أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 28 كانون الأول 2012

 

المقداد نقل إلى موسكو تحفظات دمشق عن اقتراح الإبراهيمي

موسكو – رائد جبر

لندن، دمشق، بيروت، اسطنبول – رويترز، ا ف ب – تحولت العاصمة الروسية موسكو هذا الاسبوع الى محطة للاتصالات الديبلوماسية الجارية بحثاً عن حل للازمة السورية. وعلمت «الحياة» من مصدر ديبلوماسي روسي اطلع على محادثات نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في موسكو امس إن الجانب السوري نقل تحفظات «عن عدد من النقاط الواردة في اقتراح (الموفد الدولي – العربي الاخضر )الإبراهيمي». وقال إن دمشق «ليست موافقة في شكل كامل على ما جاء فيه» مشيراً إلى أن السلطات السورية ستعلن ردها قريباً. وتابع المصدر ان لافروف أبلغ المقداد أن موسكو تفضل أن تتريث حتى تسمع من الإبراهيمي تفاصيل اقتراحه، خلال زيارته غداً.

وكان الابراهيمي نفى وجود خطة اميركية – روسية لحل الازمة. ودعا في تصريحات، قبل مغادرته دمشق الى «تغيير حقيقي» في سورية. وقال إنه يجب «تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة لتحكم البلاد لحين إجراء انتخابات جديدة، وارسال قوات سلام بقرار دولي». وأضاف «اظن ان الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع الى تغيير حقيقي وهذا معناه مفهوم للجميع.» واوضح ان عبارة «حكومة كاملة الصلاحيات معناها كل صلاحيات الدولة يجب ان تكون عند هذه الحكومة. وهذه الحكومة هي التي تتولى السلطة اثناء المرحلة الانتقالية والمرحلة الانتقالية تنتهي بانتخابات».

أعلنت الخارجية الروسية عن وصول وزير الخارجية المصري محمد عمرو إلى موسكو امس في زيارة ستشمل محادثات مع لافروف، على أن يعقد مؤتمراً صحافياً مع الوزير الروسي اليوم. كما ينتظر ان ينتقل الابراهيمي الى العاصمة الروسية للقاء المسؤولين فيها بعد المحادثات التي اجراها في دمشق مع الرئيس بشار الاسد وعدد من الشخصيات في المعارضة الداخلية.

ونقلت وكالة انباء «انترفاكس» ان لافروف حذر الاسرة الدولية من «فوضى دامية» في حال عدم التوصل الى حل تفاوضي للنزاع في سورية. وقال ان «الخيار البديل للحل السلمي هو الفوضى الدامية. ثم ستتسع، وكلما اتسعت تفاقم الوضع بالنسبة للجميع».

في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أنه لا توجد خطة روسية – أميركية لتسوية الوضع في سورية، وقال أن موسكو تعتمد فقط على بيان جنيف. وأكد مجددا موقف بلاده وهو أن تخلي الاسد عن السلطة لا يمكن أن يكون شرطا مسبقا للمفاوضات. وأضاف أن وضع مثل هذا الشرط ينتهك بنود بيان جنيف في 30 حزيران (يونيو) الماضي الذي يدعو الى تشكيل حكومة انتقالية. وقال إن روسيا ما زالت تعتقد أنه «لا يوجد بديل» لإعلان جنيف وكرر الاتهامات بأن الولايات المتحدة تراجعت عنه.

من جهة اخرى، اعلن «الائتلاف الوطني» للمعارضة السورية انه منفتح على اي عملية انتقال سياسي في سورية لا يكون الاسد والمقربون منه جزءا منها. وقال وليد البني الناطق باسم «الائتلاف»: «نقبل باي حل سياسي لا يشمل عائلة الاسد والذين سببوا الما للشعب السوري. وخارج هذا الاطار كل الخيارات مطروحة على الطاولة».

وعلى الصعيد الميداني، اعلن مقاتلو المعارضة امس عن اقتحام مطار منغ العسكري في ريف حلب بعد حصار لمدة اشهر ومعارك عنيفة استمرت ايامأ. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة كانت تدور مساء داخل اسوار المطار بعد حصار واشتباكات في محيطه استمرت لعدة ايام. وظهر في احد الاشرطة التي تم بثها على شبكة الانترنت قناص يطلق النار نحو مباني المطار. كما اظهر شريط فيديو آخر طائرة مروحية قطع ذيلها في المعركة. ويظهر شريطان آخران مقاتلين من «جبهة النصرة» وآخرين من «لواء عاصفة الشمال» يقصفون بقذائف الهاون مواقع للقوات النظامية داخل المطار ويقتربون من سوره.

واعتبر «الجيش الحر» في بيان مسجل ان معركة مطار منغ هي «معركة الحسم» في هذه المنطقة. وتنطلق من هذا المطار مروحيات وطائرات تقصف حلب التي تدور فيها اشتباكات يومية منذ اكثر من خمسة اشهر.

الى ذلك شن الطيران الحربي السوري امس غارات جوية في محافظة ادلب، في حين دارت اشتباكات في ريف دمشق وريف حلب حيث يهاجم المقاتلون المعارضون مراكز عسكرية،

وقال المرصد السوري ان الطائرات الحربية «نفذت غارات جديدة على ريف جسر الشغور ومدينة معرة النعمان وريفها بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة في هذه المناطق».

وفي ريف دمشق، استهدف الطيران الحربي بلدة سبقا والمناطق المحيطة ببلدة الذيابية، وتحدث المرصد عن اشتباكات في عدد من المناطق المحيطة بالعاصمة، ومنها تلك الواقعة بين عربين وحرستا ومحيط بلدتي عقربا وبيت سحم، اضافة الى داريا ومحيطها، مع محاولة القوات النظامية منذ اسابيع فرض سيطرتها الكاملة على المنطقة.

وفي خان العسل، دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط مدرسة الشرطة، بينما شهدت المنطقة قصفا من القوات النظامية في محاولة لفك الحصار الذي ينفذه مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة على المدرسة. وكان المرصد تحدث عن اشتباكات عنيفة فجرا في محيط كتيبة للدفاع الجوي قرب مطار النيرب العسكري، مشيرا الى «معلومات» عن سيطرة مقاتلين على اجزاء من محيط المطار.

لافروف: حل سياسي في سوريا أو الفوضى

الابرهيمي لحكومة تتولى كل صلاحيات الدولة

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي التقى وفداً حكومياً سوريا امس، الاسرة الدولية من “فوضى دامية” في حال عدم التوصل الى حل تفاوضي للنزاع في سوريا، فيما تكثف موسكو اتصالاتها مع عدد كيبر من الاطراف في هذا الشأن. وتزامن التحذير الروسي مع اطلاق الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابرهيمي في سوريا الذي انهى زيارة لدمشق، دعوة الى تأليف حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة الى حين اجراء انتخابات في سوريا، مؤكداً وجوب ان يكون التغيير “حقيقياً” في هذا البلد.

 ونقلت وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة عن لافروف ان الفرص تتضاءل أمام إيجاد حل للأزمة السورية يستند الى اتفاق القوى الكبرى في حزيران على تأليف حكومة انتقالية. وقال:  “مع أخذ كل ما يحدث في سوريا في الاعتبار، إن فرص تحقيق الحل الذي يتحدث عنه بيان جنيف لمجموعة العمل حول سوريا الذي أقر في 30 حزيران، تقلّ، لكنها لا تزال موجودة، وينبغي تعزيزها”. وحذر من أن “البديل من الحل السلمي هو الفوضى الدامية . إن استمرارها وتوسيع نطاقها سينعكسان سلبا على الجميع”.

ولفت الى أن الاتصالات الثلاثية الأخيرة في جنيف التي شاركت فيها كل من روسيا والولايات المتحدة والإبرهيمي، أكدت أن إمكانات إيجاد النقاط المشتركة في ما يتعلق بتنفيذ اتفاق جنيف لا تزال موجودة، “شرط ألا نحاول تغيير هذا الاتفاق”. وأضاف: “نحن عازمون على المضي في هذا الطريق. إن الكرة الآن في ملعب شركائنا الذين يؤيدون الحل السياسي شفهياً، وفي الواقع يحرضون على مواصلة الحرب الى حين إسقاط (الرئيس السوري) بشار الأسد”.

وحذر من أن “اللعبة المزدوجة خطيرة جداً في الظروف الراهنة في سوريا، ولن تؤدي إلا إلى مواصلة عسكرة هذا النزاع وتصعيده وزيادة التشدد والخطر الإرهابي والعنف الطائفي”. ورأى أن حل الأزمة السورية على أساس اتفاق جنيف يتطلب “تنسيق جهود جميع الأطراف الخارجيين الذين يتعين عليهم أن يتحدثوا  بصوت واحد ويعملوا من أجل إجلاس الحكومة السورية والمعارضة إلى طاولة التفاوض”.

ودعا إلى وقف المواجهة العسكرية والعمل من أجل إطلاق الحوار الداخلي في سوريا فورا من أجل تحديد معايير الإصلاح السياسي كي يستجيب لمصالح جميع السوريين.

وأكد لافروف خلال محادثات مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في موسكو، أن لا بديل من تسوية الأزمة السورية سلمياً من خلال حوار سوري شامل، والعملية السياسية على أساس بيان جنيف.

ونفى الناطق باسم وزارة الخارجية الكسندر لوكاشفيتش وجود اتفاق روسي – اميركي على حل في سوريا قائلاً: “لم تكن هناك وليست هناك مثل هذه الخطة، وليست موضع بحث”. ولاحظ ان “جعل رحيل رئيس منتخب حجر اساس لأي حوار هو انتهاك لكل الاتفاقات التي تم التوصل اليها”، في اشارة الى رفض المعارضة السورية اي حديث عن حل لا يشمل رحيل اركان النظام.

الابرهيمي

وفي دمشق، صرّح الابرهيمي في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرته دمشق متوجها الى بيروت قبل ظهر امس في طريقه الى القاهرة قبل ان يزور موسكو غداً: “ان الوضع في سوريا يشكل خطرا كبيرا ليس فقط على الشعب السوري وانما على دول الجوار بل على العالم”، وان “الوقت ليس في صالح احد”.

ودعا الى تأليف حكومة “كاملة الصلاحيات”، موضحاً ان “كل صلاحيات الدولة يجب ان تكون موجودة في هذه الحكومة” التي يفترض ان “تتولى السلطة خلال المرحلة الانتقالية”. واوضح ان “التغيير المطلوب ليس ترميمياً ولا تجميلياً. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع الى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم من الجميع”. وقال ان المرحلة الانتقالية يفترض ان تنتهي بانتخابات “اما ان تكون رئاسية ان اتفق ان النظام سيبقى رئاسيا”، واما نيابية في حال “الاتفاق على تغيير النظام في سوريا الى نظام برلماني”. ونفى ان يكون قدم مشروع حل متكامل، محبذا ارجاء ذلك الى ان “يكون الاطراف قد وافقوا عليه كي يكون تنفيذه سهلا”.

ولمح الى ان الفشل في الاتفاق قد يدفع الى “الذهاب الى مجلس الامن واستصدار قرار ملزم للجميع”، علماً ان مجلس الامن فشل منذ بداية النزاع منتصف آذار 2011 في استصدار قرار عن سوريا نتيجة استخدام روسيا والصين الداعمتين للنظام حق النقض “الفيتو”.

الى ان قال :”نحن واثقون من ان مؤتمر جنيف … فيه ما يكفي من العناصر لوضع مخطط يمكن ان ينهي هذه الازمة خلال الاشهر المقبلة… مضت ستة اشهر على جنيف، لا شك في ان هناك بعض التعديلات يجب ان تدخل على النقاط التي اتت فيه، لكن هذه النقاط … صالحة في كل مكان وزمان”.

ونفى ما قيل عن اتفاق روسي- اميركي عن سوريا تم التوصل اليه خلال اجتماع ثلاثي ضمه  ولافروف ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون  في دبلن مطلع الشهر الجاري.

المعارضة السورية

وفي اسطنبول، قال الناطق باسم “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”  وليد البني في مؤتمر صحافي  :”لا يمكن الائتلاف الوطني السوري ان يقبل اي مبادرة لحل سياسي في سوريا ما لم يكن بندها الاول رحيل النظام بكل رموزه ومرتكزاته… لا يمكن من ارتكب كل تلك الجرائم التي اودت بحياة عشرات الآلاف من الشهداء وهجرت ملايين السوريين داخل الوطن وخارجه، ان يكون جزءا من اي حل سياسي”.

باريس

وفي باريس، صرّح مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني بان “بشار الاسد الذي يواصل قمعا اكثر شراسة لشعبه ويتحمل مسؤولية الضحايا الـ 45 الفا في هذا النزاع لا يمكن ان يكون جزءا من الانتقال السياسي”.

الوضع الميداني

ميدانيا، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 58 شخصاً قتلوا  في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا. وقال ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من اقتحام مطار منغ العسكري في ريف حلب بعد حصار مدة اشهر ومعارك عنيفة استمرت اياما. واشار الى اشتباكات عنيفة داخل اسوار المطار. وتحدث عن سقوط قتلى وجرحى اثر انفجار سيارة مفخخة في شارع النهر بمنطقة السبينة في ريف دمشق، فيما بثّ التلفزيون السوري الرسمي ان التفجير ادى الى “استشهاد اربعة مواطنين وجرح عشرة آخرين معظمهم من طلاب المدارس”.

أميركا تخفّف موقتاً هجومها على الأسد

والمقداد يسبق الإبرهيمي إلى موسكو

    خليل فليحان

استبقت سوريا وصول الممثل الدولي والعربي الأخضر الابرهيمي الى موسكو غداً السبت فأوفدت نائب وزير الخارجية فيصل المقداد اليها ومعه معاون وزير الخارجية السفير المتقاعد أحمد عرنوس المتعاقد مع الوزارة، وذلك عبر مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي منتصف ليل الثلثاء – الاربعاء لابلاغ المسؤولين الروس موقف الرئيس بشار الأسد مما طرحه عليه الابرهيمي الذي قابله يوم الاثنين الماضي، علماً أن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي أنكر انه كان يعلم بمجيئه الى دمشق مسبقاً، وكان الجو الرسمي السائد حول الزيارة باردا في شكل عام بعد شائعات فحواها انه ينتظر في القاهرة ليحدد له الأسد موعداً لمقابلته، ثم نشر في وسائل الاعلام ان روسيا تدخلت لتحديد موعد له، فاضطر الى نفي هذين الخبرين قبل دخوله براً الى سوريا بعد وصوله “مطار الحريري الدولي”.

تجدر الاشارة الى ان المقداد وعرنوس كانا شاركا في مقابلة الاسد – الابرهيمي، وان المبعوث الدولي يقصد موسكو ليس فقط لاطلاع المسؤولين الروس على نتيجة المساعي التي اجراها في شأن تصوره لحل الأزمة السورية على قاعدة خطة أنان التي أقرت في 30 حزيران 2011 في جنيف، بل يعرض أفكاراً شخصية من إضافة الى النتيجة التي تبدو غير مشجعة لمقابلته الرئيس الاسد مطلع الاسبوع وعدداً من ممثلي المعارضة في الداخل السوري.

وأفاد مصدر ديبلوماسي “النهار” ان روسيا تضع كل ثقلها من أجل انجاح الابرهيمي في مهمته، وهي غير متمسكة بنص خطة جنيف بل تقبل بتعديلات يرى المبعوث الدولي والعربي أنها يمكن ان تؤمن وقف العنف في أسرع وقت وتمنع “صوملة سوريا” و”افغنتها”، وابعاد التنظيمات المتطرفة التي تصنفها “ارهابية” عن التسبب بانهيار بنية الدولة فضلاً عن الوصول الى الحكم.

ويشير الى ان المشكلة التي يعصى على الابرهيمي حلها حتى اليوم تكمن في صعوبة اقناع الطرفين بوقف النار، والجهة التي يمكن ان تضع حداً للاقتتال المدمر بشراً وحجراً ومؤسسات وتفرقة طائفية ومذهبية وتمهيد الاجواء لانقسامات لا يمكن احدا السيطرة عليها في حال وقوعها. ولفت الى ضرورة عدم التقليل من أهمية موقف “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الرافض إبقاء الاسد في سدّة الرئاسة حتى لو نزعت جميع صلاحياته وتشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين للنظام والمعارضة معاً، فهل ان روسيا مستعدة لدعم الابرهيمي وهي التي دعمت الاسد منذ انطلاقة المعارضة، فعطلت مشاريع قرارات كانت الولايات المتحدة الاميركية أعدت لطرحها على مجلس الأمن؟ الاكيد ان موسكو لا تضغط على الأسد لترك الرئاسة ولا لتغيير النظام، بل هي مع الحوار بين الطرفين المتنازعين توصلاً الى حل في ما بينهما. ويفيد المصدر ان موسكو تعتبر ان تحرك الابرهيمي يمكن ان يؤدي الى تسوية، لكن ثمة الكثير من العقبات يجب إزالتها ولا يمكن التكهن بنجاحه او اخفاقه، والمهم ان الرئيس باراك أوباما أوقف الهجوم المركز على الاسد والتركيز على تهمة استعماله الأسلحة الكيماوية في بعض المناطق ضد المسلحين المعارضين.

ويعتبر المصدر الديبلوماسي ان وقف الانتقاد الاميركي الرسمي للنظام في سوريا هو انعكاس لتفاهم مع الروس على دعم الابرهيمي الذي لم ييأس بعد من عدم التجاوب معه، ويلاحظ ان الاشتباكات بين الطرفين تزداد ضراوة وان اعداد الضحايا والجرحى ارتفعت نسبتها، وكذلك النزوح الداخلي والخارجي مما يرفع كلفة المساعدة الانسانية، وهو يدعو الى انتظار نتيجة زيارة الابرهيمي للعاصمة الروسية لمعرفة ما اذا كان سيطلب لقاء ثلاثياً مع كل من نائبي وزيري خارجية أميركا وليم بيرنز وروسيا ميخائيل بوغدانوف في جنيف لأن اللقاء إذا تحقق فسيكون المؤشر الى مدى تقدم الابرهيمي في مهمته او تعثره.

حلب المنكوبة بجوعها وأمنها… و«إمارة» الإسلاميين

صهيب عنجريني

هي عاصمة الاقتصاد السوري، وواسطة العقد على طريق خان الحرير، أم التجارة والصناعة، والمدينة التي ندر أن ترى أحداً من سكانها يشتكي من انعدام فرص العمل. وحتى بعدما صارت ميداناً لأعنف المعارك وتقطعت أوصالها، وسُفكت دماء أبنائها ما بين «التحرير» و«التطهير»، أصرَّ هؤلاء على التشبث بها، وخلقوا لأنفسهم فرص عملٍ وموارد بديلة. وبات طبيعياً أن ترى أحد صناعييها أو تجارها – من منتصف الهرم الاقتصادي – قد افترش ركناً على أحد أرصفتها يعرض فيه بضائع من شتى الأصناف، ليتحول كل حيٍّ من أحيائها إلى سوق شعبي يضم كلَّ ما يخطر ببال.

ولفترة طويلة شكَّل الغنى النسبيُّ، الذي تتميز به حلب، صمَّام أمان حال بين العديد من أبنائها وبين الانضمام إلى موجة التظاهرات التي شهدتها معظم مدن البلاد، التي كان للعامل الاقتصادي دورٌ أساسيٌّ فيها، على الرغم من إصرار الكثيرين على تجاهل هذا العامل. وبعد أن انشغل العالم بتساؤلات من قبيل «لماذا لم تتحرك حلب؟»، ها هي تكاد تنفرد بدفعها أبهظ ثمنٍ دفعته مدينة سوريَّة منذ بدء الأزمة في البلاد. ثمن تنوعت تجلياته بدءاً من دماء أبنائها وصولاً إلى أسوأ وضع معيشي عرفته المدينة منذ عقود طويلة. فالمدينة التي كانت حتى فترة قريبة قادرةً على إطعام البلاد بأسرها، باتت اليوم عاجزةً عن إطعام أبنائها، ورازحةً تحت واقعٍ مزرٍ بلا كهرباء ولا وقود، ولا خبز… ولا حتى مياه شرب!

الثَّمن الفادح

القاسم المشترك بين معظم الحلبيين هذه الأيام، هو حالة الذهول وعدم تصديق ما وصلت إليه مدينتهم، متداخلاً مع نقمة على كل الأطراف المتصارعة فيها. على الرغم من محاولة الحلبيين النأي بأنفسهم ومدينتهم عن هذا الصراع، وهي محاولاتٌ لم تأتِ من فراغ، فقد دفعت المدينة في الثمانينات ثمناً باهظاً عندما احتضنت جماعة الإخوان المسلمين. وعلى الرغم من أن حماه اشتهرت بأنها دفعت الثمن الأفدح في تلك الفترة، إلا أن الثمن الذي دفعته حلب لم يكن أقلَّ فداحة.

اهتمامٌ نسبي

مع قدوم الرئيس بشار الأسد إلى الحكم، تبدَّل الحال. وبدأت المدينة تنال قسطاً من الاهتمام الذي تستحقه، وخلافاً لوالده، زارها الأسد الابن مراتٍ عدة، فقفزت المدينة إلى واجهة المشهد الاقتصادي، وباتت عنواناً بارزاً للتقارب مع الجار التركي، ودخل عددٌ من رجالات المدينة إلى الدائرة المقرَّبة، بشقَّيها السياسي والاقتصادي. على سبيل المثال، حمل آخر تعديل حكومي ثلاثة من أبنائها إلى الحكومة الحالية تسلموا حقائب الصناعة والصحة والعدل.

أسهم هذا الاهتمام النسبي، متضافراً مع عوامل كثيرة منها غلبة الطابع التصوفي على نهج رجال الدين الإسلامي في المدينة، وإصرار أبرز الرموز الدينية للمدينة على الحؤول بينها وبين الانزلاق في الأزمة وعلى رأسهم مفتيها السابق د.إبراهيم سلقيني الذي توفي في أيلول العام 2011، في بقاء المدينة خارج حالة التظاهر إلى درجةٍ جلبت على حلب وأبنائها نقمة المعارضين. هؤلاء راحوا يتفننون في إهانة الحلبيين، سواء لفظياً عبر اتهامهم بفقدان النخوة وما إلى ذلك أم من خلال ممارسات حولتهم إلى أهداف مشروعة للخطف والسلب والتعذيب الجسدي في مناطق مثل مدينة معرة النعمان الواقعة على الطريق الدولي بين حلب ودمشق.

أزمات في عز الرخاء… فمنعطفٌ خطر

وقوف المدينة في صف النظام لم يَحل بينها وبين مختلف أنواع الأزمات المعيشية، ففي الوقت الذي كانت فيه السيارات تجوب مدناً مثل اللاذقية وطرطوس تبيع الغاز المنزلي بسعره النظامي (450 ليرة للأسطوانة الواحدة)، وصل سعرها في حلب إلى خمسة أضعاف. أضف إلى ذلك أزمات كانت تطال المازوت والبنزين ما بين فترة وأخرى. ويبدو أن السلطات قد اطمأنت إلى فكرة أن المدينة لن تنضم إلى الحراك أيّاً كانت المستجدات، فاكتفت بالتعامل مع تلك الأزمات على طريقة رد الفعل، من دون اتخاذ خطواتٍ وقائية… ولم تأكل حلب الزبيب والعسل كما أمُلَ أبناؤها. ومع تمكن مجموعات المعارضة المسلحة من بسط السيطرة على أجزاء واسعة من الريف الحلبي، انطلاقاً من محافظة إدلب، وجد هذا الريف نفسه في مهب الحلّ العسكري.

تصاعد العمليات العسكرية في الريف حمل أبناءه على النزوح إلى المدينة. نزوح اختلفت انعكاساته عن نزوح أبناء مدن حماه وحمص إلى حلب، فعدد كبير من أبناء الريف حلوا ضيوفاً لدى أقارب لهم يقطنون الأحياء الشعبية من المدينة، الأمر الذي أفرز ملامح بيئةٍ حاضنةٍ لتظاهرات انضمت إلى تلك التي دأبت على الخروج في جامعة حلب ومدينتها الجامعية. وكالعادة تم اعتماد الحل الأمني للتعامل معها، الأمر الذي ولَّد – بالتضافر مع الضَّخِّ الإعلامي التهييجي الذي اضطلعت به وسائل إعلام بارزة عبر مسار الأزمة السورية – شرارةً كانت مفصليةً في جرِّ الويلات إلى المدينة.

شكَّل تاريخ 20 آب منعطفاً خطيراً في المشهد الحلبي، حيثُ بثت بعض القنوات يومها مشاهدَ مباشرة لمعركةٍ دارت في حي صلاح الدين بين الجيش النظامي وبين ميليشيات الجيش الحر. تاريخ كان الانطلاقة الفعلية لـ«معركة حلب»، التي أكّد طرفاها أنها ستكونُ خاطفةً وحاسمة، غيرَ أنَّ أحداً لم يستطع حسم المعركة التي ناهزت أيامها الـ150 يوماً حتى الآن.

شعورٌ بالخذلان

شعورٌ بالخذلانٍ يملأ الحلبيين اليوم، على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم. «المؤيدون» يشعرون أن الدولة خذلتهم وتهاونت في حماية مدينتهم، وإلا فما معنى أن «تُحسم معركة دمشق مرتين متتاليتين خلال أيام معدودة، فيما تغرق حلب شيئاً فشيئاً في الدماء والظلام والجوع»، وفق تعبير هؤلاء؟ الرواية التي تحدثت عن «خيانة» كان بطلها رئيس فرع الأمن العسكري السابق محمد المفلح الذي «باع المدينة للأتراك وسهَّل دخول مسلحين إليها قبل أن تتم تصفيته لاحقاً» تلقى رواجاً كبيراً في أوساط المؤيدين، لكنَّ هذا لا يبرر، حسب رأيهم، تأخُّر الحسم، ولا بدَّ أنَّ هناك «خيانات أخرى ومتتابعة».

على المقلب الآخر، يقرُّ المعارضون بأنَّ رهانهم على «التحرير» عاد بنتائج مريرة، فمسلحو الجيش الحر بألويته وكتائبه الكثيرة «تعاملوا مع المدينة بطريقةٍ انتقامية، وكأنهم يعاقبون أبناءها على مواقفهم في بدايات الأزمة»، الأمر الذي تجلَّى في خروج تظاهراتٍ كثيرة في مناطق يسيطر عليها مسلحو المعارضة تطالبُ بخروج هؤلاء من أحيائهم، مرددينَ هتافاتٍ من قبيل «الجيش الحر حرامي… بدنا الجيش النظامي».

المدينة تنزلق في قبضة المتشددين

وسط حالة النَّقمة العامة، تلوحُ بوادر ظاهرة خطيرة تتجلى في إحكام المتشددين قبضتهم على بعض الأحياء، وباتت المدينة اليوم معقلاً رئيساً للتنظيمات الجهاديَّة، على رأسها «جبهة النُّصرة»، لا سيما في ريفها وأحيائها الشعبية. هذه التنظيمات تعتمد على ترغيب أبنائها حيناً، وعلى ترهيبهم أحياناً، كما تستفيد من قرب المدينة من الحدود التركية التي تشكل مصدراً دائماً لإمدادها بالأسلحة والجهاديين. وقد عمدَ هؤلاء إلى استغلال نفوذهم لتغيير لسان حال متظاهري الأحياء الشعبية ليصبح «الجيش الحر حرامي… بدنا الجيش الإسلامي». وترتكز «النصرة» في سبيل تأمين حاضنٍ شعبيٍّ لها على تأمين احتياجات المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها، فتقوم بتوزيع الخبز والمواد الغذائية، ما يبرّر رفع لافتاتٍ من قبيل «جبهة النصرة تمثلني… الائتلاف الاستعماري الفرنسي لا يمثلني» في تلك المناطق. وعند الحاجة لم يتورع مسلحو الجبهة عن استخدام القوة، حيث أطلقوا النار على متظاهرين رددوا هتافاتٍ ضدَّ أسلمة الحراك في حي بستان القصر، وهددوهم بالقول: «سنذبحكم يا كفرة» ومزّقوا لافتةً رفعها أحد المتظاهرين مكتوباً عليها: «لا إسلامية ولا علمانية بدنا إسقاط النظام». ويشرح أحد الناشطين واقع المدينة اليوم بالقول: «المخاوف من سطوة الإسلاميين المتشددين تبدو الأخطر في هذه المرحلة، فلهؤلاء هدفٌ لا علاقة له بسقوط النظام، إنهم يطمحونَ لإقامة إمارة إسلامية في حلب، ما يعني معركةً أخرى قادمة إلى المدينة في حال استطاع أحد الجيشين النظامي أو الحر حسم المعركة بينهما لصالحه، معركة ستكون أدهى وأمر مما يدور الآن».

وفي المحصلة، تجد حلب نفسها على مشارف العام الجديد ممزقةً بين جوعِ أبنائها وعطشهم، وبين شبح الإمارة الإسلامية، وبين حسمٍ لا يبدو أحدٌ من الأطراف على مشارف تحقيقه بعد… وهكذا تبلع المدينة الموسى على الحدَّين.

الغارديان: أعمال النهب والنزاعات وانقسام الولاءات تهدّد بتدمير وحدة مقاتلي المعارضة السورية

لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (الغارديان) البريطانية الجمعة، أن أعمال النهب والنزاعات وانقسام الولاءات في مدن سورية عديدة، وخصوصاً حلب، تهدّد بتدمير وحدة مقاتلي المعارضة السورية.

وقالت الصحيفة إن “السيارات والأسلحة التي يغنمها المتمردون من القوات الحكومية كانت حاسمة بالنسبة لهم منذ بداية الصراع في آذار/ مارس 2011، وفقاً لقادة ميدانيين ومقاتلين قابلتهم على مدى أسبوعين في شمال سوريا، مع دخول الحرب مرحلة جديدة أصبح فيها النهب وسيلة للحياة”.

وأضافت أن “الغنائم أصبحت الآن المحرّك الرئيسي للعديدة من جماعات المعارضة المسلّحة مع سعي قادتها إلى زيادة نفوذهم، ويبرز هذا الجانب بوضوح في مدينة حلب بشكل خاص، وفقاً لـ’أبو اسماعيل’، وهو ملازم شاب من عائلة ثرية كان يدير مشروعاً تجارياً ناجحاً قبل أن ينضم إلى القتال ضد نظام بشار الأسد”.

ونقلت الصحيفة عن أبو اسماعيل أن العديد من الكتائب المقاتلة التي دخلت إلى حلب في صيف هذا العام “جاءت من الريف ومعظم أفرادها فلاحون فقراء حملوا معهم قروناً من الأحقاد تجاه أثرياء المدينة”.

وقال أبو اسماعيل إن المعارضين “يريدون الانتقام من شعب حلب لأنهم شعروا أنه خانهم، غير أنهم نسوا أن معظم الناس في المدينة هم تجّار ومقاولون مستعدون لدفع المال للتخلص من هذه المشكلة”.

وأضافت أن “المعارضين كانوا مجموعة ثورية موحّدة.. لكنهم مختلفون الآن وهناك فئات موجودة في حلب للنهب وكسب المال فقط، وجماعات أخرى للقتال”.

واعترف أبو اسماعيل بأن الوحدة التي يقودها “مارست النهب لإطعام مقاتليها، وحصلت على وقود الديزل من مخصّصات مدرسة، وقايضت صفائح الماء بالخبز”.

وأشارت الغارديان إلى أن الكتيبة التي يقودها “أبو اسماعيل” مرغوب فيها أكثر من الكتائب المقاتلة الأخرى بسبب امتلاكها لامدادات الغذاء والوقود، في حين يفقد غيره من القادة الميدانيين مقاتليهم لعدم قدرتهم على إطعامهم ويضطر هؤلاء لتركهم والانضمام إلى مجموعات أخرى.

روسيا: الشعب السوري فقط هو من يقرر موعد رحيل الأسد

موسكو- ( دب ا): أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة أن الشعب السوري وحده هو من يقرر موعد رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد ولايجب أن يطرح المجتمع الدولي شروطا مسبقة.

جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده لافروف عقب مباحثاته مع نظيره المصري محمد كامل عمرو في موسكو، بحسب قناة (روسيا اليوم).

واضاف أن موسكو تتفق مع القاهرة على ضرورة ان تقرر شعوب المنطقة مصيرها دون تدخل خارجي.

وتابع ان روسيا تقيم الجهود المصرية الرامية إلى تسوية الأزمة في قطاع غزة وتجاوز الخلافات الفلسطينية الفلسطينية.

ومن جانبه قال الوزير المصري إن بلاده اتخذت موقفا واضحا منذ بداية الأزمة في سورية أي منذ عامين وهذا الموقف مبني على رفض التدخل العسكري الاجنبي لما له من أضرار.

وأضاف ان النظام السوري يستخدم العنف الشديد والاسلحة الثقيلة ضد المدنيين مشيرا الى انه لا بد من عملية انتقالية في سورية تضمن حكما ديمقراطيا يحفظ وحدة البلاد.

كان لافروف قد صرح خلال مباحثاته امس الخميس مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إنه لا يوجد هناك بديل عن التسوية السلمية في سورية من خلال حوار سوري شامل والعملية السياسية على أساس بيان جنيف.

ويشار إلى أن روسيا تساند بقوة حكومة الرئيس الاسد منذ اندلاع اضطرابات في بلاده منذ اذار/ مارس من العام الماضي واستخدمت حق النقض(الفيتو) لمنع صدور قرارات من مجلس الامن تتضمن اجراءات صارمة ضد دمشق.

وأدت الاضطرابات إلى مقتل نحو 45 الف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره لندن. غير انه يتعذر التحقق من هذه الأرقام لان الحكومة السورية ترفض دخول وسائل الاعلام ومنظمات الاغاثة الدولية البلاد.

روسيا توجه دعوة إلى رئيس الائتلاف الوطني السوري لإجراء مفاوضات

موسكو- (ا ف ب): وجهت الخارجية الروسية دعوة إلى رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب للمشاركة في مفاوضات بهدف حل النزاع السوري كما اعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الجمعة لوكالة انباء ريا نوفوستي.

واوضح أن اللقاء يمكن ان يعقد في موسكو او خارج روسيا على سبيل المثال في جنيف او القاهرة.

وقال بوغدانوف “لقد تم نقل الدعوة وقد وصلت إلى معاذ الخطيب”.

والخميس اجرى وفد سوري برئاسة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد محادثات في وزارة الخارجية الروسية.

وقال بوغدانوف “سنستمتع الى ما سيقوله لنا الاخضر الابراهيمي وبعد ذلك نتخذ قرارا بخصوص لقاء جديد” ثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة موضحا ان مثل هذا اللقاء يمكن ان يعقد في كانون الثاني/ يناير بعد عطلة الاعياد في روسيا.

وكان الناطق باسم الدبلوماسية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش اعتبر الخميس انه من الضروري “القيام بمبادرات نشطة وحازمة من اجل وقف حمام الدم” في سوريا.

كما نفى بشكل قاطع وجود وجود اتفاق بين الروس والامريكيين حول تشكيل حكومة انتقالية مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد إلى حين انتهاء ولايته في 2014، كما كانت اوردت بعض الصحف.

ومن المرتقب ان يجري وزير الخارجية المصري محمد عمرو محادثات في موسكو الجمعة حول سوريا ايضا.

وكانت روسيا عرقلت، مع الصين، حتى الان كل مشاريع القرارات في مجلس الامن الدولي التي تندد بالرئيس السوري بشار الاسد وتمهد الطريق امام فرض عقوبات او اللجوء الى القوة.

كما رفضت موسكو رغم استياء الغرب، وقف تعاونها مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

واوقع النزاع في سوريا اكثر من 45 الف قتيل خلال 21 شهرا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يوجد مقره في دمشق ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمندوبين في كل انحاء سوريا.

الأناضول: 55 منشقاً عن الجيش السوري يصلون تركيا بينهم ضابطان طياران

أنقرة- (يو بي اي): ذكرت وكالة أنباء (الأناضول) التركية الجمعة، أن 55 منشقاً عن الجيش السوري بينهم ضابطان طياران كبيران لجؤوا إلى تركيا.

وأفادت أن “ضابطين طيارين تقلّدا مناصب قيادية مناطقية لغاية انشقاقهما عن النظام”، هما ضمن مجموعة من 55 منشقاً وصلوا مع عائلاتهم إلى تركيا.

وذكرت أن بين المجموعة الجديدة من المنشقين 14 ضابطاً من مختلف الرتب، و3 ضباط صف، وصلوا مع عائلاتهم إلى منطقة الريحانية التابعة لولاية هاتاي، بعد عبورهم من قرية بوكولماز.

وبعد أن طلب المنشقون اللجوء من السلطات المحلية، أخذت بياناتهم، حيث نقلوا إلى مخيم أبايدن للاجئين العسكريين، تحت حماية أمنية مشددة.

ويبلغ عدد الجنرالات السوريين المنشقين اللاجئين في تركيا 49.

وكان اللواء الركن عبد العزيز الشلال، قائد الشرطة العسكرية في دمشق، الذي أعلن انشقاقه، عن النظام السوري وصل الثلاثاء الفائت إلى تركيا بعد اللجوء إليها.

مقاتلو المعارضة يقتحمون مطار منغ العسكري في ريف حلب

الإبراهيمي يغادر دمشق بخطة أساسها ‘حكومة صلاحيات كاملة’ والنقاش جار حول من سيشرف على المؤسسة العسكرية

دمشق ـ ‘القدس العربي’ 2 من كامل صقر: خمسة أيام قضاها المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في ربوع العاصمة دمشق، قبل أن يغادرها ألقى الإبراهيمي ببعض ما في سلته أمام وسائل الإعلام.

دون أن يسميها صراحة، كشف الإبراهيمي عن خطة مبدئية للسير نحو حل للأزمة السورية، فقال انه يجب أولاً وقف العنف على أن يخضع لمراقبة قوات حفظ سلام دولية ترضى بها جميع الأطراف، وبعد ذلك تنتقل البلاد نحو تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات.

الابراهيمي شرح للصحافيين معنى مصطلح ‘كاملة الصلاحيات’ بقوله انها تعني أن كل صلاحيات الدولة ستكون لدى هذه الحكومة وأنها هي التي تتولى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية، على أن تنتهي المرحلة الانتقالية بانتخابات، وهنا عاد الابراهيمي للشرح والتفسير فأوضح أن تلك الانتخابات، إما تكون رئاسية إذا تم الاتفاق على أن يكون نظام الحكم في سوريةرئاسيا أو انتخابات برلمانية إذا اتُفق على نظام حكم برلماني.

لم يُشر الإبراهيمي إلى موقع رئاسة الجمهورية الحالي ولا إلى مصير الرئيس الأسد في خطته هذه لكن مصادر سورية مطلعة قالت لـ ‘القدس العربي’ ان خطة الابراهيمي هذه تشمل بقاء الأسد في الرئاسة وان الخلاف والبحث يجري في حجم صلاحيات الحكومة الانتقالية، هل ستنتزع من الأسد صلاحيات كبيرة أم لا، وماذا عن موقع المؤسسة العسكرية هل ستنضوي تحت ستار الحكومة الانتقالية أم ستبقى ضمن صلاحيات الأسد، المصادر تجزم بالاحتمال الثاني.

لأول مرة يشير الإبراهيمي بطريقة غير مباشرة إلى أن بعض دول الجوار يؤثرون بشكل سلبي على مجريات الأزمة السورية، وطالب الجميع بالمساعدة على الخير وليس على الشر عندما قال ان ‘الحل يتم عن طريق تقارب وجهات نظر السوريين، وإذا لم يكونوا قادرين على ذلك لوحدهم يجب على المجتمع الدولي وعلى جيرانهم أن يساعدوهم على الخير وليس على الشر’.

في دمشق حزم الإبراهيمي أمره وأعلنها صراحة أن اتفاق جنيف هو البوصلة السياسية لحل الأزمة السورية وأن هذا الاتفاق صالح لكل الأزمان، وقال: ‘نحن واثقون أن اتفاق جنيف فيه ما يكفي من العناصر لوضع مخطط يمكن أن يُنهي الأزمة … النقاط التي فيه صالحة لكل زمان ومكان’.

مصادر أممية قريبة من الابراهيمي في دمشق أكدت لـ ‘القدس العربي’ أن الابراهيمي وقبل مغادرته دمشق كان متفائلاً بنجاح مساعيه ولولا ذلك لما أقام مؤتمراً صحافياً وتحدث بشيء من الإسهاب.

جاء ذلك بينما اعلن اكبر تحالف للمعارضة السورية الخميس انه منفتح على اي عملية انتقال سياسي في سورية لا يكون الرئيس بشار الاسد والمقربون منه جزءا منها.

وقال الناطق باسم الائتلاف الوطني وليد البني ‘ما يتعلق بدعوات الحلول السياسية، فلا يمكن للائتلاف الوطني السوري ان يقبل اي مبادرة لحل سياسي في سورية ما لم يكن بندها الاول رحيل النظام بكل رموزه ومرتكزاته، فلا يمكن لمن ارتكب كل تلك الجرائم التي اودت بحياة عشرات الآلاف من الشهداء وهجرت ملايين السوريين داخل الوطن وخارجه، ان يكون جزءا من اي حل سياسي’.

وفي موسكو اجرى وفد سوري برئاسة نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الخميس محادثات في وزارة الخارجية الروسية فيما نفت موسكو وجود خطة مشتركة مع الولايات المتحدة لانهاء الازمة في سورية.

واجرى المقداد محادثات صباح الخميس في مقر الخارجية في موسكو كما اعلن المتحدث باسم الخارجية الكسندر لوكاشفيتش، مضيفا انه سيتم اعلان النتائج في وقت لاحق في النهار.

واضاف للصحافيين ان ‘اللقاء عقد، وسنعلن النتائج لاحقا’.

وفي الوقت نفسه، نفت وزارة الخارجية الروسية الخميس وجود خطة روسية امريكية لحل النزاع في سورية كانت اشارت اليها معلومات صحافية. وقال الناطق باسم الوزارة الكسندر لوكاشفيتش ‘لم يكن هناك وليس هناك مثل هذه الخطة، وليست موضع بحث’.

وكان الناطق الروسي يرد على سؤال حول احتمال وجود اتفاق بين الروس والامريكيين حول تشكيل حكومة انتقالية مع بقاء الرئيس السوري بشار الاسد الى حين انتهاء ولايته في 2014.

واضاف لوكاشيفيتش ان ‘جعل رحيل رئيس منتخب حجر اساس لاي حوار هو انتهاك لكل الاتفاقات التي تم التوصل اليها’ في جنيف.

ميدانيا، تمكن مقاتلون معارضون الخميس من اقتحام مطار منغ العسكري في ريف حلب بعد حصار لمدة اشهر ومعارك عنيفة استمرت ايامأ، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

وقال المرصد في بيان مساء ‘تمكن مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة اقتحام مطار منغ العسكري من عدة محاور، وتدور الان اشتباكات عنيفة داخل اسوار المطار وذلك بعد حصار واشتباكات في محيطه استمرت لعدة ايام’.

وقال الناشط الاعلامي في محافظة حلب ابو هشام في بريد الكتروني بعث به الى وكالة فرانس برس مرفق بمقاطع قصيرة من اشرطة فيديو ان ‘اشتباكات عنيفة تدور الان بين عناصر الجيش الحر وعصابات الاسد المتواجدة داخل مطار منغ العسكري’، مشيرا الى ‘انشقاق بعض العناصر من داخل المطار وحرق احدى غرف العسكريين واحاطة المطار بقناصي الجيش الحر من مختلف الجهات واستهداف عناصر الجيش الاسدي’.

وفي احد الاشرطة، يمكن مشاهدة قناص يطلق النار نحو مباني المطار، بحسب ما يقول المصور. كما اظهر شريط فيديو آخر طائرة مروحية قطع ذيلها في المعركة، بحسب ما يقول المصور.

ويظهر شريطان آخران مقاتلين من ‘جبهة النصرة’ وآخرين من ‘لواء عاصفة الشمال’ يقصفون بقذائف الهاون على مواقح للقوات النظامية داخل المطار، بحسب المصور، ويقتربون من سور المطار.

ووصف بيان مسجل للجيش الحر في شريط فيديو ‘جبهة مطار منغ العسكري’ بأنها ‘آخر معاقل الاجرام الاسدي في ريف حلب الشمالي’، مشيرا الى ان ‘ابطال الجيش الحر يخوضون معركة الحسم’ في هذه المنطقة.

يعلون: أمريكا تستعد لاحتمال تدخل عسكري في سورية

تل أبيب ـ يو بي آي: قال نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، موشيه يعلون، الخميس، إن الولايات المتحدة تستعد لاحتمال تدخل عسكري في سورية في حال استخدم النظام السوري أسلحة كيميائية.

وقال يعلون للإذاعة العامة الإسرائيلية، إن ‘الولايات المتحدة تستعد لاحتمال أن تكون هناك حاجة للتدخل في سورية في حال وجود تخوف من أنها ستوجه سلاحها الكيميائي ضد مواطنيها، أو أنه قد يسقط في أيدٍ غير مسؤولة’، في إشارة إلى تنظيمات مسلحة وبينها حزب الله. واضاف أن ‘الولايات المتحدة تقود حملة سياسية بهذا الشأن، كما أن جهات إسرائيلية تتابع ما يحدث في سورية’.

وكرر تقديره أنه ‘لا يوجد تخوف الآن من توجيه السلاح الكيميائي السوري ضد إسرائيل’.

ورفض يعلون الرد على سؤال حول الأنباء التي ترددت أمس بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى سراً مؤخرا بملك الأردن عبد الله الثاني في عمان وبحث معه الوضع في سورية وخاصة مصير الأسلحة الكيميائية.

لكنه شدد على ‘وجود علاقات استراتيجية بين إسرائيل والأردن ورغم الخلافات إلا أنه توجد للدولتين مصالح مشتركة’.

ونقلت الصحف الإسرائيلية الصادرة امس عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية إقرارهم من دون الكشف عن هويتهم، بانعقاد لقاء سري بين نتنياهو والملك عبد الله الثاني، لكنهم رفضوا التحدث عن مكان وموعد هذا اللقاء.

الاسد لن يغادر بإرادته

صحف عبرية

مثل العاملين في الارصاد الجوية أو المنجمين الذين ينتظرون تجسد نبوءاتهم، تفحص أوساط في الغرب كل مؤشر أو علامة تشهد على السقوط القريب للرئيس السوري بشار الاسد. هكذا مثلا، نار صواريخ سكاد، التي بدأ الجيش السوري يطلقها يوم الجمعة، تدل برأي زعماء في الغرب على أن هذه هي المرحلة الاخيرة في القتال. نصف دزينة صواريخ سكاد اطلقت في القسم الشمالي من سوريا وسقطت على مسافة 30 كيلو مترا من الحدود التركية. وغمرت صور الدمار الفظيع الذي احدثته الصواريخ شبكة الانترنت، حيث اعتقد الناس هناك بان ‘الاسد وصل الى مرحلة اليأس الاخيرة’.

وبالتوازي، فان تصريحات مسؤولين روس كبار تبث الامل في أن موسكو قد تغير قريبا جدا موقفها وتتعاون مع الغرب في مساعي اقصاء الاسد. ‘نحن نتوقع ان يكون في سوريا نظام يعتمد على النظام الديمقراطي الذي ينتخب حسب ارادة الشعب’، قال فلاديمير بوتين في مؤتمر في بروكسل. ‘لسنا محامي النظام القائم، ولكن علينا أن نتفق بداية على كيف ستكون طبيعة النظام القادم’.

وبالمقابل، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بان ‘روسيا لا تعنى بتغيير نظام الاسد أو باقناعه بالمغادرة’. وقد جاءت أقواله ردا على تقرير يقول ان بعضا من زعماء الدول العربية طلبوا من روسيا اقناع الاسد بان يغادر بارادته. وقال لافروف، ‘اذا كان أحد يرغب في أن يعرض عليه المغادرة، فليراسله ليعرض عليه ذلك مباشرة’.

وتوضح روسيا منذ زمن بانها لا تصر على بقاء الاسد، ولكن تصريحات مسؤوليها هذه المرة تشير الى أنها ليس فقط لا تستطيع اقناعه بالمغادرة، بل انها تفقد السيطرة على الامور. وهكذا فانها قد تخسر موقعها في سوريا لحكم المعارضة الخاضعة للنفوذ الامريكي. والنتيجة هي أن روسيا منشغلة الان بقدر اكبر في فحص مخططات بديلة تضمن مكانتها في سوريا من ضمان حكم الاسد.

اما تركيا والولايات المتحدة من جانبهما فقد تقدمتا بخطة تقضي بان يوافق الاسد على الانصراف من الحكم في غضون ثلاثة اشهر يجري فيها انتقال مرتب للحكم الى الائتلاف الوطني السوري، الذي يتشكل من ممثلي حركات المعارضة. اذا ما قبل الاسد العرض فسيضمن له لجوء سياسي، وتتمتع سوريا بمساعدة غربية واسعة النطاق لاعادة بنائها.

ولكن الاسد يرفض في هذه الاثناء حتى عروضا اكثر توقعا، مثل طلب الوسيط من الامم المتحدة، الاخضر الابراهيمي لقاءه. يبدو أن القرار الاستراتيجي السوري هو مواصلة القتال في المعركة التي تتبين كمعارك استنزاف طويلة دون قدرة على الحسم ضحاياها الكثيرة ليسوا فقط رجال النظام او الثوار بل وأيضا مواطنين كثيرين يصفون على خلفية طائفية.

في المعركة أمس والتي بلغ فيها عن نحو 50 قتيلا على الاقل، اطلق الثوار لاول مرة النار على طائرة مدنية قرب مطار حلب. كما بلغوا عن السيطرة على الطريق بين درعا ودمشق، بشكل كفيل بان يمنع عبور الذخيرة الى الجيش في جنوبي الدولة. وحسب تقارير اخرى، فقد سيطر الثوار ايضا على بلدات في لواء دمشق ومعارك شديدة تدور رحاها قرب القصر الرئاسي.

وفي نفس الوقت، علم الجيش السوري الحر بان 11 كتيبة، بما فيها المقاتلون الاسلاميون، قررت توحيد الصفوف واقامة الجبهة الاسلامية السورية التي هدفها اقامة دولة شريعة بعد التحرر من حكم الاسد. وجاء في البيان انها تعتمد على قوات عسكرية ومدنية عمل بروح الاسلام وان قواتها تسيطر على اجزاء من حمص وعلى اطراف حلب.

هذه الجبهة لا توجد كل الكتائب الاسلامية ويبدو أيضا انها لا تنسق العمل مع جبهة النصرة الراديكالية التي تعتبر فرعا للقاعدة في سوريا واعتبرتها الولايات المتحدة منظمة ارهابية. ان الانقسام في قوى الثورة الى جانب الخلافات السياسية بين عناصر المعارضة السياسية تجعل من الصعب وضع خطة عسكرية سياسية متفق عليها قبيل المرحلة التالية.

تسفي بارئيل

هآرتس – 24/12/2012

الأسد يتجنب الحسم في الأرياف ودولة علوية تتطلب تطهيرا طائفيا في اللاذقية وعرسال

عمان ـ ‘القدس العربي’: تراقب مجموعات عمل دولية وعربية ما يمكن أن يجري خلال الأيام القليلة المقبلة في مدينتين سوريتين هما اللاذقية وعرسال تحديدا لبناء حالة تفحص عملياتية تناقش سيناريوهات محتملة لإنتقال الرئيس السوري بشار الأسد لمستوى الإنغلاق على دولة علوية.

ويؤكد مصدرعربي رفيع المستوى وعلى علم بما تناقشه غرف عمليات معنية بالمشهد السوري لـ’القدس العربي’ بأن مراقبة حثيثة لوضع بعض المدن السورية وتحديدا اللاذقية تجري لتقييم إحتمالات لجوء الرئيس الأسد لخيار الدولة العلوية وهو خيار يريد الأمريكيون وحلفائهم في المنطقة منعه بأي ثمن.

وقفزت مثل هذه التقييمات إلى واجهة الأحداث بعد رصد تحصينات ذات طبيعة عسكرية في المناطق العلوية حيث يرى المصدر المشار إليه بأن سماح النظام بأي إعتداءات ذات طبيعة طائفية على المواطنين السنة في مدينة اللاذقية يعني بداية عملية تطهيرعرقية طائفية في بعض المناطق تمهيدا لإقامة نظام علوي.

ووفقا للتحليلات الأولية تتطلب دولة علوية ليس فقط السيطرة التامة على مدن الساحل السوري ولكن ترحيل أو إستهداف أو تقليل عدد المواطنين من اهل السنة في بعض المناطق والمدن الإستراتيجية وأهمها اللاذقية شمالا وعرسان بمحاذاة الحدود مع لبنان.

وإعتبر المسؤول العربي البارز في حديثه لـ’القدس العربي’ بأن حصول عمليات تستهدف السنة في اللاذقية وعرسال تحديدا يعني ضرب جرس الإنذار لبداية عملية تأسيس دولة علوية تحكم حدودها الإستراتيجية عبر الشريط الساحلي مع وجود نقطة تواصل حيوية مع لبنان وحزب إلله في جنوب لبنان وهي الوضعية الإستراتيجية التي توفرها مدينة عرسال الصغيرة.

ومن الصعب أن يتمكن الرئيس السوري بشار الأسد من تنفيذ سيناريو من هذا النوع مع وجود مساحات نفوذ محتملة لخصومه أو للسنة في اللاذقية وعرسان على أن الإنتقال لفرض دولة علوية على الخارطة السورية لا يبدو أنه الخيار المبكر للرئيس الأسد حاليا حيث يحشد ويجمع قواته قرب وفي محيط دمشق ويتساهل عسكريا في الأرياف والأطراف والمدن الأخرى.

وقالت تقارير ميدانية قرأت عبر لجان تتابع تطورات الوضع السوري ميدانيا وعلمت ‘القدس العربي’ بها بأن الرئيس بشار لا يريد التركيز على ‘حسم عسكري’ في الأطراف والأرياف ويركز مرحليا على العاصمة دمشق.

وإستندت هذه التقارير إلى معلومات إستخبارية عن تحشيد المزيد من قوات النظام حول العاصمة دمشق.

وعن وصول دفعة جديدة من صواريخ ستنيغر الأمريكية إلى أيدي مقاتلي الجيش السوري الحر بعد أنباء عن وجود نشاط يستهدف تحديد مكان إقامة أو إختياء الرئيس السوري الذي غادر القصر الجمهوري في أطراف دمشق.

جبهة النصرة تنفي علاقتها بالقاعدة.. وتنتقد الائتلاف الوطني وتدعو لانشاء دولة اسلامية

في بداية 2012 كانت دمشق وحلب في يد الاسد وفي نهاية العام يقاتل الديكتاتور الفاقد للاحساس لاستعادة السيطرة عليهما

لندن ـ ‘القدس العربي’: اعتبرت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ انشقاق الجنرال عبد العزيز جاسم الشلال، قائد الشرطة العسكرية السورية، صفعة جديدة في سلسلة من الانشقاقات التي حدثت على مستوى القيادة. وتقول ان في الانشقاق علامة على ان القيادات العليا في النظام تعتقد ان انهيار حكم بشار الاسد اصبح امرا لا مفر منه، مع اعترافها، ان كلمة ‘لا مفر منه’ لا تعني وشيكا.

وتضيف ان الشلال هو الاخير من سلسلة من المنشقين البارزين من رئيس الوزراء الى عدد من الجنرالات، والمتحدث باسم الخارجية السورية. وكل هذا يحدث والاسد يتعامل مع الانشقاق على انه عمليات ‘تطهير’ للعناصر المترددة والتي لا تمتلك الشجاعة لمواصلة القتال. وهذا الموقف اللامبالي مثير للاشمئزاز ان اخذنا بعين الاعتبار ان محاولاته العنيدة التمسك بالسلطة ادت الى مقتل اكثر من 40 الفا في اقل من عامين.

وتضيف انه مع حلول العام الجديد، واقتراب الذكرى الثانية للانتفاضة فربما كان مفيدا له ان يقف ويتأمل الوضع، فمع بداية عام 2012 كان الاسد يسيطر سيطرة كاملة على عاصمتي البلاد دمشق وحلب ومعظم الحدود الشمالية مع تركيا. واليوم فهذا الديكتاتور الفاقد للاحساس يقاتل من اجل الحفاظ على المدينتين الكبيرتين في سورية فيما يسيطر اعداؤه على معظم ريف دمشق.

وتختم بالقول ان الاسد لو ظل لديه اي فهم للواقع فسيعرف ان خياراته تتبخر، فحسب تقدير مطلع فالبنك المركزي السوري لا يملك سوى 3- 4 مليارات دولار وهو الاحتياط الذي يتناقص بسبب النفقات الشهرية على الحرب التي تكلفه مليار دولار في الشهر، فقريبا سيعتمد الاسد على حلفائه الايرانيين لدفع رواتب جنوده وشراء اسلحته.

خطة معقدة

ويأتي انشقاق الشلال بعد اسبوع واحد من اجتياز 13 جنرالا الحدود مع تركيا، فيما لم تتضح بعد الظروف التي خرج فيها المتحدث باسم الخارجية مقدسي الذي قالت صحيفة ‘الغارديان’ انه خرج بمساعدة امريكية وانه يتعاون مع الاستخبارات الامريكية ‘سي اي ايه’ فيما نفت الخارجية الامريكية علمها بوجوده على الاراضي الامريكية. ويعتقد ان هناك عددا كبيرا من الجنرالات ممن يتحينون الفرصة للانشقاق لكنهم تحت مراقبة شديدة من الامن وهذا ما برز في بيان الشلال الذي قال ان ‘الوضع لا يسمح لهم’. وتتعامل الدول الغربية مع انشقاقات مثل هذه على انها دليل على تفتت النظام من الداخل وان من يحيط بالاسد من المستشارين والقادة يعتقد ان نظامه سينهار لا محالة. وبحسب منسق في الجيش الحر نقلت عنه صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان اخراج الشلال من سورية كانت عملية معقدة حيث استخدم فيها الجيش الحر الخيول والدراجات النارية وكذا المشي عبر الجبال بين البلدين، تركيا وسورية. وقال لؤي مقداد المتحدث باسم الجيش الحر انهم يرحبون بأي انشقاق وانهم لا يخشون ابدا من انتقام النظام لانه نهايته صارت ‘مسألة اسابيع’.

واقترح الشلال انه كان يعمل مع المعارضة منذ مدة طويلة، لكن صحيفة ‘التايمز’ البريطانية نقلت عن ناشطين في المعارضة قولهم ان الشلال كان قد همش بسبب شكوك النظام في تعاونه مع المعارضة، فيما نقل عن مسؤول امني في النظام قوله ان الشلال كان سيتقاعد من مهامه وانه بانشقاقه اراد ان يلعب ‘دور البطل’. وفي تعليق على انشقاق الجنرال قالت ‘اندبندنت’ البريطانية ان حديث الشلال عن استخدام النظام للاسلحة الكيماوية في حمص ستكون انباء مهمة للمعارضة ولمن يدعمها من القوى الاجنبية. وقالت الصحيفة ان حديث الشلال عن استخدام الاسلحة الكيماوية يؤكد التقارير الصحافية من ان الجيش السوري استخدم غازا يشك انه غاز الاعصاب في المعارك ضد المعارضة في مدينة حمص. ونقلت قناة ‘الجزيرة’ القطرية عن ناشط في المدينة قوله انهم لا يعرفون طبيعة الغاز الذي استنشقوه.

واضافت ان موضوع الاسلحة الكيماوية واستخدامها سيكون رئيسيا في محادثات الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي اثناء زيارته الاحد لموسكو. وقد استبقت الحكومة السورية زيارة الابراهيمي بارسال نائب وزير الخارجية فيصل مقداد لمناقشة المقترحات التي حملها الابراهيمي لدمشق مع المسؤولين الروس. ونقل عن مسؤول لبناني مطلع ان المسؤولين السوريين متفائلون من المحادثات مع الابراهيمي.

وخلال الانتفاضة السورية ظل الحديث يدور حول امكانية النظام من الداخل الا ان اعتماده على النخبة العلوية قلل من الامال، فيما ايضا ظل الحديث يدور حول انشقاق الجنود، والذي لم يحصل بصورة جماعية كما في الحالة الليبية، وهناك الالاف من الجنود ممن قرروا الانشقاق بسبب ما رأوه قسوة من النظام واستخدامه العنف وقصف المدنيين، وهذا ما اشار اليه الشلال في بيانه، خاصة ان النظام الان يستخدم الطائرات في قصف المدنيين، ولوحظ استخدامه صواريخ سكود الروسية الصنع في عدد من المرات.

مع جبهة النصرة في حلب

في تقرير مطول لمجلة ‘التايم’ التقت مراسلتها رانيا ابو زيد مع قيادي في جبهة النصرة التي صنفتها الخارجية الامريكية من ضمن الجماعات الارهابية في الحادي عشر من الشهر الحالي، حيث نقلت عن ابو عدنان تعليقه على الخطوة الامريكية بقوله ان القرار لا يعتبر مشكلة للجماعة.

واضاف القيادي الذي وصفته بانه باحث في الشريعة ‘نعرف الغرب واساليبه القمعية، ونعرف وسائل الاضطهاد التي يمارسها مجلس الامن واكاذيب المجتمع الدولي، هذا ليس جديدا ولا يعني لنا اي شيء’. وتعتبر الجبهة من الجماعات الفاعلة في الانتفاضة واعلنت مسؤوليتها عن اكثر من 600 عملية قتلت وجرحت المئات من السوريين. ومع ان الجبهة لم تكن معروفة قبل بداية العام الحالي الا ان ابو عدنان يقول انها كانت ناشطة قبل ذلك. ويؤكد ابو عدنان ان جماعة النصرة لا تختلف عن الجماعات الاخرى فهي سنية تشبه في ايديولوجيتها الجماعات السلفية السورية من مثل ‘احرار الشام’ و ‘لواء التوحيد’.

والفرق الوحيد بين جماعته والاخرين يكمن في طبيعة المقاتلين، حيث قال انهم يركزون على شخصية المقاتل الذي يقبلونه في صفوفهم وهم يركزون على النوعية لا العدد. فهم لا يقبلون المدخنين واي عضو جديد يطلب منه اكمال دورة دينية لمدة عشرة ايام للتأكد من معرفته الدينية وتقييم اخلاقه وسمعته، ويتبع ذلك تدريبا عسكريا مدته ما بين 15- 20 يوما. ومع ان الولايات المتحدة في تبريرها لقرارها قالت ان جبهة النصرة مرتبطة بالقاعدة وان اساليبها تشبه تلك الاساليب التي يستخدمها تنظيم القاعدة في العراق الا ان ابو عدنان ينفي الاتهامات قائلا ‘لا نشبه القاعدة في العراق ولسنا جزءا منهم’.

فتنة

ويشير تقرير المجلة الى مخاوف المقاتلين من ان القرار صمم كي يقسم صف المعارضة المسلحة ويحدث ‘فتنة’ او كذريعة لعدم تسليح المعارضة خاصة ان معظم العمليات تتم بالتنسيق والتعاون مع فصائل المعارضة المختلفة وجبهة النصرة. والاخيرة لا تنتظر الدعم الخارجي ففي هجماتها على القواعد العسكرية التابعة للنظام تحصل على اسلحة اكثر مما تقدمه اي دولة، كما ان الدعم الخارجي من المتطوعين الاجانب يعتبر مصدر قوة لها، من ناحية بشرية ومالية ايضا. ويقول ابو عدنان ان الجماعة لا تهتم بالاعلام، لانه ليس اولوية لهم، حيث تقدم اخبارها عبر جناحها الاعلامي ‘المنارة البيضاء’ والذي تبث مواده عبر موقع شموخ الاسلام، وهو موقع مؤيد للقاعدة.

واضاف ابو عدنان ان تصوير افلام الفيديو يعتبر اولوية لبعض الجماعات لانه يساعد في حصولهم على التمويل من الخارج. واكد ابو عدنان ان زعيم الجماعة لا يزال ابو محمد الجولاني على الرغم من ان التقارير اقترحت ان زعيمها الجديد هو صهر ابو مصعب الزرقاوي، زعيم القاعدة في العراق الذي قتل عام 2006. ولا تعرف هوية ابو محمد الجولاني، حيث يتكتم التنظيم عليها، ففي لقاء جمع احرار الشام وصقور الشام ولواء التوحيد والجبهة ظل الجولاني ملثما طوال الجلسة. ويقول ابو عدنان ان جبهة النصرة وسعت وجودها في سورية حيث عين لكل منطقة قائد ومفتي.

واشار ابو عدنان لرفض الجماعة الائتلاف الوطني الذي شكل بدعم غربي، حيث اعلنت الجبهة عوضا عن ذلك عن نيتها اقامة دولة اسلامية في حلب وهو ما رفضته جماعات المعارضة.

وقال ‘تعتقد المعارضة في المنفى اننا سنخيف الغرب واوروبا ان اقمنا دولة اسلامية، نحن لسنا دولة اسلامية الان فماذا قدمت لنا هذه الدول في عام وتسعة اشهر؟’. وعن مخاوف الاقليات، قال ان عليها ان لا تخاف، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان له جار يهودي. ومن لم يشارك في قمع والاضرار بالناس فله حقوق وعليه واجبات وفقط من تلوثت يداه بالدم، ايا كانوا من الاقليات اوغيرها فلن يلقى الا الرحمة. ودافع عن عدد من الاشرطة التي اظهرت مقاتلي الجبهة وهم يقتلون مؤيدين غير مسلحين للنظام، مؤكدا انهم كانوا مقاتلين.

الابراهيمي يدعو الى تغيير ‘حقيقي’ في سورية وحكومة انتقالية ‘كاملة الصلاحيات

دمشق ـ ا ف ب: دعا الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي في مؤتمر صحافي في دمشق الخميس الى تغيير ‘حقيقي’ في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة الى حين اجراء انتخابات جديدة، محذرا من ان الوضع في سورية يشكل ‘خطرا كبيرا على الشعب السوري والجوار والعالم’.

وقال الابراهيمي الذي التقى في مطلع الاسبوع الرئيس السوري بشار الاسد ان ‘الوضع في سورية يشكل خطرا كبيرا ليس فقط على الشعب السوري وانما على دول الجوار بل على العالم’.

واكد الابراهيمي ان ‘الوقت ليس في صالح احد’، معبرا عن امله في ان ‘يساعد كل من له امكانية على الخروج من هذه المحنة التي تتخبط فيها سورية والا يبخل بالجهد’.

وقال الابراهيمي ان ‘التغيير المطلوب ليس ترميميا ولا تجميليا. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع الى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع’.

ودعا الى تشكيل حكومة ‘كاملة الصلاحيات’، موضحا ان ‘كل صلاحيات الدولة يجب ان تكون موجودة في هذه الحكومة’. واشار الى ان هذه الحكومة يجب ان ‘تتولى السلطة اثناء المرحلة الانتقالية’ التي يجب ان تنتهي بانتخابات.

وقال الابراهيمي ان الانتخابات ‘اما ان تكون رئاسية ان اتفق ان النظام سيبقى رئاسيا كما هو الحال، او انتخابا برلمانيا ان تم الاتفاق على تغيير النظام في سورية الى نظام برلماني’.

وشدد على اهمية الا تتسبب المرحلة الانتقالية ‘بانهيار الدولة ومؤسسات الدولة’.

ومن المقرر ان تنتهي الولاية الحالية للرئيس بشار الاسد في 2014، بينما تستمر ولاية مجلس الشعب الذي اجريت انتخاباته في ايار (مايو) الماضي، في 2016.

ولم يوضح الابراهيمي ما سيكون مصير الاسد في خطته.

وقال انه لم يقدم مشروعا متكاملا ‘في الوقت الحالي’، مؤكدا انه يفضل ان يقدم مشروعا كهذا في وقت ‘تكون الاطراف وافقت عليه كي يكون تنفيذه سهلا’.

وتابع موفد الامم المتحدة والجامعة العربية انه في حال عدم التمكن من ذلك ‘قد يكون الحل الآخر هو الذهاب الى مجلس الامن واستصدار قرار ملزم للجميع’.

وفشل مجلس الامن في استصدار اي قرار متعلق بالازمة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس الاسد منتصف آذار (مارس) 2011 نظرا لاستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) للحؤول دون اي قرار يدين النظام السوري الذي يدعمانه.

ونفى الابراهيمي كماوزارة الخارجية الروسية، ان يكون حمل مقترحا اميركيا روسيا للحل، وذلك بعد معلومات نشرتها وسائل اعلام عن حصول مثل هذا الاتفاق خلال اجتماع الابراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الامريكية هيلاري كلينتون في دبلن في السادس من كانون الاول (ديسمبر).

وصرح الابراهيمي ‘قال البعض في سوريا وخارج سورية انني اتيت لتسويق مشروع امريكي روسي. يا ليت هناك مشروع امريكي روسي’.

واوضح ان اجتماع دبلن كان بمبادرة منه ‘لان هاتين الدولتين لهما من التأثير ومن المسؤولية العالمية ما يؤهلهما ان تساعدا في البحث عن الحلول’ في سورية.

وتحدث عن اجتماعه ايضا في وقت سابق من هذا الشهر مع نائبي لافروف وكلينتون، ميخائيل بوغدانوف ووليام بيرنز، مشيرا الى ان ثمة اجتماعات مقبلة مع الطرفين.

وتابع ‘انا لم آت هنا للتسوية. قدمت (…) للمرة الثالثة (للبحث في) ما يمكن ان يعمل من اجل الخروج من هذه الازمة التي تتخبط فيها سورية’ والتي حصدت اكثر من 45 الف قتيل في 21 شهرا.

واعتبر ان الحل ‘يتم عن طريق تقارب في وجهات النظر بين السوريين’، وان كانوا غير قادرين على ذلك بمفردهم ‘يجب على المجتمع الدولي وعلى جيرانهم مساعدتهم على الخير وليس على الشر’.

وذكر بان مؤتمر جنيف الذي عقد في حزيران (يونيو) الماضي ‘فيه ما يكفي من العناصر لوضع مخطط يمكن ان ينهي هذه الازمة خلال الاشهر القليلة المقبلة’.

وتحدث عن امكان ادخال ‘بعض التعديلات’ على عدد من بنوده.

ووضعت مجموعة العمل حول سورية (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وتركيا ودول تمثل الجامعة العربية) في 30 حزيران (يونيو) مبادىء انتقال سياسي في سورية لا تتضمن اي دعوة لتنحي الرئيس الاسد.

واشار موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى ان ‘الحقيقة مرة جدا وهي ان الانقسامات الموجودة بدأت سياسية بمطالبات وحقوق وكرامة وسياسية وحرية ولكن الان بدأت تأخذ شكلا لعينا وهو مواجهات طائفية’.

واكد انه ‘على السوريين والمسؤولين قبل غيرهم والمجتمع المدني (…) الا يدعوا سورية تنزلق في هذا الطريق الخطر جدا الذي يهدد مستقبلها’.

الا انه اقر بان ‘الحل صعب جدا’.

المعارضة السورية مستعدة لانتقال سياسي لكن بدون الاسد

اسطنبول ـ ا ف ب: اعلن اكبر تحالف للمعارضة السورية الخميس انه منفتح على اي عملية انتقال سياسي في سورية لا يكون الرئيس بشار الاسد والمقربون منه جزءا منها.

وقال الناطق باسم الائتلاف الوطني وليد البني ‘نقبل بأي حل سياسي لا يشمل عائلة الاسد والذين سببوا الما للشعب السوري. وخارج هذا الاطار كل الخيارات مطروحة على الطاولة’. وجاء في الترجمة الانكليزية لتصريحات البني في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول، ان ‘شرطنا الاول لهم (عائلة الاسد وكبار مسؤولي النظام) هو ان يغادروا البلاد’.

ودعا الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الخميس الى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لحين اجراء انتخابات في سوريا، مؤكدا على وجوب ان يكون التغيير ‘حقيقيا’ في البلاد التي تشهد ازمة مستمرة منذ 21 شهرا.

ولم يوضح الابراهيمي ما سيكون عليه مصير الرئيس السوري بشار الاسد نتيجة هذا ‘التغيير’، فيما جددت باريس رفضها ان يكون للرئيس السوري اي دور في عملية الانتقال السياسي في البلاد.

وتنفي روسيا وجود اتفاق مع الولايات المتحدة حول بقائه في السلطة حتى نهاية ولايته في 2014، من دون ان تتاح له امكانية الترشح.

وقد اسفر النزاع في سورية عن اكثر من 45 الف قتيل، كما يقول المرصد السوري لحقوق الانسان، وبات اربعة ملايين شخص يحتاجون الى مساعدة انسانية، كما تقول الامم المتحدة.

لافروف يؤكد للمقداد عدم وجود بديل للتسوية السلمية في سورية

موسكو ـ يو بي آي: قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، خلال مباحثات مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إنه لا يوجد بديل لتسوية الأزمة السورية سلمياً من خلال حوار سوري شامل، والعملية السياسية على أساس بيان جنيف.

ونقلت قناة ‘روسيا اليوم’ الروسية عن بيان لوزارة الخارجية أن المباحثات التي جرت بين لافروف والمقداد في موسكو، ‘ركّزت على ضرورة تحقيق الهدف الأساسي وهو وقف العنف ومعانات الشعب السوري وإنقاذ الأرواح بشكل عاجل’.

وأشار البيان إلى أن المقداد أطلع الجانب الروسي على تطور الوضع في سورية والجهود الرامية إلى تسوية الأزمة السورية على خلفية المباحثات الأخيرة مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي.

وأشاد نائب وزير الخارجية السوري بالموقف الروسي الثابت الداعي إلى تنفيذ مبادئ تسوية الأزمة السورية التي تم اعتمادها في جنيف.

وقد بدأ المقداد صباح الخميس محادثات مع مسؤولين روس في موسكو.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن المقداد وصل إلى العاصمة الروسية موسكو، وتوجه إلى وزارة الخارجية الروسية لإجراء مباحثات مع مسؤوليها لمناقشة سبل حل المشكلة السورية.

وتأتي زيارة نائب وزير الخارجية السوري إلى موسكو التي يجب أن يصلها الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي السبت، في خضم مهمة يقوم بها الأخير بعد مباحثات روسية أميركية جرت في بداية كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بهدف إيجاد حل للأزمة السورية.

وكان الإبراهيمي التقى في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد، يوم الإثنين، كما التقى معارضين، الثلاثاء.

ووصل وزير الخارجية المصرية محمد كامل عمرو الخميس إلى موسكو أيضاً وعلى أجندته الملف السوري.

فرنسا: لا يمكن أن يكون الأسد جزءا من العملية الانتقالية في سورية

باريس ـ يو بي آي: قالت وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس، إنه لا يمكن أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد جزءاً من العملية الإنتقالية في بلاده.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في رد على سؤال حول خطة قد تبقي الأسد في منصبه حتى عام 2014، إن ‘بشار الاسد الذي يتبع قمعاً يزداد وحشية ضد شعبه ويتحمل مسؤولية سقوط 45 ألف ضحية في الصراع، لا يمكن أن يكون جزءاً من العملية الانتقالية السياسية’.

وأعرب عن دعم فرنسا وشركائها الدوليين لحل سياسي للأزمة في سورية، وقال إنها على اتصال منتظم مع المبعوث الدولي والعربي الأخضر الابراهيمي.

وقال إن فرنسا تتمنى أن يكون الايراهيمي ‘نقل للأسد الرسائل الملائمة’ خلال زيارته لدمشق.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، قال امس إنه لا توجد أية خطة روسية – أمريكية لتسوية الوضع في سورية، مضيفا أن موسكو تعتمد فقط على اتفاقات جنيف.

وتداولت وسائل إعلام عربية وغربية ما قالت إنه خطة تحظى بتأييد روسي أمريكي لتسوية الأزمة في سورية تقوم على تشكيل حكومة يوافق عليها كافة الأطراف في سورية على أن يبقى الرئيس بشار الأسد في منصبه حتى العام 2014، وأن تكون له صلاحيات محدودة، من دون أن يترشّح مجدداً للانتخابات.

واختتم الإبراهيمي امس زيارته الى سورية حيث عقد محادثات مع مسؤولين سوريين بينهم الرئيس الأسد، وسيتوجه السبت إلى موسكو للقاء المسؤولين الروس.

غارات جوية قرب دمشق ومعارك ليلية في العاصمة

أ. ف. ب.

بيروت: ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الطيران يشن الجمعة غارات جوية على ريف دمشق بعد ليلة شهدت عمليات قصف ومعارك طالت عددا من احياء العاصمة.

وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويؤكد انه يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين والاطباء داخل سوريا ان “الطيران قصف للمرة الاولى بلدة عسال الورد في منطقة القلمون ما ادى الى مقتل مدني وجرح عشرات وتدمير عشرات المساكن”.

واضاف ان الجيش السوري انسحب الخميس من عدة مناطق في محيط دمشق بعد هجمات لمقاتلي المعارضة على حواجز عسكرية، معبرا عن تخوفه من غارات جوية جديدة.

وليلا جرت معارك وعمليات قصف في عدد من احياء دمشق.

وقال المرصد ان قذاف عديدة سقطت فوق حي القابون (شمال شرق) بينما جرت اشتباكات بين الجنود السوريين ومقاتلي المعارضة في حي القدم (جنوب دمشق) الذي قصفه الجيش النظامي.

واستؤنفت عمليات القصف والمعارك في ضاحية داريا (جنوب غرب) التي يحاول الجيش استعادة السيطرة الكاملة عليها منذ اسابيع، ويلدا (جنوب) ودوما (شمال شرق) وحول موقع عسكري بين عربين وحرستا (شمال شرق)، كما ذكر المصدر نفسه.

واسفرت اعمال العنف الخميس عن سقوط 142 قتيلا على الاقل في البلاد بينهم 55 مدنيا و42 جنديا، حسب الحصيلة الاخيرة للمرصد.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/782725.html

مازق الأسد… الفرار من دمشق أو الموت وراء بوابة قصره

عبدالاله مجيد

تحقق قوات المعارضة السورية تقدمًا ميدانيًا ويبدو الرئيس السوري بشار الأسد يصارع مأزق وضع نفسه فيه بين الفرار من دمشق أو البقاء ومواجهة مصيره. فيما تشير معركة حلب إلى المصاعب التي تواجه مقاتلي المعارضة والنظام على حد سواء.

مشى القناص بين الأنقاض قرب خطوط القتال في مدينة حلب باحثاً عن موقع آخر يرصد منه جندياً بناظور بندقيته. وقال بإنكليزية تشوبها لكنة فرنسية، إنه ليس سورياً بل جهادي جوال جاء إلى سوريا لمساعدة الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، العلوي، العلماني، على حد تعبيره.

وتابع حديثه قائلاً لمراسل صحيفة نيويورك تايمز “أنا مسلم وحين ترى على شاشة التلفزيون العديد من إخوانك وأخواتك يُقتلون لا بد أن تذهب لمساعدتهم. إنه واجب في الاسلام”.

 ويشير وجود هذا المقاتل الأجنبي الذي قال إنه من باريس وقدم نفسه باسم ابو عبد الله، إلى سؤال ما فتئ يطرح نفسه على المتحاربين بشأن معركة حلب، أكبر المدن السورية، وهو إلى متى يستمر القتال وماذا ستكون تداعياته؟

معركة حلب صراع على سوريا

معركة حلب التي دخلت الآن شهرها السادس أصبحت صراعاً على سوريا نفسها، في نموذج مصغر يعكس مواطن ضعف الطرفين، ويعيد في الوقت نفسه تسليط الضوء على مخاطر الحرب الأهلية في سوريا وأثمانها.

وأكدت معركة حلب المصاعب التي تواجه مقاتلي المعارضة المسلحة في تنظيم حملة متماسكة، ونقص ما لديهم من أسلحة أثقل من المدافع الرشاشة، وتورط بعض رجالهم في انتهاكات ضد حقوق الانسان نفسها، التي يدينون النظام بارتكابها، بما في ذلك قتل الأسرى في تصفيات جماعية.   كما اتهم المقاتلون بالفساد، كسرقة مواد غذائية ومساعدات أخرى يحتاجها المدنيون السوريون حاجة ماسة.

وكشفت معركة حلب في الوقت نفسه أخطاء النظام القاتلة على ما يبدو في حساباته، فهو لم يكسب تأييد الشعب ولا عبّأ قواته لوقف زخم المقاتلين البطيء، وأقل من ذلك إلحاق الهزيمة بهم، رغم كل أقواله على النقيض من ذلك ومحاولاته لحشد جنود وقوة نارية على جبهة حلب.

هل يموت الأسد وراء بوابة قصره؟

وتسري هذه الأيام شائعات عن مأزق الأسد بين الفرار من دمشق أو الموت وراء بوابة قصره، في وقت تتحدث فيه فصائل المعارضة بثقة عن آفاق المعركة. إذ قال العقيد عبد الجبار العكيدي، الذي انشق عن جيش النظام، وهو الآن أحد كبار القادة الميدانيين في قوات المعارضة على جبهة حلب، “نحن الآن نحقق تقدماً طيباً وان قواعد الجيش وقوات النظام في حلب كلها تقريبا مطوقة”.

الشتاء زاد من صعوبة الحرب

وشهد اتجاه المعركة تحولاً حاسماً مع حلول موسم الشتاء وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون في حلب. إذ عُزلت غالبية وحدات الجيش النظامي عن العاصمة وهي تخسر مواقع منذ أسابيع تحت ضربات قوات المعارضة من كل الاتجاهات تقريباً، مع ما يقترن بذلك من صعوبات في إمداد الوحدات النظامية.

 ولم يجن جيش النظام من تكتيكاته في العقاب الجماعي، كما تبدى في الغارات الجوية وعمليات القصف المدفعي العشوائي على أحياء سكنية، سوى غضب المواطنين واشمئزازهم.

النظام يقتل بسياسة مدروسة

ولاحظ ناشط في المعارضة تكتيك الجيش النظامي في إطلاق بعض القذائف والانتظار 5 أو 10 دقائق إلى أن يتجمع السكان لمساعدة الجرحى ثم يطلق قذائف أخرى، على غرار ما فعلته قوات حلف الأطلسي بغاراتها المتكررة في حملة الحلف عام 2011 لاسقاط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا.

وقال الناشط ممتاز محمد، لصحيفة نيويورك تايمز “احيانا ننتظر ولا نخرج بعد سقوط القذائف الأولى، لأننا نعرف ان قذائف أخرى قادمة” مؤكدا مقتل الكثير من الضحايا بسبب هذه السياسة.

وبعد أن كان جيش النظام يستطيع التجوال بحريّة في ارتال من العربات المدرعة والدبابات، فإنه بدأ شتاء هذا العام داخل قواعده في جنوب حلب وغربها من حيث الأساس. كما يحتفظ الجيش النظامي بسيطرة هشة على المطار جنوب شرقي المدينة رغم اقتراب مقاتلي المعارضة من سياج المطار، حيث يقولون إنهم وضعوا العديد من المدافع المضادة للطائرات.

وانحسر الغطاء الجوي لقوات النظام الذي استمر طيلة الصيف، وأصبح من غير المعتاد أن يُسمع هدير المروحيات روسية الصنع بعدما كان متواصلاً. وكثيراً ما تطلق المقاتلات التي تحلّق عابرة في سماء المدينة مشاعل لتفادي نيران المعارضة، في مؤشر إلى خوف الطيارين من صواريخها المحمولة التي استُخدمت لإسقاط طائرة حربية على الأقل في الخريف.

نجاحات المعارضة تقابلها انتكاسات

ولكن هذه النجاحات المتلاحقة التي حققها مقاتلو المعارضة صاحبتها انتكاسات وأثمان وتساؤلات عن مستقبل سوريا. فالجيش رغم ما اعتراه من ضعف ما زال قوياً ويصعب طرده من المواقع التي حشد فيها قواته بكثافة، سواء في حلب أو غالبية المدن السورية الأخرى.

وكانت قوات المعارضة سيطرت على قاعدة هنانو ثم خسرتها بعد هجوم معاكس شنته قوات الجيش النظامي، مستغلة على ما يبدو ضعف الحراسات التي أقامها مقاتلو المعارضة، وعدم تعزيز مكاسبهم. ودفعت قوات المعارضة مؤخرا بمقاتلين على هذا المحور في محاولة لاستعادة القاعدة، حتى انهم باتوا على بعد 65 متراً فقط عن العدو، متقدمين نحو القاعدة عن طريق شبكة من الأزقة.

وفي أحد الشوارع، كانت جثة جندي سوري بين الأنقاض يراقبها الطرفان دون أن يغامر أي منهما بمحاولة انتشالها في ضوء النهار خوفاً من نيران الطرف الآخر.

من لا يؤيد النظام فهو مطلوب

وقال القائد الميداني محمد بكار (36 عاما) إنه أصبح مقاتلاً في حرب المدن رغم أنفه تقريبا. وأوضح “أن النظام يعتبر كل رجل لا يؤيده، رجلاً مطلوبا”، وأضاف قائلاً “جلاوزة النظام بدأوا يزورون بيتي سائلين عني، وتركوا لي رسالة يبلغونني فيها بأن أراجعهم في دائرة المخابرات. ولكنني بدلاً من ذلك، انخرطتُ في صفوف الجيش السوري الحر”.

وتحدث بكار، كما الآخرين، عن العودة إلى حياة سلمية بعد سقوط الأسد. ولكن هؤلاء الرجال قالوا أيضا إن جنود النظام قد يشكلون خطرًا أكبر في هزيمتهم. وإن الوحدات المحاصرة، إذ تعلم أن عناصرًا من قوات المعارضة قتلوا أسرى، قد تستمر في القتال حتى الرمق الأخير.

مقاتلو المعارضة يحاولون اقناع الجنود بالاستسلام

وقال القائد الميداني العقيد عبد الجبار العكيدي، إن قوات المعارضة كثيراً ما تحاول السيطرة على مواقع الجيش النظامي خطوة فخطوة، آملة أن تتمكن أثناء تقدمها من إقناع جنوده بالاستسلام. وأكد مقاتلون وناشطون أن السكان أيضا تغيروا بتأثير الحرب، وهم الآن أكثر طائفية وتدينًا وتسلحًا وخيبة، وكثيراً ما يصبون جام غضبهم على الغرب، بسبب تقاعسه عن التحرك لإنهاء معاناتهم.

ولكن وجود مقاتلين أجانب، مثل ابو عبد الله، والدعوات التي تُسمع في كثير من المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، مطالبة بتطبيق الشريعة، دفعت كثيرين إلى القول إن سقوط الأسد سيكون إيذانًا بنهاية مرحلة واحدة من الحرب، وبداية مرحلة أخرى. وتقدم حلب مثالاً على ما يمكن أن يحدث.

في هذه الأثناء كان المقاتل الأجنبي ابو عبد الله، يتجول على خطوط الجبهة بموافقة لا تخطئها العين من المقاتلين السوريين الآخرين. وكان يستطلع المباني المدمرة باحثاً عن موقع مرتفع يرصد منه مواقع الجيش النظامي قرب هنانو، بانتظار ان يشكل أحد الجنود هدفا لبندقيته.

قال ابو عبد الله إنه قاتل في باكستان وافغانستان، وأشار إلى انه كان قناصاً في العراق أيضا. وأضاف أن الدور جاء الآن على سوريا، التي تجمع بين الانتفاضة على نظام قمعي، والنزاع القديم الأبشع بين طوائف المنطقة. واضاف أنه جاء “لتعليم السوريين القنص”. وتُنبئ مهمة ابو عبد الله الجديدة في سوريا، بأنه لن تكون هناك نهاية سريعة لأعمال العنف.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/782742.html

توتر تركي ـ إيراني.. وأنقرة «ممتعضة» من تصريحات إيرانية تتهمها بحماية إسرائيل

مصادر تركية لـ «الشرق الأوسط»: جرحى «الكردستاني» يتلقون العلاج في إيران.. ومعلومات عن معسكرات لهم عند الحدود

بيروت: ثائر عباس

تصاعد التوتر في العلاقات الإيرانية – التركية على خلفية التباين في مواقف البلدين من الأزمة السورية، والاتهامات المتبادلة بين الطرفين بالضلوع في دعم أطراف الأزمة في سوريا، بينما بلغ الاستياء التركي حدا كبيرا من «معلومات» عن دعم إيراني لتنظيم «العمال الكردستاني» المحظور في تركيا الذي يقاتل الجيش التركي منذ الثمانينات.

وقال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده «مستاءة جدا من قيام بعض الدول بمحاولة استعمال الملف الكردي من أجل مواجهة تركيا ومعاقبتها على وقوفها إلى جانب التطلعات المشروعة للشعب السوري». وأشار المصدر إلى «معلومات خطيرة» وصلت إلى القيادة السياسية التركية من «مصادر موثوقة» عن وجود معسكرات تدريب للتنظيم الكردي في الأراضي الإيرانية، مشيرا إلى أن بعض جرحى المواجهات مع الجيش التركي يتلقون العلاج في الأراضي الإيرانية، وهذا أمر يظهر تطورا خطيرا في الموقف. وأشار المصدر إلى أن المعلومات تتحدث عن وجود تنسيق عال بين هذه الأطراف، وهذا من شأنه الإضرار بالمصالح القومية التركية ولا يمكن السكوت عليه، مشيرا إلى أنه ليس من قبيل الصدفة اشتعال المناطق المحاذية للحدود مع إيران بعد اندلاع الثورة السورية. وقال المصدر إن الجانب السوري بدوره يسعى إلى استغلال هذا العامل عبر تشجيع المنظمات الانفصالية على استخدام أراضيه، وهذا أمر لا يمكن السكون طويلا عليه، مذكرا بأن «البرلمان التركي فوض الجيش بالقيام بما يلزم في سوريا من أجل الدفاع عن تركيا من أي نيات عدوانية للمنظمات الإرهابية».

وقد أرخت هذه «التوترات الإقليمية» بثقلها على الزيارة التي قام بها الناطق بلسان الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست إلى تركيا أمس، إذ أكدت مصادر تركية أن أنقرة أبلغته استياء شديدا من تصريحات أدلى بها رئيس الأركان الإيراني حول نشر منظومة «باتريوت» المضادة للصواريخ في الأراضي التركية. وصرح مسؤول تركي لصحيفة «توداي زمان» التركية بأن الغرض الوحيد لنشر منظومة «باتريوت» هو الدفاع عن حدود تركيا، مشددا على أن «تركيا ليس لديها نيات عدوانية تجاه سوريا أو أي دولة أخرى». وأضاف أن المسؤولين الأتراك أعربوا خلال اجتماع مع مهمانبراست عن استيائهم إزاء موقف إيران بشأن نشر المنظومة المضادة للصواريخ.

وكان رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال حسن فيروزي آبادي قد صرح بأن نشر منظومة «باتريوت» يهدف إلى حماية إسرائيل من الهجمات الصاروخية الإيرانية وعرقلة قيام روسيا بالدفاع عسكريا عن سوريا. ورأى أن الدول الغربية تمهد لحرب عالمية عندما وافقت على نشر المنظومة على طول الحدود التركية – السورية.

وشدد الناطق الرسمي باسم الداخلية الإيرانية رامين مهمانبراست على ضرورة أن تكون الانتخابات هي الحل الأمثل لحل المشاكل التي تعانيها بعض دول المنطقة مثل سوريا والبحرين وإيران. وأكد في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الصحافي الذي عقده في الجمعية الصحافية في تركيا، ضرورة أن «تكون تلك الانتخابات حرة ونزيهة، وتجري تحت رقابة دولية، يختار الناس على أساسها مستقبل بلادهم، وأن يحترم الجميع نتائجها»، ودعا إلى ضرورة «منع أي أطراف خارجية تريد الزج بنفسها في المسائل الداخلية لتلك الشعوب».

وأكد ضرورة أن يكون التعاون المختلف بين دول المنطقة قائما على أرضية صلبة آمنة تدفع بتلك العلاقات إلى الأمام، موضحا أنه يتعين على كل من تركيا وإيران أن تبذلا كل ما في وسعهما لمساعدة دول المنطقة على حل مشاكلها وأزماتها التي تعانيها، وذلك من خلال تعاون بناء يسفر عن إيجاد الحلول لكل الأزمات.

وعلى صعيد العلاقات التركية – الإيرانية، أشار مهمانبراست إلى أن «بعض الدول في المنطقة قد لا تكون سعيدة من الصداقة بين تركيا وإيران»، مشيرا إلى أن «إسرائيل والدول التي تحبها وتدعمها لا يريدون استقرارا في المنطقة، لأن الاستقرار لا يخدم مصالحهم التي تتجلى في الفوضى التي يحرصون دائما على إثارتها». ولفت إلى أن تركيا وإيران عليهما أن تتعاونا معا في سبيل مكافحة المنظمات الإرهابية، وذلك من منطلق أنهما دولتان جارتان وصديقتان، تزداد بينهما العلاقات بشكل كبير، ولا سيما العلاقات التجارية.

إلى ذلك، ناقش مجلس الأمن التركي أمس الوضع في سوريا إضافة إلى القضايا الداخلية مثل الإرهاب والتدابير اللازم اتخاذها لمكافحته. وذكرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء أن المجلس انعقد، أمس، في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، برئاسة رئيس البلاد عبد الله غل على مدار أربع ساعات بحضور رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ونوابه، وعدد من الوزراء الأعضاء في المجلس. وبحث المشاركون في الاجتماع أحدث المستجدات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأعربوا عن «قلقهم الشديد» جراء استمرار العنف والاشتباكات في سوريا. وأكدوا على «ضرورة استمرار المساعي التي تبذلها تركيا والمجتمع الدولي بغية إيجاد حل سلمي للأزمة السورية من شأنه وقف آلة القتل والدمار التي تحصد أرواح السوريين الأبرياء». وتناول المشاركون في الاجتماع أبعاد الوضع الإنساني السوري في فصل الشتاء وبحث الجهود التي تبذلها الحكومة التركية من أجل تلبية احتياجات نحو 150 ألف لاجئ سوري تستضيفهم تركيا على أراضيها.

يعرب الشرع: النظام في أسوأ أيامه.. والحل لن يكون إلا باعتماد الشعب على نفسه

قال لـ «الشرق الأوسط» إن ضربات «الجيش الحر» الموجعة أسفرت عن تحرك دولي وإقليمي

العقيد يعرب الشرع

كارولين عاكوم

اعتبر العقيد يعرب الشرع، رئيس فرع المعلومات بالأمن السياسي، وابن عم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، الذي أعلن انشقاقه في أغسطس (آب) الماضي، أن النظام السوري يعيش اليوم أسوأ أيامه، وهو الآن يركز معظم قواته في دمشق للدفاع عن آخر معقل له، آملا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن يقوم المجتمع الدولي بأي دور للتخفيف عن الشعب في معركة باتت نهايتها معروفة.

وفي حين لفت الشرع إلى أن عددا من أفراد عائلة الأسد ومن المقربين منه غادروا سوريا حاملين معهم أموالهم، وأن الكثير من أبناء الطائفة العلوية غير راضين عن أفعال النظام، كشف أنه تمت تصفية عدد كبير من الضباط والعسكريين أو سجنهم بسبب رغبتهم في الانشقاق، مؤكدا كذلك أنه تم اعتقال وقتل عشرات العناصر والخبراء الروس والإيرانيين والذين ينتمون إلى حزب الله، خلال مشاركتهم في المعارك.

وفي ما يلي نص الحوار..

* كيف تقيّم وضع النظام السوري اليوم، وهل تعتقد أن سقوطه بات قريبا؟

– النظام السوري اليوم في أسوأ أيامه.. فداخليا، هو لا يزال يواجه شعبه بالقتل والتهجير والاعتقال، وهي سياسة أثبتت فشلها طوال ما يقارب عامين وأوصلته إلى طريق مسدود بشهادة حلفائه. مع العلم بأنه لا يواجه بحربه هذه شعبا أعزل خرج مطالبا بحريته وكرامته، وبقي متمسكا لمدة ستة أشهر بخياره السلمي، حيث اضطرته ممارسات النظام لحمل السلاح للدفاع عن نفسه وماله وعرضه.

النظام سقط منذ سقوط أول قتيل في محافظة درعا، في 18 مارس (آذار) 2011، عندما واجه المظاهرات السلمية بإطلاق الرصاص المباشر عليها. وهو يخسر، يوما بعد يوم، بضربات المعارضة المسلحة المتمثلة في «الجيش الحر» بكل ألويته وكتائبه، والمزيد من المدن التي يسيطر عليها، كما أنه يقوم بتركيز معظم قواته في دمشق للدفاع عن آخر معقل له. لذا، بات سقوط النظام وشيكا ويتوقف على مستوى التقدم الذي سيحرزه «الجيش الحر» في العاصمة دمشق بشكل خاص، حيث يضيق الخناق عليه أكثر فأكثر، والمسألة باتت مسألة وقت لا أكثر.

* ما الذي يعوق أو يؤخر سقوطه.. وما هو الحل برأيك؟

– تأخر سقوط النظام يعود لأسباب خارجية وداخلية.. الداخلية تتمثل في انحياز قيادات كثيرة من العسكريين والمدنيين لـ«الباطل» ووقوفهم مع النظام في حربه ضد الشعب السوري، وكذلك اعتماده على كتائب خاصة مدنية تسمى «الشبيحة» قام بتسليحها وأطلق لها العنان للقيام بعمليات الذبح والقتل وترهيب الشعب السوري، بالإضافة إلى التأثير على المسؤولين في النظام لا سيما من هم مغلوب على أمرهم تحت وطأة الخوف والترهيب، ومنعهم من الانشقاق وإعلان موقفهم الصريح. وميدانيا، مما لا شك فيه أن استخدام النظام لأعتى أنواع الأسلحة التدميرية من طيران ودبابات ومدافع وأسلحة فتاكة جديدة، وآخرها استخدامه أسلحة تحمل غازات سامة في مناطق معينة إضافة إلى استخدامه صواريخ «سكود»، كلها أمور تؤثر سلبا على الواقع الميداني وعلى سير المعارك. أما الأسباب الخارجية التي تؤخر سقوطه فتتمثل في الدعم المالي والبشري والتسليحي اللامحدود من روسيا وإيران وحزب الله ودول أخرى.

لذا فالحل لن يكون إلا باعتماد الشعب السوري على نفسه سلميا وعسكريا، من دون انتظار أي حلول خارجية، لأنه وعلى امتداد سنتين والمجتمع الدولي يقوم بدور الصامت والمتفرج. «نسمع جعجعة ولا نرى طحنا» حتى هذه اللحظة، متسلحين بحجج واهية لا أساس لها، خاصة بعد توحيد المعارضة سياسيا وعسكريا تحت مظلة الائتلاف الوطني السوري وقيادة الأركان المشتركة لـ«الجيش الحر».

فالواقع على الأرض أسرع وأجدى من أي حلول سياسية سمعناها لسنتين مضتا ولم يتحقق منها أي شيء على أرض الواقع. لكني في الوقت عينه أرى أن أي حل سريع ضمن برنامج زمني محدد وقصير لا بد أن يتضمن رحيل بشار الأسد ومحاكمته محاكمة عادلة، والحوار مع بعض مسؤولي النظام الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء تمهيدا لتشكيل حكومة انتقالية، نتمكن عندها من الوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية كما يريد الشعب السوري.

* برأيك.. هل المعارضة أصبحت اليوم قادرة على حسم المعركة سياسيا وعسكريا؟

– من الطبيعي أن ما يحدث على الأرض من عمليات عسكرية يقوم بها الجيش الحر بضرباته الموجعة للنظام هي التي تفتح أي كوة على الحل السياسي، وهذا ما بدأنا نلمسه أخيرا من خلال التحرك الإقليمي والدولي، وطرح الكثير من المبادرات السياسية حتى من قبل حلفاء النظام.

وبالتأكيد فإن السوريين باتوا واثقين من قدرتهم على حسم معركتهم مع النظام، على الرغم من التكلفة البشرية والمادية الناتجة عن همجية ردود أفعاله في وجه تقدم الجيش الحر على الأرض، وهذا أمر محسوم وبات أمرا واقعيا، وبقي أن نأمل أن يقوم المجتمع الدولي بأي دور لتخفيف هذه الخسائر، في معركة باتت نهايتها معروفة.

* هل صحيح أن الأسد هو الذي يقوم بالإشراف شخصيا على العمليات العسكرية.. وما هو اللواء أو الألوية التي يعتمد عليها الأسد بشكل أساسي في العمليات العسكرية؟

– بشار الأسد أشرف شخصيا على العمليات العسكرية في بداية المعركة، لكن عندما توسعت دائرة العمليات وأصبحت تشمل معظم الأراضي السورية لم يعد يسيطر على كامل الوحدات العسكرية، فأعطى صلاحيات واسعة لقادة هذه الوحدات للتصرف واتخاذ القرارات التي يرونها مناسبة. ولكن في كل الأحوال فإن رأس النظام هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة وكل الأسلحة المستخدمة في قتل الشعب السوري تحت إمرته وقيادته، وما حصل ويحصل يجري تحت سمعه وبصره وعلى مسؤوليته. مع العلم بأن الأسد يعتمد في العمليات العسكرية على الفيالق والفرق والألوية والكتائب العسكرية.. وقد تحركت كل هذه الوحدات من أماكن تمركزها الأساسية حسب الحاجة بهدف إنهاء الثورة؛ لكن هناك وحدات عسكرية تستخدم أشد أنواع البطش والقتل والعنف من ذبح وتصفيات جماعية ميدانية، وهذه الوحدات هي «الحرس الجمهوري» و«الفرقة الرابعة» و«عصابات الشبيحة المرتزقة» من المدنيين، وهؤلاء أيضا استخدموا الأسلحة المتنوعة ومنها السكاكين لذبح المدنيين من الشعب وهذه كلها حقائق ووقائع موثقة.

* ماذا عن مصدر الدعم العسكري له.. وهل صحيح أن هناك خبراء عسكريين روسا وإيرانيين إضافة إلى عناصر من حزب الله يشاركون في القتال؟

– مصدر الدعم العسكري هو السلاح الروسي والإيراني، وبالتأكيد أن هناك خبراء وفنيين عسكريين روسا وإيرانيين، وآخرين من حزب الله، يشاركون في التدريب وفي المعارك الميدانية، وقد وقع في الأسر عشرات منهم، كما سقط بعضهم خلال المعارك.

* ما هي صحة المعلومات التي تقول إن هناك شخصيات كثيرة في النظام أصبحت معارضة له وتنوي الانشقاق، كما أنها في بعض الأحيان تتم تصفيتها؟

– نحن على تواصل مع الداخل، وهناك الكثير من الكوادر والشخصيات والمناصب العسكرية والمدنية يقفون في صف الثورة، ولم يعودوا قادرين على تحمل ما يفعله النظام بحق الشعب السوري من تدمير للبشر والحجر والبنى التحتية، وهناك الكثير منهم يستعدون للانشقاق. لكن منهم من يخضعون للمراقبة الشديدة، ومنهم من يتوجسون من الخطوة خوفا على عائلاتهم وأهلهم وأقاربهم. وقد تمت تصفية وسجن عدد كبير من الضباط والعسكريين بسبب رغبتهم في الانشقاق. لكني أؤكد أن الكثير من أبناء الطائفة العلوية غير راضين عن أفعال النظام، ونسبة التململ في صفوفهم تزداد بشكل مستمر.

* وما مدى صحة المعلومات التي تقول إن الأسد هرّب عائلته إضافة إلى شخصيات مقربة منه إلى خارج سوريا؟

– هناك الكثير من الأشخاص في عائلة الأسد ومن النظام ومن المقربين منه قد غادروا سوريا فعلا، حاملين معهم أموالهم إلى دول أخرى، لكن بالتأكيد، سيأتي اليوم الذي نتمكن فيه من استعادة المال العام الذي يتم تهريبه وإخراجه خارج سوريا.

* هل برأيك سيتمكن الأسد من إنشاء دولة علوية في سوريا كما تشير بعض المعلومات.. وهل ترى أنه يسعى إلى ذلك؟

– بداية، لا بد من الإشارة إلى أن مشكلة السوريين ليست مع طائفة بعينها، بل هي مشكلة مع عصابة حاكمة واستبدادية ومستفيدة من عمليات النهب وسرقة خيرات البلاد.. الدولة العلوية المزعومة مرفوضة من الشعب السوري برمته ومن كل طوائفه، وسواء أراد الأسد إنشاء دولة علوية أو لا فإن هذا المشروع لن يكتب له النجاح، وقد رفع السوريون منذ انطلاقة الثورة المباركة شعار «واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد». والشعب السوري عموما لن يسمح بإنشاء هكذا دولة، وسيقوم بالقضاء على أي مشروع من هذا النوع، والأيام القادمة ستثبت ذلك.

* كيف تمكنت من الهرب إلى خارج سوريا، ومع من تواصلت للقيام بهذه الخطوة؟

– أنا لم أهرب، وإنما أعلنت انشقاقي عن النظام بسبب كل الجرائم التي يقوم بها، والتي لا تتوافق مع الحد الأدنى من تعاليم الديانات السماوية ولا مع الأخلاق والقيم الإنسانية.. علما بأن طبيعة عملي في الأمن كانت إدارية وليست ميدانية ولا علاقة لها بما كان يحصل من ممارسات تجاه الشعب الثائر على الأرض. وقبل ذلك حاولت تقديم استقالتي مرات عدّة، وكانت آخرها في شهر يونيو (حزيران) الماضي، وقوبلت جميعها بالرفض، بعد ذلك تم التخطيط المحكم لعملية الانشقاق بالتنسيق مع بعض كتائب «الجيش الحر» في درعا وريفها إلى أن تمكنت من الخروج بشكل آمن مع عائلتي إلى خارج سوريا.

* هل نتوقع أن يكون ليعرب الشرع منصب في السلطة في المرحلة الانتقالية.. وما هي علاقتك بالمعارضة السياسية والعسكرية؟

– أقولها بكل صدق وصراحة، ليس لدي أي طموح في تولي أي منصب أو سلطة في المرحلة الانتقالية أو القادمة، ولم أكن كذلك حتى خلال حكم النظام القاتل.. ومنذ أكثر من عشر سنين – بسبب عدم تأقلمي وانسجامي مع طبيعة عمل الأجهزة الأمنية والممارسات السيئة التي تقوم بها تجاه المواطنين – فقد لجأت إلى متابعة الدراسات العليا والبحث العلمي في المجالين القانوني والإداري، وكنت قبل انشقاقي بصدد إعداد رسالة الدكتوراه والأبحاث المتعلقة بها، وطموحي الآن هو استكمال رسالة الدكتوراه والعمل بعدها في المجال الأكاديمي في الجامعات السورية والعمل في المحاماة من خلال نقابة المحامين. وهذا ليس تهربا من مسؤولياتي، لأن جيل الثورة هو الأحق والأجدر بقيادة وإدارة شؤون البلاد، وسأكون جاهزا لتقديم أي نصائح أو خبرات تصب في المنحى الذي يؤسس للدولة التي خرج الشعب السوري ثائرا في سبيلها.

* ما هي معلوماتك عن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ومواقفه السياسية، لا سيما أن هناك شائعات كثيرة حوله، والبعض شكك حتى في المقابلة الأخيرة التي أجريت معه؟

– ليست لدي أي معلومات عن فاروق الشرع، لكن مواقفه السياسية كانت واضحة ولا لبس فيها ولا غموض في أكثر من تصريح، وعلى الرغم من صلة القرابة التي تربطني به، فلا يوجد أي تواصل معه منذ انشقاقي وخروجي من الأراضي السورية.

* هل لديك معلومات عن جهاد المقدسي، وهل تتواصل معه، لا سيما أن المعلومات الأخيرة تفيد بأنه يتعاون مع الاستخبارات الأميركية؟

– أيضا، لا أملك أي معلومات عن المقدسي، ولم يكن هناك أي تواصل بيننا، ولا أعرف عنه أي شيء. لكن المؤكد أن هناك إشارات استفهام واضحة حول وضعه وما حدث له، ولن أستبق النتائج لأدخل في التخمينات والاحتمالات.. وننتظر الأيام القادمة التي قد تحمل الجديد حول هذه القصة.

مصادر المعارضة: اللواء الشلال عبر الحدود التركية بدراجة نارية

جدل حول حجم صلاحيات أرفع المنشقين العسكريين عن الأسد

بيروت: كريم فهمي وريك غلادستون*

واجهت الحكومة السورية من جديد أزمة مثيرة للحرج؛ عندما تحول اللواء المسؤول عن منع الانشقاقات داخل المؤسسة العسكرية إلى منشق أيضا، والقيام بما وصفه الثوار يوم الأربعاء بمحاولة هروب جريئة عبر طرق فرعية باستخدام دراجة نارية وعبور الحدود إلى تركيا.

كان المنشق هو اللواء عبد العزيز جاسم الشلال قائد الشرطة العسكرية، أحد أرفع الضباط في الجيش السوري، والذي تخلي عن الرئيس بشار الأسد بعد ما يقرب من عامين من بداية الثورة ضده.

جاء خبر انشقاق الشلال، في وقت ينبئ فيه النشاط الدبلوماسي المكثف عن إمكانية التحرك باتجاه التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. وكان نائب وزير الخارجية السوري قد زار موسكو لعقد اجتماعات مع مسؤولي الكرملين، وكان المبعوث الدولي الذي التقى الأسد في دمشق بداية الأسبوع الجاري يخطط هذا الأسبوع لزيارة موسكو. وقد أشارت روسيا، أحد أقوى المدافعين عن الأسد، في الأسابيع الأخيرة إلى أنها منفتحة إلى انتقال متفاوض عليه يسهل تنحيه عن السلطة.

وقال رموز المعارضة إن هروب الجنرال الشلال استغرق أسابيع من الإعداد وانتهى بأربع ساعات من ركوب دراجة نارية إلى الحدود التركية، والقيادة عبر الغابات والطرق الطينية. وفي فيديو بثته قناة «العربية» قال اللواء إنه قام بهذه الخطوة «لأن الجيش السوري انحرف عن مهمته في حماية البلاد وتحول إلى عصابة تقتل وتدمر». وقال الجنرال: «فقد جيش النظام السيطرة على غالبية البلاد».

استقبل مقاتلو المعارضة نبأ انشقاق الجنرال بأنه أكثر من مجرد ضربة رمزية للحكومة؛ كون منصب الجنرال يجعله مسؤولا بصورة رئيسية عن تطبيق عملية القمع التي يمارسها الأسد بحق المعارضين وضمان ولاء القوات المسلحة.. وكقائد للشرطة العسكرية، كان اللواء الشلال مسؤولا عن القسم الذي كان أنيط به وقف الانشقاقات. وترأس أيضا قوة قامت بحماية السجون التي يعتقل فيها المعارضون المدنيون.

ويقول الرائد إبراهيم مطاوع، الذي فر من الجيش السوري قبل عام، إن الانشقاق يعد الملاذ الأخير للمسؤولين ذوي الرتب الكبيرة من أمثال الشلال، وقال: «إنهم يفكرون في ذلك فقط عندما يبدأ الخوف والخطر في تهديدهم بشكل مباشر، وعندما لا يتمكن النظام من حمايته».

لم يكن الجنرال الشلال أحد أفراد الحلقة الداخلية للأسد.. ويرى محللون أن الانشقاقات التي قام بها مسؤولون آخرون ممن يحتلون مناصب رفيعة، من بينهم رئيس وزراء وعميد بارز ومتحدث شهير باسم الحكومة، لم يكن لها تأثير واضح على قبضة نظام الأسد في الحكم. وما أثار الجدل بشكل أكبر كان فشل المعارضة في جذب أي من الضباط البارزين – أو ضباط الصف – الذين ينتمون إلى الأقلية العلوية، أو تهدئة مخاوف العلويين من أن الثورة التي يقودها السنة تهدد وجودهم.

لكن انشقاق اللواء الذي أدان القوات المسلحة علنا يتوقع أن يقوض محاولات الأسد الحفاظ على معنويات قواته.

وقال لؤي مقداد، المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر، المؤسسة التي تجمع مجموعة قتال الثوار، إن مفاوضات انشقاق الشلال بدأت قبل أسابيع، بعد أن تواصل معارفه مع قادة المعارضة. وأشار مقداد إلى أن اللواء حاول الانشقاق عدة مرات من قبل، لكن المحاولات أجهضت لما وصفه بـ«أسباب تقنية»، دون تقديم أي تفاصيل إضافية.

وقد أدلى قادة الثوار بروايات مختلفة حول السلطة التي كان الجنرال يتمتع بها في سوريا. وقال أحد القادة إنه كان عضوا في «خلية الأزمة» لقادة الجيش، التي تتألف من مسؤولي الأمن والاستخبارات الذين ينسقون خطة الحكومة في الحرب. فيما قال الملازم عدنان دايوب، قائد الثوار في حماه، إن الجنرال الشلال كان مسؤولا عن السجون.. وقال: «الله وحده يعلم عددها»، وكان مسؤولا دون شك عن جرائم ارتكبت فيها. وأضاف الملازم: «إنه ملوث من رأسه إلى أخمص قدميه، وغدا سيتحول إلى بطل».

وقال قائد آخر إن اللواء الشلال وكثيرا غيره من القادة العسكريين – تم تجريدهم من سلطاتهم خلال العامين الماضيين؛ وكانوا رموزا فقط. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمني سوري إن اللواء كان على وشك الإحالة للتقاعد عندما انشق.

وكان المنشق المدني الأعلى رتبة حتى الآن هو رئيس الوزراء السابق رياض فريد حجاب، والذي فر إلى الأردن يوم 6 أغسطس (آب). وخلال الأسابيع القليلة الماضية وردت تقارير غير مؤكدة عن انشقاق محتمل للمتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي، الذي يجري اتصالات خارجية كثيرة، والذي اختفى من الساحة العامة منذ بداية ديسمبر (كانون الأول).

وأوردت «الغارديان» هذا الأسبوع أن المقدسي فر إلى الولايات المتحدة وكان يتعاون مع الاستخبارات الأميركية.. لكن باتريك فينتريل، المتحدث باسم وزارة الخارجية في واشنطن قال يوم الأربعاء إن مقدسي غير موجود في الولايات المتحدة.

لا يزال مكان ومصير مقدسي غير معروف. ويشير المسؤولون الأميركيون إلى أنهم لا يعرفون مكانه وأن التقارير التي وردت هذا الشهر التي تشير إلى رحيل المقدسي إلى لندن غير صحيحة.

وفي لبنان عاد وزير الداخلية السوري محمد إبراهيم الشعار، الذي يتعافى في مستشفى في بيروت من الجروح التي أصيب بها في التفجير الانتحاري الذي وقع في الثاني عشر من شهر ديسمبر (كانون الأول) خارج وزارة الداخلية في دمشق، إلى العاصمة السورية يوم الأربعاء بحسب مسؤولين أمنيين لبنانيين.

وفي إشارة على تنامي الضغوط على كبار المسؤولين السوريين نقلت وكالة أسوشييتدبرس عن مسؤول بالأمن اللبناني قوله إن الشعار ترك المستشفى على عجل خشية تعرضه للاعتقال في لبنان؛ بعدما تلقت السلطات معلومات عن احتمالية صدور أمر اعتقال دولي بحقه لدوره في قمع الانتفاضة السورية.

* أعد التقرير كريم فهيم من بيروت وريك غلادستون من نيويورك وشاركت هويدا سعد من بيروت وإيلي باري من موسكو وهالة الروبي من دبي وإريك سكميدت من واشنطن.

* خدمة «نيويورك تايمز»

«الجيش الحر» يسيطر على كافة القرى المسيحية في ريف إدلب بعد دخوله إلى اليعقوبية

أهاليها يؤكدون عدم تعرضهم لأي إساءة

بيروت: «الشرق الأوسط»

سيطر الجيش السوري الحر، بعد تمكنه من دخول قرية اليعقوبية ذات الغالبية المسيحية في ريف إدلب يوم أمس الخميس، على كافة القرى التي يقطنها مسيحيون في محافظة إدلب، التي تقع شمال سوريا وتمتد على مساحة 6100 كيلومتر مربع.

وأعلنت كتائب «أحرار الشام» سيطرتها على قرية اليعقوبية بعد أكثر من أسبوع من المعارك الضارية، تمكنت خلالها من «إعطاب دبابة واغتنام أربعين قذيفة دبابة، وتدمير ثلاث سيارات ذخيرة»، وفق ما ذكرته. ويعيش في القرية، التي تبعد عن مدينة حلب 140 كلم وعن العاصمة دمشق 385 كلم، وترتفع عن سطح البحر 480م، نحو 2000 مسيحي يتناقص عددهم في الشتاء ليصل إلى 400 بسبب إقامة الكثير منهم في المدن الرئيسة.

ويأتي دخول الجيش السوري الحر إلى القرى والمناطق المسيحية، كما تقول مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، في سياق «معركته الشاملة لتحرير كامل محافظة إدلب من وجود القوات النظامية، نظرا لامتلاك هذه القرى مواقع استراتيجية تمنح مقاتلي المعارضة حرية الحركة».

ويظهر شريط فيديو، بثه ناشطون على مواقع المعارضة السورية على الإنترنت، منذ أسبوعين، دخول عناصر المعارضة إلى قرية جديدة المسيحية التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ250 نسمة، ومعظمهم من كبار السن. ويبين الشريط كنيسة القرية وقد وقف أمامها أحد ضباط «الجيش الحر» ليؤكد «أن المكان لم يتعرض للأذى، مطمئنا سكان القرية أنهم بأمان».

ويوضح جورج، وهو متعهد بناء يقيم في العاصمة دمشق ويتحدر من قرية «جديدة»، لـ«الشرق الأوسط» أنه «على تواصل مع أهله الذين يقيمون بالقرية»، مشيرا إلى «أنهم وبقية سكان القرية لم يتعرضوا لأي أذى أو مكروه، بل على العكس فإن (الجيش الحر) ومنذ دخوله إلى القرية يؤمن الخبز والطحين للسكان». ويضيف جورج: «شعرنا برعب كبير حين عرفنا بدخول (الجيش الحر) إلى القرية، وكنا نظن أنهم سيقتلون أهلنا ويذبحونهم، لكنه تبين لنا أن كل ذلك كان من الأوهام التي زرعها النظام في عقولنا».

وكان «الجيش الحر» قد أحكم سيطرته الشهر الماضي على قريتي الغسانية وحلوز اللتين يقطن فيهما سكان مسيحيون. وتقع القريتان بمحاذاة منطقة جسر الشغور التي تضم بدورها حارة يقطن فيها نحو 2000 مسيحي.

ويعيش في محافظة إدلب، التي تعد بحكم المحررة بسبب سيطرة «الجيش الحر» على مساحات كبيرة منها، نحو 3000 مسيحي يتوزعون على مذاهب عدة، أبرزها الروم الأرثوذكس والأرمن واللاتين والبروتستانت والمتجددون (المعمدانيون).

ويعمل نحو 17% منهم في أعمال إدارية وحكومية وقسم آخر في أعمال واستثمارات خاصة.. غير أن التعداد الفعلي للمسيحيين الموجودين في محافظة إدلب أقل من المعلن بكثير، بسبب الهجرة الكبيرة للمحافظات المجاورة وخاصة حلب، حيث يتمركزون في أحياء الميدان والسريان الجديد.

مقرب من جهاد مقدسي يروي أسرار الساعات الأخيرة قبل اختفائه

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه «في قبضة النظام السوري حتى يثبت العكس»

جهاد مقدسي

دبي: محمد نصار

انشق أم استقال أم اختطف.. المهم أن ما بات واضحا هو أن جهاد مقدسي، الناطق باسم الخارجية السورية، اختفى فجأة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. فجميع الاتصالات معه مقطوعة بحسب مقربين.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه بريطانيا أنه لم يصل إليها، تنفي واشنطن علمها بمكان وجوده، وتتعدد الشائعات في لبنان التي كانت المكان الذي اختفى منه، في حين يلتزم النظام السوري الصمت حيال القضية، مصرا على موقفه بأن الرجل في إجازة. فما هو مصير جهاد مقدسي؟ أسئلة كثيرة وشائعات أكثر تحيط بالموضوع، لكن «الشرق الأوسط» تمكنت من الحصول على تفاصيل مهمة لتحركات مقدسي في الأسابيع الأخيرة قبل اختفائه، وحتى الليلة التي انقطع فيها عن العالم الخارجي.

ويروي مصدر وثيق الصلة بمقدسي، كان يحرضه على «ترك السفينة الغارقة» منذ أسابيع عدة قبل انشقاقه، أن مقدسي اعتاد السفر إلى لبنان أسبوعيا لقضاء ثلاثة أيام مع عائلته المقيمة هناك بسبب الأوضاع في سوريا. ويشير إلى أن مقدسي دخل الأراضي اللبنانية ليلة الثلاثين من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الموافق يوم الجمعة، مضيفا: «يتصل جهاد مقدسي بي بانتظام كلما وصل إلى لبنان أسبوعيا»، مؤكدا أن «آخر تواصل بيننا كان يوم الخميس، وهو آخر تحرك لجهاد مقدسي من دمشق باتجاه لبنان».

ويشير المصدر المقيم في بيروت إلى أنه تفاجأ في 2 ديسمبر (كانون الأول) بإعلان استقالة مقدسي عبر أغلب وسائل الإعلام الموالية لنظام الأسد، في حين كان الخبر بأن جهاد انشق عن النظام وفقا لوسائل الإعلام الأخرى. وبعيد الإعلان عن خبر الانشقاق بساعة حاول الوسيط الاتصال بجهاد على هاتفه السوري، فرن الهاتف وصوت الرنين لا يشير إلى أن الهاتف في وضعية التجوال الدولي الذي يحتاجه المسافر إلى لبنان لتفعيل الخط السوري. ثم بعد ذلك بساعة تقريبا، عاود المصدر الاتصال بجهاد على ذات الرقم، فكان الخط مغلقا.. مؤكدا أن هذا أحد أول المؤشرات التي تدل على أن جهاد كان إما في سوريا أو لبنان قطعيا ولم يغادر إلى أي وجهة أخرى.

ويقول المصدر: «فوجئت تماما عندما سمعت هذا الخبر»، مؤكدا أن مقدسي «ومن خلال علاقتي الوطيدة به، لا يتأخر عن الرد على أي رسالة أرسلها له أكثر من ساعة على أكثر تقدير»، مضيفا أن «جهاد من النوع الذي يستحيل أن يغيب ساعتين متواصلتين عن التواصل مع العالم، مما يعني أنه تحت إقامة جبرية قطعا».

ويؤكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن مقدسي لم يسافر إلى بريطانيا «نظرا لعدم توجهه إلى السفارة البريطانية لأخذ تأشيرة الزيارة أو اللجوء، كما أنه لا يحمل الجنسية البريطانية؛ وهو عكس ما يشاع بأن جهاد يحملها»، مؤكدا أن مقدسي أنبأه بذلك في مناسبات سابقة. عدا عن كل ذلك، فإن اسم جهاد مقدسي «لم يرد على أي خطوط متوجهة إلى بريطانيا، ولو أن الأمر كذلك لأعلنت السلطات البريطانية».

ويزيد المصدر بأن جهاد في حال فكر في الانشقاق، فإن لندن لن تكون خياره المفضل. فبالإضافة إلى الأسباب آنفة الذكر، فإن «أعداءه في بريطانيا من الجالية السورية كثر، خاصة أنهم يتهمونه بالإساءة لهم عن طريق تصوير المتظاهرين السوريين أمام السفارة السورية في لندن، ونقل تلك الصور إلى الأمن السوري الذي كان يبتز كل من تظهر صورته ضمن تلك المظاهرات».

وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية أكدت أن مقدسي تمكن من مغادرة العاصمة السورية هاربا عن طريق مطار بيروت إلى الولايات المتحدة، في حين نقلت عن مسؤولين بريطانيين أن مقدسي لم يصل إلى المملكة المتحدة.

ويشير المصدر – الذي تربطه علاقة وثيقة بجهاد – إلى أنه كان يتواصل مع جهاد ويحرضه على «مغادرة المركب الغارق»، الأمر الذي قابله جهاد قبل أشهر «لا قبولا ولا امتناعا»، مكتفيا بالقول «إن شاء الله يكون خيرا»، ولاحقا أسر جهاد للمصدر بأنه يرغب في مغادرة الخارجية للتفرغ للعمل الأكاديمي، وهو ما يمكن أن يكون مؤشرات على رغبته بمغادرة المركب بحسب المصدر، إلا أن الأمور تطورت بينهما لاحقا حتى صرح جهاد برغبته في مغادرة المشهد الرسمي في سوريا نهائيا «لأن الحالة السورية تراوح وتدور في حلقة مفرغة، وحسم الأمر من أحد الطرفين أصبح مستحيلا ومستقبل سوريا في قبضة المجهول».

ويوضح المصدر أن جهاد من النوع «الفطن جدا، ولديه جانب أمني في تركيبته الشخصية، ومقرب جدا من الأسد ويعتبر من الدائرة الضيقة.. لكن يبدو أنه كان ينسق مع أكثر من طرف للابتعاد عن المشهد، الأمر الذي سهل اختراق تحركاته».

وتساءل المصدر: «لو أن مقدسي انشق عن النظام هل كان النظام السوري ليتجرأ أن يعلن بأن الرجل في إجازة لمدة ثلاثة أشهر؛ تحسبا من أن يخرج مقدسي وينفي ذلك؟ لكن الحديث عن أنه في إجازة – بحسب صحف حكومية سورية – يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أنه تحت قبضة النظام أو أحد حلفائه في لبنان». وهنا يعتبر المصدر أن «مقدسي تحت قبضة النظام السوري حتى يثبت العكس»، ويؤكد أن «البيان المثير للجدل الذي قراءه جهاد بما يتعلق باستخدام السلاح الكيماوي في سوريا، والذي أكد امتلاك دمشق لهذا النوع من الأسلحة، كان حرفيا كما سلم له من الخارجية ولم يقم بارتجال حرف واحد».

إلى ذلك، تخوف مصدر مقرب من عائلة مقدسي – رفض الإفصاح عن اسمه – من أن يكون جهاد «في قبضة النظام السوري أو ضيافة حلفائه في لبنان (حزب الله أو القومي السوري الاجتماعي)».

وتتحدث تقارير غربية عن أن مقدسي تمكن من الوصل إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأنه يتعاون مع استخباراتها.. لكن مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية نفى في وقت سابق علم الوزارة بمكان وجوده، وإذا ما كان مقدسي قد وصل إلى الولايات المتحدة أم لا.

ويشار إلى أن مقدسي يتقن اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية بطلاقة، وهو أب لطفلين. وكان يزور عائلته المقيمة في بيروت خلال عطل نهاية الأسبوع ويمكن أن يقال إنه ارفع شخصية مسيحية تنشق عن النظام بحسب تعبير وسائل إعلام معارضة.

الإبراهيمي يدعو إلى حكومة انتقالية بـ«صلاحيات كاملة» أو قرار «ملزم» من مجلس الأمن

حراك دبلوماسي في موسكو.. وروسيا تنفي وجود «خطة» مشتركة مع أميركا لحل النزاع

لندن: «الشرق الأوسط»

بينما تشهد موسكو حراكا دبلوماسيا متزايدا لحل الأزمة السورية، دعا الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي أمس إلى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لحين إجراء انتخابات، مؤكدا على وجوب أن يكون التغيير «حقيقيا».. ولم يوضح الإبراهيمي ما سيكون عليه مصير الرئيس السوري بشار الأسد نتيجة هذا «التغيير»، فيما نفت موسكو التي تستقبل الإبراهيمي السبت، وجود خطة مشتركة أميركية روسية للحل في سوريا.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرته دمشق متوجها إلى بيروت أمس: «إن الوضع في سوريا يشكل خطرا كبيرا؛ ليس فقط على الشعب السوري، وإنما على دول الجوار، بل على العالم»، وإن «الوقت ليس في صالح أحد». وعبر عن الأمل في أن «يساعد كل من له إمكانية على الخروج من هذه المحنة التي تتخبط فيها سوريا، وألا يبخل بالجهد»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ودعا الإبراهيمي إلى تشكيل حكومة «كاملة الصلاحيات»، موضحا أن «كل صلاحيات الدولة يجب أن تكون موجودة في هذه الحكومة» التي يفترض أن «تتولى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية». وشدد على أن «التغيير المطلوب ليس ترميميا ولا تجميليا.. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع إلى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم من الجميع». وقال إن المرحلة الانتقالية يفترض أن تنتهي بانتخابات «إما أن تكون رئاسية إن اتفق أن النظام سيبقى رئاسيا»، أو برلمانية في حال «الاتفاق على تغيير النظام في سوريا إلى نظام برلماني».. وتنتهي الولاية الحالية للرئيس الأسد في 2014، بينما يستمر مجلس الشعب حتى 2016.

ولم تثمر زيارة الأيام الخمسة عن توافق طرفي النزاع على سبل الحل، ونفى الإبراهيمي تقديم مشروع متكامل، محبذا إرجاء ذلك إلى حين «تكون الأطراف وافقت عليه كي يكون تنفيذه سهلا». ولمح إلى أن الفشل في الاتفاق قد يدفع نحو «الذهاب إلى مجلس الأمن واستصدار قرار ملزم للجميع»، علما أن مجلس الأمن فشل ثلاث مرات في استصدار قرار حول سوريا بسبب استخدام روسيا والصين الداعمتين للنظام حق النقض (الفيتو).

ونفت موسكو الخميس وجود خطة مشتركة روسية – أميركية لتسوية في سوريا، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ألكسندر لوكاشفيتش «لم يكن هناك وليس هناك مثل هذه الخطة، وليست موضع بحث». وكانت تقارير صحافية رجحت بعد اجتماع الإبراهيمي في 6 ديسمبر (كانون الأول) في دبلن مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، التوصل إلى اتفاق حول حكومة انتقالية مع منع الأسد من الترشح لولاية جديدة في 2014.

وأشار لوكاشفيتش إلى أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي وصل إلى موسكو أول من أمس، أجرى محادثات في وزارة الخارجية، على أن تعلن «النتائج لاحقا». وإذ أكد استناد المقاربة الروسية إلى اتفاق جنيف، اعتبر أن «جعل رحيل رئيس منتخب حجر أساس لأي حوار هو انتهاك لكل الاتفاقات التي تم التوصل إليها»، في إشارة إلى رفض المعارضة السورية أي حديث عن حل لا يشمل رحيل أركان النظام.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن وحدات من مشاة البحرية، المخصصة لعمليات مكافحة الإرهاب، الموجودة على متن مجموعة السفن الروسية المنتشرة قرب سواحل سوريا ستجري تدريبات على تأمين السفن. وقالت الوزارة في بيان أوردته قناة «روسيا اليوم» إن البحارة الروس سيجرون مجموعة من التدريبات على الدفاع الجوي والسفن والغواصات، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأشار البيان إلى أن سفينتي الإنزال الكبيرتين «نيقولاي فيلتشينكوف» و«أزوف» التابعتين لأسطول البحر الأسود الروسي قد عبرتا منطقة مضيقي البوسفور والدردنيل وستنضمان قريبا إلى مجموعة السفن الروسية التي تتكون من الطراد الصاروخي «موسكو» وسفينة الحراسة «سميتليفي» والناقلة «إيفان بوبنوف» والقاطرة «ب س 406»، موضحا أن مجموعة السفن تقوم بتنفيذ مهمات الخدمة القتالية في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط.

الإبراهيمي يدعو الى حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة والمعارضة وفرنسا ترفضان أي دور للأسد

الثوار يقتحمون مطار منّغ العسكري في حلب

                                            كل الدلائل في ميدان المعركة كما في الساحات السياسة والديبلوماسية باتت تنبئ بقرب انهيار نظام بشار الأسد. فعلى الأرض اقتحم الثوار أمس مطار منغ العسكري، آخر معاقل قوات الأسد في ريف حلب واكثرها أهمية، وصعدوا حال الاشتباك في قاعدة وادي الضيف الاستراتيجية في إدلب. وسياسياً كان لافتاً دعوة المبعوث الدولي ـ العربي الاخضر الابراهيمي من دمشق امس الى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا كاملة الصلاحية، مستبقاًً بذلك المحادثات التي يجريها غدا مع المسؤولين الروس في موسكو، فيما رفضت المعارضة السورية وفرنسا أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية.

فقد تمكن الثوار أمس من اقتحام مطار منغ العسكري في ريف حلب بعد حصار لمدة اشهر ومعارك عنيفة استمرت ايامأ. وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” في بيان مساء أمس “تمكن مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة من اقتحام مطار منغ العسكري من عدة محاور، وتدور الان اشتباكات عنيفة داخل اسوار المطار وذلك بعد حصار واشتباكات في محيطه استمرت لعدة ايام”.

وقال الناشط الاعلامي في محافظة حلب ابو هشام في بريد الكتروني بعث به الى وكالة “فرانس برس” مرفقاً بمقاطع قصيرة من اشرطة فيديو ان “اشتباكات عنيفة تدور الان بين عناصر الجيش الحر وعصابات الاسد المتواجدة داخل مطار منغ العسكري”، مشيرا الى “انشقاق بعض العناصر من داخل المطار وحرق احدى غرف العسكريين واحاطة المطار بقناصي الجيش الحر من مختلف الجهات واستهداف عناصر الجيش الاسدي”.

وفي احد الاشرطة، يمكن مشاهدة قناص يطلق النار نحو مباني المطار، بحسب ما يقول المصور. كما اظهر شريط فيديو آخر طائرة مروحية قطع ذيلها في المعركة، بحسب ما يقول المصور.

ويظهر شريطان آخران مقاتلين من “جبهة النصرة” وآخرين من “لواء عاصفة الشمال” يقصفون بقذائف الهاون على مواقح للقوات النظامية داخل المطار، بحسب المصور، ويقتربون من سور المطار.

ووصف بيان مسجل للجيش الحر في شريط فيديو “جبهة مطار منغ العسكري” بانها “آخر معاقل الاجرام الاسدي في ريف حلب الشمالي”، مشيرا الى ان “ابطال الجيش الحر يخوضون معركة الحسم” في هذه المنطقة.

وكان المرصد تحدث عن اشتباكات عنيفة فجر امس في محيط كتيبة للدفاع الجوي قرب مطار النيرب العسكري، مشيرا الى “معلومات” عن سيطرة مقاتلين على اجزاء من محيط المطار.

وفي إدلب، افاد المرصد عن تسجيل ثلاث غارات في محيط قاعدة وادي الضيف الاستراتيجية وعين قريع ومحيط معرة النعمان في المحافظة التي تشهد مناطق عدة منها اشتباكات امس، لا سيما محيط وادي الضيف الذي يحاصره المقاتلون منذ سيطرتهم على معرة النعمان في التاسع من تشرين الاول الماضي.

سياسياً، اعلن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” انه منفتح على اي عملية انتقال سياسي في سوريا لا يكون الرئيس بشار الاسد والمقربون منه جزءا منها.

وقال الناطق باسم الائتلاف الوطني وليد البني “ما يتعلق بدعوات الحلول السياسية، فلا يمكن للائتلاف الوطني السوري ان يقبل اي مبادرة لحل سياسي في سوريا ما لم يكن بندها الاول رحيل النظام بكل رموزه ومرتكزاته، فلا يمكن لمن ارتكب كل تلك الجرائم التي اودت بحياة عشرات الآلاف من الشهداء وهجرت ملايين السوريين داخل الوطن وخارجه، ان يكون جزءا من اي حل سياسي”.

وكان الموفد الدولي ـ العربي الاخضر الابراهيمي دعا من دمشق امس الى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لحين اجراء انتخابات في سوريا، مؤكدا على وجوب ان يكون التغيير “حقيقيا” في البلاد التي تشهد ازمة مستمرة منذ 21 شهرا.

ولم يوضح الابراهيمي، الذي يزور موسكو غدا، ما سيكون عليه مصير الرئيس الاسد نتيجة هذا “التغيير”، فيما جددت باريس رفضها ان يكون للرئيس السوري اي دور في عملية الانتقال السياسي في البلاد.

وفي تعقيب على التطورات السياسية، قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف أبلغ نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس أنه “لا بديل لحل سلمي للصراع الداخلي (في سوريا) من خلال حوار سوري وعملية سياسية” على نطاق واسع.

وفي حديث مع وكالة انباء “انترفاكس” الروسية قال لافروف ان “الخيار البديل للحل السلمي هي الفوضى الدامية. ثم ستتسع، وكلما اتسعت تفاقم الوضع بالنسبة للجميع”. واضاف “الفرص تتضاءل للتوصل الى قرار بناء على بيان لقاء مجموعة العمل حول سوريا في 30 حزيران الماضي في جنيف (…) لكنها ما زالت موجودة ويجب ان نبذل مجهودا من اجل ذلك”.

وفي سياق متصل، قال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني امس ان “بشار الاسد الذي يواصل قمعاً اكثر شراسة ضد شعبه ويتحمل مسؤولية الضحايا الـ45 الفاً في هذا النزاع لا يمكن ان يكون جزءاً من الانتقال السياسي”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

الائتلاف الوطني السوري: انتقال سياسي للسلطة لكن من دون الأسد

                                            أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في رد على تصريحات المبعوث الدولي ـ العربي الاخضر الابراهيمي أمس، انه منفتح على اي عملية انتقال سياسي في سوريا لا يكون الرئيس بشار الاسد والمقربون منه جزءاً منها.

تصريحات الابراهيمي، التي دعا فيها من دمشق الى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة إلى حين إجراء انتخابات في سوريا، لاقت صدى أيضاً في موسكو، التي استقبلت امس نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ووزرير الخارجية المصري محمد كامل عمرو. وقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا يوجد بديل لتسوية الأزمة السورية سلمياً الا عبر عملية سياسية على أساس بيان جنيف.

وموقف المعارضة الرافض لأي دور للأسد في المرحلة الانتقالية، لاقتها مواقف مماثلة لفرنسا، التي قال الناطق باسم وزارة خارجيتها فنسان فلورياني، أن لا حل بوجود الاسد في السلطة.

أما ميدانياً، فكانت المعارضة المسلحة تحقق مزيداً من الانتصارات، خصوصاً في منطقة الشمال حيث دارت اشتباكات في محيط مطار النيرب في حلب، وفي قاعدة وادي الضيف الحصينة في إدلب.

المعارضة

وقال الناطق باسم الائتلاف الوطني للثورة والمعارضة وليد البني “نقبل بأي حل سياسي لا يشمل عائلة الاسد والذين سببوا ألماً للشعب السوري. وخارج هذا الاطار كل الخيارات مطروحة على الطاولة”.

وجاء في الترجمة الانكليزية لتصريحات البني في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول، ان “شرطنا الاول لهم (عائلة الاسد وكبار مسؤولي النظام) هو أن يغادروا البلاد”.

وفي الدوحة استقبل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس “الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية” أحمد معاذ الخطيب الذى يزور قطر حالياً. وذكرت وكالة الانباء القطرية انه تم خلال المقابلة استعراض آخر تطورات الأوضاع في سوريا.

الابراهيمي

وكان الموفد الدولي ـ العربي الاخضر الابراهيمي دعا امس الى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة إلى حين إجراء انتخابات في سوريا، مؤكداً على وجوب ان يكون التغيير “حقيقياً” في البلاد التي تشهد ازمة مستمرة منذ 21 شهراً.

ولم يوضح ما سيكون عليه مصير الاسد نتيجة هذا “التغيير”.

وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرته دمشق متوجهاً الى بيروت “ان الوضع في سوريا يشكل خطراً كبيراً ليس فقط على الشعب السوري وانما على دول الجوار بل على العالم”، وان “الوقت ليس في صالح احد”.

وعبر عن الامل في ان “يساعد كل من له امكانية (…) على الخروج من هذه المحنة التي تتخبط فيها سوريا وألا يبخل بالجهد”.

ودعا الى تشكيل حكومة “كاملة الصلاحيات”، موضحاً ان “كل صلاحيات الدولة يجب ان تكون موجودة في هذه الحكومة” التي يفترض أن “تتولى السلطة اثناء المرحلة الانتقالية”.

وشدد على ان “التغيير المطلوب ليس ترميمياً ولا تجميلياً. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع الى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم من الجميع”.

وقال إن المرحلة الانتقالية يفترض ان تنتهي بانتخابات “إما ان تكون رئاسية ان اتفق أن النظام سيبقى رئاسياً”، او برلمانية في حال “الاتفاق على تغيير النظام في سوريا الى نظام برلماني”.

وتنتهي الولاية الحالية للرئيس الاسد في 2014، بينما يستمر مجلس الشعب حتى 2016.

ولم تثمر زيارة الايام الخمسة عن توافق طرفي النزاع على سبل الحل، ونفى الابراهيمي تقديم مشروع متكامل، محبذاً ارجاء ذلك الى حين “تكون الاطراف وافقت عليه كي يكون تنفيذه سهلاً”.

والمح الى ان الفشل في الاتفاق قد يدفع نحو “الذهاب الى مجلس الامن واستصدار قرار ملزم للجميع”، علماً ان مجلس الامن فشل ثلاث مرات في استصدار قرار حول سوريا بسبب استخدام روسيا والصين الداعمتين للنظام حق النقض (الفيتو).

ونصت الخطة الانتقالية لمعالجة الازمة السورية التي أقرتها مجموعة العمل حول سوريا (الدول الخمس الكبرى وتركيا ودول من الجامعة العربية) في جنيف برعاية المبعوث الدولي السابق كوفي انان على تشكيل حكومة انتقالية تملك كامل الصلاحيات التنفيذية، تقوم بتسمية محاور فعلي عندما يطلب المبعوث الدولي ذلك، للعمل على تنفيذ الخطة الانتقالية.

وأشارت الى أن الحكومة الانتقالية ستضم أعضاء في الحكومة الحالية وآخرين من المعارضة. ودعت الى حوار وطني تشارك فيه جميع مجموعات وأطياف المجتمع السوري.

كما لحظت الخطة إمكانية البدء بمراجعة للدستور اضافة الى اصلاحات قانونية، على ان تخضع هذه المراجعة لموافقة الشعب، وتتبعها انتخابات حرة ومفتوحة أمام جميع الأحزاب.

ولم تتطرق خطة جنيف بدورها الى مسألة تنحي الاسد، مشددة على وجوب “تأمين استمرارية المرفق العام أو ترميمه” خلال المرحلة الانتقالية، وموضحة أن “هذا يشمل الجيش والأجهزة الامنية”.

كما نصت الخطة على وجوب التمكن من إيصال المساعدات الانسانية الى المناطق الاكثر تضرراً واطلاق المعتقلين ووضع حد لإراقة الدماء، بالاضافة الى تخصيص امكانات مادية لاعادة إعمار البلاد.

روسيا

وفي تعقيب على التطورات السياسية، قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف أبلغ نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أنه “لا بديل لحل سلمي للصراع الداخلي (في سوريا) من خلال حوار سوري وعملية سياسية” على نطاق واسع.

وفي حديث مع وكالة أنباء “انترفاكس” الروسية قال لافروف إن “الخيار البديل للحل السلمي هي الفوضى الدامية. ثم ستتسع، وكلما اتسعت تفاقم الوضع بالنسبة للجميع”. واضاف: “الفرص تتضاءل للتوصل الى قرار بناء على بيان لقاء مجموعة العمل حول سوريا في 30 حزيران الماضي في جنيف (…) لكنها ما زالت موجودة ويجب أن نبذل مجهوداً من اجل ذلك”.

وتابع أن “الاتصالات الثلاثية الأخيرة في جنيف التي شاركت فيها كل من روسيا والولايات المتحدة ومبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي أكدت أن إمكانات إيجاد النقاط المشتركة في ما يخص تنفيذ اتفاقات جنيف لا تزال موجودة، شرط أننا لا نحاول تغيير هذه الاتفاقات”. وأضاف نحن عازمون على المضي في هذا الطريق. إن الكرة الآن في ملعب شركائنا الذين يؤيدون الحل السياسي شفويا، وفي الواقع يحرضون على مواصلة الحرب حتى إسقاط (الرئيس السوري) بشار الأسد”.

وحذر من أن “اللعبة المزدوجة خطيرة للغاية في الظروف الراهنة في سوريا، ولن تؤدي إلا إلى مواصلة عسكرة هذا النزاع وتصعيده وزيادة التشدد والخطر الإرهابي والعنف الطائفي”.

وشدد على أن “حل الأزمة السورية على أساس اتفاقات جنيف يتطلب تنسيق جهود جميع الأطراف الخارجية، التي ينبغي عليها أن تتحدث بصوت واحد وتعمل من أجل إجلاس الحكومة السورية والمعارضة إلى طاولة التفاوض”.

ودعا الوزير الروسي إلى “وقف المواجهة العسكرية والعمل من أجل إطلاق الحوار الداخلي في سوريا فوراً بهدف تحديد معايير الإصلاح السياسي كي يستجيب لمصالح جميع السوريين”.

واجرى المقداد الذي اعلنت زيارته التي بدأت أول من أمس إلى موسكو، محادثات صباح امس في مقر الخارجية قبل يومين على وصول الموفد الدولي لسوريا الاخضر الابراهيمي الى العاصمة الروسية.

واعلن المتحدث باسم الخارجية الكسندر لوكاشيفيتش رداً على سؤال عن هدف هذه المفاوضات “يجب ان تكون هناك حالياً مبادرات نشطة وحازمة من اجل وقف حمام الدم”.

واكد أن محادثات الأمس في موسكو “تندرج في اطار الحوار الذي لا نجريه مع الحكومة السورية فحسب بل ومع كل هيئات المعارضة”.

ونفى الناطق باسم الخارجية الروسية بشدة وجود اتفاق بين الروس والاميركيين حول تشكيل حكومة انتقالية مع بقاء الرئيس السوري بشار الاسد الى حين انتهاء ولايته في 2014، كما كانت اوردت بعض الصحف.

وقال: “لم يكن هناك وليس هناك مثل هذه الخطة، وليست موضع بحث”.

وأكد لوكاشيفيتش انه “اذا كان الهدف هو رأس الرئيس فهذا يعني استمرار حمام الدم ومسؤولية كبرى يتحملها الذين يتابعون السعي الى مثل هذه الاهداف”.

وتابع الناطق الروسي “مع شركائنا الاميركيين ومع الابراهيمي ومع الجهات الفاعلة الدولية الاخرى، اجرينا ونجري مناقشات حول الآليات التي يجب وضعها لتطبيق عملي للمبادئ التي اتفق عليها في اجتماع جنيف في 30 حزيران”. واضاف ان “زملاءنا الاميركيين وآخرين غيرهم وافقوا على وثيقة جنيف غيروا موقفهم 180 درجة عبر دعم المعارضة من دون اقامة اي حوار مع الحكومة السورية”.

وإلى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان وزير الخارجية المصري محمد عمرو سيجري في موسكو محادثات ويعقد مؤتمراً صحافياً مع لافروف اليوم.

فرنسا

فرنسا أكدت أمس أن الأسد “الذي يتحمل مسؤولية سقوط 45 الف ضحية” في النزاع في سوريا “لا يمكن ان يكون جزءاً من الانتقال السياسي”.

وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني الخميس ان “بشار الاسد الذي يواصل قمعاً أكثر شراسة ضد شعبه ويتحمل مسؤولية الضحايا الـ45 ألفاً في هذا النزاع لا يمكن ان يكون جزءاً من الانتقال السياسي”.

إسرائيل

وفي سياق تداعيات الأزمة السورية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس إن النظام السوري لا يتورع عن استخدام أي وسيلة ضد مواطنيه، في إشارة إلى السلاح الكيميائي، وأن إسرائيل تتابع الأحداث هناك وستدافع عن نفسها.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال حفل إنهاء دورة طيارين عسكريين: جميعنا نرى ما يحدث في سوريا وسلاح الجو هناك يقصف مواطني الدولة وهم لا يتورعون عن استخدام أي وسيلة وبضمن ذلك أسلحة محظورة بموجب معاهدات دولية.

وتابع أن إسرائيل تتابع عن كثب التطورات في سورية وستفعل كل ما باستطاعتها من أجل الدفاع عن نفسها أمام هذا التهديد وأي تهديد آخر.

وكانت وسائل اعلام اسرائيلية قالت امس إن نتنياهو التقى مؤخراً العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في عمان لبحث الوضع في سوريا كما أفادت الاذاعة الاسرائيلية امس.

وقالت الاذاعة نقلاً عن “مصادر رسمية” ان نتنياهو بحث مع العاهل الاردني مسألة الاسلحة الكيميائية التي يملكها نظام الرئيس السوري بشار الاسد لكن من دون تحديد موعد اللقاء.

ورداً على اسئلة وكالة “فرانس برس”، لم ينف مسؤول في رئاسة الوزراء في القدس هذه المعلومات كما لم يؤكدها.

وأعلن وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية موشيه يعلون صباح امس ان “اسرائيل والاردن لديهما الكثير من المصالح المشتركة وهما قلقتان من تدهور الوضع في سوريا”، لكن من دون تأكيد اللقاء بين نتنياهو والعاهل الاردني.

وبحسب صحيفة “يديعوت احرونوت” فان “الطرفين التقيا وهما يحملان خرائط (جغرافية) (…) المخابرات الاردنية لديها سمعة ممتازة حول جمع المعلومات عن سوريا ولديها خرائط محددة فيها المواقع المختلفة التي تخزن فيها الاسلحة الكيماوية والبيولوجية”. واضافت: “ليس واضحاً في هذه المرحلة ما الذي ستضفيه المشاورات الاسرائيلية ـ الاردنية. كل العالم يرغب برحيل الاسد ولكن اسرائيل والاردن ـ بالاضافة الى تركيا ولبنان ـ هي التي سيكون عليها ان تتعامل مع ما قد يفعله في لحظاته الاخيرة في السلطة”.

وقد عبر القادة الاسرائيليون وفي مقدمهم نتنياهو عدة مرات عن مخاوفهم حيال مخزونات الاسلحة الكيميائية الضخمة الموجودة في سوريا التي تشهد نزاعاً أوقع اكثر من 45 الف قتيل خلال 21 شهراً بحسب حصيلة المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأعلن نتنياهو في الاونة الاخيرة: “نتابع مع المجموعة الدولية عن كثب التطورات في سوريا المتعلقة بمخزونات الاسلحة الكيميائية (…) ونعتقد أن هذه الاسلحة يجب الا تستخدم ويجب ألا تقع في أيدي عناصر ارهابية” في إشارة خصوصاً الى “حزب الله” في لبنان.

وقد حذر حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة سوريا من استخدام أسلحتها الكيميائية.

واكد نتنياهو امس في حفل تخرج طيارين تابعين للجيش الاسرائيلي أن اسرائيل تراقب عن كثب الوضع في سوريا.

وقال ان “الطيران السوري يستهدف مئات من المدنيين السوريين وليس لديهم أي هواجس حول استخدام اي وسيلة”.

وتابع: “اسرائيل تتابع التطورات في سوريا وستقوم بكل شيء لمواجهة هذا التهديد وأي تهديد”.

يعلون قال للإذاعة العامة الإسرائيلية، إن الولايات المتحدة تستعد لاحتمال أن تكون هناك حاجة للتدخل في سوريا في حال وجود تخوف من أنها ستوجه سلاحها الكيميائي ضد مواطنيها، أو أنه قد يسقط في أيدٍ غير مسؤولة، في إشارة إلى تنظيمات مسلحة وبينها “حزب الله”. واضاف أن الولايات المتحدة تقود حملة سياسية بهذا الشأن، كما أن جهات إسرائيلية تتابع ما يحدث في سوريا. وكرر تقديره أنه لا يوجد تخوف الآن من توجيه السلاح الكيميائي السوري ضد إسرائيل.

تطورات ميدانية

ميدانياً، أفادت التقارير الإخبارية الواردة من سوريا بأن “الجيش الحر” اقتحم عصر أمس مطار منغ العسكري بريف حلب وقام بالاشتباك مع قوات النظام المتواجدة هناك.

كما تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” عن اشتباكات عنيفة فجر امس في محيط كتيبة دفاع جوي بالقرب من مطار النيرب العسكري، مشيراً الى “معلومات عن سيطرة مقاتلين من الكتائب على أجزاء من محيط المطار”.

وشن الطيران الحربي السوري امس غارات جوية في محيط معسكر وادي الضيف في شمال غربي البلاد يحاصره مقاتلو المعارضة منذ اكثر من شهرين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيانك “نفذت الطائرات الحربية ثلاث غارات جوية على محيط معسكر وادي الضيف وعين قريع ومحيط مدينة معرة النعمان” في محافظة إدلب، مشيراً الى استمرار الاشتباكات العنيفة في محيط المعسكر منذ يوم أمس.

ويحاصر مقاتلون من كتائب عدة مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد معسكر وادي الضيف منذ سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من تشرين الاول الماضي. وقال المرصد ان الطائرات المروحية قصفت أيضاً بلدة بنش في المحافظة نفسها.

وفي جسر الشغور في إدلب، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، تمكنوا من السيطرة على حاجز لهذه القوات في تل الذهب، بحسب المرصد الذي تحدث عن “قتل وجرح عدد من عناصر القوات النظامية إثر تفجير سيارة مفخخة بحاجز للقوات النظامية في قرية اليعقوبية” ذات الغالبية المسيحية في ريف جسر الشغور.

وفي ريف دمشق، دارت اشتباكات في مدينة داريا جنوب غربي دمشق التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها منذ فترة، بحسب المرصد الذي افاد عن تعرض مدينة الزبداني في ريف العاصمة للقصف.

وتحدث المرصد عن سقوط قتلى وجرحى اثر انفجار سيارة مفخخة في شارع النهر بمنطقة السبينة في ريف دمشق.

واستشهد أمس 4 فلسطينيين من عائلة واحدة، واصيب 7، في قصف مدفعي لقوات النظام على مخيم اليرموك في سوريا، عصر امس.

وذكرت تنسيقية مخيم اليرموك أن أربعة فلسطينيين استشهدوا وأصيب عدد آخر بجراح خطرة جراء سقوط قذيفة في شارع المدارس بالمخيم، حيث سقطت اكثر من 15 قذيفة على المخيم منذ ساعات الصباح.

وأوضحت أن الشهداء هم؛ زهير احمد سلامة ولؤي سلامة ومحمد عوض سلامة والطفل علي عوض سلامة.

وقد تظاهر فلسطينيون أمس أمام مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله (المقاطعة) احتجاجاً على قصف قوات الاسد للمخيم وتضامناً مع سكانه.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ش أ، قنا، “المستقبل”)

الخطيب يشترط تنحي الأسد للتفاوض

                                            طالب بإدانة روسيا لدمشق وباعتذارها للشعب السوري

طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب بتنحي الرئيس بشار الأسد شرطا للدخول في مفاوضات دعته إليها روسيا اليوم، قائلا إنه جاهز للحوار، لكنه لن يذهب إلى موسكو، التي كان وزير خارجيتها قال اليوم إنه حث دمشق على إجراء حوار مع المعارضة.

وقال الخطيب في تصريحات للجزيرة تعقيبا على دعوة روسيا له اليوم للدخول في مفاوضات لتسوية النزاع في سوريا، إنه جاهز للحوار، غير أنه طالب موسكو بإدانة واضحة للنظام السوري وإعلان جدول أعمال واضح له.

وأضاف أن تنحي الأسد هو شرط أساسي في المفاوضات، وقال إن على وزير الخارجية الروسي الذي تحدث عن هذا الحوار أن يقدم اعتذارا للشعب السوري على موقف بلاده الذي ساوى بين الضحية والجلاد.

وقال إن الجرائم التي تحدث في سوريا تتم بسلاح روسي، ولا بد لموسكو من إصدار بيان إدانة واضح لتلك الجرائم.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد أبلغ اليوم وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية دعوة الخطيب إلى محادثات قال إنها تهدف لتسوية النزاع في سوريا، مشيرا إلى أن اللقاء  يمكن أن يعقد في موسكو أو خارج روسيا، مثل جنيف أو القاهرة، وأضاف “لقد نُقلت الدعوة وقد وصلت إلى معاذ الخطيب”.

وجاءت دعوة الخطيب في خضم نشاط دبلوماسي يتمركز في موسكو التي استقبلت في اليومين الماضيين كلا من نائب وزير الخارجية السوري ووزير الخارجية المصري، كما تستعد غدا لاستقبال المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي.

دعوة للحوار

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك بموسكو مع نظيره الزائر المصري محمد كامل عمرو إن موسكو ستستقبل غدا الأخضر الإبراهيمي، وستستمع له عن مباحثاته في دمشق التي استمرت خمسة أيام، وأكد أن جهد بلاده ينصب على الضغط على الأطراف المختلفة في سوريا لوقف القتال وإلزامهم بصيغ اتفاقية جنيف بشأن سوريا، مشيرا إلى أن مصير الرئيس السوري يحدده الشعب السوري.

وقال لافروف إنه حث نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على التأكيد على استعداد حكومته للحوار مع المعارضة أثناء محادثاتهما في موسكو أمس الخميس.

وقال “شجعنا بقوة القيادة السورية على جعل استعدادها المعلن للحوار مع المعارضة شيئا ملموسا بقدر المستطاع”، وأضاف أنه يتعين على الحكومة السورية أن تؤكد استعدادها لإجراء محادثات بشأن أكبر عدد ممكن من المسائل بما يتفق مع اتفاقية دولية تم التوصل إليها في جنيف في يونيو/حزيران الماضي تدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية.

وقال لافروف الذي صرح الأسبوع الماضي بأن أيا من الطرفين لن يحسم الصراع بالسلاح “أعتقد أن تقييما واقعيا مفصلا للوضع في سوريا سيدفع الحكماء في المعارضة إلى البحث عن وسائل لبدء حوار سياسي”.

سوريا المستقبل

من ناحيته قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إن موقف بلاده من الأزمة السورية واضح منذ بدايتها قبل عامين، ويقوم على ضرورة الاستماع والاستجابة لمطالب الشعب السوري، وأن يكون الحل في إطار سوري عربي وضد التدخل العسكري، لأن ما سينتج عنه من أضرار أكثر من الفوائد.

وأكد الوزير المصري أنه من الصعب أن يكون للقيادة السورية الحالية مكان في سوريا المستقبل، وشدد على ضرورة أن تتم عملية انتقال السلطة بسرعة وينتج عنها سوريا موحدة غير مقسمة.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي قال إن الاجتماع مع الإبراهيمي غدا قد يليه لقاء جديد ثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، وأوضح أن مثل هذا اللقاء يمكن أن يعقد في يناير/كانون الثاني المقبل بعد عطلة الأعياد في روسيا.

من جانبها رفضت فرنسا أي حل يبقي بشار الأسد في السلطة، وقالت الخارجية الفرنسية إنه لا يمكن أن يكون الأسد جزءا من العملية الانتقالية.

وأكد المتحدث باسم الوزارة -ردا على سؤال عن خطة روسية أميركية تبقي الأسد في منصبه حتى العام 2014- أن الرئيس السوري الذي “يزداد قمعه وحشية ضد شعبه” ويتحمل مسؤولية 45 ألف ضحية في الصراع، لا يمكن أن يكون جزءا من العملية الانتقالية السياسية، وفق تعبيره.

وأعرب المتحدث الفرنسي عن دعم بلاده وشركائها الدوليين للحل السياسي في سوريا، مشيرا إلى أن فرنسا على تواصل مع الإبراهيمي.

قصف لداريا والحر يقتحم مطار منغ

                                            أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مدينة داريا بمحافظة ريف دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية صباح اليوم الجمعة، في حين تمكن الجيش الحر من اقتحام مطار منغ في حلب. وذلك بعد يوم قتل فيه 162 شخصا بسلاح النظام بمختلف أرجاء سوريا.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة داريا بمحافظة ريف دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية صباح اليوم، رافقه اشتباكات بين مقاتلين من الجيشين الحر والنظامي.

وفي تطور جديد أعلن الجيش الحر تمكنه من اقتحام مطار منغ العسكري بحلب من عدة محاور.

سيطرة

وفي سياق إنجازاته على الأرض أعلن الجيش الحر سيطرته على حواجز المفرق وبيت يسوف وتل ذهب وعبوس بريف إدلب.

كما أفاد مراسل الجزيرة في ريف إدلب بأن الجيش الحر تمكن من السيطرة على بلدة اليعقوبية في جسر الشغور ضمن المرحلة الثانية للسيطرة على المنطقة.

وكان الجيش الحر قد أعلن أنه بدأ معركة للسيطرة على آخر مناطق وجود الجيش النظامي في ريف إدلب، ضمن ما سماها عملية “البنيان المرصوص”. ويقول الجيش الحر إن المعركة تستهدف معسكري الحامدية ووادي الضيف اللذين يقول الثوار إنهما تسببا في سقوط كثير من الضحايا خلال الأشهر الماضية.

وأفادت شبكة شام بأن أفراداً من الجيش الحر تمكنوا من السيطرة على حاجز الكورنيش بالكامل، ودمروا دبابات وآليات. ويعد هذا الحاجز من أهم الحواجز التي كان جيش النظام يقصف منها المدينة.

162 قتيلا

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أكدت مقتل 162 شخصا أمس الخميس بنيران قوات النظام بأنحاء متفرقة من البلاد معظمهم بدمشق وإدلب ودير الزور.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدن وبلدات دوما وشبعا ويلدا وداريا ومحيط مبنى إدارة المركبات بين مدينتي عربين وحرستا تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية عند منتصف الليلة الماضية.

كما أشار المصدر لسقوط عدة قذائف على حي القابون بمدينة دمشق رافقته أصوات انفجارات بينما دارت اشتباكات بين مقاتلين من الثوار والقوات النظامية على أطراف حي القدم بالقرب من مفرق سبينة.

وحسب المصدر نفسه فقد تعرض حيا الحميدية والشيخ ياسين بمدينة دير الزور للقصف عند منتصف ليلة البارحة.

وفي حمص، قصفت قوات النظام بالطائرات وراجمات الصواريخ أحياء حمص القديمة ودير بعلبة ومدن الحولة والرستن وتلبيسة والغنطو، بريف المدينة. كما تعرضت مدينة الزبداني بريف دمشق فجر أمس الخميس لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية والدبابات وقذائف الهاون والقنابل الانشطارية.

وأفاد المركز الإعلامي السوري بأن مدينة الزبداني تعرضت لقصف عنيف بأكثر من ألفي قذيفة، شملت راجمات الصواريخ والمدفعية والدبابات وقذائف الهاون والقنابل الانشطارية، أسفر عن تدمير مائتيْ منزل.

وقامت حشود عسكرية من جيش النظام بمحاولة اقتحام المدينة عن طريق شارع بردى، إلا أن كتائب من الجيش الحر صدتها ومنعتها من التوغل داخل المنطقة التي تعيش تحت حصار خانق ونقص غير مسبوق في المواد الأساسية من غذاء ودواء.

الخطيب يطالب لافروف بـ”الاعتذار

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بـ”الاعتذار وإدانة النظام في دمشق على ما يرتكبه من جرائم بحق السوريين”، وذلك في رد على دعوة وجهتها الخارجية الروسية الجمعة للتفاوض مع الائتلاف.

واشترط الخطيب في تصريح عبر الهاتف لـ”سكاي نيوز عربية” رحيل النظام السوري ورأسه المتمثل بالرئيس بشار الأسد لحل الأزمة السورية ووجود “برنامج روسي معلن وواضح، للتفاوض مع أي جهة مهما كانت حقنا للدماء”.

واقترح الخطيب دولة عربية مثل “قطر” مكانا لإجراء المفاوضات مع روسيا، رافضا إقامتها في موسكو أو أي دولة غربية، وطالب الخطيب لافروف باعتذار رسمي لإتمام هذه العملية.

كما شدد الخطيب على أن المعارضة السورية لا تريد تدخلا أجنبيا في سوريا من أي نوع، مشيرا إلى أن “روسيا تتذرع أن هناك تدخلا أجنبيا في سوريا، وهو أبرز تدخل أجنبي يعمل لغير مصلحة الشعب السوري” حسب تعبيره.

وكانت الخارجية الروسية وجهت دعوة لرئيس الائتلاف للمشاركة في مفاوضات بهدف حل النزاع السوري.

واقترحت الخارجية الروسية على لسان نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف أن يعقد اللقاء في موسكو أو خارج روسيا، واقترح لذلك جنيف أو القاهرة.

وفي سياق متصل، حث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الحكومة السورية، الجمعة، على تنفيذ ما تتحدث عنه من استعداد لإجراء حوار مع المعارضة.

وقال لافروف للصحفيين بعد محادثات مع نظيره المصري محمد عمرو في موسكو: “شجعنا بقوة القيادة السورية على جعل استعدادها المعلن للحوار مع المعارضة شيئا ملموسا بقدر المستطاع”.

ومن جهة أخرى، أعلنت روسيا الجمعة أنه من المتوقع عقد اجتماع روسي أميركي مع المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الشهر المقبل لبحث مقترحاته لإنهاء الأزمة المستمرة منذ 21 شهرا.

ويتوجه الإبراهيمي إلى موسكو السبت لإجراء محادثات حول نتائج المفاوضات التي أجراها مع الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه خلال زيارة لدمشق مدتها 5 أيام، دعا خلالها لتغيير سياسي من أجل وقف إراقة الدماء.

وقال بوغدانوف: “سنستمتع إلى ما سيقوله لنا الإبراهيمي وبعد ذلك نتخذ قرارا بخصوص لقاء جديد” ثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، موضحا أن مثل هذا اللقاء يمكن أن يعقد في يناير بعد عطلة الأعياد في روسيا.

وكان الناطق باسم الدبلوماسية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش اعتبر الخميس أنه من الضروري “القيام بمبادرات نشطة وحازمة من أجل وقف حمام الدم” في سوريا.

31 قتيلا وغارات جوية قرب دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 31 شخصا قتلوا في أنحاء سوريا الجمعة أغلبهم في دمشق وحماه، فيما شن الطيران الحربي غارات جوية على ريف دمشق بعد ليلة شهدت عمليات قصف ومعارك طالت عددا من أحياء العاصمة.

وقال المرصد السوري إن “الطيران قصف للمرة الأولى بلدة عسال الورد في منطقة القلمون ما أدى إلى مقتل مدني وجرح عشرات وتدمير عشرات المساكن”.

وأضاف أن الجيش السوري انسحب الخميس من عدة مناطق في محيط دمشق بعد هجمات لمقاتلي المعارضة على حواجز عسكرية، معبرا عن تخوفه من غارات جوية جديدة.

وليلا جرت معارك وعمليات قصف في عدد من أحياء دمشق.

وقال المرصد إن قذاف عديدة سقطت فوق حي القابون (شمال شرق) بينما جرت اشتباكات بين الجنود السوريين ومقاتلي المعارضة في حي القدم (جنوب دمشق) الذي قصفه الجيش الحكومي..

واستؤنفت عمليات القصف والمعارك في ضاحية داريا (جنوب غرب) التي يحاول الجيش استعادة السيطرة الكاملة عليها منذ أسابيع، ويلدا (جنوب) ودوما (شمال شرق) وحول موقع عسكري بين عربين وحرستا (شمال شرق)، كما ذكر المصدر نفسه.

وأسفرت أعمال العنف الخميس عن سقوط نحو 180 قتيلا في البلاد بينهم 55 مدنيا و42 جنديا، حسب الحصيلة الأخيرة للمرصد.

مصدر: الإتحاد الأوروبي سيستمر بالضغط على الأسد بشأن المرحلة الانتقالية

بروكسل (27 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكد مصدر مطلع في المجلس الوزاري الأوروبي أن التكتل الموحد سيستمر في مواصلة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد حيال البدء في المرحلة الانتقالية

وقال المصدر، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء اليوم “سنستمر في ممارسة هذا الضغط، طالما استمر الأسد في تجاهل النداءات الدولية الداعية إلى البدء بالمرحلة الإنتقالية” في سورية

وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد سيناقشون تطورات الأزمة السورية خلال إجتماعاتهم القادمة نهاية الشهر الجاري، وقال “نأمل أن يحدث تطور إيجابي يسمح بالتقدم على طريق الشروع بالمرحلة الإنتقالية في سورية”، حسب كلامه

وأضاف أن الوزراء سيبحثون الخطوات اللاحقة اللازمة من أجل “دفع” السلطات السورية للتحرك نحو الحل السياسي وخلق أجواء تسمح بتشكيل حكومة إنتقالية، دون أن يعطي أي تفاصيل عما سيتم إتخاذه من إجراءات

وأشار إلى وجود إتصالات “مستمرة” بين الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، والعديد من المسؤولين الدوليين والإقليميين، موضحاً أن آشتون تحدثت الأسبوع الماضي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي

وتأتي هذه التصريحات على خلفية أنباء تحدثت عن عجز المبعوث الدولي العربي لسورية الأخضر الإبراهيمي في الحصول على ردود إيجابية من دمشق حول آليات وطرق الحل السياسي

وكان الإبراهيمي قد نوه خلال مؤتمر صحفي في دمشق بأنه “يجب أن تتشكل حكومة كاملة الصلاحيات، وكامل الصلاحيات عبارة مفهومة جدا وتعني أن تتولى كامل السلطة أثناء المرحلة الانتقالية وهذه المرحلة تنتهى بانتخابات إما أن تكون رئاسية إذا كان قد اتفق على نظام رئاسي كما هو معمول به حاليا أو انتخابا برلمانيا إذا اتفق على أن النظام في سورية سيتغير إلى نظام برلماني”. كما أعلن التوجه إلى موسكو للحديث مع المسؤولين الروس، يعقبه ذلك “مشروع لقاء بيني وبين وزارتي الخارجية الروسية والأمريكية”

ويذكر أن روسيا تعود لتقوم بدور دبلوماسي ناشط في التعامل مع الأزمة السورية، اذ تستقبل نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وتستعد كذلك للحوار مع الأخضر الإبراهيمي يوم السبت المقبل

قيمة العملة السورية تهبط إلى النصف وخوف من انهيارها السريع

روما (28 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تسارعت وتيرة هبوط قيمة الليرة السورية خلال الأسابيع الأخيرة بشكل لافت، وتجاوز هبوطها 100% عن قيمتها قبل انطلاق الثورة السورية منذ نحو عشرين شهراً، ويخشى مراقبون أن يستمر انخفاضها بشكل مستمر ما لم يوجد حل للحالة السورية المتردية

ووفق صرافين في دمشق وبيروت، فقد وصل سعر صرف الدولار إلى 98 ليرة سورية، فيما كان سعر صرفه قبل بدء النظام السوري حله العسكري لمواجهة محتجين طالبوا بإسقاطه نحو 47 ليرة سورية، كما وصل سعر صرف اليورو إلى 125 ليرة فيما كان سعره سابقاً 62 ليرة، كذلك تصاعف سعر الدرهم الإماراتي والريال السعودي ليصل لنحو 26 ليرة، مرتفعاً من نحو 12.7 ليرة

وأنفقت الحكومة السورية عدة مليارات من رصيدها بالعملات الصعبة لدعم عملتها، وترافق ذلك مع ارتفاع في الأسعار من 50 إلى 100%، وتراجعت الودائع في البنوك السورية بنسبة 60%، وفقد مؤشر البورصة في دمشق أكثر من 90% من تداولاته، وتوقفت خدمة بطاقات الائتمان والدفع الدولية في سورية كلياً بسبب العقوبات المفروضة عليها من الدول الغربية، كما أغلقت بنوك أوروبية جميع حسابات السوريين المقيمين في سورية والذين لديهم تعامل مباشر من البلاد، كما توقفت خدمة الحوالات المصرفية عبر البنوك من وإلى سورية لشكل كامل، وأوقفت البنوك تمويل عمليات الاستيراد

ويرى مراقبون أن انخفاض قيمة العملة السورية قد ازداد بنسبة متواترة خلال الأسابيع الأخيرة، وبنسبة تعادل نحو 2% أسبوعياً، وفيما لو استمر انخفاضها بنفس هذه النسبة في المرحلة المقبلة فإن هذا سيؤدي إلى انهيار سريع ومتواتر في سعرها

وتقول بعض أوساط الصرافين إن الطلب على العملات الأجنبية أكبر بكثير من الطلب على الليرة السورية، كما يؤكد بعضهم أنهم يضّطرون لوقف التعامل بالبيع أو الشراء في بعض الأيام بسبب الهبوط السريع والعشوائي لقيمة الليرة، وهو الأمر الذي قد يسبب لهم مخاطر مالية

وكانت تقارير غربية أشارت إلى أن روسيا طبعت بين 120 و240 طناً من الأوراق النقدية السورية وشحنتها إلى دمشق بين شهري تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر الماضيين لتمكين النظام من دفع رواتب جنوده وموظفي الخدمة المدنية، وهذا الأمر سيؤثر على نسب التضخم وسيتسبب في استمرار انخفاض سعر صرف العملة المحلية

خلال العام الأخير، تدهور الوضع الاقتصادي تدريجياً، وأغلقت مئات الورشات الصغيرة والمصانع المتوسطة والكبيرة بسبب كساد الأسواق وصعوبات التصدير والاستيراد والعقوبات الغربية، كما أوقفت الشركات الحكومية كافة مشاريعها الاستثمارية، ولم تسلم عشرات الآلاف من المحل التجارية من التدمير، وغادر سورية أكثر من 70% من كبار رجال المال والأعمال، وقام عدد منهم بتفكيك مصانعهم ونقلها إلى دول عربية، كما تم تسريح نحو 300 ألف عامل وموظف، ونبّهت وكالات الأمم المتحدة أن حوالي أربعة ملايين سوري داخل بلدهم سيكونوا بحاجة للمساعدات العام المقبل

توقفت السياحة في سورية كلياً، وكانت تدرّ نحو 6 مليار دولار سنوياً، وأثّر تراجع هذا القطاع الذي يشكّل نحو 12% من حجم الدخل القومي على نحو مليوني سوري يعملون فيه بشكل مباشر وغير مباشر

تؤكد تقارير غير رسمية أن الصادرات السورية تراجعت من 14 مليار دولار إلى أقل من 3 مليارات وما زال التراجع مستمراً، وتقول المعارضة السورية ومسؤولون أوربيون إن احتياطي النقد الأجنبي المقدّر بنحو 17 مليار دولار أوشك على النفاد ولم يبق في خزينة الدولة سوى 1.1 مليار قد تكفي لأشهر معدودة، فيما تؤكد الحكومة السورية أن وضعها المالي ممتاز وأن احتياطييها من العملات الأجنبية مازال ضخماً، إلا أن المؤشرات السابقة تثير الشكوك بقدرة الحكومة على التحكم بالاقتصاد

روسيا تحث الحكومة السورية على الحوار مع المعارضة

موسكو (رويترز) – حثت روسيا الحكومة السورية يوم الجمعة على تنفيذ ما تتحدث عنه من استعداد لإجراء حوار مع المعارضة لتلقي بثقلها خلف جهود دبلوماسية لانهاء 21 شهرا من الصراع في سوريا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه حث نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على التأكيد على استعداد حكومته للحوار مع المعارضة خلال محادثاتهما في موسكو يوم الخميس.

وقال لافروف للصحفيين بعد محادثات مع نظيره المصري محمد كامل عمرو في موسكو “شجعنا بقوة… القيادة السورية على جعل استعدادها المعلن للحوار مع المعارضة شيئا ملموسا بقدر المستطاع.”

وأضاف أنه يتعين على الحكومة السورية أن تؤكد استعدادها لاجراء محادثات بشأن أكبر عدد ممكن من المسائل بما يتفق مع اتفاقية دولية تم التوصل إليها في جنيف في يونيو حزيران الماضي والتي تدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية.

وقال لافروف الذي صرح الأسبوع الماضي بان أيا من الطرفين لن يحسم الصراع بالسلاح “أعتقد أن تقييما واقعيا مفصلا للوضع في سوريا سيدفع الحكماء في المعارضة إلى البحث عن وسائل لبدء حوار سياسي.”

وقال مبعوث الكرملين إلى الشرق الأوسط في وقت سابق يوم الجمعة إن من المتوقع أن تستقبل روسيا دبلوماسيا أمريكيا كبيرا الشهر المقبل لعقد اجتماع روسي أمريكي مع المبعوث الدولي إلى دمشق الأخضر الابراهيمي لبحث مقترحاته لانهاء الصراع.

وسيزور الابراهيمي موسكو يوم السبت لبحث نتائج مفاوضاته مع الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه خلال زيارة استغرقت خمسة أيام لدمشق دعا خلالها إلى احداث تغيير سياسي لوقف اراقة الدماء.

وقال ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات لوكالة الاعلام الروسية “سنستمع لما سيقوله الأخضر الإبراهيمي عن الموقف في سوريا وبعد ذلك سيتخذ على الأرجح قرار بعقد اجتماع ثلاثي جديد” بينه وبين الإبراهيمي ووكيل وزارة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز.

واتفق بوجدانوف والابراهيمي وبيرنز في محادثات هذا الشهر على أن التوصل لحل سياسي للأزمة أمر ضروري وممكن.

وأضاف بوجدانوف أن اجتماعا آخر للدبلوماسيين الثلاثة سيعقد في يناير بعد العطلات.

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى