أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 10 حزيران 2011

 


تركيا تتخوّف من النزوح … وكلينتون تحذر من عدم الاستقرار في المنطقة

سوريا: اختبار جديد اليوم في الشارع … ومجلس الأمن

تفاقمت الأزمة السورية السياسية والإنسانية، مع استمرار الصمت الرسمي حول الحلول المقترحة، ومع نزوح المزيد من السوريين من بلدة جسر الشغور الى تركيا، التي جددت إلحاحها على الرئيس السوري بشار الأسد لكي ينفذ الإصلاحات المنشودة، فيما كانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تكرر ما قاله الرئيس باراك أوباما من أن «على الرئيس بشار الأسد أن يمضي في الإصلاحات، أو يتنحى»، معتبرة أن «سوريا باتت مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة»، مشيرة إلى أن «المجتمع الدولي سيقوم بالضغط على سوريا لوقف العنف».

في هذا الوقت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش، في بيان، إن «روسيا تعارض أي قرار في مجلس الأمن حول سوريا، كما تم الإعلان عن ذلك مرارا على مستوى الرئاسة». وأضاف «لا نرى أن قضية سوريا يجب أن تكون محل بحث في مجلس الأمن ناهيك عن تبني قرار من أي نوع بشأنها. الوضع في هذا البلد من وجهة نظرنا لا يمثل تهديدا للسلام والأمن الدوليين».

وتأتي هذه التصريحات فيما تعمل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة على حمل مجلس الأمن على التصويت اليوم على قرار حول سوريا، يدين العنف الذي يمارسه النظام ويطلب منه تسهيل وصول فرق المساعدة الإنسانية إلى المدن السورية.

وأعلن لوكاشيفيتش أن مجرد مناقشة الأمر في مجلس الأمن قد يزيد من حدة التوتر في سوريا، وأن صدور قرار ينتقد دمشق سيتحول إلى دعم ضمني «لمسلحين متطرفين» يعارضون الحكومة. وقال «هذا لا يناسب دور الأمم المتحدة».

وعبر عن قلق روسيا من أنباء حول «تحول القوى الراديكالية لمواجهة وحدات من الجيش والقوات الأمنية بالسلاح»، مشيرا إلى أن ذلك يؤدي إلى تصعيد العنف ويحول دون حل المشاكل بالطريقة السلمية. وقال «لقد قامت السلطات السورية بمجموعة من الخطوات على طريق تحقيق الإصلاحات المعلن عنها. ومن الضروري إتاحة الوقت اللازم لتطبيقها».

كلينتون

وقالت كلينتون، في مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر «مجموعة الاتصال حول ليبيا» في أبو ظبي، «لقد بحثنا (في الاجتماع) طرق مساعدة الشعب السوري وتقوية الخيارات في مواجهة نظام الأسد. لقد نزل السوريون الى الشوارع للتظاهر بسلام من أجل حكومة تحترم حقوقهم، وتعكس طموحاتهم وتمكن محاسبتها. ما تلقوه عوضا عن ذلك هز ليس السوريين فحسب بل الناس حول العالم. نحن نعمل مع شركائنا في المجتمع الدولي من أجل وقف العنف ودعم الاصلاحات السياسية والاقتصادية. قد يحاول الرئيس الأسد تأخير التغييرات في سوريا لكنه لا يستطيع عكسها».

وردا على سؤال حول تهديد روسيا بالفيتو ضد اي قرار في مجلس الامن الدولي حول سوريا وكيف يمكن للمجتمع الدولي زيادة الضغوط على الاسد اذا كان يملك حاميا قويا في الامم المتحدة، قالت كلينتون «جميع من تحدثت معه قلق كثيرا حيال الاحداث في سوريا. نحن نرى تواصلا لاستخدام العنف من قبل الحكومة ضد شعبها، ونرى ردود فعل عنيفة من عناصر في الشعب السوري ضد القوات الأمنية. ونحن نعرف أن الرئيس الأسد قال خلال الاعوام الماضية إنه يريد إجراء تغييرات، وكما قال الرئيس أوباما فإن عليه إما أن يطبقها او يتنحى».

وأضافت «نعتقد أنه يمكن لسوريا كدولة ديموقراطية أن تؤدي دوراً إيجابيا وقياديا في استقرار المنطقة، ولكن للأسف، فإنها تحت قيادة الرئيس الأسد باتت مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة، حيث إنها تصدر مشكلاتها. الناس يفرون من بلدهم الى خارج الحدود، وهكذا فإننا نعتقد انه يجب على المجتمع الدولي القيام بدور مهم، وأنا لا أعتقد أن أي شخص يطلع على الوضع سيخرج بنتيجة أنه سينتهي بشكل جيد إلا اذا كان هناك تغيير في سلوك الحكومة. سنواصل الضغط من اجل التغيير وسنقوم بكل ما يمكننا من اجل ان يثمر الضغط الدولي على الحكومة لتقوم بأعمال فورا وتوقف العنف».

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، في ابو ظبي، «لدينا مخاوف جدية بشأن الوضع في سوريا. قبل نصف ساعة تلقيت الأرقام الدقيقة، اكثر من 2400 شخص جاؤوا الآن الى تركيا كلاجئين». وأضاف ان الوقت حان لسوريا كي تتصرف «بحسم اكبر» بشأن الإصلاحات السياسية التي اقترحها الاسد، مشددا على «ضرورة القبول بمطالب الشعب السوري».

وأوضح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للإذاعة التركية أن «سوريا تثير قلقنا» وأضاف «ستظل أبوابنا مفتوحة دائما أمام أشقائنا وشقيقاتنا في سوريا». وقال أردوغان إن تركيا القوة الإقليمية التي طورت علاقات وثيقة مع سوريا لا يمكن أن تقبل «بحماه أخرى». وأضاف أنه تحدث مع الأسد أول من أمس «وقال لي أمورا مختلفة للغاية. نتلقى معلومات استخبارات متضاربة حول قتل رجال الشرطة».

وأشار اردوغان، في مقابلة مع قناة «سي ان ان تورك»، الى ان النظام نشر دبابات في شوارع حلب. وقال «هناك دبابات في الشوارع. يبدو أنهم فقدوا السيطرة هناك». وأعلن ان حكومته تقوم بإجراءات لحماية العائلات هناك، داعيا السلطات السورية الى تطبيق إصلاحات بهدف وقف الاحتجاجات.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه «ان موقف سوريا غير مقبول. لا يمكن مواصلة ذبح المدنيين بذريعة أن الشعب يتطلع الى المزيد من الحرية والديموقراطية». وأعرب عن الأمل في ان «يحال الى التصويت خلال الأيام المقبلة» مشروع القرار الذي يدين القمع في سوريا وبدأ مجلس الامن الدولي بمناقشته أول من أمس.

وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية قال، في بيان، إن «سوريا تدين بشدة تصريح ألان جوبيه الذي ادعى لنفسه الحق في توزيع شرعية قيادات الدول أو سحبها، وترى في هذا التصريح عودة لمناخات عصر الاستعمار القديم ومندوبيه السامين والذي ولى منذ زمن ولا عودة له».

 

وأضاف المصدر إن «سوريا المصممة على مواصلة مهام الإصلاح بقيادة الأسد تؤكد على عدم سماحها لأي تدخل خارجي في هذا الشأن والإصلاح الذي تسعى لتحقيقه هو تلبية لإرادة الشعب السوري، وبمعزل تام عن تقييمات ومواقف خارجية لا مكان لها في شؤوننا الداخلية».

إلى ذلك، شدد رئيس الحكومة البريطانية الأسبق طوني بلير، في لندن، على ضرورة حصول تغيير ديموقراطي جذري في سوريا، لكنه حذر من ان «الثورة» هناك تحمل مخاطر كبيرة بسبب تأثيراتها المحتملة على المنطقة.

ميدانيا

وقال سوريون إن نحو 40 دبابة وناقلة جند انتشرت على بعد نحو سبعة كيلومترات من بلدة جسر الشغور شمال غرب سوريا، حيث تقول السلطات السورية إن «عصابات مسلحة» قتلت أكثر من 120 من قوات الأمن. وذكرت صحيفة «الوطن» أن الجيش يستعد لمواجهة قد تستمر أياما في إدلب، مشيرة الى ان عناصر الجيش قد يواجهون حوالى ألفي مسلح.

وقال لاجئ، عبر الحدود السورية إلى تركيا، «جسر الشغور فارغة من الناحية العملية. لن ينتظر الناس ليذبحوا مثل الحملان». وأضاف «ما زالت التظاهرات تنظم في القرى. تحمل النساء والأطفال الورود ويهتفون الشعب يريد إسقاط النظام». وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن 15 ألف جندي على الأقل انتشروا بالقرب من جسر الشغور.

من جهتهم، دعا الناشطون المطالبون بالديموقراطية في سوريا إلى يوم تظاهرات جديد الجمعة وناشدوا العشائر التحرك ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقالت صفحة «الثورة السورية 2011» على «فيسبوك» ان «العشاير كل العشائر من البداية مع كل ثائر. العشاير تأبى الذل والهوان والضيم والعدوان تنصر الحق ولا تخشى لومة».

وقال نشطاء إن القوات السورية قامت بدوريات في مدينة حمص بعد يوم من قتل قوات الأمن بالرصاص مدنيا وسط حشد من خمسة آلاف شخص. وفي حماه حمل المتظاهرون لافتات كتبوا عليها أنهم سيظلوا يقابلون الرصاص بالورود. وفي بلدة دير الزور بشرق سوريا أحرق محتجون مبنيين يستخدمهما حزب البعث.

(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز)

درعا تشيع طفلا ثانيا عذبته السلطات

شيع المئات من قرية الجيزة جنوب درعا في سوريا الفتى ثامر محمد الشرعي (15 سنة) الذي تسلمت عائلته جثته مشوهة وعليها آثار تعذيب وحشي، بعد نحو شهر ونصف الشهر من اعتقاله لدى السلطات.

وقالت أسرة الفتى إن آثار التعذيب بدت واضحة على الجثة حيث اقتلعت أسنانه وكسر عنقه وتم كي جسده بالسجائر.

وأعادت علامات التشويه على جسد ثامر الذكريات لما حدث لصديقه وابن قريته حمزة الخطيب، الذي أججت مأساته الشارع ضد السلطات، وأثارت تعاطفا واسعا معه بالخارج، بعد أن كشفت عائلته عن آثار التعذيب الوحشية التي تركتها السلطات على جسده.

وكان ثامر وحمزة قد اعتقلا في التاسع والعشرين من أبريل/ نيسان الماضي، لمشاركتهما في مظاهرات مطالبة بالحرية.

وكما كان الحال مع حمزة، خرج أهالي الجيزة ودرعا للمشاركة في تشييع جثمان ثامر محتسبينه شهيدا، ومتعهدين بمواصلة مسيرتهم المطالبة بالإصلاح وإسقاط النظام.

وتأتي مأساة هذين الطفلين بينما طالب صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) دمشق بالتحقيق في تقارير عما وصف بأعمال مروعة ترتكب ضد أطفال احتجزوا خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ منتصف مارس/ آذار.

وقد اتهم الصندوق الأممي السلطات بتعذيب العديد من الأطفال المعتقلين خلال الاحتجاجات، التي خلفت –وفق تأكيده- مقتل أكثر من ثلاثين طفلا.

وقال الصندوق إنه حصل على لقطات مصورة للأطفال الذين “اعتقلوا بصورة عشوائية، وتعرضوا للتعذيب أو سوء المعاملة خلال احتجازهم، مما أدى لوفاتهم في بعض الحالات”.

وحث يونسيف الحكومة على إجراء تحقيق شامل بتلك التقارير، وتقديم الجناة إلى العدالة.

تقصي الحقائق

وفي تطور ذي صلة دعت المفوضة الأممية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، الحكومة السورية لوقف “الاعتداء على الشعب” قائلة إن أكثر من 1100 قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات، بينما اعتقل نحو عشر آلاف شخص آخر.

وحثت بيلاي دمشق على السماح لبعثة المفوضية لتقصي الحقائق بدخول البلاد للتحقيق بكل المزاعم بما في ذلك ما أفادت به تقارير سورية رسمية بشأن مقتل 120 عسكريا على “أيدي عصابات مسلحة”.

وأضافت المسؤولة الأممية والقاضية السابقة لجرائم الحرب بالأمم المتحدة “هذا مؤسف للغاية أن تحاول أي حكومة إرغام شعبها على الخضوع باستخدام الدبابات والمدفعية والقناصة”.

وكان مجلس حقوق الإنسان الأممي قد شكل نهاية أبريل/ نيسان، بعثة للتحقيق في الانتهاكات بسوريا، ويجمع أعضاء الفريق أدلة بالمنطقة لكنهم في انتظار الضوء الأخضر من دمشق. وقالت بيلاي “لم نتلق حتى الآن أي رد رسمي من سوريا سواء بالسلب أو الإيجاب”.

كما عبرت عن قلقها من تقارير بشأن فرار مدنيين من بلدة جسر الشغور شمال غرب سوريا، بعد تصريحات وصفتها بأنها تحمل نبرة التهديد من جانب مسؤولين حكوميين.

ووفق مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين فإن أكثر من ألف سوري، عبروا الحدود إلى تركيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

لا للتدخل الخارجي

بدوره رفض المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان هيثم مناع أي تدخل خارجي بشؤون بلاده، مؤكدا أن المطلوب من المجتمع الدولي هو إصدار عقوبات شخصية ضد من انتهك حقوق الإنسان، والابتعاد عن العقوبات الوطنية التي تلحق الضرر بسوريا والسوريين.

وأكد مناع في تصريحات للجزيرة أن الشعب السوري قادر ودون أي تدخل خارجي على التخلص من النظام الديكتاتوري ببلاده، مؤكدا أن الحال في ليبيا لا يمكن أن يشبه الحال في سوريا.

وأشار أيضا إلى أن لجنة تقصي الحقائق الدولية ستنتهي خلال أقل من شهرين من إعداد تقرير شبيه بتقرير غولدستون، موضحا أن هذا التقرير سيكون المستند الذي ستعتمد عليه المنظمات الحقوقية لدى المحاكم الحقوقية الدولية.

جمعة للعشائر بسوريا وتزايد النازحين

دعا نشطاء سوريون إلى مظاهرات اليوم ضد نظام الرئيس بشار الأسد أطلقوا عليها جمعة العشائر، وبينما لا يزال الغموض يلف الوضع بمدينة جسر الشغور التي أعلنت  السلطات أنها تنفذ فيها عملية عسكرية دقيقة، ارتفع عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا هربا من العنف ببلادهم إلى 2400 لاجئ.

وقالت صفحة النشطاء على الفيسبوك إن “العشائر كل العشائر من البداية مع كل ثائر، العشائر تأبى الذل والهوان والضيم والعدوان تنصر الحق ولا تخشى لومة لائم”.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات يدعو الناشطون إلى مظاهرات أسبوعية بعد صلاة الجمعة قامت السلطات بقمعها مما يثير مخاوف من يوم جمعة دام جديد.

في هذه الأثناء أظهرت صور بثت على الإنترنت أشخاصا بزي عسكري يضربون ويركلون مجموعة مكبلة وملقاة على الأرض قرب حمص. وكان هؤلاء يرددون أن هذا الضرب هو جزاء المطالبة بالحرية وذلك قبل أن يلتقطوا صورة جماعية فوق أجساد المحتجين.

كما أظهرت صور أخرى على الإنترنت أشخاصا بزي عسكري ينهالون ضربا على رجل كهل بلباس مدني ويركلونه بأرجلهم وهو يستغيث ويتأوه من الألم. وقال الموقع إن الواقعة حدثت في باب عمرو في ضواحي حمص.

نزوح إلى تركيا

في غضون ذلك أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن أكثر من 2400 شخص عبروا حدود تركيا فرارا من العنف في شمال سوريا.

وقال للصحفيين في أبوظبي “لدينا مخاوف جادة بشأن الوضع في سوريا”، وأكد أن الوقت حان لسوريا كي تتصرف “بحسم أكبر” بشأن الإصلاحات السياسية التي اقترحها الرئيس السوري بشار الأسد، إلى جانب القمع الدموي للاحتجاجات الذي تنفذه قواته بأنحاء البلاد.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد تعهد في وقت سابق بألا تغلق بلاده حدودها أمام اللاجئين الفارين من سوريا، ويذكر أن معظم الفارين من النساء والأطفال وأغلبهم من مدينة جسر الشغور.

وقال مراسل الجزيرة في تركيا عمر خشرم إن السلطات التركية أعدت مخيمات خاصة للاجئين السوريين، وقدمت لهم الطعام والشراب، وتكفلت بنقل جرحى أعمال العنف إلى المستشفيات.

وأكد شاهد عيان سوري لجأ إلى تركيا من محافظة إدلب أن آلاف السوريين يتدفقون على الحدود مع تركيا من عدة مناطق سورية، منها بانياس والبيضاء وإدلب وجسر الشغور التي قال إن معظم اللاجئين هم من سكانها.

وقال الشاهد في اتصال هاتفي مع الجزيرة إنه اضطر لترك قريته بعد أن قام العسكريون ورجال المخابرات بإطلاق الرصاص مباشرة على المتظاهرين المطالبين بالإصلاحات السياسية، مؤكدا أن حالة من العنف والرعب تسيطر على سكان هذه المناطق، وهو ما يضطرهم إلى اللجوء إلى تركيا.

مخاوف

وكان شهود عيان قد أكدوا للجزيرة في وقت سابق أن سكان جسر الشغور يخشون عملية انتقامية لوحت بها السلطات السورية، بعد إعلانها مقتل 120 عسكريا، في كمين نصبته لهم جماعات مسلحة على حد زعم السلطات.

ونفى لاجئون سوريون لتركيا للجزيرة هذه الرواية، مؤكدين أن العسكريين هم الذين يطلقون النار على المدنيين، وقالوا إن انشقاقا بين صفوف العسكريين هو الذي أدى إلى وقوع هذا العدد من القتلى.

من جانبها قالت وسائل إعلام سورية مقربة من النظام إن الجيش السوري ينفذ عملية عسكرية دقيقة جدا بمدينة جسر الشغور، “بهدف اجتثاث الجماعات المسلحة، التي تختبئ بالمدينة وفي المناطق القريبة منها”.

ونقلت هذه الوسائل عن مصادر رسمية قولها إن الجيش السوري وضع عدة نقاط تفتيش بالمدينة، والشوارع المؤدية إليها “للحيلولة دون وصول إمدادات للجماعات المسلحة”.

أردوغان: فظائع ترتكب في سوريا

اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري بارتكاب ما سماها فظائع، وبعدم التصرف بشكل إنساني حيال المحتجين المناهضين له، واعتبر أن قمع المظاهرات في سوريا غير مقبول.

وأوردت وكالة الأناضول التركية اليوم الجمعة عن أردوغان قوله في حوار تلفزيوني “لقد تحدثت مع الرئيس السوري بشار الأسد قبل أربعة أو خمسة أيام، لكنهم (السوريون) يقللون من أهمية الوضع..، وللأسف لا يتصرفون بشكل إنساني”، واصفا ما يجري بأنه “فظائع”.

وأكد رئيس الوزراء التركي أنه في حال استمرت ممارسات نظام بشار الأسد فإن تركيا ستجد صعوبة في الدفاع عن سوريا في المحافل الدولية، في إشارة إلى تحركات مجلس الأمن الدولي الجارية بخصوص الملف السوري.

غير أن أردوغان اعتبر أن ما يحدث في سوريا هو مسألة داخلية بالنسبة لتركيا وأن الوضع فيها يختلف عن ليبيا، مؤكدا أن بلاده لديها حدود مشتركة مع سوريا طولها من 800 إلى 900 كيلومتر، ولا يمكنها أن تغلق أبوابها أمام السوريين الذين يحاولون الفرار من العنف.

غير أنه استدرك قائلا “حتى متى نبقي أبوابنا مفتوحة؟، هذه مسألة أخرى”.

وأكد مراسل الجزيرة في أنقرة عمر خشرم أن ما سماها فظاعة المشاهد والأنباء القادمة من سوريا تقف وراء التحول الجاري في الموقف التركي، مشيرا إلى أن تركيا تملك أوراقا قد تستخدمها للضغط على النظام السوري.

لكن المراسل استبعد أن يكون هناك تباعد بين دمشق وأنقرة في الوقت الحالي، بسبب العديد من القضايا الإستراتيجية المشتركة بينهما، وكذلك العلاقات السياسية والعائلية.

واعتبر أن رجب طيب أردوغان لا يمكنه التكلم بلغة أكثر حدة مع النظام السوري الذي قال إنه يملك بدوره أوراقا قد يستخدمها ضد الحليف التركي مثل الورقة الكردية.

فرار

وقال عمر خرشم إن تركيا تأثرت بما يجري داخل سوريا من خلال العابرين السوريين للحدود إلى أراضيها هربا من العنف، والذين قدر وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو أمس عددهم بأكثر من 2400 شخص.

وكان مسؤولون أتراك -على رأسهم أردوغان- قد حثوا النظام السوري على إجراء إصلاحات والكف عن استخدام العنف، كما استضافت تركيا مؤتمراً للمعارضة السورية الأسبوع الماضي.

وأعلن أوغلو في وقت سابق أنه قد حان الوقت لكي تتصرف السلطات السورية بحسم أكبر بشأن الإصلاحات السياسية التي اقترحها بشار الأسد, وتجاه ما وصفه بالقمع الدموي للاحتجاجات في البلاد.

وفر معظم اللاجئين السوريين من منطقة جسر الشغور في محافظة إدلب على الحدود التركية التي بدأ الجيش السوري فيها عملية عسكرية، بعد أن قالت الحكومة السورية إن 120 من رجال الأمن قتلوا في كمين هناك.

الجيش السوري يهاجم جسر الشغور

أطلق الجيش السوري عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، التي نزح عدد كبير من سكانها إلى تركيا، في حين دعا نشطاء سوريون اليوم إلى مظاهرات ضد نظام الرئيس بشار الأسد اليوم أطلقوا عليها “جمعة العشائر”.

وأعلن التلفزيون الرسمي السوري أنه استجابة لنداء الأهالي بدأت وحدات الجيش تنفيذ مهامها في منطقة جسر الشغور للسيطرة على القرى المحيطة والقبض على “العصابات المسلحة” التي روعت السكان وقتلت عناصر من القوات الأمنية.

وكان صحفي يرافق الجيش السوري أكد أن قوات معززة بالدبابات باتت جاهزة للدخول إلى البلدة، بعد تمركزها عند أطرافها منذ الأربعاء.

وقال شاهد عيان للجزيرة إن الجيش السوري يقصف بشكل عشوائي منطقة السلمانية قرب جسر الشغور، وأضاف أن القصف يتركز على القرى المحيطة من الناحية الغربية والشرقية والجنوبية وصولا إلى الجبل الغربي، لافتا إلى أن الأهالي في حالة رعب وذعر، مشيرا إلى أن البلدة تعاني من نقص في المواد التموينية وسط غياب شبه تام لمظاهر الحياة.

وكان شهود عيان أكدوا للجزيرة في وقت سابق أن سكان جسر الشغور يخشون عملية انتقامية لوحت بها السلطات السورية، بعد إعلانها مقتل 120 عسكريا، في كمين نصبته لهم جماعات مسلحة، على حد زعم السلطات، لكن ناشطين حقوقيين وشهودا نفوا هذه الواقعة وأكد  بعضهم أن هؤلاء قضوا في عملية تمرد داخل المقر العام للأمن العسكري.

جمعة العشائر

في غضون ذلك دعا نشطاء سوريون على الإنترنت إلى مظاهرات اليوم ضد نظام الرئيس بشار الأسد أطلقوا عليها جمعة العشائر.

وقالت صفحة النشطاء في فيسبوك إن “العشائر كل العشائر من البداية مع كل ثائر، العشائر تأبى الذل والهوان والضيم والعدوان تنصر الحق ولا تخشى لومة لائم”.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات يدعو الناشطون إلى مظاهرات أسبوعية بعد صلاة الجمعة قامت السلطات بقمعها مما يثير مخاوف من يوم جمعة دام جديد.

في هذه الأثناء أظهرت صور بثت على الإنترنت أشخاصا بزي عسكري يضربون ويركلون مجموعة مكبلة وملقاة على الأرض قرب حمص، مرددين أن هذا الضرب هو جزاء المطالبة بالحرية وإسقاط النظام قبل أن يلتقطوا صورة جماعية فوق أجساد المحتجين.

كما أظهرت صور أخرى -قال الموقع إنها في باب عمرو بضواحي حمص- أشخاصا بزي عسكري ينهالون ضربا وركلا على رجل كهل بلباس مدني وهو يستغيث ويتأوه من الألم.

كما بثت على الإنترنت صور لمن قال ناشطون إنه مقدم في الفرقة الحادية عشرة بالجيش السوري، يدعى حسين هرموش، يعلن انشقاقه مع عدد رفاقه، بسبب ما وصفه بقتل متعمد للمدنيين العزل من قبل أجهزة النظام.

نزوح متواصل

وفي تركيا قال مراسل الجزيرة في أنقرة عمر خشرم إن هناك مجموعات من السوريين ينتظرون عند الحدود للدخول إلى الأراضي التركية.

وأضاف خشرم أن المصادر الرسمية تفيد بلجوء نحو 2600 سوري إلى تركيا، لكن هناك أكثر من ألفين يتواجدون عند أقاربهم في المناطق الحدودية وهم ليسوا مسجلين على الكشوفات الرسمية.

وأقام الهلال الأحمر التركي مخيما قبل خمسة أسابيع على مشارف يايله داغي المتاخمة للحدود يتسع لخمسمائة شخص، لكن مراسل الجزيرة في هذه القرية نقل عن اللاجئين في المخيم أن عدد اللاجئين تجاوز 5000 شخص، ما دفع  الهلال الأحمر إلى إقامة مخيم ثان لإيوائهم.

وأكد شاهد عيان سوري لجأ إلى تركيا من محافظة إدلب أن آلاف السوريين يتدفقون على الحدود مع تركيا من عدة مناطق سورية، منها بانياس والبيضاء وإدلب وجسر الشغور

حقيقة ما جرى في جسر الشغور

نقلت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية عن سكان فارين من بلدة جسر الشغور التي تقع في شمالي غربي سوريا أن عملاء سريين يرتدون أساور ملونة كعلامة مميزة لهم قادوا مذبحة في البلدة في وقت دخلت فيه دبابات الجيش السوري المنطقة المهجورة إلى حد كبير.

وأشارت الصحيفة إلى أن مئات آخرين من اللاجئين توافدوا على الحدود إلى تركيا وبذلك يصل المجموع إلى أكثر من ألفي شخص أجبروا على الفرار مع توقع مهمة انتقامية يقودها ماهر -الشقيق الأصغر للرئيس بشار الأسد- بعد مقتل 120 من الجنود الحكوميين والشرطة نهاية الأسبوع في البلدة.

وقالت إن جسر الشغور أصبحت فعليا أول بلدة تخرج عن سيطرة الحكومة منذ الانتفاضة التي انطلقت ضد الرئيس قبل 11 أسبوعا. لكن رواية سكانها تختلف كثيرا عن الدعاية الرسمية، حيث يؤكدون أنهم كانوا ضحايا عملية حكومية لسحق كل المعارضين مهما كانت التكلفة البشرية.

وبحسب رواية إمام مسجد من البلدة يتحدث من مستشفى في مدينة أنطاكية التركية فإن أول إشارة قلق ظهرت عندما اقتحم رجال يرتدون ملابس مدنية -يُشتبه في كونهم أفرادا من المخابرات السورية- مركز البلدة. وقال إن جميعهم كانوا يرتدون أساور معاصم ملونة ليكونوا معروفين لبعضهم.

أساور القمع

وأضاف الإمام -الذي أصيب بطلق ناري في فخذه- أن قوات الأمن قبضت عليه وقادته إلى مخفر شرطة حيث أوسعته ضربا على رأسه بمدفع رشاش وعذبته. وقال إنهم حاولوا إقناعه بالقول أمام كاميرا إن المتظاهرين كانوا يستخدمون أسلحة ومتفجرات.

ويُذكر أن منفذي الحكومة الذين يرتدون أساور كانوا سمة عامة في قمع المتظاهرين. ويُعتقد أنهم من المخابرات أو (الشبيحة)، وهي وحدة شبه حكومية من الموالين للنظام الحاكم تشكلت في التسعينيات لإدارة عمليات تهريب أفراد من عائلة الأسد.

وقال رجل الدين إنه عندما أحاط العملاء بالمنطقة انشق صف من المجندين النظاميين الذين رفضوا إطلاق النار على الجماهير وبينما كنا في الشوارع نردد شعارات الحرية بدأت المجموعتان تصدران أوامر ثم بدآ يطلقان النار على بعضهما.

وأضاف أنه أثناء هذه الفوضى ظهرت مروحيتان حربيتان وفتحتا النار بدون تمييز على المتظاهرين. ويصر نشطاء المعارضة على أن زعم الحكومة بمقتل

جسر الشغور السورية.. مدينة أشباح تعرضت لمذبحتين في 3 عقود

دبي – آمال الهلالي

هناك مدن يبدو أنها تضرب موعداً مع القدر في الأحداث الكبرى، حتى وإن كانت مدناً صغيرة ومنسية، لكنها تبرز فجأة لتشكل نقطة فارقة في تاريخ بلد ما، مدن كتبت تاريخاً مختلفاً وإن دفعت ثمناً باهظاً وثقيلاً.

وكما ظهرت في أتون الحرب العالمية الثانية مدن مثل ليننغراد وبلدة صغيرة منسية مثل نورماندي، دخلت لقائمة البلدان العربية في ربيع ثوراتها مدن مثل سيدي بوزيد التونسية، والسويس المصرية، وبنغازي الليبية, وتعز اليمنية، وأحدث المنضمين للقائمة “جسر الشغور” السورية.

جسر الشغور، بلدة سورية صغيرة ما كان لأحد أن يسمع بها لولا أحداث قمع دامية تعرضت لها مرتين خلال أقل من ثلاثة عقود.

البلدة التابعة لمحافظة إدلب في الشمال السوري، والواقعة على الحدود مع تركيا، والتي لا يتجاوز عدد سكانها 45 ألف نسمة؛ عاشت على وقع مذبحتين، الأولى وقعت عام 1980 في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، قبل أن يعيد ابنه ووريثه الكرّة مرة أخرى في عام 2011.

ونفذ حافظ الأسد سنة 1980 مذبحة في هذه المدينة الصغيرة مخلفاً أكثر من 97 شهيداً، خلال مظاهرات شعبية هتفوا فيها بشعارات ضد النظام، فجوبهوا بالرصاص من قبل القوات السورية الخاصة.

غير أن أحداث مدينة حماة في ذلك الوقت طغت على أحداث جسر الشغور، بالنظر لحجم المذبحة التي وقعت في مدينة النواعير بعد عامين، حيث قتل نحو 30 ألف مواطن سوري.

وها هو الابن يسير على خطى والده بعد أكثر من 30 عاماً ليتوعد أهل المدينة انتقاماً لمقتل 120 عنصراً من الجيش السوري في الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها أغلب مدن سوريا.

وأفادت منظمات حقوقية وشهود عيان أن ما لا يقل عن 70 شخصاً سقطوا في المدينة برصاص الأمن السوري.

وتقول رواية حكومية أن عصابات مسلحة فتحت النار على عناصر من الجيش في جسر الشغور مخلفة ما يزيد عن 120 قتيلاً، في حين تفند المعارضة ومصادر حقوقية هذه الحصيلة والرواية، مؤكدة أن حصول انشقاق وتمرد داخل عناصر الجيش السوري أدى إلى سقوط هذا العدد من القتلى.

وأوردت منظمة العفو الدولية “أمنستي” أسماء 54 شخصاً قتلوا رمياً بالرصاص على أيدي القوات الأمنية في المدنية مع بداية الأسبوع الحالي.

وبدأت الحكومة السورية بعد هذا الحادث في تطويق جسر الشغور، وتحدث شهود عيان عن وجود مكثف لعناصر الجيش في هذه المدينة وتحليق مستمر للمروحيات وشن حملات اعتقال واسعة في صفوف المدنيين واقتحام وتفتيش للمنازل.

وبحسب صور بثت عبر “اليوتوب”، فقد تحولت هذه المدينة إلى مدينة “أشباح” بسبب فرار المئات من سكانها نحو تركيا خوفاً من عمليات انتقامية لنظام الأسد والموالين له.

من جانبها, أعلنت السلطات التركية أن حدودها ستظل مفتوحة أمام السوريين، مبدية خشيتها من ازدياد عدد اللاجئين بعد وصول أكثر من ألف لاجئ منذ بداية الحركة الاحتجاجية في سوريا في منتصف مارس/آذار، وقمعها على يد نظام الرئيس بشار الأسد.

وتعيش هذه المدينة وأغلب المدن السورية انتفاضة شعبية عارمة مناوئة لحكم بشار الأسد، انطلقت في الخامس عشر من مارس 2011، وقابلها النظام بالقمع والقتل الجماعي.

وبحسب حصيلة أوردتها منظمات حقوقية فقد سقط منذ بدء الانتفاضة في سوريا ما لا يقل عن 1315 قتيلاً برصاص الأمن السوري.

سورية: قتيلان في “جمعة العشائر” وتظاهرات في مختلف أنحاء البلاد

قال شهود عيان إن قوات الأمن السورية قتلت مدنيين الجمعة لدى اطلاقها النار على متظاهرين في قرية في سهل حوران جنوب البلاد.

وقال أحد سكان قرية بصرى الحرير لوكالة رويترز “كانت هناك مظاهرة قوامها حوالي ألف شخص، عندما أطلقت قوات الأمن النار من سياراتها”.

وأضاف أن القتيلين هما عدنان الحريري وعبد المطلب الحريري.

لكن التلفزيون الحكومي السوري قال إن “مسلحين” فتحوا النار على عناصر من قوات الامن في بصرى الحرير مما ادى الى مقتل احدهم بالاضافة الى مدني.

في هذه الاثناء انطلقت العديد من التظاهرات في مختلف أنحاء سورية حسبما أفادت مصادر لبي بي سي.

وكانت المعارضة السورية قد دعت، عبر موقع فيسبوك، للمشاركة في “جمعة العشائر”.

وأكد شهود عيان أن آلاف المتظاهرين تجمعوا في ساحة العاصي الرئيسية وسط مدينة حماة في ظل غيلب أمني كامل.

كما شهدت مدن الحسكة والقامشلي وعامودا شرقي سوريا من دون وقوع احتكاكات مع أجهزة الأمن.

وقال الناشط حسن برو ان اكثر من ثلاثة الاف شخص تظاهروا في القامشلي (700 كلم شمال شرق دمشق).

ودعا المتظاهرون الى سقوط نظام الرئيس بشار الاسد، مرددين هتافات تضامنية مع منطقة جسر الشغور ومدينة درعا.

وتظاهر اكثر من اربعة الاف شخص ايضا في عامودا واكثر من الف في راس العين.

وفي دمشق، فرقت قوات الأمن حشدا من المتظاهرين تجمعوا أمام مسجد الحسن في منطقة الميدان وسط المدينة.

وشهدت ضاحية القابون في دمشق تجمعات قرب مسجد الغفران، كما خرجت مظاهرة من مسجد السلام في ضاحية برزة قرب العاصمة.

وفي حمص وسط سورية خرجت تظاهرات في أحياء القصور والخالدية وشارع الستين ودير بعلبة ووادي السايح بينما سمع اطلاق نار كثيف في منطقة بابا عمرو.

وفي درعا خرجت تظاهرات وقال شهود عيان أنهم سمعوا إطلاق نار كثيف قرب مسجد الحسين.

كما تظاهر عدد من المحتجين قرب مسجد عمر بن الخطاب في مدينة اللاذقية.

وشهدت مدينة جبلة على الساحل السوري تظاهرات أيضا.

جسر الشغور

وأكد شاهد عيان لبي بي سي في وقت سابق أن “آليات للجيش السوري وشبيحة النظام انطلقوا من سهل الغاب جنوب مدينة ادلب ومروا بقرية المسطومة ويقومون باطلاق النار بشكل عشوائي، وهم الان على نهر العاصي متجهين نحو جسر الشغور”.

وقال الشاهد في مقابلة مع بي بي سي ان 14 دبابة تحاصر البلدة.

وأضاف أن معظم الأهالي نزحوا عن البلدة ولم يبق فيها سوى الذين لا يملكون وسائل نقل، وأن البعض نزح الى الجبال المحيطة ويقيمون في العراء.

وكان التلفزيون السوري قد بث بيانا ورد فيه أنه “استجابة لنداء الأهالي بدأت وحدات الجيش العربي السوري تنفيذ مهامها لإعادة الأمن إلى منطقة جسر الشغور والقرى المحيطة وإلقاء القبض على عدد من المسلحين”.

وورد في تقرير عاجل للتلفزيون ان “التنظيمات المسلحة تضرم النار في المحاصيل الزراعية والأحراج في المناطق المحيطة بجسر الشغور”.

من ناحية أخرى قال شاهد عيان من مدينة حماة لبي بي سي إن السلطات السورية أزالت تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد من مكانه في مدخل المدينة ليلة أمس ولم يعرف إلى أين تم نقله.

يذكر أن وسائل الإعلام الأجنبية، ومنها بي بي سي، ممنوعة من دخول سورية لإعداد تقارير، ولذلك لايتسنى دائما التحقق من التقارير سواء التي تصدر عن الإعلام الرسمي أو شهود العيان. ليبيا.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

الجيش السوري يبدأ عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور

قال التلفزيون السوري إن الجيش بدأ عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور قرب الحدود مع تركيا التي تشهد اضطرابات وأعمال عنف منذ أيام. وأضاف إن هذا التدخل يأتي “استجابة لنداء الأهالي للسيطرة على القرى المحيطة وإلقاء القبض على المجموعات المسلحة”.

اطلق الجيش السوري عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور بمحافظة ادلب (300 كلم شمال دمشق) التي تشهد اعمال عنف متواصلة منذ عدة ايام، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي السوري.

واعلن التلفزيون انها “استجابة لنداء الاهالي” وان “وحدات الجيش السوري بدأت تنفيذ مهامها في منطقة جسر الشغور للسيطرة على القرى المحيطة والقبض على العصابات المسلحة التي روعت السكان وقامت بقتل عناصر من القوات الامنية”.

غير ان معظم السكان فروا هذا الاسبوع من هذه المدينة الواقعة في محافظة ادلب والتي بدت الاربعاء “خالية” بعد عمليات تمشيط بدات في الرابع من حزيران/يونيو حسب ناشطي حقوق الانسان.

واكد التلفزيون ان “مجموعات مسلحة بثت الرعب بين السكان وارتكبت فظاعات واضرمت النار في المحاصيل الزراعية واحراش المناطق المحيطة بالمدينة” وبثت صور سكان يدعون الى “تدخل الجيش” الذي بات “ضروريا” على حد قولهم.

كما اتهم التلفزيون الرسمي ايضا عناصر تلك المجموعات المسلحة “بارتداء الزي العسكري والتقاط صور قبل دخول الجيش السوري وذلك لارسالها الى القنوات الفضائية التي تحولت الى أداة حملة مغرضة ضد سوريا”.

وكانت السلطات السورية اعلنت الاثنين ان”مجموعات مسلحة” قتلت 120 من عناصر الشرطة في جسر الشغور، لكن ناشطين حقوقيين وشهودا نفوا هذه الرواية واكد بعضهم ان اؤلائك قتلوا في قمع عملية تمرد داخل المقر العام للامن العسكري.

واعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان 35 شخصا -27 مدينا وثمانية عناصر من قوات الامن- قتلوا الاحد في المدينة وضواحيها.

ولجا العديد من سكان تلك المنطقة الحدودية الى تركيا المجاورة. واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان النظام السوري بارتكاب “فظاعات” على ما افادت الجمعة وكالة الاناضول.

الرصاص في سوريا لا يوفر سيارات الاسعاف

أ. ف. ب.

انطاكيا: كان نبيل احد اخر مسعفي الهلال الاحمر السوري الذين تحدوا شدة القمع في مدينة جسر الشغور شمال غرب سوريا قبل اصابته برصاصة في الظهر ونقله الى تركيا حيث يروي تجربته ممددا في سرير المستشفى.

يقول الشاب البالغ من العمر 29 عاما والذي نقل منذ الاثنين الى احد مستشفيات انطاكيا جنوب تركيا “عملي هو انتشال اقصى عدد ممكن من الجرحى ووضعهم في سيارة الاسعاف، ولم يكن لدي الوقت للنظر الى ما يجري من حولي”.

ولا يمكنه بالتالي اعطاء تفاصيل حول القوات والاسلحة المنتشرة في مدينة جسر الشغور البالغ عدد سكانها 40 الف نسمة والتي باشر الجيش فيها الجمعة عملية عسكرية بعد اعمال قمع اوقعت 35 قتيلا بين 31 ايار/مايو و5 حزيران/يونيو بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

كل ما يذكره هذا المسعف هو سماع تحليق مروحيات.

ويتابع “لكنني شاهدت الكثير من الجرحى، بالمئات. وعشرات القتلى، ربما مئة”.

ويوضح “كانوا من الرجال بمعظمهم. كل النساء وضعن في مامن خارج المدينة. لكن رغم ذلك كان هناك احيانا سيدات مسنات بين الجرحى”.

وهو يفيد عن اصابات بالرصاص بعضها من صنف خاص ويقول “رايت قتيلا انشق دماغه الى اثنين مثل كتاب. لا بد ان ذلك كان نتيجة رصاصة متفجرة. فرصاص الكلاشنيكوف لا يحدث عادة نتيجة مماثلة”.

كما شاهد ضحايا عمليات تعذيب وروى “قبل بضعة ايام نجحت الحشود في تحرير متظاهرين كانوا اعتقلوا قبل بضع ساعات. لم يسبق ان رايت شيئا مماثلا: كان جسدهم مكسوا بالكدمات وكان لونهم بنفسجيا بالكامل، وكل ذلك في غضون خمس او ست ساعات فقط”.

ومع اطلاق الجيش السوري الجمعة عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور بعدما افاد ناشط حقوقي عن ارسال اكثر من ستين شاحنة تنقل دبابات ومدرعات واكثر من عشر ناقلات جند من حلب في اتجاه المدينة، اسف نبيل لعدم وجود اي وسائل لمساعدة الجرحى.

وقال “قبل الاضطرابات لم يكن لدينا اساسا في الهلال الاحمر سوى سيارتي اسعاف احداهما معطلة. ومن اصل 200 متطوع كان خمسة منا فقط يستطيعون العمل بسبب انعدام الوسائل” مضيفا “اضطررنا حتى الى سرقة سيارة من احد المستشفيات حتى نتمكن من القيام بمهامنا”.

وبالتالي فان المدنيين هم الذين يعملون على وضع الجرحى بمامن فيستخدمون “سياراتهم ودراجاتهم النارية” بحسب الشاب.

كما ان ايجاد مكان لمعالجة المحتجين المصابين بالرصاص يطرح معضلة حقيقية على المسعفين.

ويقول نبيل بهذا الصدد “في مطلق الاحوال، فان المستشفيات الخاصة لا يحق لها استقبال هؤلاء الجرحى، فهي تجازف كثيرا ان قامت بذلك. وفي المستشفيات العامة لم يعد هناك اطباء، فهم يخشون قتلهم”.

لذلك ينقل بعض الجرحى الى الحدود التركية الواقعة على مسافة اقل من ساعة من المدينة، حيث يتكفل بهم الدرك التركي بعد عبورهم الاسلاك الشائكة فينقلهم في سيارات اسعاف الى مستشفيات انطاكيا.

وهي الطريق التي سلكها نبيل نفسه عندما اصيب بالرصاص رغم ارتدائه بزة الهلال الاحمر.

ويقول “كنت انتشل جريحا حين اطلق النار علي من الطبقة الثانية من مبنى اجهزة الاستخبارات. اصبت بالرصاص في ظهري فسقطت فوق الجريح، رغم انني كنت ارتدي بدلتي”.

اللجنة الدولية للصليب الاحمر تطالب باتاحة “الوصول الفوري” لمناطق العنف في سوريا

ودعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلينبرغر الجمعة دمشق الى اتاحة “الوصول الفوري” الى المناطق التي تشهد اعمال عنف معربا عن استعداده للتوجه شخصيا الى سوريا للقاء السلطات هناك.

وقال كيلينبرغر في بيان “نكرر طلبنا الوصول الى كل الاشخاص المعتقلين بهدف تقييم ظروف توقيفهم والمعاملة التي يلقونها والتمكن من نقل وجهات نظرنا بشكل سري الى السلطات المعنية”.

واضاف “انا مستعد للتوجه شخصيا الى سوريا لاجراء محادثات مع السلطات”.

وبعد ان عبر عن اسفه لسقوط قتلى وجرحى بسبب القمع العنيف للتظاهرات المناهضة للنظام دعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى تامين “امكانية الوصول فورا” الى كل الضحايا بمن فيهم الموقوفون او المعتقلون.

وقال كيلينبرغر “نحن مصممون على مساعدة السكان الذين يتعرضون للعنف ونحن مصممون على زيارة الاشخاص المعتقلين”.

وبالتعاون مع الهلال الاحمر السوري قامت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بزيارات قصيرة الامد الى درعا وطرطوس وحمص في ايار/مايو.

وتابع انه “في اطار هذه الزيارات المحدودة، كان من الصعب تكوين فكرة واضحة عن الوضع الميداني وحجم الاحتياجات الانسانية”.

وتسعى المجموعة الدولية الى دفع السلطات السورية الى وقف اعمال القمع التي اوقعت 1100 قتيل على الاقل منذ بدء حركة الاحتجاج في 15 اذار/مارس بحسب منظمات حقوقية، وادت ايضا الى اعتقال اكثر من عشرة الاف شخص وفرار الاف اخرين الى لبنان وتركيا.

 

الصليب الأحمر يدعو سوريا لإدخال فرقه

دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الجمعة السلطات السورية إلى السماح بدخول فرق العاملين بها إلى مراكز الاحتجاز والمناطق التي ضربها العنف في الاحتجاجات المناوئة للحكومة.

وناشدت اللجنة المستقلة قوات الأمن السورية والمحتجين احترام حياة البشر ومعاملة المعتقلين وفقا للقانون الدولي.

وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيكوب كيلينبرغر في بيان “على الرغم من الطلبات المتكررة للسلطات السورية لم نحصل على حرية ذات معنى في الوصول إلى المحتاجين، نحن عازمون على مساعدة الناس المضطرين للتعايش مع هذا العنف”، وأضاف “يجب أن تصل المساعدات الإنسانية المهمة للمحتاجين دون تأخير”.

وقالت اللجنة ومقرها جنيف، إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري قامتا بزيارات قصيرة لبلدات درعا وطرطوس وحمص خلال الشهر المنصرم، مشيرة إلى أن طبيعة الزيارات المحدودة جعلت من الصعب إعطاء صورة كاملة.

وقال كيلينبرغر “نكرر طلبنا تسهيل الوصول إلى كل المعتقلين لتقييم كل الظروف التي يحتجزون فيها والعلاج الذي يحصلون عليه حتى يمكننا أن نقدم نتائجنا بثقة إلى السلطات المعنية”.

وأبدى كيلينبرغر -الدبلوماسي السويسري السابق- استعداده للذهاب إلى دمشق للقاء المسؤولين في الحكومة السورية.

وكانت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي حثت سوريا أمس على وقف “اعتدائها على شعبها”، وقالت إن أكثر من 1100 شخص ربما قتلوا، واعتقل ما يصل إلى عشرة آلاف منذ مارس/آذار الماضي.

الجيش يواصل عملياته بجسر الشغور

قتلى وجرحى بجمعة عشائر سوريا

قتل عدد من الأشخاص وجرح آخرون اليوم الجمعة برصاص قوات الأمن السورية خلال تفريق مظاهرات في عدد من المدن السورية بينها العاصمة دمشق في يوم أطلق عليه “جمعة العشائر”، يأتي هذا في وقت أطلق فيه الجيش السوري عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمالي غربي البلاد، التي نزح عدد كبير من سكانها إلى تركيا.

وأعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن متظاهرين اثنين قتلا اليوم برصاص عسكريين في بلدة بصرى الحرير في محافظة درعا جنوبي سوريا.

وقال شاهد عيان للجزيرة إن سيارة عسكرية تقل عناصر من الجيش والأمن أطلقت النار على المتظاهرين فقتل اثنان وجرح آخرون.

وأشار شاهد آخر إلى أن السيارة كانت تلاحق عددا من عناصر الجيش الذين انشقوا عن ألويتهم.

من جهتها نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم إن ثمانية أشخاص أصيبوا بينهم اثنان إصابتهما خطيرة في الرأس والصدر بعدما أطلقت قوات الأمن السورية النار على عدة آلاف من المحتجين المطالبين بإسقاط النظام.

وأفادت مواقع المعارضة السورية بخروج مظاهرات في وسط دمشق والمعضمية بريف العاصمة وإدلب ودير الزور ومحافظة درعا وحلب واللاذقية للمطالبة بإسقاط النظام ونصرة بلدة جسر الشغور التي أطلق فيها الجيش هجوما صباح اليوم.

ومن جهة أخرى تحدث التلفزيون السوري عن تجمع عشرات الأشخاص في منطقة القابون بدمشق.

في غضون ذلك أفاد شاهد عيان للجزيرة بأن قوات الأمن أطلقت النار على آلاف المتظاهرين في مدينة حمص، واصفا الحالة التي تعيشها المدينة بالحرب الحقيقية.

جسر الشغور

وكان التلفزيون الرسمي السوري أعلن أنه استجابة لنداء الأهالي بدأت وحدات الجيش تنفيذ مهامها في منطقة جسر الشغور للسيطرة على القرى المحيطة والقبض على “العصابات المسلحة” التي “روعت السكان وقتلت عناصر من القوات الأمنية”.

وكان صحفي يرافق الجيش السوري أكد أن قوات معززة بالدبابات باتت جاهزة للدخول إلى البلدة، بعد تمركزها عند أطرافها منذ الأربعاء.

وقال شاهد عيان للجزيرة إن الجيش السوري يقصف بشكل عشوائي منطقة السلمانية قرب جسر الشغور، وأضاف أن القصف يتركز على القرى المحيطة من الناحية الغربية والشرقية والجنوبية وصولا إلى الجبل الغربي، لافتا إلى أن الأهالي في حالة رعب وذعر، مشيرا إلى أن البلدة تعاني من نقص في المواد التموينية وسط غياب شبه تام لمظاهر الحياة.

وكان شهود عيان أكدوا للجزيرة في وقت سابق أن سكان جسر الشغور يخشون عملية انتقامية لوحت بها السلطات السورية، بعد إعلانها مقتل 120 عسكريا قالت إن جماعات مسلحة نصبت لهم كمينا، لكن ناشطين حقوقيين وشهودا نفوا هذه الواقعة وأكد بعضهم أن هؤلاء قضوا في عملية تمرد داخل المقر العام للأمن العسكري.

في هذه الأثناء أظهرت صور بثت على الإنترنت أشخاصا بزي عسكري يضربون ويركلون مجموعة مكبلة وملقاة على الأرض قرب حمص، مرددين أن هذا الضرب هو جزاء المطالبة بالحرية وإسقاط النظام قبل أن يلتقطوا صورة جماعية فوق أجساد المحتجين.

كما أظهرت صور أخرى -قال الموقع إنها في باب عمرو بضواحي حمص- أشخاصا بزي عسكري ينهالون ضربا وركلا على رجل كهل بلباس مدني وهو يستغيث ويتأوه من الألم.

كما بُثت على الإنترنت صور لمن قال ناشطون إنه مقدم في الفرقة 11 بالجيش السوري، يدعى حسين هرموش، يعلن انشقاقه مع عدد من رفاقه، بسبب ما وصفه بقتل متعمد للمدنيين العزل من قبل أجهزة النظام.

نزوح متواصل

وفي تركيا قال مراسل الجزيرة في أنقرة عمر خشرم إن هناك مجموعات من السوريين ينتظرون عند الحدود للدخول إلى الأراضي التركية.

وأضاف خشرم أن المصادر الرسمية تفيد بلجوء نحو 2600 سوري إلى تركيا، لكن هناك أكثر من ألفين يتواجدون عند أقاربهم في المناطق الحدودية وهم ليسوا مسجلين على الكشوفات الرسمية.

وأقام الهلال الأحمر التركي مخيما قبل خمسة أسابيع على مشارف يايله داغي المتاخمة للحدود يتسع لخمسمائة شخص، لكن مراسل الجزيرة في هذه القرية نقل عن اللاجئين في المخيم أن عدد اللاجئين تجاوز خمسة آلاف شخص، مما دفع الهلال الأحمر إلى إقامة مخيم ثان لإيوائهم.

حقوقيون :سقوط 7 قتلى برصاص الأمن في مظاهرات عمت مدنا سورية

دبي – العربية

قتل 7 متظاهرين معارضين للنظام السوري بنيران قوات الامن، بحسب حصيلة جديدة اعلنها رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة 10-6-2011. وقال عبد الرحمن ان ثلاثة مدنيين قتلوا في حي القابون بدمشق فيما قتل اثنان اخران في بصرى الحرير بمحافظة درعا جنوبي سوريا، وقتل سادس بمدينة اللاذقية الساحلية. وصرح ناشط اخر لحقوق الانسان لوكالة “فرانس برس” دون الكشف عن اسمه ان متظاهرا اخر قتل في السرمانية بمحافظة ادلب بشمال غربي البلاد. وكان المتظاهرون المطالبون بالديموقراطية دعوا للتظاهر بعد صلاة الجمعة، داعين العشائر المحلية للتعبير عن رفضها لنظام الأسد. وكان سكان قرية بصرى الحريري بسهل حوران في الجنوب السوري أكدوا سقوط قتيلين بنيران قوات الأمن السورية حين فتحت النار على مظاهرة مطالبة بالديمقراطية. وتحدث أحد سكان قرية بصرى الحرير عن خروج مظاهرة ضمت نحو ألف شخص حين فتحت قوات الأمن النار من سياراتها. وقال التلفزيون السوري ان فردا من قوات الأمن قتل برصاص مسلحين في بصرى الحرير لكن السكان قالوا انه لم يقتل احد من أفراد الشرطة. وفي مدينة جسر الشغور بدأ الجيش السوري في عمليات قصف عنيف على المدينة بعد ان أعلنت بدء عملياتها العسكرية في المنطقة إثر سقوط 120 من افراد عناصرها برصاص عصابات مسلحة وفق رواية رسمية فندتها المعارضة في وقت سابق. وفي درعا قال شهود إن القوات السورية أطلقت النار على عدة آلاف من المحتجين المطالبين بالديمقراطية الذين تحدوا الوجود الأمني المكثف في مدينة درعا الجنوبية مما أسفر عن سقوط عدد من المصابين. وقال الشهود بحسب “رويترز” إن المتظاهرين في درعا التي كانت مهد الانتفاضة على حكم الرئيس بشار اسد خرجوا إلى منطقة المحطة وأخذوا يرددون “الشعب يريد إسقاط النظام”. وأضافوا أن ثمانية أشخاص على اقل أصيبوا بالرصاص ونقلهم شبان إلى مستشفى قريب وأن اثنين على اقل أصيبا بجروح خطيرة في الرأس والصدر. وبحسب شهود فقد تظاهر الألاف في مدينة أنخل قرب درعا، بالرغم من منع النظام للتظاهر. وكان التلفزيون السوري أعلن صباح الجمعة عن بدء عملية عسكرية ضد مدينة جسر الشغور بالقرب من الحدود التركية. وشهدت المدينة حركة احتجاجات واسعة خلال الأيام الماضية، وسقط العشرات من القتلى برصاص قوات الأمن. وذكرت السلطات السورية أن عناصر مسلحة قتلت العشرات من رجال الشرطة، وأنها تقوم بملاحقتهم. ودان وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، الجمعة “المجازر ضد الابرياء” التي يرتكبها النظام السوري، معتبراً أن “شرعية” الرئيس بشار الأسد أصبحت موضع تساؤل. وتشهد سوريا، اليوم، احتجاجات واسعة تحت اسم “جمعة العشائر”، وكان بعض شيوخ العشائر قد شاركوا في اجتماعات المعارضة في أنطاليا وبروكسل. وإلى ذلك، تواصلت تحركات الجيش السوري بآلياته ودباباته في مختلف المناطق الملتهبة مع استمرار قمع الاحتجاجات. وأكدت تقارير انتشاراً كثيفاً لعناصر الأمن ومسلحين في ريف دمشق مع عودة الحواجز الأمنية على مداخل دوما وحرستا.

انشقاقات في صفوف الجيش

وقد بثت مواقع إلكترونية إعلان ضابط في الجيش السوري برتبة مقدم انشقاقه عن الجيش. وقال الضابط المذكور، ويدعى حسين هرموش، إنه انشق عن الجيش بسبب ما وصفه بـ”القتل الجماعي للمدنيين العزل ومداهمة الجيش للمدن والقرى السورية”، داعياً رفاقه الضباط الى حماية المدنيين والانضام الى صفوف المتظاهرين.

وقد وردت صور من منطقة بابا عمرو في حمص عن أعمال تنكيل بمعتقلين سوريين.

وقال ناشطون سوريون إن المستشفى الوطني في إدلب رفض إدخال فتاة تعاني من قصور كُلوي لتلقي العلاج كونها تحمل هوية شخصية صادرة عن مدينة جسر الشغور.

وفي السياق ذاته، تم منع عدد من طلاب جسر الشغور الذين يدرسون في جامعتي اللاذقية وحلب من التقدم للاختبارات.

وذكر ناشطون أن الأمن السوري أقام حاجزاً أمنياً يفصل بنش عن مدينة إدلب المحاصرة من جميع الجهات مع وجود كثيف داخلها للجيش والأمن وجماعات البلطجية ممن يعرفون بـ”الشبيحة”.

وأفادوا بعبور ناقلة تحمل دبابات قرب عين العرب – كوباني, وهي تتجه من الرقة الى طريق حلب السريع رقم 49.

وقد زادت الدول أعضاء مجلس الأمن الدولي، عدا روسيا والصين، من ضغوطها على دمشق وطالبت بوقف القمع واستخدام القوة المفرطة ضد الشعب.

وتقدمت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال بمشروع قرار الى مجلس الأمن يدعو الحكومة السورية الى وقف العنف وفك الحصار عن المدن التي تشهد احتجاجات. وكان لإيطاليا موقف داعم للتحرك الأوروبي،

لكن روسيا عارضت صدور قرار من مجلس الأمن ضد دمشق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، اليكساندر لوكاشيفيتش: “لقد عبرت روسيا أكثر من مرة عن رفضها أي قرار قد يتخذه مجلس الأمن الدولي ضد سوريا، حيث ترى أن الوضع في هذا البلد لا يشكل خطراً على العالم والمنطقة؛ لذلك فإن أي قرار من شأنه أن يزيد الوضع تعقيداً، وينعكس سلباً على المنطقة”.

حسب حقوقيين سوريين 28 قتيلا بجمعة العشائر في سوريا

شهدت مدن وبلدات سورية عدّة مظاهرات تنادي بالحرية وسقوط النظام في جمعة أطلق عليها اسم جمعة العشائر. وقد تحدث ناشطون حقوقيون أن 28 شخصا على الأقل قتلوا في هذه المظاهرات.

وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان إن أعمال القتل حدثت في سهل حوران جنوبي سوريا وفي دمشق ومدينة اللاذقية الساحلية وفي محافظة إدلب الشمالية الغربية، وهي أحدث منطقة نشرت فيها القوات والدبابات لقمع الاحتجاجات.

وقال ناشطون حقوقيون إن قوات الأمن أطلقت النار على تظاهرة كبيرة في معرة النعمان بمحافظة إدلب على بعد 330 كلم شمال دمشق، ما أدى إلى سقوط 11 قتيلا على الأقل. كما قتل ستة أشخاص في اللاذقية (غرب) عندما أطلقت قوات الأمن النار على تظاهرة في هذه المدينة الساحلية، حسب رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.

وخرج متظاهرون في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة شمال غربي البلاد عقب صلاة الجمعة مطالبين بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، كما شهدت بلدتا الزبداني وداريا في محافظة ريف دمشق أيضا تظاهرات مماثلة.

كما قتل ثلاثة مدنيين في حي القابون في دمشق بعد تظاهرات ليلية تم خلالها إحراق صورة للرئيس بشار الأسد، حسب تسجيل مصور بثه ناشطون حقوقيون. وأفادت مواقع المعارضة السورية بخروج مظاهرات في وسط دمشق والمعضمية.

وقد بث ناشطون على الإنترنت مشاهد قالوا إنها التقطت الجمعة في إحدى المدن بريف دمشق تظهر قيام عناصر من الجيش السوري والأمن بحملة اعتقالات ودهم طالت عددا من المواطنين في المدينة، دون معرفة الأسباب.

وقتل متظاهران برصاص أطلق من آلية عسكرية في بصرى الحرير بسهل حوران بمحافظة درعا جنوبي سوريا.

وقال أحد سكان القرية “كانت هناك مظاهرة ضمت نحو ألف شخص حين فتحت قوات الأمن النار من سياراتها”، وذكر أن القتيلين هما عدنان الحريري وعبد المطلب الحريري.

في غضون ذلك أعلن عبد المعين إبراهيم استقالته من عضوية حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا. وقال عبد المعين في اتصال هاتفي سابق معه إن قوات الأمن السورية أطلقت النار على مظاهرة حاشدة جرى تنظيمها في معرة النعمان بمحافظة إدلب بشمال سوريا.

كما نشر نشطاء حقوقيون تسجيلا مصورا على موقع يوتيوب لشخص زعم أنه ضابط كبير في الجيش يدعى حسين هرموش يقول إنه انشق مع عدد من الجنود للانضمام إلى صفوف الجماهير المطالبة بالحرية والديمقراطية. وقال في التسجيل الذي لم يتسن التحقق من صحته على الفور إنهم أقسموا في القوات المسلحة على توجيه نيرانهم نحو العدو وليس إلى الشعب السوري الأعزل.

وقال نشطاء وسكان إن محتجين خرجوا إلى الشوارع في محافظة دير الزور المنتجة للنفط في شرق البلاد وفي مدينتي حماة وحمص في وسط سوريا ومدينة اللاذقية على البحر المتوسط ومنطقة الطبقة على نهر الفرات في محافظة الرقة وهتفوا مطالبين بسقوط النظام ودعما لأهالي جسر الشغور.

وأضافوا أن عشرات الآلاف خرجوا إلى شوارع حماة دون أن تتصدى لهم قوات الأمن، وهو رقم أعلى بكثير ممن خرجوا في الجمعة الماضي عندما قتلت قوات الأمن 70 محتجا على الأقل.

ملاحقة التنظيمات المسلحة

يأتي ذلك فيما نقل التلفزيون السوري عن مراسله في جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب قوله “استجابة لدعوات أهالي جسر الشغور بدأت وحدات من الجيش صباح اليوم بتنفيذ مهامها بملاحقة التنظيمات المسلحة وإلقاء القبض على عناصرها في القرى المحيطة بالمنطقة”.

وأضاف أن “التنظيمات المسلحة روعت السكان وحرقت الممتلكات العامة والخاصة واعتدت على عناصر الجيش والأمن ومثلت بجثثهم”. وذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن العملية العسكرية الضخمة تشهد مشاركة ثلاثين ألف جندي.

تأتي العملية العسكرية بعد إعلان مصادر سورية رسمية أن 120 من عناصر الجيش والشرطة قتلوا منتصف الأسبوع في جسر الشغور، شمالي البلاد.

واتهمت دمشق الجماعات المسلحة والمتطرفين بارتكاب تلك المذبحة، غير أن المعارضة قالت إن قوات حكومية هي التي قتلت الجنود ورجال الشرطة بعد أن رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين.

لجوء لتركيا

وفي تركيا قال مراسل الجزيرة في أنقرة عمر خشرم إن هناك مجموعات من السوريين ينتظرون عند الحدود للدخول إلى الأراضي التركية.

وأضاف خشرم أن المصادر الرسمية تفيد بلجوء نحو 2600 سوري إلى تركيا، لكن هناك أكثر من ألفين موجودون عند أقاربهم في المناطق الحدودية وهم ليسوا مسجلين على الكشوفات الرسمية.

وأقام الهلال الأحمر التركي مخيما قبل خمسة أسابيع على مشارف يايله داغي المتاخمة للحدود يتسع لـ500 شخص، لكن مراسل الجزيرة في هذه القرية نقل عن اللاجئين في المخيم أن عدد اللاجئين تجاوز 5000 شخص، مما دفع الهلال الأحمر إلى إقامة مخيم ثان لإيوائهم.

وقالت صحيفة تركية الجمعة إن تركيا تفكر في إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا إذا فر مئات الآلاف من العنف هناك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى