تعرف تماما هذا وتتقيد به. وأوضح المصدر أن المؤسسات الرسمية التركية أوقفت كل نشاطاتها في سوريا وأوقفت تعاونها مع المؤسسات السورية، موضحا أن «النشاط الاقتصادي متروك للأفراد والشركات.. لكنه نشاط تجاري لا غير»، مشيرا إلى أن بعض العقود ما زال ساريا على الورق مع سوريا في ما يتعلق بالتعاون البحثي مع مركز الدراسات والأبحاث العلمية في سوريا الذي يقوم، وفق تقارير استخباراتية غربية، بتصنيع دروع المركبات والذخيرة للجيش والشرطة في سوريا. وفي الإطار نفسه، رفض مصدر دبلوماسي تركي هذه المعلومات ووصفها بـ«السخيفة»، موضحا أن موقف تركيا ضد النظام الحالي معروف، وأن تركيا تتشدد في مراقبة المنافذ الحدودية لضمان عدم وصول أي مواد «مشبوهة» إلى النظام السوري، ذاكرا في هذا المجال «4 شحنات مشبوهة من إيران تم منعها من التوجه إلى سوريا».

وقد رفضت تركيا «التشكيك» في مواقفها، معتبرة أن كلام وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، عن «أن تركيا لم تكن موجودة في العراق لكنها ستكون موجودة في سوريا» ليس كلاما من دون معنى، وأكد مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أن تركيا «تتصرف كدولة لا كأفراد»، مشددا على أن موقفها في الأزمة السورية «واضح.. لكنه يعمل وفق التوقيت التركي لا التوقيتات الأخرى». وكان أوغلو أعلن أن كل الخيارات، بما فيها التدخل العسكري، مطروحة على الطاولة بشأن سوريا، وأن عددا من الدول ناقش هذا الأمر لوقف حمام الدم في سوريا. وأوضح داود أوغلو أن أنقرة جاهزة لمواجهة كل الاحتمالات، وللمشاركة في أي نشاطات قد تقررها الأسرة الدولية لكبح جماح النظام السوري.

أوروبا تقر عقوبات على البنك المركزي السوري و7 مسؤولين من نظام الأسد

شملت قطاع الشحن الجوي.. ولا اتفاق على حظر السفر

جريدة الشرق الاوسط

بروكسل: عبد الله مصطفى

وافق مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أمس على توسيع التدابير العقابية ضد النظام السوري. وعبر المجلس عن عدم قناعة أوروبا بمصداقية الاستفتاء الذي جرى الأحد على تعديل الدستور في سوريا، كما تعهد الوزراء باستمرار العمل من أجل تشديد الضغط على النظام السوري على مختلف المستويات.

وفي بيان صدر على هامش اجتماعات رؤساء الدبلوماسية الأوروبية ببروكسل قال المجلس الوزاري الأوروبي إنه ينتظر مناقشة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن تطورات الوضع في سوريا، المقرر اليوم، وأشار الوزراء إلى أن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري، الذي عقد في تونس قبل أيام، يعتبر خطوة إضافية على طريق حشد الجهود من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية.

وفيما يتعلق بالعقوبات، قالت مصادر المجلس الوزاري الأوروبي إنها ستكون سارية المفعول بمجرد نشرها بالتفصيل في الجريدة الرسمية للاتحاد، اليوم.

وحسبما جاء في البيان الوزاري فإن العقوبات ركزت بشكل خاص على المصرف المركزي السوري حيث تم فرض الكثير من القيود عليه وتجميد أرصدته في أوروبا، إلى جانب فرض حظر على قطاع الشحن الجوي القادم من سوريا، وقال البيان: «لن تستطيع طائرات الشحن الجوي القادمة من سوريا الهبوط في المطارات الأوروبية».

ولم يتم تبني خيار الحظر الجوي التام الذي يمنع السفر من سوريا، والذي كان قيد الدرس، لما قد يسببه من عرقلة لخروج الرعايا الأجانب من الأراضي السورية، بحسب ما أوضح دبلوماسيون.

وأضاف الوزراء الأوروبيون في بيانهم أمس أنهم أقروا أيضا حظرا على تجارة المعادن الثمينة مثل الذهب مع سوريا، بالإضافة إلى إضافة أسماء 7 مسؤولين جدد إلى لائحة العقوبات والتي شملت حتى الآن منع سفر وتجميد أرصدة كبار المسؤولين في النظام السوري والمقربين منه.

وأوضح الوزراء أن الأولوية الآن تبقى لوقف العنف في هذا البلد، متعهدين بمواصلة التعاون مع الأطراف الدولية والمعارضة السورية، التي تعمل من أجل إنشاء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وسيادة القانون وتلبي تطلعات الشعب السوري.

وكان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ قد قال في وقت سابق أمس إن العقوبات مهمة لتعزيز الضغط على الأسد لإنهاء العنف الذي قتل خلاله الآلاف من المدنيين خلال 11 شهرا. وأفاد قائلا للصحافيين قبل الاجتماع: «آمل أن نتفق على مزيد من العقوبات اليوم (أمس) تحد من قدرة (النظام السوري) على الوصول للتمويل».

مجلس حقوق الإنسان يعقد جلسة طارئة اليوم لتوجيه رسالة «صارمة» لنظام الأسد

طهران تعترض.. وباريس: سيأتي اليوم الذي سيقف فيه الأسد أمام العدالة.. وأنان يبدأ مهامه بمقابلة صالحي وجوبيه

جريدة الشرق الاوسط

يعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مناقشة طارئة اليوم بشأن الوضع المتدهور في سوريا، بطلب من قطر التي دعت إلى اجتماع عاجل حول الأزمة. وبينما اعترضت إيران، حليفة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، على إجراء هذه المناقشة، قالت روسيا إنها ليس لديها اعتراض رسمي، لكنها حذرت من أن أي تسجيل مكتوب للمحادثات سيكون له «آثار عكسية». وعلى هامش اجتماعات المجلس التي بدأت فعليا أمس، بدأ كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، أولى مهامه كموفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص للأزمة في سوريا، من خلال الاجتماع بوزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي أولا، ثم الفرنسي آلان جوبيه حول الأوضاع في سوريا.

واستهلت قطر افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان، أمس، التي تستمر أربعة أسابيع، بتوجيه طلب بإجراء مناقشة عاجلة بشأن سوريا اليوم، وهو طلب لقي تأييدا من أعضاء الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.

وقالت رئيسة مجلس حقوق الإنسان، لاورا دوبوي لاسير، أمام نحو 85 وزيرا ومسؤولا كبيرا، أثناء افتتاح الدورة السنوية لهذه الهيئة الأممية: «نأمل في الحصول على رد إيجابي من السلطات السورية لكي نتمكن من مساعدة كل الأشخاص الذين طالتهم أعمال العنف في سوريا». وشددت لاورا دوبوي لاسير على أن «الوضع الإنساني حرج».

وأعلنت رسميا عن «حوار عاجل» اليوم لقرابة ثلاث ساعات حول تدهور الوضع في سوريا، حيث قتل أكثر من 7600 شخص منذ مارس (آذار) 2011. وأوضحت دوبور لاسير: «نأمل أن يوجه هذا الحوار العاجل رسالة قوية وصارمة من المجتمع الدولي تدين العنف وقمع المعارضة والمدنيين بالقوة».

غير أن إيران اعترضت على إجراء هذه المناقشة بشأن ما يجري في سوريا، أقرب حلفائها، لكن إيران بصفتها مراقبا لا يمكنها عرقلة الإجماع في المجلس، المكون من 47 عضوا.

وقال الوفد الروسي إنه لا يعتقد أن المناقشة ضرورية بعد ثلاث جلسات خاصة سابقة لمناقشة الأزمة، لكنه قال في وقت لاحق إنه سيمضي قدما مع الإجماع.

وقالت الدبلوماسية الروسية مارينا كورونوفا: «لن نعترض على عقد اجتماع خاص في مجلس حقوق الإنسان لبحث الموقف في سوريا. وفي نفس الوقت، ندعو جميع الوفود المهتمة إلى ضمان أن تجري المناقشات في مناخ بناء غير منحاز بقدر الإمكان»، وأضافت، حسب وكالة «رويترز»: «ما زلنا نعتقد أن أي تسجيل للاجتماع في شكل وثيقة مكتوبة لن يكون مفيدا وسيكون له آثار عكسية».

وأي قرار يصدر عن الاجتماع الرئيسي لمجلس حقوق الإنسان لن يكون له أثر عملي، لكن دولا عربية وغربية تسعى لاستصدار إدانات جديدة للقمع العنيف للقوات السورية للاحتجاجات التي بدأت قبل نحو عام، لتقوية موقف المجتمع الدولي الرافض للقمع والداعي لتنحي الأسد.

وبدوره، قال السفير الكوبي رودولفو رييس رودريغيز: «نأمل أن يكون الهدف من الاجتماع ليس إيجاد ذريعة لشن عمل عسكري وهجوم مسلح للقوى الرئيسية على سلامة الأراضي السورية وسيادة الشعب السوري»، وأضاف: «الموقف في سوريا يحتاج إلى حل لكنه ليس بالضرورة ذلك الحل الذي تريد القوى فرضه».

وقال محققون مستقلون لحقوق الإنسان في تقرير أصدرته الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، إن القوات السورية قتلت بالرصاص نساء وأطفالا عزلا، وقصفت المناطق السكنية، وعذبت المحتجين المصابين في المستشفيات بأوامر من (أعلى المستويات)» من مسؤولي الجيش والحكومة.

ومن جانبه، قال جوبيه، في كلمته أمام المجلس، إنه سيأتي يوم تواجه فيه السلطات المدنية والعسكرية السورية (وعلى رأسها الرئيس الأسد نفسه) العدالة عن الجرائم التي ارتكبتها ضد المدنيين.

وهاجم جوبيه «عجز» مجلس الأمن بشأن سوريا، الذي أظهره استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو)، وقال إن خطة السلام التي اقترحتها الجامعة العربية هي «السبيل الوحيدة» للمضي قدما لإنهاء الأزمة.

وأضاف: «سيأتي اليوم الذي تقف فيه السلطات المدنية والعسكرية السورية، وعلى رأسها الرئيس الأسد نفسه، أمام العدالة، ليحاسبوا على أفعالهم. ولا حصانة لأحد في المحاسبة على مثل هذه الجرائم».

ودعا وزير الدولة البريطاني لشؤون الخارجية، جيريمي براون، من جهته «السلطات، للسماح بدخول العاملين الإنسانيين من دون عوائق وبشكل محايد وغير متحيز». وأدان أعمال العنف التي يرتكبها النظام، وعبر أيضا عن «قلقه الكبير» إزاء تلك التي ترتكبها القوات المعارضة للحكومة، مذكرا بأن لجنة التحقيق الدولية أعدت لائحة سرية للمشبوهين.

وفي غضون ذلك، التقى أنان، موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص للأزمة في سوريا، وزير الخارجية الإيراني، وناقش معه الوضع في سوريا لمدة 20 دقيقة. وتصافح الرجلان أمام عدسات المصورين إثر لقائهما، غير أنه لم تخرج تفاصيل عما دار بينهما. وكان من المقرر أن يلتقي أنان في وقت متأخر من أمس وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، قبل أن يتوجه إلى نيويورك غدا.

النظام السوري يقر الدستور بعد إعلان نتائج الاستفتاء.. رغم المقاطعة الشعبية

دبلوماسي أميركي لـ «الشرق الأوسط»: استفتاء سوريا «مضيعة للوقت».. وجوبيه يصفه بـ«المهزلة»

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح لندن: «الشرق الأوسط»

في الوقت الذي قال فيه التلفزيون السوري الرسمي أمس إن أكثر من 89 في المائة من السوريين وافقوا على الدستور الجديد في الاستفتاء العام الذي أجري أول من أمس، انتقد عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين الاستفتاء، مؤكدين أنه لا يتمتع بمصداقية بسبب استمرار العنف، بينما قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الاستفتاء «مضيعة للوقت».

وعلى الرغم من المقاطعة الشعبية الواسعة، فإن السلطات السورية أعلنت أمس نتائج الاستفتاء، حيث بلغت نسبة الموافقة 89.4 في المائة من عدد المشاركين، وقال وزير الداخلية اللواء محمد الشعار إن «عملية الاستفتاء تميزت بالإقبال على الرغم مما شاب بعض المناطق من تهديد وترهيب للمواطنين من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة وما رافقها من حملات تشويش وتحريض من قبل وسائل الإعلام المضللة»، مشيرا إلى مشاركة نحو 57.4 في المائة ممن لهم حق التصويت.

لكن ناشطين شككوا في صحة تلك النتائج، خاصة أرقام المشاركين، بسبب المقاطعة الشعبية الواسعة للاستفتاء. كما أشار الناشطون إلى استحالة المشاركة في الاستفتاء في المناطق الساخنة، المناهضة لنظام الأسد.

وفي غضون ذلك، قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن الاستفتاء السوري على دستور جديد يبقي نظام الرئيس بشار الأسد هو «مضيعة وقت»، وقال المصدر – الذي تحدث قبل إعلان النتيجة – إنه «لا داعي للانتظار في شغف حتى نهاية اليوم (أمس)»، متنبئا بأن نسبة التأييد في الاستفتاء «يمكن أن تكون تسعة وتسعين في المائة».

وأضاف المصدر: «الرئيس أوباما والوزيرة كلينتون كررا مرات كثيرة أن المشكلة هي الأسد، وأنه لا بد أن يرحل.. كيف يستقيم أن نوافق على استفتاء يجريه ليبقى في الحكم؟». وأضاف أن هدف الأسد من الاستفتاء هو «تحويل الأنظار عن القمع الذي يمارسه، إضافة إلى اعتقاده أن واشنطن – بصفة خاصة – لن تعارض تصويتا حرا، كما يراه النظام، على دستور ديمقراطي، كما يراه.. وطبعا هي محاولة لكسب الوقت». وأضاف المصدر: «هذا ليس كسب وقت، هذا مضيعة وقت».

وأشار المصدر إلى تصريحات أدلت بها، قبيل التصويت على الاستفتاء، هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، في مقابلة مع تلفزيون «سي بي إس» تقول بأن الاستفتاء «لعبة، ليستخدم بها الأسد نفوذه، ولتبرير ما يقوم به ضد المواطنين السوريين»، وحثت السوريين الذين كانوا لا يزالون يدعمون الأسد على العمل ضده.

في الوقت نفسه، قلل خبراء أميركيون من أهمية الاستفتاء، وقالوا إنه لن يغير العملية الدولية التي بدأت في مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس، وإن الولايات المتحدة تقود، علنا وسرا، محاولة لوضع استراتيجية موحدة لإخراج الأسد من السلطة.

وقال هؤلاء إنه بينما يسمح دستور الأسد الجديد، على الأقل من الناحية النظرية، بزيادة التنافس السياسي، ويحدد حكم الرئيس لفترتين: مدة كل واحدة سبع سنوات، وإن هذا التغيير كان لا يمكن تصوره قبل عام، وإنه إنهاء احتكار حزب البعث منذ أن استولى على السلطة في انقلاب عام 1963، قال الخبراء إن الأسد تأخر جدا في إصدار هذه القرارات، وإن أيامه في الحكم صارت معدودة.

وفي سياق متصل، دان عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين، وخصوصا وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا، الاستفتاء الذي نظم في سوريا حول دستور جديد، مؤكدين أنه لا يتمتع بمصداقية بسبب استمرار العنف.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه عند وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع مع نظرائه الأوروبيين: «عندما نرى رئيس البرلمان (السوري) يبتسم وهو يصوت في هذا الاستفتاء»، فهذا يدل على «أنها مهزلة»، مضيفا: «إنه أمر شائن أن يجري ذلك بينما تتساقط القنابل على حمص ومدن أخرى».

أما وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، فقال «إن تصويت الأمس لم يخدع أحدا». وأضاف أن «فتح مراكز الاقتراع مع الاستمرار في إطلاق النار على المدنيين ليس أمرا يتمتع بمصداقية في نظر العالم».

وفي المقابل، أشاد سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، بالاستفتاء، ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن لافروف قوله: «أعتقد أن من يرى في هذا (الاستفتاء) تحركا نحو الديمقراطية فهو صائب، كما أن وقف احتكار حزب واحد للنظام السياسي يجب أن يرحب به»، داعيا خصوم الأسد إلى المشاركة في الإصلاحات في سوريا، ومؤكدا أن على «الحكومة والمعارضة وقف العنف».

اجماع الصحف الغربية حول الدستور السوري: استفتاء وسط القتال

رصدت تصويت الأسد بينما العمليات العسكرية تتفاقم

جريدة الشرق الاوسط

عكست الصحف الغربية مواقف حكوماتها المستاءة من الاستفتاء السوري الذي جرى أول من أمس حول الدستور الجديد للبلاد بينما العمليات العسكرية ضد المدنيين مستمرة حول البلاد. وبينما اعتبرت واشنطن ولندن وباريس أن الاستفتاء مثير للسخرية، كانت عناوين صحف غربية مشابهة لهذا التصور.

ورصدت صحيفة «ذا تايمز»، اللندنية، التدهور الأمني في سوريا في وقت كان الرئيس السوري بشار الأسد يدلي بصوته في الاستفتاء. وحملت الصحيفة عنوان: «على ماذا نصوت: الموت بالقنابل أم الطلقات؟»، وهو سؤال من أحد الناشطين السوريين، الذي طرحه ردا على سؤال حول المشاركة في الاستفتاء.

واختارت الصحيفة ذاتها أن توجه رسالة إلى حرم الرئيس السوري، أسماء الأسد، التي ظهرت علنا للمشاركة في الاستفتاء بعد غياب أسابيع عدة عن الأضواء. وفي افتتاحيتها، كتبت «ذا تايمز» تحت عنوان «استراتيجية الخروج للسيدة الأسد»، موضحة أن «على زوجة الرئيس السوري أن تتخذ مسؤولية ضمان الخروج الآمن للصحافيين الغربيين»، في إشارة إلى الصحافيين المصابين في حمص إديث بوفييه وبول كونروي. وذكرت الصحيفة في الافتتاحية نفسها أن «سخرية الاستفتاء أمر شنيع» على وقع القتل المستمر في البلاد.

أما صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فحملت عنوان «سوريا تجري استفتاء (يثير السخرية) بينما العنف يتواصل»، لتكرر «ذا غارديان» الموقف نفسه، قائلة: «سوريا تصوت على الدستور الجديد بينما قصف حمص يتواصل».

وكررت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الفكرة نفسها، قائلة: «المزيد من العنف بينما السوريون يصوتون في الاستفتاء». وحملت صحيفة «نيويورك تايمز» عنوانا أبرز، وهو «سوريا تصوت على الدستور بينما القتال يشتعل». وكان من اللافت استخدام الصحف الغربية، بأغلبيتها، صورة الرئيس السوري وحرمه أثناء التصويت، بينما رصدت أيضا صورا من القصف المتواصل على مدن مثل حمص ودرعا.

وحملت صحيفة «لوموند» الفرنسية عنوان: «طلب من السوريين التصويت على دستور جديد على الرغم من استمرار العنف».

وهذه العناوين والتحاليل كلها صبت في اتجاه مماثل في التقليل من شأن التصويت على الدستور السوري وتبعاته في وقت تفقد أرواح السوريين من جهة، ويواصل الإعلام الغربي حملته لضمان سلامة الصحافيين الغربيين العالقين في حمص وإعادة جثني الصحافية الأميركي ماري كولفين وزميلها ريمي أوشليك.

قطر تدعو إلى تسليح المعارضة ولا إخلاء للصحافيين من حمص

138 شهيداً في سوريا وباريس لتحويل الأسد إلى القضاء الدولي

تصاعدت مستويات المذابح التي يقوم بها نظام الأسد أمس مع سقوط 138 شهيداً منهم 68 جثة من أهالي منطقة بابا عمرو كانوا اختطفوا قبل أن يعثر عليهم قتلى في منطقة يسيطر عليها الجيش السوري قرب حمص، حيث لم تسفر المفاوضات حول إجلاء الصحافيين الغربيين المحاصرين عن أيّ نتيجة.

دولياً كان البارز أمس تصعيد فرنسي قطري إذ توعدت باريس السلطات المدنية والعسكرية السورية “وعلى رأسها (الرئيس السوري بشار) الأسد نفسه” بالمحاسبة عن الجرائم التي ارتكبتها ضد المدنيين، وطالبت الدوحة المجتمع الدولي بتسليح المعارضة السورية “لمساعدتهم في الدفاع عن أنفسهم”.

وحمّلت المملكة العربية السعودية الأطراف التي تعطل التحرك الدولي مسؤولية تدهور الأوضاع في سوريا، مجددة أمس أنها ستكون في طليعة أي جهد يحقق حلولاً عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري.

وعلى الأرض، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أمس أن حصيلة ضحايا أعمال العنف المستمرة في سوريا أمس ارتفعت الى 138 شهيداً، وخصوصا بعد العثور على 68 شخصاً وجدوا قتلى في ريف حمص.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن “68 مواطناً قتلوا اليوم (أمس) في ريف حمص الغربي في اراض زراعية بين قريتي رام العنز والغجرية، ونقلوا الى المشفى الوطني في مدينة حمص”. وقال ان “الجثث تظهر عليها آثار رصاص وطعنات من سلاح ابيض”.

وأشار الى ان المرصد تلقى “معلومات بأن الضحايا هم من الاهالي النازحين عن مدينة حمص وقتلوا على ايدي الشبيحة”.

كذلك قتل 11 مدنياً في القصف المتواصل على حي بابا عمرو وجواره في مدينة حمص التي تتعرض احياء منها للقذائف المدفعية والصاروخية من قبل قوات النظام لليوم الرابع والعشرين على التوالي.

كما قتل ثلاثة مواطنين هم امرأة وشاب في التاسعة والعشرين ورجل في الخمسين “اثر اطلاق رصاص عشوائي من القوات السورية في بلدة كفرومة في محافظة ادلب” (شمال غرب). وقتل مدنيان من بلدة تفتناز في إدلب “إثر سقوط قذيفة مصدرها القوات العسكرية على سيارة كانت تقلهم في قرية الطلحية”، وثمانية آخرون في سرمين “التي تعرضت لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف عليها”.

وفي ريف حلب، قتل خمسة مواطنين في مدينة عندان وسادس في عزاز. وأفاد المرصد ان الاشتباكات أدت الى مقتل 11 من جنود الجيش النظامي وعناصر قوات الامن السورية في مناطق مختلفة بينها ريف حلب وحمص.

وفي دمشق، ذكر المرصد ان “قوات الأمن السورية اطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريق آلاف المواطنين الذين شاركوا في تشييع شهداء سقطوا (اول من) امس في حي كفرسوسة”.

وتجددت التظاهرات في جامعة حلب أمس، ودعا مئات الطلاب الذين ساروا في تظاهرات متنقلة بين الكليات سكان حلب التي لا تزال في منأى الى حد ما عن التحرك المناهض للنظام “الى الثورة”. وهتف المتظاهرون بحسب شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت، “يا حلب ثوري ثوري، هزي القصر الجمهوري”.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ان “التحرك (الاحتجاجي) اصبح اوضح اكثر في الجامعة وهو يخرج منها احياناً”. وأفاد ناشطون انه تم في كلية الطب تدمير تمثال للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي بشار الاسد، كما طالب المتظاهرون بـ”إعدام الرئيس” و”إسقاط النظام”.

وأشار المرصد الى حصول اطلاق رصاص في جامعة حلب “ومحاصرة المتظاهرين داخل القاعات واعتقال 16 منهم”.

وتستمر محاولات اجلاء ضحايا القصف من مدينة حمص في وسط سوريا، وبينهم صحافيان غربيان ما زالا عالقين في بابا عمرو. وتحدث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين عن “بداية حل” لم يوضح معالمه.

وأصيبت الصحافية الفرنسية ايديت بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي الاربعاء الماضي في قصف على حمص قتل فيه زميلاهما الفرنسي ريمي اوشليك والاميركية ماري كولفن.

وأعلنت وزارة الخارجية البولندية التي تمثل مصالح الولايات المتحدة في سوريا انها تفاوض لاجلاء جثة كولفن من حمص، معربة عن الامل بان تثمر الجهود. وعبر متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن امله في دخول حمص، مضيفا ان شيئا لم يتقرر حتى الآن، وان “الوضع الانساني يتفاقم ساعة بعد ساعة”.

وفي العراق، أعلن للمرة الاولى لجوء جنود سوريين منشقين الى الاراضي العراقية.

وقال وكيل وزارة البشمركة في اقليم كردستان العراق انور حاجي عثمان ان ثلاثين جنديا انشقوا عن الجيش السوري وصلوا الى الاقليم الكردي خلال اليومين الماضيين.

واعتبرت الولايات المتحدة أمس ان الاستفتاء على الدستور الجديد الذي جرى الاحد في سوريا يعبر عن “وقاحة مطلقة”. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند “اننا نرفضه (الاستفتاء) لأنه يعبر عن وقاحة مطلقة”. وأضافت ان الرئيس السوري “قام بالتصويت في عملية اقتراع يسيطر عليها مستخدما قصاصة ورق يسيطر عليها في محاولة للبقاء في السلطة”.

كما دان أمس عدد من وزراء الخارجية الاوروبيين بينهم وزيرا فرنسا وبريطانيا الاستفتاء الذي نظم في سوريا حول دستور جديد أول من أمس، مؤكدين انه لا يتمتع بصدقية بسبب استمرار العنف.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان فرنسا ترغب “في ان تفكر الاسرة الدولية في شروط عرض القضية (السورية) على المحكمة الجنائية الدولية”. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن تصويت أول من أمس لم يخدع أحداً. وأضاف أن فتح مراكز الاقتراع مع الاستمرار في إطلاق النار على المدنيين ليس أمرا يتمتع بالصدقية في نظر العالم.

وقالت الامم المتحدة أمس إن الاستفتاء الذي أجري في سوريا “من المستبعد أن يكون ذا صدقية في ظل انتشار العنف وانتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع”، حسبما قال المتحدث باسم الامم المتحدة إدواردو ديل بوي مس.

وأعلنت السلطات السورية أمس أن 89,4 في المئة من الناخبين السوريين وافقوا على مشروع الدستور الجديد الذي تم الاستفتاء عليه الاحد. وقال وزير الداخلية السوري محمد نضال الشعار للصحافيين ان 8,376 ملايين ناخب اي نسبة “57,4 في المئة، مارسوا حقهم في الاستفتاء و89,4 في المئة وافقوا على المشروع”. وأضاف ان 753,208 ناخبين رفضوا المشروع اي نسبة 9% من الناخبين، وهناك 132,920 “ورقة باطلة”.

وفي مواجهة القمع المستمر في مختلف المدن والقرى السورية النتفضة، اعلن الاتحاد الاوروبي أمس تبني مجموعة جديدة من العقوبات ضد دمشق تشمل تجميد ممتلكات البنك المركزي السوري في اوروبا ومنع سوريا من التجارة بالمعادن الثمينة كالذهب، بالاضافة الى منع طائرات الشحن السورية من الهبوط على الاراضي الاوروبية.

وستضاف اسماء سبعة اشخاص الى لائحة تضم نحو 150 شخصاً وأصحاب منظمات أو مؤسسات ممنوع عليهم الحصول على تأشيرة دخول إلى أوروبا وتم تجميد أرصدتهم.

وعقب الاجتماع اصدرت الممثلة العليا لخارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون بياناً رسمياً جاء فيه “نظرا الى استمرار النظام السوري في استخدام العنف ضد المدنيين فقد قرر المجلس فرض عقوبات جديدة عليه. لم تعد مسموحة تجارة الذهب والمعادن الثمينة والماس مع اي من المؤسسات السورية العامة او البنك المركزي. الطائرات السورية لشحن البضائع لن تتمكن من اليوم فصاعدا من الهبوط في دول الاتحاد الاوروبي باستثناء الطائرات المشتركة بين سوريا وبلدان اخرى”. وأضافت “اقر المجلس ايضا تجميد اصول البنك المركزي السوري في دول الاتحاد مع ضمان استمرار التبادل المشروع تحت شروط صارمة. وتمت اضافة سبعة وزراء سوريين لعلاقتهم بانتهاكات حقوق الانسان الى لائحة الاتحاد الخاصة بحظر السفر وتجميد الاصول المصرفية”.

وختمت آشتون “قرار اليوم (أمس) سيصنع المزيد من الضغط على المسؤولين عن حملة القمع الوحشية في سوريا. تستهدف التدابير النظام وقدرته على القيام بهذا العنف المروع ضد المدنيين. وطالما استمر القمع فإن الاتحاد الاوروبي سيستمر في فرض المزيد من العقوبات”.

واعترف الاتحاد الأوروبي بالمجلس الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا للسوريين الذين يريدون تغييرا ديمقراطيا سلميا.

وحث بيان صدر عن وزراء خارجية الاتحاد المجتمعين أمس في بروكسل لمناقشة الوضع في سوريا المعارضة السورية على إنشاء آلية تنسيق تحت إشراف الجامعة العربية والموافقة على مجموعة مبادئ للعمل نحو انتقال سلمي للسلطة في سوريا.

وتوقعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان ينتهي نظام الاسد بالسقوط بسبب انشقاقات جنود ورجال اعمال وممثلي اقليات في البلاد.

وردت الصين وروسيا بعنف أمس على الانتقادات الغربية للنظام السوري ولداعميه.

وانتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين المرشح الى الانتخابات الرئاسية بعنف موقف الغرب من سوريا، معتبرا انه “وقح”. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية “على العالم الخارجي الامتناع عن فرض” خطته لحل الازمة على الشعب السوري.

وفي جنيف، التقى كوفي انان الامين العام السابق للامم المتحدة وموفد المنظمة الدولية والجامعة العربية الخاص للازمة في سوريا، وزيري الخارجية الايراني علي أكبر صالحي والفرنسي ألان جوبيه أمس وناقش معهما الوضع في سوريا.

وفي اطار الضغوط الدولية على النظام السوري، شدد ممثلو الديبلوماسية الدولية في جنيف في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة مواقفهم ضد الاسد، داعين نظامه الى تسهيل عمل المنظمات الانسانية.

وقالت رئيسة مجلس حقوق الانسان لاورا دوبوي لاسير امام نحو 85 وزيرا ومسؤولا كبيرا “نأمل في الحصول على رد ايجابي من السلطات السورية لكي نتمكن من مساعدة كل الاشخاص الذين طاولتهم” اعمال العنف في سوريا. وشددت لاورا دوبوي لاسير على ان “الوضع الانساني حرج”.

ودعا وزير الدولة البريطاني لشؤون الخارجية جيريمي براون من جهته “السلطات للسماح بدخول العاملين الانسانيين بدون عوائق وبشكل محايد وغير متحيز”.

وتحدث الامين العام للفرنكفونية عبدو ضيوف من ناحيته باسم 75 دولة وحكومة في هذا الصدد عن “اولئك النساء والاطفال في سوريا الذين تنتهك حقوقهم وتدمى اجسادهم”. وندد وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية بـ”المجازر (التي يذهب ضحيتها) مدنيون واعمال العنف المتزايدة”.

وعلى الصعيد الديبلوماسي اعلنت رئيسة المجلس رسميا عن “حوار عاجل” اليوم لقرابة ثلاث ساعات حول تدهور الوضع في سوريا حيث قتل اكثر من 7600 شخص منذ اذار (مارس) 2011 بحسب مصادر حقوقية.

وكانت قطر تقدمت بطلب اجراء حوار عاجل بشأن سوريا ومعها عدد من الدول العربية ودول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. واوضحت دوبور لاسير “نأمل ان يوجه هذا الحوار العاجل رسالة قوية وصارمة من المجتمع الدولي تدين العنف وقمع المعارضة والمدنيين بالقوة”.

وأعلنت روسيا من جهتها انها “لن تعترض” اجراء الحوار، لكنها دعت الوفود الى ان “يجري النقاش بشكل بناء”.

عربياً، عبّر رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمس عن تأييده تسليح المعارضة السورية. وقال الشيخ حمد خلال زيارة رسمية للنروج “علينا ان نفعل كل ما في وسعنا لمساعدتهم (للمعارضين) بما في ذلك تسليمهم اسلحة ليدافعوا عن انفسهم”. وأضاف “هذه الانتفاضة عمرها عام الآن. كانت سلمية لعشرة اشهر. لم يكن احد يرفع السلاح ولم يكن احد يرتكب اي اعمال عنف. بشار (الاسد) واصل قتلهم”.

وأكد “اقدر نتيجة لذلك ان يدافعوا عن انفسهم بالسلاح، وأعتقد ان علينا مساعدة هؤلاء بكل الوسائل اللازمة”.

وأبدى وزير الخارجية القطري ايضا تأييده ارسال قوة للتحالف الدولي الى هذا البلد مع “نواة” عربية. وقال ان “مجلس الامن الدولي لم يتحمل مسؤولياته لوقف القتل. نعتقد اننا نحن العرب نستطيع ان نفعل ذلك”.

وأضاف “نحتاج الى تحالف لكن نواة التحالف يجب ان تكون عربية”.

وندّدت المملكة العربية السعودية أمس بموقف بعض الدول “المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب” السوري، محملة اياها المسؤولية الاخلاقية لتعطيل التحرك الدولي بهذا الخصوص، في اشارة واضحة الى موقف روسيا الداعم لدمشق في مجلس الامن.

وقال مصدر في جامعة الدول العربية أمس إن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعات تستمر يومين ابتداء من العاشر من آذار (مارس) المقبل في القاهرة لبحث التطورات في سوريا والإعداد لمؤتمر القمة العربي الذي سيعقد في بغداد في أواخر الشهر المقبل.

وقال إن الوزراء سيناقشون احجام دمشق عن تطبيق قرار الجامعة العربية الخاص بإنهاء حملة القمع التي يتعرض لها المحتجون المناوئون لحكم الأسد.

وسيسبق اجتماعات وزراء الخارجية اجتماع المندوبين الدائمين للدول العربية في الجامعة.

(ا ف ب، رويترز، يو بي اي، أ ش أ، قنا، وام، “المستقبل”)

الدوحة تؤيد “تسليح المعارضة” والرياض تحذر من “التخاذل

زيادة الضغوط على دمشق وواشنطن تعتبر سقوط النظام “مسألة وقت

فرض الاتحاد الأوروبي أمس، حزمة عقوبات ضد النظام السوري، واعترف بالمجلس الوطني محاوراً شرعياً، في سياق تعزيز الضغوط على دمشق، واجتمع مجلس حقوق الإنسان الأممي، الذي ندد عدد من أعضائه باستمرار العنف، وأقر عقد اجتماع عاجل اليوم الثلاثاء، لبحث الملف السوري بطلب من قطر، فيما توقعت وزيرة الخارجية الأمريكية أن النظام سيسقط بسبب الانشقاقات، وندد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بمواقف الغرب معتبراً أنها “وقحة”، وأعربت قطر عن تأييدها لتسليح المعارضين “للدفاع عن أنفسهم”، وحذرت الرياض من المواقف “المتخاذلة” لبعض الدول، في وقت أعلنت دمشق نتائج الاستفتاء الدستوري، الذي شارك فيه أكثر من 57% من الناخبين، وصوّت مع الدستور أكثر من 89% منهم، وسط استمرار العنف، وسقوط قتلى .

وشدد الاتحاد الأوروبي عقوباته على سوريا مستهدفا مصرفها المركزي، وتجارة المعادن الثمينة، والشحن الجوي، واعترف بالمجلس الوطني السوري محاوراً “شرعياً”، فيما أثارت فرنسا إمكان اللجوء إلى القضاء الدولي، وقال وزير الخارجية آلان جوبيه “سيأتي اليوم الذي تقف فيه السلطات المدنية والعسكرية السورية وعلى رأسها الرئيس الأسد نفسه أمام العدالة ليحاسبوا على أفعالهم . ولا حصانة لأحد في المحاسبة على مثل هذه الجرائم” . وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن “هذه التدابير الشديدة تزيد الضغط على الرئيس بشار الأسد” .

من جهتها، توقعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن ينتهي النظام السوري بالسقوط بسبب انشقاقات جنود ورجال أعمال وممثلي أقليات . وصرحت في مقابلة مع شبكة التلفزيون المغربية “أعتقد أن النظام سيسقط، لست عرافة، لا يمكنني أن أقول متى سيحصل ذلك” . وأضافت “الجيش السوري لن يستمر في شن هذه الهجمات الوحشية ضد الشعب السوري إلى ما لا نهاية” . وتابعت “في وقت ما، ومع الانشقاقات ليس في صفوف قوات الأمن فقط وإنما في صفوف رجال الأعمال والأقليات الذين يبدون قلقهم أيضاً، سينشأ زخم ضد النظام” . وخلصت إلى القول “هذا سيحصل . إنها مسألة وقت فقط، وآمل أن يحصل ذلك في أسرع وقت لكي تتوقف المجازر” .

وانتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مقال له بعنف موقف الغرب، ودافع بقوة عن قرار روسيا والصين استخدام حق النقض (الفيتو) . وقال “لا أستطيع بأي شكل كان استيعاب هذا التشدد” . وتساءل “لماذا لا يكفي التحلي بالصبر لإيجاد مدخل جماعي ودقيق ومتوازن؟” . ورأى أن “رفض ذلك يعتبر وقاحة” . وأشار إلى أن “أكثر الأحداث مأساوية حفزها ليس حقوق الإنسان بل تقسيم الأسواق” . وأكد أنه “لا يمكن السماح لمن يحاول تنفيذ السيناريو الليبي في سوريا” .

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني “علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لمساعدتهم (المعارضة)، بما في ذلك تسليمهم أسلحة ليدافعوا عن أنفسهم” . ونددت السعودية بموقف بعض الدول “المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري،” محملة إياها المسؤولية الأخلاقية عن تعطيل التحرك الدولي بهذا الخصوص .

وأعلن وزير الداخلية السوري محمد إبراهيم الشعار في مؤتمر صحافي أن 376 .8 مليون ناخب أي نسبة 4 .57%، مارسوا حقهم في الاستفتاء و4 .89% وافقوا على المشروع . وقال إن 208 .753 رفضوا المشروع، أي نسبة 9% من الناخبين .

على الأرض، قتل 29 شخصاً في أعمال عنف، بينهم 11 مدنياً في القصف على حي بابا عمرو والجوار في مدينة حمص (وسط)، كما قتل ثلاثة هم امرأة وشاب ورجل “إثر إطلاق رصاص عشوائي من القوات السورية في بلدة كفرومة في محافظة إدلب” (شمال غرب) . وقتل مدنيان من بلدة تفتناز، وثلاثة في سرمين، و4 في ريف حلب، و6 عناصر من الأمن والجيش . (وكالات)

عقوبات أوروبية جديدة على سوريا

في مسعى لتضييق الخناق على الحكومة السورية وزيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة على سوريا تستهدف البنك المركزي وسبعة وزراء.

وقال مسؤولون إن العقوبات الجديدة التي يتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق هذا الأسبوع تشمل أيضا حظرا على تجارة الذهب والمعادن النفيسة الأخرى مع مؤسسات الدولة وحظر استقبال طائرات الشحن السورية.

وقالت كاثرين آشتون منسقة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بيان “إن القرارات الجديدة ستضع مزيدا من الضغوط على أولئك المسؤولين عن حملة القمع الشرسة في سوريا”.

وأضافت أن الإجراءات تستهدف النظام وقدرته على القيام بحملة العنف ضد المدنيين، وأكدت أن العقوبات ستستمر مع استمرار تلك الحملة.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن العقوبات هامة لتعزيز الضغط على الأسد لإنهاء العنف الذي قتل خلاله نحو 6000 شخص في 11 شهرا.

وكانت حكومات الاتحاد الأوروبي قد عززت العقوبات ضد سوريا في الأشهر الستة الماضية.

ويكمل قرار أمس حظرا نفطيا فرض في سبتمبر/أيلول ويوسع قائمة الأشخاص المستهدفين، ويواجه أكثر من 100 سوري بينهم الأسد تجميدا للأرصدة وحظرا على تأشيرات الدخول.

وأضرت عقوبات النفط بمصدر حيوي للدخل من العملة الصعبة، حيث اعتاد الاتحاد الأوروبي شراء نحو 90% من الصادرات النفطية السورية. وتراجعت الليرة السورية إلى مستويات متدنية قياسية مقابل الدولار في السوق السوداء.

ويحظر على الشركات الأوروبية أيضا إجراء أي تعاملات مع نحو 40 شركة ومؤسسة سورية، بعضها شركات كبيرة تعمل في تجارة النفط والتنقيب.

وقود فنزويلي لسوريا

وفي كراكاس قال وزير الطاقة الفنزويلي رفائيل راميريز إن بلاده أرسلت شحنتين على الأقل من وقود الديزل إلى سوريا مؤخرا، وستواصل تزويد حكومة الرئيس بشار الأسد بالوقود “في أي وقت تحتاجه” رغم العقوبات الغربية.

وتؤكد تعليقات راميريز معلومات جرى تداولها هذا الشهر تظهر أن حكومة الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز ظهرت موردا نادرا للديزل إلى سوريا، وهو ما قد يقوض العقوبات الغربية على سوريا التي وصفها بأنها تخضع لحصار وأن قوى خارجية تريد إسقاط حكومتها.

وقال راميريز، وهو أيضا رئيس شركة النفط الفنزويلية المملوكة للدولة، إن الصراع في سوريا والعقوبات الغربية على إيران بسبب برنامجها النووي زعزعا الاستقرار في سوق النفط العالمية. لكنه أضاف أن فنزويلا ليس لديها أي نية للتدخل لكي تحل محل إمدادات الوقود الإيرانية التي تأثرت بالعقوبات الغربية.

بنزين صيني لإيران

من ناحية أخرى قالت مصادر في شحن وتجارة النفط إن الصين ساعدت إيران على تفادي عقوبات مشددة هذا العام بأن باعت لها بانتظام البنزين الذي تحتاجه بشدة.

وتعد الصين أكبر مشتر للنفط الخام الإيراني. وقد أدانت انتقاد الولايات المتحدة لواحدة من كبرى شركاتها التجارية بسبب تجارة البنزين مع إيران.

ورغم أن إيران منتج كبير للنفط تلاقي مصافيها المتقادمة صعوبة في إنتاج ما يكفي من الوقود، وهو ما يجعل الواردات أمرا حيويا لسد النقص.

وقال خمسة تجار مقيمين في الخليج إن شركات تجارة النفط الحكومية الصينية أونيبيك وتشوهاي تشينرونغ كورب وتشاينا أويل من بين الشركات الموردة للنفط لإيران.

وبرزت الشركات الصينية كأكبر موردي البنزين لإيران، خاصة بعد توقف شركات تجارية مثل فيتول وترافيجورا وشركات نفطية كبرى عن التعامل مع إيران بسبب العقوبات.

المصدر : رويترز

بيلاي تدعو لهدنة إنسانية فورية

جلسة مجلس حقوق الإنسان تعقد بناء على طلب قطر لبحث الأوضاع في سوريا (الجزيرة) طالبت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي بوقف إنساني فوري لإطلاق النار في سوريا لوضع حد للمعارك والقصف، فيما أعلن الوفد السوري انسحابه من جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وبموازاة ذلك أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما يقضي بجعل الدستور المستفتى عليه نافذا، ودوليا توالت الردود المشككة بمصداقية هذا الاستفتاء.

 وقالت بيلاي أمام الجلسة إنه يجب وقف قتل المدنيين في سوريا، ودعت المجتمع الدولي إلى توجيه رسالة قوية للنظام السوري بهذا الشأن، كما دعت السلطات السورية للسماح بنشر مراقبين مستقلين والإفراج عن كافة المعتقلين.

وأضافت أنه ما زال من الصعب تحديد عدد الضحايا، إلا أن الحكومة السورية أعطت بتاريخ 15 فبراير/شباط 2012 أرقامها التي أشارت إلى مقتل 2493 مدنيا و1345 جنديا ومسؤولا في الشرطة بين 15 مارس/آذار 2011 و18 يناير/كانون الثاني 2012.

إلا أن بيلاي أوضحت أنه وبحسب المعلومات المتوفرة لديها فإن “العدد الفعلي للضحايا يمكن أن يتجاوز هذه الأرقام بشكل كبير”.

أما ممثل المجموعة العربية فطالب سوريا برفع الحصار عن الأحياء السكنية وبإدخال المساعدات للمدنيين.

من جهته اعتبر ممثل الحكومة السورية فيصل حموي أن عقد هذه الجلسة هو جزء من مخطط معد سلفا لضرب استقرار سوريا، وأعلن انسحابه من الجلسة التي وصفها بالعقيمة.

وكانت قطر استهلت أمس افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان بتوجيه طلب بإجراء مناقشة عاجلة بشأن سوريا، وهو ما لقي تأييدا من أعضاء الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وفي المقابل، اعترضت إيران لكنها بصفتها مراقبا لا يمكنها عرقلة الإجماع في المجلس المكون من 47 عضوا. كما أعلنت روسيا عدم اعتراضها الرسمي على مناقشة الأوضاع بسوريا، لكنها حذرت من أن أي تسجيل مكتوب للمحادثات ستكون له “آثار عكسية”.

وطالب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، المجلسَ بمواصلة جهوده لوقف عمليات القتل وانتهاكات حقوق الإنسان التي تجري في سوريا من جانب النظام وقواته ضد المدنيين.

وكان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص بسوريا كوفي أنان بدأ محادثات الاثنين في جنيف مع وزيريْ خارجية فرنسا وإيران.

وفي التطورات، دعا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اليوم الثلاثاء المجتمع الدولي إلى مساعدة نظام الرئيس السوري في تنفيذ الإصلاحات. وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أن صالحي قال في جنيف لمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان “سوريا لها دور إستراتيجي في المنطقة ومن ثم فمن  الضروري مساعدة حكومة بشار الأسد لتنفيذ الإصلاحات”.

وأضاف صالحي “وبدلا من التدخل الخارجي، الذي لن يسفر إلا عن زيادة المشاكل الداخلية في البلاد، لا بد من إجراء حوار داخلي بشأن مطالب الشعب  المتعلقة بالإصلاحات وهو ما تقوم به حكومة الأسد حاليا”.

أما وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه فصرح اليوم بأن فرنسا تأمل أن توافق روسيا والصين على قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا لغايات محض إنسانية. وكشف أن مجلس الأمن يدرس حاليا قرارا لوقف إطلاق النار بدوافع إنسانية. ولم يستبعد الوزير الفرنسي أن يلين موقف موسكو بعد الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في 4 مارس/آذار.

وفي باريس، وصف مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي للانتخابات الرئاسية فرنسوا هولاند النظام في سوريا بأنه “نظام حقير” داعيا إلى ممارسة “ضغوط” على هذا البلد وكذلك “تهديد الأسد بإحالته” أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وفي العاصمة السورية، أصدر الرئيس الأسد الثلاثاء مرسوما يقضي بجعل الدستور الذي أقره 57% من الناخبين عبر استفتاء الأحد نافذا اعتبارا من 27 فبراير/ شباط عام 2012.

وشككت الأمم المتحدة في مصداقية الاستفتاء الذي أجراه النظام السوري على الدستور الجديد، وطالبته بالتركيز على إنهاء الاضطرابات.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إدواردو ديل بوي للصحفيين إنه “حين أن وضع دستور جديد وإنهاء احتكار حزب البعث للسلطة يمكن أن يكونا جزءا من حل سياسي يتعين إجراء الاستفتاء في ظروف خالية من العنف والترهيب”. وأضاف أنه من المستبعد أن يكون ذا مصداقية في ظل انتشار العنف وانتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع.

ورفض المعارضون السوريون وزعماء غربيون الاستفتاء الذي أجري الأحد، واصفين إياه بأنه مهزلة جرت وسط أعمال عنف متواصلة. واعتبرت الولايات المتحدة الاثنين أن الاستفتاء على الدستور الجديد في سوريا يعبر عن “وقاحة مطلقة”.

لكن الأسد يقول إن الدستور الجديد سيؤدي لانتخابات متعددة الأحزاب في غضون ثلاثة أشهر. وقالت وزارة الداخلية السورية إن نحو 90% من السوريين وافقوا على الدستور الجديد. وأورد التلفزيون السوري أن نسبة الإقبال على المشاركة في الاستفتاء بلغت أكثر من 57%.

“تسليح المعارضة

تأتي هذه التطورات فيما دعت قطر أمس إلى تسليح المعارضة السورية في مواجهتها للنظام السوري. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النرويجي ينس شتولتنبيرغ في أوسلو- إن على الدول العربية أخذ زمام المبادرة لتوفير ملاذ آمن داخل سوريا للمعارضين، وعليها المشاركة في ما وصفه بجهد عسكري دولي لوقف إراقة الدماء.

وفي وقت سابق، أعرب حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني -في لقاء مع الجزيرة- عن اعتقاده بضرورة نشر قوات عربية ودولية في سوريا لإدخال مساعدات إنسانية ولمراقبة وقف إطلاق النار.

وكانت دول الاتحاد الأوروبي أعلنت الاثنين تبنيها مجموعة جديدة من العقوبات تستهدف البنك المركزي السوري وقطاع الشحن الجوي، بسبب استمرار ما وصفتها بأعمال القمع في سوريا.

ومن جانبها، أوضحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنه لا يوجد حماس في واشنطن لدخول حرب، وحذرت -في تصريحات تلفزيونية- من أن أي تدخل عسكري في سوريا قد يعجل بنشوب حرب أهلية فيها.

أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقال إن القوى الغربية تتمنى أن تتمكن الدبلوماسية من تغيير وجهات النظر، وأضاف “نمارس ضغطا على الروس أولا والصينيين بعدهم حتى يرفعوا الفيتو”.

وفي السياق نفسه، حذر رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين الغرب من التدخل العسكري في سوريا، وقال “أتمنى ألا تحاول الولايات المتحدة والدول الأخرى أن تنفذ سيناريو عسكريا في سوريا دون موافقة من مجلس الأمن”.

وفي المقابل، حملت السعودية ما أسمتها “الأطراف التي تعطل التحرك الدولي” مسؤولية تدهور الأوضاع في سوريا، في إشارة إلى الصين وروسيا.

خمسة قتلى واستمرار قصف حمص

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن خمسة أشخاص قتلوا صباح اليوم برصاص الأمن في حلب وحماة والبوكمال، فيما نقلت رويترز عن مصادر في حمص حديثها عن قوات من الفرقة الرابعة وصلت المدينة التي تَواصَل قصف بعض أحيائها لليوم الخامس والعشرين، بعد يوم سقط فيه نحو 130 قتيلا، حسب ناشطين تحدثوا عن مجزرة ارتكبت بحق عشرات الشباب الفارين من حي بابا عمرو.

ونقلت رويترز عن مصادر في حمص قولها إن دبابات وقوات من الفرقة الرابعة -وهي قواتُ نخبة يقودها ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد- دخلت الشوارع الرئيسية من حول حي بابا عمرو الجنوبي، لكن ذلك لم يتأكد من مصادر مستقلة.

وقد استمر قصف هذا الحي وأحياء أخرى في حمص، وحوّمت فوق المدينة مروحيات الجيش حسب ناشطين. وقال أحدهم إن ثمانين قذيفة سقطت على أحياء الحميدية والخالدية وكرم الزيتون.

وتحدثت لجان التنسيق المحلية أمس عن 64 شخصا -بينهم نساء وأطفال وعسكريون منشقون- قُتلوا ذبحا عند حاجز أمني، وهم يفرّون من بابا عمرو، لكنها لم تقل متى حدث ذلك.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناشط (أبو بكر) حديثه عن  700 شخص قتلوا في بابا عمرو منذ الرابع من الشهر.

كما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عائلة كاملة من ستة أفراد أبيدت في حي المهاجرين في حمص.

وتحدثت الشبكة أيضا عن قصف مدفعي تركز اليوم على بلدة حلفايا من جهتين في حماة.

كما اندلعت صباحا اشتباكات بين الجيش ومنشقين في محافظة إدلب المحاذية لتركيا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الكائن مقره في لندن.

وقال ناشطون أمس إن 31 شخصا قتلوا في إدلب في عمليات قصف شملت مناطق يسيطر عليها منشقون.

عمليات الإغاثة

ويواجه عشرات آلاف السوريين صعوبات في تحصيل الغذاء والدواء بسبب أعمال العنف.

ويحاول الصليب الأحمر فتح رواق إنساني للوصول إلى حمص لنقل معونات إنسانية وإجلاء الجرحى، وبينهم صحفيان أجنبيان.

وقال دبلوماسي غربي إن السفير الفرنسي في دمشق فشل حتى الآن في فتح رواق إنساني لإجلاء الصحفييْن الموجودين في بابا عمرو.

بالمقابل أعلنت المنظمة أنها استطاعت نقل مساعدات غذائية وطبية إلى مناطق متضررة في حماة.

وأكدت أنها لا تدخر جهدا لإيصال الإمدادات الإنسانية، لكن الظروف المعقدة قد تلعب دورا في تأخير العملية.

وقالت الأمم المتحدة الشهر الماضي إن 5400 مدني على الأقل قتلوا منذ بدأت الاحتجاجات في مارس/آذار الماضي.

إطاحة الأسد ذكاء وضرب إيران حماقة

الانشقاقات تتوالى في صفوف الجيش السوري (الجزيرة- أرشيف) ثمة بعض الحقائق عن سوريا، وهي أن الأوضاع في ذلك البلد ستمضي إلى الأسوأ قبل أن يطرأ عليها تحسن، وليس هناك من هو قادر على إعادة المارد إلى قمقمه، ذلك أن ما يدور هناك هي أم المعارك بالوكالة.

هكذا استهل الصحفي الأميركي البارز روجر كوهين مقاله المنشور اليوم الاثنين بصحيفة نيويورك تايمز، قبل أن يخلص إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد يسير نحو نهايته، لكن متى يحدث ذلك يظل هو السؤال.

إن الأمم -كما يقول- تتحرر من إسار طغاتها بطرق مختلفة، فعندما انهارت الشيوعية، انجرفت بعض دولها بعيدا عن الإمبراطورية السوفياتية صوب الغرب، فيما عانت دول أخرى من سكرات الموت كيوغسلافيا مثلا.

وسوريا بلد متعدد الأعراق تحكمها بقبضة من حديد أقلية علوية ومعها طوائف مسيحية ودرزية وأقليات أخرى تشكل فيما بينها ربع سكان البلاد. أما الأغلبية فمن الطائفة السنية.

وقال كوهين إن بشار الأسد الطبيب بالمهنة قد داس بقدميه “بصفاقة” قسم أبقراط على نحو لم يسبقه إليه طبيب آخر قط، وذلك عندما سعى إلى قمع انتفاضة شعبية عبر مذابح جماعية ارتكبها.

ووصف الكاتب أسرة الأسد بأنها “مافيا”، وأنها أقلية داخل أقلية من العلويين داخل أقلية يمثلها جهاز المخابرات. واستوعبت تلك الأقليات بعض الشرائح -لا سيما طبقة التجار السنة- عبر استقرار مفروض في نظام يشبه في جوهره أي طاغية اقتلعته ثورات الربيع العربي، فقد حكموا دولة وكأنها إقطاعية خاصة بهم، أو مثل لعبة يسلمها الأب للابن لصالح أبناء العمومة والمقربين.

لقد تصدع الميثاق الذي يؤلف بين الأطراف السورية، ولا يمكن تخيل ميثاق جديد تحت إدارة آل الأسد. وهناك مصالح أوسع تتحرك وتنطلق. “فالحكومة الدينية في إيران، التي تشعر يوما بعد يوم بالعزلة، تدافع عن النظام السوري ضد جيش سوري حر يموله جزئيا نظام سني سعودي في ما يمكن أن يوصف بأنها حرب بالوكالة”.

ويمضي كوهين إلى القول إن إسرائيل تعرف الأسد، الذي يساعد في تسليح حزب الله اللبناني، لكنه (أي الأسد) “عدو سلبي إلى حد بعيد ويمكن التنبؤ بتصرفاته”.

وطالب كاتب المقال بضرورة الإسراع بتزويد الجيش السوري الحر بالسلاح والتدريب مثلما حدث لثوار ليبيا، على أن تتولى الأمم المتحدة في الوقت نفسه تنظيم عمليات لتقديم مساعدات إنسانية لمعسكرات اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ومناطق أخرى، وإقامة ممرات آمنة لتوصيل تلك المساعدات متى ما كان ذلك ممكنا.

ودعا كوهين الغرب كذلك إلى استقطاب روسيا والصين إلى جانبه، مشيرا إلى أن الدولتين لن تظلا تدافعان عن الأسد إلى الحد الذي يشكل الدفاع عنه خصما على مصلحتيهما الأكبر في الولايات المتحدة والخليج وأوروبا.

وخلص كوهين إلى أنه إذا سقط الأسد فإن إيران سينالها الوهن إلى حد خطير، وسيختفي الممر الذي أقامته طهران إلى حزب الله. “إن الاختيار بين العمل على إسقاط الأسد وقصف المنشآت النووية الإيرانية أمر يتطلب قليلا من التدبر، فالأول خيار ذكي ويمكن تنفيذه، أما الثاني فهو من قبيل الحماقة”.

وختم بالقول إن “زوجة بشار الأسد اشترت منزلا في لندن، فاحملوها على أن تسكن فيه وتفك الشعب السوري من أسره”.

المصدر:نيويورك تايمز

تايم: شقاق الوطني السوري بغير محله

اعتبرت مجلة تايم الأميركية ما وصفته بالانشقاق في المجلس الوطني السوري ليس في محله بالوقت الراهن، مشيرة إلى أن المجلس لم يكن متناغما بشكل حقيقي رغم الجهود التي يبذلها لتقديم نفسه موحدا.

وقالت إن الاختلافات في أوساط المجلس طفت على السطح أمس الاثنين عندما أُعلن عن تشكيل مجموعة العمل الوطني السورية التي تتألف من عشرين عضوا من علمانيين وإسلاميين.

وتركز المجموعة الجديدة -حسب تايم- على دعم الجماعات المسلحة التي تنضوي تحت راية الجيش السوري الحر وتسليحه بشكل مباشر، وهو ما أيدته السعودية وقطر، ولكن المجلس الوطني آثر أن يتجنب تلك الفكرة.

 من جانبه أكد وليد البني -أكثر أعضاء المجلس الوطني جرأة والذي بات عضوا في المجموعة الجديدة- بعد ساعات على الإعلان أن المنظمة الجديدة ليست مجموعة جديدة بالفعل، وقال “هذا ليس انشقاقا وهي ليست مجموعة جديدة”.

وقال البني للمجلة إن هناك في المجلس إخوان مسلمين وأعضاء من إعلان دمشق، والآن هناك المجموعة الوطنية. فما المشكلة في ذلك؟

وهو ما أشار إليه أيضا كمال لبواني -الذي قضى معظم العقد الماضي في سجون النظام السوري- إذ قال إن المجموعة الجديدة ليست انشقاقا عن المعارضة، مشيرا إلى أن المجلس لم يفعل ما يكفي للثورة.

وأضاف لقناة الجزيرة “لن ننتظر حتى يموت شعبنا. يجب علينا أن نسلح الجيش السوري الحر”.

تايم

مصداقية

وتشير تايم إلى أن المجلس الوطني يوشك أن يفقد مصداقيته مع الناشطين والمحتجين والمقاتلين على الأرض في سوريا، وذلك ليس لكونه مفرطا في الصقورية، بل لأنه ليس صقوريا بما يكفي.

ويقول المحلل في شؤون الشرق الأوسط إميل هوكايم في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، إن المحتجين في الشارع يريدون عملا أكثر قوة.

ويصف هوكايم المجلس بأنه غير ناضج، مشيرا إلى أن ثمة سوءا في الإدارة والتنظيم، وقال إن أعضاء المجلس لا يملكون المهارات لإدارة مثل هذه المنظمة في مثل هذا الوقت.

أحد اللاجئين السوريين في تركيا يدعى عمر يقول للمجلة عبر برنامج سكايب إن المجموعة الجديدة هم من الشرفاء وسيسعون إلى تسليح الجيش الحر، أما الباقي فهم “كاذبون، ويهتمون فقط بصنع أسماء لهم، ولا يعيرون بالا للناس وللدماء التي تراق في الشارع”.

وتقول تايم إن افتقار المجلس إلى الوحدة الوطنية من المرجح ألا يقنع العديد من السوريين الذين يخشون ما يمكن أن يأتي بعد نظام الأسد.

ويرى البعض أنه من غير الواقعي أن يتوقع المرء الكثير من المعارضة السياسية السورية بعد نحو خمسة عقود من حكم الحزب الواحد الذي سحق كل أشكال المعارضة، ويقول آخرون إن افتقار المجلس إلى الوحدة مظهر صحي ومثال على الديمقراطية التي يسعون إلى تطبيقها في البلاد.

غير أن المجلة ترى أن توقيت إعلان تشكيل المجموعة الجديدة “ليس في محله على أقل تقدير”، مشيرة إلى أن الدعوات السابقة لتسليح الثوار والتي أثارت جدلا في الغرب بشأن هويتهم الحقيقية، ربما تطرح نفس التساؤلات عن المجلس الوطني السوري.

المصدر:تايم

مخاطر العمل الصحفي في سوريا

سوريا.. أزمة إنسانية مع استمرار القصف (الجزيرة) بعد مقتل صحفيين غربيين في مدينة حمص المحاصرة عادت إلى ذاكرة العالم المخاطر التي تواجه المراسلين الذين يغطون الأحداث في سوريا منذ ما يقارب السنة في الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.

وهذه هي رواية أحد مراسلي صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن التحديات التي تواجه المراسلين في بلد يموج في الصراع.

وتقول الصحفية ألكسندرا زافيز في ذلك إن أحد الأشياء التي يتصارع معها المراسلون دائما عند تغطية سوريا هي محاولة التوفيق بين الروايات المتناقضة غالبا التي يحصلون عليها من الحكومة ونشطاء المعارضة. ومن ثم فقد تعلموا أنه حتى عند دوي الطلقات التي تمر بجانبهم لا يستطيعون في بعض الأحيان التأكد ممن يطلق النار وماهية الهدف المقصود. وغالبا يكتبون عن محدودية الحركة للإعلام في سوريا.

ومن بين التحديات التي تواجه المراسلين الانتظار الطويل للحصول على تأشيرة دخول للبلد، وإن حدث فإن مدة الإقامة قد لا تتجاوز عشرة أيام. ويطلب منهم حينها عدم إحضار معدات متصلة بالأقمار الصناعية أو حواسيب محمولة.

كما أنه يتعين أن يكون بصحبتهم مسؤول حكومي أثناء المقابلات العامة. ويمنعون من مغادرة العاصمة دمشق ما لم يكن ذلك بترتيب رسمي مسبق. وفي حالة إمكانية السفر في أنحاء البلد يمكن أن يسمح لهم لكن بشرط توقيع كتاب يخلي مسؤولية الحكومة من الحفاظ على أمنهم. وحتى إذا منحوا مثل هذا الكتاب فإنهم لا يُزودون بالشهادات الإعلامية لإبرازها إذا تم توقيفهم عند إحدى نقاط التفتيش الكثيرة.

وقالت ألكسندرا إن كثيرا من الناس كانوا يخشون مشاهدتهم معنا أثناء التحدث إليهم في حالة إذا ما استجوبوا لاحقا. والمحادثات في المحلات والمطاعم كانت غالبا قصيرة وخفية. واللقاءت مع نشطاء المعارضة كانت نوعا من أفلام المغامرة حيث تبدأ في سيارة أجرة ويُنتقل منها إلى أخرى. وربما يقابلهم وسيط في دائرة مرورية مزدحمة يتم الانتقال بعدها بين الأزقة.

وتحكي ألكسندرا أنه كان هناك رد فعل متفاوت بصفتها صحفية أميركية عندما كانت تلتقي الناس. فعندما كانت تذهب لمعاقل المعارضة في ضواحي دمشق كانوا يتهافتون عليها لإخبارها عن محنتهم رغم خوفهم من احتمال اعتقالهم بمجرد مغادرتها لهم.

أما في المناطق الموالية للحكومة فكان الناس يميلون لأن يكونوا أكثر ريبة فيها أو خائفين ممن قد يكون يتنصت عليهم. والحكومة السورية تقول إنها ضحية مؤامرة إعلامية، وكثير من مؤيديها يعتقدون ذلك. لكن معظمهم يفرقون بين الحكومة الأميركية التي تدعو لتنحي الرئيس بشار الأسد والزوار العاديين الذين يفتقدونهم كثيرا.

المصدر:لوس أنجلوس تايمز

فشل الجيش السوري في اقتحام بابا عمرو

تم تهريب الصحافيين المصابين من حمص إلى لبنان بأمان

العربية.نت

أعلنت الهيئة العامة للثورة أن الجيش السوري فشل في اقتحام حي بابا عمرو في حمص من الجهة الجنوبية، فيما أشارت لجان التنسيق إلى ارتفاع حصيلة قتلى اليوم إلى 57، معظمهم في حمص وحماة.

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت صباح اليوم عن مصادر للمعارضة أن النظام أرسل وحدات من فرقة مدرعات خاصة إلى حمص اليوم، وأن دبابات وقوات من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر، شقيق بشار الأسد، دخلت خلال الليل إلى الشوارع الرئيسة الواقعة حول منطقة بابا عمرو الجنوبية المحاصرة.

ومن ناحيته، أعلن المركز السوري لحقوق الإنسان عن إطلاق قذائف “آر بي جي” من حاجز الفرابي على منازل في باب السباع في حمص صباح اليوم.

تحركات عسكرية في عدة مناطق

هذا وشهدت مناطق أخرى من سوريا تحركات عسكرية وقصف، حيث أشارت الهيئة العامة للثورة إلى تعرض منطقة طريق السد في درعا إلى قصف عنيف وإطلاق رصاص من القناصة.

وأعلنت لجان تنسيق الثورة أن منطقتي درعا البلد ودرعا المحطة تعرضتا لقصف من الجيش ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

كما أشارت اللجان إلى اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي والجيش الحر في مدينة درعا وسط انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة.

وفي معرة النعمان انسحب الجيش إلى أطراف المدينة بعد قصف استمر عدة ساعات اسفر عن سقوط قتلى وجرحى، أما في دير الزور فاقتحم الجيش بلدة الخريطة حيث نفذ حملة اعتقالات.

وأخيراً، شهدت مدينة منغ في محافظة حلب تحليقا لطيران مروحي عسكري على ارتفاع منخفض.

تهريب الصحفيين إلى لبنان

ومن جهة أخرى، وصل الصحفي البريطاني بول كونروي من حمص إلى لبنان، بينما تضاربت المعلومات حول تهريب الصحافية الفرنسية أديت بوفييه، المصابة أيضاً، من سوريا.

وأكد مصدر دبلوماسي وعائلة الصحفي البريطاني وصوله إلى لبنان سليماً، كما أكدت وكالتا “فرانس برس” و”رويترز” تهريب الصحافية الفرنسية، بينما نفى مصدر لـ”العربية” هذا الخبر الأخير.

وكان الصحفيان قد أصيبا خلال قصف للجيش السوري على باب عمرو، الذي أدى إلى مقتل صحافية الـ”صنداي تايمز” ماري كولفين، والمصور الفرنسي ريمي أوشليك.

وذكر متحدث باسم الصليب الأحمر أن الهلال الأحمر دخل حي بابا عمرو في محاولة لإدخال إمدادات طبية، وتمكن من إجلاء ثلاثة مصابين سوريين.

138 قتيلاً أمس في سوريا.. ومجزرة في حي بابا عمرو

مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يعقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع في سوريا

العربية، بيروت – محمد زيد مستو

أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن ارتفاع حصيلة ضحايا أمس الاثنين برصاص قوات الأمن إلى 138 شخصاً، معظمهم في حي بابا عمرو في حمص.

وأكدت الهيئة اختفاء عائلات معظم الضحايا في بابا عمرو، وأن عدد الضحايا في بابا عمرو وحدها بلغ 96، خُطف 64 منهم وأعدموا، بينما توزع عدد من الضحايا على محافظات إدلب وحلب وريف دمشق والحسكة.

مجزرة في حمص

في محافظة حمص التي تشهد أعنف العمليات العسكرية للجيش السوري، أكدت مصادر من داخل المدينة، أنه خلال عملية نزوح جماعية لأهالي بابا عمرو ليل أمس الأول، وخروجهم من الحي خوفا من الموت تحت الأنقاض، تم إيقافهم من قبل حاجز أمني وتحميلهم في أربعة حافلات بحجة إيصالهم إلى مناطق آمنة.

وبحسب المصدر، أنزل العناصر كبار السن في طريق الوصول، وذبحوا كل الشبان الموجودين داخل الحافلات، والبالغ عددهم 64 شخصاً، كما خطفوا النساء واقتادوهم إلى جهة مجهولة، وأوضح المصدر ذاته أنه تم تسليم 47 جثة من القتلى إلى المشفى الوطني في مدينة حمص، وتظهر على جميعها آثار الذبح.

ومن جهته، طالب المرصد السوري لحقوق الإنسان بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة من شخصيات مشهود لها بالنزاهة غير مرتبطة بالنظام، وذلك للكشف عن مرتكبي هذه المجزرة وتقديمهم للعدالة.

انتفاضة جامعية في حلب

وفي محافظة حلب التي تشهد حراكاً ثوريا ضخما خلال الأسابيع الأخيرة سيما في الجامعات، ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، أن مدينة مارع بريف المدينة تعرضت لقصف متقطع حتى ساعات المساء بالطيران الحربي.

كما سمع دوي ثلاث انفجارات هزت حي مساكن هنانو وسط المدينة بعد مظاهرة حاشدة خرجت في الحي.

وشهدت المدينة وريفها أعمال عنف من قبل النظام السوري، أودت إلى سقوط عشرة قتلى خلال يوم أمس.

وتعيش جامعات المدينة وأحياء السكن الطلابي فيها منذ أيام مظاهرات متواصلة، تواجهها قوات الأمن بالقمع العنيف.

واقتحمت يوم أمس قوات أمنية وشبيحة كلية طب الأسنان في جامعة حلب، وتعرضت بالضرب للطلبة كما اعتقلت العديد منهم، وهو ما أظهرته مقاطع مصورة لإطلاق عناصر الأمن لقنابل مسيلة للدموع على الطلبة في الجامعة يوم أمس.

اجتماع حقوق الإنسان

وفي سياق متصل، يناقش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء في جلسة طارئة الوضع في سوريا، وذلك بعد افتتاح الاجتماع السنوي لمجلس حقوق الإنسان أمس الذي يستمر 4 أسابيع.

وطُرح في الجلسة الافتتاحية طلبُ إجراء مناقشة عاجلة بشأن سوريا، ولقي هذا الطلب تأييدا من أعضاء الجامعة العربية والاتحاد الاوروبي بالإضافة إلى الولايات المتحدة، في حين اعترضت إيران على إجراء هذه المناقشة.

ومن جانبها، قالت روسيا إنها ليس لديها اعتراض رسمي، لكنها حذرت من أن أي تسجيل مكتوب للمحادثات ستكون له آثار عكسية.

تونس: المرزوقي يقول ان بلاده مستعدة لمنح الاسد وعائلته اللجوء السياسي

تونس (28 شباط /فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ان بلاده مستعدة لمنح اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الاسد وعائلته، حسبما نسبت إليه مصادر إعلامية محلية

ونقل عن المرزوقي قوله في حديث ستنشره غدا الاربعاء صحيفة لابرس الحكومية الناطقة بالفرنسية، “تونس مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الاسد والمقربين منه حق اللجوء في اطار حل تفاوضي للنزاع” السوري

وأكد الناطق الرسمي باسم المرزوقي عدنان منصر صحة هذا التصريح وقال في بيان تلقت وكالة (آكي) الايطالية للأنباء نسخة منه “إذا كان رحیل الرئیس السوري بشار الأسد إلى أي بلد آخر، بما في ذلك تونس، یمكن أن یدفع بالحل السیاسي في سوریا إلى الأمام ، فإن تونس مستعدة للمساعدة”، حسب نص البيان

من جهة اخرى اعتبر منصر أن “ھذا الاقتراح ينسجم تماما مع المنطق الذي تقوم علیھ المقاربة التونسیة للأزمة في سوریا” وهو “ايجاد حل سلمي لتلك الازمة “، على حد تعبيره

وكان المرزوقي قد اكد في خطاب القاه في افتتاح مؤتمر اصدقاء الشعب السوري والذي استضافته بلاده الجمعة الماضي إنه “من الخطا تصور حل عسكري لازمة سياسية” منوها الى ضرورة البحث عن “حل سياسي” الذي قال انه يراه في النموذج اليمني وليس الليبي، على حد تقديره

ودعا الروس الذين وصفهم بانهم اصدقاء النظام بتوفير ملجأ للاسد وعائلته واركان حكمه مقابل عدم ملاحقتهم من قبل العدالة، مؤكدا في ذات الاطار أن “من يعتبر هذا الحل منافيا للعدالة فهو كذلك، ولكن حياة آلاف السوريين اهم من كل اعتبار ولو كانت العدالة”، على حد وصفه

دبلوماسي غربي: مهمة أنان تتجاوز إقناع السلطة بوقف العنف ونتائج تسليح المعارضة قاسية

لندن (28 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

استبعد دبلوماسي غربي رفيع المستوى أن تتدخل قوات عسكرية أوروبية في سورية حالياً دون تفويض دولي، رغم إشارته إلى جاهزية بلدان أوروبية رئيسية لأي قرار أممي على هذا المستوى، وشدد على أن الحل الأجدى والأقصر يكمن في توحّد المعارضة السورية حول جسم سياسي بخطة عمل واحدة

وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أكّد مسؤولون عسكريون أوروبيون أن بلدانهم على جاهزية كاملة لأي عمل عسكري في الشرق الأوسط ليس على مستوى سورية فقط وإنما على مستوى أكبر تحسباً لأي طارئ أو قرار أوربي أو دولي مفاجئ”، وأشار إلى أن “كل شيء ممكن رغم قناعتنا بأن التدخل العسكري في سورية هو أمر غير مطروح على طاولة البحث، بل ومرفوض من الكثير من الدول، أقله على المدى القصير”، حسب قوله

وتستبعد دول غربية بما فيها الولايات المتحدة التدخل العسكري المباشر في سورية، وترفض مطالب لبعض أطراف المعارضة السورية بفرض مناطق آمنة أو حظر للطيران، وتعمل على تشديد العقوبات الاقتصادية والسياسية على النظام السوري

وفيما يخص الأزمة السورية، قال الدبلوماسي الأوروبي وهو من القلائل الباقين في سفارة بلده في دمشق “الأوضاع في سورية تتدهور بشكل سريع، وسوية عنف السلطة تزداد، وهو أمر غير مقبول، وتدرس أوروبا كل الاحتمالات للإسهام في وقفه”، وتابع “تسليح المعارضة السورية وعلى الرغم من سهولته نظرياً إلا أنه سيكون من أصعب الحلول على السوريين وستكون نتائجه قاسية ومؤثرة جداً على الدولة، وليس فقط على النظام”. وأضاف “وحدة المعارضة السورية هي من الحلول الأصعب وفق ما نرى، لكنها ممكنة، وستحقق نتائج أكثر فعالية وبوقت أقصر، فرسم خريطة طريق واضحة وتفاعل المعارضة بشكل كامل مع المحتجين سيكون له أثر بالغ على أرض الواقع، فالحراك الشعبي بحاجة لغطاء وقيادة سياسية، لا توجد ثورة في العالم دون جسم سياسي موحّد يخطط لها ويوصلها لأهدافها” وفق قناعته

وحول مهمة كوفى عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة وللجامعة العربية، قال “ليس هناك تفاصيل بعد، ووفق ما وصلنا ستكون مهمة أنان في سورية بالغة الأهمية، وسيلتقي بمسؤولين سوريين رسميين رفيعي المستوى وبمعارضين سوريين، وهدفه يتجاوز إقناع السلطة وقف العنف، بل سيبحث في كافة تفاصيل الأزمة سياسياً، بما فيها خطة الجامعة العربية والمرحلة الانتقالية وغير ذلك”، حسب تأكيده

ويشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة قررت تكليف الأمين العام السابق للمنظمة الأممية كوفي أنان كممثل لها وللجامعة العربية، وبدأ بالفعل اتصالاته بمسؤولين من دول مختلفة حول الوضع في سورية، ولم تُعلن الحكومة السورية بعد عن برنامج زيارة أنا لدمشق التي لم يتم تحديد موعد لها بعد وفق المصادر السورية الرسمية

سوريا: مقتل شخص في قصف لموكب الصحفيين الأجانب خلال محاولة نقلهم من حمص إلى لبنان

تعرَّض موكب الصحفيين الأجانب المحاصرين في سوريا للقصف خلال محاولة نقلهم إلى الأراضي اللبنانية، ممََّا أسفر عن مقتل أحد الذين كانوا يحاولون نقلهم وإصابة صحافي إسباني بجروح، بينما تم تسليم المصوِّر الصحافي البريطاني بول كونروي إلى سفارة بلاده في بيروت، حاملا معه كاميرته والصور التي كان قد التقطها في باب عمرو.

وقالت مراسلة بي بي سي في بيروت، ندى عبد الصمد، إن عملية النقل كانت تشمل في البداية كافَّة الصحافيين الأجانب العالقين في حي بابا عمرو المحاصر في حمص، لكن الموكب تعرَّض للقصف، وبالتالي لم يستطع إكمال طريقه.

إلاَّ أن كونروي تمكَّن من التقدم إلى خارج منطقة القصف برفقة مساعديه، بينما عاد الآخرون أدراجهم بعد عملية استمرت أربع ساعات، لكنها لم تتكلَّل بالنجاح بإعادة الجميع إلى لبنان.

وقد أكَّدت الهيئة العليا السورية للإغاثة أن كونروي قد سُلِّم بالفعل في منطقة وادي خالد اللبنانية إلى مندوب من السفارة البريطانية في بيروت.

تم تسليم كونروي إلى سفارة بلاده في بيروت، حاملا معه كاميرته والصور التي كان قد التقطها في باب عمرو

وتتناقض هذه الرواية لمحاولة نقل الصحافيين الأجانب إلى خارج سوريا مع تأكيدات مصدر دبلوماسي في وقت سابق بأنه كان قد “تمَّ تهريب كونروي ليلا من حي بابابا عمرو ونُقل عبر الحدود إلى لبنان بمساعدة المعارضة السورية والجيش السوري الحر”.

وقال المصدر إن عملية تهريب كونروي بدأت بعد ظهر الاثنين، وأن المصوِّر الصحفي موجود الآن في لبنان “سليما معافى”، نافيا أن تكون عملية النقل قد تمَّت بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أو منظمة الهلال الأحمر السوري، أو الهيئة العليا السورية للإغاثة.

إلاَّ أن زوجة كونروي، كيت، رفضت الإدلاء بأي تصريحات بشأن التطورات المحيطة بعملية نقل زوجها من سوريا إلى لبنان، مكتفية بالقول إنها لا تزال تنتظر تأكيدا رسميا بِأن زوجها موجود الآن بالفعل خارج الأراضي السورية.

هذا ولم يُشر المصدر إلى الصحافية الفرنسية إديث بوفييه. إلاَّ أن وكالة رويترز للأنباء نقلت عن مصادر المعارضة السورية أنها هي الأخرى “وصلت بسلام إلى لبنان”.

مجلس حقوق الإنسان

في غضون ذلك، ععقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اجتماعا الثلاثاء في جنيف ناقش خلاله التطورات في سوريا التي اعتبرت الجلسة “عقيمة” ورفضت بشكل مسبق كافة المقررات التي ستصدر عنها.

تسعى لجنة الصليب الأحمر الدولي لإجلاء الصحافيين المحاصرين في حمص منذ أيام

وكشف تقرير جديد أعدَّه محققون من الأمم المتحدة أن الكثير من “العمليات المروِّعة” تمت في سوريا جرت “بأوامر من شخصيات بارزة في الحكومة السورية”.

وفي تطوُّر آخر، نقلت وكالة رويترز للأنباء الثلاثاء عن مصادر في المعارضة السورية معلومات تفيد بإرسال الحكومة وحدات من الفرقة الرابعة المدرَّعة إلى حمص، وأن المدرَّعات دخلت خلال الليل الفائت إلى الشوارع الرئيسية الواقعة حول منطقة بابا عمرو الواقعة جنوبي المدينة.

كما تحدثت بي بي سي إلى مجموعة من المواطنين الذين فروا من المناطق المحاصرة في حمص، والذين أكدوا أن حوالي 60 شخصا في تلك المناطق يحتاجون إلى رعاية طبية. وقالوا أيضا إن خمسة آلاف شخص على الأقل يحاولون جاهدين مغادرة المدينة.

وذكر أيان بانيل مراسل بي بي سي في شمالي سوريا أن القوات السورية استخدمت المدفعية وقذائف الهاون في قصف بلدة بنِّش التي تخضع لسيطرة مقاتلي ” الجيش السوري الحر” منذ نحو أسبوع.

وقال مراسلنا إن القصف، الذي بدأ صباح الاثنين بشكل عشوائي، استهدف مناطق مدنية عدة، ولم يكن موجَّها فقط إلى مواقع المقاتلين المعارضين. كما استهدف أيضا بلدات سورية أخرى مثل معرة النعمان، والقصير.

إجلاء الجرحى

يعمل “الجيش السوري الحر” للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد بالقوة

وتركز جهود الصليب الأحمر على إجلاء الجرحى من بابا عمرو وأيضا العثور على جثة الصحفية الأمريكية ماري كولفين والمصور االفرنسي ريمي أوشليك.

في غضون ذلك قررت مجموعة ٌ من 20 عضوا انشقوا عن المجلس الوطني السوري المعارض تشكيل َمجموعة “العمل الوطني الحر”.

وقال رئيس المجموعة هيثم المالح إن من أهدافها تقديم دعم ملموس لمقاتلي “الجيش السوري الحر” لمواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

يُشار إلى أن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني كان قد دعا الاثنين الدول العربية إلى المبادرةِ بتوفير ملاذ آمن للمعارضين داخل سوريا. كما دعا أيضا المجتمع الدولي إلى تسليح المعارضة السورية.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

القوات السورية تقصف مناطق للمعارضة وتهريب صحفيين أجنبيين للبنان

عمان (رويترز) – قال نشطاء سوريون ان القوات السورية قصفت بلدة حلفايا معقل المعارضة في محافظة حماة مما أسفر عن سقوط 20 قتيلا يوم الثلاثاء كما ضربت مناطق بحمص تسيطر عليها قوات المعارضة في الوقت الذي وردت فيه أنباء عن تهريب صحفيين كانا محاصرين داخل المدينة ووصولهما الى لبنان بسلام.

وقال النشطاء ان الرئيس بشار الاسد أرسل وحدات من فرقة مدرعات خاصة يقودها شقيقه ماهر الاسد الى حمص ليل الاثنين. واقتربت دبابات كتب عليها “وحوش الفرقة الرابعة” من حي بابا عمرو المحاصر.

وقالت مصادر دبلوماسية ومعارضة ان الصحفية الفرنسية اديت بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي وكلاهما أصيب الاسبوع الماضي في هجوم على بابا عمرو موجودان الان بسلام في لبنان. ولم يتضح كيفية تهريبهما.

وفي محافظة حماة قصفت قوات الامن بلدة حلفايا معقل الاحتجاجات في الانتفاضة ضد الاسد.

وقال نشطاء ان 20 قتيلا من سكان القرى من السنة بين 100 على الاقل قتلوا في المحافظة خلال الاسبوعين الماضيين انتقاما من هجمات يشنها الجيش السوري الحر على قوات الامن.

ولم يتسن التحقق من أقوال النشطاء من جهة مستقلة لان سوريا تفرض قيودا مشددة على دخول وسائل الاعلام الى البلاد.

وتقول جماعات معارضة ان مئات المدنيين قتلوا أو أصيبوا أثناء حصار بابا عمرو وأحياء أخرى في حمص تمثل معاقل للانتفاضة حيث يواجه السكان ظروفا قاسية دون امدادات كافية من الماء أو الغذاء أو الدواء.

وقال نشطاء ان القوات السورية شنت اليوم أعنف قصف على بابا عمرو في هجومها المستمر منذ ثلاثة أسابيع.

ويتظاهر الاسد بأن شيئا لم يكن في البلاد التي تعاني في ظل الانتفاضة القائمة منذ 11 شهرا وأصدر مرسوما بأن الدستور الجديد أصبح ساريا يوم الثلاثاء بعد أن قال مسؤولون ان نحو 90 في المئة من الناخبين أيدوه خلال استفتاء.

وانتقد زعماء غربيون وجماعات معارضة الاستفتاء الذي أجري يوم الاحد ووصفوه بأنه مهزلة وانه يصرف الانظار عن العنف في حمص وأماكن أخرى.

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان حكومة الاسد “خرقت كل حدود الوحشية”.

وصرح لراديو ار.تي.ال “وعندما أرى الرئيس السوري يستعرض نفسه في مركز الاقتراع هذا في دمشق لهذا الاستفتاء الزائف.. أشعر بالغضب البالغ.”

وقال جوبيه انه يشعر باحباط “بالغ” من الصعوبات التي تحول دون الحصول على ضمانات أمنية للمساعدة على اجلاء المدنيين المصابين والصحفيين الغربيين من حمص.

وقتلت الصحفية الامريكية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك في بابا عمرو يوم 22 فبراير شباط في هجوم على منزل أصيب به كل من كونروي وبوفييه.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان منظمة الهلال الاحمر العربي السوري تمكنت بالفعل من اجلاء ثلاثةأشخاص من بابا عمرو يوم الاثنين لكن لم يحدث الامر ذاته مع الصحفيين الاجانب.

وظل العالم الخارجي عاجزا امام القتل في سوريا حيث تسبب القمع اليومي للاحتجاجات التي كانت سلمية تماما في البداية في قيام تمرد مسلح من منشقين عن الجيش وغيرهم.

وقال جوبيه “مادمنا لم نوقف المذابح فاننا عاجزون ولكن لسنا صامتين.”

وقال يوم الاثنين لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف ان الوقت حان لاحالة سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية وحذر الاسد من أنه سيقدم للعدالة.

وثار جدل بين القوى العالمية حول ما اذا كان يتعين تسليح قوات المعارضة السورية التي تحاول مقاومة قوات الاسد لكن ليست هناك رغبة تذكر في الغرب في أي تدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا.

واستخدمت كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لحماية سوريا من أي اجراء قد يتخذه مجلس الامن الدولي حيث سعت دول غربية وعربية الى مساندة خطة صاغتها جامعة الدول العربية لنقل السلطة والتي بموجبها يتنازل الاسد طواعية عن منصبه.

وانضمت قطر الى المملكة العربية السعودية يوم الاثنين في المطالبة بتسليح قوات المعارضة السورية. وقال الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني رئيس الوزراء القطري في أوسلو “أعتقد ان علينا عمل ما يلزم لمساعدتهم بما في ذلك تسليحهم للدفاع عن أنفسهم.”

ويقول الاسد انه يقاتل “جماعات ارهابية مسلحة” مدعومة من الخارج ومتشددين من القاعدة بينما يمضي في اصلاحات سياسية نحو المزيد من الديمقراطية.

ويبدي معارضوه استياء من مطالبه باجراء الحوار باعتبار أنها لا معنى لها في ظل قمع قوات الامن السورية للمعارضة بعنف.

ويقول الزعيم السوري ان الدستور الجديد سيؤدي الى اجراء انتخابات تعددية خلال ثلاثة أشهر.

ويسقط الدستور الجديد بندا يجعل حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع مما يتيح التعددية السياسية ويجعل ولاية الرئيس تقتصر على فترتين مدة كل منهما سبع سنوات.

لكن هذه التعديلات لن تسري بأثر رجعي مما يعني أن الاسد (46 عاما) والذي يتولى السلطة بالفعل منذ عام 2000 من الممكن أن يقضي فترتين أخريين بعد انتهاء فترته الحالية في 2014 .

وترفض المعارضة هذه الاصلاحات وتقول ان الاسد ووالده الذي حكم البلاد طوال 30 عاما قبل توليه هو السلطة لم يتخذا خطوات فعلية للالتزامات القانونية القائمة.

(شارك في التغطية دومينيك ايفانز واريكا سولومون ومريم قرعوني في بيروت)

من خالد يعقوب عويس

كلينتون: يمكن ايجاد مبرر لوصف الاسد بأنه مجرم حرب

واشنطن (رويترز) – قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء انه يمكن القول بان الرئيس السوري بشار الاسد مجرم حرب.

وقالت في جلسة للجنة بمجلس الشيوخ “سيتم تقديم مبررات تدلل على أنه ينتسب لهذه الفئة.” وكانت كلينتون ترد على سؤال لاحد الاعضاء بشأن امكان وصف الاسد بانه مجرم حرب.

لكنها قالت ان استخدام مثل تلك التوصيفات “يحد من الخيارات المتاحة لاقناع زعماء بالتنحي عن السلطة.”

فرنسا تقول انها تعمل بشأن مشروع قرار يتعلق بسوريا

باريس (رويترز) – قالت فرنسا ان مجلس الامن الدولي سيبدأ يوم الثلاثاء العمل بشأن قرار مقترح لوقف العنف في سوريا وتمكين وصول مساعدات انسانية الى الضحايا.

وقال بيرنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في افادة صحفية ان”العمل يبدأ اليوم في مجلس الامن بشأن قرار مقترح لوقف العنف في سوريا ولدخول مساعدات انسانية الى اكثر المناطق والاشخاص تضررا.”

واضاف ان التركيز سيكون على مدينة حمص المحاصرة.

وقال “نأمل بالا تعترض روسيا والصين على القرار المقترح” مشيرا الى الفيتو الذي استخدمته

موسكو وبكين ضد مشروع القرار الذي قدم في الرابع من فبراير شباط وكان يطالب الرئيس بشار الاسد

بالتنحي.

وأغضب الفيتو القوى الغربية التي تضغط على الامم المتحدة للتحرك تحت ضغط من الرأي العام

الغاضب بسبب الخسائر البشرية في حمص. لكن روسيا والصين تحذران من التدخل الدولي في الشؤون

الداخلية السورية.

واضاف “في ضوء تلك الحالة الطارئة حان الوقت لكي يوقف كل اعضاء المجلس دون استثناء هذه الوحشية.”

وابلغ دبلوماسي غربي آخر رويترز مشترطا عدم الكشف عن هويته ان بعض الحكومات الغربية

تضغط بقوة من أجل أن يتضمن اي مشروع قرار جديد مطالب بإنهاء العنف وهو يستهدف إلى حد كبير

الحكومة السورية. وتقول روسيا والصين ان على جميع الاطراف في سوريا وقف اطلاق النار.

وقال الدبلوماسي الغربي “نبحث ما اذا كانت هناك ارضية مشتركة مع روسيا. من الواضح انه ينبغي

أن يتضمن (مشروع القرار) عناصر قوية بشأن العنف.”

وأشارت مصادر دبلوماسية في الامم المتحدة في وقت سابق إلى ان القوى الغربية تعمل على إعداد

مشروع قرار جديد لتخفيف الازمة.

وفي إطار محاولة التوصل الى توافق ربما يسعى الدبلوماسيون للتأكيد على الحاجة للاغاثة الانسانية

في حمص ومناطق اخرى مع الحد من انتقاد حكومة الاسد بما يكفي لتنجنب الفيتو الروسي او الصيني

لكن ليس بالدرجة التي تؤدي الى فقد دعم اطراف اخرى خاصة فرنسا او حكومات عربية.

وفي اجتماع لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف يوم الثلاثاء حذر نائب وزير

الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف من التدخل الخارجي.

وقال في مناقشة طارئة بشأن سوريا “الشيء المهم اليوم هو ان نعطي السوريين انفسهم فرصة

للتغلب على الازمة. من الواضح اليوم ان الاهداف الرامية لغرس الديمقراطية بالقوة تفضي الى كارثة

وتؤدي إلى عكس المرجو منها. المهم اليوم هو الا نسمح بحدوث حرب اهلية شاملة في سوريا.”

وقال ان موسكو ساعدت في ضمان وصول وكالات الاغاثة الدولية الى المناطق المتضررة في

سوريا لكن قوات المعارضة لم تتخذ خطوات مماثلة فيما يبدو مجددا انتقاد روسيا لقوات المعارضة

السورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى