أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 07 كانون الثاني 2014

 تقهقر «داعش» يكشف انتهاكاتها… وبان يوجه الدعوات لـ «جنيف 2»

لندن، نيويورك، بروكسيل، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

اتسع الشرخ بين الفرعين العاملين باسم تنظيم «القاعدة» في سورية مع انضمام «جبهة النصرة» إلى التنظيمات التي تقاتل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وفرضت حصاراً على معقلها في الرقة، شمال شرقي البلاد. ومع تقهقر «داعش» في مواجهة التنظيمات السورية المعارضة التي بدأت قبل أيام حملة عسكرية ضدها، بدأ يظهر جزء من الانتهاكات التي ارتبكها مقاتلو «الدولة الإسلامية» أو المنسوبة إليهم في أكثر من منطقة سورية.

وعلى رغم أن مناوشات حصلت مراراً في الفترة الماضية بين «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية»، إلا أن ملامح المعركة الحالية، إذا ما نشبت، تؤشر إلى شرخ كبير قد يترك تداعيات على العلاقة المستقبلية بين هاتين الجماعتين اللتين تتبعان «القاعدة».

وقال نشطاء لـ «الحياة» إن مقاتلي «النصرة» و «أحرار الشام»، أحد الأطراف الرئيسية في «الجبهة الإسلامية»، حاصروا أمس مقر «داعش» في قصر المحافظة في الرقة، وإن مفاوضات جرت لـ «تسليم الموقع من دون قتال حقناً للدماء وعدم تعريض السجناء للخطر»، مشيرين إلى أن «النصرة» حررت أول من أمس 50 سجيناً من أحد مقرات التنظيم في الرقة.

وأشار النشطاء إلى أن حواجز «داعش» أزيلت من مناطق في شرق البلاد وبين الرقة وحدود تركيا. وتوقع أحدهم أن تكون الخطوة المقبلة سيطرة «النصرة» وكتائب أخرى على «سجن سد تشرين» الذي يضم مئات المعتقلين «الأساسيين». وقال بعض المتابعين أن الأب باولو دالوليو وصحافيين فرنسيين وأجانب «قد يكونون في هذا السجن، لذلك تجري مفاوضات دقيقة قبل اقتحامه».

وظهرت أمس انتهاكات مقاتلي «داعش»، إذ عُثر بعد سيطرة «النصرة» على كفرزيتا في حماة على جثامين ثلاثة مخطوفين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «مقاتلي الدولة الإسلامية قاموا بقطع رأس مواطنين اثنين من الطائفة الأرمنية عقب اعتقالهما لنحو أسبوع». كما عثر على «جثمان لطفل مقطوع الرأس ومدفون بمحيط مقر للدولة الإسلامية في بلدة كفرنبل في إدلب»، وسط استمرار المواجهات الحذرة بين «الجبهة الإسلامية» و «داعش» في معسكر التدريب في الدانا، بعد سعي التنظيم إلى تسليمه إلى «النصرة». وأورد «المرصد» مساء أنباء لم تتأكد عن إعدام «داعش» عشرات السجناء الذين كانوا محتجزين لديها في حلب، وعن انسحاب مقاتليها من الاشتباكات مع القوات النظامية في بلدة عياش بمحافظة دير الزور.

في المقابل، أشار «المرصد» إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل بينهم ثلاثة أطفال في قصف نفذه سلاح الجو السوري على بلدة بزاعة في الريف الشرقي لمدينة حلب.

سياسياً، أكد رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا، فور فوزه بولاية جديدة في الانتخابات التي جرت في إسطنبول أمس، «عدم تنازل الائتلاف كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري، عن أصغر المطالب التي نادت بها الثورة السورية» منذ ثلاث سنوات. ورأى مراقبون في إعادة انتخاب الجربا انتصاراً للتيار المؤيد لمشاركة «الائتلاف» في مؤتمر «جنيف 2».

وفاز الجربا بـ 65 صوتاً من أصل 120، متقدماً بفارق 13 صوتاً على منافسه رئيس الحكومة السابق المنشق رياض حجاب الذي حاز على 52 صوتاً. كما انتخب كل من عبدالحكيم بشار وفاروق طيفور ونورا الأمير (الجيزاوي) نواباً للرئيس. ويمثّل بشار «المجلس الوطني الكردي» بموجب الاتفاق الموقع مع «الائتلاف».

وأعاد «الائتلاف» التصويت على منصب الأمين العام بعد النتيجة المتقاربة التي حققها المرشحان المتنافسان، وهما رجل الأعمال النافذ مصطفى الصباغ (59 صوتاً) وبدر جاموس (57 صوتاً) الذي يشغل المنصب حالياً. ثم أعلن فوز جاموس في الانتخابات، علماً أنه والجربا كانا انتخبا لمنصبيهما في تموز (يوليو) الماضي.

وبعد الانتخابات، بدأ «الائتلاف» بحث الموقف من المشاركة في مؤتمر جنيف، على رغم إعلان فصيل أساسي فيه هو «المجلس الوطني السوري»، مقاطعته «جنيف 2». وأثار إعلان هذه المقاطعة مخاوف من إمكان رفض «الائتلاف» برمته المشاركة في «جنيف 2».

في نيويورك، اعلن ناطق باسم الأمم المتحدة، أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون بدأ أمس بتوجيه الدعوات لحضور المؤتمر، لافتاً إلى أن إيران ليست على اللائحة الأولية للمدعوّين إلى المؤتمر. وقال مساعد الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق، إن وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف سيلتقيان في 13 الجاري لاتخاذ قرار في شان مشاركة إيران أو عدمها في المؤتمر.

وكان مسؤول أميركي في بروكسيل قال: «توجد خطوات يمكن إيران أن تتخذها لتظهر للمجتمع الدولي أنهم جادون بشأن لعب دور إيجابي. يشمل ذلك الدعوة لإنهاء قصف النظام السوري لشعبه. ويشمل الدعوة إلى تشجيع وصول المساعدات الإنسانية». وأوضح مسؤول آخر أن وجود دور رسمي لإيران في المؤتمر لا يزال يتطلب قبول اتفاق «جنيف 1» لعام 2012، الذي نص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة.

وقالت مصادر مطلعة في نيويورك، إن إيران «ليست مستاءة» من عدم توجيه الدعوة إليها للمشاركة في المؤتمر، وإنها ستلعب دوراً مساهماً في المحادثات مع أنها لا تشارك فيها. ولفتت المصادر إلى أن موقف روسيا يدعم المرجعية التي على أساسها ستوجه الدعوات. وبحسب المصادر، رفضت الديبلوماسية الإيرانية الموافقة الصريحة على مرجعية «جنيف 2». ورأت أنه من الأفضل لها عدم الالتزام بتلك المرجعية مقابل مشاركتها.

إلى ذلك، شدد السفير الأردني في الأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن الشهر الحالي على ضرورة قيام مجلس الأمن بزيارة إلى الأردن للاطلاع على أوضاع اللاجئين السوريين هناك وعلى تبعات الأزمة السورية على بلده.

وأعلن بن رعد أن «الأردن سيعيد توجيه الدعوة إلى مجلس الأمن» للقيام بهذه الزيارة بعدما كان وجّه دعوة مماثلة إلى المجلس في نيسان (أبريل) الماضي «ولم نتلق أي رد عليها بعد». وأكد «وقوف الأردن تماماً مع الأمين العام للأمم المتحدة وطموحات الجميع» المتعلقة بعقد مؤتمر «جنيف 2».

ووصل نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى طهران مساء أمس، لتنسيق المواقف بين البلدين قبل مؤتمر «جنيف 2».

المرصد السوري: مقتل اكثر من 30 جهادياً في ادلب السورية

بيروت – ا ف ب

قتل 34 مقاتلاً جهادياً على الاقل من عناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) المرتبطة بتنظيم “القاعدة” في اشتباكات مع مقاتلين معارضين في محافظة إدلب شمال غربي سورية، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

واشار المرصد الى ان “القتلى قضوا في اشتباكات مع المقاتلين في منطقة جبل الزاوية في ادلب، ويعتقد بأنهم من غير السوريين”.

مصر ترحل 9 سوريين الى لبنان

القاهرة – أ ش أ

رحّلت سلطات مطار القاهرة الدولي ٩ سوريين إلى لبنان، بسبب مخالفتهم شروط الإقامة وعدم وجود موافقات أمنية على دخول بعضهم.

وأفاد مصدر مسؤول في المطار بأنه جرى استقبال مأمورية أمنية من محافظة مرسي مطروح تضم ٧ سوريين حاولوا التسلل إلى ليبيا، ومأمورية من ميناء دمياط وأخرى من ميناء السويس تضم كل واحدة مرحلاً سورياً، ورُحّلوا جميعاً على الطائرة المصرية المتجهة إلى بيروت.

محاصرة معقل «داعش» في الرقة… و«النصرة» المستفيد الأكبر

لندن – إبراهيم حميدي

دخلت «جبهة النصرة» على خط الانتفاضة العسكرية والمدنية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بمحاصرة مقاتليها مقر التنظيم الرئيسي في الرقة شمال شرقي البلاد، وسط وجود توقعات أن تكون «النصرة» المستفيد الأكبر من المواجهة القائمة بين «داعش» من جهة وتكتلات قديمة مثل «الجبهة الإسلامية» أو حديثة التشكيل مثل «جيش المجاهدين» و «جبهة ثوار سورية» من جهة أخرى.

وبدأت تتكشف انتهاكات «داعش» مع سيطرة مقاتلي المعارضة على كل موقع من مواقع التنظيم. وفيما جرى إطلاق 50 سجيناً معظمهم من عناصر كتائب محسوبة على «الجيش الحر» في الرقة، عُثر على جثث مشوهة بينها واحدة لطفل مقطوع الرأس في ريف إدلب بعد انهيار مقاتلي «داعش» الذي فجر مقاتلوه سيارتين مفخختين لوقف التقهقر.

وقال نشطاء لـ «الحياة» إن مقاتلي «النصرة» و «أحرار الشام»، أحد الأطراف الرئيسية في «الجبهة الإسلامية»، حاصروا مقر «داعش» في قصر المحافظة في الرقة وان مفاوضات تجري لـ «تسليم الموقع من دون قتال حقناً للدماء وعدم تعريض السجناء للخطر»، مشيرين إلى أن «النصرة» حررت أول من أمس 50 سجيناً في أحد مقرات التنظيم في الرقة.

وكانت الرقة أول مدينة تخرج عن سيطرة قوات النظام في آذار (مارس) العام الماضي، حيث سيطر عليها في البداية مقاتلو «أحرار الشام» و «النصرة» التي احتلت منزل المحافظ، قبل أن يتمدد تنظيم «داعش» ويحتل مقر المحافظة- البلدية ويحول كنيسة مقراً دعوياً. وتعرض نشطاء إلى ترهيب وعمليات خطف، ما دفع عدد كبير منهم إلى الهروب إلى تركيا وخارج البلاد. ويعتقد أن الأب باولو دالوليو وصحافيين أجانب خطفوا على أيدي «داعش».

كما أن «داعش» سيطر على مقر «لواء أحفاد الرسول» في الرقة، ودفع قادة عشائر إلى «مبايعته». وأوضح أحد النشطاء أن «كتيبة حذيفة» تراجعت عن بيعتها لـ «داعش» أمس وبايعت «النصرة»، ما عزز نفوذها في أوساط عشيرة العفادلة القوية في شرق البلاد. وبعد خطف «داعش» أمير «النصرة» في الرقة «أبو سعد الحضرمي» تسلم قائد «لواء ثوار الرقة» قيادتها في هذه المنطقة.

الأب باولو

وأشار النشطاء إلى أن حواجز «داعش» أزيلت من مناطق في شرق البلاد وبين الرقة وحدود تركيا. وتوقع أحدهم أن تكون الخطوة المقبلة سيطرة «النصرة» وكتائب أخرى على «سجن سد تشرين» الذي يضم مئات المعتقلين «الأساسيين»، وقال بعض المتابعين أن الأب باولو وصحافيين فرنسيين وأجانب «قد يكونون في هذا السجن، لذلك تجري مفاوضات دقيقة قبل اقتحامه».

ويُعتقد أن «جبهة النصرة»، هي المستفيد الأكبر من الصراع الأخير وأنها تسعى إلى تحسين علاقاتها مع المجتمعات المحلية عبر إطلاق السجناء وتقديم صورة مغايرة من ممارسات «داعش»، إضافة إلى إفادتها من السيطرة على مقرات عسكرية ومعدات ثقيلة كانت مع «داعش» وإلى عودة كتائب إلى حضنها بعد انضمام مقاتلين إلى «داعش» بسبب سطوتها.

وكان التوتر بين زعيمي «داعش» أبو بكر الجولاني و «النصرة» الفاتح أبو محمد الجولاني استمر لبضعة أشهر، لم ينجح زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري في حله مع أنه فصل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بين التنظيمين التابعين لـ «القاعدة». وتتألف «النصرة» في شكل أساسي من مقاتلين محليين، في حين يشكل «المهاجرون» (الأجانب والعرب) الكتلة الرئيسية في «داعش».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات عنيفة دارت أمس بين مقاتلي عدة كتائب إسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة أخرى في مدينة الطبقة» التابعة للرقة، مشيراً إلى «انسحاب» مقاتلي التنظيم من معبر تل أبيض على حدود تركيا. وكان مقتل مدير المعبر حسين السليمان، القائد في «أحرار الشام»، على أيدي التنظيم ملهماً لهذه الاحتجاجات ضد «داعش» بدأت بحملة أطلقها «جيش المجاهدين»، الذي تشكل من بضعة تنظيمات في غرب حلب، قبل أربعة أيام سرعان ما انضمت إلى الحملة «جبهة ثوار سورية» في ريف إدلب في شمال غربي البلاد و «الجبهة الإسلامية» بين حلب وحدود تركيا.

وفي حلب، دارت المواجهات بين «داعش» و «جيش المجاهدين» في أحياء مساكن هنانو والشعار وقاضي عسكر. وانضم «لواء جبهة الأكراد» إلى مناهضي «داعش» في أحياء الهللك وبعيدين وبستان الباشا ومعبر بستان الرز، في حين سيطر «الجيش» على قرية بالا والجمعيات المحيطة بها بريف حلب الغربي. وأعلنت قيادة «جيش المجاهدين» المنطقة الممتدة من دوار الحاووظ إلى دوار الشعار «منطقة عسكرية» ودعت الأهالي إلى «عدم الاقتراب منها حرصاً على سلامتهم». وقال «المرصد» إن مقاتلي «الجبهة الإسلامية» سيطروا على بلدة منبج بعد تسليم مقاتلي «داعش» أنفسهم ومقراتهم، الأمر الذي تكرر في بلدة تل رفعت. وبث نشطاء فيديو، أظهر مقاتلي «الجبهة» ونشطاء ينزلون علم «القاعدة» ويرفعون علم الاستقلال و «الجبهة الإسلامية». وأوضح ناشط في حلب لـ «الحياة» أن «الجبهة الإسلامية» سيطرت أمس على مدينة جرابلس على حدود تركيا، عدا المركز الثقافي الذي جرت مفاوضات من أجل تسليمه من دون اشتباكات.

إنتهاكات «داعش»

وظهرت أمس انتهاكات مقاتلي «داعش»، حيث عثر بعد سيطرة «النصرة» على كفرزيتا في حماة على جثامين ثلاثة مخطوفين، فيما تمكن 10 مواطنين أكراد من منطقة عفرين شمال حلب من الفرار من قبضة «داعش» في قرية دير حسان في ريف ناحية الدانا في محافظة إدلب. وأفاد «المرصد» أن «مقاتلي الدولة الإسلامية قاموا بقطع رأس مواطنين اثنين من الطائفة الأرمنية عقب اعتقالهما لنحو أسبوع». كما عثر على «جثمان لطفل مقطوع الرأس ومدفون بمحيط مقر للدولة الإسلامية في بلدة كفرنبل في إدلب»، وسط استمرار المواجهات الحذرة بين «الجبهة الإسلامية» و «داعش» في معسكر التدريب في الدانا، بعد سعي التنظيم إلى تسليمه إلى «النصرة».

في غضون ذلك، سعى مناهضو «داعش» إلى استقطاب المقاتلين الأجانب المنضوين تحت لواء «داعش» ويقدر عددهم بأكثر من خمسة آلاف. وقالت «الجبهة الإسلامية» إن «المجاهدين المهاجرين إخوان» لها. وحذرت من «الاعتداء» عليهم، بعدما أمهل «جيش المجاهدين» الأجانب يوماً لمغادرة البلاد. وقال نشطاء إن «النصرة» اقترحت حماية عائلات «المهاجرين» مع ترتيبها مغادرتهم الأراضي السورية. وحذر عبد العزيز سلامة القيادي في «الجبهة الإسلامية» من إيذاء «المهاجرين» الأمر الذي لين من موقف «جيش المجاهدين» يوم أمس، بالقول إن المشكلة مع قيادة «داعش» وممارساتها وليس «المهاجرين».

وواصلت أطراف سعيها للتوسط بين «داعش» وباقي التنظيمات. وأعلنت مجموعة من علماء سورية تشكيل «المجلس الإسلامي السوري» لـ «إنقاذ البلاد من محنتها». وأعلنت حركة «الإصلاح والبناء الإسلامية» مقترحات لـ «درء الفتنة» عبر طرح تشكيل «لجنة تحكيم من النشطاء المحايدين». وتردد أن أطرافاً أخرى اقترحت «سحب الحواجز الجديدة من قبل الطرفين التي لم تكن موجودة قبل الفتنة» واللجوء إلى «محاكم شرعية مستقلة» وعدم السماح لأي فصيل أن يطرح نفسه «جهة مهيمنة» على الجميع.

من جهته، دان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خطف محافظ حلب السابق محمد يحيى نعناع خلال وجوده في مدينة حريتان شمال حلب»، علماً أن نعناع كان قام بزيارات عمل إلى دول غربية بينها فرنسا.

تخوف على مصير مئات المعتقلين في سجون سرية

‘جبهة النصرة’ تعلن الحرب على ‘داعش’ في الرقة وتسيطر على معظم مقراتها

اسطنبول من وائل الطيراوي: شنت ‘جبهة النصرة’ و’حركة احرار الشام’ الاسلامية كبرى فصائل الجبهة الاسلامية هجوما عسكريا واسعا لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من مواقعه في مدينة الرقة، وتمت السيطرة على معظم المقرات وانسحبت عناصر داعش لمبنى المحافظة في الرقة الذي ما زال محاصرا حتى اللحظة .

ومن ضمن المقرات التي تم اخراج داعش منها كنيسة الشهداء وسط الرقة والتي حولتها داعش مكتبا دعويا لها .

وقد انقطع التيار الكهربائي عن معظم احياء الرقة نتيجة الاشتباكات العنيفة والتي استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة والمتوسطة بين الطرفين، وقتل وجرح العديد من المدنيين جراء الاشتباكات العنيفة. كما وجهت تحذيرات عبر مآذن الرقة لعدم التجول في المدينة في شارع الحني والاماسي وقصر المحافظ بسبب قذائف الهاون وانتشار القناصة في المعركة الدائرة بين داعش وكل من جبهة النصرة واحرار الشام .

وامتدت المعارك لمدينتي تل ابيض وجرابلس حيث امهلت داعش 24 ساعة لاخلاء مقارها ، وقتل ثلاثة من عناصر داعش برصاص مقاتلين من احرار الشام، كما حوصر امير تنظيم الدولة في تل ابيض ابو محمد السعودي وبرفقته قيادي يدعى التمساح يتهم انه وراء معظم عمليات الخطف والتصفيات التي قامت بها داعش في الرقة.

كما نجح الفصيلان الاسلاميان في تحرير خمسين معتقلا من سجن داعش في مبنى ادارة المركبات ومعظم المعتقلين من الناشطين وعناصر الفصائل الاسلامية الاخرى كالفاروق والتوحيد .

وظهر في شريط فيديو تم بثه للمعتقلين بعد الافراج عنهم وهم يصفون سجنهم بـ’غوانتانامو’ والدولة الاسلامية بـ’دولة الكفر والظلم’.

ويقول الناشط البارزعمر الهويدي الموجود حاليا في الرقة ان الخلافات بين داعش وكل من جبهة النصرة واحرار الشام كانت كبيرة، وتصاعدت في الاشهر الاخيرة عندما فرضت داعش هيمنتها بالقوة من خلال اعتقالها وخطفها لشخصيات مدنية وكذلك قيادات ثورية كانت تنتقدها.

ولعل ابرز المعتقلين في سجون داعش هو الحضرمي قائد جبهة النصرة في الرقة والذي اعتقلته منذ اكثر من شهرين.

وقد اعلنت جبهة النصرة في الرقة انها اطلقت عملية عسكرية ضد داعش اسمتها ‘ فك العاني في سجون الجاني’ وقالت فيه ان تجاوزات داعش ومظالمها قد اوجب تحركها. وتقول الناشطة المعروفة في الرقة سعاد نوفل والتي غادرت الى تركيا بعد ان تلقت تهديدات من داعش انها خائفة على مصير المئات من المعتقلين والاسرى في سجون داعش، لانهم ما زالوا ورقة بيد التنظيم، وحياتهم مهددة. وتضيف سعاد نوفل ان لدى داعش سجونا سرية في الرقة ومحيطها كسد الفرات والعكيرشي والمنصورة .

مقتل 34 جهاديا على يد مقاتلي المعارضة في شمال غرب سوريا

بيروت- (أ ف ب): قتل 34 مقاتلا جهاديا على الاقل من عناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام” ومجموعة متحالفة معها على يد مقاتلين سوريين معارضين في محافظة إدلب (شمال غرب)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء.

في غضون ذلك، افاد المرصد عن ارتفاع حصيلة قتلى القصف الجوي على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها (شمال) منذ منتصف كانون الاول/ ديسبمر، إلى أكثر من 600 شخص بينهم 172 طفلا.

وقال المرصد في بريد الكتروني “لقي ما لا يقل عن 34 مقاتلاً من الدولة الاسلامية في العراق والشام وجند الأقصى مصرعهم، وجميعهم من جنسيات غير سورية، جرى إعدامهم من قبل كتائب مقاتلة ومسلحين خلال الأيام الفائتة في مناطق بجبل الزاوية”.

ومنذ الجمعة، تدور اشتباكات عنيفة بين ثلاثة تشكيلات كبرى لمقاتلي المعارضة، في مواجهة عناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام”.

والتشكيلات الثلاثة هي “الجبهة الاسلامية” التي تعد من الاقوى في الميدان السوري، و”جيش المجاهدين” الذي تشكل حديثا واعلن الحرب على “الدولة الاسلامية”، و”جبهة ثوار سوريا” ذات التوجه غير الاسلامي. كما تشارك في المعارك جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة.

والثلاثاء، افاد المرصد عن اشتباكات بين الطرفين في مدينة الرقة (شمال)، مركز المحافظة الوحيد الخارج عن سيطرة النظام السوري، والتي تعد معقلا للدولة الاسلامية.

واشار إلى أن الاشتباكات تتركز في محيط مبنى المحافظة (المقر الرئيسي للدولة الاسلامية) “ويستخدم فيها السلاح الثقيل”.

وتحاصر مجموعات مقاتلة ابرزها “جبهة النصرة” منذ الاحد مقر الدولة الاسلامية في الرقة، وتمكنت من تحرير 50 معتقلا من مقر آخر، بحسب المرصد.

ويتهم الناشطون ومقاتلو المعارضة “الدولة الاسلامية” بارتكاب ممارسات مسيئة “للثورة السورية” تشمل عمليات الخطف والقتل، وتطبيق معايير اسلامية متشددة والسعي لطرد اي خصم محتمل لها من مناطق تواجدها.

ودفعت سلسلة من اعمال القتل المماثلة والخطف التي يقول الناشطون ان الدولة الاسلامية تقف خلفها منذ صيف العام 2013، بالكتائب المقاتلة الى اعلان حرب مفتوحة ضد هذا التنظيم المتشدد.

وفي حلب، قال المرصد “ارتفع إلى 585 بينهم 172 طفلاً دون سن الثامنة عشر و54 مواطنة وما لا يقل عن 36 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة، عدد الشهداء الذين قضوا جراء القصف المستمر من قبل القوات النظامية، بالبراميل المتفجرة والطائرات الحربية على مناطق في مدينة حلب ومدن وبلدات وقرى في ريفها، منذ فجر الـ 15 من شهر كانون الأول /ديسمبر وحتى منتصف ليل الاثنين السادس من كانون الثاني/يناير”.

واضاف ان “ما لا يقل عن 18 مقاتلاً من الدولة الإسلامية في العراق والشام مصرعهم، جراء غارات وقصف للطيران الحربي والطيران المروحي على مناطق في مدينة حلب وريفها” خلال المدة نفسها.

وتعرضت مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها خلال الاسابيع الماضية لقصف مكثف بالطيران الحربي والمروحي، الا ان حدته تراجعت في الايام الماضية، بحسب المرصد الذي اشار الى ان الطيران الحربي قصف اليوم حي الانذارات في كبرى مدن الشمال السوري.

وتتهم المعارضة ومنظمات غير حكومية النظام باستخدام “البراميل المتفجرة” في القصف. وتلقى هذه البراميل المحشوة بمادة “تي ان تي”، من الطائرات من دون نظام توجيه يتيح لها اصابة اهدافها بدقة.

ونفى مصدر امني سوري في وقت سابق استخدام هذه البراميل، مشيرا الى ان الطيران يستهدف مقرات لمقاتلي المعارضة، عازيا ارتفاع الحصيلة الى وجود هذه المراكز في مناطق مدنية سكنية.

الزعبي: سوريا حريصة على نجاح مؤتمر ‘جنيف 2′ وهناك قرار شعبي بترشيح الأسد للرئاسة

دمشق- (يو بي اي): قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الثلاثاء، إن سوريا حريصة على نجاح مؤتمر (جنيف 2) حول سوريا بما يحقق تطلعات الشعب السوري ومن دون تمرير أية أجندات خارجية، مشدداً على أن هناك قراراً شعبياً بترشيح الرئيس السوري بشار الأسد للرئاسة.

وونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الزعبي قوله في مؤتمر صحافي، إن “الوفد السوري ذاهب إلى مؤتمر جنيف 2 للوصول إلى نتائج تخدم الشعب والدولة السورية، ولن نسمح على الإطلاق بتمرير أي أجندة أميركية أو سعودية أو تركية في المؤتمر”.

وأكد الزعبي على وجود ” قرار شعبي سوري لترشيح الرئيس بشّار الأسد للرئاسة”.

وأضاف أن المجموعات المسلحة الموجودة في سوريا بمختلف تسمياتها هي “مجموعات إرهابية وكل محاولات إظهارها على أنها معتدلة لن تمر على الشعب السوري”.

وقال إن “الذي فجّر في روسيا الاتحادية هو ذاته تماما بهويته السياسية والمالية الذي ينفذ الإجرام في سوريا والعراق”، مؤكداً على حق كل من سوريا والعراق وروسيا الدفاع عن أمنهم القومي، وقال إن “الدولة التي تنفذ الإرهاب في العالم كله معروفة ويجب أن تحاسب وتدفع الثمن”.

وأضاف الزعبي “نحن نفهم جيداً أن يكون في مستقبل سوريا حكومة موسّعة ولن يكون هناك هيئة حكم إنتقالي كما حدث في العراق إبّان غزو الولايات المتحدة له”، مشيراً إلى أن أي عمل أو اتفاق سيتم في جنيف إذا “لم يوافق عليه الشعب السوري في استفتاء عام، فلا قيمة ولا معنى له، ولن يكون له إمكانية للتنفيذ”.

وقال إن “من يعتقد أنه سيغيّر شيئاً على الأرض بإرسال الإرهابيين والأسلحة إلى سوريا واهم”، مضيفاً أن “على الحكومة التركية إغلاق حدودها إغلاقاً تاماً بوجه الإرهابيين وطردهم من أراضيها ووقف الدعم اللوجستي والمالي لهم”.

وأشار إلى وجود عمليات تسلل كبيرة “للإرهابيين عبر الأردن إلى سوريا وبات الجميع يدرك ذلك وعلى الحكومة الأردنية ضبط الحدود وعدم الانصياع للضغوط الخارجية ولا سيما السعودية منها”.

وفي ما يتعلق بالوضع في لبنان، أكد الوزير السوري على أن هناك مصلحة كبرى لسوريا باستقرار لبنان واستتباب أمنه وسلامته.

وقال إن نقابة المحامين في سوريا واتحاد المحامين العرب “يشتغلون على ملف مجزرة عدرا العمالية التي تعد جريمة إبادة استهدفت جميع مكونات الشعب السوري”.

وأكد على أن المسيحيين في المنطقة حامل أساسي من مكونات أبنائها ولا يمكن لأحد أن يقتلعهم من وطنهم.

ويذكر أنه من المقرر أن يُعقد مؤتمر (جنيف 2) لحل الأزمة السورية، في 22 من الشهر الجاري.

زعيم جبهة النصرة يدعو إلى وقف المعارك بين المقاتلين المعارضين والجهاديين في سوريا

بيروت- (أ ف ب): دعا زعيم جبهة النصرة الاسلامية أبو محمد الجولاني إلى وقف المعارك الدائرة منذ ايام بين الجبهة وتشكيلات من المقاتلين السوريين المعارضين من جهة، وعناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام، وذلك في تسجيل صوتي بث اليوم الثلاثاء.

وقال الجولاني “ان هذا الحال المؤسف دفعنا لان نقوم بمبادرة لانقاذ الساحة من الضياع، وتتمثل بتشكيل لجنة شرعية من جميع الفصائل المعتبرة وبمرجح مستقل، ويوقف اطلاق النار (…) ويجري تبادل المحتجزين من كل الاطراف وتحظى الخطوط الامامية في قتال النظام بالاولوية الكبرى”، وذلك في التسجيل الذي بثته الجبهة على حسابها الرسمي على موقع تويتر.

الأسد باق في السلطة.. حاكم دويلة معزولة ومنبوذة مثل كوريا الشمالية

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ في المعركة الدائرة الآن في سوريا والعراق، يقول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ أنه يقاتل على ثلاث جبهات في سوريا والعراق ولبنان.ففي العراق تقول القوات التابعة للحكومة في بغداد إنها تحاول السيطرة على مدينة الفلوجة التي سقطت بيد مقاتلين من القاعدة وأبناء القبائل، وفي سوريا تقاتل الدولة للحفاظ على مكتسباتها وما بنته من قوة على الأرض أمام جماعات سورية إسلامية.

وما ساعد مقاتلي ‘داعش’ على تحقيق إنجازاتهم في الماضي هو الحدود السائبة أو المفتوحة بين العراق وسوريا حيث كان بإمكانهم التنقل بسهولة بين مناطق شمال سوريا والأنبار السنية، وشمال العراق خاصة منطقة الموصل.

داعش والعراق

وترى صحيفة ‘غارديان’ دفع الجهاديين أدى إلى تحويل طبيعة الإنتفاضة السورية في شمال سوريا إلى نزاع طائفي النزعة مما أدى إلى إعادة احياء التمرد داخل العراق وتوسيع عدسته.

ويقول مارتن شولوف إن ‘تدفق المقاتلين في مناطق الأنبار، حيث تقع الفلوجة والرمادي وفي مناطق أخرى حول بغداد التي لا تزال الإنقسامات الطائفية حاضرة فيها كإرث من الحرب الطائفية في الفترة ما بين 2005-2007′.

ويعاني ‘داعش’ من تهديد حقيقي الآن في سوريا والعراق التي فتحت فيها جبهة أخرى. ويقول التقرير إن حكومة نوري المالكي تحاول عقد تحالفات مع العشائر القوية في الأنبار والمنقسمة بين دعم الجيش ودعم مقاتلي القاعدة.

ونقلت عن متحدث باسم المالكي قوله ‘نريد المساعدة من الأمريكيين، ونريد فقط الدعم اللوجيستي ونحتاج منهم أي- الأمريكيين- تزويدنا بالسلاح، وكنا نريد التدخل من قبل لكن لم تكن لدينا الأسلحة الكافية’. وأضاف ‘من الصعب جدا السيطرة على الحدود بسبب الوضع في سوريا وهناك دول تدعم القاعدة بالسلاح والمواد اللوجيستية’.

وعبر صالح المطلك، نائب رئيس الوزراء عن أمله بانتهاء المواجهة وعدم تدخل الجيش وفي حالة تدخل الأخير ‘فلن ينسى أحد هذا، السنة والشيعة’.

وقال إن ‘الحدود بين العراق وسوريا المفتوحة بسبب الفساد الإداري والمالي والذي يساعد القاعدة على التنسيق بين العراق وسوريا’.

وأضاف أن ‘العراقيين لن يرضوا بالإنزلاق مرة أخرى نحو الحرب الأهلية ولكن إن لم يقم السياسيون العراقيون بالتعامل مع الوضع الطائفي بالطريقة المناسبة فكل شيء ممكن’. وقال إن الأمريكيين جلبوا الكثير من المال والسلاح وأسهموا في خلق العديد من الميليشيات وأن ‘القيادة العراقية تقودها سياسات الكراهية وحب الإنتقام’.

ونقلت الصحيفة عن النائب عزت شهبندر قوله إن الوضع الآن في الأنبار هو دليل على أن القاعدة تنقل أفرادا لها من داخل سوريا لمساعدة المقاتلين في العراق. وأشار إلى أن الحدود مفتوحة بسبب الوضع الحالي في سوريا وهشاشة الوضع الأمني في المحافظات المجاورة لسوريا مثل الموصل والأنبار.

تحديات لأوباما

وتطرح عودة القاعدة في ثوب الدولة الإسلامية في العراق ثم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ تحديات جديدة على الإدارة الأمريكية التي اعتبرت القاعدة ‘ميتة’ في العراق أو ‘خبرا من الماضي’.

وكان وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، قد أشار في تصريحات له يوم الأحد عن دعم أمريكا لجهود الحكومة في مواجهة القاعدة التي وصف مقاتليها بـ ‘أخطر اللاعبين في المنطقة’ واستبعد إرسال قوات برية لمساعدة الجيش العراقي. وأكد كيري أن المواجهة هي ‘شأن عراقي خاص’، فنحن ‘لا نفكر بالعودة ولأن نفكر بوضع قوات برية، هذه معركتهم وسنقدم لهم الدعم’.

وأشارت صحيفة ‘واشنطن بوست’ إلى انتقادات لما تقوم به القوات العراقية حول الفلوجة حيث نقلت عن صحافي من المنطقة قوله إن الجيش العراقي كان يقصف مواقع للمقاتلين لكنه أصاب المناطق المدنية.

وقال ‘لقد عاد الوضع لما كان عليه عام 2004′ مشيرا إلى الحرب التي شنتها القوات الأمريكية على المدينة في ذلك العام وأضاف ‘قبل عام 2004 كانت هناك مقبرة واحدة في الفلوجة، وبعده أصبح فيها أربع مقابر’ والآن ‘يخشى أن يصبح عددها ثماني مقابر’. وتشير الصحيفة أن سيطرة المقاتلين على الفلوجة أدى لانتقادات من مشرعين في الكونغرس لإدارة أوباما التي قررت الإنسحاب من العراق عام 2011 بدون توقيع الإتفاقية الأمنية التي كان بموجبها سيحتفظ بعدة آلاف من الأمريكيين لأغراض التدريب ومكافحة الإرهاب، لكن البرلمان العراقي رفض المصادقة عليها بسبب قضية حصانة الجنود الأمريكيين من المحاكمة أمام المحاكم العراقية.

وتساءل جون ماكين النائب الجمهوري عن ولاية أريزونا عن ‘تضحيات’ الجنود الأمريكيين الذين قاتلوا لجلب ‘السلام’ للفلوجة.

ماذا سيحدث؟

وفي الوقت الذي تتعرض فيه القاعدة لضغوط واسعة على أكثر من جبهة إلا أن ‘ما سينتج عنه الوضع هو انسحاب تكتيكي وليس هزيمة’ كما يقول تشارلس ليستر من معهد بروكينغز- الدوحة.

ولا يعني هذا خروجا للقاعدة بل يتوقع ليستر بقاء القاعدة في سوريا لوقت طويل وإن بإطار مختلف، فشعور الدولة بالعزلة عن بقية الجماعات المقاتلة سيقودها إلى ‘تصرفات أكثر قساوة ووحشية مما كانت عليه في السابق. وواجه مقاتلو القاعدة تحالفا من جيش المجاهدين وجبهة ثوار سوريا التي تضم فصائل مرتبطة بهيئة أركان الجيش الحر قد شنوا هجمات على مواقع لداعش واستطاعوا تعزيز مواقعهم في المناطق المحررة شمال سوريا.

ونقلت صحيفة ‘لوس أنجليس تايمز′ عن أبو بكر، من شبكة ‘شام’ للأخبار أن المقاتلين حققوا تقدما كبيرا ضد داعش ‘في هذه المرحلة من النزاع′، ونقل عن مقاتل اسمه مهندس أبو حمزة، قال إن بعض المؤسسات التي كانت تحت سيطرة داعش سلمت لجبهة النصرة. وقال ناشط من اعزاز أن الناس لم يعودوا بقادرين على تحمل تصرفات داعش ‘بعد كل هذه الإختطافات والإعتقالات والهجمات’.

وأضاف الناشط واسمه محمد حسنو ‘شعر الناس بالغضب عليهم ولكنهم كانوا مترددين لمواجهتهم لأن الأولوية كانت مواجهة النظام’.

ونقلت أيضا مخاوف عدد من مقاتلي داعش الأجانب او ‘المهاجرين’من الذهاب لمناطق خشية تعرضهم لهجمات وأكد مقاتل تركي ـ هولندي ‘في هذا الوقت هناك بعض المناطق تعتبر خطيرة على المهاجرين بسبب القتال بين داعش وجيش المجاهدين’.

وتقول الصحيفة إن انسحاب داعش من عدد من المواقع القوية التي كانت تحتلها في السابق أثر على الوضع الميداني في الشمال حيث استفادت قوات الحكومة وشنت هجمات على حلب وإدلب ومعرة النعمان.

عن مصير الأسد

وهذا يقود للتساؤل ما هو وضع النظام نتيجة لانتقال المعركة بين المقاتلين أنفسهم أو ‘الثورة الثانية’، فيما بات الغرب يركز على الجهاديين أكثر من القاعدة.

هذا التساؤل حاول تقرير في صحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ الإجابة عليه. فقد كتب نيكولاس بلانفورد قائلا إن الثورة التي بدأت عام 2011 للإطاحة بنظام الأسد بنفس الطريقة التي تم التخلص فيها من رؤساء تونس ومصر واليمن وليبيا، لكن مضى على هذه التظاهرات 3 تقريبا ولا يزال الأسد يسكن في القصر الجمهوري ويطل منه على دمشق التي أصبحت تحمل آثار الحرب.

ويقول الكاتب إن قوة النظام وتفرق المعارضة وصعود الجهاديين جعلت الكثيرين في الغرب يتحدثون عن أمر لم يكن ورادا في ذهنهم وهو إمكانية انتصار الأسد ونجاته تظل أفضل من نظام للقاعدة يحل محله في دمشق.

وأشار الكاتب لتصريحات برايان كروكر، السفير الأمريكي السابق في سوريا والعراق وأفغانستان وما كتبه في ‘نيويورك تايمز′ الشهر الماضي.

ولكن يزيد صايغ من مركز كارنيجي- الشرق الأوسط يقول ‘لا يمكن للأسد الإنتصار مع أنه قد يبقى في الحكم’، ويشير صايغ إلى أن جيش النظام منهك ولا يمكنه التقدم على كل الجبهات ‘ويمكنه تحقيق تقدم في منطقة واحدة وفي وقت معين مع مواجهته خطر خسارة مناطق أخرى… ولن تعود الأوضاع لما كانت عليه قبل 2011′.

عوامل البقاء

ويقول كاتب التقرير إن بقاء الأسد في الحكم يعتمد على ثلاثة عوامل، الأول متعلق بالمعارضة وحالة الفوضى التي تعيشها، سواء كانت معارضة الداخل والخارج، أما الثاني فمتعلق بالدعم الخارجي الروسي والإيراني للنظام، والثالث يتعلق بتماسك النظام الذي لم يظهر حتى الآن أية ملامح من التفكك.

ويتحدث الكاتب هنا عن الطريقة التي تعامل فيها الأسد مع التظاهرات التي أدت لعسكرة الإنتفاضة وإشعال حرب طائفية.

وفي ظل الوضع الحالي ومع قلق الغرب حول تحول سوريا لملجأ آمن للجهاديين لم يعد الأسد ينظر إليه على أنه الخيار الأسوأ. ويشير إلى ما قاله مايكل هايدن المدير السابق للسي أي إيه أمام مؤتمر بداية كانون الأول/ديسمبر الماضي أن انتصار الأسد هو ‘أحسن من ثلاث خيارات قبيحة ممكنة الحدوث’. اما الخياران الآخران اللذان تحدث عنهما فهما استمرار الحرب الطائفية بين السنة والشيعة، مما يعني تدمير ما تبقى من البلد، وزعزعة استقرار البلد والمنطقة وتعزيز التطرف والراديكالية.

وهذه الأخيرة كانت نتاجا للسياسات التي اتبعها الأسد، فنقاد آراء كروكر وهايدن يحملون الأسد مسؤولية انتشار التطرف داخل جماعات المعارضة.

ويقول فردريك هوف، الباحث في مركز رفيق الحريري في المجلس الأطلنطي إن ‘وجود نظام الأسد وأساليبه التي استخدمها هي التي أدت لظهور المتطرفين الإسلاميين في سوريا، فهو الذي أشعل النار في البلاد ويقدم نفسه على أنه الاطفائية’.

ويرى هوف الذي عمل في إدارة أوباما كمنسق مع المعارضة السورية أن الغرب لعب دورا في ظهور نزعات التشدد داخلها لأنه ‘فشل بطريقة بائسة بدعم معارضي النظام الحقيقيين’. ويرى الكاتب أن النزوع نحو التشدد كان في جزء منه سببه قسوة النظام ووحشيته وفي جزء آخر محاولة الجماعات المقاتلة إثارة انتباه الممولين والأثرياء العرب.

ويتحدث عن الجماعات المتعددة التي كان آخرها الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين ومحاولة السعودية لإنشاء جيش للمعارضة قوامه 45-60 ألف مقاتل.

لن ينتصر

ويرى الكاتب أن الجيش السوري المتعب لن يكون قادرا على هزيمة المعارضة حتى لو شجع الغرب تكتيكيا هزيمة الإسلاميين.

وينقل عن جوشوا لانديز، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما قوله ‘أعتقد أن النظام لا يزال في جوهره ضعيفا’، ‘فالأسد لم يكن قادرا على هزيمة المعارضة التي ظلت ضعيفة ووتتقاتل فيما بينها، ولم يحقق الكثير من التقدم، ونحن نرى الذروة التي يمكنه الوصول إليها في الوقت الحالي’.

أما بالنسبة للعامل الثاني عن بقاء النظام ومتعلق بدعم الحلفاء الإيرانيين والروس والذي كان دعمهم ضروري لبقاء الأسد، مثل دعم حزب الله والحرس الثوري الجمهوري، لكن هذا الدعم لن يبقى للأبد. ويرى أندرو تابلر من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن ‘الأسد كان قادرا على تحقيق انتصارات بدعم من حزب الله، ولن تظل الجماعة الشيعية منتشرة في سوريا للأبد’. وفي الوقت الذي يرى فيه محللون أن الأرتباط الروسي ـ الإيراني بالأسد ليس طويلا لكن لا توجد إشارات عن تغيير قريب في سياستهما نحو النظام.

أما العامل الثالث فمتعلق ببنية النظام الذي انشق عدد من مسؤوليه الكبار لكن جوهر النظام لا يزال متماسكا ومتحدا مما يجعل من الصعوبة بمكان التخلص من الأسد عبر انقلاب.

ويقول لانديز إن ‘فكرة انقلاب تتخلص من الجزء السيء في النظام خاطئة لأن الشر ليس هو الأسد بل النظام الذي أخرجه’.

المستقبل كئيب

وينهي بلانفورد تحليله لفرص بقاء الأسد بالحديث عن مستقبله وقد يكون حاكما على دويلة تشمل غرب وبعض جنوب سوريا، وتمتد من دمشق- حماة- حمص واللاذقية.

وفي غياب اتفاق وقف إطلاق نار يظل السؤال قائما حول المدة التي سيصمد فيها النظام. ويرى هنا أن أقصى ما يمكن أن يحققه الأسد هو اتفاق لوقف النار يعزز وضع التقسيم في البلاد، على الرغم من عدم تخلي نظام دمشق عن فكرة النصر.

ويرى الكاتب أنه في حالة اتحدت الجماعات القتالة والجبهة الإسلامية وبدعم مالي وعسكري من السعودية فقد تشكل تهديدا على سيطرة الأسد على غرب سوريا.

ويظل تحقيق وقف إطلاق النار والتفاوض حول تسوية رهنا بوجود معارضة متماسكة قادرة على توقيع وتنفيذ الإتفاقيات كما يقول صايغ. ويرى الأخير أن اتفاقا توقعه مجموعة الدول الخمس الأعضاء إضافة لايران يمكن أن يغير المعادلة على الأرض.

ويختم الكاتب بالقول إن التقسيم الفعلي يتعزز مما يترك الأسد حاكما إسميا على دمشق والمناطق التي تقع حولها ولكنه لا يزال يعتمد بشكل كبير على روسيا وإيران في بقائه. ويشير لانديز أن الأسد سيظل في عزلة ومنبوذا مثل كوريا الشمالية، فحتى لو تم التوصل لوقف إطلاق النار فالغرب لن يطبع العلاقات مع الأسد.

الإشتباكات بين الحر و’داعش’ تلقي بظلالها على جنيف ـ 2

إسطنبول ـ من محمد شيخ يوسف: تصاعدت المواجهات الميدانية في الأيام الأخيرة داخل سوريا، بين الأطراف المتصارعة، حيث ظهرت على السطح’مواجهة من نوع جديد، تمثلت بالاشتباكات الحالية بين الفصائل الإسلامية والجيش الحر من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ’داعش’ من جهة أخرى.

ويلقي الاقتتال’بين تلك الأطراف، الضوء على دور التطورات الميدانية المتسارعة، قبيل انعقاد مؤتمر جنيف2، في 22 كانون الثاني/يناير المقبل، وسعي كل طرف لتعزيز′مواقعه للدخول’بشكل قوي إلى المفاوضات، في وقت أعطت هذه التطورات انطباعا بتوحيد الجهود بين الجيش الحر والفصائل الإسلامية ضد تنظيم داعش، المتهم بممارسات قمعية’تشبه تلك التي يمارسها’النظام.

وفي هذا الصدد أُعلن الخميس الماضي عن تشكيل عسكري جديد في مدينة حلب، شمال سوريا، تحت اسم ‘جيش المجاهدين’، ويضم 7 فصائل إسلامية، تنشط في مدينتي’حلب وإدلب وريفهما، وذلك من أجل قتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ ‘داعش’.

ولم يَطل’الأمر حتى بدأت الاشتباكات بين التشكيل الجديد ومقاتلي داعش، انضمت لها الجبهة الإسلامية لاحقاً، والتي تضم أكبر الفصائل الإسلامية المقاتلة في سوريا، فيما بارك الجيش الحر هذه المواجهة، ودعا فصائله للتحرك ضد أي اعتداء من قبل مقاتلي داعش.

ورافق اندلاع′المواجهات، بيانات إدانة كبيرة تجاه’داعش’وممارساته ضد فصائل’المعارضة والأهالي، وبرز منها بيان صدر باسم جبهة علماء حلب، التي’أعلنت عن’حظرها لتنظيم ‘داعش’،’وأصدرت فتوى شرعية بوجوب انتقال عناصره إلى فصائل أخرى.

وقالت الجبهة في’بيان لها السبت الماضي، أن ‘التنظيم لم يخضع للشرع في جميع جرائمه’ونزاعاته’مع الفصائل الأخرى، وفي عدم تسليم الجناة للقضاء الشرعي، مع′عدم قيامهم بمعاقبة الجناة في محاكمهم، فضلاً عن’استباحة الدم الحرام، ورفضهم للدعوات المتكررة ـ الشفهية والرسمية ـ من الشرعيين والعسكريين، بالإعلان صراحة، بتحريم تكفير’غيرهم من المجاهدين، إضافة إلى امتناعهم عن’طرد’عملاء النظام من بين صفوفهم’، فضلاً عن بيان صدر باسم’مجموعة الروابط العلمية والإسلامية السورية، بوجوب رد عدوان هذا التنظيم على المدنيين والمجاهدين على حد سواء.

ونتيجة الاشتباكات التي جرت، تمكن مقاتلو الجيش الحر والفصائل الاسلامية من السيطرة على عدد كبيرمن’البلدات والقرى في ريفي حلب وإدلب،’من بينها’مقرات حصينة للتنظيم، واعتقال عدد كبير من مقاتليه’وقتل آخرين، إضافة إلى’تمكن الجبهة الإسلامية عبر حركة أحرار الشام، من الإفراج عن’مصور صحيفة ‘ملييت’ التركية،’بنيامين آيكون، الذي كان مختطفا من’قبل التنظيم، حسبما أفاد المصور المفرج عنه. وعلى الرغم من الصعوبات التي ترافق انعقاد مؤتمر جنيف، ومقاطعة المجلس الوطني السوري له، بانتظار الموقف النهائي للائتلاف السوري المعارض، الذي أكد مشاركته بشروط معينة مسبقاً، تزامناً’مع بدء’اجتماعات هيئته العامة في إسطنبول، والتي تستمر يومين آخرين. سامح راشد، الباحث في مؤسسة ‘الأهرام’ المصرية، يرى أن ‘الصعوبات التي تواجه مؤتمر جنيف2، ليست صعوبات فقط ميدانية، بل هناك صعوبات سياسية تتعلق بترتيبات المؤتمر من جهة الأطراف المشاركة فيه، والاختلاف حول مشاركة إيران’، مضيفاً أن ‘الاختلاف أيضاً هي من جهة’الأساس الذي ينطلق منه المؤتمر، وفكرة أنه’يهدف إلى حكومة انتقالية، وحل سياسي توافقي، فضلا عن’خلافات تمثيل المعارضة’.

وأشار راشد في اتصال هاتفي مع الأناضول، أن ‘التعقيدات السياسية هذه، والتي سبقت التطورات الميدانية الحالية، كانت سبباً بتأجيل جنيف2 أكثر من مرة’، حيث عزى’التطورات الأخيرة إلى ‘رد فعل على التعقيدات السياسية’، بمعنى أن احتمالات انعقاد’المؤتمر ضئيلة قبل التطورات، متوقعاً في الوقت نفسه”احتمالية عدم انعقاد’المؤتمر بنسبة كبيرة، نتيجة هذه التعقيدات’.

ومضى راشد قائلاً”حاولت الأطراف المتصارعة في سوريا، أن’تفرض واقعاً جديداً على الأرض، وتعزيز′مواقعها’وتوازنها’في ساحة القتال، بحيث تتغير الموازين، ومن ثم يمكن تليين المواقف، أو كسر إرداة بقية الأطراف’، موضحاً أن ‘تعقد وتعثر الحل السياسي المتمثل بجنيف2، دفع الأطراف إلى العودة للحل العسكري، كوسيلة لفرض الإرادة والقرار’.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، ‘بان كي مون’، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أن مؤتمر’جنيف’2′الخاص بالأزمة السورية سينعقد’في’22” كانون الثاني/يناير، بعد سلسلة من التأجيلات،’نتيجة الخلاف بين’النظام السوري’والمعارضة، حول وضع شروط مسبقة لمشاركة كل منهما، أهمها الخلاف على مصير الأسد في مستقبل البلاد، وصلاحيات الحكومة الانتقالية المزمع′تشكيلها خلال المؤتمر، والتي كانت من أهم مقررات’جنيف1، ولا’يزال هذا الخلاف مستمراً حتى بعد إعلان كلا الطرفين موافقتهما على حضور المؤتمر.

أما عن توازنات القوى في الساحة القتالية،’والخريطة الميدانية، ذهب راشد إلى أن ‘قوات’النظام السوري حققت مكاسب استراتيجية منذ عدة أشهر، خصوصاً بعد معركة القصير في حزيران/يونيو من العام المضي،’والتفوق الاستراتيجي بالسلاح’.

وكشف سامح ‘أن’هذا النصر، أتاح للنظام’أن يعيد تشكيل الخارطة القتالية، بحيث يسمح له بنشر’بعض التنظيمات والقوى مثل داعش’في مناطق مختلفة من سوريا، بعض هذه المناطق’كانت تخضع′للنظام، وهذه معلومات قد لا’يعلمها الجميع، ذلك’أن’داعش تحركت في مناطق لم يكن لأي قوة من المعارضة’الوصول إليها، إلا من خلال النظام، وهذا يعني بأن النظام لعب دوراً، في تلك الفتنة بين داعش، والفصائل’المسلحة الأخرى’،’على حد تعبيره.

وأضاف مؤكداً ‘هناك جبهة النصرة التي لها رؤى مختلفة فكرياً وعسكرياً،’وهناك أطراف إقليمية أخرى لها جماعاتها، وتعمل لحسابها’على الأرض’، متوقعاً أن ‘موازين القوى ستنحاز′تدريجياً إلى’جانب النظام، ما لم يتم بالفعل تجميع وتنسيق حقيقي’بين قوات المعارضة المختلفة، بما فيها داعش’. على حد وصفه.

وقال قياديون في الجيش الحر المعارض للنظام السوري، إن عام 2013 كان عام ‘تراجع′ بشكل عام لمسيرة ‘التحرير’ التي بدأها الجيش الحر وحلفاؤه من الفصائل الإسلامية إبان بداية ‘عسكرة الثورة’ مطلع آب/ أغسطس 2011، أي بعد نحو 5 أشهر من اندلاعها.

وأوضح القياديون على جبهات القتال في البلاد أن ‘نسبة التراجع تراوحت ما بين 10 إلى 15′ في معظم الجبهات، باستثناء الجبهة الشرقية التي شهدت تقدماً واضحاً بـ’تحرير’ محافظة الرقة، وأجزاء إضافية من محافظة دير الزور النفطية، في حين أن جبهة الساحل (الغربية) كانت’هادئة بشكل عام في معظم مدنها ومناطقها’.

ومن جهة أخرى اعتقد سامح ‘أن المواجهة لن تطول، بين الفصائل الإسلامية والجيش الحر، لأن كلا منهما له امتداداته وارتباطاته الخارجية، ويعتمد في استمراره على موارد خارجية، سواء مالية أو لوجستية،’وأن الوضع في المنطقة مع′المستجدات، كالتوافق الإيراني الغربي، والتوتر الذي بدأ يزداد في لبنان،’يدعو الأطراف إلى التوافق والتهدئة في لبنان، وصولا إلى سوريا، وهذا الاشتباك لن يستمر طويلا، ويتم تطويقه حفاظاً على الحد الأدنى من التماسك في مواجهة النظام، حتى لا تستنزف جهود هذه الفصائل على حساب الأطراف الداعمة له’.

وعن الجهات الداعمة لداعش، ومصادر تمويلها، أكد سامح أنه ‘يصعب لأي’مراقب الجزم’بتأكيد الجهات التي تقف خلف التنظيم،’من دون معلومات مدعومة،’إلا أن’هناك كثير من التنظيمات الجهادية الإسلامية،’توجد حولها علامات استفهام وغموض، ليس فقط في نشأتها فحسب، بل في تمويلها وتسليحها وأهدافها’.

وتابع قائلا ‘تنظيم داعش قد يكون’مخترق بواسطة بعض الأجهزة الاستخباراتية، ويتم توظيف وتسخيره لتلك الأجهزة’.

ويعد تنظيم ‘دولة العراق والشام الإسلامية’، كياناً سياسياً’جهادياً مسلّحاً ينتشر في العراق وسوريا، وقد تَشَكَّل في نيسان/ابريل 2013؛ عندما أعلن أبو بكر البغدادي حل كل من تنظيم ‘دولة العراق الإسلامية’ – الذي ينشط بالعراق ويقوده بنفسه – وتنظيم جبهة ‘النصرة’ في الشام – الذي ينشط بسوريا ويقوده أبو محمد الجولاني – لدمجهما في التنظيم الجديد.

وانشق نحو 70 في المائة من أعضاء جبهة ‘النصرة’ بمحافظة إدلب (شمال سوريا) إثر إعلان البغدادي هذا، لينضموا إلى التنظيم الجديد، فيما سارع الجولاني في اليوم التالي لاستنكار قرار البغدادي الذي قال إنه تم من دون مشورته، معلناً أن بيعته لن تكون إلا لأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. وكثُرت المخاوف خلال الفترة الماضية من تحول الصراع في’سوريا، إلى صراع داخلي بين ‘داعش”وبين الجيش السوري الحر وحلفاؤه الإسلاميين’بالتوازي مع الصراع القائم مع نظام بشار الأسد،’وذلك مع ازدياد’الاتهامات من قبل الجيش الحر وحلفائه’للتنظيم؛ بكثرة انتهاكاته ومطامعه في’توسيع′نفوذه’في أنحاء البلاد، إضافة إلى الخلاف الأيديولوجي بينه وبين الجيش الحر؛ والذي يعد’أول تنظيم عسكري تَشَكَّل لقتال قوات النظام السوري مع نهاية عام 2011.

وأعلنت سبعة فصائل مسلحة تابعة للمعارضة السورية اندماجها في تكتل جديد، يحمل اسم ‘الجبهة الإسلامية’ في 22 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، موضحةً أنها ستكون تحت قيادة غرفة عمليات واحدة.

ويشمل التكتل الجديد، كل من لواء التوحيد، وحركة أحرار الشام، وجيش الإسلام، ولواء صقور الشام، ولواء الحق، وأنصار الشام، والجبهة الكردية الإسلامية.

وعرّفت ‘الجبهة الإسلامية’ نفسها في ميثاق تأسيسها،’بأنها ‘تكوين عسكري، سياسي، اجتماعي، إسلامي شامل، يهدف إلى إسقاط النظام الأسدي في سوريا، إسقاطاً كاملاً وبناء دولة إسلامية، تكون السيادة فيها لشرع الله، وحده مرجعاً وحاكماً وموجهاً وناظماً لتصرفات الفرد والمجتمع والدولة’، وتعد أكبر تحالف للفصائل الإسلامية المسلحة التي تقاتل’نظام الأسد’في سوريا.(الاناضول)

استقالة 6 كتل سياسية من «الائتلاف السوري» قبل انعقاد «جنيف 2»

قال عضو في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» إن ست كتل سياسية انسحبت، ليلة الثلاثاء، من اجتماعات الائتلاف الجارية حالياً في اسطنبول، للتعبير عن رغبتها في عدم المشاركة في أعمال «مؤتمر جنيف 2» لحل الأزمة السورية المقرر في 22 كانون الثاني/ يناير الجاري. يأتي ذلك في وقت بدأ فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إرسال دعوات رسمية للدول المعنية لحضور المؤتمر، مستثنياً إيران.

وأكد عضو «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، عن «الحركة التركمانية»، زياد حسن، أن ٤٠ عضواً على الأقل في الائتلاف، وهو من بينهم، قدموا استقالاتهم بشكل خطي من عضوية الائتلاف، وذلك لعدة أسباب، موضحاً أن المستقيلين سيتلون بياناً بهذا الخصوص اليوم.

وأكد حسن، في تصريحات صحافية أن المنسحبين يمثلون كلاً من «الحركة التركمانية»، و«منتدى رجال الأعمال»، والمجالس المحلية، و«المجلس الأعلى لقيادة الثورة»، وأعضاء من هيئة الأركان، فضلاً عن عدد من الشخصيات الوطنية.

كذلك، أوضح حسن أن أسباب استقالته هي «بعد الائتلاف عن الشارع الثوري، والانفصال عن واقع الشعب في الداخل السوري، إضافة إلى المشكلة البنيوية في الائتلاف، والمتمثلة بسيطرة فئات معينة، بعضها بعيد كل البعد عن الثورة، وعن تطلعات الثوار السوريين».

وأضاف حسن أيضاً إن أسباب الاستقالة هي «عدم وجود أفق لأي انفراج أمام ما يعانيه الائتلاف من مشكلات بوجود القيادة الحالية»، لافتاً إلى أن «هناك مشروعاً عاماً يسود بلدان الربيع العربي والمنطقة برمتها، ويتلخص هذا المشروع بالقضاء على التيارات الوطنية الراغبة في القضاء على الديكتاتورية، وتحقيق التنمية في البلاد».

وفي السياق، تابع حديثه قائلاً «نرى في الحركة التركمانية أن الائتلاف يسير باتجاه خدمة هذا المشروع المعادي لأمتنا جمعاء، وذلك عبر مسرحية ما يسمى «جنيف 2».

وأشار إلى أنه «كان لديه بصيص من الأمل لتعديل هذه التوجهات، ولكن بعد العديد من المحاولات التي قام بها مع زملائه المستقيلين، وجدوا أن الفساد المستشري، والانفصال الشديد عن الواقع لا يمكن معالجته وترميمه، ما جعله يؤثر الانسحاب مع زملائه بعد الاستشارة معهم».

وأفاد حسن بأنه «لا بد للقوى المجاهدة من أن تبادر بسرعة لتشكّل المظلة السياسية التي تمثلها بحق، وليعلنوا برامجهم السياسية ويعملوا على تحقيقها»، لافتاً إلى أنهم في الحركة «مستمرون بخدمة الثورة السورية أينما كانوا، وبأي طريقة كانت، فالثورة السورية حلم العمر، وهي مشروع أمة تتشوق لرؤية فجرها السعيد، أكثر من مليار ونصف مليار من المؤمنين في كل أصقاع الأرض». على حد تعبيره.

وكانت مصادر في «الائتلاف الوطني» قد أوضحت في وقت سابق اليوم، أن عضو الائتلاف كمال اللبواني، قدم استقالته للهيئة العامة، لأن الائتلاف لم يعد يتجاوب مع ثوابت الثورة السورية، على حد تعبيره، وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها اللبواني استقالته من الائتلاف.

وكان اللبواني قد أبدى اعتراضه مع مجموعة من الأعضاء على اتفاق الهيئة السياسية مع «المجلس الكردي» قبل أشهر، معتبراً أن بنود الاتفاق من الأمور التي يقررها الشعب السوري عقب إسقاط النظام.

ومن المقرر أن يعقد الأعضاء المنسحبون، اليوم، مؤتمر صحافياً في إسنطنبول لتوضيح موقفهم بشأن ملابسات الانسحاب من اجتماعات الائتلاف، التي تعقد قبل نحو أسبوعين من انطلاق مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا.

في غضون ذلك، بدأ الأمين العام للأمم المتحدة إرسال الدعوات لحضور مؤتمر «جنيف 2»، مستثنياً إيران من الدعوة، بحسب ما أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة، أمس.

وقال مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف سيلتقيان في 13 كانون الثاني/ يناير الجاري لاتخاذ قرار بشأن مشاركة إيران من عدمها.

وذكر المتحدث بأن بان كي مون «يأمل بدعوة إيران»، لكنه أضاف إن المشاورات حول هذه المسالة «لم تؤد إلى نتيجة نهائية حتى الآن». كما أنه لم يحدد المتحدث الأممي ولا الخارجية الأميركية مكان عقد هذا الاجتماع، وتابع حق «نعلم جميعاً أن الدعم القوي للقوى الإقليمية أساسي من أجل حل سياسي في سوريا».

من جهتها، أوضحت الأمم المتحدة في بيان أن «قائمة المدعوين تم تحديدها في 20 كانون الأول/ ديسمبر» خلال اجتماع في جنيف بين الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي ومسؤولين روس وأميركيين.

وتتضمن هذه اللائحة 26 بلداً؛ بينها القوى الدولية والإقليمية الكبرى بما فيها السعودية التي تدعم المعارضة السورية.

وكان مسؤول أميركي قد قال إن بإمكان إيران أن تبرهن على رغبتها في لعب دور بناء في المحادثات المقبلة لإحلال السلام في سوريا بدعوتها دمشق إلى وقف قصفها للمدنيين والسماح بوصول المساعدات.

من ناحيتها، رفضت طهران العرض الأميركي بلعب «دور هامشي في المحادثات المقبلة لإحلال السلام في سوريا»، وقالت إنها لن تقبل سوى العروض التي تحترم «كرامتها».

وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «أرنا» بأن «إيران أعلنت دائماً استعدادها للمشاركة من دون شروط مسبقة» في المحادثات، مضيفة: «ولكن طهران لن تقبل سوى العروض التي تحفظ كرامة الجمهورية الإسلامية».

وجاءت تصريحات أفخم رداً على سؤال حول اقتراح وزير الخارجية الأميركية جون كيري بأن إيران قد تتمكن من لعب دور على هامش المحادثات التي ستجرى في مدينة مونترو السويسرية.

(أ ف ب، الأناضول، سكاي نيوز)

دعوات (جنيف 2) تستثني إيران مبدئياً

نصر المجالي

استثنت الأمم المتحدة، إيران، مبدئياً من قائمة المدعوين للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2) حول سوريا، حيث وجهت الدعوات لحوالي 30 دولة.

 يلتقي وزيرا خارجيتي الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف  في 13 من الشهر الجاري للنظر في دور إيران في حل الصراع الدائر في سوريا الذي يدخل عامه الثالث.

ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوات لنحو 30 دولة لحضور مؤتمر جنيف 2 حول سوريا، إلا أنه لم يرسل أي دعوة لايران، وذلك بحسب ما قاله فرحان حق المتحدث باسم كي مون.

وتتضمن لائحة الدول المدعوة لحضور مؤتمر “جنيف 2 ” السعودية التي تعد الداعم الأكبر للمعارضة السورية، والبحرين والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وجيران سوريا، تركيا والعراق والأردن.

وأضاف فرحان حق: “يحبذ كي مون مشاركة إيران في “جنيف 2″ لأن سوريا تحتاج إلى دعم الدول الإقليمية للتوصل إلى حل سياسي للصراع الدائر فيها”.

 روسيا تدعم ايران

وتدعم روسيا مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 في سويسرا، بينما ترى الولايات المتحدة وحلفاؤها أن على إيران إعلان دعمها لتشكيل حكومة انتقالية تحل محل الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان وزير الخارجية  الأميركي جون كيري قال الأحد الماضي إن إيران قد تلعب دورًا محوريًا في المحادثات بشأن سوريا، والتي ستعقد في جنيف هذا الشهر، وإن لم توجه لها دعوة رسمية للمشاركة.

 وهذه هي المرة الأولى التي يشير فيها مسؤول أميركي رفيع المستوى بأن إيران قد تشارك في هذه الجلسات التي ستبدأ يوم 22 يناير/ كانون الثاني الجاري.

وأضاف كيري أن مشاركة إيران ستكون “محدودة” في حال لم توافق على الهدف الأساسي من المؤتمر، وهو وضع خطة للمرحلة المقبلة في سوريا في حال تم إقناع بشار الأسد بالتخلي عن السلطة.

 رفض جنيف 1

وكانت إيران رفضت اتفاقاً دوليًا تم التباحث حوله، في ما يسمى (جنيف 1) في العام 2012، يقضي بتخلي بشار الأسد عن السلطة.

ويقضي ما يعرف باتفاق (جنيف 1) بأن تشكل الحكومة والمعارضة حكومة انتقالية بموافقة الطرفين، وهي عبارة تقول الولايات المتحدة إنها تستبعد أي دور للأسد، وتعارض روسيا أحد رعاة الخطة هذا الرأي.

 وفي تغيير في النبرة، أشار كيري الى امكان أن تضطلع ايران بدور بناء لكنه محدود حتى وان لم تساند اتفاق 2012. وقال إن أي دور تقوم به ايران سيحدده الامين العام (للامم المتحدة) وتحدده نوايا الإيرانيين أنفسهم.

المقداد يلتقي مسؤولين ايرانيين في طهران الثلاثاء

ويلتقي نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الثلاثاء في طهران مسؤولين ايرانيين لبحث التطورات المتعلقة بعقد مؤتمر “جنيف 2” غداة توجيه دعوات لحضور المؤتمر لم تشمل طهران، حليف النظام السوري.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) أن المقداد “يجري مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين في طهران تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات المتعلقة بعقد المؤتمر الدولي حول سوريا جنيف2”.

كما ستتضمن المباحثات “مناقشة قضايا إقليمية ودولية”.

حكومة انتقالية

وكان تم الاتفاق على فكرة الانتقال السياسي في سوريا من حيث المبدأ في يونيو/ حزيران 2012 خلال المؤتمر الذي عرف باسم جنيف 1.

من جهتها، قالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف إن على ايران أداء دور بناء في سوريا من خلال دعمها تشكيل حكومة انتقالية في سوريا قبيل موعد بدء مؤتمر جنيف 2، مشيرة إلى أن إيران تستطيع في هذه الحال المشاركة في مؤتمر السلام في سويسرا، ولكن “بمستوى ادنى” من المستوى الوزاري.

 وقتل أكثر من 130 ألف شخص كما شرد الملايين منذ بدء الصراع السوري في مارس/ اذار 2011، الذي تحول إلى حرب أهلية، بحسب الناشطين السوريين.

وعلى صعيد آخر، دعت الأمم المتحدة مفتشي منظمة حظر الاسلحة الكيميائية وبعض موظفيها والصحافيين بمن فيهم مراسل بي بي سي لمغادرة المواقع الرئيسية لجمع ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية إستعدادًا لنقلهم على متن قوارب نرويجية إلى مرفأ ليماسول في قبرص.

 ويرى محللون أن هذا يعني أن الحاويات الكيميائية السورية ستكون جاهزة لنقلها من مرفأ اللاذقية خلال أيام ومن ثم إتلافها.

«الحر» يحاصر آخر مقرات «داعش» في الرقة.. و«النصرة» تسعى لخلافتها

«الجبهة الإسلامية» تنفي المشاركة في القتال.. وشقيقتها في «القاعدة» تفتح بيوتا آمنة لـ«المهاجرين»

بيروت: «الشرق الأوسط»

فرض مقاتلو كتائب سورية معارضة أمس، حصارا مشددا على المقر الرئيس لـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة بتنظيم القاعدة في معقلها بمدينة الرقة شمال سوريا، وتمكنوا من إطلاق 50 معتقلا كانوا محتجزين في مقر ثان، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».. في حين رجح قياديون معارضون لـ«الشرق الأوسط» أن «يجري إعلان الرقة مدينة (محررة) من تنظيم (داعش) في أي لحظة».

وأفاد «المرصد السوري» بأن «كتائب إسلامية وكتائب مقاتلة من (الجيش السوري الحر) تحاصر مبنى المحافظة في مدينة الرقة، المقر الرئيس لـ(داعش) في المدينة»، مشيرا إلى أن «هذه الكتائب تمكنت من تحرير 50 معتقلا في سجن (الدولة الإسلامية) في مبنى إدارة المركبات بالمدينة بعد السيطرة عليه».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد، رامي عبد الرحمن قوله إن «السجناء هم مقاتلون معارضون وناشطون احتجزتهم (الدولة الإسلامية)»، موضحا أن «المحررين ليس بينهم الأب اليسوعي باولو دالوليو أو صحافيون أجانب كانوا قد احتجزوا على يد (الدولة الإسلامية)». ونشر ناشطون على موقع «يوتيوب» شريط فيديو يظهر السجناء الذين جرى إطلاق سراحهم.

ورغم أن «جبهة النصرة» التي تشترك مع «داعش» في الانتماء لتنظيم القاعدة نفت إعلانها الحرب على «الدولة» بالرقة في تغريدة على حسابها الرسمي على موقع «توتير» في وقت متأخر من ليل أمس، فإن «المرصد السوري» أكد أن «عددا كبيرا من عناصرها يشاركون في حصار مقر (الدولة الإسلامية) في الرقة». وتتألف هذه الجبهة بشكل أساسي من أفراد سوريين، في حين أن «داعش» تضم العديد من المقاتلين الأجانب القادمين من خارج البلاد. وبدا أن «النصرة» التي حيدت نفسها في القتال، تحاول الاستفادة من الحرب المعلنة على «داعش» من أجل استيعاب عناصرها، خاصة الأجانب؛ إذ أعلنت في بيان لها على حسابها الرسمي في «تويتر» عن إخلاء مقرات لها وفتحها أمام عائلات «المهاجرين»، وهو التعبير المستخدم للدلالة على المقاتلين الجانب، فيما حذرت في بيان آخر من التعرض لمقاتلي «داعش» في القلمون، وعدّت الاعتداء عليهم اعتداء عليها.

وكانت حركة «أحرار الشام» الإسلامية وفصائل معارضة أخرى قد سيطرت على كل المقرات والحواجز التي كانت تابعة لتنظيم «الدولة الإٍسلامية في العراق والشام» في مدينة الرقة خلال اليومين الماضيين، باستثناء قصر المحافظة، المقر الرئيس للتنظيم المتشدد.

وأشار مصدر عسكري في الجبهة الشرقية للجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الرقة قد تخرج عن سيطرة (داعش) في أي لحظة تماما كطريقة تحريرها من النظام بشكل مفاجئ».

ولفت إلى أن «أحرار الشام» و«النصرة» وكتائب من الجيش الحر في الرقة «استطاعت تحرير مؤسسة المياه وإدارة المركبات وغالبية مقرات (داعش) في المنطقة»، كاشفا عن أن «مقاتلي (داعش) انكفأوا إلى مقرهم في قصر المحافظ حيث يحاصرهم عناصر المعارضة».

وسارع تنظيم «داعش» إلى الرد على تراجعه في الرقة بفرضه حصارا على مدينة تل أبيض في ريف المدينة، حيث مَنَع الدخول أو الخروج منها. كما هدد أمير «بلجيكي» من أمراء «داعش» الجيش السوري الحر، بتفجيرات مكثفة ضد عناصره في سوريا. ونقل «المرصد السوري» عن الأمير البلجيكي، المنحدر من أصول جزائرية، قوله: «إن مئات الانتحاريين من (داعش)، جاهزون لتفجير أنفسهم ضد عناصر الجيش الحر، في مقاطعة إدلب السورية».

وتخوض كتائب إسلامية معارضة يتبع بعضها «الجيش الحر» منذ يوم الجمعة الماضي، حربا شاملة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الذي تتهمه المعارضة السورية بأنه على «علاقة عضوية» بنظام الرئيس بشار الأسد، ويتهمها الناشطون بتطبيق معايير متشددة في مناطق وجودها والقيام بأعمال خطف وإعدامات.

ومن أبرز المجموعات التي تخوض هذه الحرب، «جيش المجاهدين» الذي تشكل حديثا وأعلن الحرب على «الدولة الإسلامية»، و«جبهة ثوار سوريا» ذات التوجه غير الإسلامي، إضافة إلى حركة «أحرار الشام».

وفي الوقت الذي أشارت فيه بعض التقارير الإعلامية إلى أن «الجبهة الإسلامية» أعلنت مشاركتها في الحرب على «داعش»، نفى الناطق العسكري باسمها، النقيب إسلام علوش هذه الأنباء، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «(الجبهة) لا تشارك في الهجوم الذي يشنه الجيش الحر على (الدولة الإسلامية) وإنما تدافع عن النفس فقط».

وأكد علوش أن «الجبهة الإسلامية دافعت عن نفسها ضد (مجموعة دولة العراق والشام)»، موضحا أن «مقاتلي الجبهة الإسلامية فقط يدافعون عن أنفسهم ولا يشتركون في الهجوم» على «داعش». ورفض علوش التعليق على مشاركة «حركة أحرار الشام»، وهو أحد فصائل «الجبهة الإسلامية»، في المعارك ضد «داعش» في الرقة، مكتفيا فقط بالقول إنه «عند انتهاء المشكلة سيصدر بيان مفصل بهذا الخصوص».

ولم تحل التطورات ضد «داعش» في الرقة دون متابعة «الحر» معاركه ضد التنظيم المتشدد في شمال البلاد. وأشار قيادي في غرفة عمليات الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «72 ساعة فقط باتت تفصلنا عن تحرير حلب وإدلب»، مشيرا إلى أنه «بعد ذلك سيجري التوجه لتحرير المعابر الحدودية مع تركيا إن لم يكن عناصر (داعش) قد هربوا منها أصلا». وأوضح أن «سراقب في ريف إدلب باتت على وشك التحرير النهائي، وبالتالي لن يبقى لـ(داعش) من تجمعات كبيرة سوى في قريتي عزمارين والدانا».

أما في محافظة حلب، فبقي لـ«داعش» مشفى العيون بالإضافة إلى معقلي إعزاز وجرابلس، حسب ما أكد القيادي المعارض، مشيرا إلى أن «المعركة هناك ستكون قوية، لكن مضمونة لصالحنا»، لافتا إلى أن «مقاتلي المعارضة يحاصرون مقر (داعش) في ثكنة الشيخ سليمان في دارة عزة التي نعتقد أن عددا من الرهائن فيها وقد يكون بينهم المطرانان المخطوفان».

لكن الضابط المنشق حذر من أن «(داعش) وصلت إلى وضع ميؤوس منه يجعلها تقوم بإعدام ما لديها من معتقلين»، وكشف عن «إعدامها أمس ذبحا وبدم بارد 31 من عناصر جبهة (ثوار سوريا) في مشفى العيون بمدينة حلب، بالإضافة إلى 20 عنصرا من الثوار في الريف الغربي بالقرب من الدانا»، مشيرا إلى أن «هذه العناصر جرى أسرها غدرا في كمائن وليس في جبهات قتال». ولفت الضابط القيادي إلى أن «هجوم المعارضة في الشرق وتحديدا في الرقة جعل معنويات (داعش) تنهار بعدما كانت تأمل التحصن في الرقة».

في موازاة ذلك، أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية «اختطاف المهندس محمد يحيى نعناع، محافظ حلب الحرة السابق، أول من أمس على يد مجهولين، أثناء وجوده في مدينة حريتان بريف حلب الشمالي».

وطالب الائتلاف في بيان أصدره أمس، «الجهات الخاطفة لنعناع بإطلاق سراحه على الفور»، مؤكدا في الوقت ذاته «سعيه للكشف عن مصير المئات ممن اختطفوا على الأراضي السورية، من صحافيين وحقوقيين، ونشطاء مدنيين وسياسيين، وغيرهم». وقال إنه «لطالما اعتدى من هم مرتبطون بنظام الأسد، ويعملون على خدمة أهدافه؛ على حرية وحياة نشطاء مدنيين ورجال دين، وقادة رأي مرموقين، عملوا على خدمة الثورة وسعوا لتحقيق أهدافها».

وفي سياق متصل، لا يزال مصير خمسة موظفين في منظمة «أطباء بلا حدود»، خطفوا بريف اللاذقية الأسبوع الماضي، مجهولا.

الأمم المتحدة بدأت توزيع الدعوات لـ«جنيف 2» وإيران ليست على اللائحة الأولية

واشنطن تدعو طهران إلى الطلب من النظام وقف القصف

بروكسل – طهران – لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام بان كي مون بدأ، أمس، توجيه الدعوات لحضور مؤتمر السلام حول سوريا، المقرر في 22 يناير (كانون الثاني)، لافتا إلى أن إيران ليست على اللائحة الأولية للمدعوين إلى المؤتمر.

وقال مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري، وروسيا سيرغي لافروف، سيلتقيان في 13 من الشهر الحالي، لاتخاذ قرار بشأن مشاركة إيران أو عدمها في المؤتمر.

غداة ترحيب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بدور إيراني «بناء» في محادثات «جنيف 2» للسلام في سوريا، استبعد مسؤولون أميركيون أن تلعب طهران دورا في ذلك المؤتمر ما لم تدع حليفها نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى وقف قصف المدنيين وتحسين وصول المساعدات الإنسانية.

وقال مسؤول أميركي في واشنطن، إنه «ما زال يعتقد أن قيام إيران بأي دور ولو على الهامش في مؤتمر (جنيف 2) أقل احتمالا أكثر من كونه مرجحا».

بينما أكد مسؤول أميركي آخر في بروكسل قائلا: «توجد خطوات يمكن لإيران أن تتخذها لتظهر للمجتمع الدولي أنها جادة بشأن لعب دور إيجابي». وأضاف: «يشمل ذلك الدعوة لإنهاء قصف النظام السوري لشعبه. ويشمل الدعوة إلى وتشجيع وصول المساعدات الإنسانية».

وكان وزير الخارجية الأميركي أعلن خلال زيارته القدس ورام الله أول من أمس أن الولايات المتحدة منفتحة إزاء مساهمة إيرانية «مفيدة» خلال مؤتمر السلام المقبل في سويسرا الهادف إلى إنهاء النزاع في سوريا.

وقال: «نحن مسرورون بأن تكون إيران مفيدة». وأضاف: «الجميع مسرور بأن تقدم إيران مساهمة مفيدة خلال مؤتمر جنيف 2».

لكن كيري شدد على أن إيران، حليفة دمشق، يجب أن تدفع أيضا قدما المفاوضات حول برنامجها النووي وأن تتعاون مع المجموعة الدولية حول سوريا والملف النووي. وقال: «هل يمكن لهم (الإيرانيون) أن يساهموا من على هامش المؤتمر؟ هل يمكن أن يساهموا بشكل مفيد في العملية (سوريا)؟ قد تكون هناك طرق لحصول ذلك». وتابع: «لكن ذلك يجب أن يحدده الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) وتحدده النيات الإيرانية».

وردا على تصريحات كيري، قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية أمس، إن «طهران توافق على المقترحات التي تنطبق مع عزة إيران فقط».

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) عن أفخم قولها إن إيران أعلنت منذ بداية الأزمة السورية، موقفها المبدئي بخصوص ضرورة استخدام الحلول السياسية، وأكدت أن «أي حل يجب أن يضمن حقوق الشعب السوري في تقرير مصيره ويرتكز على الحوار السوري – السوري».

وحول الدور الذي يمکن أن تلعبه إيران على هامش «جنيف 2»، قالت المتحدثة الإيرانية، إن «طهران توافق على تلك المقترحات التي تتطابق مع عزة وکرامة الجمهورية الإسلامية الإيرانية».

وتحسنت العلاقات الأميركية – الإيرانية بفضل اتفاق تاريخي بشأن برنامجها النووي الذي أبرم في نوفمبر (تشرين الثاني) إلا أن ثمة قضايا تسبب توترا في العلاقات من بينها الحرب الأهلية في سوريا التي أودت بحياة 100 ألف شخص على الأقل فضلا عن تشريد الملايين.

واعترى العلاقات بين واشنطن وطهران الجمود طوال العقود الماضية حتى انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني في يونيو (حزيران) الذي تعهد بتبني سياسة تفاعل بناء مع الغرب من أجل تخفيف العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي.

غير أن اتهامات الولايات المتحدة لإيران بدعم الإرهاب الدولي وإذكاء العنف في سوريا بالسلاح ما زالت تثير الخلافات بين البلدين.

مقاتل في صفوف «داعش» يخشى وصول نيران «الحر» إلى ريف اللاذقية

«أبو قتادة الليبي» مهندس بحري.. جند أخاه البالغ من العمر 14 عاما للقتال في سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط»

يخشى المقاتل في تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» أبو قتادة الليبي من أن ينقل «الجيش السوري الحر» معاركه ضد «داعش» إلى ريف اللاذقية، حيث يتحصن في أحد معسكرات «التنظيم» بجبل التركمان قرب الحدود التركية، على خلفية المعارك المندلعة في شمال سوريا بين مقاتلي «داعش» والجيش الحر.

انتقل أبو قتادة منذ أكثر من عام إلى سوريا «بهدف إقامة شرع الله»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، انطلاقا من «حاجة أهل الشام للنصرة ضد طواغيت الكفر أولا ومن ثم إقامة الدولة الإسلامية العادلة»، على حد تعبيره.

ورغم أن أبو قتادة (26 عاما) يحمل شهادة جامعية في الملاحة البحرية المدنية من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في الإسكندرية، فإن ذلك لم يحل من دون انضمامه إلى بقية المقاتلين الأجانب في سوريا، والذين ارتفع عددهم من 3300 إلى 11 ألفا، بحسب تقديرات صادرة عن «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى».

ويؤكد أبو قتادة أن رحلته من ليبيا إلى ريف اللاذقية لم تكن صعبة كثيرا، ويروي في هذا الإطار: «وصلت إلى مدينة إنطاكية التركية ثم ساعدني وسيط سوري لعبور الحدود لأصل بعدها إلى قرية عين البيضة الساحلية وأنضم إلى المقاتلين في صفوف (الدولة الإسلامية)». ويوضح أن «والدي بقي معترضا على السفر إلى سوريا بهدف الجهاد، أما والدتي فقد تمكنت من إقناعها عبر التأكيد لها أن ما أقوم به أمر شرعي وأن الجهاد فرض عين»، مضيفا: «لم يكن بوسعها منعي، ولن أخالف أمر الله لإرضاء أمي».واللافت أن أبو قتادة لم يكتف بالانضمام إلى صفوف المقاتلين الجهاديين في سوريا لوحده، بل قام بتجنيد أخيه الصغير (14 عاما) الذي جاء إلى زيارته قبل أشهر، مؤكدا أنه «تمكن من إقناع أخيه بالبقاء لينخرط في أحد معسكرات التدريب ويصبح لاحقا مقاتلا في الدول الإسلامية».

وحول سبب اختياره تنظيم «داعش» لينضم إلى صفوفه، يجيب أبو قتادة: «الدولة أعلنت مشروعا واحدا هو تحرير الأمة واستعادة الخلافة، إضافة إلى أنه ليس لها علاقة بمخابرات الطواغيت».

وتتهم المعارضة السورية تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» بأنها على علاقة بالنظام السوري وتعمل لحسابه داخل «المناطق المحررة».

وفي حين يشدد المقاتل الليبي على أن المعارك في ريف اللاذقية تتركز ضد النظام السوري، مشيرا إلى «مشاركته في خمسة اشتباكات ضد القوات النظامية»، فإن الوقائع الميدانية تؤكد حصول انتهاكات ارتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ضد الجيش الحر، أبرزها اغتيال كمال حمامي، قائد كتيبة العز بن عبد السلام التابعة للجيش في منتصف شهر يوليو (تموز) الماضي، إثر محاولة عناصر من «الدولة» إزالة حاجز أقامه عناصر الكتيبة في منطقة انتشارها في جبل التركمان شمال مدينة اللاذقية، مما خلق حالة من التوتر بين الطرفين.

ولا يخفي أبو قتادة خشيته من احتمال اندلاع مواجهات بين «الدولة» و«الحر» في ريف اللاذقية على خلفية الحرب الشاملة التي يخوضها الأخير ضد «داعش» في شمال سوريا، نافيا أن يكون «التنظيم الذي يقاتل في صفوفه قد قام بأي انتهاك ضد الحر». ويضيف: «ما حصل بيننا وبين (الحر) أجبرنا عليه ولم نطلبه».

وكان «جيش المجاهدين» المعارض الذي تشكل حديثا أعلن عن تجمع آخر شبيه تشكل في ريف اللاذقية تحت اسم «حركة شباب اللاذقية الأحرار»، ويضم التجمع الجديد عدة كتائب وفصائل عسكرية تسعى لمحاربة (داعش) التي «عاثت فسادا، استكمالا لما بدأه جيش المجاهدين في الشمال»، بحسب بيان صادر عنه.

الناطق باسم “النصرة” لـNOW: لا أوامر بوقف المعارك مع داعش

الجولاني طرح مبادرة سياسية تتمثّل بتشكيل هيئة شرعية تضم الجميع

بيروت – أكد الناطق باسم جبهة النصرة أبو مايا، في تصريح لموقع NOW اليوم الثلاثاء، أنّ أمير “النصرة” أبو محمد الجولاني “لم يأمر بوقف المعارك ضد داعش لكنه طرح مبادرة سياسية تتمثل بتشكيل هيئة شرعية تضم الجميع”.

وإذ شكك في الوقت نفسه بإمكانية وقف القتال ضد داعش، شدّد أبو مايا على أنّه “من الصعب (تنفيذ ذلك)”، معلّلاً الأمر بسقوط عدد كبير من القتلى والشهداء من جميع الأطراف.

وأشار إلى أنّ خطاب الجولاني، الذي بُثّ اليوم وحصل NOW على نسخة منه، “لا يرتبط بالنصرة فقط، إذ يمكن أن لا توافق “الجبهة الإسلاميّة” أو حتى “الدولة” (داعش) على المبادرة”.

ولفت إلى أنّ هذا الخطاب “هو غير البيان الذي أصدره اليوم الأمير الجولاني والخاص بمنطقة الرقة ودعا فيه “الدولة” (داعش) إلى تسليم أنفسهم وسلاحهم”.

وفي هذا الإطار، أكد الناطق باسم النصرة أنّ “القاضي الشرعي لداعش في الرقة والمعروف باسم أبو علي الشرعي قد سلّم نفسه إلى جبهة النصرة”.

من جهة أخرى، نفى أبو مايا علمه بمقتل أمير داعش في الرقة والمعروف باسم أبي لقمان.

انسحاب “الدولة الإسلامية” من دير الزور ومعارك بحلب

أفادت مصادر للجزيرة بأن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام انسحب من مقراته في مدينة دير الزور شرقي سوريا طواعية دون اقتتال، بينما شهدت أحياء في حلب بينها الشعار وقاضي عسكر والقطانة معارك عنيفة بين كتائب المعارضة السورية ومقاتلي “الدولة الإسلامية”.

يأتي ذلك في وقت وثق فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 34 مقاتلا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في اشتباكات مسلحة مع فصائل من المعارضة السورية بمحافظة إدلب شمالي غربي سوريا.

وانسحب أفراد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من مقراتهم بدير الزور طواعية دون اندلاع اشتباكات، فيما تولت مجموعات من الجيش الحر تغطية جبهات الاشتباك مع النظام التي كان التنظيم مسؤولا عن تغطيتها.

في المقابل شهدت مدينة الرقة هدوءا وصف بالحذر، وقد خلت بعض شوارع المدينة من حركة المارة فيما نزح السكان في مناطق الاشتباكات إلى مركز المدينة وأعلنت المراكز الطبية عن إخلاء مشفى الهلال الأحمر القطري إثر الاشتباكات. وأفادت مصادر للجزيرة بإصابة أربعة مدنيين بينهم طفل وامرأة برصاص قناص في الرقة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق أن كتائب إسلامية وكتائب مقاتلة تحاصر منذ الأحد المقر الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية في مبنى محافظة الرقة، مركز المحافظة الوحيد الخارج عن سيطرة النظام السوري.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد أرسل جزءا من قواته المتواجدة في المنطقة الشرقية قبل يومين كتعزيزات للمعارك التي يخوضها ضد الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين في كل من حلب والرقة.

معارك حلب

ويبدو المشهد في حلب (شمالي سوريا) مختلفا، فقد أكد مراسل الجزيرة عمرو الحلبي أن معارك عنيفة تجري بأحياء الشعار وقاضي عسكر والقطانة مع سعي كتائب المعارضة السورية إلى السيطرة على مقرات تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال المراسل إن طفلا يبلغ من العمر 16 عاما فجر نفسه بأحد أحياء حلب مما أدى إلى مقتل عنصر من الجبهة الإسلامية المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية.

واتهم ناشطون سوريون تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بارتكاب “مجزرة” مساء الاثنين بحلب، وقال الناشطون إن عناصر تنظيم الدولة أعدموا خمسين شخصا -بينهم ناشطون في مجال الإعلام والإغاثة والإسعاف ونساء- كانوا معتقلين لدى التنظيم قرب دوار قاضي عسكر في المدينة الواقعة شمالي البلاد.

وأشارت رابطة الصحفيين السوريين المعارضة للنظام في بيان لها إلى أن أحد أعضائها في حلب عرف أربعة أسماء من بين الجثث لإعلاميين خُطفوا من مكتب قناة “شذا الحرية” المعارضة في حي الكلاسة بحلب أواخر الشهر الماضي.

وأوضحت الرابطة أن جميع القتلى تعرضوا لإعدام جماعي في مشفى العيون التخصصي الذي اتخذه تنظيم الدولة الإسلامية مقرا له في حي قاضي عسكر.

أما في إدلب (شمالي غربي سوريا) فقد لقي 34 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام حتفهم على أيدي كتائب متحالفة من المعارضة السورية، حسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ونقلت وكالة رويترز عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن عمليات القتل وقعت في منطقة جبل الزاوية، وأن غالبية القتلى من تنظيم الدولة الإسلامية إلى جانب عدد من جماعة متحالفة اسمها “جند الأقصى”.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعلنت أن 29 مدنيا وعشرين من كتائب المعارضة و71 من تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا منذ اندلاع المواجهات بين كتائب المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية يوم الجمعة الماضي.

جبهة النظام

وتوازيا مع جبهة القتال الدائرة بين كتائب المعارضة وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية، تستمر المواجهة بين الثوار والقوات النظامية.

وقال ناشطون سوريون إن قتلى سقطوا من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يتهم بموالاته لنظام الأسد، في اشتباكات مع قوات المعارضة في تل حميس بريف الحسكة.

وأفادت شبكة سوريا مباشر بأن الاشتباكات أدت لانسحاب عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي من تل حميس، وسيطرة المعارضة على عدد كبير من الأسلحة الثقيلة والذخائر.

وواصل النظام السوري الاثنين قصفه العديد من المدن والقرى السورية، خصوصا في حلب ودمشق وريفيهما.

فقد قتل عشرة أشخاص على الأقل -بينهم ثلاثة أطفال- في قصف جوي على بلدة بزاعة بالريف الشرقي لمدينة حلب، كما قتل ثلاثة أشخاص في قصف مماثل استهدف بلدة يلدا جنوب العاصمة دمشق، بحسب المرصد السوري.

وفي ريف دمشق قالت الهيئة العامة للثورة إن بلدتي يلدا وببيلا تعرضتا للقصف بالبراميل المتفجرة، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الأشخاص.

وفي محافظة حمص تعرضت مدن وبلدات الرستن والدار الكبيرة وحي الوعر لقصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ من قبل قوات النظام.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن القصف أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص وتدمير مبان. وأفادت اللجان بأن كتائب المعارضة فجرت سيارة ملغومة في حاجز لقوات النظام قرب بلدة الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي.

دمشق: العنوان الأساسي لجنيف محاربة “الإرهاب

                                            قللت من الدعوات لحكومة انتقالية

قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن مؤتمر جنيف 2 الخاص بسوريا المقرر في 22 من الشهر الجاري يجب أن يخرج باتفاق مشترك على محاربة ما وصفه بالإرهاب. وفي حين بدأت الأمم المتحدة توجيه الدعوات لحضور المؤتمر، طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن يعمل المؤتمر على تنحي الرئيس بشار الأسد.

وأوضح الزعبي في مؤتمر صحفي عقده في دمشق أن “التصدي للإرهاب ينبغي أن يكون هو العنوان الرئيسي للمؤتمر”، وقلل من الدعوات لتشكيل حكومة انتقالية، داعيا في المقابل لحكومة وحدة وطنية، وقال إن هناك قرارا شعبيا بترشيح الرئيس الأسد في الانتخابات المقبلة.

وبشأن مستقبل الحوار السياسي في البلاد، قال إنه سيكون هناك حوار سوري سوري في الداخل بغض النظر عن نتائج جنيف، وقال “إذا نجح المؤتمر فهذا شيء إيجابي، أما إذا أفشلته المعارضة فسيجري حوار داخلي”.

استفتاء عام

وقطع الزعبي أن كل ما يصدر عن جنيف 2 سيخضع لاستفتاء عام في سوريا، و”دون ذلك لن يكون له قيمة ولا معنى على الإطلاق”.

وحول ما يجري الحديث عنه من خروج المؤتمر بتشكيل حكومة انتقالية، قال “نفهم أنه يجب أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية أو حكومة موسعة”، لكنه اعتبر أنه “لا يوجد مصطلح في الأمم المتحدة والقانون الدستوري اسمه مؤسسة حكم انتقالي”.

ومع تأكيده أن قرار الأسد ترشيح نفسه قرار شخصي، إلا أنه أشار إلى أن هناك قرار شعبيا بترشيح الأسد نفسه في الانتخابات المقبلة، مضيفا أن “الشعب السوري سيضغط عليه لترشيح نفسه”.

أردوغان والأسد

وفي وقت سابق اليوم، جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المطالبة بتنحي الأسد، وقال إن مؤتمر جنيف 2 يجب أن يعمل على تحقيق هذا الهدف.

وذكر للصحفيين على هامش زيارته إلى اليابان أن الأسد مسؤول عن مقتل عشرات الآلاف من السوريين، “وبالتالي يتعين على المشاركين في مؤتمر جنيف أن يتأكدوا أنهم سيتمكنون من بدء مرحلة جديدة في سوريا من دونه”. وشدد على أن بقاء شخص سمح بحدوث ذلك على رأس السلطة يعد أمرا غير مقبول.

تصريحات أردوغان تأتي في وقت بدأ فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون توجيه الدعوات لحضور مؤتمر جنيف 2.

وقال فرحان حق مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة إن إيران ليست على اللائحة الأولية للمدعوين إلى المؤتمر، وأكد أن الأمين العام يأمل بدعوتها لكن المشاورات حول هذه المسألة لم تؤد إلى نتيجة نهائية لحد الآن.

وأشار إلى أن وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف سيلتقيان يوم 13 يناير/كانون الثاني الجاري لاتخاذ قرار بشأن مشاركة إيران أو عدمها.

وتتضمن لائحة الدعوات 26 بلدا بينها القوى الدولية والإقليمية الكبرى، بما فيها السعودية التي تدعم المعارضة السورية.

انسحابات بالائتلاف

في هذه الأثناء، انسحب 45 عضوا من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا، مرجعين ذلك إلى عدة أسباب بحسب متحدث باسمهم.

واعتبر المنسحبون أن هذه الخطوة جاءت على خلفية ما سموه خروج الائتلاف عن ثوابت الثورة السورية، وفشل كل المحاولات لإصلاح الجسم السياسي وانفصاله عن الواقع وعجزه عن تحمل مسؤولياته وبعده عن تمثيل القوى الثورية والمدنية داخل سوريا.

وينتمي المنسحبون من الائتلاف إلى كتل عديدة، من بينها المجالس المحلية وهيئة الأركان ومنتدى رجال الأعمال إضافة إلى شخصيات وطنية مستقلة.

وكان الائتلاف أعاد في وقت متأخر الأحد انتخاب أحمد الجربا رئيسا له للمرة الثانية على التوالي خلال اجتماعه المنعقد في إسطنبول، بحسب بيان صادر عن الائتلاف. وحصل الجربا على 65 صوتا من أصل 120، متقدما على منافسه رئيس الحكومة السورية السابق رياض حجاب، أرفع المسؤولين المنشقين عن نظام الأسد.

وانتهت الهيئة العامة للائتلاف من انتخاب الهيئة الرئاسية الجديدة لمدة ستة أشهر قادمة وسط تكتم إعلامي غير مسبوق، بعدما شهدت الانتخابات منافسة حادة بين الجربا وحجاب الذي حصل، على 52 صوتا والذي انشق عن نظام الأسد في أغسطس/آب 2012.

كما انتخب الائتلاف ثلاثة من أعضائه لمركز نائب الرئيس، وهم عبد الحكيم بشار وفاروق طيفور ونورا الأمير، وفق البيان الصادر عن الائتلاف.

جبهة النصرة تعترف لأول مرة بأنها تقاتل “داعش” بسوريا

زعيم الجبهة دعا إلى وقف القتال بين هذه الفصائل وتشكيل لجنة تضم جميع التشكيلات

دبي – قناة العربية

اعترفت جبهة النصرة للمرة الأولى بأنها تقاتل تنظيم “داعش” في سوريا، وجاء في تسجيل صوتي لزعيم الجبهة أبو محمد الجولاني أن قتالاً على مستوى عالٍ اندلع بين الطرفين بسبب تجاوزات لمقاتلي داعش.

وتحدث الجولاني عن سياسات خاطئة اتبعتها “داعش”، تسببت بتأجيج الصراع، من بينها اعتقال زعيم الجبهة في الرقة وربما قتله.

ودعا الجولاني إلى وقف القتال بين هذه الفصائل، وتشكيل لجنة تضم جميع التشكيلات، مضيفاً أن البعض أعلن قبوله بالمبادرة فيما يماطل آخرون بالرد.

وقال الجولاني “إن هذا الحال المؤسف دفعنا لأن نقوم بمبادرة لإنقاذ الساحة من الضياع، وتتمثل بتشكيل لجنة شرعية من جميع الفصائل المعتبرة وبمرجع مستقل، ويوقف إطلاق النار، ويجري تبادل المحتجزين من كل الأطراف، وتحظى الخطوط الأمامية في قتال النظام بالأولوية الكبرى”.

وختم الجولاني التسجيل الصوتي بالتأكيد على أن الجبهة ستستمر في الدفاع عن نفسها رداً على أي تجاوزات.

السوق السوداء والابتزاز أبرز مصادر تمويل “داعش

التنظيم يجمع 8 ملايين دولار سنوياً من عمليات ابتزاز رجال الأعمال بالموصل

دبي – قناة العربية

شرح الكاتب الصحافي، حمود الزيادي، أن لتنظيم “داعش” عدة مصادر تمويل، منها الأسواق السوداء واستخبارات بعض الدول وفرض الضرائب على رجال أعمال الموصل بالعراق، إضافة إلى تمويل بعض المتعاطفين معها من عموم الناس في الوطن العربي.

وقال في حديثه لنشرة “الرابعة” على قناة “العربية” إن أكبر دعم يأتي “داعش” هو من الأسواق السوداء عن طريق تجارة المخدرات وتهريب الأسلحة والخطف والابتزاز، إضافة إلى فرض الضرائب على رجال الأعمال العراقيين، خاصة في منطقة الموصل.

وتحدث الزيادي عن تقرير كشف جمع “داعش” 8 ملايين دولار سنوياً من عمليات الابتزاز التي يقوم بها التنظيم في الموصل.

وفي هذا السياق، أوضح الزيادي أن “داعش” تنشط في الموصل بسبب أن هذه المنطقة غنية بالنفط، وفيها رجال أعمال كثر ونشاط تجاري كبير، وتعمد “داعش” في هذه المنطقة إلى قطع الطرقات أمام حركة التجارة العراقيين لابتزازهم وجمع الأموال منهم.

وقال الزيادي إن رجال الأعمال العراقيين يُبتزون “نتيجة ضعف دولة المالكي، وعدم قدرتها على أن تكون دولة منسجمة في العراق نتيجة طائفية المالكي”، مضيفاً أن “داعش” استفادت من هذه الحالة وفرضت ما تريده والخط الذي يلتقي أحياناً مع خط المالكي ونظام طهران وبشار الأسد في كثير من الأهداف.

وشدد على تورط الأنظمة الاستخباراتية، سواء نظام بشار الأسد أو نوري المالكي وإيران، في تحريك “داعش” بطريقة غير مباشرة، وتمويل التنظيم عن طريق أطراف أخرى.

وذكر أن العديد من قيادات القاعدة في العراق وسوريا كانت في وقت من الأوقات تمر عبر بوابة طهران لتصل إلى أفغانستان، كما أن إيران احتضنت عدداً من أفراد أسرة بن لادن وسيف العدل، وهو أحد أبرز القياديين العسكريين في القاعدة.

ومن جانب آخر، تحدث الزيادي عن جماعات في البلدان العربية والخليجية تتفق ايديولوجياً مع القاعدة وتمدها بالجهاديين وتمولها مادياً عن طريق حسابات تعلن على موقع “تويتر”.

مقتل أخوين فرنسيين أثناء قتالهما مع “داعش” في سوريا

باريس تعتبر ظاهرة قتال فرنسيين لا يحملون أصولاً عربية في سوريا غير مسبوقة

دبي – قناة العربية

صُدم الفرنسيون بمقتل أخوين فرنسيين لا ينحدران من أية أصول عربية أثناء قتالهما بسوريا في صفوف تنظيم “داعش”.

وظهر المواطن الفرنسي نيكولا بون في فيديو نُشر عبر مواقع الإنترنت في يوليو من العام الماضي ليتحدث عن تجربة الانتقال من بلده الأم إلى سوريا ليقاتل إلى جانب تنظيم دولة العراق والشام التابع للقاعدة.

وعاد نيكولا، واسمه الحركي “أبوعبدالرحمن الفرنسي” ليظهر في فيديو آخر بعد أقل من شهر، وهذه المرة برفقة مَنْ قال إنه أخيه الأصغر جان دانيال الذي لم يتجاوز 20 عاماً، وقد أقنعه أخوه الأكبر بالقدوم إلى سوريا والقتال.

وبعد أشهر صُدمت عائلة الشابين الفرنسيين والمنحدرين من الطبقة الميسورة بخبر مقتلهما في سوريا. وقالت العائلة إنها لا تعرف كيف تم تجند الشابين، فهما قالا إنهما ذاهبان لقضاء عطلة فسافرا إلى إسبانيا ثم تركيا.

ويعتقد أن “أبوعبدالرحمن” قُتل أثناء تنفيذه عملية استشهادية في حمص، فيما قُتل الأخ الأصغر خلال معركة في حلب.

واعتبرت باريس أن ترك فرنسيين لا يحملان أي أصول عربية بلادهم للقتال في سوريا ظاهرة غير مسبوقة، متحدثة عن وجود 200 شاب فرنسي يقاتلون في سوريا و200 آخرين راغبين في الذهاب، خُمسهم ليسوا من أصول عربية.

ويتم تجنيد هؤلاء غالباً عبر شبكات تقول المعلومات إن شخصاً يلقب بأبوأحمد العراقي هو الذي يقودها في أوروبا. ويتم تسفير المقاتلين إلى تركيا ويقيم غالبيتهم عدة أيام في منازل مستأجرة في مدينة هاتاي الحدودية، حيث يتم تدريبهم وتوجيهم قبل إدخالهم الى سوريا عن طريق مهربين.

ويعتقد أن هناك ما يقارب 11 ألف مقاتل أجنبي في سوريا يشكلون العمود الفقري لتنظيم داعش، وهذه الأعداد بحسب تقارير الاستخبارات الغربية تفوق ما شهده العراق وأفغانستان، متوقعة تدفق أعداد إضافية في ظل الصراع الدائرة حالياً بين داعش والجيش الحر.

الفيصل: الائتلاف السوري هو الممثل الوحيد للمعارضة

أكد خلال زيارته باكستان أن أفغانستان عليها نبذ المصالح الفئوية وتغليب مصلحة البلاد

إسلام آباد – عبدالرحمن المزيني

طالب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل المعارضة السورية بأن يكون الائتلاف الوطني هو الممثل الوحيد والشرعي لهم.

وقال في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الباكستانية إسلام آباد التي يزورها حالياً إن أبرز العناصر التي تم الاتفاق عليها خلال مؤتمر أصدقاء سوريا هو تشكيل حكومة انتقالية واسعة الصلاحيات، وأن لا يكون للأسد أو أحد من رموز النظام أي دور فيها، مؤكداً أن الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الشرعي والوحيد لكافة أطياف المعارضة السورية.

وأضاف “هناك تصريحات صحافية غير موفقة لبعض الأطراف الدولية التي لا تصبّ في خدمة الجهود الرامية لإنجاح مؤتمر جنيف المزمع لحل الأزمة السورية”.

وأوضح قائلاً: “أخشى أن يكون هدف هذه التصريحات هو إخراج المؤتمر عن مساره الهادف إلى تطبيق توصيات مؤتمر جنيف واحد”.

وفيما يتعلق بأفغانستان أكد الفيصل أن المملكة ترى أن أفغانستان تمر بمفترق طرق مع الانسحاب المرتقب للقوات الأميركية والدولية من هناك، وأن هذا الأمر يتطلب من الأفغان بكافة مكوناتهم نبذ المصالح الفئوية الضيقة وتغليب مصلحة البلاد والوحدة الوطنية والسلامة الإقليمية، والتصدي لأي محاولات تهدف إلى استغلال أي طرف خارجي للفراغ الأمني في أفغانستان ومحاولة التغلغل بين أبنائه وإثارة النزعات الطائفية والمذهبية التي من شأنها تعميق الجراح الأفغانية.

وتعد زيارة الفيصل أرفع زيارة لمسؤول سعودي لباكستان منذ تولي الحكومة الحالية بزعامة نواز شريف مهامها.

وأجرى الفيصل خلال الزيارة محادثات مع كبار المسؤولين الباكستانيين، لعل من أبرزهم الرئيس ممنون حسين ورئيس الوزراء نواز شريف ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية والأمن القومي سرتاج عزيز، وتناولت المحادثات سبل تعزيز الشراكة الباكستانية السعودية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، كما ناقش الطرفان المستجدات على الساحة العربية والإقليمية والدولية.

أردوغان: “جنيف 2” يجب أن يؤدي إلى رحيل الأسد

قال إن مَنْ سمح بقتل 130 ألف شخص لا يمكنه أن يبقى على رأس البلد

طوكيو – فرانس برس

اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة إلى طوكيو، الثلاثاء، أن مؤتمر جنيف 2 الدولي لإرساء السلام في سوريا يجب أن يؤدي إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لمسؤوليته عن مقتل عشرات الآلاف.

وقال أردوغان في اليوم الأول من زيارته إلى اليابان إنه “في جنيف 2 علينا أن نضمن أن كل الإجراءات التي ستتخذ لن تفشل، وإننا سنتمكن بالتالي من بدء عهد جديد من دون بشار الأسد”.

وأضاف أردوغان خلال مؤتمر نظمته صحيفة “نيكاي” الاقتصادية أن “130 ألف شخص قتلوا. مَنْ سمح لهذا الأمر بأن يحدث لا يمكنه أن يبقى على رأس البلد، هذا أمر لا يمكن القبول به”.

ومن المقرر أن ينطلق مؤتمر جنيف 2 في مدينة مونترو السويسرية في 22 يناير برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على أن يتواصل اعتباراً من الرابع والعشرين من الشهر نفسه بين الوفود السورية حصراً برعاية الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي.

وأعلنت الأمم المتحدة أن لائحة الدعوات الأولى لمؤتمر “جنيف 2” أرسلت الاثنين ولا تشمل إيران. وتتضمن هذه اللائحة 26 بلداً بينها القوى الدولية والإقليمية الكبرى بما فيها السعودية التي تدعم المعارضة السورية.

ومن المقرر أن يشارك في جنيف 2 وزير خارجية اليابان فوميو كيشيدا الذي تقيم بلاده علاقات طيبة مع إيران والذي زار طهران في نوفمبر.

وبحسب مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق فان وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف سيلتقيان في 13 الجاري لاتخاذ قرار في شان مشاركة إيران أو عدمها في المؤتمر.

وفي اليوم الأول من جولته الآسيوية التي ستقوده أيضاً إلى كل من ماليزيا وسنغافورة لم يتطرق أردوغان بتاتاً إلى الأزمة السياسية الداخلية التي تعصف بحكومته بسبب فضيحة الفساد المالية-السياسية التي تلطخها ضدها.

داعش يعدم عشرات السجناء بحلب بينهم ناشطون وإعلاميون

قوى الثورة السورية تتهم داعش بأنه أحد أذرع مخابرات النظام السوري

دبي – قناة العربية

ارتكب تنظيم “داعش” مجزرة في حلب بحق السجناء الذين كان يعتقلهم، وذلك بإعدامهم رمياً بالرصاص في كراج مشفى الأطفال بحي قاضي عسكر، ومن بين القتلى 4 من الناشطين الإعلاميين.

وكان تم العثور على 12 جثة لمدنيين في أحد مقرات “داعش” الذي تتهمه قوى الثورة السورية بأنه أحد أذرع مخابرات نظام الأسد.

هذا ويواصل الثوار تقدمهم على معظم الجبهات في معاركهم ضد تنظيم “داعش”، ففي حلب قالوا إنهم سيطروا على مدينة جرابلس عدا المركز الثقافي الذي يجري التفاوض عليه لتسليمه من قبل التنظيم دون اشتباكات.

فيما أفاد الناشطون باندلاع اشتباكات بين فصائل المعارضة و”داعش” في حي القطانة وقرب مستشفى الأطفال في حي قاضي عسكر في حلب.

مصادر الثوار تحدثت أيضاً عن طرد عناصر التنظيم من بلدة بالة في ريف حلب الغربي وانسحبت عناصر “داعش” من احتيملات وعنجارة دون اشتباكات.

لكن انسحاب “داعش” من بعض القرى يثير شكوكاً بحشد قواته باتجاه مناطق أكثر أهمية، وهذا ما حدث عندما أعلن الثوار تصديهم لرتل من عناصر “داعش” كان متجهاً من اعزاز في الريف الحلبي باتجاه تل رفعت لمؤازرة مقاتليهم هناك.

أما جبهة ادلب فلا تزال مشتعلة، إذ أفاد الناشطون باستمرار الاشتباكات بين الثوار و”داعش” في بنش والتمانعة إلى جانب الحشد لاستعادة سيطرة الثوار على سراقب في الريف.

حرب الثوار ضد “داعش” اتسعت رقعتها حتى وصلت إلى مشارف الرقة، وهناك تمكن الثوار من السيطرة على مبنى إدارة المركبات وتحرير 50 سجيناً بينهم مقاتلون في الجيش الحر ونشطاء كانوا معتقلين في سجون تنظيم الدولة.

توغل الثوار في عمق الهدف وتمكنوا حسب مصادرهم من محاصرة مبنى المحافظة، مقر “داعش” الرئيسي في الرقة، فيما تولى الجيش الحر مهمة محاربة “داعش” في تل أبيض، المنطقة الحدودية مع تركيا.

أسرى محرّرون بالرقة: كنا بسجن غوانتانامو لدى داعش

مجموعة من الثوار تحاصر المقر الرئيس للتنظيم في مبنى المحافظة

دبي – هاني أبوعياش

وصلت المعارك بين ثوار سوريا والكتائب التي أعلنت الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى مدينة الرقة، وأفاد ناشطون بتمكن الثوار من تحرير 50 أسيراً كانوا في سجون داعش في الرقة، فيما حاصر مجموعة من الثوار المقر الرئيس للتنظيم في مبنى المحافظة.

وفي شريط فيديو، يظهر عدد من الأسرى المحررين، أمكن سماع صرخات تشتكي من سوء المعاملة لدى تنظيم داعش، وبأن سجنها أشبه بسجن غوانتانامو الأميركي، بينما قال آخرون إن “داعش تدعي تمثيلها الإسلام وهي بعيدة عنه”.

وقد جرى إطلاق سراح مقاتلين في صفوف الجيش الحر وناشطون ميدانيون وإعلاميون من سجون تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في الرقة بعد اقتحامها من قبل ثوار سوريا وكتائب أخرى معارضة أعلنت القتال ضد داعش.

وقال الناشطون إن الثوار تمكّنوا من إطلاق سراح 50 سجيناً كانوا معتقلين لدى التنظيم في مبنى إدارة المركبات بمدينة الرقة بعد السيطرة عليه، وبذلك اتسعت رقعة القتال بين الثوار وداعش، حتى خرجت من حدود ريفي إدلب وحلب ووصلت إلى المنطقة الشرقية.

وتحدثت مصادر الثوار على الأرض أيضاً عن محاصرة مبنى المحافظة في الرقة، وهو المقر الرئيس لداعش تمهيداً لاقتحامه.

أما الجيش الحر وبعد توليه مهمة محاربة داعش في المناطق والمعابر الحدودية مع تركيا أعلنت فصائله محاصرة منطقة عين العروس التابعة لتل أبيض في الرقة والتي تعد مقراً هاماً بالنسبة لمقاتلي داعش، ما أدى إلى احتدام المعارك بين الطرفين.

ومع اتساع رقعة القتال ضد داعش بدأت بعض الخبايا تتكشف بالعثور على جثث مقاتلين وناشطين في حارم في ريف إدلب وجثث مدفونة قرب أحد مقار التنظيم في مدينة كفر زيتا في ريف حماة، قال الناشطون إنهم قضوا على أيدي عناصر داعش.

سوريا.. نقل مواد كيماوية إلى المياه الدولية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكدت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، الثلاثاء، عن نقل الدفعة الأولى من المواد الكيماوية السورية على متن سفينة إلى المياه الدولية.

وقالت البعثة المشتركة في بيان تلقت “سكاي نيوز عربية” نسخة منه إن المواد نقلت من موقعين إلى مرفأ اللاذقية للتحقق منها، قبل أن يتم تحميلها على متن سفينة دنماركية.

وغادرت السفينة اللاذقية إلى المياه الدولية على أن “تبقى في عرض البحر، بانتظار وصول مواد كيماوية إضافية إلى المرفأ”، حسب ما أضاف البيان.

وأكدت البعثة على مواصلة مساعدة الحكومة السورية لـ”تحقيق التزاماتها بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن.. وقرارات المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية”.

يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي أقر تدمير ترسانة سوريا الكيماوية بعد توصل روسيا والولايات المتحدة لاتفاق جنب سوريا ضربة جوية.

وحسب خريطة الطريق التي وضعتها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، من المفترض أن يكون تم تدمير كامل الترسانة الكيماوية السورية بحلول الثلاثين من يونيو المقبل.

سوريا.. معارك بالرقة وقصف على حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل نحو 20 شخصا وجرح 50 آخرون في مواجهات بين الجيش السوري الحر وما يعرف بتنظيم دولة العراق والشام في محافظة الرقة، في الوقت الذي تستمر الاشتباكات بين الجيشين الحكومي والحر في المحافظة وغيرها من المناطق السورية.

وذكرت مصادر أن الجيش الحر قصف بالأسلحة الثقيلة الفرقة 17 التابعة للقوات الحكومية، بينما دارت اشتباكات في محيط مبنى الأمن السياسي ومبنى المحافظة وساحة الساعة بالرقة.

كما قتل طفلين في قصف مدفعي شنه الجيش الحكومي على مدينة الحراك بريف درعا، حسب ما أوضح ناشطون.

وتعرضت قرية سملين في ريف درعا الشمالي إلى قصف بالبراميل المتفجرة.

أما في حلب، فقتل 6 أشخاص جراء غارة جوية استهدفت حي الحيدرية في المدينة، كما تعرض حي بعدين إلى قصف أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

ونجح الجيش الحر في السيطرة على مدينة تل رفعت وقريتي حربل وشيخ عيسى في ريف حلب بعد اشتباكات دامت 3 أيام مع عناصر من تنظيم دولة العراق والشام.

وفي العاصمة دمشق، تعرض حي القابون شرقي المدينة إلى قصف بصواريخ غراد، إلى جانب بلدة يلدا بريف دمشق الجنوبي التي تعرضت أيضا إلى قصف عنيف.

كما طالت عمليات القصف كلا من حمص وإدلب وريف حماة، إذ استهدفت القوات الحكومية حي الوعر بحمص، وتعرضت مدينة أبو الظهور بريف إدلب الشرقي لقصف بالبراميل المتفجرة.

كما جرح عدد من الأشخاص في قصف استهدف بلدة عقرب بريف حماة الجنوبي.

المرصد السوري لحقوق الانسان: مقتل 274 خلال الاشتباكات بين “الدولة الاسلامية” وكتائب المعارضة المسلحة

روما (7 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن أكثر من مائتين وخمسين شخصا قتلوا خلال أربعة أيام من الاشتباكات الدامية بين مقاتلي ما يمسى بـ”الدولة الاسلامية في العراق والشام” والكتائب المسلحة المناوئة للنظام الحاكم في سورية

وأعلن المرصد، المقرب للمعارضة والذي يتخذ بريطانيا مقرا له، في بيان أنه “ارتفع إلى 274 عدد الذين قضوا، منذ فجر يوم الجمعة الثالث من الشهر الجاري وحتى منتصف يوم امس الاثنين، وذلك خلال الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف، ومقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة والكتائب المقاتلة من طرف آخر في محافظات حلب وإدلب والرقة وحماه”

وأشار إلى أن “من بينهم 46 مواطناً مدنياً أعدم، خمسة منهم على يد مقاتلي الدولة الإسلامية، فيما البقية استشهدوا جراء إصابتهم بطلقات نارية خلال اشتباكات بين الطرفين”

وأضاف “كما لقي 129 مقاتلاً من كتائب إسلامية مقاتلة والكتائب المقاتلة مصرعهم خلال اشتباكات واستهداف سيارات للكتائب، وتفجير سيارات مفخخة، في ريفي إدلب وحماه، وفي حلب وريفها والرقة وريفها”

وقال إن “99 مقاتلاً من الدولة الإسلامية في العراق والشام، لقوا مصرعهم في اشتباكات بينهما في حلب وريفها، وريف إدلب، وريف حماه والرقة، من ضمنهم 34 من الدولة الإسلامية وجند الأقصى، جرى إعدامهم بعد اسرهم من قبل كتائب مقاتلة ومسلحين، في مناطق بجبل الزاوية بريف ادلب”، وذلك بحسب ما أكدت مصادر طبية ومحلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان

ووردت معلومات إلى المرصد “عن وجود المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الدولة الإسلامية، ممن أعدمتهم الكتائب المقاتلة في ريف إدلب”، كما أشار إلى

معلومات أخرى تحدثت “عن إعدام الدولة الإسلامية في العراق والشام لعشرات المعتقلين لديها، ومقاتلين من كتائب مقاتلة في حلب

أمريكا وإيران ضد القاعدة وخلافات انتخابية في ائتلاف المعارضة السورية

مونت كارلو الدولية

داعش” اختصار اسم التنظيم الإسلامي “الدولة الإسلامية في العراق ‏والشام” المرتبط بالقاعدة على كل قلم في الصحافة العربية والدولية ‏الصادرة اليوم.‏

إعداد فوزية فريحات

‏ فإلى جانب التقارير السردية عما يرتكبه مقاتلو التنظيم في الرقة شمال ‏سوريا والاستيلاء على مدينة الرمادي في العراق توقفت صحيفة نيويورك ‏تايمز عند تلاقي مصالح واشنطن وطهران في محاربة هذا التنظيم.‏

وقالت الصحيفة في الوقت الذي تسعى فيه الحكومتان الأمريكية والإيرانية ‏لمواصلة تحقيق مصالحهما المتضاربة في غالب الأحيان اجتمعتا على ‏المعارضة المتبادلة للحركة الدولية لمقاتلي السنة من الشباب الذين يرفعون ‏الراية السوداء لتنظيم القاعدة على شاحناتهم الصغيرة و بنادقهم على ‏طول خطوط الصراع الطائفي في سوريا ولبنان والعراق وأفغانستان و ‏اليمن.‏

‏ فالولايات المتحدة التي تحجم عن التدخل في الصراعات الدموية ‏تشهد تراجعا في نفوذها الإقليمي في حين أن العراق كلفها أكثر من ‏تريليون دولار وأربعة آلاف قتيل وهاهو اليوم يعاني من زعزعة متزايدة ‏‏.‏

كما أن إيران ذات الغالبية الشيعية، تشكل القطب للأقليات الشيعية في ‏المنطقة، لديها أسبابها الخاصة لتكون الجهاز المركزي لمحاربة مقاتلي ‏القاعدة السنة الذين يهددون سوريا والعراق، وكلاهما حليف مهم.‏

كما تخطط الولايات المتحدة الأمريكية لسحب قواتها من أفغانستان هذه ‏بعض الأسباب التي دفعت بواشنطن وطهران إلى التقارب حول التعامل ‏مع ملف مقاتلي القاعدة ومن هنا العنوان في نيورك تايمز “الولايات ‏المتحدة وايران تواجهان عدوا مشتركا “.‏

“البعث وداعش”

‏«دولة الشام والعراق الإسلاميّة»، التي باتت تُعرف بـ «داعش»، ‏صارت، بين ليلة وضحاها، طرفاً يُحسب له كلّ الحساب. إنّها الحركة ‏المتزمّتة، العنفيّة والبطّاشة، التي تتجاوز الحدود الوطنيّة لدولتي العراق ‏وسوريّة وتزعم دمجهما في دولة واحدة ذات أفق إسلاميّ. إنّها، بالتالي، ‏وحدويّة، نافية لما تواضع عليه سايكس وبيكو.‏

صعود «داعش»، عرف ما يشبهه قبل ستين عاماً، حين استولى «حزب ‏البعث العربيّ الاشتراكيّ» على السلطة في العراق طبعاً، يضيف صاغية ‏‏ الفوارق بين حزب «البعث» ومنظّمة «داعش» كبيرة ونوعيّة. فالأوّل ‏وصل إلى السلطة عبر الانقلاب العسكريّ وكان يقول بالعروبة ‏إيديولوجيّةً له، أمّا الثانية فتسمّي نفسها مشروعاً جهاديّاً وتقول بالإسلام ‏مرجعاً إيديولوجيّاً وحيداً حاكماً لها.‏

مع هذا، فالبعث حكم البلدين في 1963، و «داعش» تحاول اليوم قضم ‏البلدين، مهدّدةً غير السنّة فيهما في وجودهم ذاته.‏

‏«خلافات انتخابية»‏

أبلغ 43 عضوا في الائتلاف السوري المعارض من أصل 121، الهيئة ‏العامة المنعقدة في مدينة إسطنبول، برغبتهم في الاستقالة من الائتلاف ‏على خلفية مجموعة من المطالب من بينها «الاحتجاج على المشاركة في ‏مؤتمر (جنيف 2)» الذي بدأت الأمانة العامة للأمم المتحدة توزيع ‏الدعوات إليه أمس. ‏

لكن مصدرا بارزا في الائتلاف أكد لـ«الشرق الأوسط» أن أسباب ‏الاستقالة «انتخابية»، لان الفريق الخاسر في هذه الانتخابات قرر ‏الاستقالة نتيجة عدم قدرته على الفوز.‏

ونقلت الحياة عن مصادر مطلعة في نيويورك كما قالت ، إن إيران ‏‏«ليست مستاءة» من عدم توجيه الدعوة إليها للمشاركة في مؤتمر‎ ‎جنيف ‏اثنين، وإنها ستلعب دوراً مساهماً في المحادثات مع أنها لا تشارك فيها. ‏

ولفتت إلى أن موقف روسيا يدعم المرجعية التي على أساسها ستوجه ‏الدعوات. وبحسب المصادر، رفضت الدبلوماسية الإيرانية الموافقة ‏الصريحة على مرجعية «جنيف 2». ورأت أنه من الأفضل لها عدم ‏الالتزام بتلك المرجعية مقابل مشاركتها.‏

دراسة أمريكية: الحرب الأهلية السورية قد تستمر 10 سنوات

الطرفان مستعدان للقتال حتى آخر طلقة

24- إعداد: فاطمة غنيم

رأى الباحث بمعهد الدراسات الاستراتيجية الأمريكي والخبير المختص بشؤون الشرق الأوسط أندرو تيريل، أن الحرب الأهلية في سوريا قد تطول لعشر سنوات قادمة.

انهيار النظام سيؤدي إلى مرحلة جديدة من الصراع على السلطة

الحلول الدبلوماسية بعيدة المنال حتى تشعر جميع الأطراف أنها منهكة ولا يمكنها الاستمرار في الحرب

قدرة الولايات المتحدة محدودة للغاية في السيطرة على الحرب الأهلية السورية، وأي عمل تُقدم على فعله ينبغي أن يكون واضعاً في حسبانه أن هذه الحرب قد تكون طويلة

وقال الباحث في تحليل نشره المعهد في موقعه على الإنترنت، إن “سوريا بلد مختلف تماماً عن باقي بلدان الربيع العربي، لوجود ديكتاتورية أكثر عنفاً وأكثر رسوخاً وعمقاً من تلك الموجودة في كل من القاهرة وتونس، ولذا عاقب النظام المتظاهرين المناوئين للحكومة بقمع شديد، أدى إلى أن يحمل الكثير منهم السلاح لقتال عدو مصمم على الاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن”. وأدت هذه العملية، بحسب الباحث، إلى نشوب حرب داخلية مديدة جداً ومرشحة لأن تصبح أطول بكثير.

الانتداب الفرنسي

كما أشار التقرير إلى بداية التغلغل العلوي في صفوف الجيش السوري، وذلك عندما أصبحت فرنسا السلطة الحامية لسوريا بموجب قرار الانتداب الصادر عن عصبة الأمم عام 1923، فقامت فرنسا بتجنيد الأقليات في صفوف قوات الأمن المحلية، اعتقاداً منها أن هذه المجموعات كانت مهمّشة وتوافد الشباب من الأقليات مثل الأقلية العلوية على الانضمام للجيش المحلي كخطوة للتخلص من الفقر المدقع في مجتمعاتهم، والتحق الكثير من الشباب العلويين بأكاديمية الجيش في حمص ليصبحوا ضباطاً في الجيش الذي يخضع لسيطرة الفرنسيين، أما أبناء السُنّة من الأُسر الغنية فلم يفكروا في المهنة العسكرية تحت حكم الفرنسيين.

وبحسب الباحث فإن الوجود العلوي القوي في الجيش السوري استمر بعد انتهاء الحكم الفرنسي لسوريا، رغم أن العلويين لا يشكلون أكثر من 10% من عدد السكان، وتوسع الوجود العلوي بعد عام 1970 عندما استولى ضابط سلاح الجو السوري العلوي حافظ الأسد على السلطة، ثم تولى ابنه بشار الحكم عام 2000 بعد وفاة والده وأثبت أنه قاس مثل والده.

بينما أوضح أن بشار يسعى حالياً إلى سحق المعارضين للنظام باستخدام القمع الهمجي من خلال وحدات نخبة علوية في معظمها وأجهزة المخابرات وقوات الشبيحة الموالية للنظام، ولأن النظام لا يرغب في استخدام الجنود والمسلحين العلويين في المعركة، إن هذه القوات عادة ما تستخدم القوة النارية بما فيها المدفعية وسلاح الجو لضرب قوات المتمردين، على الرغم من الدمار الهائل الذي يحدثه القصف العشوائي.

مخاوف الانتقام

من جانب آخر لفت الكاتب إلى أنه في مثل هذه الظروف، يخشى العلويون من الانتقام السني نتيجة لسنوات سابقة من الحكم السيء للأسد والتمييز الذي مورس ضد السنة، ولذا فإنهم مستعدون للقتال حتى آخر طلقة، كما أنهم يخشون من ظهور محتمل لحكومة ديمقراطية في البلاد، إذ يفوق العرب السنة العلويين بنسبة 6 إلى 1.

وأضاف أن الأقليات الأخرى التي تعاونت مع النظام خلال السنوات السابقة تخشى من تعرضها للانتقام، كما أن المجموعات الإسلامية غير السنية من الشيعة والدروز، وخصوصاً مسيحيو سوريا يخشون من أن المقاتلين الإسلاميين المتطرفين سيستولون على السلطة بعد الأسد، وأنهم ربما يواجهون مصيراً أسوأ من ذلك الذي واجهه المسيحيون في العراق بعد انهيار حكم صدام.

هذه الجماعات تحاول بكل ما أوتيت بقوة الوقوف في وجه مجموعات المتمردين التي يمكن أن تؤذيهم، وفي الوقت نفسه يعملون على تجنب الظهور بمظهر الموالين المطلقين للنظام، لأنهم سوف يعانون في النهاية من المصير نفسه الذي سوف يواجهه الموالون العلويون في حال سقوط الأسد.

نظام وحشي

كما أوضح الكاتب أن النظام السوري ينظر إلى التسامح على أنه ضعف، والوحشية هي الأسلوب المفترض الذي يتبعه في مواجهة المشاكل كافة، مشيراً إلى أن المتمردين يدركون أنه في حال إلقائهم للسلاح سوف يواجهون الموت.

بينما أفاد أن هذه التداعيات تترك المجتمع الدولي أمام جانبين ليس لديهم أي سبب للمساومة ولديهم كل الأسباب للاستمرار في القتال، لا أحد منهم سيساوم في منتصف الصراع، إذ يرون أن ذلك أمر مضر لأنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم، علاوة على ذلك إن موت أي زعيم بمن فيهم الأسد، لن يؤدي على الأرجح إلى خليفة أكثر رغبة في المساومة تحت أي ظرف من الظروف.

صراع على السلطة

في سياق متصل أوضح الكاتب أنه في حال انهيار نظام الأسد، سيؤدي ذلك لمرحلة جديدة من الحرب الأهلية، تتقاتل فيها المجموعات المتمردة المختلفة مع بعضها بعضاً للوصول إلى السلطة، فيما رأى أن الحلول الدبلوماسية تبدو بعيدة المنال، وأن الحرب ربما تستمر حتى تشعر جميع الأطراف بأنها منهكة ولا يمكنها الاستمرار، منوهاً إلى أن الحرب الأهلية اللبنانية استمرت 15 عاماً في ظل الظروف ذاتها.

تحجيم المشاكل

وبحسب الكاتب فإنه على المدى القصير ربما لا يكون بوسع الولايات المتحدة وأوروبا وباقي المجتمع الدولي وضع حد للحرب الأهلية السورية، لكنهم يستطيعون تحجيم المشاكل التي تتسبب بها الأطراف الخارجية من خلال العمل مع حلفاء مثل الأردن وتركيا ولبنان والعراق، الذين يكافحون لمساعدة اللاجئين السوريين في بلادهم، كما أن بإمكانهم المساهمة في تقديم المساعدات للمنظمات الإغاثية التي تعمل ضمن الحدود السورية.

كما أكد أن الولايات المتحدة ستكون بحاجة إلى الاستفادة من أي احتمالات للوصول إلى حل دبلوماسي، على الرغم من الانهيار الواضح لمحادثات جنيف حول سوريا.

اللاجئون

ودعا الباحث الأمريكيين إلى أن يدركوا أن ما يجري ربما يكون حرباً مرعبة طويلة، وأنه يتعين على المجتمع الدولي أن يضع خططاً لسنوات لتقديم المساعدات الإنسانية لأولئك الذين لا زالوا في سوريا وأولئك الذين هربوا من حمام الدم، كما أنه من المهم تقديم دعم مستمر وقوي لدول مثل الأردن حتى لا تشعر أن حكومتها لا ترزح تحت تحديات العناية بأعداد هائلة من اللاجئين.

أخيراً خلص الباحث إللا أن طبيعة هذا الصراع المستمر أمر يصعب تقبله، وأنه غير مجد خداع النفس حول طبيعة هذه الحرب التي لا سبيل للحيلولة دون استمرارها، مضيفاً أن قدرة الولايات المتحدة محدودة للغاية في السيطرة على الحرب الأهلية السورية، وأي عمل تُقدم على فعله ينبغي أن يكون واضعاً في حسبانه أن هذه الحرب قد تكون طويلة.

عام سورية الجديد يبدأ بأسبوع استحقاقات مصيرية:حصار المعارضة في جنيف

                                            *بعد أيام تقرر الهيئة العامة للائتلاف قبول أو رفض المشاركة في جنيف2

*صراع محتدم في كواليس الائتلاف بين تيار كاسح مؤيد.. وآخر يحذر من المشاركة

*اللبواني: هناك تشكيلة حكومية عميلة أعدتها الدول الكبرى سراً لتفرضها على الشعب السوري وإقرارها في جنيف!

بقلم محمد خليفة

ما إن يطوي العام 2013 الذي كان دموياً وقاسياً على الشعب السوري أجندته ويمضي الى الخلف, ويبدأ العام الجديد 2014 دورته، سيتعين على المعارضة السورية منذ أيامه الأولى الانهماك في مواجهة عدد من الاستحقاقات المصيرية.

– في 3 – 4 ك2/يناير ستعقد (الأمانة العامة للمجلس الوطني) دورة استثنائية، وسيكون عليها تحديد موقف من جنيف 2. والمجلس هو الكتلة السياسية الأكبر في الائتلاف, وموقفه كان الأشد تحفظاً عن المؤتمر ثم تراجع.

– وفي 5 – 6 يعقد (الائتلاف) على مستوى الهيئة العامة دورته لإعادة انتخاب رئيس له وتقرير موقفه من جنيف2.

– في 9 – 10 ينعقد في اسبانيا (مؤتمر قرطبة) لتوليفة جديدة من المعارضة برئاسة الشيخ أحمد معاذ الخطيب. ويقف وراء المؤتمر كل من المفوضية الأوروبية والخارجية الاسبانية, وهو غير بعيد عن نظام دمشق, وهدفه المعلن التحضير للمؤتمر الدولي جنيف2, أما هدفه غير المعلن فهو دعم خيار التسوية السياسية بين المعارضة والنظام وإظهارها كخيار أوروبي, بعد أن تهمش دور الاتحاد الاوروبي في الأزمة السورية كثيراً حتى الآن.

في 12 – 13 يزور وفد من الائتلاف العاصمة الروسية لإجراء محادثات سياسية ستتركز حول موقف موسكو من مطالب الائتلاف وعلى رأسها ضرورة تنحي بشار الأسد عن الحكم والهدف من عقد المؤتمر العتيد. وهذا اللقاء الأول من نوعه منذ تأسيس الائتلاف يأتي بتوصية ودعم من (الصديق) الأميركي المشترك للطرفين!

في 17 – 18 منه يعقد تحالف (إعلان دمشق) مؤتمره العام في اسطنبول لتحديد أجندته ومواقفه من الاستحقاقات الوطنية, وهذا التحالف القديم هو الكتلة الأهم داخل المجلس الوطني, والجسم الأول للمعارضة في السنوات التي سبقت الثورة, ومثل أول تحدٍ لنظام الأسد من داخل البلاد.

في الفترة نفسها يجري التحضير لعقد اجتماع موسع بين أطراف المعارضة وخاصة الائتلاف وهيئة التنسيق (التي يسميها البعض معارضة الداخل!) لتشكيل الوفد الموحد, ووضع خريطة طريق للمفاوضات, والاتفاق على المواقف منها.

على هذا النحو تبدأ عجلة العام السوري الجديد بالدوران عبر محطات ومنعطفات دولية خطرة وحاسمة وبكثافة ظاهرة, ولكن الأهم بينها جميعاً هو اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الأسبوع المقبل لاتخاذ قرار نهائي من جنيف2 بعد إجراء انتخابات الرئاسة التي يتوقع أن يفوز فيها الرئيس الحالي أحمد الجربا ثانية, إذ لا يوجد أي مرشح منافس مطروح حتى الآن.

وبطبيعة الحال فإن السؤال الذي يفرض نفسه الآن قبل أيام قليلة من المواعيد المذكورة هو: كيف وإلى أين يتجه الرأي العام داخل الائتلاف من المؤتمر..؟

تلبية دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لحضور المؤتمر أم الاعتذار عن عدم الحضور..؟

وهل يملك الائتلاف القدرة على الرفض والصمود أمام الضغوط الثقيلة التي تمارسها الدول الكبرى عليه كمنظمة أو كأعضاء ..؟!

قبل الإجابة على هذه الأسئلة التي تدور في فلك واحد لا بد من الاشارة أولاً إلى مسألتين غاية في الأهمية: أولاهما أن سقف التسوية المتوقع في نهاية ماراثون شاق من المفاوضات بين معارضة خاضعة للهيمنة الخارجية لأسباب مفهومة, ونظام يتقن المراوغة وأساليبها, لن يزيد عن تسوية هزيلة تبقي معالم النظام على حالها وتفتح الأبواب لدخول أطراف من المعارضة في جسم النظام ومنحها حصصاً في الهياكل الادارية والتنفيذية للسلطة. وثانيتهما أن الطرف الرئيسي المعني بالاستحقاق بشار الأسد لا يريد الذهاب إلى المؤتمر ويرفض التنازل ولو في الحدود المذكورة, لأن نظامه قائم على الشمولية وإنكار حقوق الشعب السوري كافة , ويرى أن أي تنازل طفيف سيعرض النظام القائم للأخطار تدريجياً.

ويسود الاعتقاد بين المعارضين السوريين أن النظام الإيراني الذي حرم من الدعوة للمشاركة يساند بقوة تقدير الموقف السابق من جانب الأسد, كما أن الروس لا سيما وزير الخارجية سيرغي لافروف, ليسوا بعيدين عنه, رغم زعمهم في لقاءاتهم بالأميركيين, وبعض تصريحاتهم الاستهلاكية عن عدم تمسكهم بالأسد.

بناء على ما سبق يعتقد معظم أقطاب المعارضة الذين خاضوا تجربة التعاطي مع الدول الكبرى والاقليمية واطلعوا على مواقفها أن النظام يتمتع بقوة دعم خارجي تتزايد ولا تتناقص, رغم تماديه في حرب الابادة التي ينفذها على السوريين المتمردين على حكمه. وأنه في حقيقة الأمر لا يريد الذهاب لجنيف, ولا تقديم أي تنازلات مهما كانت ثانوية, أو إدخال إصلاحات على نظامه المغلق، ولذلك عمد الأسد منذ أن تحدد موعد جنيف2 وأصبح استحقاقاً دولياً يتعذر عليه التنصل منه نتيجة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الصادر في ايلول/ سبتمبر الماضي الى تصعيد حربه الوحشية, وخاصة قصفه المتواصل بالبراميل المتفجرة لحلب أكبر مدن سورية ودرعا وتشديد الحصار الاقتصادي المحكم على ريف دمشق, هذه الحرب التي تستهدف بإجماع المصادر استفزاز المعارضة وإحراجها, لتعلن رفضها المشاركة في المؤتمر بحيث يتأجل أو يفشل فتتحمل المسؤولية عنه ويظهر بمظهر الساعي للسلام.!

على ضوء هاتين الحقيقتين يمكننا تحديد وتحليل المعلومات والتقديرات المتوافرة بشأن المناخ السائد حالياً بين أوساط المعارضة بعامة والإئتلاف بخاصة, إذ تشير التقديرات إلى أن الغالبية العظمى لا تعارض المشاركة, وترى أن الرفض سيكون بمثابة خدمة كبيرة للأسد تترتب عليها عواقب وخيمة على المعارضة وعلى القضية السورية كلها لأنه سيعطي الفرصة للنظام للنجاة من الاستحقاق وكسب مزيد من تأييد العالم. بل إن هناك من يصف أصحاب هذا الاتجاه بأنهم (المهرولون) الى جنيف2 لأسباب مختلفة, ليس أولها ولا آخرها الرضوخ للضغوط الأجنبية. ويعزو بعض المحللين هذا الواقع داخل الائتلاف على نحو خاص إلى طبيعة تكوينه وظروف نشأته، فقد حشي الائتلاف بعشرات من:

1- الاعضاء الثانويين الذين يفتقرون للخبرة السياسية ولأي ماض في المعارضة أو النشاط المناهض للنظام, بل إن كثيرين كانوا أعضاء في الحزب الحاكم أو موالين للنظام عبر أجهزته الأمنية, وبين هؤلاء أسماء بارزة كالشيخ معاذ الخطيب أول رئيس للائتلاف, والذي يحاول الآن خلق كتلة موازية للائتلاف بعد انسحابه منه تضم طيفاً واسعاً من رجال الاعمال الكبار ومؤيدي الأسد حتى الآن.

2- والمستقلين الذين طفوا على سطح أمواج الثورة بدون أن تكون لهم مواقع حزبية وفكرية محددة تلزمهم بخط أو موقف ثابت وهم متلونون في الغالب ومستعدون للتماهي والتغير السريع بين لحظة وأخرى بحسب تموجات المصلحة الشخصية.

3- ممثلين لمجالس محلية تشكلت في المناطق المحررة وأعطيت حصصاً في الائتلاف, بينما تفتقر لأي أهلية أو مؤهلات كافية, بل إن معظمها تشكل بتأثير وتمويل من دول وأنظمة عربية واقليمية وخارجية, ويميلون بحسب ميلان الممولين أو أصحاب النفوذ في كل مرحلة. ولعل بشار الأسد كان صادقاً وهو المشتهر بالكذب دائماً حين قال مؤخراً لوفد من المؤيدين الاردنيين زاره: إن أنصاري كثر منتشرون في كل المواقع بما في ذلك داخل (الائتلاف)!!

ويقدر مصدر مطلع على خفايا ما يجري في صفوف المعارضة حجم هذه الكتلة الهلامية غير المتجانسة بحوالى نصف أعضاء الائتلاف, وجميعهم يريد المحافظة على المناصب والمكاسب التي حصلوا عليها بصرف النظر عن مصلحة الوطن والثورة.. مما يعني أن قرارات الائتلاف بحكم تركيبته التي قصد منها أن تكون مفاتيحه بأيدي من أسسوه, وقراراته مرهونة بمشيئة الدول المتنفذة التي ساهمت في اختيار أعضائه واحداً واحداً وفق معاييرها. ويشتكي مصدر آخر من أن كثيرين من الأسماء الكبيرة المعارضة التي أقسمت علانية على ولائها للثورة وطهارتها قد حنثت بتعهداتها وصارت تتلون يميناً ويساراً بحسب مصالحها ومكاسبها التي جنتها أو تأمل أن تجنيها!

وفي النتيجة يمكن رسم خريطة لتضاريس وتوزع القوى والاتجاهات داخل المعارضة السورية على النحو التالي:

أولاً: هيئة التنسيق (معارضة الداخل) مع المشاركة في جنيف2 بلا تحفظات وهي قريبة جداً من رؤية موسكو بكل ما يتعلق بالأزمة.

ثانياً: كتلة المجلس الوطني هي الأكثر معارضة من حيث المبدأ, وهي التي كان لها دور رئيسي في وضع لائحة (المحددات) التي تضبط سلوكه حيال أي مبادرة سياسية والتي أعلنها الإئتلاف قبل شهور, وتضم هذه الكتلة مجموعات متنوعة بين اليسارية والقومية كالشيوعيين والناصريين والاشتراكيين, وستتخذ الامانة العامة قراراً نهائياً بموقف المجلس اليوم أو غداً ( 3-4 / ك2- يناير) والأرجح أن القرار سينبني على (المحددات) السابقة وسيشكك بجدوى المؤتمر وجدية المجتمع الدولي ويحذر من التآمر على الثورة, ويطالب بوضع شروط صعبة قبل انعقاده.. لكن (المجلس) في النهاية لن يقف حجر عثرة في طريق الاتجاه العام الكاسح المؤيد للمشاركة.

ثالثاً: كتلة (إعلان دمشق) ستحذو حذو المجلس الوطني.

رابعاً: كتلة (الجيش الحر) داخل الائتلاف ستدعو للتشدد والحذر طبعاً, وتؤكد رؤيتها لحتمية الحسم العسكري والثوري مع نظام الأسد, ويزداد هذا الخيار رسوخاً مع تعاظم دور وحجم الحركات الاسلامية الراديكالية في ساحة الصراع وترفض غالبيتها أي تسوية تبقي النظام.

خامساً: كتلة الاسلاميين بما فيهم (جماعة الإخوان) التي لا تعترض ولا تعارض التوجه الى جنيف, بل تدعو في خطها العام الى تسوية سياسية, ويبدو أن ثمة تبايناً بين تيارين داخلها, راديكالي ضعيف وآخر معتدل قوي ينبع موقفه من عمق العلاقات التي أقامها التنظيم الدولي للاخوان مع دول الغرب وأراد منها إبراز خطابه المعتدل, ويذهب بعض المصادر لاتهام الجماعة بفتح قنوات مع النظام وحلفائه الاقليميين.

سادساً: كتلة الليبراليين وهي تؤيد المشاركة بلا شروط, لأن المؤتمر في نظرها فرصة لنيل اعتراف المجتمع الدولي وإجبار النظام على حل سياسي يضمن تنحية الاسد. وعلى رأس هذه الكتلة برهان غليون وفايز سارة.

سابعاً: الكتلة الكوردية, وتؤيد أيضاً المشاركة وتعتبرها مناسبة لطرح المسألة الكوردية في منبر دولي كبير, وتثبيت مطالبها المشروعة من داخل صفوف المعارضة وبالتفاهم معها اثباتاً لحسن النيات وللتمسك بالحقوق في آن معاً.

ثامناً: مجموعة متفرقة ومحدودة من صقور المعارضة أبرز رموزها د. كمال اللبواني ترفض الذهاب مبدئياً الى جنيف 2 وترى أنه ليس حلاً ولا جدوى منه، بل خسارة فادحة وحتمية. وأن روسيا صاحبة الكلمة الفاصلة فيه, وأميركا مجرد مساعد لها تنازلت عن الملف السوري بالكامل لها.

والواقع ان لهذه الكتلة المتميزة عن جميع الكتل السابقة طروحاً مهمة تستحق الايضاح برغم أن حجمها من الناحية العددية ضئيل بعكس تأثيرها النوعي المتسم بقوته بين القوى المقاتلة على الارض سيما في الجبهة الجنوبية وريف دمشق. إذ ترى أنه لا قيمة للرأي القائل إن المعارضة بإمكانها المشاركة إرضاء للمجتمع الدولي وتثبيتاً لشرعيتها وشرعية مطالبها, وتحقيق بعض المكاسب لصالح الشعب والثوار مع الحفاظ على حقها في الانسحاب من المؤتمر عندما ترى عدم جدواه وعدم جدية الراعيين الدوليين في تلبية مطالبها. ويفند لبواني الرأي السابق قائلاً: إن الضرر سيحيق بالثورة بمجرد الموافقة على الدعوة للمؤتمر وحتى قبل السفر لسويسرا لأن الموافقة على الدعوة كما أوضح الأمين العام للأمم المتحدة في متنها تعني أوتوماتيكياً الموافقة على خطة التسوية المطروحة ولا يمكن التراجع عنها. ثم إن الجميع سيكون محاصراً بسلطة مجلس الأمن الدولي الذي يتوقع أن يصدر هذه المرة قراراً تحت الفصل السابع لإكساب نتائج جنيف2 قوة ضاغطة, لإجبار الأطراف على التنفيذ واتهام الرافض – وهو هنا المعارضة على الارجح – بمخالفة قرار مجلس الأمن مما يعرضها لعقوبات دولية.

وكشف اللبواني أن الدول الكبرى أعدت سراً تشكيلة حكومية تضم شخصيات متنوعة مؤيدة للنظام والمعارضة الحليفة له في الداخل والمستقلين وبعض المعارضين البارزين في الخارج الذين خانوا تعهداتهم السابقة, وأن هذه التشكيلة ستعرض على جنيف2 وتنال الموافقة عليها بفضل الهيمنة الأجنبية على معظم وفد المعارضة, وستحظى الحكومة بالحماية الدولية وبقرار مجلس الأمن المذكور.

ولذلك يرى المعارض السوري البارز أن الحل الأفضل لنا كثورة هو رفض المشاركة في طبخة جنيف2 من أساسها. ويعتقد أن البديل يتمثل في إقامة تحالف ثوري قوي على الأرض بين الفصائل المقاتلة كافة الوطنية والاسلامية والشخصيات السياسية المستقلة ذات الكفاءة وغير المرتهنة للخارج والنضال على الارض بقوة وثبات حتى تتعدل موازين القوى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى