أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 09 أيلول 2011

المعارضة السورية تطلب نشر مراقبين عشية «جمعة الحماية الدولية»

دمشق، موسكو، لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب – دعا معارضون سوريون إلى التظاهر اليوم في «جمعة الحماية الدولية»، وطالبوا بنشر مراقبين دوليين «لحماية المدنيين». وقتلت قوات الأمن أمس ثلاثة جنود منشقين خلال حصارها بلدة في منطقة جبل الزاوية (شمال غربي سورية)، فيما أعلنت موسكو أنها تسعى إلى وساطة بين النظام السوري ومعارضيه لإنهاء الأزمة.

ونشرت «الهيئة العامة للثورة السورية» التي تضم جماعات معارضة، خصوصاً لجان تنسيق الانتفاضة في المدن والبلدات، بياناً أمس بعنوان «طلب الحماية الدولية للمدنيين السوريين»، طالبت فيه «المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها فرض حماية للمدنيين وفق ما نصّت عليه قوانين ومواثيق الأمم المتحدة ذات الصلة».

وقال الناطق باسم الهيئة أحمد الخطيب إن المعارضة «تطالب بإرسال مراقبين دوليين كخطوة أولى، وإذا رفض النظام فإنه سيفتح الباب أمام تحركات أخرى مثل فرض منطقة حظر طيران أو حظر استخدام الدبابات».

وأشار البيان إلى أن النظام «قابل ثورتنا السلمية بالقتل والقمع والاعتقال والتهجير، وارتكاب المجازر حتى وصل عدد الشهداء إلى أكثر من ثلاثة آلاف شهيد، وتجاوز عدد المعتقلين عشرات الآلاف، إضافة إلى آلاف المفقودين وآلاف المهجَّرين من جميع أرجاء سورية»، كما «لم يتوانَ عن توريط الجيش واستخدام الأسلحة الثقيلة في عمليات القمع والقتل».

ورأى أن «هذا الواقع الأليم يفرض على الأشقاء العرب والمسلمين وعلى المجتمع الدولي أن يكونوا على مستوى المسؤولية تجاه جرائم ضد الإنسانية تمارس كل يوم بحق المدنيين العزل… ومع أننا لا نسعى إلى التدخل العسكري العربي أو الدولي على الاراضي السورية، ونرفض الوصاية من أي طرف كان، لكننا نحمل النظام المسؤولية المباشرة لأي تدخل قد يحصل بسبب تعنته وإصراره على القتل بدم بارد وارتكاب المجازر بحق المدنين العزل والمتطلعين للحرية والكرامة والديموقراطية والمساواة».

في غضون ذلك، أعلن المبعوث الرئاسي الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل مارغيلوف أن موسكو تأمل في قيادة وساطة بين الحكومة السورية والمعارضة لحل الأزمة، مقللاً من احتمال سقوط الرئيس الأسد رغم الانتفاضة الشعبية، عشية استقباله وفداً من المعارضة السورية اليوم في موسكو، قبل أن يلتقي مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان الاثنين.

وأشار مارغيلوف في تصريحات أمس، إلى أن روسيا تعرقل قرار إدانة سورية في مجلس الأمن أملاً في الحصول على دعم لمشروع قرار أخف لهجة قدمته. وأضاف أن «فرصة التسوية السياسية لا تزال قائمة… نحاول التقريب بين الطرفين، المعارضة والحكومة. مازلنا نأمل بأن يكون ممكناً إيجاد آلية للتلاقي بينهما».

وأضاف أن «الأسد زعيم علماني شاب تلقى تعليماً جيداً وعقله متفتح… نعتقد أن لديه فرصة لتحديث بلاده إذا أصبحت الطبقة الحاكمة أكثر انفتاحاً وتقبلاً للأفكار الجديدة وتفاعلاً مع الأطياف الأخرى من السوريين». وحذر من أن الديموقراطية في المنطقة قد تأتي بالإسلاميين، قائلاً: «يجب ألا ننسى أنه عندما تنتقل مجتمعات على نمط العصور الوسطى، كغالبية الدول العربية اليوم، إلى الديموقراطية على الطريقة الغربية، فإننا يجب أن نكون حذرين للغاية».

ميدانياً، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «ثلاثة عسكريين منشقين قتلوا واعتقل اثنان آخران أثناء وجودهم في منزل شقيق المقدم المنشق حسين هرموش أثناء العملية الأمنية التي قامت بها قوات الأمن مدعمة بقوات عسكرية في جبل الزاوية». وأفاد أن «قوات عسكرية وأمنية تضم 7 آليات عسكرية مدرعة و10 سيارات أمن رباعية الدفع اقتحمت قرية ابلين صباح (أمس) بحثاً عن مطلوبين». وأشار إلى «سماع صوت إطلاق رصاص كثيف ترافق مع عملية الاقتحام إضافة إلى صوت قصف الرشاشات الثقيلة».

وكان المقدم حسين هرموش أعلن في بداية حزيران (يونيو) الماضي انشقاقه هو وعناصره عن الجيش السوري عبر شريط مصور بثته مواقع إلكترونية وقنوات فضائية عدة بسبب «رفضه قتل المدنيين العزل»، معلناً تشكيل «لواء الضباط الأحرار».

لكن وكالة الأنباء الرسمية «سانا» نقلت عن مصدر عسكري ان «قوة أمنية» نفذت أمس «عملية نوعية» في قرية ابلين في جبل الزاوية، أسفرت عن «إلقاء القبض على عدد من أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين وسقط عدد آخر من أفراد تلك المجموعات الإرهابية بين قتيل وجريح وتم العثور على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والبزات العسكرية». وزادت أن العملية «أدت الى سقوط ثلاثة من عناصر القوة الأمنية وجرح ثلاثة آخرين».

المعارضة السورية تُطالب بحماية دولية إنسانية

ميدفيديف: إرهابيون موجودون في صفوفها

قتل ثلاثة جنود سوريين منشقين خلال عملية أمنية في منطقة جبل الزاوية، اعتبرتها السلطات نوعية، غداة مقتل 31 شخصا بينهم 29 في حمص في عمليات امنية موازية، مع دعوة ناشطين الى التظاهر اليوم في “جمعة الحماية الدولية”.

وناشدت “الهيئة العامة للثورة السورية”، وهي كتلة تضم مجموعات عدة للناشطين السوريين، المجتمع الدولي ارسال مراقبين في مجال حقوق الانسان للمساعدة في وقف الهجمات العسكرية على المدنيين في اطار حملة دامية على الاحتجاجات الشعبية في البلاد. وقال الناطق باسمها احمد الخطيب ان الدعوة الى تدخل خارجي مسألة حساسة قد يستخدمها النظام لاتهام معارضيه بالخيانة. واضاف ان المعارضين السوريين يطالبون بارسال مراقبين دوليين خطوة اولى. واوضح انه اذا رفض النظام، فانه سيفتح الباب امام تحركات اخرى مثل فرض منطقة حظر طيران او حظر استخدام الدبابات.

ميدفيديف

* في باريس، صرح الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في مقابلة مع شبكة “اورونيوز” الاخبارية التي تتخذ فرنسا مقراً لها: “اعتقد انه اذا قررنا توجيه رسالة قاسية الى سوريا، فسيتعين علينا ان نفعل ذلك حيال المعارضة. ان الذين يرددون شعارات مناهضة للحكومة هم اناس متنوعون. ان البعض منهم هم، بوضوح، متطرفون. حتى ان في الامكان وصف آخرين بانهم ارهابيون… صحيح، نعترف بأن مشاكل تحصل في سوريا. اننا نعي الاستخدام غير المتكافئ للقوة، وندرك العدد الكبير من الضحايا، وهذا أمر نستنكره”.

وقال: “اننا على استعداد لدعم مختلف التوجهات، ولكن ينبغي الا تكون قائمة على ادانة احادية لاعمال الحكومة والرئيس بشار الاسد. ان مصلحة روسيا من أجل مثل هذا الحل تكمن ايضا في ان سوريا بلد صديق نقيم معه علاقات اقتصادية وسياسية جمة”.

وساطة روسية

في غضون ذلك، كشف المبعوث الروسي الى شمال افريقيا والشرق الاوسط ميخائيل مارغيلوف انه يعتزم الاجتماع مع ممثلين للحكومة السورية والمعارضة للمساعدة في صوغ تسوية سياسية تؤمن بقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة.

لكن وزارة الخارجية الروسية أفادت انها لن تلتقي وفداً من المعارضة السورية موجوداً حاليا في موسكو.

وابلغ مارغيلوف الصحافيين على هامش مشاركته في منتدى عن السياسة الدولية في مدينة ياروسلافل الروسية، انه يحاول اقناع الجانبين بأن فرصة الحوار لم تفت بعد. واكد ان موسكو مستمرة في دعم الاسد على رغم القمع الدامي للتظاهرات المطالبة باسقاطه. وحذر الغرب من ان اطاحة زعيم علماني آخر في الشرق الاوسط قد تكون لها عواقب وخيمة.

ولاحظ ان الاسد “شاب، مثقف، ومنفتح ذهنيا، ونعتقد ان لديه فرصة لتحديث بلده اذا ما انفتحت الطبقة الحاكمة في سوريا ذهنيا، وصارت اكثر تقبلاً لافكار جديدة”.

وأعلن انه سيلتقي اليوم ممثلين للمعارضة السورية في موسكو، على ان يجتمع الاثنين مع المستشارة الرئاسية السورية بثنية شعبان التي ستزور روسيا.

وأقر بأن سوريا مشتر مهم للاسلحة الروسية، لكن موسكو تتحرك في اطار مصالح سياسية أوسع. واشار الى اطاحة الرئيس العراقي السابق صدام حسين “الذي كان القوة الوحيدة الموازنة لايران”، وكذلك الى اطاحة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.

وحذر من ان محاولات الغرب لتحقيق الديموقراطية في الشرق الاوسط، قد توصل قوى الاسلام الراديكالي الى السلطة، مذكراً بالجزائر والاراضي الفلسطينية. وقال: “يجب ألا ننسى انه عندما نتحول من مجتمعات على شاكلة القرون الوسطى – كما هو حال الكثير من الدول العربية اليوم – الى ديموقراطية على الطراز الغربي، يجب ان نكون حذرين”.

ولاحظ ان الموظفين في وزارة الخارجية للدول الغربية ووكالات الاستخبارات، يذكرونه بزملائه السابقين في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا. ثم قال: “في الشرق الاوسط لا تزال هناك مجتمعات تقليدية جدا… وعند التعامل مع المجتمعات التقليدية يجب ان تعرف التاريخ بشكل افضل”.

أ ب، و ص ف

سورية: بشار يصدر مرسوما سريا لـ’التعبئة العامة’ ويعد لعملية عسكرية واسعة تحت اسم ‘بيرق الأسد

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: قالت تقارير صحافية سورية أمس الخميس ان القيادة السورية اتخذت قراراً حاسماً لشن عملية عسكرية واسعة النطاق خلال الأيام المقبلة في عدد من المناطق في الداخل السوري. ووفق تلك التقارير فإن هدف هذه العملية يندرج في إطار ما سمته ‘القضاء على التمرد المسلح الذي أعلنته التنظيمات الإرهابية ضد المواطنين المدنيين وعناصر الجيش وقوى الأمن منذ عدة شهور’.

وحسب ما ورد في هذه التقارير فإن العملية العسكرية المرتقبة ستحمل اسم ‘بيرق الأسد’، في إشارة ربما الى قوة النظام السوري على المستوى اللوجستي والسياسي.

وفي السياق ذاته نقل موقع ‘سيريانديز’ الإلكتروني في سورية عن مصادر واسعة الإطلاع قولها ان الأجهزة السورية المختصة تعتزم البدء بعملية نوعية أُطلق عليها اسم ‘بيرق الأسد’ خلال الأيام القليلة القادمة، وهي العملية الحاسمة للقضاء على ‘عناصر الإرهاب’ في البلاد وفق تعبير الموقع، مضيفاً أن ‘هدف العملية تمشيط وتطهير وقضاء نهائي على ‘الإرهاب’ المنظم التي تشهده بعض المناطق السورية منذ فترة ليست بالقصيرة، وأن هذه العملية ستبدأ من مدينة عامودا وجبل الزاوية شمالاً وستمتد لتشمل قرى على الحدود الأردنية مع التركيز على الحدود اللبنانية والقرى المشتركة التي باتت مكمناً لـ’الإرهابيين’ ومركزاً لشن هجماتهم العدوانية’.

وزاد الموقع ذاته أن تلك العملية ستوثق بالصوت والصورة وسيرافقها إعلام حربي نوعي كتوثيق للعمليات الأمنية التي سيتم عرضها لاحقاً للرأي العام المحلي والدولي.

وفي المقابل يتخوف حقوقيون وناشطون من أن تجري هذه العملية تحت مسمى القضاء على’ المجموعات المسلحة’ في حين تكون الغاية الأساسية منها هو القضاء النهائي على مراكز الاحتجاج الشعبي ضد النظام السوري لا سيما في المناطق التي تستمر فيها المظاهرات وفي مقدمتها أحياء واسعة من مدينة حمص.

جاء ذلك بينما أصدر الرئيس السوري مرسوماً تشريعياً يتعلق بما يسمى ‘التعبئة العامة’ دون أن يعني ذلك أنه (الأسد) قد أعلن حالة التعبئة العامة. وأوضح المرسوم أن التعبئة هي تحويل البلاد بشكل عام والقوات المسلحة بشكل خاص من زمن السلم إلى زمن الحرب استعداداً للدفاع عن سيادة الوطن ومواجهة الأخطار الداخلية والخارجية بما فيها الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، ووضع جميع مواد البلاد البشرية والمادية في خدمة المجهود الحربي وفقاً لمقتضيات مصلحة البلاد.

وحسب موقع ‘الاقتصادي’ السوري، الذي نشر الخبر قبل وكالة (سانا) للانباء، حدد المرسوم مهام السلطات التشريعية والتنفيذية في مجال إعداد التعبئة وتنفيذها، وكذلك واجبات المؤسسات والشركات والمواطنين في مجال إعداد التعبئة وتنفيذها، ومهام أجهزة السلطة التنفيذية وأجهزة الإدارة المحلية في المحافظات والمناطق والنواحي والبلدات في مجال التعبئة.

كما ألزم المرسوم الحكومة السورية بتزويد الجيش والقوات المسلحة بالوسائط المادية ومصادر الطاقة والخدمات الأخرى وفقاً لمتطلبات التعبئة، وكذلك تنظيم

وإعداد الخطط اللازمة لتحويل أجهزة الدولة واقتصادها على مختلف المستويات لصالح التعبئة.

كما بين المرسوم أنه سيتم استدعاء المواطنين إلى الخدمة العسكرية الاحتياطية عند إعلان التعبئة وفقاً لهذا المرسوم التشريعي ولقانون خدمة العلم النافذ في الجمهورية العربية السورية.

وحدد المرسوم حالات إعلان التعبئة عند وقوع الحرب بين سورية ودولة أو أكثر أو التهديد بوقوعها، وكذلك عند توتر العلاقات الإقليمية والدولية، وعند حدوث اضطرابات داخلية تهدد أمن الوطن، وعند مواجهة الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية.

ويأتي هذا المرسوم لينظم مسألة التعبئة العامة في سورية رغم النفي المتكرر من قبل مسؤولين عسكريين وسياسيين غربيين نية حلف شمال الأطلسي توجيه ضربة

عسكرية لسورية على خلفية ما تسميه الدول الغربية ‘القمع الدموي’ للمحتجين في سورية من قبل النظام وأجهزته الأمنية.

محتجون سوريون يطلبون مساعدة أجنبية ومزيد من العنف يلوح في الافق

عمان- (رويترز): أقدم معارضو الرئيس السوري بشار الأسد على خطوة تعتبر من المحظورات وطلبوا مساعدة أجنبية لوقف قتل المدنيين قبل صلاة الجمعة التي شهدت دوما عمليات إراقة للدماء خلال ستة أشهر من الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.

وأشارت تركيا جارة سوريا القوية إلى أن صبرها بدأ ينفد مع عدم احراز تقدم في اقناع الاسد بوقف الحملات العسكرية لسحق الانتفاضة الشعبية التي قالت جماعة حقوقية محلية انها أودت بحياة أكثر من 3000 مدني.

وفي أول دعوة مباشرة من جانب المعارضة للتدخل الاجنبي ناشدت هيئة سرية للمعارضة السورية المجتمع الدولي الخميس إرسال مراقبين في مجال حقوق الانسان للمساعدة في وقف الهجمات العسكرية على المدنيين في إطار حملة دامية ضد الاحتجاجات الشعبية في البلاد.

 وقالت الهيئة العامة للثورة السورية وهي كتلة تضم عدة مجموعات للنشطاء السوريين إن زيادة عدد القتلى بين المتظاهرين في الاونة الاخيرة ومنذ بدء الاحتجاجات قبل قرابة ستة أشهر أقنعت العديد من السوريين الذين كانوا يحجمون عن ذلك من قبل بالحاجة الى طلب مساعدة من الخارج.

وقال المتحدث أحمد الخطيب لرويترز الخميس إن الدعوة لتدخل خارجي قضية حساسة قد يستخدمها النظام لاتهام معارضيه بالخيانة وأضاف أن المعارضين السوريين يطالبون بإرسال مراقبين دوليين كخطوة أولى.

وأوضح أنه إذا رفض النظام فإنه سيفتح الباب أمام تحركات أخرى مثل فرض منطقة حظر طيران أو حظر استخدام الدبابات.

وجاءت هذه الدعوة في الوقت الذي اعتقلت فيه القوات السورية العشرات خلال مداهمات من منزل الى منزل في مدينة حمص بوسط سوريا في اعقاب عمليات عسكرية قال نشطاء إنها قتلت 27 مدنيا على الاقل يوم الأربعاء.

وقال سكان ان الهجوم تركز على الاحياء القديمة التي تشهد مظاهرات يومية تطالب بتنحي الرئيس السوري. وتحدث نشطون وسكان أيضا عن مزيد من الانشقاقات في صفوف الجيش السوري.

ومع الاستحالة الفعلية للتجمعات الحاشدة في معظم انحاء البلاد التي تخضع لقبضة أمنية مشددة ومع انتشار قوات الجيش والميليشيا الموالية للاسد في العديد من المدن والبلدات توفر صلاة الجمعة دوما فرصة للحشود للتجمع بأعداد كبيرة.

ويردد المتظاهرون السوريون هتافات يطالبون فيها بالحماية الدولية لكن لم تظهر بادرة في الغرب تشير إلى رغبته في تكرار الغارات التي يشنها حلف شمال الاطلسي في ليبيا والتي لعبت دورا أساسيا في سقوط الزعيم السابق معمر القذافي.

ولم تقترح أي دولة هذا النوع من التدخل في سوريا مثل صدور تفويض من الامم المتحدة لحماية المدنيين.

وشن الجيش السوري الشهر الماضي حملات على مدن منها حلب ودير الزور واللاذقية.

وقال الاسد (45 عاما) مرارا انه يواجه مؤامرة أجنبية لتقسيم سوريا. وتلقي السلطات باللائمة على جماعات متشددة مسلحة في اراقة الدماء وتقول ان 500 شرطي وجندي من الجيش قتلوا وانه تم نشر الجيش لحماية المواطنين من الارهابيين.

لكن هذا المنطق لم يقنع الغرب ولا تركيا التي دعمت يوما الاسد بقوة.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة مع قناة الجزيرة امس الخميس موجها حديثه الى الرئيس السوري “السيد الاسد كيف تقول انك تقتل الارهابيين بينما انت في الواقع تقصف اللاذقية من البحر وتصيب أهدافا مدنية.”

وأضاف “نحن نتحرك بصبر الان. لكن بعد التشاور سنعطي كلمتنا النهائية التي تشير الى مخرج من النفق لاننا لم نكن نحن من وضعنا الاسد على هذا الطريق المسدود. لقد كان هو ومن حوله هم الذين ادخلوه الى هذا الطريق المسدود.”

ولمحت روسيا التي لديها قاعدة بحرية في سوريا الى استعدادها لمناقشة قرار للامم المتحدة بشأن سوريا لكنها قالت انها لن تؤيد قرارا يختص بالنقد حكومة سوريا.

وأشار الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في تصريحات نشرت اليوم الجمعة إلى أن روسيا لا تمانع في مناقشة مشروع قرار محتمل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا لكنها لن تؤيد قرارا يستهدف بالنقد الحكومة وحدها.

وتقاوم روسيا التي وصفها ميدفيديف بانها “صديق حميم” لسوريا جهود الغرب لفرض عقوبات للامم المتحدة على الأسد.

وقال ميدفيديف في تصريحاته المنشورة لتلفزيون يورونيوز “نحن مستعدون لمساندة مفاتحات مختلفة ولكنها يجب ألا تقوم على إدانات منحازة لأفعال … الحكومة والرئيس الاسد.”

واضاف قوله “يجب ان ترسل إشارة قاطعة إلى كل الأطراف المتصارعة مؤداها انه يجب عليهم أن يجلسوا إلى مائدة التفاوض وان يتفقوا وأن يوقفوا إراقة الدماء.”

وأذيعت المقابلة قبل فورة من النشاط الدبلوماسي الروسي المتصل بسوريا.

ومن المقرر ان يلتقي ميخائيل مارجيلوف مبعوث الكرملين الى المنطقة مع شخصيات من المعارضة السورية في موسكو الجمعة ويجري محادثات مع بثينة شعبان مستشارة الأسد يوم الاثنين قبل ان يبدأ جولة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا الأسبوع المقبل تتضمن محادثات بشأن سوريا.

ميدفيديف: روسيا لن تؤيد قرارا يختص بالنقد حكومة سوريا

موسكو- (رويترز): أشار الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في تصريحات نشرت الجمعة إلى أن روسيا لا تمانع في مناقشة مشروع قرار محتمل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا لكنها لن تؤيد قرارا يستهدف بالنقد الحكومة وحدها.

وتقاوم روسيا التي وصفها ميدفيديف بانها “صديق حميم” لسوريا جهود الغرب لفرض عقوبات للامم المتحدة على الرئيس بشار الأسد بسبب الحملة التي تشنها حكومته منذ ستة أشهر على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.

وقال ميدفيديف في تصريحاته المنشورة لتلفزيون يورونيوز “نحن مستعدون لمساندة مفاتحات مختلفة ولكنها يجب ألا تقوم على إدانات منحازة لأفعال… الحكومة والرئيس الاسد”.

واضاف قوله “يجب ان ترسل إشارة قاطعة إلى كل الأطراف المتصارعة مؤداها انه يجب عليهم أن يجلسوا إلى مائدة التفاوض وان يتفقوا وأن يوقفوا إراقة الدماء”.

وأذيعت المقابلة قبل فورة من النشاط الدبلوماسي الروسي المتصل بسوريا. ومن المقرر أن يلتقي ميخائيل مارجيلوف مبعوث الكرملين الى المنطقة مع شخصيات من المعارضة السورية في موسكو اليوم الجمعة ويجري محادثات مع بثينة شعبان مستشارة الأسد يوم الاثنين قبل ان يبدأ جولة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا الأسبوع المقبل تتضمن محادثات بشأن سوريا.

وتشير تصريحات ميدفيديف إلى أن موسكو ستحاول اقناع الاطراف السورية بالعمل من أجل تسوية وسط وتضغط على الدول الغربية لتخفيف مشروع قرار يدعو إلى فرض عقوبات على الاسد وبعض أقاربه ومعاونيه.

وبعد توزيع الدول الغربية مشروع القرار اواخر الشهر الماضي اقترحت روسيا قرارا منافسا لا يدعو الى فرض عقوبات أو أي اجراءات عقابية.

وكرر المشروع الروسي دعوات الكرملين للسلطات السورية للاسراع بتنفيذ ما وعدت به من إصلاحات وللمعارضة أن تدخل في حوار مع الحكومة.

وقال مارجيلوف ان موسكو تعارض مشروع القرار الغربي وتأمل ان تحشد التأييد لاقتراحها.

وفي المقابلة قال ميدفيديف ان روسيا تشعر بالقلق من “الاستخدام غير المتناسب للقوة والعدد الكبير للضحايا” وانه أوضح ذلك للأسد في مناقشات خاصة.

واستدرك بقوله “لكننا نعتقد ان تلك القرارات التي نتبناها لترسل رسالة شديدة اللهجة… إلى القيادة السورية يجب ان توجه إلى الجانبين”.

وأضاف قوله “من يرفعون شعارات مناهضة للحكومة ليسوا أنصارا لديمقراطية أوروبية منقحة لكنهم أناس مختلفون. وبعضهم بصراحة متطرفون والبعض قد يمكن تسميتهم ارهابيين”.

وتلقي السلطات السورية اللوم على من تسميهم ارهابيين في إراقة الدماء وتقول ان مئامن افراد قوات الأمن كانوا بين القتلى. وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 2200 مدني قتلوا منذ بدء الحملة على الاحتجاجات في مارس آذار الماضي.

عشرات القتلى بنيران القوات السورية ونشطاء يطلبون حماية دولية

نيقوسيا ـ عمان ـ ا ف ب ـ د ب ا ـ رويترز: قتل ثلاثة جنود منشقين خلال عملية امنية الخميس في منطقة جبل الزاوية (شمال غرب سورية) غداة مقتل 31 شخصا بينهم 29 شخصا في حمص (وسط) في عمليات امنية موازية، فيما دعا ناشطون الى التظاهر اليوم في يوم ‘جمعة الحماية الدولية’.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان ‘ثلاثة عسكريين منشقين قتلوا واعتقل اثنان اخران اثناء وجودهم في منزل شقيق الضابط المقدم المنشق حسين هرموش اثناء العملية الامنية التي قامت بها القوات الامنية مدعمة بقوات عسكرية في جبل الزاوية’صباح امس.

واكد ناشط حقوقي ان 8 اشخاص توفوا فجر الخميس في حمص (وسط) متأثرين بجراح اصيبوا بها الاربعاء عندما اطلق عليهم رجال الامن النار مما يرفع حصيلة قتلى العمليات الامنية ليوم الاربعاء في سورية الى 31 قتيلا.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ‘يرتفع بذلك عدد قتلى يوم امس الذين قضوا اثناء عمليات المداهمة التي قامت بها قوات الامن الى 31 قتيلا بينهم 29 في حمص وشخصان في سرمين’ الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب).

ويأتي ذلك فيما تواصل القوات الامنية معززة بقوات عسكرية العمليات الامنية حيث اشار المرصد الى ان ‘قوات عسكرية وامنية تضم 7 اليات عسكرية مدرعة و10 سيارات امن رباعية الدفع اقتحمت قرية ابلين الواقعة في جبل الزاوية صباح الخميس بحثا عن مطلوبين للسلطات الامنية’.

من جانبها، اعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) مساء الاربعاء ان ثمانية من رجال الشرطة وقوات الامن قتلوا واصيب العشرات برصاص ‘مجموعات ارهابية مسلحة’ في مدينة حمص. يأتي ذلك فيما دعا ناشطون الى التظاهر اليوم الجمعة الذي اطلقوا عليه اسم ‘جمعة الحماية الدولية’.

وطالب الناشطون على صفحة ‘الثورة السورية’ على موقع التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’ بحماية دولية ونشروا على صورة الدعوة ‘اين المجتمع الدولي مما يحصل؟’.

واضافوا ‘نطالب بدخول مراقبين دوليين، نطالب بدخول وسائل الاعلام، نطالب بحماية المدنيين’.

المعارضة السورية تلتقي ميخائيل مارغيلوف في موسكو اليوم

بثينة شعبان في روسيا: ضوء أخضر لعمليات عسكرية واسعة

بهية مارديني من القاهرة

يلتقي معارضون سوريون في موسكو مع مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الدول الأفريقية ميخائيل مارغيلوف في وقت اعتبرت فيه مصادر مطلعة لـ “إيلاف” أن زيارة المستشارة السياسية والاعلامية للرئاسة السورية لروسيا تهدف للحصول على ضوء أخضر لشن عمليات عسكرية واسعة.

في حين أشارت مصادر مطلعة لـ”ايلاف” أن زيارة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية للرئاسة السورية الى موسكو يوم السبت هدفها الحصول على الضوء الأخضر لعمليات عسكرية واسعة يلتقي معارضون سوريون اليوم مع مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الدول الأفريقية ورئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الإتحاد (المجلس الأعلى في البرلمان) الروسي ميخائيل مارغيلوف.

وقال  الناشط السياسي محمود حمزة منسق زيارة وفد المعارضين السوريين لـ”ايلاف” إن مؤتمراً صحافياً سينعقد بعد اللقاء في وكالة انتر فاكس. وأضاف من ضمن برنامج الزيارة لقاءات في الكنيسة الارذثوكسية الروسية، ولقاءات مع مجموعة من الدبلوماسيين والمثقفين الروس مع أبناء الجالية السورية في روسيا. واعتبر أن الحدث السوري بات هو الحدث المهم في روسيا.

وأكد انه لا علاقة لزيارة مجموعة من المعارضين السوريين بزيارة شعبان، ولفت الى أن روسيا بدأت تهتم بالملف السوري أكثر، في حين أشارت مصادر ذات صلة لـ”ايلاف” أن زيارة شعبان الى روسيا تهدف الى الحصول على الضوء الاخضر لشن عمليات عسكرية واسعة وسريعة وإبقاء التأييد الروسي للمواقف السورية الذي تهتم به دمشق كثيرا لأنه يعني استخدام الفيتو أمام أي قرار ضد النظام السوري في مجلس الأمن.

من جانبه اعتبر الناشط السياسي هيثم بدرخان في تصريح خاص لـ”ايلاف” أنه “من المعروف انه في السياسة لا يوجد أصدقاء ولا أعداء ثابتين، وانما تتحكم بها المصالح”، لكنه أشار الى أن “هذه المصالح تتغير مع بزوغ الربيع العربي، الذي كان تنتظره الشعوب الشعوب التي تعيش في ظل الإستبداد واحتلال حاشية معينة ومن عائلة واحدة على كل مقاليد الحكم وثروات البلاد”.

ورأى أنه”جاء الواقع الجديد بمصالح ومفاهيم أخرى عنوانها الأساسي واتجاهها هو الإستثمار في الإنسان وكرامته بعد نصف قرن من التعسف بابسط المفاهيم الإنسانية، وبالطبع ستنعكس نتائج الربيع العربي على العلاقات الدولية، وبدل من ان تكون الشعوب العربية نكرة، فنلاحظ انها تتحول الى لاعب في الساحة الدولية”.

وعبّر عن اعتقاده “أن الربيع العربي سيهز في المستقبل القريب عروشاً غير عربية أيضا ومن هنا يظهر تحفظ بعض الدول من الأحداث في سوريا وليبيا مثل روسيا والصين والهند بالرغم من بعض خصوصيات ومصالح كل بلد”.

وأضاف “العلاقات الروسية السورية ورغم الضجيج والإفتعال الإعلامي أحيانا لم تصل في يوم من الأيام الى مستوى تصريحات المسؤولين في اللقاءات الرسمية وكان موضوع الثقة في الأنظمة العربية حتى من قبل المقربين منها تتسم في الضعف ولم تصل الى مستوى الشارع. ومن ناحية اخرى لم تكن الثقافة الروسية قادرة على احتلال مكان مرموق في الثقافة العربية”.

ويقول “اليوم بعد ان تحرر الروس من عقلية القياصرة والشوعية ويتحرر العرب من عقلية الأنظمة المستبدة هل تلتقي مصالح الشعوب مع بعضها؟ فعامل الثقة هو أحد المحاور الأساسية للتفاهم بين الشعوب وبنفس الوقت أمر لا بد منه لتطوير العلاقات الجديدة بين البلدان وخاصة ان لا ينظر الى تلك العلاقات من المنظور الزمني فقط لتثبيت دعائم الحكم او وضع روسيا امام المجتمع الدولي في صورة الداعم لقتل الشعوب كما تفعل الحكومة السورية اليوم بحجة الصداقة وانما الى منظور انساني استراتيجي”.

ولاحظ بدرخان “ان الموقف الروسي بدأ بالتغير اتجاه فهم المعارضة السورية مع بعض التحفظات. وهذا لا يعود الى ارتباط روسيا مع النظام السوري بل من اجل علاقات استراتيجية مع الشعب السوري وتأمين مصالحه”. وقال “ان روسيا بدأت تخسر السوق العربية والصداقة بين شعب روسيا والشعوب العربية لمواقفها وحركتها البطيئة”.

ورأى “ان البطئ في تغير الموقف يعود في الأساس الى طبيعة روسيا الباردة وبرودة شعبها من جهة ومن جهة ثانية فقدانها لمؤسسات السياسة الخارجية بعد انهيار الإتحاد السوفيتي والتي لم تتبلور بعد ومع ذلك فالموقف الروسي اخذ في التصعيد لصالح مطالب الشعب واليوم خير دليل للسماح في التظاهر امام السفارة السورية في موسكو حيث كان الرفض سابقا لمثل هذه الزيارات الرسمية”.

نجاد وجه دعوة مفاجئة للأسد لوقف العنف وإيران تتهم الإعلام بتحريف التصريحات

الناشطون السوريون يطلبون المساعدة في جمعة “الحماية الدولية”

وكالات

يستعد السوريون للخروج في مظاهرات اليوم في جمعة “الحماية الدولية” طلبا لحماية المدنيين ضد القمع المستمر. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية، إن زيادة عدد القتلى بين المتظاهرين في الآونة الأخيرة، أقنعت العديد من السوريين بالحاجة إلى طلب مساعدة من الخارج.

دمشق: دعا ناشطون الى التظاهر اليوم الجمعة الذي اطلقوا عليه اسم “جمعة الحماية الدولية”. وطالب الناشطون على صفحة “الثورة السورية” على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك بحماية دولية ونشروا على صورة الدعوة “اين المجتمع الدولي مما يحصل؟”. واضافوا “نطالب بدخول مراقبين دوليين، نطالب بدخول وسائل الاعلام، نطالب بحماية المدنيين”.

وفيما أفاد ناشطون عن خروج تظاهرات في مدينة السويداء السورية تطالب باسقاط النظام قال شهود عيان إن أصوات إطلاق النار سُمعت في قرية جاسم في حوران فيما كان الطيران يحلق في سماء المدينة صباح اليوم.

كما أفاد ناشطون بوقوع حريق كبير في حي البرزة في العاصمة السورية دمشق، كما قال شهود عيان إن عناصر من القوات الشعبية المعروفة بالشبيحة أطلقت النار في حي القدم بالعاصمة السورية بعد وصول أنباء عن نية المحتجين الخروج في مظاهرات عقب صلاة الفجر.

واوقعت اعمال العنف شبه اليومية في سوريا بحسب حصيلة للامم المتحدة 2200 قتيل منذ بدء التظاهرات في اواسط اذار/مارس، غالبيتهم من المدنيين. ويشدد النظام من جهته على انه يواجه “عصابات ارهابية مسلحة”. ولزيادة الضغوط على سوريا، اعلنت الاسرة الدولية اخيرا وخصوصا الولايات المتحدة واوروبا فرض عقوبات تجارية صارمة جدا.

وذكرت تقارير أن القيادة السورية اتخذت قراراً حاسماً لشن عملية عسكرية واسعة النطاق خلال الأيام المقبلة في عدد من المناطق.

ووفق تلك التقارير فإن هدف هذه العملية يندرج في إطار ما سمته “القضاء على التمرد المسلح الذي أعلنته التنظيمات الإرهابية ضد المواطنين المدنيين وعناصر الجيش وقوى الأمن منذ عدة شهور”. وحسب ما ورد في هذه التقارير فإن العملية العسكرية المرتقبة ستحمل اسم “بيرق الأسد”.

هذا ووجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دعوة مفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد لوقف العنف. ودعا أحمدي نجاد الأسد لإنهاء العنف وفتح حوار مع المعارضة، وقال في مقابلة إن “الحل العسكري ليس أبدا الحل الصحيح”.

من جانبها أكدت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أن “بعض وسائل الإعلام قامت بـ”تحريف تصريحات الرئيس محمود أحمدي نجاد لقناة “ار بي تي” البرتغالية حول تطورات الأوضاع والأحداث في المنطقة”.

وأوضحت الوكالة أن “الرئيس أحمدي نجاد قال في تصريحه لقناة “ار بي تي” في رده على سؤال حول الأحداث في سوريا إن إيران ترى أن المشكلات القائمة ينبغي معالجتها من الحكومات والشعوب مشدداً على أن تدخل قوات حلف شمال الأطلسي العسكري لا يحل المشكلة”. ‏

وأضافت الوكالة: “أن نجاد أكد أن على الحكومات والشعوب القبول بالحق والحرية وأن يحلوا مشاكلهم بالحوار ولا حق للآخرين مطلقاً بالتدخل في شؤونهم الداخلية موضحاً أن التدخلات لا تساعد بحل القضايا وأن تجربة الناتو في ليبيا تشكل دليلاً على هذا الأمر”. ‏ورأت “أن هذه المحاولات تأتي في إطار سياسة هذه الوسائل الرامية إلى إثارة التشكيك بمواقف إيران المبدئية والثابتة تجاه تطورات الأحداث”.

وفي حين اتهمت فرنسا دمشق بارتكاب “جرائم ضد الانسانية”، وصلت روسيا حليفة دمشق ومن اكبر المعارضين للعقوبات على سوريا، الى حد القول الخميس انه من الممكن وصف بعض المعارضين السوريين بانهم “ارهابيون”.

واعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف انه يتعين توجيه “رسالة قاسية” لكل الاطراف في سوريا بما فيها المعارضة، معتبرا ان بالامكان وصف بعض اعضائها بانهم “ارهابيون”، وذلك في مقابلة مع شبكة يورونيوز.

وقال مدفيديف في هذه المقابلة التي اجريت الخميس وستبثها الشبكة الاخبارية ومقرها فرنسا صباح الجمعة “اعتقد انه اذا قررنا توجيه رسالة قاسية الى سوريا، سيتعين علينا ان نقوم بالامر نفسه حيال المعارضة. ان الذين يرددون شعارات مناهضة للحكومة هم اناس متنوعون. ان البعض منهم، هم بوضوح، متطرفون. حتى ان بالامكان وصف اخرين بانهم ارهابيون”.

واضاف الرئيس الروسي “صحيح، نعترف بان مشاكل تحصل في سوريا. اننا نعي الاستخدام غير المتكافىء للقوة، وندرك العدد الكبير من الضحايا، وهذا امر نشجبه”.

من جهته، اعرب البطريرك الماروني بشارة الراعي عن تفهمه لموقف الرئيس السوري بشار الاسد وفي الوقت نفسه عن “خشيته من مرحلة انتقالية في سوريا” قد تشكل تهديدا لمسيحيي الشرق، وذلك خلال مؤتمر اساقفة فرنسا.

وقال “كنت آمل لو يعطى الاسد المزيد من الفرص لتنفيذ الاصلاحات السياسية التي بداها”، مضيفا “في سوريا، الرئيس ليس شخصا يمكنه ان يقرر الامور لوحده. لديه حزب كبير حاكم هو حزب البعث. (الاسد) كشخص انسان منفتح. تابع دراسته في اوروبا، وتربى على المفاهيم الغربية. لكن لا يمكنه القيام بمعجزات لوحده”.

ميدانياً، قتل ثلاثة جنود منشقين خلال عملية امنية الخميس في منطقة جبل الزاوية (شمال غرب سوريا) غداة مقتل 31 شخصا بينهم 29 شخصا في حمص (وسط) في عمليات امنية موازية، فيما دعا ناشطون الى التظاهر اليوم في جمعة “الحماية الدولية”.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “ثلاثة عسكريين منشقين قتلوا واعتقل اثنان اخران اثناء وجودهم في منزل شقيق الضابط المقدم المنشق حسين هرموش اثناء العملية الامنية التي قامت بها القوات الامنية مدعمة بقوات عسكرية في جبل الزاوية صباح اليوم”.

وافاد المرصد ان “قوات عسكرية وامنية تضم 7 اليات عسكرية مدرعة و10 سيارات امن رباعية الدفع اقتحمت قرية ابلين صباح اليوم الخميس بحثا عن مطلوبين للسلطات الامنية”. واشار المرصد الى “سماع صوت اطلاق رصاص كثيف ترافق مع عملية الاقتحام بالاضافة الى صوت قصف الرشاشات الثقيلة”.

وكان المقدم حسين هرموش اعلن في بداية حزيران/يونيو انشقاقه هو وعناصره عن الجيش السوري عبر شريط فيديو بثته عدة مواقع الكترونية وقنوات فضائية بسبب “رفضه قتل المدنيين العزل”، معلنا تشكيل ما اسماه “الضباط الاحرار السوريون”.

وتابعت الاجهزة الامنية عملياتها. ففي حمص “اقتحمت قوات الامن حي باب عمرو في اطار حملة مداهمات واعتقالات تنفذها في عدة احياء منذ صباح اليوم واسفرت عن اعتقال اكثر من 150 شخصا”، بحسب المرصد. واشار المرصد الى “سماع صوت اطلاق رصاص كثيف في حي بابا عمرو بالتزامن مع حملة الاعتقالات”.

ومساء الخميس، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط خمسة جرحى في اطلاق قوات الامن السورية النار في حي الموظفين في مدينة دير الزور شرق سوريا بالتزامن مع حملة مداهمات امنية في المدينة.

وياتي ذلك غداة عمليات امنية في عدة مدن سورية اسفرت عن مقتل 31 شخصا بينهم 29 في حمص (وسط) وشخصين في سرمين الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) برصاص الامن اثناء حملة امنية كثيفة فيهما كما اقتحمت قوات امنية وعسكرية بلدة النعيمة (50 كلم جنوب درعا) اسفرت عن سقوط جرحى، بحسب مصادر حقوقية.

واكدت سانا ان ثمانية من رجال الشرطة وقوات الامن قتلوا واصيب العشرات برصاص “مجموعات ارهابية مسلحة” في مدينة حمص. واكدت الوكالة مقتل خمسة من عناصر “المجموعات الارهابية” الذين وصفتهم بانهم “من المسلحين المطلوبين بارتكاب جرائم قتل وسلب واختطاف، بالاضافة الى اعتقال عدد منهم”.

ذونددت منظمة هيومن رايتس ووتش نقلا عن شهود واطباء مساء الخميس باعتقال قوات الامن 18 جريحا في مستشفى البر في حمص الاربعاء بينهم خمسة في غرفة العمليات. وذكرت المنظمة ان “قوات الامن منعت ايضا الطاقم الطبي من اسعاف الجرحى في احياء هذه المدينة في اليوم نفسه”.

وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات.نجاد وجه دعوة مفاجئة للأسد لوقف العنف وإيران تتهم الإعلام بتحريف التصريحات

الناشطون السوريون يطلبون المساعدة في جمعة “الحماية الدولية

وكالات

يستعد السوريون للخروج في مظاهرات اليوم في جمعة “الحماية الدولية” طلبا لحماية المدنيين ضد القمع المستمر. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية، إن زيادة عدد القتلى بين المتظاهرين في الآونة الأخيرة، أقنعت العديد من السوريين بالحاجة إلى طلب مساعدة من الخارج.

دمشق: دعا ناشطون الى التظاهر اليوم الجمعة الذي اطلقوا عليه اسم “جمعة الحماية الدولية”. وطالب الناشطون على صفحة “الثورة السورية” على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك بحماية دولية ونشروا على صورة الدعوة “اين المجتمع الدولي مما يحصل؟”. واضافوا “نطالب بدخول مراقبين دوليين، نطالب بدخول وسائل الاعلام، نطالب بحماية المدنيين”.

وفيما أفاد ناشطون عن خروج تظاهرات في مدينة السويداء السورية تطالب باسقاط النظام قال شهود عيان إن أصوات إطلاق النار سُمعت في قرية جاسم في حوران فيما كان الطيران يحلق في سماء المدينة صباح اليوم.

كما أفاد ناشطون بوقوع حريق كبير في حي البرزة في العاصمة السورية دمشق، كما قال شهود عيان إن عناصر من القوات الشعبية المعروفة بالشبيحة أطلقت النار في حي القدم بالعاصمة السورية بعد وصول أنباء عن نية المحتجين الخروج في مظاهرات عقب صلاة الفجر.

واوقعت اعمال العنف شبه اليومية في سوريا بحسب حصيلة للامم المتحدة 2200 قتيل منذ بدء التظاهرات في اواسط اذار/مارس، غالبيتهم من المدنيين. ويشدد النظام من جهته على انه يواجه “عصابات ارهابية مسلحة”. ولزيادة الضغوط على سوريا، اعلنت الاسرة الدولية اخيرا وخصوصا الولايات المتحدة واوروبا فرض عقوبات تجارية صارمة جدا.

وذكرت تقارير أن القيادة السورية اتخذت قراراً حاسماً لشن عملية عسكرية واسعة النطاق خلال الأيام المقبلة في عدد من المناطق.

ووفق تلك التقارير فإن هدف هذه العملية يندرج في إطار ما سمته “القضاء على التمرد المسلح الذي أعلنته التنظيمات الإرهابية ضد المواطنين المدنيين وعناصر الجيش وقوى الأمن منذ عدة شهور”. وحسب ما ورد في هذه التقارير فإن العملية العسكرية المرتقبة ستحمل اسم “بيرق الأسد”.

هذا ووجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دعوة مفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد لوقف العنف. ودعا أحمدي نجاد الأسد لإنهاء العنف وفتح حوار مع المعارضة، وقال في مقابلة إن “الحل العسكري ليس أبدا الحل الصحيح”.

من جانبها أكدت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أن “بعض وسائل الإعلام قامت بـ”تحريف تصريحات الرئيس محمود أحمدي نجاد لقناة “ار بي تي” البرتغالية حول تطورات الأوضاع والأحداث في المنطقة”.

وأوضحت الوكالة أن “الرئيس أحمدي نجاد قال في تصريحه لقناة “ار بي تي” في رده على سؤال حول الأحداث في سوريا إن إيران ترى أن المشكلات القائمة ينبغي معالجتها من الحكومات والشعوب مشدداً على أن تدخل قوات حلف شمال الأطلسي العسكري لا يحل المشكلة”. ‏

وأضافت الوكالة: “أن نجاد أكد أن على الحكومات والشعوب القبول بالحق والحرية وأن يحلوا مشاكلهم بالحوار ولا حق للآخرين مطلقاً بالتدخل في شؤونهم الداخلية موضحاً أن التدخلات لا تساعد بحل القضايا وأن تجربة الناتو في ليبيا تشكل دليلاً على هذا الأمر”. ‏ورأت “أن هذه المحاولات تأتي في إطار سياسة هذه الوسائل الرامية إلى إثارة التشكيك بمواقف إيران المبدئية والثابتة تجاه تطورات الأحداث”.

وفي حين اتهمت فرنسا دمشق بارتكاب “جرائم ضد الانسانية”، وصلت روسيا حليفة دمشق ومن اكبر المعارضين للعقوبات على سوريا، الى حد القول الخميس انه من الممكن وصف بعض المعارضين السوريين بانهم “ارهابيون”.

واعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف انه يتعين توجيه “رسالة قاسية” لكل الاطراف في سوريا بما فيها المعارضة، معتبرا ان بالامكان وصف بعض اعضائها بانهم “ارهابيون”، وذلك في مقابلة مع شبكة يورونيوز.

وقال مدفيديف في هذه المقابلة التي اجريت الخميس وستبثها الشبكة الاخبارية ومقرها فرنسا صباح الجمعة “اعتقد انه اذا قررنا توجيه رسالة قاسية الى سوريا، سيتعين علينا ان نقوم بالامر نفسه حيال المعارضة. ان الذين يرددون شعارات مناهضة للحكومة هم اناس متنوعون. ان البعض منهم، هم بوضوح، متطرفون. حتى ان بالامكان وصف اخرين بانهم ارهابيون”.

واضاف الرئيس الروسي “صحيح، نعترف بان مشاكل تحصل في سوريا. اننا نعي الاستخدام غير المتكافىء للقوة، وندرك العدد الكبير من الضحايا، وهذا امر نشجبه”.

من جهته، اعرب البطريرك الماروني بشارة الراعي عن تفهمه لموقف الرئيس السوري بشار الاسد وفي الوقت نفسه عن “خشيته من مرحلة انتقالية في سوريا” قد تشكل تهديدا لمسيحيي الشرق، وذلك خلال مؤتمر اساقفة فرنسا.

وقال “كنت آمل لو يعطى الاسد المزيد من الفرص لتنفيذ الاصلاحات السياسية التي بداها”، مضيفا “في سوريا، الرئيس ليس شخصا يمكنه ان يقرر الامور لوحده. لديه حزب كبير حاكم هو حزب البعث. (الاسد) كشخص انسان منفتح. تابع دراسته في اوروبا، وتربى على المفاهيم الغربية. لكن لا يمكنه القيام بمعجزات لوحده”.

ميدانياً، قتل ثلاثة جنود منشقين خلال عملية امنية الخميس في منطقة جبل الزاوية (شمال غرب سوريا) غداة مقتل 31 شخصا بينهم 29 شخصا في حمص (وسط) في عمليات امنية موازية، فيما دعا ناشطون الى التظاهر اليوم في جمعة “الحماية الدولية”.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “ثلاثة عسكريين منشقين قتلوا واعتقل اثنان اخران اثناء وجودهم في منزل شقيق الضابط المقدم المنشق حسين هرموش اثناء العملية الامنية التي قامت بها القوات الامنية مدعمة بقوات عسكرية في جبل الزاوية صباح اليوم”.

وافاد المرصد ان “قوات عسكرية وامنية تضم 7 اليات عسكرية مدرعة و10 سيارات امن رباعية الدفع اقتحمت قرية ابلين صباح اليوم الخميس بحثا عن مطلوبين للسلطات الامنية”. واشار المرصد الى “سماع صوت اطلاق رصاص كثيف ترافق مع عملية الاقتحام بالاضافة الى صوت قصف الرشاشات الثقيلة”.

وكان المقدم حسين هرموش اعلن في بداية حزيران/يونيو انشقاقه هو وعناصره عن الجيش السوري عبر شريط فيديو بثته عدة مواقع الكترونية وقنوات فضائية بسبب “رفضه قتل المدنيين العزل”، معلنا تشكيل ما اسماه “الضباط الاحرار السوريون”.

وتابعت الاجهزة الامنية عملياتها. ففي حمص “اقتحمت قوات الامن حي باب عمرو في اطار حملة مداهمات واعتقالات تنفذها في عدة احياء منذ صباح اليوم واسفرت عن اعتقال اكثر من 150 شخصا”، بحسب المرصد. واشار المرصد الى “سماع صوت اطلاق رصاص كثيف في حي بابا عمرو بالتزامن مع حملة الاعتقالات”.

ومساء الخميس، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط خمسة جرحى في اطلاق قوات الامن السورية النار في حي الموظفين في مدينة دير الزور شرق سوريا بالتزامن مع حملة مداهمات امنية في المدينة.

وياتي ذلك غداة عمليات امنية في عدة مدن سورية اسفرت عن مقتل 31 شخصا بينهم 29 في حمص (وسط) وشخصين في سرمين الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) برصاص الامن اثناء حملة امنية كثيفة فيهما كما اقتحمت قوات امنية وعسكرية بلدة النعيمة (50 كلم جنوب درعا) اسفرت عن سقوط جرحى، بحسب مصادر حقوقية.

واكدت سانا ان ثمانية من رجال الشرطة وقوات الامن قتلوا واصيب العشرات برصاص “مجموعات ارهابية مسلحة” في مدينة حمص. واكدت الوكالة مقتل خمسة من عناصر “المجموعات الارهابية” الذين وصفتهم بانهم “من المسلحين المطلوبين بارتكاب جرائم قتل وسلب واختطاف، بالاضافة الى اعتقال عدد منهم”.

ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش نقلا عن شهود واطباء مساء الخميس باعتقال قوات الامن 18 جريحا في مستشفى البر في حمص الاربعاء بينهم خمسة في غرفة العمليات. وذكرت المنظمة ان “قوات الامن منعت ايضا الطاقم الطبي من اسعاف الجرحى في احياء هذه المدينة في اليوم نفسه”.

وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات.

مشاهدات منشقين عن الجيش السوري

لميس فرحات

يقول أربعة جنود انشقوا عن الجيش السوري إن الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين صدرت من وزير الدفاع شخصياً، مشيرين إلى وجود قوات من الحرس الثوري الإيراني.

روى أربع منشقين عن الجيش السوري، تجربتهم ومشاهداتهم خلال الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد، مشيرين إلى أنهم تلقوا أوامر من كبار المسؤولين لإطلاق النار على المتظاهرين بمساعدة قوات الحرس الثوري الايراني.

قال أحد الضباط المنشقين لصحيفة الـ “لوس انجلوس تايمز”:  “عند بدء الاحتجاجات في  شوارع مدينة بانياس، قام عقيد في الجيش السوري بجمع ستة من ضباطه قبل أيام من شن القوات السورية هجوماً مميتاً ضد المتظاهرين”، مضيفاً أن العقيد تلقى اتصالاً على هاتفه المحمول فأجاب باستخدام مكبر الصوت ليسمع الجميع صوت وزير الدفاع السوري علي حبيب، يأمرهم بنبرة تقشعر لها الأبدان بقتل المتظاهرين المدنيين في بانياس.

ونقلاً عن الضابط المنشق (21 عاماً) الذي كان واحدًا من بين الستة الذين تجمعوا حول هاتف العقيد، قال الوزير حبيب: “يجب أن تقوموا بتفريق التجمعات من أي نوع كانت. أطلقوا عليهم النار. والضباط الذين لن ينفذوا الأوامر، سأتصرف معهم بشكل مباشر”.

وأشارت الصحيفة إلى أن المنشقين الاربعة هربوا من الجيش في الفترة بين أيار/مايو وأغسطس/أب، لتجنب الاضطرار إلى إطلاق النار على المدنيين العزل، أو التعرض لإطلاق النار أنفسهم لمخالفتهم الأوامر.

ونقلت الـ “لوس أنجلوس تايمز” عن المنشقين قولهم إن نظام الأسد يطلق النار على المحتجين بمساعدة من قوات الحرس الثوري الإيراني وعلى أيدي أفراد من الشبيحة، أي الميليشيات السورية المدنية المكونة من الرجال العاطلين عن العمل والذين يتلقون أموالاً من الحكومة مقابل إطلاق النار على المدنيين. ورفض هؤلاء الكشف عن أسمائهم للصحيفة، لأنهم يخشون أن تتم ملاحقتهم من قبل نظام الاسد بهدف الانتقام.

وتحدث رقيب منشق عن ساعاته الأخيرة من الخدمة في القوات المسلحة السورية، فقال: “في يوم من مطلع شهر حزيران، أرسلت حكومة الأسد فرقة عسكرية بقيادة مسؤول رفيع المستوى من وزارة الدفاع الى بلدة جسر الشغور لسحق الاحتجاجات فيها. سمعنا صوت بعيد للمؤذن يدعو إلى الصلاة، ثم الهتاف والشعارات الداعية لإسقاط الحكومة، فأمرونا بإطلاق النار في كل الاتجاهات”.

وتابع الرقيب المنشق: “لم أكن مستعداً لإطلاق النار على الناس العزل، فهربت مع جندي آخر من المدينة وعلى دراية بشوارعها الخلفية التي يمكننا الهرب منها. وسرعان ما القينا أسلحتنا وهربنا في الممرات الضيقة حيث شاهدنا جثث المدنيين، من بينهم أطفال في الشوارع وعلى أعتاب أبواب المنازل”.

وأضاف الرقيب “عادة، يكون هناك خط كامل من قوات الامن وراء ظهورنا لاطلاق النار على الجنود الذين يرفضون إطلاق النار على المتظاهرين، لكني كنت محظوظاً لاستطاعتي الهرب”.

وانشق ملازم آخر (21 عاماً) عن الجيش بعد أن تم إرساله إلى بانياس، إلى جانب عدد كبير من الجنود الآخرين ورجال المخابرات في أواخر شهر نيسان الماضي.

وأشار الملازم في بانياس إلى الخطة العسكرية التني وضعت للقضاء على الاحتجاجات والمحتجين في المدينة، مضيفاً أن الخطة المفصلة للهجوم تمتد على حوالي أربعة أيام، وتتضمن استخدام المدفعية والدبابات. وقد تلقى الجنود أوامر من المسؤولين العسكريين باحتجاز جميع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 45 عاما الذين يُعثر عليهم في الشوارع.

وأضاف أن الأهداف التي تم تحديدها للقضاء على محتجين هي المساجد، حيث يتجمع نشطاء المعارضة لبدء المسيرات، والمستشفيات  حيث ينتقل المتظاهرون الجرحى لتلقي العلاج.

ونقلت الصحيفة عن أحد الضباط قوله أنه شاهد أكثر من اثني عشرة سيارة وصلت إلى مدينة بانياس تحمل قوات من الحرس الثوري الايراني، مضيفاً ان الايرانيين كانوا يرتدون بزات الجيش السوري. وقال الملازم في إشارة الى المتظاهرين السوريين “بالنسبة للايرانيين، هؤلاء ليسوا شعوبهم، فمن الاسهل بالنسبة لهم القيام بهذه المهمة”.

وقال الضباط إن “الحكومة وقوات المعارضة يشعرون بأنهم يخوضون صراع حياة أو موت، وأنه سيتم قتلهم من قبل الطرف الآخر اذا ما استسلموا. وسوف يواصل الأسد القتال حتى آخر قطرة دم من الشعب السوري”.

المعارضة تدعو إلى “جمعة الحماية الدولية” عقب مجزرتين في حمص وإدلب

أردوغان يحذّر الأسد: من يبنون حكمهم بالدم يذهبون بالدم

“لا مخرج للأسد والذين حوله من الطريق الذي أدخلوا أنفسهم فيه”، بهذه العبارات ختم رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان رسالته التحذيرية الشديدة والمباشرة إلى الرئيس السوري بشار الأسد منبهاً إلى أن “الذين يبنون حكمهم على الدم يذهبون بالدم”، وخاطب إردوغان الأسد مباشرة قائلاً “يا سيد أسد عندما كنت تقصف اللاذقية من البحر وتصيب أهدافاً مدنية، كيف تقول إنك تقتل إرهابيين بهذا القصف؟”.

وفي موازاة حملة دموية عنيفة على حمص حيث سقط أول من أمس أكثر من عشرين قتيلاً، باشرت القوات الأمنية السورية أمس ما تسميه “عملية نوعية” في قرية أبلين في جبل الزاوية التابع لمحافظة إدلب القريبة من الحدود مع تركيا، وناشدت هيئة سرية للمعارضة السورية المجتمع الدولي إرسال مراقبين في مجال حقوق الانسان للمساعدة في وقف الهجمات العسكرية على المدنيين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس السوري.

ففي مقابلة خاصة مع قناة “الجزيرة” الفضائية مساء أمس، قال رئيس الوزراء التركي إن ظلالاً تخيم على شرعية الرئيس السوري ونظامه، مؤكدا أنه ليس على اتصال بالأسد ولا يعتزم الاتصال به بعد الآن.

وأضاف موجهاً حديثه إلى الأسد: “تصف شعبك بالإرهابيين وتقول إنك تحارب إرهابيين مسلحين.. يا سيد أسد عندما كنت تقصف اللاذقية من البحر وتصيب أهدافا مدنية، كيف تقول إنك تقتل إرهابيين بهذا القصف؟”.

وأضاف “على القادة السياسيين أن يؤسسوا حكمهم على أساس العدل وليس الظلم، فلا يمكن بناء الحكم على الدم لأن الذين يبنون حكمهم على الدم يذهبون بالدم.. نحن الآن نتحرك بصبر وحذر ولكن بعد الاستشارات سنقول كلمتنا الأخيرة التي ستظهر مخرجاً من النفق لأننا لسنا نحن من أدخل الأسد في هذا الطريق المغلق، إنما هو ومن حوله هم من دخلوا طريقاً لا مخرج منه”.

دعا ناشطون الى التظاهر اليوم في يوم “جمعة الحماية الدولية” عقب مجزرة ارتكبتها قوات النظام السوري في حمص اعتبارا من اول من امس اسفرت عن 29 قتيلاً في المدينة وحدها فضلا عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في مناطق اخرى، فيما اعلن عن مقتل 3 جنود منشقين خلال عملية أمنية لأجهزة النظام السوري في جبل الزاوية شمال غرب سوريا.

وذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان “ثلاثة عسكريين منشقين قتلوا واعتقل اثنان اخران اثناء وجودهما في منزل شقيق الضابط المقدم المنشق حسين هرموش اثناء العملية الأمنية التي قامت بها القوات الامنية تدعمها قوات عسكرية في جبل الزاوية” صباح امس.

وأفاد المرصد ان “قوات عسكرية وأمنية تضم 7 آليات عسكرية مدرعة و10 سيارات أمن رباعية الدفع اقتحمت قرية ابلين صباح اليوم (أمس) بحثا عن مطلوبين للسلطات الامنية”. وأشار المرصد الى “سماع صوت إطلاق رصاص كثيف ترافق مع عملية الاقتحام بالاضافة الى صوت قصف الرشاشات الثقيلة”. وكان المقدم حسين هرموش اعلن في بداية حزيران (يونيو) انشقاقه هو وعناصره عن الجيش السوري عبر شريط فيديو بثته عدة مواقع الكترونية وقنوات فضائية بسبب “رفضه قتل المدنيين العزل” معلنا تشكيل ما سماه “الضباط الاحرار السوريين”.

يأتي ذلك فيما دعا ناشطون الى التظاهر اليوم الجمعة اطلقوا عليه اسم “جمعة الحماية الدولية”.

وطالب الناشطون على صفحة “الثورة السورية” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بحماية دولية ونشروا على صورة الدعوة “اين المجتمع الدولي مما يحصل؟” واضافوا “نطالب بدخول مراقبين دوليين، نطالب بدخول وسائل الاعلام، نطالب بحماية المدنيين”.

وتشهد مدينة حمص مجزرة متواصلة منذ اول من امس، واقتحمت قوات الامن حي باب عمرو في اطار حملة مداهمات واعتقالات تنفذها في عدة أحياء صباح امس وأسفرت عن اعتقال اكثر من 150 شخصا، بحسب المرصد الذي أشار الى “سماع صوت اطلاق رصاص كثيف في حي بابا عمرو بالتزامن مع حملة الاعتقالات”.

ويأتي ذلك غداة عمليات امنية في عدة مدن سورية أسفرت عن مقتل 31 شخصا بينهم 29 في حمص (وسط) وشخصان في سرمين الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) برصاص الامن اثناء حملة امنية كثيفة فيهما كما اقتحمت قوات امنية وعسكرية بلدة النعيمة (50 كلم جنوب درعا) أسفرت عن سقوط جرحى، بحسب مصادر حقوقية.

وقالت وكالة الانباء السورية سانا ان ثمانية من رجال الشرطة وقوات الامن قتلوا واصيب العشرات برصاص “مجموعات ارهابية مسلحة” في مدينة حمص. واشارت الوكالة الى مقتل خمسة من عناصر “المجموعات الارهابية” الذين وصفتهم بأنهم “من المسلحين المطلوبين بارتكاب جرائم قتل وسلب واختطاف، بالاضافة الى اعتقال عدد منهم”. وأوقعت اعمال القتل شبه اليومية في سوريا بحسب حصيلة للامم المتحدة 2200 قتيل منذ بدء التظاهرات في اواسط اذار (مارس) الماضي، غالبيتهم من المدنيين. ويشدد النظام من جهته على انه يواجه “عصابات ارهابية مسلحة”

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، ا ش ا

عشية جمعة «الحماية الدولية».. نجاد يدعو الأسد لوقف العنف

تصاعد القتل والاعتقالات في حمص وناشطون يرفضون أي مبادرة لا تتضمن رحيل النظام ومحاكمته > «البديل» أول صحيفة للثورة تتحدى النظام

جريدة الشرق الاوسط

لندن – دمشق: «الشرق الأوسط»

يستعد السوريون للخروج في مظاهرات عارمة اليوم في جمعة «الحماية الدولية» طلبا لحماية المدنيين ضد الحملة العسكرية المستمرة، في وقت وجه فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دعوة مفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد لوقف العنف.

ومع استمرار ارتفاع أعداد القتلى في العملية العسكرية التي بدأت في حمص ومناطق أخرى أول من أمس، ناشدت هيئة سرية للمعارضة السورية المجتمع الدولي إرسال مراقبين في مجال حقوق الإنسان للمساعدة في وقف الهجمات العسكرية على المدنيين. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية، إن زيادة عدد القتلى بين المتظاهرين في الآونة الأخيرة، أقنعت العديد من السوريين بالحاجة إلى طلب مساعدة من الخارج. بينما رفض ناشطون سوريون أي مبادرة لا تنص على رحيل النظام ومحاكمة رموزه.

واستمرت حملة القوات السورية على مدينة حمص لليوم الثاني على التوالي، بعد أن ظهرت حصيلة جديدة ليوم أول من أمس الدموي، إذ ارتفع عدد القتلى إلى 31 شخصا بينهم 29 شخصا في حمص، فيما قتل أمس ثلاثة جنود منشقين خلال عملية أمنية في منطقة جبل الزاوية (شمال غربي سوريا).

من جهته، دعا نجاد الأسد لإنهاء العنف وفتح حوار مع المعارضة، وقال في مقابلة إن «الحل العسكري ليس أبدا الحل الصحيح».

كذلك قال الرئيس التركي عبد الله غل إن قمع الاحتجاجات في سوريا، لم يعد مقبولا، وأضاف في مقابلة أجراها معه تلفزيون «العربية» أمس، أن «الإصلاحات التي أعلنها الأسد محدودة ومتأخرة».

إلى ذلك، أصدرت مجموعة من الإعلاميين السوريين من الذين «أعلنوا انحيازهم للانتفاضة المطالبة بإسقاط النظام» العدد صفر من جريدة «البديل»، لتكون أسبوعية «مؤقتا»، تصدر عن الهيئة الإعلامية المستقلة للصحافيين السوريين. من جهة أخرى، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إنه يتعين توجيه «رسالة قاسية» لكل الأطراف في سوريا بما فيها المعارضة، معتبرا أن بالإمكان وصف بعض أعضائها بأنهم «إرهابيون».

«البديل» أول صحيفة سورية تدعم الثورة.. أطلقها إعلاميون تحدوا النظام

المجموعة أكدت أنها ليست صوتا لتيار أو حزب معين بل صوت المواطن الحر

جريدة الشرق الاوسط

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

أصدرت مجموعة من الإعلاميين السوريين من الذين «أعلنوا انحيازهم للانتفاضة المطالبة بإسقاط النظام» منذ انطلاقتها في منتصف مارس (آذار) الماضي، العدد صفر من جريدة «البديل»، لتكون أسبوعية «مؤقتا»، تصدر عن الهيئة الإعلامية المستقلة للصحافيين السوريين. وتعد هذه أول مطبوعة تدعم الثورة وتتحدى «الإجراءات الأمنية المشددة»، حيث أكدت المجموعة أن «البديل» ستقرأ «في كل بيت وتوزع في كل شارع وقرية ومدينة سورية».

ويشار إلى أن الأعداد الأولى ستتضمن أربع صفحات غير منتظمة الصدور مؤقتا إلى حين اكتمال عناصر التوزيع اليومي «قريبا». كما وعدت المجموعة التي نشرت العدد صفر بملفات صور على موقع «فيس بوك»، أن يكون بالإمكان طبعها في المنازل. وقالت «الهيئة الإعلامية المستقلة لدعم الثورة السورية» التي أطلقت الجريدة، إنها بادرت إلى إطلاق جريدة «البديل» التي طبعت ووزعت عددها رقم صفر داخل سوريا يوم الثلاثاء الماضي، وإن هذا المشروع الإعلامي يأتي «إيمانا من الهيئة بأن استمرارية أي حراك ثوري مرتبطة بشكل أساسي بمدى قدرته على بناء وسائل ذاتية متكاملة، تضمن تحقيق أهدافه في مختلف المجالات. وهي محاولة لبناء جسم إعلامي مواكب للانتفاضة – الثورة».

وأوضحت في بيان صادر عن الهيئة، أن المشروع «يصدر ملونا ويرصد ويوثق جوانب من يوميات الانتفاضة بالخبر والتعليق والتحليل بلغة مهنية، إضافة إلى الإحاطة بكل أنواع الفنون التي أفرزتها الثورة». ووصف البيان جريدة «البديل» بأنها هي «محصلة جهود مجموعة من الإعلاميين السوريين الذين أعلنوا انحيازهم للانتفاضة المطالبة بإسقاط النظام منذ انطلاقتها في منتصف مارس الماضي، وأن هذا المشروع يلبي حاجة ملحة تحاول أن تعكس في مضمونها ثقافة الثورة التي رسخها المحتجون ضد الجرائم المنهجية للنظام، تلك الجرائم الإعلامية المستمرة منذ انقلاب حزب البعث عام 1963، حيث عمل على تأطير الإعلام الرسمي وشخصنه في (القائد الرمز)، وتحويل المواطن السوري إلى وسيلة إعلام تمجد الديكتاتور، وإرغام المجتمع على التحول إلى جمهور مصفق لحزب البعث». وقال البيان إنه وحرصا على قطع الطريق لمصادرة أي رأي في المجتمع السوري التعددي، فإن «البديل» ليست «صوتا لتيار أو حزب معين، بل هي صوت المواطن الحر ومجموع الإرادات التي تنشد تحرير سوريا من الاستبداد الفكري الأحادي لكل نواحي الحياة الفردية والجماعية».

«ويكيليكس» يعيد تسليط الضوء على مجزرة سجن صيدنايا عام 2008

سجل حافل بمجازر جماعية طالت مدنا وبلدات سوريا في الثمانينات

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: «الشرق الأوسط»

يظهر شريط فيديو، نشرته شبكة «شام» المعارضة مؤخرا على صفحتها على «فيس بوك»، جثثا مدماة وأشلاء بشرية متناثرة هنا وهناك وإلى جانبها نسخة مفتوحة من القرآن الكريم، مرمية فرق بركة من الدم. وفي نهاية الشريط، يظهر رجل رجح ناشطون أنه ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يعتبره الناشطون السوريون العقل المدبر لجميع عمليات القمع التي تحصل حاليا في سوريا ضد المحتجين السلميين، وهو يستخدم جهازه الجوال في تصوير بقايا الجثث المتروكة بين الركام الملطخ بالدم.

ووفق ما أشار إليه ناشطون، يعود تاريخ هذا الفيديو إلى عام 2008، تاريخ ارتكاب أجهزة الأمن السوري، مدعومة بدبابات من الجيش، مجزرة مروعة شهدها سجن صيدنايا، في إحدى ضواحي العاصمة دمشق.

وتعود هذه المجزرة، التي تعد من أكثر المجازر دموية في السجل الأسود للنظام السوري، إلى الواجهة اليوم بعد أن قام موقع «ويكيليكس» مطلع الأسبوع الحالي بنشر وثائق تؤكد ارتكاب قوات الأمن السورية مجزرة عنيفة في السجن الصحراوي، على خلفية تنفيذ السجناء فيه إضرابا احتجاجيا على عدم الإفراج عنهم. ووفق ما أورده موقع «ويكيليكس»، فإن النظام السوري سعى إلى تجنيد هؤلاء السجناء الإسلاميين لاستخدامهم في العراق كمنفذين لعمليات تفجيرية ضد الأميركيين بين عامي 2003 و2006، ووعدهم بأن يقوم بالإفراج عنهم بعد عودتهم من «الجهاد ضد الكفار».

لم يعلم السوريون ماذا حصل بدقة ليلة 2008/7/5 داخل زنازين هذا السجن المرعب، الذي طالما لفه الغموض شأنه شأن باقي السجون السياسية في سوريا الأسد. بقي الأمر أسير الإشاعات التي جرى تداولها بين الناس، فيما سارعت السلطات حينها إلى إصدار بيان رسمي وصفت فيه ما حدث في السجن بأنه «أعمال إثارة فوضى وإخلال بالنظام العام، قام بها عدد من المساجين المحكومين بجرائم التطرف والإرهاب، مما استدعى تدخل قوى حفظ النظام»، من دون أن يتطرق البيان إلى أي تفاصيل أخرى عن عدد الضحايا والمصابين من المعتقلين الذين قضوا برصاص قوات الأمن.

إلا أن ناشطين في منظمات حقوقية أكدوا أن ما حصل في ذلك الوقت كان مجزرة حقيقية نفذتها أجهزة الأمن السورية بحق المعتقلين الإسلاميين، الذين جرى استفزازهم وشتم معتقداتهم الدينية من قبل حراس السجن، مما أثار غضبا عارما بين صفوفهم أدى إلى حصول صدامات وفوضى قام على أثرها السجناء بأخذ بعض الحراس كرهائن للحفاظ على حياتهم، فما كان من النظام السوري إلا أن حسم أمره واقتحم السجن بأسلوب وحشي أدى إلى تصفية العشرات واختفاء ما يقارب المائة سجين.

لم يستطع أهالي السجناء، الذين تم قتلهم وإخفاؤهم قسرا، معرفة مصير أبنائهم في ذلك الوقت حتى تم إلغاء محكمة أمن الدولة في سوريا منذ مدة ليست ببعيدة، فأحيلت ملفات هؤلاء السجناء إلى القضاء الجنائي، ليعرف الأهل أي مصير بائس ناله أبناؤهم على يد الأمن السوري.

ووفق ما نقلته اللجنة السورية لحقوق الإنسان عن سجين تمكنت من الاتصال به آنذاك، فإن «عناصر الشرطة العسكرية داخل السجن أقدموا على تبديل أقفال جميع مهاجع السجن بأقفال أكبر يصعب كسرها أو فتحها. وفي صباح اليوم الباكر (2008/7/5) وصلت قوة تعزيز إضافية من الشرطة العسكرية تقدر بـ300 أو 400 شرطي بدأوا حملة تفتيش بطريقة استفزازية مهينة تخللتها مشادات كلامية مع المعتقلين السياسيين، ثم بدأوا في تصعيد الاستفزازات وقاموا بوضع نسخ المصحف الشريف الموجودة بحوزة المعتقلين السياسيين الإسلاميين على الأرض والدوس عليها أكثر من مرة، مما أثار احتجاج المعتقلين الإسلاميين الذين تدافعوا نحو الشرطة لاسترداد نسخ المصحف الشريف منهم». ويتابع «عندها، فتح عناصر الشرطة العسكرية النار، وقتلوا تسعة منهم على الفور وهم زكريا عفاش، محمد محاريش، محمود أبو راشد، عبد الباقي خطاب، أحمد شلق، خالد بلال، مؤيد العلي، مهند العمر، وخضر علوش».

وأدى ذلك على حد رواية السجين إلى أن «عمت الفوضى السجن، لا سيما أن المعتقلين تلقوا تهديدات بمجزرة على غرار مجزرة تدمر خلال الأسابيع الماضية، فبدأوا بخلع الأبواب على أقفالها، وخرجوا للتصدي للشرطة العسكرية التي فتحت عليهم النار مجددا، مما أوصل عدد القتلى إلى نحو 25 قتيلا..». وأكد الشاهد أن «عدد المعتقلين الغاضبين كان أكثر بكثير من عدد الشرطة العسكرية، لذلك استطاعوا توقيفهم واتخذوهم رهائن مع مدير السجن وأربعة ضباط آخرين وخمسة برتبة مساعد أول، واستسلم جميع من بداخل السجن بعد أسر مدير السجن والضباط، لكن بقية كتيبة الشرطة العسكرية المرابطة حول السجن مع التعزيزات التي وصلتهم فورا قاموا بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والقنابل الدخانية داخل السجن، فهرب المعتقلون إلى سطح السجن، وبقوا هناك حتى الساعة الثالثة بتوقيت دمشق».

وتابع الشاهد في وصف ما حصل بالإشارة إلى أنه «بدأت عملية تفاوض بين المعتقلين وقوات الأمن، فانتدب المعتقلون السجين سمير البحر (60 سنة) لنقل الرسائل المتبادلة بينهم وبين الأمن، وكان مطلب المعتقلين الوحيد هو الحصول على وعد قاطع بعدم قتلهم في حال استسلامهم، وقدموا على ذلك دليلا بحسن النية أنهم لم يستخدموا السلاح الذي وقع بأيديهم، وأنهم مسالمون، وأنهم احتجوا فقط على الإهانات والإساءات التي يتعرضون لها». وأضاف أن «السلطات رفضت من جهتها منحهم أي وعد بعدم قتلهم أو إيذائهم وطالبتهم بالاستسلام فورا وإطلاق الرهائن، ثم التحدث بعدها في باقي القضايا، وهددت باقتحام السجن في حال استمر الرفض، ودخوله بالقوة ولو أوقع ذلك ألف قتيل. وبعد أن أبلغهم البحر رفض المعتقلين، قاموا بضربه وأخذوه في سيارة مصفحة بعيدا عن السجن». وبقيت الأمور عالقة عند هذه النقطة بعد أن فقد الاتصال بالمصدر من داخل سجن صيدنايا كما تشير منظمة حقوق الإنسان السورية في بيان أصدرته بهذا الصدد.

يستعيد السوريون اليوم وقائع هذه المجزرة المروعة عبر معلومات جديدة يقدمها موقع «ويكيليكس»، في وقت تحولت فيه شوارع المدن والقرى السورية إلى مسارح لتنفيذ أعمال دموية لا تقل وحشية عن تلك التي حصلت في سجن صيدنايا ضد محتجين سلميين ينادون بإسقاط النظام الحاكم ومحاكمة رموزه. ويذكر أن النظام السوري ارتكب الكثير من المجازر بحق الشعب السوري أثناء صراعه مع تنظيم الإخوان المسلمين بداية الثمانينات، وكانت أبرزها مجزرة جسر الشغور، حيث قامت الوحدات الخاصة التي يرأسها العميد علي حيدر بتطويق مدينة جسر الشغور وقصفها بمدافع الهاون، ثم اجتاحتها في 10 مارس (آذار) 1980، وأخرجت من دورها 97 مواطنا تمت تصفيتهم.

وشهد سجن تدمر في 1980/6/27 مجزرة قيل إن رفعت الأسد، شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد، أمر عناصره من سرايا الدفاع بتنفيذها، مكلفا صهره الرائد معين ناصيف باقتحام سجن تدمر وقتل من فيه من المعتقلين، فتمت تصفية أكثر من ألف ومائة معتقل في زنزاناتهم.

وفي 13 يوليو (تموز) 1980، هاجمت عشرون سيارة عسكرية سوق الأحد في مدينة شعبية في مدينة حلب، وهي مزدحمة بالناس الفقراء من عمال وفلاحين ونساء وأطفال أثناء شرائهم حاجاتهم. وبدأ عناصر الأمن في إطلاق النار عشوائيا على الناس، فسقط منهم 192 قتيلا.

وطوقت الوحدات الخاصة في الأمن السوري قرية سرمدا، الشهيرة بعواميدها الأثرية، في 25 يوليو 1980، وجمعت ثلاثين من أهلها في ساحة القرية، ورمت بالرصاص خمسة عشر منهم، فيما ربطت شبانا آخرين بالسيارات والدبابات، وسحلتهم على مرأى من عيون الناس.

وفي صبيحة عيد الفطر في 11 أغسطس (آب) 1980، أمر المقدم هاشم معلا رجاله بتطويق حي المشارقة الشعبي في حلب، وإخراج الرجال من بيوتهم، وإطلاق النار عليهم، مرديا 86 مواطنا، معظمهم من الأطفال.

وفي أبريل (نيسان) 1980، تعرضت مدينة النواعير في حماه لأول مجزرة جماعية بعد محاصرتها من كل الجهات. وفتشت وحدات الأمن المدينة بيتا بيتا، وتم قتل عدد من أعيان المدينة وشخصياتها، فضلا عن اعتقال المئات. وفي نهاية الشهر عينه، طوقت الدبابات وعناصر الوحدات الخاصة مدعومة بمجموعات كبيرة من سرايا الدفاع المدينة، وقاموا بتعذيب أهلها، مما أدى إلى مقتل 335 شخصا ألقيت جثثهم في الشوارع والساحات العامة، ولم يسمح بدفنهم إلا بعد أيام عدة.

استمرار العملية العسكرية في حمص.. والأمن يقتل جنودا منشقين

ارتفاع عدد قتلى المدينة إلى 31 شخصا واعتقال أكثر من 150 ناشطا

جريدة الشرق الاوسط

لندن – دمشق: «الشرق الأوسط»

استمرت حملة القوات السورية على مدينة حمص لليوم الثاني على التوالي، بعد أن ظهرت حصيلة جديدة ليوم أمس الدموي، إذ ارتفع عدد القتلى إلى 31 شخصا بينهم 29 شخصا في حمص، بينما قتل أمس ثلاثة جنود منشقين خلال عملية أمنية في منطقة جبل الزاوية (شمال غربي سوريا).

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «ثلاثة عسكريين منشقين قتلوا واعتقل اثنان آخران أثناء وجودهم في منزل شقيق الضابط المقدم المنشق حسين هرموش، أثناء العملية الأمنية التي قامت بها القوات الأمنية مدعمة بقوات عسكرية في جبل الزاوية»، صباح أمس. وأفاد المرصد بأن «قوات عسكرية وأمنية تضم 7 آليات عسكرية مدرعة و10 سيارات أمن رباعية الدفع اقتحمت قرية ابلين» صباح أمس بحثا عن مطلوبين للسلطات الأمنية. وأشار المرصد إلى «سماع صوت إطلاق رصاص كثيف ترافق مع عملية الاقتحام، بالإضافة إلى صوت قصف الرشاشات الثقيلة».

وكان المقدم حسين هرموش أعلن في بداية يونيو (حزيران) انشقاقه هو وعناصره عن الجيش السوري عبر شريط فيديو بثته عدة مواقع إلكترونية وقنوات فضائية، بسبب «رفضه قتل المدنيين العزل»، معلنا تشكيل ما سماه «الضباط الأحرار السوريين».

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن «قوة أمنية نفذت صباح اليوم عملية نوعية في قرية ابلين بجبل الزاوية، ألقت خلالها القبض على عدد من أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين، وسقط عدد آخر من أفراد تلك المجموعات الإرهابية بين قتيل وجريح». وأعلن المصدر أن «العملية أدت إلى استشهاد ثلاثة من عناصر القوة الأمنية وجرح ثلاثة آخرين»، مشيرا إلى أنه «تم العثور على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والبزات العسكرية».

وفي حمص، تابعت الأجهزة الأمنية عملياتها؛ إذ «اقتحمت قوات الأمن حي بابا عمرو في إطار حملة مداهمات واعتقالات تنفذها في عدة أحياء منذ صباح اليوم، وأسفرت عن اعتقال أكثر من 150 شخصا»، بحسب المرصد. وأشار المرصد إلى «سماع صوت إطلاق رصاص كثيف في حي بابا عمرو بالتزامن مع حملة الاعتقالات».

وقال ناشط مقيم في لبنان لوكالة الأنباء الألمانية إن نحو 40 جنديا انشقوا عن الجيش في حمص وانضموا إلى صفوف المعارضة. وأوضح أن العنف تصاعد في حمص مساء أول من أمس بسبب الانشقاقات التي وقعت داخل وحدة للجيش تتمركز في المدينة. وأضاف الناشط أن الجنود رفضوا تنفيذ الأوامر، وخاصة إطلاق النار على الجرحى. وقال وسام طريف، وهو مواطن سوري في مجموعة «أفاز» الدولية المعنية بحقوق الإنسان أمس إن إطلاق نار كثيفا وقع في أعقاب انشقاق الجنود في حمص. وأوضح أن انشقاق الجنود تسبب في حدوث اشتباك بين الجنود الذين حاولوا الفرار وقوات الأمن الموالية للنظام.

السوريون يتظاهرون اليوم في «جمعة الحماية الدولية».. ويطلبون إرسال مراقبين في مجال حقوق الإنسان

ناشطون يرفضون أي مبادرة للحل لا تتضمن «رحيل» ومحاكمة رموز النظام

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

تتحرك المعارضة السورية، اليوم، تحت عنوان «جمعة الحماية الدولية»، مطالبة الهيئات الدولية والعربية بالتحرك من أجل «حماية المدنيين» بعد قرابة ستة أشهر من المظاهرات شبه اليومية، التي بدأت مطالبة بإطلاق الحريات وتحقيق إصلاحات وصولا إلى المطالبة بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وناشدت هيئة سرية للمعارضة السورية المجتمع الدولي إرسال مراقبين في مجال حقوق الإنسان للمساعدة في وقف الهجمات العسكرية على المدنيين في إطار حملة دامية ضد الاحتجاجات الشعبية في البلاد. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية وهي كتلة تضم عدة مجموعات للنشطاء السوريين إن زيادة عدد القتلى بين المتظاهرين في الآونة الأخيرة ومنذ بدء الاحتجاجات، أقنعت العديد من السوريين بالحاجة إلى طلب مساعدة من الخارج.

وقال المتحدث أحمد الخطيب لـ«رويترز» إن الدعوة لتدخل خارجي قضية حساسة قد يستخدمها النظام لاتهام معارضيه بالخيانة، وأضاف أن المعارضين السوريين يطالبون بإرسال مراقبين دوليين كخطوة أولى.

وأوضح أنه إذا رفض النظام فإنه سيفتح الباب أمام تحركات أخرى مثل فرض منطقة حظر طيران أو حظر استخدام الدبابات.

ويردد المتظاهرون السوريون هتافات يطالبون فيها بالحماية الدولية لكن لم تظهر بادرة في الغرب تشير إلى رغبته في تكرار الغارات التي يشنها حلف شمال الأطلسي في ليبيا والتي لعبت دورا أساسيا في سقوط معمر القذافي.

ولم تقترح أي دولة هذا النوع من التدخل في سوريا مثل صدور تفويض من الأمم المتحدة لحماية المدنيين.

وبعكس ليبيا فإن سوريا تتقاطع مع خيوط الصراع في الشرق الأوسط لأن لها حلفاء أقوياء مثل إيران ولها نفوذ في لبنان والعراق.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان «قامت ثورتنا المجيدة بإرادة شعبنا البطل لنيل حريته وكرامته والتي تميزت بنبذ كل أنواع العنف واعتماد مبدأ التظاهر السلمي الحضاري والتأكيد على الوحدة الوطنية إلا أن النظام المستبد قابل هذا بالقتل والقمع والاعتقال والتهجير وارتكاب المجازر حتى وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 3000 شهيد وتجاوز عدد المعتقلين عشرات الآلاف إضافة إلى آلاف المفقودين وآلاف المهجرين من جميع أرجاء سوريا».

وأضاف البيان «لقد عصف هذا النظام بكل الأعراف والمواثيق المحلية والإقليمية والدولية في طريقة قمعه الوحشية للمدنيين العزل.. واستخدام الأسلحة الثقيلة في عمليات القمع والقتل». وتابع أن هذا الوضع خلق حاجة ملحة لأن يتخذ المجتمع الدولي «كل الإجراءات التي من شأنها فرض حماية للمدنيين وفق ما نصت عليه قوانين ومواثيق الأمم المتحدة ذات الصلة». وقال البيان «مع أننا لا نسعى للتدخل العسكري العربي أو الدولي على الأراضي السورية ونرفض الوصاية من أي طرف كان لكننا نحمل النظام المسؤولية المباشرة لأي تدخل قد يحصل بسبب تعنته وإصراره على القتل بدم بارد».

وتأتي مناشدة الناشطين السوريين المجتمع الدولي بحماية المدنيين، بعد إحصاء سقوط 3200 قتيل، وفق صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيس بوك»، واعتقال أكثر من خمسين ألف شخص، لا يزال نحو عشرين ألفا منهم معتقلا، فضلا عن آلاف الجرحى وآلاف المشردين واللاجئين في الدول المجاورة. وهي ترافقت مع تذكير الناشطين بأن «سوريا عضو مؤسس في منظمة الأمم المتحدة، وعضو مؤسس في جامعة الدول العربية، وشاركت في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وبالتالي فمن حق شعبها اليوم أن يتدخل المجتمع الدولي لوقف المجزرة».

ويحمل الناشطون على ظهور «المجتمع الدولي وكأنه فقد فجأة كل أدوات ضغطه»، تعليقا على «قبول العالم في عام 2011، عندما تختار السلطة أن تمارس جرائمها الوحشية بالصورة التي نراها، ألا يُسمح لوسائل الإعلام بالوجود والتحرك بحرية بين المدن لمدة ستة أشهر»، مشددين وفق ما أوردته صفحة «الثورة السورية» على أنه «من حق السوريين أن توجد معهم وسائل الإعلام، ليشاهد العالم ما يجري، وعلى الأمم المتحدة ودول العالم أن تضغط بشكل حقيقي للسماح لوسائل الإعلام بالدخول إلى كل مدينة وقرية دون مرافقة».

وتتزامن مخاطبة المعارضة السورية للمجتمع الدولي بعد يومين من تسريب مضمون مبادرة عربية كان من المقرر أن يحملها الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى دمشق، ولاقت رفضا أوليا من الكثير من أطياف المعارضة فيما يتعلق باقتراحها بقاء الأسد على سدة الرئاسة حتى انتخابات عام 2014. وفي هذا الإطار، وصف القائمون على صفحة «الثورة السورية» النص الذي سرب لحل «الأزمة السورية»، بـ«المرفوض بالكلية». وأفادوا بأنه «سواء أكان النص المسرب صحيحا أم لا، فينبغي أن نسجل أن من يقبل به، إنما يقبل ببيع دماء الشهداء، ومشارك في خيانة الثورة»، مشددين على أن «أي حل لا يتضمن رحيل بشار، هو حل تآمري، بغض النظر عمن يتبناه أو يسوقه». وأكدوا: «إننا لم ندفع هذا الثمن من أجل تغيير قانون الانتخابات، ولا من أجل تعديل نظام المجالس المحلية».

وأعرب المكتب السياسي للمجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية عن حزنه «لتباطؤ الموقف العربي والإقليمي والدولي تجاه ما يتعرض إليه (الشعب) من هجمة وحشية لا إنسانية من قبل نظام بشار الأسد»، مبديا ترحيبه «بأي مبادرة أي كان مصدرها شرط أن تستجيب إلى مطالبه وطموحاته، وقبل كل شيء أن تقدر تضحياته التي ما فتئ يقدمها دون تردد أو تقهقر». وشدد على أن الشعب السوري «لن يكترث بأية مبادرات ما دامت أدنى من مطالبه المشروعة والمتمثلة بإسقاط النظام ومحاكمة رموزه»، معتبرا أنه «سواء تم تأجيل زيارة العربي أم تم إلغاؤها، فإن المقترحات التي كان من المفترض أن يقدمها لحل الأزمة في سوريا لم تكن بمستوى المعاناة والآلام التي يعانيها الشعب السوري، بل كانت لتزيد من تعقيد الوضع وإطالة أمده».

وفي سياق متصل، أكدت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «الشعب السوري الذي دفع آلاف الضحايا والمعذبين لن يقبل بمعالجات شكلية تبقي بشار الأسد وأجهزة المخابرات وفرق الموت تتحكم بحياته». ودعا جامعة الدول العربية والشعوب العربية إلى أن «تقف إلى جانبه في كفاحه العادل، والتوقف عن إعطاء هذا النظام القاتل الفرصة تلو الأخرى».

ورأت في المبادرة العربية «أساسا طيبا يمكن البناء عليه لمعالجة الأزمة الوطنية التي ترتبت على مواجهة النظام للانتفاضة الشعبية بالعنف»، موضحة أنه «ورغم أننا لا نثق بالنظام ولا برئيسه، ولا نقر بشرعيتهما، ونتحفظ على إجراء الانتخابات الرئاسية متعددة المرشحين في عام 2014، لكننا منفتحون على البنود الأخرى في المبادرة، إذا توفرت ضمانات كافية، عربية ودولية، لتنفيذها». ولفتت إلى أنه «مما هو متاح من معلومات يبدو أن النظام سيرفض المبادرة، أو قد يقبل صيغة مفرغة من مضمونها منها، ودون أية ضمانات للتنفيذ».

تململ بين الناشطين المسيحيين السوريين من زعمائهم الروحيين المدافعين عن النظام.. ودعوات لعقد لقاء ضد المواقف الرسمية للكنيسة

ناشط مسيحي لـ«الشرق الأوسط»: موقف الكنيسة يجردها من إنسانيتها التي هي روح الدين المسيحي

جريدة الشرق الاوسط

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

يتدارس عدد من الشباب السوريين من طوائف مسيحية عدة، فكرة عقد لقاء أو ندوة لبحث سبل إعادة المسيحيين إلى موقعهم الصحيح في الوطن السوري، وذلك للرد على مواقف آباء الكنائس السوريين الذين اختاروا وإن بشكل موارب الوقوف إلى جانب النظام السوري. ويقول الناشطون من الطوائف المسيحية التي تشكل نحو 4.1 في المائة من السكان، ويبلغ عدد أفرادها نحو 750 ألف نسمة (من أصل 22.5 مليون نسمة)، إن مواقف آباء الكنائس «تتناقض مع أبسط المبادئ الروحية والإنسانية للدين المسيحي، والتي تعز النفس البشرية وتنبذ العنف والقتل وتحرم إهانة وقتل الجسد باعتباره هيكل الروح القدس».

ووصف ناشط مسيحي يعيش في دمشق، وهو من المثابرين على المشاركة في المظاهرات المطالبة بالحرية، مواقف بعض رؤساء الطوائف المسيحية بأنها مواقف «مخزية». وقال الناشط لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي أجري معه من لندن، إن «رؤساء الطوائف يرتكبون خطأ فادحا بعدم استنكارهم وإدانتهم للقمع الوحشي الممارس ضدنا، أي الشعب السوري الأعزل، وكأن قتل البشر وانتهاك الحرمات لا يعنيان الكنيسة ولا رعاياها».

واعتبر أن هذا «يجرد الكنيسة السورية من إنسانيتها التي هي روح الدين المسيحي، كما يجردها من وطنيتها»، موضحا «لطالما كان مسيحيو المشرق العربي روادا في النهضة العربية وشركاء في النضال من أجل نيل الحرية والاستقلال». وعبر عن تمنيه ورفاقه من المسيحيين والمسلمين أن تخرج المظاهرات من الكنائس كما تخرج من الجوامع، وقال إنه «أصبح وعدد من الشباب والشابات المسيحيين من المثابرين على الصلاة يوم الجمعة في المساجد من دون أن يعلنوا أنهم مسيحيون، إلا أن إمام جامع في ريف دمشق لأكثر من مرة كان يختم صلاته بالسلام على المسلمين وغير المسلمين وهو ينظر إلينا».

وأكد الناشط المسيحي وجود عدد كبير من أبناء الطوائف المسيحية في أنحاء متعددة من البلاد من «المشاركين والداعمين للثورة»، عدا عن المسيحيين البارزين في المعارضة، لكنه رأى «أن موقف أرباب الكنائس يعمي على هذه المشاركة المشرفة»، ويسهم في تكريس دعايات النظام عن أن «ما يجري في سوريا اليوم ليس ثورة من أجل الحرية وإنما هو صراع طائفي بين المسلمين السنة والعلويين، وكأنما المسيحيين خارج ما يجري». وقال إن «هذا يلحق ضررا فادحا بالوجود المسيحي في المنطقة، إذ يعزله عن محيطه الإسلامي، ويقتلعه من جذوره».

ولا يرى الناشط مبررا للمواقف الرسمية للكنائس سوى أنها «تعتبر نفسها جزءا ملحقا بالسلطة الزمنية الزائلة، وتربط مصير السلطة الروحية بمصير السلطة الزمنية في سوريا، وأيضا شريكة لها في جرائمها وفي تآمرها على الوحدة الوطنية والدفع باتجاه تفريغ المنطقة من تنوعها». ولفت الناشط إلى أنه «لذلك لاقت الفكرة التي طرحها المعارض البارز ميشيل كيلو في شهر يوليو (تموز) الماضي قبولا في أوساط العلمانيين المسيحيين».

وكان المعارض السياسي والكاتب ميشيل كيلو دعا العلمانيين من مسيحيي المولد إلى «فتح نقاش أو عقد ندوة حول موضوع وحيد هو سبل إعادة المسيحيين إلى موقعهم الصحيح من الجماعة العربية الإسلامية، وإلى دورهم الثقافي المجتمعي في خدمتها، بعيدا عن أي سلطة غير سلطة الجوامع الإنسانية والمشتركات الروحية والمادية التي تربطهم بها». وقال إنه «في زمن التحول الاستثنائي الذي لا سابقة له في تاريخ العرب، فإن هكذا لقاء يمثل فرصة لامتلاك وبناء الدولة التي تعبر عن حريتها وحضورها في شأن عام عاشت المسيحية فيه وبفضله، لأنه كان مرتبطا بالدولة في مفهومها المجرد والسامي، ومنفصلا عن شأن سلطوي استبدادي الطابع والدور، مما حمى المسيحية من شرور وبطش السلطوية وغرسها بعمق حاضنتها الطبيعية، المستقلة نسبيا عن السلطة والسياسة، بفضل الإسلام وفضائه الإنساني، المتسامح والرحب».

وانطلق كيلو في دعوته إلى أن «الدين ليس ملكا للكنيسة، التي تبلد شعورها وفقدت علاقتها مع الواقع ومع حساسية المسيحية الإنسانية، ولأن للعلمانية الحق في ممارسة وفهم الدين بالطريقة التي تريدها، خارج وضد الكنيسة أيضا».

من جانبها، قالت ناشطة مسيحية من حماه لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي، إن تلك الدعوة بداية لانقسامات جديدة في الكنيسة، وحملت المسؤولية لرؤساء الطوائف «الذين لا يريدون أن يروا الواقع، وهو أن المسيحيين على الأرض يدفعون ثمن الحيادية السلبية لرؤسائهم الروحيين، سواء بعزلهم وقطع صلاتهم مع مجتمع يتشاركون فيه العيش مع المسلمين من مئات السنين، أو بقتل أبنائهم من الموالين للنظام والمتعاونين مع الأجهزة الأمنية». وأشارت إلى أن «أكثر من شاب مسيحي قتل خلال الأحداث، لا سيما في حمص، للاشتباه في تعاونهم مع الأجهزة الأمنية». ودعت رؤساء الكنائس إلى ضرورة التنبه إلى «خطورة تراكم الأحقاد»، والتي ستشكل خطرا كبيرا على الوجود المسيحي في المنطقة. وقالت إنها «لا تمانع في عقد ندوة أو مؤتمر للمسيحيين خارج الكنيسة وضد مواقف الكنيسة إذا لم تستطع أن تمثل رعاياها»، وقالت «لا يمكن للمسيحية في الشرق أن تكون بمعزل عما يجري، فكيف إذا كان أبناؤنا منخرطين في الثورة؟».

واتهمت الناشطة الحموية الكنيسة «برمي أبنائها إلى التهلكة، حين تتخلى عن الناشطين منهم في الثورة ولا تنصت لأصوات الحق»، مشيرة إلى «قيام عدد من الشباب بمخاطبة الكنيسة لاتخاذ موقف واضح إن لم يؤيد الثورة فعلى الأقل يستنكر القتل والعنف، ويكف عن ترويج دعايات النظام في التخويف من المسلمين والمد الإسلامي، لأن سوريا بحكم التاريخ والجغرافية بلد تعددي معتدل لم يكن يوما حاضنا للتطرف، منذ فجر الحضارة».

وعبرت الناشطة الحموية عن استيائها من مسيرات التأييد التي نظمها رجال الأعمال من غير المسيحيين ومن المؤيدين للنظام في الأحياء المسيحية في دمشق، فبدا وكأن كل المسيحيين يحبون نظام بشار الأسد، وقالت «تارة نسمع بطريركا يتحدث عن معنى البشارة باسم بشار الأسد، وأخرى يسهب كاهن في اللقاء التشاوري في الحديث عن إنسانية الرئيس بشار، وآخر يتخوف من الإسلام المتطرف.. إلخ». واعتبرت صمت الكنيسة وتغاضيها عن ذلك «عارا عليها»، كما أنه من العار أن تصمت عن انتهاك حرمة المساجد وقصف المآذن، وقالت إن «السكوت عن الرقص في الأحياء المسيحية على دماء أهلنا من الشعب السوري بجميع أطيافه، والتأييد لنظام ينتهك المساجد ويمزق كتب الله، لن يجنب البطش، فمن قصف المآذن لن يتورع عن قصف قبب الكنائس والصلبان». ولهذا وجهت الناشطة الحموية دعوة لأرباب الكنائس إلى «التعبير عن موقف ينسجم مع روحانية وإنسانية الدين المسيحي، ويحض المسيحيين على الحفاظ على الوحدة الوطنية بالتلاحم مع أبناء شعبه في نضاله من أجل الحرية، فالمسيح جاء لنصرة المظلومين لا الظالمين». وأكدت أن «المحنة التي يعيشها الشعب السوري اليوم تشكل اختبارا لمواقف رجال الدين الموالين للسلطة من كل الطوائف، الذين طالما تغنوا بالتعايش والعيش المشترك في حفلات وملتقيات جرت تحت رعاية السلطة»، متساءلة عما إذا كانت دعواتهم تلك «محض دعايات سياحية للنظام، وعما إذا كانت الكنيسة ترضى بالقيام بهكذا دور هزيل ومخز».

وكان البطريرك الماروني في لبنان بشارة الراعي قد ضم صوته، قبل يومين، إلى أصوات زعماء الطوائف المسيحيين في سوريا، ودعا إلى منح الرئيس السوري بشار الأسد فرصة لتطبيق الإصلاحات، معبرا عن مخاوفه من تفتت سوريا ونشوء حرب أهلية وأنظمة إسلامية. وعبر الراعي الذي تسلم مهامه قبل أشهر قليلة، خلفا للبطريرك نصر الله بطرس صفير الذي يعرف بمواقفه المتشددة ضد النظام السوري، عن تفهمه لموقف الأسد وفي الوقت نفسه عن «خشيته من مرحلة انتقالية في سوريا» قد تشكل تهديدا لمسيحيي الشرق، وذلك قبل زيارة مقررة إلى لورد في جنوب فرنسا. وصرح الراعي خلال مؤتمر أساقفة فرنسا «كنت آمل لو يعطى الأسد المزيد من الفرص لتنفيذ الإصلاحات السياسية التي بدأها». وقال «في سوريا، الرئيس ليس شخصا يمكنه أن يقرر الأمور وحده. لديه حزب كبير حاكم هو حزب البعث. (الأسد) كشخص هو إنسان منفتح، تابع دراسته في أوروبا، وتربى على المفاهيم الغربية. لكن لا يمكنه القيام بمعجزات وحده». وأضاف «لقد عانينا نحن من النظام السوري، لا أنسى ذلك، لكني أريد أن أكون موضوعيا، فهو (بشار الأسد) بدأ سلسلة من الإصلاحات السياسية، ومن المفترض إعطاء مزيد من الفرص للحوار الداخلي.. مزيد من الفرص لدعم الإصلاحات اللازمة وأيضا تفادي أعمال العنف والحرب». وأقر الراعي «لسنا مع النظام، لكننا نخشى المرحلة الانتقالية»، مضيفا «علينا أن ندافع عن المسيحيين وعلينا أن نقاوم بدورنا».

نشطاء سوريون يطلبون من المجتمع الدولي حماية المدنيين

ناشدت هيئة للمعارضة السورية المجتمع الدولي أمس، إرسال مراقبين في مجال حقوق الإنسان للمساعدة على وقف الهجمات على المدنيين في البلاد . وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية” وهي كتلة تضم مجموعات للنشطاء “إن زيادة عدد القتلى بين المتظاهرين في الآونة الأخيرة، ومنذ بدء الاحتجاجات قبل قرابة ستة أشهر أقنعت العديد من السوريين بالحاجة إلى طلب مساعدة من الخارج” .

وقال المتحدث أحمد الخطيب إن “الدعوة لتدخل خارجي قضية حساسة قد يستخدمها النظام لاتهام معارضيه بالخيانة”، وأضاف أن “المعارضين السوريين يطالبون بإرسال مراقبين دوليين كخطوة أولى” . وأوضح أنه “إذا رفض النظام فإنه سيفتح الباب أمام تحركات أخرى مثل فرض منطقة حظر طيران أو حظر استخدام الدبابات” .

وقال ياسر سعد الدين وهو معلق سياسي معارض يعيش في قطر إن “نجاح حملة حلف شمال الأطلسي في ليبيا قد يشجع الغرب على إعادة النظر في موقفه من سوريا” . وأضاف “إن سقوط القذافي أعطى الغرب فرصة تاريخية لإصلاح علاقاته مع العالمين العربي والإسلامي” .

وقالت الهيئة العامة للثورة في بيان “قامت ثورتنا المجيدة بإرادة شعبنا البطل لنيل حريته وكرامته والتي تميزت بنبذ كل أنواع العنف واعتماد مبدأ التظاهر السلمي الحضاري والتأكيد على الوحدة الوطنية إلا أن النظام المستبد قابل هذا بالقتل والقمع والاعتقال والتهجير وارتكاب المجازر حتى وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 3000 شهيد وتجاوز عدد المعتقلين عشرات الآلاف، إضافة إلى آلاف المفقودين وآلاف المهجرين من جميع أرجاء سوريا” . وأضافت “إن هذا الوضع خلق حاجة ملحة إلى أن يتخذ المجتمع الدولي كل الإجراءات التي من شأنها فرض حماية للمدنيين” . (رويترز)

الرئيس التركي: الإصلاحات التي أعلنها الأسد محدودة ومتأخرة

اعتبر الرئيس التركي عبد الله غول، أن الإصلاحات التي أعلنها الرئيس السوري بشار الأسد “محدودة ومتأخرة”، وأشار إلى أن بلاده لا تتدخّل بالشؤون السورية بل تقف على مسافة متساوية من الأطراف كافة .

وقال غول في مقابلة خاصة مع قناة “العربية” أمس، إن “بعض القادة العرب لم يدركوا أن النظم الشمولية لم يعد لها موقع في عالمنا المتغير” . وكشف عن رسالة “الفرصة الأخيرة” التي أرسلها مع وزير خارجيته أحمد داود أوغلو إلى الأسد الشهر الماضي . وقال إنه طلب من الأسد “وقف إراقة الدماء، وسحب الجيش والأمن من المدن، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإجراء انتخابات حرة وشفافة وديمقراطية وتعددية”، نافياً أن تكون لأنقرة أجندات خفية في الأزمة .

وأضاف “إننا نسمع يومياً عن مقتل 20 أو30 شخصاً، وقمع المتظاهرين بهذه الطريقة لم يعد مقبولاً” . ورأى أن من المهم أن يتشكل مجلس يمثل الشعب السوري تمثيلاً حقيقياً، مشيراً إلى أن الإصلاحات التي أعلنها الأسد “محدودة ومتأخرة” . وتابع إن بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية لدمشق، وتقف على مسافة متساوية من الأطراف، وإن الشعب السوري هو الذي يجب أن يختار من يحكمه .

 وأشار إلى أن تركيا أفسحت المجال لعقد مؤتمرات للمعارضة السورية “على غرار ما يحدث في أي دول حرة وديمقراطية، لكننا لم نوعز للمعارضين بأن يعملوا هذا الأمر أو ذاك” .

وحول المواقف الأمريكية والأوروبية من الأحداث في سوريا، قال غول إن “تركيا تحاول لعب دور في تسوية الأزمة، والعمل على ترسيخ السلام في منطقتنا وبأيدينا، وتولي زمام الأمور لأن الأمريكيين والأوروبيين بعيدون عن أفكارنا وعاداتنا” . وأشار إلى أن حدوداً طويلة تربط بلاده بسوريا، وتمتد عبر الحدود جماعات من السكان ترتبط بأواصر القرابة .

إلى ذلك، نقل نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض فاروق لوغ أوغلو الذي زار سوريا مؤخراً، عن الأسد إحباطه من موقف أنقرة من الأحداث الأخيرة في بلاده والتزامه في الوقت نفسه بالحفاظ على علاقات جيدة مع الشعب التركي . وقال لصحيفة “حريت” إن “سياسات الحكومة (التركية) خيبت أمل القيادة السورية بشكل واضح” . وأضاف أن الأسد سمّى بعض الشخصيات التركية التي عمّقت إحباطه تجاه تركيا، إلاّ أن لوغ أوغلو لم يفصح عن الأسماء .

إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إنه ينبغي على الرئيس السوري بشار الأسد إجراء محادثات مع المعارضة . وأضاف في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون البرتغالية الأربعاء أن “الحل العسكري لن يحل شيئاً مطلقاً ولن يكون الحل الصحيح” .  وتابع “نعتقد أن الحرية والعدالة واحترام الآخرين هي حقوق مكفولة لجميع الأمم، وينبغي أن يتم التعامل مع المشكلات عن طريق الحوار” . (وكالات)

استعدادات لجمعة الحماية الدولية بسوريا

يتأهب معارضو النظام في سوريا للتظاهر اليوم في إطار ما سموه “جمعة الحماية الدولية” في ظل انتشار أمني كثيف. وسبقت الاحتجاجات الجديدة المرتقبة حملات أمنية وعسكرية أوقعت سبعة قتلى وفقا للجان التنسيق المحلية, وسط أنباء عن مزيد من الانشقاقات في صفوف الجيش السوري خاصة في حمص ودير الزور.

كما سبقت هذه المظاهرات دعوات من معارضين سوريين إلى إرسال مراقبين دوليين للمساعدة في وقف الهجمات التي يشنها الأمن والجيش السوريان, ومليشيات “الشبيحة”.

قتلى بعمليات عسكرية

وكانت العمليات العسكرية, والحملات الأمنية قد تركزت أمس في حمص، حيث قتل في هذه المدينة وحدها أكثر من عشرين شخصا أول أمس. لكن تلك العمليات والحملات شملت محافظات أخرى مثل درعا (جنوب), وإدلب (شمال غرب).

وقال ناشطون للجزيرة إن انفجارت دوت في تلبيسة بحمص, وأكدوا حدوث انشقاق في الجيش، وتبادل إطلاق نار مع الأمن السوري في أحياء بحمص, ودير الزور.

وفي محافظة إدلب، اقتحمت القوات الأمنية بالأسلحة الثقيلة قرية إبلين لإلقاء القبض على جنود منشقين، بالإضافة إلى وصول تعزيزات عسكرية في منطقة جبل الزاوية.

ووفقا لناشطين، فقد قتل عدد من المنشقين عندما قصف الأمن بيتا في قرية إبلين يملكه المقدم المنشق حسين هرموش، الذي التحق بالانتفاضة الشعبية قبل ثلاثة أشهر، وكان أخوه يساعد في تهريب عسكريين فارين.

وتبع القصف -حسب ناشط من إبلين- تدمير 15 بيتا واعتقالات لبعض الأهالي بينهم نساء وأطفال. وتحدث مصدر عسكري سوري عن “عملية نوعية” في إبلين، قتل فيها وأوقف “إرهابيون” وصودرت فيها أسلحة وذخائر، وانتهت أيضا بمقتل ثلاثة من رجال الأمن.

كما شهدت حماة انتشارا أمنيا مكثفا خاصة في حي عين اللوزة، حيث كان الأمن يحملون قوائمَ للمطلوبين.

وتحدث مساء أمس الناشط أبو مها من حمص للجزيرة عن إطلاق نار وانفجارات في أحياء بينها المنطقة الغربية لباب السباع وباب الدريب وبستان الديوان، الذي بث ناشطون صورا له تظهر حرائق أشعلها الشبيحة والأمن في الممتلكات.

وقال أبو مها إن هذه المناطق محاصرة لأن عسكريين منشقين احتموا بها، وتحدث عن حصارٍ عجز أمامه الناشطون عن إيصال حتى بعض مستلزمات الحياة إلى الأهالي. كما عرفت أحياء أخرى في حمص كباب هود وبابا عمرو وحمص القديمة مداهمات وإطلاق نار.

وكانت أجهزة الأمن والشبيحة اعتقلت العديد من الشباب في حي سكنتوري في مدينة اللاذقية الساحلية. وفي درعا جنوبا شهدت بلدتا طفس والجيزة تحليق طائرات عسكرية مع انقطاع تام للتيار الكهربائي.

مظاهرات ليلية

ورغم الحملات العسكرية والانتشار الأمني المكثف، تظاهر الليلة الماضية آلاف السوريين مطالبين بإسقاط نظام بشار الأسد.

وشملت تلك المظاهرات مسيرة نسائية خرجت في حي الوعر بحمص، ومظاهرات في مدن أخرى، تضامنا مع هذه المدينة، كتلك التي شهدتها تلبيسة في ريف حمص.

وكان بين المناطق -التي خرجت فيها مظاهرات مسائية- معضمية الشام في ريف دمشق والحجر الأسود في دمشق -حيث أعادت السلطات اعتقال شبان مفرج عنهم- ودرعا والحسكة والبوكمال بمحافظة دير الزور.

كما خرجت مظاهرات بعد صلاة العشاء أمس في مناطق متفرقة من مدينة حمص، بينها أحياء الخالدية وبابا عمرو والإنشاءات، للمطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، وبحماية دولية للمدنيين، وشهدت مدينة الرستن بمحافظة حمص مظاهرة مماثلة.

وشهد حيا الميدان وكفر سوسة بالعاصمة دمشق مظاهرات بعد صلاة العشاء للمطالبة برحيل النظام وبحماية للمدنيين. وفي محافظة إدلب خرجت مظاهرات بمدن إدلب وبنش والغدفة للمطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد وبحماية للمدنيين.

وفي محافظة درعا, خرجت مظاهرات في مناطق متفرقة من المحافظة للمطالبة برحيل النظام منها بصر الحرير وتسيل والحراك، كما طالبت بحماية دولية للمدنيين.

كما خرجت مظاهرات في حرستا والكسوة والسيدة زينب بريف دمشق للمطالبة برحيل النظام. وجاءت هذه المظاهرات في إطار الاستعدادات لاحتجاجات “جمعة الحماية الدولية”.

“مناشدة الثوار”

وقبيل مظاهرات اليوم الجمعة, ناشدت الهيئة العامة للثورة السورية -في خطوة غير مسبوقة- المجتمع الدولي توفيرَ حماية دولية للمدنيين.

وقالت الهيئة –وهي مظلة تنضوي تحتها جماعات الناشطين التي تقود المظاهرات- إن سلوك النظام الذي “لم يكتفِ بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، بل قام بالتمثيل بالجثث”، و”لم يتوان عن توريط الجيش واستخدام الأسلحة الثقيلة”، خلق واقعا “يفرض على الأشقاء العرب والمسلمين وعلى المجتمع الدولي أن يكونوا على مستوى المسؤولية”، وطالبت المجتمع الدولي بـ”تحمل مسؤولياته واتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها فرض حماية للمدنيين”.

ودعت الهيئة -في بيان- إلى إرسال مراقبين دوليين في مجال حقوق الإنسان، منعا للحملات الأمنية التي يشنها نظام بشار الأسد، وشددت على أنها لا تريد تدخلا عسكريا عربيا أو دوليا، “لكننا نحمل النظام المسؤولية المباشرة لأي تدخل، بسبب تعنته وإصراره على القتل بدم بارد وارتكاب المجازر بحق المدنين”.

وتحدثت الهيئة عن مقتل ثلاثة آلاف شخص قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس/آذار، وهو رقمٌ يتجاوز أرقام لجان التنسيق المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان والأمم المتحدة التي تتحدث عن 2200 قتيل.

كما تحدثت الهيئة عن عشرات الآلاف من المعتقلين، وآلاف المفقودين في حملات أمنية تواصلت خلال الأيام القليلة الماضية.

أنباء عن انشقاقات بالجيش بحمص ودير الزور

قتلى ومظاهرات لحماية دولية بسوريا

أفادت لجان تنسيق الثورة السورية بأن سبعة أشخاص قتلوا برصاص قوات الأمن السورية والشبيحة المدعومة بقوات من الجيش في مناطق متفرقة من سوريا أمس الخميس، وسط أنباء عن انشقاق عناصر من الجيش في حمص ودير الزور. واستباقا لمظاهرات دعا لها الناشطون تحت شعار “جمعة الحماية الدولية”، شهد العديد من المدن السورية مظاهرات ليلية نادت بإسقاط نظام بشار الأسد وبحماية دولية للمدنيين.

وقال ناشطون إن إطلاق نار كثيفا وقع في تلبيسة بريف حمص، حيث سمع دوي انفجارات، كما أفادت أنباء نقلها ناشطون -في اتصال هاتفي مع الجزيرة- بوقوع انشقاق في الجيش، وتبادل إطلاق نار مع الأمن السوري في أحياء بحمص ودير الزور.

وفي محافظة إدلب شمال غرب البلاد، اقتحمت القوات الأمنية بالأسلحة الثقيلة قرية إبلين لإلقاء القبض على جنود منشقين، بالإضافة إلى وصول تعزيزات عسكرية في منطقة جبل الزاوية.

وبحسب ناشطين، فقد قتل عدد من المنشقين عندما قصف الأمن بيتا في قرية إبلين يملكه مقدم اسمه حسين هرموش التحق بالانتفاضة الشعبية قبل ثلاثة أشهر، وكان أخوه يساعد في تهريب عسكريين فارين.

وتبع القصف -حسب ناشط من إبلين- تدمير 15 بيتا واعتقالات لبعض الأهالي بينهم نساء وأطفال.

وتحدث مصدر عسكري سوري عن “عملية نوعية” في إبلين، قتل فيها وأوقف “إرهابيون” وصودرت فيها أسلحة وذخائر، وانتهت أيضا بمقتل ثلاثة من رجال الأمن.

كما شهدت حماة انتشارا أمنيا مكثفا خاصة في حي عين اللوزة، حيث كان الأمن يحملون قوائمَ للمطلوبين.

حمص وحماة

وتركزت الحملات الأمنية في حمص، حيث قتل في هذه المدينة وحدها أكثر من 20 شخصا أول أمس.

وتحدث مساء الخميس الناشط أبو مها من حمص للجزيرة عن إطلاق نار وانفجارات في أحياء بينها المنطقة الغربية لباب السباع وباب الدريب وبستان الديوان، الذي بث ناشطون صورا له تظهر حرائق أشعلها الشبيحة والأمن في الممتلكات.

وقال أبو مها إن هذه المناطق محاصرة لأن عسكريين منشقين احتموا بها، وتحدث عن حصارٍ عجز أمامه الناشطون عن إيصال حتى بعض مستلزمات الحياة إلى الأهالي.

كما عرفت أحياء أخرى في حمص كباب هود وبابا عمرو وحمص القديمة مداهمات وإطلاق نار.

وكانت أجهزة الأمن والشبيحة اعتقلت العديد من الشباب في حي سكنتوري في مدينة اللاذقية الساحلية.

وفي درعا جنوبا شهدت بلدتا طفس والجيزة تحليق طائرات عسكرية مع انقطاع تام للتيار الكهربائي.

مظاهرات ليلية

في غضون ذلك، استمرت المظاهرات المسائية الخميس، بما فيها مسيرة نسائية خرجت في حي الوعر بحمص، ومظاهرات في مدن أخرى، تضامنا مع هذه المدينة، كتلك التي شهدتها تلبيسة في ريف حمص.

وكان بين المناطق -التي خرجت فيها مظاهرات مسائية- معظمية الشام في ريف دمشق والحجر الأسود في دمشق -حيث أعادت السلطات اعتقال شبان مفرج عنهم- ودرعا والحسكة والبوكمال بمحافظة دير الزور.

كما خرجت مظاهرات بعد صلاة العشاء أمس في مناطق متفرقة من مدينة حمص، بينها أحياء الخالدية وبابا عمرو والإنشاءات، للمطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، وبحماية دولية للمدنيين، وشهدت مدينة الرستن بمحافظة حمص مظاهرة مماثلة.

وشهد حيا الميدان وكفر سوسة بالعاصمة دمشق مظاهرات بعد صلاة العشاء للمطالبة برحيل النظام وبحماية للمدنيين.

وفي محافظة إدلب خرجت مظاهرات بمدن إدلب وبنش والغدفة للمطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد وبحماية للمدنيين.

وفي محافظة درعا خرجت مظاهرات في مناطق متفرقة من المحافظة للمطالبة برحيل النظام منها بصر الحرير وتسيل والحراك، كما طالبت بحماية دولية للمدنيين.

كما خرجت مظاهرات في حرستا والكسوة والسيدة زينب بريف دمشق للمطالبة برحيل نظام الأسد.

وجاءت هذه المظاهرات في إطار الاستعدادات لمظاهرات دعا الناشطون إليها فيما أسموها “جمعة الحماية الدولية”، وهو شعارٌ حمله سابقا محتجون فرادى، ولم تتبنه حتى أمس اللجان والجماعات التي تؤطر الاحتجاجات.

“مناشدة الثوار”

وقد ناشدت الهيئة العامة للثورة السورية -في خطوةٍ غير مسبوقة- المجتمع الدولي توفيرَ حماية دولية للمدنيين.

وقالت الهيئة –وهي مظلة تنضوي تحتها جماعات الناشطين التي تقود المظاهرات- إن سلوك النظام الذي “لم يكتفِ بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، بل قام بالتمثيل بالجثث والقتل”، و”لم يتوان عن توريط الجيش واستخدام الأسلحة الثقيلة”، خلق واقعًا “يفرض على الأشقاء العرب والمسلمين وعلى المجتمع الدولي أن يكونوا على مستوى المسؤولية”، وطالبت المجتمع الدولي بـ”تحمل مسؤولياته واتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها فرض حماية للمدنيين”.

ودعت الهيئة -في بيان- إلى إرسال مراقبين دوليين في مجال حقوق الإنسان، منعا للحملات الأمنية التي يشنها نظام بشار الأسد، وشددت على أنها لا تريد تدخلا عسكريا عربيا أو دوليا، “لكننا نحمل النظام المسؤولية المباشرة لأي تدخل..، بسبب تعنته وإصراره على القتل بدم بارد وارتكاب المجازر بحق المدنين”.

وتحدثت الهيئة عن 3000 شخص قتلوا منذ بدأت الاحتجاجات منتصف مارس/آذار، وهو رقمٌ يتجاوز أرقام لجان التنسيق المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان والأمم المتحدة التي تتحدث عن 2200 قتيل.

كما تحدثت الهيئة عن عشرات الآلاف من المعتقلين، وآلاف المفقودين في حملات أمنية تواصلت خلال الأيام القليلة الماضية.

الأمن السوري يشن حملة اعتقالات ومداهمات واسعة قبيل جمعة “الحماية الدولية

ناشطون يطالبون بدخول مراقبين دوليين ووسائل الإعلام

دبي – العربية.نت

فيما يستعد السوريون للخروج في مظاهرات معارضة للنظام في جمعة جديدة تحمل اسم “جمعة الحماية الدولية”، يطالبون من خلالها بحماية المدنيين ودخول مراقبين دوليين ووسائل الإعلام؛ قال ناشطون إن قوات الأمن والجيش السوري كثفت من انتشارها مساء الخميس وقامت بعمليات دهم واعتقالات واسعة في مختلف المدن السورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن قوات الأمن والجيش السوري شنت حملة في جبل الزاوية بمحافظة إدلب، فقتلت ثلاثة من الجنود المنشقين واعتقلت شخصين على الأقل بعد سماع أصوات إطلاق نار كثيف.

‎وأكد ناشط حقوقي إن عدد الضحايا الذين سقطوا في منطقة حمص ارتفع إلى 31 قتيلاً بعد وفاة 8 أشخاص فجر الخميس متأثرين بجراح أصيبوا بها الأربعاء.

ومن جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية نقلاً عن مصدر عسكري “أن قوة أمنية نفذت صباح اليوم عملية نوعية في قرية ابلين بجبل الزاوية ألقت خلالها القبض على عدد من أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين وسقط عدد آخر من أفراد تلك المجموعات الإرهابية بين قتيل وجريح، وتم العثور على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والبزات العسكرية”.

وأشارت الوكالة إلى أن ثلاثة من القوة الأمنية قتلوا خلال العملية وأصيب ثلاثة آخرون بحسب ما نقلت عن المصدر.

جندي سوري منشق يؤكد تلقيه أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين

شاهد عناصر إيرانية أثناء قيام الجيش بعمليات القمع

بيروت – محمد زيد مستو

قال مجند انشق عن الجيش السوري إنه تلقى أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين، وأنه شاهد عناصر إيرانية أثناء قيام الجيش بقمع المظاهرات في ريف دمشق.

وقال المجند الذي كان يؤدي خدمته الإلزامية في إحدى قرى ريف دمشق قبل انشقاقه، إنه تلقى أوامر، وأكثر من 70 من زملائه، بإطلاق نار حي على المتظاهرين السلميين بمدينة التل في ريف دمشق في 27 أبريل/نيسان 2011، ما أدى إلى مقتل تسعة من أهالي المدينة برصاص الجيش، الأمر الذي عرض بعضهم للاعتقال في أحد أفرع الأمن السورية جراء رفضهم إطلاق النار على المتظاهرين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى قلب العاصمة السورية دمشق.

ونوه المجند الذي رفض الكشف عن اسمه خشية تعرض عائلته في سوريا للخطر، إلى أنه عرضت عليه جثث لعسكريين من الفرقة الرابعة أثناء التحقيق، وهدده المحققون بنفس المصير في حال رفض الأوامر العسكرية، أو تحدث لأحد من زملائه بعد عودته إلى ثكنته العسكرية عما حدث معه بعد عشرة أيام من الاعتقال قضاها في أفرع الأمن السورية.

تعذيب نفسي

وأكد المجند الذي كان يعيش في إحدى دول الخليج قبل عودته لسوريا والشروع في تأدية الخدمة الإلزامية منذ منتصف العام الماضي، أنه تعرض لتعذيب نفسي شديد في المعتقل، بغرفة لا تتجاوز ثلاثة أمتار، جمعته وما يقارب من ثلاثين شخصاً. مؤكداً أنهم كانوا يقضون أيامهم، على وقع أصوات التعذيب خلال كل فترة وجودهم.

وقال المجند “إن السجانين كانوا يتعمدون وضع أحذيتهم في الطعام، والبصق فيه قبل تقديمه”، ويطرقون أبواب الزنزانات في محاولة مستمرة لإزعاج السجناء خلال الأربع والعشرين ساعة لمنعهم من الراحة. وأنه وُضع في قفص حديدي معلقاً لعدة أيام، مع إيحائه بشكل مستمر أنه سيتعرض لتعذيب جسدي شديد أو التصفية خلال ساعات.

عناصر إيرانية

وحول طريقة انشقاقه أكد أنهم أُمروا بالوقوف على حواجز عسكرية مرة ثانية، بعد أيام من خروجه من فرع الأمن، ضمن مجموعة كبيرة من الأمن والجيش الذين تواجدوا بأسحة ثقيلة، عندما قرر بالاتفاق مع جنود آخرين، الفرار من مدينة التل، وأن اشتباكاً مسلحاً جرى إثر ذلك بين ما يقارب ثلاثين عنصراً حاولوا الفرار من جهة، والأمن وعناصر أخرى من الجيش الذين أطلقوا عليهم النار من رشاشات ثقيلة من جهة ثانية، ما أدى إلى مقتل معظم الذين حاولوا الفرار، فيما نجا هو وأربعة من زملائه.

وأكد الجندي أنه كان برفقتهم قناصين إيرانيين، اعتلوا أسطح البنايات أثناء التحضير لمنع المتظاهرين من تجاوز الحواجز التي شكلوها، معتبراً أنه تعرف على الإيرانيين الذين كان معظمهم يرتدون اللباس الأسود، من طريقة تحدثهم العربية بشكل ركيك، مشدداً على أنه زار إيران مرتين ويستطيع أن يميز الإيرانيين من خلال احتكاكه بهم.

ونوه إلى أن معظم مقاطع الفيديو التي تظهر عسكريين يقومون بتصفية متظاهرين، أو يعتدون عليهم بالضرب، هي لعناصر أمنية بلباس عسكري، وليست لعسكريين ممن يؤدون الخدمة الإلزامية، دون أن ينفي أن بعض عناصر الجيش قاموا بإطلاق النار على المتظاهرين، “للمتعة” حسب قوله.

وقال “إن الكثير من الجنود كانوا يقومون بتصوير زملائهم أثناء قيامهم بالاقتحامات وقمع المظاهرات والتعذيب، قصد بيعها بأسعار تتراوح بين ألفي ليرة سورية (40) دولار، و10 آلاف ليرة سورية (200) دولار لبعض المقاطع، معتبراً أن بعض الضباط على علم بما يجري ويتقاسمون ثمن مقاطع الفيديو، وأنه شعر أثناء تأديته للخدمة العسكرية في الجيش السوري خلال بداية الأحداث، أن الكثيرين من الضباط كانوا يميلون لتأييد الحراك الشعبي بطرق غير مباشرة، ويرفضون بشكل ضمني إشراك الجيش في قمع المظاهرات.

من الجندية إلى التمثيل

وتحول الجندي المنشق إلى ممثل لمقاطع مسرحية تعرض ما يجري في المعتقلات السورية بطريقة ساخرة على شاشة إحدى القنوات الفضائية المناصرة للثورة السورية.

وقال: إن الهدف من سعيه نحو تمثيل ما يجري في أفرع الأمن بقالب كوميدي هو “تسليط الضوء على المعتقلين في الأفرع الأمنية وطرق التعذيب الجسدي والنفسي التي يتعرض لها المعتقلون”، الذين يعتبر أنهم أعلى منزلة من “الشهداء” أنفسهم، بسبب وجودهم تحت رحمة نظام يستعمل أعنف أنواع وسائل التعذيب، كما جرى معه في سجن تدمر العسكري وفرع أمني اعتقل فيه لأيام بسبب رفضه إطلاق النار على المتظاهرين حسب تعبيره.

وقال المجند (ع.ص) من محافظة درعا لـ”العربية.نت”، إنه عاكف على تأليف وتمثيل وإخراج المقاطع المسرحية بالتعاون مع سوريين آخرين، بينهم شاعر غنائي، فر من سوريا بعد تسجيله أناشيد مناهضة للنظام السوري الحاكم، في تجربة هي الأولى لهم في مجال العمل المسرحي، بعد تلقيه مساندة من إدارة القناة التي تعرض مقاطعه التي يستهزئ فيها من المحققين في أفرع الأمن السورية.

واعتبر المجند أن أكثر من نصف المقاطع المسرحية التي يعرضها مأخوذة عن قصص واقعية، مشدداً على أن جميع أفكار مقاطعه المسرحية يستلهمها من الأحداث الدائرة في بلده.

وأسس الجندي الذي انخرط في المجتمع المدني بعد انشقاقه، صفحة على الموقع الاجتماعي “فيسبوك” لعرض مقاطعه المسرحية التي اختار لها اسم “يا حيف”.

معارضون سوريون يطلبون الدعم الدولي في ” جمعة الحماية الدولية

أفاد نشطاء سوريون بأن السلطات نفذت خلال الساعات الماضية حملات دهم واعتقالات في منطقة ريف دمشق ومدينتي حمص واللاذقية وذلك استباقا للمظاهرات المقررة اليوم في البلاد عقب صلاة الجمعة والتي تحمل اسم ” جمعة الحماية الدولية”.

ودعت جماعة سورية معارضة الأمم المتحدة لإرسال مراقبين دوليين في مجال حقوق الانسان للمساعدة في وقف الهجمات العسكرية على المدنيين في اطار حملة قمع الاحتجاجات الشعبية في البلاد.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن جماعة معارضة تطلق على نفسها “الهيئة العامة للثورة السورية” قولها إن زيادة عدد القتلى بين المتظاهرين في الآونة الاخيرة ومنذ بدء الاحتجاجات قبل قرابة ستة أشهر أقنعت العديد من السوريين الذين كانوا يحجمون عن ذلك من قبل بالحاجة إلى طلب مساعدة من الخارج.

على جانب آخر أعلن ناشطون سوريون ارتفاع حصيلة القتلى إلى 34 قتيلا منذ مساء الخميس وذلك بعد مقتل ثلاثة عسكريين منشقين عن الجيش السوري في منطقة جبل الزاوية شمال غربي سورية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن “قوات أمنية تضم 7 آليات عسكرية مدرعة و10 سيارات رباعية الدفع اقتحمت قرية ابلين بحثا عن مطلوبين”.

وأشار المرصد إلى “سماع صوت اطلاق رصاص كثيف ترافق مع عملية الاقتحام بالإضافة إلى صوت قصف الرشاشات الثقيلة”.

وأضاف المرصد أن “ثلاثة عسكريين منشقين قتلوا واعتقل اثنان آخران أثناء وجودهم في منزل شقيق الضابط المقدم المنشق حسين هرموش أثناء العملية الأمنية”.

من جهتها نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري قوله ” إن قوة أمنية نفذت الخميس عملية نوعية في قرية ابلين بجبل الزاوية ألقت خلالها القبض على عدد من أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين وسقط عدد آخر من أفراد تلك المجموعات الارهابية بين قتيل وجريح”.

وأضاف المصدر العسكري أن ” العملية أدت إلى استشهاد ثلاثة من عناصر القوة الأمنية وجرح ثلاثة آخرين” مشيرا إلى أنه “تم العثور على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والبزات العسكرية” على حد قوله.

يذكر أن أعمال العنف شبه اليومية في سورية أوقعت 2200 قتيل منذ بدء المظاهرات في مارس / آذار الماضي غالبيتهم من المدنيين وفقا لحصيلة الأمم المتحدة.

وتقول الحكومة السورية إنها تواجه ما وصفته بـ”عصابات ارهابية مسلحة” واتهمتها بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى في البلاد.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

هيومان رايتس ووتش: قوات الأمن السورية أخرجت بالقوة 18 جريحا من مستشفى في حمص

أعدت المنظمة تقريرها بناء على شهادات مستقاة من شهود بمن فيهم أطباء

قالت منظمة هيومان رايتس ووتش الخميس في تقرير لها إن قوات الأمن السورية أخرجت بالقوة يوم الأربعاء الماضي 18 جريحا من مستشفى البر من ضمنهم 5 كانوا في غرفة العمليات في مدينة حمص.

وأعدت منظمة حقوق الإنسان الدولية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها تقريرها بناء على شهادات مستقاة من شهود بمن فيهم أطباء.

وأضافت المنظمة أن قوات السورية منعت العاملين الطبيين من الوصول إلى الجرحى في عدد من أحياء حمص يوم الأربعاء.

واستجوبت المنظمة طبيبين من مستشفى البر ومتطوعين في جمعية الهلال الأحمر.

وجاء في تقرير المنظمة “أن عليها ضمان وصول الجرحى من المحتجين إلى المستشفيات لتلقي العلاج بدون عرقلة.”

وقالت سارة ليا ويتسون، مديرة الشرق الأوسط في المنظمة، “” اختطاف الجرحى من غرفة العمليات عمل غير إنساني وغير قانوني فضلا عن أنه يهدد حياتهم.”

وأضافت قائلة “حرمان الناس من العناية الطبية الضرورية يسبب معاناة شديدة وربما يؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه.”

وبدأت قوات الأمن السورية حملة عسكرية واسعة النطاق في حمص في الساعات الأولى من يوم الأربعاء.وزود ناشطون منظمة هيومان رايتس ووتش بقائمة ضمت أسماء 23 شخصا قالوا إنهم قتلوا الأربعاء من قبل قوات الأمن.

وسمع أمس الخميس دوي إطلاق نار كثيف في أحد أحياء مدينة حمص السورية، في إطار حملة دهم واعتقال تشنها قوات الأمن السورية في المدينة، أسفرت عن اعتقال أكثر من مئة وخمسين شخصا.

وقال ناشطون حقوقيون إن حصيلة القتلى بسورية منذ مساء الأربعاء ارتفعت إلى أربعة وثلاثين قتيلا، معظمهم بحمص.

وقال ناشطان محليان للمنظمة إن مجموعة من الجنود انشقوا عن الجيش يوم 7 سبتمبر وانضموا إلى بعض السكان المحليين في التصدي لقوات الأمن الذين انتشروا بكثافة في المدينة.

وأحدث نقل الجرحى بالقوة حالة من الهلع داخل المستشفى وأجبر بعض العائلات على سحب المرضى خوفا من اعتقالهم من قبل قوات الأمن، حسب أحد الأطباء.

وقال متطوعون من الهلال الأحمر للمنظمة إن قوات الأمن منعتهم من الوصول إلى الجرحى.

وأضاف أحدهم أن مركز العمليات الذي يعملون فيه تلقى نداء في الساعة 7 صباحا مفاده أن 4 جرحى نقلوا إلى مستوصف في حي باب تدمر وكانوا في حاجة إلى نقلهم إلى المستشفى.

وعندما أرسل الهلال الأحمر سيارة إسعاف إلى المكان أوقفتها قوات الأمن على بعد 800 متر من المستوصف عند نقطة تفتيش وأمرتهم بإسعاف رجلي أمن أحدهما كان ميتا والآخر جريحا.

ورضخ المسعفون لطلب قوات الأمن ثم أرسل الهلال الأحمر سيارة إسعاف أخرى إلى المكان لكن رجال الأمن منعوها من الاقتراب من المستوصف.

وقال متطوع آخر إن ضابط أمن جاء إلى مركز العمليات صباحا وأخبرهم بأن لديه أوامر بإدارة المركز طيلة اليوم.

وأضاف المتطوع أن الضابط أعطاهم أوامر بإسعاف الجرحى من قوات الأمن وليس الجرحى من المحتجين المناوئين للحكومة وظل هناك حتى الساعة 2 مساء.

وقالت المنظمة “إن منع الجرحى من تلقي العلاج الطبي الضروري بغض النظر إن كانوا من المناوئين للحكومة أو من أنصارها يشكل انتهاكا لالتزام سورية باحترام وحماية الحق في الحياة والحق في الصحة”، مضيفة أن سورية مطالبة “بعدم تعريض أي كان للمعاملة غير الإنسانية.”

وكانت المنظمة وثقت حالات سابقة قامت فيها قوات الأمن بمنع المسعفين من الوصول إلى الجرحى، وإجبار العديد من الجرحى على تلقي العلاج في مستشفيات ميدانية مؤقتة أقيمت في المنازل أو المساجد.

وأنهى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جاكوب كيلين-بيرجر، زيارة لسورية يوم 5 سبتمبر بالتأكيد على “ضرورة السماح لمتطوعي الهلال الأحمر والعاملين الطبيين بالقيام بعملهم بكل أمان في إنقاذ حياة الآخرين”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

محتجون سوريون يطلبون مساعدة أجنبية ومزيد من العنف يلوح في الافق

عمان (رويترز) – أقدم معارضو الرئيس السوري بشار الاسد على خطوة تعتبر من المحظورات وطلبوا مساعدة اجنبية لوقف قتل المدنيين قبل صلاة الجمعة التي شهدت دوما عمليات اراقة للدماء خلال ستة أشهر من الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.

وأشارت تركيا جارة سوريا القوية الى ان صبرها بدأ ينفد مع عدم احراز تقدم في اقناع الاسد بوقف الحملات العسكرية لسحق الانتفاضة الشعبية التي قالت جماعة حقوقية محلية انها أودت بحياة أكثر من 3000 مدني.

وفي أول دعوة مباشرة من جانب المعارضة للتدخل الاجنبي ناشدت هيئة سرية للمعارضة السورية المجتمع الدولي يوم الخميس ارسال مراقبين في مجال حقوق الانسان للمساعدة في وقف الهجمات العسكرية على المدنيين في اطار حملة دامية ضد الاحتجاجات الشعبية في البلاد.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية وهي كتلة تضم عدة مجموعات للنشطاء السوريين ان زيادة عدد القتلى بين المتظاهرين في الاونة الاخيرة ومنذ بدء الاحتجاجات قبل قرابة ستة أشهر أقنعت العديد من السوريين الذين كانوا يحجمون عن ذلك من قبل بالحاجة الى طلب مساعدة من الخارج.

وقال المتحدث أحمد الخطيب لرويترز يوم الخميس ان الدعوة لتدخل خارجي قضية حساسة قد يستخدمها النظام لاتهام معارضيه بالخيانة وأضاف أن المعارضين السوريين يطالبون بارسال مراقبين دوليين كخطوة أولى.

وأوضح أنه اذا رفض النظام فانه سيفتح الباب أمام تحركات أخرى مثل فرض منطقة حظر طيران أو حظر استخدام الدبابات.

وجاءت هذه الدعوة في الوقت الذي اعتقلت فيه القوات السورية العشرات خلال مداهمات من منزل الى منزل في مدينة حمص بوسط سوريا في اعقاب عمليات عسكرية قال نشطاء انها قتلت 27 مدنيا على الاقل يوم الاربعاء.

وقال سكان ان الهجوم تركز على الاحياء القديمة التي تشهد مظاهرات يومية تطالب بتنحي الرئيس السوري. وتحدث نشطون وسكان أيضا عن مزيد من الانشقاقات في صفوف الجيش السوري.

ومع الاستحالة الفعلية للتجمعات الحاشدة في معظم انحاء البلاد التي تخضع لقبضة أمنية مشددة ومع انتشار قوات الجيش والميليشيا الموالية للاسد في العديد من المدن والبلدات توفر صلاة الجمعة دوما فرصة للحشود للتجمع بأعداد كبيرة.

ويردد المتظاهرون السوريون هتافات يطالبون فيها بالحماية الدولية لكن لم تظهر بادرة في الغرب تشير الى رغبته في تكرار الغارات التي يشنها حلف شمال الاطلسي في ليبيا والتي لعبت دورا أساسيا في سقوط الزعيم السابق معمر القذافي.

ولم تقترح أي دولة هذا النوع من التدخل في سوريا مثل صدور تفويض من الامم المتحدة لحماية المدنيين.

وشن الجيش السوري الشهر الماضي حملات على مدن منها حلب ودير الزور واللاذقية.

وقال الاسد (45 عاما) مرارا انه يواجه مؤامرة أجنبية لتقسيم سوريا. وتلقي السلطات باللائمة على جماعات متشددة مسلحة في اراقة الدماء وتقول ان 500 شرطي وجندي من الجيش قتلوا وانه تم نشر الجيش لحماية المواطنين من الارهابيين.

لكن هذا المنطق لم يقنع الغرب ولا تركيا التي دعمت يوما الاسد بقوة.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة مع قناة الجزيرة يوم الخميس موجها حديثه الى الرئيس السوري “السيد الاسد كيف تقول انك تقتل الارهابيين بينما انت في الواقع تقصف اللاذقية من البحر وتصيب أهدافا مدنية.”

وأضاف “نحن نتحرك بصبر الان. لكن بعد التشاور سنعطي كلمتنا النهائية التي تشير الى مخرج من النفق لاننا لم نكن نحن من وضعنا الاسد على هذا الطريق المسدود. لقد كان هو ومن حوله هم الذين ادخلوه الى هذا الطريق المسدود.”

ولمحت روسيا التي لديها قاعدة بحرية في سوريا الى استعدادها لمناقشة قرار للامم المتحدة بشأن سوريا لكنها قالت انها لن تؤيد قرارا يختص بالنقد حكومة سوريا.

وأشار الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في تصريحات نشرت يوم الجمعة الى أن روسيا لا تمانع في مناقشة مشروع قرار محتمل في مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشأن سوريا لكنها لن تؤيد قرارا يستهدف بالنقد الحكومة وحدها.

وتقاوم روسيا التي وصفها ميدفيديف بانها “صديق حميم” لسوريا جهود الغرب لفرض عقوبات للامم المتحدة على الاسد.

وقال ميدفيديف في تصريحاته المنشورة لتلفزيون يورونيوز “نحن مستعدون لمساندة مفاتحات مختلفة ولكنها يجب ألا تقوم على ادانات منحازة لافعال … الحكومة والرئيس الاسد.”

واضاف قوله “يجب ان ترسل اشارة قاطعة الى كل الاطراف المتصارعة مؤداها انه يجب عليهم أن يجلسوا الى مائدة التفاوض وان يتفقوا وأن يوقفوا اراقة الدماء.”

وأذيعت المقابلة قبل فورة من النشاط الدبلوماسي الروسي المتصل بسوريا. ومن المقرر ان يلتقي ميخائيل مارجيلوف مبعوث الكرملين الى المنطقة مع شخصيات من المعارضة السورية في موسكو اليوم الجمعة ويجري محادثات مع بثينة شعبان مستشارة الاسد يوم الاثنين قبل ان يبدأ جولة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاسبوع المقبل تتضمن محادثات بشأن سوريا.

من خالد يعقوب عويس

اتفاق أولي بين قوى المعارضة السورية على العمل المشترك

روما (8 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

كشفت مصادر من المعارضة السورية أن القوى والأحزاب والتجمعات المعارضة الرئيسية “اتفقت بشكل أولي” على العمل المشترك فيما بينها وفق إطار الحد الأدنى من التفاهم في المرحلة الحالية، ومن المتوقع أن يتضح الموقف بشكل كامل خلال اليومين المقبلين بعد المشاورات التي يقوم بها ممثلون عن هذه القوى المعارضة فيما بينهم، داخل سورية وخارجها

وأشارت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى أن “مشاورات حثيثة تمت بين القوى والتجمعات السياسية الديمقراطية الأساسية داخل وخارج سورية ومن أهمها هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي وإعلان دمشق للتغيير الديمقراطي ومجموعة العمل الوطني ولقاء التنسيق الديمقراطي والتيار الإسلامي المستقل”، فضلاً عن “ممثلين عن التنسيقيات وشباب الثورة، وعدد من الشخصيات المعارضة المستقلة، من أجل تشكيل مجلس وطني يمثل القوى الفاعلة في الثورة من الداخل والخارج”. ووفق تلك المصادر، فإن المجلس الوطني “سينشئ مؤسساته وينتخب قيادته، على أن تشارك في الاجتماع الشامل والعلني الذي سيُعقد في العاصمة السورية دمشق في السابع عشر من أيلول/سبتمبر الجاري لانتخاب مجلس وطني للمعارضة يمثلها مجتمعة، هدفه توحيد القوى والتعبئة لاستمرار الثورة السلمية في سورية وتحقيق التغيير الوطني الديمقراطي الشامل وإقامة نظام ديمقراطي برلماني وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية” وفق قولها

وأوضحت المصادر أن نحو 250 من ممثلي هذه القوى سيحضر الاجتماع، على أن يُعقد في مكان خاص دون انتظار موافقة السلطات الرسمية السورية

وسيتم خلال المؤتمر الذي يستمر يوماً واحداً الاتفاق على عهد وطني، وإصدار بيان ختامي يؤكد على مطالب المعارضة السورية التي تتوافق كلياً مع مطالب المتظاهرين والمحتجين في سورية. وتشارك المعارضة السورية في الخارج في الاجتماع عبر دوائر هاتفية مغلقة

ومن الجدير بالذكر أنه في حال انتخاب هذا المجلس الوطني لقوى المعارضة فإنه سيكون الطرف الذي يمثل المعارضة والمحتجين السوريين داخل سورية وخارجها

وتعتبر وحدة المعارضة السورية من أهم المطالب التي ينادي بها الشارع السوري والمجتمع الدولي، وكان العديد من المراقبين يرون أن وحدتها ليست عملية سهلة نظراً للظروف السيئة والقاسية التي مرت بها هذه المعارضة داخليا خلال الأربعة عقود الأخيرة

أوساط بالمعارضة السورية: حوار السلطة تشويه للحوار والمشاركين غير مؤهلين

وصفت أوساط المعارضة السورية الحوار الذي تعتزم الحكومة السورية البدء به اليوم بأنه “تشويه للحوار”، وشددت على أنه “ليس حواراً على قضايا أساسية تتعلق ببنية النظام والدولة”، ونوّهت بأن الأشخاص المشاركين فيه “ليسوا مؤهلين لبحث الأزمة الأساسية القائمة في سورية”، ورأت أن هدفه “ذر الرماد في العيون”، على حد وصفها

ولخّص عدد من المعارضين في حديث لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء موقفهم ورأيهم من الحوار الذي أعلنت وسائل الإعلام السورية عن بدئه اليوم (الاثنين) بأن ما ستقوم به الحكومة السورية “ليس حواراً مركزياً على قضايا أساسية تتعلق ببنية النظام وبنية الدولة والعمل على تحويل النظام الحالي إلى نظام ديمقراطي تعددي تداولي يحترم معايير الدولة الحديثة كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتكافؤ الفرص وفصل السلطات، وإنما هو حوار مع ممثلي المجتمع الأهلي في المحافظات يدور حول قضايا مطلبية في معظم الأحوال” حسب رأيهم

وشددوا على أن من سيشارك في الحوار “ليسوا مؤهلين لبحث الأزمة الأساسية القائمة في سورية وخاصة ما يتعلق منها بتغيير الدستور وتغيير الأنظمة العامة والقوانين وتحويل النظام، وبالتالي فهو تشويه للحوار ولا يخرج عن إطار سؤال بعض الأشخاص من المجتمع الأهلي عن مطالبهم”

وأكّدوا أن أجهزة الأمن السورية “هي التي شكّلت هذه الوفود التي ستحاور الحكومة، وفرضت عليها برنامج الحوار أساساً، والعملية بمجملها هي عملية تضليل وذر للرماد في العيون” حسب قناعتهم.

وكانت وسائل الإعلام الرسمية السورية أعلنت إن جلسات الحوار الوطني تنطلق اليوم على مستوى المحافظات وتستمر حتى العشرين من أيلول/سبتمبر الجاري، تمهيداً لانعقاد ما وصفته بأنه (مؤتمر الحوار الوطني الشامل) بهدف تحقيق أوسع مشاركة جماهيرية حول الرؤية المستقبلية لبناء سورية في مختلف المجالات

ووفق وسائل الإعلام فقد أقرت القيادة السياسية في سورية تشكيل اللجنة التحضيرية للحوار في كل محافظة وجامعة، وتتألف من ممثلين عن الأحزاب والحكومة والمستقلين والمعارضة والوجهاء وأساتذة الجامعات والطلبة والفعاليات الشعبية والنقابية. وستطرح خلال الحوار المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية للتوصل إلى نتائج يمكن طرحها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وسيتم ترشيح بين 30 و50 شخصاً عن كل محافظة للمشاركة في المؤتمر الشامل

ومن عناوين المحور السياسي وفق وسائل الإعلام الرسمية السورية: التحديات السياسية الراهنة والمستقبلية، سبل صيانة الوحدة الوطنية، كيفية مواجهة المؤامرة الخارجية، مسألة الدستور والمبادئ الأساسية، قوانين الأحزاب والانتخابات والإدارة المحلية، وواقع الإعلام ودوره في الرقابة الشعبية

ناشطة سياسية سورية: لا للتدخل العسكري بل حماية المدنيين

روما (9 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت ناشطة سياسية سورية أن السوريين لا يطلبون تدخلاً عسكرياً خارجياً في بلدهم وإنما حماية دولية للمدنيين، في إشارة تظاهرات المعلنة اليوم والتي تحمل اسم “جمعة الحماية الدولية”

وقالت الناشطة السياسية السورية سندس سليمان، عضو المجلس السياسي لحزب الحداثة والديمقراطية لسورية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “في حال حدوث تدخل دولي أياً كان شكله، لابد من التأكيد على أن النظام السوري هو المسؤول الأول والأخير عنه، لأنه باعتماده الحل الأمني في قمع الاحتجاجات وعمليات القتل الممنهجة وتشريد الآلاف يدفع الشعب السوري والمتظاهرين السوريين دفعاً إلى هذا الخيار”. وأضافت “إذا أردنا أن نفكر بشكل أولي فإنه من غير المنطقي أن تبقى مجموعة بشرية تعاني القتل والتشريد والاستهداف على نحو ما يفعل النظام السوري إلى ما لانهاية من دون أن تلجأ إلى الاستعانة بطرف ما للدفاع عن حياتها حتى ولو كان هذا الطرف آخراً بالمعنى الإيديولوجي أو بالمعنى الثقافي”، حسب تعبيرها

ويطالب محتجون ومتظاهرون سوريون بحماية عربية ودولية للمدنيين من “عنف السلطة المفرط”، كما أطلق شباب (الثورة السورية ضد الأسد) تسمية “جمعة الحماية الدولية” على اليوم الجمعة تجاوباً مع مطالب شريحة من المحتجين السوريين

وأوضحت سليمان أن المطلوب من خلال هذه التسمية ليس تدخلاً عسكرياً دولياً وإنما حماية للمدنيين، وقالت “إذا كان اختيار تسمية (جمعة الحماية الدولية) قد يوحي برغبة الشارع السوري بالتدخل الدولي، فإني أرى أن طلب حماية المدنيين لا تعني ولا تعكس رغبة بتدخل عسكري على شاكلة ما حدث في ليبيا، وكوني قريبة من أوساط الشباب الذين يقترحون ويصوتون لهذا التسميات أستطيع أن أؤكد بأن المقصود منها ليس تدخلاً عسكرياً بأي شكل من الأشكال، ولكنني افترض أن المجتمع الدولي قادر على أن يطبق صيغة معدّلة أو لنقل مختلفة عن الصيغة التي اعتمدها في ليبيا، وما يشجع ويساعد على هذا هو إصرار الشعب السوري على سلمية الثورة واعتبار السلمية السلاح الأجدى في مواجهة آلة القتل، وحينها سيشعر النظام فعلاً أن أزمته هو سائرة إلى نحو مزيد من التعقيد” وفق قولها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى