أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 05 شباط 2013

الخطيب مستعد للحوار مع الشرع على «رحيل النظام»

لندن، دمشق، بيروت، القاهرة – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

جدد رئيس «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب «مد يده» الى النظام من اجل الحوار، وقال في تصريحات امس انه ابلغ وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي خلال لقائهما في ميونيخ باستعداده للحوار مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وذلك بهدف «رحيل النظام». واضاف «الآن النظام عليه ان يتخذ موقفا واضحا. نحن نقول سنمد ايدينا من اجل مصلحة الشعب ونساعد النظام على الرحيل بسلام. المبادرة الآن عند النظام، اما ان يقول كمبدأ نعم او لا، ووقتها لكل حادث حديث».

من جهة اخرى، انعكست الخلافات بين الدول الاسلامية حول الموقف من الازمة السورية على الاجتماعات التحضيرية للقمة الاسلامية التي تنطلق اعمالها غداً في القاهرة بمشاركة 26 زعيماً من قادة الدول الاسلامية او من يمثلهم. ويرأس الوفد السعودي الى القمة ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز، كما سيشارك فيها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والرئيس التركي عبد الله غل، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وهو أول رئيس إيراني يزور مصر منذ اندلاع الثورة الإيرانية.

وشهدت الاجتماعات التحضيرية نقاشاً حول الموقف من الأزمة السورية، بعدما تمسكت إيران ودول أخرى بالدفاع عن النظام السوري، رافضة أي إشارة في البيان الختامي «تفتح الباب لأي تدخل أجنبي في الشأن السوري». وتحفظوا عن تحميل النظام السوري المسؤولية عن استمرار أعمال العنف. وطالبت إيران أن يتضمن البيان الختامي دعوة لكل الأطراف لوقف العنف بدلا من توجيه الإدانة للنظام السوري، وتمسكت تركيا والسعودية بإدانة النظام. وعُلم أن مشروع البيان الذي ناقشه وزراء الخارجية لعرضه على القادة لإقراره يدعو إلى بدء «حوار جاد» بين المعارضة السورية و»القوى المؤمنة بالتحول السياسي في سورية والذين لم يتورطوا مباشرة بأي من اشكال القمع وإفساح المجال أمام عملية انتقالية تمكن أبناء الشعب السوري من تحقيق تطلعاته للاصلاح الديموقراطي والتغيير».

وفي ردود الفعل على دعوة معاذ الخطيب الى الحوار مع النظام السوري، اعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي امس ان المحادثات التي اجراها في ميونيخ مع الخطيب «كانت مثمرة جدا وقررنا مواصلتها». كما جدد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي في مؤتمر صحافي في دمشق بعد محادثات مع الاسد والمسؤولين السوريين، دعم بلاده للنظام. وقال ان بلاده دعت الى اجتماع بين الاطراف السوريين يعقد في دمشق «حتى نثبت ان هذا الحوار هو سوري وكافة مؤلفات المجتمع السوري موجودة فيه». واضاف ان ايران تدعم «مشاركة الجميع في سورية في هذا الحوار»، مشيرا الى «ان المبادرة التي طرحها السيد بشار الاسد تستطيع ان تكون الاساس المناسب له».

وسبق ان اعلن الخطيب في الاسبوع الماضي استعداده «للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام» في القاهرة او تونس او اسطنبول، مسجلا خيبة امله من غياب الدعم الدولي للمعارضة، واشترط اطلاق النظام 160 الف معتقل في السجون وتجديد جوازات سفر السوريين الموجودين في الخارج. واكد «الائتلاف» في اجتماع عقده في القاهرة برئاسة الخطيب ان «اي حوار يجب ان يرتكز على رحيل النظام».

وعلى الصعيد الميداني، حقق مسلحو المعارضة امس تقدما على الارض في شمال سورية باقتحامهم سد البعث الاستراتيجي غرب مدينة الرقة بعد معارك دامية مع قوات النظام، وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلين من «جبهة النصرة» و»كتيبة احرار الطبقة» استولوا ليل اول من امس الاحد على مداخل سد البعث الذي يقع بين مدينتي الرقة والطبقة اللتين لا تزالان تحت سيطرة القوات النظامية، في وقت باتت معظم مناطق الريف بين ايدي المقاتلين المعارضين. ويستخدم سد البعث لتوليد الكهرباء وتجميع المياه.

كذلك دارت اشتباكات عنيفة امس بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط القسم الشمالي الشرقي من قيادة الفرقة 17 في الجيش السوري الواقعة شمال مدينة الرقة.

وفي ريف دمشق، نفذت طائرات حربية امس غارات جوية على بلدة كفربطنا والمناطق الواقعة بين مدينتي حرستا وزملكا ومدينة دوما، ترافقت مع اشتباكات في مناطق اخرى من ريف دمشق. ووقع انفجار في سيارة في حي الميدان في دمشق بالقرب من المتحلق الجنوبي. كما تعرض حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة لقصف فجرا من قوات النظام.

توقيف غيابي لمملوك في ملف سماحة والمحاكمة تبدأ قريباً في نقل المتفجرات

بيروت – «الحياة»

في قرار هو الأول من نوعه في تاريخ العلاقات اللبنانية – السورية أصدر أمس قاضي التحقيق العسكري الأول اللبناني القاضي رياض أبو غيدا مذكرة توقيف غيابية بحق مدير مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك في ملف نقل المتفجرات من سورية الى لبنان والموقوف فيه الوزير السابق ميشال سماحة منذ 9 آب (أغسطس) الماضي. في غضون ذلك انشغل الوسط السياسي أمس بطلب المدعي العام التمييزي القاضي حاتم ماضي في كتاب وجهه الى وزير العدل شكيب قرطباوي لإحالته على المجلس النيابي رفع الحصانة عن النائب المستقل في قوى 14 آذار بطرس حرب لملاحقته جزائياً بجرم الإساءة الى شخص رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومقامه وقوله انه تدخل مع القضاء، وكذلك اتهامه القضاء بالتواطؤ إثر الإدعاء على محمود حايك المنتمي الى «حزب الله» المتهم بمحاولة اغتياله.

وتلقى حرب الذي يعقد اليوم مؤتمراً صحافياً يتناول فيه طلب القاضي ماضي رفع الحصانة عنه اتصالات من قيادات «14 آذار» أعلنت فيها تضامنها معه. وقال في أول تعليق على كتاب ماضي ان قرار الأخير أعانه في كشف الأمور التي كان يفضل السكوت عنها، وسيسمي الأشخاص بأسمائهم في مؤتمره الصحافي وهو سيطلب بنفسه رفع الحصانة عنه.

الى ذلك، تابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس الأوضاع الأمنية، لا سيما في بلدة عرسال البقاعية مشدداً على عدم التهاون في ملاحقة مرتكبي جريمة قتل العسكريين وسوقهم الى القضاء، في وقت استقدمت تعزيزات جديدة الى البلدة واستمرت الوحدات العسكرية في تسيير الدوريات والتدقيق في هوية كل من يدخل البلدة أو يغادرها.

واستغربت مصادر في قيادة الجيش ما تناقله بعض وسائل الإعلام من أن بعض الوحدات العسكرية أخلت مواقع كانت تتمركز فيها سابقاً. وقالت لـ «الحياة» ان هذه الوحدات موجودة أساساً في البلدة وتم تعزيزها أخيراًَ وهي تقوم بتسيير الدوريات المؤللة والقيادة لا تطلب اذناً من أحد للدخول الى أي منطقة.

وكشفت المصادر ان الجيش أوقف عدداً من المشتبه بهم وقام بالتدقيق في أوراقهم الثبوتية وتم اطلاق بعضهم فيما لا يزال البعض الآخر موقوفاً بناء لإشارة من النيابة العامة العسكرية.

وأعربت السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيللي خلال اتصال أجرته بقائد الجيش العماد جان قهوجي، عن تعازي الولايات المتحدة لمقتل أفراد الجيش اللبناني في عرسال، لافتة في بيان الى ان «هؤلاء الأفراد، الذين خسروا أروحهم أو جُرحوا، انخرطوا بالمعركة ضد المتطرفين العنفيين». وشددت على «الالتزام المشترك للولايات المتحدة والحكومات اللبنانية في هذا المجال. وعلى تقدير الولايات المتحدة للجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية وكذلك الجيش وقوى الأمن الداخلي لمواجهة المتطرفين العنفيين الذين يهددون سلامة جميع الموجودين في لبنان».

وبالعودة الى إصدار مذكرة توقيف غيابية بحق اللواء مملوك، بجرائم جنائية تصل عقوبتها الى الإعدام وتتصل بالقيام بأعمال ارهابية في لبنان وبمحاولة اغتيال شخصيات سياسية ودينية بتفجير عبوات في عدد من المناطق في شمال لبنان، قالت مصادر قضائية لـ «الحياة» ان اختتام التحقيق في ملف سماحة وإحالته برمته على النيابة العامة العسكرية لإبداء المطالعة بالأساس قبل اصدار القرار الاتهامي، ما هو إلا مؤشر الى بدء محاكمة سماحة وجاهياً ومملوك غيابياً أمام المحكمة العسكرية.

ويأتي قرار أبو غيدا توقيف مملوك غيابياً بعد أن استنفد كل الطرق القانونية لإبلاغه موعد الجلسات السابقة، وكان آخرها أمس حيث تبلغ لصقاً بضرورة المثول أمام قاضي التحقيق العسكري بوضع نسخة عن موعد جلسة الأمس لاستجوابه كمدعى عليه على باب المحكمة العسكرية. وبالتالي، فإن مملوك بات ملاحقاً في لبنان ومطلوباً للمثول أمام القضاء العسكري.

على صعيد آخر استأنفت لجنة التواصل النيابية اجتماعاتها أمس بحثاً عن قواسم مشتركة لقانون انتخاب مختلط يجمع بين النظامين الأكثري والنسبي في وقت تقدم نواب من كتلة «المستقبل» باقتراح قانون يقضي بتعديل الدستور لفك الارتباط بين انشاء مجلس للشيوخ على أساس طائفي وانتخاب أول مجلس للنواب على أساس غير طائفي. وكذلك تعديل قانون الستين للانتخابات على أساس زيادة عدد الدوائر الانتخابية من 26 دائرة الى 37 واعتماد النظام الأكثري في الانتخابات النيابية. وفي هذا السياق، استبعدت مصادر نيابية لـ «الحياة» حصول أي تقدم يؤدي الى التوافق على قانون مختلط.

المجلس الوطني السوري يهاجم الخطيب ويرفض التحاور مع النظام

بيروت – ا ف ب

شن المجلس الوطني السوري المعارض حملة عنيفة على رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب، رافضاً “الدخول في اي حوار او تفاوض” مع نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال المجلس في بيان نشر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، ان “ما سمي بمبادرة الحوار مع النظام، انما هي قرار فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف”، وان هذه المبادرة “تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف” التي تنص على “عدم الدخول في حوار او مفاوضات مع النظام القائم”.

واعلن الخطيب في 30 كانون الثاني/ يناير استعداده المشروط “للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام”.

سوري يحاول الاعتداء على نجاد اثناء خروجه من مسجد “الحسين” في القاهرة

القاهرة – الأناضول

تعرض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لمحاولة اعتداء من قبل شاب سوري، أثناء خروجه من مسجد “الحسين” بالقاهرة حيث أدى صلاتي المغرب والعشاء جمعًا، بحسب ما افادت وكالة الأناضول للأنباء.

وأضافت الوكالة، أنه عند خروج نجاد من المسجد قابله شاب يتحدث بلهجة سورية وحاول التهجم على الرئيس الإيراني، غير أن الأمن المصري حال دون ذلك وألقى القبض عليه.

وأشارت الى أن الشاب ردد عبارات تهاجم إيران لموقفها الداعم لرئيس النظام السوري بشار الأسد.

ووصل نجاد إلى القاهرة، في زيارة لمصر تستغرق يومين يُشارك خلالها في أعمال القمة الثانية عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي.

النازحون السوريون في لبنان ينعشون قطاعات ويرهقون أخرى

بيروت – أيمن هلال

مع تجاوز العدد الرسمي للاجئين السوريين في لبنان عتبة 240 ألف شخص، واحتمال ارتفاعه بمعدلات سريعة إذا طالت الحرب وازدادت عنفاً في سورية، بدأ التأثير الاقتصادي يأخذ حيزاً من الاهتمام. وفي حين يرى مراقبون تأثيراً سلبياً في الاقتصاد اللبناني، متمثلاً في زيادة الأعباء على مرافق الدولة وسوق العمل والموازنة العامة، يرى آخرون أن آثاراً إيجابية بدأت تظهر في جوانب عديدة. وتبرز أهمية الانعكاسات الاقتصادية لوجود النازحين في لبنان، إلى انهم اندمجوا في الدورة الاقتصادية للبلاد، بعكس حالهم في دول الجوار الأخرى التي أقامت لهم مخيمات شبه معزولة اقتصادياً إن لم يكن جغرافياً.

في هذا السياق أكد الاقتصادي كمال حمدان لـ «الحياة»، أن «للنازحين تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية على الاقتصاد اللبناني، فوجود نحو 45 ألف أسرة يساهم في تنشيط قطاعات التجارة والصحة والتعليم». ولفت إلى أن «من بين هذه الأسر، يوجد نحو 20 ألف أسرة ميسورة أو غنية لجأت إلى استئجار منازل، بما يوازي حجم الطلب اللبناني السنوي، ما أدى إلى تعزيز الطلب على العقارات». لكنه حذر من أن «الطلب على الخدمات والسلع قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار عموماً وإلى انعكاسات تضخمية». وأوضح أن «الحرب في سورية أدت إلى تراجع كبير في حجم التجارة النظامية نتيجة تضرر معظم القطاعات الصناعية والزراعية السورية، ما حدَّ من التصدير إلى لبنان»، أما المبادلات غير النظامية، فتراجعت على مستوى التصدير من سورية إلى لبنان، لكنها ارتفعت في الاتجاه المعاكس.

وأظهرت إحصاءات رسمية لبنانية تراجع قيمة الصادرات عبر المعابر السورية (الترانزيت) حتى تشرين الأول (أكتوبر) 2012 نحو 88.80 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، في حين ارتفعت قيمة الصادرات اللبنانية إلى سورية 29.64 في المئة إلى 221.21 مليون دولار خلال فترة المقارنة، كما تراجعت قيمة الواردات اللبنانية من سورية 18.16 في المئة إلى 216.5 مليون دولار. واللافت هنا أن العجز التاريخي في الميزان التجاري بين البلدين تحوّل إلى فائض لصالح لبنان بقيمة 4.7 مليون دولار حتى تشرين الأول الماضي. ويعزى ذلك إلى سببين، الأول توقف الإنتاج السوري، والثاني صعوبة الاستيراد عبر المرافئ السورية والاستعاضة عنها بالمرافئ اللبنانية.

مساعدات المانحين

ولم يستبعد حمدان نقل بعض رجال الأعمال السوريين أعمالهم إلى لبنان وتأسيس شركات جديدة. وفي هذا السياق يُذكر أن أحد رجال الأعمال السوريين نقل جزءاً من معدات مصنعه في حلب إلى منطقة الشويفات جنوب شرقي بيروت وباشر الإنتاج. ورداً على سؤال حول مؤتمر المانحين الذي عُقد في الكويت أخيراً، شدّد حمدان على ضرورة وصول المساعدات في أسرع وقت ممكن، مؤكداً على أهمية اعتماد آلية واضحة لتوزيع الأموال، وإعطاء دور للمنظمات والجمعيات الأهلية، محذّراً من أن غياب مثل هذه الآلية قد يؤدي إلى استئثار الفئات الوسيطة بالأموال أو هدر بعضها. وتحدث عن اتجاه لدى دول عربية وأوروبية إلى الإشراف مباشرة على عملية توزيع الأموال والمساعدات نتيجة تجارب سابقة غير مشجعة في تعاطي الدولة مع موضوع كهذا. وأضاف أن «عدم وصول المساعدات المالية اللازمة قريباً سيفرض على لبنان زيادة الإنفاق العام ما سيفاقم عجز الموازنة».

ومع ظهور مؤشرات على أن الأزمة في سورية ستطول، اتجه عدد كبير من السوريين إلى تملك منازل في لبنان. وتتركز عمليات الشراء في مناطق الجبل، خصوصاً عاليه وعرمون وبحمدون، والبقاع. وأكد رئيس «الجمعية اللبنانية للشؤون العقارية» مسعد فارس أن الأسعار لم تتأثر كثيراً بطلب النازحين، أولاً لأن عدد الذين لجأوا إلى الاستئجار لم يكن مرتفعاً، خصوصاً في بيروت، وثانياً لأن الميسورين منهم أتوا إلى لبنان وتملكوا قبل فترة. وأشار إلى أن الحركة الأبرز تسجّل خارج بيروت حيث الطلب الأكبر على الشقق الصغيرة ذات الكلفة المتدنية.

ولفت نقيب أصحاب الشقق المفروشة زياد اللبان إلى أن نسبة الإشغال لم تسجّل ارتفاعاً استثنائياً نتيجة قدوم اللاجئين السوريين، إذ إن معظم العائلات النازحة يستقر في الشمال والبقاع، والذين يأتون إلى بيروت يستقرون موقتاً في الشقق المفروشة لنحو أسبوع على أقصى تقدير، ريثما يؤمنون مسكناً دائماً». وأوضح أن «عدداً ضئيلاً من العائلات التي يرتاد أبناؤها الجامعات اللبنانية، يستقر في الشقق المفروشة في شكل دائم».

الأمم المتحدة

وعلى صعيد عدد اللاجئين وآليات مساعدتهم، أكدت الناطقة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دانا سليمان لـ «الحياة»، أن «المفوضية تحتاج إلى 267 مليون دولار سيجري تأمينها من الشركاء والدول المانحة، كما عقدت أربعة مؤتمرات حتى الآن لتأمين التمويل اللازم»، موضحة أن «المساعدات تتضمن دفع أموال مباشرة إلى اللاجئين، أو ترميم منازل ومدارس قيد الإنشاء لبعض المواطنين اللبنانيين ليسكنها نازحون لفترة معيّنة، وكل ذلك بالتنسيق مع الدولة اللبنانية». ونفت سليمان أي حديث حالياً عن إنشاء مخيّمات.

وأكدت مصادر لـ «الحياة» أن عدد اللاجئين قد يقفز إلى 700 ألف في حال حصول معركة كبرى في دمشق. وأكدت المفوضية في أحدث تقرير أن عدد اللاجئين تجاوز 242 ألف لاجئ، 165 ألفاً منهم مسجلين لديها، وأكثر من 77263 شخصاً ينتظرون تسجيلهم، يتمركز أكثر من 80 ألفاً منهم في شمال لبنان. وسجّلت المفوضية الشهر الماضي فقط 38 ألف لاجئ مقارنة بـ 26 ألفاً خلال الشهر السابق.

«الحياة» تزور السجن المركزي لحلب وريفها: الإعدامات الميدانية «مرفوضة» لكن لا مجال لضبطها… والعقوبة القصوى «الحبس حتى سقوط النظام»

الراعي (ريف حلب) – بيسان الشيخ

عند أطراف بلدة الراعي الغائرة في الريف الحلبي، المحاذية للشريط الحدودي الشائك مع تركيا، يقع السجن المركزي لحلب وريفها. بناء ضخم يحرسه شبان بعضهم في عمر المراهقة، يستمدون هيبتهم من سلاح حملوه على أكتافهم ولحية يعملون على إنباتها.

نائب مدير السجن، «أبو جمال الثاني» كما يطلقون عليه، شاب في الخامسة والعشرين، يمنحه موقعه كمشرف فعلي على إدارة السجن سلطة تلقائية لا يحتاج للتباهي بها. وهي سلطة يستمدها أيضاً من أخيه الأكبر «أبو جمال الأول» رئيس أمن الثورة.

لا يأتي إلى تلك الهضبة إلا من قصد السجن أو مركز أمن الثورة المحاذي له. عند المدخل، كما في بقية المراكز وبينها المقر العام للواء التوحيد في مدينة حلب، يسلم المسلحون سلاحهم كشرط للدخول. وفي هذا الصباح القارس جاءت سيدتان إحداهما طاعنة في السن تسأل عن «عمر جليلاتي» المتهم بنصب مكمن مع اثنين من إخوته لأبو محمود الليبي وقتله. ويتناقل أبناء ريف حلب تلك الحادثة بكثير من الغموض والتشويق تجعلها أقرب إلى أفلام المافيا الإيطالية حيث تتقاطع التصفيات الداخلية بتدين عميق وشعور أعمق بإحقاق الحق. وتقول الرواية إن أبناء الجليلاتي، الذين زعموا زوراً انضمامهم إلى الثوار بهدف اختراقهم لصالح النظام، تقربوا من الليبي الذي جاء ينقل خبرته في القتال إلى «إخوته» السوريين، فاستدرجوه لتسليمه مقابل مبلغ مالي ومنزل فخم في اللاذقية. وحين قاومهم قتلوه طعناً بالسكاكين. ولما كانت سيارة أولاد الجليلاتي تقترب من أحد حواجز الجيش الحر تنبه «الشباب» لما جرى، فأعدموا اثنين منهم ميدانياً انتقاماً لليبي، فيما توارى الثالث عن الأنظار حتى أعيد إلقاء القبض عليه وألقي في السجن. وإذ دفن سر مقتل الليبي معه في جبانة إحدى قرى الريف الحلبي، لا يزال غير معلوم كيف تثبت «الشباب» من خيانة أبناء الجليلاتي كما لا يرحب أحد بالتدقيق في هذا الشأن.

وبغض النظر عن صحة الرواية وعدم تماسك بعض أجزائها، من قبيل أن الليبي لم يقاتل في صفوف «جبهة النصرة» مثلاً وإنما انضم إلى لواء الفتح «المعتدل»، يبقى أنها أصابت وقعاً في النفوس. تلك هي عقوبة الخيانة.

السيدة التي جاءت تسأل عن ابنها أجلست جانباً ريثما يتم البحث لها عن إجابة، فيما وصلت سيدتان من مدينة حلب تتقصيان مصير زوج إحداهما. بدت على السيدتين ملامح أكثر مدينية في اللباس والماكياج الخفيف، كما خلت أحذيتهما من آثار وحل الطرقات هنا. تحدثت الأصغر سناً بينهما بصوت خافت لكن واثق إلى حراس السجن، إلى أن وصل أبو جمال «الثاني» فخاطبته بشيء من الود. «زوجي (فلان) ربما يكون هنا. اختفى منذ ستة أشهر وبحثت عنه في كل السجون الفرعية ولم أجده. هل لك أن تخبرني إن كان عندكم؟». أومأ أبو جمال برأسه من دون أن ينطق بكلمة، وعاد إلى مكتبه وكلف أحد معاونيه البحث في سجلات الأسماء المحفوظة على جهاز كومبيوتر.

ويبدو أن حضور العائلات بحثاً عن «مفقودين» يتنافى وتأكيد أبو جمال بأنه يتم إبلاغ الأهالي فور توقيف الشخص «ليقوموا بزيارته أو الاتصال به للاطمئنان». ثم يستدرك بأن ضعف تغطية شبكة الهاتف والانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي يحولان منذ مدة دون ذلك التواصل المستمر بين السجناء وذويهم.

والسجن هذا كان مصرفاً زراعياً في قرية لم تشارك فعلياً في الثورة لكنها «قدمت لاحقاً مقاتلين في لواء التوحيد» كما يكرر أكثر من شخص كنوع من تبرير استلحاق البلدة لنفسها في اللحظة الأخيرة. أطفالها يتحدثون اللغة التركية في لعبهم، وكبارها يعملون بشكل أساسي في التجارة وإصلاح السيارات. حتى شعارات الوحدة والاشتراكية والقومية على جدران بعض المؤسسات الرسمية فيها لم تمح كلياً، وإنما شطب عنها فقط ما يمت بصلة مباشرة إلى «الأسد» و «القائد» و «الأبد».

وبعد سيطرة لواء التوحيد على كامل الريف الحلبي، وانضواء عدد كبير من الكتائب تحت رايته، تعاملت قرى كثيرة مع الأمر الواقع لحاجتها الفعلية لسلطة بديلة. فأنشئ أول سجن مركزي في بلدة تل رفعت، لكن الصواريخ أصابته ودمرت جزءاً كبيراً منه، فتقرر نقله إلى بلدة الراعي الأقرب إلى الحدود اعتقاداً إنها أكثر أمناً، لكن الصواريخ لم توفره أيضاً. وكان الثوار «غنموا» المصرف الزراعي فأعادوا تقطيعه وتصميمه ليلبي حاجات دوره الجديد.

ويخصص المبنى لأقسام الإدارة والنظارة، إضافة إلى المطبخ والمستوصف اللذين تشرف عليهما لجان مختصة بالتموين والتمريض، فيما الهنغارات التي كانت سابقاً مخازن للحبوب تحولت غرفاً للسجناء. وبهذا قسمت المساحة إلى 15 غرفة رئيسية سعة الواحدة 30 شخصاً، بالإضافة إلى غرف للعزل الصحي لمن يعانون أمراضاً وغرف الحبس الانفرادي وقسم للنساء لم يستفض محدثنا في الشرح عنه.

ويضم السجن اليوم نحو 400 سجين بين مدني وعسكري من كافة المناطق الحلبية، ويسمح لبعضهم بالزيارة أيام الجمعة فيما يحرم الخطرون منها كما من مكتسبات أخرى. ويستخدم الانفرادي لعزل المعتقلين الخطرين «ليومين أو ثلاثة ريثما يتم التحقيق معهم فحسب» وليس كإجراء عقابي. أما العقوبات التي يصدرها قاض شرعي في قسم أمن الثورة أو بقية المراكز فتتراوح بين 10 أيام كحد أدنى أو عقوبة قصوى هي «الحبس حتى سقوط النظام»!

أمن الثورة

في المبنى المجاور للسجن يقع مركز أمن الثورة ويرأسه مطلق فكرته أبو جمال «الأول». فهذا القيادي في لواء التوحيد، الذي كان يعمل محاسباً ويملك محلاً تجارياً قبل الثورة، تنبه على ما يقول إلى «تجاوزات يرتكبها الذين انضموا متأخرين إلى الجيش الحر، وكان لا بد من آلية لضبطهم». فهؤلاء بحسبه «ليسوا ثوريين في العمق ولا يحملون فكر الثورة ولا نية الحفاظ عليها» لذا سهل عليهم الشطط عن مبادئها. وإذ فقدت الثورة عدداً كبيراً من مطلقيها «السلميين» الأوائل، سواء قتلاً أو اعتقالاً أو انكفاء، اضطرت في ما بعد إلى قبول كل من ينضم إليها بحجة أنها للجميع، وكان التسليح يومها محدوداً وفي «أيد أمينة».

أما وقد انتشر السلاح وما يأتي معه من سلطة متفلتة من أي عقال، بدأ ارتكاب الأخطاء وما عاد الهدف من حمله إسقاط النظام وإنما أيضاً قطع الطرق والسرقة والسطو، وأخطر من هذا وذاك، صلاحيات فردية بملاحقة ومعاقبة من يعتقد إنه يوالي النظام أو يدعمه! وهكذا جرت إعدامات ميدانية يعلم بها الجميع ويتكتمون عنها بحجة حماية الثورة. فإذا بها تسقط في فخ خدمة أعدائها. ويقول أبو جمال: «الاعتقاد بأنه يمكننا منع وقوع إعدامات ميدانية بشكل كامل هو ضرب من الخيال. فعندما يلقي الثوار القبض على جنود مثلاً يقتلونهم على الفور انتقاماً، ونحن نسعى دائماً لإفهام الشباب إن الإجهاز على جريح لا يجوز شرعاً».

هكذا باتت الحاجة ملحة لوضع آليات محاسبة ضمن الجيش الحر لأنه بدأ يخسر الحاضنة الشعبية. وهي نقطة تنبهت لها القيادة وإن كانت لا تملك حقيقة وسائل كافية للتوفيق بين الجبهة وما تتطلبه والعمل المدني وحاجاته.

ويدرك «أبو جمال» إنه «كمواطنين لا يمكن نكران أن النظام على مساوئه كلها وفر الأمن والأمان. وإذا كانت الثورة ستخسر ذلك فربما يذهب الناس لدعم بشار». وعليه، أطلقت المبادرة ودعمتها الكتائب على رغم أن كثيرين تحفظوا عن فكرة «المحاسبة»، لا سيما إذا تعلقت بالقيادات. فالزمن زمن ثورة ولا صوت يعلو فوقها.

ولا يقتصر الخوف من المحاسبة والعقاب على المستفيدين ممن جنوا مكتسبات وسلطة على حساب الثورة، وإنما يشمل أيضاً من يخشون الانقسام والفتنة ضمن الجيش الحر نفسه. فالبعض يلوم «أبو جمال» اليوم على أدائه كشرطة عسكرية في الوقت الذي تتطلب المرحلة رص الصفوف. ذاك أن قادة ميدانيين دأبوا على سحب رجالهم من مواقع القتال للتحصن بهم داخل مناطقهم وفرض شروطهم، وهو ما سبق أن جرى في بلدة أعزاز المجاورة مثلاً. وكانت البلدة تحولت إلى مرتع لعصابة موصوفة تتحكم بالمعبر مع تركيا فتخطف وتفرض الخوات وتعتقل من تشاء «حتى داهمتها قوة من أمن الثورة فاستعادت المعبر واستتبت الأمور في البلدة». ويختص أمن الثورة في حلب وريفها بشؤون العسكريين ضمن الألوية والكتائب التابعة لها، فتأخذ بحقهم الإجراءات اللازمة وتحيلهم إلى المحاكم الشرعية التي تنظر في قضيتهم وتنزل حكمها. ويشتكي الأهالي حيناً من تمييز في المعاملة وتساهل مع عناصر بعض الألوية. لكن ذلك لا يمنع أبو جمال من متابعة مهمته في الصلح حيناً، وفرض غرامة مالية وإرجاع المسروقات لأصحابها حيناً آخر… أو نقل الجاني إلى المبنى المجاور في ضيافة أبو جمال «الثاني».

واشنطن تدعم “الرئيس الخطيب” بقوة في اقتراحه الحوار مع دمشق

رئيس “الائتلاف الوطني” يطالب النظام بجواب ويقترح الشرع محاوراً

    “النهار”، و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

سار رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب أمس خطوة أبعد في تحديد موقفه الداعي الى الحوار مع النظام السوري، إذ طلب من هذا النظام انتداب نائب الرئيس فاروق الشرع للتحاور مع المعارضة، كما طالبه باتخاذ “موقف واضح” من هذا الحوار.

وصرح الخطيب لقناة “العربية” الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها: “أطلب من النظام – اذا كان النظام سيقبل طبعا الفكرة – ان يرسل الاستاذ فاروق الشرع. ويمكن ان نجلس معه”. وقال إن “الاستاذ فاروق الشرع على سبيل المثال منذ بداية الازمة وهو يرى انها لا تمشي بالطريق الصحيح. كونه جزءاً من النظام لا يعني اننا لا نقبل بالكلام معه”. وأضاف: “الدول الكبرى ليس عندها تصور واضح لحل الازمة … ولا مشروع حل”. ودعا السوريين الى ان “يتخذوا قراراً ويتشاوروا بعضهم مع البعض ليكونوا يدا واحدة”.

وفي مداخلة اخرى مع قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية، طالب الخطيب بـ”موقف واضح” من موضوع الحوار لحل الازمة في سوريا، موجها نداء الى الرئيس بشار الاسد “لايجاد حل” و”التساعد لمصلحة الشعب”. وقال: “انا اقول يا بشار الاسد انظر في عيون اطفالك وحاول ان تجد حلا وستجد اننا سنتساعد لمصلحة البلد”. ورأى ان “النظام عليه ان يتخذ موقفاً واضحاً. نحن سنمد يدينا لاجل مصلحة الشعب ولاجل ان نساعد النظام على الرحيل بسلام. المبادرة الآن عند النظام اما ان يقول نعم او لا”. وخلص الى ان “النظام اذا أراد ان يحل الامور يستطيع ان يشارك … ولن يلقى اذا كان جادا وصادقاً، الا الترحيب من المعارضة”.

وكان الخطيب أبدى في 30 كانون الثاني استعداده المشروط “للجلوس مباشرة مع ممثلين للنظام”، معربا عن خيبة أمله من غياب الدعم الدولي للمعارضة. وتمثل شرطاه في الافراج عن “160 الف معتقل” في السجون السورية وتجديد جوازات سفر السوريين الموجودين في الخارج. وجبه موقفه بانتقادات من بعض المعارضين، قبل ان يعلن الائتلاف المعارض في بيان صدر عن هيئته السياسية ان “أي حوار يجب ان يتركز على رحيل النظام”.

واعتبر وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج ان الغارة التي شنتها اسرائيل على مركز عسكري للبحوث العلمية قرب دمشق، كانت “ردا” على ملاحقة القوات النظامية السورية للمقاتلين المعارضين.

ميدانياً، أحرز مسلحو المعارضة السورية تقدما على الارض في محافظة الرقة شمال سوريا، باقتحامهم سد البعث الاستراتيجي غرب مدينة الرقة بعد معارك دامية مع القوات النظامية. ويقع السد بين مدينتي الرقة والطبقة اللتين لا تزالان تحت سيطرة القوات النظامية، وقت بات معظم مناطق الريف في ايدي المقاتلين المعارضين.

وفي طهران، صرح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مقابلة مع تلفزيون “الميادين” الذي يتخذ بيروت مقراً له: “الحرب (في سوريا) ليست الحل… الحكومة التي تحكم من خلال الحرب سيكون عملها صعبا جدا. يجب عدم شن حرب طائفية في سوريا”. وأضاف :”نعتقد ان (تحديد) من يبقى او يذهب حق للشعب السوري. كيف يمكننا التدخل في ذلك؟ يجب ان نعمل بجد لتحقيق توافق وطني وانتخابات حرة”.

* في واشنطن “النهار” جددت وزارة الخارجية الاميركية تأييدها لعرض الخطيب تفاوضاً مشروطاً مع النظام السوري، وقالت الناطقة باسم الوزارة فيكتوريا نيولاند ان التفاوض “هو أفضل وسيلة كي نعيد أنفسنا الى وضع يستتب فيه السلام والامن في المنطقة. وبالتأكيد اننا لا نتطلع الى أي استفزازات اضافية”، في اشارة نقدية الى محاولة النظام تسليح “حزب الله”، “الامر الذي يقلقنا منذ فترة”.

وسئلت عن رغبة الخطيب في ان تؤدي مبادرته الى وسيلة سلمية لاقناع النظام السوري بالتنحي عن السلطة وعدم مواجهة عواقب أعمال العنف وما اذا كان ذلك أمراً تقبله واشنطن، فاجابت: “لقد قلنا منذ زمن ان المسؤولين الملطخة ايديهم بالدم يجب ان يحاسبوا، وان هذه المسألة يجب ان يقررها الشعب السوري… ولا اعتقد ان هناك اي شيء قاله الرئيس الخطيب يوحي بأنه يجب ان تكون هناك حصانة من اي نوع لهم. هو ببساطة كرر العرض الذي طرحه قبل ايام، والذي رحبنا به كثيراً، أي انه اذا كان للنظام اي مصلحة في السلام، فعليه ان يتفاوض مع الائتلاف السوري المعارض، ونحن سندعم الخطيب بقوة في هذه الدعوة”.

بايدن يجدّد عرض الحوار وصالحي متفائل ويرى تغييراً

موسويان يدعو إلى محادثات فورية تشمل أفغانستان

رأى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن عرض نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إجراء حوار ثنائي بين البلدين مؤشر لتغيير نهج واشنطن في التعامل مع بلاده.

وقال في برلين أمس: “أنا متفائل وأشعر أن الإدارة الجديدة تسعى هذه المرة حقاً إلى تغيير توجهها التقليدي السابق حيال بلادي على الأقل”. وأضاف: “أعتقد أنه كان يجب للجانبين حقا أن يتعاونا لأن المواجهة لا يمكن أن تكون قطعاً هي السبيل”.

كذلك اعتبر المفاوض الإيراني السابق في المحادثات النووية حسين موسويان أمام معهد “تشاتام هاوس” البحثي في لندن أن الأزمة النووية لن تحل من دون حوار جدي بين طهران وواشنطن. وقال: “أعتقد انه يجب عليهما ان يبدأا فوراً. يجب طرح جميع القضايا على الطاولة. وعليهما ان يبدأا بالقضايا ذات الاهتمام المشترك مثل أفغانستان لإحداث زخم إيجابي”.

وفي باريس قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمام نائب الرئيس الاميركي جو بايدن إن فرنسا والولايات المتحدة ستمارسان الضغوط “حتى النهاية” على ايران كي تؤدي المحادثات في شأن الملف النووي الإيراني الى نتيجة. وكرر بايدن الحديث عن إمكان إجراء محادثات ثنائية بين طهران وواشنطن تشمل أيضاً موضوع العقوبات المفروضة على ايران.

سوريا ومالي في القمة الإسلامية بالقاهرة

إحسان أوغلي: الحوار لتحقيق الانتقال

    و ص ف، أ ش أ

تنعقد قمة منظمة التعاون الاسلامي الاربعاء والخميس في القاهرة لمناقشة الازمات الاقليمية وخصوصا مالي، حيث تدخلت فرنسا عسكريا، وسوريا التي تتخبط في حرب دامية تدخل قريبا سنتها الثالثة.

وينتظر وصول رؤساء الدول والحكومات لنحو 26 دولة، من أصل 57 دولة عضوا في منظمة التعاون الاسلامي، الى القاهرة للمشاركة في هذه القمة التي تولت مصر رئاستها من السنغال.

وقال الامين العام للمنظمة اكمل الدين احسان أوغلي في افتتاح الاجتماع الوزاري التحضيري إن “هذه القمة التي كان مقررا اصلا عقدها في القاهرة في 2011 وارجئت بسبب الانتفاضات الشعبية والربيع العربي، ستناقش النزاعات الرئيسية في العالم الاسلامي” سواء في الشرق الاوسط او افريقيا او آسيا.

ولاحظ أن “الوضع في سوريا يتدهور ولا يمكن السكوت عنه، كما لا يمكن السكوت عن عجز المجتمع الدولي عن وقف سفك الدماء وتدمير البنية التحتية وتحويل السوريين لاجئين داخل بلادهم وخارجها… نحن نؤيد مساعي المبعوث الدولي الاخضر الابرهيمي وندعو الى الحوار والحل السلمي، فلا بد من الحوار السلمي لتحقيق الانتقال الديموقراطي”.

وينتظر ان تدعو قمة القاهرة، استنادا الى مشروع البيان الختامي الذي اوردته وكالة انباء الشرق الاوسط الى “حوار جاد” بين المعارضة السورية و”القوى المؤمنة بالتحول السياسي في سوريا والذين لم يتورطوا مباشرة في أي من اشكال القمع والافساح في المجال لعملية انتقالية تمكن ابناء الشعب السوري من تحقيق تطلعاته الى الاصلاح الديموقراطي والتغيير”.

ونفى نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون عدم الإنحياز والتعاون الإسلامي والوكالات المتخصصة السفير عمرو رمضان ما تردد عن تقديم  قطر طلبا إلى القمة  للاعتراف بـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”.

الخطـيـب يرفـض «تخوينـه» ودمشـق لا تعـتـرف بمبـادرتـه

القمة الإسلامية تدعو المعارضة والسلطة السورية لحوار جاد

حمّل وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، عشية القمة الإسلامية في القاهرة، السلطات السورية والمعارضة مسؤولية مشتركة لوقف العنف، وطالبوا الطرفين بإجراء حوار جاد للتوصل إلى حل للأزمة، فيما أعلن وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج أن الغارة الإسرائيلية على مركز للبحوث قرب دمشق، جاءت ردا على ملاحقة القوات السورية للمسلحين، مضيفا أن «تركيز الإرهابيين على وسائط الدفاع الجوي كان بأمر إسرائيلي لإخراجها من الخدمة».

وفي الوقت الذي جددت فيه طهران مد يدها إلى رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد معاذ الخطيب، عبر إعلانها أنها ستواصل التفاوض معه للتوصل إلى حل للأزمة السورية، مع التشديد على ضرورة عقد الحوار في دمشق، واصلت أنقرة محاولاتها لعرقلة خيار الحل التفاوضي بين السلطة والمعارضة، عبر التشديد على ضرورة «التركيز على مرحلة ما بعد (الرئيس السوري بشار) الأسد».

وهاجم الخطيب منتقديه رافضاً «تخوين» من يتكلم بالتفاوض مع السلطات السورية، بالرغم من أنه لم يخرج من حظيرة المتشددين في المعارضة عبر تأكيده أن الحوار مع دمشق سيكون على «رحيل النظام»، وهو أمر من المؤكد أن ترفضه السلطات السورية، التي لا تعير اهتماماً لتصريحاته. وترى دمشق، وفق معلومات مراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر، أن المبادرة التي رماها الخطيب في وجه حلفائه وخصومه معا، وفي حضن المجتمع الدولي، غير قابلة للحياة. (تفاصيل صفحة 13)

وكرر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أمام وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة تحضيرا للقمة المقررة غدا، أن «رحيل النظام في سوريا هو السبيل الوحيد لوقف نزيف الدماء، ما يدعو إلى تركيز الجهود على عملية الانتقال لمرحلة ما بعد الأسد». واعتبر أن «الائتلاف حقق تقدماً في تقديم نفسه كبديل يتمتع بالمصداقية لنظام الأسد»، مضيفاً «لقد حان الوقت أمامنا لأن نفي بالتزاماتنا (تجاه سوريا) عبر دعم المعارضة وتقويتها».

وينتظر أن تدعو القمة الإسلامية في القاهرة، وفقا لمشروع البيان الختامي، إلى «حوار جاد بين المعارضة والقوى المؤمنة بالتحول السياسي في سوريا والذين لم يتورطوا مباشرة بأي شكل من أشكال القمع». وقال نائب مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون عدم الانحياز والتعاون الإسلامي عمرو رمضان، «لا خلاف على أن مسؤولية وقف العنف تقع على الجميع، ولا خلاف على المسؤولية الأساسية للنظام السوري في وقف هذا العنف، ولكن الخلاف كان على المسؤولية الوحيدة أم المسؤولية المشتركة. وتم التأكيد بالطبع أنها مسؤولية مشتركة».

الخطيب

وكان الخطيب قد أعلن في 30 كانون الثاني الماضي استعداده المشروط «للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام»، لكنه جوبه بانتقادات من بعض المعارضين، قبل أن يعلن «الائتلاف» أن «أي حوار يجب أن يتركز على رحيل النظام».

وقال الخطيب، في مقابلتين مع قناتي «العربية» و«الجزيرة»، إن «العقلية البعثية عوّدت الناس أن كل كلام عن التفاوض هو نوع من التخوين. النبي جلس مع كفار قريش العتاة ليفاوضهم. القيادة الفيتنامية جلست سنوات في باريس تتفاوض مع الأميركيين وشعبها تحت القصف. لم يخوّن أحد القيادة ولا أحد اعتبر ذلك نوعا من التنازل. هذه عقيدة بعثية، فيروساتها دخلت في بعض المعارضين للأسف». وأضاف «شعبنا يموت، ولن نسمح بذلك».

وتابع «أطلب من النظام – إذا كان سيقبل طبعا الفكرة (الحوار) – أن يرسل (نائب الرئيس) فاروق الشرع، ويمكن أن نجلس معه»، مضيفا «الشرع على سبيل المثال منذ بداية الأزمة، وهو يرى أنها لا تسير بالطريق الصحيح. كونه جزءا من النظام لا يعني أننا لا نقبل بالكلام معه». وأعلن انه طلب من وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي نقل مبادرته إلى الحكومة السورية.

وأضاف الخطيب «ليس لدى الدول الكبرى تصوّر واضح لحل الأزمة، ولا مشروع حل»، ودعا السوريين إلى أن «يتخذوا قرارا ويتشاوروا مع بعضهم البعض ليكونوا يدا واحدة». وتابع «أنا أقول يا بشار الأسد انظر في عيون أطفالك وحاول أن تجد حلا وستجد أننا سنتساعد لمصلحة البلد».

وقال الخطيب «على النظام أن يتخذ موقفا واضحا. نحن سنمد أيدينا لأجل مصلحة الشعب ولأجل أن نساعد النظام على الرحيل بسلام. المبادرة الآن عند النظام، إما أن يقول نعم أو لا. إذا أراد النظام أن يحل الأمور يستطيع أن يشارك، ولن يلقى إذا كان جادا وصادقا، إلا الترحيب من قبل المعارضة».

وكان الخطيب قد التقى في ميونيخ السبت الماضي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. وقال إن «المبادرة السياسية التي تقوم بها المعارضة من أجل حل الأزمة يجب أن تؤدي إلى رحيل النظام، وأؤكد على رحيل النظام، وهذا كان محور الحديث مع كل الأطراف التي تم اللقاء بها». وأضاف «هناك بعض الخطوات نحن نتشاور بها، على سبيل المثال حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة».

إيران وسوريا

وأعلن صالحي، في برلين، أن المحادثات مع الخطيب «كانت مثمرة جدا، وقررنا مواصلتها». وأضاف أن طهران «ستواصل المحادثات مع المعارضة السورية»، مؤكدا انه يتعين أن تجلس الحكومة السورية والمعارضة للاتفاق على وقف لإطلاق النار والدعوة لإجراء انتخابات حرة، وأنه يتعين أن تترك للأسد حرية المشاركة فيها.

وكرر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، في ختام زيارته إلى دمشق، دعم بلاده للسلطات السورية. وقال «ندعم مشاركة الجميع في سوريا بهذا الحوار»، لكنه شدد على ضرورة عقده في العاصمة السورية، مشيرا إلى أن «المبادرة التي طرحها الأسد تستطيع أن تكون الأساس المناسب له».

وفيما أكد جليلي أن إسرائيل «ستندم على عدوانها» على سوريا كما حصل في الحروب السابقة، أعلن وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج، في مقابلة مع التلفزيون السوري بثت أمس، أن العدوان الإسرائيلي على مركز البحوث العلمية في جمرايا أتى رداً على العمل العسكري السوري ضد المسلحين. وشدد على أن «الجيش السوري البطل أثبت للعالم أنه قوي ومدرب ولا يمكن أن ينكسر».

واتهم الفريج «المسلحين بالتنسيق مع إسرائيل لاستهداف مركز الأبحاث في جرمانا»، موضحا أن «مركز البحث العلمي بجمرايا في ريف دمشق هاجمته عشرات المرات العصابات المسلحة من أجل تدميره والاستيلاء عليه، وعندما فشلت في ذلك قامت إسرائيل بنفسها من خلال طيرانها باستهدافه». وقال إن «تركيز الإرهابيين على وسائط الدفاع الجوي كان بأمر إسرائيلي لإخراجها من الخدمة»، موضحا «جمعنا وسائط الدفاع الجوي لحمايتها من المسلحين، ما خلق ثغرات».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «حقق المسلحون تقدما على الأرض في محافظة الرقة باقتحامهم سد البعث الاستراتيجي غرب الرقة بعد معارك دامية مع القوات السورية».

(«السفير»، «سانا»،

ا ف ب، ا ب، رويترز)

الرياض تدين الغارة الإسرائيلية: انتهاك سافر للسيادة السورية

نددت الرياض، أمس، بالاعتداء الإسرائيلي على سوريا ووصفته بأنه «انتهاك سافر» اثر الغارة التي استهدفت مركزا بحثيا في جمرايا قرب دمشق الأربعاء الماضي.

وقال وزير الإعلام السعودي عبد العزيز خوجة، في بيان بعد جلسة مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد الأمير سلمان في الرياض، إن «المجلس نوه بالمؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا وبجهود أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح لانعقاد المؤتمر، وما أسفر عنه من إسهامات سخية للتخفيف من المعاناة الإنسانية والوضع المأساوي للشعب السوري».

وأضاف «ندد المجلس بالاعتداء الإسرائيلي على الأراضي السورية، وعدّه انتهاكا سافرا لأراضي دولة عربية ولسيادتها، ومخالفة لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن».

وأدانت الحكومة السودانية، في بيان، العدوان الإسرائيلي على سوريا، ووصفته «بالعمل الإجرامي على دولة ذات سيادة، مستغلة الظروف الداخلية التي تعيشها سوريا لتنفيذ أجندة خاصة بها». («واس»، ا ش ا)

سوري يحاول الاعتداء بالحذاء على نجاد بالقاهرة لدى خروجه من جامع الحسين

القاهرة ـ الاناضول: حاول شاب سوري الاعتداء بحذائه على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أثناء خروجه من مسجد “الحسين” بالقاهرة حيث أدى صلاتي المغرب والعشاء جمعًا حسبما افاد مراسل أفاد مراسل وكالة الأناضول للأنباء.

وأضاف المراسل أنه عند خروج نجاد من المسجد قابله شاب يتحدث بلهجة تبدو سورية وحاول التهجم على الرئيس الإيراني رافعا حذاءه، غير أن الأمن المصري حال دون ذلك وألقى القبض عليه.

وأشار إلى أن الشاب ردد عبارات تهاجم إيران لموقفها الداعم لرئيس النظام السوري بشار الأسد من قبيل “قتلتم إخواننا”.

وأظهر فيديو التقطه مصور الأناضول الشاب وهو يرفع حذائه ويصرخ في اتجاه نجاد الذي كان يبعد عنه أمتارا قليلة قبل أن يلقيه في اتجاهه إلا أن الحذاء أصاب أحد أفراد حراسة الرئيس الإيراني.

وأثناء تواجد أحمدي نجاد بالمسجد، حدثت مشادة محدودة بين اثنين من المتواجدين حيث حمل أحدهما لافتة كتب عليها “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”، فيما هاجمه آخر قائلاً “يقتلوا إخواننا وإحنا (نحن) هنا نقول لهم ادخلوا مصر آمنين”.

المجلس الوطني السوري يرفض الحوار مع النظام وينتقد الخطيب

اسطنبول ـ (يو بي اي) أعلن المجلس الوطني السوري المعارض اليوم الثلاثاء رفضه للحوار مع النظام ووجه انتقادات لاذعة إلى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة المعارضة أحمد معاذ الخطيب.

وقال المجلس في بيان نشره عبر صفحته على (فيسبوك)إن “ما سُمّي بمبادرة الحوار مع النظام، إنما هي قرارٌ فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف الوطني ولم يجرِ التشاور بشأنه، ولا يعبر عن مواقف والتزامات القوى المؤسِسِة له”.

وتابع أن “تلك المبادرة تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف الصادرة في الدوحة في 11 تشرين ثاني/ نوفمبر 2012، والتي تنص في الفقرة أولاً على أن هدف الائتلاف إسقاط النظام القائم برموزه وحلّ أجهزته الأمنية والعمل على محاسبة المسؤولين عن سفك دماء الشعب السوري”.” وفي الفقرة خامساً عدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم”.

وأضاف أن المبادرة تتناقض مع نصوص النظام الأساسي للائتلاف التي تؤكد على أن الهدف الأساس من تشكيل الائتلاف هو “إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه”، ويرفض الدخول في حوار معه.

واضاف أن” محاولة البعض دفع الثورة السورية نحو تقديم تنازلات والجلوس مع القتلة والمجرمين بذريعة أن الشعب السوري قد أرهقته جرائم النظام وثمنها الفادح، إنما يضع علامات استفهام كبيرة حول عمليات الحصار الإغاثية والمالية والعسكرية التي تعرضت لها قوى الثورة على مدى عامين وما زالت مستمرة”.

وانتقد البيان بشدة رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب حيث اعتبر اجتماعه مع وزير الخارجية الإيراني ” يمثل طعنة للثورة السورية وشهدائها، ومحاولة بائسة لتحسين صورة طهران وتدخلاتها في الشأن السوري ودعمها النظام بكل أدوات القتل والإرهاب، وهي خطوة يرفضها المجلس الوطني السوري بكافة صورها ما دامتْ إيران تساند النظام وتقف إلى جانبه”.

وقال إن ” استمرار رئيس الائتلاف في اتخاذ خطوات منفردة والإدلاء بتصريحات دون العودة إلى مؤسسات الائتلاف ينذر بتوسيع الهوّة داخله، وإحداث ضرر في الصف الوطني مما يمثل خدمة للنظام وحلفائه الذين يسعون بكل الوسائل لإضعاف المعارضة وضرب الثورة وإيذائها”.

وكان الخطيب قد أطلق مبادرة سياسية لحل الأزمة التي تشهدها سوريا إذ دعا الرئيس بشار الأسد للاستجابة لعرض الحوار بالدخول في محادثات سلام لإنهاء الأزمة.

ودعا الخطيب، الذي انتخب أخيرا رئيسا للائتلاف الوطني السوري، الأسد الأسبوع الماضي لتفويض نائبه، فاروق الشرع، لبدء مفاوضات مع المعارضة.

توافق روسي أمريكي يقضي بدعم “حمائم” المعارضة على حساب صقورها

السلطات السورية تجاهلت مبادرة الخطيب لفرض شروطها

دمشق ـ “القدس العربي” ـ من كامل صقر: يتصدر معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض المعروف باسم ائتلاف الدوحة، واجهة المعارضة السورية بلا منازع خلال الأسابيع الأخيرة ويبدو الرجل وفق كثير من المراقبين حالياً كزعيم للمعارضة السورية بكل صنوفها وأشكالها،

فيما تغيب في الوقت عينة عن الواجهة السياسية والإعلامية أسماء كانت حتى وقت قريب مضي لامعة في سياق الأزمة السورية المشتعلة.

تقول مصادر في المعارضة السورية لـ “القدس العربي” ان توافقاً روسياً أمريكياً كان قد جرى مؤخراً يقضي بضرورة إعادة ترتيب مواقع شخصيات المعارضة السورية الخارجية بحيث يتم تقديم ما يمكن تسميتهم بـ “حمائم المعارضة” إلى الواجهة الدولية والإقليمية وحتى للداخل السورية على حساب ما يمكن تسميتهم بـ “صقور المعارضة”.

وعلى هذا الأساس، تقدّم معاذ الخطيب كزعيم معارض وسيتبعه تقدُّم أسماء أخرى من داخل ائتلاف الدوحة والمجلس الوطني المعارض على حساب أسماء وُصفت في بعض أروقة القرار الغربي بأنها باتت من الأسماء المتطرفة التي لا تصلح على الأقل في الوقت الحالي الذي يحمل مزاجاً دولياً لجهة الحل السياسي مثل جورج صبرا رئيس المجلس الوطني والقياديين برهان غليون والقيادي الإخواني فاروق طيفور وغيرهم من أسماء المعارضة المتشددين تجاه القيادة السورية.

وتلحظ مصادر المعارضة التي تحدثت لـ “القدس العربي” أن التوافق بين واشنطن وموسكو يقضي بالبحث عن أسماء معارِضة تشكل قواسم مشتركة لجهة الرضا السياسي بين روسيا والولايات المتحدة ، أسماء تشكل حاملاً جديداً لمزاج الحل السياسي الذي ترغبان في تحقيقه خلال المرحلة المقبلة.

تضيف مصادر المعارضة: لم يتورط أحمد معاذ الخطيب معاذ الخطيب منذ مغادرته دمشق بالدخول في دوامة العمل المسلح والتنسيق مع مليشيات المعارضة المسلحة ولم يكن له أية صلات مع مقاتلي جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، واقتصر نشاط الخطيب على العمل السياسي الأمر الذي يجعله شخصاً مقبولاً للتفاوض السياسي من قبل النظام السوري وحلفائه على حد سواء.

ورأت أوساط المعارضة أن مبادرة الرئيس السوري بشار الأسد التي أطلقها في خطابه الأخير لم تكن معزولة عن مزاج التوافق الدولي، معتبرة أن قبول معاذ الخطيب بالحوار مع النظام ولكن بشروط يأتي كخطوة أولية تحمل دلالات مرونة لم تكن متوفرة سابقاً لدى المعارضة، وتوقعت أن يقبل الخطيب ومَن معه لاحقاً بحوار (غير مشروط) مع النظام في الخطوة التالية، مع تنويه تلك الأوساط إلى أن السلطات السورية لم تُبدي أية مواقف تجاه مبادرة الخطيب ولم تُعرها أي اهتمام ظاهر على الأقل كجزء من استراتيجيتها في التعامل مع خصومها السياسيين وهي التي ترغب باستدراجهم للحوار بشروطها لا بشروطهم.

فيديو يظهر قيام معارضين بـ”ذبح” موالين للنظام السوري في حلب ودرعا

بيروت ـ (د ب أ)- نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء مقطعي فيديو يظهران قيام معارضين بإعدام موالين للنظام “ذبحا”.

وأوضح المرصد أن المقطع الأول يظهر الحكم على رجل بالإعدام بتهمة “التعامل مع النظام السوري والإفساد في الأرض” ، كما يظهر تنفيذ الحكم في الرجل من خلال الذبح. وأشار المرصد في بيان أنه يملك معلومات عن الجهة المنفذة لحكم الإعدام والمنطقة الجغرافية التي نفذ فيها الحكم.

أما المقطع الآخر ، فيظهر ذبح مجند من الجيش النظامي بعد أسره.

وأوضح رامي عبد الرحمن مدير المرصد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الواقعة الاولى حدثت في محافظة حلب شمال البلاد خلال الشهر الجاري ، أما الأخرى فحدثت في درعا في وقعت لا يعلمه.

وقال :”هذا تصرف غير مقبول ضد مواطنين سوريين .. الثورة ضد بشار الأسد بدأت بدعوة للديمقراطية والعدل ، وهذه التصرفات ضد ما نؤمن به”.

ورفض عبد الرحمن الكشف عن اسم المجموعة التي تورطت في الحادثتين.

إيران: اسرائيل ستندم على غارتها الجوية على سورية

الخطيب يعرض الحوار مع الشرع حول رحيل النظام وحكومة انتقالية

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: قال الزعيم السوري المعارض معاذ الخطيب الاثنين انه مستعد للتفاوض مع فاروق الشرع نائب الرئيس بشار الاسدن لكن المحادثات ينبغي ان تقوم على مبدأ رحيل النظام، فيما قالت إيران الاثنين إن اسرائيل ستندم على الغارة الجوية التي شنتها على سورية الأسبوع الماضي وإن لم تحدد ما إذا كانت تعتزم هي أو حليفتها دمشق القيام بأي رد عسكري.

واضاف الخطيب الذي كان يتحدث لتلفزيون ‘العربية’ بعد اجتماعات مع مسؤولين ايرانيين وروس وامريكيين في المانيا انه طلب من ايران نقل مبادرته الى حكومة الاسد.

ورد الخطيب من جهة ثانية بشكل غير مباشر على منتقديه، رافضا ‘تخوين’ من يتكلم بالتفاوض.

كما طالب النظام بـ’موقف واضح’ من موضوع الحوار لحل الازمة في سورية، موجها نداء الى الرئيس بشار الاسد ‘لايجاد حل’ و’التساعد لمصلحة الشعب’.

وقال الخطيب في مداخلة مع قناة ‘الجزيرة’ الفضائية ‘انا اقول يا بشار الاسد انظر في عيون اطفالك وحاول ان تجد حلا وستجد اننا سنتساعد لمصلحة البلد’.

واضاف ان ‘النظام عليه ان يتخذ موقفا واضحا. نحن سنمد يدينا لاجل مصلحة الشعب ولاجل ان نساعد النظام على الرحيل بسلام. المبادرة الآن عند النظام اما ان يقول نعم او لا’.

وتابع الخطيب ان ‘النظام اذا اراد ان يحل الامور يستطيع ان يشارك (…) ولن يلقى اذا كان جادا وصادقا، الا الترحيب من قبل المعارضة’.

وقال ‘اذا اراد النظام اخراج الشعب من هذه الازمة، سنتساعد كلنا لمصلحة الشعب ورحيل النظام بشكل يضمن اقل خسائر ممكنة في الارواح والخراب والتدمير’.

ووجه ‘رسالة’ الى بشار الاسد قائلا ‘اقول للنظام كفى استخدام هذه العقلية الفوقية المتكبرة على الشعب. انا اقول لك يا دكتور بشار هذا البلد معرض للخطر الشديد، ابتعد عن توحشك ولو قليلا. قبل ان تنام انظر في عيون اطفالك وسيعود لك جزء من انسانيتك، وسنجد حلا’.

وردا على سؤال حول مضمون المحادثات التي اجراها خلال نهاية الاسبوع في ميونيخ وشملت نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي والموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي، قال الخطيب ‘هناك امر متفق عليه بين كل قوى المعارضة. نحن نريد ان نوفر المزيد من الدماء والخراب، لذلك نقوم بمبادرة سياسية من اجل حل الازمة’.

واضاف ان هذه المبادرة يجب ان تؤدي الى ‘رحيل النظام، واؤكد على رحيل النظام، (…) وهذا كان محور الحديث مع كل الاطراف التي تم اللقاء بها’.

وردا على سؤال عن تفاصيل المبادرة، قال الخطيب ‘هناك بعض الخطوات نحن نتشاور بها، على سبيل المثال حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة’.

وتوجه الى الشعب السوري بالقول ‘الاميركان والروس والايرانيون والاوروبيون لا يملك اي واحد منهم تصورا للحل والشعب السوري وحده هو من سيقرر الحل. لذلك نحن نقول لقيادة النظام السوري، دعونا نبحث عن مخرج للبلد قبل ان تخرب اكثر’.

وتوجه الى النظام قائلا ‘اذا احببتم ان توجهوا رسالة واضحة الى الشعب السوري بأنكم تريدون توفير المزيد من الدماء، من الان ابدأوا بإطلاق سراح الاسرى كما طلبت’، مضيفا ‘انا لا امزح، وهذه ليست نكتة سياسية. (…) اطلب من النظام التعامل بجدية ولو مرة’.

وكان الخطيب اعلن في 30 كانون الثاني (يناير) استعداده المشروط ‘للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام’، مسجلا خيبة امله من غياب الدعم الدولي للمعارضة وعدم الايفاء بالوعود.

وتمثل شرطاه بالافراج عن ‘160 الف معتقل’ في السجون السورية وتجديد جوازات سفر السوريين الموجودين في الخارج.

وجوبه موقفه بانتقادات من بعض المعارضين، قبل ان يعلن الائتلاف المعارض في بيان صدر عن هيئته السياسية ان ‘اي حوار يجب ان يتركز على رحيل النظام’.

وقال الخطيب الاثنين ‘العقلية البعثية عودت الناس ان كل كلام عن التفاوض هو نوع من التخوين. النبي عليه الصلاة والسلام جلس مع كفار قريش العتاة ليفاوضهم. القيادة الفيتنامية جلست سنوات في باريس تتفاوض مع الاميركان وشعبها تحت القصف. لم يخون احد القيادة ولا احد اعتبر ذلك نوعا من التنازل. هذه عقيدة بعثية فيروساتها دخلت في بعض المعارضين للاسف’. وختم ‘شعبنا يموت ولن نسمح بذلك’.

ومن جهته قال سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في مؤتمر صحافي بدمشق بعد يوم من إجراء محادثات هناك مع الرئيس السوري بشار الأسد ‘سيأسفون لهذا العدوان الأخير’.

وشبه جليلي هجوم اسرائيل على مجمع عسكري إلى الشمال الغربي من دمشق يوم الأربعاء بصراعات سابقة منها الحرب التي استمرت 34 يوما مع جماعة حزب الله اللبنانية في 2006 وهي كلها معارك قال إن اسرائيل ندمت عليها لاحقا.

ومضى يقول ‘اليوم أيضا فإن سورية – شعبا وحكومة – جادة فيما يتعلق بهذه القضية. كما أن المجتمع الإسلامي يدعم سورية’. وقال جليلي إن إيران بوصفها الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز ستعمل بالنيابة عن سورية على الساحة الدولية للرد على الهجوم.

وفي برلين قال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي امس ‘جيش سورية كبير بما فيه الكفاية ولا يحتاجون الى مقاتلين من الخارج’.

ومضى يقول ‘نحن نمنحهم (حكومة الأسد) الدعم الاقتصادي. نرسل البنزين ونرسل القمح. نحاول إرسال بعض الكهرباء لهم من خلال العراق ولم ننجح’.

وعلى الارض ابلغ ناشطون عن وقوع اشتباكات بين الجيش ومقاتلي المعارضة شرقي دمشق الاثنين وعن قصف مكثف للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حمص بوسط سورية. وقال ناشط ان حي جوبر على الطرف الجنوبي الغربي لحمص استهدف بأكثر من 100 صاروخ صباح الاثنين.

وحقق مسلحو المعارضة السورية تقدما على الارض في محافظة الرقة، شمال سورية، باقتحامهم سد البعث الاستراتيجي غرب مدينة الرقة بعد معارك دامية مع القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى استمرار القصف والعمليات العسكرية الاثنين في ريف دمشق.

وقال المرصد في بيان صباح الاثنين ‘سيطر مقاتلون من جبهة النصرة وكتيبة احرار الطبقة ليل الاحد على مداخل سد البعث قرب بلدة المنصورة غرب مدينة الرقة’.

ويقع السد بين مدينتي الرقة والطبقة اللتين لا تزالان تحت سيطرة القوات النظامية، في وقت باتت معظم مناطق الريف في ايدي المقاتلين المعارضين.

يدلين: سقوط سورية ‘بشرى استراتيجية’ لإسرائيل

تل أبيب ـ يو بي آي: اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق ورئيس ‘معهد أبحاث الأمن القومي’ في جامعة تل أبيب اللواء في الاحتياط عاموس يدلين، أن سقوط سورية هو ‘بشرى استراتيجية’ لإسرائيل.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يدلين قوله الاثنين، إن تفكّك سورية يشكل ‘أكبر فرصة لإسرائيل’، وإن ‘إخراج سورية من المحور الراديكالي وسقوطها، هما بشرى استراتيجية لدولة إسرائيل’.

وأضاف يدلين أنه ليس مهما كيف ستبدو سورية في المستقبل ‘سُنيّة متطرفة أو مقسّمة لعدة دول’، فإنها ستكون منشغلة في بناء نفسها ‘ولذلك فإنه يوجد هنا تحسّن في الوضع الاستراتيجي، ولا أرى كيف ستتجه سورية إلى مواجهة عسكرية ضد إسرائيل’.

وجاءت أقوال يدلين خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر ‘معهد أبحاث الأمن القومي’ في جامعة تل أبيب واستعرض خلاله كتاب ‘التقييم الاستراتيجي لإسرائيل للعامين 2012 ـ 2013’ الصادر عن المعهد.

وتطرق يدلين إلى الغارات الإسرائيلية ضد أهداف في سورية يوم الأربعاء الماضي، وقال إن محاولة نقل أسلحة من سورية إلى حزب الله يشكّل خرقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى ‘حرب لبنان الثانية’ في صيف العام 2006 وتضمّن ‘تعهداً للروس بعدم نقل منظومات أسلحة متطورة جداً إلى حزب الله’.

وقدّر يدلين أن الرئيس السوري بشار الأسد سيبقى في الحكم طالما أن الجيش يدعمه، وأن ‘نقطة الضعف لدى الأسد ستكون عندما يتوقف الروس عن منح الحماية له، فتصويتهم في مجلس الأمن الدولي يمنع هجوماً (ضد سورية)’.

وأشار يدلين إلى أن ‘التهديد الأساسي’ على إسرائيل في السنة الماضية هو من جانب إيران، التي ‘أنهت جميع المُركبات التي تسمح لها بالاختراق نحو قنبلة نووية’، وقال ‘ يوجد لدى إيران كل الوسائل لصنع قنبلة نووية في اللحظة التي تقرر فيها ذلك’، لكن ذلك يحتاج إلى أن تحصل إيران على كميات كبيرة من أجهزة الطرد المركزية.

وأضاف أنه ‘ربما سيقررون خلال العام القريب أن يخترقوا’ وأن هذا يشكل تحديا كبيرا وسيلزم إسرائيل والولايات المتحدة بالعمل، مشيراً إلى أن قرارا إيرانيا بهذا الخصوص سيتخذ في نهاية الربيع أو الصيف المقبلين.

ورأى يدلين أن جولة المفاوضات المقبلة مع إيران غايتها جعل إيران تتراجع بشكل محترم، وفي حال عدم تحقق ذلك، فإن السؤال سيكون ‘كيف يتم وقف المشروع النووي الإيراني؟ من خلال عمليات عسكرية سرية أو حرب؟’، مشدداً على أن ذلك لن يفاجئ إيران التي ‘سترد ولكن بصورة مركزة لكي لا توسع طبيعة رد فعل الموجة الثالثة، وهم يعرفون أن الأضرار ستكون كبيرة جداً بالنسبة لهم’.

وأشار في هذا السياق إلى أن الموضوع الإيراني ينطوي على فرصة لتحسين العلاقات بين إسرائيل وبين ‘دول سُنيّة، وبينها تركيا ومصر والسعودية، التي تدرك التهديد التي تشكله طهران’، لكنه أشار إلى أن ‘هذا مشروط باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين’.

دعوا السلاح يصل الى حزب الله أفضل من ان يقع في أيد غير مسؤولة

صحف عبرية

هاجمت طائرات سلاح الجو الاسرائيلي، بحسب مصادر اجنبية، ودمرت قافلة سيارات كانت ترمي الى نقل سلاح حديث من سوريا الى حزب الله في لبنان. فاذا كانت هذه هي الحقائق حقا فانه بُت قرار في اسرائيل يقوم على القرص القديم الذي يرى ان سوريا بشار الاسد هي جزيرة استقرار أما لبنان حزب الله فهو العدو الذي ستحتاج اسرائيل الى مواجهته مرة اخرى في المستقبل غير البعيد.

اليكم عددا من الحقائق ينبغي أخذها في الحسبان:

ـ مر نحو من سبع سنوات على حرب لبنان الثانية وأصبحت الحدود اللبنانية من أكثر حدودنا هدوءا واستقرارا. وكل ذلك برغم الكلام المسموم الذي يُسمعنا إياه زعيم حزب الله حسن نصر الله عن اسرائيل والرغبة في تدميرها. وما يزال تأثير الردع الذي نشأ في الحرب على حاله بل ان هذا الرد قوي في السنين الاخيرة خاصة منذ تحولت منظمة حزب الله الى شريكة فاعلة في ادارة الدولة اللبنانية وهي تحرص أشد الحرص على ألا تلقي الدولة مرة اخرى في هرج الحرب ومرجها.

ـ إن الدولة اللبنانية خاصة التي عرفت حربا أهلية قاسية طويلة هي اليوم جزيرة استقرار وهدوء في العالم العربي الذي حولها. ولكل الجهات السياسية في بيروت هدف واضح فهي تسعى الى الابقاء على الهدوء والحفاظ على التوازن اللطيف بين الطوائف المختلفة وعلى اعادة بناء الدولة وعدم العودة الى الحرب.

ـ إن النظام القوي المستقر لعائلة الاسد الذي حكم دمشق وهو نظام عرفناه جيدا واعتمدنا على تصميمه على الوفاء باتفاق فصل القوات الذي وقع عليه في سنة 1994، إن هذا النظام قد اختفى ولم يعد موجودا. وليس من المهم اليوم هل يختفي الرئيس الاسد في الاسابيع القريبة أم في غضون بضعة اشهر أو في السنة التالية فسوريا اليوم في وضع اضطراب حكم ويتوقع ان تمر فترة طويلة الى ان ينشأ هناك استقرار وهدوء مرة اخرى.

ـ لن تكون الجهات السياسية التي ستوجد وراء الحدود في سوريا أقل عداءا لاسرائيل من حزب الله اللبناني، فلن تكون هناك سيطرة مركزية على مستودعات السلاح التي ستقع في أيديها.

ما لم يوجد حل سياسي يضمن نظاما مستقرا في سوريا، وما لم توجد لاسرائيل طريقة لنقل السيطرة على الوسائل القتالية الحديثة وغير التقليدية الموجودة اليوم في سوريا الى أيدٍ ذات مسؤولية فان الجواب واضح. عندنا اختياران فقط نختار منهما: فاما ان يبقى السلاح على ارض سوريا ويقع في أيدي العصابات المسلحة هناك التي لا تعتبر جميعا من محبات صهيون، وهي عصابات مسلحة ستكون موجودة في الجولان وراء خطوط اليوم؛ وإما ان ندع القوافل تنتقل الى لبنان وندع بشار الاسد يحقق خطته وهي إبعاد السلاح عن سوريا كي لا يقع فقط في أيدي قوات المتمردين التي تواجهه.

إن استنتاجي واضح وهو ان مصالح اسرائيل وبشار الاسد متشابهة لاسباب مختلفة تماما. فعلينا ان نبارك قوافل السلاح التي تخرج الى لبنان وان ندعها تمر في أمن. هذا هو السلوك الجديد وهو بعيد عن أن يكون مثاليا لكنه أفضل بلا شك من بديله.

شلومو غزيت

هآرتس – 4/2/2013

جنبلاط يحيي معاذ الخطيب ويستغرب عدم تصدي النظام للاعتداء الاسرائيلي ويحذر من تعريض منجزات الثورة المصرية للاهتزاز

سعد الياس

بيروت – ‘القدس العربي’ انتقد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط المجتمع الدولي والعالم العربي المتفرّج على الجرائم اليومية التي يمارسها النظام السوري وإقتصار تحركه على عقد المؤتمرات وإصدار بيانات الشجب والاستنكار وعدم القيام بأي خطوة خارج الأطر اللفظية.وقال في حديث الى جريدة الأنباء الصادرة عن الحزب ‘التقدمي’: ‘لا بد من توجيه التحية الى رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب على موقفه الجريء الذي يرمي من خلاله إلى محاولة إنقاذ سورية من هذا النظام الذي يقتل شعبه بهمجية ويستخدم أقسى وأبشع أشكال البطش والقمع والتنكيل. ربما تكون مهمته شبه مستحيلة ولكن لا يبدو أن ثمّة بدائل أخرى متوفرة بهدف الوصول إلى مرحلة تكون فيها التفسيرات موحدة حول تفاهمات جنيف لا سيما ما يتعلق بالمرحلة الانتقالية التي من المحتم أن تشمل نقل كامل صلاحيات الرئيس السوري غير منقوصة إلى الحكومة الانتقالية، ومن ضمنها محاسبة المسؤولين الأمنيين والمدنيين الذين إرتكبوا المجازر والاجرام بحق السوريين’.

واضاف ‘إن قضية بحجم وأهمية إنقاذ الشعب السوري تستحق العناء والتضحية والمحاولة وإلا ستبقى حالة المراوحة الحالية والتي يسقط فيها كل يوم المئات من الشهداء والأبرياء والنساء والأطفال والشيوخ الذين لا ذنب لهم.

من هنا، فإن الالتفاف حول الخطيب والائتلاف الوطني السوري ضروري خلال هذا التحرك الذي أصبح كأنه الخيار الوحيد في ظل وقوف المجتمع الدولي والعالم العربي متفرجاً على الجرائم اليومية التي يمارسها النظام السوري وإقتصار تحركه على عقد المؤتمرات وإصدار بيانات الشجب والاستنكار وعدم القيام بأي خطوة خارج الأطر اللفظية التي لا تساهم بأي شكل من الأشكال في رفع المعاناة عن كاهل الشعب السوري أو في إخراجه من الأزمة العميقة التي وقع فيها. لذلك، بات ضرورياً على الدول التي لا تزال تدعم النظام السوري وترفض التدخل الخارجي مثل الجمهورية الاسلامية والاتحاد الروسي أن تساعد على وقف الحرب وتطبيق الحل السياسي لانقاذ الشعب السوري وإلا فإن إستمرار النزيف اليومي وشلالات الدماء في سورية ستمتد نتائجها السلبية إلى المنطقة بأكملها ولن تبقى محصورة في إطار الداخل السوري بل ستضع الأمن الاقليمي برمته على المحك وقد تفتح الباب أمام حروب ومشاكل تبدأ ولا تنتهي. فهل من مصلحة إيرانية وروسية في ذلك؟’.

وتابع جنبلاط ‘إلا أن كل ذلك لا يلغي أهمية بذل الجهود القصوى لحماية وتعزيز وتكريس المكتسبات الهامة التي حققتها تنسيقيات الثورة السورية والجيش السوري الحر على الارض من خلال المزيد من الدعم المادي والعسكري كي تنجح أي عملية تفاوض أو حوار مع الجهات المعنية خصوصاً أن النظام لن يتراجع، وهذا نداء للمرجعيات الدولية التي أجبرت الائتلاف، بمواقفها الداعمة للنظام أو المترددة حياله، على الذهاب إلى الحوار بحثاً عن حل سياسي إنتقالي للخروج من الأزمة الراهنة التي إستفحلت على كل المستويات، عوض إستخدام هذا الموقف الجريء من رئيس الائتلاف كذريعة لوقف الدعم المحدود أصلاً الذي ثبت قصوره عن تحقيق أي تغييرات ميدانية جوهرية بعد عامين من الصراع الدامي.

في مجال آخر، إذ نستنكر الضربة الجوية الاسرائيلية التي تتماشى مع التاريخ الاسرائيلي في خرق سيادة الدول العربية والتعدي عليها، إلا أنه من المضحك المبكي أن يُقال أن هذا الاعتداء يعرّض إستقرار سوريا للاهتزاز وكأن سورية لا تزال تعيش إزدهاراً وسلماً في حين أن شتى أنواع الأسلحة التي إستخدمها الجيش السوري وفرق الشبيحة والمقاتلات السورية تقصف المدن والقرى السورية يومياً وساوت معظمها بالأرض، وسبق أن تصدت للحلف الاطلسي وأسقطت الطائرة التركية في حين لم تحرك ساكناً رداً على الاعتداء الاسرائيلي!.أما في مصر، فإن الأنظار ستبقى متجهة إليها لما شكلت وتشكل من ثقل وموقع عربي وإسلامي كبير، وهي التي تمثل مؤسساتها القضائية والعسكرية والدبلوماسية وغيرها عراقة إستثنائية ولعبت أدواراً مفصلية رغم كل ما تعرضت له أثناء الديكتاتورية من محاولات تهميش وإقصاء وإضعاف. لذلك، تستحق مصر أن تنال دعماً سياسياً ومالياً ومعنوياً من العالم العربي للحيلولة دون إنهيارها أو سقوطها لأن في ذلك تداعيات في غاية السلبية على المنطقة برمتها’.

وختم الزعيم الدرزي ‘إن عدم خروج بعض الجهات الحزبية الحاكمة من عقلية الاضطهاد قد يعرض كل منجزات الثورة للاهتزاز، ويخرج الشارع عن السيطرة ويضع مفهوم الدولة المركزية في خطر شديد ويفسح المجال واسعاً أمام إنتشار الفوضى وضرب الاستقرار والسلم الداخلي. لذلك، من المهم جداً إعادة إنتاج مناخات الحوار وبناء جسور الثقة والتأكيد على الديموقراطية كسبيل وحيد للخروج من الأزمة الراهنة’.

قراصنة سوريون يقتحمون عشرات آلاف المواقع التجارية الإسرائيلية ويعطلون الاتصالات في أكبر شركة خليوية

زهير أندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ كشفت صحيفة ‘معاريف’ العبرية في عددها الصادر أمس الاثنين النقاب عن أن قراصنة إنترنت (هاكرز) من سورية تمكنوا من اختراق آلاف المواقع التجارية الإسرائيلية، وذلك ردًا على الغارة الجوية التي شُنت على مركزاً للأبحاث العلمية شرق العاصمة السورية دمشق، واتهمت إسرائيل بالوقف خلفها، واعترف وزير أمنها إيهود باراك، بأن بلاده تتحمل مسؤوليتها.

ولفتت الصحيفة العبرية، استنادًا إلى مصادر عليمة في تل أبيب، إلى أن القراصنة السوريين أغلقوا المواقع الإسرائيلية، وتركوا نص بيان يحمل الإسرائيليين مسؤولية الغارة الجوية على دمشق، ويهدد بالمزيد من عمليات اختراق للمواقع الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن دورون سيفون، مدير شركة (مدساك) لحماية المعلومات قوله إن هذه هي المرة الأولى التي يقوم خلالها قراصنة من سورية بمهاجمة المواقع الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن عمليات الاختراق استهدفت مواقع تجارية صغيرة لا تتمتع بمستوى عال من الحماية، على حد تعبيره.

علاوة على ذلك، أوضح سيفون أن من بين المواقع المخترقة هي مواقع لمراكز استجمام ومواقع أخرى تعمل في مجال السياحة، مؤكدًا على أن القراصنة تمكنوا من الحصول على عناوين وعناوين البريد الالكتروني، وحتى والتفاصيل الشخصية لأصحاب المواقع وشخصيات إسرائيلية مختلفة، على حد قوله.

جدير بالذكر أن أكبر شركة هواتف محمولة في الدولة العبرية (بيليفون) تم، على ما يبدو، أيضًا اختراقها من قبل قراصنة، الأمر الذي أدى إلى شلل حركة الشركة حيث لم يتمكن المشتركون في هذه الشركة، وهم حوالي المليون، من الاتصال أوْ تلقي المكالمات أوْ حتى توجيه الرسائل النصية، طيلة يوم أول من أمس الأحد، وفقط في حوالي منتصف الليل تمكنت الشركة من العثور على الخطأ الفني الذي سبب المشكلة وقامت بحل المشكلة بشكل تدريجي، كما أن موقع الشركة على الإنترنت تم اختراقه، ولم يتمكن المتصفحون من الولوج إليه.

وفي حديث أدلى به المدير العام للشركة أمس الاثنين للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي لم يؤكد ولم ينف في ما إذا كان قراصنة من الدول العربية هم الذين سببوا المشكلة، مشددًا على أن الفحص ما زال مستمرًا من قبل مهندسي الشركة لتحديد السبب الذي أدى لذلك، علما بأن هذه هي المرة الثانية التي يحدث فيها في إسرائيل مشكلة من هذا القبيل، إذ أن قراصنة مجهولين تمكنوا قبل حوالي السنتين من اقتحام شركة (سيلكوم) وهي الشركة الثانية في الدولة العبرية من ناحية عدد المشاركين، الأمر الذي سبب لها أضرارا جسيمة واضطرت آنذاك (سيلكوم) دفع التعويضات للزبائن، حيث يتوقع المراقبون أنْ تقوم أيضًا شركة (بيليفون) بدفع التعويضات للزبائن الذين تضرروا نتيجة الانقطاع في الاتصالات.

إسرائيل تبني أحدث عائق على الحدود السورية لمنع القوى الإسلامية المتشددة من تحويل هضبة الجولان إلى مركز للإرهاب كما هو الحال بسيناء

الجنرال آيلاند: أفضل شيء لإسرائيل بقاء الأسد لأنه ضعيف ويحارب ويقاتل من اجل البقاء وقلة شرعيته الدولية

الناصر ة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: أفادت صحيفة ‘معاريف’ العبرية أمس، نقلاً عن مصادر وصفتها بأنها عليمة جدا في تل أبيب، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي باشر بإقامة احدث جدار عائق حدودي في العالم، على طول حدود هضبة الجولان العربية السورية المحتلة، لافتةً إلى أن شركة (البيت) الإسرائيلية هي التي تقوم بتنفيذ المشروع الضخم الذي تصل تكلفته إلى ربع مليار شيكل، علمًا بأن الدولار الأمريكي يُعادل 3.60 شيكل إسرائيلي. وتابعت الصحيفة قائلةً إنه وفي إطار العمل الجاري على إقامة هذا العائق الحدودي تم خلال عام 2012 الانتهاء من تشييد تسعة كيلومترات ممن وصف بالجدار الذكي، إضافة إلى تجديد حقول الألغام على طول حدود الجولان المحتل على أن ينتهي العمل بكامل مقاطع الجدار الذي المتبقية والبالغ طولها 60 كم حتى منتصف العام الجاري، كما قالت المصادر عينها للصحيفة.

وأضافت الصحيفة أنه مع الانتهاء من المشروع الجديد سيتحول خط الحدود في هضبة الجولان إلى خط الحدود الأول من نوعه في العالم من حيث التطور وتزويده بأجهزة كشف الالكترونية متطورة والكثير من المجسات فائقة التطور التي سترسل كمًا هائلاً من المعلومات إلى مقر القيادة والسيطرة المحوسبة التي ستقوم بدورها وبشكل تلقائي أوتوماتيكي بتصنيف وفرز المعلومات وتحديد كل إشارة أو حركة خارجة عن المألوف، كما لفتت إلى أن هذه المنظومة ستقوم بعملها الدقيق بغض النظر عن الحالة الجوية والأحوال الجوية القاسية التي تميز الهضبة السورية المحتلة الأمر الذي سيُلزم جيش الاحتلال الإسرائيلي نشر عشرات الجنود من سلاح الاستخبارات وتشغيلهم على أبراج المراقبة البشرية.

في السياق ذاته، قال الجنرال في الاحتياط في الاحتياط غيورا إيلاند رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقًا في حديث أدلى به لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي في معرض رده على سؤال حول إمكانية تحول هضبة الجولان إلى منطقة تهديد حقيقي على غرار الحدود مع قطاع غزة ولبنان، قال: لا أعتقد أن الأمور ستصل إلى هذه الدرجة، فإن الأمر سيشابه في حال حدث منطقة سيناء على الحدود المصرية، بمعنى أن الفرق بين سورية وكلا من لبنان وسيناء وغزة هو وجود حكومة هي من تعطي الضوء الأخضر لحدوث مثل هذه التهديدات أو منعها، وتابع الجنرال الإسرائيلي قائلاً إن الحكومة هي العنوان الذي من الممكن ردعه، ونحن ندير ذلك بنجاح تام في لبنان وفي غزة ولكن للأسف في سيناء لا يوجد من نردع هناك، لأنها منطقة لا تخضع لسيطرة أحد، أما بالنسبة لمنطقة الجولان فإنها ستصل إلى مثل هذا الوضع حتى يصل من يسيطر عليها، على حد تعبيره. وتابع الجنرال آيلاند قائلاً للإذاعة بناءً على ما تقدم فإن هضبة الجولان ستجذب إليها العديد من هذه العناصر الإسلامية المتشددة، حيث أن جزء منهم جاءوا من العراق وهم يفضلون المكوث في هذه المنطقة، والعمل من خلالها ضد إسرائيل وهذا حسب رأي التخوف الأكثر منطقية ومعقولية، ولا أريد أن أبالغ في أهميته وخطورته. وحول قدرة تنظيم القاعدة على بناء معسكر له في هضبة الجولان، قال الجنرال الإسرائيلي، الذي يترأس أيضًا مركز الأبحاث الإستراتيجية في القدس الغربية إنه لا شك أنه من ناحية إسرائيل في حالة وجود أعداء فمن الأفضل أن يكون هناك صاحب بين أي سلطة مسيطرة كالأسد أو أي شخص أخر، أو على سبيل المثال كما الأمر في غزة حيث تسيطر هناك حكومة حماس وهذا وضع مفضل من عدم وجود أي شيء، بحسب رأيه. وتابع آيلاند قائلاً لإذاعة الجيش إن هذه التهديدات ممكن أن تشكل خطرًا حقيقيًا وإستراتيجيًا على الدولة العبرية في حال غياب السلطة المسيطرة سواء كانت من قبل أحزاب أو اتجاهات تملأ الفراغ بعد سقوط نظام الأسد، وهذا سيناريو خطير ومحتمل أن تتحول سورية إلى ساحة فوضى، على حد قوله. وحول أهمية بقاء نظام الأسد بالنسبة لإسرائيل، قال ايلاند: إنه في العام 2005 عندما كان أرئيل شارون رئيسا للوزراء في إسرائيل جاء إليه وزير مهم، وقال له الهدف الأول الخارجي لإسرائيل هو إسقاط نظام الأسد في سورية، فسأله شارون لماذا، فقال هو نظام سيء لأنه يؤيد حزب الله وصديق لإيران، فرد عليه شارون قائلاً : أجننت، إذا ذهب الأسد فسيحدث واحد من ثلاث سيناريوهات سيئة، أما أن يصعد إلى سدة الحكم نظام إسلامي متطرف وهذا خطير جدًا، أو أن سورية ستتحول إلى دولة فوضوية وتكون الطريق إلى الإرهاب مختصرة، وأما سيكون هناك نظم غربي وأكثر ديمقراطية والطلب الأول الذي يريد تحقيقه هو إعادة هضبة الجولان الأمر الذي ستؤيده الولايات المتحدة الأمريكية. وخلص الجنرال آيلاند في حديثه الإذاعي إلى القول إن أفضل شيء بالنسبة لنا هو بشار الأسد لأنه ضعيف ويحارب ويقاتل من اجل البقاء السياسي والداخلي وقلة شرعيته الدولية، وطالما بقي الوضع كهذا فهو الأفضل لإسرائيل، والحقيقة أنه من السخرية أن نقول ذلك اليوم ولكن الوضع الذي سيسود في سورية بعد الأسد ليس بالضرورة أن يكون الأفضل لنا، على حد تعبيره.

جدير بالذكر أن دراسة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي في الدولة العبرية قالت إن تل أبيب تخشى من أزمة إنسانية في سورية ونزوح لاجئين إلى الدول المجاورة، بما في ذلك إلى الجولان، مضافا إلى ذلك، فإن تل أبيب تخشى من أن تؤدي الأزمة السورية إلى صرف أنظار العالم عن البرنامج النووي الإيراني، مع ذلك، هناك سيناريو آخر يرى أن الأزمة السورية ستؤثر على موازين القوى في لبنان، وتؤدي إلى دفع القوى اللبنانية إلى المطالبة من جديد بنزع سلاح حزب الله، ولكن هذا الأمر، بحسب الباحث، بحاجة إلى تأييد ودفع من قبل واشنطن وتل أبيب والمجتمع الدولي.

طلاب سوريون في أميركا يتسللون إلى بلادهم ويحملون السلاح أحيانا

لميس فرحات

 العديد من الطلبة السوريين يعيشون في أميركا نظموا رحلة جماعية إلى سوريا ومخيمات اللجوء، أحدهم قرر حمل السلاح لكن بعيد عن جبهة النصرة، وآخرون اكتفوا بتقديم المساعدة للاجئين.

 رحلة العديد من السوريين الأميركيين إلى مخيمات اللاجئين على الحدود السورية التركية بدأت من خلال التواصل والتنظيم عبر موقع “فايسبوك” الاجتماعي.

بعد أن شاهدوا فظائع الحرب في سوريا، اندفع الأميركيون من أصول سورية لزيارة مسقط رأس آبائهم ومحاولة التخفيف من معاناة شعبهم، فانضموا إلى موكب من المتطوعين من جميع أنحاء العالم في رحلتهم إلى الحدود التركية السورية، آملين في أن يساهموا ولو بالقليل في دعم الثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

  لكن العديد من الأسئلة الصعبة تطرح نفسها في أوساط هؤلاء المتطوعين، فهل ينبغي أن يغامروا بزيارة الأراضي السورية؟ هل ينبغي عليهم حمل السلاح؟ كيف سيتعاملون مع حقيقة أن قوات المعارضة التي يريدون دعمها بقوة تشمل المتطرفين الإسلاميين الذين يعبرون عن وجهات نظر متناقضة مع آرائهم؟

 المجموعة – معظمهم من طلاب الجامعات من ولاية كاليفورنيا- نظمت نفسها عبر الفايسبوك وخططت للرحلة عبر التواصل على موقع سكايب، فتمكن المتطوعون من جمع 15 ألف دولار وحزموا حقائب إضافية معبأة بالإمدادات الطبية والملابس والبطانيات.

وسط أزمة إنسانية

في جنوب تركيا، في بعض الأحيان على مقربة من مجريات القتال، اجتمع الفريق بالعديد من الذين أصيبوا في الصراع الدموي، فساعدوا اللأطفال اللاجئين على تعلم اللغة الإنكليزية وقدموا مسرحيات هزلية عن الثورة وغيرها من النشاطات التي تهدف إلى الترفيه عن الأطفال الذين شاهدوا أسوأ المجازر.

 ولم تكتفي المجموعة بزيارة تركيا، إذ دخلت الأراضي السورية بجوازات سفر أميركية، ونظمت جولات على مخيمات اللاجئين في الداخل السوري التي تكتظ بالأسر داخل الخيام المفتوحة على الريح العاتية، من دون ما يحميها أو يقيت أفرادها باستثناء بضع حبات من البطاطا المسلوقة.

 تبرعت المجموعة بعدة آلاف من الدولارات لمساعدة القرى على تأمين الطحين واجتمع الطلاب مع القادة المحليين، وتشاوروا في كيفية الاستمرار بتقديم المساعدة في الأشهر المقبلة. وتمكن الطلاب أيضاً من تصوير بعض اللقطات  لفيلم وثائقي يأملون في أن يساهم في نقل معاناة السوريين إلى المجتمع الأميركي.

 وقال ليث، طالب في جامعة القلب المقدس في ولاية كونيتيكت،انه يعاني من صعوبة في شرح مجريات الثورة السورية لزملائه، مشيراً إلى أنه يؤيد بشدة تزويد قوات المعارضة بالسلاح. ورفض ليث نشر اسمه بالكامل خوفاً من أن نظام الأسد سوف يستهدفه أو ينتقم من أقاربه في دمشق.

 تمكن ليث (21 عاماً) من زيارة سوريا مرتين منذ اندلاع الثورة ضد النظام السوري، وقد اذهل الكثير من أساتذته الذين يستمعون إلى مغامراته، كما أنه تمكن من نسج العديد من العلاقت مع من يسميهم “أصدقاء الثورة” من خلال تواصله مع المعارضين ومساعدتهم.

 انتقل فريق الطلاب السوري – الأميركي إلى ضواحي مدينة حلب الشمالية حيث استقروا في منزل في حي تل رفعت للتحدث مع زعماء البلدة المحليين لكنهم فوجئوا بصوت انفجار قوي ليتبين لاحقاً أن برميلاً من المتفجرات سقط في مكان قريب وأسفر عن مقتل 18 شخصاً. بعد ذلك، اضطروا إلى تقييد تحركاتهم والبقاء بالقرب من الحدود.

 بعد فترة وجيزة، عاد معظم الطلاب إلى الولايات المتحدة لكن ليث رفض الرحيل وعاد متوجهاً إلى حلب للمشاركة في القتال، وطلب من الثوار نقله إلى خط الجبهة. وقال ليث انه مستعد للقتال بشرط واحد وهو ألا يتواصل أو يلتقي بأي من أفراد “جبهة النصرة”  وهي مجموعة اسلامية متشددة تعمل في شمال سوريا.

 دخل ليث شقة مهجورة في حلب حيث تمركز من أجل إطلاق النار على القناصين، وقال انه لا يشعر بالذنب لأن القناص قتل بالفعل عشرات المدنيين وبالتالي فإن ضميره لن يؤنبه إذا تمكن من قتله.

 “سأعود مجدداً”

انتهت العطلة الشتوية وعاد ليث إلى تركيا ثم إلى الولايات المتحدة لمتابعة تحصيله العلمي. ويأمل الشاب السوري في إنهاء دراسته لإدارة الأعمال بحلول نهاية العام ويقول: “النظام يجب أن يسقط في ذلك الوقت. لكن إذا لم يحدث ذلك فسأعود مجدداً لأشارك في القتال. أنا لا أنوي الجلوس ومشاهدة أشرطة الفيديو على يوتيوب. هذا ما فعلته لمدة عامين. لا أستطيع أن أفعل ذلك بعد الآن”.

المجلس الوطني السوري يشن حملة عنيفة على الخطيب ويرفض التفاوض مع النظام

أ. ف. ب.

بيروت: ن المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، حملة عنيفة الثلاثاء على رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب، رافضا “الدخول في اي حوار او تفاوض” مع نظام الرئيس بشار الاسد.

وجاء ذلك غداة مد الخطيب يده الى النظام والطلب منه انتداب نائبه فاروق الشرع للتحاور مع المعارضة “للتساعد على حل الازمة”.

وقال المجلس في بيان نشر على صفحته على موقع “فيسبوك” ان “ما سمي بمبادرة الحوار مع النظام انما هي قرار فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف الوطني ولم يجر التشاور بشأنه، ولا يعبر عن مواقف والتزامات القوى المؤسسة له”.

وتابع “ان تلك المبادرة تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف” التي تنص على “ان هدف الائتلاف اسقاط النظام القائم برموزه وحل أجهزته الأمنية والعمل على محاسبة المسؤولين عن سفك دماء الشعب السوري”، و”عدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم”.

واشار الى ان “قوى اقليمية ودولية طالما كانت شريكا فعليا للنظام على مدى عامين في قتل السوريين وابادة عشرات الآلاف منهم وتدمير قرى وبلدات واحياء بكاملها” تشارك في هذه المبادرة.

ولم يسم المجلس هذه الدول، لكنه انتقد بشدة لقاء الخطيب مع وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في ميونيخ في نهاية الاسبوع.

وقال البيان “ان اجتماع رئيس الائتلاف مع وزير خارجية النظام الايراني يمثل طعنة للثورة السورية وشهدائها، ومحاولة بائسة لتحسين صورة طهران وتدخلاتها في الشأن السوري ودعمها النظام بكل أدوات القتل والإرهاب”.

وشملت انتقادات المجلس الدول الداعمة للمعارضة السورية بسبب امتناعها عن تسليح وتمويل هذه المعارضة وتقديم المساعدات الانسانية الكافية للسوريين.

وقال البيان “ان محاولة البعض دفع الثورة السورية نحو تقديمِ تنازلات والجلوس مع القتلة والمجرمين بذريعة ان الشعب السوري قد ارهقته جرائم النظام وثمنها الفادح، انما يضع علامات استفهام كبيرة حول عمليات الحصار الاغاثية والمالية والعسكرية التي تعرضت لها قوى الثورة على مدى عامين وما زالت مستمرة، وتواطؤ إرادات دولية في ذلك”.

اشار الى ان قدرة “الثورة على الانتصار كبيرة وثابتة، تعززها الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش الحر والكتائب الميدانية”، رافضا محاولات “بث اليأس والاحباط بدعوى عدم وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته”، ومؤكدا ان “الثورة” لم تكن تعول منذ انطلاقها “على اي دعم خارجي قريب أو بعيد”.

وتابع المجلس ان مبادرات رئيس الائتلاف “احدثت شرخا في المواقف السياسية لقوى المعارضة، وقدرا واسعا من البلبلة في الاوساط الشعبية والثورية”، محذرا من ان الاستمرار “في اتخاذ خطوات منفردة (…) ينذر بتوسيع الهوة داخله”، و”يمثل خدمة للنظام وحلفائه الذين يسعون بكل الوسائل لإضعاف المعارضة وضرب الثورة وإيذائها”.

واكد المجلس الوطني الذي يتولى رئيسه جورج صبرا نيابة رئاسة الائتلاف المعارض على ضرورة “حماية الثورة من أن تكون رهينة تسويات دولية”.

واعلن انه “شرع في اجراء حوارات معمقة مع كافة القوى الثورية والكتائب الميدانية والقوى السياسية والشخصيات الوطنية بشأن خطورة ما يجري وتقييم الموقف السياسي والخطوات المطلوبة”، وفي “اتصالات مع الدول العربية والأطراف الصديقة للشعب السوري”.

وكان الخطيب برر قبوله التحاور مع النظام بعدم وجود مشروع حل دولي، وبالتخلف عن دعم المعارضة بالسلاح والمال.

الخطيب يرفض «التخوين» ويعلن استعداده للتفاوض مع الشرع

صالحي: نمد الأسد بالبنزين والقمح.. والجيش السوري كبير ولا يحتاج لمقاتلينا

ميونيخ – لندن: «الشرق الأوسط»

وسط صمت دمشق المطبق، جدد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب أمس الدعوة للحوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد وطالبه بـ«موقف واضح» من موضوع الحوار لحل الأزمة المشتعلة في البلاد منذ مارس (آذار) 2011، وخاطب الأسد مباشرة قائلا له «انظر في عيون أطفالك وحاول أن تجد حلا وستجد أننا سنتعاون لمصلحة البلد». ومع ترحيب إيراني متزايد بموقف الخطيب المفاجئ بدعوته للحوار لحقن الدماء وإعلان طهران أنها ستواصل التفاوض مع المعارضة السورية، أكد الخطيب في مداخلة مع قناة «الجزيرة» الفضائية أمس وذلك غداة عودته من مدينة ميونخ الألمانية حيث التقى هناك بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني علي أكبر صالحي ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه «يمد اليد» لنظام الأسد، متوجها إليه مباشرة بكلمات مختارة وبعيدة عن التشنج ليدعوه إلى «التعاون من أجل مصلحة الشعب».

وقال الخطيب «الآن النظام عليه أن يتخذ موقفا واضحا. نحن نقول سنمد أيدينا من أجل مصلحة الشعب ونساعد النظام على الرحيل بسلام. المبادرة الآن عند النظام، أما أن يقول كمبدأ نعم أو لا، ووقتها لكل حادث حديث»، وأضاف «أنا أقول يا بشار الأسد انظر في عيون أطفالك وحاول أن تجد حلا وستجد أننا سنتعاون لمصلحة البلد». وتابع «أنا أقول لك يا دكتور بشار هذا البلد معرض للخطر الشديد، ابتعد عن توحشك ولو قليلا. قبل أن تنام انظر في عيون أطفالك وسيعود لك جزء من إنسانيتك، وسنجد حلا»، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وكان الخطيب أعلن في 30 يناير (كانون الثاني) استعداده المشروط «للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام»، مسجلا خيبة أمله من غياب الدعم الدولي للمعارضة.

وتمثل شرطاه بالإفراج عن «160 ألف معتقل» في السجون السورية وتجديد جوازات سفر السوريين الموجودين في الخارج. وجوبه موقفه بانتقادات من بعض المعارضين، قبل أن يعلن الائتلاف المعارض في بيان صدر عن هيئته السياسية أن «أي حوار يجب أن يتركز على رحيل النظام». ورفض الخطيب «تخوين» كل من يتكلم عن التفاوض، قائلا «شعبنا يموت ولن نسمح بذلك». وأكد أن «المبادرة السياسية» التي تقوم بها المعارضة من أجل حل الأزمة «يجب أن تؤدي إلى رحيل النظام، وأؤكد على رحيل النظام، (…) وهذا كان محور الحديث مع كل الأطراف التي تم اللقاء بها». وأوضح الخطيب أمس «العقلية البعثية عودت الناس أن كل كلام عن التفاوض هو نوع من التخوين. النبي عليه الصلاة والسلام جلس مع كفار قريش العتاة ليفاوضهم. القيادة الفيتنامية جلست سنوات في باريس تتفاوض مع الأميركان وشعبها تحت القصف. لم يخون أحد القيادة ولا أحد اعتبر ذلك نوعا من التنازل. هذه عقيدة بعثية فيروساتها دخلت في بعض المعارضين للأسف». وختم «شعبنا يموت ولن نسمح بذلك». وكان الخطيب يرد على سؤال حول مضمون المحادثات التي أجراها خلال نهاية الأسبوع في ميونيخ.

وأعلن الخطيب لاحقا أنه مستعد للتفاوض مع فاروق الشرع النائب السني للرئيس السوري، لكن المحادثات ينبغي أن تقوم على مبدأ رحيل النظام.

وأضاف الخطيب في تصريحات لتلفزيون «العربية» إنه طلب من إيران نقل مبادرته إلى حكومة الأسد.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإيراني أمس من برلين تعليقا على أول اجتماع له مع الائتلاف السوري أن المحادثات «كانت مثمرة جدا وقررنا مواصلتها».

وحول الدعم الإيراني للنظام، قال صالحي إن الحكومة السورية ليست بحاجة لمقاتلين أجانب لإخماد الانتفاضة، وأضاف «جيش سوريا كبير بما فيه الكفاية ولا يحتاجون إلى مقاتلين من الخارج»، ومضى يقول حسب وكالة رويترز «نحن نمنحهم (حكومة الأسد) الدعم الاقتصادي. نرسل البنزين ونرسل القمح. نحاول إرسال بعض الكهرباء لهم من خلال العراق ولم ننجح».

في الوقت نفسه في دمشق، جدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي في مؤتمر صحافي عقده إثر محادثات مع المسؤولين السوريين وعلى رأسهم الأسد، دعم بلاده للنظام. وقال، بحسب الترجمة الرسمية لكلامه إلى العربية، إن بلاده دعت إلى اجتماع بين الأطراف السوريين يعقد في دمشق «حتى نثبت أن هذا الحوار هو سوري وكل مؤلفات المجتمع السوري موجودة فيه»، وأضاف «ندعم مشاركة الجميع في سوريا بهذا الحوار»، مشيرا إلى أن «المبادرة التي طرحها السيد بشار الأسد تستطيع أن تكون الأساس المناسب له». وطرح الأسد في السادس من يناير (كانون الثاني) «حلا سياسيا» للأزمة المستمرة في بلاده منذ أكثر من 22 شهرا يقوم على أن تدعو الحكومة الحالية إلى مؤتمر حوار وطني يتم خلاله التوصل إلى ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء، ثم يتم تشكيل حكومة تشرف على انتخابات نيابية، لكنه لم يأت على ذكر تنحيه عن السلطة. وفي تفاعلات الغارة الإسرائيلية قرب دمشق، أكد جليلي في مؤتمره الصحافي أمس أن إسرائيل «ستندم على عدوانها» على سوريا.

وأقرت إسرائيل ضمنا أول من أمس بأنها نفذت الغارة في سوريا بعدما لزمت الصمت حول هذا الموضوع على مدى أيام.

وقال جليلي إن «الكيان الصهيوني سيندم على هذا العدوان الذي قام به ضد سوريا مثلما ندم على حروب الـ33 يوما، والـ22 يوما، والثمانية أيام»، في إشارة إلى حرب يوليو (تموز) 2006 بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان، وحربي غزة في نهاية 2008 وفي 2012.

وأضاف في المؤتمر الذي نقل مباشرة على التلفزيون الرسمي السوري، «الشعب والحكومة السورية جادون بهذا الموضوع والعالم الإسلامي يدعم سوريا».

وأشار جليلي الذي التقى الأسد أول من أمس إلى أن «سوريا تقع في الجبهة المتقدمة من العالم الإسلامي في مجابهة الكيان الصهيوني»، مضيفا أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي هي حاليا في الرئاسة الدورية لمجموعة دول عدم الانحياز ستستفيد من كل علاقاتها (…) لدعم سوريا ضد العدوان الصهيوني».

وعلى الجبهة الدبلوماسية أيضا، بدأ نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس زيارة تستغرق أربعة أيام إلى الصين، حليفة النظام السوري، «للدفع في اتجاه حل سلمي للمسألة السورية»، بحسب وزارة الخارجية الصينية.

المعارضة السورية: 4678 طفلا قتلوا على يد النظام منذ بدء النزاع

العدد الأكبر سقط في حمص.. وتقارير دولية لم تبرئ المعارضة

بيروت: «الشرق الأوسط»

لم تعد صورة الطفل السوري حمزة الخطيب، الذي عذبته قوات الأمن السورية حتى الموت، تثير استغراب العالم. فالواقع الميداني الذي تعيشه سوريا حاليا على وقع الاشتباكات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر يفرز يوميا العشرات من الصور التي تظهر أطفالا سوريين سقطوا أثناء المعارك أو تشوهوا بفعل القذائف الحارقة.

وتكشف الكثير من مقاطع الفيديو القاسية التي ينشرها ناشطو الثورة السورية على موقع «يوتيوب» جثث أطفال سوريين، تشوهت أعضاؤهم، بسبب القصف الذي تتعرض له معظم المناطق والمدن في سوريا. ووفقا لـ«قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية»، التي تشرف عليها المعارضة، فإن عدد الضحايا من الأطفال السوريين الذين قتلوا على أيدي القوات النظامية وصل إلى 4678 طفلا، نحو 70% منهم من الذكور و30% من الإناث.

وتعتبر مجزرة الحولة، التي ارتكبت في مايو (أيار) من العام الماضي، العمل الأكثر وحشية الذي قام به النظام السوري ضد الأطفال الأبرياء، حيث قتلت قوات الأمن حينها ما يزيد على 50 طفلا حسب مصادر المعارضة. وأثارت هذه المجزرة آنذاك ردود فعل عنيفة من قبل المجتمع الدولي، لا سيما بعد قيام ناشطين سوريين بنشر شريط فيديو على شبكة الإنترنت يظهر جثث أطفال ملطخة بالدماء وملقاة في الشوارع، بعضها نتيجة لطلق ناري والبعض الآخر قطعت حناجرهم، كما نشروا فيديو آخر يظهر مقبرة جماعية للضحايا.

وبحسب ناشطين معارضين فإن مدينة حمص وسط البلاد نالت الحصة الأكبر من الأطفال القتلى حيث سقط فيها ما يزيد على 913 طفلا، تتبعها ريف دمشق التي فقدت نحو 885 طفلا. أما حلب التي لا تزال ساحة معارك بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية فقد قتل فيها 848 طفلا، بينما سقط في محافظة إدلب التي تعتبر في حكم المحررة نحو 582 طفلا.

وتشير «قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية» إلى أن 2101 من الأطفال قد سقطوا بسبب القصف الذي تقوم به طائرات النظام على مختلف مدن سوريا، وقتل نحو 260 طفلا برصاص قناصين.

ولم تبرئ منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية المعارضة السورية المسلحة من الانتهاكات بحق الأطفال، حيث ورد في تقرير أصدرته في وقت سابق معلومات عن قيام الجيش السوري الحر باستخدام الأطفال في صفوفه كجنود، ما دفع المنظمة الدولية إلى توجيه الدعوة «لقادة الجماعات المعارضة السورية ومنها الجيش الحر إلى الكف فورا عن أي تجنيد للأطفال أو استخدامهم كجنود، وفرض إجراءات تأديبية على جميع المسؤولين عن هذا الأمر، ومنهم القادة، والتعاون الكامل مع أي تحقيق في استخدام الجنود الأطفال».

من جانبها، وضعت الأمم المتحدة في تقرير أصدرته نهاية العام الفائت قوات النظام السوري وميليشيات «الشبيحة» التابعة لها لأول مرة على قائمة العار للحكومات والجماعات المسلحة التي تقوم بتجنيد وقتل أو استغلال الأطفال جنسيا في الصراعات المسلحة. وقال التقرير إنه في «سوريا تلقت الأمم المتحدة تقارير عن انتهاكات خطيرة ضد الأطفال منذ مارس (آذار) 2011 عندما بدأت الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد». وأشار إلى أن «أطفالا أقل من عمر تسع سنين كانوا ضحايا للقتل والتشويه والاعتقال التعسفي والتعذيب والاستغلال الجنسي وتم استخدامهم كدروع بشرية». ولفت التقرير إلى أن «معظم الحالات التي تم تسجيلها كان الأطفال ضمن ضحايا العمليات العسكرية للقوات الحكومية بما فيها القوات المسلحة السورية وقوات الاستخبارات وميليشيات الشبيحة، في صراعهم المسلح مع المعارضة ومنهم الجيش الحر».

اجتماع طارئ للائتلاف السوري المعارض على خلفية تصريحات الخطيب

مصادر معارضة لـ «الشرق الأوسط»: أداؤه الإعلامي مضطرب وموقفه منفرد

بيروت: ليال أبو رحال

كشفت مصادر قيادية في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» لـ«الشرق الأوسط» عن اجتماع طارئ سيعقده الائتلاف المعارض في الأيام القليلة المقبلة، بطلب من قبل بعض أعضائه، على خلفية التصريحات المنفردة التي أعلنها رئيس الائتلاف الشيخ معاذ أحمد الخطيب خلال الأسبوع الماضي، وكررها في مؤتمر ميونيخ لناحية استعداده للحوار مع ممثلين عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ولاقت تصريحات الخطيب امتعاضا في صفوف الائتلاف المعارض، لا سيما لدى المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكوناته، حيث جاءت تصريحاته «مفاجئة»، ومن دون العودة إلى الهيئة العامة للائتلاف أو حصول أي تنسيق مسبق، واعتبرها البعض دليلا على «إحباط» المعارضة وخيبتها من إمكانية إسقاط نظام الأسد.

وعكست مصادر قيادية في الائتلاف مواقف ممتعضة مما سمته «الأداء الإعلامي المضطرب» للشيخ الخطيب. ورجحت لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هذا الأداء ناجما عن «خوف أو تردد ما في أعماقه أو لتعرضه لضغوط عبر مقربين منه، وربما حاول من خلال موقفه أن يطرح جزءا من مخاوف معينة لديه». وأوضحت المصادر عينها أن «الخطيب اتخذ قرارا بتسريب فكرة التفاوض بشكل منفرد، لكنه وبعد معاتبته من أعضاء في المجلس الوطني والائتلاف قال إن موقفه شخصي»، مشددة في هذا السياق على أن «تبريره ليس مقنعا، لأنه لا يمكن لنا الفصل بين شخصه وتصريحاته، وإذا ما أراد الدخول في مفاوضات مع النظام فبإمكانه القيام بذلك بصفته الشخصية كمعارض، ولكن ليس وهو رئيس للائتلاف».

وشددت هذه المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، على أن «موقف الائتلاف الرسمي واضح لناحية رفض أي تفاوض مع النظام»، وذكرت أنه خلال اجتماعات الدوحة التي انبثق الائتلاف عنها، كان وفد «المجلس الوطني» قد اقترح إضافة عبارة «لا مفاوضات إلا على رحيل النظام، ولكن خوفا من الاجتهاد في تفسير هذه الجملة، تم استبدال بها عبارة (لا مفاوضات مع النظام)، على أن تطرح مبادرة في مرحلة لاحقة متى توفر الإجماع على أي نوع من الحوار أو التفاوض مع النظام لرحيله». وأضافت: «كان معاذ الخطيب حاضرا آنذاك ولم يكن قد انتخب بعد رئيسا للائتلاف، ووقع جميع الحاضرين على الوثيقة الأساسية للائتلاف»، مستنتجة أنه «بناء على ذلك، لا يحق لأحد اتخاذ أي قرار يناقض بنود هذه الوثيقة التي باتت أشبه بمبادئ دستورية إلا بعد إجماع الموقعين كافة».

وأشارت المصادر عينها إلى أنه خلال الاجتماع الذي عقدته الهيئة التأسيسية للائتلاف، وهي عبارة عن هيئة استشارية مؤقتة ريثما يتم انتخاب هيئة سياسية جديدة، يوم الخميس الماضي، إثر موقف الخطيب، «تم تشذيب موقف الخطيب وكان الرد واضحا لناحية رفض أي مفاوضات مع النظام، على أن يكون الحوار من أجل رحيل النظام فقط، ومع من لم تتلطخ أيديهم بالدماء». وأكدت أن الخطيب أكد للائتلاف أن «سقف مواقفه خلال لقاءاته مع بايدن وصالحي ولافروف لم يخرج عن سقف مواقف الائتلاف».

وفي سياق متصل، قال عضو الائتلاف المعارض وأمين السر في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الدكتور هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» إن «ما قام به الخطيب هو محاولة أو مبادرة تحتاج لإقرارها من الهيئة العامة للائتلاف حتى تكتسب مشروعية ودستورية، بمعنى أنها تحتاج إلى إجازة من الائتلاف». ولم ينفِ أن «كثيرين من أعضاء الائتلاف قد تفاجأوا بتصريحات الخطيب، ومنهم من دعاه للاستقالة، لكن أعتقد أن هذا الكلام سابق لأوانه ويؤجل لاجتماع الائتلاف الطارئ الذي سيعقد قريبا».

وعما إذا كان الخطيب ينطلق في موقفه هذا من الحاجة إلى وقف سفك دماء السوريين، أجاب مروة: «كلنا نريد وقف إراقة الدماء، التي تروي أرض سوريا، أكثر من قطرات المطر هذه الأيام، ولكن لا يمكن لأحد أن يقدم ذرائع للنظام، تحت أي عنوان كان، لإخماد الثورة». وشدد على «أي استجابة من الأسد للضغوط الدولية لا توقف حمام الدم لأن هدفه الرئيسي إسقاط الثورة بالدرجة الأولى، ولا يمكن له أن يتراجع من دون قوة تجبره على ذلك»، مؤكدا أنه «لا أمل بوقف إراقة الدماء إلا برحيل الأسد وليس بالمفاوضات، وهذا ما يعرفه المراقبون والمواكبون عن كثب للتجربة السورية في السنوات الخمسين الأخيرة».

مقاتلو المعارضة يقتحمون سد البعث الاستراتيجي غرب الرقة

«متطرفون» يفرجون عن روسيين وإيطالي مقابل إطلاق مقاتلين

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

حققت المعارضة السورية أمس تقدما على الأرض في محافظة الرقة في شمال سوريا باقتحامهم سد البعث الاستراتيجي غرب مدينة الرقة بعد معارك دامية مع القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وجاء هذا في يوم سوري دامٍ آخر، قتل فيه نحو 80 شخصا، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، سقط أغلبهم في حلب ودمشق.

وقال المرصد في بيان أمس: «سيطر مقاتلون من جبهة النصرة وكتيبة أحرار الطبقة ليل الأحد على مداخل سد البعث قرب بلدة المنصورة غرب مدينة الرقة»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

ويقع السد بين مدينتي الرقة والطبقة، اللتين لا تزالان تحت سيطرة القوات النظامية، في وقت باتت معظم مناطق الريف بين أيدي المقاتلين المعارضين.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن اشتباكات عنيفة سبقت اقتحام السد الاستراتيجي الذي يستخدم لتوليد الكهرباء وتجميع المياه.

وأشار في الوقت نفسه إلى «اشتباكات عنيفة تدور اليوم الاثنين (أمس) بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط القسم الشمالي الشرقي من قيادة الفرقة 17 في الجيش السوري» الواقعة شمال مدينة الرقة. وفي ريف دمشق، نفذت طائرات حربية أمس غارات جوية على بلدة كفر بطنا والمناطق الواقعة بين مدينتي حرستا وزملكا ومدينة دوما، ترافقت مع اشتباكات في مناطق أخرى من الريف الدمشقي.

ووقع انفجار في سيارة في حي الميدان في دمشق بالقرب من المتحلق الجنوبي صباحا مما أدى إلى إصابة السائق بجروح، بحسب المرصد.

وكان حي الحجر الأسود في جنوب العاصمة تعرض لقصف فجرا من القوات النظامية تسبب في مقتل ثلاثة مواطنين بينهم طفل، بحسب المرصد الذي أشار أيضا إلى اشتباكات في حي القابون في شرق العاصمة.

وقتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أول من أمس 178 شخصا، بحسب حصيلة للمرصد الذي يقول إنه «يعتمد للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا».

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن «متطرفين» سوريين أفرجوا عن روسيين اثنين وإيطالي كانوا خطفوا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في سوريا مقابل الإفراج عن «مقاتلين».

وأوضحت الوزارة الروسية في بيان أن «المواطنين الروسيين ف.ف. غوريلوف وأ. حسون اللذين خطفا في 12 ديسمبر 2012 على أيدي متطرفين سوريين على الطريق بين حمص وطرطوس غرب سوريا، أفرج عنهما في 3 فبراير (شباط) مقابل مقاتلين»، ولم تعط الوزارة أي تفاصيل أخرى عن هؤلاء «المقاتلين».

وأضاف البيان أن الروسيين «في صحة جيدة وهما موجودان في سفارة روسيا في دمشق»، وتابع: أن «المواطن الإيطالي م. بيلومو الذي خطف معهما ستسلمه وزارة الخارجية السورية لممثلين عن بلاده». وأضافت الوزارة الروسية أن روسيا أجرت «اتصالات مكثفة» مع السلطات السورية وكذلك مع مختلف قوى المعارضة في سوريا وخارج البلاد.

غير أن وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) قالت إن السلطات السورية قامت بعملية «تحرير» للرهائن الثلاثة.

ونقلت عن مصدر إعلامي قوله: «إن الجهات المختصة تمكنت الليلة الماضية (الأحد) من تحرير المواطنين الروسيين فيكتور غوريلوف وعبد الستار حسون والمواطن الإيطالي بيلو أومو الذين اختطفتهم مجموعة إرهابية مسلحة في 12 ديسمبر في منطقة حسياء (ريف حمص)». وأشارت الوكالة إلى أن غوريلوف كان أحد المهندسين في معمل للفولاذ في حلب (شمال)، وأن حسون كان مترجما له.

الائتلاف الوطني يعرض على النظام السوري “الرحيل بسلام

الخطيب يطالب بالشرع للتفاوض مع المعارضة

                                            قدّم رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب أمس عرضاً عملياً على طريق حلّ الأزمة السورية تجاوز مجرد الحوار مع نظام دمشق، معلناً “سنمدّ أيدينا من أجل مصلحة الشعب من أجل أن نساعد النظام على الرحيل بسلام”، مطالباً الرئيس السوري بشار الأسد بانتداب نائبه فاروق الشرع للتحاور مع المعارضة.

وعلى الأرض، أحرز مسلحو المعارضة تقدّماً في محافظة الرقة في شمال البلاد، فيما يستمر تفاعل الغارة الاسرائيلية على سوريا قبل أيام.

ففي حديث الى فضائية “العربية” أمس قال الخطيب، “أطلب من النظام، اذا كان النظام سيقبل طبعا الفكرة (فكرة الحوار)، ان يرسل الاستاذ فاروق الشرع. ويمكن ان نجلس معه”. وأشار رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض الى ان “الاستاذ فاروق الشرع على سبيل المثال منذ بداية الازمة وهو يرى انها لا تمشي بالطريق الصحيح، وكونه جزءا من النظام لا يعني اننا لا نقبل الكلام معه”. وتابع “الدول الكبرى ليس عندها تصور واضح لحل الازمة (..) ولا مشروع حل” ودعا السوريين الى ان “يتخذوا قرارا ويتشاوروا مع بعضهم البعض ليكونوا يدا واحدة”.

وكان الخطيب طالب في وقت سابق في مداخلة مع قناة “الجزيرة” الفضائية النظام السوري بـ”موقف واضح” من موضوع الحوار لحل الازمة في سوريا، موجهاً نداء الى الرئيس السوري بشار الاسد “لايجاد حل” و”التساعد لمصلحة الشعب”.

وقال “انا أقول يا بشار الأسد أنظر في عيون أطفالك وحاول أن تجد حلاً وستجد أننا سنتساعد لمصلحة البلد”. وأضاف ان “النظام عليه ان يتخذ موقفاً واضحاً. نحن سنمد يدينا لاجل مصلحة الشعب ولاجل ان نساعد النظام على الرحيل بسلام. المبادرة الآن عند النظام اما ان يقول نعم او لا”. وتابع الخطيب ان “النظام اذا اراد ان يحل الامور يستطيع ان يشارك(..) ولن يلقى اذا كان جاداً وصادقاً، الا الترحيب من قبل المعارضة”.

وقال الخطيب بعدما اجتمع في ألمانيا مع مسؤولين أميركيين وروس وايرانيين إنه لا يوجد لدى اي منهم رؤية لحل الأزمة السورية. واضاف “أقول لشعبنا العظيم الصامد المرابط المجاهد الأميركان والروس والإيرانيين والأوروبيين لا يملك أي واحد منهم تصوراً للحل، والشعب السوري وحده هو من سيقرر الحل.”

وفي مقابلة صحافية نادرة في 17 كانون الاول من العام الفائت، قال فاروق الشرع ان كلاً من نظام الاسد ومعارضيه غير قادر على حسم الامور عسكرياً في سوريا، داعياً الى “تسوية تاريخية” لانهاء الازمة.

وكان الخطيب اعلن في 30 كانون الثاني الماضي استعداده المشروط “للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام”، مسجلاً خيبة امله من غياب الدعم الدولي للمعارضة، ولكنه اشترط الافراج عن “160 الف معتقل” في السجون السورية وتجديد جوازات سفر السوريين الموجودين في الخارج.

وجبه موقفه بانتقادات من بعض المعارضين، قبل ان يعلن الائتلاف المعارض في بيان صدر عن هيئته السياسية ان “اي حوار يجب ان يتركز على رحيل النظام”.

وأعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي من برلين أمس تعليقاً على اول اجتماع له مع الائتلاف السوري ان المحادثات “كانت مثمرة جداً وقررنا مواصلتها”.

ومن دمشق، جدد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي في مؤتمر صحافي عقده اثر محادثات مع المسؤولين السوريين وعلى رأسهم بشار الاسد، دعم بلاده للنظام.

وقال بحسب الترجمة الرسمية لكلامه الى العربية، ان بلاده دعت الى اجتماع بين الاطراف السوريين يعقد في دمشق “حتى نثبت ان هذا الحوار هو سوري وكافة مؤلفات المجتمع السوري موجودة فيه”. واضاف “ندعم مشاركة الجميع في سوريا بهذا الحوار”، مشيرا الى “ان المبادرة التي طرحها الاسد تستطيع ان تكون الاساس المناسب له”.

وعلى الجبهة الديبلوماسية، يبدأ نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة تستغرق اربعة ايام الى الصين، حليفة النظام السوري، “للدفع في اتجاه حل سلمي للمسألة السورية”، بحسب وزارة الخارجية الصينية.

وفي تفاعلات الغارة الاسرائيلية قرب دمشق، اكد جليلي ان اسرائيل “ستندم على عدوانها” على سوريا.

واقرت اسرائيل أول من امس ضمناً بأنها نفذت الغارة في سوريا بعدما لزمت الصمت حول هذا الموضوع على مدى ايام.

واعتبر وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج ان الغارة التي شنتها اسرائيل على مركز عسكري للبحوث العملية قرب دمشق، هي “رد” على ملاحقة القوات النظامية السورية للمقاتلين المعارضين، بحسب ما جاء في مقابلة تلفزيونية.

وقال الفريج في مقابلة مع التلفزيون الرسمي السوري، وردا على سؤال عن سبب عدم رد سوريا على الغارة، “العدو الإسرائيلي هو الذي رد(..) عندما يرى العدو الإسرائيلي أدواته تلاحق ولم تحقق نتائج تدخل ورد على عملنا العسكري ضد العصابات المسلحة(..) فهو الذي رد”.

وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس، إنه لا يمكن حل الأزمة السورية بالوسائل العسكرية ودعا الى توافق وطني يؤدي الى انتخابات. وأضاف لتلفزيون “الميادين” “الحرب ليست الحل.. الحكومة التي تحكم من خلال الحرب سيكون عملها صعباً جداً. يجب عدم شن حرب طائفية في سوريا”. وتابع “نعتقد ان (تحديد) من يبقى او يذهب حق للشعب السوري. كيف يمكننا التدخل في ذلك؟ يجب ان نعمل بجد لتحقيق توافق وطني و(اجراء) انتخابات حرة.”

ميدانياً حقق مسلحو المعارضة السورية تقدماً على الارض في محافظة الرقة شمال سوريا، باقتحامهم سد البعث الاستراتيجي غرب مدينة الرقة بعد معارك دامية مع قوات النظام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى استمرار القصف والعمليات العسكرية الاثنين في ريف دمشق.

وقال المرصد في بيان صباح أمس “سيطر مقاتلون من جبهة النصرة وكتيبة احرار الطبقة ليل الاحد على مداخل سد البعث قرب بلدة المنصورة غرب مدينة الرقة”.

ويقع السد بين مدينتي الرقة والطبقة اللتين لا تزالان تحت سيطرة قوات النظام، في وقت باتت معظم مناطق الريف في ايدي المقاتلين المعارضين.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان اشتباكات عنيفة سبقت اقتحام السد الاستراتيجي الذي يستخدم لتوليد الكهرباء وتجميع المياه. واشار في الوقت نفسه الى “اشتباكات عنيفة وقعت (أمس) بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط القسم الشمالي الشرقي من قيادة الفرقة 17 في الجيش السوري” الواقعة شمال مدينة الرقة.

كما افاد المرصد عن معارك بين قوات النظام ومقاتلين معارضين في حقول للنفط قرب بلدة الشدادي في ريف الحسكة (شمال شرق). واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى وجود “عمليات كر وفر في المنطقة منذ فترة”.

في ريف دمشق، قتل سبعة مواطنين بينهم ستة اطفال اثر قصف من طائرة حربية على منطقة الشيفونية في محيط دوما، بحسب ما ذكر المرصد بعد ظهر أمس.

وكانت الغارات الجوية شملت منذ الصباح مناطق عدة في ريف دمشق وترافقت مع اشتباكات في مناطق اخرى.

واشار المرصد الى “اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة عند أطراف حي التضامن” في جنوب دمشق.

كذلك، سقطت قذيفتا هاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، بحسب المرصد الذي لم يشر الى تسبب هاتين القذيفتين بخسائر بشرية. واشارت “الهيئة العامة للثورة السورية” الى اشتباكات في حي الثلاثين الواقع على اطراف المخيم.

وقتل رجل في انفجار عبوة ناسفة ملصقة بسيارة في حي الميدان في دمشق بالقرب من المتحلق الجنوبي صباحا، بحسب المرصد.

وفي محيط العاصمة، تعرضت البساتين المحيطة ببلدة جديدة عرطوز للقصف من قوات النظام، تزامنا مع اشتباكات عنيفة عند اطراف بلدة ببيلا، بحسب المرصد.

وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين 102 شخصا اغلبهم في دمشق وحلب، بحسب حصيلة غير نهائية للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا.

(ا ف ب، رويترز)

لافروف يدعو الخطيب لزيارة موسكو ومشعل يرى ربيعاً لا مؤامرة

31 عاماً على مجزرة حماة: أكثر من نصف سوريا حرّ

                                            بعد أن حوّل بشار الأسد “سوريا كلها إلى حماة” التي كانت منذ 31 عاماً مسرحاً لمجزرة بشعة قام بها والده الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، قال بيان للمجس الوطني السوري أمس إن “الشعب السوري عبر جيشه الحر حرّر أكثر من نصف سوريا، وحرّر كل حدوده الشمالية والشرقية، واضطرت أسرة الطاغية إلى الهرب من البلاد”. كذلك لفت أمس تأكيد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، أن ما تشهده سوريا ربيع وليس مؤامرة.

دولياً، حرّك مؤتمر ميونيخ للأمن والاجتماعات التي عقدت على هامشه الجمود السياسي الذى سيطر على الأزمة لأكثر من 22 شهراً.

وشكل لقاء الأمس بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب الحدث الأبرز، ولا سيما بعد تأكيد الطرف الروسي رغبته في اجراء اتصالات منتظمة مع المعارضة السورية وتأكيد الخطيب أنه تلقى “دعوة واضحة” لزيارة موسكو.

وفيما أعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أن “الرئيس (الأميركي باراك) أوباما وأنا وحلفاءنا، مقتنعون بأن الرئيس (السوري بشار) الاسد طاغية متمسك بالسلطة ولم يعد مناسباً لقيادة الشعب السوري وعليه أن يرحل”، اعتبر كثيرون أن لقاء بايدن – لافروف أمس تمهيد للقاء قمة مرتقب حول الأزمة السورية بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين.

وقال بيان أصدره البيت الأبيض أمس، إن نائب الرئيس الأميركي اتفق مع وزير الخارجية الروسي خلال لقائهما في ميونيخ على ضرورة مواصلة العمل معاً برغم الاختلافات الكثيرة، مع تشديد بايدن على “اهمية ان يعمل البلدان معاً لمصلحة السلام الدولي والامن بما في ذلك في سوريا”، كما جاء في بيان مكتب نائب الرئيس الأميركي.

واثر لقائه للمرة الاولى احمد معاذ الخطيب أمس، أعلن وزير الخارجية الروسي انه يرغب في اجراء اتصالات منتظمة بالمعارضة السورية، حسبما نقلت وكالات الانباء الروسية.

وقال لافروف الذي التقى رئيس الائتلاف السوري المعارض في ميونيخ على هامش مؤتمر دولي “ذكرت الخطيب بأنه بعد تشكيل الائتلاف وتعيين رئيسه، اظهرنا على الفور اهتمامنا بإجراء اتصالات منتظمة، وهذا ما سنفعله”.

وأحدث الخطيب مفاجأة الاربعاء حين اعلن استعداده للتحاور من دون شروط مع ممثلين للنظام السوري، الامر الذي كرره في ميونيخ مع تأكيد رفضه التفاوض مع مسؤولين “ايديهم ملطخة بالدماء”.

وعلق لافروف “نرحب بهذا الامر. انها خطوة بالغة الاهمية اذا اخذنا في الاعتبار ان الائتلاف تأسس على رفض اجراء حوار مع النظام”. واضاف “اعتقد ان الواقعية تسود”، لافتاً الى ان “الافكار تسلك الاتجاه الصحيح”.

والتقى لافروف ايضاً في ميونيخ نائب الرئيس الاميركي جو بايدن والموفد الدولي الاخضر الابراهيمي.

وحاول الاميركيون والروس أمس تضييق الخلافات بينهما حول النزاع في سوريا.

وأعرب بايدن عن امله في ان يعزز المجتمع الدولي دعمه للمعارضة السورية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي “لم يعد قادراً على قيادة الأمة”. وأشار نائب الرئيس الأميركي الى “ان خلافات كبرى” لا تزال قائمة بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا من بين ملفات دولية كبرى.

وصرح لافروف بأن وزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري سيتوجه قريبا الى روسيا، وقال “اكد بايدن ان جون كيري تلقى دعوتي للتوجه الى روسيا، وانه سيقوم بهذا الامر قريبا”.

وأما رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب فقال إنه التقى وزير الخارجية الروسي أمس على هامش مؤتمر في ميونيخ.

وأوضح الخطيب أنه تلقى “دعوة واضحة” من لافروف لزيارة العاصمة الروسية، الأمر الذي يعد تطوراً في علاقات موسكو بالمعارضة السورية قد يمهد الطريق إلى حل للأزمة السورية. وقال الخطيب بعد لقائه لافروف إن “لروسيا رؤية معينة، بيد أننا نرحب بالمفاوضات لتخفيف الازمة، وثمة تفاصيل كثيرة تحتاج إلى مناقشتها”.

كما التقى الخطيب قبيل لقائه لافروف في ميونيخ أمس، نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يحضر فعاليات المؤتمر.

وقال الخطيب أمس إنه سيلتقي وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في ألمانيا أوائل الأسبوع لمناقشة الأزمة السورية، معلناً “أؤكد أنني سأجتمع بوزير الخارجية الإيراني لمناقشة السبيل لإزاحة النظام بأقل قدر ممكن من إراقة الدماء وإزهاق الأرواح. وقد التقيت بالفعل سيرغي لافروف وجو بايدن لهذا الغرض”.

ويحضر الخطيب وصالحي ولافروف وبايدن جميعاً مؤتمراً أمنياً في ميونيخ.

وفي الأردن أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، أن ما تشهده سوريا ربيع وليس مؤامرة.

وقال مشعل في حديث بثه التلفزيون الرسمي الأردني أمس، إنه لا يمكن لحماس الوقوف إلى جانب النظام السوري في خياره العسكري ضد شعبه. وأضاف بذلنا جهوداً لتحييد المخيمات الفلسطينية (في سوريا).. ولكن مع الأيام ومن دون الدخول بالتفاصيل أقحمت المخيمات.

وتابع: تحدثت مع القيادة السورية في شباط من العام 2011 قبل اندلاع الربيع السوري بشهر ونصحناهم ولكن اختاروا هم الحل العسكري.. قلنا للنظام في سوريا هذه ليست مؤامرة، هذه مطالب شعبكم، وأضاف لا يمكن لحماس أن تشكل غطاء عسكرياً للنظام السوري.. وافترقنا وغادرنا.

وفي الذكرى الـ31 للمجزرة التي قام بها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، أصدر المجلس الوطني السوري أمس بياناً جاء فيه، “في مثل هذا اليوم قبل سنة ارتكب النظام السوري المجرم مجزرة في مدينة حماة بعيداً عن أنظار وعن ضمير العالم، واليوم يواصل النظام المجزرة ويحول سوريا كلها إلى حماة تحت أنظار الجميع، لكن الضمير العالمي الذي كان ميتاً عام ما زال بعيداً عن الاحساس بمعاناة السوريين، وأبعد عن القيام بواجبه في نجدتهم ومعاقبة قاتلهم”.

وأضاف البيان “تأتي ذكرى مذبحة حماة وشعب سوريا يخوض ثورة العزة والكرامة، فتصبح الذكرى مناسبة للتوحد ولشحذ الهمم، وتعزيز الايمان بأن النظام ساقط لا محالة رغم الثمن الغالي ورغم المخاطر، والتذكير بأن سقوط النظام السوري لم يعد عبارة أمل تقال بصيغة المستقبل المجهول، وإنما صارت حقيقة معاشة في معظم الاراضي السورية”.

وقال “ما زالت حماة لحظة ألم عميق، لكنها لم تعد ذكرى للحزن والبكاء بل لحظة اليقين بأن هذا النظام مجرم ودموي بطبيعته، لا خلاص لسوريا إلا برحيله بكل رموزه وأركانه”، وتابع “لقد حرر الشعب السوري عبر جيشه الحر أكثر من نصف سوريا من قبضة حكم الأسد المجرم، وحرر كل حدوده الشمالية والشرقية، ووصلت قذائفه إلى وكر الأسد واضطرت أسرة الطاغية إلى الهرب من البلاد. الشعب السوري يقترب من النصر، ومن تحرير عاصمته الخالدة دمشق ومن الحصول على حريته الكاملة غير المنقوصة، فيما النظام القاتل يتراجع كل يوم وهو هالك لا محالة”.

وختم البيان “لن نسامح من ذبحوا أهلك يا حماة، ولن نصافح من جددوا ذبح أهلك وأهل درعا وحمص وإدلب ودمشق وحلب ودير الزور وكل سوريا، سنواصل ثورتنا حتى تحقيق الحرية الكاملة غير المنقوصة لسوريا ولشعب سوريا”.

وإلى دمشق وصل أمس أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي، حيث سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد.

ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن جليلي، قوله في تصريح للصحافيين لدى وصوله الى مطار دمشق الدولي، إن “العالم الإسلامي لن يسمح بمهاجمة سوريا ولن يسمح باستمرار الهجمات الشرسة ضد جزء منه”.

ميدانياً، شن الطيران الحربي السوري غارات على حي الشيخ سعيد في جنوب حلب، كبرى مدن شمال سوريا التي تشهد معارك يومية منذ نحو سبعة اشهر، بعد ساعات من سيطرة المقاتلين المعارضين عليه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان النظام يحاول استعادة الحي المهم نظراً لانه يتيح للمقاتلين المعارضين السيطرة على منفذ الى مطار حلب الدولي الذي ما زال متوقفاً عن العمل.

في ريف دمشق، تعرضت بلدة شبعا لقصف بالطيران المروحي، بينما تعرضت مناطق عدة للقصف منها داريا ومعضمية الشام الى الجنوب الغربي من العاصمة، تزامناً مع اشتباكات في عربين وحرستا (شمال شرق)، بحسب المرصد.

ويحاول النظام منذ فترة السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين في محيط العاصمة.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر سيطر على “سد البعث” في الرقة بشكل كامل عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.

وأفاد تسجيل مصور التقطه هاو استمرار أعمال العنف في سوريا في الوقت الذي تعرضت فيه أحياء في حمص وحلب ودمشق لغارات جوية عنيفة أمس.

وأظهرت تسجيلات مصورة وضعت على الإنترنت تعرّض اجزاء مختلفة من البلاد لغارات جوية. وقدم تسجيل مصور قيل انه صور في حي كفر عايا في حمص أمس لقطة واضحة لمبنى يتعرض للقصف واندلاع النيران فيه مع تصاعد الدخان الكثيف.

وأظهرت لقطات اخرى قصف منازل في مدينة السفيرة في ريف حلب وقال المتحدث في التسجيل المصور ان الهجوم شنته قوات الأسد.

وأظهر تسجيل مصور اخر الآثار الناجمة عن غارة جوية في مدينة تل رفعت القريبة من حلب حيث خرج الناس مهرولين ومروا بجانب الحرائق المشتعلة في الشارع بينما حاول اخرون اطفاء النيران.

وفي مكان اخر في دمشق شوهدت دبابة تحترق في شارع في حي داريا.

وفي حصيلة غير نهائية، ادت اعمال العنف امس الى استشهاد 110 أشخاص حسب لجان التنسيق المحلية.

(ا ف ب، رويترز، يو بي آي، بي بي سي،

روسيا اليوم، لجان التنسيق المحلية، ا ش ا)

سوريا المحترقة تفتح باباً للنزوح السادس للفلسطينيين

                                            لا يتوقف التأثير الكارثي لما يجري في سوريا عند السوريين فقط، إنما يمتد الأمر ليطال كل من يعيش في هذا البلد الذي دخل في مرحلة شديدة الخطورة من الاحتراب الداخلي بين نظام فقد البوصلة وبات يمارس عمليات انتقامية ضد من يصفهم بالمخربين ومجموعات مسلحة تنتمي الى قوى المعارضة التي تتنوع انتماءاتها لتبدو الصورة النهائية لسوريا كحريق مشتعل يأبى أن يستجيب لأي محاولة للإطفاء.

وعلى الرغم من انخفاض سقف التوقعات بدخول المخيمات الفلسطينية في سوريا في أتون الأحداث الدامية هناك عند بداية الأزمة، لأن الفلسطينيين من البداية أعلنوا النأي بأنفسهم عن الأحداث، إلا أن المحظور حصل حقيقة ودخلت تلك المخيمات بطريقة أو بأخرى في أتون هذه الأحداث لتفتح محرقة سوريا الباب واسعاً لموجة نزوح شديد المرارة هي السادسة التي يفرضها التاريخ والجغرافيا على الفلسطينيين الذين يبدو أن النزوح بات قدرهم.

وفيما أسهمت المجازر التي يتعرض لها السوريون والتي أدت إلى موجات لجوء إلى دول الجوار في إبعاد الشأن الفلسطيني عن المشهد الدموي إعلامياً، بات من العسير رسم صورة تقريبية واضحة لحقيقة ما يجري للفلسطينيين المقيمين في سوريا، إضافة الى وجود حالة من الضبابية تغلف تلك القضية بسبب تضخيم أو تقزيم ما يجري.

ومع اهتمام كافة وسائل الإعلام العربية والدولية بأخبار الدم والنار السورية، كل بحسب أجندته السياسية، بقي الإعلام بما فيه الإعلام الفلسطيني عاجزاً عن زيادة درجة التعاطف الإنساني مع قضية الفلسطينيين في سوريا الذين وقعوا بين مطرقة البقاء في مخيمات باتت ساحة حرب وسندان نزوح شبه جماعي.

وتشير تقارير منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” والمؤسسة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب إلى أن الموجة الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين وصلت إلى سوريا العام 1948 آتية بصورة أساسية من مدن وقرى الجليل والجليل الأعلى “صفد وحيفا وطبرية وأقضيتها”.

وكان الاستقرار السياسي والأمني الذي عرفته سوريا قد جعل منها محطة لجوء مفضلة للفلسطينين وبخاصة بعد انتهاء موجة النزوح الأولى التي دشنتها نكبة 1948 فانتقلت إلى سوريا موجة ثانية من اللاجئين بعد أحداث “أيلول الأسود” العام 1970 في الأردن مكونة من بضعة آلاف من عناصر المقاومة مع عائلاتهم.

فيما كان الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982 سبباً في موجة نزوح ثالثة، لا سيما بعد انسحاب المقاومة الفلسطينية من بيروت ومجزرة صبرا وشاتيلا، كما تسببت حرب الخليج الثانية العام 1991 بموجة نزوح رابعة بعد إعلان الزعيم الراحل ياسر عرفات الوقوف في صف النظام العراقي عندما غزا الكويت، بينما أدى الاحتلال الأميركي للعراق العام 2003 وعملية التطهير العرقي التي واجهها الفلسطينيون هناك على أيدي الميليشيات والمجموعات المسلحة إلى موجة النزوح الخامس في الاتجاه ذاته.

وعلى الرغم من تناقض وتضارب الأرقام حول تعداد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بسبب موجات النزوح العديدة منذ نكبة 1948 والرحيل عنها في أحيان قليلة أخرى، إلا أن التقارير المحايدة للمنظمات الفلسطينية والدولية توضح أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا كان ضئيلاً إبان نكبتهم، فمن أصل 726 ألف لاجئ فلسطيني في ما عرف بدول “الطوق العربي” قدرتهم بعثة المسح الاقتصادي للشرق الأوسط التابعة للأمم المتحدة في كانون الأول العام 1949 حط الرحال في سوريا 80 ألف لاجئ فلسطيني لم يقم في المخيمات سوى نحو 53 ألفاً منهم.

ويقيم اللاجئون الفلسطينيون الذين بلغ عددهم قبل الأزمة الأخيرة أكثر من نصف مليون لاجئ في مخيمات عدة أنشأتها الحكومية السورية مع بدء موجات النزوح بدأت بستة مخيمات هي خان الشيخ قرب مدينة دمشق والنيرب قرب مدينة حلب والعائدين قرب مدينة حمص ومخيم العائدين قرب مدينة حماة ومخيم درعا في مدينة درعا ومخيم خان دنون قرب مدينة دمشق.

وضمن محاولة توطين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، أنشئ مخيم آخر هو مخيم الرمدان ونتيجة لنكسة حزيران العام 1967، أنشأت منظمة الأونروا أربعة مخيمات جديدة أطلقت عليها مخيمات الطوارئ وهي مخيم السيدة زينب ومخيم جرمانا في دمشق ومخيم درعا الطوارئ في مدينة درعا ومخيم السبينة.

ويضاف إلى هذه المخيمات مخيمات أخرى أنشأتها الحكومة السورية ممثلة بالهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب ولم تعترف بها وكالة الأونروا مثل مخيم اليرموك وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج ومخيم عين التل ـ حندرات قرب حلب ومخيم الرمل في اللاذقية وأخيراً مخيم تجمع الحسينية.

وتنوعت درجات الفلسطينيين المقيمين في سوريا وفقاً لظروفهم وولاءاتهم حيث حمل اللاجئون نتيجة حرب العام 1948 “تذكرة إقامة مؤقتة للفلسطينيين” غير محددة المدة ووثيقة سفر خاصة ويخضع الفلسطينيون في الحصول على هذه الوثائق إلى الشروط نفسها التي يخضع لها السوريون.

أما الحائزون وثائق سفر أردنية أو مصرية أو لبنانية فتنطبق عليهم القوانين المرعية تجاه المواطنين حيث كان يتوجب تجديد إقامتهم سنوياً بعد مراجعة مكاتب الأمن من دون أن يستفيدوا من سماح السلطات السورية للرعايا العرب بدخول أراضيها من دون تأشيرة وبالحصول على وثائق إقامة ورخص عمل فيسمح لهم بدخول سوريا بواسطة تأشيرة ترانزيت لمدة 3 أيام، بينما حصل النازحون نتيجة للحرب الأهلية في لبنان على وثائق مماثلة لوثائق الفئة الأولى “نزوح 1948” لكنهم لا يؤدون الخدمة العسكرية التي يؤديها المنضوون تحت الفئة الأولى في صفوف جيش التحرير الفلسطيني ولا يدخلون الوظائف الحكومية.

وبقي الفلسطينيون المنضوون في صفوف المقاومة وعائلاتهم الذين حصلوا على إقامة، الأمر الواقع ـ رهينة لطبيعة العلاقة بين النظام السوري ومنظمة التحرير الفلسطينية بعد أن تدهورت العلاقات بينهما العام 1983.

ومع تدهور الأوضاع الأمنية والعسكرية في سوريا منتصف آذار 2011، تطورت الأمور وكان لها انعكاس مباشر على الوجود الفلسطيني وبخاصة في منطقة ريف دمشق التي تضم نحو عشرة أماكن ما بين مخيمات وتجمعات وخصوصاً بعد أن سارعت الحكومة السورية وعلى لسان مستشارة رئيس الجمهورية بثينة شعبان الى اتهام عناصر خارجية بالوقوف وراء الفتنة ووجهت أصابع الاتهام الى الفلسطينيين بالتورط في أحداث وقعت في اللاذقية.

وقالت في تصريحات للصحافيين بتاريخ 29 آذار أي بعد عشرة أيام فقط على بدء الأزمة “أتى أشخاص البارحة من مخيم الرملة، تقصد مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين، إلى قلب اللاذقية وكسروا المحال التجارية وبدأوا بمشروع الفتنة”.

وفي المقابل، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” موقفها الدقيق من الأزمة السورية، مؤكدة سياسة الحركة في عدم التدخل في شؤون الدول العربية وتطلعات الشعوب للحرية. وتطور موقف الحركة ليعلن مسؤول مكتبها السياسي خالد مشعل في مؤتمر حزب الحرية والعدالة في تركيا ترحيب “حماس” بثورة الشعب السوري ضد النظام”، الأمر الذي أدى إلى إغلاق كافة مكاتب الحركة واستهداف كوادرها التنظيميين.

واستفاق اللاجئون الفلسطينيون في سوريا بعد ذلك على نبأ العثور على 89 جثة ملقاة في إحدى قرى إدلب لمجندين من جيش التحرير الفلسطيني كانوا اختطفوا على طريق حلب ـ حماة الدولية أثناء عودتهم الى منازلهم من مركز تدريبهم الذي يؤدون فيه الخدمة الإلزامية بعد اختفاء استمر أسبوعين.

وبرز الفصل الأسوأ في تأثير الأزمة السورية على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين خلال زيادة حدة المعارك بين الجيش النظامي والجيش الحر في العاصمة دمشق واقتراب هذه المعارك من مخيم اليرموك ووقوف “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة” مع الجيش النظامي لمقاتلة الجيش الحر فما كان من الأخير إلا أن حول بندقيته إلى داخل أزقة المخيم والاشتباك مع القيادة العامة والمحصلة عشرات القتلى من اللاجئين، فيما قصفت الطائرات السورية المخيم بحجة وجود مجموعات مسلحة تقاتل مع المعارضة ضد النظام.

وبعد أن شهد مخيم اليرموك تلك المعارك الضارية وجد اللاجئون الفلسطينيون أنفسهم مرغمين على مغادرة مخيمات اللجوء هرباً نحو مناطق أكثر أمناً ليعيشوا رحلة عذاب جديدة في ظروف معيشية وقانونية واجتماعية واقتصادية بالغة الصعوبة.

ففي لبنان، يمنع اللاجئ الفلسطيني المقيم من العمل بأكثر من 11 مهنة ويمنع أيضاً من التملك والتوريث بعكس ما كان يُعامل اللاجئ الفلسطيني في سوريا، ناهيك عن اللاجئ النازح الذي تخشى السلطات اللبنانية أن يستطيب العيش ويستوطن لبنان مرة أخرى ليجد لبنان الغارق في مشكلاته أمام واقع جديد ومستوطنين جدد وعبء جديد يعيد الى الذاكرة الكابوس الفلسطيني في لبنان في سبعينات القرن المنصرم.

ويقول اسماعيل رضوان وزير الأوقاف في الحكومة الفلسطينية المقالة لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن “الكارثة حلت مرة أخرى بشعبنا الفلسطيني، أوضاع النازحين من سوريا إلى لبنان “كارثية” لا تصفها العبارة بعد أن نزح أكثر من 20 ألف فلسطيني إلى داخل المخيمات في لبنان التي تعاني أصلاً وضعاً صعباً”.

وإذا كان المشهد يستعصي على الوصف وفقاً لما أكده رضوان، فإن ما يجري للنازحين الهاربين من الجحيم السوري تقشعر لها الأبدان ويستصرخ الضمير متسائلاً “أين أموال المسلمين” حيث لا توجد مراكز إيواء فيما تقاعست منظمة شؤون اللاجئين المعروفة باسم “الأونروا” عن القيام بواجبها إذ تكتفي بتقديم 40 دولاراً للنازح “لمرة واحدة” وتتركه نهباً للظروف القاسية”.

(أ ش أ)

قصة لجوء من تلكلخ للبنان: الحياة حسرة وإهانات عونية

مـهـنـد الـحـاج عـلـي

في الطريق إلى دير عمار، بلدة صغيرة على بعد ثلاثة كيلومترات شمال مدينة طرابلس، يشعر الزائر بالقرب الجغرافي من الصراع الدائر على الجانب الآخر من الحدود. أعلام الثورة السورية تُزينها صورة للداعية عدنان العرعور كُتب تحتها “أنت المفتي”. كما في الشعارات، تحضر الثورة السورية أيضاً بمعاناتها الشديدة لاجئين وقصصاً وآلاماً حوّلتهم السياسة اللبنانية والتقارير الدولية إلى أرقام مرعبة. في دير عمار، ١٤٠٠ لاجئ، ومثلهم قصصاً عن الخسارة، والألم، وأمل يتآكل مع مضي الوقت.

منذ شهور عديدة، وضّب “محمد” وزوجته وابنتاه حقائبهم ومضوا برفقة جيرانهم باتجاه لبنان حيث استقروا في دير عمار. يقيمون في شقة من غرفتين، بالكاد تحوي أي أثاث سوى تلفاز قديم ومستعمل والقليل الباقي يفترش الأرض. لكن بالنسبة الى محمد، شرح معاناة الحاضر، أي “حياة انتظار الاعاشات” كما يسميها، لا يكتمل دون استحضار الماضي. “قبل الثورة السورية، كنت عاملاً في تل كلخ حيث تركز مستقبلي وجهدي على تعليم ابنتيّ. الكبرى كانت في صف البكالوريا والصغرى في الصف الثامن، وكلاهما متفوقتان … من الأوائل دائماً”. إلا أن الواقع اليوم مختلف تماماً.

“كلاهما الآن خارج المدرسة. وأنا مريض بالديسك بأربع فقرات في ظهري، ولست قادراً على العمل. ننتظر المساعدات كي نعيش. حياتي كلها انقلبت رأساً على عقب. بيتي راح، عفشي راح، علم ابنتيّ راح، مصدر رزقي راح. لا مستقبل لي ولبناتي. حياتي تحطمت، أنا وكثيرون غيري، ربما جميعنا”.

تهجير تلكلخ كان منظماً، إذ أنها تقع في محيط “معاد” طائفياً، وفقاً لمحمد. ميليشيات “الشبيحة الطائفية” استقوت بالجيش النظامي وقوى أمن نظام الأسد، فما أن دخلوا تلكلخ، حتى انتشرت أنباء عن اعتداءات تطال النساء. يأخذون “الشباب الذين تتراوح أعمارهم من ١٨ إلى ٥٠ عاماً الى المعتقل”. أما الحريم، يقول محمد، “فهمك كفاية”. هنا، يُبرر رحيله المبكر، أي قبل أن يصل الشبيحة ويقع ما يقع. “لديّ زوجة وابنتان، واحدة في الرابعة عشرة من عمرها والثانية في العشرين. إذا كنت في البيت، حتى لو معك شابان ومهما كان لديك من قوة، سيُكبلونك ويضعونك تحت رحمة السلاح، ويفعلوا بعرضك ما يشاؤون. وقد يقتلونك ويرحلون”.

في دير عمار، المعاناة المادية لمحمد أساسها الحرمان من التعليم، ومحاولة تأمين الايجار والأدوية لمرضه كل شهر. الإيجار مئة وخمسين دولاراً، يُضاف اليه الماء والكهرباء. ففي هذه البلدة، ووفقاً لناشطين في الاغاثة، فإن غلاء الايجار “غير مضبوط”، إذ ومنذ ارتفع الطلب على الشقق، وصلت الايجارات الى ٤٠٠ دولار، وهو لم يكن يتجاوز المئة وخمسين دولاراً بأقصى حد. ولكن “محمد” يعتبر نفسه محظوظاً، لأن من سيأتي اليوم الى دير عمار لن يجد مكاناً يأوي اليه، إلا إذا دفع ٤٠٠ دولار في الشهر. المشكلة تتفاقم، بحسب رئيس البلدية خالد ابراهيم الدهيبي، لأن رقم اللاجئين تضاعف خلال الأسابيع الماضية حتى وصل الى ١٤٠٠ فرد. بين الوافدين الجدد “غير المحظوظين”، عائلتان تعيشان في مخزن، وضعتا بطانيات على الأرض كي تنام.

رئيس البلدية يشكو في حديث الى “NOW” صغر مساحة البلدة (٣.٤٦٢ كليومتر)، وبخاصة أن نصفها ملك للدولة (مشاع ووزارات)، وبينها ٠.٥٨ كليومتر مربع فقط مساحة مأهولة، فيما بقية الأراضي مخصصة للزراعة. ولهذا فإن الوجود السوري ظاهر في البلدة حيث “لم تكن ترى أحداً في الشارع ليلاً، وبتنا اليوم نصادف حتى في الساعة الثانية صباحاً رجالاً ونساء وأطفالاً سوريين يتجولون في شوارعها”.

ولا تخلو العلاقة بين السكان والوافدين الجدد من ألم للفريق الثاني. ابنتا محمد تسألانه أحياناً عن العودة، ويكون السؤال عادة مرفقاً بالمقارنة مع أحوال أهالي البلدة و”حياتهم الطبيعية”. في إحدى المرات، قالت له ابنته “كنّا مثلهم”. لم ينم تلك الليلة.

المعاناة الثانية بالنسبة الى اللاجئين، تتمثل بسماع التصريحات و”التحذيرات” السياسية. هذه الشكوى المبطنة تزيد آلام النازحين.

“لبنان والأردن يشتكيان من أن أعدادنا تزيد. طيب، أوقفوا نزيف الدماء، ولو رأى الناس أماناً لعادوا”، يعلّق محمد على “تصريحات النازحين”. محمد يحتار عند سماع وزير الاتصالات جبران باسيل يُحذر من ازدياد أعداد النازحين واحتمال بقائهم لأن “كلامه يهينك أكثر مما يهينك النظام”. “وصفونا بالارهابيين، ومن ثم بالسلفيين، وبالمخربين”، يقول وهو يعد الاتهامات على أصابعه، وقد حفظها عن ظهر قلب. “لا يا أخي!” يلتفت إلى أحمد فهمي، عضو المجلس البلدي لدير عمار، ويسأله “منذ متى تعرفني هنا؟”. يجيبه فهمي، “منذ شهور عديدة”. “هل لاحظت عليّ شيئاً يسيء الى اللبناني؟ بالله عليك احكي ضميرك. ماذا رأيت مني؟”. عندما جاء الجواب نافياً، يساءل محمد الوزير باسيل مجدداً بنبرة أعلى “أي ارهاب؟ أين الضمير؟ نحن مهجرين، راحت حياتنا ومستقبلنا. أين الإنسانية؟”.

نزوح مزيد من اللاجئين السوريين الى دير عمار، يعني بالنسبة الى أولئك الموجودين أصلاً، أنباء جديدة عن أحوال ممتلكاتهم وعائلاتهم ومناطقهم، وأحياناً انقطاع صلة البعض بالقليل المتبقي من سكان القرى المهجرة على الجانب الآخر من الحدود. هكذا، وصل الى محمد قبل شهور نبأ إحراق منزله وأثاثه مع حارته بأكملها. في تلك اللحظة، “أيقنت بأنني صرت في الشارع”.

قتلى بسوريا ومظاهرات في قلب دمشق

                                            ارتفع عدد القتلى اليوم الثلاثاء في سوريا إلى 93 جراء احتدام الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي، التي لم تثن المعارضين للنظام عن الخروج في مظاهرات بقلب العاصمة دمشق.

وقالت الهيئة العامة للثورة إن من بين القتلى 22 شخصا أعدموا ميدانيا إثر سيطرة الجيش النظامي على بلدة خناصر في ريف حلب.

ومن جهة أخرى، قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن اشتباكات بين الثوار وقوات النظام اندلعت في محيط ثكنة المهلب في حي السبيل بحلب، كما اشتبك الجيش الحر مع جيش النظام قرب حاجز ملعب الحمدانية.

يشار إلى أن الثوار تمكنوا قبل أسبوعين من السيطرة على مطار تفتناز العسكري الذي كان يشكل مصدر قلق للسكان والمنطقة في ريف إدلب، ويستعرض أحد الحراس أهمية المطار الذي لم يسْلم منذ ذلك الحين من ضربات جوية تقوم بها طائرات النظام.

قصف بالطائرات

وقصفت طائرات حربية صباح اليوم محيط اللواء 80 بريف حلب مستهدفة ثوارا يحاولون اقتحامه، وفق لجان التنسيق.

وفي ريف حماة وسط البلاد، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام قصفت بالطائرات مدن وبلدات كُرناز وكفرنَبُّودة ولِمْغَيِّر.

وأضافت اللجان أن كُرناز تشهد معارك بين الثوار وقوات النظام في محيطها، وامتدت الاشتباكات إلى قرية لِمْغَيِّر، حيث قصف الجيش الحر حواجز عسكرية لقوات النظام.

وفي حمص، قالت الهيئة العامة للثورة إن جيش النظام قصف بطائرات ميغ أحياء عدة في المدينة، واستهدف القصف أيضا مدن وبلدات قلعة الحصن وتلبيسة والغـَنطو وعين حسن.

كما قُصفت الرستن والحولة، مما أدى لمقتل وإصابة أشخاص عدة، كما شهدت قلعة الحصن غرب حمص اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر.

اشتباكات

وفي درعا، قال الجيش الحر إنه سيطر على حاجز الفرن الآلي في درعا البلد، بعد اشتباكات عنيفة مع جيش النظام في محيط الحاجز. وامتدت الاشتباكات إلى حاجز المخفر، بينما قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ أحياء عدة في درعا البلد، وبلدات خربة غزالة والحراك والغارية الغربية والشرقية.

وفي دمشق، أعلن الجيش الحر أنه سيطر على حاجز الوتار قرب مدينة عَدْرا بريف العاصمة، في حين تواصلت المواجهات في معضمية الشام وداريا وطريق دمشق الدولي بين قوات النظام والجيش الحر.

وقصفت قوات النظام دوما والنَبك ويبرود بريف دمشق، وفي العاصمة قصفت قوات النظام أحياء دمشق الجنوبية.

وقال ناشطون إن قوات النظام قصفت قريتيْ البوليل والعكيدات في ريف دير الزور، كما استهدف القصف حي الحويقة في المدينة.

مظاهرة بدمشق

ورغم الاشتباكات بين الثوار وقوات الرئيس السوري بشار الأسد، فإن عشرات من السوريين تظاهروا الثلاثاء في حي البرامكة بقلب العاصمة السورية، قبل أن يتفرقوا استباقا لوصول قوات الأمن السورية.

وذكر الشهود أن المتظاهرين خرجوا في مظاهرة سريعة بالقرب من مقر وكالة الأنباء السورية (سانا) في حي البرامكة، وهتفوا للجيش السوري الحر ونددوا بالإعلام الرسمي السوري.

وفي تطور آخر، أكد ناشطون حقوقيون أن السلطات السورية أفرجت عن عضويْ المركز السوري للإعلام وحرية التعبير منصور العمري وعبد الرحمن حمادة بعد مرور نحو عام على اعتقالهما، بينما واصلت اعتقال عدد من الصحفيين.

وكانت السلطات اعتقلت العمري وحمادة في 16 فبراير/شباط الماضي بعد دهم قوات الأمن لمقر المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.

وتواصل السلطات السورية اعتقال رئيس المركز مازن درويش وعضويْ المركز حسين غرير وهاني زيتاني.

 الأزهر يطالب نجاد بالعمل لوقف النزيف بسوريا

                                            طالب شيخ الأزهر أحمد الطيب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في لقائهما بالقاهرة اليوم بالعمل على وقف نزيف الدم في سوريا وعدم التدخل في شؤون الخليج واحترام البحرين كدولة عربية شقيقة وأكد له رفضه “المد الشيعي” في بلاد أهل السنة والجماعة، وفق بيان أصدره الأزهر.

وأوضح البيان أن شيخ الأزهر طالب كذلك أحمدي نجاد بـ”ضرورة العمل على إعطاء أهل السنة والجماعة في إيران، خاصة في إقليم الأهواز حقوقهم الكاملة كمواطنين”.

وأكد متحدث باسم الأزهر عقب اللقاء أن الطرفين ناقشا سبل الوحدة والتلاقي، مشيرا إلى أن شيخ الأزهر تحدث عن منغصات تهدد هذه الوحدة، مثل “قيام البعض بالتعرض للنبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته بشكل غير مقبول، وهذا يشوش العلاقات بين البلدين”.

وطالب الشيخ الطيب الرئيس الإيراني “باستصدار فتاوى من المراجع الدينية تجرم وتحرم سب السيدة عائشة، رضي الله عنها، وأبي بكر وعمر وعثمان والبخاري حتى يمكن لمسيرة التفاهم أن تنطلق”.

ويعد هذا اللقاء أول اجتماع في القاهرة بين رئيس إيراني وشيخ الأزهر المؤسسة السنية الكبرى في العالم الإسلامي.

زيارة نادرة

وكان أحمدي نجاد بدأ اليوم زيارة لمصر في أول زيارة لرئيس إيراني إلى القاهرة منذ نحو 34 عاما, حيث أجرى مباحثات مع نظيره المصري محمد مرسي الذي كان على رأس مستقبليه في مطار القاهرة.

وهذه هي أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني إلى مصر منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن مرسي عقد جلسة محادثات مع نظيره الإيراني في المطار، “تناولت آخر المستجدات على الساحة الإقليمية وسبل حل الأزمة السورية لوقف نزيف دماء الشعب السوري دون اللجوء إلى التدخل العسكري”. كما بحث الرئيسان “سبل تدعيم العلاقات بين مصر وإيران”, حسبما ذكرته الوكالة.

يشار إلى أن مصر وإيران عضوان بمنظمة التعاون الإسلامي التي تعقد قمتها يومي الأربعاء والخميس في القاهرة، لكنهما لا تقيمان علاقات دبلوماسية. فقد قطعت إيران علاقاتها بمصر بعد اتفاقات السلام المصرية الإسرائيلية.

كما أن مصر وإيران عضوان في آلية رباعية تضم كذلك السعودية وتركيا، كان الرئيس مرسي قد اقترحها لحل الأزمة السورية، حيث عقدت اجتماعات على مستوى وزراء ووكلاء ونواب وزراء خارجية الدول الأعضاء.

وقبل مغادرته طهران، عبر أحمدي نجاد عن الأمل كي تمهد زيارته الطريق أمام استئناف العلاقات بين البلدين، وقال “سأحاول فتح الطريق أمام تطوير التعاون بين إيران ومصر”. وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية عشية توجهه إلى القاهرة أن “موقفا موحدا تتخذه إيران ومصر إزاء القضية الفلسطينية من شأنه أن يُغيِّر الجغرافيا السياسية للمنطقة”.

ومنذ وصول الرئيس محمد مرسي إلى السلطة في مصر عام 2012، أعربت إيران مرارا عن رغبتها في تطبيع علاقاتها مع القاهرة، لكن السلطة المصرية الجديدة أعربت حتى الآن عن تحفظ بشأن هذا الموضوع.

وكان مرسي قد زار إيران في أغسطس/آب الماضي حيث شارك في قمة دول عدم الانحياز, في أول زيارة لرئيس مصري إلى إيران منذ قطع العلاقات.

المجلس الوطني السوري يصف مبادرة الخطيب بـ”الفردية

أكد أنها تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف التي تنص على عدم الدخول في حوار مع النظام القائم

بيروت – فرانس برس

شن المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، حملة عنيفة الثلاثاء، على رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب، رافضا الدخول في أي حوار أو تفاوض مع نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال المجلس في بيان نشر على صفحته على موقع “فيسبوك” أن ما سمى بمبادرة الحوار مع النظام، إنما هي قرار فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف، وأن هذه المبادرة تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف التي تنص على عدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم.

هيئات الإغاثة السورية تلملم جراح النازحين المنسيين

46 ألف نازح سوري في البلدات الحدودية لا تشملهم القوائم التركية

الحدود السورية التركية – حنان المنوري

في الوقت الذي لم يستجب فيه الدعم الدولي والعربي للحد الأدنى من حجم المعاناة الإنسانية التي أفرزها الصراع الدائر في سوريا، برزت جهود حثيثة لمنظمات أهلية سورية، كان لها أثر كبير في تقديم يد العون لآلاف من المصابين والنازحين السوريين، خاصة أولئك الذين لا تشير إليهم القوائم التركية، بسبب دخولهم إلى تركيا بطريقة غير شرعية بعد هجرهم مدنهم وقراهم جراء القصف، وكذلك من تعرضوا لإصابات خطيرة تستدعي العلاج الفوري.

فخارج المخيمات التي أقامتها السلطات التركية لإيواء اللاجئين السوريين، أوى إلى بلدة الريحانية التابعة لإقليم “هاتاي” التركي وبعض القرى المجاورة لها أكثر من 46 ألف نازح سوري، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية، يعيشون ظروفاً صعبة حيث يتوزعون في بيوت قاموا باستئجارها بما تيسر لبعضهم من إمكانيات أو بمساعدة من جهات إغاثية سورية تنشط في هذه المنطقة الحدودية مع سوريا، فضلاً عن عدد كبير من الجرحى ذوي الإصابات الخطيرة، الذين احتضنتهم دور الاستشفاء التي أنشأتها المنظمات الإغاثية السورية.

بعد تفاقم الأوضاع الإنسانية على الحدود السورية-التركية جراء التدفق الكبير للنازحين السوريين من مدن أمعن النظام السوري في قصفها، كحمص وإدلب وحلب بينهم الكثير من المصابين، عملت مجموعة من المنظمات الأهلية السورية على إنشاء دور للاستشفاء وعيادات علاجية في بلدة الريحانية الحدودية لسد النقص الحاصل في المساعدات الطبية التي يحتاج إليها النازحون، في ظل عدم توفر المخيمات التركية إلا على عيادات صغيرة لعلاج الحالات المرضية البسيطة، واكتظاظ مستشفيات إقليم هاتاي بذوي الإصابات الحرجة الذين ينقلون إليها من المعابر الحدودية عبر سيارات الهلال الأحمر التركي.

فقبل تواجد الهيئات الإغاثية السورية كان العديد من الجرحى الذين استطاعوا عبور الحدود يتركون لساعات طويلة في ميادين البلدات التركية الحدودية في انتظار قبول إحدى المستشفيات التركية استقبالهم.

وتعمل هيئات سورية عديدة ليلاً ونهاراً رغم ثقل العبء وضعف الإمكانيات على توفير المساعدات الطبية اللازمة للجرحى السوريين من خلال جلب التبرعات والدعم، كالمكتب الطبي والإغاثي التابع للهيئة العامة للثورة السورية، الذي أنشأ عيادات تخصصية في الريحانية تقدم العلاج لما يصل إلى 250 نازحاً سورياً في اليوم الواحد، فضلاً عن اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية الذي يضم الرابطة الطبية للمغتربين السوريين، وجمعية رعاية ضحايا سوريا، بالإضافة إلى هيئة الإغاثة السورية واتحاد أطباء سوريا الذين يشرفون على بعض دور الاستشفاء، كما ينتشر عدد من الجمعيات المتواضعة التي قامت بجهد فردي.

ويتسم عمل هذه المنظمات الأهلية بالتنسيق الدائم فيما بينها على الرغم من أنها تعتبر مستقلة عن بعضها من حيث مصادر التمويل. ويقول مدين ميزنازي، المسؤول التنفيذي عن المشاريع الطبية في الهيئة العامة للثورة السورية: “إن نشاط الهيئة بدأ في الريحانية منذ ثمانية أشهر عبر إنشاء مكتب لها، لكنها تنشط أيضا في المخيمات التي توجد داخل الأراضي السورية القريبة من تركيا كمخيم “القطمة” ومخيم “قاح” عبر نصب الخيام وتقديم المواد الغذائية والدواء لما يزيد عن ثلاثين نازحاً داخل هذين المخيمين السوريين بالتعاون مع جهات سورية أخرى”.

ويضيف ميزنازي: “لقد أسسنا مركز العيادات في الريحانية لتوفير العلاج للمصابين السوريين في مختلف التخصصات، بعدما أدركنا الصعوبات التي يواجهونها في المستشفيات التركية كعائق اللغة، حيث يتم تشخيص إصاباتهم كما تقدم لهم الوصفات الطبية باللغة التركية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية وعجزهم عن شرائها، نظراً لظروفهم الصعبة، ونحن نسعى حالياً إلى الحصول على ترخيص من الجهات التركية من أجل توفير اللقاحات للأطفال غير المسجلين لدى الأتراك بعدما حرموا منها سنتين”.

ويتابع :”تتكفل الهيئة العامة بنصف الأعباء العلاجية تقريباً حيث تعمل على توفير خدمات طبية متكاملة للنازحين، فضلاً عن الدواء المجاني مع ترجمة الوصفة والتركيبة الدوائية للغة العربية، فيما تتحمل بقية جهات الإغاثة السورية النصف الآخر من الأعباء”.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات التركية في إغاثة اللاجئين السوريين فإنه من الملاحظ تركيز الجمعيات والمنظمات التركية في دعمها على اللاجئين المسجلين لديها فقط، ما يلقي بعبء إغاثة بقية النازحين غير النظاميين على كاهل المنظمات السورية، خاصة من تعذر عليهم جلب أوراقهم الثبوتية لدى مغادرتهم لسوريا.

من ناحية أخرى، تكتفي المستشفيات التركية بإجراء العمليات الجراحية التي تتطلبها حالة الجريح السوري فيما لا تتكفل بإقامته وإيوائه بل يتم إرساله بعد ذلك إلى المخيمات أو إعادته إلى سوريا. معظم أولئك المصابين يكونون بحاجة إلى متابعة طبية ومعالجة فيزيائية وأدوية لفترات قد تدوم عدة أشهر، لذلك عملت المنظمات السورية على إنشاء دور للاستشفاء تقوم بإيواء الجرحى وتوفر لهم مراكز للعلاج الفيزيائي باعتبار أن المخيمات غير صالحة لاستقبال هذه النوعية من الحالات.

ويعاني معظم الجرحى، الذين ينجح الناشطون أو ذويهم في نقلهم إلى الأراضي التركية من إصابات خطيرة كتمزق الأعصاب وتهشم العظام نتيجة القصف العشوائي الذي استهدف منازلهم، وجزء كبير منهم مصاب بالشلل النصفي أو الرباعي جراء حدوث تشوهات في النخاع الشوكي أو إصابات في الدماغ، وهي حالات تعد تكلفة علاجها مرتفعة جداً.

كما أن بعض تلك الاختصاصات غير متوفر في تركيا كاختصاص الأعصاب وترميم النخاع الشوكي وزرع الخلايا، مما يستدعي في بعض الأحيان إرسال الجريح للعلاج في الخارج من خلال جمع التبرعات. وقد نجح بعض الأطباء السوريين المقيمين في الخارج في إجراء مثل تلك العمليات الدقيقة في مستشفيين على الأراضي السورية تابعين لاتحاد الأطباء السوريين الذي يقدم العون للجرحى داخل سوريا.

بعض الهيئات السورية كالهيئة العامة للثورة تنشط كذلك في إخراج المصابين من المناطق المحاصرة، مثل حمص وإيصالهم إلى الأراضي التركية لتلقي العلاج، غير أن هذه العملية الصعبة قد تستغرق أحياناً بضعة أيام بسبب كثرة الحواجز الأمنية للجيش السوري النظامي أو اعتراض قرى ذات غالبية علوية لطريقهم، مما يضطرهم حينها إلى نقل الجريح على الدراجة النارية عبر طرق بديلة وشاقة.

ويوضح مدين ميزنازي أن “هذا الأمر يزيد من تفاقم حالة المصاب بسبب صعوبة الطريق، وتعرض إصابته للشمس أو البرد وللنزيف والتعفن، فمثل هذه الظروف أفقدت العديد من الجرحى إحدى أطرافهم بعد إصابتها بالغرغرينا على الرغم من أنه كان من الممكن تفادي ذلك لو تلقوا العلاج في الوقت المناسب”.

ومع استمرار تدفق المصابين شرع المكتب الطبي التابع للهيئة العامة للثورة السورية في توثيق الحالات، كما يعكفون في الوقت الراهن على إعداد خطة للتدخل الإغاثي في المناطق المحررة عبر دراسة احتياجات تلك المناطق، حيث افتتحت الهيئة مكتباً إغاثياً في إدلب وفي طريقها إلى افتتاح مكتب آخر في حلب.

وقد رأت هيئة إغاثية جديدة النور قبل أسابيع قليلة بأيد سورية هي منظمة “إنماء” التي بدأت في التحضير لمرحلة ما بعد سقوط النظام، وذلك من خلال تقديم مجموعة من البرامج والمشاريع الإغاثية والتنموية التي تتصف بالاستدامة, حيث أشار محمود الجمعة، المدير العام للمنظمة، إلى أن “إنشاء إنماء جاء استجابة للتحديات التي ستخلقها مرحلة ما بعد سقوط النظام كإعادة الاستقرار للمناطق المنكوبة، وإعادة تأهيلها، وتنمية الموارد المتاحة عبر تطوير أداء العمل الإنساني والتنموي في سوريا”.

عقب مبادرة الخطيب.. أنباء عن اجتماع طارئ للائتلاف السوري

واشنطن تدعم مبادرة الخطيب للحوار مع النظام السوري وترفض الحصانة للأسد

العربية.نت

يعقد الائتلاف السوري المعارض اجتماعاً طارئاً في الأيام القليلة المقبلة، بطلب من بعض أعضائه، على خلفية ما وصف بالتصريحات “المنفردة”، التي أعلنها رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب خلال الأسبوع الماضي، في الوقت الذي أعربت فيه الخارجية الأمريكية على لسان المتحدثة باسمها، فيكتوريا نولاند، عن دعمها المبادرة التي أطلقها الخطيب للحوار مع نظام بشار الأسد.

وقالت نولاند: “إذا كان لدى نظام (دمشق) أدنى اهتمام (بصنع) السلام، يتعين عليه الجلوس، والتحدث الآن مع الائتلاف السوري المعارض، وسندعم بقوة دعوة الخطيب”.

ورفضت الخارجية الأمريكية في الوقت نفسه حصول الرئيس السوري على أي حصانة، وأضافت: “لا أعتقد أن الرئيس الخطيب من خلال ما قاله كان يفكر في أنه يجب أن تكون هناك حصانة” للمسؤولين السوريين ولبشار الأسد.

وكان الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري, قد جدد دعوته للحوار مع النظام مشدداً على أن الحوار يجب أن يكون على مبدأ رحيل الأسد. وقال إن الائتلاف يقبل الحوار مع فاروق الشرع نائب الأسد، وأن المبادرة جاءت نظراً للظروف غير الإنسانية التي يعانيها الشعب السوري.

ولاقت تصريحات الخطيب امتعاضاً في صفوف الائتلاف المعارض، لاسيما لدى المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكوناته، حيث جاءت تصريحاته “مفاجئة”، ومن دون العودة إلى الهيئة العامة للائتلاف أو حصول أي تنسيق مسبق، واعتبرها البعض دليلاً على “إحباط” المعارضة وخيبتها من إمكانية إسقاط نظام الأسد.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الثلاثاء، أظهرت مصادر قيادية في الائتلاف مواقف ممتعضة مما سمته “الأداء الإعلامي المضطرب” للخطيب. ورجحت أن يكون هذا الأداء ناجماً عن “خوف أو تردد ما في أعماقه أو لتعرضه لضغوط عبر مقربين منه، وربما حاول من خلال موقفه أن يطرح جزءاً من مخاوف معينة لديه”.

وأوضحت المصادر عينها أن “الخطيب اتخذ قراراً بتسريب فكرة التفاوض بشكل منفرد، لكنه وبعد معاتبته من أعضاء في المجلس الوطني والائتلاف قال إن موقفه شخصي”، مشددة في هذا السياق على أن “تبريره ليس مقنعاً، لأنه لا يمكن لنا الفصل بين شخصه وتصريحاته، وإذا ما أراد الدخول في مفاوضات مع النظام فبإمكانه القيام بذلك بصفته الشخصية كمعارض، ولكن ليس بصفته كرئيس للائتلاف”.

وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن عضو الائتلاف المعارض وأمين السر في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الدكتور هشام مروة قوله إن “ما قام به الخطيب هو محاولة أو مبادرة تحتاج لإقرارها من الهيئة العامة للائتلاف حتى تكتسب مشروعية ودستورية، بمعنى أنها تحتاج إلى إجازة من الائتلاف”. ولم ينفِ أن “كثيرين من أعضاء الائتلاف قد تفاجأوا بتصريحات الخطيب، ومنهم من دعاه للاستقالة، لكن أعتقد أن هذا الكلام سابق لأوانه ويؤجل لاجتماع الائتلاف الطارئ الذي سيعقد قريباً”.

وعما إذا كان الخطيب ينطلق في موقفه هذا من الحاجة إلى وقف سفك دماء السوريين، قال مروة: “كلنا نريد وقف إراقة الدماء، التي تروي أرض سوريا أكثر من قطرات المطر هذه الأيام، ولكن لا يمكن لأحد أن يقدم ذرائع للنظام، تحت أي عنوان كان لإخماد الثورة”.

وشدد على “أي استجابة من الأسد للضغوط الدولية لا توقف حمام الدم، لأن هدفه الرئيسي إسقاط الثورة بالدرجة الأولى، ولا يمكن له أن يتراجع من دون قوة تجبره على ذلك”، مؤكداً أنه “لا أمل بوقف إراقة الدماء إلا برحيل الأسد وليس بالمفاوضات، وهذا ما يعرفه المراقبون والمواكبون عن كثب للتجربة السورية في السنوات الخمسين الأخيرة”.

اللجان الشعبية تعتقل 60 من درعا وتهدد بإعدامهم ميدانياً

لجان شعبية تابعة للنظام السوري تستخدم مدنيين كدروع بشرية لوقف هجوم الجيش الحر

دبي – قناة العربية

أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن ما يسمى اللجان الشعبية التابعة لقوات النظام تعتقل أكثر من 60 شاباً من أبناء مدينة درعا، معظمهم من طلاب الجامعات وتهدد بإعدامهم ميدانياً وإلقاء جثامينهم على طريق دمشق درعا بعد عمليات الجيش في درعا.

في الوقت ذاته، قامت كتيبة السهوة بريف درعا بإطلاق أكثر من 40 صاروخاً دفعة واحدة من راجماتها توزعت على درعا وريفها.

من جهته قام الجيش الحر بقصف حافلة للأمن العسكري على طريق سحم الشجرة ما أسفر عن مقتل جنود النظام وشبيحته.

أما دمشق فيشهد حيا التضامن والزاهرة اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام الذي حول حي التضامن إلى أثر بعد عين، بحيث لم يبق إلا ركام الأبنية.

كما تجري اشتباكات عنيفة في حي جوبر الدمشقي وسط قصف عنيف بالدبابات ومدفعية الهاون وراجمات الصواريخ، وفي حي القدم تقوم مدفعية الدبابات المتمركزة في الشارع العام بقصف عدد من الأحياء فيه.

هذا وتلقت معضمية الشام نحو 30 صاروخاً دفعة واحدة توزعت على أحيائها، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من المباني، وفي داريا في الريف تحاول أرتال من الآليات العسكرية المحملة بالجنود اقتحام المدينة التي تحولت إلى مدينة أشباح جراء الدمار الذي لحق بها في وقت يتصدى الجيش الحر لهجمة النظام الشرسة.

سوريا.. 93 قتيلا و”الوطني” يهاجم الخطيب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

رفض المجلس الوطني السوري المعارض “مبادرة” رئيس الائتلاف المعارض، معاذ الخطيب، للحوار” مع “النظام السوري”، وذلك في وقت استمرت أعمال العنف في سوريا حيث قتل، الثلاثاء، 93 شخصا في مناطق عدة من البلاد.

واعتبر المجلس، أحد أبرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في بيان نشره على صفحته في فيسبوك، الثلاثاء، أن لقاء الخطيب مع وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، يمثل “طعنة للثورة السورية”.

وكان الخطيب التقى بوزيري الخارجية الروسي والإيراني، على هامش المؤتمر حول الأمن في ميونيخ، قبل أن يطلب من الحكومة السورية انتداب نائبه فاروق الشرع للتحاور مع المعارضة “للتساعد على حل الأزمة”.

وأضاف البيان أن “ما سمي بمبادرة الحوار مع النظام، إنما هي قرار فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف الوطني ولم يجرِ التشاور بشأنه، ولا يعبر عن مواقف والتزامات القوى المؤسسة له”.

كما شدد المجلس على أن المبادرة تتناقض “مع وثيقة تأسيس الائتلاف” و”مع نصوص النظام الأساسي للائتلاف التي تؤكد على أن الهدف الأساس من تشكيل الائتلاف هو إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه”.

غارات على أحياء في دمشق

ميدانيا، شنت مقاتلات سورية غارات استهدفت الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق، بينما ارتفع عدد القتلى في مختلف المناطق السورية الثلاثاء إلى 93 شخصاً، غالبيتهم في دمشق وريفها وحلب، وفقاً لما ذكره ناشطون سوريون.

وأوضح الناشطون أن طائرات حكومية مقاتلة من طراز “ميغ” قصفت الأحياء الجنوبية لدمشق وريفها، وأن القصف تركز على حي القدم والعسالي والسبينة والبويضة وكفر بطنا.

وأضاف الناشطون أن 3 أشخاص على الأقل قتلوا في قصف بقنابل عنقودية تعرض له حي العسالي، وأن الحي تعرض لدمار هائل.

وتناقل الناشطون أنباء عن سقوط عدد من القتلى والجرحى جراء قصف بالقنابل العنقودية السبينة بريف دمشق، غير أنه لم يتسن لسكاي نيوز عربية التحقق من صحة هذه الأنباء.

كذلك تعرضت مدينة معرة النعمان في ريف إدلب لقصف عنيف بالهاون والمدفعية الثقيلة من قبل القوات الحكومية. وفي مدينة الميادين بدير الزور سمع دوي انفجار في أرجاء المدينة.

وأفادت أنباء عن وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية السورية ومقاتلين من المعارضة حول ثكنة للجيش غربي مدينة حلب، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بيانات له إن “الاشتباكات العنيفة مستمرة منذ الفجر بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات الحكومية في محيط ثكنة المهلب في حي السبيل في حلب يرافقها سقوط قذائف على المنطقة”، مشيراً إلى “خسائر بشرية في صفوف الطرفين”.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن محاولة مسلحي المعارضة الاستيلاء على هذه الثكنة ليست جديدة، مشيراً إلى أن الثكنة تضم عدداً كبيراً من عناصر القوات الحكومية.

من ناحية ثانية، أظهرت حصيلة أعدها المركز السوري لحقوق الإنسان حول عدد القتلى في شهر يناير أن 3742 مواطناً سورياً قتلوا، بمعدل 121 شخصاً كل يوم، وبمعدل 5 أشخاص كل ساعه.

وأشار التقرير إلى أن 466 طفلاً قتلوا خلال الشهر المنصرم، بمعدل 15 طفلاً كل يوم، وهو أعلى شهر في عدد الأطفال الذين سقطوا خلال المعارك التي تشهدها سوريا منذ اندلاع الأزمة في منتصف مارس 2011.

وكان مسلحو المعارضة السورية قالوا الاثنين إنهم حققوا تقدماً على الأرض في محافظة الرقة، شمالي سوريا، باقتحامهم سد البعث الاستراتيجي، بعد معارك “دامية” مع القوات الحكومية، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وفت فتل فيه 111 شخصا بأعمال العنف في مدن عدة وفقا للناشطين السوريين.

القمة الإسلامية تحمل الأسد مسؤولية العنف

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

حملت مسودة قرار القمة الإسلامية التي تعقد في القاهرة، الحكومة السورية تبعات استمرار العنف في البلاد، داعية إلى محادثات بين المعارضة السورية ومسؤولين في الحكومة “ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء”.

كما دعت المسودة المعارضة السورية للإسراع بتشكيل حكومة انتقالية تمسك بزمام الأمور فور رحيل الرئيس بشار الأسد.

وشهد مؤتمر القمة الإسلامية أول زيارة لرئيس إيراني إلى مصر منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وصل القاهرة للمشاركة في المؤتمر الذي تبدأ أعماله الأربعاء، واستهل زيارته بمحادثات مع نظيره المصري محمد مرسي.

ويعتقد أن هذه الزيارة قد تمهد لعودة العلاقات بين البلدين، فقد أعلن الرئيس الإيراني قبل مغادرته طهران أنه سيحاول “فتح الطريق أمام تطوير التعاون بين إيران ومصر” بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.

واعتبر أحمدي نجاد أن هذه الزيارة “ستؤثر من دون شك على العلاقات الثنائية” بين البلدين، مضيفاً أنه “إذا حصلت لقاءات متكررة أكثر بين طهران والقاهرة بشكل ثنائي حول المسائل الإقليمية والدولية فإن الكثير من المعادلات ستتغير”.

كذلك أعلن، من دون اعطاء تفاصيل، أنه سيلتقي في القاهرة “مسؤولين وسياسيين ووسائل الإعلام وجامعيين وطلاب”.

ويقول مسؤولون أمنيون، رفضوا الكشف عن هوياتهم، إن الرئيس الإيراني سيلتقي شيخ الأزهر، كما سيقوم بجولة في منطقة الأهرامات بالجيزة.

يشار إلى أن العلاقات المصرية الإيرانية شهدت تدهوراً عقب الثورة الإسلامية الإيرانية، وتوقيع مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل، بيد أنها تحسنت بعد ثورة 2011 المصرية.

جدير بالذكر أن إيران ومصر تختلفان حول عدة ملفات إقليمية لا سيما الأزمة السورية، حيث أن طهران تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد فيما تدعو القاهرة إلى رحيله.

الإتحاد الأوروبي: ندعم كل المبادرات للتوصل لحل سياسي بسورية

بروكسل (5 شباط /فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبر المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، عن ترحيب الإتحاد بكافة المبادرات والإتصالات الجارية بين الأطراف المعنية للتوصل إلى سلمي للصراع في سورية

وكان مايكل مان يرد على سؤال وجهته له (آكي) الإيطالية للأنباء حول آخر التطورات في الملف السوري، حيث قال “نحن نشجع كافة الأطراف على المشاركة في المشاورات والإتصالات من أجل تهيئة الظروف لانتقال سورية نحو الديمقراطية”، حسب تعبيره

كما أكد أن الإتحاد الأوروبي ينظر بإيجابية إلى اللقاء الذي تم بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الإئتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب

وكان الإتحاد الأوروبي قد تحفظ خلال الأيام الماضية على إعطاء رد فعل واضح على ما قاله الخطيب حول إستعداده للتحاور مع ممثلين عن النظام في سورية

ويذكر أن الموضوع السوري سيعود إلى واجهة النقاش مرة أخرى في الإتحاد الأوروبي خلال إجتماع وزراء الخارجية القادم في 18 الشهر الجاري بحضور الممثل الأممي العربي لسورية الأخضر الإبراهيمي

المجلس الوطني السوري ينتقد بشدة مبادرة الخطيب “الفردية” للحوار مع دمشق

روما (5 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رفض المجلس الوطني المعارض للنظام الحاكم في سورية بقوة مبادرة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة معاذ الخطيب بشأن الحوار مع النظام ووصفها بـ”قرارٌ فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف”، مجددا “الالتزام بمبادئ الثورة في إسقاط النظام ورفض الحوار معه”، حسبما جاء في بيان

ورأى المجلس أن “تلك المبادرة تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف الصادرة في الدوحة في تشرين ثاني/نوفمبر الماضي”، والتي تنص في الفقرة أولاً على أن هدف الائتلاف “إسقاط النظام القائم برموزه وحلّ أجهزته الأمنية والعمل على محاسبة المسؤولين عن سفك دماء الشعب السوري”. وفي الفقرة خامساً “عدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم” في دمشق

ونوه بأن “محاولة البعض دفعَ الثورة السورية نحو تقديمِ تنازلات والجلوس مع القتلة والمجرمين بذريعة أن الشعب السوري قد أرهقته جرائم النظام وثمنها الفادح، إنما يضع علامات استفهام كبيرة حول عمليات الحصار الإغاثية والمالية والعسكرية التي تعرضت لها قوى الثورة على مدى عامين وما زالت مستمرة، وتواطؤ إرادات دولية في ذلك، ومحاولتهم الدفع نحو وضع سياسي يبقي هيمنة النظام الأمنية والعسكرية ويفرّغ الثورة من أهدافها في الحرية والكرامة”، وفقا للبيان

واعتبر أن “اجتماع رئيس الائتلاف مع وزير خارجية النظام الإيراني يمثل طعنة للثورة السورية وشهدائها، ومحاولة بائسة لتحسين صورة طهران وتدخلاتها في الشأن السوري ودعمِها النظام بكل أدوات القتل والإرهاب، وهي خطوةٌ يرفضها المجلس الوطني السوري بكافة صورها ما دامتْ إيران تساند النظام وتقفُ إلى جانبه”

وقال “إن استمرار رئيس الائتلاف في اتخاذ خطوات منفردة والإدلاء بتصريحات دون العودة إلى مؤسسات الائتلاف ينذر بتوسيع الهوّة داخله، وإحداث ضرر في الصف الوطني مما يمثل خدمة للنظام وحلفائه الذين يسعون بكل الوسائل لإضعاف المعارضة وضرب الثورة وإيذائها.

إن المجلس الوطني السوري، يؤكد أمام الشعب والثورة أنه متمسك بمبادئها وأهدافها، ممثلة في إسقاط النظام السوري بكل مكوناته، ورفض الحوار معه، وحماية الثورة من أن تكون رهينة تسويات دولية، والعمل على قيام نظام وطني ودولة مدنية ديمقراطية في سورية وفق قيم العدالة والمساواة واحترام الحريات وحماية حقوق الإنسان وبمشاركة مكونات المجتمع السوري كافة، ومحاكمة مرتكبي جرائم القتل والإبادة من مسؤولي النظام وعناصره”

أمريكا ترحب بدعوة الخطيب للحوار وصحيفة سوريا تصفها بأنها “مناورة” سياسية

رحبت الولايات المتحدة بدعوة الحوار التي أطلقها رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد معاذ الخطيب، والتي دعا فيها الحكومة السورية إلى الحوار مع المعارضة من أجل إنهاء الأزمة المستمرة منذ عامين.

ورغم أن دمشق لم تعلق رسميا على تصريحات الخطيب، فإن صحيفة الوطن الموالية للحكومة قالت الثلاثاء في افتتاحية لها تحت عنوان (حوار متأخر سنتين) إن دعوة الحوار جاءت متأخرة، مؤكدة أن ثمة إدراكا بأن “لا حل للأزمة السورية إلا من خلال الحوار وصناديق الاقتراع ليختار الشعب من يرى فيه الصفات المطلوبة لقيادة سورية”.

وأضافت الوطن أن “تصريحات الخطيب تبقى منقوصة ولا تكفي لتجعل منه مفاوضاً أو محاوراً مقبولاً شعبياً على أقل تقدير، ويمكن وصف تلك التصريحات بالمناورة السياسية”.

دعوة

وكان الخطيب قد أطلق مبادرة سياسية لحل الأزمة التي تشهدها سوريا إذ دعا الرئيس بشار الأسد للاستجابة لعرض الحوار بالدخول في محادثات سلام لإنهاء الأزمة.

ودعا الخطيب، الذي انتخب أخيرا رئيسا للائتلاف الوطني السوري، الأسد الأسبوع الماضي لتفويض نائبه، فاروق الشرع، لبدء مفاوضات مع المعارضة.

وقال الخطيب لمحطة (العربية) التلفزيونية الاثنين “أطلب من النظام إرسال فاروق الشرع – إذا قبل الفكرة – وبإمكاننا الجلوس معه.”

لم تعلق دمشق بعد على دعوة الحوار

وأضاف “القضية الآن في ملعب الحكومة… للقبول بمفاوضات الرحيل بخسائر أقل.”

كما اعتبر أن السعي لإجراء حوار من أجل إنهاء الصراع ليس “خيانة”

وفي تصريحات أخرى لمحطة (الجزيرة)، قال الخطيب “يجب أن يتخذ النظام موقفا واضحا (من الحوار). ونقول إننا سنمد يدنا لمصلحة الشعب ولمساعدة النظام على الرحيل بسلام.”

وبحسب مراقبين، فقد أدهش زعيم المعارضة العديد من رفاقه الأسبوع الماضي بعرضه لإجراء محادثات مع الحكومة بشرط إطلاق سراح 160 ألف سجين.

فقد ظلت المعارضة السورية في السابق تصر على أن يتنحى الأسد عن منصبه قبل إجراء أي محادثات.

قال الأسد في السابق إنه لن يكون هناك حوار مع من وصفهم بالخونة أو “عرائس صنعها الغرب”

وكان الأسد قال في السابق إنه لن يكون هناك حوار مع من وصفهم بالخونة أو “عرائس صنعها الغرب”.

كما تمضي الحكومة السورية في استعداداتها لعقد مؤتمر للحوار الوطني وإجراء استفتاء على ميثاق وطني.

وعقد الخطيب محادثات في ميونيخ قبل أيام مع وزيري الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي والروسي سيرغي لافروف. كما اجتمع بنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ويقول جيم ميور، مراسل بي بي سي في لبنان، إن هذه التطورات تظهر أن ثمة خطوط اتصال جديدة قد فتحت.

ويضيف مراسلنا أنه مع استمرار القتال يبدو أن هناك إدراكا متزايدا لدى طرفي الأزمة بأن انسدادا يلوح في الأفق وأن الحل السياسي ربما يكون المخرج الوحيد.

وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الاثنين إن مشكلات سوريا لا يمكن أن تحل بالسبل العسكرية، ودعا إلى “تفاهم وطني وانتخابات حرة”.

وفي تطور منفصل، أقر وزير الدفاع السوري، فهد الفريج، الاثنين بأن الجيش منهك، قائلا إن قواته اضطرت للتخلي عن بعض المواقع حفاظا على الأرواح.

لكنه قال في رسالة تحدي بالتلفزيون الرسمي “أثبت هذا الجيش العربي السوري البطل للعالم أنه جيش قوي ومدرب وأنه جيش لا يمكن تحطيمه.”

مقداد وزيارة الصين

ومن جهة أخرى، وصل نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الاثنين إلى الصين في زيارة تستمر أربعة أيام وذلك في إطار المساعي الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في إفادة صحفية إن المقداد سيكون في الصين خلال الفترة من الرابع إلى السابع من فبراير/شباط وإنه سيلتقي بنائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون في إطار مساعي الصين للتوصل لحسم سياسي فيما يتعلق بالقضية السورية.

BBC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى