أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 7 شباط 2012

واشنطن ترى الأسد “خاسراً” وتقفل سفارتها

تزايد الانشقاقات في الوحدات النخبوية

ناشطون أفادوا عن 79 قتيلاً وقصف عنيف لحمص واقتحام الزبداني

لافروف وفرادكوف اليوم في دمشق لإجراء محادثات مع الأسد

واشنطن – هشام ملحم

نيويورك – علي بردى

العواصم الاخرى – الوكالات:

أقفلت الولايات المتحدة سفارتها في دمشق وعلقت نشاطها الديبلوماسي في سوريا، في خطوة عكست استياءها الشديد من تصعيد الحكومة السورية أعمال العنف ضد المعارضة، وخصوصاً في مدينة حمص المحاصرة، واخفاقها في توفير الحماية الكافية للسفارة وموظفيها على خلفية الفيتو الروسي – الصيني المزدوج في مجلس الامن على اعتماد اجراءات عقابية أقوى ضد النظام السوري، وتعهد واشنطن تكثيف جهودها مع حلفائها في الغرب وفي العالم العربي لإطاحة نظام الرئيس بشار الاسد.

وفور اعلان القرار الاميركي، الذي جاء بعدما غادر السفير فورد وطاقمه سوريا، سارعت بريطانيا الى استدعاء سفيرها من دمشق “للتشاور”.

واتخذ القرار الاميركي عشية زيارة سيقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرافقه رئيس الاستخبارات ميخائيل فرادكوف لدمشق للقاء الرئيس السوري، وفي ظل تصعيد عسكري غير مسبوق في حمص، فضلاً عن اقتحام القوات السورية منتجع الزبداني قرب الحدود اللبنانية. وأفاد ناشطون ان 79 شخصاً قتلوا في انحاء سوريا معظمهم في حمص. (راجع العرب والعالم)

وقالت مصادر اميركية معنية بالشأن السوري لـ”النهار”، انها تتوقع ان تساهم الخطوة الاميركية في زيادة عزلة النظام السوري، خصوصاً ان حكومات أوروبية كانت قد أبلغت واشنطن انها ستحذو حذوها في اي اجراءات ديبلوماسية تتخذها ضد الحكومة السورية. كما جددت واشنطن تحذيرها لرعاياها من السفر الى سوريا، وحضت اولئك الذين لا يزالون فيها على مغادرتها بسرعة. لكن اقفال السفارة لا يرقى الى قطع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا، اذ لا تزال لدمشق سفارة مفتوحة في واشنطن يديرها قائم بالاعمال. وطلبت واشنطن من بولونيا ان ترعى مصالحها في دمشق. وسيعود فورد الى واشنطن بعد استراحة قصيرة في أوروبا للقاء زوجته.

واضافت المصادر الاميركية ان وصول مجلس الامن الى طريق مسدود سيفرض على واشنطن وحلفائها العودة الى مراجعة “الخيارات السياسية والاقتصادية والديبلوماسية” للضغط على النظام السوري ودعم المعارضة خارج اطار هذا المجلس.

وجدد الرئيس باراك اوباما في وقت متقدم الاحد مطالبته الرئيس الاسد بالتنحي، مندداً بالعنف غير المبرر ضد المعارضة كما حدث خلال الايام الاخيرة في حمص، لكنه اعتبر ان “الوضع في سوريا لا يسمح بذلك النوع من الحل العسكري الذي رأيناه في الوضع الليبي”. وقال في مقابلة مع شبكة “ان بي سي” الاميركية للتلفزيون: “اعتقد انه من المهم جداً ان نحاول حل المشكلة من دون اللجوء الى تدخل عسكري خارجي، واعتقد ان هذا ممكن… وشعوري هو ان هناك عدداً متزايداً من الناس داخل سوريا يدركون ان عليهم قلب الصفحة، ونظام الاسد يشعر بالخناق يضيق عليه. هذه ليست مسألة اذا، بل انها مسألة متى” سيسقط النظام.

ولاحظت المصادر التي تحدثت الى “النهار” ان الانشقاقات عن الجيش السوري حديثا شملت عناصر من “الوحدات العسكرية النخبوية الضرورية لحماية النظام” ووصفت ذلك بأنه سابقة مهمة.

  وأصدرت وزارة الخارجية بيانا اعلنت فيه تعليق العمليات في السفارة بدمشق ومغادرة جميع الموظفين سوريا، وقالت إن “الزيادة الاخيرة للعنف في سوريا، بما في ذلك التفجيرات في دمشق في 23 كانون الاول و6 كانون الثاني، أثارت قلقنا، لان سفارتنا لا تحظى بحماية كافية من هجوم مسلح، ونقلنا مع غيرنا من البعثات الديبلوماسية هذا القلق الامني الى الحكومة السورية، لكن النظام أخفق في الرد بشكل مناسب”. وعن هذه النقطة، قالت المصادر الاميركية لـ”النهار” إن “النظام السوري لا يريد أي شهود عيان على فظائعه”.

   وأوضحت وزارة الخارجية الاميركية ان السفير فورد غادر دمشق “لكنه لا يزال سفيرا للولايات المتحدة لدى سوريا وشعبها، وسوف يواصل عمله وحواره مع الشعب ممثلا للرئيس ورئيسا لفريق سوريا في واشنطن”. وأضافت ان فورد وغيره من المسؤولين الاميركيين سيواصلون اتصالاتهم “مع المعارضة السورية ومتابعة جهودنا لدعم الانتقال السياسي السلمي الذي يسعى اليه الشعب السوري بشجاعة”.

وكررت ما قالته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عقب جلسة مجلس الامن الاخيرة من ان واشنطن قلقة جدا “من تصعيد العنف في سوريا، من خلال التحدي السافر للنظام لالتزامه خطة العمل التي وافق عليها مع جامعة الدول العربية. ان الوضع الامني المتدهور والذي ادى الى قرارنا تعليق عملياتنا الديبلوماسية يوضح مرة اخرى خطورة الطريق الذي اختاره النظام، وعدم قدرة هذا النظام على فرض السيطرة الكاملة على سوريا… وهذا يعكس الضرورة الملحة للمجتمع الدولي للتحرك من دون تأخير لدعم الخطة الانتقالية للجامعة العربية قبل ان يجعل تصعيد العنف من النظام الحل السياسي بعيد المنال، الامر الذي سيهدد الامن والاستقرار الاقليميين”.

وفي مؤشر لكون الولايات المتحدة ستتحرك خارج نطاق مجلس الامن، قال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني إن حكومته ستعمل “مع اصدقاء سوريا والشعب السوري لمواصلة الضغط على النظام السوري، وكي نوضح ان أيام الاسد معدودة”.

وحين سئل عن تصريحات الرئيس اوباما عن الخيار العسكري قال كارني: “بشكل عام لا نسحب أي خيار عن الطاولة، لكن تركيزنا هو على استخدام الوسائل الديبلوماسية والاقتصادية وغيرها كي نحقق الانتقال الديموقراطي”. وبعدما شدد على ان الضغوط على الاسد ستتكثف، لفت الى أن “الموارد المالية” للاسد تنحسر، وهو يفتقر الى ما يحتاج اليه كي يحكم، و”نظامه فقد السيطرة على اجزاء من البلاد، وهناك عدد من المؤشرات لرغبة مسؤولين حكوميين وعسكريين بارزين في النظام في التخلي عنه”. وأكد ان مستقبل الاسد “محدود جدا في أفضل الحالات” وحذر من خطأ “الرهان” على الاسد لان الذي يفعل ذلك سيخسر. وأعلن خلال ايجازه الصحافي اليومي ان واشنطن ستركز مع حلفائها على حرمان الاسد “تمويل قمعه، وهذا يشمل التنسيق مع حلفائنا وشركائنا”.

  وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند بأن السفير روبرت فورد اجتمع بوزير الخارجية السوري وليد المعلم لاعلامه رسميا بقرار تعليق عمليات السفارة، وكي يوضح “ضرورة احترام تعهدات سوريا وفقا لمقررات مؤتمر جنيف المتعلقة بحماية ممتلكات السفارات”، ولإعلامه بدور بولونيا. وقالت ان حكومتها قررت تعليق عمليات السفارة “ولم نقطع العلاقات الديبلوماسية وهناك فارق بين الاثنين”.

ثم قالت ان الوضع الامني في دمشق ومحيطها “يزداد عنفا ويعكس حقيقة ان النظام يخسر بشكل متزايد السيطرة على الوضع”. واشارت الى ان كلينتون ستواصل اتصالاتها مع نظرائها من أجل تشكيل مجموعة “أصدقاء سوريا الديموقراطية” التي تدعم الانتقال الى سلطة جديدة في سوريا وتؤيد خطة الجامعة العربية وتنسق النشاطات حيال سوريا، ولاحتمال توفير خدمات الاغاثة الانسانية اذا دعت الضرورة. أما الهدف فهو “زيادة العقوبات الاقليمية والثنائية على نظام الاسد، والضغط على تلك الدول التي لا تزال تتاجر معه، وتحديدا تلك الدول التي تزوده الاسلحة او تمول آلته الحربية كي توقف دعمها”.

وفي نيويورك، أكد الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أن أعمال العنف التي ترتكب ضد المدنيين في سوريا “غير مقبولة على الاطلاق لدى الانسانية”، منبها الحكومة السورية الى أنها “مسؤولة بموجب القانون الدولي لحقوق الانسان” عن كل أعمال العنف التي ترتكبها قواها الامنية ضد السكان المدنيين.

وفي بيان نادر، ناشد رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة المندوب القطري السفير ناصر عبد العزيز الناصر مجلس الامن التوصل الى اتفاق في موضوع سوريا داخل المجلس.

أوباما يرى حلاً تفاوضياً … والعربي مستعد لاستئناف مهمة المراقبين لتفادي الحرب الأهلية

المبادرة الروسية: اقتراحات سياسية توقف الهستيريا الغربية والانحياز العربي

دافع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عشية وصوله ورئيس الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف إلى دمشق اليوم للاجتماع مع الرئيس السوري بشار الأسد، عن استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار عربي – غربي يدعم المبادرة العربية التي تدعو الأسد إلى تسليم سلطاته لنائبه، معتبرا أن الفيتو منع مجلس الأمن من الانحياز إلى جانب دون آخر في حرب أهلية، موضحا أن روسيا تضغط على الحكومة السورية لتنفيذ إصلاحات بوتيرة أسرع لكن بعض المعارضين يستغلون الحركة الاحتجاجية السلمية المطالبة بالإصلاح لمحاولة «تغيير النظام».

في هذا الوقت، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، امس، أن «الحل التفاوضي مع سوريا ما زال ممكنا»، مشيرا إلى إمكان «حل هذه الأزمة من دون تدخل عسكري خارجي». وأعربت واشنطن عن أملها في أن يقوم لافروف «بإفهام نظام» الأسد مدى «العزلة» التي يواجهها، محذرة حلفاء النظام السوري بأن دعمهم للرئيس السوري هو «رهان خاسر».

وأعلن الأمين العام المساعد للجامعة العربية احمد بن حلي من القاهرة إرجاء موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب إلى الأحد المقبل بناء على طلب من دول مجلس التعاون الخليجي، التي يعقد وزراء خارجيتها اجتماعا السبت في الرياض لبحث الملف السوري، فيما اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن «استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين يمثل تصعيدا يقترب من الانزلاق بالبلاد إلى حرب أهلية».

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في موسكو، «تعليق البعض في الغرب على التصويت في الأمم المتحدة مشين وشبه هستيري». وأضاف «يقول المثل: من يغضب فإنه نادرا ما يكون على حق. إن التصريحات الهستيرية تهدف إلى التستر على ما حصل، أي أن هناك مصادر عدة للعنف في سوريا»، متحدثاً عن «جماعات متشددة مسلحة» مقربة من المعارضة.

وتابع لافروف «لهذا السبب دعمنا بفعالية مبادرة الجامعة العربية حول ضرورة وقف العنف مهما كان مصدره». وذكر بأن هذه النقطة كانت مذكورة في مشروع القرار الغربي ـ العربي لكنه لم يشمل «إجراءات ملموسة لتطبيقها».

وقال لافروف إن مسودة القرار لم تمارس ضغطا يذكر على المعارضة و«المتطرفين المسلحين». وأضاف «هذا القرار كان سيعني أن مجلس الأمن يتحيز لطرف في حرب أهلية». وتابع «تمت التوصية بإجراءات مفصلة لطرف واحد فحسب هو الحكومة»، موضحا أن موسكو تصر على ضرورة أن «تنأى (المعارضة) بنفسها عن المتشددين المسلحين».

وأدان لافروف، الذي يزور دمشق اليوم يرافقه رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف، عرض مشروع القرار على التصويت قبل زيارته إلى سوريا. ورفض الإفصاح عن رسالة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف التي سيسلمها إلى الأسد.

وأعلن لافروف أن «اللاعبين الخارجيين يستهدفون تغيير النظام في سوريا، وهذا سيزيد عدد الضحايا في البلد». وقال «أقنعنا دمشق مرات بتسريع الإصلاحات، ونواصل القيام بهذا حتى الوقت الحاضر. ولكن ليس بوسعنا عدم مشاهدة من يسعى إلى أهداف أخرى. إنهم يحاولون استغلال هذا الحراك لتغيير النظام». وأعلن أنه «يجري تلقين المعارضة من الخارج بإصرار، بعدم القبول بحل وسط مع النظام. ويجري لهذا الغرض تعزيز المجموعات المسلحة. وهذا يزيد عدد الضحايا».

ونفت بكين الاتهامات التي وجهتها إليها واشنطن بحماية نظام الأسد، بعدما استخدمت الفيتو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو ويمين «إننا لا نحمي أحدا، بل ندافع عن الحق في القضية السورية». وأضاف «إننا ندعم جهود الجامعة العربية من أجل حل سياسي للقضية السورية».

أوباما

وقال أوباما، في مقابلة مع قناة «ان بي سي» الأميركية، «يشعر نظام الأسد بأن

الحبل يضيق حول عنقه. سنواصل ممارسة المزيد والمزيد من الضغوط إلى أن يتحقق أملنا في حدوث انتقال (للسلطة)». وأضاف «لن يسمح كل وضع بالحل العسكري نفسه الذي رأيناه (في ليبيا). من المهم جدا أن نحاول حل هذا الأمر من دون اللجوء إلى تدخل عسكري خارجي، وأنا أعتقد أن ذلك ممكن».

ودافع عن تعاطي إدارته مع الازمة معتبراً أن بلاده تطالب بتنحي الاسد «بلا كلل». وأضاف «أرى أن المزيد من الناس داخل سوريا باتوا يرون انهم بحاجة الى قلب الصفحة وان نظام الاسد بات يشعر بتضييق الخناق عليه. بات السؤال متى سيحدث ذلك».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان واشنطن «تريد أن توضح للجميع أن عليهم ألا يراهنوا على نظام الاسد لان ذلك رهان خاسر». وأضاف «انه رهان خاسر من الناحية السياسية، وايضا رهان خاسر من ناحية الوقوف الى جانب الشعب السوري».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «نأمل أن ينتهز لافروف هذه الفرصة ليفهم نظام الاسد جيدا مدى عزلته». كما أملت أن يشجع لافروف «الاسد وحلفاءه على تنفيذ خطة الجامعة العربية والبدء بمرحلة انتقالية والتنحي».

وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل «نلاحظ عددا كبيرا من الانشقاقات في صفوف الضباط الكبار الذين ينضمون الى المعارضة».

وأعلنت نولاند انه تم إغلاق السفارة الاميركية في دمشق وأجلت واشنطن آخر موظفيها الموجودين في سوريا «نظرا لاستمرار العنف وتدهور الظروف الامنية». وقالت ان السفير روبرت فورد سيحتفظ بمنصبه سفيرا للولايات المتحدة لدى سوريا وسيعمل هو وفريقه من واشنطن.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمام مجلس العموم، ان لندن استدعت سفيرها في دمشق للتشاور، واستدعي السفير السوري في لندن الى وزارة الخارجية احتجاجا على الوضع في سوريا. وقال «سنستخدم جميع القنوات المتبقية لدينا مع النظام السوري لنوضح لهم اشمئزازنا من العنف الذي نعتبره غير مقبول مطلقا بالنسبة للعالم المتحضر».

ساركوزي

وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في باريس، «ان ألمانيا وفرنسا لن تخذلا الشعب السوري. ان ما يحصل فضيحة. ونحن لسنا مستعدين لقبول التردد في اتخاذ قرار أو عرقلة عمل المجتمع الدولي».

وتابع ساركوزي «سقط 200 قتيل إضافي في نهاية الاسبوع الاخيرة، كم من الوقت سنقبل ذلك؟ من المفاجئ جدا ان يقوم الروس الذين لطالما كانوا تاريخيا مقربين من مواقف الجامعة العربية بالنأي عنها، ونتساءل اليوم لماذا». وأعلن قصر الاليزيه ان ساركوزي سيبحث «في الساعات الـ48 المقبلة» مع ميدفيديف الوضع في سوريا.

وقالت مصادر دبلوماسية ان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه استقبل رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض برهان غليون وتشاور هاتفيا مع العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني. وأضافت ان جوبيه أجرى مع حمد «مشاورات مكثفة» في شأن تشكيل «مجموعة أصدقاء سوريا».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «نعتبر المجلس الوطني السوري محاورا شرعيا وندعم جهود المعارضة السورية للتوحد حول منصة ديموقراطية». وأوضح ان «المجلس الوطني السوري أحرز تقدماً بهدف التشجيع على دينامية داخل المعارضة السورية ولتلتف حوله مختلف مكونات هذه المعارضة».

العربي

وقال العربي، في بيان، «نتابع بقلق بالغ وانزعاج شديد تطورات الوضع الميداني في سوريا وما تشهده مدينة حمص ومناطق ريف دمشق من تصعيد للعمليات العسكرية واستخدام القوات السورية الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين». وطالب «بالوقف الفوري لجميع أعمال العنف أيا كان مصدرها»، محذرا من «مخاطر تصاعدها على مجمل الجهود العربية والدولية المبذولة لمعالجة الأزمة المتفاقمة التي تشهدها سوريا، والتي اتخذت بهذا التصعيد منحنى خطيرا ينذر بأفدح العواقب على أمن المواطنين السوريين ويدفع بالأوضاع إلى الانحدار نحو الحرب الأهلية».

واعتبر العربي، الذي التقى السفيرة الأميركية لدى مصر آن بترسون، أن «لجوء الحكومة السورية إلى تصعيد الأعمال العسكرية والعنف والحملات الأمنية ضد المدنيين لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار وإراقة الدماء، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه من قبل جامعة الدول العربية، إضافة إلى كونه يشكل انتهاكا واضحا لالتزامات الحكومة السورية طبقا لأحكام القانون الدولي الإنساني والميثاق العربي لحقوق الإنسان».

وقال العربي، في مقابلة مع «رويترز»، ان روسيا والصين خسرتا رصيدهما الدبلوماسي لدى العرب وقد تكونان قد بعثتا برسالة الى دمشق تقول ان يدها مطلقة في قمع التظاهرات، مكررا ان «السيناريو الليبي غير مطروح في سوريا». وأشار الى انه تحادث هاتفيا مع لافروف، مشيرا الى ان وزير الخارجية سيقدم مبادرة خلال زيارته الى دمشق. وأوضح، ردا على سؤال عما اذا كان يعتقد انها ستنهي الازمة، «يعتقدون ذلك».

وحول ما اذا كان سيتم إرسال مراقبين إلى سوريا، قال العربي انه يمكن القيام بهذا الامر لكن مع تفويض جديد وعدد يتعدى الـ200 مراقب.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن العربي ولافروف «ناقشا بصورة مفصلة الأوضاع في سوريا وحولها، حيث أعير اهتمام خاص للبحث عن سبل سريعة لوقف العنف واجتياز المواجهة بالاستناد إلى إمكانيات مجلس الأمن الدولي». وأضاف «أجمع الطرفان على دعمهما لاستئناف بعثة جامعة الدول العربية مهامها في سوريا، وكذلك بذل الجهود من أجل انطلاق حوار سوري داخلي». وأكد لافروف «ضرورة الالتزام بمداخل متوازنة وموضوعية، وتجنب محاولات فرض حلول خارجية لتسوية مشاكل سوريا الداخلية».

وقال السفير السوري لدى مصر يوسف أحمد، ردا على العربي، إن «الأمين العام للجامعة ما زال يمعن في سياسة الكيل بمكيالين والنظر إلى الأوضاع في سوريا بعين واحدة فرضتها عليه الأجندة التي تقودها بعض الأطراف العربية التي تستميت اليوم لاستدعاء جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤون سوريا وفرض العقوبات على شعبها ومحاصرته».

وتساءل أحمد «عن الأسباب والدوافع الخفية التي تقف وراء التوجهات المعدة سلفا للامين العام في التعامل مع الأزمة في سوريا»، معتبرا انه «لم يعد مقبولا بحق جامعة الدول العربية والدول الأعضاء فيها أن تتفرد أطراف بعينها بآلية اتخاذ القرارات داخل الجامعة، ولا أن يخرج أمينها العام عن إطار مهامه وصلاحياته خدمة لغايات وأجندات تفرضها مصالح وتوجهات بعض القوى الدولية المهيمنة في استهداف سوريا بغرض تأجيج الأوضاع فيها وتصعيدها على حساب دماء السوريين الأبرياء وأمن سوريا واستقرارها وسيادتها الوطنية».

اجتماع «خليجي» السبت

وفي الرياض، قال وزير الإعلام بالنيابة يوسف بن أحمد العثيمين، بعد اجتماع الحكومة برئاسة الملك عبد الله، ان «مجلس الوزراء شدد على أن إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية يجب ألا يحول دون اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية أرواح الأبرياء ووقف نزيف الدم وجميع أعمال العنف التي تنذر بعواقب وخيمة على الشعب السوري واستقرار المنطقة»، مناشدا «المجتمع الدولي عدم التوقف عن بذل الجهود المخلصة وإيجاد حل لهذه الأزمة التي حصدت المئات من أبناء الشعب السوري ويهدد استمرارها بكارثة إنسانية».

وأعلن وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي لوكالة «فرانس برس» ان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون السبت المقبل في الرياض اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سوريا، مشددا على عدم وجود «وسيلة اخرى للحل إلا الحوار»، مشيرا الى ان الحل في سوريا قد «لا يكون بالضرورة على نمط ما حصل في اليمن لكن الحوار تحت أي مخطط يؤدي الى إزالة هذه الازمة».

وقال ان الاجتماع الخليجي «سيبحث ما انتهى اليه الامر بعد إخفاق مجلس الامن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الازمة السورية وتبادل وجهات النظر حول إمكانية ان يوجد وضع جديد لحل هذه الازمة أو يؤسس على مسيرة اخرى أو منظور آخر».

وأعرب الرئيس التركي عبد الله غول، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك في انقرة، عن خيبة أمله من الفيتو الروسي – الصيني، مكررا دعوة الأسد إلى قبول التغيير. وقال «نشعر بالحزن من القرار في الأمم المتحدة. على الجميع أن يتذكر أن حقبة الحرب الباردة انتهت، وانتهاكات حقوق الإنسان واستخدام القوة العسكرية ضد المدنيين، ليس لها أي مكان في العالم». وأضاف ان «سوريا على طريق اللاعودة، لذا أفضل ما يقوم به الأسد لهذه البلاد وللشعب هو التوقف عن التمسك بسياسته وتقبل التغيير».

ميدانياً

أعلن عن إنشاء «المجلس العسكري السوري الأعلى» برئاسة العميد الركن المنشق مصطفى أحمد الشيخ ليكون بمثابة «هيكل تنظيمي» للمنشقين، وبهدف «تحرير سوريا»، فيما نأى «الجيش السوري الحر» في بيان عن «المجلس العسكري الثوري»، معتبرا أن توقيت إعلانه يصب في «خدمة النظام» السوري.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، «قتل 69 شخصا في اعمال عنف، واقتحمت قوات تابعة للنظام مدينة الزبداني في ريف دمشق». وأوضح «قتل 42 مدنيا خلال قصف وإطلاق نار في أحياء بابا عمرو وكرم الزيتون وكرم الشامي والخالدية والانشاءات وباب السباع في حمص». وأضاف «قتل الباقون في الرستن في محافظة حمص والزبداني وريف دمشق وحلب وادلب».

وذكرت «سانا» ان «ثلاثة ضباط استشهدوا بنيران مجموعة ارهابية مسلحة هاجمت حاجزا عسكريا في بلدة البارة في جبل الزاوية في ادلب وخطفت عددا من العسكريين». ونسبت اعمال العنف في حمص الى «مجموعات إرهابية مسلحة»، مشيرة الى ان «الجهات المختصة تلاحق الارهابيين وتشتبك معهم». وقالت وسائل إعلام حكومية إن «مجموعات إرهابية مسلحة تطلق قذائف الهاون في المدينة وتضرم النار في الإطارات وتفجر المباني الخالية لإعطاء الانطباع بأن حمص تتعرض لهجوم». واتهمت السلطات «المجموعات الارهابية» بتفجير خط لنقل النفط في منطقة بابا عمرو في حمص وخط لنقل الغاز شمال تلبيسة في حمص.

(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز)

جون كيري : الأزمة السورية تختلف كثيرا عن الحالة الليبية

اعتبر النائب الديموقراطي جون كيري الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء، أن الأزمة في سوريا “تختلف كثيرا” عن الحالة الليبية، داعيا روسيا والصين الى دعم تحرك الأمم المتحدة ضد نظام بشار الاسد.

وقال كيري، لمناسبة زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان للكونغرس،

إن “سوريا تختلف كثيرا” عما شهدته ليبيا العام الماضي ودفعت قوات الحلف الأطلسي

الى التدخل عسكريا ضد نظام معمر القذافي.

واضاف المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأميركية “إنه مجال تحرك مختلف الى حد بعيد، مع لاعبين مختلفين كثيرا وآفاق مختلفة كثيرا”.

وأوصى كيري بتبني “نهج مختلف” مع سوريا، موضحاً “علينا ان ندين ما يحصل والعمل

مع الصين وروسيا لنرى ما إذا كنا قادرين على دفعهما الى تغيير موقفهما”.

(ا ف ب)

دول الخليج تطرد سفراء سوريا من أراضيها وتستدعي سفراءها من دمشق

الرياض- (د ب أ): قررت دول مجلس التعاون الخليجي الثلاثاء سحب سفرائها من سورية ومطالبة سفراء النظام السوري بمغادرة أراضيها “بشكل فوري” ، احتجاجا على “المجزرة الجماعية” التي ترتكب ضد الشعب السوري.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) الثلاثاء عن بيان صادر عن رئاسة مجلس التعاون الخليجي القول: “تتابع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سورية الذي لم يرحم طفلا أو شيخا أو امرأة في أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأية حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية”.

وأضاف البيان أن “المملكة العربية السعودية ، رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون، تعلن بأن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سورية والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري ، وذلك بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق”.

وأوضح البيان أن دول المجلس ترى “أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع القادم أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل”.

وتابع: “إذ تعلن دول المجلس ذلك في معرض إدانتها الشديدة لهذه الأعمال فإنها تشعر بالأسى البالغ والحزن الشديد على هدر هذه الأرواح البريئة وتكبد هذه التضحيات الجسيمة لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دونما أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته”.

وكان وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي أعلن الاثنين أن وزراء خارجية دول المجلس الست “سيجتمعون في الرياض السبت المقبل بهدف التشاور وتبادل وجهات النظر حول الوضع في سوريا تمهيداً للإجتماع المقبل لمجلس الجامعة العربية” المقرر عقده الأحد في القاهرة.

ويذكر أن دول مجلس التعاون الخليجية الست هي السعودية وقطر والإمارات وعُمان والكويت والبحرين.

الحمصية أسماء الأسد: زوجي رئيس كل السوريين وأنا أدعمه

لندن- (ا ف ب): اعربت أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد التي تتحدر من مدينة حمص، عن دعمها لزوجها للمرة الاولى منذ الانتفاضة ضد النظام قبل أحد عشر شهرا، حسب ما ذكرت صحيفة التايمز البريطانية الثلاثاء.

وجاء في رسالة بعثها مكتبها الى الصحيفة “الرئيس هو رئيس سوريا وليس لفريق من السوريين والسيدة الاولى تدعمه في هذا الدور”.

وتشكل هذه الرسالة أول اتصال لأسماء الأسد مع وسائل الاعلام الدولية منذ بدء الانتفاضة على نظام بشار الاسد.

واضافت الرسالة ان “الاجندة المثقلة تماما للسيدة الاولى مخصصة دائما وبشكل اساسي للجمعيات الخيرية التي تعمل معها منذ زمن طويل وللتنمية الزراعية وكذلك لدعم الرئيس”.

وأوضحت “هذه الأيام، تهتم (أسماء الأسد) ايضا بتشجيع الحوار. وهي دائما على السمع وتواسي عائلات ضحايا العنف”.

وجاءت هذه التصريحات بعد الهجمات الجديدة التي شنها الجيش السوري على المتمردين خصوصا ضد مدينة حمص (وسط)، معقل التمرد، والتي اوقعت الاثنين ما لا يقل عن 98 قتيلا في كل انحاء البلاد، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وخلافا لزوجها الذي ينتمي الى الطائفة العلوية، فان اسماء الاسد (36 عاما) التي ولدت في بريطانيا، هي من الطائفة السنية وتتحدر عائلتها من حمص.

وقد ساعدت اسماء الأسد الحاصلة على اجازة جامعية من (كينغز كولدج) في لندن على اعطاء دفع للنظام في سوريا.

وقد انكفأت عن الحياة العامة منذ اندلاع الثورة وتعرضت للانتقاد لصمتها على الازمة التي اوقعت اكثر من خمسة الاف قتيل في بلادها.

وقد ظهرت الشهر الماضي مع اثنين من اولادها لدعم زوجها خلال مظاهرة مؤيدة للنظام السوري ولكن من دون القاء اية كلمة.

المعارضة السورية تدعو رجال الاعمال العرب الى تمويل عمليات الجيش الحر

بيروت- (ا ف ب): دعا المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر في نداء مشترك وزع الثلاثاء رجال الاعمال السوريين والعرب الى المساهمة في تمويل عمليات “الدفاع عن النفس” وحماية المناطق المدنية.

وجاء في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه “نوجه دعوة حارة الى رجال الاعمال السوريين والعرب للمساهمة المباشرة والفاعلة في التمويل المشروع لعمليات الدفاع عن النفس وحماية المناطق المدنية في اطار الجيش السوري الحر، وتأمين الامكانات اللازمة لحماية جبهتنا الداخلية”.

واوضح النداء أن “الامكانات المتوفرة لا تكفي لصد الهجمة (من النظام) التي تلقى دعما وتمويلا من قوى اقليمية ودولية توفر السلاح والذخائر للنظام”.

وحث المجلس الوطني السوري، بحسب النداء، “الدول العربية الشقيقة وأصدقاء الشعب السوري على المساهمة في دعم شعبنا وتمكينه من صد هجمات النظام الوحشية” محملا “المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عما ستؤول اليه الامور، في حال ترك النظام يتصرف بهذا الشكل الدموي والاجرامي في وجه شعب أعزل”.

كما وجه المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر “نداء مشتركا الى أهلنا في الداخل يدعوهم الى الصمود والثبات في وجه الهجمة الغادرة، والتكاتف والتضامن في مواجهة الحصار وعمليات التهجير القسري”. كما دعاهم الى “التظاهر المستمر ومحاصرة مراكز النظام ومنعه من استخدامها للتخطيط وشن الاعتداءات وارتكاب الجرائم”.

ومن جهة أخرى، كشف عضو المكتب التنفيذي رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الوطني السوري المعارض أحمد رمضان عن اعتراف عربي وخليجي قريب بالمجلس الوطني “كممثل شرعي للشعب السوري”.

وأوضح رمضان، في تصريح لصحيفة (الوطن) السعودية في عددها الصادر الثلاثاء، أنه تلقى إشارات من مصادر رفيعة المستوى في تلك الدول، لم يسمها، “بأن مسألة الاعتراف قد حسمت لديها وأنهم ينتظرون التوقيت المناسب للإعلان عنه في القريب العاجل”.

وأكد أن حدوث انشقاقات نوعية داخل أركان النظام، موضحا أن 50% من الأراضي السورية باتت خارج سيطرة نظام الأسد.

وأشار إلى تقدير “السوريين عموما للموقف السعودي وقيادته السياسية ..على الوقوف بجانب السوريين تجاه الأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام تجاه المدنيين العزل”.

ووصف الأوضاع الإنسانية في سورية “بالصعبة والمؤلمة”، كما وجه رسالة عاجلة بإنشاء صندوق دولي تقوده الرياض لإغاثة المدن المدمرة.

وقال رمضان إن “(حق النقض) الفيتو الروسي الصيني يعد بمثابة رخصة قتل للنظام بارتكاب المزيد من التصفيات بحق المدنيين”.

وردا على سؤال من (الوطن) حول هذا الفيتو أوضح رمضان “أن المعارضة طمأنت الجانب الروسي بإقامة علاقات شراكة في فترة ما بعد الأسد لكن إشكالية موسكو وبكين هي في علاقاتهما مع الولايات المتحدة والغرب ونحن نرفض استخدام دماء السوريين كصفقة بين الدول الكبرى وننظر لذلك بقلق كبير”.

جيش إسرائيل يتدرب على الأسوأ: استيلاء حزب الله على مستودعات سلاح سورية

تل أبيب- (يو بي اي): قالت صحيفة (هآرتس) الثلاثاء إن جهاز الأمن الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات تشمل نقل كميات كبيرة من الأسلحة من سوريا إلى حزب الله أو استيلاء “جهات إرهابية أخرى” على مستودعات الأسلحة في سوريا.

وأضافت الصحيفة أن هذه السيناريوهات تأتي في أعقاب تأزم الوضع في سوريا “وتزايد التهديد على حكم الرئيس بشار الأسد” وأن هذا الوضع يزيد القلق في إسرائيل حيال إمكانية سقوط مستودعات الأسلحة التي بحوزة النظام السوري بأيدي “المنظمات الإرهابية المختلفة”.

وتابعت الصحيفة أن تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أن سقوط الأسد “بات داهما” وأن إسرائيل تتخوف بالأساس من نقل عدة أنواع من الأسلحة التي بحوزة سوريا ومنها صواريخ متطورة مضادة للطائرات وصواريخ طويلة المدى وأسلحة بيولوجية وكيميائية.

واعتبرت تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن قوات الأمن السورية أخذت تفقد قدرتها على السيطرة على ما يحدث في البلاد وخصوصا في المناطق البعيدة عن العاصمة دمشق.

أضافت الصحيفة أنه حسب هذه التقديرات فإن التخوف في إسرائيل هو من اتخاذ النظام السوري قرارا بنقل أسلحة إلى حزب الله أو سقوط مستودعات أسلحة بأيدي “فصائل مسلحة سنية” تنشط في سوريا وستحاول الاستيلاء على مستودعات أسلحة الجيش السوري.

واشنطن تغلق سفارتها واوروبا تستعد لطرد سفراء سورية

عشرات القتلى بقصف جديد لاحياء في حمص وتصعيد دبلوماسي بين موسكو وواشنطن

انشقاقات في صفوف الضباط الكبار .. و’الجيش الحر’ يرفض المجلس العسكري الثوري

موسكو ـ واشنطن ـ دمشق ـ وكالات: صعدت روسيا عشية زيارة وزير خارجيتها سيرغي لافروف الى سورية من لهجتها تجاه الغرب وامريكا حيث نددت برد فعلهم ‘المشين والهستيري’ على الفيتو الروسي والصيني، في الوقت الذي حذرت فيه واشنطن حلفاء النظام السوري الاثنين من ان دعمهم الرئيس السوري بشار الاسد هو ‘رهان خاسر’.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ان ‘الرهان على الاسد بكل شيء هو وصفة للفشل’، مضيفا ان سيطرة الرئيس السوري على السلطة ‘اصبحت محدودة جدا على افضل تقدير’.

جاء ذلك فيما سقط 49 قتيلا في اعمال عنف في سورية الاثنين، معظمهم في حمص (وسط)، واقتحمت قوات تابعة للنظام مدينة الزبداني في ريف دمشق.

وافادت بيانات متلاحقة للمرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا عن سقوط 29 قتيلا من ‘المدنيين الموثقين بالاسماء وظروف الاستشهاد’ خلال قصف واطلاق نار في احياء بابا عمرو وكرم الزيتون وكرم الشامي والخالدية والانشاءات وباب السباع في مدينة حمص.

وتعرضت مدينة حمص في وسط سورية منذ صباح امس الباكر لقصف عنيف هو الاول بهذه القسوة منذ بدء الانتفاضة، وتسبب القصف بتدمير مبان وبحرائق، وباصابة مشفى ميداني حيث وقع قتلى وجرحى.

في المقابل، نسبت السلطات السورية اعمال العنف في حمص الى ‘مجموعات ارهابية مسلحة’.

في ريف دمشق، ‘اقتحمت القوات العسكرية النظامية معززة بمئات المدرعات مدينة الزبداني’، بحسب المرصد الذي اشار الى ‘تزامن ذلك مع اطلاق نار كثيف وقصف من الدبابات’. واكدت لجان التنسيق المحلية حصول ‘نزوح جماعي’ من الزبداني.

واعلنت الولايات المتحدة الاثنين اغلاق سفارتها في دمشق واجلت اخر موظفيها المتواجدين في سورية.

وقالت وزارة الخارجية الامريكية في بيان ان السفارة ‘علقت كل انشطتها اعتبارا من السادس من شباط (فبراير) 2012 نظرا لاستمرار العنف وتدهور الظروف الامنية’. ودعت كل الامريكيين الذين لا يزالون في سورية الى مغادرة البلاد.

واعلنت وزارة الخارجية البولندية بعد ظهر الاثنين ان سفارتها ستمثل مصالح الولايات المتحدة في سورية بعد اغلاق السفارة الامريكية.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين أن بلاده قررت سحب سفيرها من دمشق للتشاور، واستدعت السفير السوري للتعبير عن ‘اشمئزازها’ من أعمال العنف في بلاده، في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي الإثنين إن مسألة طرد السفراء السوريين موضوع تشاور بين الدول الأوروبية، كما اعلنت بلجيكا سحب سفيرها من دمشق.

واتهمت جماعة الاخوان المسلمين المعارضة الاثنين في بيان روسيا والصين وايران بأنهم شركاء في ‘المذبحة البشعة’ في سورية، مطالبة دول العالم بالعمل على وقف هذه ‘المجزرة’.

ونفت الصين الاثنين الاتهامات الامريكية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو ويمين ‘اننا لا نحمي ايا كان، بل ندافع عن الحق في القضية السورية’.

واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين في مؤتمر صحافي مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في باريس ان فرنسا والمانيا لا يمكن ان تقبلا ‘عرقلة’ عمل المجتمع الدولي، مضيفا انه سيتصل هاتفيا بالرئيس (الروسي ديمتري) مدفيديف للبحث في الموضوع.

وعبرت بريطانيا عن املها في ‘ان تعيد روسيا والصين النظر في موقفيهما’ اللذين اعتبرتهما ‘غير مفهومين وغير مبررين’، مشيرة الى البحث عن ‘وسائل اخرى للضغط على النظام السوري في الامم المتحدة، عبر الجمعية العامة مثلا’.

في مسقط، افاد وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الاثنين لوكالة فرانس برس ان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي سيعقدون السبت في الرياض اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سورية عشية اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة.

ودعت السعودية الى اتخاذ ‘اجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم’ في سورية.

واعلن الامين العام المساعد للجامعة العربية احمد بن حلي من القاهرة ارجاء موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الى الاحد الثاني عشر من شباط (فبراير) بناء على طلب من دول مجلس التعاون الخليجي.

من ناحية أخرى نأى الجيش السوري الحر في بيان صدر عنه الاثنين عن المجلس العسكري الثوري السوري الاعلى الذي اعلن انشاؤه امس بقيادة العميد الركن مصطفى الشيخ، معتبرا ان توقيت اعلانه يصب في ‘خدمة النظام’ السوري.

وجاء في بيان صدر عن قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد منشور على صفحة ‘الجيش الحر’ على موقع فيسبوك الالكتروني ان مصطفى احمد الشيخ ‘لا ينتمي الى صفوف الجيش السوري الحر’، وان ‘أي مشاورات لم تجر مع العميد المذكور بخصوص تشكيل المجلس المزعوم’ وان العميد ‘لا يمثل إلا نفسه’.

واضاف البيان ‘ان تشكيل هذا المجلس وبهذا التوقيت يصب في خدمة النظام’ السوري.

الى ذلك اعلن البنتاغون الاثنين انه يلاحظ انشقاق عدد ‘ملحوظ’ من كبار ضباط الجيش السوري وانضمامهم الى صفوف المعارضة.

وصرح جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية للصحافيين ‘نلاحظ عددا كبيرا من الانشقاقات في صفوف الضباط الكبار الذين ينضمون الى المعارضة’.

كما اعلنت السفيرة الامريكية في الامم المتحدة سوزان رايس الاثنين ان الصين وروسيا ستندمان على استخدام الفيتو ضد مشروع قرار دولي يدين العنف في سورية.

وصرحت رايس في مقابلة مع قناة سي ان ان الامريكية ان الفيتو الصيني- الروسي يشكل ‘ضربة الى الجهود الرامية الى تسوية النزاع في سورية سلميا’.

وقالت رايس انه من خلال ذلك ‘زادت موسكو وبكين الى حد كبير من خطر اندلاع اعمال عنف (…) وحتى خطر الحرب الاهلية’.

لسكان حمص.. الى اين المفر؟

صحف عبرية

عشرات الجنازات الجماعية اجريت امس في حمص في سوريا لقتلى القصف الذي نفذه نظام الاسد ليلة السبت. القصف في حمص تركز اساسا في حي الخالدية ووصف بانه الاكثر وحشية منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا، قبل نحو 11 شهرا. عدد القتلى بلغ حسب التقارير اكثر من 300 وعدد الجرحى فاق 1.600.

وقد وقع القصف عشية التصويت على سوريا في مجلس الامن في الامم المتحدة، وبعد بضعة ايام من الذكرى السنوية الثلاثين للمذبحة التي ارتكبها الاسد الاب في حماة.

يوم الجمعة مساء بدأ سكان في حي الخالدية، القريب من مركز المدينة، بالتبليغ عن قصف كثيف للمدفعية على المنازل والمساجد في الحي الذي كان تحاصره قوات الجيش السوري. وقد انهار بعض من المباني على السكان وعرض النشطاء افلاما قصيرة بدا فيها القتلى والجرحى ملقى بهم في المساجد. وشهد سكان في الحي على أن القصف بدأ عند الساعة الثامنة مساء.

وحسب الشهادات، فقد اصيب 36 مبنى ومنزلا. وروى أحد السكان في الحي لمراسل ‘رويترز’ بانه لم يكن هناك أي اخطار مسبق: ‘كنا نجلس في البيت وفجأة بدأت القذائف تسقط في كل مكان’.

نشيط آخر روى بانه لم يكن لدى السكان وسائل دفاع وان قسما كبيرا من الجثث بقيت تحت الانقاض. في مرحلة معينة، ترك سكان الطوابق العليا في المباني السكنية شققهم خوفا من ان يؤدي القصف، الذي وصف بالعشوائي، الى هدم بيوتهم.

وروى أحد سكان بان الناس اختبأوا في الظلام دون ماء او طعام، وأن الحواجز ازدادت في الاحياء.

‘بعد هذه الاحداث لا يمكن لاحد في العالم ان يتهمننا باننا نقاتل حتى لو استخدمنا سكاكين المطبخ’، قال لـ ‘نيويورك تايمز’ احد السكان ابن 40، دعا نفسه أبو عمر. طبيب محلي اجرت ‘الجزيرة’ بالانكليزية مقابلة معه دعا العالم الى التدخل ومنع المذبحة. وعلى حد قوله، يوجد نقص خطير في المعدات الطبية، في سيارات الاسعاف وفي الدم: ‘في الحي فتح مستشفيان ميدانيان يمكنهما أن يستوعبا نحو ستين حالة فقط. ليس لدينا الوسائل لاستقبال كمية أكبر من المصابين، ونحن ندعو كل من يسمع ويمكن ان يصل الى المستشفيات بالتبرع بالدم وان يقوم بذلك بسرعة’.

في المركز السوري لحقوق الانسان اتهموا النظام بمنع دخول سيارات الاسعاف الى الحي لنقل الجرحى الى مستشفيات اخرى: ‘ما يحصل في حمص هو مذبحة حقيقية’. الناطق بلسان لجان الثورة في سورية، عمر ادلبي، قدر بان عدد القتلى سيرتفع في الايام القريبة القادمة لان بعض الجرحى في حالة خطيرة جدا وليس هناك من يعالجهم. وعلى حد قوله، في حي الخالدية سقط ما لا يقل عن 350 قذيفة وصاروخ، صور نقلت عبر الهواتف النقالة أظهرت السكان يفرون نجاة بارواحهم. بعضهم اختبأ في المساجد اعتقادا بان الجيش لن يضرب المواقع المقدسة. بعض من المساجد تحولت الى عيادات ميدانية وتنقل الاطباء من جريح الى جريح في محاولة لتقديم الاسعافات الاولية لهم.

وحسب بيان نشره المجلس الوطني السوري، الذي يضم معظم الجماعات المعارضة، فان قرار قصف حمص، في ظل التشديد على حي الخالدية، اتخذه النظام في أعقاب تقارير عن فارين كثيرين تركوا الجيش النظامي وانضموا الى قوات الجيش الحر، جيش الثوار. وحسب الشهادات، استمر القصف حتى ساعات الصباح المتأخرة ومع حلول الظهيرة بدأ يتضح حجم المصيبة. الكثير من السكان استغلوا المهلة للفرار أو للبحث عن اعزائهم الذين دفنوا تحت الانقاض. وأفادت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ بان الهجوم بدأ بعد أن هاجم فارون من الجيش السوري حاجزين مأهولين بجنود الجيش. وروى أحد النشطاء بان الحديث يدور عن 13 جندي أسير، فيما ذكر نشيط آخر رقم 19. وشهد عضو لجنة الثورة السورية هاني العبدالله في حديث مع مراسل وكالة الانباء الفرنسية بان القصف توقف في الصباح. وقال: ‘استغل الناس فترة الهدوء وخرجوا الى الشوارع، بعضهم يبحث عن اطفاله. وكان هناك من حاول البحث في الحطام بايديهم، إذ لم تتوفر لهم الادوات التي يمكن أن يستعينوا بها’. الصور التي نشرت كانت صورا فظيعة، بدت فيها جثث ممزقة، لنساء وأطفال ايضا. في ساعات المساء عقدت الجنازات. الناطق بلسان لجان الثورة احمد قصير قال ان الصلاة تمت في المساجد والكنائس على روح الضحايا. وفي المجلس الوطني السوري حذروا ايضا من أن الجيش يستعد لهجوم في احياء دمشق وفي بلدة جسر الشاغور في شمالي الدولة.

حمص، التي تقع على مقربة من الحدود مع لبنان، هي احد رموز الثورة ضد نظام الاسد. وتعكس المدينة التركيبة السكانية المتنوعة في سوريا. توجد فيها اغلبية سنية، تدعم الانتفاضة، ولكن على الاقل في ثلاثة احياء يسكن علويون اساسا.

الانتفاضة في سورية اندلعت قبل نحو 11 شهرا، وحسب التقارير، قتل نحو 7 الاف شخص، وفي مدينة حمص عدد الضحايا هو الاعلى.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر رسمي نفى بشدة قصف مدينة حمص والتقارير التي خرجت من المدينة. وعلى حد قوله، لم يكن هناك أي نار من جانب الجيش السوري ومن يفرض الرعب على السكان هي قوات الثوار، الذين يريدون ممارسة الضغط على الدول الاعضاء في مجلس الامن، عشية التصويت على القرار لشجب سورية. وبث التلفزيون السوري أمس صورا من داخل مدينة حمص بدت فيها شوارع فارغة دون أي احداث استثنائية. كما علم أن بعض القنوات تستخدم صورا قديمة وصورا ملفقة للتبليغ عن قتل المدنيين.

وتتهم الحكومة السورية وسائل الاعلام بنقل اعداد خيالية. وأعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سنا’ بان ‘الحياة في احياء دمشق، في حماة وحمص عادية’.

ولم ينجح الصحفيون في الوصول الى حمص ويجدون صعوبة في الاتصال الهاتفي مع سكانها.

‘هذا هجوم لم يكن له مثيل’، يقول محمد صالح، نشيط من المعارضة من حمص، فر مؤخرا الى بلدة اخرى هربا من الصراع المتصاعد في المدينة. ‘من كل النواحي هذه مذبحة’، قال احد سكان خالدية، الذي دعا نفسه ابو جهاد. ‘رأيت جثثا مقطوعة الرأس لنساء وأطفال ملقى بهم على الطرق. هذا فظيع. هذا غير انساني. كل الليل ساعدت الناس في الوصول الى المستشفيات’.

ونشر البيت الابيض بعد الاحداث بيانا يتهم سوريا ‘بقتل مئات المواطنين السوريين، بما في ذلك النساء والاطفال’. وشجب الرئيس اوباما ما وصفه بانه ‘هجوم باعث على الصدمة من الحكومة السورية على سكان حمص’ وأعلن بان ليس للرئيس بشار الاسد ‘أي حق في مواصلة قيادة سوريا وان الاسد فقد شرعيته في نظر ابناء شعبه وفي نظر الاسرة الدولية’.

وزير الخارجية الفرنسي آلن جوبيه، قال ان ‘المذبحة في حمص هي جريمة ضد الانسانية، والمسؤولون عنها سيحاسبون على أفعالهم’.

واندلعت امس احتجاجات في السفارات السورية في ارجاء العالم بما في ذلك في مصر، المانيا، اليونان والكويت. بل ان تونس طردت السفير السوري. وتجمع المتظاهرون حول الممثليات كلما اضيفت انباء عن القتلى في التويتر والفيسبوك. في القاهرة هاجم نحو مائة متظاهر السفارة السورية في الثالثة من فجر السبت، وخلعوا الباب الحديدي، حرقوا بعضا من الطابق الاول وخربوا جزءا كبيرا من مكتب السفير.

هآرتس ـ 6/2/2012

لافروف في دمشق اليوم.. الوساطة الروسية وإصلاحات الأسد والحكومة المقبلة أبرز عناوين الزيارة

كامل صقر:

دمشق ـ ‘القدس العربي’ يصل اليوم وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى دمشق يرافقه مدير المخابرات الخارجية ميخائيل فرادكوف للقاء الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين أمنيين، في إطار الجهود الروسية لاحتواء الأزمة السورية المتصاعدة سياسياً وأمنياً.

أجندات سياسية وأخرى أمنية ميدانية في غاية الأهمية ستكون على جدول تلك الزيارة المنظرة اليوم، تقول مصادر سياسية لـ ‘القدس العربي’، مضيفة بأن الرئيس الأسد سيُطلع الوزير لافروف وبالتفصيل على مجمل الخطوات السياسية التي قام بها الأسد منذ اندلاع الأحداث في سورية.

وتتابع المصادر أن لافروف سيستوضح من الأسد عن تصوراته الدقيقة حول تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة في سورية وعن طبيعة تلك الحكومة المقبلة وماهي جهود القيادة السورية لتشكيلها وسينقل بالمقابل لا فروف للأسد وجهة نظر الكرملين حيال آفاق الحلول السياسية الممكنة للأزمة السورية والوساطة الروسية المحتملة لتحقيق تفاهم بين السلطة والمعارضة.

تشير المصادر السورية بأهمية بالغة إلى مشاركة مدير المخابرات الخارجية في هذه الزيارة وتقول انه سيلتقي مسؤولين أمنيين سوريين لتبادل المعلومات الأمنية لا سيما الإقليمية منها والمرتبطة بالملف السوري، وتوقعت المصادر أن يقدم فرادكوف للطرف السوري ما بحوزته من ملاحظات على خروقات أمنية حصلت في الداخل السوري وكيفية تلافي حصول خروقات مثيلة لاحقاً، كما رجحت بأن يكون لدى فرادكوف ملفات استخبارية حول تفاصيل لدى المخابرات الروسية عن آليات دعم تقدمها دول إقليمية للجيش السوري الحر وتحديداً من قبل الجارة تركيا.

وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت أن زيارة الوزير سيرغي لافروف لدمشق تهدف إلى العمل على إحلال الاستقرار في سورية عن طريق تطبيق سريع لإصلاحات ديمقراطية ملحة، وقالت في بيان: إن روسيا ‘تسعى بقوة إلى تحقيق استقرار سريع في الوضع في سورية من خلال التطبيق السريع للإصلاحات الديمقراطية الملحة’، مضيفة: إن هذا هو الهدف من وراء زيارة سيرغي لافروف إلى دمشق في السابع من شباط (فبراير).

سورية تتحول الى ساحة حرب بالوكالة ودعوات لتسليح جيش سورية الحر

بشار لا يفهم الا لغة القوة ونظامه في طريقه للنهاية

لندن ـ ‘القدس العربي’: بعد الفيتو الروسي – الصيني وخيبة امل المعارضة السورية، بدأت الدعوات لتسليح المعارضة تتخذ شكلا اكثر وضوحا، فالاصوات التي كانت تحذر في السابق من مخاطر حرب اهلية، ايقنت ان سورية اليوم تعيش حربا اهلية ويخوضها طرفان واحد معزز بالعتاد واخر يحمل الكلاشينكوفات.

فقد اظهرت احداث الاسبوع الماضي والعملية المستمرة على مدينة حمص المعادلة غير المتساوية بين الطرفين. وجاءت دعوات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينون للعمل خارج مجلس الامن وانشاء مجموعة اصدقاء سورية، لتزيد من وتيرة الدعوات، ومن المتوقع ان تتجه امريكا الى الحل الانساني، خاصة ان خيار الحل العسكري على الطريقة الليبية لا يثير شهية اي من القوى التي شاركت في الاطاحة بنظام القذافي، كما ان تسليح المقاومة السورية يعتبر تدخلا في الشأن الداخلي، ومن خلال دعم انساني ولوجيستي للمعارضة السورية في الداخل الخارج يؤمل ان يقود الى ترجيح كفتي الميزان.

ووجد المعلقون البريطانيون وافتتاحيات الصحف فرصة لصب جام غضبهم على الموقفين الروسي والصيني، حيث اتهمت الدولتان بالعمى بالنسبة للصين والافلاس الاخلاقي لروسيا. ومع ان صحيفة ‘التايمز’ كانت شديدة اللهجة تجاه روسيا الا انها لم تدع للتدخل العسكري بعد، فقد ركزت على اتهام روسيا بالوقوف في وجه الربيع العربي مشيرة الى ان موسكو وقفت ضد الجامعة العربية التي وضعت يدها في يد كل من فرنسا وبريطانيا وامريكا لاصدار قرار يضغط على النظام السوري.

وقالت ان الموقفين الروسي والصيني جاءا على الرغم من استمرار النظام السوري بالقيام بجرائمه ضد شعبه وان محاولاته لاخفاء جرائمه باءت بالفشل مشيرة الى مراسلها ريتشارد بيتسون قد شاهد بام عينه المذابح التي حاول النظام اخفاءها مشيرة الى المقابر الجماعية الكاذبة التي زعم النظام انها من عمل ‘الجماعات الارهابية’. ومع ان الجامعة العربية ولاول مرة في تاريخها تقف موقفا واضحا وقويا حسب الصحيفة فان غطرسة كل من روسيا والصين ادت لافشال قرار من المجلس الامن بسبب ما قالتا انه غير متوازن ويدعو الى تغيير النظام.

واضافت ان الذي يثير للسخرية في الامر ان الدولتين الشيوعيتين السابقتين اللتين نصبتا انفسهما للدفاع عن قضايا العالم الثالث تطلبان من الجامعة العربية التوقف عن دعم تطلعات الشعوب العربية للحرية والكرامة. وتضيف ان موقف الصين الذي لا يخدم الا مصالحها وعماها اضافة الى افلاس روسيا الاخلاقي شجبته الشعوب العربية من المغرب الى الخليج. وتقول ان روسيا مصرة على حماية مصالحها وقاعدتها العسكرية في سورية وكي لا تتعرض مصالحها في المنطقة للتهديد، اما الصين فانها تخشى من اثر الربيع العربي على احتلالها للتيبت حسب الصحيفة.

وتعتقد ان الصين ستخسر فوق كل هذا مصالحها النفطية في سورية والتي تعتبر معبرها الوحيد للبحر المتوسط وكذا روسيا فبالاضافة لمصالحها العسكرية فان اعتمادها على النفط يجعلها تخشى من اي تغيير في النظام. ويرى تحليل اخر لروجر رويز ان هناك ثلاثة عوامل تدفع روسيا للدفاع عن النظام السوري، الاول هو الخشية من خسارتها اكبر زبون للسلاح لها في المنطقة العربية حيث باعت لسورية في الفترة الاخيرة مقاتلات بقيمة اربعة مليارات دولار اضافة لاستثمارات روسية تبلغ قيمتها 20 مليار دولار، والثاني يتعلق بمصالحها في مجال الطاقة خاصة انها لا تستورد اي نفط من الدول العربية الاخرى اما الثالث فروسيا مثل الصين تريد ارسال رسالة واضحة للجماعات الاسلامية في الشيشان وداغستان وانغوشتيا من انه لن يتم التسامح مع اية مقاومة مسلحة.

وفي اتجاه اخر يرى ريتشارد بيستون ان فشل القرار لا يعني نصرا للنظام السوري لان بشار الاسد يواجه تحديين الاول دبلوماسي، فنظامه معزول عربيا ودوليا، وداخلي يتعلق باستمرار المقاومة المسلحة، فجيشه وان لا زال يملك اليد العليا الا ان انتشار المقاومة لكل انحاء البلاد يعني انهاكا لجيشه اضافة لتحد اخر وهو اقتصادي، حيث يتداعى الاقتصاد تحت ضغط العقوبات الدولية ومع ان النظام لم ينته بعد الا ان علامات النهاية تلوح في الافق. وفي تحليل لإيان بلاك في ‘الغارديان’ تحت عنوان ‘كل شيء واضح: سنحرر سورية بأنفسنا’ وجاء فيه ان الرئيس السوري بشار الاسد كان يمارس مهامه في القصر الجمهوري المحصن، يوم الاحد بطريقة اعتيادية، وشارك في احتفالات عيد المولد النبوي، وبعيدا عنه في الشمال كان سكان حمص يدفنون قتلى الهجوم على احيائهم خاصة بابا عمرو والخالدية. واشار الى ان المعارضة عبرت عن خيبة املها من افشال القرار خاصة ان المجلس الوطني السوري الذي يمثل القطاع الاوسع وضع كل بيضه في سلة القرار الاممي. ونقلت عن معارضة قولها ان فشل القرار هو اشارة الى النظام مصر على الحل الامني. وقالت ان كل شيء بات واضحا امامنا ونعرف ماذا سنفعل الآن.

ونقل عن ناشط قوله ان اعادة نظر في الايام المقبلة سيعيد الكثيرون النظر في وضعهم ولن يجدوا طريقا الا دعم المقاومة المسلحة. وقال اخر ‘يجب علينا ان نعتمد على السوريين لتحرير انفسنا’.

وقال التقرير انه على الرغم من غضب امريكا وبريطانيا الا ان الغضب امر والفعل شيء اخر، فالجامعة العربية ستتعرض لضغوط كي تتقدم بخطوات جديدة، كما ان قطر والدول العربية المتشددة تفقد الصبر وهناك شائعات عن تسليح قطري لجيش سورية الحر بمباركة سعودية. كما ان جوي ليبرمان المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة رحب بالخطوة. ويقول التقرير ان زيادة عسكرة الانتفاضة قد يحول سورية الى ساحة حرب بالوكالة بين دول الخليج وايران.

ويشير التقرير ان امكانيات مطروحة من مثل انشاء تحالف الدول المستعدة على غرار ما حدث في كوسوفو والتدخل، ولكن الدعم الامريكي في النهاية هو عن الدعم السياسي للمعارضة والمالي. ولكن ديلي تلغراف ذهبت ابعد من هذا في افتتاحيتها ‘يجب تسليح اعداء الاسد’ حيث قارنت بين مقتل الابرياء في سورية مثل ما حدث في العراق اثناء الحرب الطائفية ما بين عامي 2006 ـ 2007 وقالت ان سورية اصبحت اكثر بلد يشهد حربا دموية في المنطقة. مما يعني انه في غياب اي حل للازمة فان المنطقة بأسرها تواجه تهديدا ولا بد من رد مناسب من الامم المتحدة لكن الرد احبطته روسيا والصين. وتقول ان زيارة سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي اليوم لسورية لن تغير من حقيقة ان روسيا لم تعد وسيطا يمكن الوثوق به. وتساءلت عما يمكن فعله الآن في وجه ما وصفه ويليام هيغ ‘ساعة العار’ وتجيب بالقول ان مجموعة اصدقاء سورية التي تشبه مجموعة الاتصال من اجل دعم الثوار الليبيين وان لن تدعو للتدخل العسكري فعليها التفكير بدعم جيش سورية الحر بالسلاح، لان كل الادلة تظهر ان القوة هي الوسيلة الوحيدة لانهاء حكم الاسد.

لكن صحيفة ‘اندبندنت’ تقول ان دعم المعارضة بالسلاح لن يؤدي الا توسيع واطالة عمر الصراع. والمشكلة التي تواجه المعارضة ان الدول الغربية خاصة امريكا استبعدت التدخل العسكري فقد نقل عن مسؤول امريكي قوله ‘لا توقع ليبيا اخرى’، ولكن الادارة لا تستبعد انه في حالة استمرار العنف والذبح امكانية قيام دولة لتقديم الدعم من مثل السعودية وقطر وتركيا. وحتى الآن تجنبت الولايات المتحدة التدخل بشكل مباشر في الازمة خشية ان تعطي ايران حليفة النظام السوري مبررا، ومع ذلك فهي متأكدة ان الاسد لن ينجو من الازمة ويعيد السيطرة على البلاد، ولكن ادارة اوباما ترى ان خروجه لن يكون سهلا كما في مصر وتونس. وتخشى الادارة من عواقب واثار انهيار النظام السوري الذي لن ينحصر تأثيره في داخل سورية بل سيمتد الى لبنان والاردن واسرائيل. وفي النهاية فان وضع سورية اليوم بات يشبه افغانستان التي اجتاحها السوفييت في ثمانينات القرن الماضي اكثر من عراق ما بعد 2003.

جنبلاط انتقد الاستعراضات بتقارير عن الجيش السوري الحر

سعد الياس

بيروت – ‘ القدس العربي ‘ إنتقد رئيس ‘جبهة النضال الوطني’ النائب وليد جنبلاط بشدة العملية الامنية التي نفّذها الجيش اللبناني في شمال لبنان لمنع التهريب عبر الحدود اللبنانية السورية وللبحث عن عناصر من الجيش السوري الحر قيل إنهم دخلوا الى الاراضي اللبنانية.

وحمل على الفيتو الروسي والصيني في مجلس الامن قائلاً في موقفه الاسبوعي لجريدة ‘الانباء’ الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي’ لقد أتت ممارسة حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي من روسيا، ثم الصين، لتقضي على ما تبقى من مبادرة الجامعة العربية التي حاولت ترتيب حل سياسي للازمة في سورية يفضي الى الخروج من الاحادية ونظام الحزب الواحد والحاكم الاوحد نحو ارساء التعددية والديمقراطية والتنوع بعيداً عن الوعود الاصلاحية الوهمية التي لم تتحقق ولن تتحقق.

ولقد جاء هذا الفيتو بمثابة صفعة للشعب السوري الذي يطالب بحقوقه المشروعة في الحرية والديمقراطية واهانة للثورة السورية التي ارادت الخروج من الديكتاتورية نحو الديمقراطية. وسيعطي هذا الفيتو المزيد من الوقت للنظام للاستمرار في استخدام العنف وارتكاب المجازر وقتل الابرياء في جميع انحاء سورية دون استثناء.وهذا الفيتو المزدوج هو ايضاً اهانة لكل الشعوب العربية الطامحة لنيل حريتها والباحثة عن مستقبل افضل في بلدانها بعد ان قبعت بمعظمها لعقود وعقود تحت نير الظلم والاستبداد والقمع والاذلال. فهذا الفيتو يتناقض اقله من هذه الزاوية، مع حقوق الانسان الاساسية والطبيعية التي اقرتها المواثيق والقوانين والاعراف الدولية.

وهذا الفيتو يأتي بعد ثلاثين عاماً على مجزرة حماه، وكأنه يعطي الضوء الاخضر في مكان ما لتنفيذ مجزرة مشابهة في مدينة حمص في محاولة لإركاعها، وقد نفذت امس الاول مجزرة كبيرة فيها بهدف تهديمها وتهجير اهلها وتيئيسهم وثنيهم عن المطالبة بحقوقهم المشروعة واجبارهم على الخضوع. فمصير الوحدة الوطنية وعروبة سوريا بات مرتبطاً بمصير مدينة حمص’.

واضاف النائب جنبلاط ‘أما لبنانياً، فإذا كانت سياسة النأي بالنفس ربما تصلح في المحافل العربية والدولية نظراً لخصوصية الموقف اللبناني ازاء الازمة السورية، فإنها لا تجدي في طريقة التعاطي مع النازحين السوريين الذين آن الاوان للسلطات الرسمية ان تعترف بوجودهم، فهم بمثابة شعب منكوب يحتاج الى العون والمساعدات الطبية والاجتماعية والغذائية والانسانية بكل اشكالها. وهذا افضل من الاستعراضات العسكرية المجوقلة في المناطق الحدودية الشمالية. وهل نسينا ان الشعب السوري قد استقبل عشرات الآلاف من اللبنانيين النازحين اثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان، من هنا، يكفي التلطي خلف مقالات صحافية وتقارير اعلامية مشبوهة حول الجيش السوري الحر واعتبارها ذريعة للتقاعس عن القيام بالواجبات الانسانية او للانقضاض على النازحين. وكان حرياً ببعض الاجهزة الامنية اللبنانية ان تمنع بعض ‘الشبيحة’ من قرى جبل لبنان من الذهاب الى جبل العرب في سورية للقتال ضد الثوار والمناضلين الذين يرفضون السكوت عن الواقع القائم ويناضلون في سبيل التغيير’.

وفي سياق متصل، عرض وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل مع السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن ابادي، في حضور المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي والمدير العام للامن العام بالوكالة العميد فؤاد خوري، لآفاق التعاون بين البلدين.وبعد اللقاء قال ابادي: ‘تناولنا سبل التعاون بين الجمهوريتين الاسلامية الايرانية واللبنانية، وبين وزارتي الداخلية في البلدين’.

واضاف: ‘تطرقنا الى الخبر المنشور حول نقل المهندسين المخطوفين الايرانيين في سورية الى لبنان للتأكد من صحته او عدمها. سمعنا بهذا الخبر وطلبنا من الحكومة اللبنانية متابعة هذا الموضوع حتى تقوم بالاجراءات اللازمة لاطلاق سراحهم في حال كان الخبر صحيحاً’.

رفعت الأسد: لست طامعا في السلطة ونهاية بشار لن تكون مرضية

جاكلين زاهر:

القاهرة ـ أكد رفعت الأسد عم الرئيس السوري بشار الأسد أنه لم يقصد من مبادرته التي طرحها مؤخرا لحل الأزمة السورية أن يقدم نفسه كبديل أو مرشح للرئاسة بسورية، مشددا على أنه غير طامع في أي سلطة بسورية وإنما طامح فقط إلى تجنيب وطنه مخاطر الانقسام والحرب الأهلية الطائفية.

وأوضح الأسد في حوار هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية من القاهرة أنه يسعى لإيجاد حل منطقي للأزمة يرضي جميع الأطراف عبر تشكيل قيادة جماعية ‘أكون جزءا منها أو ممثلا لها، وهي في تصوري لجنة مهنية من الخبراء والمهنيين فقط”تتولى استلام وتسليم السلطة من النظام للشعب خلال فترة انتقالية محددة، وبعدها سأعود لصفوف الشعب كأي مواطن’.

وأردف: ‘المبادرة في اعتقادي تبدأ بالدبلوماسية العائلية، فعلى العائلة أن تتدخل بإقناع الرئيس بالتنحي طواعية وإذا فشلت مساعينا”فبالمبادرة حل برعاية عربية وربما أيضا برعاية دولية أو قد تسهم تلك الأطراف جميعا في تقديم حل يجنب البلاد حربا طائفية تقترب نذرها’.

وكشف الأسد عن وجود تأييد واسع داخل عائلة الأسد لمبادرته بالرغم من رفض الرئيس السوري لها، وقال: ‘كل العائلة معي ما عدا الرئيس.. أما أخوه ماهر فهو لا يعمل بالسياسة ولا يتدخل بها’.

وفي رده على تساؤل حول رفض البعض أن يقدم أحد أفراد عائلة الأسد حلا للأزمة السورية باعتبار أن آل الأسد كانوا بالأساس جزءا من صناعة تلك الأزمة طوال 40 عاما، قال: ‘هذه حالة ارتباك يتم فيها التقاذف بالكلمات.. وآسف أن العائلة لم تكن تتحمل المسؤولية على نحو كامل ولكنها في الحقيقة لم تكن تملكها كما يتصور البعض خطأ’.

وأوضح الأسد أنه كان يتوقع ما حدث بمجلس الأمن بخصوص التصويت على قرار بشأن سورية وما نتج من فيتو روسي وصيني على مشروع القرار.

وتابع: ‘أرى أن ما حصل”ليس مسؤولية روسيا فقط وإنما أيضا مسؤولية الجامعة العربية والمعارضة السورية لأنهم تسرعوا بتدويل الملف دون تزكيته بتقرير مكتمل ومستوفى’، واصفا المبادرة العربية بأنها لم ترق بالأساس لطلبات الثورة.

ولفت الأسد إلى أن كثيرا من الدول العربية”كانت تدرك من البداية أن مطالب الجامعة”لمجلس الأمن لا يمكن تحقيقها لصعوبة ذلك ولكنها كانت في حيرة من أمرها ما بين تقرير المراقبين العرب الذي حمل إدانة لطرفي الصراع وبين ضغط الشارع الذي يريد التدويل ولهذا وافقت على الذهاب لمجلس الأمن في محاولة لرفع المسئولية عن كاهلها.

واستبعد الأسد أن يصدر أي قرار بالتدخل العسكري من جانب مجلس الأمن في سورية، وأوضح: ‘هناك صراع نفوذ على المنطقة مع إيران، ولذلك فالتدخل العسكري محفوف بمخاطر كثيرة والجميع يعرف ذلك’.

وفي رده على تساؤل حول إمكانية قيام تركيا بفتح ممرات آمنة داخل سورية، قال الأسد: ‘ممرات آمنة تعني إعلان حرب من تركيا على سورية، ويمكن أن يتطور هذا لحرب إقليمية’.

وأبدى الأسد تفهمه لحمل المدنيين للسلاح، وقال ‘الأهالي بسورية بحاجة إلى حمل السلاح للدفاع عن النفس’.

وحول ما إذا كان يتوقع انقلاب الجيش على النظام، أجاب ‘الجيش جزء من الشعب وجيش سورية سيبقى وطنيا ولن يقف مكتوف الأيدي إذا طال الزمن بهذه الاضطرابات’.

ووصف الأسد أطياف المعارضة السورية بالداخل والخارج بأنها ‘معارضة غائبة’، وقال إنها ‘لم ترق لتمثل واقع الثورة على الأرض.. وربما هي في طريقها فقط إلى الاقتتال مع بعضها البعض’.

وحول موقفه من الإخوان المسلمين، أجاب الأسد :’أنا قلت مرارا أنه في سبيل وقف نزيف الدم لن أتردد في أن أعمل مع كل الناس بما فيهم الأخوان المسلمون’، واستدرك: ‘لكني لا أعتقد أن إخوان سورية يفكرون بالسلطة كما يتخوف البعض، فالوضع في سورية مختلف عن غيره من دول المنطقة وإخوان سورية مختلفون عن الإخوان بباقي الدول العربية، كما أنهم ليسوا أكثرية في سورية’.

وأضاف: ‘ولو فرض أنهم حكموا فإنهم سيسيئون لأنفسهم خلال شهور أو سنوات قليلة وهذا سيكون خطأ لا يمكن تصحيحه إلا بثمن كبير جدا ستدفعه سورية شعبا ووطنا، وهو يدركون ذلك جيدا’.

جدير بالذكر أن رفعت الأسد كان مسؤولا بين عامي 1966 و1984 عن سرايا الدفاع، التي يتردد أنها كانت من أقوى فرق الجيش العربي السوري التي شاركت في مجزرة حماة عام 1982 التي هدف النظام منها سحق تمرد من جماعة الإخوان المسلمين.

وتوقع الأسد العم أن يلقى بشار الأسد ‘مصيرا غير مرضيا إذا ما استمر على موقفه الرافض للتنحي طواعية عن السلطة’.

وقال: ‘أنا لم أوافق على تولي بشار المسؤولية بعد وفاة أبيه ولكني قلت أنه أمر واقع وليس أمرا مشروعا : فأنا أعرفه جيدا فهو لم يمارس السلطة في يوم من الأيام’.

وثمن الأسد كلا من الدور القطري والتركي بالأزمة، رافضا ما يتردد عن وجود مصالح أو دوافع خاصة بهما، وقال ‘الدور التركي مفروض بحكم الجوار والدور القطري مدفوع بالمسؤولية القومية والإنسانية’.

ورأى أن تعامل النظام مع الأزمة فرض على عدة دول أحد خيارين : إما أن تكون مع هذا النظام أو أن تكون مع القضية الإنسانية، وتساءل ‘ألم تكن قطر قبل أحداث الربيع العربي بل وبعده أيضا لعدة شهور قليلة على علاقة جيدة مع النظام بسورية؟ أي دور هذا الذي تطمح إليه دولة بالمنطقة اليوم؟ لا توجد أدوار.. كل واحد في المنطقة خائف أكثر من الآخر’.

أما فيما يتعلق بالموقف الإيراني، فقال ‘إيران بلد مجاور كتركيا وهذا الجوار يدفعها إلى عدم الوقوف مكتوفة الأيدي في حالة نشوب صراع بالمنطقة، وعلى الجميع إدراك ذلك’.

واستبعد وجود تنسيق قطري غربي لاستهداف إيران من خلال سورية، وقال ‘الدول كلها لها مصالح تتشابك مع بعضها البعض، ولكني لا أعتقد أن أحدا بقطر أو غيرها يفكر في أن إيران ستصبح”الامبراطورية الكبرى بالعالم حتى يجري التآمر والتنسيق مع قوى دولية لتضرب سورية أولا تمهيدا لعزل إيران وضربها’. (د ب ا)

أوباما: من الممكن حل الازمة السورية دون تدخل عسكري

امريكا تغلق سفارتها في دمشق بسبب العنف في سورية

واشنطن ـ رويترز: أعلنت الولايات المتحدة الاثنين اغلاق سفارتها في دمشق بسبب تدهور الوضع الامني الامر الذي يزيد عزلة دمشق بسبب الحملة الدموية لقمع الاحتحاجات المناهضة للحكومة.

وقالت وزارة الخارجية الامريكية التي سبق ان حذرت في اواخر الشهر الماضي من انها ستغلق السفارة مع لم يتم التصدي لبواعث قلقها الامنية انها علقت عمليات السفارة وسحبت كل موظفيها بما في ذلك السفير روبرت فورد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند في بيان ‘عبرنا نحن وعدة بعثات دبلوماسية اخرى عن بواعث قلقنا بشأن الامن للحكومة السورية لكن النظام لم يستجب بشكل كاف’.

وقالت نولاند ان فورد سيحتفظ بمنصبه سفيرا للولايات المتحدة في سورية وسيعمل هو وفريقه من واشنطن.

واضافت ‘سيحاقظ السفير فورد هو ومسؤولون امريكيون كبار اخرون على الاتصالات مع المعارضة السورية وسيواصلون جهودنا لدعم الانتقال السياسي السلمي الذي يطالب به الشعب السوري بشجاعة بالغة’.

ويأتي قرار الولايات المتحدة اغلاق سفارتها في دمشق بعد ان استخدمت روسيا والصين حق النقض الفيتو لمنع صدور قرار في مجلس الامن الدولي كان يحظى بتأييد الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والعرب وكان من شأنه ان يعتمد خطة الجامعة العربية الداعية الى تخلي الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة.

الى ذلك تعهد الرئيس الامريكي باراك أوباما بفرض العقوبات وزيادة الضغوط على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد حتى تتخلى عن السلطة لكنه قال انه يمكن حل الازمة السورية دون تدخل عسكري من الخارج.

وقال أوباما في مقابلة مع برنامج (توداي) في ان.بي.سي ‘أعتقد انه من المهم جدا لنا محاولة حل هذا الامر دون اللجوء الى تدخل عسكري من الخارج. وأعتقد ان هذا ممكن’.

الأسد: مستعدون للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار

أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، اليوم، استعداد بلاده للتعاون مع اي جهد يدعم الاستقرار في سوريا، وذلك بعد ساعات من تأكيد دول مجلس التعاون الخليجي قطع علاقاتها الدبلوماسية بـ«النظام السوري»، فيما أكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستبادر مجدداً بشأن سوريا مع الدول المعارضة للنظام، بعد فشل الأمم المتحدة في وضع حد للأزمة. إلى ذلك، دعا المجلس الوطني السوري و«الجيش السوري الحر»، في نداء مشترك اليوم، رجال الأعمال السوريين والعرب الى المساهمة في تمويل عمليات «الدفاع عن النفس» وحماية المناطق المدنية.

أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، اليوم، استعداد بلاده للتعاون مع اي جهد يدعم الاستقرار في سوريا، وذلك خلال لقائه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.

وشكر الأسد روسيا على مواقفها في مجلس الامن الدولي، في اشارة الى الفيتو الذي وضعته موسكو على مشروع قرار يدين قمع الحركة الاحتجاجية في البلاد.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» ان الاسد جدد «استعداد سوريا للتعاون مع اي جهد يدعم الاستقرار» في البلاد، مضيفاً أن سوريا «رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للازمة والتزمت خطة عمل الجامعة العربية التي اقرت في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب بالرغم من عرقلة بعض الاطراف العربية لعمل البعثة».

ولفتت الوكالة إلى أن الأسد «شكر باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها في مجلس الامن الدولي وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدلا من التصعيد وسياسة الاملاءات التى تمارسها بعض دول هذا المجلس».

أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي، عصر اليوم، أنها قررت الطلب من سفراء «النظام السوري» مغادرة أراضيها على نحو فوري، وسحب جميع سفرائها من دمشق، منددة بـ«المجرزة الجماعية ضد الشعب الأعزل في هذا البلد»، وفقاً لبيان رسمي.

واكد البيان أن السعودية، رئيسة الدورة الحالية للمجلس، قررت سحب السفراء من سوريا و«الطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة اراضيها وعلى نحو فوري»، موضحاً أن هذه الخطوة تأتي «بعدما انتفت الحاجة إلى بقائهم إثر رفض النظام السوري كل المحاولات، وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة، وحقن دماء الشعب السوري».

واشار البيان إلى أن الدول الخليجية «تتابع ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا، الذي لم يرحم طفلاً او شيخاً أو امرأة، في أعمال شنيعة اقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب الأعزل دون أي رحمة»، مضيفاً إن «دول المجلس ترى أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الاسبوع المقبل أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة امام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري، بعدما قاربت الازمة السنة دون أي بارقة أمل للحل».

واكد البيان أن دول الخليج «تشعر بالأسى البالغ والحزن الشديد على هدر الأرواح البريئة، وتكبد التضحيات الجسيمة، لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي، لكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دون اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته».

من ناحية أخرى، أعلن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم، أن تركيا ستطلق مبادرة جديدة بشأن سوريا مع الدول المعارضة للنظام السوري، بعد فشل الأمم المتحدة في وضع حد للأزمة.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، «إننا نبذل المساعي الرامية إلى تأسيس السلام والاستقرار في سوريا.. وسنقيم تعاوناً مع الدول الواقفة إلى جانب الشعب السوري لا إلى جانب الإدارة السورية.. وإننا نواصل استعداداتنا بهذا الشأن، كما سنواصل دعمنا لمبادرات جامعة الدول العربية».

وأكد أردوغان أن بلاده ستطلق مبادرة جديدة مع الدول المعارضة للنظام السوري بعد فشل الأمم المتحدة بوضع حد للأزمة السورية، من دون إعطاء تفاصيل إضافية عن ماهيتها.

وخاطب أردوغان الرئيس السوري، بشار الأسد، قائلاً: «أريد أن أتوجه إلى الأسد بلغته: يا بشار إن من دقَّ دُقَّ»، مضيفاً إن «الطريق الذي تسير فيه أيها الرئيس السوري بشار الأسد هو طريق مسدود.. وأوصيك للمرة الأخيرة بالرجوع عن هذا الطريق قبل إراقة المزيد من الدماء، وقبل أن تزهق أرواح المزيد من الأبرياء».

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، انه عقد لقاءً «مفيداً جداً» مع الرئيس الأسد، الذي وعده بالعمل «على وقف اعمال العنف مهما كان مصدرها».

وأكد لافروف، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية في ختام اللقاء الذي جرى في دمشق، أنه «عقدنا لقاءً مفيداً جداً. وأكد لنا الرئيس السوري انه ملتزم بالكامل بالعمل لوقف أعمال العنف مهما كان مصدرها»، مشدداً على أن روسيا مستعدة لمواصلة البحث عن حل للأزمة في سوريا، استناداً الى مبادرة الجامعة العربية.

كذلك، قال لافروف «أكدنا حسن نيتنا للمساهمة في التوصل الى مخرج للازمة على اساس المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية»، مشيراً إلى أن سوريا تريد استمرار مهمة الجامعة العربية في البلاد، وموضحاً أنها «أبلغت الجامعة العربية أنها مهتمة بأن تواصل الجامعة عملها، وأن يجري توسيعه».

وقال لافروف إن الرئيس السوري سيعلن قريباً موعد الاستفتاء على دستور جديد، جرى الانتهاء من صياغته، لافتاً إلى أن «الرئيس الأسد قال لي إنه سيلتقي في الأيام المقبلة اللجنة التي تولت صياغة مشروع الدستور الجديد. انتهى العمل وسيعلَن موعد الاستفتاء على هذه الوثيقة المهمة جداً لسوريا».

من جهة أخرى، دعا المجلس الوطني السوري و«الجيش السوري الحر» في نداء مشترك، اليوم، رجال الأعمال السوريين والعرب الى المساهمة في تمويل عمليات «الدفاع عن النفس» وحماية المناطق المدنية.

وجاء في بيانهما، «نوجه دعوة حارة الى رجال الأعمال السوريين والعرب للمساهمة المباشرة والفاعلة في التمويل المشروع لعمليات الدفاع عن النفس، وحماية المناطق المدنية في إطار الجيش السوري الحر، وتأمين الإمكانات اللازمة لحماية جبهتنا الداخلية». وأوضح النداء أن «الإمكانات المتوافرة لا تكفي لصد الهجمة (من النظام) التي تلقى دعماً وتمويلاً من قوى إقليمية ودولية توفر السلاح والذخائر للنظام». وحثّ المجلس الوطني السوري، بحسب النداء، «الدول العربية الشقيقة وأصدقاء الشعب السوري على المساهمة في دعم شعبنا وتمكينه من صد هجمات النظام الوحشية»، محمّلاً «المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عما ستؤول إليه الأمور، في حال ترك النظام يتصرف على هذا النحو الدموي والإجرامي في وجه شعب أعزل».

من جهتها، أكدت وزارة الداخلية السورية أن عملية ملاحقة «الإرهابيين» ستتواصل حتى استعادة الأمن في حمص، مشيرةً الى مقتل عشرات «الإرهابيين». وأشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) الى أن «الجهات المختصة عمدت صباح أمس الى ملاحقة عناصر المجموعات الإرهابية في عدد من أحياء حمص، واشتبكت معها، ما أدى إلى سقوط ستة شهداء و11 جريحاً من الجهات المختصة، ومقتل العشرات من الإرهابيين، وإلقاء القبض على عدد آخر».

وأضاف البيان إن «عدداً من العناصر الإرهابية استسلموا بعد محاصرتهم في أوكارهم، التي عثر فيها على كميات كبيرة من الأسلحة، من ضمنها قنابل يدوية إسرائيلية، وعبوات ناسفة وأسلحة آلية متنوعة وذخيرة وبدلات ورتب عسكرية».

إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، اليوم، أن 11 من الزوار الإيرانيين الـ 22 الذين خطفتهم مجموعات مسلحة في الأسابيع الماضية في سوريا، قد أفرج عنهم. وقال في تصريح صحافي إنه «بمساعدة دولة صديقة جرى الإفراج عن 11 من الزوار» الإيرانيين. وكان 22 من الزوار الإيرانيين قد خطفوا في الأسابيع الماضية على أيدي مجموعات مسلحة في سوريا. وإثر عمليات الخطف هذه، منعت إيران رعاياها من التوجه براً الى سوريا، ويتوجه مئات آلاف الإيرانيين سنوياً لزيارة ضريح السيدة زينب جنوب دمشق.

من جانبه، دعا تيار بناء الدولة السورية، المعارض، جامعة الدول العربية الى إرسال بعثة المراقبين الى مدينة حمص لحماية المدنيين. وطالب التيار في بيان له، اليوم، «جامعة الدول العربية بإعادة إرسال بعثة المراقبين إلى سوريا وتركيز وجودهم في حمص والمناطق التي تتعرض لاجتياح عسكري من قبل أجهزة السلطة، بل وعلى الجامعة أن تعمل على زيادة عدد المراقبين وإرسال خبراء عسكريين».

(أ ف ب، سانا، يو بي آي)

الأحبار

لاءات موسكو للأسد: لا للتدخّل، لا للتنحّي، لا للمسلّحين

تتزامن الجهود الديبلوماسية، الموالية كما المناوئة، مع التصعيد الأمني، من غير أن يقودا معاً، أو أحدهما، إلى انفراج في الحرب الدائرة بين نظام الرئيس بشّار الأسد ومعارضيه، بشقّيهم السلمي والمسلح. في ظلّ عالم منشطر نصفين حيالها، باتت المسألة السورية أزمة دولية

نقولا ناصيف

تنقضي اليوم، مع وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف إلى دمشق، عشرة أيام على قرار الرئيس السوري بشّار الأسد، في 26 كانون الثاني، الحسم العسكري ضد معارضيه المسلحين في أرياف دمشق وحمص وإدلب، وخوض حرب شوارع معهم. ومع أن زيارة الوفد الروسي لا تقلّل وطأة الحسم، ولا تأتي حكماً لوقفه، أو حمل القيادة السورية على إلقاء السلاح في وجه معارضيها، إلا أنها تبرز، في توقيتها، مزيداً من الدعم الروسي للأسد في خطوة عاجلة، تالية لاستخدام موسكو الفيتو في مجلس الأمن في الرابع من الشهر الجاري.

وبحسب جهات واسعة الاطلاع على علاقة دمشق بموسكو، تكمن الزيارة في المعطيات الآتية:

1 ـــ أنها الأولى للافروف إلى دمشق منذ اندلاع الاضطرابات في سوريا في 15 آذار 2011. وتأتي تحت عنوان عريض معلن هو استكشاف موقف القيادة السورية من التطورات الأخيرة، وعنوان آخر مضمر يتناول الإجراءات التي اتخذها الأسد في سبيل استعجال سيطرته على أوسع نطاق من البلاد.

2 ـــ أنها من المرات النادرة في مجلس الأمن، بعد 5 تشرين الأول، التي استخدمت روسيا والصين فيها فيتو مزدوجاً في قرار يستهدف النظام السوري. لم تدرج موسكو على استخدام هذا السلاح تكراراً كواشنطن التي لجأت إليه حتى الآن 200 مرة على الأقل دفاعاً عن إسرائيل، ولم تعتد كذلك استخدامه مرتين على التوالي من أجل دولة واحدة كسوريا. الأمر نفسه بالنسبة إلى الصين التي لا تستخدم الفيتو دفاعاً عن بلاد بعيدة عن حدودها. وهو سلاحها في منطقة نفوذها في الشرق الأقصى، من أجل كوريا الشمالية مثلاً.

إلا أن دمشق تبلّغت أكثر من مرة، قبل الفيتو وبعده، دوافع اتخاذه. وهي أن ما يجري في سوريا بات في صلب المصالح الاستراتيجية لروسيا. اطمأن الأسد، وتيقن ممّا اطّلع عليه، إلى الآن على الأقل، من جدّية موقف موسكو حياله، وهو أنها لن تتخلى عنه. بل باتت دمشق أكثر اطمئناناً، بعدما أصبحت المسألة السورية أزمة دولية تورّط فيها الغرب والشرق معاً، وأذِنت الفيتوات المتبادلة بحرب باردة تضمن التوازن في الشرق الأوسط، وترجّح كفة النظام في البقاء ومقاومة الضغوط الدولية، وتشلّ مقدرة مجلس الأمن على التحرّك. في ظلّ حرب باردة كهذه، لا قرار يصدر عن مجلس الأمن.

3 ـــ يحضر لافروف إلى العاصمة السورية متسلّحاً بثلاث لاءات يُنتظر أن يُعيد تأكيدها في محادثاته مع المسؤولين السوريين، وخصوصاً الأسد: لا للتدخل العسكري في سوريا، لا لتنحّي الرئيس السوري، لا لسيطرة المسلحين على أجزاء من البلاد. بيد أن موسكو تتمسّك أيضاً بالحوار الداخلي بين الرئيس السوري ومعارضيه.

وتبعاً للمطّلعين أنفسهم، تكمن مخاوف موسكو ــــ وهو مبعث تشجيعها الأسد على الحسم العسكري ــــ في أن اتفاقاً بين الرئيس السوري ومعارضيه تناوئه الجماعات المسلحة من شأنه نسف كل جهود التسوية الداخلية. لذا تميل إلى إخراج هؤلاء من المعادلة بغية ضمان نجاح حوار داخلي تدعو إليه روسيا.

بل الواقع أن لروسيا موقفاً تبلغته القيادة السورية قبل أشهر، وهو أن لا تسوية بلا الأسد. الرئيس السوري سقف أي حوار وطني وخطة للإصلاحات لإخراج البلاد من محنتها. بعد المبادرة العربية الأخيرة التي نادت بتنحّي الأسد، أصبحت موسكو أكثر تشبّثاً به.

خيار تدريجي

في ضوء الموقف الروسي واطمئنانها إلى دعمه لها، أجرت القيادة السورية على أثر مبادرة الجامعة العربية، في 22 كانون الثاني، مراجعة للخيارات المفتوحة أمامها. واستندت بدورها إلى ملاحظات:

أولاها، ارتفاع وتيرة العنف والنزاع المسلح مع بدء مناقشات غير رسمية في مجلس الأمن لوضع مشروع قرار يدعم مبادرة الجامعة بغية إحراج الروس، بالتزامن مع قرار الجامعة سحب فريق المراقبين العرب وإنهاء مهمتهم تماماً. وقد نظرت دمشق بإيجابية إلى مهمتهم عندما وثّقوا هجمات مسلحين على رجال الجيش والشرطة والمنشآت العامة، ودعموا وجهة نظر القيادة السورية بأن الجيش يُواجه مسلحين وليس متظاهرين عُزّلاً. ثم وجدت القيادة في سحب المراقبين بعد إنهاء مهمتهم رسالة إلى النظام بأن عليه الاستعداد للدخول في الفوضى، مع إعلان دعم المعارضة المسلحة. ولاحظت دمشق أن الجامعة تطلب من الأسد وقف العنف والتخلي عن صلاحياته والانكفاء، وتعمل في الوقت نفسه على مدّ المسلحين بالمال والسلاح.

ثانيتها، أن لا حسم عسكرياً شاملاً في حال كالتي تتخبّط فيها سوريا، ولا مُدد زمنية نهائية له. لكن في وسع الجيش اتخاذ إجراءات بحسم متدرّج تعبّر عنه سياسة الاستعادة بالقضم الذي يبدأ من المناطق الأكثر أهمية وسخونة، والأكثر عرضة للتهديد: أرياف دمشق وحمص وإدلب.

منذ 27 كانون الثاني، بدأت الحملة العسكرية من ريف دمشق. نُظِر بداية إلى هذا الريف على أنه هدف سهل رغم سيطرة المسلحين على بعض القرى وإغلاقها في وجه السلطة. سرعان ما استعادتها هذه. إلا أن التحرّك الفعلي للحسم العسكري هو في ريفي حمص وإدلب، نظراً إلى اتصال كل منهما بحدود سوريا مع لبنان وتركيا.

كانت هذه الحدود مصدر تسلّل مسلحين وتهريب أسلحة. عدّت القيادة السورية ريف حمص بؤرة مثالية للتيّارات المتشدّدة ولمسلحين كانوا يُستخدمون في مقاومة الجيش الأميركي في العراق ويلوذون بحمص، فضلاً عن الامتدادين الجغرافي والأمني الذي يُسهّل الانتقال والتهريب بين حمص وشمال لبنان. الأمر نفسه بالنسبة إلى القرى المتاخمة في ريف إدلب للحدود مع تركيا، فشنّ الجيش هجمات عليها.

وتبعاً لقرار الحسم الذي اتخذته القيادة السورية، اقترن بصنفي عمليات عسكرية: هجمات على القرى والبلدات التي يسيطر فيها المسلحون، والانتشار على حدود ريفي حمص وإدلب لمنع تهريب أسلحة إلى الداخل السوري، وقطع طرق يستخدمها أفرقاء لبنانيون والسلطات التركية لمدّ المسلحين بالسلاح أو توفير ملاذ آمن لهم.

ثالثتها، أن الجيش وأجهزة استخباراته أصبحا أكثر استيعاباً لما يجري في البلاد. شكّل انفجار الاضطرابات واتخاذها نشاطاً مسلحاً مفاجئاً راح يتفاقم في الأشهر الأربعة الأولى، صدمة ضعضعت قدرات الجيش وهو يواجه عصياناً لم يكن خبره لأربعة عقود، إذا كان لا بد من استثناء الصدام المسلح مع الإخوان المسلمين بين عامي 1976 و1982 وبلغ ذروة في أحداث حماة في 2 شباط 1982. وإذا بالمؤسسة العسكرية والأمنية أمام فوضى غير مألوفة تطلّبت بعض الوقت لاستيعاب التهديدات، قبل أن يبادر الجيش في الأشهر الأخيرة إلى استعادة المبادرة العسكرية.

كانت مراجعة القيادة العسكرية لأخطائها التي ترجّحت بين النقص في المعلومات والتراخي وتجاهل قدرات الخصم، إضافة إلى ما تعتبره حالات فرار ــــ والمقصود بذلك الانشقاق ــــ بنسبة لم تزد على 10 في المئة، ولم يُتح للمعارضة العثور على لواء واحد من 2000، وعميد واحد من 10 الآف في الجيش تضعه على رأس الانشقاق … قد قادتها إلى إيلاء الحسم العسكري أولوية استعادة السيطرة على البلاد.

إيطاليا تتشاور مع الجامعة العربية لنشر مراقبين في سوريا

وكالة الأنباء الكويتية – كونا

روما: تبحث إيطاليا مع الجامعة العربية امكانية تكثيف نشر مراقبين دوليين في سوريا ضمن الخطة العربية كأحد السبل المطروحة لوقف فوري “للعنف الدموي ضد المدنيين” وصولا الى حل سياسي للأزمة.

وقال وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي في تعقيب على قرار حكومته استدعاء سفيرها في دمشق “لقد استدعيت السفير للتشاور بسبب حاجتنا الى التفكير بشكل عاجل حول ما تشهده سوريا” والذي وصفه بموجة من “المذابح والعنف غير المسبوق” التي يجب أن تتوقف وأن يكون الحل سياسيا.

وذكر تيرسي في هذا الصدد أنه يجري مشاورات وثيقة مع بلدان الجامعة العربية وبشكل خاص الأمين العام للجامعة نبيل العربي وبعض أهم البلدان ووزراء خارجية اوروبيين من أجل التعرف بعد فشل التصويت في مجلس الأمن عما “اذا كانت هناك سبل أخرى سواء في الاطار الدولي أو بدعم خطة الجامعة العربية”.

واشار الى امكانية “تعزيز بعثة المراقبين بشكل حاسم بحضور واسع ومهم يمكنه تأمين وقف العنف والمذابح التي ترتكبها قوات النظام في حق المدن والشعب السوري”.

وقد أعلنت وزارة الخارجية في وقت سابق اليوم أن وزيرها أصدر تعليماته باستدعاء السفير الايطالي في دمشق أكيلى أميريو للتشاور مع الابقاء على السفارة الايطالية “مفتوحة تواصل عملها من أجل توفير الرعاية لمواطنيها الموجودين في سوريا ومتابعة تطورات الأزمة الجسيمة الجارية عن كثب”.

واشنطن “تشكك” في تعهدات الاسد للافروف

أ. ف. ب.

واشنطن: ابدت الولايات المتحدة الثلاثاء شكوكها في التعهدات التي قطعها الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ودعت دمشق الى وضع حد فوري للعنف.

وفي مؤتمر صحافي، انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيتكوريا نولاند الوعود الجديدة التي اطلقها الاسد في شان الاصلاحات الديموقراطية، وذلك بعد ثلاثة ايام من الفيتو الروسي والصيني ضد قرار دولي يدين القمع في سوريا.

وقالت المتحدثة “تدركون لماذا يشكك المجتمع الدولي باسره (في هذه التعهدات) عندما نرى ان الاسد يعيد المقترحات نفسها التي قدمها منذ اشهر واشهر واشهر بدلا من الاهتمام بوضع حد للعنف” في سوريا.

وصرح لافروف الثلاثاء في دمشق بانه عقد لقاء “مفيدا جدا” مع الاسد، ونقل عنه التزامه العمل “على وقف اعمال العنف ايا كان مصدرها” في بلاده مضيفا ان الاسد سيعلن قريبا جدولا زمنيا لاستفتاء حول الدستور.

واضافت المتحدثة ان هذه الفكرة “اشبه بوعد جديد قطعه نظام الاسد يكمن في التلويح بورقة عن انتخابات يمكن التحكم بها بشكل تام”.

وقالت “لا نرى كيف يمكن لذلك ان يقربنا من حوار وطني”.

رغم مواقفته على أن تكون رئاسة المجلس الوطني السوري دورية

برهان غليون يهدد بالاستقالة ان لم يتم التمديد له

هدد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون بتقديم استقالته في حال لم يتم التمديد له لرئاسة المجلس في الفترة القادمة، بعد موافقته على اتفاق أعضاء المجلس التنفيذي على أن تكون مدة الرئاسة ثلاثة شهور وتدور على أعضاء المكتب التنفيذي. ويرى البعض إن علاقات غليون كانت عونا للمجلس في حين انتقده آخرون.

اسطنبول: كشفت مصادر في المجلس الوطني السوري لـ”ايلاف” أن الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني الحالي هدد بتقديم استقالته اذا لم يتم التمديد له  في رئاسة المجلس لفترة قادمة.

وستجري الانتخابات المقبلة لرئاسة المجلس في 15 الشهر الجاري  بعد أن جرى التمديد لغليون شهرا اضافيا وذلك الشهر الماضي رغم انتهاء فترة رئاسته للمجلس خلال الثلاثة شهور مدة رئاسة المجلس الأساسية، رغم أنه كان من المفروض ان تكون الرئاسة بالمداورة بين أعضاء المكتب التنفيذي.

وكان برهان غليون عضوا في هيئة التنسيق الوطنية وقد اشترط حتى ينضوي تحت لواء المجلس الوطني الأخير المشكل في اسطنبول، منذ حوالي الأربعة شهور أن يكون رئيسا له، ثم اتفق أعضاء المجلس التنفيذي أن تكون مدة الرئاسة ثلاثة شهور وتدور على أعضاء المكتب التنفيذي ووافق غليون آنذاك.

ويرى أعضاء المجلس  في أحاديث متفرقة مع “ايلاف” أن سبب ذلك على مايبدو” أن غليون لم يكن يتوقع أن يستمر النظام السوري كل هذه المدة فاصطدم بتشبثه في رئاسة المجلس تارة بحجة علاقاته الدولية والعربية المتشعبة والواسعة في اجتماعهم الشهر الماضي، لمناقشة من يخلف غليون، وتارة بحجة أن التمديد سيكون ريثما يتم التوصل “الى آلية افضل لانتخاب رئيس المجلس.” وتم بالفعل التمديد له لمدة شهر  جديد.

ويرى بعض أعضاء المجلس ان لغليون بالفعل علاقاته الجيدة التي اكتسبها في الفترة الأخيرة وهي عوناً للمجلس، فيما يعدد البعض أخطاءه في اتهامه ثوار حمص بالاقتتال الطائفي عبر بيان مستقل بإسمه، اضافة الى رفضه التدخل الدولي ومناداته لسلمية الثورة ودعوته لها أمام نظام لا يرحم، والتهجم على الأكراد وتشبيههم بالمهاجرين الآسيويين في فرنسا.

فيما يميل البعض الى مبدأ التسامح مع غلطات غليون والقفز عليها لرص الصفوف، الا أن تيارا آخر ضمن المجلس يريد محاسبته وتطبيق مبدأ الشفافية ومعرفة من أين وأين يُصرف المال في رحلاته المكوكية، وتزخر صفحة المجلس الوطني بالعديد من المناقشات في هذا الشأن.

فيما استند  بعض أعضاء المكتب التنفيذي  في المجلس الوطني  الى أكثر من تبرير اعتبروا الأسباب الحقيقية للتمديد لغليون “أولها أن برهان غليون شدد على وجوب التمديد له”، وثاني التبريرات وهو الأهم “أنه تم التوافق على ذلك بعد عدم التوصل الى أي قرار حتى لا يكون اختيار شخص آخر لرئاسة المجلس كاجراء عقابي له على توقيعه الاتفاق الشهير بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق الوطنية والذي أنتج حالة سخط كبيرة بين السوريين” .

وتؤكد المصادر “أن عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري بسمة قضماني طرحت نفسها بديلا، وقالت أنها الأحق برئاسة المجلس الا انها كانت غير معروفة في المعارضة قبل دخولها المجلس، وكان أداؤها يبدو لمساعدة لغليون الا أنها في الفترة الاخيرة أخذت تقدم نفسها كحل توافقي لرئاسة المجلس، وسافرت في زيارات دولية لترشيح نفسها على اساس أنها امرأة، وهذا يعطي فكرة جيدة وانطباع أفضل عن المعارضة السورية لكن عدم وجود تاريخ لها في المعارضة يضعف حظوظها اضافة الى اكتشاف زيارتها لاسرائيل وتسجيل ذلك في كتاب لها” .

وتنقل المصادر أنه جرى التسويق لعضو الأمانة العامة في المجلس جورج صبره ، و قيل أن جماعة الاخوان المسلمين سيقبلون ليظهروا أنهم متسامحين ولكن رغم تسويق بعض المحطات الفضائية  له الا أنه  مازال لايحظى بالدعم الكافي الذي يؤهله لرئاسة المجلس .

أما فاروق طيفور عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، فهو مستبعد عن رئاسة المجلس لأنه من جماعة الاخوان المسلمين وهو نائب المراقب العام الحالي للإخوان، وقلة فرصه أو انتفائها يعود إلى  عدم إعطاء اشارات للغرب انهم قادمون للسيطرة على الحكم في سوريا وركوب الثورة والربيع السوري.

ينظر كثيرون إلى الاخوان المسلمين السوريين الحمويين (نسبة لانتمائهم الى مدينة حماة) الشرعيين على انهم التيار العقلاني، كما بدوا خلال الأزمة وكان أمامهم خيارين اما الانسحاب من المجلس الذي استولى عليه غليون او الاستمرار ، وخاصة انهم  عندما شعروا بأنهم الاكثر انخراطا بالثورة من المجلس الوطني والأكثر تصعيدا أصبحوا يصدرون بيانات مستقلة تختلف عن بيانات المجلس ومواقفه، وباتوا لاينتظرون المجلس رغم انهم من المؤسسين له، بحسب تعبير المصادر.

أما عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني أحمد رمضان فهو من الاخوان ايضا، اضافة الى أنه معروف بعلاقاته القوية مع ايران وعمله الطويل مع حماس وأنشأ وكالة قدس برس وافرزته جماعة الاخوان الى حركة حماس وانتقل الى الضاحية الجنوبية في بيروت ليعمل في تلفزيون القدس بحماية حزب الله.

وشكك كثيرون من المعارضين باستمرار هذه العلاقة بين رمضان والايرانيين حيث اعتبروه كضمانة ايرانية باتجاه الحوار مع النظام، وتروي المصادر أنه في أحد اجتماعات المجلس الوطني طرح أحمد رمضان أن ايران دولة مهمة ويجب الانفتاح عليها، واقترح تشكيل وفد لزيارتها، ورغم موافقة غليون الا أن هجوم آخرين وردة فعلهم واستنكار بقيادة الدكتور عماد رشيد عضو الأمانة العامة أجهض هذه الفكرة.

واعتبرت المصادر إن اتفاق المجلس الوطني الموقع مع هيئة التنسيق الذي أصر على رفض التدخل الدولي في احد بنوده، كان رمضان مهندسه الأساسي وهو الذي يمثل جناح الاخوان المسلمين الحلبيين (نسبة الى مدينة حلب ) في المجلس الوطني، و الذين هم على خلاف تاريخي مع الاخوان الحمويين اثناء صراعهم على رئاسة الاخوان، ويقودهم تكتل من الاخوان مثل عبيدة نحاس وهو كان قد عمل في قدس برس مع رمضان اضافة الى محمود عثمان وحسان الهاشمي وآخرين، وولاءهم المطلق حتى الآن للمراقب العام السابق لثلاث دورات علي صدر الدين البيانوني الحلبي وليس للمراقب الحالي محمد رياض الشقفة الحموي حيث رئاسة جماعة الاخوان المسلمين في سوريا الآن.

وتؤكد المصادر أنه لإحكام قبضة رمضان على المجلس فقد قام بتسجيل شركة إعلامية بإسمه في لندن لتكون الذراع الإعلامي للمجلس الوطني، متذرعا انه سجلها باسمه لأن أي دولة لم تعترف بالمجلس الوطني حتى الآن.

وقالت مصادر انه يستخدم “بطاقة ائتمانية” تابعة لبنك بيبلوس الموجود في الضاحية الجنوبية  في بيروت، إضافة الى استعماله هاتف بحريني تدفع فاتورته مجموعات في البحرين موالية لإيران.

وتعتبر المصادر أن المشكلة التي تعوق الحقوقي هيثم المالح عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، عن قيادة المجلس هي عمره وأنه ذات خلفية اسلامية سجن بسببها في الثمانينات ست سنوات، وهو كان من الموقعين لاتفاق مع هيئة التنسيق وحظه القليل سببه ايضا أنه انضم مؤخرا الى المجلس، وهناك شكوك لدى البعض حول كيفية خروجه من سوريا مع عائلته في وقت كان يقول انه متوار عن الأنظار ومطلوب من السلطات، كما انه يطلق الاتهامات على جميع افراد المعارضة حتى وصل الى اتهام زملاء له في المجلس بأنهم تجار أسلحة الأمر الذي يوغر صدور زملائه.

أما عضو المكتب التنفيذي سمير نشار فهو الأكثر قبولا لأنه ليبرالي ورجل أعمال حلبي، وبدا أن الاخوان لا مانع لديهم من وصوله الى الرئاسة حين عقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع طيفور، وسبب وفرة حظه بالوصول الى سدة رئاسة المجلس أنه يمثل اعلان دمشق، إلا أنه لا يحظى بدعم باقي الأطراف.

أما عبد الباسط سيدا عضو المكتب التنفيذي الكردي فهو لا يملك أي دعم خاصة بعد انسحاب الأحزاب الكردية من المجلس الوطني وتشكيلهم المجلس الكردي ووقوف أحزاب كردية اخرى ضد المجلس مما جعله وحيدا دون جذور.

أما ما يمنع عبد الأحد اصطيفو عضو المكتب التنفيذي، من الوصول الى سدة رئاسة المجلس الوطني السوري هو انتماءه الى اقلية ثورية وليس الى المسيحيين السوريين العرب.

ويحتل مطيع البطين ممثل الحراك الثوري في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني مركزا مؤقتا في عضوية المكتب التنفيذي ريثما يكتمل تشكيل الحراك الثوري في المجلس.

ومن المتوقع خلال الأيام القادمة أن تشتد الخلافات على رئاسة المجلس بين التمديد لغليون وهو ما يعتبر سقطة جديدة لمبدأ التداول وبين استبدال غليون باتجاه المجهول من بين أعضاء المكتب التنفيذي.

“انونيموس” تخترق البريد الإلكتروني الخاص بمكتب الأسد

أشرف أبو جلالة من القاهرة

تسريب وثيقة خاصة بكيفية التحضر لإجراء مقابلة مع محطة أميركية

إخترقت منظمة “انونيموس” البريد الإلكتروتي الخاص بمكتب الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من المحيطين به كالمستشارة بثينة شعبان، حاصلةً على عدد من الرسائل التي تبين كيف كان يتحضر للمقابلة الأخيرة مع قناة “اي بي سي” الأميركية، من خلال إبنة بشار الجعفري.

القاهرة: نجحت منظمة الهاكرز ذات الشهرة الواسعة “أنونيموس” “Anonymous” بإختراق البريد الإلكتروني الخاص بمكتب الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما أدى لتسريب المئات من الرسائل البريدية، التي تحصلت عليها صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وكان من بينها تلك الوثيقة التي تُحَضِّر الأسد لمقابلته التي أجراها في كانون الأول/ ديسمبر الماضي مع المذيعة في محطة “إيه بي سي” الإخبارية الأميركية باربرا والترز.

وذكرت الصحيفة العبرية أن الهجوم تم شنه فجأةً أول أمس الأحد، وكان الهدف من ورائه هو الخادم البريدي لوزارة شؤون الرئاسة السورية.

كما تم اختراق حوالي 78 صندوق بريد إلكتروني جميعهم يتبعون لمساعدين ومستشارين للرئيس الأسد، واتضح أن كلمة السر التي كان يستعين بها البعض هي “12345”.

ومن بين الذين تم اختراق بريدهم الإلكتروني أيضاً وزير شؤون الرئاسة، منصور فضل الله عزام، والمستشارة الإعلامية للرئيس الأسد، بثينة شعبان.

وذكرت الصحيفة بالمقابلة التلفزيونية التي أجراها الأسد مع والترز، والتي لا تزال عالقة بالأذهان، لإنكاره خلالها مراراً وتكراراً أن المواطنين السوريين يتعرضون للقتل، إذ قال حينها :” نحن لا نقتل شعبنا … ولا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها، إلا إذا كان من يقودها شخص مجنون”.

ولفتت إلى أنه قبل المقابلة بحوالي 10 أيام، أرسلت شهرزاد الجعفري، الملحق الصحافي بالبعثة السورية لدى الأمم المتحدة، رسالة بريدية مطولة للصحافية السابقة بقناة الجزيرة، لونا الشبل، التي تعمل الآن في مكتب الأسد، وأرسلت أيضاً رسالة بريدية لأحد مساعدي شعبان.

ومن الجدير ذكره أيضاً أن جعفري، التي شاركت في الترتيب لمقابلة الأسد مع والترز، هي ابنة الدكتور بشار الجعفري سفير سوريا لدى الأمم المتحدة.

وكتبت الجعفري، وفقاً لما أوردته صحيفة هآرتس :”أبرز النقاط والأبعاد التي تم ذكرها كثيراً في وسائل الإعلام الأميركية هي : فكرة العنف التي تعتبر واحدة من الموضوعات الرئيسية التي يتم استحضارها في كل مقال”.

وأوضحت: “يستخدمون عبارات من بينها (الحكومة السورية تقتل شعبها) و (تُستَخدَم الدبابات في العديد من المدن) و (تستخدم الطائرات في قمع التظاهرات السلمية) و (قوات الأمن إجرامية ودموية)”.

ونصحت الجعفري بـ”أن تتم الإشارة إلى أن أخطاءً قد تم ارتكابها في بداية الأزمة نظراً لافتقارنا لقوات شرطة منظمة تنظيماً جيداً”.

واعتبرت انه  “يمكن التلاعب بسهولة بنفسية المواطنين الأميركيين حين يسمعون أنه قد تم ارتكاب أخطاء وأننا نعمل الآن على إصلاحها”.

ورأت ان من المفيد ذكر “ما يحدث الآن في وول ستريت والطريقة التي يتم من خلالها قمع التظاهرات من جانب رجال الشرطة والكلاب البوليسية وعمليات الضرب التي يتعرض لها المتظاهرون”.

وأوصت الجعفري أيضاً بأن يقول الأسد :”لا تمتلك سوريا سياسة خاصة بتعذيب المواطنين، عكس الولايات المتحدة، حيث توجد مناهج ومدارس متخصصة في تعليم رجال الشرطة والضباط طرق التعذيب”.

وفي هذا السياق أشارات إلى ضرب المثل بسجن أبو غريب في العراق أو بعقوبة الإعدام التي تنفذ عبر الكراسي الكهربائية.

وطلبت التنويه “بالتعقيبات التي ترد على المقالات المنشورة في وسائل الإعلام الأميركية كوسيلة مفيدة، حيث يطلب الأميركيون من حكومتهم أن تتوقف عن التدخل في شؤون وسيادة الدول الأخرى وأن تبدأ في الاهتمام بالقضايا الأميركية الداخلية”.

وتابعت الجعفري: “ومن الجدير ذكره أيضا، أنه حين طلب أوباما من سعادته (الرئيس الأسد) أن يتنحى، وجد أن شعبيته انخفضت بنسبة 70 % داخل الولايات المتحدة. وسيكون من الجدير ذكره كيف تعرض شخصكم للانتقاد والمديح خلال العقد الماضي وفقاً لوسائل الإعلام”.

وأكدت في الإطار ذاته على الأهمية التي يحظي بها فايسبوك ويوتيوب بالنسبة للعقلية الأميركية، ونصحت بلفت الانتباه إلى “حقيقة أن فايسبوك ويوتيوب متاحان الآن – وبخاصة أثناء الأزمة – يعتبر مسألة هامة”.

ونصحت أيضاً بالتذكير، بأنه “سُمِح لوسائل الإعلام الدولية بالتواجد في سوريا في الأشهر الأولى للأزمة، وكانت مكاتب الجزيرة والعربية مفتوحة، لكن حين بداؤا بالتلاعب بما يحدث وتلفيق الحقائق، أصبحت الحكومة السورية أكثر حذراً بشأن من يدخل البلاد”.

روسيا تخشى تسميم علاقاتها مع العالم العربي على خلفية الأزمة السورية

أوروبا تبحث فرض عقوبات على البنك المركزي ومبيعات الذهب

وكالات

يستعد الإتحاد الأوروبي لفرض حزمة جديدة من العقوبات على سوريا تستهدف تحديداً تعاملات البنك المركزي ومبيعات الذهب والمعادن الثمينة. هذا فيما قررت فرنسا اليوم استدعاء سفيرها في دمشق للتشاور بعد أن استدعت كل من إيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة سفراءها من سوريا.

عواصم: يبحث الاتحاد الاوروبي تشديد العقوبات على النظام السوري ويفكر خصوصا في استهداف تعاملات البنك المركزي ومبيعات الذهب والمعادن الثمينة. وقال دبلوماسي اوروبي “لا يزال هناك الكثير للقيام به” قبل التمكن من اعتماد الدفعة الجديدة من العقوبات “لكننا نفكر باجراءات اقتصادية تحد اكثر من امكانات النظام السوري بالحصول على موارد مالية”.

واوضح دبلوماسي اخر “بين الافكار المطروحة على الطاولة، البنك المركزي وتجارة الذهب والمعادن الثمينة”. وفي دفعة سابقة من العقوبات، حظر الاتحاد الاوروبي على المتعاملين الاوروبيين تزويد البنك المركزي السوري بقطع واوراق نقدية. ويمكن ان يشدد القيود على بعض التعاملات مع البنك المركزي.

واوضح مصدر اوروبي ان حظر التعامل بالذهب والمعادن الثمينة مع سوريا سبق ان ورد في اتفاق مبدئي بين الدول ال27 قبل عدة اشهر لكن القرار أرجئ في نهاية المطاف. وعاد ليطرح هذا الاسبوع كما أوضح مصدر أوروبي.

واكدت المصادر الدبلوماسية ان الاتحاد الاوروبي لا يزال بعيدا عن التوصل الى اتفاق حول دفعة العقوبات الجديدة هذه التي يفترض ان تشمل ايضا سلسلة جديدة من تجميد أرصدة. وتبحث هذه الافكار على مستوى خبراء وزارات الخارجية الـ27 “لكن ذلك يمكن ان يتغير حين يجري التشاور مع وزارات الاقتصاد” كما قال مصدر أوروبي. واضاف المصدر نفسه انه في غالب الاحيان يفرط الدبلوماسيون في تقديراتهم للواقع الاقتصادي “ويكون عليهم مراجعة أفكارهم وتعديلها” بشكل واقعي اكثر.

وفي نهاية الاسبوع، دعا وزيرا الخارجية الفرنسي الان جوبيه والبلجيكي ديدييه ريندرز علنا الى تشديد العقوبات الاوروبية على دمشق فيما استخدمت روسيا والصين حق النقض ضد مشروع قرار في مجلس الامن يدين القمع في سوريا.

وأعلنت الولايات المتحدة ايضا عن رغبتها في تعزيز العقوبات ضد دمشق بهدف قطع مصادر تمويل النظام ووقف تزوّده بالاسلحة. والاثنين شددت سويسرا عقوباتها على افراد لكن ايضا على وسائل اعلام سورية ومصارف. وتعود اخر دفعة عقوبات اوروبية على سوريا وهي الحادية عشرة الى كانون الثاني/يناير. واصبحت تشمل حوالى 150 شخصية ومنظمة مرتبطة بالنظام.

وفرضت اوروبا ايضا في السابق حظرا على مبيعات الاسلحة وكذلك على استيراد النفط السوري والقيام باستثمارات جديدة في القطاع النفطي في البلاد. وقد أوقع قمع التظاهرات في سوريا اكثر من ستة الاف قتيل منذ 11 شهرا بحسب منظمات ناشطة غير حكومية.

الإتحاد الأوروبي لا ينوي إغلاق ممثليته في سوريا

سياسياً، أعلن الإتحاد الأوروبي انه لا ينوي سحب رئيس ممثليته في سوريا، بحسب المتحدث باسم الاتحاد الذي اكد ان الاتحاد يحتاج الى تواجد في سوريا “لتقديم التقارير والمراقبة”. وكانت كل من بريطانيا وبلجيكا وايطاليا وفرنسا سحبت سفراءها من دمشق للتشاور، فيما اغلقت الولايات المتحدة سفارتها في سوريا بسبب حملة القمع التي يشنها النظام ضد مناهضيه.

وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون “ليست لدى جهاز الشؤون الخارجية في الاتحاد اي خطة مطلقا لسحب رئيس وفدنا في دمشق في هذا الوقت”.

وأضاف “اعتقد انه من المهم وجود اشخاص على الارض خاصة لانه لا توجد صحافة حرة في البلد، حتى نستطيع ان نكتب التقارير ونراقب ما يحدث”. وأكد أن جهاز الشؤون الخارجية سيواصل “بذل كل الجهود دبلوماسيا” مع دول الاتحاد ال27 والشركاء الدوليين “لمحاولة إنهاء هذا الوضع غير المقبول مطلقا”.

فرنسا تستدعي سفيرها في دمشق “للتشاور”

هذا وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان بلاده قررت سحب سفيرها من سوريا وسط حملة القمع الدموية التي يشنها النظام السوري ضد المناهضين له. وقال برنار فاليرو انه “نظرا لتصاعد حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد شعبه، قررت السلطات الفرنسية استدعاء السفير الفرنسي في سوريا للتشاور”.

واضاف “بدأنا محادثات مع شركائنا في بروكسل لتشديد العقوبات مرة اخرى” في اشارة الى الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها الاتحاد الاوروبي ضد حكومة الرئيس السوري بشار الاسد وعدد من الشخصيات والمؤسسات السورية.

وياتي قرار باريس بعد ان استدعت كل من ايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة سفراءها من سوريا. وقال فاليرو ان السفير الفرنسي سيعود الى باريس “خلال الايام القليلة المقبلة”.

الأسد يجدد إستعداد سوريا للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في البلاد

وفي دمشق، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء انه عقد لقاء “مفيدا جدا” مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي وعده بالعمل “على وقف اعمال العنف ايا كان مصدرها”. وقال لافروف كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية في ختام اللقاء الذي جرى في دمشق “عقدنا لقاء مفيدا جدا. واكد لنا الرئيس السوري انه ملتزم بالكامل بالعمل لوقف اعمال العنف ايا كان مصدرها”.

كما اكد لافروف ان روسيا مستعدة لمواصلة البحث عن حل للأزمة في سوريا استنادا الى مبادرة الجامعة العربية. وقال لافروف “اكدنا حسن نيتنا للمساهمة في التوصل الى مخرج للأزمة على اساس المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية”.

واكد ان سوريا تريد استمرار مهمة الجامعة العربية في البلاد وان يتم توسيعها. وقال ان “سوريا ابلغت الجامعة العربية بانها مهتمة بان تواصل الجامعة عملها وان يتم توسيعه”. واكد ان الرئيس السوري سيعلن قريبا موعد الاستفتاء حول دستور جديد تم الانتهاء من صياغته.

وقال “قال لي الرئيس الاسد انه سيلتقي في الايام المقبلة اللجنة التي تولت صياغة مشروع الدستور الجديد. انتهى العمل وسيتم الاعلان عن موعد الاستفتاء على هذه الوثيقة المهمة جدا لسوريا”.

وأعلن الرئيس السوري استعداد بلاده للتعاون مع اي جهد يدعم الاستقرار شاكرا روسيا على مواقفها في مجلس الامن الدولي، في اشارة الى الفيتو الذي وضعته موسكو على مشروع قرار يدين قمع الحركة الاحتجاجية في البلاد. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الاسد جدد “استعداد سوريا للتعاون مع اي جهد يدعم الاستقرار” في البلاد.

وقال الاسد ان “سوريا رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للازمة والتزمت خطة عمل الجامعة العربية التي اقرت في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب بالرغم من عرقلة بعض الاطراف العربية لعمل البعثة”.

واضافت الوكالة ان الاسد “شكر باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها في مجلس الامن الدولي وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدلا من التصعيد وسياسة الاملاءات التى تمارسها بعض دول هذا المجلس”.

وتأتي الزيارة بعد ايام على استخدام موسكو والصين حق النقض في مجلس الامن الدولي ضد مشروع قرار يدين القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ احد عشر شهرا. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن لافروف قوله في بداية اللقاء “على قادة الدول ان يتحملوا مسؤولياتهم”، مضيفا وهو يتوجه الى الاسد “انتم تتحملون مسؤوليتكم”.

وأعد للافروف استقبال شعبي حاشد على طرق العاصمة حيث تجمع الالاف من مناصري النظام في شارع المحلق الجنوبي الذي يصل مطار دمشق الدولي في حي المزة في دمشق للتعبير عن تقديرهم لموقف بلاده “الداعم لسوريا ولشعبها وبرنامجها الاصلاحي”، حسب الشريط الاخباري للتلفزيون السوري الذي كان يبث الصور بشكل مباشر.

وقال احد المشاركين للتلفزيون السوري ان “جميل روسيا والصين على راسنا ولن ننساه”، وقال آخر “ظهر الحق وزهق الباطل”. وشكرت احدى السيدات “روسيا والصين على مواقفهما المحقة. روسيا بلد ديمقراطي يحترم سيادة الدول وسياساتها”. ويرافق لافروف في زيارته رئيس اجهزة الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف.

روسيا تخشى “تسميم” علاقاتها مع العالم العربي على خلفية الأزمة السورية

وأعلن السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين الثلاثاء ان روسيا تخشى ان تؤدي الانتقادات الحادة التي اعقبت لجوءها الى الفيتو في مجلس الامن على خلفية الازمة السورية، الى “تسميم” علاقاتها مع العالم العربي.

ونفى السفير مزاعم نشرت على الانترنت مفادها انه خاض جدلا حادا مع رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم خلال المفاوضات حول سوريا الاسبوع الفائت في مجلس الامن. وقال تشوركين في مؤتمر صحافي في مقر الامم المتحدة ان بلاده تخشى “استخدام (هذه المزاعم) في شكل مصطنع في محاولة لتسميم علاقاتنا مع العالم العربي”.

واضاف “يبدو ان جهة تحاول بيأس احداث شرخ بين روسيا والعالم العربي، لذا علي ان اصحح”.

وتابع تشوركين “هناك بعض الردود المبالغ فيها التي تشتم احيانا (الفيتو الروسي) من جانب زملائنا الغربيين (…) لديهم بالتاكيد اسبابهم، لكن التاثير الجانبي او ربما الهدف من بعض هذه الردود هو اشاعة عداء لروسيا في العالم العربي ولن نقدر هذا الامر البتة”.

واشنطن “تشكك” في تعهدات الاسد للافروف

وأبدت الولايات المتحدة شكوكها في التعهدات التي قطعها الرئيس السوري خلال لقائه وزير الخارجية الروسي، ودعت دمشق الى وضع حد فوري للعنف.

وفي مؤتمر صحافي، انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيتكوريا نولاند الوعود الجديدة التي اطلقها الاسد في شان الاصلاحات الديموقراطية، وذلك بعد ثلاثة ايام من الفيتو الروسي والصيني ضد قرار دولي يدين القمع في سوريا.

مشروع الدستور الجديد في سوريا أنجز وإعلان مرتقب للاستفتاء عليه

الى ذلك، أعلنت اللجنة الوطنية المكلفة إعداد مشروع دستور لسوريا الثلاثاء إنهاء عملها تمهيدا لرفع المشروع الجديد الى الرئيس السوري بشار الاسد والاعلان عن موعد للاستفتاء عليه. واكدت اللجنة في بيان بثته وكالة الانباء الرسمية (سانا) “انهاء عملها في اعداد مشروع الدستور”، موضحة انها “سترفع مشروع الدستور الى رئيس الجمهورية لاستكمال اسباب صدوره وفق الاجراءات الدستورية”.

واعلن وزير الخارجية الروسي نقلا عن الاسد ان هذا الاخير “سيلتقي في الايام المقبلة اللجنة التي تولت صياغة مشروع الدستور الجديد”. وقال “انتهى العمل وسيتم الاعلان عن موعد الاستفتاء على هذه الوثيقة المهمة جدا لسوريا” كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية.

وكشفت صحيفة “الوطن” الخاصة في نهاية كانون الثاني/يناير نقلا عن مصادر في اللجنة ان اللجنة التي شكلت بموجب قرار جمهوري في 15 تشرين الاول/اكتوبر “حددت مدة الولاية الرئاسية بسبع سنوات ولولايتين ما يعني ان تجديد الولاية سيكون لمرة واحدة فقط”.

ونص مشروع الدستور في احدى مواده على ان “يقوم النظام السياسي للدولة على مبدأ التعددية السياسية وتتم ممارسة السلطة ديمقراطيا عبر الاقتراع وتسهم الاحزاب السياسية المرخصة والتجمعات السياسية الانتخابية في الحياة السياسية الوطنية”، بحسب الصحيفة.

وقالت الصحيفة ان هذه المادة “حلت محل المادة الثامنة من الدستور الحالي التي تنص على ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة ويقود جبهة وطنية تقدمية تعمل على توحيد طاقات جماهير الشعب ووضعها في خدمة اهداف الامة العربية”.

الكويت لن ترحل المتظاهرين السوريين الى بلادهم

وعلى صعيد متصل، أعلن وزير الداخلية الكويتي الشيخ احمد الحمود الصباح الثلاثاء ان بلاده لن ترحّل الناشطين السوريين الذين اقتحموا سفارة دمشق في الكويت السبت بسبب مخاوف على سلامتهم، وانما سترحلهم الى دول من اختيارهم.

وقال الوزير الكويتي في بيان نقلته وكالة الانباء الكويتية ان “السوريين الذين اقتحموا سفارة بلادهم لدى الكويت وتم ضبطهم واحالتهم على امن الدولة ستوفر لهم جميع الضمانات لمحاكمتهم محاكمات عادلة وسيتم بعد صدور الاحكام بشأنهم ابعادهم عن البلاد وسيخيرون بالدولة التي سيبعدون اليها بأنفسهم”.

واعتبر الوزير ان السوريين الذين “اعتدوا واقتحموا مبنى سفارة بلادهم ولم يلتزموا بالقوانين ولم يراعوا اصول الضيافة” مؤكدا انه “لن يسمح لاي كان ان يخرب او يعتدي على اي من السفارات او القنصليات اوالهيئات الدبلوماسية”.

واعلنت الداخلية الكويتية السبت ان السلطات اعتقلت عددا كبيرا من الاشخاص السبت عندما هاجم مئات السوريين والناشطين الكويتيين الغاضبين سفارة سوريا في الكويت. وقالت الوزارة في بيان ان “مجموعة من المقيمين السوريين اقتحمت فجر اليوم السبت السفارة السورية لدى الكويت وانزلت العلم واتلفت العديد من مرافق المبنى”.

من يدير الحرب ضد النظام السوري في ظل انقسام المعارضة؟

عبدالاله مجيد من لندن

  1 الإعلان عن تشكيل المجلس العسكري سيعمق الشرخ بين أطرافها

انتقلت سوريا من مرحلة الانزلاق نحو الحرب، إلى كونها دولة في حرب مستعرة، أبطالها الجيش السوري الحر صاحب القدرات والسلاح البسيطين في مواجهة مع قوات الأسد، الذي يقال إن قادته ما زالوا موالين لنظامه خوفاً منه.

لندن: لم تعد سوريا بلد ينزلق نحو الحرب أو يقف على حافتها، بل هي بلد في حرب مستعرة الآن. ورغم استمرار آلاف المحتجين السلميين في التظاهر في الشوارع، فإن مراقبين يرون أن الجيش السوري الحر أصبح اللاعب الرئيس في ثورة متصاعدة يومًا بعد يوم، إلا إذا حدث انقلاب قصر، بحسب هؤلاء المراقبين.

ونقلت مجلة تايم عن مصدر في مدينة حمص المحاصرة إن قوات النظام واصلت قصف الأحياء السكنية بنيران، لم يُعرف لها نظير، منذ اندلاع الاحتجاجات قبل نحو 11 شهرًا، وإن 25 مدنيًا قُتلوا في حي، واحد منهم بنيران القصف والقنص.

يقف على جانب في هذا النزاع اللا متناظر الرئيس بشار الأسد وجيشه، البالغ تعداده أكثر من 200 ألف، والذي ما زال قادته موالين عمومًا بدافع المصلحة والخوف، وما يترتب على ذلك من سفك دماء.

ويقف على الجانب الآخر الجيش السوري الحر، وهو تشكيل يفتقر التنظيم المتماسك من العسكريين المنشقين مع أسلحتهم الخفيفة، ومدنيين في بعض المناطق. وينفذ مقاتلوه عمليات محلية بأسلوب الكر والفر في بلداتهم ومدنهم بحد أدنى من السيطرة من قيادته الاسمية الموجودة عبر الحدود في تركيا.

لا يُعرف حجم الجيش السوري الحر. وكان قائده العقيد رياض الأسعد أعلن أنه يضم نحو 40 ألف رجل، وهو إعلان يتعذر التحقق من دقته، ولعله يندرج في إطار حرب نفسية لتشجيع آخرين على الانشقاق والالتحاق بصفوفه.

لكن العميد مصطفى الشيخ، أعلى ضابط سوري رتبة ينشق عن النظام حتى الآن، ذهب أبعد من ذلك حين قال لصحيفة بريطانية إن جيش الرئيس الأسد يبعد أسابيع قليلة عن الانهيار، ولكن قلة سيتفقون مع هذا الرأي، بحسب مجلة تايم، التي أشارت إلى أن هذا قد يكون سبب التنافس بين العميد الشيخ والعقيد الأسعد.

وكان العميد الشيخ أعلن يوم الأحد عن تشكيل المجلس العسكري الأعلى لتحرير سوريا، في خطوة من المرجّح أن تعمق الانقسام في صفوف المعارضة المسلحة، لا سيما وأن نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك عبد الحليم كردي، قال لمجلة تايم، إن خطوة العميد الشيخ هي بمثابة “طعنة في ظهر الثورة”.

وأضاف كردي في اتصال هاتفي من تركيا معربًا عن استغرابه لخطوة تشكيل المجلس الأعلى “إن العميد الشيخ انشق، ولم ينضم إلينا، أعلن عن تشكيل المجلس، وهذا شأنه، ولا علاقة لنا به. فنحن لا نعرف شيئًا عنه أو عن أهدافه، ولكننا نشكك في تشكيله في هذا الوقت، ونعتقد أنه محاولة لشق المعارضة المسلحة”.

يكمن الجدل حول ما إذا كانت قيادة الجيش السوري الحر في تركيا تقوم بأي دور آخر سوى العلاقات العامة، كمصدر لوسائل الإعلام والدبلوماسيين الغربيين من دون قيادة حقيقية لمقاتليه على الأرض. ومن المرجّح أن يؤدي إنشاء قيادة منفصلة ومنافسة إلى مزيد من البلبلة في معارضة هي أصلاً منقسمة، حتى في وقت يصعّد الأسد هجماته ويزيد حصلية القتلى كل يوم.

وتقول بسمة قضماني الناطقة باسم المجلس الوطني السوري إن المجلس أيضًا ينظر بتحفظ إلى إعلان العميد الشيخ. وأوضحت في حديث لمجلة تايم “أنه ليس أمرًا. نعرف تمامًا القضايا التي تقف وراءه، ونحن ندرك أن هناك بعض التوترات المتعلقة بتوقيت الحدث، ونعمل على بقاء القيادة العسكرية موحدة”.

وفيما يختصم قادة المعارضة السورية، ويمارسون لعبة السياسة، يواجه مقاتلو الجيش السوري الحر قوات متفوقة عليهم، عددًا وتسليحًا، رغم صمودهم وتحقيقهم مكاسب في بعض المناطق.

ففي منطقة الزبداني السياحية القريبة من الحدود اللبنانية مثلاً، تمكن الثوار من طرد القوات الموالية للنظام، وأصبحت بلدات أخرى، مثل الرستن القريبة من حمص والمحيطة بأرض زراعية منبسطة، وجبل الزاوية في الشمال، معاقل عسكرية للثوار وساحة اشتباكات عنيفة مع القوات الموالية.

وكان الثوار يتمكنون أحيانًا من السيطرة على مناطق والاحتفاظ بها، ولكن لفترة وجيزة قبل أن ينسحبوا تحت ضغط القوات الموالية، وتردد أن الزبداني نفسها تتعرّض للقصف من جديد.

لكن المنشقين عن النظام يتمتعون بأفضليات رغم ذلك. فهم يعودون إلى بلداتهم، وبذلك تتمكن حتى مجموعة صغيرة من العمل التعبوي بين شبكة اجتماعية وقرابية أوسع، وفي الأيام الأولى من الانتفاضة، التي كانت سلمية أساسًا، كان العسكريون المنشقون في أنحاء البلاد يرفضون قبول المتطوعين المدنيين، في محاولة للحفاظ على قدر من التراتبية والانضباط العسكريين، ولكن بعض الوحدات تدعو علنًا الآن إلى انضمام متطوعين مدنيين، كما تبين أشرطة فيديو على يوتيوب.

وأكد العقيد كردي أن هذا لا يمت بصلة إلى استراتيجية الجيس السوري الحر، ويرد منتقدون أن قيادة موجودة في تركيا لا تستطيع أن تملي شروطًا على رجال يقاتلون ويموتون في وطنهم.

ويجيب كردي إن القادة العسكريين في سائر أنحاء العالم لا يحتاجون بالضرورة الوجود في منطقة ما لإصدار أوامر إليها.

وأضاف “إن القائد العسكري يمكن أن يكون في أي مكان، في بلدة، أو في مدينة، وأن القيادة العسكرية، أينما تكون، تصدر الأوامر عبر وسائل الاتصالات، ونحن نعتمد على هذه الاتصالات”.

كما يعتمد الجيش السوري الحر على أسلحة تُهرّب من بلدان مجاورة، بينها لبنان وتركيا والأردن والعراق، فضلاً عمّا يسميها العقيد تركي “عصابات مهرّبي النظام” التي تبيع السلاح للمنشقين.

ولم تكن سوريا مجتمعًا معسكرًا، مثل العراق، حيث كانت حيازة السلاح شائعة قبل سقوط نظام صدام حسين. لكن بعد التعرّض لإطلاق النار على امتداد ما يقرب من 11 شهرًا، وجد بعض السوريين طرقًا لحماية أنفسهم، والرد على النار، التي تُطلق عليهم بالمثل.

ونقلت مجلة تايم عن ناشط حقوقي سوري مغترب، يعمل مع اللاجئين في الأردن، إن كل سوري يهرب عبر الحدود “هو مشروع مجند في صفوف الجيش السوري الحر”.

وأضاف إن الكلاشنكوف تباع بنحو 1600 دولار، أو تقريبًا بنصف سعرها في السوق السوداء في لبنان. وأكد الناشط السوري أن غالبية الرجال يعودون إلى سوريا، ما إن يؤمّنوا لهم سلاحًا.

وقالت بسمة قضماني إن توحيد المجموعات المسلحة على الأرض “هو التحدي الكبير اليوم”. ورغم أن المجلس الوطني السوري لم يسارع إلى الاعتراف بالجيش السوري الحر، مشددًا على الطرق السلمية، لا العسكرية، لإسقاط النظام، فهو قدم دعمه للعسكريين المنشقين، عارضًا إيجاد قنوات تمويل، لا تسليح. وقالت قضماني إن الجيش السوري الحر سيقوم بدور أكبر في مواصلة النضال ضد النظام.

وأضافت إن دعمه مشروط “أولاً وقبل كل شيء” بالمساعدة على دمج تلك المجموعات المسلحة، التي إذا لم تندمج، فقد تعمل على الأرض منفردة، وإن “هذا مبعث قلق”، مؤكدة أن المسألة لا تتعلق بتمويلها وتسليحها، بل هي “أولاً وقبل كل شيء مسألة توحيدها تحت قيادة واحدة”.

ولا يتعين على السوريين أن ينظروا بعيدًا ليروا كيف يمكن للميليشيات، وخاصة ذات الهوية الطائفية، أن تعيش فسادًا في البلاد، بل يقدم لبنان والعراق المجاوران أمثلة دموية بالغة الدلالة على ذلك. كما إنهما مثالان على الثمن الذي يدفعه السكان عن حروب تُخاض في بلدهم بالوكالة، وها قد رُسمت خطوط الحرب الدولية على سوريا بوضوح.

وتواصل روسيا وإيران دعم الأسد سياسيًا وعسكريًا، فيما تقود قطر الحملة العربية ضد النظام مع تركيا والولايات المتحدة وفرنسا وقوى غربية أخرى، بحسب مجلة تايم، مشيرة إلى حديث بأن قطر التي قامت بتمويل الثوار الليبيين وتسليحهم وتدريبهم، قد تكرر ذلك مع ثوار سوريا.

وامتنع العقيد كردي عن القول ما إذا تُرجمت هذه الفكرة على أرض الواقع، مكتفيًا بالقول إن الجيش السوري الحر يحتاج السلاح “لنكون على الأقل في مستوى واحد مع النظام”.

واشنطن تطلق حرب الدبلوماسية.. وحمص والزبداني تحت النار

الخارجية الأميركية تغلق سفارتها: فورد سيبقى متواصلا مع المعارضة *بريطانيا تستدعي السفير *أوباما: من الممكن إجبار الأسد على الرحيل دون تدخل عسكري * السعودية تدعو لاتخاذ إجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم وتحذر من عواقب وخيمة *اجتماع وزاري خليجي في الرياض يستبق اجتماعا عربيا الأحد في القاهرة لبحث الوضع

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح بيروت: بولا أسطيح وكارولين عاكوم

تنفيذا لتهديدها بمواصلة الضغط على نظام بشار الأسد حتى رحيله، أطلقت الولايات المتحدة أمس الرصاصة الأولى في الحرب الدبلوماسية الجديدة ضد النظام السوري بإغلاقها سفارتها في دمشق ودعوتها المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لدعم المبادرة العربية التي تنص على رحيل الرئيس الأسد. جاء ذلك، بالتزامن مع مجزرة جديدة ارتكبها النظام السوري في مدينة حمص التي أمطرها والزبداني بالقذائف الصاروخية مما أسفر عن مقتل نحو 80 شخصا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن سفارة الولايات المتحدة في دمشق «علقت كل أنشطتها اعتبارا من 6 فبراير (شباط) الحالي نظرا لاستمرار العنف وتدهور الظروف الأمنية». وأضافت أن «السفير روبرت فورد سيحتفظ بمنصبه وسيعمل هو وفريقه من واشنطن، مع المعارضة السورية، لدعم الانتقال السياسي السلمي الذي يطالب به الشعب السوري بشجاعة بالغة».

من جهته، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الحل التفاوضي مع سوريا ما زال ممكنا. وقال في مقابلة مع تلفزيون «إن بي سي» أمس: «من الممكن ان يرحل الاسد من دون تدخل عسكري خارجي». وبعد ساعات، أعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، أمس، أن بريطانيا استدعت سفيرها لدى سوريا للتشاور. وعربيا، دعت السعودية أمس إلى اتخاذ «إجراءات حاسمة لوقف نزف الدم» في سوريا إثر فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى قرار يدعم مبادرة الجامعة العربية, وحذرت من عواقب وخيمة على الشعب السوري والاستقرار في المنطقة.

وفيما اعلنت مصادر خليجية أمس ان وزراء خارجية دول مجلس التعاون سيجتمعون في الرياض السبت لبحث الوضع السوري، أعلن الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي من القاهرة إرجاء موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب 24 ساعة إلى الأحد المقبل بناء على طلب من دول مجلس التعاون الخليجي.

ميدانيا، سقط نحو 80 قتيلا أمس أغلبهم في مجزرة جديدة ارتكبها النظام السوري في حمص التي دك أحياءها بالقذائف الصاروخية والزبداني التي أمطرها أيضا بالصواريخ.

نظام الأسد يرتكب مجزرة جديدة في حمص.. ويمطرها والزبداني بعشرات قذائف «الهاون»

سقوط نحو 80 قتيلا.. والجثث ملقاة في الشوارع.. والسكان يستغيثون: رائحة الموت في كل مكان

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

ارتكب نظام الرئيس السوري بشار الأسد مجزرة جديدة في مدينة حمص عندما دك عددا من أحيائها بالأسلحة الثقيلة وأمطر سكانها بعشرات من قذائف «الهاون»، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وجاء ذلك بعد يومين من مجزرة الخالدية التي حصدت 200 قتيل على الأقل.

وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية في ساعة متأخرة من بعد ظهر أمس عن سقوط 64 قتيلا في سوريا منهم 52 سقطوا في حمص وحدها. بينما أفاد ناشطون بمقتل نحو 80 شخصا في القصف.

وكانت لجان التنسيق المحلية أفادت، منذ ساعات الصباح الأولى، بسقوط عشرات قذائف «الهاون» والصواريخ في حمص وخاصة على الرستن وأحياء بابا عمرو وكرم الزيتون وكرم الشامي والخالدية والإنشاءات وباب السباع.

وأطلق الناشطون السوريون نداءات استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإغاثة الجرحى والمصابين ولرفع الأنقاض عن جثامين القتلى المنتشرة في شوارع حمص. ووصف ناشطون من حي بابا عمرو القصف الذي يطالهم بـ«العنيف جدا جدا»، مؤكدين أن «صاروخا أو قذيفة (هاون) تسقط كل ثلاث دقائق وأن الانفجارات لا تتوقف». وأفادت تنسيقية بابا عمرو أن «القصف العنيف والمتواصل الذي يتعرض له الحي أدى لسقوط أكثر من 25 شهيدا مع صعوبة تحديد عدد الجرحى الذين لا يزال قسم كبير منهم تحت ركام البيوت التي يصعب الوصول إليها لشدة القصف وانتشار القناصة على الأبنية العالية المطلة»، لافتة إلى أنه «لم يبق سوى مشفى ميداني واحد يسعف الجرحى في ظل نقص شديد في المواد الطبية والغذائية»، متحدثة كذلك عن «حالة من الرعب التام تسود السكان خوفا من اقتحام الحي وارتكاب المجازر فيه».

وأعلن الناشطون السوريون أنه «تم نصب راجمات للصواريخ في شرق حمص في مسكنة وفي غرب حمص في عيصون وذلك لقصف حمص بالكامل». وأظهرت مقاطع الفيديو التي تم تحميلها على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» كثافة الصواريخ والقذائف التي تتساقط في مختلف المناطق والأحياء في محافظة حمص.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه «تم توثيق أسماء وظروف استشهاد أكثر من 24 مدنيا في أحياء بابا عمرو وكرم الزيتون وكرم الشامي والخالدية والإنشاءات وباب السباع»، مشيرا إلى أن «هناك 4 جثث لأشخاص مجهولي الهوية وأن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالة حرجة». وقد أكدت عضو المجلس الوطني السوري كاثرين التلي أن «عدد القتلى في حمص، منذ بدء القصف عند الساعة السادسة من صباح اليوم (أمس) تخطى الـ50»، مشددة على أن معظمهم مدنيون، مشيرة إلى أن «النظام السوري يتصرف وكأنه محصن ضد التدخل الدولي وأن له مطلق الحرية في استخدام العنف ضد المواطنين».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سكان في حمص حديثهم عن جثث ودبابات في الطرق، وعن نقص في المواد الغذائية والطبية في المنازل وعن رائحة الموت ودمار في كل مكان.

وقال وائل في اتصال هاتفي من داخل حمص «في الشارع، لا نرى سوى جرحى وقتلى ودبابات. الدبابات منتشرة في كل مكان». وأضاف «الناس يشعرون بالهلع ويصرخون (الله يساعدنا)»، متابعا «لدينا شعور بأن الجميع تخلى عنا». وأشار إلى أن بعض السكان «يرفضون مغادرة المدينة ويقولون (ليحدث ما يحدث)، وآخرون يغادرون لأنهم يخافون على أطفالهم لكنهم يعرضون أنفسهم للخطر بسبب انتشار القناصة في كل مكان». وقال وائل «لا يمكننا الاعتماد إلا على الله وعلى الجيش الحر الموجود في داخل الأحياء».

وقال ساهر، وهو ناشط موجود في حمص، إن «الصواريخ والقذائف تنزل كالمطر»، مضيفا أنه «موجود في طابق أرضي مع أربعة أشخاص آخرين، نحاول الاحتماء من القصف».

وأشار إلى أن «السكان ينزلون إلى الطوابق السفلى للاختباء. الجميع خائف. أصوات الراجمات والمدفعية مخيفة». وذكر ساهر أن «النظام حشد منذ الأمس آلياته حول حمص»، متوقعا حصول اقتحام للمدينة التي تعتبر أحد أبرز معاقل حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي ريف دمشق، اقتحمت عناصر الجيش النظامي معززة بمئات المدرعات مدينة الزبداني من الجبل الشرقي بالتزامن مع إطلاق نار كثيف مدعوم بقصف مدفعي، وأفاد المرصد السوري بسقوط عدد من القتلى في سهل مضايا وعشرات الجرحى. ووصف الناشط السوري علي إبراهيم الوضع في الزبداني بـ«المأساوي» مؤكدا قصف مضايا والزبداني بواسطة المدرعات والرشاشات، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير كامل لعدد من المنازل. وأفادت لجان التنسيق بأن «قوات عسكرية أمنية مشتركة اقتحمت بلدة داريا ما أدى لسقوط عدد من الجرحى إثر إطلاق الرصاص عشوائيا».

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «الحي الغربي لمدينة الزبداني (في ريف دمشق) تعرض لقصف من الآليات العسكرية التي تحاصر المدينة، مما أدى إلى تهدم جزئي لكثير من المنازل»، وأشار المرصد إلى مقتل مواطن في سهل مضايا المجاور للزبداني نتيجة القصف، وإصابة 17 آخرين في المدينة «التي نزحت عنها غالبية سكانها»، لافتا إلى أن «أكثر من 200 آلية عسكرية مدرعة تضم دبابات وناقلات جند مدرعة تحاصر الزبداني ومضايا». وتحدث بيان صادر عن لجان التنسيق المحلية عن «تقدم أرتال من الدبابات والمدرعات في اتجاه المدينة من أربعة محاور»، مشيرا إلى «تهدم ثمانية منازل بشكل كامل في مضايا والزبداني واحتراق الفرن الآلي بعد استهدافه بقذيفة». وأشار المرصد إلى «استخدام المدافع الثقيلة للمرة الأولى في منطقة الزبداني ومضايا»، لافتا إلى أن هناك «حركة نزوح جماعي للأهالي ونداءات عبر المآذن تطلب من الناس الاختباء في الطوابق السفلية والأقبية»، معربا عن تخوفه من «كارثة إنسانية» وسط «انقطاع تام للتيار الكهربائي والمياه والاتصالات وشح المواد الغذائية والطبية».

وأفاد المرصد بمقتل ثلاثة ضباط، هم عميد ونقيب وملازم أول، وأسر 19 جنديا في الجيش النظامي السوري في هجوم شنه منشقون فجر أمس على حاجز للجيش في قرية البارة، في جبل الزاوية، في محافظة إدلب (شمال غرب)، مشيرا إلى أن الهجوم «أدى إلى تدمير الحاجز تدميرا كاملا». وفي محافظة إدلب، أفيد بمقتل أربعة مدنيين بينهم سيدتان وطفل قتلوا إثر سقوط قذيفة على حقل زراعي كانوا يعملون به. بالتزامن، خرجت أكثر من مظاهرة في أنحاء سوريا دعما لأهالي حمص وتنديدا بالمجازر التي ترتكب بحق نسائها وأطفالها. فرفع أطفال نهر عيشة في دمشق اللافتات المستغيثة والمنددة بالموقفين الروسي والصيني الداعمين لآلة القتل الأسدية، كما خرج العشرات في حماه في بلدة كفرنبودة وفي الدرباسية في محافظة الحسكة تضامنا مع أهالي حمص. وفي داريا التزم معظم الأهالي بالإضراب (إضراب الكرامة)، فأقفلوا المحال التجارية ولازموا منازلهم حدادا على ضحايا مجازر حمص. بدورها، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بعملية تخريبية خطا لنقل الغاز قرب تلبيسة في محافظة حمص ليل الأحد/ الاثنين عبر تفجيره بعبوة ناسفة ما أدى إلى تسرب كميات من الغاز في نقطة التفجير». كما قالت الوكالة إن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت خطا لنقل النفط في منطقة جوبر في حمص متجها إلى مصب النفط في طرطوس».

قصف مدفعي يستهدف المنازل التي تؤوي الجرحى في بابا عمرو والخالدية

ناشطون يتحدثون عن طائرات شراعية وعملاء للنظام يعملون على تحديد مواقعها

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

لم توفر قوات الأمن السورية في قصفها في اليومين الأخيرين الذي طال أحياء مدينة حمص، مشافي ميدانية ومنازل استخدمها الناشطون بشكل سري لإيواء الجرحى والمصابين الذين تتم معالجتهم بعيدا عن الأضواء من قبل الأطباء والمسعفين المنضمين إلى صفوف الانتفاضة السورية.

وأثار استهداف هذه المنازل والمشافي، التي يفترض أنها آمنة وبعيدة عن عيون النظام ومناصريه، لا سيما تلك الواقعة في أحياء بابا عمرو والخالدية تساؤلات عدة، خصوصا أن قصفها وكما تظهره الجدران جاء قصفا متعمدا ومباشرا، وهو أدى إلى مقتل عدة جرحى ومسعفين.

وفي مقطع فيديو نشره ناشطون أمس على موقع «يوتيوب»، بدا أحد المسعفين داخل المشفى الميداني في حي بابا عمرو وهو يشير إلى جريح مصاب بطلق ناري بالرأس، متسائلا وهو يصرخ: «أين الهلال الأحمر، أين الدنيا، أين العرب وأين المسلمون».

وفي مقطع فيديو ثان، يظهر أحد الأطباء ويدعى محمد المحمد وهو يجول أمام الكاميرا في مشفى ميداني متحدثا عن قتلى وجرحى بالعشرات. وتبدو بقع الدماء على الأرض إضافة إلى صيدلاني مبتور الساقين يعرف عنه الطبيب باسم الصيدلاني عبد القادر.

وبينما تعذرت الاتصالات أمس بناشطين في مدينة حمص، التي تعرضت لقصف عنيف أمس، قال أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «النظام السوري يستخدم الطائرات الشراعية التي تحلق بكثافة في الفترة الأخيرة فوق مدينة حمص، والتي بإمكانها أن تحدد الأماكن التي يكثر التجمع فيها».

وأعرب عن اعتقاده أنه من «خلال الإحداثيات التي تحددها الطائرات، ومن ثم بمؤازرة عملاء للنظام داخل الأحياء يكلفون بمراقبة الأماكن المشكوك فيها، يتم تحديد المنازل التي تستخدم كمشاف ميدانية وتعطى إحداثياتها للدبابات، التي تقصف بدورها هذه الأماكن».

ونفى هذا الناشط أن «يكون لجولات بعثة المراقبين العرب أي أثر في تحديد مكان المشافي الميدانية، باعتبار أن الناشطين هم من تولوا عملية اصطحاب لجنة المراقبين العرب إلى داخل الأحياء في مدينة حمص».

وكانت تنسيقية الثورة السورية في حي بابا عمرو، دعت إعلاميي الثورة السورية إلى «عدم إظهار تفاصيل المكان، عند تصوير الإصابات والمشافي الميدانية، والاكتفاء بالتصوير داخل المشافي وعدم تصوير المحيط الخارجي». وقالت إن «عصابات النظام و(العواينية) تستهدف أي مكان يتم تصويره ويكون بإمكانهم تحديده»، مجددة دعوتها إلى «عدم إظهار ما يؤدي إلى التعرف على المكان».

ويظهر مقطع فيديو ثالث بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» أحد المنازل بعد إصابته بقصف مركز، كان يستخدم لإيواء الجرحى والمصابين بعد تلقيهم العلاج في مشفى ميداني مجاور. وبدت بقع الدماء على فرشات نوم موزعة في غرف المنزل الذي أصيب بطلقات مدفعية عدة.

باريس تكشف عن ملامح مجموعة أصدقاء سوريا.. وتجري اتصالات مكثفة

ساركوزي يتحادث مع ميدفيديف قبل وصول لافروف إلى دمشق اليوم

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبو نجم

بدأت ترتسم ملامح «مجموعة أصدقاء سوريا» التي تدفع باريس وواشنطن لتشكيلها تعويضا عن عجز مجلس الأمن الدولي إصدار قرار يدعم ويتبنى خطة الجامعة العربية لحل سلمي للأزمة السورية. كذلك باشرت الدبلوماسية الفرنسية اتصالاتها مع الجهات المعنية التي ستكون «النواة الصلبة» للمجموعة والتباحث بشأن الأهداف المتوخاة من إنشائها وآليات عملها.

ويبدو التناغم واضحا بين الخارجية من جهة والرئاسة الفرنسية من جهة أخرى. وأمس قالت الخارجية إن رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي «سيقدم مقترحات بهذا الشأن» من غير أن تعطي مزيدا من التفاصيل. إلا أن الوزير جوبيه كشف ليل الأحد/ الاثنين عن تصور باريس للمجموعة إذ اعتبر أنها يمكن أن تضم «الدول الـ13 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي (من أصل 15) الذين صوتوا لصالح القرار الذي أجهض بسبب الفيتو المزدوج وكافة البلدان العربية وكل الذين يودون الانضمام إلينا من أجل ممارسة ضغوط على سوريا». وفي مقدمة هؤلاء الذين لم يفصلهم يتعين إدراج البلدان الأوروبية غير الأعضاء في مجلس الأمن تركيا التي ساءت مؤخرا علاقاتها بفرنسا بسبب التصويت على قانون تجريم نكران المذبحة الأرمنية ودول ناشئة وأخرى نامية فضلا عن دول إسلامية غير عربية تريدها باريس داخل المجموعة لتحاشي اتهامات تشكيل قوة غربية تتدخل في شؤون بلد عربي.

ويشكل إنشاء المجموعة أحد ثلاثة محاور ستعمل عليها الدبلوماسية الفرنسية والأوروبية والغربية بشكل عام. ويتمثل المحور الثاني في اتخاذ مزيد من العقوبات الاقتصادية والمالية بحق المؤسسات والأشخاص الداعمين للنظام فضلا عن «تجفيف موارده المالية» للنظام السوري وفق ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أول من أمس. وأعلن جوبيه أن الاتحاد الأوروبي «سيعمد إلى تشديد العقوبات المفروضة على النظام السوري». أما المحور الثالث فيدور حول تقديم مزيد من الدعم للمعارضة السورية وتحديدا للمجلس الوطني السوري دون أن يصل هذا الدعم في الوقت الحاضر إلى حد الاعتراف الرسمي بها مما يعني قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري وإغلاق السفارات واستدعاء السفراء. وبحسب الوزير الفرنسي، فإن كل هذه التدابير التي تهدف إلى تعظيم الضغوط على دمشق ستجعل النظام السوري يتبين في وقت من الأوقات أنه «معزول تماما أنه لن يستطيع الاستمرار» أي البقاء. وكان الموضوع السوري أمس على طاولة المباحثات بين الرئيس ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في قصر الإليزيه بمناسبة اجتماع حكومي فرنسي – ألماني مشترك. وأعلن ساركوزي عقب ذلك أنه سيتحدث إلى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بعد ظهر اليوم نفسه باسمه وباسم المستشارة الألمانية. وأعلن ساركوزي أن بلاده وألمانيا «لن تتخليا عن الشعب السوري» معتبرا أن ما يحصل يشكل «فضيحة» في إشارة إلى المذابح في سوريا.

وأكد الرئيس الفرنسي أن فرنسا وألمانيا لا يمكن أن تقبلا شلل مجلس الأمن في إشارة إلى الفيتو المزدوج الروسي – الصيني الذي أجهض مشروع القرار العربي – الغربي. وأشار ساركوزي إلى وقوع 200 قتيل نهاية الأسبوع الماضي متسائلا: كم من الوقت يمكن أن نتقبل ذلك؟ وعبر عن استهجانه لابتعاد روسيا عن موقف الجامعة العربية الذي كانت قريبة منه باستمرار وعن الأسباب التي تدعوها لانتهاج هذه السياسة.

من جهتها، حثت ميركل المسؤولين الروس على التنبه للنتائج المترتبة على سياستهم إزاء هذه الأزمة معبرة في الوقت عينه عن «هلعها» إزاء عدم تبني قرار مجلس الأمن. وكانت باريس ومعها العواصم الغربية تراهن على دخول الجامعة العربية بقوة على خط مجلس الأمن الدولي إحداث تغير في الموقف الروسي الأمر الذي لم يحصل.

ويأتي اتصال ساركوزي بنظيره الروسي قبل توجه وزير الخارجية سيرجي لافروف إلى دمشق. ورغم الانتقادات الحادة التي توجهها فرنسا إلى السياسة الروسية وتحميلها المسؤولية استمرار القتل واعتبارها ضوءا أخضر للرئيس الأسد للإجهاز على الحركة الاحتجاجية، فإن باريس تريد الاستمرار في التواصل مع روسيا التي تعتبر أنها تملك العديد من المفاتيح والجهة الكفيلة بالضغط على الأسد. وتستذكر الأوساط الفرنسية المعلومات التي روج لها قبل نحو الشهرين عن توجه روسي لتمكين نائب الرئيس السوري فاروق الشرع من لعب دور أكبر كوسيلة للخروج من الأزمة مما يتوافق مع المبادرة العربية الداعية إلى نقل بعض صلاحيات الرئيس السوري إلى نائبه الأول أي الشرع.

ولم تستبعد فرنسا كلية دعوة رئيس الوزراء التونسي إلى طرد السفراء السوريين من البلدان المعتمدين لديها. وقال جوبيه بهذا الخصوص إن «هذا ممكن ولكن يتعين علينا أن ننظر في النتائج (المترتبة عليه) لأن سفارتنا في دمشق تلعب دورا إنسانيا عن طريق تواصلها مع السكان.

لافروف: أعضاء مجلس الأمن رفضوا طلبنا تأجيل التصويت حتى عودتي من دمشق

اعتبر تجاهل الشركاء لطلب موسكو «عدم احترام».. وكشف عن رسالة يحملها إلى الأسد

جريدة الشرق الاوسط

موسكو: سامي عمارة

كشف سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، عن أن موسكو طالبت مجلس الأمن الدولي بتأجيل التصويت على مشروع القرار العربي – الغربي إلى حين عودته وميخائيل فرادكوف، مدير المخابرات الخارجية، من زيارة دمشق بتكليف من رئيس الدولة ديمتري ميدفيديف.

وقال في ختام مباحثاته مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إن الجانب الروسي طالب بإرجاء التصويت على مشروع القرار لبضعة أيام إلا أن الشركاء الآخرين تجاهلوا طلب موسكو وتعجلوا اتخاذ قرارهم وهو ما اعتبرته روسيا عدم احترام واضحا، على حد تعبيره.

وأشار لافروف إلى أن بلاده ترى أنها اتخذت القرار الصحيح، مؤكدا أنها لا تنوي التراجع عنه. وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان موقف بلاده الذي يتلخص اليوم في رغبتها في استمرار تنفيذ مبادرة الجامعة العربية حول وقف العنف من جانب كل الأطراف. وقال إنه يعتقد في وجود القوى التي تريد تغيير النظام في سوريا وعرقلة عملية الإصلاح من خلال استخدام المجموعات المتطرفة للقوة إلى جانب مواصلة دعوة المعارضة إلى الامتناع عن الحوار مع ممثلي السلطة هناك.

وقال إن «هناك من يحاول أيضا استمالة مجلس الأمن إلى الانجرار إلى حرب أهلية إلى جانب أحد أطراف النزاع القائم هناك».

أما عن جوهر الرسالة التي يحملها لافروف لتسليمها إلى الرئيس السوري بشار الأسد فقال الوزير الروسي إن ذلك هو ما سوف يكشف عنه لمن هي موجهة إليه.

بريماكوف لـ«الشرق الأوسط»: نريد إعطاء فرصة للأسد.. بعد أن خدعنا الغرب في ليبيا

رئيس الحكومة الروسية الأسبق موفد الكرملين لإقناع صدام بالتنحي: لا نتدخل في شؤون الآخرين

جريدة الشرق الاوسط

موسكو: سامي عمارة

في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بدا يفغيني بريماكوف، أحد أهم خبراء روسيا في شؤون المنطقة العربية والشرق الأوسط ورئيس الحكومة الروسية الأسبق، أكثر حماسا لمواقف روسيا الرسمية تجاه سبل تسوية الأوضاع الراهنة في سوريا التي تمثلت ذروتها في استخدامها حق «الفيتو» لإحباط مشروع القرار العربي – الغربي حول سوريا في مجلس الأمن الدولي.

ولم يقتصر الحديث على تناول مبررات موسكو لرفض مشروع القرار؛ بل وتناول الكثير من تفاصيل علاقات موسكو مع النظام السوري في توقيت يحتدم فيه الجدل حول الأسباب التي دعت الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى إيفاد وزير خارجيته سيرغي لافروف مع ميخائيل فرادكوف مدير المخابرات الخارجية إلى سوريا اليوم.

وقد استهل بريماكوف حديثه بالإشارة إلى ضرورة التمييز بين الأوضاع في بلدان ربيع الثورات العربية على نحو يضع كلا من مصر وتونس في موقع مغاير لمواقع ليبيا وسوريا التي قال إن «المقاومة ضد نظام الأسد فيها اتسمت ومنذ البداية بطابع عسكري لتنزلق لاحقا إلى حرب أهلية في واقع الأمر»، واستطرد ليقول: «لقد كانت مواقف روسيا تجاه الأوضاع في سوريا تتسم بطابع موضوعي. فنحن مع اتفاق كل الأطراف. وثمة من يتساءل: لماذا ترفض موسكو التصويت على مشروع القرار الذي عرضته الجامعة العربية والمغرب وحظي بتأييد الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية، على مجلس الأمن؟ الأسباب متعددة؛ وواحد منها يتعلق بتحميل مشروع القرار المسؤولية لأحد طرفي الأزمة. إننا نجد فيه توجيه كل الاتهامات إلى القوات الحكومية وضد الأسد شخصيا مع طرح مسألة حتمية رحيله. وذلك تدخل عملي في الشؤون الداخلية على غير أساس»، واستطرد قائلا: «أما السبب الثاني، فيتلخص في أن روسيا خُدعت في ليبيا؛ حيث كان من المطلوب سرعة اتخاذ القرار لأن قوات (العقيد الليبي السابق معمر) القذافي كانت على وشك الاستيلاء على بنغازي. وكان على روسيا وتفاديا لوقوع المزيد من الضحايا البشرية، خاصة خلال معارك الشوارع في بنغازي، أن تنطلق من موقف موحد مع الصين وتمتنع عن استخدام حق الفيتو. وكانوا قد أكدوا لنا أن القرار لا يستهدف سوى فرض المظلة الجوية من أجل الحيلولة دون استخدام القذافي قواته الجوية ضد المدنيين. لقد خدعونا وكان القرار يستهدف بالدرجة الأولى الإطاحة بالقذافي. ولذا، فنحن الآن نلتزم بالحذر الشديد في سوريا. وأنا أعتقد في صحة ذلك وأقف ضد التدخل الخارجي».

وقال بريماكوف: «إذا كان هناك من المسؤولين الغربيين من يطرح ضرورة رحيل الأسد، فإنني أطرح عليه السؤال: هل سيوفر ذلك الاستقرار في سوريا؟ أما السؤال الثاني: هل هناك في الغرب من الخبراء من يدرك ماهية القوى المعادية للنظام؟»، وأوضح قائلا: «في حال وجود مثل هؤلاء الخبراء، فإنهم يبدون مطالبين بتفسير السبب الذي من أجله تتشكل في إحدى البلدان المجاورة (يقصد تركيا) ما يصفونها بحكومة الوحدة الوطنية من ممثلي المعارضة؟ وما مصلحة الدول المجاورة في ذلك؟ كما أنهم مطالبون أيضا بتفسير الدور الذي يلعبه تنظيم القاعدة في هذه المسألة. وماهية الدور الذي يلعبه الإسلاميون في هذه الحركة. إنهم مدعوون أيضا إلى تفسير أسباب الكثير من الخلافات الطائفية التي تتعلق بالسنة والعلويين في سوريا»، وتابع قائلا: «إنني وعلى سبيل المثال لست متفقا مع القائل بأن مثل تلك المواقف تساهم في تأمين الاستقرار والتطور الطبيعي لسوريا، علاوة على أن الأحداث لم تنته بعد في البلدان الأخرى، وإذا ما حدثت احتكاكات جدية على أرضية السنة والشيعة، فإن العالم العربي سوف يخسر كثيرا».

وتوقف بريماكوف قليلا ليضيف: «الموقف لا يسمح بالكثير من التفاؤل. إنني أعتقد بضرورة إعطاء بشار الأسد فرصة بعد أن أعلن كثيرا عن التزامه بالكثير من الإصلاحات التي، في حال تحقيقها، سوف تكون منعطفا حاسما في اتجاه الديمقراطية ومنها إلغاء حالة الطوارئ وإجراء الانتخابات وبناء نظام متعدد الأحزاب والتخلي عن احتكار حزب البعث للسلطة. لقد قال كل ذلك. لكنه يقول أيضا الآن إنني لا أستطيع تنفيذ كل هذه الإصلاحات في الوقت الذي تحتدم فيه الأوضاع وتشتعل فيه المواجهة أو الحرب الداخلية». وعاد بريماكوف ليؤكد: «من الممكن إتاحة الفرصة إذا ما التقت معه المعارضة وتيسر التوصل إلى اتفاق حول أسس انتقالية. وقد طرحت موسكو، ولا تزال تطرح، استضافة اللقاء».

وأكد أن موسكو التقت بممثلي المعارضة في موسكو وكذلك بممثلي المعارضة المسلحة الذين يتمركزون في بلد مجاور، لكنهم يرفضون قطعيا الدخول في أية مفاوضات.

وكان بريماكوف حرص في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على تأكيد عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية، وهو ما عاد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية إلى التطرق إليه حين قال صراحة إنه «ليس من مهام موسكو تحديد أي الأنظمة تبقى وأيها ترحل». غير أن موسكو تنسى أو تتناسى أن الكرملين سبق أن أوفد يفغيني بريماكوف رئيس الحكومة الروسية الأسبق إلى الرئيس العراقي صدام حسين يطالبه بالتنحي قبيل الغزو الأميركي للعراق في عام 2003. كما سبق أن طالبت موسكو بتغيير الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الذي أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ومن قبله سلفه فلاديمير بوتين، استحالة التعاون معه، وهو ما كان ضمن الكثير من ملفات الحرب بين البلدين في أغسطس (آب) 2008.

ويذكر كثير من المراقبين في الداخل والخارج ما سبق أن قاله الرئيس ديمتري ميدفيديف حول أن «الأسد مدعو إلى تنفيذ الإصلاحات أو الرحيل»، في تحذير مباشر من مغبة التباطؤ المتعمد لتنفيذ ما سبق أن أعلنه من إصلاحات. ولعله من سخريات اللحظة والقدر معا أن يبدأ لافروف ومعه فرادكوف زيارته لدمشق ولقاء الأسد بتكليف من الرئيس ميدفيديف في السابع من فبراير (شباط)، أي في توقيت مماثل لإيفاد ميدفيديف مبعوثه الشخصي ألكسندر سلطانوف إلى الرئيس المصري حسني مبارك في الثامن من فبراير من العام الماضي، أي قبيل موعد تنحيه عن السلطة بثلاثة أيام.

العميد المنشق مصطفى الشيخ يعلن تشكيل «المجلس العسكري الثوري» لـ «تحرير» سوريا

«الجيش الحر» اعتبر تأسيسه «يصب في خدمة» النظام.. وأعرب عن شكوكه في النيات والتوقيت

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

بعد شهر على انشقاقه رسميا، أعلن العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، صاحب الرتبة العسكرية الأعلى من بين الضباط المنشقين عن الجيش النظامي منذ بدء الثورة السورية، عن إنشائه «المجلس العسكري السوري الثوري الأعلى» الذي يتولى رئاسته ليكون بمثابة «هيكل تنظيمي» للمنشقين بهدف «تحرير سوريا»، وعين الرائد المظلي المنشق ماهر النعيمي الناطق الرسمي باسم المجلس، بعدما كان قد عين في وقت سابق كناطق رسمي لـ «الجيش السوري الحر».

وفي حين رفض العميد الشيخ في اتصال مع «الشرق الأوسط» التعليق على الموضوع، لافتا إلى أن «هناك وثيقة عهد وشرف تنص على عدم التصريح قبل مرور 24 ساعة من الإعلان عن المجلس»، وقال ردا على سؤال عن علاقته بـ«الجيش السوري الحر»: «في النهاية نحن إخوة»، وأصدر بيانا توجه فيه إلى «الشعب السوري»، وقال فيه «لقد تم الاتفاق على تشكيل المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا تمهيدا لإعلان النفير العام لتحرير سوريا من هذه العصابة الحاكمة، تلبية لنداء الحرية ووفاء لدماء الشهداء».

وقد تضاربت المعلومات حول ما إذا كانت قد جرت مباحثات بين «الجيش الحر» الذي اعتبر أن تأسيس المجلس العسكري الثوري يصب في «خدمة النظام» السوري، وبين العميد الشيخ قبل إقدامه على هذه الخطوة، فقد أشار الأخير الذي لم يتطرق في بيانه إلى «الجيش الحر» وقائده العقيد رياض الأسعد، إلى أن إنشاء المجلس جاء «بعد التشاور مع الضباط المنشقين على امتداد ساحات الوطن وبعد العمل المضني في التنظيم الدقيق لصفوف المنشقين وتنظيم الثوار الذين أتموا الخدمة الإلزامية والراغبين في التطوع في كتائبنا التابعة للمجالس العسكرية الثورية الفرعية في جميع المحافظات السورية وضم العسكريين المسرحين والمتقاعدين إلى صفوف المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا». وهذا ما أكده أيضا نائب قائد «الجيش الحر» العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط»، وقال إن المشاورات التي حصلت بينهم وبين العقيد الشيخ منذ إعلان انشقاقه لم تسفر عن أي نتيجة إيجابية، لكن في المقابل أعلن قائد «الجيش الحر» العقيد رياض الأسعد في البيان الذي أصدره تعليقا على إعلان الشيخ للمجلس العسكري الثوري، أن الشيخ «لا ينتمي إلى صفوف الجيش السوري الحر»، وأن «أي مشاورات لم تجر معه بخصوص تشكيل المجلس العسكري»، وهو «لا يمثل إلا نفسه».

وقال الكردي «تفاجأنا بإعلان الشيخ تشكيل المجلس العسكري الذي نعتبره طعنة في ظهر الثورة السورية».

وفي حين أكد الكردي أن الشيخ لم يسبق له أن أعلن انضمامه إلى «الجيش الحر»، مشككا بخلفية خطوته هذه التي لم ينف أنها ستؤثر سلبا على الثورة، ولفت إلى أن «انضمام العقيد ماهر النعيمي الذي كان يخدم في الحرس الجمهوري، إلى المجلس العسكري الجديد، هو انشقاق ضمن انشقاق، ويبدو أنه منذ مجيء الشيخ إلى تركيا بدأ التنسيق السري بين الاثنين»، مشددا على أن كل العمليات العسكرية على أرض الثورة والكتائب التي تتولاها خاضعة لـ«الجيش الحر». وأضاف أن «العميد الشيخ هو ضابط أمني لمدة 15 عاما، يمتلك ذهنية أمنية كتلك التي يتبعها النظام السوري وبالتالي يختلف عن منهج التفكير والعقلية الأمنية والعمل العسكري الذي نعتمده».

وكان العميد الشيخ، البالغ من العمر 55 عاما والمتحدر من قرية أطمة (محافظة إدلب)، أعلن انشقاقه مع أحد أبنائه الأربعة وهو ضابط برتبة ملازم أول، إضافة إلى عدد من أفراد أسرته، منهم شقيقه الذي كان يتولى منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في محافظة إدلب.

من جهته، اعتبر المقدم المنشق في «الجيش الحر»، خالد الحموي، أن إعلان العقيد الشيخ تشكيل المجلس العسكري من دون أن يتم التشاور مع قيادة «الجيش الحر»، يعود إلى مآرب شخصية، لافتا إلى أن توقيت هذا الإعلان هو توقيت خاطئ لا يخدم مصلحة الثورة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «(الجيش الحر) كان لديه شكوك تجاه الشيخ الذي بقي بالنسبة إلينا كأي ضابط آخر منشقا تحت الدراسة والمراقبة لمدة شهر، لا سيما أنه خرج من سوريا بهندامه العسكري وأتى متهما (الجيش الحر) بقتل الناس على الهوية، إضافة إلى تاريخه المهني الذي لا يطمئن لكونه كان ضابطا أمنيا لمدة 15 عاما تولى خلالها مهام لا يمكن أن يتولاها إلا من كان مقربا من النظام، ومن ضمنها رئيس فرع الكيمياء في المنطقة الشمالية وضابط أمن البحوث العلمية، كما خدم عاما كاملا في لبنان ضمن قوات الردع، وهو ذو نزعة سلطوية وابن شقيق محافظ اللاذقية الذي يعتبر الصديق الشخصي لبشار الأسد».

ولفت الحمود إلى أن المجلس العسكري الذي أعلن الشيخ عن إنشائه لا يضم أكثر من 7 ضباط، بينما تجاوز عدد ضباط «الجيش الحر» الـ250 ضابطا، إضافة إلى ما بين 40 و50 ألف عسكري منتشرين على كامل الأراضي السورية.

وكان الشيخ قد أوضح في بيانه، أن قرار الإعلان عن المجلس العسكري، جاء «نتيجة للظروف التي تمر بها سوريا الحبيبة، وخصوصا بعد استخدام الفيتو الروسي والصيني والتآمر الإيراني الواضح لتحويل سوريا إلى قاعدة متقدمة لإيران»، وأضاف «كما جاء بالتوازي مع دعوات الدول الشقيقة والصديقة لتشكيل حلف لمساندة الشعب السوري الذي يسعى لنيل حريته». ووصف البيان المجلس بأنه «هيكل تنظيمي مؤسساتي بعيد عن الانتماءات المذهبية والسياسية والعرقية والقومية»، لافتا إلى أن «قائد المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا هو العميد الركن مصطفى الشيخ الموجود في تركيا»، ولم يشر البيان لا من قريب ولا من بعيد إلى «الجيش السوري الحر».

واشنطن تغلق سفارتها وترى الرهان على الأسد خاسراً وساركوزي وميركل يعتبران ما يحصل فضيحة

إبادة في حمص والدبابات تقتحم الزبداني

تتسارع وتيرة الأحداث في سوريا وخارجها بعد الفيتو الروسي الصيني الذي كانت سلطات دمشق تنتظره بفارغ الصبر لتبدأ حملة من الإبادة تجاوزت دمويتها المعدلات العالية التي كانت تحرص على أن تراوح حولها، ولكن هذه المرة كان المجتمع الدولي يسارع هو كذلك في العمل للجم المجازر التي شملت عدداً من المدن المنتفضة منها أمس على الخصوص حمص التي تعرضت لقصف براجمات الصواريخ وسلاح الطيران والمدفعية والرشاشات الثقيلة والزبداني التي اقتحمتها دبابات الرئيس السوري بشار الأسد مساء في محاولة لإخضاعهما مقدمة لإخضاع وتخويف سائر المدن والقرى الثائرة المطالبة بإسقاط نظامه.

وفي مقابل مواصلة التصعيد العسكري السوري وكأنه ورقة النظام الأخيرة في “رهان خاسر” حسبما قال البيت الأبيض أمس من غير أن يستبعد أي خيار في التعامل مع الأزمة السورية، مفضلاً لغاية الآن على الأقل الحل الديبلوماسي ومعلناً سحب السفير الأميركي من دمشق في خطوة واكبتها لندن وبروكسل باستدعاء سفيريهما فيما تدرس سائر الدول الأوروبية خيارات مشابهة، كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يعتبران عقب اجتماع قمة جمعهما في باريس أمس، أن ما يجري في سوريا “فضيحة”.

ويأتي التصعيد العسكري ضد المدنيين عشية الزيارة المعلنة اليوم لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى دمشق يرافقه رئيس الاستخبارات الروسية للقاء الأسد، حيث سقط 85 قتيلاً في اعمال العنف والقتل أمس معظمهم في حمص واقتحمت قوات تابعة للنظام يساندها قصف مدفعي من الدبابات مدينة الزبداني في ريف دمشق.

وأفادت بيانات متلاحقة للمرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له عن سقوط 50 قتيلاً من “المدنيين الموثقين بالاسماء وظروف الاستشهاد” خلال قصف واطلاق نار في احياء باب عمرو وكرم الزيتون وكرم الشامي والخالدية والانشاءات وباب السباع في مدينة حمص. وقال المرصد ان “العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالة حرجة”، كما قتل عشرة مواطنين في قصف على مدينة الرستن في محافظة حمص، وقتل في المحافظة نفسها شخص في بلدة القصير وآخر في الحولة.                    وفي ريف دمشق، قتل 15 شخصا أمس هم ثمانية في القصف على مدينة الزبداني وسهل مضايا المجاور، وشخصان احدهما طفل نتيجة اطلاق الرصاص على سيارة في بلدة سرغايا، وشخصان في حرستا خلال مداهمات وشخص في كل من سقبا ورنكوس وداريا.

وفي محافظة حلب، قتل شخص من بلدة مارع اثر اطلاق الرصاص على حافلة صغيرة، بحسب المرصد، كما اشار المرصد الى مقتل ستة مدنيين في محافظة ادلب هم امرأتان وطفل في سقوط قذيفة على حقل زراعي كانوا يعملون فيه قرب بلدة تفتناز، فيما قتل رجل برصاص قناصة في مدينة ادلب، وقتل ناشطان في اطلاق نار من القوى الامنية السورية خلال محاولتهما تسيير تظاهرة في مواجهة دبابات النظام في معرة النعمان في ادلب.

وفي خبر لوكالة “سانا” السورية الرسمية، ان “ثلاثة ضباط استشهدوا بنيران مجموعة ارهابية مسلحة هاجمت حاجزا عسكريا في بلدة البارة في جبل الزاوية في ادلب وخطفت عددا من العسكريين”.

وتتعرض مدينة حمص في وسط سوريا منذ الصباح الباكر لقصف عنيف هو الاول بهذه القسوة منذ بدء الانتفاضة ضد النظام السوري قبل أحد عشر شهرا، بحسب ناشطين. وتسبب القصف بتدمير مبان وبحرائق، وبإصابة مشفى ميداني حيث وقع قتلى وجرحى.

وفي ريف دمشق، “اقتحمت القوات العسكرية النظامية معززة بمئات المدرعات مدينة الزبداني”، بحسب المرصد الذي اشار الى “تزامن ذلك مع اطلاق نار كثيف وقصف من الدبابات”. واكدت لجان التنسيق المحلية حصول “نزوح جماعي” من الزبداني.

دولياً، اعلنت الولايات المتحدة أمس اغلاق سفارتها في دمشق وأجلت آخر موظفيها في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان ان السفارة “علقت كل انشطتها اعتباراً من السادس من شباط (فبراير) 2012 نظراً لاستمرار العنف وتدهور الظروف الامنية”. ودعت كل الاميركيين الذين لا يزالون في سوريا الى مغادرة البلاد. وأعلنت وزارة الخارجية البولندية ان سفارتها ستمثل مصالح الولايات المتحدة في سوريا بعد اغلاق السفارة الاميركية في دمشق.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في بيان: “عبّرنا نحن وعدة بعثات ديبلوماسية اخرى عن بواعث قلقنا بشأن الامن للحكومة السورية لكن النظام لم يستجب بشكل كاف”. وأكدت نولاند ان (السفير روبرت) فورد سيحتفظ بمنصبه سفيرا للولايات المتحدة في سوريا وسيعمل هو وفريقه من واشنطن.

وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلة مع برنامج “توداي شو” على قناة “أن بي سي” الأميركية أمس، أنه طالب الأسد دائما “بحزم” بأن يتنحى عن السلطة، لكنه أكد في الوقت نفسه أن ما من مجال لتدخل عسكري أجنبي في الصراع في سوريا، وأنه ما زالت هناك امكانية لحل عبر المفاوضات.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان “الرهان على الاسد بكل شيء هو وصفة للفشل”، مضيفا ان سيطرة الرئيس السوري على السلطة “اصبحت محدودة جدا على افضل تقدير”، مشيرا إلى أن كل الخيارات في التعامل مع الأزمة على الطاولة وإن يكن للخيار الديبلوماسي أولوية، معتبراً أن هناك حركة انشقاق كبيرة بين الضباط وكبار المسؤولين. وأضاف “نحن نعمل مع المجتمع الدولي لبذل كل الجهود لزيادة الضغوط عليه”.

واعلنت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس أمس ان الصين وروسيا ستندمان على استخدام الفيتو ضد مشروع قرار دولي يدين العنف في سوريا.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس ان بلاده استدعت سفيرها في دمشق للتشاور.

وقال هيغ في تصريح امام مجلس العموم انه استدعى السفير السوري في لندن الى وزارة الخارجية احتجاجاً على الوضع في سوريا. وقال “سنستخدم جميع القنوات المتبقية لدينا مع النظام السوري لنوضح لهم اشمئزازنا من العنف الذي نعتبره غير مقبول مطلقا بالنسبة للعالم المتحضر”. وأضاف انه “تم استدعاء السفير السوري في لندن الى وزارة الخارجية لتلقي هذه الرسالة. وفي موازاة ذلك استدعيت سفيرنا في دمشق الى لندن اليوم للتشاور”.

وأفادت وكالة “بيلغا” مساء ان وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رايندرز استدعى السفير البلجيكي في سوريا الى بروكسل للتشاور.

وأضافت الوكالة نقلا عن الخارجية البلجيكية ان رايندرز طلب ايضاً من وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التنسيق مع دول الاتحاد الاوروبي الـ27 لضمان امن البعثات الدبلوماسية في سوريا.

وفي باريس، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس ان فرنسا والمانيا لا يمكن ان تقبلا “عرقلة” عمل المجتمع الدولي بشأن سوريا بعد الفيتو الروسي- الصيني في مجلس الامن لوقف مشروع قرار يدين القمع في سوريا.

وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل: “سأتصل هاتفيا بالرئيس (الروسي ديمتري) مدفيديف. وبإذن من المستشارة سأحدثه باسمينا”. وتابع “ان المانيا وفرنسا لن تخذلا الشعب السوري. ان ما يحصل فضيحة. ونحن لسنا مستعدين لقبول التردد في اتخاذ قرار او عرقلة عمل المجتمع الدولي”.

اما ميركل فدعت موسكو الى “تقييم عواقب قراراتها جيدا”. وقالت “لسنا خائبين فحسب، بل اننا مذهولون لعدم تبني قرار في الامم المتحدة”.

واستقبل وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في باريس رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون واتصل هاتفياً بالامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الحكومة القطرية حمد بن جاسم آل ثاني.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “نعتبر المجلس الوطني السوري محاوراً شرعياً وندعم جهود المعارضة السورية للتوحد حول منصة ديموقراطية”. وأوضح ان “المجلس الوطني السوري احرز تقدماً بهدف التشجيع على دينامية داخل المعارضة السورية ولتلتف حوله مختلف مكونات هذه المعارضة”. وقال ايضاً “نحضه على مواصلة جهوده”.

ووسعت سويسرا مجددا قائمة المسؤولين في سوريا المشمولين بعقوبات واضافت اليها 34 اسما علما انها تضم اصلا 108 اسماء، وفق بيان صدر أمس في برن.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إنه قد هالته أعمال العنف المتصاعدة في سوريا وخصوصا في عدد القتلى وتصاعد الهجمة المستمرة على مدينة حمص التي تنطوي على استخدام المدفعية الثقيلة وقصف المناطق المدنية. وقال إن “الإنسانية لا تقبل على الاطلاق هذا العنف”.

كما واصلت تركيا انتقادها للفيتو المزدوج الروسي – الصيني فدعا الرئيس التركي عبدالله غول مختلف الاطراف الى ان “يتذكروا أن الحرب الباردة انتهت”. وقال غول في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك “اود ان اعرب عن حزننا حيال موضوع التصويت في الامم المتحدة”.

وفي مسقط، افاد وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أمس ان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي سيعقدون السبت في الرياض اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سوريا عشية اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة. ودعت السعودية الى اتخاذ “اجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم” في سوريا، وقال مجلس الوزراء السعودي إن استمرار الأزمة في سوريا يهدد بكارثة إنسانية.

وقال رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثاني أمس، هناك 4 خيارات امام اللجنة الوزارية العربية لن نفصح عنها حاليا بشأن التعامل مع الملف السوري.

واعلن الامين العام المساعد للجامعة العربية احمد بن حلي من القاهرة ارجاء موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الى الاحد الثاني عشر من شباط (فبراير) الجاري بناء على طلب من دول مجلس التعاون الخليجي.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ب، اش ا)

الاسد يؤكد انفتاحه على اي جهد لدعم الاستقرار في بلاده ودول الخليج تطرد سفراء سوريا

دمشق – اعلن الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في دمشق الثلاثاء استعداد بلاده للتعاون مع اي جهد يدعم الاستقرار في سوريا، في وقت طالبت دول الخليج سفراء “النظام السوري” بمغادرة اراضيها بشكل فوري، وتواصل مسلسل استدعاء السفراء الغربيين من سوريا.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الاسد جدد خلال لقائه مع لافروف “استعداد سوريا للتعاون مع اي جهد يدعم الاستقرار” في البلاد.

وقال الاسد ان “سوريا رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للازمة والتزمت خطة عمل الجامعة العربية (…) وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب بالرغم من عرقلة بعض الاطراف العربية لعمل البعثة”.

واضافت الوكالة ان الاسد “شكر باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها في مجلس الامن الدولي وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدلا من التصعيد وسياسة الاملاءات التى تمارسها بعض دول هذا المجلس”. واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جهته التزام الرئيس السوري وقف اعمال العنف في بلاده.

ونقلت وكالات الانباء الروسية عن لافروف قوله “عقدنا لقاء مفيدا جدا. واكد لنا الرئيس السوري انه ملتزم بالكامل بالعمل لوقف اعمال العنف ايا كان مصدرها”.

كما اكد لافروف ان روسيا اكدت استعدادها “للمساهمة في التوصل الى مخرج للازمة على اساس المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية”.

واوضحت الوكالة السورية ان المبادرة المقصودة هي تلك التي تم الاتفاق عليها في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 2011.

وتنص المبادرة على وقف اعمال العنف من اي جهة أتت، وعلى سحب الجيش من الشوارع، وفتح البلاد امام وسائل الاعلام الاجنبية، وارسال بعثة من المراقبين العرب لمراقبة تنفيذ الخطة.

ونقلت سانا عن لافروف قوله للصحافيين ان الاسد “اكد التزامه كما هو وارد في الخطة العربية بمهمة وضع حد للعنف مهما كان مصدره. ولهذا الغرض تؤكد سوريا اهتمامها بمواصلة العمل مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية ورفع عدد المراقبين كي تنتشر في كل النقاط المطلوبة وكي تتأكد بنفسها من اي خروقات او انتهاكات لمبدأ عدم جواز السماح بالعنف مهما كان مصدره”.

وحضر اللقاء بين الاسد ولافروف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم.

وأعد للوزير الروسي استقبال شعبي حاشد على طرق العاصمة حيث تجمع الالاف من مناصري النظام في شارع المحلق الجنوبي الذي يصل مطار دمشق الدولي بحي المزة في دمشق للتعبير عن تقديرهم لموقف بلاده “الداعم لسوريا ولشعبها وبرنامجها الاصلاحي”، بحسب الشريط الاخباري للتلفزيون السوري الذي كان يبث الصور بشكل مباشر.

وفي ظل استمرار اعمال العنف في سوريا التي اوقعت خلال الايام الثلاثة الماضية مئات القتلى “قررت دول مجلس التعاون الخليجي سحب السفراء من سوريا والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة اراضيها وبشكل فوري” بحسب بيان رسمي للمجلس.

واوضح البيان ان هذه الخطوة تاتي “بعد ان انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات واجهضت كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الازمة وحقن دماء الشعب السوري”.

كما اعلنت كل من هولندا وفرنسا واسبانيا وايطاليا استدعاء سفرائها من سوريا “نظرا لتصاعد حملة القمع التي يشنها النظام السوري”.

وكانت بريطانيا استدعت سفيرها امس الاثنين، فيما اعلنت واشنطن اغلاق سفارتها في سوريا.

واعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء ان تركيا ستطلق “مبادرة جديدة” دولية بشان سوريا “تدعم الشعب وليس النظام”، من دون ان يوضح طبيعة المبادرة.

واعتبر النائب الديموقراطي جون كيري الذي يتراس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، الثلاثاء ان الازمة في سوريا “تختلف كثيرا” عن الحالة الليبية، داعيا روسيا والصين الى دعم تحرك الامم المتحدة ضد نظام بشار الاسد.

من جهته، حض السناتور الجمهوري جون ماكين الولايات المتحدة الثلاثاء على درس فكرة تسليح المعارضة السورية التي تقاتل القوات التابعة لنظام الرئيس بشار الاسد.

وقال ماكين للصحافيين “علينا ان نبدأ بدرس كل الخيارات، بما في ذلك تسليح المعارضة. حمام الدم (في سوريا) يجب ان يتوقف”.

واعتبر وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني الثلاثاء في لشبونة انه ينبغي “ممارسة كل الضغوط الممكنة” على النظام السوري لوقف اعمال العنف لكنه استثنى من ذلك “التدخل العسكري”.

ودعا الوزير التركي للشؤون الاوروبية ايغيمن باغش الاسرة الدولية الى التحرك لوضع حد “للمجازر” التي يتعرض لها المدنيون في سوريا باقناع النظام باجراء اصلاحات ديموقراطية.

ميدانيا، قتل 25 شخصا بينهم اربعة جنود الثلاثاء في سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ففي محافظة حمص (وسط)، قتل 16 شخصا بينهم طفل وامرأة في حين قتل اربعة جنود في الجيش السوري على ايدي مجموعة منشقة.

وقال ابو رامي المقيم في حمص في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في بيروت ان “الحالة الانسانية سيئة جدا” في المدينة، و”لا احد يمكنه التنقل والقناصة منتشرون في كل مكان”.

وقال هادي العبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، ان الاهالي افادوا من هدنة قصيرة بعد منتصف الليل لتفقد المنازل، و”استطاعوا الوصول الى منازل مهدمة واخرجوا منها جثثا كثيرة دفنوها في احدى حدائق بابا عمرو”. واضاف “ان بعض الجثث مقطعة وهناك اشلاء”.

وتابع العبد الله ان هناك “مشفى ميدانيا واحدا في بابا عمرو لا يزال يعمل رغم اصابته امس بقذيفة هاون. وقد اطلق نداء استغاثة بسبب انتهاء المواد الطبية. لم يعد لديه شاش ولا قطن، ولا مواد مسكنة ولا ادوية التهاب او تخدير واوكسجين ووحدات دم”.

وفي ريف دمشق، قتل خمسة اشخاص في قصف على مدينة الزبداني من قوات الجيش النظامي التي تحاصر المدينة.

وبالتزامن مع ذلك، خرجت تظاهرات عدة في دمشق ودرعا (جنوب) وريف دمشق وادلب (شمال غرب) والسويداء (جنوب) “لنصرة حمص”، بحسب ناشطين.

وفي شريط فيديو وزعه ناشطون ولا يمكن التأكد من صحته، شوهد متظاهرون يسيرون ويهتفون “يا بشار باي باي بدي شوفك بلاهاي”، في اشارة الى المحكمة الجنائية الدولية.

وفي شريط فيديو آخر، رفعت لافتة في تظاهرة في السويداء كتب عليها “بوتين (رئيس الوزراء الروسي) اين ضميرك؟”، واخرى كتب عليها “حمص تقصف، اين انتم يا عرب؟”.

ودعا المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر في نداء مشترك وزع الثلاثاء رجال الاعمال السوريين والعرب الى المساهمة في تمويل عمليات “الدفاع عن النفس” وحماية المناطق المدنية.

وجاء في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه “نوجه دعوة حارة الى رجال الاعمال السوريين والعرب للمساهمة المباشرة والفاعلة في التمويل المشروع لعمليات الدفاع عن النفس وحماية المناطق المدنية في اطار الجيش السوري الحر، وتأمين الامكانات اللازمة لحماية جبهتنا الداخلية”.

واوضح النداء ان “الامكانات المتوفرة لا تكفي لصد الهجمة التي تلقى دعما وتمويلا من قوى اقليمية ودولية توفر السلاح والذخائر للنظام”.

ويأتي هذا النداء المشترك بعد انتقادات لاذعة وجهها قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد عبر تلفزيون البي بي سي الاثنين الى المجلس الوطني، واصفا اياه ب”المجلس الفاشل” الذي لم يقدم اي دعم الى الشعب السوري.

الرياض تدعو إلى “إجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم في سوريا

النظام السوري مستمر بـ”الحسم”.. ومطمئن إلى “ثبات” موسكو في سبيل إعادة “الثنائية” الدولية

في تطورات المشهد العربي وتحولاته المتمدّدة في أكثر من اتجاه، برز قرار الفلسطينيين الإنضواء تحت راية حكومة وفاق وطني برئاسة رئيس السلطة الحالية رئيس حركة “فتح” محمود عباس، حسبما جاء في إعلان الدوحة إثر مباحثات رعاها أمير قطر بين عباس ورئيس حركة “حماس” خالد مشعل، على أن تتولى هذه الحكومة مهام انتقالية تمهّد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.. أما في مستحدات الثورة السورية التي كان لها اليد الطولى في تحرّر مشعل من قيوده الدمشقية التي سبق وكفّت يده عن المضي قدمًا بمقررات “اتفاق مكة”، فلا يزال الشارع السوري يغرق في مزيد من العنف الدموي بفعل تصعيد النظام عملياته العسكرية ضد المناطق المنتفضة عليه، فكان لـ”عاصمة الثورة” حمص “حصة الأسد” من القصف الصاروخي والمدفعي المركّز خلال الساعات الأخيرة على عدد من المدن السورية ما أسفر عن سقوط نحو مئة قتيل، معظمهم في حمص، بالإضافة إلى مئات الجرحى والنازحين والمفقودين تحت ركام منازلهم.

في غضون ذلك، وفي حين يترقب المتابعون ما سيخرج به اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي السبت المقبل في الرياض لتباحث تطورات الوضع في سوريا، وذلك عشية التئام مجلس جامعة الدول العربية الأحد المقبل على مستوى وزراء الخارجية لتدارس البدائل العربية المتاحة في سبيل وقف العنف في سوريا بعد اعتراض موسكو طريق المبادرة العربية في مجلس الأمن الدولي.. دعت المملكة العربية السعودية إلى وجوب “اتخاذ اجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم في سوريا”، وشدد مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز على أنّ “إخفاق مجلس الامن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية يجب أن لا يحول دون اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية أرواح الأبرياء ووقف نزيف الدم وجميع أعمال العنف التي تنذر بعواقب وخيمة على الشعب السوري واستقرار المنطقة”.

وعلى المقلب الآخر، ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف برد فعل الغرب على منع روسيا والصين تبني مجلس الأمن قرار إدانة القمع في سوريا، واصفًا “تعليق البعض” على فيتو موسكو وبكين بـ”المشين والهستيري”.. كلام لافروف هذا جاء قبيل توجهه إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد برفقة رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية ميخايل فرادكوف، في وقت يبدو النظام السوري مطمئنًا إلى دوام الدعم الروسي على المستوى الدولي بما يتيح له مزيدًا من الوقت في سبيل استكمال خطته الميدانية للحسم العسكري بمواجهة المطالبين بسقوطه، وفي هذا السياق أكدت مصادر قيادية مقربة من القيادة السورية لموقع “NOW Lebanon” أنّ “موسكو ستبقى على تصديها للدول الغربية في الموضوع السوري”، مشددةً في ضوء ذلك على “تصميم القيادة السورية على المضي قدمًا في إطار عملية الحسم العسكري وعدم التساهل مع المسلحين في عدد من المناطق السورية، لأنّ كلفة استمرار الخراب أكبر من كلفة الحسم العسكري”.

وفي معرض إبداء ثقتها “بثبات الموقف الروسي” المؤيد للنظام السوري، قالت هذه المصادر: “الروس لن يتراجعوا لاعتبارهم أنّ نتائج الحرب الحاصلة راهنًا على سوريا ستقرر عودة الثنائية” الدولية، في إشارة إلى محاولة موسكو إعادة إنتاج حقبة الثنائية السوفياتية – الأميركية في إدارة العالم.

وردًّا على سؤال شددت المصادر نفسها على أنّ “الروس لن يقبلوا لا بمبادرة عربية ولا بأي مبادرة أخرى تتضمن فرض عقوبات أو استخدام القوة العسكرية ضد سوريا، وهم لن يسيروا إلا بالمبادرة التي تدعو إلى الحوار بين النظام السوري ومعارضيه دون شروط مسبقة”.

المتحدث باسم الخارجية الأميركية: الأسد لا يريد إنهاء العنف في سوريا

لفت المتحدث باسم الخارجية الأميركية ارون سنايب إلى أنَّه بعد “الفيتو” الروسي والصيني على مشروع قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بسوريا “على الولايات المتحدة أن تُضاعف جهودها خارج الأمم المتحدة لتقديم الدعم للشعب السوري”.

سنايب، وفي حديث لقناة “الجزيرة”، أضاف: “نحن والأتراك وجامعة الدول العربية سندرس بحرص كيف يمكن أن نعزز العقوبات على سوريا”، مؤكِّدًا وقوف بلاده إلى جانب الشعب السوري.

إلى ذلك، قال: “كل ما لمسناه من (الرئيس السوري بشار) الأسد كلمات ولم نلمس لديه أي أفعال”. وختم: “هناك شخص واحد يمكنه أن ينهي العنف هو بشار الأسد لكنه لا يريد ذلك”.

السعيد: سنرسل الأسد بعد إعدامه للروس ليحنطوه ويضعوه الى جانب ستالين ولينين

سأل عبد الجليل السعيد، المدير الإعلامي المنشقّ لمكتب مفتي سوريا أحمد حسون، “هذا النظام (السوري) الذي أخرج الملايين ليستقبل الزائر الروسي (وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف) الا يقدم الشعب السوري على طاولة الاستعباد لموسكو؟”.

السعيد، وفي حديث لقناة “الجزيرة”، أضاف: “أقول لهذا الضيف الروسي الثورة السورية ستزيحكم عن العالم العربي وستغير وجودكم في العالم، واذا كان هناك ديمقراطية في روسيا لماذا يتم اعتقال من يعارض (الرئيس الروسي ميخائيل) مدفيديف”.

ولفت إلى أنَّ “هذا النظام المجرم في سوريا أميركا تريده واسرائيل كذلك، وأميركا تقول الآن للدب الروسي كن ضدّ الشعب السوري والآن أُعلنها سيكون الروسي مستهدفًا في سوريا أينما وجد”، مضيفاً: “والله سنرسله (في إشارة الى الرئيس السوري بشار الأسد) اليكم بعد إعدامه لتحنطوه في الكرملين، أنتم لديكم (الروس) تاريخ في تأييد الزعماء الساقطين وبإذن الله بشار الأسد سيكون من الساقطين وسنرسله اليكم ميتًا، فحنطوه وضعوه جنب ستالين ولينين وتأملوه”، مؤكِّدًا أنَّ “من يُقتلون في سوريا يُقتلون بأسلحة روسية”.

وشدد على أنَّ “السوريين الآن لفظوا بشار الأسد وروسيا من التاريخ”، مؤكِّدًا أنَّ “ما جرى في غزة يجري الآن في حمص”، مضيفاً: “لو كان عندنا دعم كما يقولون لأسقطنا بشار الأسد منذ الشهر الأول وهذه الثورة ليس لها الا الله”.

وختم متوجهاً للروس بالقول: “والله سنرد لكم الصاع صاعين”.

توقعات غربية بزيادة العنف في سوريا

هيمنت ردود الفعل الواسعة على مجريات الأحداث في سوريا بعد الفيتو الروسي والصيني المعارض لاتخاذ إجراء في مجلس الأمن ضد دمشق، وهو ما أدى إلى تصاعد وتيرة العنف هناك.

فقد استهلت مجلة تايم الأميركية مقالا لها بأن سوريا لم تعد على وشك الانزلاق في حرب أو تحدّق في وهدة الحرب بل هي في حرب فعلية. ورغم أن المحتجين المسالمين ما زالوا يتظاهرون في الشوارع بالآلاف فإن الظاهرة الواضحة هي أن الجيش السوري الحر يتحول ليكون الفاعل الرئيسي في الثورة التي تزداد شراسة يوما بعد يوم.

وقد أفاد مصدر في مدينة حمص المحاصرة بأن القوات الحكومية استمرت في قصفها للمناطق السكنية بأشد وابلات النيران التي لم تشهدها منذ بداية الاحتجاجات قبل عشرة أشهر، وأسفرت عن مقتل عشرات المدنيين خلال ساعتين فقط من القصف ونيران القناصة في حي واحد فقط.

ويقف على جانب هذا الصراع غير المتكافئ الرئيس بشار الأسد بجيشه الذي يزيد على 200 ألف فرد الموالي له بدافع المصالح المشتركة والمخاوف، ويقابله الجيش السوري الحر المنشق بأسلحته الخفيفة والذي تزداد أعداده.

وتحدثت المجلة عن وجود انشقاق في صفوف المعارضة التي يمثلها من ناحية الجيش السوري الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد والعميد مصطفى الشيخ الذي أعلن تشكيل ما يعرف بالمجلس السوري الأعلى لتحرير سوريا. وقالت إن هذا الفصيل المعارض من المرجح أن يقوي الانشقاق داخل المعارضة المسلحة، بالنظر إلى ما قاله نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك كردي من أن حركة الشيخ لا تزيد عن كونها “سكينا في ظهر الثورة”.

وأضاف كردي أنهم فوجئوا بأن الشيخ انشق لكنه لم ينضم إليهم. وأعلن أنهم ليست لهم علاقة به ولا يعرفون شيئا عنه أو عن أهدافه، وأنهم يشككون في تشكيله ويعتقدون أنه محاولة لشق المعارضة المسلحة.

وأشارت المجلة إلى أن وجود سلطة منافسة ومنفصلة تحت قيادة العميد الشيخ من المرجح أن تربك الأمور في جبهة المعارضة المفككة بالفعل حتى مع تصعيد الأسد لهجماته وإمعانه في زيادة التقتيل.

ونبهت إلى أنه ليس بالضرورة على السوريين أن ينظروا بعيدا ليروا كيف يمكن للمليشيات -خاصة تلك التي لها صبغة طائفية- أن تدمر البلد، فالجارتان لبنان والعراق مثالان دمويان على ذلك. وهما أيضا مثالان على الثمن الذي يمكن أن تستخلصه الحروب بالوكالة من السكان المحليين. وخطوط المعركة الدولية حول سوريا تُرسم حاليا بوضوح. فروسيا وإيران تواصلان دعمهما السياسي وتسلحان الأسد، بينما تقود قطر التحرك العربي ضد النظام، بالإضافة إلى تركيا والولايات المتحدة وفرنسا وقوى غربية أخرى.

مزيد من العنف

وفي سياق متصل أيضا، تساءلت كريستيان ساينس مونيتور عما إذا كان باستطاعة الغرب منع الانزلاق إلى المزيد من العنف في سوريا، وقالت إن زعماء الغرب يدعون لـ”تحالف إرادات” للوقوف إلى جانب الشعب السوري وإجبار الأسد على ترك السلطة. وهو ما حدا أيضا بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإصدار تحذير صارم للقادة السوريين بأنهم سيُحاسبون على أعمال العنف التي ارتكبتها قواتهم الأمنية ضد المواطنين السوريين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الزعماء الغربيين -بمن فيهم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وممثلو الجامعة العربية- لا يدعون صراحة لنوع من القوة التي استخدمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) لإسقاط معمر القذافي في ليبيا، ولكن بالأحرى إلى زيادة تدريجية للعقوبات، وجهود متزايدة لحرمان نظام الأسد من الأسلحة التي يستخدمها في مهاجمة المعارضة السورية.

ولكن المفهوم ضمنيا من كلامهم هو احتمال تسليح قوات المعارضة -أو غض الطرف عندما يقوم آخرون بتسليحها- وهي الخطوة التي يقول عنها خبراء إقليميون إنها يمكن أن تسبب مبارزة خطيرة يتبارى فيها الغرب والجامعة العربية المناوئة في أغلبها لإيران ضد روسيا وإيران، الحليفين المقربين من نظام الأسد. ومثل هذا السيناريو يعزز التقييم الذي يراه معظم المحللين بأن سوريا تتجه نحو مزيد من العنف الممتد.

                      الصحافة الأميركية

كيف السبيل لوقف العنف بسوريا؟

تساءل المعارض السوري في واشنطن عمار عبد الحميد العضو في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، عن السبيل لوقف تفاقم العنف وآلة القتل السورية، في ظل صمت قادة العالم الذين لم يحركوا ساكنا رغم سفك الدماء والتدمير في سوريا.

وأوضح -في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية- أن روسيا والصين مضتا قدما -رغم الاحتجاج الدولي- في عرقلة قرار لم يتجاوز الإدانة لأعمال العنف التي يرتكبها الرئيس بشار الأسد بحق شعبه.

ويضيف الكاتب أنه بينما يتشاحن قادة العالم في صياغة مدى شدة الإدانة، وفي ما إذا كانوا سيدعمون مبادرة جامعة الدولية العربية التي تفتقر إلى آليات التطبيق، ينشغل نظام الأسد بدفع البلاد نحو الهاوية.

ويقول إن الأنباء الجيدة هي أن الوقت لم يفت بعد لوقف الكارثة، أما الأنباء السيئة فهي أنه لم يوجد زعيم في العالم يتحلى بالشجاعة للاعتراف بأن الوضع يتطلب بعض التدخل، والمبادرة بإدارة نقاش جاد بشأن طبيعة ذلك التدخل.

وأثنى الكاتب على دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى تشكيل مجموعة اتصال بشأن سوريا، وقال إن ذلك يجب أن ينفذ بسرعة قصوى.

وخلص إلى أن القضية السورية لا يمكن تجاهلها ولا حتى إرجاؤها فترة أطول، وقال إن “آلة القتل التابعة للأسد يجب أن تتوقف”.

وتحدث الكاتب في مقاله عن انتشار الاحتجاجات في المدن والقرى السورية حتى وصلت إلى مدينة حلب التي كانت تشهد حالة من الهدوء لفترة طويلة، محذرا من اندلاع الفوضى وحرب العصابات في المدن الرئيسية وخاصة في  العاصمة دمشق ومدينة حمص.

                      واشنطن بوست

ترقب لمبادرة روسية بشأن سوريا

يصل اليوم إلى دمشق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -مصحوبا برئيس استخبارات بلاده ميخائيل فرادكوف- للتباحث مع القيادة السورية وتقديم مبادرة لم يعرف بعد ما شكلها، في وقت كشف فيه معارض سوري عن اعتراف خليجي وشيك بالمجلس الوطني السوري المعارض، وذلك وسط نشاط دبلوماسي عربي وغربي لإيجاد مخرج من المأزق الذي تعيشه سوريا.

ويحمل لافروف رسالة من الرئيس ديمتري مدفيدف للرئيس السوري بشار الأسد لم يكشف فحواها، لكن الخارجية الروسية قالت في بيان إنه وفرادكوف سيحاولان إقناع الأسد “بتقديم تنازلات” تشمل “تنفيذا سريعا للإصلاحات الديمقراطية”.

واتهم البيان مجددا بعض المعارضين السوريين باستغلال الاحتجاجات لتغيير النظام بالقوة.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قد نقل عن لافروف قوله إنه سيقدم مبادرة لدمشق في زيارته المرتقبة اليوم الثلاثاء، ولكن العربي لم يقدم تفاصيل، وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أنها يمكن أن تنهي الأزمة قال “هم يعتقدون ذلك”.

وفي هذا السياق، أعربت واشنطن عن أملها في أن ينتهز لافروف فرصة زيارته لدمشق ليفهم النظام هناك مدى عزلته.

وكانت روسيا والصين قد بررتا إحباطهما لقرار عربي غربي في مجلس الأمن باستخدام حق النقض (الفيتو) بأن القرار لم يراع مواقفهما، واعتبرا أن الحل لا بد من أن يكون سياسيا.

وقالت صحيفة الشعب الصينية الرسمية الثلاثاء إن الصين كانت مصيبة في وقوفها إلى جانب ما ترى أنه المسار الصحيح، وذلك تعليقا على استخدامها الفيتو على قرار مجلس الأمن المتعلق بسوريا قبل يومين بنيويورك.

وقالت الصحيفة الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم في طبعتها الخارجية -في تعليق على صفحتها الأولى- إن قرار الصين وروسيا استخدام الفيتو أوجد فرصة للوصول إلى حل ميسور للمشكلة يجب ألا تضيع.

وأضافت الصحيفة أن العالم يجب أن يتعود على سماع الصين تتحدث عن الحقائق الصعبة في النزاعات الدولية مثل سوريا، وأكدت أن استخدام الصين للفيتو يظهر أنها لن تكون عضوا موافقا على طول الخط.

تحرك عربي

وفي الأثناء، كشف عضو المكتب التنفيذي رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الوطني السوري المعارض أحمد رمضان عن اعتراف عربي  وخليجي قريب بالمجلس الوطني “كممثل شرعي للشعب السوري”.

وأوضح رمضان -في تصريح لصحيفة الوطن السعودية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء- أنه “تلقى إشارات من مصادر رفيعة المستوى في تلك الدول” -لم يسمها- بأن “مسألة الاعتراف قد حسمت لديها، وأنهم ينتظرون التوقيت المناسب للإعلان عنه في القريب العاجل”.

وقال رمضان إن “الفيتو الروسي الصيني يعد بمثابة رخصة للنظام بارتكاب المزيد من التصفيات بحق المدنيين”، مؤكدا “أن المعارضة طمأنت الجانب الروسي بإقامة علاقات شراكة في فترة ما بعد الأسد، لكن إشكالية موسكو وبكين هي في علاقاتهما مع الولايات المتحدة والغرب”.

ويأتي هذا الكشف في وقت قال فيه رئيس اللجنة الوزارية العربية المكلفة بسوريا رئيسُ وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم آل ثاني للجزيرة إن العرب سيدرسون أربعة خيارات لم يفصّلها.

ويسبق لقاءَ القاهرة اجتماعٌ السبت في الرياض لمجلس التعاون الخليجي الذي يناقش وزراء خارجيته إيجاد حلول جديدة، حسب وزير خارجية عمان يوسف بن علوي.

حل تفاوضي

وتقول روسيا والصين إنهما تخشيان تكرار السيناريو الذي حدث في ليبيا، حيث تتهمان الغرب باستغلال قرارات أممية لتبرير التدخل العسكري.

لكن الولايات المتحدة -التي وصفت الفيتو المزدوج بالمشين- أكدت على لسان رئيسها باراك أوباما أنه “ليس كل وضع يسمح بمثل التدخل العسكري الذي أطاح بالعقيد الراحل معمر القذافي”.

وقال أوباما أمس لشبكة “أن بي سي” إن بالإمكان حل الأزمة دون تدخل عسكري، متعهدا بزيادة العقوبات والضغوط على الأسد.

لكن بيانا للبيت الأبيض لاحقا أكد أن واشنطن لا تستبعد أي خيار، وإنْ قال أيضا إنها لا تدرس الآن خيار تسليح المعارضة.

ورغم أن مسؤولين أميركيين اعتبروا أن الجيش السوري الحر أكثر انقساما من أن يستطيع مواجهة النظام السوري كما فعل ثوار ليبيا مع القذافي، فإن ذلك لا يلغي احتمال موافقة واشنطن على أن تدعم بلدان بالعتاد والتدريب هذا التنظيم الذي قال قائده -بعد الفيتو الروسي الصيني المزدوج- إن القوة وحدها كفيلةٌ بإسقاط الأسد.

نقاش “الفضيحة”

وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الاثنين إنه سيتحدث مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف في اليومين القادمين لمناقشة الأزمة في سوريا التي وصفها بأنها “فضيحة”.

وقال ساركوزي -بعد قمة فرنسية ألمانية في باريس مع المستشارة أنجيلا ميركل أمس الاثنين- إن “فرنسا وألمانيا لن تتخليا عن الشعب السوري”، وأضاف “ما يحدث فضيحة، لن نقبل بأن يظل الطريق أمام المجتمع الدولي مسدودا”.

تطورات دبلوماسية

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أمس إغلاق سفارتها بدمشق وسحب سفيرها روبرت فورد و17 من طاقمها الدبلوماسي، مبررة ذلك بمخاوفَ أمنية لم تعالجها دمشق، وإنْ تحدثت عن قناة اتصال ما زالت مفتوحة عبر سفارة سوريا في واشنطن.

وفي نفس السياق، استدعت بريطانيا سفيرها في سوريا للتشاور، وأبلغت السفير السوري لديها رسالة احتجاج على الحملات الأمنية ضد الاحتجاجات.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ -الذي وصف الفيتو الروسي الصيني بأنه خطأ فادح في التقدير- إن بلاده ودولا أخرى ستدرس استصدار قرار بالجمعية العامة الأممية بعد تعذر اتخاذ قرار في مجلس الأمن.

كما استدعت إيطاليا السفير السوري، وقال وزير خارجيتها جوليو تيرسي إن الاتحاد الأوروبي يدرس طرد سفراء سوريا واستدعاء مبعوثيه في دمشق.

سوريا على شفير الحرب الأهلية

روسيا مطالبة بحل بديل لمبادرة العرب

انتقدت صحفية ذي غارديان الموقف الروسي المتمثل في استخدام موسكو لحق النقض (الفيتو) في جلسة مجلس الأمن الدولي السبت الماضي ضد مبادرة الجامعة العربية لوقف العنف في سوريا، وإيجاد حل سلمي للأزمة في البلاد.

وقالت ذي غارديان في افتتاحيتها إنه يجب على روسيا الآن أن تشرع في وساطة كبديل موثوق لخطة الجامعة العربية التي دمرتها، مضيفة أن الأزمة السورية التي بدأت منذ 11 شهرا قد أخذت منحى سيئا في نهاية المطاف، وأن البلاد باتت على شفير حرب أهلية.

وأوضحت أن الأزمة السورية آخذة في التفاقم وأن قوات الرئيس السوري بشار الأسد هاجمت البارحة أنحاء متفرقة من مدينة حمص السورية بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات، وسط مشاهد مروعة وحالة من الذعر سيطرت على أجواء المدينة ومناطق أخرى في البلاد.

وأضافت الصحيفة أن استخدام الصين وروسيا لحق النقض ضد المبادرة العربية/الغربية لحل الأزمة السورية أثار موجة من ردود الفعل الغاضبة على المستويين العالمي والعربي، وخاصة أنه تسبب في منح الأسد الضوء الأخضر لتكثيف هجماته ضد المدنيين السوريين.

قذائف وصواريخ

وأشارت ذي غارديان إلى أن نتيجة التصويت في نيويورك هي التي تسببت في انطلاق القذائف والصواريخ ضد أهالي حمص، مضيفة أن كلا من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني هو جينتاو والرئيس الأسد هم من يتحملون مسؤولية تجدد إراقة الدماء في سوريا.

وأوضحت أن تزويد روسيا للرئيس السوري بالسلاح يمثل خطرا كبيرا على الشعب السوري، وذلك لأن وضع السلاح في يد الأسد يجعله يشن مزيدا من الهجمات المحمومة ضد الشعب السوري، بدعوى استعادة السيطرة على البلاد.

وبينما أشارت الصحيفة إلى الزيارة التي يقوم بها اليوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الاستخبارات الروسية إلى دمشق، قالت إنه يجب على موسكو أن تثبت أنه بإمكانها ترميم الصدع الذي أحدثته في مجلس الأمن من خلال رفضها للمبادرة العربية/الغربية.

واختتمت بقولها إنه يجب على روسيا أن تثبت أنها لا تحمي نظام الأسد على حساب إراقة دماء الشعب السوري، وأن بإمكانها إيجاد صفقة بديلة عن مبادرة جامعة الدول العربية التي دمرتها في الأمم المتحدة.

ومن جانبها، قالت صحيفة ذي إندبندنت في افتتاحيتها إنه يجب على العالم الآن ألا يهجر الشعب السوري، وأضافت أنه من غير المجدي أن يبقى العالم ينتظر وهو يطلق التحذيرات إزاء حرب أهلية وشيكة في سوريا، وذلك لأن الحرب الأهلية قد بدأت بالفعل.

استجابة دولية

وبينما أشارت ذي إندبندنت إلى الهجوم بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ الذي شنته قوات الأسد البارحة ضد أهالي مدينة حمص، وإلى الآلاف من القتلى الذين قضوا برصاص نظام الأسد في البلاد منذ أكثر من عشرة أشهر، وإلى استدعاء بريطانيا سفيرها من دمشق، أضافت أن الحالة في سوريا لم تعد مقبولة وأنها تتطلب استجابة على المستوى الدولي.

ودعت الصحيفة إلى ضرورة مواصلة الجهود للحفاظ على الزخم الداعم لخطة الجامعة العربية لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات جديدة، وإلى وجوب اتخاذ خطوات لتشديد العقوبات ضد نظام الأسد، ومنعه من امتلاك المزيد من الأسلحة التي يستخدمها لذبح الشعب السوري.

وفي حين أشارت إلى إغلاق الولايات المتحدة سفارتها في دمشق، وإلى عدم جدوى الحديث إلى الأسد، أضافت أنه يجب فرض المزيد من الضغوط على النظام السوري، وذلك بالاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني السوري الذي يمثل المعارضة، وتعليق عضوية سوريا في هيئات الأمم المتحدة المختلفة.

كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المتمثلة في قولها إن ما جرى في مجلس الأمن في الرابع من فبراير/شباط 2012 يشكل مهزلة مضحكة.

وقالت ذي إندبندنت إن كلام كلينتون ربما يمثل عين الصواب، ولكن ذلك وحده لا يكفي من جانب المجتمع الدولي، إذا أرادت الأسرة الدولية السعي في سبيل منع سوريا من الانزلاق إلى أتون الحرب الأهلية.

لافروف يبدأ محادثات بدمشق

وسط تحرك غربي وعربي مكثف

بدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات بدمشق اليوم الثلاثاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، حيث وصل صحبة رئيس هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف، فيما وصف بأنها فرصة جديدة لدمشق لإيجاد مخرج دبلوماسي لأزمتها، وذلك في خضم تحرك عربي وغربي مكثف.

وقال الوزير الروسي عند وصوله إلى دمشق إن موسكو تريد للشعوب العربية أن تعيش في سلام وإن الأسد مدرك لمسؤولياته.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن لافروف قوله “كل زعيم دولة يجب أن يدرك حجم مسؤولياته”، وأضاف “من مصلحتنا أن تعيش الشعوب العربية في سلام ووفاق”.

ووصل لافروف إلى العاصمة السورية برفقة رئيس هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف، حيث دخلا مباشرة في اجتماع مع الأسد لإجراء مباحثات عن الوضع السوري الراهن.

ويحمل الوزير الروسي رسالة من الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف إلى الأسد لم يعرف فحواها، لكن مدفيدف ألمح إلى أنها قد تحتوي على آلية تتيح للأسد ترك السلطة إذا لم يتوقف العنف من كلا الطرفين.

لكن الخارجية الروسية قالت في بيان إن لافروف وفرادكوف سيحاولان إقناع الأسد “بتقديم تنازلات” تشمل “تنفيذا سريعا للإصلاحات الديمقراطية”.

وأفادت مصادر روسية بأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم وبثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري يشاركان في المحادثات من الجانب السوري، أما من الجانب الروسي فيحضر اللقاء نائبا وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف.

وقالت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن “المحادثات بين الجانبين ستركز على إيجاد مخارج وفرص لحلول سياسية للوضع في سوريا، خاصة بعد أن كانت موسكو استخدمت (حق النقض) الفيتو قبل أيام في مجلس الأمن إلى جانب بكين لمنع صدور قرار يدين سلوك السلطات السورية”.

تحرك أوروبي

ويأتي هذا الاجتماع في وقت يدرس فيه الاتحاد الأوروبي فرض جولة جديدة من العقوبات المالية على سوريا بحلول 27 فبراير/شباط الجاري، تتضمن وقف التعامل مع البنك المركزي السوري ووقف الاستيراد والتصدير بين الاتحاد وسوريا فيما يتعلق بالمعادن الثمينة.

وقال متحدث باسم الاتحاد إن فرنسا وألمانيا تدعمان العقوبات بقوة، وإنهما يأملان أن يوافق عليها وزراء خارجية الاتحاد في اجتماعه في بروكسل نهاية الشهر الجاري.

وفي الأثناء قررت فرنسا استدعاء سفيرها في دمشق، حسب ما أعلنه الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية برنارد فاليرو في المؤتمر الصحفي اليومي للخارجية الفرنسية، وعللت فرنسا قرارها بـ”تفاقم القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه”.

وفي نفس السياق استدعت إيطاليا سفيرها لدى سوريا للتشاور، وقالت إن سفارتها ستبقى مفتوحة، ولكنها نبهت إلى أنها ستبقى تتابع الأزمة الخطيرة هناك عن كثب.

وأشارت الخارجية الإيطالية إلى أنها استدعت كذلك السفير السوري بروما لتعبر له عن “شجب الحكومة الإيطالية القوي وبالغ اشمئزازها من العنف غير المقبول”.

وكانت بريطانيا قد استدعت سفيرها في سوريا للتشاور، وأبلغت السفير السوري لديها رسالة احتجاج على الحملات الأمنية ضد الاحتجاجات.

كما أعلنت الولايات المتحدة أمس إغلاق سفارتها بدمشق وسحب سفيرها روبرت فورد و17 من طاقمها الدبلوماسي، مبررة ذلك بمخاوف أمنية لم تعالجها دمشق، وإنْ تحدثت عن قناة اتصال ما زالت مفتوحة عبر سفارة سوريا في واشنطن.

تحرك عربي

وفي السياق، كشف عضو المكتب التنفيذي رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الوطني السوري المعارض أحمد رمضان عن اعتراف عربي وخليجي قريب بالمجلس الوطني “كممثل شرعي للشعب السوري”.

وأوضح رمضان -في تصريح لصحيفة الوطن السعودية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء- أنه “تلقى إشارات من مصادر رفيعة المستوى في تلك الدول” -لم يسمها- بأن “مسألة الاعتراف قد حسمت لديها، وأنهم ينتظرون التوقيت المناسب للإعلان عنه في القريب العاجل”.

وقال رمضان إن “الفيتو الروسي الصيني يعد بمثابة رخصة للنظام بارتكاب المزيد من التصفيات بحق المدنيين”، مؤكدا أن “المعارضة طمأنت الجانب الروسي بإقامة علاقات شراكة في فترة ما بعد الأسد، لكن إشكالية موسكو وبكين هي في علاقاتهما مع الولايات المتحدة والغرب”.

ويأتي هذا الكشف في وقت قال فيه رئيس اللجنة الوزارية العربية المكلفة بسوريا رئيسُ وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم آل ثاني للجزيرة إن العرب سيدرسون أربعة خيارات لم يفصّلها.

ويسبق لقاءَ القاهرة اجتماعٌ السبت في الرياض لمجلس التعاون الخليجي الذي يناقش وزراء خارجيته إيجاد حلول جديدة، حسب وزير خارجية عمان يوسف بن علوي.

نقاش “الفضيحة”

وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الاثنين إنه سيتحدث مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف خلال اليومين القادمين لمناقشة الأزمة في سوريا التي وصفها بأنها “فضيحة”.

وقال ساركوزي -بعد قمة فرنسية ألمانية في باريس مع المستشارة أنجيلا ميركل أمس الاثنين- إن “فرنسا وألمانيا لن تتخليا عن الشعب السوري”، وأضاف “ما يحدث فضيحة، لن نقبل بأن يظل الطريق أمام المجتمع الدولي مسدودا”.

وتقول روسيا والصين إنهما تخشيان تكرار السيناريو الذي حدث في ليبيا، حيث تتهمان الغرب باستغلال قرارات أممية لتبرير التدخل العسكري.

لكن الولايات المتحدة -التي وصفت الفيتو المزدوج بالمشين- أكدت على لسان رئيسها باراك أوباما أنه “ليس كل وضع يسمح بمثل التدخل العسكري” الذي أطاح بالعقيد الراحل معمر القذافي.

وقال أوباما أمس لشبكة “أن بي سي” إن بالإمكان حل الأزمة دون تدخل عسكري، متعهدا بزيادة العقوبات والضغوط على الأسد.

دعوة لواشنطن لمحاورة الأسد

مخافة انفجار الأزمة السورية

حذر الكاتب نيكولاس نو بمقال نشرته له صحيفة نيويورك تايمز الأميركية من انزلاق سوريا في مستنقع الحرب الأهلية، وقال “علينا أن نعقد صفقة مع الشيطان” من أجل عدم ترك الصراع في سوريا ينفجر في وجوه الجميع.

وأضاف نو أن هناك كثيرين في الغرب ولدى بعض الحكومات العربية، بل وحتى في المعارضة السورية، من لا يزال يراهن على إمكانية انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشكل يجعله انهيارا تحت السيطرة.

وأوضح الكاتب أن انهيار نظام الأسد بشكل مسيطر عليه ربما يكون أمرا ممكنا في حال زيادة الضغط عليه من كل الأطراف، بحيث يمكن القبول بأي خسائر بشرية أو نتائج محدودة قد يتسبب بها انهيار النظام السوري، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي.

وقال إنه في المقابل توجد مشاكل تجعل انهيار نظام الأسد بشكل مسيطر عليه أمرا غير ممكن دون نتائج كارثية، موضحا أن هذه المشاكل تتمثل في استمرار تمتع نظام الأسد بدعم الجيش السوري، إضافة إلى نظرة روسيا إلى سوريا بوصفها ركنا أساسيا لا يمكنها الاستغناء عنه.

وفي حين أشار الكاتب إلى استخدام كل من بكين وموسكو لحق النقض (فيتو) ضد مبادرة الدول العربية والغربية في مجلس الأمن الدولي لحل الأزمة السورية، أضاف أن إيران أيضا تعول كثيرا على نظام الأسد بحد ذاته، بدعوى أنه يسهم في دعم حزب الله اللبناني في مواجهة إسرائيل.

انهيار النظام

وقال نو إن من شأن انهيار نظام الأسد أن يولد موجة كبيرة من العنف في المنطقة، مشيرا إلى الاقتتال السني الشيعي المحتمل في كل من لبنان والعراق, إضافة إلى ما وصفها بانعكاسات انهيار نظام الأسد على الشعب السوري نفسه.

كما أن انهيار نظام الأسد -والقول للكاتب- من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من موجات هجرة السوريين وغيرهم، مما يضيف إلى الأزمات الإنسانية في المنطقة، خاصة وأن سوريا تستضيف ملايين اللاجئين العراقيين والفلسطينيين، والذين سوف تزداد معاناتهم وآلامهم.

كما حذر الكاتب مما وصفها بالقوة الثلاثية التي يمتلكها كل من نظام الأسد وحزب الله اللبناني وإيران مجتمعين، وقال إن من شأن أي حل عسكري بسوريا اندلاع حرب كارثية في المنطقة، بحيث تصل صواريخ حزب الله إسرائيل.

وقال إن الولايات المتحدة وحلفاءها قد يفكرون بضربة جوية استباقية ضد نظام الأسد، يكون من شأنها تجنب أي أخطار متوقعه ضد إسرائيل، موضحا أن هذه الخطة تعني احتلال أجزاء كبيرة من أراضي لبنان وسوريا عن طريق قوات عسكرية على الأرض.

ولكن الكاتب استبعد الحل العسكري، في ظل ما وصفها بالأزمة السياسية والاقتصادية التي تعانيها الدول الغربية، إضافة إلى التداعيات السلبية المحتملة على مصالح الغرب في الشرق الأوسط.

وقال نو إنه لا يكفي أن يبقى المجتمع الدولي ينحي باللائمة على حق الفيتو الذي استخدمته كل من بكين وموسكو في مجلس الأمن الدولي أو حتى على نظام الأسد الدموي إزاء الأخطار المحتملة في المنطقة.

 وأضاف أنه ينبغي على الولايات المتحدة تبني إستراتيجية واقعية يكون من شأنها نزع فتيل الأزمة السورية، وذلك بدلا من الانتظار حتى تنفجر الأزمة بوجه الجميع.

وأوضح الكاتب بالقول إنه ينبغي على واشنطن الحديث مع الأسد الذي وصفه بالقائد الخطير والوحشي والقمعي والذي تسبب في معظم الموت والدمار الذي أصاب الشعب السوري الأشهر الأخيرة.

وقال إن الحوار مع الأسد يبقى أفضل من النتائج الأسوأ المترتبة على محاولة حصره مع إيران وحزب الله في الزاوية.

                      نيويورك تايمز

ألمانيا تعتقل عميلين لنظام الأسد

خالد شمت-برلين

أعلن المدعي العام الألماني أنه تم اليوم الثلاثاء اعتقال شخصين يشتبه في قيامهما بالتجسس لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومراقبة أنشطة وتحركات مواطنين سوريين معارضين لهذا النظام.

وأوضح بيان للنيابة العامة الألمانية في كارلسروه بولاية بادن فيرتمبيرغ جنوب غربي ألمانيا أن سبعين شرطيا ومحققا دهموا منازل ستة أشخاص آخرين يشتبه في عمالتهم للحكومة السورية.

وأضاف البيان أن المعتقليْن هما “محمود آل” (34 عاما) وهو سوري، و”أكرم و” (47 عاما) وهو ألماني من أصل لبناني، وكانا مراقبين منذ فترة طويلة من قبل هيئة حماية الدستور (أمن الدولة)، وضبطت لديهما مخططات للتجسس على معارضين سوريين مقيمين في ألمانيا.

وأشار البيان إلى أن الشخصين المعتقلين عرضا اليوم على قاضي التحقيق الذي يجمع أيضا أدلة على تورط ستة آخرين في قضية التجسس لصالح النظام السوري. وسيتم تقديمهما لقاضي التحقيقات في العاصمة برلين غدا الأربعاء.

وجاء إعلان المدعي العام الألماني بعد يوم واحد من مطالبة المتحدث باسم حكومة المستشارة أنجيلا ميركل للرئيس السوري بالتنحي من منصبه.

وكان المتحدث قد دعا في بيان صحفي الأسد لإفساح الطريق أمام انتقال سلمي للسلطة، معتبرا أنه لم يعد أهلا للبقاء علي رأس السلطة في بلاده.

لافروف: الأسد “ملتزم” بوقف العنف

طالبه بتنفيذ الإصلاحات الموعودة

نقل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء عن الرئيس السوري بشار الأسد “التزامه” بوقف العنف ورغبته في توسيع بعثة المراقبين العرب, وطالبه في المقابل بتنفيذ الإصلاحات الموعودة, في حين تحدثت تركيا عن مبادرة بشأن الأزمة السورية.

ونقل لافروف إلى الرئيس السوري رسالة من نظيره الروسي ديمتري مدفيدف, وذلك بعد يومين من استخدام موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يتبنى مبادرة الجامعة العربية لتسوية الأزمة في سوريا.

وأثار الفيتو الدول العربية والغربية الراعية لمشروع القرار مما حدا بها إلى اتهام روسيا والصين بمنح النظام السوري رخصة للقتل, وهو ما نفاه البلدان.

العنف والإصلاحات

ونقلت وكالات أنباء روسية عن لافروف قوله إن الرئيس السوري أكد له أنه “ملتزم تماما” بالسعي إلى إنهاء العنف “من جميع الأطراف”, كما أبدى له استعداده للتحاور مع المعارضة.

وأضاف الوزير الروسي -الذي رافقه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف وحظي باستقبال حاشد في دمشق من آلاف المؤيدين للنظام- أن الأسد أبدى اهتماما بمواصلة مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا وزيادة عدد أفرادها, واصفا المحادثات بالمثمرة.

وفي ما يتعلق بالإصلاحات السياسية التي وعد بها الرئيس السوري قبل أشهر دون أن يتحقق منها شيء حسب المعارضة, قال وزير الخارجية الروسي إن الأسد سيحدد قريبا موعدا للاستفتاء على الدستور الجديد. ووفقا لوكالة الأنباء الرسمية السورية فإن مسوة الدستور الجديد ستسلم للأسد غدا الأربعاء.

ونقلت وكالة إيتار تاس عن لافروف أنه أبلغ الرئيس السوري بأنه يتعين (على القيادة السورية) تنفيذ الإصلاحات الضرورية التي تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري في حياة أفضل, قائلا إنه يعتقد أن القيادة السورية استمعت إلى الرسالة.

وأعلن الوزير الروسي استعداد بلاده للعمل من أجل التوصل إلى حل سريع يقوم على مبادرة الجامعة العربية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية من جهتها عن الأسد قوله إن سوريا على استعداد للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في البلاد.

وكانت تقارير إعلامية أثارت احتمال أن يحاول لافروف إقناع الأسد بالتنحي بما يساعد على تسوية الأزمة المستمرة منذ منتصف مارس/آذار الماضي. وكرر لافروف مواقف سابقة بأنه يتعين حل الأزمة في سوريا بعيدا عن أي تدخل خارجي.

وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الروسي وصل اليوم إلى دمشق حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين.

مبادرة تركية

في الأثناء أعلن رئيس الوزارء التركي رجب طيب أردوغان اليوم أن بلاده توشك على إطلاق مبادرة جديدة مع الدول التي تعارض النظام السوري وتقف إلى جانب السوريين.

ولم يورد أردوغان -الذي كان يتحدث خلال اجتماع للكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بأنقرة- تفاصيل عن المبادرة, وما إذا كان لها علاقة بمقترحات غربية لإنشاء مجموعة شبيهة بمجموعة الاتصال التي تشكلت خلال الحرب في ليبيا.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كيلنتون أثارت قبل أيام هذا الاحتمال حين دعت من سمتهم “أصدقاء سوريا الديمقراطية” إلى التوحد في وجه نظام الأسد. وربما يكون الهدف من التحالف الذي دعت إليه هيلاري كلينتون تقديم الدعم للمعارضة السورية.

وفي الخطاب الذي ألقاه أمام نواب حزبه شن أردوغان هجوما على النظام السوري, وأكد أن بلاده لن تظل مكتوفة اليدين أمام المجازر في سوريا, وستستمر في دعم جهود الجامعة العربية.

وقال في هذا السياق “إن ما يحصل اليوم في سوريا جرم إنساني سيجعل أجيالا قادمة تغير نظرتها تجاه بعض من يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان اليوم. إن ما يجري في سوريا امتحان للمشاعر الإنسانية، وإذا كان النظام السوري قد فسر الفيتو الذي قامت به بعض الدول كضوء أخضر له، فمن يتحمل مسؤولية الدماء التي تسفك اليوم؟”.

ووصف رئيس الوزراء التركي الفيتو الذي استخدمته روسيا والصين لإحباط مشروع القرار الأخبر بشأن سوريا بالمهزلة, وقال إن مجلس الأمن يأسر مرة أخرى ضمير المجتمع الدولي.

بدوره دعا وزير الشؤون الأوروبية التركي إغمن باجيس اليوم في بروكسل المجتمع الدولي إلى التحرك لوضع حد للمجازر التي ترتكب ضد المدنيين في سوريا عبر إقناع النظام السوري بإجراء إصلاحات ديمقراطية.

قصف متجدد بحمص وقتلى بالعشرات

تعرضت مدينة حمص لقصف متجدد صباح اليوم من جانب الجيش النظامي السوري، وذلك في وقت قالت فيه الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد قتلى أمس ارتفع إلى 128 شخصا بينهم أكثر من 95 في حمص وحدها.

وذكرت الهيئة العامة للثورة أن القصف العنيف تجدد اليوم على أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة والإنشاءات بعد توقف قصير، في حين سمع إطلاق نار في مختلف الأحياء الأخرى. وتحدث نشطاء لرويترز عن انقطاع كامل للكهرباء والاتصالات في بابا عمرو.

في غضون ذلك حذر جناح تابعٌ للجيش السوري الحر في الزبداني بريف دمشق من أنه سيهاجم أهدافا وصفها بالإستراتيجية للنظام ما لم ينسحب الجيش السوري من بلدة الزبداني بحلول صباح اليوم.

وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن قصف عنيف استهدف إدلب والزبداني بريف دمشق، بينما أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء بأن مجموعات “إرهابية مسلحة” قتلت ثلاثة ضباط.

وأعلنت الهيئة العامة للثورة في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه أن عدد ضحايا حمص 95 قتيلا بينهم امرأتان وأربعة أطفال وعسكري منشق. وكانت حصيلة قتلى بابا عمرو فقط 61 شهيدا، بينما سقط في ريف دمشق 15 قتيلا بينهم امرأة، وفي إدلب 11 بينهم امرأتان، وخمسة بحلب، وواحد في كل من الحسكة وحماة.

أزمة إنسانية

وأفادت الهيئة بأن الوضع الميداني والإنساني بحي بابا عمرو في تدهور مستمر، حيث لا تزال راجمات الصواريخ والدبابات وقاذفات الهاون تحاصر الحي بعدما أمطرته بما لا يقل عن 500 قذيفة لم تفرق في قصفها بين المنازل وأماكن التظاهر والمساجد.

وأشارت إلى أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد قصفت مسجد الأنوار بأكثر من عشر قذائف، مما أدى إلى دمار أجزاء كبيرة منه وتضرر للمنازل المحيطة، وسط صعوبة الوضع الإنساني بسبب النقص الحاد في الدواء والغذاء.

ووفق الهيئة فإنها أحصت أكثر من 200 جريح -أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن- إثر تعمد الجيش قصف المنازل، مما خلّف جرحى كثيرين، منهم من أصيب بعاهات مستديمة كفقدان أحد الأطراف أو إحدى العينين، إضافة إلى وجود حالات حرجة دون القدرة على إسعافهم.

وبث ناشطون سوريون على شبكة الإنترنت مشاهد قصف مدفعي وانتشار للجثث والجرحى على الطرقات وفي المستشفيات الميدانية -التي قصفها الجيش السوري بالأسلحة الثقيلة- قالوا إنها وقعت في حي بابا عمرو صباح الاثنين.

رواية حكومية

في المقابل نفت السلطات السورية إطلاقها النار على المنازل، وقالت إن صور الجثث المنتشرة على الإنترنت مختلقة.

وأوردت وسائل إعلام حكومية أن “مجموعات إرهابية مسلحة” تطلق قذائف الهاون في حمص وتضرم النار في الإطارات وتفجر المباني الخالية لإعطاء الانطباع بأن المدينة تتعرض لهجوم من قوات الحكومية.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن “مجموعات إرهابية مسلحة” شنت هجمات في حمص وقتلت عاملا في مصنع للنسيج، وأضافت أنهم قتلوا أيضا ثلاثة ضباط وخطفوا عدة جنود في جبل الزاوية بمحافظة إدلب الشمالية.

وفي السياق ذاته نقل التلفزيون السوري عن مسؤول بوزارة الداخلية قوله إن ستة من أفراد الأمن قتلوا في معارك لقي فيها عشرات من “الإرهابيين” مصرعهم. وعرض التلفزيون مقابلات مختصرة مع سوريين يحثون الحكومة على “الضرب بيد من حديد” في حمص.

المجلس الأعلى

وعلى صعيد مواز، أعلن منشقون عن الجيش السوري تشكيلهم “المجلس العسكري الثوري الأعلى” ليحل محل الجيش السوري الحر، وأوضح المجلس في بيان له أن قائده هو العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، وهو أعلى رتبة لضابط ينشق عن الجيش.

وأضاف البيان أنه تم الاتفاق على تشكيل المجلس “تمهيدا لإعلان النفير العام لتحرير سوريا من هذه العصابة الحاكمة”.

يشار إلى أن تصاعد وتيرة القصف على حمص جاء قبل ساعات من الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدمشق لبحث مبادرة روسية لم يكشف عن مضمونها لحل الأزمة.

دول مجلس التعاون تطرد سفراء سوريا من بلادها

استدعت كل من فرنسا وإسبانيا سفيريهما في دمشق “للتشاور”

العربية.نت

قررت دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم الاثنين، طرد سفراء سوريا المعتمدين في عواصمها واستدعاء سفرائها من دمشق.

وفي بيان له، أكد المجلس أن الدول الخليجية تتابع “ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم طفلاً أو شيخاً أو امرأة في أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأية حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية”.

ويضيف البيان أن المملكة العربية السعودية، رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون، أعلنت أن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سوريا والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري وذلك “بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق”.

ورأت دول المجلس أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع القادم أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل.

وأعربت هذه الدول عن شعورها بـ”الأسى البالغ والحزن الشديد على هدر هذه الأرواح البريئة وتكبد هذه التضحيات الجسيمة لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دونما أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته”.

فرنسا وإسبانيا تستدعيان سفيريهما

وكانت كل من فرنسا وإسبانيا قد سحبتا اليوم سفيريها من سوريا، رداً على حملة القمع الدموية التي يشنها النظام السوري ضد المناهضين له.

وقالت الخارجية الإسبانية، في بيان لها إنه، سيتم كذلك استدعاء السفير السوري بشكل عاجل إلى وزارة الخارجية للإعراب له شخصياً عن إدانة ما تقوم به قوات الجيش والأمن السورية.

اما المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، فأكد أنه “نظرا لتصاعد حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد شعبه، قررت السلطات الفرنسية استدعاء السفير الفرنسي في سوريا للتشاور”، موضحاً أن السفير الفرنسي سيعود الى باريس “خلال الأيام القليلة المقبلة”.

وأضاف فاليرو: “بدأنا محادثات مع شركائنا في بروكسل لتشديد العقوبات مرة أخرى” على سوريا، في إشارة الى الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها الاتحاد الأوروبي ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من الشخصيات والمؤسسات السورية.

ومعلقاً على إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن مبادرة جديدة بشأن سوريا “مع الدول التي وقفت مع الشعب السوري وليس مع النظام”، قال فاليرو إن فرنسا تتابع الخطة التركية، “إلا أنه ليس لدينا الكثير من المعلومات عنها”.

ودعا فاليرو وزير الخارجية الروسي المتواجد حالياً في سوريا، سيرغي لافروف، الى استخدام نفوذ بلاده للضغط على سوريا من أجل قبول خطة سلام إقليمية.

وأضاف: “نتوقع من لافروف أن يغتنم زيارته الى دمشق لكي يجعل النظام السوري يفهم عزلته، وليدعم خطة الجامعة العربية، التي هي مبادرة شجاعة يجب أن تكون أساس أي حل”.

السفارة السورية بموسكو “تشبح” على الصحفيين العرب

قامت بتحركات لاتخاذ إجراءات إيقافهم عن العمل لتكميم أفواههم

موسكو – مازن عباس

نشرت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” خبرا بعنوان “وثيقة تكشف قيام قطر بتمويل إعلاميين وشخصيات للتجييش الإعلامي على سوريا”، ادعت فيه أن لديها ما وصفتها بأنها وثيقة مؤرخة بتاريخ 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي تضمنت أسماء صحفيين وناشطين زعمت أنهم يتلقون أموالا من السفارة القطرية في موسكو في إطار ما أسمتها بالحملة القطرية للتآمر على سوريا، وتضمنت هذه الوثيقة أسماء زملاء صحفيين عاملين في موسكو.

الوثيقة التي نشرتها الوكالة الرسمية السورية، والتي سبق إرسالها عبر بريد إلكتروني مجهول لعشرات العرب المقيمين في روسيا، وعدة مؤسسات إعلامية روسية، لم تتضمن آية أدلة تؤكد صحتها، وأنها ليست مجرد رسالة ملفقة، فيما أكدت وكالة أنباء “سانا” أنها تمتلك دليلا جديدا يثبت قيام بعض الكتاب في روسيا بفبركة مواد وأخبار لترويجها بما يخدم ما اعتبرته المؤامرة التي تتعرض لها سوريا.

وكانت السفارة السورية قد قامت بتحركات في موسكو ضد العديد من الإعلاميين العرب، لاتخاذ إجراءات لإيقافهم عن العمل بسبب تغطياتهم الصحفية التي تعتبرها معادية للحكم في سوريا.

وتجدر الإشارة إلي أن نشاط “الشبيحة” في موسكو شمل الصحفيين العرب في محاولة لتكميم أفواه هؤلاء الذين تعاملوا مع ملف الأزمة السورية بحيادية ولفتوا الأنظار نحو أعمال العنف التي تمارسها قوات أمن نظام الأسد ضد المتظاهرين العزل.

تهديد الصحافيين

ومنذ انفتاح موسكو على ملف الأزمة السورية واستقبالها وفود المعارضة والحكومة، تنامى نشاط “الشبيحة” ليس في تغطية هذه الزيارات وإنما في التجول داخل قاعات المؤتمرات الصحافية التي تستضيف وفود الحكومة السورية وتحذير “الزملاء” عبر التهديد بالويلات إذا سوّلت لهم أنفسهم توجيه أسئلة “محرجة” إلى المسؤولين السوريين الرسميين.

كما أطلق “الشبيحة” حملة تضمنت توجيه اتهامات وتشهير ضد صحافيين عرب لم تخل من إطلاق التوصيفات المختلفة، بما في ذلك التهم بالعمالة لإسرائيل أو لأجهزة الأمن الغربية، باعتبار أن من يعارض “نظاماً وطنياً” لابد أن يكون عميلاً ومرتبطاً بـ”أجندات أجنبية”.

وقد أصدر نادي الصحافة العربية في روسيا بيانا استنكر فيه الحملة ضد الصحفيين الشرفاء، واعتبر أن قيام وكالة “سانا” بهذه الخطوة هو من أساليب “التشبيح” التي تمارس بحق كل من يعارض أعمال القتل والعنف التي تمارس ضد المدنيين العزل في سوريا.

وأكد رئيس النادي، هاني شادي، أن المؤسسة ستدعم الزملاء الصحفيين الذين وردت أسماؤهم في هذه الوثيقة المزعومة في الإجراءات التي اتخذوها لمقاضاة كل من مدير وكالة “سانا”، ورئيس تحرير نشرة “قاسيون” ومدير التلفزيون السوري الرسمي ووزير الإعلام السوري بشخصه وبصفته الاعتبارية على هذه الاكاذيب والافتراءات.

تجدد القصف العنيف على حمص.. و 128 قتيلاً حصيلة أمس

تسبب القصف بحرائق وتدمير مبان وإصابة مشفى ميداني

العربية.نت

تجدد اليوم الثلاثاء القصف العنيف لمدينة حمص السورية بعد مقتل 128 مدنيا

على الأقل أمس في هجوم هو الأعنف منذ بدء الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس بشار الأسد.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن حصيلة قتلى أمس الإثنين بنيران القوات السورية وصلت إلى 128 قتيلاً، بينهم 19 طفلاً و15 امرأة. وسقط 61 من القتلى في حمص، حيث مازالت مناطق البياضة والإنشاءات وبابا عمرو تتعرض لكافة أنواع القصف بكافة أنواع الأسلحة وراجمات الصواريخ، وفق الهيئة. كما اقتحمت قوات تابعة للنظام مدينة الزبداني في ريف دمشق.

وأفادت بيانات متلاحقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، عن سقوط 42 قتيلا من “المدنيين الموثقين بالأسماء وظروف الاستشهاد” خلال قصف وإطلاق نار في أحياء بابا عمرو وكرم الزيتون وكرم الشامي والخالدية والإنشاءات وباب السباع في مدينة حمص.

وقال المرصد إن “العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالة حرجة”.

كما قتل عشرة مواطنين في قصف على مدينة الرستن في محافظة حمص، وقتل في المحافظة نفسها شخص في بلدة القصير وآخر في الحولة.

وفي ريف دمشق، قتل 15 شخصا الإثنين، هم ثمانية في القصف على مدينة الزبداني وسهل مضايا المجاور، وشخصان أحدهما طفل نتيجة إطلاق الرصاص على سيارة في بلدة سرغايا، وشخصان في حرستا خلال مداهمات وشخص في كل من سقبا ورنكوس وداريا.

وفي محافظة حلب، قتل شخص من بلدة مارع إثر إطلاق الرصاص على حافلة صغيرة كان موجودا فيها، بحسب المرصد، ولم يعرف مصدر إطلاق النار.

كما أشار المرصد إلى مقتل ستة مدنيين في محافظة إدلب، هم امرأتان وطفل في سقوط قذيفة على حقل زراعي كانوا يعملون فيه قرب بلدة تفتناز، فيما قتل رجل برصاص قناصة في مدينة إدلب، وقتل ناشطان في إطلاق نار من القوى الأمنية السورية خلال محاولتهما تسيير تظاهرة في مواجهة دبابات النظام في معرة النعمان في إدلب.

وفي خبر لوكالة “سانا” السورية الرسمية، قال إن “ثلاثة ضباط استشهدوا بنيران مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت حاجزا عسكريا في بلدة البارة في جبل الزاوية في إدلب وخطفت عددا من العسكريين”.

وتتعرض مدينة حمص في وسط سوريا منذ الصباح الباكر لقصف عنيف هو الأول بهذه القسوة منذ بدء الانتفاضة ضد النظام السوري قبل أحد عشر شهرا، بحسب ناشطين.

مجموعات مسلحة

في المقابل، نسبت السلطات السورية أعمال العنف في حمص إلى “مجموعات إرهابية مسلحة”.

وأفاد التلفزيون السوري الرسمي الإثنين عن “انفجار خلال تحضير إرهابيين لعبوات ناسفة في أحد مباني حي الخالدية في حمص، ما أدى إلى مقتل عدد منهم”، من دون أن يشير إلى عددهم.

واتهم التلفزيون في شريط إخباري آخر “مجموعة إرهابية مسلحة” بتفجير “عبوتين ناسفتين خلف مبنى الخدمات الفنية بمنطقة الدبلان في حمص”.

وأضاف أن “المجموعات الإرهابية تعتدي على المواطنين وقوات حفظ النظام في عدد من مناطق حمص”، لافتا إلى أن “الجهات المختصة تلاحق الإرهابيين وتشتبك معهم”.

وفي ريف دمشق، “اقتحمت القوات العسكرية النظامية معززة بمئات المدرعات مدينة الزبداني”، بحسب المرصد الذي أشار إلى “تزامن ذلك مع إطلاق نار كثيف وقصف من الدبابات”.

وأكدت لجان التنسيق المحلية حصول “نزوح جماعي” من الزبداني.

وبحسب وكالة أنباء “سانا” السورية الرسمية، “داهمت الجهات المختصة في إطار متابعتها للمجموعات الإرهابية المسلحة بناء على معطيات ومعلومات، أحد أوكار هذه المجموعات في بساتين دوما (ريف دمشق) وقتلت عددا من الإرهابيين وألقت القبض على آخرين”.

وذكرت نقلا عن مصدر رسمي أنه تم ضبط “عبوات ناسفة وأسلحة متنوعة بعضها إسرائيلي الصنع، إضافة إلى أجهزة اتصال ثريا ورتب عسكرية لاستخدامها في التمويه والإساءة إلى الجيش”.

كما تم ضبط “خرائط تكشف مخططات هذه المجموعات بالاعتداء على المؤسسات الحكومية والخاصة وبزات عسكرية ومعدات طبية وسيارات مسروقة بينها سيارة حكومية”.

كما اتهمت السلطات “المجموعات الإرهابية” بتفجير خط لنقل النفط في منطقة بابا عمرو في حمص، ما أدى إلى اندلاع الحريق في مكان الانفجار، وخط لنقل الغاز شمال تلبيسة في حمص أيضا، وفقاً لرواية النظام.

نداء استغاثة من أهالي بابا عمرو في حمص المنكوبة

الناشط خالد أبو صلاح: “لو قتلتنا كلنا يا بشار ما راح نستسلم”

العربية.نت

وجه أهالي حي بابا عمرو نداء استغاثة إلى المؤسسات الإنسانية وإلى المجلس الوطني السوري، لإنقاذ ما تبقى من بابا عمرو. وقال بيان الأهالي إن النظام يحشد قواته في حي الإنشاءات وينتظر الأوامر ليقتحم بابا عمرو مجددا.

وأشار البيان إلى تدهور الوضع الإنساني للحي، وسط نقص حاد في المواد الطبية والإغاثية وأكياس الدم، ونقص في الغذاء وخاصة الخبز، في ظل انقطاع تام لكافة وسائل الاتصال والإنترنت.

ومن جانبه، وجه الناشط خالد أبو صلاح نداء استغاثة للعالم الإسلامي بأسرة لنجدة الشعب السوري، وخاصة أبناء حمص المنكوبة التي تتعرض للقصف المتواصل وسط نقص في كل المواد الأولية سواء غذائية أو طبية.

وتعهد أبو صلاح، وهو يعاني من إصابات خطيرة جراء قصف الأمس، بعدم الاستسلام لإرادة نظام الأسد قائلا: “ما راح نستسلم يا بشار ولو قتلتنا جميعا”.

وتعرضت حمص أمس الإثنين إلى قصف هو الأعنف منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، راح ضحيتها 128 شخصا، بينهم 19 طفلا و15 امرأة.

لافروف: مواصلة البحث عن حل يستند إلى الخطة العربية

الأسد يؤكد اهتمامه بمواصلة العمل مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية ورفع عدد المراقبين

العربية.نت

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء أنه عقد لقاء “مفيدا جدا” مع الرئيس السوري بشار الأسد، ونقل عنه التزامه العمل “على وقف أعمال العنف أيا كان مصدرها ” في بلاده.

وأكد لافروف أن روسيا مستعدة لمواصلة البحث عن حل للأزمة في سوريا، مضيفاً: “أكدنا حسن نيتنا للمساهمة في التوصل إلى مخرج للأزمة على أساس المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية”.

ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن لافروف قوله للصحافيين إن الأسد “أكد التزامه كما هو وارد في الخطة العربية بمهمة وضع حد للعنف مهما كان مصدره، ولهذا الغرض تؤكد سوريا اهتمامها بمواصلة العمل مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية ورفع عدد المراقبين كي ينتشروا في كل النقاط المطلوبة، وكي تتأكد بنفسها من أي خروقات أو انتهاكات لمبدأ عدم جواز السماح بالعنف مهما كان مصدره”.

وأكد لافروف أن الرئيس السوري سيعلن قريبا موعد الاستفتاء حول دستور جديد تم الانتهاء من صياغته.

وقال إن الأسد أبلغه أنه “سيلتقي في الأيام المقبلة اللجنة التي تولت صياغة مشروع الدستور الجديد، انتهى العمل وسيتم إعلان موعد الاستفتاء على هذه الوثيقة المهمة جدا لسوريا”.

وحضر اللقاء بين الأسد ولافروف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم.

الحرس الثوري الإيراني يرسل 15 ألف من أفراده لدمشق

يقودهم العميد سليماني المرابط في غرفة عمليات قمع الاحتجاجات السورية

دبي – سعود الزاهد

ذكرت مصادر إعلامية أن الحرس الثوري الإيراني أرسل مؤخراً 15 ألفاً من قوات النخبة في فيلق القدس مدججة بالسلاح إلى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد الذي يواجه ثورة شعبية تعم البلاد من أقصاه إلى أقصاه لإرغامه على التنحي وإفساح المجال لإقامة نظام ديمقراطي تعددي بدلاً من نظام الحزب الواحد الذي يحكم سوريا منذ أكثر من أربعة عقود.

وتؤكد مصادر إعلامية من جانب صحيفتي “الصباح” التركية و”هآرتس” الإسرائيلية وموقع “الصحافيين الخضر” الإيراني نقلاً عن مصدر قيادي في المجلس الوطني السوري لم يكشف عن هويته أن قائد فيلق القدس العميد قاسم سليماني انتقل مؤخرا إلى العاصمة السورية دمشق للمساهمة الفعلية في إدارة القمع الدموي للاحتجاجات المتواصلة منذ 11 شهراً ضد النظام، ووصفت هذه المصادر الدور الذي يقوم به سليماني بالأساسي.

وسبق أن أبلغ مصدر في الحرس الثوري طلب عدم الكشف عن اسمه لـ”العربية”، رداً على تقارير أمريكية تحدثت عن تورط فيلق القدس بقيادة سليماني بتزويد سوريا بالأسلحة، أن إيران لم تتدخل حتى الآن في شؤون سوريا الداخلية، وأنها تعتبر ما يجري في سوريا شأناً داخلياً لكنها ملتزمة في الوقت نفسه باتفاقية دفاعية معها وأنها لن تترك سوريا لوحدها في حال تعرضها لاعتداء خارجي.

هذا وذكر موقع “الصحافيين الخضر” الإيراني أن “ما يتم الحديث عنه اليوم بخصوص تدخل فيلق القدس كان قد بدأ قبل تسعة أشهر حيث أشرنا إليه في تقرير لخبرائنا بتاريخ 17 مايو 2011 وكشفنا عن انتقال مقر تابع للحرس الثوري إلى سوريا”.

الاستفادة من الطيران المدني لنقل العتاد

وأعاد الموقع نشر التقرير السابق الذي جاء فيه :”أرسل الحرس الثوري في الأسابيع الماضية مجموعة مكونة من 65 شخصا بأربعة طائرات محملة بالعتاد والأسلحة إلى دمشق وتعد تلك المرة الثانية، في خلال شهر، التي يتم فيها إرسال قوى أمنية وعسكرية وعتاد من طهران إلى دمشق عبر الطيران المدني”.

وذكر الخبراء للموقع: “إن هذه الطائرات المدنية الإيرانية تقوم برحلات عادية بين طهران ودمشق حتى لا تثير الشكوك، تحسبا لأي عملية رصد لها”، مضيفين أن قائد فيلق ولي الأمر التابع للحرس الثوري، العقيد جباري، هو من يقود القوات المرابطة في دمشق.

وتحدثت تقارير سابقة عن حضور أعداد من الخبراء والمستشارين العسكريين في دمشق كما عن تواجد قناصة إيرانيين هناك، إلا أن التقرير الحديث يشير إلى إرسال 15 ألفا من القوات الخاصة من فيلق القدس وإلى التواجد الرسمي والمحوري لقائد هذه القوات أي قاسم سليماني إلى جانب العسكريين السوريين.

إيران تدافع عن نفسها وليس عن بشار

وقال عضو حزب التضامن الأهوازي والخبير في الشؤون العسكرية، ناهي ساعدي: “ليس من المستغرب أن ترسل إيران هذه الأعداد من قواتها لنجدة النظام السوري فالمتوقع أكبر، حيث سترمي طهران بكل ثقلها العسكري والأمني والاقتصادي إلى جانب النظام السوري مهما كلفها الأمر، لأنها تنظر إلى هذه المعركة الى أنها معركة مصيرية، لا تحدد مصير النظام السوري فحسب بل مصير النظام الإيراني أيضا”.

وحسب ساعدي، وخلافا لما يتصوره البعض، النظام الإيراني لا يدافع عن النظام السوري دعما منه لما يمسى بـ”جبهة الممانعة” في مواجهة إسرائيل.

ويذكر ساعدي أنه كان أمام طهران فرصتين لتتوقف عن عرض العضلات وتنفذ تهديداتها ضد إسرائيل فعليا ولكنها فضلت إطلاق الشعارات: الفرصة الأولى عندما تعرضت لبنان لهجوم إسرائيلي مدمر في عام 2006 ، عرفت بحرب تموز، والثانية في نهاية عام 2008 واستمرت حتى بدايات 2009 حيث تعرضت غزة لهجوم إسرائيلي كثيف، وفي الحالتين لم تحرك طهران ساكنا واكتفت بالتنديد والاستنكار والتهديد المعتاد.

ويستطرد ساعدي: “ولكن اليوم نرى طهران بدأت ترمي بثقلها إلى جانب النظام السوري لأنها تشعر أن النظام السوري معرّض لخطر حقيقي وبات الرئيس بشار الأسد يفقد السيطرة على الأرض، وإذا سقط النظام السوري ستفقد طهران امتداداتها في منطقة الشرق الأوسط وتسقط من يدها ورقة خلق الأزمات في المنطقة بذريعة التصدي لإسرائيل”.

وكان مصدر عسكري إيراني قال لـ”العربية” بتاريخ 16 يناير/كانون الثاني الماضي: “نحن نرى حتى الساعة أن الوضع في سوريا جيد”، مشيرا إلى وجود اتصالات سورية إيرانية لتقييم الأوضاع هناك، وأضاف: “إن إخواننا في سوريا يقولون إن الأمور جيدة وهم يتوقعون الحسم في غضون شهرين”.

أوروبا لا تستبعد إجراءات دبلوماسية إضافية منسقة ضد دمشق

بروكسل (7 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

يعمل مسؤولو الإتحاد الأوروبي حالياً على مناقشة حزمة إجراءات إضافية ضد دمشق، بما في ذلك إجراءات دبلوماسية منسقة

وفي هذا الصدد، أشار مايكل مان، المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، إلى أن سحب السفراء هو أمر يدخل ضمن صلاحيات الدول الأعضاء نفسها، فـ”نحن لا نتدخل في مثل هذا الأمر”، حسب قوله

ولكنه أكد أن مسألة سحب السفراء قد تطرح على بساط البحث على الصعيد الأوروبي، وقال “من غير المستبعد أن يطرح الأمر للنقاش، أما القرار، بيد كل دولة على حدة”، على حد تعبيره

ونفى المتحدث بشكل قطعي أن يكون لدى الإتحاد الأوروبي ، بوصفه كتلة موحدة، أي نية لسحب رئيس وأعضاء بعثته العاملة في دمشق، وأضاف في هذا الصدد “نحن نعتقد أن الدبلوماسيين الأوروبيين هناك يقومون بدور هام في مجال نقل صورة ما يحدث”، على حد قوله

وجدد المتحدث تصميم أوروبا على دعم جهود الجامعة العربية لحل الأزمة في سورية، مشيراً إلى ضرورة أن تقود جامعة الدول العربية أي جهود مستقبلية تهدف للحل ووقف العنف غير المقبول في هذا البلد

وأكد مايكل مان أن الجهود تبذل في أروقة الإتحاد الأوروبي من أجل البحث عن عقوبات جديدة لدفع النظام السوري لتغير سلوكه

ويذكر أن بلجيكا وقبلها إيطاليا كانت استدعتا سفراءهما المعتمدين لدى دمشق، “للتشاور”، وذلك في خطوة تصعيدية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. كما كانت السفارة الأمريكية العاملة في دمشق قد أغلقت أبوابها أمس لدواع أمنية وسياسية

سوريا : الأسد يعلن استعداده للتعاون “مع أي جهد من أجل الاستقرار

قال الرئيس السوري بشار الأسد يوم الثلاثاء إن بلاده على استعداد للتعاون مع أي جهد ينهي 11 شهرا من الاحتجاجات ضد حكمه.

ونقلت الوكالة السورية للانباء (سانا) عن الرئيس الأسد قوله ” ان سوريا على استعداد للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار”.

وأضافت الوكالة أن الأسد “شكر باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها فى مجلس الامن الدولى وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدلا من التصعيد وسياسة الاملاءات التى تمارسها بعض دول هذا المجلس”.

وأكد الاسد “تصميم سوريا على انجاز الحوار الوطني بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمستقلين

من جانبه وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقاءه بالرئيس السوري بأنه مفيد. وقال إن الرئيس الأسد أكد له التزامه الكامل بوقف العنف.

استفتاء

وقال لافروف “لقد أبدينا استعدادنا للعمل على حل سريع للأزمة مبني على خطة جامعة الدول العربية”.

وأضاف لافروف إن سوريا أبدت هي الأخرى استعدادها لتوسيع مهمة المراقبين العرب.

ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية للأنباء عن لافروف قوله إن الأسد سيعلن قريبا موعدا لإجراء استفتاء شعبي على دستور جديد لسوريا.

وكان لافروف قد بدأ الثلاثاء محادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد وسط اشتداد وتيرة العنف في مدينة حمص.

وكان في استقبال لافروف لدى وصوله إلى دمشق حشود مؤيدة للرئيس السوري.

وتتزامن زيارة لافروف مع إعلان تركيا بدء مبادرة دولية تتعلق بالوضع في سوريا، واستخدام روسيا والصين حق النقض “الفيتو” ضد القرار الذي تدعمه الدول الغربية والذي ينتقد “حملة القمع” في سوريا.

ومازالت قوات الحكومة السورية تواصل –منذ الأسبوع الماضي- قصف مدينة حمص، التي تعد أحد المعاقل المهمة للمحتجين.

وقال النشطاء إن 95 شخصا على الأقل قتلوا الاثنين في المدينة.

وقد تعهدت الحكومة بمواصلة الهجوم حتى تستعيد “النظام” على حد قولها.

تشكيك

في غضون ذلك، أبدت واشنطن شكوكها في التعهدات التي قطعها الرئيس السوري خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ودعت إلى وضع حد فوري للعنف.

وانتقدت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند الوعود الجديدة التي أطلقها الاسد حول الاصلاحات الديمقراطية.

وقالت نولاند ” تدركون لماذا يشكك المجتمع الدولي بأسره في هذه التعهدات؟ عندما نرى أن الأسد يعيد المقترحات نفسها التي قدمها منذ أشهر بدلا من الاهتمام بوضع حد للعنف” في سوريا.

لا نية لاستخدام القوة

يأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه بعض دول الاتحاد الأوروبي اتخاذ خطوات عملية للتعبير عن رد فعلها لما يجري في سوريا.

فقد قررت أسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وبريطانيا وهولندا سحب سفرائها من دمشق للتشاور بسبب استمرار حملة القمع التي تشنها الحكومة السورية على المعارضة.

وقال متحدث باسم مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوربي إنه ليس لدى الاتحاد الأوربي أي خطط لسحب رئيس وفده في سوريا، بعد استدعاء بريطانيا وبلجيكا وإيطاليا وفرنسا لسفرائهم من دمشق.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أكد على أهمية حل الأزمة السورية دون تدخل عسكري خارجي.

وقال أوباما إن الدول الغربية ليست لديها النية لاستخدام القوة لإطاحة الاسد مثلما فعلت مع معمر القذافي في ليبيا العام الماضي.

واضاف في مقابلة مع محطة ان بي سي التليفزيونية “من المهم جدا أن نحاول حل هذا الامر دون اللجوء الى تدخل عسكري خارجي، وأنا أعتقد أن ذلك ممكن”.

وكانت الولايات المتحدة قد علقت الاثنين أعمال سفارتها في دمشق كافة، بسبب تدهور الوضع الأمني.

وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان السفارة علقت عملياتها وان السفير الامريكي في سوريا روبرت فورد وكل العاملين في السفارة غادروا البلاد.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

سوريا: الجيش يواصل قصف حمص لليوم الرابع على التوالي

يواصل الجيش السوري قصف مدينة حمص، أحد المعاقل الرئيسة للمعارضين لحكم الرئيس السوري بشار الأسد، لليوم الرابع على التوالي.

وارتفعت حصيلة ضحايا أعمال العنف الثلاثاء إلى 25 شخصا من بينهم اربعة جنود في الجيش النظامي وفقا لنشطاء سوريين.

وقال مراسل بي بي سي بول وود، الذي تمكن من دخول مدينة حمص، إن الانفجارات تسمع بشكل متواصل، وإن المنطقة التي يوجد فيها تتعرض بدورها لهجوم.

وقال نشطاء إن قصفًا مدفعيًّا من قبل الجيش طال حواجز المنشقين عن الجيش والمسلحين على أطراف الأحياء، خصوصا حيّ البياضة وشارع البرازيل وحي بابا عمرو الذي سمعت فيه دوي انفجارات ضخمة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن “تسعة أشخاص على الأقل قتلوا بينهم سيدة، اثر اطلاق نار وقصف خلال محاولة اقتحام قوات الجيش حي الخالدية في حمص”.

وأضاف المرصد أن جنودا منشقين “قتلوا أربعة من أفراد الجيش”.

وفي حي بابا عمرو قتل ستة مدنيين على الأقل بعد تعرض الحي لقصف عنيف.

وأوضح المرصد أن طفلا قتل برصاص قوات الأمن التي اقتحمت الحولة في ريف حمص كما أصيب ثمانية آخرون على الأقل.

وقال المرصد إن “خمسة مدنيين قتلوا في مدينة الزبداني التي تعرضت لقصف عنيف بعد أن فشلت قوات الجيش في اقتحامها”.

وكان نشطاء سوريون قالوا إن 95 شخصا على الأقل قتلوا الاثنين جراء القصف العنيف التي تتعرض له حمص.

وفي المقابل قالت السلطات السورية ان قوات الجيش تحارب “ارهابيين” في حمص عازمين على تقسيم وتخريب البلاد.وذكرت وسائل اعلام حكومية أن “عشرات الارهابيين” وستة من أفراد قوات الأمن قتلوا في الاشتباكات التي جرت في حمص الاثنين.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

تركيا تعد مبادرة جديدة بشأن سوريا

قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن تركيا تعد مبادرة جديدة مع الدول التي تعارض الحكومة السورية، واصفا استخدام الصين وروسيا لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار للامم المتحدة في شأن سوريا بـ”المهزلة”.

وأضاف في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه في أنقرة “سنبدأ مبادرة جديدة مع الدول التي تقف الى جانب الشعب وليس الحكومة السورية.”

واستطرد “أن العملية التي وقعت في الامم المتحدة فيما يتعلق بسوريا هي مهزلة للعالم المتقدم.

ومضى اردوغان للقول امام نواب حزبه ان حكومته “تستخدم كل السبل الدبلوماسية للفت انتباه الاسرة الدولية” الى الازمة السورية.

وندد بشدة بالفيتو الروسي والصيني في مجلس الامن السبت مؤكدا ان هذا الفيتو هو “اذن بالقتل يعطى للطاغية” في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد.

ولم يذكر المزيد من التفاصيل في شأن المبادرة.

ومن المقرر ان يتوجه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاربعاء الى الولايات المتحدة، حليفة تركيا في حلف شمال الاطلسي (الناتو)، ليلتقي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ويبحث معها الملف السوري، وفق مصدر دبلوماسي تركي.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

الاسد يقول انه مستعد للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في سوريا

بيروت (رويترز) – قال الرئيس السوري بشار الأسد يوم الثلاثاء ان سوريا على استعداد للتعاون مع أي جهد ينهي 11 شهرا من الاحتجاجات ضد حكمه.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) عن الرئيس الأسد قوله خلال استقباله وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف “ان سوريا على استعداد للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار.”

وقالت سانا ان الاسد “شكر باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها فى مجلس الامن الدولى وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدلا من التصعيد وسياسة الاملاءات التى تمارسها بعض دول هذا المجلس والتى لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب السوري ورؤيته لتحقيق الاصلاحات فى البيت السوري الداخلي ودون تدخل خارجى.”

وأكد الاسد “تصميم سوريا على انجاز الحوار الوطني بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمستقلين.”

وقال الاسد “ان سوريا رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للازمة والتزمت خطة عمل الجامعة العربية التى أقرت في الثانى من شهر (نوفمبر) تشرين الثاني للعام الماضى وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب بالرغم من عرقلة بعض الاطراف العربية لعمل البعثة.”

وذكرت وزارة الخارجية الروسية ان لافروف وميخائيل فرادكوف رئيس المخابرات الخارجية وصلا الى دمشق للاجتماع مع الاسد في زيارة مدتها 24 ساعة في اطار سعي موسكو “لعودة سريعة للاستقرار في سوريا على أساس التطبيق السريع للاصلاحات الديمقراطية التي حان وقتها.”

وتجيء زيارة لافرورف لدمشق بعد ان استخدمت موسكو يوم السبت حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة كان سيدعم خطة عربية تطالب الاسد بنقل السلطة الى نائبه وبدء مرحلة انتقالية سياسية. كما حذت الصين حذو موسكو.

وذكرت وكالة انترفاكس الروسية للانباء أن لافروف قال ان الرئيس الاسد أكد له انه “ملتزم تماما” بالسعي لانهاء العنف من جميع الاطراف في البلاد.

ونقلت الوكالة عن لافروف قوله ان الاسد أبدى اهتماما بمواصلة مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا وزيادة عدد أعضائها وذلك بعد ما وصفه “بالاجتماعات المفيدة للغاية مع القيادة” في سوريا.

وأضافت نقلا عن لافروف “سوريا تبلغ الجامعة العربية باهتمامها بمواصلة عمل بعثة الجامعة العربية وزيادتها من حيث العدد.”

ونقلت وكالة سانا عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي عقب لقائه مع الاسد “أجريت مقابلة مهمة جداً مع قيادة الجمهورية العربية السورية وقبل كل شيء مع الرئيس الاسد و (نائب الرئيس فاروق) الشرع و (وزير الخارجية وليد) المعلم وأكدنا استعدادنا للمساعدة للخروج من الازمة السورية في أقرب وقت ممكن على أساس تلك المواقف التي وردت في خطة جامعة الدول العربية المؤرخة في ” 2-11-2011.

ونقلت عن لافروف قوله “ان الرئيس الاسد أكد التزامه كما هو وارد في الخطة العربية بمهمة وضع حد للعنف مهما كان مصدره ولهذا الغرض تؤكد سوريا اهتمامها بمواصلة العمل مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية ورفع عدد المراقبين كي تنتشر في كل النقاط المطلوبة وكي تتأكد بنفسها من أي خروقات أو انتهاكات لمبدأ عدم جواز السماح بالعنف مهما كان مصدره”.

ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية عن وزير الخارجية الروسي قوله ان الرئيس السوري سيحدد قريبا موعدا لاجراء استفتاء على الدستور الجديد.

ونقلت عن لافروف قوله “أبلغني الرئيس الاسد أنه سيجتمع خلال الايام المقبلة مع اللجنة التي أعدت مسودة الدستور الجديد.”

واستطرد “انتهى العمل وسيعلن الان موعد لاجراء استفتاء على هذه الوثيقة الهامة في سوريا.”

وقال لافروف “نعتقد ونؤمن بضرورة مواصلة الجهود الرامية الى ايجاد حل وتسوية للازمة السورية وينوي الجانب الروسي العمل بشكل نشيط مع الجانب السوري ومع جيران سوريا وفي جامعة الدول العربية وسوف نواصل بطبيعة الحال العمل مع مجموعات المعارضة التي لسبب أو لاخر لا توافق حتى الان على المشاركة في الحوار الوطني العام ونعتقد أنه من الضروري أن تعمل مع هذه المجموعات تلك الدول التي تتمتع بتأثير أكثر عليها.”

أضاف “ننطلق من أهداف بسيطة وواضحة تتلخص في عدم سماح وجواز سقوط الضحايا بين المدنيين ونعتقد كذلك أن المنطقة تحتاج الى السلام وسوريا تحتاج الى السلام وكل القوى الخارجية لابد أن تساعد على الحوار الوطني والوصول الى اتفاق والمصالحة الوطنية بعيدا عن التدخل في الشؤون السورية الداخلية.”

لافروف يبحث جهود احلال السلام مع الاسد والجيش السوري يقصف حمص

عمان (رويترز) – حصلت روسيا على وعد من الرئيس السوري بشار الاسد يوم الثلاثاء بانهاء إراقة الدماء في سوريا فيما تحركت دول غربية وعربية لفرض مزيد من العُزلة على الأسد بعد أن قال نشطاء ومعارضون ان الأسد قتل أكثر من 100 شخص في مدينة حمص.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي يقوم بزيارة للعاصمة السورية التي تمتنع دول أخرى عن زيارتها ان الدولتين راغبتان في إحياء مهمة المراقبة التي تقوم بها جامعة الدول العربية التي استخدمت موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) ضد خطتها لحل الازمة السورية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.

وليس هناك ما يشير في تصريحات لافروف الى أن قضية تخلي الاسد في وقت لاحق عن السلطة – وهي عنصر رئيسي في خطة الجامعة العربية التي رفضت في مجلس الامن – قد طرحت.

وقال الاسد انه سيتعاون مع أي خطة تحقق الاستقرار لسوريا ولكنه أوضح أن ذلك يتضمن فقط خطة سابقة للجامعة العربية تدعو الى الحوار واطلاق سراح سجناء وسحب قوات الجيش من مراكز الاحتجاجات.

ولكن الوساطة الروسية فشلت في ابطاء اندفاع دول نددت بالفيتو الروسي الصيني قبل ثلاثة أيام ضد قرار يسعى لحصار سوريا دبلوماسيا وشل الاسد من خلال عقوبات أملا في الاطاحة به.

وقال نشطاء من المعارضة ان القوات السورية استأنفت قصفها لوسط مدينة حمص يوم الثلاثاء قبل وصول لافروف الى دمشق مباشرة مما أسفر عن سقوط نحو 19 قتيلا في مجزرة يقولون انها حصدت أكثر من 300 قتيل في الايام الخمسة الماضية.

ووردت تقارير أيضا من سكان عن قصف وقتال يوم الثلاثاء بين القوات الحكومية وقوات المعارضة في حماة وهي معقل اخر للمشاعر المعادية للاسد.

وكانت هناك أيضا تقارير من سكان عن قصف وقتال اليوم بين قوات الحكومة وقوات المعارضة في حماة.

وتقول سوريا ان حمص وهي قلب الانتفاضة المستمرة ضد حكم الاسد منذ 11 شهرا والتي تخضع مناطق فيها لسيطرة مسلحين من بينهم منشقون عن الجيش هي موقع معركة تدور مع “ارهابيين” موجهين وممولين من الخارج.

ويجري توسيع الاشارة الى التدخل الخارجي لتشمل دولا عربية خليجية حذت يوم الثلاثاء حذو واشنطن ودول الاتحاد الاوروبي بتقليص وجودها الدبلوماسي في دمشق.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن لافروف قوله بعد اجتماع مع الاسد حضره رئيس المخابرات الروسية “أكد لنا الرئيس السوري انه ملتزم تماما بمهمة وقف العنف بغض النظر عن الجهة التي قد يأتي منها.”

وقالت وكالة الاعلام الروسية ان لافروف أبلغ الاسد بأن السلام مصلحة روسية.

وقالت انترفاكس ان لافروف أكد أيضا استعداد روسيا “للمساعدة في رعاية أسرع مخرج من الازمة استنادا الى المواقف التي تضمنتها مبادرة جامعة الدول العربية.”

وأيدت روسيا خطة للسلام بشأن سوريا طرحتها الجامعة العربية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي تقترح سحب القوات من المدن والبلدات والافراج عن السجناء والبدء في تطبيق اصلاحات. ولكن لا يوجد ما يشير في التصريحات التي نقلت عن لافروف أن روسيا تؤيد الان دعوة الجامعة العربية الصريحة الى تنحي الاسد.

وقبل الاسد تلك الخطة دون أي إشارة بصيغة أحدث شكلت الاساس لقرار مجلس الامن الدولي الذي جرى إحباطه والذي يدعو الاسد الى نقل السلطة لنائبه للتفاوض مع المعارضة كخطوة نحو اجراء انتخابات والانتقال السياسي في البلاد.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن الاسد قوله “ان سوريا رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للازمة.”

وأضاف أن بلاده “التزمت خطة عمل الجامعة العربية التى أقرت في الثانى من شهر (نوفمبر) تشرين الثاني للعام الماضى وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب بالرغم من عرقلة بعض الاطراف العربية لعمل البعثة.”

وكان يشير الى مهمة الجامعة العربية التي مهد انهيارها وسط تزايد أعمال العنف الطريق للمواجهة في مجلس الامن الدولي.

وقال التلفزيون السوري ان اللجنة المكلفة باعداد دستور جديد للبلاد ضمن عدد من الاصلاحات السياسية التي وعد الاسد باجرائها انتهت من مهمتها يوم الثلاثاء.

وقال الاسد ان انتخابات برلمانية ستجرى بعد الموافقة على الدستور الجديد لكنه توعد في الوقت نفسه بالقضاء على “الارهاب” الذي يلقي عليه مسؤولية أعمال العنف.

قال لافروف ان الاسد أكد له التزامه بانهاء العنف من الطرفين وأنه مستعد للسعي للحوار مع كل الجماعات السياسية في البلاد.

ورفض نشطاء معارضون تعهدات مماثلة من الاسد من قبل قائلين انه واصل محاولة القضاء على الاحتجاجات بالدبابات وقوات الجيش ووصف خصومه “بالارهابيين”. ورفضت جماعة المعارضة الرئيسية دعوة روسيا لاجراء محادثات بوساطة روسيا مع الاسد مطالبين بتنحيه أولا وانهاء حملته القمعية ضد المحتجين التي تقول الامم المتحدة انها أسقطت 5000 قتيل.

وعرض التلفزيون السوري لقطات لمئات المواطنين وقد احتشدوا في طريق سريع في دمشق لاستقبال لافروف. وكانوا يحملون الاعلام السورية والروسية ورايات حزب الله اللبناني كما رفعوا علمين لروسيا صنعا من مئات البالونات الحمراء والبيضاء والزرقاء.

وقال نشطاء من المعارضة ان مدينة حمص تعرضت لهجوم جديد يوم الثلاثاء بعد مقتل 95 مدنيا على الاقل يوم الاثنين. وأصبحت المدينة التي يقطنها مليون نسمة معقلا للمقاومة المسلحة المناهضة للاسد. وأعلن مقتل أكثر من 200 شخص في المدينة في القصف المتواصل الذي تعرضت له المدينة ليل الجمعة.

وتصر سوريا على أن قوات الجيش تحارب “ارهابيين” في حمص عازمين على تقسيم وتخريب البلاد. وذكرت وسائل اعلام سورية أن “عشرات الارهابيين” وستة من أفراد قوات الامن قتلوا في الاشتباكات التي جرت في حمص أمس الاثنين.

وقال الناشط محمد الحسن لرويترز هاتفيا عبر الاقمار الصناعية “يتركز القصف مرة أخرى على بابا عمرو. حاول طبيب الوصول الى هناك هذا الصباح ولكني سمعت انه أصيب.”

وتابع “ليست هناك كهرباء وكل الاتصالات مع الحي قطعت.”

وقال نشطاء ان 19 شخصا قتلوا وأصيب 40 آخرون على الاقل بنيران كثيفة يوم الثلاثاء. وذكر البعض أن القتال نشب بين منشقين على الجيش وقوات حكومية تحاول التقدم في مناطق تسيطر عليها المعارضة في حمص.

وقال نشطاء وسكان في مناطق قريبة من بلدة الزبداني الحدودية حيث أصبح لمنشقين عن الجيش موطئ قدم بعد أن انسحبت قوات الاسد بموجب اتفاق لوقف اطلاق النار ان القوات الحكومية استأنفت القصف صباح يوم الثلاثاء.

وأضافوا أن تسعة أشخاص على الاقل في البلدة قتلوا بنيران الاسلحة الثقيلة منذ يوم الاثنين.

وكانت موسكو وبكين الوحيدتان اللتان اعترضتا على مشروع القرار الذي يحظى بدعم الجامعة العربية في مجلس الامن الذي يضم 15 دولة. ويدعو القرار الاسد الى التخلي عن السلطة والبدء في عملية انتقال سياسي. وقوبل الفيتو المزدوج بانتقاد غير معتاد من الغرب يفتقر في أحيان الى الكياسة الدبلوماسية. وقال لافروف ان الادانات الموجهة للفيتو الروسي اقتربت من الهيستيريا.

وأعلنت دول مجلس التعاون الخليجي يوم الثلاثاء استدعاء سفرائها لدى دمشق وطرد السفراء السوريين ردا على تزايد أعمال العنف في سوريا.

وقال مجلس التعاون الخليجي في بيان “وترى دول المجلس أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الاسبوع القادم أن تتخذ كافة الاجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الازمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل.”

وكانت السعودية أول دولة تسحب مراقبيها من بعثة جامعة الدول العربية الى سوريا الشهر الماضي تلاها باقي أعضاء مجلس التعاون الخليجي. ومهد انهيار تلك المهمة للمواجهة التي حدثث في مجلس الامن الدولي.

وقال دبلوماسيون أوروبيون يوم الثلاثاء ان دول الاتحاد الاوروبي قالت بعد تنديدها بالفيتو الروسي الصيني انها تستعد لفرض جولة جديدة من العقوبات على سوريا مع التركيز على تجميد أصول البنك المركزي السوري وحظر التجارة في المعادن النفيسة والذهب والالماس.

ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وهو حليف سابق للاسد انقلب عليه الفيتو في مجلس الامن بأنه “فشل ذريع للعالم المتحضر” وقال ان أنقرة تعد مبادرة جديدة مع الدول التي تعارض الحكومة السورية.

وأغلقت الولايات المتحدة سفارتها في دمشق وقالت ان جميع موظفي السفارة غادروا البلاد بسبب تدهور الوضع الامني التي تعرضت أيضا لتفجيرات انتحارية في دمشق.

واستدعت فرنسا وايطاليا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا سفراءها من سوريا. وتدرس اليابان تقليص حجم بعثتها الدبلوماسية في دمشق.

وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما في تصريحات أذيعت يوم الاثنين ان الدول الغربية رغم استعدادها للضغط على الرئيس السوري دبلوماسيا ليست لديها النية لاستخدام القوة للاطاحة به مثلما فعلت مع الزعيم الراحل معمر القذافي في ليبيا العام الماضي.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاحد ان الولايات المتحدة ستعمل مع دول اخرى لتشديد العقوبات على نظام الاسد دون قرار من الامم المتحدة.

(شارك في التغطية جوزيف لوجان في بيروت وميترا أميري في طهران وجليب بريانسكي وستيف جاترمان في موسكو وفيونا أورتيز في مدريد وجوناثان باروخ في أنقرة)

من خالد يعقوب عويس

فرنسا تستدعي سفيرها لدى سوريا وتتوعد بمزيد من الضغوط

باريس (رويترز) – استدعت فرنسا سفيرها لدى سوريا يوم الثلاثاء احتجاجا على قمع الحكومة لمعارضي الرئيس بشار الأسد وقالت ان “أيامه معدودة” متعهدة بمواصلة جهودها لانهاء إراقة الدماء.

وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحفيين “نظرا لاشتداد قمع نظام دمشق لشعبه قررت السلطات الفرنسية استدعاء سفيرها في سوريا للتشاور.”

وساعدت باريس في صياغة مشروع قرار للأمم المتحدة بدعم من الجامعة العربية منعت روسيا والصين صدوره مستخدمتين حق الاعتراض (الفيتو). وتسعى فرنسا لتشكيل مجموعة دولية تضم المعارضين للعنف الذي تقول انه أودى بحياة أكثر من 6000 شخص منذ اندلعت الاحتجاجات قبل نحو 11 شهرا.

وكانت فرنسا استدعت سفيرها في نوفمبر تشرين الثاني بعدما هاجمت حشود مؤيدة للحكومة قنصليتها الفخرية في اللاذقية ومكاتب دبلوماسية في حلب.

وقال وزير الخارجية الان جوبيه في مناقشة بشأن السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ “لن نتوقف… لنا هدفان تكثيف الضغط على البلدان التي تستخدم الفيتو وزيادة الضغط على النظام السوري الذي فقد مصداقيته. ايامه معدودة والفيتو في نيويورك ليس شيكا على بياض لمواصلة (القمع).”

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم السبت ان باريس تتشاور مع بلدان عديدة لانشاء مجموعة اتصال بشأن سوريا لدعم المعارضة وايجاد حل للازمة يقوم على أساس خطة الجامعة العربية.

والتقى جوبيه مع برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض والمقيم في باريس في ساعة متأخرة من مساء الاثنين وتحدث مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس وزراء قطر في إطار مساعيه لطرح مقترح ملموس لإنشاء المجموعة بحلول مطلع الاسبوع.

وقال “ليس صحيحا ان هناك نظاما يقمع من جانب وارهابيين على الجانب الآخر. هذا نظام يقوم بواحدة من أكثر ما شاهدناه وحشية من حملات القمع.”

وقال فاليرو ان المجلس الوطني السوري الذي تعتبره باريس شريكا شرعيا يحقق تقدما في توحيد مختلف العرقيات وجماعات المعارضة في سوريا.

ومن المنتظر أن يتحدث ساركوزي مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاربعاء بعدما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عقب اجتماع مع الاسد يوم الثلاثاء ان الرئيس السوري عرض خططا اصلاحية للمساعدة في حقن الدماء.

وقال دبلوماسيون ان الاسد قدم وعودا كثيرة خلال الشهور العشرة الماضية لم تسفر عن شيء.

وستسعى فرنسا أيضا لنيل دعم لبنان عندما يزور رئيس الوزراء نجيب ميقاتي باريس في وقت لاحق هذا الاسبوع.

وقال فاليرو “سنذكر (ميقاتي) بادانتنا لتوغلات الجيش السوري في الاراضي اللبنانية وبالاهمية التي نوليها لحماية اللاجئين السوريين في لبنان.”

وانتقد لبنان خطة الجامعة العربية لنقل السلطة في سوريا.

من جون أيريش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى