أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 10 شباط 2012

قتلى وجرحى في تفجيرين بمدينة حلب والقوات السورية تقتحم حمص بالدبابات

دمشق- بيروت- (ا ف ب): اوقع انفجاران على الاقل في مدينة حلب في شمال سوريا، بحسب التلفزيون السوري الرسمي، قتلى وجرحى بين عسكريين ومدنيين، فيما اتهم معارضون النظام السوري بافتعال هذه التفجيرات.

وقال التلفزيون السوري في شريط عاجل “ان انفجارين ارهابيين استهدفا فرع الامن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام في حلب”.

واضاف التلفزيون “سقط شهداء وجرحى من المدنيين والعسكريين في التفجيرين” من دون ان يحدد عددهم.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا ان ثلاثة انفجارات قوية وقعت في المدينة، احدها قرب مركز للامن المركزي عند دوار الباسل، والثاني في حي الصاخور، والثالث في حي المرجة، من دون تفاصيل اضافية.

وسارعت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان صادر عن مكتبها الاعلامي الى اتهام النظام السوري “بافتعال التفجيرات في حلب وفي يوم الجمعة تحديدا على غرار تفجيرات الميدان في دمشق” التي وقعت في السادس من كانون الثاني/ يناير 2012.

واضافت الهيئة “وقع الانفجار الأول في حي حلب الجديدة وقاموا بنفس المسرحية باطلاق الرصاص الحي بعد التفجير حتى يظهروا ان هناك اشتباكات”، مضيفة ان “الانفجارات التالية وقعت في حي الصاخور وأيضا نفس المسرحية السوداء اطلاق رصاص واغلاق للطرقات بشكل سريع ومباشر”.

كما حمل عضو الهيئة في حلب سليمان الحلبي في بيان منفصل “النظام السوري المسؤولية الكاملة عن التفجيرات وعن جميع الضحايا وعن جميع الأضرار المادية والمعنوية”.

واعتبر الحلبي انها “عبارة عن تمثيلية مفتعلة على غرار تفجيرات الميدان وكفرسوسة”.

ومن جهة أخرى، اقتحمت القوات السورية بالدبابات حي الانشاءات في مدينة حمص (وسط) ليل الخميس الجمعة بعد تعرض احياء عدة من المدينة للقصف العنيف لأيام مما أوقع مئات القتلى، بحسب ما ذكر ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الذي يتخذ من لندن مقرا في اتصال هاتفي مع الوكالة ان “العملية العسكرية مستمرة، والدبابات دخلت الحي وتقوم بالتنكيل بالاهالي”.

وذكرت صفحة (تنسيقية الثورة السورية في حمص) على موقع فيسبوك الالكتروني ان هناك “حملة مداهمات وتفتيش شرسة يشهدها الحي للمرة الثالثة” منذ بدء الحملة على حمص السبت الماضي.

كما تحدثت عن “انتشار مكثف للدبابات والمصفحات وسط اطلاق نار كثيف وعشوائي وسماع دوي انفجارات”.

الجيش اللبناني يعزز وجوده في وادي خالد على الحدود الشمالية مع سوريا

طرابلس- (ا ف ب): عزز الجيش اللبناني ليل الخميس وجوده في منطقة وادي خالد الشمالية، وبدأ بتسيير دوريات داخل القرى في هذه المنطقة المحاذية للحدود مع سوريا، بحسب ما افاد مسؤولون محليون وسكان في المنطقة وكالة فرانس برس.

وقال مسؤول محلي في بلدة المقيبلة لفرانس برس إن “وحدة من الجيش اللبناني تمركزت ليل اليوم (الخميس) في الموقع التابع للقوة الأمنية المشتركة في وادي خالد، في حين بدأ تسيير دوريات داخل البلدات والقرى فيه”.

وأفاد مسؤول محلي في بلدة الكنيسة أن “وحدات من الجيش دخلت مثلث قرى الكنيسة وحنيدر وقرحا” الواقعة تماما على الحدود. كما تحدث عدد من سكان المنطقة لفرانس برس عن اجراءات مشددة ينفذها حاجز الجيش في بلدة شدرا عند مدخل وادي خالد.

ولم يتسن لفرانس برس الاتصال على الفور بالجيش اللبناني.

وتقع منطقة وادي خالد بمحاذاة الحدود اللبنانية الشمالية مع محافظة حمص السورية التي تشهد عملية عسكرية واسعة للجيش السوري منذ ايام اسفرت عن سقوط مئات القتلى.

ومنذ منتصف تموز/ يوليو، شددت القوات السورية الاجراءات الامنية على الحدود مع لبنان بداعي وقف تهريب السلاح، فيما تؤكد تقارير اخرى انها تسعى ايضا لمنع تسلل معارضين وجنود منشقين.

ووقعت خلال الاشهر الماضية عمليات توغل عدة للجيش السوري في اراض لبنانية من جهتي الشمال والشرق تخللها اطلاق نار اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص. واثارت هذه العمليات انتقادات من المعارضة اللبنانية المناهضة لدمشق ومن دول غربية والامم المتحدة.

واقدم الجيش السوري على زرع الغام مرات عدة في مناطق حدودية مع شمال لبنان وشرقه انفجر بعضها واسفر عن اصابة عدد من الاشخاص بجروح.

وسبق تشديد الاجراءات على الحدود لجوء حوالى خمسة الاف سوري الى لبنان هربا من اعمال العنف التي ترافق الانتفاضة الشعبية السورية المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد والمستمرة منذ منتصف اذار/ مارس.

تركيا لا تريد أن يقف العالم متفرجا أمام القتل الجاري في سوريا

واشنطن- (ا ف ب): قال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو الذي يزور واشنطن الخميس إن المجتمع الدولي لا يجوز أن يقف متفرجا أمام “المذبحة” الجارية في سوريا.

وقال داود اوغلو خلال مؤتمر في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الامريكية “لا يمكننا أن نتفرج على السوريين وهم يقتلون كل يوم من دون أن يتحرك المجتمع الدولي”.

واعلنت تركيا الاربعاء انها تسعى إلى عقد مؤتمر دولي مع الفاعلين الاقليميين والدوليين في اقرب وقت لايجاد حل سلمي للازمة في سوريا.

وهي فكرة تدعمها واشنطن التي تريد تشكيل (مجموعة اصدقاء سوريا).

ويلتقي داود اوغلوي في واشنطن نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون لبحث الملف السوري.

وقال الوزير التركي “نريد خلق منبر دولي اذا لم تتحرك الامم المتحدة، لكي نبرهن تضامننا مع الشعب السوري في مواجهة حمام الدم هذا، هذه المذبحة” من دون تفاصيل حول مكان وزمان المؤتمر.

وقال داود اوغلو ان “نظام مبارك ونظام بن علي ونظام القذافي وصدام (حسين) والاسد كلها انظمة من زمن الحرب الباردة، كان ينبغي ان تنتهي في التسعينيات، مثل تشاوشيسكو وميلوشيفيتش”.

وتخلت تركيا عن حليفتها السابقة سوريا بسبب اعمال القمع التي تقول منظمات مدافعة عن حقوق الانسان انها اوقفت اكثر من ستة الاف قتيل منذ اذار/ مارس 2011.

واعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند أن مبادرة تركيا تندرج في اطار المساعي الرامية الى تشكيل (مجموعة اصدقاء سوريا).

وشككت روسيا في هذه المساعي الامريكية على لسان الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفتش الذي قال ان “موقفنا حذر حيال هيئات نعتبرها غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي”.

وغداة استعمال روسيا الفيتو في مجلس الامن ضد قرار يدين القمع في سوريا، دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اصدقاء الديموقراطية في سوريا الى الوحدة والتعبئة ضد النظام السوري.

و(مجموعة اصدقاء سوريا) قد تشبه (مجموعة الاتصال حول ليبيا) التي اشرفت على المساعدة الدولية التي قدمت إلى خصوم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وقتل اكثر من 80 شخصا الخميس في سوريا برصاص قوات النظام واغلبهم من المدنيين الذين قتلوا في مدينة حمص مركز الاحتجاجات في وسط البلاد.

ويقول ناشطو المعارضة ان القوات الحكومية التي عملت على قمع المحتجين قتلت 400 شخص على الاقل في حملة دامية منذ ستة أيام على حمص.

وفي السياق، ندد الرئيس الامريكي باراك أوباما الخميس بـ”حمام الدم الرهيب” المستمر في سوريا مع شن الحكومة السورية هجوما داميا على مدينة حمص مركز الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد.

واتى حديث أوباما على هامش لقائه في البيت الابيض رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي، حيث كرر دعوة الأسد إلى التخلي عن السلطة.

وقال “كلانا لدينا مصلحة كبرى في توقف حمام الدم الرهيب الذي نشهده ونريد أن نرى انتقال السلطة من الحكومة الحالية التي تعتدي على شعبها”.

الدوما الروسي يصدر إعلانا يدعو للحيلولة دون تكرار السيناريو الليبي في سورية

موسكو- (د ب أ): يدرس مجلس الدوما الروسي الجمعة إصدار إعلان حول الوضع في سورية يدعو للحيلولة دون تكرار السيناريو الليبي في البلاد وتفادي التدخل الأجنبي بهدف الإطاحة بالنظام السوري.

ونقلت وكالة (ايتار – تاس) الروسية للأنباء عن أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشئون الخارجية في الدوما قوله إن المجلس الأدنى للبرلمان الروسي قرر إصدار إعلان خاص بهذا الصدد على خلفية “الانتقادات الشرسة بل والهستيرية في بعض الأحيان التي أثارها الموقف الروسي من مشروع القرار الأممي حول سورية واستخدامها لحق الفيتو لدى التصويت عليه في مجلس الأمن الدولي”.

ويعرب البرلمانيون الروس عن قلقهم البالغ من تطورات الأوضاع في سورية، ويدعون مجلس الأمن الدولي إلى تجنب اتخاذ موقف مؤيد لأي طرف من أطراف النزاع دون غيره.

وجاء في مشروع الإعلان أن “الموقف غير المتوازن الذي تضمنته مسودة القرار الأخير حول سورية كان من شأنه أن يقوض كل الفرص لإجراء حوار بناء ومتساوي الحقوق” بين أطراف النزاع في البلاد.

خطط امريكية لتقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية

واستقبال فاتر لفكرة مشاركة الامم المتحدة في بعثة المراقبين

مقتل 110 مدنيين في قصف لحمص.. وليبيا تطرد البعثة الدبلوماسية السورية

دمشق ـ بيروت ـ نيقوسيا ـ طرابلس ـ وكالات: قالت جماعة نشطاء ان قصف القوات السورية لمدينة حمص المحاصرة باستخدام الدبابات والصواريخ وقذائف المورتر أسفر عن مقتل 110 مدنيين على الأقل امس الخميس، في الوقت الذي دافعت فيه وزارة الخارجية الروسية عن تصدير الاسلحة لسورية، وذكرت تقارير ان الولايات المتحدة تدرس تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية.

وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان ارسل الى رويترز ان عدد 110 يتضمن ثلاث أسر انتشلت جثث أفرادها من تحت أنقاض منازلها والجثث التي نقلت الى مستشفى ميداني والأشخاص الذين ماتوا متأثرين باصاباتهم امس.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش قوله إن بلاده لا تخرق القانون الدولي، بتوريدها السلاح الى سورية، فلا توجد عقوبات ضد دمشق بهذا الشأن.

وقال إن موسكو لا تعتبر ‘مجموعة أصدقاء سورية’ شرعية، مضيفاً ‘نحن حذرون من مختلف التشكيلات التي لا نعتبرها شرعية وفقاً للقانون الدولي والتي يتم إنشاؤها لفض هذه أو تلك من المنازعات الدولية.. وقد كانت هناك تجربة فاشلة من هذا النوع في ليبيا’.

الى ذلك لقيت فكرة مشاركة الامم المتحدة في بعثة المراقبين العرب في سورية استقبالا فاترا لدى عدد من السفراء المعتمدين في مقر المنظمة الدولية في نيويورك.

واكتفت السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة سوزان رايس ردا على سؤال بهذا الصدد بالقول ‘سندرس هذه المسألة’، فيما قال نظيرها الالماني بيتر فيتيغ محذرا ‘هناك شروط لا بد من توافرها قبل قيام بعثة مشتركة’ من الدول العربية والامم المتحدة.

في المقابل قال السفير المغربي محمد لوليشكي في الاطار نفسه ان ‘اي مبادرة يمكن ان تساعد في تطبيق مبادرة الجامعة العربية (لتسوية الوضع في سورية) مرحب بها’، مضيفا ان الجامعة ‘بحاجة لاي مساعدة يمكن ان تقدمها الامم المتحدة اليها’.

والمغرب هو البلد العربي الوحيد العضو حاليا في مجلس الامن.

وقالت الخارجية الفرنسية تعليقا على فكرة مشاركة الامم المتحدة في عمل بعثة المراقبين العرب في سورية انه لا بد من ان يتمكن المراقبون من ‘التنقل بحرية ومن اجراء كل الاتصالات اللازمة’، مضيفة ان ‘التعاون بين الامم المتحدة والجامعة العربية في اطار عودة محتملة للمراقبين يجب ان يتيح للبعثة مواصلة عملها بشكل فاعل وموثوق به’.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعلن الاربعاء ان الجامعة العربية ستعيد بعثة المراقبين التابعة لها الى سورية، مضيفا ان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ابلغه هاتفيا الثلاثاء نيته بهذا الصدد طالبا منه تعاون الامم المتحدة في هذه المهمة الجديدة.

وقالت وزارة الخارجية الليبية في بيان الخميس ان ليبيا أمهلت القائم بالاعمال السوري وفريقه في طرابلس 72 ساعة لمغادرة البلاد.

وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي اعترف رسميا بالمجلس الوطني السوري المعارض في تشرين الاول/ اكتوبر سلطة شرعية في سورية بعد بداية الانتفاضة المناهضة للرئيس السوري بشار الاسد بشهور.

وقال البيان ان ليبيا كانت تأمل أن يتبنى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قرارا لمساعدة الشعب السوري على العيش بحرية وكرامة.

وفي وقت سابق تظاهر محتجون أمام مكتب رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب للتعبير عن غضبهم من استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعم خطة الجامعة العربية التي تدعو الأسد للتنحي.

ورشق محتجون ليبيون وسوريون يوم الاثنين السفارة الصينية في طرابلس بالحجارة والبيض والطماطم بعد يوم من قيامهم بكتابة عبارات بالطلاء على جدران السفارة الروسية وتمزيق علمها. ووضع المتظاهرون مكان العلم الروسي أعلام المعارضة السورية والمجلس الوطني الانتقالي الليبي.

وفي برلين، اعلن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الخميس طرد اربعة دبلوماسيين في السفارة السورية في بلاده اثر اعتقال شخصين يشتبه في قيامهما بالتجسس على معارضين سوريين للنظام.

وبدأ المجلس الوطني السوري المعارض الخميس اجتماعات في قطر برئاسة برهان غليون لبحث الاحداث في سورية والاقتراح الفرنسي لانشاء مجموعة اصدقاء سورية، حسبما اعلن مسؤولون في المجلس لوكالة فرانس برس.

ومن جهتها كشفت صحيفة ‘التايمز’ امس الخميس أن الولايات المتحدة تدرس تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد.

وقالت الصحيفة ‘إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وضعت خططاً للطوارئ يمكن أن تشمل تزويد الجيش السوري الحر (المنشق) بالأسلحة، واقامة ممر انساني لإيصال المساعدات إلى المدنيين’. واضافت ‘أن عدة دول تدعم المتمردين في سورية، وتقدم السعودية مساعدة مالية لهم، فيما قامت قطر بتزويدهم بـ 3000 هاتف تعمل بالأقمار الإصطناعية، ومنح الجيش السوري الحر معدات للرؤية الليلية وصواريخ مضادة للدبابات’.

ونسبت الصحيفة إلى منسق الشؤون اللوجستية في الجيش السوري الحر الشيخ زهير عباسي قوله ‘إن المتمردين يريدون من الغرب اقامة منطقة لحظر الطيران وملاذ آمن لتمكينهم من العمل بأمان’.

واضاف ‘في حال حصلنا على هذه المناطق، فإن معظم الجيش النظامي السوري سينشق وينضم إلينا’. وقال الشيخ عباسي ‘نحن لا نطلب من الغرب أن يتدخل بل يزودنا بالأسلحة وسنتكفل بالباقي، لأن الجيش الحر يضم الآن نحو 40 ألف جندي’، على حد تعبيره.

فايننشال تايمز’: المعارضة السورية تسعى لتطويق خلاف بين ضابطين منشقين يتنازعان على القيادة

لندن ـ يو بي آي: افادت صحيفة ‘فايننشال تايمز’ امس الخميس أن زعماء المعارضة السورية يحاولون احتواء خلاف بين أرفع ضابطين سوريين ينشقان عن الجيش النظامي، في اطار مساعي دعم المعارضة المسلحة لنظام الرئيس بشار الأسد عقب انهيار الجهود الدبلوماسية بالأمم المتحدة.

وقالت الصحيفة إن العقيد رياض الأسعد، قائد ‘الجيش السوري الحر’ الموجود في تركيا والذي وقفت قواته مع نشطاء المعارضة بأنحاء مختلفة من سورية، يواجه الآن تحدياً على قيادته من قبل ضابط أرفع رتبة انشق مؤخراً ويقيم في تركيا أيضاً وهو العميد مصطفى أحمد الشيخ.

واضافت أن مسؤولين من المجلس الوطني السوري المعارض يعملون على التوصل إلى حل وسط من شأنه أن يبقي العقيد الأسعد قائداً للجيش السوري الحر ويستحدث مجلساً عسكرياً أعلى يضم الضباط المنشقين من الرتب العليا ويكون مفتوحاً أمام الضباط من الرتب نفسها الذين ينشقون في المستقبل.

واشارت إلى أن الاتفاق خرج عن مساره حين شجب العقيد الأسعد قبل أيام المجلس الوطني السوري ووصف اعضاءه بـ ‘الخونة’، واصدر الجيش السوري الحر الذي يقوده بياناً الإثنين الماضي نأى فيه بنفسه عن المجلس العسكري الأعلى بقيادة العميد الشيخ عقب الإعلان عن تشكيله.

ونسبت ‘فايننشال تايمز’ إلى مصدر مقرّب من قائد الجيش السوري الحر قوله ‘إن العقيد الأسعد انشق في وقت مبكر وتخضع لقيادته الآن كافة الوحدات المنشقة عن الجيش النظامي السوري مع أن سلسلة القيادة غير واضحة الآن، لكن هذه الوحدات اعلنت ولاءها للجيش السوري الحر’.

واضاف المصدر أن ‘لسان العقيد الأسعد يزل في بعض الأحيان، غير أن الجيش السوري الحر ليس جيشاً حقيقياً لذلك نرى أن الشخص المناسب هو الأعلى رتبة، لأن هذه ثورة’.

تصريحات مفاجئة لمسؤول تركي

رأي القدس

تركيا، وبحكم الجوار الجغرافي، والكثير من فصول التاريخ المشترك، تعتبر من اكثر البلدان الاسلامية غير العربية فهما، بل واحيانا تورطا، في الاحداث الجارية في سورية، ولذلك نجدها، خاصة في الوقت الراهن، محور معظم الاتصالات والتحركات المتعلقة بالازمة في هذا البلد.

السياسة التركية تجاه الملف السوري تبدو ملتبسة، وهناك من يذهب الى ما هو ابعد من ذلك ويقول انها مرتبكة. فتارة تتعاظم الضغوط التركية الرسمية على النظام السوري لدرجة اتهام رئيسه بشار الاسد بالجبن لقتله شعبه بدلا من تحرير الجولان، مثلما ورد على لسان السيد رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء، وتارة اخرى تتسم بالهدوء و’العقلانية’ والحديث عن ضرورة ايجاد مخارج سياسية للازمة.

بالامس قال سفير تركيا لدى الاتحاد الاوروبي السيد سليم اينل ان الرئيس بشار الاسد ما زال يحظى بتأييد الطبقة الوسطى في سورية، وان المعارضة مشتتة الامر الذي يعرض البلاد لخطر السقوط في هاوية حرب اهلية تشعل الوضع في المنطقة. واضاف في مقابلة مع وكالة ‘رويترز’ ان بلاده تخشى ان تفشل العقوبات التي يفرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في حمل الرئيس الاسد على ترك السلطة مع تمتعه بدعم مطرد من قبل ايران وروسيا.

اهمية تصريحات السفير التركي هذه تأتي من حيث تزامنها مع زيارة الدكتور احمد داوود اوغلو وزير الخارجية التركي للولايات المتحدة الامريكية، وحديثه قبل المغادرة الى واشنطن عن رغبة بلاده في استضافة مؤتمر دولي يضم اصدقاء سورية لبحث الازمة الراهنة فيها.

القول بان الطبقة الوسطى في سورية تدعم الرئيس بشار الاسد خوفا مما يمكن ان يترتب على سقوط نظامه من المتوقع ان يثير العديد من علامات الاستفهام ليس في اوساط المعارضة السورية فقط، وانما في اوساط العديد من العواصم الغربية التي تريد من تركيا ان تكون رأس حربة في اي تدخل عسكري او غير عسكري في سورية.

المعارضة السورية قطعا لن تكون مرتاحة لاي حديث عن وجود تأييد للرئيس السوري حتى لو في وسط قطاع محدود من شعبه، خاصة في مثل هذا الوقت الذي تتوالى فيه انباء عن سقوط عشرات القتلى يوميا من اهالي مدينة حمص ومدن سورية اخرى برصاص الجنود السوريين، كما انها، او المتحدثين باسمها يحرصون دائما على التقليل من شأن اي تحذيرات باحتمال نشوب حرب اهلية، او وجود انقسامات في صفوفها.

السفير التركي في الاتحاد الاوروبي الذي يحظى بمكانة متقدمة في السلك الدبلوماسي التركي شدد على ان بلاده لن تقدم اي مساعدات عسكرية للمجلس الوطني السوري الذي يمثل المعارضة او القطاع الأعرض فيها، وهو المجلس الذي تأسس في اسطنبول برعاية حكومة السيد اردوغان، ولعل ذلك عائد الى خوف تركيا من عسكرة الانتفاضة السورية، وتوسيع نطاق الاشتباكات بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية مما قد يؤدي الى امتداد هذه الاشتباكات الى الاراضي التركية نفسها، او اقدام النظام السوري المدعوم روسيا على الانتقام بدعم الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني المعادي لانقرة وسياساتها تجاه الاكراد.

ولا يستبعد البعض ان تكون تصريحات السفير التركي مجرد قنبلة دخان لاخفاء استعدادات امريكية واوروبية متصاعدة لتدخل عسكري في الازمة السورية يكون لتركيا فيها دور كبير ان لم يكن اساسيا.

الازمة السورية تدخل مرحلة الحسم هذه الايام وهي مفتوحة على كل الاحتمالات.

المعارضة السورية تبحث بالدوحة تحركا دوليا خارج إطار مجلس الأمن

الدوحة ـ د ب أ: يبحث عدد من قيادات المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري برئاسة الدكتور برهان غليون في العاصمة القطرية الدوحة آحدث التطورات على الساحة السورية بعد هجوم قوات النظام على حمص والزبداني بعد التصويت الذي جرى في مجلس الأمن.

قال عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري ورئيس مكتب حقوق الإنسان بالمجلس عبد الباسط سيدا لوكالة الأنباء الألمانية في الدوحة إن المكتب سيناقش مرحلة ما بعد التصويت في مجلس الامن الدولي واستخدام الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن فيما يتعلق بالأحداث في سورية.

وأضاف أن القضية الجوهرية التي يبحثها اجتماع الدوحة تتعلق بالإعداد لعمل خارج نطاق مجلس الأمن ‘طالما نواجه في مجلس الأمن الفيتو الروسي لا بد أن تكون هناك مخارج وقد لمسنا وجود مخارج في جولتنا في نيويورك حيث طرحناه مع الأمريكيين والإنكليز وفرنسا والأخوة العرب’.

وأضاف: ‘هناك إمكانية عمل تحت مظلة أصدقاء سورية أو شيء من هذا القبيل’. ومضى يقول ‘نبحث حاليا هذه النقطة بحيث يتم ايجاد تحرك دولي في سبيل الضغط على النظام السوري’.

وقال سيدا ‘نريد له أن يكون توجها عربيا دوليا للتحرك عبر المنظمة الدولية أو خارجها من أجل حماية المدنيين’.

وحول الموقف من عودة المراقبين الذي طرحته الجامعة العربية: ‘هذه المسألة لم نوافق عليها منذ البداية لأن ما يحدث على الأرض موثق ومعروف وبالصورة والصوت بفضل التكنولوجيا، وإرسال المراقبين بمثابة إعطاء مهلة للنظام وهو ما كلف الشعب السوري الكثير’.

وحول مناقشة القضية التي تثير جدلا حاليا والمتعلقة بإعفاء الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري من منصبه قال سيدا إن’ هذه المسألة ليست أساسية في الاجتماع’، مضيفا: ‘المسألة الأساسية الآن المواجهة مع النظام القمعي’.

ومضى يقول: ‘مسألة التداول على رئاسة المجلس موجودة في النظام الداخلي للمجلس والذي يقول إن مدة الرئاسة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد’، وأضاف أن ‘هذه المسألة ستحل وديا وبكل أريحية لأننا متفقون على أن المعركة الأساسية هي مع النظام ومسألة التجديد أو عدمه فستكون خاضعة للمصلحة العامة’.

وأوضح ‘هذه المسألة لم نتحدث حولها بعد واعتقد أن الاتجاه يسير نحو التجديد لغليون وهو متفق عليه’.

وقال ‘في النهاية الدكتور غليون حاليا هو رئيس المجلس ومدته لم تنته بعد وقد قاد المرحلة بجدارة، وقد تكون هناك أخطاء قد حدثت منه أو من غيره وهذه مسألة طبيعية’.

واضاف إن ‘المعارضة كانت قبل إعلان المجلس مشتتة وإنشاء المجلس خلال هذه المرحلة وفي فترة قياسية حقق الكثير من الإنجازات في الميدان الدولي خاصة انهامسألة ليست بسيطة، وقد كان لبرهان دور أساسي إلى جانب غيره من القيادات

ينبغي انشاء مدينة للاجئين في الجولان

صحف عبرية

حينما قرعت جدتي أبواب سويسرا في تلك الايام أجابتها السلطات بأن ‘قارب النجاة مليء’. فتابعت السير قُدما وغرقت وماتت في تريزنشتات. ومع الفرق الكبير أقول انه حينما قصف صدام حسين قلب اسرائيل في حرب الخليج في سنة 1991 وجد ملجأ عندنا في البيت غير قليل من الاصدقاء والأقرباء من سكان المنطقة (أ).

يوجد دائما في قوارب انقاذنا مكان لواحد آخر. كانت اوقات الخطر الكبيرة أكثر من مرة هي اللحظات الكبيرة للتكافل والأخوة. ونحن أسخياء ايضا حينما لا يكون الحديث عن أنفسنا وعن لحمنا: وحينما تحدث كارثة طبيعية في مكان ما في العالم تنشأ فورا مراكز طوارىء وأحياء خيام ومقرات مساعدة، ونحن نبذل كل جهد كي نكون هناك بجميع قدراتنا. هذا طبيعي وهذا انساني وهذا سياسي دائما تقريبا. ان متطوعينا يأتون زرافات زرافات لأن هذا ما تأمرهم به قلوبهم، وتهب حكومة اسرائيل بمواردها كي تحظى بنقاط في الرأي العام العالمي والمحلي.

وها هو ذا يحدث خلف الجدار ونحن نتصرف كأنه يقع خلف جبال الظلام. ان كارثة سياسية من الطراز الاول تحدث بجوارنا في سوريا ونحن نتصرف بعدم اكتراث ساخر اسوأ مما كان في سويسرا تلك. فالسويسريون استقبلوا على الأقل بضع عشرات آلاف من اللاجئين اليهود قبل ان يمتليء القارب، لكننا لا نزن حتى هذا. ‘ليس هذا أمرنا’، قال لي وزير رفيع المستوى. ‘أنا أتمنى النجاح للطرفين’، بيّن ببسمة ذئبية رئيس لجنة مهمة في مقابلة تلفازية مستكبرة. ‘نحن مستعدون لجميع التطورات مع اصبع على الزناد واستعداد للاطلاق’، سكّن ضابط رفيع المستوى النفوس.

ان بشار الاسد هو مجرم حرب من أحط نوع، من النوع الذي يذبح أبناء شعبه. لكننا ايضا لسنا أبرياء فنحن آثمون لعدم الاكتراث والصلف. ويمكن التصرف بصورة اخرى ايضا. فاسرائيل تستطيع، ولهذا يجب عليها ان تفتح فورا المعابر الحدودية بينها وبين سوريا.

وينبغي ان يتم انشاء في هضبة الجولان ‘مدينة انقاذ’ للاجئي النظام ومطارداته.

إنسوا لحظة جميع الصعاب التي مصدرها شعور الاسرائيليين بالمطاردة. فهي كلها يمكن ان تُلخص بصفتنا المعروفة لنا جدا وهي: ‘سيأتون ولن يذهبوا’. يمكن حل كل هذه الاشياء وحتى اذا لم نفعل فمن الواجب ‘ألا تقف على دم صديقك’. لأن الخطر الذي يتعرض له لاجئو النظام المجاور يصد كل شيء.

هذا هو الجوهر الداخلي الأعمق للدولة ‘اليهودية’، ولو من اجل مفهومين أساسيين بُنيت اليهودية عليهما: الاول ان التوراة كلها على رجل واحدة تقوم على ‘إكره لصاحبك ما تكره لنفسك’. وان عدم الاكتراث بالمطاردات السياسية التي وقعت علينا كان بغيضا إلينا منذ الأزل. والثاني ‘من أحيا نفسا واحدة فكأنما يحيي عالما كاملا’. وهذا النص لا يتحدث عن نفس واحدة ‘من اسرائيل’ بل عن الجنس البشري كله.

أنا أتخيل الابتسامات الهازئة، والاستخفاف الواضح واحكام القوة ازاء الاقتراح البسيط الذي يكاد يكون ساذجا. إننا جميعا ضحايا نفسيين لأنفسنا. فحياتنا المتشككة ولّدت استراتيجية وطنية هي أسوار صليبية عالية بيننا وبين محيطنا وايمانا بأبدية صراعاتنا. ولم نفحص قط عن الامكان الجوهري والاستراتيجي للاندماج في المنطقة وان نكون جزءا منها ومن أخطارها وآمالها. ان مساعدة فورية لمطارَدي الاسد هي عمل صحيح من جهة انسانية وهي ايضا فرصة لمرة واحدة لنمد يدا اخرى الى الشرق الاوسط، يد سلام ومساعدة.

فكروا لحظة في اسرائيل التي تفتح أبوابها وتدعو المجتمع الدولي ليكون حاضرا وشريكا في ادارة الموقع. وسيُدعى متطوعون من البلاد ومن العالم للمشاركة في المهام الانسانية لهذا المكان. وسيعالج ويدرس اطباء ومعلمون بلا حدود. وحركات الشباب ومنظمات المجتمع المدني ستتبنى فتيانا وفتيات في ساعات فراغهم، يساعدون الشيوخ ويمدون يد العون لكل محتاج. بعد ذلك سيسقط نظام الاسد لأن حكمه قد بُت وسيعود اللاجئون الى بيوتهم، الى دمشق وحمص. ونشك في ان يكون لاسرائيل ألبتة سفراء أفضل من اولئك الذين استُنقذت نفوسهم بسبب الحقيقة البسيطة وهي ان اسرائيل ولاول مرة في تاريخها غيرت معاملتها الاستراتيجية للمنطقة.

لو حدث هذا لانقلب مصير اسرائيل من عزلة وطنية الى أخوة وتكافل مع أبناء المجتمع المشترك في الشرق الاوسط. وربما نستطيع ان نقول آخر الامر ان الخير يأتي من الشمال.

هآرتس ـ 9/2/2012

ايران تقدم الدعم العسكري والمالي وتقاتل للحفاظ على الاسد ومصالحها… واسرائيل تراقب

خطط امريكية تتضمن خيارا عسكريا واهل دمشق بدأوا يحسون بالازمة

لندن ـ ‘القدس العربي’: هل تغير الموقف الامريكي من سورية، من الحل الدبلوماسي الى الحل العسكري او التدخل الانساني؟

الرد على هذا السؤال يكمن في تحضيرات تقوم فيها وزارة الدفاع الامريكية حسب صحيفة ‘الغارديان’ التي قالت ان البنتاغون تقوم باعداد خطط للتدخل تتضمن عمليات عسكرية. وتعتبر هذه الخطط مواصلة للنقاشات داخل ادارة باراك اوباما في البحث عن حل للصراع في سورية ينهي اربعين عاما من حكم عائلة الاسد.

وقالت الصحيفة ان البنتاغون تقوم ومنذ عدة اسابيع بالتخطيط لعمليات تتراوح من مواجهة الوضع الانساني وتوفير الطعام والدواء للسوريين ومواجهة تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين على حدود سورية الشمالية والجنوبية الى تدخل عسكري مباشر.

كما وتتضمن الخطط تنسيقا للتدخل العسكري مع تركيا ودول اخرى اعضاء في حلف الناتو. وعلى الرغم من ان المبادرة والمراجعة الداخلية لقدرات امريكا العسكرية في المنطقة هي مبادرة من البنتاغون وليس من البيت الابيض الا ان هذا التطور يشير الى ان الادارة لا تستبعد اي خيار على الطاولة بما فيها التدخل العسكري وهو ما المح اليه الناطقون الرسميون باسم البيت الابيض والخارجية الامريكية.

وفي الوقت الحالي فان البيت الابيض يؤكد على انه لا يوجد اي تحول عن الخيار الدبلوماسي المتمثل بمجموعة اصدقاء سورية، ومحاولات بناء جبهة دولية للضغط على الاسد. ولكن الادارة تواجه ضغوطا لاتخاذ موقف صارم والاستجابة للدعوات المتزايدة لدعم الحل العسكري او العمل على اقامة مناطق آمنة تعمل منها المعارضة السورية وتوفر الملجأ الامن للاجئين من جحيم القصف السوري خاصة لمدينة حمص، في اشارة الى تصريحات كل من السناتور جون ماكين وجوي ليبرمان وليندزي غراهام.

وبناء على الصحيفة فقد رفضت وزارة الدفاع التعليق على التسريبات حيث قال الناطق باسم البنتاغون الرائد كريس بيرينيان ان الوزارة ‘تعد خططا طارئة بشكل دائم والتركيز يظل على الحل الدبلوماسي’.

ونقلت ‘ديلي تلغراف’ عن مسؤولين في الخارجية الامريكية ان النقاش داخل الادارة قد انحرف من الدبلوماسية نحو البحث وسائل اكثر نجاعة، في اشارة الى التحضيرات التي تقوم بها البنتاغون من مراجعة لقدراتها العسكرية في المنطقة. ونقلت عن مسؤول بارز قوله ان الادارة مع كل هذا لم تتحدث عن بعد عن وصول الملف السوري لـ ‘نقطة اللاعودة’، مضيفا انه لا تزال فرصة للحل ولكن ‘النافذة تغلق شيئا فشيئا’. واضاف انه لا يعرف ‘كم من الوقت سيمر قبل ان يبدأ المسؤولون بالبحث عن ما يمكن عمله من خيارات مطروحة على الطاولة’. واكد ان الادارة ‘قطعا لا تريد عسكرة’ الانتفاضة، فان كانت هناك امكانية لتجنبها ‘فسنقوم بتجنبها’، ولكن كل الاشارات تقول انه لم يعد هناك مجال ‘لتجنبها’. واضاف قائلا انه دائما يوجد امل لتجنب حرب اهلية شاملة وبدون استخدام القوة وكل هذا يعتمد على الاسد وان وصلت اليه ‘الرسالة التي توقظه’ من وهمه.

واشارت الصحيفة الى الدور التركي الذي عاد بعد صمت حيث نقلت عن السفير التركي في لندن اونال تشفيكوز انه لا يوجد اي تنسيق بين امريكا وتركيا للبحث في الخيارات العسكرية، ولكنه قال ان تقديم الدعم الانساني قد يطرح في اجتماع قريب لمجموعة اصدقاء سورية. واضاف ان الدعم الانساني قد يصبح ضرورة نظرا لقلة المواد الغذائية مما قد يؤدي الى مجاعة. واضاف ان ‘هذه جريمة خطيرة ليس فقط القتل بل ان تقوم بخلق اوضاع لابادة مدينة وسكانها’ في اشارة الى حمص. وقال ان الانتفاضة السورية دخلت منعطفا حرجا وعلى المجتمع الدولي القيام بمبادرة. ونقلت عن مسؤول اوروبي قوله ‘نحاول تغيير الوضع، نواجه جدارا وعلينا ان نجد طرقا للصعود فوقه والتقدم اماما’.

ايران

ويعكس الجدل داخل الادارة الامريكية والعواصم الغربية التي تراقب الاحداث عن كثب التخبط وعدم القدرة على القيام باي تدخل اي كان خاصة بعد الفيتو الروسي ـ الصيني والمحاذير الجيوبوليتكية.

وفي الوقت الذي تتهم فيه روسيا بانها الطرف الذي يزود النظام بالاسلحة والذي يعطيه صماما للامان كي يواصل خياره الامني، فان نظرتها للوضع الحالي في سورية، يشير الى انه لا توجد قوة تعمل ضد او مع النظام سواء كانت روسيا او الصين، تركيا او السعودية ولكن القوة التي تقاتل لبقاء الاسد هي ايران التي تصب في هذا الاتجاه جهودها العسكرية وتوفر الدعم اللوجيستي المتمثل بارسال الحرس الثوري والتقنيين.

ويقول تحليل كتبه في ‘الغارديان’ سايمون تسيدال ان ايران تعتبر الداعم الرئيسي لسورية حيث توفر له النفط الرخيص وربما تتعاون معه نوويا. ويبني الكاتب تحليله على تصريحات لوزيرة الخارجية الامريكية ونظيرها البريطاني والفرنسي ومصدر اسرائيلي مجهول الذين يرون ان ايران هي المزود والممول الرئيسي للسلاح. ويرى مدير الموساد الاسرائيلي السابق افرايم هاليفي ان سورية تعتبر بالنسبة لايران ‘كعب اخيل’. فايران اضافة لتزويد سورية بالسلاح توفر لها المدربين ورجال المخابرات الذين يجمعون المعلومات الاستخباراتية تماما كما فعلوا في العراق حيث زودوا الجماعات الشيعية بمعلومات عن تحركات الامريكيين. ويظل الدور الايراني في سورية لا يقارن بدورها في العراق، لكن سورية الاسد تعتبر بالنسبة لايران النقطة الرئيسية التي تنطلق منها لمد تأثيرها في المنطقة، فسورية جزء من معركة ايران الايديولوجية مع امريكا واسرائيل، كما انها الحاجز ضد الانظمة العربية المؤيدة لامريكا في المنطقة. ومن هنا فان ايران هي المصدر المهم من ناحية الحماية وتوفير الامن والتمويل ولهذا فالايرانيون الآن يستخدمون كل ما لديهم كي يحافظوا على وضع ما قبل الانتفاضة. وحتى هذه اللحظة فقد وجدت ايران من يقوم بالدور نيابة عنها وهي روسيا فلاديمير بوتين، تماما كما قامت امريكا بنفس الدور في العراق. وتنظر ايران لمعركتها من خلال استراتيجية بعيدة المدى، فهي تحاول الحفاظ على الاسد من جهة وان لم تستطع فتريد التأكد من ان من يأتي بعده لن يخرق الحلف معها من جهة اخرى. وبحسب هاليفي فان ايران تعمل كل جهدها على ابقاء تأثيرها في سورية بالاسد او بدونه ولهذا تقوم بصب كل ما لديها من موارد كافية لحماية النظام. وبالنسبة لاسرائيل التي تراقب الوضع السوري يرى هاليفي ان ما يهمها ليس الحفاظ على الاسد ولكن اخراج ايران من سورية. وفي هذا السياق فالمعارضة السورية لا تقاوم فقط الاسد بل ايران. وقد تكون الانتفاضة السورية الفرصة الذهبية لاسرائيل كي تهزم ايران وتقص اجنحتها.

الوضع الانساني

وعكست ‘ديلي تلغراف’ المخاوف من الوضع الانساني في حمص في افتتاحية ‘آلام حمص’، بالقول ان الاسد مصمم على البقاء في السلطة بأي ثمن حتى لو ادى الى محو مدينة حمص. وترى انه في ظل الخلاف الدولي وبعد الفيتو الروسي ـ الصيني، فلم تعد هناك امكانية للتوصل لحل دبلوماسي، وتضيف ان بريطانيا قد تجد من الصعوبة الاتفاق مع روسيا حول سورية لكنها قد تتخذ معها ومع الصين موقفا موحدا للسماح لدخول الصليب الاحمر لحمص، فهذا لا علاقة له بالتدخل العسكري او تسليح المعارضة بل لغرض انساني. وتقول انه لو وجد الاسد نفسه في مواجهة جبهة موحدة تضم روسيا والصين والدول الغربية والجامعة العربية فلن يكون قادرا على المواجهة. ودعت صحيفة ‘التايمز’ في افتتاحيتها ‘هجوم الاسد’ العالم ان يقف مع المستضعفين ضد الظالم، وذكرت اوباما بما قاله اثناء الثورة الليبية ان العالم يجب ان لا يجلس مراقبا مذبحة المدنيين. وعلى الرغم من اتفاق الصحيفة على ان سورية ليست ليبيا وان هناك الكثير من المعوقات والنتائج التي ستنشأ حالة سقوط الاسد الذي سيسقط لا محالة فان الجرائم التي ارتكبها النظام وصلت الى مرحلة لم يعد فيها مستقبل سورية واضحا بل وبالتأكيد سيكون دمويا.

وعليه فان الكلام والشجب الغربي لم يعد نافعا نظرا لحجم الجرائم التي يقوم بها النظام ولهذا فان ساعة اتخاذ القرار حانت في اشارة الى التحالف الدولي الذي برز ولا يضم الجامعة العربية فقط بل الولايات المتحدة وغيرها وترى انه يجب اتخاذ قرارات حذرة وصائبة خاصة فيما يتعلق بالاستجابة لمطالب المعارضة وتسليحها، لانه ان فعلت فستكون قد وقفت الى جانب طرف واحد. وفي النهاية دعت كل الاطراف المعنية بالوضع السوري في الغرب والجامعة العربية الى عقد قمة يتم فيها الاتفاق على خطة.

دمشق بدأت تحس بالازمة

وفي تقرير في صحيفة ‘اندبندنت’ ان الدمشقيين بدأوا يحسون بأثر الازمة على حياتهم. فعلى الرغم من تأكيد السكان على ان الوضع في العاصمة ‘عادي’ ولكن انقطاع التيار الكهربائي المستمر بدأ يترك اثره على وتيرة حياتهم، اضافة لنقص المواد الاساسية وزيت الطبخ. كما تعيش العاصمة حركة هجرة من داخل الاحياء التي حصلت فيها مواجهات بين المقاومة والجيش. وتشهد الاسواق ارتفاعا في اسعار المواد الاساسية، والتي ارتفعت بنسبة 25 بالمئة مع انخفاض في سعر العملة السورية. كما واثر انقطاع الكهرباء على تدفق المياه للبيوت. ومن هنا فان اكثر الطبقات معاناة من الوضع هم الفقراء الذين يكافحون للبقاء اما الاغنياء فلا يشعرون بثقل الازمة فيما يحاول ابناء الطبقة المتوسطة الحفاظ على ما لديهم وانتظار ما تؤول اليه الاحداث.

ويقول التقرير ان انخفاض سعر العملة دفع الكثيرين للاتجار بالعملات الذهبية، فيما تزدهر السوق السوداء. ويرى التقرير انه بسبب الازمة الاقتصادية والعقوبات فان رجال الاعمال يراقبون الوضع ليروا من المنتصر حتى يدعموه. ولاهمية العاصمة ومدينة حلب العاصمة الاقتصادية فالحكومة السورية تقوم بتشديد الرقابة عليهما لمنع اية تحركات ضد الحكومة. وهذا لا يمنع من حراك داخلي يعبر عن حيرة السكان واي طرف يجب ان يقفوا معه.

سورية: رقم قياسي لضحايا القتل اليومي

نيويورك – راغدة درغام؛ واشنطن – جويس كرم؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ دمشق، بيروت، عمان، طرابلس – رويترز، ا ف ب

وصف ناشطون نهار امس في سورية بانه كان اكثر ايام الانتفاضة دموية. وتعرضت حمص لأسوأ ايامها، اذ افاقت منذ الصباح الباكر على اصوات القذائف تدك احياءها ومنازلها فوق رؤوس ساكنيها. ونقلت وكالات الانباء اخبار القصف شبه المتواصل والنقص في المواد الغذائية والطبية. كما قالت ان اكثر من 340 دبابة ومدرعة كانت تحاصر مضايا والزبداني في ضواحي دمشق.

وفي اليوم السادس للحصار والقصف اللذين تتعرض لهما حمص، ذكرت مصادر المعارضة ان عدد القتلى فيها تجاوز المئة بينما وصل في عموم الاراضي السورية الى نحو 150 قتيلاً. وتوزع القتلى الآخرون على ادلب ومعرة النعمان ومضايا والزبداني في ضواحي دمشق. ودعت تنسيقيات الثورة السورية الى ان تكون تظاهرات اليوم لتحية صمود مدينة حمص تحت شعار «حمص الجريحة تناديكم». وأظهرت لقطات بثها نشطاء من حي بابا عمرو على موقع «يوتيوب» تناثر الركام في الشارع الرئيسي في الحي. وأظهرت اللقطات شابا يضع جثتين في شاحنة. كما ظهر ما بدا أنها أشلاء داخل المنزل.

وأكدت منتهى الأطرش في حديث صحافي امس أن»ما جرى في السويداء منذ يومين يؤكد أن أهل جبل العرب الاحرار هم مع الثورة السورية ضد النظام، وأن أي محاولة لحرف أهل جبل العرب عن تاريخهم العروبي والوطني لن يُكتب لها النجاح». ووعدت بأن «الحراك الثوري من قبل أهالي السويداء سيتزايد، سواء في داخل السويداء أو عبر المشاركة بالحراك الثوري في بقية المناطق السورية لا سيما في منطقة حوران».

وقالت الى أن»مَن يأتي من لبنان إلى سورية ويتحدث أمام الإعلام بأن لديه دور وتأثير عند أهل جبل العرب وفي السويداء… لا يتعاطى إلا مع مَن هُم مِن أمثاله من الذين رهنوا أنفسهم لفساد وإجرام النظام، وهؤلاء ليس لهم صلة لا من قريب أو بعيد بتاريخ أهل جبل العرب وأصالتهم».

وفي انتظار الاجتماع الذي يعقده وزراء الخارجية العرب بعد غد الاحد، قال مسؤول عربي لـ»الحياة» إن اجتماع وزراء الخارجية سيبحث في الاعتراف بـ «المجلس الوطني» ممثلاً شرعياً للشعب السوري على أن يشارك في اجتماعات الجامعة فورا. وأكد المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن الوزراء سيبحثون في سحب سفراء الدول العربية من سورية فورا وفتح مكاتب لـ «المجلس الوطني» فيها.

وكانت وزارة الخارجية الليبية اعلنت امس انها أمهلت القائم بالاعمال السوري في طرابلس وطاقم السفارة 72 ساعة لمغادرة البلاد. وتأتي هذه الخطوة بعد قرار مماثل لتونس ولدول مجلس التعاون الخليجي. وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي اعترف رسميا بـ «المجلس الوطني» السوري في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي.

واستبعد مساعد الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي الجوء الى التدخل العسكري لحل الأزمة السورية. وقال «إن كل التحرك العربي هو على المستوى الديبلوماسي وعلى مستوى التقريب بين الحكومة والمعارضة لمعالجة هذه الأزمة في إطار سوري وبدعم عربي وبالتالي تعاون دولي.. وأعتقد أن الكل يدرك أن التدخل العسكري مستبعد».

واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الجامعة العربية ستعيد بعثة المراقبين الى سورية، وقال ان الامين العام للجامعة نبيل العربي ابلغه بذلك نهار الثلثاء الماضي طالبا منه تعاون الامم المتحدة في هذه المهمة الجديدة. ودان بان ضراوة الهجوم الذي شنته القوات السورية على حمص. وقال «أن الوحشية المروعة التي نشهدها في حمص حيث تقصف الأحياء المدنية بالاسلحة الثقيلة هي نذير سوء لما سيأتي من أحداث.» واعتبر ان الفيتو الروسي -الصيني في مجلس الامن «كارثي» على الشعب السوري، مؤكدا ان هذا الفيتو شجع دمشق على «تصعيد حربها ضد شعبها». وبدأ بان مشاورات في إمكان «نشر بعثة مراقبين مشتركة بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة في سورية فضلاً عن إيفاد مبعوث مشترك، بناء على طلب العربي».

وردت السفيرة الأميركية سوزان رايس حين سئلت عن موقفها من المقترحات التي نقلها بان الى مجلس الأمن، وقالت «سندرسها». فيما أكد السفير الألماني بيتر فيتينغ أن المقترحات ستدرس بعناية «لكن شروطاً يجب تحققها على الأرض قبل نشر المراقبين في بعثة مشتركة». وأشار الى أن وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلله بحث في هذه المقترحات مع العربي في اتصال هاتفي امس.

في هذا الوقت بدأ وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو زيارته لواشنطن بلقاءات في الكونغرس أمس تصدرها بحث الأزمة في سورية، في ظل تحول في اللهجة الأميركية نحو التحضير لجميع الخيارات في حال فشل الوسائل الديبلوماسية في حماية المدنيين السوريين. وعقد أوغلو اجتماعات عدة في الكونغرس، أهمها مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية السناتور جون كيري والسناتور الجمهوري جون ماكين، على أن يلتقي نظيرته هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا الاثنين المقبل.

والى جانب البحث في التحضيرات لمؤتمر»مجموعة أصدقاء سورية» والذي برز كمسار بديل للجهود في مجلس الأمن، سيناقش الجانب الأميركي مع أوغلو خيارات آنية ومرحلية للتعامل مع الأزمة. وأكد مسؤول أميركي لـ «الحياة» أن «فشل الخيارات الديبلوماسية (العقوبات) والوصول إلى حل سلمي سيحتم البحث في خيارات أخرى»، وهو ما يمثل تطورا في الموقف الأميركي حيال الأزمة. ومن بين الخيارات التي يتم مراجعتها اقامة ممرات انسانية ومناطق عازلة لحماية المدنيين في سورية والتي كان اقترحها الجانب الفرنسي منذ ثلاثة أشهر. ويتطلب نجاح هكذا اقتراح تعاوناً تركياً وثيقاً نظرا للحدود البرية الطويلة بين البلدين (800 كلم) والقوة العسكرية التركية الضرورية لتأمين حماية جوية لهذه المناطق. ويشبه هذا التحرك ما حصل في البوسنة في أوائل التسعينات حيث تم إنشاء مناطق عازلة لحماية المدنيين. كما تراجع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خيار الممرات الانسانية لايجاد مسالك لايصال مساعدات انسانية الى المدنيين في المناطق المنكوبة مثل حمص وحماة. وأكد المسؤول الأميركي أن تسليح المعارضة السورية ليس على الطاولة اليوم، وقال أن لجوء النظام السوري إلى الحل الأمني «يفاقم من أزمته ولا يحلها».

وشككت روسيا في الاقتراح الاميركي بانشاء «مجموعة اصدقاء سورية»، واعتبرت ان مثل هذه الهيئات «غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي»، وفق ما اعلن الناطق باسم الدبلوماسية الروسية الكسندر لوكاشيفتش.

سوريا: أكثر من 20 قتيلاً في تفجيرَي حلب

للمرة الثالثة في أقل من ثلاثة أشهر، هزّ سوريا اليوم انفجاران بسيارتين مفخختين استهدفا مقرين أمنيين في مدينة حلب، موقعين حوالى 25 قتيلاً من المدنيين والعسكريين، فيما سارعت «الهيئة العامة للثورة السورية»، إلى اتهام النظام بـ«افتعال التفجيرات».

إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم، أن الغرب أصبح شريكاً «في تأجيج الأزمة في سوريا»، محملاً المعارضة مسؤولية استمرار «نزف الدم» في هذا البلد.

قتل ما لا يقل عن 25 شخصاً من المدنيين والعسكريين في تفجيرين بسيارتين مفخختين، استهدفا مقرين أمنيين في مدينة حلب، صباح اليوم.

وقال مصدر محلي في مدينة حلب إن «سيارتين مفخختين استهدفتا في صباح اليوم الجمعة مقرين أمنيين، أحدهما فرع الأمن العسكري في منطقة حلب الجديدة، والآخر كتيبة حفظ النظام في منطقة العرقوب، ما أدى الى استشهاد 25 شخصاً بين عسكريين ومدنيين»، مضيفاً إن «حافلة نقل صغيرة فجرت في تجمع لعناصر كتيبة حفظ النظام، خلال الاجتماع الصباحي أمام مخفر ميسلون في منطقة العرقوب، سقط من جراء ذلك عدد كبير من الجرحى والقتلى وإن سيارات الإسعاف تنقل المصابين الى المشافي».

وفي السياق، شدد المصدر على أن «سيارة أخرى مفخخة استهدفت مقراً للأمن العسكري في منطقة حلب الجديدة، سقط خلال هذا الانفجار عدد من القتلى والجرحى ووقوع أضرار مادية كبيرة في المباني والممتلكات المجاورة»، مشيراً إلى أن «المشاهد مروّعة، حيث انتشرت الأشلاء في مكاني الانفجارين».

وسارعت الهيئة العامة للثورة السورية، في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي، الى اتهام النظام السوري «بافتعال التفجيرات في حلب وفي يوم الجمعة تحديداً على غرار تفجيرات الميدان في دمشق التي وقعت في السادس من كانون الثاني/ يناير 2012»، مضيفةً إن «الانفجار الأول وقع في حي حلب الجديدة، وقاموا بنفس المسرحية بإطلاق الرصاص الحي بعد التفجير حتى يظهروا أن هناك اشتباكات».

وأوضحت الهيئة أن «الانفجارات التالية وقعت في حي الصاخور، وأيضاً نفس المسرحية السوداء إطلاق رصاص وإغلاق للطرقات بشكل سريع ومباشر».

وقد حمّل عضو الهيئة في حلب، سليمان الحلبي، في بيان منفصل «النظام السوري المسؤولية الكاملة عن التفجيرات وعن جميع الضحايا وعن الأضرار المادية والمعنوية»، معتبراً أنها «عبارة عن تمثيلية مفتعلة على غرار تفجيرات الميدان وكفرسوسة».

تجدر الإشارة إلى أن هذا هو الانفجار الأول في مدينة حلب منذ بدء الاضطرابات في سوريا، والثالث بهذه القوة بعد انفجار دمشق في السادس من كانون الثاني/ يناير، الذي أوقع 26 قتيلاً، وآخرين في 23 كانون الأول/ ديسمبر استهدفا مقرين أمنيين في العاصمة وأسفرا عن وقوع 44 قتيلاً.

سياسياً، صرح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم، بأن الغرب أصبح شريكاً «في تأجيج الأزمة في سوريا»، محملاً المعارضة المسؤولية في حال استمرار «نزف الدم» في هذا البلد.

وقال ريابكوف، في تصريحات نقلتها وكالة «إيتار تاس»، إن «الدول الغربية، عبر تحريضها المعارضين السوريين على أعمال متعنتة (…) شريكة في تأجيج الأزمة»، موضحاً أن «مسؤولية البحث عن حل لوقف إراقة الدماء تقع على المعارضة التي ترفض التفاوض مع السلطات السورية».

(أ ف ب، يو بي آي، سانا)

المجلس الوطني السوري يبحث اليوم مسارات الأزمة

أ. ف. ب.

الدوحة: يبحث المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري في الدوحة اليوم الجمعة المسارين السياسي والميداني للازمة في سوريا وخصوصا انشاء مجموعة اتصال “بقاطرة عربية” والعودة الى الامم المتحدة.

وقال القيادي في المجلس احمد رمضان لوكالة فرانس برس ان جدول اعمال الاجتماع “سيبحث الوضع الميداني و ايضا الوضع السياسي”، موضحا ان المسارين المقصودين هما “مجموعة الاتصال (الفكرة الفرنسية التركية) على ان تتم بقاطرة عربية (…) والتوجه بعد تكوين المجموعة الى الجمعية العامة للامم المتحدة”.

واضاف ان “المسار الثاني يتمحور حول البدء في توثيق جرائم النظام (السوري) ونقلها الى المحكمة الجنائية الدولية بالتعاون مع منظمات حقوق الانسان العالمية”.

وحول الوضع الميداني، قال رمضان انه “سيتم رفع وتيرة الدعم المقدمة من المجلس الوطني لتعزيز القدرة الدفاعية لشباب الثورة وللجيش السوري الحر”.

واكد ان “اجتماع المكتب التنفيذي سيعمل على ضم مكونات جديدة لتمثيل افضل لكافة قوى الشعب السوري”.

ولم تستبعد مصادر قريبة من الاجتماع الذي يبدأ رسميا الجمعة ويستمر حتى السبت ان “يتم التداول في الافكار التركية التي تتحدث عن مناطق عازلة على الحدود مع سوريا”.

ويتألف المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض من تسعة اعضاء برئاسة برهان غليون.

وكان رمضان نفى ان يكون على جدول اعمال الاجتماع بند انتخاب رئيس جديد للمجلس.

وكان وفد من المكتب التنفيذي للمجلس التقى الخميس رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

القوات السورية تقتحم حي الانشاءات في حمص بالدبابات

أ. ف. ب.

بيروت: اقتحمت القوات السورية بالدبابات حي الانشاءات في مدينة حمص (وسط) ليل الخميس الجمعة بعد تعرض احياء عدة من المدينة للقصف العنيف لايام ما اوقع مئات القتلى، بحسب ما ذكر ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الذي يتخذ من لندن مقرا في اتصال هاتفي مع الوكالة ان “العملية العسكرية مستمرة والدبابات دخلت الحي وتقوم بالتنكيل بالاهالي”.

وذكرت صفحة “تنسيقية الثورة السورية في حمص” على موقع فيسبوك الالكتروني ان هناك “حملة مداهمات وتفتيش شرسة يشهدها الحي للمرة الثالثة” منذ بدء الحملة على حمص السبت الماضي.

كما تحدثت عن “انتشار مكثف للدبابات والمصفحات وسط اطلاق نار كثيف وعشوائي وسماع دوي انفجارات”.

25 قتيلاً و175 جريحاً في انفجاري حلب

أ. ف. ب.

دمشق: أعلنت وزارة الصحة السورية مقتل 25 شخصاً وإصابة 175 آخرين بجروح في الانفجارين بالسيارة المفخخة اللذين وقعا صباح الجمعة في مدينة حلب (شمال)، ثاني اكبر المدن في البلاد.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن وزارة الصحة ان “عدد الشهداء الذين وصلوا الى المشافي الوطنية في حلب حتى الان بلغ 25 شهيدا و175 جريحا نتيجة التفجيرين الارهابيين”. وكان التلفزيون ذكر ان “ارهابيا فجر نفسه بسيارته المليئة بالمتفجرات على بعد مئة متر” من مركز قوات حفظ النظام، وان سيارة مفخخة اخرى انفجرت قرب مركز الامن العسكري.

وبث التلفزيون صورا مروعة لجثث واشلاء واعضاء بشرية قال ان بعضها يعود لاطفال. كما شوهدت جرافات تعمل على ازالة الركام في مكان الانفجار الذي استهدف مبنى الامن. وتبعثرت في الشارع آثار الحطام والحجارة والزجاج من المبنى المستهدف والابنية المجاورة، وبدت بعض الشرفات والجدران مدمرة بشكل كامل، وكانت الجرافات تعمل على ازالتها.

كما تحطم عدد كبير من السيارات المركونة بالقرب من المبنى ولحقت اضرار بالغة بعدد اخر منها. واكد مراسل التلفزيون الذي كان يقوم بالتعليق على الصور ان الانفجار كان قويا لدرجة انه هز مناطق تبعد اكثر من 20 كلم عنه.

واشار الى ان الضحايا اغلبهم من العائلات التي خرجت لتناول الافطار في الحديقة المجاورة للمبنى مستفيدين من طقس جميل في يوم العطلة، بينما كان الاطفال يلعبون.

وسارعت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان صادر عن مكتبها الاعلامي الى اتهام النظام السوري “بافتعال التفجيرات في حلب وفي يوم الجمعة تحديدا على غرار تفجيرات الميدان في دمشق” التي وقعت في السادس من كانون الثاني/يناير 2012.

واضافت الهيئة ان “الانفجار الاول وقع في حي حلب الجديدة وقاموا بنفس المسرحية باطلاق الرصاص الحي بعد التفجير حتى يظهروا ان هناك اشتباكات”. واوضحت ان “الانفجارات التالية وقعت في حي الصاخور وأيضا نفس المسرحية السوداء اطلاق رصاص واغلاق للطرقات بشكل سريع ومباشر”.

كما حمل عضو الهيئة في حلب سليمان الحلبي في بيان منفصل “النظام السوري المسؤولية الكاملة عن التفجيرات وعن جميع الضحايا وعن جميع الأضرار المادية والمعنوية”. واعتبر الحلبي انها “عبارة عن تمثيلية مفتعلة على غرار تفجيرات الميدان وكفرسوسة”.

وهو الانفجار الاول في مدينة حلب منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف آذار/مارس، والثالث بهذه القوة بعد انفجار دمشق في السادس من كانون الثاني/يناير اوقع 26 قتيلا وآخرين في 23 كانون الاول/ديسمبر استهدفا مقرين امنيين في العاصمة واسفرا عن وقوع 44 قتيلا.

ثوار سابقون من مصراتة أعلنوا مقتل ثلاثة من رفاقهم في سوريا

ليبيا لن تمنع مواطنيها من الانضمام الى الانتفاضة السورية

عبدالاله مجيد من لندن

ترفض الحكومة الليبية القيام بأي خطوة من شأنها منع المواطنيين الليبيين من الذهاب إلى سوريا والمشاركة في الثورة إلى جانب الشعب السوري، يذكر أن ثوارا ليبين سابقين من مدينة مصراتة أعلنوا مقتل ثلاثة من رفاقهم في اشتباكات مع قوات النظام السوري

قال وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال ان الحكومة الانتقالية لا تستطيع ان تمنع الليبيين من الانضمام الى الانتفاضة السورية لا سيما وان طرابلس تتخذ موقفا متميزا في ادانته الشديدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

  وكانت الحكومة الانتقالية الليبية أمهلت يوم الخميس الدبلوماسيين السوريين 72 ساعة لمغادرة ليبيا بعد ايام على تسليم مبنى السفارة السورية في طرابلس الى المجلس الوطني السوري.  وبذلك تكون ليبيا اول بلد يقدم على مثل هذه الخطوة.

وتأتي الخطوة بعدما اعلن ثوار ليبيون سابقون من مدينة مصراتة مقتل ثلاثة من رفاقهم في اشتباكات مع قوات النظام السوري.  ويبدي كثير من الثوار السابقين ترحيبهم بالتوجه الى سوريا والانضمام الى الانتفاضة التي تكتسب طابعا مسلحا متزايدا ضد الأسد.

وقال بن خيال في حديث لصحيفة فايننشيال تايمز “اننا في الحقيقة لا نستطيع ان نمنع احدا من الذهاب الى سوريا.  فهناك من يريدون الذهاب والقتال مع السوريين ولن يمنعهم أحد”.  وأوضح بن خيال وهو دبلوماسي متمرس “اننا رسميا لا نتخذ هذا الموقف ولكننا لا نستطيع ان نتحكم برغبة الناس”.

وتابع وزير الخارجية الليبي حديثه قائلا ان “ليبيا اتخذت خطوة ثورية جدا للاعتراف بالمجلس الوطني السوري وان اولئك الذين يقاتلون النظام في سوريا يحظون بدعمنا”.

وقال بن خيال “ان النظام السوري يدفع البلد الى مرحلة لا يريدها أحد  ، وهم يفعلون ما فعله القذافي” متوقعا سقوط نظام الأسد “عاجلا أو آجلا”.

 وقد يكون الثوار الليبيون مدفوعين ، من بين اسباب أخرى ، بدعم الرئيس السوري للعقيد معمر القذافي واستضافته قناة تلفزيونية كانت تتهم الثوار بالعمالة للغرب.

وما زالت ليبيا تبحث عن هويتها بعد 40 عاما من حكم الفرد.  ولكنها إذ تخرج من زهاء عام من الفوضى بدأت تستعيد موقعها على المسرح الدولي وتغيير مواقفها من الغرب وافريقيا والعالم العربي ، كما اشار وزير الخارجية.

وحرص بن خيال الذي امضى عقودا في اميركا الشمالية على طمأنة المجتمع الدولي الى ان ليبيا ستكون قوة من اجل السلام بعد سقوط نظام القذافي.  وقال في حديثه لصحيفة فايننشيال تايمز “ان ليبيا لن تكون بعد الآن مصدر متاعب بل ستكون بلدا مسالما”.

وأكد بن خيال ان ليبيا ستعيد ايضا رسم توجهاتها في التعامل مع جاراتها في الجنوب حيث أغدق القذافي مشاريع اقتصادية.  ويعتقد الليبيون عموما ان انظمة حكم افريقية وقفت مع الزعيم السابق خلال الانتفاضة عليه وقدمت له دعما دبلوماسيا ومدته بالسلاح والمرتزقة.

وقال بن خيال “ان قواعد اللعبة تجاه افريقيا ستكون مختلفة” لافتا الى ان “صورة الافارقة بين الليبيين الاعتياديين ليست لطيفة”.

وقام بن خيال مؤخرا بزيارة النيجر وتشاد ومالي وحضر القمة الافريقية في اديس ابابا لأسباب منها “تعزيز الحدود” بين ليبيا والدول الافريقية الأخرى لمنع تدفق المخدرات والممنوعات والمهاجرين الى الشمال.

ولكن وزير الخارجية الليبي تعهد ايضا بانهاء أنشطة النظام السابق الخبيثة في بلدان افريقية اخرى.  وكشف بن خيال لنظرائه في الاتحاد الافريقي ان القذافي كان يستخدم البعثات الدبلوماسية الليبية في 11 بلدا افريقيا لخزن وتهريب الأسلحة والمتفجرات واعدا بانهاء مثل هذه الأعمال.

وتوقع بن خيال ان تُترجم الارادة الطيبة التي أوجدها دعم حلف شمالي الأطلسي “بطريقة أو أخرى” الى علاقات أفضل مع الدول الغربية.  وشدد على ان اولويته العليا الآن هي الاستمرار في مطالبة الدول الغربية بالافراج عن الأرصدة الليبية المجمدة في الخارج.   ورُفعت حتى الآن القيود على ارصدة تزيد قيمتها على 100 مليار دولار.

كما يسعى وزير الخارجية الليبي الى اقناع الشركات الاوروبية والعالمية الأخرى بالعودة الى ليبيا لتشغيل حقول النفط والمنشآت النفطية وانجاز مشاريع انشائية مختلفة بينها مشروع اسكان ضخم في بنغازي.

وقال بن خيال ان ليبيا لم تصل حتى الآن الى مرحلة العمل من أجل اطلاق مبادرة لاعفائها من الديون أو تنفيذ استثمارات جديدة قائلا “نحن نحاول التركيز على المشاريع غير المنجَزة”.

ابن خال الأسد يكسب دعوى قانونية للافراج عن 3 ملايين يورو

عبدالاله مجيد

كسب حافظ مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد دعوى قانونية للافراج عن 3 ملايين يورو مجمدة في حسابات مصرفية في سويسرا بعدما نُقضت محاولة أخيرة قام بها مدعون سويسريون لمنع الافراج عن هذه الأرصدة بتهمة تبييض الأموال.

 وافادت وكالة اسوشيتد برس ان قرار المحكمة الجنائية العليا في سويسرا يعتبر انتصارا حققه حافظ مخلوف الذي اضافت الحكومة السويسرية اسمه على قائمتها السوداء بسبب حملة البطش المستمرة ضد المحتجين المعارضين.

وكانت السلطات السويسرية جمدت اموال مخلوف في حساباته المصرفية الأربعة في جنيف منذ ايار/مايو ولكنها تراجعت عن قرارها بعد اربعة اشهر إثر دعواه بأن هذه الأموال موعودة لأطراف أخرى في اطار صفقة عقارية أُبرمت قبل شهر على تجميدها.

وسعى مدعون اتحاديون سويسريون الى منع الافراج عن الأرصدة بفتح تحقيق في قضية تبييض اموال في ايلول/سبتمبر.

واتفقت المحكمة الجنائية الاتحادية في حكمها مع حجة مخلوف القائلة بأن المدعين سبق وان اسقطوا شبهة تبييض الأموال.  وأمرت المحكمة بالافراج عن الأموال ومنحت مخلوف تعويضا قدره 1800 فرنك سويسرس (1975 دولارا).

وكانت سويسرا جمدت نحو 50 مليون فرنك سويسري (55 مليون دولار) من الأرصدة المرتبطة بمسؤولين كبار في النظام السوري بينهم الأسد.

وجاء في الاشعار المتعلق بادراج مخلوف على القائمة السوداء انه “ضالع في اعمال عنف ضد متظاهرين” وهو قريب من شقيق الأسد الأصغر ماهر الذي يُعتقد بانه يقود الحملة ضد المعارضة.  وتقدر الأمم المتحدة ان اكثر من 5400 شخص قُتلوا في حملة البطش منذ العام الماضي.

وقال مكتب المدعي العام الاتحادي السويسري في رسالة بالبريد الالكتروني يوم الخميس انه لن يستأنف قرار المحكمة السويسرية العليا.

واشارت وكالة اسوشيتد برس الى ان اريك هيس محامي مخلوف السويسري امتنع عن التعليق.

موسكو: الدول الغربية “شريكة” في تأجيج الازمة في سوريا

أ. ف. ب.

اتهمت موسكو اليوم الدول الغربية بأنها تساهم في تأجيل الأزمة السورية من خلال تحريضها المعارضين.

موسكو:  صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الجمعة ان الغرب اصبح شريكا في تأجيج الازمة في سوريا وحمل المعارضة المسؤولية في حال استمر “نزيف الدم” في هذا البلد.

وقال ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالة ايتار تاس ان “الدول الغربية وعبر تحريضها المعارضين السوريين على اعمال متعنتة (…) شريكة في تأجيج الازمة”.

وتابع في تصريحات ادلى بها خلال زيارة الى كولومبيا ان “السلطات السورية اكدت استعدادها لاجراء استفتاء سريع حول الدستور وتنظيم انتخابات (…) وعليه فان مسؤولية البحث عن حل لوقف اهراق الدماء تقع على المعارضة” التي ترفض التفاوض مع السلطات السورية.

وكان وزير الخارجية سيرغي لافروف اكد بعد لقائه مع الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق هذا الاسبوع استعداد النظام السوري على التفاوض مع المعارضة وانه سيتم تحديد موعد قريبا لاجراء استفتاء حول دستور جديد.

وتعتبر المعارضة ان المفاوضات مستحيلة دون رحيل الرئيس السوري. كما تنص مبادرة الجامعة العربية للخروج من الازمة في سوريا على ان يسلم الاسد الحكم الى نائبه.

ورفض ريابكوف الانتقادات التي وجهت الى روسيا لاستخدامها حق النقص من اجل عرقلة مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يندد بالنظام السوري ويطالب بتطبيق مبادرة الجامعة العربية.

واضاف “لقد حاول البعض وبسبب الفيتو الروسي الصيني على مشروع القرار في مجلس الامن الدولي، ان يتهم روسيا بانها مسؤولة عن حمام الدم. هذا محض افتراء”.

وقال ان “المسؤولية تقع على الذين لديهم تاثير على المعارضة ويعجزون عن كبحها ومطالبتها بان تقبل اقتراح الحكومة البدء بحوار فعلي بما ان دمشق مستعدة لذلك”.

المركزي السوري يرفع سعر الفائدة لمنع استمرار هبوط الليرة

د. ب. أ.

دمشق: قالت صحيفة (الثورة) الحكومية السورية ان البنك المركزي يتراجع عن اجراءات نقدية كان تبناها في مواجهة الظروف الاستثنائية حيث قرر زيادة سعر الفائدة لمواجهة ارتفاع معدل التضخم.

وأضافت الصحيفة الحكومية ان البنك المركزي لم يهتم في البداية بتغيير أسعار الفائدة بناء على أسعار الصرف ومستويات التضخم.. بل كان يتجه نحو تخفيضها لتشجيع وتنشيط الاستثمار المحلي. ولكن المصرف عاد وقرر زيادة سعر الفائدة مرة أخرى في محاولة لإنقاذ سعر العملة السورية وكبح معدل التضخم الأمر الذي يمثل عقبة رئيسية في طريق أي استثمارات جديدة بسورية.  وذكرت الصحيفة أنه مع انسحاب العديد من الشركات العالمية من الاسواق السورية بعد فرض عقوبات دولية على البنك المركزي والقطاعات الاقتصادية البارزة بدأت ملامح الانهيارات الاقتصادية والتعب الشديد واضحة على معالم الاقتصاد السوري الهش اصلا وزادت نسبة البطالة حتى وصلت الى اكثر من 30 بالمئة بحسب الاحصاءات المعلنة فضلا عن خسارة العملة المحلية مقابل الدولار واليورو من قيمتها اكثر من 35′.

رأت الصحيفة المحلية انه قد لا تنطوي حسابات البنك المركزي على مفاجأة إذ أن ارتفاع أسعار الصرف ومعدلات التضخم، دفع الأخير إلى رفع أسعار الفائدة الدائنة على الودائع الحسابات الجارية لتصبح ما بين 9-11’، بعد ما كانت قد وصلت إلى 7-9’، غير أنّ هذا الأمر أثار مخاوف مصرفية وهواجس صناعية جراء تداعياتها على كلف القروض والتمويل وتالياً العملية الاستثمارية ونقلت الصحيفة عن أحد المصرفيين تأكيده إن رفع أسعار الفائدة أدى إلى رفع الفوائد المدينة على التمويل، والتي من المتوقع أن تسجل ما بين 13-15’، كما أدى إلى ارتفاع تكلفة الاقراض بالنسبة لأصحاب الأعمال، ما ينعكس تراجعاً في عمليات الاستثمار بجميع أشكاله الصناعي والتجاري والخدمي’.

ورغم أن رفع سعر الفائدة كان يهدف إلى تعويض خسائر المدخرين بالعملة المحلية في مقابل تراجع القيمة الحقيقية لليرة تجاه العملات الأجنبية- يتابع المصرفي- غير أنه يقود إلى ظاهرة الاكتناز للذهب والقطع الأجنبي – خوفاً من تراجع إضافي للعملة – والتي ستؤدي بدورها إلى جمود الأسواق وعدم استفادة المصارف المحلية من الأموال المكتنزة. وأوضح غسان القلاع رئيس اتحاد الغرف التجارية السورية بحسب الصحيفة ‘أن رفع أسعار الفائدة سيسهم في رفع أسعار السلع المستوردة والممولة عن طريق المصارف المحلية، ما سيؤدي إلى ارتفاع إضافي لأسعار السلع والخدمات في السوق المحلية، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج المحلي نتيجة ارتفاع تكاليف الإقراض، والذي يفضي بدوره إلى تلاشي الفوائد التي تجنيها عادة الصادرات المحلية.

سوريا: مجزرة.. ومنازل تدك بالصواريخ

134 قتيلا على الأقل في خميس «الغضب من إيران» وبابا عمرو وباب السباع يتعرضان لقصف متواصل وتدمير 80 منزلا في ريف دمشق والزبداني * الصين تعلن استعدادها للتعاون مع واشنطن وتستقبل وفدا من المعارضة السورية * كاميرون: الأسد مصمم على قتل شعبه

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: سوسن أبو حسين

شهدت سوريا خميسا داميا سماه نشطاء الثورة خميس «الغضب من إيران» بينما توسعت المجزرة من حمص لتشمل مناطق ريف دمشق، وبالتحديد الزبداني ومضايا، حيث استمرت عمليات القصف لليوم التاسع على التوالي، وأُعلن عن سقوط عدد من القتلى وتدمير عدد كبير جدا من المنازل «يتجاوز الـ80 منزلا»، وسقوط عدد غير معروف من الجرحى. وقال ناشطون إن أكثر من 134 شخصا قتلوا أمس في سوريا، معظمهم في حمص، في قصف للجيش النظامي تستخدم فيه الدبابات. وفي حي الوعر قال سكان إنهم سمعوا طيلة نهار أمس أصوات إطلاق صواريخ من الكلية الحربية في حي الوعر تجاوز عددها الـ55 صاروخا بشكل متتال على المنازل.

وارتفعت حدة مناشدات أهالي مدينة حمص يوم أمس لإغاثتهم من القصف العنيف الذي يتعرضون له منذ أسبوع، فعدا النداءات التي وجهت إلى أهالي مدينتي دمشق وحلب للنزول إلى الشوارع وتخفيف الضغط عن مدينة حمص وريفها، وجه سكان من حي بابا عمرو الذي تدكه قوات الجيش النظامي بمختلف أنواع القذائف المدفعية نداء إلى علماء المسلمين عامة وعلماء الخليج بشكل خاص لإنقاذ مساجد حمص.

في غضون ذلك, بدأ المجلس الوطني السوري المعارض اجتماعات في قطر برئاسة برهان غليون بهدف بحث التطورات والمستجدات المأساوية في سوريا. وفي إشارة إلى امكانية تبديل موقفها، أعلنت الصين التي استخدمت الفيتو ضد مشروع قرار سوريا في مجلس الأمن أمس على لسان نائب وزير خارجيتها عن استعدادها للتعاون مع واشنطن في المجلس بشأن سوريا، وأكدت أن وفدا من المعارضة السورية زار الصين هذا الأسبوع والتقى نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون. وأعرب المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو ويمين عن رغبة الصين في الحفاظ على التواصل مع الجماعات السورية المعارضة.

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يبدو مصمما على قتل مواطنيه مهما كان الثمن. ومضيفا «ما نشاهده على شاشات التلفزة غير مقبول على الإطلاق إن مشاهد التدمير في حمص فظيعة فعلا».

ودعا المجتمع الدولي إلى «الرد بأقصى طريقة ممكنة ليوقف الأسد أساليبه الدموية، ولتأمين عملية انتقالية وتغيير في سوريا».

إلى ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أنه يدرس حاليا إرسال فريق من المراقبين التابعين للأمم المتحدة مع فريق الجامعة العربية إلى سوريا، موضحا أنه ناقش مع الأمين العام للجامعة العربية في اتصال هاتفي سبل إنهاء القتل والتوصل لحل للأزمة، وأن العربي أخبره بأنه ستتم إعادة نشر فريق المراقبين التابعين للجامعة العربية إلى سوريا، وأن الجامعة العربية ستطلب مساعدة الأمم المتحدة في هذا الخصوص». وتابع كي مون قائلا «نحن لم نتناقش في هذا الأمر بعد، وسوف ندرسه في الأيام القليلة المقبلة».

ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن الإعلان عن عودة المراقبين العرب إلى سوريا «يصب في الاتجاه الصحيح شرط أن يتمكنوا من ممارسة مهمتهم بحرية وبشكل كامل»، وعبرت أيضا عن تأييدها لعقد مؤتمر تنظمه أنقرة حول الأزمة السورية.

السوريون يستغيثون والنظام مستمر في محاصرة المدن وقصف حمص

أمس خميس «الغضب من إيران» واليوم جمعة «روسيا تقتل أطفالنا»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

ارتفعت حدة مناشدات أهالي مدينة حمص يوم أمس لإغاثتهم من القصف العنيف الذي يتعرضون له منذ أسبوع، فعدا النداءات التي وجهت إلى أهالي مدينتي دمشق وحلب للنزول إلى الشوارع وتخفيف الضغط عن مدينة حمص وريفها، وجه سكان من حي بابا عمرو الذي تدكه قوات الجيش النظامي بمختلف أنواع القذائف المدفعية نداء إلى علماء المسلمين عامة وعلماء الخليج بشكل خاص لإنقاذ مساجد حمص وفي مقدمتها مساجد حي بابا عمرو التي تتعرض للقصف، وقال النداء إن مساجد حمص منذ أسبوع لم تقم فيها صلاة ولم يرفع فيها أذان بسبب القصف، وقال ناشطون إن أكثر من 134 شخصا قتلوا نهار أمس في سوريا معظمهم في حمص، في قصف للجيش النظامي تستخدم فيه الدبابات، وفي حي الوعر قال سكان إنهم سمعوا طيلة نهار أمس أصوات إطلاق صواريخ من الكلية الحربية في حي الوعر تجاوز عددها الـ55 صاروخا بشكل متتال، كما استمرت حملات المداهمات لحي الإنشاءات مع قطع للكهرباء والخدمات هناك منذ خمسة أيام، وقال نشطاء إن الوضع في أحياء الخالدية وكرم الزيتون والبياضة بالغ السوء، في وقت ما زال فيه حيا بابا عمرو وباب السباع يدكان بمئات الصواريخ وإن هناك عشرات البيوت دمرت، مع الإشارة إلى عدم وجود أي اشتباك هناك مع «الجيش الحر» في ظل تأكيدات عن مشاركة طائرات مروحية في القصف على حي بابا عمرو.

وفي الوضع الإنساني قال ناشطون من الأطباء في حمص، إن يوم أمس كان من أكثر الأيام سوءا على الإطلاق، بعد أن تم تدمير جميع المشافي الميدانية في حي بابا عمرو، وهناك صعوبات كبيرة في انتشال الجثث من تحت الأنقاض، كما لم يعد هناك أي إمكانات لمعالجة الإعداد المتزايدة للجرحى، الذين يحتمون بالمساجد، وحصلت يوم أمس حالة ولادة من سبعة أشهر والوليد بحاجة لحاضنة وهذا غير متاح أبدا، كما لا يمكن مساعدة مرضى القصور الكلوي لانعدام إمكانية إخراجهم من الحي، أما بالنسبة للجرحى ونتيجة عدم توفر وسائل الإسعاف والعلاج يضطر لبتر أطرافهم، ويوم أمس أجريت أكثر من ستين عملية بتر أطراف في حي بابا عمرو، وناشد الطبيب العالم للتدخل من أجل تأمين ممرات آمنة لإنقاذ الأطفال والنساء والمرضى والجرحى، لإخراجهم من الحي.

وفي مناطق ريف دمشق، وبالتحديد في الزبداني ومضايا حيث استمرت عمليات القصف لليوم التاسع على التوالي، أُعلن عن سقوط عدد من القتلى وتدمير عدد كبير جدا من المنازل «يتجاوز الـ80 منزلا» وسقوط عدد غير معروف من الجرحى. وقالت لجان التنسيق المحلية إن «الوضع الإنساني في تدهور ويزداد سوءا مع تواصل انقطاع كافة أشكال الاتصالات والإنترنت والمياه والكهرباء ومنع وصول المواد سواء الغذائية أو الطبية أو المحروقات في ظل درجات حرارة منخفضة جدا».

وأكد الناطق باسم «المجلس المحلي الحر» في الزبداني علي إبراهيم إن «الوضع في الزبداني مأساوي»، لافتا إلى أن «هناك انقطاعا للكهرباء والمياه عن المدينة، كما هناك قصف عشوائي بالأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى مقتل امرأة وشاب وطفل»، مشيرا إلى أن «كتائب (الرئيس السوري بشار) الأسد تستهدف جوامع المدينة وأيضا استهدفوا كنيسة الزبداني».

ولفت إبراهيم إلى «نزوح أهالي مضايا والزبداني إلى بلدة بلودان المجاورة»، مشيرا إلى «نقص في المواد الغذائية، وأن الاتصالات مقطوعة، والجرحى فاق عددهم العشرات، والشهداء يوضعون في برادات الخضار».

وقال إبراهيم إن القوات النظامية قصفت الزبداني ومضايا المجاورة في الساعات القليلة الماضية بأكثر من سبعين قذيفةن مشيرا إلى استخدام قذائف انشطارية ومسمارية. وأشار إلى استهداف كنيسة في الزبداني ومسجدين في بلدتي مضايا وبلودان. وفي بيان نشر على الإنترنت، أعلنت كتيبة حمزة بن عبد المطلب التابعة للجيش السوري الحر أنها أجبرت القوات النظامية على التراجع سبعة كيلومترات عن الزبداني، وأكدت أنها تمكنت خلال أيام من تدمير 17 دبابة و15 آلية عسكرية أخرى، وقتل 45 عسكريا نظاميا بينهم ضابط برتبة رائد.

كما أفاد ناشطون أن قوات الأسد قامت يوم أمس وبشكل مفاجئ باقتحام قرية العبادة الغوطة الشرقية في ريف دمشق مطلقة النار بشكل عشوائي كما قصفت مزارع الرنكوس بشكل عنيف بالتزامن مع عملية تمشيط للمنطقة بمشاركة عشرين دبابة بحثا عن منشقين. وفي إدلب، أفادت لجان التنسيق عن اقتحام معرة النعمان من الجهتين الشمالية والغربية بالدبابات الثقيلة، ترافق مع إطلاق نار عشوائي وقذائف هاون أدّت لسقوط أكثر من 4 قتلى وعشرات الجرحى. وفي خان شيخون في إدلب أعلن الناشطون عن وقوع عدة إصابات إثر إطلاق قوات النظام النار بشكل عشوائي على الأوتوستراد الدولي.

ولم يمنع تصاعد أعمال العنف مئات السوريين من الخروج في مظاهرات في المناطق السورية كافة. ففي بلدة جرجناز في إدلب خرجت مظاهرة حاشدة نصرة لحمص المنكوبة شارك فيها عشرات الأطفال. وفي بنش اعتصم المئات تضامنا مع بابا عمرو رافعين لافتات كتب عليها: «إذا العالم معك الله معنا».

ومن حي الحمدانية بحلب انطلقت حرائر مدرسة سليمان الحلبي في حي الحمدانية في مظاهرة غاضبة نصرة لأهالي في حمص وللمطالبة بمحاكمة الأسد. أما في كرناز في حماه ورغم الحصار الذي تفرضه قوات الأسد، خرج العشرات إلى الشوارع مطلقين الهتافات المنددة ببشار الأسد رافعين أعلام الثورة السورية.

وفي محافظة دير الزور خرجت مظاهرة طلابية في البوكمال في حي المساكن انطلقت من مدارس الحي تهتف لحمص والمدن المنكوبة وتطالب بإسقاط النظام.

وكان الناشطون السوريون وعبر صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» عبر «فيس بوك» أطلقوا على يوم أمس الخميس تسمية «خميس الغضب من إيران» معتبرين أن «هذه الدولة (الصديقة) التي تجاهلت تماما طموحات الشعب السوري، وضربت بها عرض الحائط، هي حتى الساعة غير مدركة أنها ستخسر كل شيء بعد سقوط الأسد».

وفي إطار عملية التصويت الأسبوعية، اختار الناشطون تسمية «جمعة روسيا تقتل أطفالنا» لإطلاقها على المظاهرات التي من المنتظر أن تخرج اليوم في المناطق السورية كافة للتنديد بالموقف الروسي الداعم للنظام السوري وبالفيتو الذي أحبط إصدار قرار في مجلس الأمن يدين العنف والمجازر التي يقترفها النظام السوري بحق المدنيين.

وقد شدّدت الحملات على صفحات التواصل الاجتماعي على دعوة أهالي دمشق وحلب للخروج وبكثافة في المظاهرات اليوم. وعمّم الناشطون دعوة بعنوان «فيتو دمشق وحلب أشد مرارة من فيتو روسيا والصين».

وفي الرستن قال ناشطون إن أكثر من ثلاثين منزلا تم تدميرها هناك نتيجة القصف العشوائي عليها يوم أمس، وقتل نحو ثلاثة أشخاص يوم أمس وعشرات الجرحى من المدفعيات التي تحاصر المدينة من الخارج، بينما يسيطر على بعض أجزاء المدينة الجيش الحر. وتعيش الرستن وضع إنساني خانق بسبب الحصار وصعوبة إسعاف الجرحى.

وفي السياق ذاته قالت وسائل الإعلام السورية شبه الرسمية إن قوات الجيش النظامي تمكنت من قتل الضابط المنشق عبد الرزاق طلاس المسؤول عن كتيبة الفاروق التابعة للجيش الحر، في حي بابا عمرو هو كل أفراد الكتيبة التي تنشط بين حمص وحماه والرستن، إلا أن مصادر في الثورة نفت الخبر وصفته بأنه نوع من الإشاعات الهادفة إلى إضعاف الروح المعنوية.

عدد اللاجئين من حمص الى دمشق في تصاعد

يعيشون في رعب وفاقة.. وناشطون دمشقيون يساعدونهم رغم المخاطر

جريدة الشرق الاوسط

لندن: «الشرق الأوسط»

أصبح من الصعب تحديد عدد اللاجئين الذين توافدوا على العاصمة السورية دمشق، وهم منتشرون في مختلف مناطق المدينة، وتنسق جماعات محلية في كل منطقة لإيوائهم. ولكن مع تصعيد نظام الأسد للقصف على حمص في الأيام الأخيرة، تصاعد عدد العائلات الفارة إلى دمشق بشكل ملحوظ، وأصبح صعبا جدا البحث عن مساكن لهم حسب ما قالت ناشطة متطوعة بتقديم مساعدات للاجئين لدمشق لصحيفة «الدايلي تلغراف» البريطانية.

وأضافت الطالبة هناء «إنهم كثيرون، كثيرون جدا، كل من في البلاد يهربون».

ويتصرف الناشطون السوريون بكل سرية خوفا من أن يعاقبوا بتهمة مساعدة «الخونة»، ويقومون بتوزيع الأغطية، والماء وأكل الرضع. ويقع اعتماد بعض المنازل كمراكز لإجراء العمليات الجراحية حيث يخاف الناس اللجوء للمستشفيات، ويتم الاعتماد فيها على معدات تم التبرع بها.

والبعض الآخر تعتمد كأماكن لإقامة العائلات التي تعيش رعبا وخوفا من أن يتم القبض عليها من طرف أجهزة النظام السورية.

وقامت صحيفة «الدايلي تلغراف» البريطانية هذا الأسبوع بمتابعة مجموعة مكونة من ثلاث سيدات وطالب وصيدلي وأستاذ في مقاطعة برزا في دمشق والذين اشتروا أغراضا للوافدين الجدد من حمص.

ويتم تنظيم الأدوار داخل المجموعة لتوزيع المساعدات بطريقة سرية جدا، ويبعث أعضاؤها رسائل مشفرة عبر هواتفهم وتنسق النساء ويعملن مع بعضهن ولا أحد يعرف الاسم الكامل للطرف الآخر الذي يتعامل معه.

وقالت زينب وهي مدرسة لـ«الدايلي تلغراف» إن «عملنا خطر، وإذا قبض علينا وتحت التعذيب يمكننا البوح بأكثر مما يجب من المعلومات، فمن الأحسن أن لا نعرف عن بعضنا، وبنينا علاقاتنا عبر الإنترنت، وبعدما علمنا أننا يمكن أن نثق ببعضنا تجمعنا للعمل معا».

وأخذ الناشطون الصحيفة البريطانية إلى منزل آمن حيث فتح طفل في التاسعة من عمره وكان «رجل البيت» الباب الحديدي الأبيض المتين بقدر يسمح فقط بالدخول. وكانت أخواته الأربع يختبئن في جانب من الغرفة لسلامتهن. ووقفت الأم التي يبدو عليها الإنهاك وسط غرفة الجلوس الخاوية ومنعها خوفها الشديد وتعبها من التكلم عن حالتها، وكانت قد هربت صحبة عائلتها من منطقة كرم الزيتون في حمص قبل أسبوع.

هم يعيشون من دون تدفئة ويفترشون الأغطية بدلا عن الزرابي على الأرض لمقاومة برد الأرض الحجرية، وعلى الغطاء يضعون 5 مفارش. وقالت زينب «جلبنا كل شيء لهذه العائلة، الأغطية، والمفارش، يجب أن نساعدهم، إنهم يعانون». وأضافت «لا يعرفون أحدا هنا، وليس لهم مال، ويخافون من الخروج من البيت، هم يحتاجون إلى كل شيء طول الوقت».

وقالت الطالبة هناء إنهم يحاولون توفير الدواء للاجئين لدمشق، وإنهم يتنقلون بسيارتهم في أرجاء دمشق مخبئين الأدوية تحت الكرسي الأمامي للسيارة. وتحدثت عن أن من لجأوا إلى دمشق أغلبهم من العائلات المكونة من نساء وأطفال فقط فالرجال إما تم القبض عليهم أو قتلوا من طرف أجهزة النظام السوري أو منهم من اختار العودة للقتال في حمص. وقالت إنهم يحاولون جمع التبرعات المالية لهم من دمشق، ليتمكنوا من دفع إيجار مساكن لهم. واستدركت أن بعض الناس لا يتجرأون على تأجير مساكن لهم لأنهم يخافون من الأجهزة الأمنية التي قد تحاسبهم على مساعدتهم.

«الجيش الحر» والثوار ينفون «مزاعم النظام» بضبط أسلحة إسرائيلية في حمص

وضعوا هذه المعلومات في خانة التضليل واستدرار عطف الناس

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

قوبلت المعلومات التي نشرتها أمس صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام، وتحدثت عن «تمكن الأجهزة المختصة بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحين في بابا عمرو (في حمص) من قتل عدد منهم وإصابة آخرين وإلقاء القبض على بعضهم، وتبين أن بينهم من يحمل جنسيات لبنانية وليبية وأفغانية، وبحوزتهم أسلحة إسرائيلية»، برفض مطلق من الجيش السوري الحر، ومن تنسيقيات الثورة السورية التي وضعت هذه المعلومات في خانة التضليل والأكاذيب.

فقد أعلنت صحيفة «الوطن» أنه «أثناء ملاحقة الإرهابيين في حي بابا عمرو، ضبطت الأجهزة المختصة صواريخ نوع (لاو) إسرائيلية الصنع، وقناصات إسرائيلية وأميركية عالية الدقة والسرعة لم تُر من قبل، بالإضافة إلى أسلحة وقذائف من أنواع مختلفة. كما ألقي القبض على بعض هؤلاء العناصر وتبين أن بينهم من يحمل جنسيات لبنانية وليبية وأفغانية.. المعلومات تشير إلى ارتباطهم بتنظيم القاعدة». كذلك أعلنت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا، عن ضبط أسلحة إسرائيلية الصنع، وقالت إن «الجهات المختصة فككت عبوة ناسفة تزن 1.5 كيلوغراما زرعتها مجموعة إرهابية تحت سيارة مديرة مدرسة في اللاذقية، وبعد تفكيك العبوة تبين أنها محشوة بمادة السيفور شديدة الانفجار»، مشيرة إلى أن «هذه المادة تصنع في الخارج، ولا تنتجها سوريا، ويعد كيان الاحتلال الإسرائيلي أكبر منتج لها في المنطقة».

واعتبر ضابط قيادي في «الجيش السوري الحر»، أن «الهدف من هذه المعلومات هو التضليل وافتعال الأكاذيب، لأن هذا النظام (السوري) قائم على الكذب والدجل من أجل استدرار عطف الناس وتبرير جرائمه». وحول ضبط أسلحة إسرائيلية في حمص، قال الضابط الذي رفض ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»: «هذا سيناريو لتخويف الناس. الحقيقة أن نظام آل الأسد وحده عميل لإسرائيل منذ 40 سنة، واليوم بدأ يدعي أنه يتعرض لمؤامرة إسرائيلية – أميركية، وتارة أخرى يسوق أنه مستهدف من تنظيم القاعدة. ونحن نؤكد أنه لا وجود لمسلحين غرباء في سوريا، إلا مقاتلي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الذين يقاتلون إلى جانب هذا النظام من أجل بقائه». وسأل: «لماذا لا يسمح بشار الأسد لوسائل الإعلام أن تدخل إلى سوريا وتنقل الحقائق كما هي؟». معاهدا الشعب السوري بأن «الجيش الحر سيكون عند حسن ظنه، وأن نستمر في حماية شعبنا حتى إسقاط النظام، خصوصا بعدما خذلنا المجتمع الدولي».

المعارضة السورية تعتبر دعم إيران لنظام الأسد تشريعا للمذابح في حمص

الأسعد لـ«الشرق الأوسط»: نحتجز 5 خبراء إيرانيين في مكان آمن.. وتقرير بريطاني يتحدث عن عناصر من الحرس الثوري في سوريا

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، دعم إيران المطلق لنظام الرئيس بشار الأسد، ووقوفها حكومة وشعبا مع سوريا في كل مواقف دمشق التي تبني بها سوريا المتجددة.

وقال نجاد لمفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون الذي يزور طهران للمشاركة في مؤتمر دولي حول الوحدة الإسلامية، كما ورد على موقع الرئاسة الإيرانية الإلكتروني «إن الولايات المتحدة وحلفاءها يسعون إلى إثارة حرب جديدة في المنطقة لكسر خط المقاومة الإسلامية في وجه إسرائيل الذي تقوده إيران وسوريا، وإنقاذ النظام الصهيوني، لكننا نعتقد أننا نستطيع مقاومتهم بالوحدة والحكمة». ونقل حسون للرئيس الإيراني شكر الرئيس بشار الأسد على موقف إيران من سوريا.

وفيما بقيت قضية اختطاف عدد من الإيرانيين في سوريا تتفاعل، لعدم معرفة أي شيء عن مصيرهم، أكد قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد، أن «عددا من العناصر الإيرانيين موجودون لدى الجيش الحر ويجري التحقيق معهم». وأكد الأسعد لـ«الشرق الأوسط»، أنه «جرى إطلاق سراح عدد من الإيرانيين قبل أيام لأسباب إنسانية، لكن لا يزال لدينا خمسة خبراء عسكريين وأمنيين كانوا يقودون العمل العسكري في سوريا وأحدهم ضابط». وإذ نفى أن يكون هؤلاء المعتقلون الإيرانيون نقلوا إلى شمال لبنان كما أعلن مسؤولون إيرانيون قبل أيام، أكد أنهم «موجودون في مكان آمن داخل سوريا». وقال «لدينا معلومات أكيدة أن هناك ضباطا وعناصر إيرانيين وآخرين من حزب الله يقودون العمليات على الأرض ويدربون القناصة، وكل الشعب السوري يعرف ذلك». وحمل قائد الجيش الحر بعنف على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ومواقفه الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد، متهما إياه بتوفير الغطاء لعمليات قتل الشعب السوري الأعزل، وسأل «أين المقاومة والممانعة التي يدعيها النظام السوري، وجبهة الجولان تعيش الهدوء والرخاء منذ نحو الأربعين عاما؟». وقال «هؤلاء متآمرون على شعوبهم وعملاء لإسرائيل، فالفاسد والمجرم يحمي ويدعم الفاسد والمجرم، وعلى النظام الإيراني أن يهتم بشعبه المضطهد في الأحواز وغير الأحواز بدل أن يضع كل إمكاناته لحماية بشار الأسد ونظامه، ولو كان نجاد يحترم نفسه لما جاهر بدعمه للأسد وبارك له قتل الشعب السوري، هؤلاء من طينة بشار الأسد ومجرمون مثله».

واستدعى الدعم الإيراني المطلق للنظام السوري، مواقف شاجبة من المعارضة السورية، فاستغرب عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني الحر» سمير نشار قول الرئيس الإيراني بأنه يدعم بشار الأسد ومواقفه لبناء سوريا المتجددة، وقال نشار لـ«الشرق الأوسط»، «أعتقد أن نجاد يتكلم عن سوريا بشار الأسد، أي سوريا العتيقة والمنهارة والمتساقطة، للأسف نحن لم نكن نتمنى أن تقف دولة إيران هذا الموقف المعادي للشعب السوري، خصوصا أن إيران قامت على ثورة شعبية حقيقية، فإذا كانت تحترم ثورتها عليها أن تحترم ثورة الشعب السوري الذي ترتكب بحقه أبشع المجازر». أضاف «لو كان أحمدي نجاد يقف مع بشار الأسد ضد إسرائيل لكنا معه، لكن أن يجاهر بوقوفه ضد سوريا الشعب.. لا، لأن دماء الشعب السوري ومطالبه هي الحق ونحن نرى أن إيران تأخذ الخيار الخاطئ في الوقوف مع نظام بشار الأسد، وهي بذلك تشرع إراقة الدماء وآخرها المذابح التي ترتكب في حمص، لقد صمتت طهران طويلا، وموقفها الجديد واضح أنه جاء بعد الفيتو الروسي والصيني، وأرادت أن تلتحق بهذا الفيتو وتثبت أنها حليفة لبشار الأسد». وأكد نشار أن «الفيتو الروسي هو البوصلة التي وجهت النظام السوري وأعطته الرخصة للاستشراس بالقتل، لكنهم مخطئون، لأن الشعب السوري سينتصر وسينال حريته وسيزاح هذا الكابوس الجاسم على صدره منذ 40 عاما».

ونشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية في عددها الصادر أول من أمس عن معارضين سوريين أن الجنرال قاسم سليماني المنتمي لفيلق القدس وهو جزء من الحرس الثوري الإيراني يقوم بزيارات متتالية لسوريا منذ بداية الثورة فيها، ونقلت «الغارديان» عن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر سورية أن سليماني كان يقوم بدور مستشار واستراتيجي خلال زياراته الأخيرة، في الأسبوعين الماضيين. وقالت المصادر إن سليماني «اجتذب الأضواء في غرفة العمليات الحربية، والتي عادة ما يوجد فيها الأسد شخصيا وشقيقه ماهر، وصهره آصف شوكت وقريبه رامي مخلوف». وقال كاتب «الغارديان» سايمن تيسدال، إن حركة الحرس الثوري الإيرانية يقال إنها موجودة في سوريا عبر أعداد تقدر بالمئات، ولم يتم التمكن من تحديد دقيق لأعدادهم. وهم يقومون بدور المدربين والمستشارين، والاستخبارات الإيرانية تعمل مع النظام بنفس الطريقة التي تعاونت بها مع الشيعة المتطرفين وجماعات سنة في مواجهاتهم مع القوات الأميركية خلال احتلال العراق. وقال الصحافي إنه بالنسبة للأسد تعتبر إيران «حماية، وأمن وتمويل». كما اعتبر الصحافي أن فلاديمير بوتين أصبح «الغبي المفيد لطهران» ويقوم بأعمال قذرة في مجلس الأمن.

واعتبر الكاتب أن إيران تقوم بلعبة طويلة المدى، «ورغم محاولاتها دعم وتحقيق الإصلاحات السياسية في سوريا، فإنها إذا لم تتمكن من إنقاذ الأسد ستسعى لضمان الحفاظ على تحالفها مع سوريا وألا تنشق لتنضم للمخيم الغربي، ولكن إسرائيل وأميركا تتمنيان العكس تماما».

الخارجية التونسية : طرد السفير السوري كان نتيجة لتقرير المراقبين الذين «لاحظوا تردي الأوضاع الأمنية والإنسانية»

العضو التونسي في البعثة: نقلت بأمانة ما شاهدته في ساحة معقدة وفي ظل نظام قمعي تسلطي

جريدة الشرق الاوسط

لندن: نادية التركي تونس: المنجي السعيداني

قال الهادي بن عباس، كاتب الدولة للشؤون الخارجية التونسية، إن طرد السفير السوري من تونس لم يكن متسرعا ولا رد فعل على التصعيد العسكري للنظام السوري مؤخرا في حمص، وإنما من أهم الأسباب التي دفعت إلى ذلك التقارير التي قدمها الأعضاء التونسيون المشاركون في بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، والتي أظهرت تصاعد العنف، ومحاولات الأجهزة السورية تضليل الفرقة، وإيحاءات ،بكون من يقوم بالعنف هم مجموعات إرهابية، وملاحظة وجود مراوغات بتحضير شوارع عادية، وبعد انصراف البعثة تتحول إلى حربية، وكذلك «ملاحظة تردي الأوضاع الأمنية والإنسانية».

وقال بن عباس في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس: «كل التقارير تصب في نفس المصب، وهي أنهم (المراقبين) لم يتمكنوا من القيام بعملهم بطريقة عادية، وأن العنف في تصاعد، وبشكل كبير على مستوى الكم والانتشار والخطورة».

وبين بن عباس أن المساعي التونسية في الشأن السوري ترمي لتجنب الحلول العسكرية وأضاف: «لنا سوابق في التاريخ، وتونس ترمي لتفادي الحلول العسكرية». وحول إمكانية مشاركة تونسيين في البعثة، بعد أن تستأنف عملها، قال: «في الوقت الحاضر لم يطلبوا رأينا، الفكرة طرحت أمس، ولم يأت حتى طلب رسمي من الجامعة».

واعتبر بن عباس أن طرد السفير السوري من تونس موقف مبدئي وتضامني، وأضاف: «ننتظر مستجدات، وعلى أثرها نأخذ قراراتنا، ولو أن الأمل ضئيل، نحن كتونس نبقى معلقين الآمال لوجود الحلول السلمية التي في غيابها سنكون أمام خيارين؛ إما الحرب الأهلية، أو التدخل العسكري، ما نحبذه هو إيجاد حل سياسي بتدخلات في إطار الجامعة العربية والدول الشقيقة، لإيجاد مخرج، ولا نريد التدخل مباشرة في شؤون سوريا، نريد أن لا تكون تكلفة الحرية باهظة».

ومن جهته، كشف التونسي، فتحي بلحاج، عضو لجنة المراقبين العرب في سوريا، عن وجود مجموعة متطرفة روجت صورته مصحوبة بتهديدات ومطالبة برأسه «حيا أو ميتا»، وذلك على أثر ندوة صحافية عقدها منذ أيام بالعاصمة التونسية، إثر عودته من سوريا. وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن مجموعة تسمي نفسها «فضائح العلمانية» هددته بالقتل، ولا تزال مجهولة الهوية، وقد رفع شكوى لدى السلطات التونسية للتتبع القضائي لمن يقف وراء ذاك التهديد، الذي تضمنته مجموعة من وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال إن الوضع في حمص، التي تشهد عمليات عسكرية منذ أيام، قد قسم السكان إلى سنة وعلويين، وهو ما يعتبر على حد رأيه خطرا على الثورة السلمية في سوريا. وقال إن الجانبين تبادلوا في فترات سابقة «الجثث والرهائن»، وهو ما يؤشر على تضاؤل دور الدولة السورية ورجوع القبيلة والطائفة لحماية الناس العاديين. واعتبر أن هذا الأمر قد يؤدي لاحقا إلى تفتيت سوريا إلى طوائف ومجموعات متناحرة. وقال بلحاج إن له علاقات جيدة مع هيثم مناع، من خلال اللجنة العربية لحقوق الإنسان، وهو الناطق الرسمي باسم هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي، وهي تضم مجموعة من الأطراف اليسارية، وينتظر حسب بلحاج أن يتم تنظيم المؤتمر السوري لتوحيد المعارضة من أجل انتقال المجلس السوري المعارض.

واعتبر بلحاج أن التقرير الذي قدمه كان موضوعيا، وهو ليس في صف المعارضة أو الحكومة السورية، وقد نقل بأمانة ما شاهده في «ساحة معقدة وفي ظل نظام قمعي تسلطي»، وكان شاهدا على ما يحدث هناك، وانتقد بالمناسبة نية تهويل الأوضاع التي تعتمدها بعض وسائل الإعلام التي أصبحت «جنديا في ساحة الميدان» على حد قوله.

وقال فتحي بلحاج إن قرار طرد السفير السوري من تونس كان مرتجلا وغير عقلاني، يدفع نحو التدويل ونهاية الحلول العربية، على حد قوله، وقال إن هذا القرار لا يمكن أن يغير من واقع المعادلة السورية، وكان الأجدى التوجه إلى التهدئة وتقريب وجهات النظر حتى لا يبقى السوريون بين مطرقة الاستبداد من ناحية وسندان الجماعات المسلحة من ناحية أخرى. ونصح الحكومة التونسية بتقديم تسهيلات لإنقاذ جرحى الثورة السورية، وإلغاء التأشيرة على دخول السوريين، «وكان الأجدى تشاور المرزوقي رئيس الجمهورية مع بقية الأحزاب السياسية قبل اتخاذ قرار ستعاني منه الأجيال المقبلة»، على حد تعبيره.

وكان التونسي فتحي بلحاج قد قضى شهرا ضمن لجنة المراقبين العرب في سوريا، وهو يمثل المجتمع المدني العربي من خلال اللجنة العربية لحقوق الإنسان.

المجلس الوطني السوري يجتمع في قطر

أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط»: لا نتوقع تغييرا في رئاسة المجلس في الفترة الراهنة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

بدأ المجلس الوطني السوري المعارض اجتماعات في قطر برئاسة برهان غليون بهدف بحث التطورات والمستجدات المأساوية في سوريا. ونفى عضو المكتب التنفيذي في المجلس أحمد رمضان ما كان قد تردد عن أن هدف الاجتماعات انتخاب رئيس جديد للمجلس بدل الرئيس الحالي برهان غليون.

وأوضح رمضان لـ«الشرق الأوسط» أن «الاجتماعات في قطر لم تبدأ بعد بشكل رسمي إنما هي اجتماعات جانبية»، مذكرا بأن «المكتب التنفيذي للمجلس بحالة انعقاد مستمر لمواكبة التطورات الحاصلة في الداخل السوري»، وقال: «ليس هناك انتخابات لرئاسة المجلس ولا نتوقع تغييرا قريبا في هذا المجال».

وانتقد رمضان «كم الإشاعات المعادية للمجلس الوطني ورئيسه»، لافتا إلى أن «الجهات التي تقف وراءها معروفة تماما، وهي المخابرات السورية التي انضمت إليها مؤخرا في هذا المجال المخابرات الروسية»، وأضاف: «بعض هؤلاء كانوا يتحدثون بالأمس باسم منظمات حقوق الإنسان وهم اليوم تركوها ليلعبوا دورا سياسيا، معتمدين على بعض أصحاب رؤوس الأموال، مثل رامي مخلوف، وقد كانوا يترددون إلى القصر الجمهوري وها هم اليوم يعملون على طعن المجلس الوطني في ظهره».

بدوره، أوضح عضو المجلس لؤي صافي أن «اجتماعات المكتب التنفيذي في قطر تندرج في إطار مساعي المجلس وجهوده المنصبة على محاولة تحريك الرأي العام الدولي والأطراف المعنية لتأمين الدعم الإنساني والمالي للمناطق المنكوبة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الغرض من الاجتماعات مواكبة المستجدات الدموية في سوريا ومتابعة جديد ما يتم إعداده من مؤتمر لأصدقاء سوريا».

وفي الإطار ذاته، قال محمد سرميني من مكتب الإعلام في المجلس، إن أعضاء اللجنة التنفيذية في المجلس الوطني السوري قرروا التشاور «عشية اجتماعين مهمين حول سوريا (الأحد في القاهرة) لمجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية حول سوريا».

ويفترض أن يبحث المجلس الأحداث في سوريا والاقتراح الفرنسي لإنشاء مجموعة «أصدقاء سوريا»، على حد قول سرميني، الذي أوضح أن غرض الاجتماع هو «مناقشة الأحداث التي تجري في سوريا وأهم التحركات على المستوى الميداني والسياسي».

ليبيا تمهل دبلوماسيي نظام الأسد 3 أيام لمغادرة أراضيها

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: خالد محمود

في تأكيد على تدهور علاقات المجلس الانتقالي الليبي مع نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد، طلبت وزارة الخارجية الليبية من الدبلوماسيين السوريين العاملين بالسفارة السورية في العاصمة الليبية طرابلس مغادرة الأراضي الليبية في غضون 72 ساعة فقط اعتبارا من أمس.

وجاء الموقف الليبي الجديد ردا على طلب مماثل من السلطات السورية للدبلوماسيين العاملين بالسفارة الليبية في العاصمة السورية دمشق، بمغادرتها خلال ثلاثة أيام أيضا.

وقالت الخارجية الليبية في بيان بثته وكالة الأنباء الحكومية إنها استدعت القائم بالأعمال السوري في طرابلس، وأبلغته بضرورة مغادرة كل أعضاء السفارة السورية الأراضي الليبية قبل انتهاء مهلة الأيام الثلاثة. وأكدت أن ليبيا التي انتصرت في ثورتها في 17 فبراير (شباط) من العام الماضي ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي، على الطغيان والديكتاتورية، لا يمكن لشعبها إلا أن يقف إلى جانب الشعوب المضطهدة ويساند بقوة نضالها المشروع من أجل حريتها واستعادة كرامتها وحماية حقوق وحريات مواطنيها.واعتبرت أن موقف ليبيا وشعبها من انتفاضة الشعب السوري كان واضحا وقويا منذ البداية، مشيرة إلى أن ليبيا كانت أولى الدول التي اعترفت بالمجلس الوطني السوري، ودعمت سعي الشعب السوري لتحقيق حريته، وأسهمت بجدية في المحافل الدولية والإقليمية.

بيان منسوب لعلماء سوريا يتهم اتحاد العلماء المسلمين بالتحريض على القتل

بعد دعوة «الاتحاد» لدعم الجيش الحر

جريدة الشرق الاوسط

رد بيان منسوب إلى «العلماء المسلمين في سوريا» على بيان اتحاد العلماء المسلمين الذي أفتى بضرورة دعم «الجيش السوري الحر». وقال بيان نشرته وكالة «سانا» السورية الرسمية إن علماء سوريا المنضوين في اتحاد العلماء المسلمين أكدوا أنه «ليس لهم أو لأي من العلماء المسلمين الصادقين أي دور في بيان الفتنة والقتل الصادر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين». ورأى البيان أن دعوات اتحاد العلماء المسلمين «تحولهم إلى علماء فتنة حقيقية وتحريض مباشر على قتل الناس».

وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ندد بالمجزرة التي ارتكبها النظام السوري السبت الماضي في ذكرى المولد النبوي الشريف والتي أسفرت عن سقوط ما يزيد على أربعمائة شهيد وأكثر من ألفي جريح، محذرا من العواقب الوخيمة الناتجة عن هذا البطش في الدنيا والآخرة. وطالب الاتحاد في بيان أصدره الشعب السوري «بالوقوف مع الثوار، مع المظلوم، بدل أن يقف مع الظالم، بمنع النظام عن ارتكاب هذه الجرائم في حق الشعب السوري، والتي يندى لها جبين الإنسان». ودعا من سماهم «الأحرار في قلب الجيش السوري، والشرطة»، للانضمام إلى «خيار الشعب، وحمايته والوقوف معه ضد الطواغيت».

كما طالب الاتحاد الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ببذل كل ما في وسعهما لمنع تمادي العنف والظلم والقتل في سوريا، وإنقاذ الشعب السوري من محنته، ليقرروا مصيرهم في ظل الحرية والعدالة، والأمن والإيمان، والسلامة والإسلام. وأعلن الاتحاد تأييده كل الجهود الخيرة التي تبذلها جامعة الدول العربية، ودول الخليج في سبيل حل مرض للشعب السوري، وإنقاذه مما هو فيه بأقرب فرصة ممكنة، مناشدا الدول والشعوب وأحرار العالم، ومنظمات الإغاثة الإنسانية والإسلامية، لإغاثة الشعب السوري ودعمه ماديا ومعنويا في الداخل والخارج، مساهمة في إخراجه مما يعانيه من ظلم الظالمين.

وذيل البيان بتوقيع 107 علماء من بينهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، ومفتي مصر علي جمعة، وزعيم حزب النهضة التونسي الغنوشي وعائض القرني وسلمان بن فهد العودة.

بان كي مون يطرح ضم مراقبين دوليين مع فريق الجامعة العربية

باريس تؤيد عودة المراقبين للعمل لكن بضمانات.. والمعارضة السورية ترفض المقترح

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أنه يدرس حاليا إرسال فريق من المراقبين التابعين للأمم المتحدة مع فريق الجامعة العربية إلى سوريا، موضحا أنه ناقش مع الأمين العام للجامعة العربية في اتصال هاتفي سبل إنهاء القتل والتوصل لحل للأزمة، وأن العربي أخبره بأنه ستتم إعادة نشر فريق المراقبين التابعين للجامعة العربية في سوريا، وأن الجامعة العربية ستطلب مساعدة الأمم المتحدة في هذا الخصوص. وتابع كي مون قائلا «نحن لم نتناقش في هذا الأمر بعد، وسوف ندرسه في الأيام القليلة المقبلة».

وردا على سؤال بشأن مدى شرعية الرئيس السوري بشار الأسد، قال الأمين العام «إذا استمرت أعمال القتل في سوريا، فإن شرعية الأسد كرئيس لسوريا سوف تتآكل.. وقد كررت ذلك من قبل.. إن شرعيته تتآكل، والموقف الحالي غير مقبول، فهناك أكثر من 5 آلاف قتيل في سوريا حتى الآن، ولا ندري كم من السوريين سوف يموتون حتى يتوقف العنف».

ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن الإعلان عن عودة المراقبين العرب إلى سوريا «يصب في الاتجاه الصحيح، شرط أن يتمكنوا من ممارسة مهمتهم بحرية وبشكل كامل». وعبرت أيضا عن تأييدها لعقد مؤتمر تنظمه أنقرة حول الأزمة السورية. وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو إن المراقبين «يجب أن يتمكنوا من التنقل بحرية، ومن إجراء كل الاتصالات اللازمة». وقال الناطق الفرنسي إن «التعاون بين الأمم المتحدة والجامعة العربية في إطار هذه العودة يجب أن يتيح لها مواصلة عملها بشكل فاعل وموثوق»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهة أخرى، أبدت فرنسا تأييدها لمبادرة تركيا الهادفة إلى تنظيم مؤتمر دولي «في أقرب وقت» حول الأزمة السورية. وتابع الناطق الفرنسي أن وزير الخارجية آلان جوبيه «بادر لإجراء اتصالات مع كل نظرائه لا سيما (الوزير التركي أحمد) داود أوغلو، في كل الدول الراغبة في وقف القمع في سوريا وتطبيق مبادرة الجامعة العربية بكل أبعادها» من دون تحديد الوزراء المعنيين.

ومن جانبه، قال ثائر الحاجي، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية والناطق الإعلامي باسمها، في اتصال هاتفي مع الشرق الأوسط أمس، إن اتحاد التنسيقيات يرفض «مبادرة العربي رفضا تاما، ونرى أنها فقط إضاعة للوقت، والأشرف للعربي أن يصمت ويترك الملف للدول الغربية والعربية الشقيقة التي اتخذت مواقف مشرفة، والجامعة العربية فقدت مصداقيتها ولا نرى أنها حريصة على الشعب السوري، هي فقط حريصة على إطالة عمر النظام. ونكرر.. أي مبادرة تكون مقبولة فقط لتسليم السلطة ومحاكمة (القتلة)».

ومن جهته، عقد السفير التركي بالقاهرة حسين عوني لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أمس بمقر الجامعة. وبينما رفض السفير الإفصاح عن نتائج اللقاء، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن تركيا تطرح مبادرة لحل الأزمة السورية بالتنسيق مع الجامعة العربية.

وبينما قام وزير خارجية تركيا بزيارة إلى واشنطن لبحث مبادرته لحل الأزمة السورية، والتي من بينها عقد مؤتمر دولي لمناقشة الأزمة، أشارت بعض المصادر إلى أن تركيا ترى أهمية معالجة المشكلة من خلال برنامج مشترك خارج رعاية الأمم المتحدة.

وعن زيارة وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو واجتماعه المقرر الأسبوع المقبل مع هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، قالت نولاند، إن «الدور التركي جزء من الدور العالمي للحكومات التي تريد الاتفاق على أشياء معينة». وقالت إن كلينتون كانت قابلت الوزير التركي في ميونيخ في الأسبوع الماضي، خلال مؤتمر الأمن الأوروبي. لكن «كانت مقابلة عابرة». وإن الوزيرة «تنتظر مواصلة المشاورات عندما تقابل وزير الخارجية التركي».

وبينما كان الوزير التركي تحدث عن «مؤتمر عالمي» كخطوة فعلية لجمعية أصدقاء سوريا، قالت نولاند إنها لا تريد أن تسميه «مؤتمرا» أو «اجتماعا». وإن «المشاورات التي تتم حاليا هي لتقديم إطار للجمعية، قبل الدخول في عملية التنفيذ».

وعن «جمعية أصدقاء سوريا»، قالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إنها «مفتوحة لكل من يريد مساعدة سوريا الديمقراطية، ودعم خطة الجامعة العربية». ودون الإشارة إلى تصريح روسي رسمي انتقد الجمعية، قالت: «نحن نقوم في الوقت الحالي بدراسة كل الخيارات، والمؤهلات، والمساهمات».

وعما إذا كانت الجامعة العربية تعتزم إرسال بعثة مشتركة مع الأمم المتحدة، قالت المصادر إن هذا الطرح مرهون بموافقة دمشق، خاصة أن تركيبة البعثة في البروتوكول المتفق عليه تنص على أن يكون أعضاء البعثة عربا، لكن انسحاب ثماني دول عربية من عمل البعثة يعوق طبيعة عملها. وأوضحت المصادر أن وزراء الخارجية العرب سوف يبحثون مقترحات الدكتور نبيل العربي الخاصة بالبعثة وطرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبادرة تركيا، في الاجتماع الوزاري المقرر عقده في 12 فبراير (شباط) الحالي، من أجل العمل على حقن دماء الشعب السوري.

كاميرون يرى أن الأسد مصمم على قتل شعبه وواشنطن تقول إن جميع الخيارات مطروحة

البيت الأبيض ينفي أخبارا حول عملاء سريين تابعين لوكالة الاستخبارات الروسية يعملون داخل سوريا إلى جانب المعارضة

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح

اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يبدو مصمما على قتل مواطنيه مهما كان الثمن. وصرح كاميرون للصحافيين «من الواضح أن هذا النظام يريد، مهما كان الثمن، قتل واغتيال وجرح مواطنيه»، مضيفا «ما نشاهده على شاشات التلفزة غير مقبول على الإطلاق (…) إن مشاهد التدمير في حمص فظيعة فعلا».

ودعا المجتمع الدولي إلى «الرد في أقسى طريقة ممكنة (…) ليوقف الأسد أساليبه الدموية ولتأمين عملية انتقالية وتغيير في سوريا».

وأدلى كاميرون بهذه التصريحات في ستوكهولم على هامش اجتماع لقادة دول البلطيق وشمال أوروبا.

وفي الوقت الذي يقود فيه السيناتور جون ماكين، من قادة الحزب الجمهوري، حملة لتسليح المعارضة السورية وإرسال «مساعدات طبية وتكنولوجية»، قال أمس جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الرئيس أوباما يفضل الحل السلمي، لكن «نحن لا نستثني أي شيء». وكان قال، أول من أمس: «لن نسحب أي خيار من على الطاولة».

ورفض كارني تصريحات سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا، بعد أن قابل الرئيس بشار الأسد في دمشق، حيث دعا إلى «حوار» بين نظام الأسد والمعارضة.

وقال كارني: «في الأيام الأولى لهذا الوضع في سوريا، كانت هناك فرصة لنظام الأسد للدخول في حوار مع المعارضة. لكن، بدلا من اغتنام تلك الفرصة، فرض الأسد وحشيته على شعبه، وتستمر هذه الوحشية حتى يومنا هذا». وأضاف كارني: «نحن نرى أن تلك الفرصة لم تعد متاحة بعد الآن. وذلك لأنه صار واضحا أن الأسد اختار مسارا بشعا أدى إلى قتل كثير من السوريين، بمن فيهم الأطفال الأبرياء، وهي نتيجة مروعة لهذا الخيار». وقال كارني إن الحكومة الأميركية، منذ أن أعلن لافروف أنه سيسافر إلى سوريا، لم تعرف ماذا يريد أن يفعل هناك. وإنها لم تتوقع نتائج إيجابية للزيارات. وإن تصريحاته بعد أن قابل الأسد تؤكد ذلك. وإن الرئيس أوباما كرر مرات كثيرة أن الحل هو رحيل الأسد، وأن «الوقوف إلى جانب نظام الأسد في هذه المرحلة لن يجلب لروسيا أي شيء غير عداء الشعب السوري».

وبينما رفض كارني تقديم تفاصيل عن «الخيارات التي على الطاولة»، قال: «نحن نتابع المسار السياسي في محاولة لحل الوضع في سوريا مع شركائنا الدوليين، أو بالأحرى للمساعدة في عملية التحرك نحو تحول سياسي سلمي. ونحن نعتقد أن الحل السياسي هو الطريق الصحيح. لكن نحن لم نستبعد أي شيء في مثل هذا الوضع».

وقال إن الحكومة الأميركية «تواصل مناقشات نشطة للغاية مع الأصدقاء والحلفاء الذين يدعمون الشعب السوري، جنبا إلى جنب مع المجلس الوطني السوري المعارض».

وعن تقديم «مساعدات إنسانية أميركية» للشعب السوري، قال كارني: «نحن نبحث في تقديم مساعدة إنسانية إلى الشعب السوري، وظللنا نفعل ذلك لبعض الوقت. نحن تشاور مع شركائنا الدوليين حول هذا الموضوع». وأشار إلى اجتماع دولي سيعقد قريبا عن المساعدات الإنسانية، لكنه لم يحدد تاريخ الاجتماع. وقال إن بعض هذه المساعدات يمكن أن تكون مباشرة من الولايات المتحدة، من دون التنسيق مع الشركاء والحلفاء.

وعن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، قال كارني: «لا شك في أن الرئيس الأسد فقد السيطرة على أجزاء من بلده. ولا شك في أنه بالتأكيد فقد دعم الشعب له منذ فترة طويلة. ولا شك في أنه نظرا للجهود التي يبذلها المجتمع الدولي تضاءلت أمواله وقدراته، ولا شك في أن من حوله داخل القيادة العسكرية والحكومية بدأوا يتساءلون عن الحكمة في التمسك به. لهذا، نعم، نحن نعتقد أن أيامه معدودة».

وعن تأييد روسيا للأسد، قال كارني: «سوف يسجل التاريخ خطأ التحالف مع نظام ظالم ووحشي تجاه شعبه. وخطأ التحالف مع نظام أيامه معدودة. هذا هو الموقف الخاطئ الذي يجب إصلاحه، الموقف الصحيح هو دعم للشعب السوري الذي يصر على انتقال سلمي إلى الديمقراطية».

وعن وسائل سرية تحصل بها الحكومة الأميركية على تفاصيل ما يجري في سوريا، وخاصة انتفاضة حمص الأخيرة وقمع نظام الأسد لها، رفض كارني الحديث عن الوسائل الحكومية الأميركية لجمع المعلومات. وقال إن هناك معلومات كافية من الفيديوهات والصور والتقارير التي تخرج من سوريا، وخاصة التي تنشر على الإنترنت.

وكان كارني نفى أخبارا بأن هناك عملاء سريين تابعين لوكالة الاستخبارات الروسية يعملون داخل سوريا إلى جانب المعارضة. وكان نفى أيضا أخبارا بأن القوات الأميركية الخاصة، مثل التي قتلت في السنة الماضية أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم «القاعدة»، موجودة داخل سوريا للتخطيط وللقيام بعمليات سرية ضد الأسد.

غير أن مسؤولا في البنتاغون قال إن «العسكريين يضعون خططا لأي تحسبات لحماية مصالحنا في الخارج»، وكان يرد، من دون أن يقدم تفاصيل، على أخبار بأن البنتاغون وضع سيناريو للتدخل في سوريا، على نفس خطى التدخل في ليبيا.

وكان البيت الأبيض، أول من أمس، استعمل لأول مرة، عبارة «كل الخيارات على الطاولة» حول دعم المعارضة السورية. وعن دعم سوريا للأسد، كان كارني قال: «صار واضحا للجميع خسارة وضع رهان على نظام الأسد. هذا رهان خاسر اليوم. إنه رهان خاسر من الناحية الواقعية السياسية البحتة. إنه رهان خاسر أيضا من منطق الوقوف إلى الجانب المنتصر، جانب شعب سوريا».

وفي إجابة عن سؤال حول ضغوط من أعضاء في الكونغرس ومن دبلوماسيين سابقين ومن خبراء، لتقديم مساعدات إلى المعارضة السورية، قال كارني: «نحن نعتقد أن المسار الصحيح في سوريا هو التوصل إلى حل سياسي.. لكن، بصفة عامة، لا نحرك أي خيار من فوق المائدة».

الخارجية الصينية تعلن عن محادثات لوفد من المعارضة السورية في بكين

حبو لـ«الشرق الأوسط»: الصين دعتنا .. وزيارة مماثلة لروسيا

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

أعلنت الصين أمس عن استعدادها للتعاون مع واشنطن في مجلس الأمن حول المسألة السورية وأعلنت وقالت الخارجية الصينية أن وفدا من المعارضة السورية زار الصين هذا الأسبوع والتقى نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون. وأعرب المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو ويمين عن رغبة الصين في الحفاظ على التواصل مع الجماعات السورية المعارضة.

ووصف ليو ويمين «اتهامات» بريطانيا للصين بأنها «تخلت» عن الشعب السوري، بأنها تصريحات «غير مسؤولة»، مشيرا إلى أن «تحرك الصين عادل ومنصف». وقال إن «كل المحاولات الرامية إلى زرع الانشقاق في العلاقات الصينية – العربية عبثية».

بدوره، أعلن عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية ماجد حبو، أن «زيارة وفد الهيئة إلى الصين تمت بدعوة من بكين»، موضحا أن «الوفد الذي يتكون من رئيس الهيئة في المهجر هيثم مناع، و3 قياديين من الداخل هم رجاء الناصر وبسام الملك والسيدة ميس كريدية التقوا خلال الثلاثة أيام الماضية نائب وزير الخارجية الصيني وقياديين صينيين لشرح وجهة نظر المعارضة السورية للقيادة الصينية ولاستيضاح بكين حول استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الأسبوع الماضي».

وفي حين كشف حبو لـ«الشرق الأوسط» عن زيارة مماثلة تعد لها هيئة التنسيق إلى روسيا، شدد على أنه «من السذاجة الاعتقاد أن المعارضة السورية قادرة على تغيير الموقفين الروسي والصيني من الأزمة السورية لأن هذين الموقفين مرتبطان مباشرة بمصالح دولية كبرى». وقال «كل ما نسعى إليه هو إيصال وجهة نظر الشعب السوري والمعارضة مما يجري في سوريا وبالتالي مشروعية ثورتنا»، لافتا إلى أن «من يعول على مجلس الأمن لإسقاط النظام في سوريا واهم»، مشددا على أن «التغيير لا يمكن أن يحصل إلا من الداخل السوري أو من خلال انقلاب أبيض من داخل النظام الحاكم».

وأكد حبو أن «الزيارة إلى الصين تمت بالتنسيق مع جزء من قوى المعارضة السورية التي تقبل بذلك».

بدوره، قال عبد العزيز الخير، عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سوريا، أن «زيارة وفد الهيئة إلى بكين جزء من الجهود الهادفة إلى التنسيق الوطني من أجل البحث عن تشكيل مظلة دولية ترعى حلا للأزمة السورية، يقوم على التفاهم بين فرق المعارضة في الداخل وتوحيد صفوفها من جانب، ومن أجل بدء التفاوض مع النظام من جانب آخر»، معلنا أن «هذا التفاوض يجب أن يأتي في سبيل تحقيق هدف محدد سلفا وأن يؤدي إلى انتقال البلاد إلى نظام ديمقراطي». وقال إنه «لا يجب أن يكون ذلك حوارا يستغله النظام لكسب الوقت ومواصلة أعمال العنف».

وكانت «هيئة التنسيق الوطنية» قد أعلنت في وقت سابق، أن «وفدا منها يزور الصين حاليا بدعوة من حكومتها، لبلورة ما وصفته ببرنامج سياسي يمهد للوصول إلى مرحلة انتقالية تبعد البلاد عن مخاطر دوامة العنف والحرب الأهلية والتدخل العسكري الخارجي»، لافتة إلى أن «المسؤول الصيني أكد للوفد أن بلاده تدعم مطالب الشعب السوري العادلة وتحترم التوافق الوطني الواسع اعتمادا على سيناريو المرحلة الانتقالية وتؤيد خطة العمل العربية». وذكرت الهيئة في بيان لها، أن «وفد الهيئة التقى نائب وزير الخارجية الصيني لشؤون المنطقة العربية شيه هانغشنغ، الذي أكد خلال اللقاء على ضرورة الفصل التام بين الفيتو الصيني وموقف الصين من السياسة الأمنية والعسكرية للسلطات السورية».

ألمانيا تطرد 4 دبلوماسيين سوريين

قالت إنهم «مارسوا نشاطات لا علاقة لها بالعمل الدبلوماسي»

جريدة الشرق الاوسط

كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب

قررت وزارة الخارجية الألمانية طرد 4 دبلوماسيين سوريين من العاملين في السفارة السورية في العاصمة برلين بسبب ممارستهم «نشاطات لا علاقة لها بالعمل الدبلوماسي».

وجاء القرار قبل يوم واحد فقط من موعد مؤتمر صحافي قرر ممثلو المعارضة السورية عقده ببرلين.

ووزعت الوزارة تقريرا صحافيا أمس (الخميس) جاء فيه أن إبعاد الدبلوماسيين السوريين جرى بأمر من وزير الخارجية غيدو فيسترفيلي. وجاء في التقرير أن السفير السوري في برلين تم إبلاغه بالقرار، مع إشارة إلى ضرورة مغادرة الدبلوماسيين الأربعة لألمانيا خلال ثلاثة أيام. واستند القرار إلى البند التاسع من اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية الدولية. وإذ اعتبر التقرير الطرد أقصى عقوبة دبلوماسية يمكن اتخاذها، فإنه نوه أيضا بإمكانية فرض عقوبات أخرى في حالة استمرار المضايقات التي يمارسها عملاء النظام السوري ضد المعارضين المقيمين في ألمانيا.

والدبلوماسيون الأربعة، وهم ثلاثة رجال وامرأة، يعملون كدبلوماسيين في السفارة السورية ببرلين. وقالت وزارة الخارجية في تقريرها الصحافي إن الوزير فيسترفيلي حذر السفير السوري أكثر من مرة من تعرض عملاء النظام السوري لنشاط المعارضين السوريين في ألمانيا، ومن أن ألمانيا لن تقبل بمثل هذه الممارسات على أراضيها. كما سبق لوزارة الخارجية الألمانية أن احتجت بشكل واضح على ممارسات السلطة السورية ضد المدنيين في سوريا.

من ناحيته نفى هارالد لانغه، النائب الاتحادي العام، وجود مؤشرات على أن عملاء النظام السوري في ألمانيا يحضرون لضربات إرهابية على الأراضي الألمانية ضد المعارضين السوريين. وقال لانغه لتلفزيون «فونيكس» إن التهم الموجه إلى الدبلوماسيين السوريين تنحصر في «النشاط التجسسي». وأضاف أن الشخصين اللذين اعتقلا الثلاثاء الماضي ببرلين، وهم ألماني من أصل لبناني وسوري، ليسا من الدبلوماسيين، ومن ثم فإنهما لا يتمتعان بالحصانة الدبلوماسية. وشارك الاثنان في تصوير مظاهرات المعارضين السوريين ببرلين وغيرها، وفي تزويد دمشق بالصور والتقارير اللازمة عن ذلك. وهذا يعني إمكانية الاحتفاظ بهما، والتحقيق معهما، بتهمة «النشاط التجسسي» حسب الفقرة 99 من قانون الجزاء الألماني.

وكانت النيابة العامة ببرلين شنت يوم 7 فبراير (شباط) الحالي حملة اعتقال ومداهمة شملت سوريين ولبنانيين بتهمة «النشاط التجسسي» على المعارضة السورية. وجرى خلال الحملة اعتقال السوري محمود. و (47 سنة)، والألماني – اللبناني أكرم. و (34 سنة) بعد توفر دلائل عن مشاركتهما في فرض الرقابة على نشاط المعارضين السوريين المقيمين في ألمانيا. كما شملت الحملة 6 سوريين ولبنانيين آخرين، يحمل بعضهم الجنسية الألمانية، بتهمة العمل في شبكة التجسس السورية.

وليلة 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي شارك مجهولان، يعتقد أنهما من عملاء النظام السوري، في الاعتداء على الناشط السوري، وعضو المجلس الوطني السوري، وعضو مجلس بلدية وسط برلين، فرهاد أحمى. ووجه أحمى، من حزب الخضر الألماني، إصبع الاتهام إلى «شبيحة» النظام السوري العاملين في الخارج. وسيكون أحمى أحد المشاركين في المؤتمر الصحافي الذي سيعقده المجلس الوطني السوري ببرلين اليوم (الجمعة).

أكثر من مئة قتيل في مجزرة حمص المتواصلة المجلس الوطني يناقش في الدوحة كل الخيارات

أوباما: لا بد أن يتوقف العنف الرهيب ويتنحى الأسد

كرر الرئيس الأميركي باراك أوباما امس دعوته الى وقف العنف في سوريا مطالباً الرئيس بشار الأسد بالتنحي حتى تبدأ عملية انتقال ديموقراطي للسلطة فوراً، في وقت كانت آلة القتل التي اطلقها نظام الأسد في البلاد لقمع شعبه المعارض لاستمرار حكمه، تحصد أرواحا جديدة أمس، حيث زاد عدد الشهداء في حمص وحدها على مئة، الأمر الذي يضع المعارضة أمام تحدي البحث في كل الخيارات المتاحة لمواجهة المجزرة المتواصلة، وهو ما باشره “المجلس الوطني السوري” خلال اجتماعات انطلقت أمس في العاصمة القطرية، الدوحة.

الرئيس الأميركي أجاب في مقابلة مع صحيفة “لا ستامبا” الإيطالية عن سؤال حول “الربيع العربي”، وقال “كانت هذه سنة استثنائية، فقد وقفت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل كرامتها وحقوقها العالمية”. وأضاف “تجري الآن عملية انتقال السلطة في كل من تونس ومصر وليبيا، ومع المجتمع الدولي أوضحنا انه لا بد أن يتوقف العنف الرهيب ضد الشعب السوري وأن يتنحى بشار الأسد حتى تبدأ فوراً عملية انتقال ديمقراطي للسلطة” في سوريا.

وقد نشرت المقابلة مع أوباما قبل لقائه رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي امس، وتناولت فضلا عن التطورات السياسية في الشرق الأوسط وافغانستان، العلاقات الأميركية ـ الأوروبية والأزمة الإقتصادية العالمية.                  في المواقف الغربية أيضا، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس ان الاعلان عن عودة المراقبين العرب الى سوريا “يصب في الاتجاه الصحيح شرط ان يتمكنوا من ممارسة مهمتهم بحرية وبشكل كامل” وعبرت ايضا عن تاييدها لعقد مؤتمر تنظمه انقرة حول الازمة السورية.

وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو ان المراقبين “يجب ان يتمكنوا من التنقل بحرية ومن اجراء كل الاتصالات اللازمة”.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعلن ان الجامعة العربية تنوي ارسال المراقبين مجددا الى سوريا في اطار مهمة مشتركة مع الامم المتحدة مع موفد خاص مشترك. وهذا الاقتراح يفترض ان يعرض على مجلس الامن الدولي.

وقال الناطق الفرنسي ان “التعاون بين الامم المتحدة والجامعة العربية في اطار هذه العودة يجب ان يتيح لها مواصلة عملها بشكل فاعل وموثوق”.

من جهة اخرى ابدت فرنسا تأييدها لمبادرة تركيا الهادفة الى تنظيم مؤتمر دولي “في اقرب وقت” حول الازمة السورية، كما اضاف.

وتابع ان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه “بادر لاجراء اتصالات مع كل نظرائه لا سيما (الوزير التركي احمد) داود اوغلو، في كل الدول الراغبة في وقف القمع في سوريا وتطبيق مبادرة الجامعة العربية بكل ابعادها” من دون تحديد الوزراء المعنيين.

والعلاقات السياسية بين فرنسا وتركيا مجمدة حاليا بسبب اعتماد قانون فرنسي حول الابادة الارمنية التي لا تعترف بها انقرة.

بان كي مون كان اعتبر، ان ان الفيتو الروسي والصيني على قرار في مجلس الامن حول سوريا “كارثي” على الشعب السوري وانه شجع دمشق على “تصعيد حربها ضد شعبها”.

وقال الامين العالم للامم المتحدة ان “الوضع بلغ حدا غير مقبول اذ قتل اكثر من خمسة الاف شخص” مضيفا “يجب ان يتحمل (الرئيس بشار الاسد) المسؤولية”. واضاف “اذا استمرت المذابح فستؤثر على شرعية (الرئيس بشار الاسد) بصفته رئيسا للبلاد”. واوضح ان “الاف الاشخاص قتلوا بدم بارد الامر الذي يتعارض مع مزاعم الاسد بانه يتكلم بالنيابة عن شعبه”.

وقال ايضا ان “الوحشية المرعبة التي نشهدها في حمص مع استخدام اسلحة ثقيلة تطلق على الاحياء السكنية تجعلنا نعتقد وللاسف ان الوضع سيتأزم اكثر”.

في خضم التطورات الميدانية والخارجية المتعلقة بالملف السوري، بدأ “المجلس الوطني السوري” المعارض امس اجتماعات مع المسؤولين القطريين عشية اجتماع للمكتب التفيذي للمجلس الذي سيبحث الاوضاع المتفاقمة في سوريا.

وقال محمد سرميني، من مكتب الاعلام بالمجلس، لوكالة “فرانس برس” أمس: “اليوم (أمس) نبدا لقاءات مع المسؤولين الرسميين في قطر وسنحدد جدول اعمال اجتماع المكتب التنفيذي في الدوحة مساء اليوم” الخميس.

وتوقع سرميني ان “يتركز جدول اعمال الاجتماع على مناقشة الاوضاع في مواجهة الحملة الشرسة التي يقوم بها النظام السوري”.

وحول الافكار الجديدة التي يتم تداولها من طرف المعارضة السورية واصدقائها من الاطراف الدولية قال سرميني ان اعضاء المكتب التنفيذي “يتشاورون مع اصدقائهم في فرضيات المواجهة مع النظام السوري لايقاف حمام الدم وسنعلن عن هذه الفرضيات عندما تتبلور لدينا”.

ويفترض ان يبحث المجلس الاحداث في سوريا والاقتراح الفرنسي لانشاء مجموعة اصدقاء سوريا على حد قول سرميني.

كما لم تستبعد مصادر قريبة من الاجتماع الذي يبدا رسميا اليوم ويستمر حتى السبت ان “يتم التداول في الافكار التركية التي تتحدث عن مناطق عازلة على الحدود مع سوريا”.

ويتكون المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض من تسعة اعضاء برئاسة برهان غليون .

ونفى احمد رمضان، احد اعضاء المجلس، ان يكون على جدول اعمال الاجتماع نقطة انتخاب رئيس جديد.

وقال السرميني ان اعضاء اللجنة التنفيذية في المجلس الوطني السوري قرروا التشاور “عشية اجتماعين مهمين حول سوريا (الاحد في القاهرة) لمجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية حول سوريا”.

في المواقف كذلك، لكن الداعمة لحرب النظام السوري ضد شعبه، اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لمفتي سوريا بدر الدين حسون دعم ايران لنظام الرئيس بشار الاسد الذي يدينه الغرب لدعمه قمع الحركة الاحتجاجية، كما ورد على الموقع الالكتروني للرئاسة الايرانية.

وقال احمدي نجاد ان “الولايات المتحدة وحلفاءها يسعون الى اثارة حرب جديدة في المنطقة لكسر خط المقاومة الاسلامية (في وجه اسرائيل الذي تقوده ايران وسوريا) وانقاذ النظام الصهيوني (…) لكننا نعتقد اننا نستطيع مقاومتهم بالوحدة والحكمة”.

ونقل الشيخ حسون الذي يزور طهران للمشاركة في مؤتمر دولي حول الوحدة الاسلامية، للرئيس الايراني “شكر الرئيس بشار الاسد على موقف ايران” من سوريا.

وتأتي زيارة رئيس اعلى سلطة دينية في سوريا الى ايران بينما اتهم الاخوان المسلمون في سوريا ايران ومعها روسيا والصين الاثنين بانهم “شركاء مباشرون في المذبحة البشعة التي تنفذ على شعبنا” من خلال تقديمهم “الدعم” و”السلاح والعتاد” لنظام الرئيس بشار الاسد.

السلطات السورية طلبت امس، من الديبلوماسيين التابعين للسفارة الليبية في دمشق مغادرة البلاد خلال مدة 3 أيام.

وأكّد القائم بالأعمال الليبي في دمشق عبد العظيم خرشوف لوكالة “يونايتد برس إنترناشونال”، أن وزارة الخارجية السورية أبلغته بوجوب مغادرة الدبلوماسيين الليبيين سوريا خلال 72 ساعة إعتباراً من يوم امس.

وكان محتجون ليبيون ضد عمليات القتل التي تجري في سوريا، هاجموا أول من أمس السفارة السورية في طرابلس، وتم ضرب بعض الديبلوماسيين العاملين فيها.

وطلبت السلطات الليبية من ديبلوماسيي السفارة السورية مغادرة ليبيا خلال 72 ساعة إعتباراً من يوم الأربعاء.

وكانت السفارة الليبية في دمشق أعلنت إنشقاقها عن نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي وانضمامها الى المجلس الوطني الإنتقالي الليبي أواخر شهر آب (أغسطس) 2011.

ميدانيا، قال نشطاء إن القوات السورية قصفت مدينة حمص بالصواريخ وقذائف الهاون أمس. وأظهرت لقطات على موقع “يوتيوب” الركام في الشارع الرئيسي ببابا عمرو وأوضحت أن منزلا واحدا على الاقل دمر. وبث نشطاء اللقطات على الانترنت وقالوا إن القوات السورية استخدمت مدافع مضادة للطائرات لتدمير المبنى.

وأظهرت اللقطات شابا يضع جثتين في شاحنة. كما ظهر ما بدا أنه أشلاء في داخل المنزل.

وحذر نشطاء من كارثة إنسانية في حمص وقالوا إن هناك أحياء في المدينة مازالت منذ بدء العدوان عليها من دون كهرباء ولا ماء وأن الامدادات الاساسية تشح.

وقال الناشط عمر شاكر في اتصال مع وكالة “فرانس برس” عبر “سكايب” من بابا عمرو صباح امس ان “الصواريخ تمطر على بابا عمرو دون توقف اليوم، ولا نسمع اشتباكات بالرصاص ما يعني انه لا يوجد حتى الآن محاولة لاقتحام الحي بعد”. واضاف ان “الناس يحتمون من القصف في الطوابق الارضية لعدم وجود ملاجئ (…) وهناك بيوت اصيبت فيها جثث متفحمة واشلاء”.

ووصف شاكر حي بابا عمرو صباح بان “شوارعه مقفرة، وآثار القصف والدمار في كل مكان ولا يسمع فيه سوى صوت القذائف والصواريخ”.

وفي شرق البلاد، قال “المرصد السوري لحقوق الأنسان” ان “مدينة القورية (ريف دير الزور) تتعرض لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة ما ادى الى اصابة العشرات بجراح بينهم نساء واطفال”. واشار الى “وصول تعزيزات عسكرية الى المدينة” صباح امس.

وكانت “لجان التنسيق المحلية في سوريا” اعلنت مسا أمس، في صفحتها على موقع “فيسبوك”، ان عدد الشهداء في سوريا بلغ حتى حينه “126 شهيدا، بينهم عشرة أطفال: 107 شهداء في حمص، ستة شهداء في ادلب (معرة النعمان و جبل الزاوية)، عشرة شهداء في ريف دمشق (مضايا والزبداني)، شهيدان من عين العرب (كوباني) في حلب و شهيد في اللاذقية” نقلا عن اطباء ميدانين و نشطاء في مناطق مختلفه، و لم يتسن توثيق كل اسماء الشهداء بسبب شدة القصف”.

وقالت المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) في بيان إن الهجوم الذي شنته القوات السورية على حمص هذا الأسبوع أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 300 مدني وإصابة ألف بدون إضافة قتلى اليوم.

وقدر مسؤولون دوليون أن إجمالي عدد القتلى في سوريا منذ آذار (مارس) الماضي يصل إلى أكثر من خمسة آلاف شخص. مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن قال في اتصال هاتفي مع “فرانس برس” ان “مجموعة من المنشقين نصبوا كمينا لحافلتين تقلان عناصر من الامن قرب درعا (جنوب) ما اسفر عن مقتل سبعة عناصر وجرح العشرات”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي،

“لجان التنسيق المحلية في سوريا)

“الجيش الحرّ” ينفي وقوفه خلف تفجيري حلب:قوات الأسد لجأت للتفجير لتقدّمنا بالاشتباكات

ردّ الضابط في “الجيش السوري الحرّ” خالد الحمود على ما أوردته قناة “فرانس 24” بأن “الجيش الحرّ” تبنّى التفجيرين اللذين هزّا مدينة حلب اليوم، بالقول: “لسنا نحن من فجّر في حلب، بل كان هناك إشتباكات مع قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد، وعندما شعروا بميل الكفة لصالحنا وبتقدّمنا في الاشتباكات، لجأوا إلى التفجيرات، وهو الأسلوب نفسه الذي إستخدموه سابقًا في دمشق”.

وفي حديث لقناة “العربية”، قال الحمود: “نحن (الجيش السوري الحر) متواجدون في حلب، ولكن ليس لنا القدرة على القيام بمثل هذه التفجيرات”.

المجلس الوطني السوري يبحث في الدوحة فكرة “مجموعة الاتصال” و”توثيق جرائم النظام

أكد القيادي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان أن المجلس سيلتئم اليوم الجمعة في الدوحة وعلى جدول أعماله “بحث الوضع الميداني وأيضا الوضع السياسي” في سوريا، موضحاً أن المسارين المقصودين هما “مجموعة الاتصال (الفكرة الفرنسية التركية لتنظيم مؤتمر “أصدقاء سوريا”) على أن يتم ذلك بقاطرة عربية (…) للتوجه بعد تكوين المجموعة الى الجمعية العامة للامم المتحدة، والمسار الثاني يتمحور حول البدء في توثيق جرائم النظام (السوري) ونقلها إلى المحكمة الجنائية الدولية بالتعاون مع منظمات حقوق الانسان العالمية”.

وحول الوضع الميداني، قال رمضان لوكالة “فرانس برس”: “سيتم رفع وتيرة الدعم المقدمة من المجلس الوطني السوري لتعزيز القدرة الدفاعية لشباب الثورة وللجيش السوري الحر”، وأكد أن “اجتماع المكتب التنفيذي سيعمل على ضم مكونات جديدة لتمثيل افضل لكافة قوى الشعب السوري”.

(أ.ف.ب.)

المعارضة السورية والمواقف القومية

اعتبرت ورقة بحثية أصدرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن مواقف المعارضة السورية في ظل الثورة التي يشهدها البلد وأيضا في العقد الأخير، لا سيما بعد الاحتلال الأميركي للعراق، أصبح يعتريها كثير من الالتباس والغموض من القضايا العربية المصيرية بعد أن كانت تتسم بالراديكالية.

ورأت ورقة تحليل سياسات -حصلت الجزيرة نت على نسخة منها- أن المعارضة السورية أخذت تتعامل مع هذه القضايا في مواقفها سلبًا أو إيجابًا انطلاقًا من التضادّ مع النظام دون التّركيز على وجهة النّظر الشعبية التي لم تنتج افتراقا كبيرًا مع القضايا العادلة التي تبناها النظام السياسي القائم في خطابه تاريخيًّا.

ونبهت إلى أن المعارضة السورية في مواقفها من القضايا القومية المركزية لا تتعامل مع واقع سوريا المركب ووزنها الإستراتيجي، رغم أن من يريد أن يحكم سوريا سوف يضطر إلى التعامل مع هذا الواقع وهذا الوزن.

تنازلات

وأشارت وحدة تحليل السياسات في المركز التي أعدت الورقة إلى أن العديد من قوى المعارضة الحزبية التقليدية سارع بعد انطلاق الثورة إلى تقديم تنازلاتٍ مسبقة بشأن القضايا المصيرية، وسارت في ضوء فرضيّتها بقرب التدخّل الخارجي لفرض مناطق الحظر الجوّي باستلهام الصّورة العراقيّة عام 1991 أو السيناريو الليبي مؤخرا.

ورأت الوحدة أن هذا السلوك بات يتجاوز حدود البراغماتية إلى نمط برامجي متبع سلوكيا عند بعض القوى التي عملت طويلا في الخارج، وبسبب افتقارها إلى فكر ديمقراطي ووطني قادر على تصور بناء الهوية الوطنية على أسس المواطنة والانتماء لدولة المواطنين الملتزمة ببعد الانتماء العربي مصيريا وقضاياه المركزية، وتحديدا القضية الفلسطينية.

ولفتت الورقة إلى أن تأخر الحركة الاحتجاجية السورية في تحقيق الحسم السريع لبلوغ أهدافها، وطول المدة الزمنية ساهم في دخول اللاعبين الدوليين والإقليميين -بمصالحهم وتوجهاتهم- على خط التأثير المباشر في تطور مسار الثورة السورية، لا سيما بعد شهر أغسطس/آب 2011، وترافق ذلك مع ظهور كيانات سياسية للمعارضة السورية تجلت في “المجلس الوطني السوري” و”هيئة التّنسيق الوطنيّة”. وقد تولت هذه الكيانات قيادة التفاعلات السياسية السورية من المواقف الدولية المستجدة، وخاصة الغربية منها.

غياب القومية

وفي سياق متصل، أكدت الورقة أنه على الرغم من أن الثورة السورية تتقاطع مع باقي الثورات العربية الأخرى في شعارات الحراك الشعبي الاحتجاجي، ولم تتطرق للقضايا القومية المصيرية الكبرى، وتركزت مطالبها على قضايا الحرية والديمقراطية.

إلا أنه وعلى خلاف حالتي تونس ومصر عشية الثورة، فإن اتجاهات الرأي العام في سوريا كانت متناقضة مع النظام اجتماعياً وسياسياً على مستوى التنمية والحريات، وليس على قضايا السياسة الخارجية السورية، ولا سيما الموقف من الصراع العربي الإسرائيلي ودعمه لحركات المقاومة العربية (حزب الله، وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”).

تعقد المشهد

واعتبرت الورقة البحثية أن تعقد المشهد السوري لا يعود إلى طبيعة نظام الحكم القائم فقط، بل إن موقع سوريا الجغرافي وأهميته الجيوسياسية، وتشابك دورها مصيريّا بقضايا الصراع العربي الإسرائيلي، وتفاعلات أدوار اللاعبين الجيوستراتيجيين الدوليين والإقليميين فرض مدخلاته في مسار الثورة السورية.

وأمام هذا الواقع بدأت تظهر سيناريوهات عديدة عن طبيعة النظام السياسي المستقبلي في حال تم إنتاج التغيير، وماهية سياسته الخارجية، ولا سيما الموقف من الصراع العربي الإسرائيلي (الجولان، فلسطين)، ومن إيران، ومستقبل حركات المقاومة العربية، والعلاقة مع الغرب، والنظرة إلى إسرائيل، والتموضع الإقليمي خاصة في ظل الاستقطاب الحاصل في المنطقة.

وقدرت وحدة تحليل السياسات أن منهج معارضة النظام في كل سياساته -بما فيها الخارجية- من أجل نزع الشرعية عنه واستجداء الدعم من الرأي العام العالمي والدعم الدولي أيضا، يتسبب في الانزلاق إلى تبني خيارات خطاب “التنازلات” كنقيض لخطاب الممانعة الذي هو خطاب فعلي موجود لدى النظام السوري حتى إن كان غرضه منه هو ضمان الشرعية والدعم الداخلي.

كما رأت أن خطاب بعض القوى المعارضة ينطوي على ارتباك في مفاهيمها السياسية، يتجلى في اتهامها الدائم للنظام بأنه نظام “غير مقاوم”، وأنه “فرّط” بالقضايا القومية، وفي ذات الوقت يُلاحظ في منهج عملها طروحات تتقرب من الغرب بلغة “تقديم التنازلات” ونهج الاعتدال الذي يحبذه.

نصائح للمعارضة

وأكدت الدراسة أن الثورة السورية تخوض معركة حياة أو موت لإسقاط الاستبداد، وأن طول المعركة واستشراس النظام في الدفاع عن وجوده سمح بتداخل عوامل دولية وإقليمية إستراتيجية فرضها وزن سوريا، مما فسح المجال لمناقشة هذه القضايا القومية المركزية.

ونبهت إلى أن المعارضة السورية “المنظمة سياسيا” كما أنها مطالبة بالصلابة في الموقف من النظام حتى إسقاطه وقيام الديمقراطية، فإنها أيضا مطالبة بالتحرر من سطحية خطابها الخارجي ومحاولة كسب الدعم وفق منهج تقديم التنازلات في القضايا المصيرية، لأن ذلك لم يكن سببًا لانطلاق الثورة الشعبية ولا سبب إصرارها على تحقق هدف إسقاط النظام.

ودعت الورقة المعارضة السورية إلى التركيز في نضالها على مواجهة الاستبداد وتحقيق التغيير الديمقراطي، وهي عناصر كفيلة لوحدها بضمان تعاطف الرأي العام العربي وأيضًا الرأي العام في الدول الديمقراطية، وحذّرت من أن محاولة كسب الدعم بتقديم التنازلات في القضايا المصيرية، قد يكرس ثقافة شعبية سلبية ضد هذه القضايا على نحو لا يتلاءم مع دور سوريا التاريخي ووزنها الإستراتيجي وأهمية موقعها، بغض النّظر عن النظام السياسي الحاكم.

151 قتيلا وحمص تحت الحصار

احتشدت الدبابات ونحو ألف جندي خارج أحياء بمدينة حمص اليوم الجمعة بعد أن قصفت القوات الموالية للأسد المدينة لليوم الخامس على التوالي. وقال سكان إنهم يتوقعون هجوما كبيرا في “جمعة روسيا تقتل أطفالنا”، لإخضاع مركز الثورة على حكم الرئيس بشار الأسد الذي تجاهل نداءات العالم مستفيدا من الدعم الروسي.

وقال نشطاء في حمص إن تعزيزات الدبابات التي أرسلت في اليومين الماضيين تثير احتمال وقوع هجوم كبير لاقتحام المناطق السكنية الكبيرة للسنة التي يعيش فيها مئات الآلاف، في حين يستعد المنشقون الأقل تجهيزا وعتادا -الذين ينضوون تحت لواء الجيش السوري الحر- لصدّ الهجوم.

وتحدث ناشطون عن مروحيات هجومية شاركت لأول مرة في الهجوم على أحياء حمص، في حين لاذ السكان بالأدوار الأرضية في غياب وجود ملاجئ يمكن الاحتماء بها.

وقال الناشط محمد حسن إن فترة هدوء قصيرة في القصف مكنته من مغادرة الطابق الأرضي لمنزله وتفقد مدى الأضرار التي وقعت، وقال حسن عبر هاتف يعمل من خلال الأقمار الصناعية “ليس هناك شارع واحد ليس فيه مبنيان أو أكثر إلا وتعرض لأضرار شديدة جراء القصف”. وأضاف “نسمع من الثوار أن هجوما كبيرا قد يحدث قريبا ربما يوم السبت”.

وقال إن هجمات المدفعية كانت موجهة إلى أحياء بابا عمرو والإنشاءات والخالدية ومناطق أخرى من المدينة يتحصن فيها المنشقون ويشنون منها هجمات كر وفر على مؤخرة قوات الأسد.

وقال حسن “أربع دبابات أو مركبات مدرعة دمرت اليوم على أطراف بابا عمرو، وبعض الخبز والمؤن الطبية تم تسليمها هناك للمرة الأولى منذ أيام على أيدي نشطاء جاؤوا من شارع البرازيل”.

وقال وليد عبد الله وهو ناشط آخر في المدينة، إن المليشيات العلوية تلعب دورا داعما حيويا للقوات المهاجمة. وأضاف “حمص أصبحت عاصمة الانتفاضة وأخشى أن يستمر النظام في قصفها حتى تتحول إلى حماة أخرى”، في إشارة إلى الآلاف الذين قتلوا في قصف مدينة حماة واجتياحها في عام 1982 إبان حكم والد الرئيس الحالي الراحل حافظ الأسد.

وقال عبد الله “الجيش السوري الحر يستعد لصدّ هجوم بالشراك المفخخة وقد امتد مستوى عال من التكافل الاجتماعي أيضا خلال الانتفاضة في أحياء مثل بابا عمرو والخالدية وما وراءها وتعهد الناس بمقاومة ما يرون أنه هجوم طائفي”.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن 112 شخصا قتلوا في حمص وحدها بينهم ثلاث عائلات وستة أطفال وثلاث نساء، من بين 145 لقوا مصرعهم الخميس في سوريا.

نقص الإمدادات

وقال شهود عيان في مدينة حمص إن المستشفيات الميدانية في مناطق المعارضة المحاصرة تغص بالقتلى والجرحى بعد نحو أسبوع من قصف القوات الحكومية والقناصة للمدينة.

وقاربت الإمدادات الطبية والغذائية على النفاد، في حين ينزف بعض

المصابين في الشوارع حتى الموت في ظل خطورة عملية إنقاذهم ونقلهم لأماكن آمنة.

وفي فيديو مؤثر بث على الإنترنت، ناشد طبيب سوري يكافح من أجل علاج المصابين في مستشفى ميداني بمسجد العالم وقف القتل وإرسال مساعدات.

وقال الرجل واسمه محمد وهو يقف إلى جانب جثة ملطخة بالدماء على طاولة وينظر إلى الكاميرا “نناشد المجتمع الدولي مساعدتنا في نقل الجرحى، ننتظر هنا موتهم في المساجد، أناشد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية وقف قصفنا بالصواريخ”.

وأرسل ناشطون وسكان وأطباء نداءات استغاثة متعاقبة إلى المنظمات الإنسانية (منها الهلال الأحمر والصليب الأحمر) لتوفير المواد الطبية وعلاج المصابين وإجلائهم.

وفي هذا السياق دعت منظمة هيومن رايتس ووتش النظام السوري للتوقف عن قصف الأحياء السكنية في حمص.

وحذرت المنظمة دمشق من تدهور الوضع الإنساني لصعوبة وصول الإسعافات والمواد الطبية لمئات الجرحى. وأشارت إلى أنه لا توجد ممرات آمنة في محيط المدينة.

أرقام متضاربة

ونفت دمشق أن تكون قواتها قد قصفت حمص أصلا، واتهمت “مجموعات إرهابية” باستهداف المدنيين ومنشآت منها مصفاة للنفط.

ويبقى من الصعب التحقق من دقة أرقام الناشطين والمنظمات الحقوقية أو أرقام السلطات، لأن أغلب وسائل الإعلام الدولية المستقلة ممنوعة من تغطية الاحتجاجات.

فقد تحدث مثلا مرصد حقوق الإنسان عن 83 قتيلا فقط سقطوا أمس، وهو ما يقل بستين قتيلا تقريبا عن رقم لجان التنسيق.

وتحدث المرصد أمس من جهته عن سبعة من رجال الأمن قتلوا في كمين نصبه عسكريون منشقون لحافلتيْن قرب مدينة درعا الجنوبية.

وفي مناطق أخرى اتهم ناشطون الجيش باستخدام قنابل انشطارية ومسمارية، كما حدث في الزبداني في ريف دمشق، حسب علي إبراهيم الناطق باسم المجلس المحلي لهذه المنطقة التي تخضع منذ مدة لسيطرة الجيش الحر، وهو تنظيم يقول قائده إنه يضم 40 ألف فرد.

وفي هذه المنطقة أعلنت كتيبة تابعة للجيش الحر قتل 45 عسكريا نظاميا، وقالت إنها أجبرت القوات النظامية على التراجع سبعة كيلومترات عن الزبداني.

أما على الحدود مع تركيا فتحدث مراسل الجزيرة هناك عامر لافي عن فرقٍ متخصصة من الجيش تزرع الألغام في مناطق سورية، بعضها منافذ يخرج منها اللاجئون.

مساع لإرسال بعثة عربية أممية لسوريا

يدرس وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالقاهرة يوم الأحد المقبل إحياء بعثة المراقبة في سوريا، على أن تضم مراقبين من الأمم المتحدة.

وذكرت وكالة رويترز أن الوزراء العرب سيبحثون إمكانية تمديد أو إنهاء عمل بعثة المراقبين التي أرسلت إلى سوريا في ديسمبر/كانون الأول والتي انتقدتها المعارضة السورية وشهدت انقسامات داخل صفوفها وعادت إلى الفنادق بحثا عن الأمن مع تصاعد حدة العنف.

وأشار الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي إلى أن هناك مقترحا من قبل الأمين العام للجامعة العربية لتشكيل بعثة مشتركة للمراقبة في سوريا بالتنسيق مع الأمم المتحدة سيتم طرحه أمام الاجتماع.

وتوقع دبلوماسي عربي، حسبما ذكرت رويترز، أن يصدر الاجتماع الوزاري بيانا بشأن قرار روسيا والصين استخدام حق النقض (الفيتو) لإحباط مشروع قرار في مجلس الأمن استند إلى المبادرة العربية التي كانت تحظى بدعم القوى الغربية.

وكان الأمين العام للجامعة نبيل العربي قد قال في وقت سابق إنه قد يتم إيفاد بعثة جديدة إلى سوريا “لكنها ستكون أكبر عددا من البعثة الأولى وأفضل تجهيزا وبتفويض مختلف لكنها تحتاج لدعم دولي”.

واعتبر العربي أن روسيا والصين خسرتا رصيدا دبلوماسيا في العالم العربي بسبب الفيتو “لكن العرب سيواصلون العمل معهما لحاجتهم إليهما”.

ولم يتضح على الفور موقف مجلس الأمن بشأن مشاركة الأمم المتحدة في مثل هذه البعثة التي قوبلت فكرتها بحماس من جانب دبلوماسيين غربيين في نيويورك.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس والسفير الألماني بيتر فيتيج إن حكومتي بلديهما تدرسان الفكرة.

على صعيد آخر، انضمت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إلى الأصوات الدولية التي تدعو روسيا إلى مساندة قرار في الأمم المتحدة يطالب الرئيس السوري بإيقاف حملته الدموية على المحتجين. وأعربت أشتون عن خيبة أملها جراء الفشل في إصدار قرار لمجلس الأمن يدعو بشار الأسد إلى التنحي.

وقالت أشتون “رسالتي إلى زملائي الروس هي أن عليهم أن يقروا بما يجري على أرض الواقع، والنزول إلى الأرض”.

وقالت أشتون في زيارة للمكسيك “سنرى في الساعات والأيام القادمة ما يمكننا عمله”، في حين قالت تركيا إنها تريد استضافة مؤتمر دولي للاتفاق بشأن سبل وقف القتل وتقديم المساعدات.

وكان الاتحاد الأوروبي قد بدأ حملة لتشديد العقوبات على دمشق بهدف تجميد أموال البنك المركزي وحظر التجارة في الألماس والذهب والمعادن النفيسة الأخرى.

من جهة ثانية ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس بـ”حمام الدم الرهيب” المستمر في سوريا. وعلى هامش لقائه في البيت الأبيض أمس رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، كرر أوباما دعوته للرئيس السوري بالتخلي عن السلطة.

وقال “كلانا لديه مصلحة كبرى في توقف حمام الدم الرهيب الذي نشهده ونريد أن نرى انتقال السلطة من الحكومة الحالية التي تعتدي على شعبها”.

الجيش السوري الحر ينفي صلته بتفجيرات حلب

وقعت بالقرب من مقر الأمن العسكري في المدينة وأودت بحياة 25 شخصاً

العربية.نت

نفى المقدم خالد الحمود، الضابط في الجيش الحر، أية صلة للجيش الحر بتفجيرات حلب التي وقعت اليوم الجمعة. واتهم الحمود في حديثه لـ”العربية” النظام السوري بتنفيذ العملية.

وقد أعلنت وزارة الصحة السورية مقتل 25 شخصاً وإصابة 175 آخرين بجروح في الانفجارين اللذين وقعا صباح الجمعة في مدينة حلب (شمال)، بحسب ما نقل عنها التلفزيون السوري.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد أعلنت بأن انفجاراً كبيراً هز اليوم الجمعة حي حلب الجديد بالقرب من مقر الأمن العسكري في مدينة حلب، فيما أعلن التلفزيون السوري عن وقوع قتلى وجرحى بين عسكريين ومدنيين جراء تفجيرين استهدفا مقرا للأمن العسكري ومقر كتبية لحفظ النظام.

وسارعت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي إلى اتهام النظام السوري “بافتعال التفجيرات في حلب، وفي يوم الجمعة تحديداً، على غرار تفجيرات الميدان في دمشق”، التي وقعت في السادس من كانون الثاني/يناير 2012.

وأضافت الهيئة: “وقع الانفجار الأول في حي حلب الجديد، وقاموا بنفس المسرحية بإطلاق الرصاص الحي بعد التفجير، حتى يظهروا أن هناك اشتباكات”، مضيفة أن “الانفجارات التالية وقعت في حي الصاخور، وأيضا نفس المسرحية إطلاق رصاص وإغلاق للطرقات بشكل سريع ومباشر”.

كما حمل عضو الهيئة في حلب سليمان الحلبي، في بيان منفصل، “النظام السوري المسؤولية الكاملة عن التفجيرات، وعن جميع الضحايا، وعن جميع الأضرار المادية والمعنوية”، معتبراً أنها “تمثيلية مفتعلة على غرار تفجيرات الميدان وكفر سوسة”.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له، أن ثلاثة انفجارات قوية وقعت في المدينة، أحدها قرب مركز للأمن المركزي من دون تفاصيل إضافية.

سوريا وإيران تطلقان شركة لترويج بضاعة البلدين

في مسعى لتفادي العقوبات والحصار المفروض على البلدين

العربية.نت

نظراً للظروف الاقتصادية التي تمر بها كل من سوريا وإيران والعلاقات القوية بين البلدين، فقد قرر مجموعة من المستثمرين في المنطقة الحرة بدمشق التعاون مع شركة إيرانية تابعة للقطاع الخاص، تأسيس شركة مشتركة تحت اسم “سورايران”، هدفها الأساسي ترويج وتصدير البضاعة السورية إلى إيران والعكس.

ونقلت صحيفة “سيريانديز” الإلكترونية عن رئيس لجنة المستثمرين السوريين عضو اللجنة العليا للاستثمار عضو مجلس إدارة المؤسسة العامة للمناطق الحرة السورية، فهد درويش، قوله إن الشركة ستسعى لتقديم خدمات بين المستورد والمصدر سواء من إيران إلى سوريا أو العكس، وبالتالي تشجيع رواج صناعات البلدين، من خلال إقامة معارض متبادلة للتعريف عن المنتجين السوري والإيراني.

ولفت درويش إلى أن أول باكورة أعمال هذه الشركة هو إقامة معرض للمنتجات السورية الذي سيقام وسط العاصمة طهران، بحيث سيدعى إليه كافه المهتمين والمعنيين من التجار والصناعيين وأعضاء السفارات، بهدف تعريف الشعب الإيراني بالمنتجات السورية، خاصة بعد تشجيع إيران على شراء البضاعة السورية.

وأضاف أن شركة “سورايران” تقدم مجموعة من الخدمات المتضمنة فتح الاعتمادات والقيام بإجراءات المعاينة وعملية الشحن، وكل ما تتطلبه عملية الاستيراد والتصدير إلى كافة التجار والصناعيين بهدف تسريع تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين سوريا وإيران.

كوارث إنسانية بحمص ودمار في بابا عمرو جراء القصف

النظام استخدم راجمات الصواريخ والقذائف المدفعية وذخيرة متفجرة وحارقة

بيروت – محمد زيد مستو

حصلت “العربية.نت” على صور التقطها نشطاء في حي بابا عمرو بحمص، توضح مدى تعرضه لكوارث بشرية وتدمير هائل في البنى التحتية جراء القصف الذي استمر 5 أيام، فيما روى الطيب والناشط هادي العبد الله قصصاً مروعة من داخل المدينة.

وتظهر الصور جرحى في المشافي الميدانية داخل البيوت، يعالجون من قبل أطباء متطوعين وتجرى لبعضهم عمليات جراحية داخل تلك المنازل، وسط نقص حاد في المواد الطبية، حسب أحد الأطباء.

كما تظهر صور أخرى منازل سكنية ودور عبادة مدمرة بالكامل، جراء القصف بالأسلحة الثقيلة التي التقط النشطاء صورا أخرى لها.

جرحى بالمستشفى الميداني

إلى ذلك، اتهم الطبيب والناشط الإعلامي هادي العبد الله، العالم بترك أهل سوريا للموت، معتبراً أن الضمير العالمي لم يحرك ساكناً لمشاهد الدماء التي تسيل في سوريا.

واعتبر أنه في حين صمتت منظمات حقوق الإنسان وحكومات العالم عن المجازر التي ترتكب في حمص، قصفت الطائرات المروحية الأحياء خلال اليوم بالطائرات المروحية.

وأكد العبد الله في اتصال هاتفي مع “العربية.نت”، وجود أكثر من 520 جريحا في بابا عمرو وحده، مشيراً إلى تعرض المشفى الميداني الوحيد داخل الحي للقصف عدة مرات، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جرحى كانوا داخله.

آثار الدمار في المنازل

وقال: “أخرجنا اليوم ثلاث عائلات من تحت الأنقاض دون أن نتمكن من تمييز الرجال عن النساء، بسبب التشويه الكامل الذي تعرضوا له بعد انهيار المبنى”.

وأضاف الطبيب أن المشافي تعيش حالة نقص شديد في المسكنات وأدوية الالتهاب جراء العدد الهائل من الجرحى.

وأشار إلى أن الأطباء يستعملون قطع الثياب كضمادات للجروح، ويعقمونها بالماء المغلي بعد نفاذ مواد التعقيم.

وناشد “أحرار العالم”، أن يهبوا لمساعدة الشعب الذي يتعرض لإبادة جماعية، حسب وصفه.

وعن الأسلحة المستخدمة في قصف المدنيين من قبل الجيش السوري، كشف الطبيب أن قوات النظام تستعمل راجمات الصواريخ والقذائف المدفعية وذخيرة متفجرة وحارقة.

حمص تحت نيران قوات النظام.. و137 قتيلاً حتى الآن

مقتل 7 من عناصر الأمن وجرح عشرات آخرين في كمين نصبه منشقون

حمص – جعفر الحمصي

سقط 137 قتيلاً برصاص الأمن السوري، اليوم الخميس، 107 منهم في حمص بعد تجدد القصف المدفعي على أحياء الخالدية والبياضة وبابا عمرو في حمص، حسب ما أفاد مراسل “العربية”.

وأضاف أن القصف الذي تجدد صباح اليوم هو قصف عشوائي أدى إلى دكّ منازل بأكملها على رؤوس قاطنيها بعد سقوط القذائف عليها، مشيراً إلى أن تلك المنطقة المنكوبة التي تتعرض للقصف لليوم الخامس على التوالي، يتعذر الوصول إليها سواء من قِبل الهلال أو الصليب الأحمر.

من جهة ثانية، ذكر ناشط حقوقي أن سبعة من عناصر من الأمن قتلوا وجرح عشرات آخرون في كمين نصبه منشقون بالقرب من درعا مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن “مجموعة من المنشقين نصبوا كمينا لحافلتين تقلان عناصر من الأمن قرب درعا (جنوب) ما أسفر عن مقتل سبعة عناصر وجرح العشرات”.

ومن جانبها أكدت الهيئة العامة للثورة السورية سقوط عشرات القتلى والجرحى في تجدد القصف اليوم على حمص، مطالبة بسرعة التدخل لإنقاذ الجرحى نظراً للنقض الشديد في الإسعافات الأولية بالإضافة إلى تعذر الوصول للمنطقة المنكوبة ببابا عمرو أكثر أحياء حمص تضرراً منذ بدء القصف.

وقال نشطاء ومصادر معارضة إن القوات السورية قتلت 29 شخصاً على الأقل في قصف بالصواريخ والمورتر لعدد من أحياء حمص معقل الانتفاضة ضد حكم

الرئيس السوري بشار أسد.

وأضافوا أن القصف تركز على أحياء بابا عمرو والإنشاءات والخالدية والبياضة وجورة الشياح في المدينة التي يسكنها نحو مليون نسمة.

أوروبا لا تعتزم إرسال مراقبين لسورية

بروكسل (9 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفى مصدر أوروبي أن يكون لدى التكتل الموحد أي نية لإرسال مراقبين إلى سورية يعملون ضمن بعثة المراقبين العرب، التي من المتوقع أن تستأنف عملها هناك، حسبما إعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون

ولكن المصدر أكد وجود اتصالات على عدة مستويات بين الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي بشأن تدعيم بعثة المراقبين العرب في سورية، وقال في هذا الصدد “نعم هناك اتصالات معنا على مختلف المستويات بشأن تدعيم قدرات بعثة المراقبين العرب، ولكن إرسال مراقبين أوروبيين غير وارد حالياً”، حسب تعبيره

ولم يستبعد المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن تساهم دول أوروبية ، تحت راية الأمم المتحدة بتدعيم مهمة المراقبين العرب، “قد يكون ذلك عن طريق تعزيز تقنياتهم وتزويدهم بالخبرات اللازمة”، على حد وصفه

وأوضح أن الإتصالات بين الإتحاد الأوروبي وباقي الأطراف الدولية متواصلة من أجل البحث عن حلول للأزمة السورية ،”ومن هذا المنطلق تنظر أوروبا بإيجابية لكل الأفكار المطروحة، لأن الهدف هو وقف العنف وإيجاد مخرج للأزمة في هذا البلد”، على حد تعبير المصدر الأوروبي

وكان الإتحاد الأوروبي قد أبدى استعداده، عندما تم الحديث عن بعثة مراقبي الجامعة إلى سورية للمرة الأولى ، للاستجابة لطلب محتمل بالمساهمة فيها، ولكن الأمر لم يحدث عملياً

ويكرر مسؤولو الإتحاد الأوروبي باستمرار تصميمهم على دعم جهود الجامعة العربية في سعيها لإيجاد مخرج للأزمة في سورية

أوروبا تفضل قيادة الجامعة العربية لأي عمل مستقبلي تجاه سورية

بروكسل (10 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أشار المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، إلى أن التكتل الموحد يفضل أن تلعب جامعة الدول العربية “الدور القيادي” في أي عمل مستقبلي بشأن سورية.

وقال مايكل مان في تصريحات اليوم، إن “هذا الأمر يأتي بالتوازي مع دعم غير محدود لكافة جهود الجامعة من قبل الإتحاد الأوروبي”، على حد وصفه

وبشأن تشكيل “مجموعة أصدقاء سورية”، أوضح المتحدث أن آشتون تجري “اتصالات مع مختلف الأطراف مثل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا لتحديد ملامح مثل هذه المجموعة “، حسب قوله

ونوه بأن المشاورات بين الاتحاد الأوروبي وشركاءه تجري أيضاً على مستويات مختلفة، لافتاً النظر إلى أن الاجتماع القادم للجامعة الدول العربية يوم الأحد القادم يشكل “محطة مهمة” في الجهود الدولية المبذولة حول المسألة السورية، وقال “نعتقد أنه من المفيد انتظار نتائج إجتماع الجامعة العربية قبل الحديث عن تكريس فعلي لأي عمل مستقبلي يهدف لحل الأزمة”، على حد تعبيره

وشدد على أن ميل الإتحاد الأوروبي لانتظار نتائج اجتماعات الأحد يأتي إنطلاقاً من قناعة أوروبا بضرورة أن تضطلع الجامعة العربية بدور الريادة في أي عمل مستقبلي دولي حول سورية

يذكر أن الإتحاد الأوروبي كان نفى أمس أن يكون لديه نية إرسال مراقببين أوروبيين يعملون في إطار بعثة مراقبي الجامعة العربية، في ظل حديث عن إمكانية دعم هذه البعثة بخبرات دولية

نائب المنسق العام لهيئة التنسيق: نحاول ضمان حيادية الصين وروسيا

أبوظبي (10 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد نائب المنسق العام لهيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي على ضرورة الاستمرار بالتواصل مع الصين وروسيا من أجل تغيير موقفها أو ضمان حياديتها على أقل تقدير، كما أشار إلى أن أمام الهيئة سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين الأوروبيين كما أنها مدعوة للقاء رجال دين في الفاتيكان بروما خلال الأسابيع المقبلة

وقال هيثم مناع نائب المنسق العام للهيئة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “كنا في الصين من أجل تعريفهم بالثورة السورية ونضالاتها، وحاولنا تصحيح الصورة التي وصلت مغلوطة إلى الصينيين المقتنعين بوجود مؤامرة، وحاولنا بالوقائع أن نقنعهم بأن هناك ثورة يقوم بها شعب ضد الديكتاتورية، وطلبنا موقفاً واضحاً منهم مع الشعب السوري وضد السلطة”. وتابع “لقد أوضح لنا الصينيون أنهم استخدموا الفيتو ليس دعماً للنظام السوري وإنما رفضاً للتدخل العسكري الخارجي، الوضع السوري صعب، وعلينا أن نحيّد الصين وروسيا، وشددنا على ضرورة أن يكون هناك مفاوضات على مرحلة انتقالية تُبعد البلاد عن مخاطر دوامة العنف، وكان هناك تقارب في وجهات النظر في الكثير من القضايا، ونعتقد بأن ذلك ممكن قريباً”

وتابع مناع من أبوظبي التي يزورها خلال عودته من الصين “لابد من الاستمرار بالتواصل مع الصينيين والروس، لأن هناك مجالات يمكن أن ننجح فيها، ويمكن من خلال التواصل معهم تغيير رأيهم وموقفهم السلبي من الثورة السورية، كما أن هناك سلسلة من الخطوات التي نخطوها في نفس الوقت مع الأوربيين، ولدينا سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين وسياسيين أوروبيين خلال الأيام المقبلة”

وقال مناع “ندرك أن التغيير بالإمكانيات الذاتية وحده كفيل بشرف السيادة للدولة الديمقراطية المدنية الجديدة التي يطمح لها الشعب السوري بكل مكوناته، سورية المواطنة الكاملة والحقوق الثابتة لكل أبنائها أشخاصاً ومكونات قومية”.

وكشف عن أن “وفدا من هيئة التنسيق الوطنية سيقوم بزيارة الفاتيكان بدعوة من (منظمة) سانتي إيجيديو في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وسيكون هناك مائدة مستديرة حول الوضع السوري، كما أن لدينا لقاءات مرتقبة مع المسؤولين الإيطاليين في آذار/مارس المقبل”

يشار إلى أن الوفد الهيئة الذي زار مؤخرا بكين ضم بالإضافة إلى مناع كل من رجاء الناصر أمين سر الهيئة ,بسام الملك وميس كريدية عضوا المكتب التنفيذي للهيئة، والتقى هناك نائب وزير الخارجية لشؤون المنطقة العربية شيه هانغشنغ ومسؤولين وأكاديميين صينيين

إيطاليا القبض على 12 سوريا حاولوا اقتحام سفارتهم

روما (10 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

ألقت الشرطة الإيطالية فجر الجمعة على مجموعة من المواطنين السوريين المناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد أثناء محاولة إقتحام سفارة بلادهم بالعاصمة روما

وحسب مصدر أمني فإنه “ألقي القبض على 12 مواطنا سوريي الجنسية من المقيمين بايطاليا فجرا حاولوا إقتحام سفارة بلادهم بروما”، وأضاف أن “السوريين سوف يقدمون لمحاكمة فورية” كون القبض عليهم تم في حالة التلبس

وكان الجنود المكلفون بحراسة السفارة قد أبلغوا شرطة روما عن وجود متظاهرين يحاولون إقتحام المبني فهرعت فرقة العمليات الخاصة التابعة للشرطة إلى المكان

وحسب الشرطة فان “ثلاثة تم القبض عليهم خارج المبنى، بينما قبض على الباقين بينما كانوا يحاولون الهرب من المدخل الجانبي” لمقر السفارة

الجيش السوري الحر يعلن مسؤوليته عن هجمات حلب

أعلن الجيش السوري الحر مسؤوليته عن هجوم استهدف مقرين أمنيين في مدينة حلب شمالي سوريا وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

وفي تصريحات خاصة لبي بي سي قال العقيد عارف الحمود عضو المجلس العسكري في الجيش السوري الحر إن “التفجيرات لم تتم عن طريق سيارات مفخخة انما بهجوم مسلح”.

وأضاف أن “العملية تمت بالتعاون مع عناصر من داخل المقر الأمني”.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي في وقت سابق أن 25 شخصا قتلوا وأصيب 175 آخرين في انفجاري استهدفا فرع الأمن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام في مدينة حلب.

وحملت السلطات السورية ما سمته بعناصر ارهابية المسؤولية عن هذه الهجمات بينما اتهمت الهيئة العامة للثورة السورية النظام السوري بشن هذه الهجمات.

وقال التلفزيون إن “ارهابيا فجر نفسه بسيارته المليئة بالمتفجرات على بعد مئة متر من مركز قوات حفظ النظام وأن سيارة مفخخة اخرى انفجرت قرب مركز الامن

العسكري”.

ويقول مراسل بي بي سي في دمشق عساف عبود إن هذا التفجير هو الأول من نوعه في مدينة حلب منذ بداية الأحداث في سوريا منذ ما يقارب عام.

وكانت دمشق قد شهدت الشهرين الماضيين تفجيرين بسيارات مفخخة استهدفا فرع المنطقة في الأمن العسكري في منطقة الجمارك ومقر إدارة أمن الدولة في كفر سوسة.

من جانبها قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن انفجارا كبيرا هز منطقة حلب الجديدة وأدى إلى تكسر زجاج نوافذ بعض البيوت وامتد أثره على مساحة كبيرة قرب مقر الأمن العسكري وتم اغلاق الطرق المحيطة بالمبنى وقطع الكهرباء عن المناطق المجاورة.

وأضافت الهيئة ان التفجير الثاني وقع في حي الصاخور واعقب التفجيرين اطلاق رصاص.

وفي مدينة حمص اقتحمت الدبابات حي الإنشاءات المجاور لحي بابا عمر خلال الليل كما تتواصل عمليات الانتشار لقوات الجيش السوري في المدينة حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويأتي هذا في الوقت الذي قال ناشطون سوريون ان اكثر من 80 شخصا قتلوا في القصف الذي تعرضت له احياء في مدينة حمص، في اطار العملية العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية السورية هناك، وهو ما وصفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بانه “حمام دم مرعب”، مجددا مطالبته الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن الحكم.

وتقدر مصادر سورية معارضة عدد قتلى القصف المستمر على حمص منذ اربعة ايام، الى جانب عمليات عسكرية في مدن وقرى اخرى في انحاء البلاد، بنحو 400 قتيل.

خيبة أمل

وتزامنت تصريحات اوباما مع تصريحات مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون التي ضمت صوتها الى الاصوات الدولية التي تدعو روسيا الى دعم قرار من الامم المتحدد يطالب الاسد وقف حملته الدموية لقمع الانتفاضة السورية، المستمرة منذ 11 شهرا تقريبا.

وعبرت آشتون عن خيبتها من عجز مجلس الامن الدولي عن الخروج بقرار يطالب الاسد سحب قواته من المناطق التي تهاجمها قواته، عقب الفيتو الذي استخدمته روسيا والصين لافشال مشروع القرار.

وقالت آشتون، خلال زيارة تقوم بها الى المكسيك: “رسالتي للزملاء الروس هي انهم ايضا يحتاجون الى الاعتراف بوقائع الامور على الارض، ونحن لا يمكننا ببساطة السماح لهذا بالحدوث، ومجلس الامن هو المكان الذي يجب ان تؤخذ فيه الامور الى الامام”.

وقالت آشتون انها تعتزم الحديث الى وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة، وكذلك مكالمة بان كي مون الامين العام للامم المتحدة، الذي ادان “الوحشية الفظيعة” التي اتسمت بها العمليات العسكرية الحكومية في سوريا لقمع المعارضة.

يشار الى ان انقرة، التي كانت ترى في الاسد حليفا قويا، باتت من المطالبين بتنحيه عن الحكم، وهي تتحرك حاليا من اجل استضافة مؤتمر دولي للاتفاق حول سبل ايقاف نزيف الدم في سوريا.

عمليات عسكرية

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، إن “القصف استهدف الخميس ضاحية بابا عمرو”.

وقال الهيئة العامة للثورة السورية إن بين القتلى ثلاث عائلات كاملة وستة أطفال وثلاث نساء.

وتعتبر حمص ، ثالث أكبر مدن سوريا من حيث عدد السكان، مركزاً للعمليات العسكرية بين قوات الجيش السوري التابعة للرئيس بشار الأسد وقوات منشقة عن الجيش تحاول إسقاط نظام الأسد بالقوة.

واستخدم الجيش السوري القذائف والأسلحة الثقيلة في محاولة للقضاء على مقاومة العناصر المنشقة واستعادة السيطرة على المدينة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة.

وبدأت الانتفاضة في سوريا في شهر مارس آذار 2011 عن طريق تظاهرات سلمية تنادي بإسقاط النظام سرعان ما تحولت إلى عمليات عسكرية في كثير من المناطق بين الجيش السوري وعناصر منشقة عنه تنضوي تحت لواء ما يسمى “الجيش السوري الحر” الذي يسعى إلى إسقاط النظام بالقوة.

وقدر آخر تقرير للأمم المتحدة عدد القتلى بأكثر من 5400 شخص منذ بدء الانتفاضة في سوريا قبل 11 شهراً، لكن الأمم المتحدة توقفت عن إصدار بيانات في شأن الوضع الميداني منذ يناير الماضي بسبب صعوبة التحقق من أعداد الضحايا.

وفي سياق تواصل الضغوط الدبلوماسية الدولية على حكومة دمشق قررت ليبيا طرد البعثة الدبلوماسية السورية من أراضيها.

وكانت ليبيا اعترفت العام الماضي رسميا بالمجلس الوطني السوري المعارض سلطة شرعية في دمشق.

كما طردت السلطات الألمانية أربعة من العاملين في السفارة السورية ببرلين، وذلك عقب اعتقال رجلين اتهما بالتجسس على معارضين سوريين في ألمانيا.

وفي لندن، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المجتمع الدولي إلى الرد على نظام الرئيس الأسد “بأقسى طريقة ممكنة” على حد تعبيره، لوقف ما سماه أساليبه الدموية وتأمين الظروف الملائمة لانتقال سلمي للسلطة في سوريا.

المراقبون العرب

وكان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون قد قال ان الجامعة العربية تعتزم استئناف مهمة بعثة المراقبين.

وأضاف أن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اخبره في اتصال هاتفي بان الجامعة ستسأنف ارسال بعثة للمراقبين الى سوريا، طالبا ان تكون المهمة مشتركة بين الجامعة والامم المتحدة.

يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على الحكومة السورية بوتيرة سريعة، مع اعتزام الاتحاد الاوروبي تشديد العقوبات الاقتصادية عليها خلال ايام، حسب مسؤولين في الاتحاد.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

سوريا: قتلى جدد في حمص وتشييع ضحايا تفجيرات دمشق

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أربعة مدنيين السبت في مدينة حمص التي تعرضت إلى قصف عنيف بدأ ليلة الجمعة.

وقال المرصد المعارض ومقره لندن إنه “عثر صباح السبت في شوارع مدينة الحولة على جثامين اربعة مواطنين” مشيرا إلى أن “الأجهزة الأمنية ومجموعات الشبيحة كانت اعتقلتهم بعد منتصف ليل الجمعة السبت من حي البستان في كفر لاها”.

وذكر المرصد أن “قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت بلدة بصري الحرير ومنطقة اللجاة في محافظة درعا” جنوبي البلاد.

في غضون ذلك، شيعت جنازات ضحايا تفجيرات دمشق عقب صلاة الظهر من الجامع الاموي ونقل التلفزيون السوري الرسمي وقائع الجنازات.

وكان 44 شخصا على الاقل قتلوا واصيب اكثر من 150 بجروح في تفجيرين انتحاريين ضربا يوم الجمعة قلب العاصمة السورية.

وقال التلفزيون السوري الحكومي إن “مسلحين من تنظيم القاعدة” استهدفوا مقرين امنيين يقعان في حي كفر سوسة والجمارك.

ولكن المعارضة السورية قالت إن الهجومين اللذين وقعا بعد يوم واحد من وصول وفد المراقبين التابع لجامعة الدول العربية الى دمشق كانا من تدبير النظام السوري لتبرير قمع الاحتجاجات مضيفة ان السلطات أرادت من خلال تلك الهجمات إرسال رسالة إلى بعثة المراقبين مفادها أن الجماعات المسلحة تنشط بقوة في سوريا.

ويقول المراسلون إن الهجمات الاخيرة تشير الى تصعيد خطير في مستوى العنف في سورية.

وأدانت الولايات المتحدة الهجومين وقالت إنهما لا يجب أن يعرقلا عمل بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية.

يذكر ان المهمة التي سيضطلع بها مراقبو الجامعة العربية تتلخص في التأكد من التزام السلطات السورية بمبادرة الجامعة التي تنص على انسحاب آليات الجيش السوري من المدن بهدف وضع حد للعنف الذي تشهده البلاد.

وفي الإطار ذاته ذكر مراسل بي بي سي في دمشق أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيلتقي السبت الأمين العام المساعد للجامعة العربية سمير سيف اليزل رئيس فريق المراقبين لاتمام التحضيرات اللوجستية لوصول المراقبين العرب، ومن المقرر أن يصل في وقت لاحق السبت إلى دمشق الفريق محمد احمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين.

إدانة

في غضون ذلك، أدان مجلس الامن التابع للامم المتحدة في وقت متأخر الجمعة الهجومين الانتحاريين مؤكدا ان الاعمال الارهابية لا يمكن تبريرها.

وبعث المجلس بتعازيه لأسر الضحايا، وليس للحكومة السورية كما جرت العادة.

الا ان المجلس لم يتمكن من التغلب على الخلافات بين اعضائه حول الموقف الذي ينبغي اتخاذه ازاء الاحتجاجات المستمرة في سورية، واخفق في اصدار قرار بهذا الصدد.

فلم يفلح اعضاء المجلس في الاتفاق على بيان صاغته روسيا يرحب بنشر مراقبي الجامعة العربية ويدعو طرفي النزاع، الحكومة السورية والمعارضة، الى توخي ضبط النفس.

فقد قالت الدول الغربية إن البيان “غير متوازن، لأنه لا يتطرق الى انتهاكات حقوق الانسان التي تقترفها الحكومة السورية”.

وما زال مجلس الامن منقسما انقساما حادا حول مشروع قرار صاغته روسيا، حيث يقول دبلوماسيون غربيون إنه لا يتعامل بشكل جدي مع مطلبهم بأن يتضمن ادانة واضحة للعنف الذي تستخدمه الحكومة السورية وانتهاكاها لحقوق الانسان.

ووصف المندوب الالماني بيتر ويتيج مشروع القرار بأنه “غير كاف.”

ولكن نظيره الروسي فيتالي تشوركين اتهم الغرب بالسعي لادخال تغييرات جوهرية على مشروع القرار تجعله يتماشى مع خططه لتغيير النظام الحاكم في دمشق.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

بان كي مون: الجامعة العربية تعتزم استئناف مهمة بعثة المراقبين الى سوريا

أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أن الجامعة العربية تعتزم استئناف مهمة بعثة المراقبين.

وقال بان كي مون ان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اخبره في اتصال هاتفي بان الجامعة ستسأنف ارسال بعثة للمراقبين الى سوريا، طالبا ان تكون المهمة مشتركة بين الجامعة والامم المتحدة.

وفي هذه الأثناء طردت المانيا اربعة ديبلوماسيين سوريين بعد اعتقال شخصين، على علاقة بالسفارة، بتهمة التجسس على المعارضة السورية على الأراضي الألمانية

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من المخاطر المترتبة على تفاقم الأزمة الراهنة في سوريا وقال إن فشل استصدار قرار من مجلس الأمن بشأن هذه الأزمة شجع الحكومة السورية على تصعيد ما وصفه حربَها ضد مواطنيها.

وأعرب بان كي مون عن مخاوفه من أن يشكل ما وصفه بالأعمال الوحشية التي تشهدها مدينة حمص نذيرا قاتما بأن هناك أمورا أسوأ لا تزال قادمة.

يأتي ذلك في وقت تتزايد الضغوط الدولية على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد بوتيرة سريعة، مع اعتزام الاتحاد الاوروبي تشديد العقوبات الاقتصادية عليها خلال ايام، حسب مسؤولين في الاتحاد، في وقت تحاول فيه روسيا، الحليف المقرب من دمشق، التوسط لتسهيل اجراء حوار بين نائب الرئيس السوري والمعارضة.

وتتزامن هذه التطورات السياسية والدبلوماسية في وقت اعلنت فيها مصادر من المعارضة السورية عن مقتل ما لا يقل عن خمسين شخصا في الحصار والقصف الذي تتعرض له مدينة حمص، منذ عدة ايام.

وفيما تنتهج روسيا والغرب خطين متعارضين لحل الازمة السورية، المتفاقمة منذ نحو 11 شهرا، تسعى موسكو، بعد ان عرقلت مبادرة عربية في الامم المتحدة لتسهيل تنحي الاسد، الى اظهار انها قادرة على ايجاد حل للمشكلة.

وتدفع موسكو باتجاه حزمة من الاصلاحات من المفترض ان يتبناها نظام الحكم في سوريا، ومنها التفاوض مع المعارضة، لكن من دون الدعوة الى رحيل الاسد.

الا ان تلك الجهود لا تجد تجاوبا عند فصائل المعارضة السورية، التي ترى في وعود الاصلاحات من قبل دمشق “تعهدات فارغة” من المحتوى، في الوقت يستمر فيه العنف بلا هوادة في البلاد، وترى ان الحل الوحيد للازمة هو رحيل الاسد ونظامه.

وفي هذا السياق قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان على القوى الخارجية ترك السوريين يحلون صراعهم “بشكل مستقل، وعلينا ان لا نتصرف كالثور في محل بيع (البورسلان) الصيني”.

واضاف بوتين، في التصريحات التي نقلتها وكالة ايتارتاس الروسية الحكومية، ان “علينا منح الناس فرصة لتقرير مصيرهم بشكل مستقل، ومساعدتهم، وتقديم النصح والمشورة لهم، ونضع الحدود حتى لا يُسمح للاطراف المتناحرة باستخدام السلاح، لكن من دون تدخل”.

تفويض الشرع

من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي اجتمع مع الاسد في دمشق الثلاثاء، في تصريحات صحفية بموسكو، ان الرئيس السوري فوض نائبه فارق الشرع مسؤوليات اجراء حوار مع المعارضة.

ووجه لافروف اللوم الى نظام الاسد وقوات المعارضة على حد سواء بالدفع نحو اذكاء العنف، الذي تقول الامم المتحدة انه خلف، حتى الآن، اكثر من 5400 قتيل في عمر الانتفاضة السورية المستمرة منذ مارس/ آذار من العام الماضي.

وكان الاسد قد صرح خلال لقائه مع لافروف ان حكومته مستعدة للحوار مع المعارضة، وستتعاون “مع كافة الجهود الهادفة الى استقرار سورية”.

كما قال الكرملين إن الرئيس الروسي ديميتري ميدفيدف أبلغ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء بأن البحث عن سبيل لإنهاء سفك الدماء في سوريا يجب أن يتواصل، بما في ذلك داخل اروقة مجلس الأمن الدولي، وانه يرفض أي تدخل أجنبي في سوريا، بالقول إنه “خيار مرفوض”.

وأكد ميدفيدف في محادثته الهاتفية مع أردوغان الحاجة إلى مواصلة الجهود لإيجاد حل، دون تدخل خارجي، وضرورة تنسيق الجهود لمساعدة السوريين أنفسهم على حل الأزمة.

مبادرة تركية

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لوكالة رويترز للأنباء إن على المجتمع الدولي إرسال رسالة دعم قوية إلى الشعب السوري، وإرسال مساعدات إلى سكان مدينة حمص التي تتعرض إلى القصف المفعي على يد القوات السورية.

وقال أوغلو إن تركيا مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي لدعم الشعب السوري، وإرسال رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد لوقف حملته العسكرية، مضيفا انه إذا فشل مجلس الأمن الدولي في حماية المدنيين، فيجب على الدول الحكيمة إيجاد السبل لإنهاء القتل، وتوصيل المساعدات إلى المدنيين الذين يحاصرهم القصف في حمص.

وقال أوغلو قبيل توجهه إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات بشأن سوريا “إننا نريد عقد مثل هذا الاجتماع في منطقتنا، لنبدي قلقنا وتضامنا، ولا يكفي أن نكون مراقبين، فقد حان الوقت لإرسال رسالة قوية للشعب السوري”.

عزلة دولية

يشار الى ان قمع النظام للانتفاضة السورية تركته معزولا عزلة شبه تامة دوليا واقليميا، وفي مواجهة المزيد من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية، والضغوط السياسية.

فقد اغلقت واشنطن سفارتها في دمشق، كما سحبت خمس دول اوروبية وست دول خليجية سفراءها من سورية خلال اليومين الماضيين، وقالت المانيا، التي غادر سفيرها الشهر الماضي دمشق، انها لن ترسل بديلا له.

وقال مسؤول بارز في الاتحاد الاوروبي ان الاتحاد الاوروبي، المكون من 27 دولة، سيفرض عقوبات اقسى على دمشق، في اطار جهود الاتحاد الى اضعاف نظام حكم بشار الاسد.

ويقول هذا المسؤول ان العقوبات الاضافية ستشمل مقاطعة استيراد الفوسفات السوري، ووقف الرحلات التجارية بين سورية واوروبا، ووقف المعاملات المالية مع البنك المركزي السوري.

يشار الى ان الاتحاد الاوروبي يستورد نحو 40 في المئة من اجمالي صادرات الفوسفات السوري.

ونقلت وكالات الانباء عن هذا المسؤول قوله ان بعض تلك الاجراءات ستقرر في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في السابع والعشرين من هذا الشهر، لكنه اكد في الوقت نفسه ان طبيعة تلك الاجراءات العقابية ما زالت غير واضحة، لخشية المسؤولين الاوروبيين من تأثيرها على الشعب السوري.

من جانبها ناشدت مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي العالم الى وقف اراقة الدماء في سوريا، وقالت انها “مصدومة” من العمليات العسكرية التي ينفذها النظام السوري على حمص، حيث يقول ناشطون ان المئات قتلوا بفعل القصف المدفعي والصاروخي الذي تتعرض له احياء من المدينة منذ عدة ايام.

وميدانيا تستمر القوات الحكومية في عملياتها العسكرية بحمص، ثالث اكبر المدن السورية، في محاولة منها لقمع الاحتجاجات في المدينة التي اعتبرت مركز الانتفاضة السورية.

ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، ان 53 شخصا على الاقل قتلوا في قصف الاربعاء في احياء بياده وبابا عمر والخالدية وكرم الزيتون، حيث ذكر شهود ان قصف الاربعاء كان الاعنف على المدينة منذ حصارها.

ودعا النشطاء في حمص المجتمع الدولي الى ايجاد ممر آمن لخروج الاطفال والنساء من المدينة، حيث يقول رئيس المرصد رامي عبد الرحمن، ان القوات الحكومية تسعى الى انهاك المعارضة المسلحة في تلك الاحياء تمهيدا لاقتحامها.

الا ان جيم ميور مراسل بي بي سي في لبنان قال إن أعداد القتلى بسبب قصف الأربعاء ينبغي أن تأخذ بحذر، فهذه الأعداد تتضمن 18 من الاطفال مبكري الولادة (الخدج) توفوا بعد انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى، توقف عمل الحضانات التي كانوا بها.

وأضاف مراسلنا أن 19 شخصا من ثلاث عائلات في حمص قتلوا على يد من يعرفون باسم “الشبيحة” الذين اقتحموا بيوت تلك العائلات.

ومن جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيليه الخميس طرد أربعة دبلوماسيين في السفارة السورية في برلين إثر اعتقال شخصين يشتبه في قيامهما بالتجسس على معارضين سوريين للنظام.

وقال فسترفيليه في بيان “بعد توقيف شخصين يشتبه في قيامهما بالتجسس لحساب سوريا، قررت طرد أربعة من موظفي السفارة السورية في برلين”. وأضاف الوزير “لقد تم إبلاغ السفير السوري بهذا القرار”. واستدعى فسترفيلي السفير السوري إثر توقيف هذين الشخصين.

وقالت الوزارة إن “موقف الحكومة الفدرالية أوضح بشكل لا لبس فيه خلال هذا الاجتماع، وبأنه لن يتم التسامح مع أي عمل ضد المعارضة السورية في ألمانيا”.

واستدعى فسترفيليه السفير السوري اثر توقيف هذين الشخصين. واكد ان “موقف الحكومة الذي يقضي بان اي عمل محتمل ضد المعارضة السورية غير مقبول نقل اليه بشكل واضح”.

واضاف وزير الخارجية في مؤتمر صحافي ان “عائلات المسؤولين المعنيين امهلت ثلاثة ايام لمغادرة الاراضي الالمانية. اريد ان اقول ان طردهم مرتبط بالوضع السياسي العام في سوريا وكذلك في اطار توقيف شخصين يشتبه بانهما تجسسا”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

العاهل السعودي: ثقة العالم اهتزت بعد الفيتو الخاص بسوريا

دبي (رويترز) – انتقد الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية يوم الجمعة حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته روسيا والصين ضد قرار بشأن سوريا في الامم المتحدة ووصفه بانه بادرة غير “محمودة”.

وقال العاهل السعودي في كلمة اذاعها التلفزيون السعودي انه ما من شك في ان ثقة العالم في الامم المتحدة قد اهتزت.

وزارة الصحة السورية تعلن عن مقتل 25 في انفجاري حلب

بيروت (رويترز) – نقل التلفزيون السوري عن وزارة الصحة قولها ان 25 شخصا قتلوا وجرح 175 في انفجارين استهدفا اليوم الجمعة قاعدتين لقوات الامن في مدينة حلب.

حمص تتوقع اجتياحا وشيكا وسقوط 17 قتيلا في حلب

عمان (رويترز) – احتشدت الدبابات السورية خارج أحياء المعارضة في مدينة حمص يوم الجمعة بعد أن قصفت القوات التي يقودها العلويون المدينة السورية لليوم الخامس وقال سكان انهم يتوقعون هجوما كبيرا لاخضاع مركز الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد.

وقال التلفزيون السوري ونشطون ان انفجارات هزت مدينة حلب في شمال سوريا يوم الجمعة مما ادى الى مقتل عدد من الجنود والمدنيين.

وذكر ان 17 شخصا قتلوا في “انفجارين ارهابيين” استهدفا فرعا للمخابرات الحربية وقاعدة لقوات الامن في مدينة حلب بشمال سوريا. وقال ان عدد القتلى وهم من المدنيين والعسكريين استند الى معلومات اولية. ولم يقدم المزيد من التفاصيل.

بينما نقل المرصد السوري لحقوق الانسان الذي ينتمي للمعارضة عن سكان قولهم ان ثلاثة انفجارات وقعت في المدينة من بينها انفجار قرب مبنى تابع لقوات الامن. كما تحدث السكان عن سماع اطلاق نيران.

وقال أحد السكان اتصلت به رويترز ان المنطقة المحيطة بمجمع للمخابرات الحربية في حلب الجديدة اغلقت عقب الانفجارات.

وتجاهل الاسد المدعوم من روسيا نداءات زعماء العالم لوقف المذبحة.

وصرح مسؤول كبير في جامعة الدول العربية بأن وزراء خارجية دول الجامعة التي علقت الشهر الماضي بعثة مراقبة كانت قد أرسلت الى سوريا بسبب تصاعد العنف سيناقشون اقتراحا بارسال بعثة مشتركة من الامم المتحدة والجامعة عندما يجتمعون في القاهرة يوم الاحد.

وأدان الامين العام للامم المتحدة بان جي مون “الوحشية المروعة” للحملة التي تستهدف القضاء على الانتفاضة المناهضة للاسد وحذر سفير تركيا لدى الاتحاد الاوروبي من انزلاق سوريا الى حرب أهلية قد تشعل المنطقة.

وأدان دبلوماسيون من دول غربية وعربية -يعقدون اجتماعات ربما تخرج ببعض القرارات قريبا- الاسد بلهجة قوية. لكن مع استبعاد التدخل العسكري فانهم يجاهدون لايجاد سبيل لاقناعه بالتنحي.

وقالت روسيا الحليف القوى لسوريا انه يجب ألا يتدخل أحد في شؤون دمشق.

وقال نشطاء في حمص ان تعزيزات الدبابات التي أرسلت في اليومين الماضيين تثير احتمال وقوع هجوم كبير لاقتحام المناطق السكنية الكبيرة للسنة التي يعيش فيها مئات الالاف.

ويستعد المنشقون الاقل تجهيزا وعتادا الذين ينضوون تحت لواء الجيش السوري الحر لصد الهجوم.

وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر انه من الصعب التنبؤ متى سيقع هجوم كبير لكنه زعم أن الاسد ليس لديه قوات موالية كافية للسيطرة على المدينة.

وقال الرائد ماهر النعيمي من تركيا “قوات الاسد تعتمد على القصف لانه ليس لديهم الاعداد الكافية. نحن نتحدث عن مناطق سكنية كبيرة فيها أعداد كبيرة من السكان.”

وقال النعيمي ان الجيش السوري الحر سيدافع عن المدينة “حتى اخر قطرة من دمه”. ورفض ان يذكر تفاصيل عن ميزان القوة العسكرية لكنه قال ان القوة المقاتلة الاساسية للاسد تشكل نسبة صغيرة من قواته في حمص.

واضاف النعيمي قوله “الانشقاقات في الجيش كان لها أثر واضح. ولهذا نرى أعدادا كبيرة من الشبيحة وقوات الامن بين قواته في حمص.”

وفي حمص قال النشط محمد حسن ان فترة هدوء قصيرة في القصف مكنته من مغادرة الطابق الارضي لمنزله وتفقد مدى الاضرار التي وقعت.

وقال حسن عبر هاتف يعمل من خلال الاقمار الصناعية “ليس هناك شارع واحد ليس فيه مبنيان أو أكثر تعرضت لاضرار شديدة من جراء القصف.”

واضاف قوله “نسمع من الثوار ان هجوما كبيرا قد يحدث قريبا ربما يوم السبت.”

وقال ان هجمات المدفعية كانت موجهة الى احياء بابا عمرو والانشاءات والخالدية ومناطق أخرى من المدينة يتحصن فيها المنشقون ويشنون منها هجمات كر وفر على مؤخرة قوات الاسد.

وقال حسن “اربع دبابات أو مركبات مدرعة دمرت اليوم على اطراف بابا عمرو وبعض الخبز والمؤن الطبية تم تسليمها هناك للمرة الاولى منذ ايام على ايدي نشطاء جاءوا من شارع البرازيل.”

وقال وليد عبد الله وهو نشط اخر في المدينة ان الميليشيات العلوية تلعب دورا داعما حيويا للقوات المهاجمة.

واضاف قوله “حمص اصبحت عاصمة الانتفاضة. واخشى ان يستمر النظام في قصفها حتى تتحول الى حماة أخرى.” وكان يشير بذلك الى الالاف الذين قتلوا في قصف مدينة حماة واجتياحها في عام 1982 في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد.

وقال عبد الله “الجيش السوري الحر يستعد لصد هجوم بالشراك المفخخة … وقد امتد مستوى عال من التكافل الاجتماعي ايضا خلال الانتفاضة في احياء مثل بابا عمرو والخالدية وما وراءها وتعهد الناس بمقاومة ما يرون أنه هجوم طائفي.”

وقال شهود عيان في مدينة حمص ان المستشفيات الميدانية في مناطق المعارضة المحاصرة تغص بالقتلى والجرحى بعد نحو أسبوع من قصف القوات الحكومية والقناصة للمدينة.

وقاربت الامدادات الطبية والغذائية على النفاد في حين ينزف بعض المصابين في الشوارع حتى الموت في ظل خطورة عملية انقاذهم ونقلهم لاماكن امنة.

وقدرت لجان التنسيق المحلية وهي جماعة معارضة في حمص اجمالي عدد قتلى يوم الخميس فقط بما يصل الى 110 اشخاص بحلول المساء. لكن من المستحيل التحقق من مثل هذه الارقام.

وفي تصوير فيديو بث على الانترنت ناشد طبيب سوري يكافح من أجل علاج المصابين في مستشفى ميداني بمسجد العالم وقف القتل وارسال مساعدات.

وقال الرجل واسمه محمد وهو يقف الى جانب جثة ملطخة بالدماء على طاولة وينظر الى الكاميرا “نناشد المجتمع الدولي مساعدتنا في نقل الجرحى. ننتظر هنا موتهم في المساجد. أناشد الامم المتحدة والمنظمات الانسانية الدولية وقف قصفنا بالصواريخ.”

وتنامى القلق بسبب محنة المدنيين. وقالت الولايات المتحدة انها تفكر في طرق لنقل الغذاء والدواء اليهم في خطوة ستعمق دور العالم الخارجي في صراع سبب انقساما بين القوى العالمية.

من خالد يعقوب عويس

استطلاع: غالبية الفرنسيين يريدون تدخلا عسكريا دوليا في سوريا

باريس (رويترز) – أظهر استطلاع نشر يوم الجمعة ان غالبية ضئيلة من الفرنسيين تريد تدخلا عسكريا بتفويض من الامم المتحدة في سوريا وجاءت نسبة التأييد أعلى من تلك التي أيدت مهمة حلف شمال الاطلسي لمساندة المعارضة لاسقاط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

ويتجاهل الرئيس السوري بشار الاسد الذي دعمه التأييد الروسي مطالب غربية وعربية بانهاء حملة العنف التي يشنها على المحتجين ضد حكمه على مدى 11 شهرا.

وفي مسح شمل 1200 فرنسي أجراه مركز استطلاع (اي.اف.او.بي) لصالح الموقع الاعلامي اليميني (اتلانتيكو) قال 51 في المئة انهم يؤيدون تدخلا عسكريا تدعمه الامم المتحدة في سوريا.

وأيد 59 في المئة من أنصار المعارضة الاشتراكية التدخل بينما أيده 56 في المئة من أنصار الحزب اليميني الحاكم وهو حزب الرئيس نيكولا ساركوزي.

وقال جيروم فوكيه نائب مدير استطلاعات الرأي في المركز “أحد الاسباب هو حجم الاشتباكات وعدد الضحايا المستمر في الزيادة في سوريا وهو ما يدفع (البلاد) الى حرب اهلية.”

وأظهر استطلاع مماثل أجري قبل ان تسمح الامم المتحدة العام الماضي بعملية عسكرية لحماية المدنيين في ليبيا وفرض حظر للطيران ان 36 في المئة فقط ممن شملهم الاستطلاع يؤيدون التحرك.

التلفزيون السوري: 200 قتيل وجريح بتفجيرين بحلب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — ذكر التلفزيون السوري الحكومي، إن تفجيرين “إرهابيين” وقعا في مدينة حلب الشمالية يوم الجمعة، تسببا في سقوط  قتلى وجرحى في صفوف “المدنيين والعسكريين”، لم تتضح حصيلتهم على الفور.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن “تفجيرين إرهابيين استهدفا فرع الأمن العسكري في منطقة العرقوب شرق حلب ومقر كتيبة قوات حفظ النظام، وسط أنباء عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين والعسكريين.”

وعرض التلفزيون السوري صورا لجثث محترقة ومتفحمة، وأشلاء قال إنها لأشخاص قضوا في التفجير، مشيرا إلى أن من بين القتلى طفل واحد على الأقل.

ونقلت الوكالة عن وزارة الصحة قولها إن “عدد الشهداء والجرحى الذين وصلوا إلى المشافي الوطنية جراء التفجيرين الارهابيين بلغ حتى الآن 25 شهيدا و175 جريحا.”

وظلت حلب، وهي مركز تجاري مهم في سوريا، هادئة نسبيا خلال الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد المستمرة منذ 11 شهرا، لكنها شهدت في الأسابيع الماضية تصاعدا في الاحتجاجات.

ويوم الخميس، أفادت جماعات المعارضة السورية أن ما لا يقل عن 137 شخصا لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية، مع تصعيد نظام الرئيس بشار الأسد الهجوم الوحشي ضد المعارضة التي تريد الإطاحة بحكمه.

وكان الخميس هو اليوم الخامس على التوالي من الهجمات على نشطاء المعارضة والمدنيين في مدينة حمص المحاصرة، والتي أصبحت مهد الانتفاضة.

وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي شبكة من نشطاء المعارضة تنظم وتوثق الاحتجاجات، إن 110 أشخاص لقوا حتفهم في مدينة حمص، 10 منهم كانوا أطفالا.

ونفى الرئيس الأسد مرارا وتكرارا مهاجمة المدنيين، قائلا إن القوات السورية تستهدف العصابات المسلحة والإرهابيين الأجانب عازمين على زعزعة استقرار البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى