أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 10 كانون الاول 2013

x

النظام يسيطر على طريق دمشق – حمص و«الإئتلاف» يتهمه بتشكيل «فرق موت»

باريس – رندة تقي الدين؛ الدوحة – محمد المكي أحمد

لندن، دمشق – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – حقق النظام السوري في الساعات الماضية مزيداً من التقدم في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة، وفرض سيطرته على الطريق السريع الرابط بين دمشق وحمص في وسط البلاد بعدما طرد مقاتلي المعارضة من مدينة النبك. وسرت مساء أمس أنباء عن مجازر جديدة وقعت في أحياء في النبك دخلتها القوات الحكومية التي يساندها في هجومها مقاتلون من «الشبيحة» (الدفاع الوطني) و «حزب الله» و «لواء أبو الفضل العباس»، كما يقول نشطاء المعارضة.

وفي ذكرى مرور ألف يوم على انطلاق الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في آذار (مارس) 2011، يوزّع «الإئتلاف الوطني» المعارض تقريراً ضخماً اليوم الثلثاء يحمل عنوان «بالسكين!» يوثّق فيه 20 مذبحة يُتهم النظام بالمسؤولية عنها، وهو ما سبق أن نفته حكومة دمشق. لكن تقرير «الإئتلاف» الذي يعتمد على شهادات ناجين وروايات ناشطين ومشاهد مصورة، يتهم النظام بانه لجأ منذ بدء الثورة إلى تشكيل «فرق موت» مهمتها ارتكاب المذابح في حق القرى والبلدات التي تثور ضد الرئيس الأسد. ويورد التقرير أن «فرق الموت» هذه تنتمي إلى «الحرس الجمهوري»، مشدداً على ضرورة «محاسبة» مرتكبي المذابح وإلا فإن ذلك يمكن أن يؤثر على نسيج المجتمع السوري في المستقبل ويعوق قيام مصالحة حقيقية في البلد.

وعلى الصعيد السياسي، أكد رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا في مقابلة مع «وكالة الأنباء الكويتية» تلقيه دعوة لزيارة موسكو وعزمه تلبيتها. وقال: «قبلت هذه الدعوة ولم أستطع الذهاب إلى هناك لانشغالي بمواعيد مسبقة وسأزور روسيا لاقناعهم بأن مصلحتهم تكون مع الشعب السوري وليس مع النظام».

وقالت مصادر وزارية خليجية لـ «الحياة» إنها أُبلغت أن الجربا تلقى دعوة لمخاطبة وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في جلستهم الافتتاحية.

وأكد رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض جورج صبرا أن «الائتلاف الوطني» لم يتخذ حتى الآن قراره النهائي في شأن ما إذا كان سيحضر مؤتمر «جنيف 2» أم لا. وقال، في مقابلة مع «الحياة» في الدوحة، إن إيران لا تستطيع المشاركة في «جنيف 2» عندما «تتخذ موقف العداء للشعب السوري» وحينما تكون «الأرض السورية محتلة من قبل ميليشيا حزب الله وميليشيا أبو الفضل العباس». واتهم روسيا بمحاولة إشراك شخصيات سورية في مفاوضات السلام على أساس أنها معارضة، كما هو الحال مع نائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد ونائب رئيس الوزراء المقال قدري جميل. وقال صبرا إن رفعت الأسد «أحد الذين أورثوا سورية عبئاً ثقيلاً» في حين أن قدري جميل «لا يمكن أن يُقبل على محمل الجد» أن يكون في إطار المعارضة خلال مفاوضات «جنيف 2». وأقر بـ «قلق» لدى المعارضة بسبب الاتفاق الغربي – الإيراني حول الملف النووي، وقال: «نخشى أن يدفع السوريون ثمن الملف النووي الإيراني كما دفع الشعب السوري ثمن الملف الكيماوي»، في إشارة إلى الاتفاق الأميركي – الروسي للتخلص منه.

وفي باريس، رأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في مقابلة صحافية، أن مؤتمر «جنيف ٢» حول سورية يأتي في ظروف بالغة الصعوبة، قائلاً إن «من الصعب جداً تصوّر أن النتائج الإيجابية لهذا المؤتمر ستكون سريعة. والهدف الطويل الأمد لسورية هو التوصل إلى سورية ديموقراطية حرة تعترف بتعدد الطوائف، وعلى المدى القصير نريد تحسين الظروف الإنسانية». وعن الانتقال في السلطة وإذا كان سيحصل في ظل بقاء الأسد أو رحيله، قال: «لا يمكن لأي شخص منطقي أن يتصوّر أن بعد ١٢٥ ألف قتيل في سورية وفي وضع البلد الكارثي الذي هو المسؤول الأساسي عنه أن تكون نتيجة كل ذلك أن يُجدد لرئاسة بشار الأسد. وفي النهاية الشعب السوري هو الذي يقرر».

وأكدت مصادر ديبلوماسية دولية لـ «الحياة» في باريس أن الإدارة الأميركية أكدت لأصدقائها أنها «ملتزمة نص جنيف ١» الذي ينص على انتقال السلطة من دون بشار الأسد.

هزيمة النبك: «جيش الإسلام» متهم والنقيب إسلام علوش يطلب التعتيم

ريف دمشق – يامن حسين

تتضارب المعلومات الآتية من مدينة النبك السورية حول السيطرة التامة لقوات النظام السوري عليها بحلول يوم الاثنين 9-12-2013، ففي حين بث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد من قلب المدينة لجنوده برفقة بعض الأهالي، الذين وبحسب زعم التلفزيون الرسمي، «يشكرون قدوم الجيش لتخليصهم من الإرهابيين»، أكد ناشطون معارضون أن المدينة ما زالت «تقاوم» وبخاصة في الأحياء الشرقية من المدينة الاستراتيجية، وأن سيطرة النظام على جزء كبير من المدينة لا يعني سقوطها بالكامل. وتشكل النبك هاجساً للنظام كونها قريبة من الطريق الدولي دمشق – حمص المقطوع منذ 20-11-2013.

ومع الأخبار الواردة من القلمون فإن النظام تحول من السيطرة على كل من قارة ودير عطية والنبك للتقدم أكثر باتجاه مزارع قرية ريما مستغلاً إرباك قوات المعارضة في طريقه إلى يبرود معقل المعارضة المسلحة القوي في القلمون.

«جيش الإسلام» و «داعش» وحرب الانسحابات والإعلام

لم يكن سقوط معظم أحياء النبك بعد تسعة عشر يوماً من المعارك الدامية وتوثيق أربع مجازر على الأقل ذهب ضحيتها أطفال ونساء ذبحاً وحرقاً، وقامت بها بحسب مصادر المعارضة وما تم جمعه من شهادات الناجين، ميليشيات «جيش الدفاع الوطني» (الشبيحة) و «لواء أبو الفضل العباس» و «حزب الله» و «لواء ذو الفقار» العراقي، لم يكن هذا السقوط الكارثي للنبك أن يمر من دون عاصفة من الاتهامات من ناشطين إعلاميين ومقاتلين لبعض الكتائب الإسلامية كـ «جيش الإسلام» و «داعش» بالانسحاب من المدينة وتركها فريسة لسكاكين النظام السوري الذي أعمل فيها مجازر مروعة.

وقال الناشط الإعلامي خُبيب عمار (مراسل شبكة سورية مباشر) في اتصال مباشر معه على قناة «الأورينت»: «لم يأت أحد لمؤازرة مدينة النبك. جاء جيش الإسلام للمؤازرة وانسحب على الفور قبل أربعة أيام». وأضاف: «جاء الخبر اليقين من أحد القادة الميدانيين عن انسحاب جيش الإسلام»، مستنكراً دخول «جيش الإسلام» مناطق كدير عطية وقارة والنبك وانسحابه منها بعد أيام قليلة من المعارك ومعتبراً أن تكرار هذا الفعل سيؤدي إلى فقدان «جيش الإسلام» الحاضنة الشعبية.

وأكد عدد من أهالي مدينة القلمون أن الكتائب المقاتلة في النبك كانت فقط (الكتيبة الخضراء وجبهة النصرة وعدداً من مقاتلي المدينة ومن قرى ومدن القلمون).

وعلى صفحة النقيب إسلام علوش الناطق العسكري باسم «الجبهة الإسلامية» و «جيش الإسلام» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» لم يظهر أي بيان أو مجرد خبر عن معركة النبك. وكان آخر ما نشره هو بيان يخص حرب السيطرة على مقار هيئة الأركان في ريف حلب بين «الحر» و «داعش» و «الجبهة الإسلامية» وهو ما دفع أحد المعلقين من «مجاهدي داعش» للقول متهكماً: «جيش الأفلام يكشف ظهر المجاهدين ويفر من المعارك ويسارع لحماية مستودعات الائتلاف الكافر التي كادت تصدأ».

واتهم عناصر من «جيش الإسلام» عناصر «داعش» بأنهم هم من سلم جبهات القلمون في دير عطية وقارة والنبك وانسحبوا. وبحسب أحد الناشطين الإعلاميين في القلمون فإن «داعش انسحبت في كل من قارة ودير عطية وكذلك من النبك بعد أيام من دخولها في حين أن جيش الإسلام كان موجوداً لكن مع الكثير من إشارات الاسـتفهام وانـسـحاب غـير مفهوم من جبهة القتال في النبك».

ولصعوبة توثيق أو استقصاء دقة الأخبار حول من انسحب ومن قاتل في معركة النبك توجهنا إلى النقيب إسلام علوش بالسؤال: «هناك من اتهم «جيش الإسلام» بالانسحاب من النبك وترك مواقع القتال لمصلحة دخول ميليشيات النظام وحلفائه وارتكابها المجازر هل تؤكدون أم تنفون؟ وما هو ردكم على الاتهامات؟ وما هي أسباب الانسحاب في حال تم»؟ فأمتنع علوش عن الإجابة معللاً ذلك بأمور أمنية تخص سلامة «المجاهدين» ومختصراً الرد: «حالياً أخي الكريم معتم على الموضوع بشكل كامل اعذرنا وذلك لأسباب أمنية».

ضربة لـ«الجبهة الإسلامية» في أول الطريق

بغض النظر عن القيل والقال ومن انسحب ومن قاتل فإن سقوط النبك بعد دير عطية وقارة يشكل ضربة قاسية لقوات المعارضة المسلحة بشكل عام في منطقة القلمون، ولـ «الجبهة الإسلامية» الأقوى عسكرياً في قوى المعارضة المسلحة بشكل خاص، بخاصة بعد أيام من تشكلها، وتعويل البعض عليها في تحقيق مكاسب عملاتية قبل جنيف 2، كما يشكل حرجاً للجبهة في مناطق استراتيجية كان لها معظم السيطرة عليها، إذ كان صمود النبك وقارة ودير عطية ليشكل ضغطاً هائلاً على نظام الأسد بعد قطع طريق دمشق – حمص والاقتراب من مقار عسكرية للنظام ومستودعات مهمة واستراتيجية له في جبال الناصرية ومحيط النبك، مضافاً إلى هذا كله فشل «جيش الإسلام» الركن الأقوى في الجبهة في ريف دمشق بفتح طريق إمداد للغوطة، بعد إعادة النظام السيطرة على العتيبة في الغوطة الشرقية.

مع هذا كله، لم يعد خافياً على أحد على رغم «التطيّبات» و «الرسائل الناعمة» بين «داعش» و«الجبهة الإسلامية» وبوساطات «أحرار الشام» غالب الأحيان حجم الهوّة بين «داعش» و «الجبهة الإسلامية» وبالأخص «جيش الإسلام»، بما ينذر بمشاكل لـ «الجبهة الإسلامية» هي بغنى عنها. بدأت حرب اتهامات إعلامية لتستكمل حرب مقار على الأرض لن يكون آخرها ما حصل في مستودعات الأركان التابعة لـ «الجيش الحر» في حلب والتي سيطرت عليها «داعش» لتعود «الجبهة الإسلامية» فتستعيدها لمصلحة «الجيش الحر»، ما يعني أن تحالفات الأمس ربما لن تكون قابلة للاستمرار في معارك النفوذ والسيطرة بين القوى المعارضة.

الجربا يتهم النظام السوري بتسليح المجموعات المتطرفة

الكويت – أ ف ب، رويترز

اتهم رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، النظام السوري بتسليح المجموعات المتطرفة في سورية، مجدداً معارضته لأي دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سورية.

وقال الجربا، في كلمة ألقاها أمام القادة الخليجيين خلال افتتاح قمتهم في الكويت، إن “النظام السوري وجد ضالته في الجماعات المتطرفة، فأخرج من أخرج من السجون وسلح من سلح منهم”. وأشار في شكل خاص إلى “تنظيم القاعدة في العراق وبلاد الشام (داعش)”.

كما اعتبر الجربا أن “مشاركة حزب الله تحت شعارات طائفية في الحرب في سورية، وقيام مقاتليه مع مقاتلي النظام بذبح آلاف السوريين، أدت إلى اشتداد غضب غلاة المتطرفين من الجهة الأخرى”. وأضاف: “أصبحت السيطرة عليهم صعبة، بعدما صار استيعابهم مستحيلاً”.

وجدد الجربا التأكيد على “دعم الائتلاف للحل السياسي، وعلى أن المشاركة في مؤتمر جنيف 2، تعني أننا ذاهبون لتخليص بلدنا من الدماء والإجرام”. وقال: “نعم لجنيف 2 وفق الأسس التي حددناها، لاسيما أن لا مكان للنظام السوري في مستقبل سورية”.

وطلب رئيس الائتلاف من دول مجلس التعاون الخليجي، بـ”إنشاء صندوق لإغاثة الشعب السوري يكون تحت إشراف وإدارة الائتلاف”. وقال: “وأول الغيث دعم صمود شعبنا بصندوق إغاثة يرفع راية مواجهتنا، ويعلي خيار شعبنا يكون بإشراف وإدارة الائتلاف الوطني”.

موسكو تعارض أية مبادرات حول سورية لا تنسَّق مع مجلس الأمن

موسكو – يو بي أي

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، معارضة روسيا لأية مبادرات حول الشأن السوري لا يجري تنسيقها مسبقاً مع أعضاء مجلس الأمن الدولي.

وقال غاتيلوف في تصريحات نشرها وقع وزارة الخارجية الروسية: “نحن نعارض في شكل قطعي أية مبادرات حول سورية لا يجري التنسيق في شأنها مسبقاً مع أعضاء مجلس الأمن الدولي الذين تحاول بعض الجهات حصرهم في أطر زمنية مصطنعة أثناء العمل على مسار المساعدات الإنسانية، أو تطرح مهام تعلم أنها مستحيلة التحقيق”.

وأضاف أن “مثل هذه التحرّكات ينبغي أن تقوم في شكل تعاقبي ممنهج على أسس محايدة غير مسيّسة، وتتوافق مع المعايير والقوانين الدولية”.

وأشار غاتيلوف إلى أن روسيا تعتزم مواصلة تقديم مختلف المساعدات والدعم الإنساني لسكان سورية وفق صيغ ثنائية ومتعدّدة الأطراف.

واعتبر أن الوضع الإنساني في سورية يزداد تدهوراً مع “استمرار تدفق المقاتلين والأسلحة وتشجيع العناصر المتطرّفة من الخارج واستمرار العقوبات الأحادية الجانب التي فرضتها الدول الغربية ضد سورية”، معرباً عن قناعته بأن “حل المشكلات الإنسانية في سورية ممكن فقط عبر التوصّل إلى توافق سياسي والإسراع بعقد مؤتمر جنيف-2”.

النظام السوري استعاد السيطرة على النبك بالقلمون الائتلاف يتدرب على التفاوض وفابيوس يقلل أثر جنيف

 (و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)

حقق النظام السوري مزيداً من التقدم في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة. وبعدما باتت الطريق التي تربط دمشق بميناء اللاذقية مفتوحة، عرضت موسكو تقديم وسائط لنقل السلاح الكيميائي السوري تمهيداً لاتلافه. وبينما كان اعضاء من المعارضة السورية يتدربون في أحد فنادق لاهاي على طريقة التفاوض، كانت باريس تستبعد ان يتوصل مؤتمر جنيف-2 الى حل سريع للأزمة السورية التي دخلت يومها الالف.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان “القوات النظامية سيطرت تقريبا على كامل النبك، وان الاشتباكات مستمرة في بعض جيوب المقاومة التي يقاتل فيها مقاتلو الكتائب”.

وأضاف انه بذلك تمكنت القوات النظامية من “استعادة السيطرة على طريق حمص – دمشق الدولي” الذي يمر في محاذاة النبك، موضحاً ان هذه الطريق ليست آمنة بعد، الا انها لم تعد في مرمى مقاتلي المعارضة.

وفي المقابل، نقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر عسكري ان قوات الجيش “بسطت سيطرتها على كامل النبك… ولا تزال تلاحق فلول التنظيمات الارهابية في المزارع المحيطة”.

وأوردت صحيفة “الوطن” القريبة من السلطات ان الجيش قام “بتأمين مزارع ريما المحيطة بالنبك وصولاً إلى دير عطية مما يعني أن الطريق الدولي بات أيضا آمناً ومتوقع إعادة فتحه خلال فترة قصيرة وفقاً للمعطيات العسكرية”.

وتقع بلدات النبك ودير عطية وقارة على خط واحد على الطريق السريع بين حمص ودمشق. وسيطرت قوات النظام على قارة في 19 تشرين الثاني، ثم طردت مقاتلي المعارضة من دير عطية التي تحصنوا فيها بعد انسحابهم من قارة. وهي تستكمل سيطرتها على النبك تمهيدا للانتقال الى يبرود التي تعتبر المعقل الاخير المحصن المتبقي للمعارضة المسلحة في القلمون، الى قرى ومواقع اخرى صغيرة.

ويتطلب حجم المخزون السوري من الاسلحة الكيميائية من طريق البر والبحر استخدام طرق تربط دمشق ومناطق أخرى بميناء اللاذقية على البحر المتوسط وهو معقل للحكومة.

وصرّح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بأن موسكو التي تمد الأسد بالاسلحة والدعم الديبلوماسي يمكن أن تساعد في نقل الأسلحة الكيميائية.

وقال لدى سؤاله عما اذا كانت موسكو يمكن أن توفر التأمين او النقل للمساعدة في إيصال الأسلحة الى اللاذقية: “النقل نعم… تجري مناقشة هذه المسألة”.

وتحدث رئيس منظمة حظر الاسلحة الكيميائية أحمد اوزومجو عن احتمال تأخر إزالة الأسلحة الكيميائية من سوريا على نحو طفيف بسبب صعوبات العمل خلال الحرب الاهلية الدائرة هناك. لكنه قال إن اي توقف يجب ان يكون قصيراً وان المهلة المحددة لتدمير هذه الأسلحة بحلول منتصف 2014 لا تزال واقعية.

وأعلن المرصد أن أفرادا من تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) المرتبط بتنظيم “القاعدة” أعدموا بائع مازوت في محافظة إدلب بعدما اتهموه بأنه سب الذات الإلهية!

على صعيد آخر، بدأت خدمات الاتصالات والانترنت بالعودة الى سوريا بعد ساعات من انقطاع شبه تام بسبب عطل فني.

وبعيد الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، أكد التلفزيون الرسمي “عودة الاتصالات والانترنت تدريجاً بعدما قامت الورش باصلاح الخلل في الكابل الضوئي”.

في غضون ذلك، شكك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في ان يؤدي مؤتمر السلام حول سوريا المقرر في 22 كانون الثاني في جنيف الى نتائج سريعة. وصرح لاذاعة “فرانس انتر” :”اعتقد انه سيعقد، ولكن يجب الا يكون مجرد محادثات، يجب ان يؤدي الى نتيجة”، مستدركاً بأن “من الصعب جدا تصور ان يؤدي الى نتيجة سريعة”. ولاحظ ان مؤتمر جنيف “يعقد في ظروف صعبة جدا”. وانه “بعد سقوط 125 الف قتيل وفي الوضع الكارثي الذي وصلت اليه سوريا – والاسد هو المسؤول الرئيسي عنه – لا يمكن شخصاً عاقلاً ان يتصور ان نتيجة كل ذلك، اعادة بشار الاسد” الى السلطة.

وفي لاهاي، قال وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس ان اعضاء في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” تلقوا تديريبات على طريقة التفاوض استعداداً لمؤتمر جنيف-2 في معهد كلينجيندايل للدراسات. واوضح ان التدريب هدفه تعزيز وضع الائتلاف على طاولة المفاوضات.

وقال أحد المدربين ويلبر بيرلوت ان 17 عضواً في الائتلاف السوري خضعوا لتدريبات استمرت خمسة ايام.

وكشف المكتب الاعلامي في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ان المعارضة السورية ستطلق اليوم تقريرا بعنوان “بالسكين”، يوثق “المجازر التي ارتكبها النظام بالسلاح الابيض”. ويركز التقرير على “المجازر المنهجية التي ارتكبتها قوات النظام بالاسلحة البيضاء فقط، خلال أكثر من سنتين ونصف سنة من عمر الثورة، ويكشف كيف ان 20 مجزرة على الاقل قضى خلالها 2885 ذبحا”.

وفي تداعيات النزاع، دعت منظمة الصحة العالمية وصندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسف” الى تسهيل الوصول الى اكثر من مليوني طفل في سوريا ضمن حملة تلقيح كبيرة تجري حاليا في الشرق الاوسط لتحصين أكثر من 23 مليون طفل ضد شلل الأطفال، بعد ظهور حالات منه في سوريا.

تقرير للمعارضة السورية يتهم النظام بقتل نحو 2900 شخص بالسلاح الابيض

بيروت- (أ ف ب): وزع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الثلاثاء تقريرا يتهم فيه نظام الرئيس بشار الأسد بقتل نحو 2900 شخص “بالسلاح الابيض”، بينهم مئات الاطفال والنساء، منذ اندلاع النزاع الدامي قبل 33 شهرا.

واشار الائتلاف إلى ان التقرير الذي يحمل عنوان “بالسكين” وصدر في اليوم العالمي لحقوق الانسان، “يركز على المجازر المنهجية التي ارتكبتها قوات النظام بالاسلحة البيضاء فقط خلال اكثر من سنتين ونصف من عمر الثورة”.

وكشف التقرير الذي يقع في 81 صفحة وتلقت وكالة فرانس برس نسخة منه “كيف ان 20 مجزرة على الاقل قضى خلالها 2885 ذبحا”، مشيرا الى ان من الضحايا “ما يزيد عن 200 طفل و120 امرأة”.

واعتبر الائتلاف ان المسألة تتجاوز “مجرد انتهاكات الى سلسلة جرائم ابادة جماعية منظمة”، استنادا الى “مصادر مفتوحة وتقارير لمنظمات دولية وشهادات ناجين، اضافة الى شهادات النشطاء” المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد.

ويتضمن التقرير المتوافر على الموقع الالكتروني للائتلاف تعدادا للجرائم التي وقعت في محافظات سورية مختلفة ابرزها حماة وحمص (وسط) وريف دمشق وبانياس (غرب).

كما ارفق بمجموعات من الصور والاشرطة المصورة واسماء الضحايا.

ومن “المجازر” التي يوردها التقرير، تلك التي وقعت في بلدة الحولة في محافظة حمص في ايار/ مايو 2012، وقضى خلال 110 اشخاص واصيب 550 بجروح، بحسب التقرير الذي يشير الى قيام “مجموعة من الشبيحة من القرى العلوية المجاورة للحولة، مدعومين بقوات من الجيش النظامي باقتحام المنطقة، ودهموا بيوت المدنيين وقتلوا كل من وجدوه فيها من رجال واطفال ونساء ذبحا بالسكاكين وبأدوات حادة ادت الى تهشيم الرؤوس بوحشية مفرطة”.

ونقل عن احدى الناجيات واسمها رشا عبد الرزاق، قولها ان المهاجمين “كانوا يحملون اسلحة رشاشة من طراز كلاشينكوف. ادخلونا الى احدى غرف المنزل وضربوا والدي على رأسه بمؤخرة البندقية ثم اطلقوا النار على رأسه مباشرة”، مشيرا إلى أن أربعة فقط من عائلاتها نجوا، من اصل عشرين شخصا كانوا في المنزل.

وكانت بعثة مراقبين دوليين موجودة في سوريا لدى حصول المجزرة المذكورة احصت 92 قتيلا بينهم 32 طفلا.

وتوقف التقرير عند مقتل العشرات في قرية البيضا وحي رأس النبع في مدينة بانياس الساحلية (غرب) مطلع ايار/ يونيو 2013، وهو ما قالت المعارضة في حينه انه كان “مجزرة ذات طبيعة طائفية”، في اشارة الى كون المنطقتين سنيتين، الا انهما تقعان في محيط ذات غالبية علوية.

بالاضافة إلى مجزرة بابا عمرو التي كشفت بعد سقوط الحي في مطلع آذار/ مارس 2013 في ايدي قوات النظام اثر معركة عنيفة وحملة قصف وحصار جعلت من الحي رمزا “للثورة السورية”. وعثر على جثث في تلك الفترة ايضا في حيي كرم الزيتون والعدوية.

وذكر التقرير ان فتيات ونساء تعرضن للاغتصاب قبل القتل.

ونقل عن أبي محمد (38 عاما) قوله “حصلت عمليات اغتصاب لعدد كبير من الفتيات لا تتجاوز اعمارهن ال17 عاما تم اقتيادهن الى الملاجئ حيث تم اغتصابهن ثم ذبحن بالسكاكين”. ونقل عن ناحين ان “معظم الذين نفذوا المجزرة هم من الشبيحة بينما الجيش يحميهم”.

وذكر التقرير ان “النظام قام مبكرا من عمر الثورة بتشكيل فرق موت خاصة بتنفيذ المجازر الدموية بالسلاح الابيض”، قوامها “الحرس الجمهوري التابع لقوات النظام وعناصر من الحرس الثوري الايراني بالاضافة الى الشبيحة وعناصر حزب الله” اللبناني الذي يقاتل في سوريا منذ اشهر.

قوات النظام السوري تصعد الضغط على يبرود آخر معاقل المعارضة المسلحة في القلمون

بيروت- (أ ف ب): صعدت قوات النظام السوري خلال الساعات الماضية وتيرة القصف على محيط بلدة يبرود، آخر معاقل المعارضة المسلحة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، بعد ان سيطرت على مدينة النبك المجاورة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “العملية المقبلة في القلمون سيكون مسرحها على الارجح بلدة يبرود، وهي آخر معقل مهم لمقاتلي المعارضة، بعد ان استكملت قوات النظام مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني سيطرتها على مدينة النبك بعد اكثر من عشرة ايام من القصف العنيف والغارات الجوية والاشتباكات التي استشهد خلالها العشرات من ابناء النبك والنازحين اليها”.

واشار إلى أن مقاتلي المعارضة الذين تمكنت قوات النظام منذ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر من طردهم من بلدات قارة ودير عطية والنبك، لا يزالون موجودين في بعض القرى الصغيرة في القلمون، لكنها لا تشكل نقاط ثقل، بينما يبرود تعتبر معقلا مهما يتحصنون فيه وهي على خط واحد مع قارة ودير عطية والنبك، وان كانت على مسافة ابعد نسبيا من الطريق العام الدولي بين حمص ودمشق.

وذكر المرصد في بريد الكتروني صباح الثلاثاء ان القوات النظامية “قصفت اطراف مدينة يبرود ومنطقة ريما والمزارع المحيطة بمدينة النبك”.

وكان الاعلام السوري نقل امس عن مصدر عسكري ان قوات الجيش “بسطت سيطرتها على مدينة النبك في ريف دمشق بعد سلسلة من العمليات الدقيقة (…) وما زالت تلاحق فلول التنظيمات الارهابية في المزارع المحيطة”.

وتعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية لانها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال. كما انها اساسية للنظام، لانها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة.

الجربا: اخذنا ضمانات بعدم وجود دور للأسد

المعارضة السورية تتهم النظام بقصف المواقع المسيحية في معلولا

وائل الطيراوي

انطاكيا ـ «القدس العربي» من وائل الطيراوي: التهمت النيران اجزاء داخلية من دير مارتقلا في معلولا وهو احد اقدس المواقع الدينية للمسيحيين في العالم، وادى اطلاق الصواريخ باتجاه الدير وقذائف الهاون الى احتراق المصلى الخشبي التاريخي فيه، وتدمير اماكن اقامة الراهبات في مبنى ملاصق للدير، فيما قال رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا إن الائتلاف حصل على ضمانات بعضها مكتوب وبعضها شفهي من دول كبرى بأنه ليس هناك مستقبل للرئيس السوري بشار في سوريا.

وأكد الجربا أنه سيقوم بزيارة روسيا بعدما تلقى دعوة من وزير الخارجية سيرغي لافروف سلمه إياها نائب وزير الخارجية الروسي.

وقال الصحافي السوري المرافق لكتائب المعارضة محمد الزهوري ان جيش النظام قصف الدير من تلة تتمركز عليها قواته قرب قوس المدينة. واضاف لـ«القدس العربي» ان «مكان رفات القديسة تقلا تدمر، المستقبل الرسولي تدمر، المصلى نهب واحترق وتحول لفحم.. الدير صاير فحم».

كما تعرض دير القديس سركيس وباخوس ايضا لدمار كبير نتيجة القصف والاستهداف المباشر بالقذائف وثلاث كنائس اخرى في معلولا.

واوضح الزهوري في حديثه لـ«القدس العربي»، « النظام يشن حملة قصف من اللواء واحد وعشرين وثكنة القطيفة العسكرية وادى القصف لتدمير اجزاء واسعة من المعالم الاثرية للمدينة مثل الفج الغربي الذي احترق ايضا، كما انفجر صاروغ فراغي مخلفا دمارا هائلا بالطريق القريب من ساحة جرجورة بمعلولا».

وتحتشد قوات النظام في بلدة جبعادين قرب معلولا، وقد تجمع العشرات من الميليشيات المؤيدة للنظام (الشبيحة) من ابناء هذه البلدة لمؤازرة قوات النظام في هجوم قد يشن قريبا على معلولا بحسب قادة الثوار في معلولا.

وقال ابو محمد وهو قائد ميداني لكتيبة شهداء معلولا التابعة لكتائب القلمون في لواء الغرباء عن الراهبات المحتجزات انه «يخشى من ان يتمكن النظام من قتلهن ومن ثم تتهم كتائب الثوار»، ويؤكد ان الراهبات وخوفا على حياتهن تم نقلهن لمكان امن جدا، كما انه يرفض وصفهن بالمختطفات.

والقيادي العسكري الذي تتولى كتيبته احتجاز الراهبات مع جبهة النصرة لا يروق له الاهتمام الزائد بهن مقابل تجاهل ضحايا النظام، ويضيف «هلق ما سألتوا عن خمسين الف نسمة قاعدين بجرد قارة، بس بهمكم هدول الثلاث عشرة راهبة، ما سألتوا عن الناس الذين شردوا والنائمين تحت الثلج. ما سألتوا عن كل القصف والدمار الذي فعله النظام؟».

واشارت تسريبات الى حصول مكالمة هاتفية بين الام «بيليجيا» رئيسة الراهبات والفاتيكان. ونقلت من خلالها «الام بيليجيا» مطالب الكتائب المسلحة بالافراج عن معتقلات سوريا وفك الحصار عن بعض المناطق كالغوطة. وتتحدث مصادر عن ان قائمة سلمت بأسماء المعتقلات السوريات في سجون النظام لمحام سوري لمتابعة الجهود لاطلاقهن. وتقول مصادر مطلعة لـ«القدس العربي» على تفاصيل عملية احتجاز الراهبات ان الكتائب التي تحتجز الرهائن تتعرض لضغوط كبيرة من قيادات في المعارضة السورية من اجل اطلاق سراحهن من دون اي شروط، لأن احتجازهن تسبب بضرر بالغ لصورة الثورة السورية في الغرب.

توقيف داعية إسلامي ببلجيكا بتهمة تجنيد شبان في سوريا

بروكسيل – (يو بي اي) أوقفت الشرطة البلجيكية امس الاثنين داعية إسلامي مع أربعة من أفراد عائلته للاشتباه في تجنيدهم شبّانا للمشاركة في القتال بسوريا.

وذكرت شبكة (أر تي بي أف) البلجيكية أن الشرطة أوقفت جان لويس دوني الذي اعتنــق الإسلام إلى جانب أربعة أشخاص آخرين في بروكسيل ولونديرزيل بينهم زوجة دينيس وراشدين اثنين آخرين بالإضــافة إلى مراهق في الـ17 من العمر.

وأشارت إلى أن دوني أسس مطعم ‘التوحيد’ الذي يوزع الطعام على الأكثر فقراً قرب محطة غار دو نورد في بروكسل، كما أنه قيادي سابق لمجمـــوعة ‘الشــريعة لبلجيـــكا’ الإسلامية.

رجال الأعمال السوريين كانوا يتحاشون السلطات ويخافون عملاء النظام أما اليوم فهم خائفون من الجهاديين

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ كتبت اليزابيث ديكنسون تقريرا في مجلة ‘فورين بوليسي’ عن ما أسمتها ‘كتائب الخليج السورية’ حيث تحدثت فيها عن الدور الذي لعبه المتبرعون في دولة الكويت في الإنتفاضة السورية.

وتنقل ديكنسون عن سوري من دير الزور كان يعمل ويعيش في الكويت، حيث شعر بالنشاط والفخر مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، النشاط الذي بدا من خلال الجهود لجمع المواد الغذائية والأدوية ونقلها بالشاحنات من الكويت للسعودية والأردن ومن ثم لسوريا.

وقد أنفق هذا الناشط ماله وكرس جهده ووقته لجمع المساعدات لأهله في سوريا.

وتنقل عنه قوله ‘لم نكن أبطالا ولكننا وضعنا في ظرف حولنا لأبطال’ حيث كان يتحدث عن جهوده في جمع الارز، والطعام، وشجع اصدقاءه وناقش مع أصحاب الشاحنات الذين لم يكن يهمهم سوى المال والربح.

ولم يمر وقت طويل على بدء العمل الخيري حتى بدأ رفاقه من السوريين في المهجر والمتبرعين الكويتين حيث تم اتخاذ قرار بدعم العمل العسكري ضد نظام بشار الأسد، ويعترف الرجل الآن بخطأ القرار ‘كان من الخطأ إنشاء الجماعات المسلحة’، لأنه ‘ليس بقدرتنا مواجهة جيش محترف’.

ويشير التقرير إلى الوضع الذي وصلت فيه الحرب في سورية بمئات من الفصائل المسلحة، وكان للكويت دور في هذا التطور، فقد جمعت الأموال من الأفراد والجمعيات الخيرية الإسلامية، فيما يعتقد البعض أنها مئات الملايين من الدولارات حيث تم إرسالها للجماعات المقاتلة في سوريا.

وتقول المجلة إن ‘الرعاة الكويتيين ساهموا في إنشاء وتشكيل ودعم الكثير من الجماعات الأكثر تشددا من بين فصائل المقاومة ضد الأسد، بمن فيهم أحرار الشام وربما وصلت الأموال لجبهة النصرة التي ترتبط بالقاعدة’.

وكان أثر هذا الدعم مدمرا على سوريا، حيث يقول السوري المقيم في الكويت إنه شعر كما لو بدت الأشياء بالإنهيار أمامه. فما حدث هو قيام مجموعة من المتبرعين الذين قام كل واحد منهم بإنشاء مجموعته الخاصة، وقد اعتمدت الجماعات المسلحة على الدعم من الخارج حيث تطور كل فصيل على حدة ويقول السوري ‘لقد أسهم المال من جهات مختلفة في تقسيم الجماعات المسلحة’.

ومثل بقية الثورات العربية فقد بدأ السوريون في الكويت بالأمل، حيث توقع الجميع أن يتم التخلص من نظام الأسد بنفس السرعة التي تم التخلص فيها من أنظمة أخرى في تونس ومصر وليبيا.

وعندما بدأت القصص تنتشر في الكويت بين السوريين عن الجرحى والمعتقلين والتعذيب، واعتقال الأطفال من الشوارع، وإطلاق النار على المتظاهرين العزل بدؤوا بكتابة قوائم بأسماء العائلات المحتاجة.

ومع تزايد أعداد القتلى بدأ رجال الأعمال السوريين الذين يعرفون بعضهم البعض بالتعاون لدعم الأهالي في داخل سوريا. وعملوا في البداية سرا وبصمت خوفا من استهدافهم من الحكومة الكويتية او النظام السوري، خاصة أن النظام بذر بذور الشك بين السوريين في الخارج، ولم يتخلصوا بعد من هذا الشعور على الرغم من 3 أعوام على الإنتفاضة ‘ حتى الآن لا يزال الناس يخافون من بعضهم، وأنهم سيخبرون السفارة..’ السورية قبل إغلاقها.

دخول المتبرعين الكويتيين

ومع نهاية عام 2011 وتدهور الأوضاع في سوريا بدأ بعض رجال الأعمال يتحدثون علنا واتصلوا مع جمعيات خيرية كويتية وافراد من المتبرعين الكويتيين المعروفين بدعمهم للقضايا العربية والإسلامية. ولكن المتبرعين هؤلاء كانت لديهم كما يقول التقرير فكرة أخرى حول ما يريدونه من الدعم وكيفية استخدامه في سوريا، مقاومة مسلحة ضد الأسد.

ويشير السوري الذي تحدثت معه المجلة أن جمعية سلفية معروفة ‘عبرت بطريقة غير مباشرة عن رغبتها إنشاء جماعات مسلحة’، فقد كانوا ‘يرغبون بتقصير أمد الثورة السورية من خلال إنشاء جماعات مسلحةـ وكانوا يريدون عمل شيء أكثر من إطعام السوريين، كانوا يريدون جماعات مسلحة لحماية المدنيين من النظام’.

ولم تعد المساعدات التي تجمع تخصص للدعم الإغاثي فقد أصبحت تقسم بين الدعم الخيري والعسكري.وأصبح جمع التبرعات للعمل العسكري بحلول 2012 يتم بطريقة مختلفة تستخدم فيها وسائل التواصل الإجتماعي.

وبات الكثير من المتبرعين يسافرون لسوريا شخصيا، ولم تعد الكلمات تدور حول ‘ملجأ’ ‘طعام’ أو ‘دواء’ السلاح ودعم المجاهدين في سوريا.

ويقول حجاج العجمي أحد داعمي المسلحين ‘كتائب المجاهدين بحاجة الى حماية من الجو وصواريخ مضادة للدبابات’.

تسويق الفصائل

ومع تطور الكتائب بدأت هذه الجماعات بتعيين ممثلين لها في الكويت من أجل جمع الدعم ‘مثل رجال أعمال يقومون بتسويق تجارتهم جلسوا مع شيوخ كويتيين يتناقشون حول كأس شاي عن من قدم شهداء وخاض معارك أكثر مع النظام’، وتضيف المجلة أن بعض هذه الفصائل بدأت تتشكل حول هوية أيديولوجية بناء على هوية داعميهم الكويتيين.

وتنقل عن نائب سابق في البرلمان الكويتي قوله ‘أدى هذا العدد الكبير من الداعمين إلى مشكلة كبيرة، فقد جعلت كل فصيل يشعر أنه ليس بحاجة للفصيل الآخر’.ويقول النائب الذي جمع تبرعات للجيش الحر ‘مثلا لواء التوحيد ليس بحاجة لأحرار الشام بنفس الطريقة التي لا يحتاج فيها هذا الأخير جبهة النصرة’.

ومع بطء تحقق النصر كما كان المتبرعون يأملون ولهذا بدأ الدعم يقل، مما قاد في بداية العام الحالي لنزعات تشدد أكبر حيث بدأ المتبرعون بوضع الحرب في سورية في سياق حرب وجودية بين إيران وحزب الله من جهة وبقية العالم السني. وكما يقول العجمي ‘ألا يدفعك الحرص على السوريين وحمايتهم من المجرمين لفعل شيء’.

وقال في تغريدة ‘حتى لو طال أمد هذه الحرب انضم للقافلة وقاتل الشيطان الذي تمثله إيران وحزب الله’.

وتختم الكاتبة مقالها بالقول إن السوريين العاملين في الكويت عاد إليهم الخوف من جديد وهذه المرة ليس الخوف من السلطات الكويتية ولا النظام السوري بل من المتطرفين الإسلاميين مثل جبهة النصرة، ويشعرون أنهم سيكونون أول ضحاياهم أي المعتدلين وهذا ما يدفعهم كما تقول صحيفة ‘اندبندنت’ للتفكير في خطة أخرى، ليس من في الكويت ولكن الجيش الحر، أي حملة كسب العقول والقلوب.

حملة كسب العقول

فليست القاعدة أو الجماعات الجهادية هي من تقوم بحملات كهذه، بل جاء الدور على الجماعات المعتدلة التي وجدت نفسها أمام معضلة خسارة تأثيرها بسبب التقدم الذي حققته الجماعات المتشددة، ومن هنا بدأت حملة يقول مراسل صحيفة ‘إندبندنت’ البريطانية إنها ‘تقلد’ الأساليب التي استخدمتها الدولة الإسلامية في العراق وسورية ‘داعش’.

وستقوم المعارضة السورية المسلحة بالتركيز على ما وصفه بـ ‘القوة الناعمة’ من خلال زيادة الدعم الإنساني وتوفيره للمناطق التي تحتاجه بشكل كبير. ويأمل الإئتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة والمجلس العسكري الأعلى للثورة السورية ومن خلال هذه الحملة بتهميش الجماعات الجهادية عبر القوة الناعمة هذه.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في المجلس العسكري قوله ‘لقد اكتشفنا انه من أجل مواجهة القاعدة علينا مواجهتها من الجانب الإجتماعي وليس العسكري فقط’ مضيفا ‘نقوم بمضاعفة جهودنا على هذه الجبهة أيضا’.

مواجهة داعش

وتقول الصحيفة إن المبادرة هي رد على حملة غير مسبوقة من قبل داعش بدأت العام الماضي من اجل الحصول على دعم السوريين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، لغرض تعزيز مواقعها والتقدم نحو تحقيق هدفها بإقامة دولة إسلامية في سورية.

فقد قامت داعش او ‘الدولة’ كما تعرف في شمال سورية بحملات تشمل على أيام للترفيه وملاعب للأطفال، وقامت بتوزيع الطعام في المناطق التي تعاني من قلة في المواد الغذائية، وأنشات ما ينظر إليه كأسس الدولة من فتح مدارس تدرس مناهج دراسية تحمل شعار الدولة، وأنشأت محاكم شرعية، ومن خلال هذه المبادرات حققت ‘الدولة’ نفوذا في مناطق عادة ما كانت تجد الرفض فيها.

وما استطاعت ‘الدولة’ تحقيقه جاء على حساب نفوذ وتأثير الجماعات المعتدلة التي لا تملك الدعم المالي الكافي المتوفر للجماعات الجهادية والذي تحصل عليه من ممولين ومتبرعين في خارج سورية.

نحن الأفضل

وما يدفع المعارضة السورية لهذا التوجه هو الإيمان أن السوريين لو خيروا بين دعم يتلقونه من ‘الدولة’ او من الجماعات المعتدلة، أي منهم لاختاروا المعارضة المعتدلة.

وتأمل هذه الأخيرة بتخفيف حدة المواجهة العسكرية مع الدولة والتركيز على الجهود العسكرية ضد نظام بشار الأسد.ويقول التقرير إن قدرة ‘الدولة’ الإعلامية وبراعة حملتها الدعائية لا تعني عدم تشكك السوريين من نواياها، خاصة أن سمعتها ارتبطت بالقتل والإستهداف الطائفي، وقامت بتنظيم إعدامات جماعية.

واتهم تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش، مقاتليها ومعظمهم من الأجاب بارتكاب مجازر في قرى علوية في الصيف الماضي.

ويقول مستشار للمجلس العسكري ‘الناس لا يحبون داعش، فأيديولجيتهم المتطرفة غريبة على الشعب السوري، ولكنهم أي الشعب السوري بحاجة ماسة للدعم ولا يمكنهم رفض المساعدة’ من القاعدة. وهذه ‘هي الطريقة الوحيدة لمنع القاعدة من إقامة أسس لها في سوريا، لأنها ليست خطرا على سوريا فقط بل وعلى الغرب’.

ويقول المجلس العسكري إنه أقام مكاتب له في حلب وإدلب وضواحي دمشق لغرض زيادة توزيع الأغذية والأدوية للمدنيين في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية.

ويخطط المجلس لإنشاء قوة شرطة والتحول إلى قوة حفظ نظام وأمن في المناطق، اضافة لإنشاء برامج تعليمية.

مشاكل

وتشير الصحيفة إلى المعوقات التي تقف أمام الحملة خاصة أن المعارضة السورية كافحت طوال الحرب من أجل الحصول على دعم قطاع واسع من الشعب السوري. وبسبب ابتعاد المعارضة عن قواعدها في اسطنبول فقد تعرضت للانتقاد وأنها لم تقم بعمل الكافي لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري الذي تقول إنها تمثله، وعادة ما يشار إليها بعبارات تهكمية بأنها ‘معارضة فنادق الخمس نجوم’ لأنها تعقد مؤتمراتها في فنادق الخمس نجوم التركية.

ونقلت عن ناشط اسمه محمد من بلدة يبرود قوله إن ‘معظم الناس فقدوا الثقة بالمعارضة، فهم يتكلمون ويتكلمون بدون تقديم مساعدة لنا، كما أنهم يتلقون أوامر من دول أخرى’.

موقف محمد يوافق عليه الكثيرون وربما كان وراء حملة المجلس العسكري للوصول إلى القواعد، في الوقت الذي تتراوح فيه مواقف السوريين من المعارضة.

لكن مشكلة المجلس تظل باقية في ظل استمرار الحرب فتوزيع المساعدات سيواجه معوقات ومخاطر. ويقول مسؤولون في المجلس إن مساعداتهم عادة ما تتعرض للخطف والمصادرة من داعش.

ومن أجل الوصول للمناطق التي تحتاج المساعدة فعلى المعارضة المعتدلة تحسين الأمن على خطوط نقل الإغاثة.

ويواجه المشروع الجديد لكسب العقول والقلوب مشكلة أخرى، فقد اتهمت وحدة التنسيق والمساعدة المسؤولة عن نقل المساعدات اتهامات بسوء الإدارة والفساد.

وقام 25 من العاملين فيها الإسبوع الماضي باضراب طالبوا بتحسين الوضع ومواجهة مشاكل الفساد داخل الوحدة ‘ووضع حد للمحسوبية’.

وتختم الصحيفة بالقول إن المعركة الأخيرة تأتي في وقت زادت فيه مظاهر التوتر بين الجهاديين والجماعات المعتدلة التابعة للجيش الحر، ومعارك لتعزيز النفوذ في شمال سورية كما حدث في أعزاز في أيلول (سبتمبر) الماضي، إضافة لمناوشات أخرى حدثت في حلب وإدلب واللاذقية وغيرها.

إسم رستم غزالة يعود إلى التداول في بيروت بعد توقيف زوجته في المطار بموجب بلاغ بحث وتحر ومشكلة على حضانة الاولاد

سعد الياس

بيروت- ‘القدس العربي’ لايزال اسم رئيس فرع الأمن السياسي في سوريا حالياً ورئيس جهاز الأمن والإستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان سابقاً اللواء رستم غزالة يشغل الأوساط اللبنانية كلما جرى التداول بهذا الاسم. وقبل ساعات عاد هذا الاسم إلى التداول عندما أوقف الأمن العام اللبناني الأحد في مطار بيروت الدولي، لبنى عويدات الزوجة الثانية لرستم غزالة بسبب ورود بلاغ بحث وتحرٍّ في حقها، قبل أن يتركها لاحقاً.

وفي هذا المجال ذكرت معلومات صحافية ‘أن زوجة غزالة الأولى كانت رفعت قبل نحو أسبوع شكوى في حق لبنى في مخفر زحلة تتَّهمها فيها بالسرقة، وعلى الاثر سطّر المدعي العام الإستئنافي في البقاع فريد كلاس، بلاغ بحثٍ وتحر في حق لبنى، وأبلغه وفقاً للأصول الى القوى الأمنية، لكنَّ محامي الزوجة (م.ع) تقدم السبت الماضي بطلبٍ الى النيابة العامة، برفع بلاغ البحث والتحرّي مدّعياً وجود مصالحة بين الطرفين، فأمر كلاس بكفّ البحث والتحرّي بناءً للطلب.

وقد استحصل المحامي على نسخة من هذا القرار، لكن، في منتصف ليل السبت الأحد وصلت لبنى الى مطار رفيق الحريري الدولي وفي رفقتها أطفالها حيث كان المحامي في انتظارها، وبما أنّ إجراءات تبليغ كفّ البحث والتحري الى القوى الأمنية تتطلب وقتاً قد يناهز الـ24 ساعة، فقد نفّذ الأمن العام البلاغَ الذي كان أُبلغ اليه سابقاً من دون علمه بالقرار الجديد، وذلك قبل أن يُخرج المحامي نسخةَ القرار من جيبه، وعلى الاثر خابر الأمن العام كلاس، فأمر بترك عويدات’.

لكن المشكلة لم تنته عند هذا الحد إذ برزت مشكلة إنسانية تتعلّق بالأولاد ، وكشف مصدر قضائي لبناني ‘أنّ غزالة كان كسِبَ حكماً من المحكمة الشرعية في بلاده بحضانة أولاده، وهذا الحكم أُبلغ بدوره الى السلطات اللبنانية. ولدى وصول عويدات الى مطار بيروت ما كان من الأمن العام إلا أن نفّذ القرار القضائي بفصل الأولاد عن أمهم بأمرٍ من النائب العام، الذي طلب تأمين مكان مناسب للأولاد ريثما يتسلمهم والدهم أو وكيل عنه’.

وفي وقت أضاء هذا الوضع على مشكلة غياب المكان المناسب لاحتضان الأولاد موقتاً قبل تسليمهم الى القيّم عليهم في أيّ قضية مشابهة، نقلت صحيفة ‘الجمهورية’ عن القاضي كلاّس ‘أنّ النيابة العامة قامت بواجبها كاملاً وقد حرصت شخصياً على توفير مكان ملائم للأولاد وبقيت على اتصال مع الأمن العام لهذه الغاية’، موضحاً أنّ ‘الدعوى الجزائية في حق عويدات تبقى قائمة لدى قاضي التحقيق وتخضع للقوانين، في ما يتعلّق بكفاية الدليل الذي يؤدي الى الظنّ بالمدعى عليها، أو عدم كفايته وبالتالي كفّ التعقّبات عنها’.

وأفيد أنّ عويدات رافقت المحامي الى دمشق، في ظل معلومات ترجّح أن تكون ‘الشكوى الجزائية ضدّها أُقيمت لابتزازها خصوصاً في ما يتعلّق بعودتها الى سوريا مع الأولاد، وأنّ عويدات كانت عائدة مع أولادها من دبي من دون علمها بوجود دعوى في حقها، لكنّ محامي زوجة غزالة الأولى كان على عِلمٍ بعودتها، فدبّر كفّ البحث والتحرّي وتأخر في إبرازه، ليتمّ التوافق معها على الشروط المطلوبة’، لافتاً الى أنّ ‘اسم رستم غزالة ليس وارداً في الشكوى الجزائية’.

الحل السوري: جنيف أولًا… أم لاهاي؟

بهية مارديني

ايلاف

يقول المعارض كمال اللبواني إن لاهاي قبل جنيف، انطلاقًا من ضرورة محاكمة أركان النظام السوري، بينما يقول آخرون إن سوريا بحاجة الآن إلى الاستقرار وإعادة البناء، إي إلى تسويات سرعية، فجنيف تأتي أولًا.

يستضيف برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة اليوم كمال اللبواني، عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، والمحامي محمود مرعي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان، في حلقة عناونها “من لاهاي إلى جنيف”، اي بدلًا من أن يقلد رجال النظام السوري إلى المحاكم الدولية في لاهاي، يدور الحديث اليوم عن حل سياسي وعن تسوية في جنيف.

وقال اللبواني لـ”إيلاف”: “لا بد من المقارنة بين لاهاي وجنيف، لأنهما يرمزان إلى أمرين مختلفين، فجنيف تعني المزيد من الوقت والمزيد من القتل، بينما يجب أن نوقف القتل، أما لاهاي فتقول إن أساس الوجود هو العدالة ولايمكن للسلم أن يتم في المجتمع من دون تحقيق العدالة، وأن ما يجري داخل سوريا ليس صراعًا بين الدول، لذلك يجب أن يقاد النظام ورموزه إلى لاهاي”.

صراع تاريخي

وأكد اللبواني أن النظام السوري استطاع أن يختفي وراء صراع تاريخي سني شيعي، وماحدث هو تحد سافر بكل معنى الكلمة. وقال: “أنجب هذا التحدي عصارة الفكر السني، فهو صراع رمزي على الهوية، والتطرف هو المدافع الرمزي عن الوجود السني، فإذا ما انتصر الاسلاميون في هذا الصراع سيتغير مستقبل المنطقة”.

ورأى اللبواني أن المطلوب هو تحطيم وجود العرب السنة في المنطقة، والعنف جاء كرد فعل على هذا التحدي.

وشدد اللبواني على أن القضية هي قضية وجود وكرامة، ولا تحل بالتصويت انما بالعدالة، “وقبل لاهاي لا يمكن لجنيف-2 أن يستمر، ولا يمكن اتهام الثوار بالإرهاب، فالذي يقاتل النظام بكل أشكاله هو النظام الذي ضرب السوريين بالسلاح الكيمياوي، لا يمكن إلا أن نقاتله”.

وأضاف اللبواني: “لنا حق الدفاع عن أنفسنا، والصراع رمزي لايمكن تسويته كما تسوى المصالح”.

جنيف أولًا

من جانبه، اعتبر محمود مرعي، رئيس المنظمة االعربية لحقوق الانسان، في تصريح لـ”ايلاف” أن لا بد من توافق دولي للخروج من الأزمة. وشدد على ضرورة وجود توافق اقليمي ومشاركة النظام والمعارضة بالخيار السياسي واستبعاد الخيار العسكري. وقال مرعي: “الناس تعبت، والبلد يحتاج لاعاده بناء، والحل في جنيف وليس في لاهاي”.

إلى ذلك اعتبر خضر عبد الكريم، مدير المركز السوري للمجتمع المدني ودراسات حقوق الانسان، أن الحل لما يحدث في سوريا في جنيف لانه في النهاية ومهما طال الصراع فجميع السوريين سيعودون الى طاولة الحوار. وأكد لـ”إيلاف” أن الحل الاخير هو محاكمة الذين تلطخت أيديهم بالدم السوري.

هل تضع مجلة تايم وجه الأسد على غلافها؟

لوانا خوري

ايلاف

رغم الجرائم التي ارتكبها النظام السوري منذ بداية الأزمة يبدو أنّ رئيسه بشار الأسد من المرشحين للفوز بلقب شخصية العام الحالي. وتعلن مجلة تايم الأميركية غدًا اسم الفائز، وتترك للقراء فرصة التصويت لشخصية يرون أنها أثّرت في الأخبار العالمية، إيجابًا أو سلبًا.

الرياض: في استفتاء مجلة تايم الأميركية السنوي حول شخصية العام، فاز الفريق أول عبد الفتاح السيسي بأعلى نسبة تصويت من القراء، ليكون هو شخصية العام 2013. إلا أن المجلة استبعدت السيسي، ومنافسه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من لائحتها للأسماء المرشحة لظهور وجهها على غلاف المجلة.

لائحة جديدة

وقد أعلنت نانسي غيبس، مديرة تحرير مجلة تايم، الاثنين قائمتها النهائية لعشرة مرشحين لنيل لقب شخصية العام 2013، لتضم الرؤساء السوري بشار الأسد، والأميركي باراك أوباما، والإيراني حسن روحاني، إلى جانب الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن، علمًا أن القائمة الأصلية تضمنت 42 مرشحًا.

وتعلن تايم اسم الفائز صباح غد الأريعاء، بعد أن تختار هيئة تحريرها شخصية العام، لكنها تترك للقراء فرصة التصويت لشخصية يرون انها أثّرت في الأخبار العالمية أكثر من غيرها، إيجابًا أو سلبًا. وهذا ما يضع الأسد، بالرغم من الجرائم التي اقترفها في سوريا منذ عامين ونيف، بين المرشحين للفوز بلقب شخصية العام الحالي.

بعض المراقبين لا يرون مفاجأة في هذا، إن حصل، إذ سبق أن فاز بهذا اللقب أدولف هتلر وجوزيف ستالين، إلى جانب شخصيات اخرى كفرانكلين روزفلت وجورج بوش وفلاديمير بوتين وباراك أوباما، الذي نال اللقب مرتين، في 2008 و2012.

سجالات

ولا بد أن هذا الأمر إن حصل سيثير سجالًا كبيرًا، إذ سيحاول أنصار الأسد توظيفه سياسيًا للإيحاء بأن العالم أجمع مجمع على الوقوف إلى جانب النظام السوري، وبأن الأسد بريئ من كل ما ينسب إليه، بينما سيصاب ناشطو الثورة السورية بخيبة امل جديدة، بالرعم من أن الجميع يعرف أن هذا التصويت ليس خالصًا من أي تدخل، بعدما اعلنت تايم نفسها ان مواقع إخبارية مصرية جيشت المصريين للتصويت لصالح السيسي، مستخدمة أساليب عدة.

ولربما هذا السجال سيضاهي السجال الذي نبت من مسألة استبعاد السيسي، إذ قال المستشار رفاعي نصر الله، منسق حملة كمل جميلك لدعم ترشيح السيسي رئيسًا لمصر، إن خروج السيسي من ترشيحات تايم تم بضغوط من الإدارة الأميركية علي المجلة، “وهذا يدل علي أن هذه الإدارة ما زالت تناصر الأخوان”.

أما الداعية السلفي محمد الأباصيري فقال إن المسابقة منذ بدايتها تؤكد أنها معركة استخباراتية خفية، “وما يظهر هو جزء بسيط منها، فحصول السيسي على المركز الأول كشخصية العام بالنسبة لأصوات الجماهير، ثم استبعاده من قبل هيئة تحرير الصحيفة يؤكد ذلك”.

ميشيل كيلو: بين الاستبداد والأصولية السوريون يريدون الديمقراطية

بهية مارديني

ايلاف

أكد ميشيل كيلو أن القوى الثورية السورية تقف اليوم بين خيارين أحلاهما مر، استبداد النظام أو ظلام الأصولية، بينما الخيار السوري الطبيعي هو الخيار الديمقراطي.

غازي عنتاب: اجتمع أعضاء في اتحاد الديمقراطيين السوريين في غازي عنتاب، على الحدود السورية التركية، صباح اليوم الثلاثاء، لمراجعة عمل الاتحاد، والاجتماع مع منسقي وحدات الاتحاد  في داخل سوريا.

الخيار الديمقراطي

وقال ميشيل كيلو، رئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين: “في ظل وجود خياري الاستبداد والأصولية، فإن الفكرة الاساسية لاتحاد الديمقراطيين السوريين هي أن يبقي الخيار الديمقراطي موجودًا في الساحة السورية، ويعمل بشكل فاعل، وألا تجد الاصولية لها مكانًا في سوريا”. وأضاف: “هناك حالة تململ من مجريات الامور، والآن نحن أمام ثورة مضادة بكل معنى الكلمة”.

واعتبر كيلو أن الواقع يطرح صعوبات على كل المستويات، “وعلينا أن نبذل الكثير من الجهود، فالارادة موجودة والقوى أمام خيار الاستبداد مع النظام أو خيار الاصولية، لكن لا بد من تعزيز العمل بالخيار الديمقراطي لأنه خيار الشعب السوري”.

ورأى كيلو أن أية ايديولوجية خاصة تحمل السلاح لا يمكن أن تكون عقلانية، وستقود إلى التطرف والتشدد، معبرًا عن أسفه لأن القتال بدأ من أجل أهداف معينة، وتحول الى اقتتال من أجل أهداف  أخرى، “وخيار الاتحاد أن يوحد القوى الديمقراطية قبل فوات الاوان”.

أضعف الأطراف

وقال كيلو إن الخطورة الآن تكمن في أن القوى الديمقراطية ستجد نفسها بين طرفي رحى، ما بين النظام والتطرف، وهناك قوى لن تسمح الا بقيام نظام اسلامي متشدد. وهاجم كيلو الائتلاف الوطني، وقال: “أوصل نفسه إلى أن يكون أضعف الاطراف، والقائمة الديمقراطية عندما دخلت الائتلاف كان هدفها مأسسته واعادة هيكلته لما فيها مصلحة الثورة”.

اضاف: “ان الصعوبة الاكبر لدى الاتحاد أنه لا يملك موارد، لكن أمامه مهام في توحيد القوى الديمقراطية وتنظيم القوى المدنية وطرح برنامج زمني منظم لتوحيد القوى والتواصل معها ومخاطبة الدول العربية والدول الصديقة، ولفت نظرها إلى صعوبة المرحلة”. ولفت أخيرًا إلى أن الثورة السورية بدأت من أجل الحرية، وحولها التدخل إلى تصفية حسابات إقليمية ودولية.

ألف يوم على أكبر كارثة في القرن الـ 21

تتصاعد الأزمة السورية فصولاً مع ذكرى مرور ألف يوم على اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشّار، حيث كان السوريون خرجوا بمظاهرات بأعداد كبيرة مطالبين بالحريات السياسية والاقتصادية. ومنذ ذلك اليوم ظلت الحكومة السورية تكابر وتعاند المجتمع الدولي في الاستجابة لمطالب الداعين للحرية، حيث لجأت لاستخدام العنف الوحشي ضدهم.

شكلت الأزمة السورية بتداعياتها أكبر كارثة إنسانية في القرن الحالي. وكانت النتيجة المأسوية للأزمة التي فتحت البوابات لتدخلات دولية وصارت أزمة عالمية، سقوط ما يفوق 100,000 قتيل، وهناك أكثر من 8.5 ملايين شخص اضطروا لهجر بيوتهم، مليونان منهم باتوا لاجئين، كما إن 9.3 ملايين شخص أصبحوا بحاجة للمساعدة ويعتمدون على المساعدات الإنسانية ، فيما اصبح مليونان ونصف المليون معزولين عن العالم، مليون و900 ألف طفل من دون مدارس، مليونان ومائتا الف لاجىء في دول الجوار.

بيان هيغ

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان له إن الشعب السوري يريد ويستحق السلام، لكن ذلك لن يتحقق إلا إذا توفرت لهم الحرية والكرامة. والتوصل لعملية انتقال سياسي عبر التفاوض في سوريا هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، ومعالجة مسبباته الأساسية، وتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا. وأكد هيغ: وذلك يعني بكل وضوح أن الأسد، الذي واصل حكمة طوال هذا الصراع الذي ما برح يزداد عمقًا، لا يمكن أن يكون جزءًا من مستقبل سوريا.

كما أصدرت كريستالينا جيورجيفا، المفوضة الأوروبية للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات، بياناً في هذه المناسبة، قالت فيه: “للأسف، يصادف اليوم ذكرى مرور ألف يوم منذ اندلاع الصراع السوري الذي أصبح يمثل الأزمة الإنسانية الأكثر ترويعاً منذ عقود، يصادف هذا اليوم ذكرى مرور ألف يوم منذ اندلاع أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال وتشريد الملايين داخل حدود البلاد وخارجها بحثاً عن الأمان. يوافق هذا اليوم ذكرى مرور ألف يوم على عمليات القتل والخوف والمعاناة والعوز واليأس، ذكرى مرور ألف يوم شهدنا فيها ميلاد جيل مفقود.

إنهاء المأساة

ودعت جيورجيفا الى ضرورة انهاء المأساة، وقالت: لا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال الوسائل السياسية. تنعقد حاليًا آمالنا، وآمال السوريين الذين يعانون على وجه التحديد، على مؤتمر جنيف ٢ للسلام المقرر عقده في المدينة السويسرية في ٢٢ كانون الثاني (يناير) المقبل.

من جهة أخرى، فإنني مازلت أكرر مناشدتي ومناشدة المجتمع الإنساني الدولي بأسره للأطراف المنخرطة في هذا الصراع الرهيب لتسهيل وصول فرق المساعدات الإنسانية للمحتاجين وحماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي.

وأكدت المسؤولة الأوروبية على أنه حتى يتحقق السلام بعيد المنال، فإن أوروبا ستواصل تحمل مسؤولياتها والتزامها الراسخ بمساعدة الشعب السوري على تجاوز هذه الأزمة ومساعدة سكان المنطقة على التعامل معها. وقد قدمنا حتى الآن ملياري يورو لإنقاذ الأرواح والتخفيف من المعاناة، وسنكون موجودين لدعم الجهود الإنسانية طالما اقتضى الأمر ذلك”.

حزب الله يشيع قياديا عسكريا قتل أثناء أداء «واجبه الجهادي» في سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط»

شيع حزب الله في جنوب لبنان أمس، القيادي العسكري علي بزي، الذي قتل أثناء أداء «واجبه الجهادي» في سوريا، بموكب حاشد انتقل من أمام حسينية حارة صيدا، حيث كان يقيم باتجاه منزله ومن ثم ووري في جبانة البلدة.

وتقدم موكب التشييع الذي جاب شوارع حارة صيدا النائب عن حزب الله علي فياض، فيما حمل النعش على الأكف، وتقدمه حملة صور القادة والأكاليل وفرق من كشافة المهدي. وأم الصلاة الشيخ حسن الزين، قبل أن يوارى إلى مثواه الأخير. ونشرت مواقع وصفحات مقربة من حزب الله على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لموكب التشييع، تقدمه صورة كبيرة لبزي وهو يرتدي ثيابا عسكرية ويحمل رشاشا.

ويتحدر بزي، المعروف باسم الحاج ساجد من بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان، لكنه يقيم في حارة صيدا، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد». ولا يحدد حزب الله مكان أو تاريخ مقتل قيادييه وعناصره بسوريا، إذ يكتفي في بيان النعي بالإشارة إلى مقتلهم خلال أداء «الواجب الجهادي».

وارتفعت منذ بداية الشهر الماضي أعداد القتلى الذين شيعهم حزب الله بعد مقتلهم في سوريا، وكان أبرزهم ابن شقيق وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسين الحاج حسن.

الحرب في سوريا تدخل يومها الألف.. ومجازر جديدة في النبك

الجيش الحر يتحصن في مزارع ريما والقتال في القلمون يشتد

بيروت: نذير رضا

دخلت الحرب في سوريا يومها الألف أمس، من دون أفق لانتهاء الأزمة التي بدأت بتظاهرات سلمية مطالبة بحريات مدنية في مارس (آذار) 2011، قبل اندلاع القتال في كافة أرجاء البلاد. وبحسب آخر تقديرات عن ضحايا الحرب في سوريا، قتل أكثر من 125 ألف سوري، من بينهم 102 الف مدني، بالاضافة الى إصابة العشرات من الآلاف وتهجير أكثر من 7 ملايين سوري داخل البلاد وخارجها.

واحتدمت المعارك أمس، إذ تمكنت القوات الحكومية السورية استعادة السيطرة على مدينة النبك في ريف دمشق الشمالي، مما يساعد النظام السوري من توفير الإمدادات لقواته المقاتلة في العاصمة السورية، عبر إعادة بسط نفوذها على أوتوستراد دمشق – حمص الدولي. وتزامنت تلك التطورات مع إعلان المعارضة السورية أن النظام، والقوات التي تقاتل إلى جانبه، «ارتكبت مجازر ذهب ضحيتها نحو 100 قتيل من المدنيين في المنطقة».

وفي حين أعلن مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن عدد قتلى مجازر النبك «تجاوز المائة قتيل»، أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن «مرتزقة النظام الطائفيين ارتكبوا مجزرة مروعة ثانية بحق 34 شخصا بينهم عائلات بأكملها ونساء وأطفال في حي التفاح بمدينة النبك، إعداما بالرصاص أو ذبحا بالسكاكين ثم حرقا للجثث، بعد يوم واحد فقط من مجزرة مروعة في الحي نفسه راح ضحيتها ما لا يقل عن الخمسين شهيدا».

وأشار الائتلاف إلى أنه «تعذر على منظمة الهلال الأحمر الدخول إلى المكان» بعد أن أطلقت القوات النظامية الرصاص على أحد مواكبها أثناء التوجه إلى الحي المذكور السبت الماضي، «في محاولة من أصحاب القلوب الميتة لإخفاء معالم الجريمة». ورأى الائتلاف أن «إذكاء نار الطائفية» من قبل نظام الأسد وحلفائه الشيعة «لن يذر فردا منهم، لما يحمله النهج الذي سلكوه من ويلات عليهم قبل أي أحد آخر».

وسيطرت القوات النظامية، مساء أول من أمس، على النبك، باستثناء الحي الشرقي منها، البعيد عن طريق دمشق – حمص الدولي. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن هذا الطريق «لم يعد في المرمى المباشر للمقاتلين المعارضين، بعدما أصبحت بلدتا قارة ثم دير عطية ومعظم النبك في أيدي النظام».

وترسم المعركة في النبك، خطا واضحا لسير المعركة في منطقة القلمون، حيث يتنقل القتال من الشمال باتجاه الجنوب، بمحاذاة الطريق الدولي، مما يعني أن النقطة التالية للصراع ستكون في يبرود.

وتبذل القوات النظامية وحلفاؤها جهودا كبيرا لتأمين خط الإمداد ومنع تدفق المقاتلين إلى سوريا، ومحاصرة قوات المعارضة في منطقة شاسعة تمتد من الغوطة الشرقية باتجاه جرود ووديان معلولا، التي تعد الأكبر في المنطقة، فضلا عن إبعاد قوات المعارضة عن حدود العاصمة السورية.

غير أن التقدم في القلمون، ليس مهمة سهلة بالنسبة للقوات النظامية، كما يقول معارضون في القلمون. فقد انطلقت هذه المعركة قبل نحو شهر، تمكنت فيه من استعادة السيطرة على قارة ودير عطية خلال أسبوعين، قبل أن تنطلق باتجاه النبك التي حاصرتها نحو 20 يوما، ولم تنجح في السيطرة عليها، كما تقول المعارضة، قبل ارتكاب مجازر بحق المدنيين.

وتبدو الحرب في ريف دمشق، وفق العلوم العسكرية، أشبه بحرب الدوائر القتالية. وتشير خارطة القتال في المنطقة إلى أن القوات النظامية تنطلق في معاركها من دائرتين؛ الأولى ضيقة تحيط بالعاصمة السورية باتجاه المناطق المحيطة بها جنوب العاصمة في المعضمية وداريا والقدم والحجر الأسود، وهي مناطق تحاصر فيها المعارضة العاصمة السورية، ولا يفصل بينهما إلا خطوط التماس، فيما تشن القوات الحكومية هجوما لاستعادة الغوطة الشرقية، عبر تركيز القتال في جوبر والقابون وبرزة وعين ترما.

وبموازاة ذلك، تتبع القوات النظامية استراتيجية الحصار ذي الشعاع الكبير، من المناطق التي تسيطر عليها في ريف دمشق البعيد، مما يجعل المعارضة عرضة لنيران القوات الحكومية على أطراف دمشق المباشرة، وعلى أطراف ريف دمشق البعيدة.

ووفق هذه الاستراتيجية، تشن القوات الحكومية هجوما على المعارضة جنوب دمشق من منطقة صحنايا ومن مطار دمشق الدولي، فيما توسع دائرة الحصار على الغوطة الشرقية من ناحية الشمال الشرقي، بمحاذاة مزارع وبساتين دوما، وهي أكبر مدن الغوطة وأولها ثورة على النظام. أما من جهة الشمال والشمال الغربي، فتكمل القوات النظامية تقدمها من ريف حمص وتحديدا من القصير، باتجاه ريف دمشق، بدءا من قارة، إلى دير عطية وسحل بمحاذاة طريق دمشق وحمص الدولي، ثم النبك، قبل أن تكمل جنوبا باتجاه يبرود.

وتعتبر معركة يبرود، من أصعب المعارك التي ستواجه النظام السوري، في حال قرر إطلاق المعركة فيها. ويقول القائد الميداني في المدينة أبو النور اليبرودي لـ«الشرق الأوسط» إن المدينة «محمية بالوجود العسكري المكثف لقوات المعارضة في منطقة مزارع ريما التي تفصل بيننا وبين النبك»، مشيرا إلى أن يبرود «مجهزة بخنادق نظرا لسيطرة المعارضة عليها منذ أكثر من عام، ولا يمكن اختراقها»، مشيرا إلى أن المدينة «تتضمن سوقا للسلاح، وهي أحد الخطوط الخلفية للجيش الحر في القلمون».

وتعد هذه المنطقة التجارية، استراتيجية، وتتمتع بأهمية تجارية وديموغرافية. وتضم يبرود مدينة صناعية «دمرت القوات النظامية جزءا كبيرا منها»، بحسب عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق إسماعيل الداراني، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن المدينة «يسكنها أكثر من 12 ألف مسيحي، وتضم مقرا دينيا للمسيحيين يعد الأهم في ريف دمشق، نظرا لأنه كان يستخدم مقرا للبطريركية».

وتقع يبرود على خط جغرافي واحد مع سحل ومزارع ريما غرب طريق حمص – دمشق الدولي، وهي متصلة بالنبك الواقعة شرق الأوتوستراد. ويشير الداراني إلى أن المدينة «ارتفع عدد المدنيين فيها إلى 70 ألفا، بعد نزوح عدد كبير من السوريين باتجاهها»، لكن أهميتها الجغرافية «أهلتها لتكون القاعدة الخلفية للمعارضة». ويقول أبو النور اليبرودي إنها «تعد المنطقة الواصلة بين طرق حمص – دمشق الدولي والحدود اللبنانية في عرسال، ولا يفصلها عن لبنان إلا قرية فليطا التابعة لها».

وإذ ينفي اليبرودي تقدم القوات النظامية باتجاه يبرود، يؤكد أن «عددا كبيرا من مقاتلي الجيش الحر والمقاتلين الإسلاميين يتحصنون في منطقة مزارع ريما التي تبعد كيلومترين عن يبرود باتجاه النبك وتشهد عمليات عسكرية واشتباكات مع النظام»، فيما اقتربت القوات النظامية من جسر النبك، القريب جدا من مزارع ريما، و«كثف عليه النظام بشكل مرعب القصف خلال الأيام الثلاثة الماضية، انطلاقا من قواعده في قرية السحل»، لافتا إلى أن القوات النظامية بسيطرتها على النبك «اعتمدت مبدأ الأرض المحروقة».

ويؤكد ناشطون أن المعركة في القلمون، يشارك فيها حلفاء النظام بشكل أساسي. وذكر الائتلاف الوطني السوري أن 14 فصيلا عسكريا شيعيا على الأقل يقاتلون إلى جانب النظام السوري بدعم وتسهيل من قبل حكومة المالكي في العراق، وأن لواء «ذو الفقار» الضالع في مجزرتي النبك واحد منها؛ مطالبا «بإدراج كل التنظيمات العسكرية الطائفية التي تقاتل إلى جانب النظام ضمن لوائح الإرهاب، وعلى رأسها (أبو الفضل العباس)، و(ذو الفقار)، و(حزب الله اللبناني)، و(لواء كفيل زينب)، و(لواء القوة الحيدرية)، و(لواء عمار بن ياسر)، و(كتائب حزب الله العراق)، و(كتائب سيد الشهداء)، و(لواء الإمام الحسن المجتبى)، و(لواء الإمام الحسين)، و(فيلق بدر الجناح العسكري)، و(فيلق الوعد الصادق)، و(سرايا الطليعة الخراساني)، و(سرية أحمد كيارة)». وشدد الائتلاف على أهمية محاسبة كل من يساعد على تجنيدهم ويسهل مرورهم إلى سوريا من حكومات ومجموعات مسلحة في المنطقة.

في غضون ذلك، أعدم عناصر من الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بائع مازوت في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بعد اتهامه «بسب الذات الإلهية». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إبراهيم قسوم أُعدم بعد يومين من اعتقاله «بطلقة في الرأس، علما بأنه رجل غير متزن عقليا».

خلاف بين قيادات كتائب معلولا حول «شرعية» احتجاز الراهبات السوريات

نزعت عنهن الصلبان لتجنب غضب مقاتل من «النصرة»

أنطاكيا: وائل عصام

«إحنا طالعين بعد يومين»، أي سنخرج بعد يومين، جملة رددتها الأم «بيليجيا» وأخواتها الراهبات السوريات المحتجزات من قبل أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة، مرار في الشريط المصور الذي شاهده كثيرون من غير أن يعرفوا أن الراهبات كن قد أمضين بالفعل ثلاثة أيام في الاحتجاز حين عرض الشريط.

ويقول أحد الذين أشرفوا على عملية تصوير الشريط إن الراهبات طلب منهن نزع الصلبان التي كانوا يضعونها بعدما غضب أحد المقاتلين من طقوس الصلوات المسيحية «التثليث» التي كانوا يكررونها كلما سمعوا صوت انفجار أو كلما دعتهم الأم «بيليجيا» للصلاة، واحتفظت الراهبات بالصلبان لكن في جيوبهن. ويضيف: «لم يعجب بعض المقاتلين هذا المشهد، تخيل أنك ترى 14 راهبة يؤدين صلاة التثليث معا كل دقيقة أو دقيقتين، أو كلما سمعن صوت إطلاق نار، ولم نكن معتادين على هذا المشهد». كما أن مشادة كلامية وقعت مع الفتاة التي كانت ترتدي لباسا رياضيا والتي ظهرت بالشريط إلى جانب الراهبات. ورغم ذلك، فإن أجواء العلاقة بين الراهبات والكتيبة التي تحتجزهن ظلت «ودية وطيبة»، بحسب المصدر الذي رافقهن في المزرعة التي نقلن إليها خارج بلدة معلولا، مشيرا إلى أنه «جرى تأمين أسرة من مدينة معلولا لتقوم بخدمتهن وتلبية احتياجاتهم.. ولكنها أسرة سنية من معلولا وليست مسيحية كما سبق أن نشر».

ورغم أن «جبهة النصرة» هي الفصيل الأقوى بين كتائب معلولا، فإن «كتيبة شهداء معلولا» التي تنتمي لـ«لواء الغرباء» هي التي تتولى التعامل مباشرة مع الراهبات لأنهن أبناء بلدتهم. ويريد مقاتلو الكتيبة التي ينتمي معظم أفرادها للقسم السني من مدينة معلولا تجنيب الراهبات أي احتكاك مع أفراد «جبهة النصرة» الأكثر تشددا. ويقول المصدر: «أبناء معلولا حريصون بالفعل على رعاية الراهبات، والراهبات في المقابل يعرفونهم جيدا لأنهم من مدينة واحدة، وهن يطلبن باستمرار أن يظل أبناء معلولا من الكتائب بقربهن لأنهن يعرفن أن مقاتلي (النصرة) من خارج معلولا يصعب التعامل معهم لتشددهم دينيا.. ويبدو أن اتفاقا جرى بين (كتيبة شهداء معلولا) و(جبهة النصرة) على تشكيل وحدة مشتركة بينهما تتولى احتجاز الراهبات على أن يظل التعاطي مع الراهبات من اختصاص كتيبة معلولا».

في هذه الأثناء تزداد الضغوط على الكتائب من قوى المعارضة السورية ومن بعض الدول الداعمة وكذلك من شخصيات إسلامية من أجل إطلاق سراح الراهبات من دون أي شروط. وقالت مصادر سورية معارضة إن خلافا برز بين بعض قيادات الكتائب في معلولا يتعلق بمدى شرعية احتجاز الراهبات «لأن هذا العمل يسيء بشكل كبير للثورة السورية ويسيء للقوى الإسلامية في سوريا ويوجب بالتالي التنازل عن مطالب إطلاق الأسيرات السوريات وفك الحصار عن الغوطة»، بينما تصر قيادات أكثر راديكالية على أن «الغرب لم يلتفت إلى ضحايانا، فلماذا سنلتفت إليه؟»، وجاءت مجزرة النبك المجاورة لمعلولا لتزيد من تشددهم في أمر الراهبات، إذ يعدونها فرصة للحصول على بعض التنازلات وتحقيق بعض المطالب من النظام عبر وساطة الفاتيكان.

وفي هذا الإطار، علم أن المحامي المكلف بملف التفاوض حول الراهبات التقى أحد قيادات المعارضة السورية وسط تكتم شديد، مطلعا إياه على قائمة بأسماء سجينات سوريات في سجون النظام بهدف إيصالها للوسطاء للضغط على النظام وإطلاقهن.

وكانت الفصائل الإسلامية المسلحة التي تحتجز الراهبات قد طالبت بالإفراج عن مئات المعتقلات السوريات وفك الحصار عن غوطة دمشق مقابل إطلاق الراهبات، ونقلت هذه المطالب للفاتيكان خلال مكالمة أجرتها الأم «بيليجيا» رئيسة الراهبات مع الفاتيكان. وتقول المصادر إن هناك تخوفا من جانب قيادات المعارضة السورية من إطالة أمد أزمة الراهبات بما يعيد إلى الأذهان أزمة الرهائن اللبنانيين الذين احتجزوا لأشهر قبل أن يجري إطلاقهم.

وكان ملف الراهبات حاضرا خلال وجود جورج صبرا وميشيل كيلو وبرهان غليون في قطر لحضور أحد المؤتمرات، وقد ساهمت قيادات المعارضة في دعم الجهود الرامية لإنهاء هذه الأزمة خلال محادثاتهم مع المسؤولين القطريين الذي يحتفظون بأفضل العلاقات مع الفصائل الإسلامية المسلحة في سوريا.

«تأخير محدود» في إزالة الأسلحة الكيماوية.. وروسيا مستعدة لحمايتها

فتح طريق دمشق ـ حمص يسهل العملية

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلن رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومجو أن إزالة الأسلحة الكيماوية من سوريا «قد تتأخر بعض الشيء بسبب صعوبات العمل في ظل حرب أهلية»، لكنه شدد على أن «أي تأخير سيكون محدودا وأن الموعد النهائي لتدمير هذه الأسلحة بحلول منتصف 2014 لا يزال واقعيا»، فيما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن استرداد النظام السوري السيطرة على الطريق السريع الذي يربط دمشق بمنطقة الساحل يفتح المجال لإخراج مئات الأطنان من المواد الكيماوية السامة من البلاد لتدميرها في الخارج.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض للأسد إن الطريق أصبح مفتوحا لكنه ليس آمنا، مضيفا أنه ما زال معرضا لهجوم من جانب مقاتلي المعارضة. ويتعين وفقا للاتفاق بين دمشق والمنظمة الدولية إزالة أخطر الأسلحة الكيماوية بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول) الجاري والانتهاء من شحن الأسلحة الأقل خطورة بحلول الخامس من فبراير (شباط) 2014.

وقال أوزومجو في مؤتمر صحافي عقده أمس: «نظرا للظروف في هذا البلد من الصعب إلى حد بعيد الوفاء بهذا الجدول الزمني. ثمة مواعيد ملحة نريد الوفاء بها وأنا واثق من الوفاء بالموعد النهائي لتدمير الأسلحة في نهاية يونيو (حزيران) العام المقبل». وقال أوزومجو إن من بين الصعوبات التي تعترض عمل اللجنة الأمن خصوصا على الطرق الفرعية وطرق الوصول إلى المنشآت المختلفة وعملية التحقق الصارمة التي تتطلب تعاونا واسعا مع الحكومة السورية. لكنه رأى أنه «من الممكن الانتهاء من المرحلة الأولى لإزالة الأسلحة في أوائل أو منتصف يناير (كانون الثاني) في حين قد تتأخر المرحلة الثانية بضعة أيام».

وفي الإطار نفسه، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف إن بلاده قد تساعد في توفير وسائل لنقل أسلحة كيماوية سوريا إلى ميناء اللاذقية لتدميرها في البحر. وسأل الصحافيون بوجدانوف عما إذا كان بوسع روسيا أن توفر الأمن أو وسائل لنقل الأسلحة إلى اللاذقية حيث من المقرر أن ترسلها سوريا إلى منشأة تدمير عائمة فأجاب: «من حيث النقل.. نعم. الأمر محل بحث».

فابيوس: الذهاب إلى «جنيف 2» يعني قبول مبادئ «جنيف 1».. وأولها حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات

مصادر دبلوماسية أوروبية ل «الشرق الأوسط» ـ : الروس لم يقطعوا نصف الطريق لملاقاتنا بشأن مصير الأسد

باريس: ميشال أبو نجم

بعد نحو 40 يوما، يفترض أن يلتئم مؤتمر «جنيف 2» مع هدف رئيس مبدئي هو تشكيل حكومة انتقالية تتسلم كامل السلطات التنفيذية، بما فيها الإشراف على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وذلك بموجب خارطة الطريق التي رسمها اجتماع «جنيف 1» في نهاية يونيو (حزيران) من العام الماضي.

واغتنم أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وجوده في باريس، السبت الماضي، ليعلن أنه سيرسل الدعوات للمؤتمر قبل نهاية الشهر الحالي، مبررا انتظاره بالتعرف على ما ستسفر عنه لقاءات مبعوثه الأخضر الإبراهيمي التحضيرية يوم الجمعة 20 ديسمبر (كانون الأول) في المدينة نفسها مع الجانبين الأميركي والروسي.

بيد أن القناعة التي أخذت تبدو مترسخة، والتي عبر عنها بان كي مون نفسه، وكذلك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، في حديث صحافي هي أنه إذا كان انعقاد المؤتمر شبه مؤكد، فإن غير المؤكد هو توصله إلى نتائج إيجابية، أي تحقيق الغرض من التئامه. فالوزير الفرنسي قال إن المؤتمر «يلتئم في ظروف بالغة الصعوبة» كما أنه «من الصعب تصور أن يفضي سريعا إلى نتيجة إيجابية»، إذ إن المطلوب «ليس فقط حصول محادثات، بل التوصل إلى شيء ما».

أما أمين عام الأمم المتحدة وبلغته الدبلوماسية المعهودة، فقد وصف مسار «جنيف 2»، بأنه «غير سهل»، مما يمكن ترجمته بـ«صعب للغاية»، الأمر الذي يدل عليه تأجيل التئامه مرات ومرات، إذ إن الموعد الأول الذي اقترحه الوزيران كيري ولافروف كان مايو (أيار) من العام الحالي.

ليس سرا أن القضايا الخلافية الإجرائية كهوية وفد المعارضة (وفد واحد أو أكثر، الأطراف التي سيتشكل منها.. إلخ) والدول التي ستحضر إلى جانب مجموعة الخمس «دائمي العضوية في مجلس الأمن»، ومنها إشكالية احتلال إيران مقعدا وراء الطاولة المستديرة، تشكل عقبات حقيقية. لكنها، وفق مصادر دبلوماسية أوروبية متابعة للملف السوري، قيد التذليل بفضل التفاهم الروسي – الأميركي، الذي فتح الباب أمام «جنيف 2». لكن ما لم يحل حتى الآن هو ما سيحصل بعد أن يلتقي الطرفان، عقب الجلسة الافتتاحية، بحضور وزراء الخارجية وأمين عام الأمم المتحدة. وقد وضع فابيوس الإصبع على الجرح، أمس، بقوله إن الأمور «معقدة للغاية» لأن الأسد يقول إنه سيرسل «ممثلين عنه»، مما يعني أن هؤلاء «سيذهبون للبحث في كيفية نزع السلطات منه، إنه لأمر عجيب».

فرنسا كغيرها من مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» تتبنى قراءة الائتلاف لمجريات جنيف ونتائجه، أي رفض أي دور للرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية. وبحسب فابيوس، فإن رسالة الدعوة التي سيوجهها بان كي مون ستتضمن الإشارة إلى أن الغرض هو الحكومة الانتقالية، وأن «مجرد الذهاب إلى جنيف يعني قبول هذا المعطى». وبأي حال، يؤكد الوزير الفرنسي أنه «من غير المتصور» أن يبقى الأسد في منصبه بعد سقوط 125 ألف قتيل في سوريا.

وهذه القراءة لا يقبلها النظام إطلاقا ولا الداعمين الرئيسين له، وهما روسيا وإيران. وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ«الشرق الأوسط» إن «اللغز ما زال روسيا»، التي ترفض حتى الآن عرض رؤيتها العملية لنتائج جنيف، وتحديدا بصدد مصير الأسد، وهي تكرر أن الأسد «مواطن سوري، وله الحق في الترشح للانتخابات، وليقرر الشعب ذلك».

وعلى الرغم من أن الغربيين قبلوا ضمنا بقاء الأسد حتى نهاية ولايته، وهم يبدون مستعدين للضغط على المعارضة للقبول بذلك، الأمر الذي يفهم من تصريحات ويليام هيغ في المنامة قبل أربعة أيام، فإن الطرف الروسي لم يجتز بعد نصف المسافة ليلاقي الغربيين عن طريق قبول الضغط على الأسد، ليمتنع عن الترشح.

وقالت المصادر الغربية إن التخوف هو أنه «إذا حصلت الانتخابات تحت إشراف الأسد فلأنه من المؤكد أنه سيفوز بها بشكل أو بآخر بسبب التزوير والترغيب والترهيب والضغوط المختلفة».

ولا ينحي الغربيون فرضية أن يعمد النظام للتمديد لعامين للأسد، بحجة أن أحوال سوريا «لا تسمح» بإجراء انتخابات، مما سيعطي الرئيس السوري فرصة إضافية لمحاولة حسم النزاع عسكريا. وترى المصادر الغربية أن جوهر المشكلة أن أيا من الطرفين «غير مقتنع» بأنه سيحصل من «جنيف 2» على ما يريد، كما أنه ليس مقتنعا أصلا بالحل السياسي في هذه المرحلة، ولأسباب متعارضة. فالنظام، وفق تحليلها، يرى أنه اجتاز «المنعطف الخطر»، وأن أوضاعه تحسنت كثيرا سياسيا وميدانيا بسبب استقواء المنظمات الجهادية، وتفوقها التدريجي على الجيش السوري الحر، فضلا عن «بالون الأوكسجين» الذي وفره له الحليف الروسي، في موضوع السلاح الكيماوي.

ولذا، فإنه «لا يرى سببا» في تقديم التنازلات، وخصوصا التخلي عن السلطة، الأمر الذي يظهر في تصريحات الوزراء السوريين، أمثال وليد المعلم وعمران الزعبي وفيصل المقداد وغيرهم.

وبالمقابل، فإن المعارضة المتشرذمة صفوفها تجد أن مواقعها الميدانية قد تقهقرت بشكل مزدوج؛ أمام النظام وأمام المنظمات الجهادية، قياسا لما كانت عليه قبل عام، وأن الدعم الغربي لها قد تراخى، فضلا عن أن رهاناتها على الضربة العسكرية الأميركية لم تتحقق. وتداخل هذه الأسباب وتضارب التحليل بين صفوفها يجعلانها بالغة الفتور بالنسبة لـ«جنيف 2»، حيث إنها تتخوف من تعرضها لضغوط إضافية لتقديم تنازلات جديدة تزيد من تعريتها من صدقيتها، لكونها الطرف الأضعف.

مسؤولة أوروبية: سوريا تواجه الأزمة الإنسانية الأكثر كارثية خلال عقود

قوات الأسد تعدم خمسة مدنيين بينهم طفلان في منطقة القلمون

(اف ب، قنا)

اطلقت قوات الاسد النار عن قرب على خمسة مدنيين بينهم طفلان، فاردتهم، في مدينة النبك، شمال دمشق، فيما أكدت مسؤولة في الاتحاد الاوروبي إن سوريا تواجه الأزمة الإنسانية الأكثر كارثية خلال عقود.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” إنه “نقلت الى بلدة يبرود القريبة من النبك في منطقة القلمون، خمس جثث لطفلين وفتى تحت الثامنة عشرة وآخر في العشرين وسيدة قتلوا برصاص القوات النظامية التي اعدمتهم في المنطقة الصناعية في النبك”.

ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور طفلين وفتى مضرجة بالدماء وبدت بوضوح اصابة احدهم في راسه.

واشار المرصد الى ان قوات النظام سيطرت على المنطقة الصناعية في النبك وتواصل تقدمها في المدينة حيث تستمر الاشتباكات العنيفة بين هذه القوات مدعومة من جيش الدفاع الوطني ومقاتلي “حزب الله” ومقاتلي المعارضة، مشيراً الى سقوط قتلى في صفوف الطرفين، بينهم عناصر من “حزب الله”.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان بين القتلى المدنيين الذين قتلوا بالقصف في النبك اربعة اشخاص من عائلة واحدة وهم من النازحين من مدينة حمص في وسط البلاد.

وتحاول قوات النظام منذ نحو اسبوعين السيطرة على النبك التي تحاصرها وتقصفها بشكل متواصل وتمكنت من دخول جزء منها الاسبوع الماضي.

في المقابل، ذكر التلفزيون السوري الرسمي ان “الجيش العربي السوري يستمر في تمشيط مزارع النبك، وتمكن من اكتشاف مخبأ للارهابيين يحتوي على معدات طبية وادوية”.

وتقع النبك ودير عطية ويبرود وبلدة قارة على خط واحد على الطريق السريع بين حمص ودمشق المغلق منذ نحو عشرين يوما بسبب المعارك. وسيطرت قوات النظام على قارة في 19 تشرين الثاني، ثم طردت مقاتلي المعارضة من دير عطية التي تحصنوا فيها بعد انسحابهم من قارة. وتحاول طردهم من النبك.

ويجمع المحللون على ان المحطة التالية بعد النبك ستكون يبرود، وهي آخر تجمع كبير للمعارضة المسلحة في القلمون.

وتعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية لانها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال. كما انها اساسية للنظام، لانها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة.

في المقلب الاخر، الى جنوب غربي العاصمة، تدور كذلك معارك عنيفة منذ صباح أمس في محيط معضمية الشام. وافادت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني عن “إشتباكات عنيفة جدا بين الجيش الحر وقوات النظام على عدة جبهات في المدينة أعنفها في الجبهتين الشرقية والشمالية”.

وافاد المرصد عن غارتين نفذهما طيران النظام على المعضمية.

في مدينة الرقة (شمال)، ارتفع الى 18 عدد القتلى الذين سقطوا السبت جراء غارات للطيران الحربي بينهم خمس سيدات وستة اشخاص دون سن الثامنة عشرة، بحسب المرصد السوري. وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل 14 شخصا.

من جهة ثانية، قالت مفوضة المساعدات الإنسانية في الاتحاد الاوروبي كريستالينا جورجيفا، في ذكرى مرور ألف يوم على بدء الصراع المسلح في سوريا، “ألف يوم من العنف الذي أدى إلى فقدان عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال لحياتهم، وتشريد الملايين في البلاد وخارج حدودها بحثاً عن الأمان”، مضيفة: “ألف يوم من الموت والخوف والمشقة والحرمان واليأس.. ألف يوم ونحن نشهد خلق جيل ضائع”.

وأشارت وكالة الانباء الالمانية الى ان الصراع الدائر في سوريا منذ ما يقرب من ثلاث سنوات خلف أكثر من 100 ألف قتيل كما أجبر أكثر من 3 ملايين لاجئ على الفرار من البلاد، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

ومن المقرر أن تجرى محادثات سلام طال انتظارها بين حكومة دمشق والمعارضة السورية في مدينة جنيف السويسرية في 22 كانون الثاني المقبل.

وقالت جورجيفا إن آمالها “معلقة على هذه المحادثات، وفي الوقت نفسه، سأواصل تكرار مناشدتي، وكذلك مناشدة المجتمع الإنساني الدولي بأسره، للأطراف المشاركة في هذا الصراع الرهيب لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين”.

داعش” تعدم مدنياً غير متزن في إدلب وتحالف الأسد ـ “حزب الله” يتقدّم في القلمون

“الإندبندنت”: الائتلاف يطلق خطة لمواجهة نفوذ “القاعدة” في سوريا

                                             (أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

ذكرت صحيفة “اندبندنت” البريطانية أمس أن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا” أطلق خطة يأمل من ورائها كسب قلوب وعقول المدنيين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرته، والتصدي لتزايد نفوذ الجماعات المتشددة المرتبطة بتنظيم “القاعدة” الذي أعدم عناصر منه أمس مدنياً في إدلب بزعم أنه شتم الذات الإلهية.

وقالت الصحيفة إن الائتلاف سيركز جهوده بشكل أكبر على القوة الناعمة، من خلال زيادة تقديم المساعدات والخدمات الإنسانية إلى المناطق الأكثر حاجة لها في سوريا، وفي محاكاة للتكتيكات المستخدمة من قبل “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المرتبطة بتنظيم “القاعدة”.

وأضافت أن هذه الخطوة تأتي رداً على حملة لم يسبق لها مثيل أطلقتها “داعش” على مدى العام الماضي لكسب تأييد السوريين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرتها وتحقيق هدفها المعلن بإقامة خلافة إسلامية في العراق وسوريا ولبنان، بما في ذلك تنظيم أيام ترفيهية للأسر يتم خلالها توزيع المواد الغذائية في المناطق التي تندر فيها، وإنشاء مدارسها ومحاكمها الخاصة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الائتلاف وجناحه المسلح المجلس العسكري الأعلى يأملان في استخدام خطة “القوة الناعمة” لتهميش “داعش”، واستعادة دعم السوريين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرتهما.

ونسبت إلى مستشار وصفته بالبارز في المجلس العسكري الأعلى لم تكشف عن هويته قوله “أدركنا بأننا نحتاج إلى محاربة تنظيم القاعدة عسكرياً واجتماعياً من أجل دحره، ونعمل على مضاعفة جهودنا على هذه الجبهة”.

وأضاف المستشار أن “الناس في سوريا لا يحبون الدولة الاسلامية في العراق والشام، كما أن معتقداتها المتطرفة غريبة على الشعب السوري لكنه يائس جداً ولا يمكن أن يرفض المساعدات التي تقدمها له، والخطة التي اعتمدناها هي الطريقة الوحيدة لمنع تنظيم القاعدة من تعزيز موقعه في سوريا، لأن ذلك يشكّل خطراً لا يقتصر على سوريا وحدها بل يشمل الغرب أيضاً”.

وقالت الصحيفة إن المجلس العسكري الأعلى للائتلاف أنشأ مكاتب في محافظات حلب وإدلب وريف دمشق من أجل زيادة توزيع المواد الغذائية والإمدادات الطبية على المدنيين في المناطق المتنازع عليها، ويخطط أيضاً لإنشاء قوة شرطة والانخراط بصورة أكبر في برامج التعليم.

ونقلت عن ناشط يُدعى محمد ويعمل في بلدة يبرود الواقعة شمال العاصمة دمشق والخاضعة لسيطرة عدد من الجماعات المسلحة المعارضة المعتدلة، أن “معظم الناس فقدوا الأمل في المعارضة لأنها تتحدث فقط من دون مساعدتنا وتتلقى الأوامر من دول أخرى”.

إعدام مدني

في غضون ذلك أقدم عناصر من “داعش” على إعدام بائع مازوت في محافظة ادلب في شمال غربي سوريا بعد اتهامه “بسب الذات الالهية”.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” أمس: “أعدمت الدولة الإسلامية في العراق والشام بطلقة في الرأس (أول من) أمس، ابراهيم قسوم، وهو بائع مازوت ورجل غير متزن عقلياً، بتهمة سب الذات الإلهية، وذلك بعد يومين من اعتقاله”.

وأوضح أن عناصر من “الدولة الإسلامية” كانوا توقفوا أمام المكان الذي يبيع به ابراهيم المازوت في مدينة سراقب، “واشتروا منه المازوت، وعادوا في وقت لاحق وقالوا له ان (…) المازوت مغشوش، فأجابهم باللهجة العامية شو عرفني؟ شو أنا رب المازوت، فقاموا باعتقاله”.

وأضاف أن عناصر الدولة أقدموا على رمي جثة الرجل وعليها آثار إطلاق رصاص في الرأس على الطريق.

ووزع المرصد صورة لجثة الرجل وقد بدت عليها بوضوح آثار الدماء واطلاق النار في رأسه.

في حزيران الماضي، اقدم عناصر من “داعش” على اعدام فتى في الخامسة عشرة يدعى محمد قطاع في مدينة حلب (شمال) باطلاق النار عليه أمام أفراد عائلته، بعد أن اتهموه بـ”التلفظ بما يسيء إلى النبي محمد”.

ويشكو السوريون القاطنون في مناطق تسيطر عليها الدولة الاسلامية من انتهاكاتهم المتكررة لحقوق الانسان والتوقيفات الاعتباطية التي يقومون بها وتشددهم في تفسير الشريعة الاسلامية وتطبيقها.

سجن سلفي أردني

في عمّان أصدرت محكمة أمن الدولة الاردنية امس حكماً بالسجن لخمس سنوات بحق سلفي اردني قاتل في صفوف “جبهة النصرة” في سوريا قبل أن يعود الى المملكة منتحلاً صفة لاجئ سوري ليتلقى العلاج.

وقال مصدر قضائي لوكالة “فرانس برس” ان “المحكمة اصدرت حكماً بالسجن لخمس سنوات بحق مقاتل سلفي اردني كان التحق بجبهة النصرة في سوريا وقاتل ضد نظام الرئيس بشار الأسد”.

وأوضح أن المحكوم أدين بتهمة “القيام باعمال لم تجزها الحكومة من شأنها تعكير صفو العلاقات بين المملكة ودولة شقيقة وتعرضها لاعمال انتقامية على المواطنين او الاموال”.

واشار المصدر الى ان المدان “الذي تسلل الى سوريا ليشارك في القتال اصيب هناك فتسلل عائداً الى الاردن للعلاج مدعياً انه لاجئ سوري الى أن اكتشف أمره فاعتقل في آذار الماضي واحيل للقضاء”.

وأصدرت المحكمة مطلع الشهر الماضي أحكاماً بالسجن بحق ثلاثة جهاديين وطبيب، جميعهم اردنيون، بعد ادانتهم بالتسلل الى سوريا والقتال الى جانب مقاتلي المعارضة السورية.

توقيف داعية في بروكسل

في بروكسل، اعلن القضاء البلجيكي عن توقيف داعية اسلامي معروف واربعة من اقاربه في منطقة العاصمة للاشتباه في عملهم على تجنيد متطوعين للقتال في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقامت شعبة مكافحة الارهاب في الشرطة القضائية فجراً بست مداهمات في بروكسل ولوندرزيل شمال العاصمة واوقفت خمسة اشخاص بحسب بيان للنيابة العامة الفدرالية.

وأوقف جان لوي دوني من بروكسل (39 عاماً) الذي اعتنق الاسلام وبات يعرف باسم “جان لوي لو سومي” (المسلم) اضافة الى زوجته ورجلين ومراهق لم تكشف هوياتهم بحسب مصدر قضائي.

ودوني الذي اسس مطعم “التوحيد” الذي يوزع الطعام على الاكثر فقراً قرب محطة غار دو نورد في بروكسل، هو قيادي سابق لمجموعة “الشريعة لبلجيكا” الاسلامية الصغيرة التي تطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية في بلجيكا.

وفتح التحقيق الذي ادى الى توقيفه في نيسان بعد مغادرة تلميذين من بروكسل الى سوريا بغير علم أقاربهما.

وأشار التحقيق الى أن الشابين كانا يرتادان مطعم التوحيد وان دوني لم يكتف بتوزيع الغذاء بل انه يلعب كذلك “دوراً بارزاً” في “تجنيد عدد كبير من الشباب وبينهم قاصرون، وتشجيعهم على المغادرة الى سوريا لشن الجهاد المسلح”، بحسب النيابة الفدرالية.

وتابعت أن “التشدد يحصل نتيجة الادلاء بخطب وعرض تقارير فيديو ونشر وثائق تدعو الى الجهاد”.

لكن دوني نفى تجنيد متطوعين. وصرح مؤخراً لتلفزيون آر تي بي أف: “ليس مطلوباً مني تشجيعهم، فالله هو الذي اختارهم”.

كما كشف التحقيق عن “دور لعدد من مقربي” دوني في تشدد الشباب وفي “الناحية اللوجستية للرحلات الى سوريا” بحسب النيابة التي اكدت “مصادرة وثائق وهواتف جوالة ومعدات معلوماتية”.

وصرحت وزيرة الداخلية البلجيكية جويل ميلكيه ان “التجنيد يعتبر عملاً ارهابياً” في بلجيكا، علماً انها حذرت في الاسبوع الفائت الى جانب نظيرها الفرنسي ايمانويل فالس من “الخطر المحتمل” المحدق بالاتحاد الاوروبي والناجم عن مغادرة 1500 الى 2000 شاب اوروبي الى سوريا للقتال الى جانب الاسلاميين.

القلمون

في القتال بين النظام والمعارضة المسلحة، قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” أمس ان قوات بشار الاسد استردت السيطرة على طريق سريع يربط دمشق بمنطقة الساحل وتحتاج اليه لاخراج مئات الاطنان من المواد الكيماوية السامة من البلاد لتدميرها في الخارج.

وبدأت قوات الأسد حملة في منتصف تشرين الثاني لتأمين الطريق السريع الذي يمر بجبال القلمون على مسافة 50 كيلومتراً تقريباً شمال دمشق ويمتد بمحاذاة الحدود اللبنانية ويستضيف الكثير من القواعد والمواقع العسكرية.

واستعادت قوات الأسد بدعم من ميليشيا “قوات الدفاع الوطني” وعناصر “حزب الله” وميليشيات شيعية عراقية، السيطرة على بلدتي قارة ودير عطية الواقعتين على الطريق السريع من مقاتلي المعارضة وقام بحملات حول بلدة النبك القريبة من الطريق، التي سقطت أمس أيضاً بيدهم.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن “الطريق أصبح مفتوحاً لكنه ليس آمناً”، مضيفاً أنه “ما زال معرضاً لهجوم من جانب مقاتلي المعارضة”.

الكيميائي

في سياق آخر، قال أحمد زمومجو رئيس منظمة الاسحة الكيميائية امس ان من “الصعب” ازالة أخطر الاسلحة الكيماوية من سوريا بشكل كامل بحلول موعد المهلة المحددة لذلك في 31 كانون الاول. لكن رئيس المنظمة المسؤولة عن الاشراف على تدمير الترسانة السورية من الاسلحة الكيماوية قال ان المهلة المحددة لتدمير كل الاسلحة والتي تحل في منتصف عام 2014 واقعية.

وفي سياق متصل، قال ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي امس إن بلاده قد تساعد في توفير وسائل لنقل أسلحة كيمائية سورية الى ميناء اللاذقية لتدميرها في البحر.

وسأل الصحافيون بوجدانوف عما إذا كان بوسع روسيا أن توفر الأمن أو وسائل لنقل الأسلحة إلى اللاذقية حيث من المقرر أن ترسلها سوريا إلى منشأة تدمير عائمة فأجاب “من حيث النقل.. نعم. الأمر محل بحث.”وأضاف “ستوفر السلطات السورية على حد علمي الحماية” لشحنات السلاح.

وصف تدخل حزب الله في سوريا بـ “الكبير والعنيف

الجربا: المجتمع الدولي خذل الشعب السوري

انتقد رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، ما وصفه بـ “التخاذل الدولي” تجاه الشعب السوري، مستغرباً في المقابل كيف أن حزب الله مدرج على قائمة الإرهاب في الغرب، ولا يعامل كإرهابي في سوريا من وجهة النظر الدولية، بحسب ما جاء في حوار أجرته معه صحيفة القبس الكويتية، الثلاثاء.

وصف الأمور على الأرض بـ “المعقدة”، مشيراً إلى أن هناك تداخلات إقليمية، يقابلها دعم روسي لا محدود مع أدوات إيران في المنطقة

وقال الجربا: “الذي جرى على الثورة والشعب السوري لم يجر على أي شعب آخر.. وأبحث عن كلمة أكبر من تخاذل لاستخدامها في هذا المقام”، معتبراً أن المجتمع الدولي يقول ولا يفعل.

وأضاف أن “المجتمع الدولي يدعم حق الشعب السوري في ثورته، ويدين النظام، ويصفه بالمجرم والقاتل والديكتاتور وغير ذلك من المسميات، ولكن على الأرض، أين نصرف هذا الكلام من دون قرار ملزم ضد النظام وآلة الحرب؟!”.

ولفت إلى تدخل حزب الله في سوريا، واصفاً إياه بأنه “كبير وعنيف”. واستشهد بقول أمين عام الحزب حسن نصر الله: “لولا حزب الله لسقطت دمشق”. وقال: “حزب الله مدرج في الغرب وأمريكا على أساس أنه حزب إرهابي، والآن في سوريا.. أليس بإرهابي؟! هذا، ماذا نسميه؟!”.

ووصف الأمور على الأرض بـ “المعقدة”، مشيراً إلى أن هناك تداخلات إقليمية، يقابلها دعم روسي لا محدود مع أدوات إيران في المنطقة، من حزب الله والتطرف العراقي من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك قوى لها علاقة بالنظام، ولكن لها وجه “قاعدي” نسبة الى تنظيم القاعدة، وهي داعش وجبهة النصرة، التي دخلت على المناطق المحرمة.

وأضاف:” هذا التشابك عقّد المسألة في سوريا بشكل كبير، ولا بد ان يكون هناك قرار دولي ملزم لسحب جميع الميليشيات من فوق الأرض، وتقدمنا بطلب لمجلس الأمن، واذا ما حصلنا على القرار أعتقد سيساعد الثوار في الداخل والخارج، اضافة الى المساعدات المالية والعسكرية ستساهم في إنهاء الأزمة السورية”.

استمرار المعارك وقصف مناطق بحلب وحمص

                                            قصف الطيران الحربي السوري اليوم مناطق في ريف حلب وحمص مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، في حين تتواصل اشتباكات عنيفة بين هذه القوات وكتائب المعارضة أعنفها على الطريق الدولي بين حمص ودمشق.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن خمسة أشخاص قتلوا وجرح آخر في قصف للقوات النظامية السورية على بلدة تادف بريف حلب، تلك البلدة التي ظلت على مدى الأيام الماضية -على غرار مدينة الباب القريبة منها- هدفا لغارات مكثفة أدت إلى مقتل قرابة ستين شخصاً معظمهم من المدنيين.

ومع استمرار القصف -الذي شمل أيضا أحياء الأنصارى والزبدية والبستان في حلب الليلة الماضية- رجح ناشطون أن تكون تلك الضربات تمهيداً لمحاولة اقتحام القوات النظامية مناطق في ريف حلب.

وفي حمص أفادت شبكة سوريا مباشر بأن جرحى سقطوا جراء قصف الطيران الحربي عددا من أحياء المدينة.

واستهدفت الغارات بحسب الشبكة حيي وادي السايح وباب هود، في المدينة المحاصرة، أعقبها قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على حي جورة الشياح تسبب بدمار كبير في المباني.

اشتباكات عنيفة

يأتي ذلك في حين تتواصل اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وكتائب المعارضة لليوم الثاني وعلى عدة محاور على الطريق الدولي بين حمص ودمشق.

وتجري هذه الاشتباكات خصوصا قرب مزارع ريما، في منطقة القلمون وقرب بلدة معلولا ومناطق أخرى بريف دمشق، حيث تحشد قوات النظام عناصرها لتأمين سيطرتها على الطريق.

واتهم ناشطون قوات النظام بارتكاب مجزرة جديدة في مدينة النبك التي أعلنت السيطرة عليها، مما يتيح لها تأمين الطريق الإستراتيجي.

وفي ريف دمشق أيضا, جرت اشتباكات قرب معضمية الشام, وكذلك في منطقة المرج وفي المليحة بالغوطة الشرقية، حيث قتل اثنان من الثوار وفقا للمرصد السوري.

وذكر المرصد أيضا أن فصائل معارضة سيطرت أمس على قرية عين عبد بالقنيطرة جنوب دمشق، وقتل وجرح جنود نظاميون اليوم إثر قصف الجيش الحر بالصواريخ مبنيين في مطار دير الزور العسكري، وفقا للمصدر نفسه.

من جانبه قال المركز الإعلامي السوري إن عدة غارات جوية استهدفت أمس بلدتي كفرزيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي. كما قصف الطيران الحربي قرية العقيربات بصواريخ موجهة.

كما استهدف قصف بمدافع الهاون وراجمات الصواريخ أحياء دمشق الجنوبية بينها القدم والعسالي, بينما سجلت إصابات إثر سقوط قذائف هاون على حيي المالكي والصالحية بدمشق.

وقد كشفت إحصائية أعدها الائتلاف الوطني السوري عن مقتل 2885 شخصا في عشرين مجزرة ارتكبها الجيش النظامي بسلاح أبيض.

وقال الائتلاف إن تقريره يستند إلى معلومات من مصادر ومنظمات دولية وشهادات ناجين وناشطين. وانتقد الائتلاف المجتمع الدولي لاكتفائه بالتنديد، دون اتخاذ خطوات عملية لحماية المدنيين.

أوزومجو يأمل ببدء تدمير كيميائي سوريا أواخر يناير

                                            أعرب مدير منظمة حظر الأسلحة الكيمائية أحمد أوزومجو عن أمله بأن تبدأ عمليات تدمير الترسانة الكيميائية السورية قبل نهاية الشهر الجاري، مؤكدا وجود صعوبات في نقل الترسانة السورية الأكثر خطورة إلى خارج البلاد في الموعد المحدد أي  في 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وقال أوزومجو -في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في أوسلو على هامش احتفال تسليم جائزة نوبل للسلام التي منحت لمنظمته هذه السنة- “نأمل في أن نتمكن من بدء عملية التدمير بحلول نهاية يناير/كانون الثاني على متن السفينة الأميركية التي أُعدت لهذا الغرض”.

وفي مؤتمر صحفي عقده أمس الاثنين، قال أوزومجو إنه من الصعب إزالة أخطر الأسلحة الكيميائية من سوريا بشكل كامل بحلول المهلة المحددة لذلك في 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

لكنه أشار في المقابل إلى أن المهلة المحددة لتدمير كافة الأسلحة بأنواعها المختلفة في منتصف العام المقبل، “واقعية”, وأشار إلى أن التدهور الأمني الميداني يعقد عملية نقل الأسلحة إلى مرفأ اللاذقية السوري حيث سيتم إخراجها من البلاد.

خطة المنظمة

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أقرت جميع تفاصيل خطة إتلاف السلاح الكيميائي والتي سيتم بموجبها نقل جميع العناصر الكيميائية من سوريا حتى 15 من فبراير/شباط المقبل، على أن يتم نقل العناصر الأخطر من هذه الترسانة قبل نهاية العام الحالي ليتم تدميرها بحلول أبريل/نيسان المقبل.

وسيتم تدمير المنشآت الخاصة بالسلاح الكيميائي السوري تدريجيا خلال الفترة الممتدة من 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري ولغاية 15 مارس/آذار 2014.

وقد شرعت واشنطن بدراسة إتلاف الكيميائي السوري على متن سفينة أميركية خاصة في المياه الدولية بعد رفض عدة دول إتلافه على أراضيها في إطار مشروع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي عهدت إليها مهمة الإشراف على تدمير هذه الأسلحة السورية بمقتضى اتفاق دولي بوساطة روسية أميركية.

ومن المفترض تدمير 1290 طنا من الأسلحة الكيميائية في الإجمال بحلول نهاية يونيو/حزيران 2014.

وقالت المنظمة في وقت سابق، إن الميناء الذي ستنقل إليه الشحنة لن يكون بالضرورة في منطقة البحر الأبيض المتوسط, وأوضحت أن الجيش السوري سينقل برا حاويات تضم المواد الكيميائية إلى ميناء اللاذقية كي تُشحن خارج سوريا.

نقل الترسانة

وفي أحدث تطور، أعربت موسكو عن استعدادها للمشاركة في إتلاف الترسانة الكيميائية السورية.

وقال ميخائيل بوغدانوف -نائب وزير الخارجية الروسي- أمس الاثنين إن بلاده تبحث مع الولايات المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إمكانية تقديم وسائط ومعدات نقل لاستخدامها في عملية إتلاف السلاح الكيميائي السوري.

ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن بوغدانوف قوله إن روسيا ناقشت هذا الأمر مع الولايات المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وإنه يجري حالياً النظر بمسألة تقديم سفن نقل، وكذلك بحث مسألة الحراسة.

وكانت الدانمارك والنرويج عرضتا رسميا نقل المخزون الكيميائي السوري الذي جمعه مفتشو الأمم المتحدة لنقله خارج سوريا قبيل تدميره على ظهر سفينة “إم في كايب راي” الأميركية, وقدر مسؤول أميركي هذا الأسبوع المواد الكيميائية الخطيرة التي يتعين تدميرها بمئات الأطنان، ستنقل خارج سوريا في مائة وخمسين حاوية تقريبا.

الحر يشكل أول تحالف عسكري تحت اسم “جبهة ثوار سوريا

15 تشكيلاً ولواء انضموا للجبهة مؤكدين أن هدفهم هو إسقاط النظام

العربية نت

 أعلنت تشكيلات وألوية عديدة تابعة للجيش الحر تشكيل جسد موّحد تحت اسم “جبهة ثوار سوريا” ودعت كافة الفصائل الأخرى للانضمام لهذه الجبهة التي ضمت 15 كتيبة ولواء تابعاً للجيش الحر. وبحسب البيان فإن جبهة ثوار سوريا هدفها إسقاط النظام وحماية الأنفس والبلاد.

والألوية والتشكيلات التي انضمت للجبهة هي: المجلس العسكري في محافظة إدلب، وتجمع ألوية وكتائب شهداء سوريا، وتجمع ألوية أحرار الزاوية، وألوية الأنصار، وألوية النصر القادم، والفرقة السابعة والفرقة التاسعة، وكتائب فارق شمال، ولواء ذئاب الغاب، ولواء شهداء إدلب، ولواء أحرار الشمال، وكتائب رياض الصالحين في دمشق، وكتائب فاروق حماة وفوج المهام الخاصة بدمشق.

من جهته أكد العقيد قاسم سعد الدين للعربية أن تشكيل هذه الجبهة جاء لتوحيد كلمة الجيش الحر وجهده، وأن الجبهة موجهة بشكل رئيسي لإسقاط النظام الأسدي.

وقال سعد الدين إن الجبهة ستكون بعيدة عن أي ممارسة تضر بالشعب السوري وثورته، وأشار إلى عدة مواثيق أطلقتها الجبهة أهمها يتعلق بتوحيد الجهود العسكرية ضد الطغيان. ونوه سعد الدين إلى أن هذه الجبهة هي نواة للجيش الوطني المستقبلي.

الائتلاف السوري: 20 مجزرة بيد النظام وميليشيات شيعية

تم قتل 2885 ذبحاً بينهم أكثر من 200 طفل و120 امرأة

دبي- قناة العربية

نشر ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية تقريراً مفصلاً عن 20 مجزرة حدثت في سوريا منذ بداية الثورة، واتهم الائتلاف المعارض فرقا مدربة تضم عناصر من قوات النظام والحرس الثوري الايراني وحزب الله بارتكاب المجازر واستخدام السلاح الأبيض ضد المدنيين.

وقال الائتلاف في بيان إن عشرات آلاف المدنيين قضوا تحت القصف بالصواريخ البالستية والقنابل العنقودية، مضيفاً “لا يموت السوريون هنا بالكيمياوي وحده”، غير أن آلافا آخرين قضوا ذبحا في مجازر استخدم فيها السلاح الأبيض.

التقرير أشار إلى ارتكاب قوات النظام 20 مجزرة ممنهجة في غضون سنتين ونصف من عمر الثورة، قضى خلالها 2885 ذبحاً بينهم أكثر من 200 طفل و120 امرأة.

ارتكبت هذه المجازر من قبل فرق مدربة عرفت باسم فرق الموت، قال الائتلاف إنها تضم عناصر من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، ومن تلك المجازر مجزرة كرم الزيتون في حمص، وقعت في مارس العام الماضي وراح ضحيتها 100 قتيل منهم 45 قتلوا ذبحاً بالسكاكين، حسب الائتلاف المعارض.

عقب كرم الزيتون مجزرة الحولة في ريف حمص في مايو سقط فيها 110 قتلى،

وفي يونيو حدثت مجزرة في القبير وقال الائتلاف إن 92 قتيلاً معظمهم أطفال ونساء وشيوخ قتلوا على أيدي ما باتوا يعرفون بالشبيحة الموالين للنظام.

أما في التريمسة في ريف حماة فتحدث ناشطون عن 220 قتيلاً أعدم عدد كبير منهم إعداماً جماعياً في يوليو.

وفي داريا حدثت مجزرة مروعة قالت مصادر المعارضة آنذاك أن أكثر من 300 قتيلا سقطوا منهم 132 أعدموا ميدانياً بعد اقتحام قوات النظام للمدينة في 25 من أغسطس العام الماضي.

ومن أبرز مجازر العام الحالي تلك التي حدثت في جديدة الفضل في ريف دمشق في شهر أبريل ووثق فيها الناشطون سقوط أكثر من 483 قتيلاً بينهم أطفال ونساء قتلوا حرقاً أو ذبحاً بالسكاكين.

وفي شهر مايو الماضي سقط أكثر من 500 قتيل في مجزرة ارتكبت بحق مدنيين في بانياس حسب الناشطين.

قوات الأسد ترمي بثقلها للسيطرة على يبرود في القلمون

تعد آخر معاقل مقاتلي المعارضة التي يلجأ لها السوريون الفارون من ريفي دمشق وحمص

دبي – قناة العربية

يتعرّض وسط بلدة يبرود السورية لقصف عنيف من قوات النظام المتمركزة في النبك، وذلك بعد سيطرتها على بلدة النبك في القلمون.

وتشكل يبرود آخر معاقل المعارضة السورية في القلمون وهي تقع قبالة بلدة عرسال اللبنانية التي تشكّل ملجأً للنازحين السوريين الفارين من المعارك في ريفي دمشق وحمص.

وأفادت معلومات للمعارضة المسلحة عن بدء قوات النظام قصفاً بالمدفعية الثقيلة يستهدف منطقة ريما ومدينة يبرود، تمهيداً لبدء معركة استعادة السيطرة عليها من يد قوات المعارضة، الى قصف براجمات الصواريخ على مدن وبلدات رنكوس ومعضمية الشام وداريا وعدرا وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية.

وفي حي القابون الدمشقي تندلع حرائق في المنازل جراء استهداف قوات النظام الحي ليلاً بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.

أما في درعا فقد أفاد إعلام المعارضة بقصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مدينتي جاسم وإنخل بريف درعا، وتجدد القصف المدفعي على مدينة الحراك.

وفي حمص تقوم قوات النظام المتواجدة في كتيبة الهندسة وحاجز تل عمري الجديد بقصف عنيف براجمات الصواريخ، بينما قام طيران النظام بشنّ غارات جوية على كفرزيتا وعقيربات في حماة.

فيما نفذ الطيران الحربي عدة غارات جوية على حلب القت خلالها براميل متفجرة على حيي قاضي عسكر وباب الحديد بحلب القديمة وعلى وسط مدينة تادف بريف حلب الشرقي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

معارك بسوريا ومزاعم بقتل “بالسلاح الأبيض

معارك بسوريا ومزاعم بقتل “بالسلاح الأبيض”

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تحاول القوات الحكومية السورية استعادة السيطرة على بلدة يبرود في ريف دمشق، في حين اتهم الائتلاف المعارض، الثلاثاء، الحكومة بقتل نحو 2900 شخص “بالسلاح الأبيض” منذ بدء النزاع.

صعدت القوات الحكومية خلال الساعات الماضية وتيرة القصف على محيط يبرود التي تعد آخر معاقل المعارضة المسلحة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمالي العاصمة دمشق، بعد أن سيطرت على مدينة النبك المجاورة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة الذين تمكنت القوات الحكومية منذ 19 نوفمبر من طردهم من بلدات قارة ودير عطية والنبك، لا يزالون موجودين في بعض القرى الصغيرة في القلمون.

وأضاف أن هذه القرى “لا تشكل نقاط ثقل، بينما يبرود تعتبر معقلا مهما يتحصنون فيه وهي على خط واحد مع قارة ودير عطية والنبك، وإن كانت على مسافة أبعد نسبيا من الطريق العام الدولي بين حمص ودمشق”.

وكان الإعلام الرسمي السوري نقل عن مصدر عسكري أن قوات الجيش “بسطت سيطرتها على مدينة النبك في ريف دمشق بعد سلسلة من العمليات الدقيقة .. وما زالت تلاحق فلول التنظيمات الإرهابية في المزارع المحيطة”.

وتعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية لأنها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال.

“بالسكين”.. قتل “بالسلاح الابيض”

من جهة أخرى، نشر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تقريرا يتهم فيه القوات الحكومية بقتل نحو 2900 شخص “بالسلاح الابيض”، بينهم مئات الأطفال والنساء، منذ اندلاع النزاع الدامي قبل 33 شهرا.

وأشار الائتلاف إلى أن التقرير الذي يحمل عنوان “بالسكين” وصدر في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، “يركز على المجازر المنهجية التي ارتكبتها قوات النظام بالأسلحة البيضاء فقط خلال أكثر من سنتين ونصف من عمر الثورة”.

وكشف التقرير “كيف أن 20 مجزرة على الأقل قضى خلالها 2885 ذبحا”، مشيرا إلى أن من الضحايا “ما يزيد عن 200 طفل و120 امرأة”.

واعتبر الائتلاف أن المسألة تتجاوز “مجرد انتهاكات إلى سلسلة جرائم إبادة جماعية منظمة”، استنادا إلى “مصادر مفتوحة وتقارير لمنظمات دولية وشهادات ناجين، إضافة إلى شهادات النشطاء” المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد.

مساع لتوحيد المعارضة المسلحة

وفي سياق منفصل، قال رئيس الائتلاف، أحمد الجربا، إن هناك جهودا تبذلها المعارضة لتوحيد الفصائل المقاتلة على الأرض، باستثناء المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة.

وأعرب الجربا عن قلق المعارضة من أن يؤدي التقارب الأميركي الإيراني إلى تدعيم الأسد، لاسيما على الصعيد المالي.

وقال الجربا في تصريحات صحفية من الكويت: “هناك جهود لتوحيد المعارضة المسلحة على الأرض خلال هذا الشهر بما فيها تشمل الجبهة الإسلامية. سنلتقي مع كل الأطراف في تركيا إلا مع داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة) وأخواتها مثل جبهة النصرة”.

اختطاف ناشطة حقوقية قرب دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اختطفت جماعة مجهولة أمس الاثنين الناشطة الحقوقية السورية رزان زيتونة التي حازت على جائزة مؤسسة “ابن رشد” للفكر الحر في برلين عام 2012.

وأفرد ناشطون صفحاتهم منذ صباح اليوم، الثلاثاء، لتداول الخبر في عبارات أدانوا فيها مختطفيها.

وقالت عضو الائتلاف السوري المعارض، ريما فليحان، على صفحتها في فيسبوك إن “الجهة المسؤولة عن اختطاف زيتونة يتم التقصي عنها الآن”

وأضافت أن الناشطة رزان كانت تعرضت لتهديدات بالقتل من جهات “نعرفها جيدا”، دون أن تذكر أي معلومات إضافية.

كما أدان المجلس المحلي لمدينة دوما، في ضواحي العاصمة دمشق، خبر اختطاف الناشطة الحقوقية مع فريق عملها في مكتب توثيق الانتهاكات وهم الناشط وائل حمادة، الناشط ناظم الحمادي والناشطة سميرة الخليل.

يذكر أن رزان زيتونة تدير مركزا لتوثيق الانتهاكات في سوريا من كافة الأطراف المقاتلة على الأراضي السورية.

الائتلاف: لهذه الأسباب صنع الأسد “داعش

الكويت (CNN)– قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، إن جماعة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا هي من صنع نظام بشار الأسد وتهدف لتشويه صورة الثورة السورية.

واضاف الجربا كلمة ألقاها أمام اجتماع مجلس التعاون الخليجي، الثلاثاء في العاصمة الكويتية: “إن عجز  النظام عن إظهار الثورة كحالة عمالة للاحتلال الإسرائيلي أو عملية أمريكية مأجورة، أو حالةً خليجية مفتعلة، دفعه لإخراج جماعات متطرفة تحت رعايته فأخرج من أخرج من السجون، وسلح من سلح منهم.”

واضاف: “ممارسات النظام تجاه الشعب السوري عبقرية إجرامية، يسعى من خلالها إلى استحضار أسوء ما في التاريخ وتوظيفه بأقذر الأساليب من خلال الارتزاق الطائفي، واستثمار الحقد المتواجد عند ميليشيا حزب الله الإرهابي وأبو الفضل العباس وغيرها من الميليشيات الطائفية الأخرى.”

واشار الجربا إلى أن “المشاركة في جنيف2 لا تعني بأننا ذاهبون إلى ندوة سياسية مع مجموعة من النظام، بل تعني لنا بوضوح أننا ذاهبون لتخليص بلدنا من الدمار والإجرام والحصول على الدولة السورية، واستقلال القرار الوطني، فنعم لجنيف2 وفق الأسس والمعطيات التي حددناها في رؤية الائتلاف الوطني، والتي حددناها في لقاء لندن الأخير، أي وفقا لمؤتمر جنيف الأول.”

مسؤول فاتيكاني: نأمل من جنيف2 ضمان سلامة الاراضي السورية في بلد يتسع للجميع

الفاتيكان (10 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن مسؤول فاتيكاني الثلاثاء عن الامل بأن يخرج مؤتمر جنيف2 الخاص بالأزمة السورية بضمانات حيال سلامة ووحدة الاراضي السورية في بلد يتسع للجميع، بمن فيهم الاقليات المسيحية

وقال رئيس المجلس الحبري، الكاردينال روبرت سارا لصحيفة أوسيرفاتوري رومانو، لسان حال الفاتيكان إن الكنيسة تأمل من المؤتمر الدولي، الذي سيلتئم في جنيف في الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير المقبل “ضمان سلامة الاراضي السورية مع اليقين على وجود متسع للجميع في سورية الغد، خاصة بالنسبة للاقليات بما في ذلك طوائفنا المسيحية”، على حد وصفه

وأشار الكاردينال سارا، العائد من زيارة إلى لبنان، إلى أنه “تلمس هناك مختلف الأوضاع بشأن تطورات مأساة الشعب السوري”. وذكر أن “الكنيسة والأب المقدس يتابعون ومنذ البداية تطورات الأزمة السورية ويعملون على تقديم المساعدات الانسانية ومن أجل إحلال السلام” هناك

وأبدى رئيس المجلس الحبري “الامل بأن تسمح جميع أطراف النزاع، إبتغاء للمصلحة العامة وفي أسرع وقت ممكن، بإنهاء جميع أعمال العنف لصالح سلام دائم ومتوافق عليه

مؤسسة إغاثية: أكثر من عشرة آلاف طفل محاصرين بمخيم اليرموك قرب دمشق يموتون جوعاً

روما (10 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت مؤسسة تعنى بالشؤون الإنسانية والإغاثية في سورية عن وجود أكثر من عشرة آلاف طفل محاصر في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق يعاني معظمهم من أوضاع صحية وإنسانية سيئة للغاية، وناشدت أطراف الصراع بتحييد الأطفال، ومنهم السوريين والفلسطينيين، والسماح لهم بالخروج أو تأمين طعام لهم

ووجّهت مؤسسة جفرا للإغاثة والتنمية الشبابية نداءاً قالت إنه “قد يكون الأخير” حول الوضع الإنساني في المخيم، مشيرة إلى تواجد “أكثر من عشرة آلاف طفل تحت سن الخامسة عشر عاماً” فيه، ومؤكدة أن معظمهم يعاني من حالات فقر دم وسوء تغذية حاد نتيجة انعدام وجود المواد الغذائية الأساسية وغير الأساسية منذ أكثر من الأسبوع وانقطاع دخول أي مواد غذائية أو طبية منذ ما يزيد على الأربعة مضت وسبب ذلك ظهور حالات تسمم والتهاب أمعاء خطيرة وتناول مواد غير صالحة للاستهلاك البشري أو سلوك غذائي جداً فظهرت خلال الأيام الأخيرة حالات لم يسجل لها مثيل سابقاً ستتسبب بالضرورة إلى تضاعف حالات الوفيات وبشكل مطرد مع مرور الوقت”

وناشدت المؤسسة التي تعنى بالتخفيف من وطأة المعاناة في حالات الأزمات والكوارث وتقديم خدماتها إلى الفلسطينيين والسوريين المقيمين في المخيمات الفلسطينية في سورية، كافة الجهات المعنية وأطراف الصراع والمنظمات الإنسانية والدينية والحقوقية بـ”التدخل العاجل من أجل تحييد وتخليص هؤلاء الأطفال على الأقل من آثار الصراع المستمر في سورية، ولإدخال المواد الغذائية الضرورية بشكل إسعافي وفوري لإنقاذهم قبل فوات الأوان”، مشيرة إلى أن كل ساعة تمر “تعني حالة وفاة نتيجة الجوع”.

وتحاصر قوات النظام المخيم المذكور منذ نحو العام وتشترط خروج مسلحي المعارضة منه كشرط لفك الحصار عنه

سورية: اختطاف ناشطة حقوقية بارزة بريف دمشق

روما (10 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن المجلس المحلي لمدينة دوما في ريف دمشق اليوم الثلاثاء عن اختطاف الناشطة الحقوقية البارزة رزان زيتونة مع فريق عملها في مكتب “توثيق الانتهاكات” في سورية

وشجب المجلس اختطاف زيتونة ورفاقها، ووصف الاختطاف بأنه “عمل مشابه لممارسات النظام”، واعتبر ما حصل “عملاً جباناً”، لكنّه لم يوجّه أصابع الاتهام لأي طرف سوري بشكل مباشر بما فيه النظام

وناشد المركز كافة الكتائب الثورية المسلحة والناشطين في ريف دمشق العمل على متابعة هذه القضية، معتبرين عملية الاختطاف “وصمة عار في جبين دوما الحرة”

يذكر أن زيتونة التي اختطفت في اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف اليوم معروفة بمعارضتها للنظام وتعمل كمديرة لمركز توثيق الانتهاكات في سورية

المعارضة السورية تطلب من دول الخليج إنشاء صندوق لاغاثة اللاجئين تحت اشراف الإئتلاف المعارض

الكويت (رويترز) – طلب رئيس الإئتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا يوم الثلاثاء من دول مجلس التعاون الخليجي إنشاء صندوق لإغاثة الشعب السوري يكون تحت إشراف وإدارة الإئتلاف المعارض.

وقال الجربا في كلمة أمام قمة دول مجلس التعاون الخليجي “وأول الغيث دعم صمود شعبنا بصندوق إغاثة يرفع راية مواجهتنا ويعلي خيار شعبنا وهذا يكون بإشراف وإدارة الإئتلاف الوطني (السوري المعارض).”

مجهولون يخطفون اربعة ناشطين بينهم رزان زيتونة في ريف دمشق

بيروت (ا ف ب)

خطف مجهولون اربعة ناشطين سوريين بينهم رزان زيتونة اليوم الثلاثاء من مركز حقوقي يعملون فيه في ريف دمشق، بحسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان.

وجاء في البيان “صباح اليوم العاشر من كانون الأول/ديسمبر، قام مجهولون باقتحام مقر عمل فريق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا في منطقة دوما في الغوطة الشرقية المحاصرة، وتم اعتقال كل من الزملاء الناشطة رزان زيتونة والناشط وائل حمادة والناشطة سميرة الخليل والناشط ناظم الحمادي”.

ودانت اللجان “هذا العمل ومرتكبيه” وحملتهم “المسؤولية المباشرة عن أي أذى قد يلحق” بالناشطين المخطوفين. وطالبت “بالكشف عن مصيرهم وإعادتهم إلى مكان عملهم فورا ومن دون شروط”.

وتسلمت رزان زيتونة في تشرين الاول/اكتوبر 2011 جائزة ساخاروف لحقوق الانسان التي يقدمها الاتحاد الاوروبي عن نشاطها في توثيق انتهاكات نظام الرئيس السوري بشار الاسد في مجال حقوق الانسان.

ولدت رزان زيتونة في 29 نيسان/أبريل 1977، وهي محامية وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان ومعارضة للنظام السوري منذ ما قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية في منتصف آذار/مارس 2011.

وتتعاون منذ بدء الانتفاضة مع لجان التنسيق لتوثيق انتهاكات النظام السوري. وتنشط اللجان على الارض وكانت في بداية النزاع العسكري الاكثر تشددا في رفض عسكرة “الثورة”.

ولم تعرف الجهة التي اقدمت على خطفها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى