أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 15 نيسان 2015

 

 

 

المعارضة تقترح «المناصفة» للهيئة الإنتقالية ودمشق تتمسك بـ «حكومة مثالثة»

لندن – ابراهيم حميدي

ظهر اختلاف في أولويات وفدي «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة من جهة، والحكومة السورية من جهة ثانية. إذ تركز المعارضة على تشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلحيات مناصفة مع أعضاء من الحكومة من دون الرئيس بشار الأسد لصوغ دستور جديد مع استعدادها لمفاوضات مباشرة على طاولة مستطيلة، في مقابل اقتراح دمشق تشكيل حكومة على أساس المثالثة تضم موالين للنظام ومعارضين ومستقلين تحت الدستور الراهن ثم صوغ دستور جديد ودفعها للتفاوض على طاولة مستديرة، تتضمن أيضاً مستقلين وممثلي المجتمع المدني.

ويصل اليوم الوفد الحكومي برئاسة السفير بشار الجعفري إلى جنيف لعقد لقاء مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الذي كان اجتمع أول أمس بوفد «الهيئة التفاوضية» برئاسة العميد أسعد الزعبي. وقال دي ميستورا إنه وضع المعارضة في أجواء جولته إلى موسكو وطهران ودمشق وعمان و «أشرت إلى أننا سنبحث تحديداً جدول الأعمال، أي الانتقال السياسي والحكم والدستور». وأضاف أن مسؤولي الدول التي زارها «أبدوا اهتمامهم ودعمهم التقدم في المناقشات السياسية الهادفة إلى انتقال سياسي، وكنت واضحاً للغاية مع كل منهم بأن ما نريده حالياً هو جدول أعمال قائم على الانتقال السياسي مع مسألة الحكم والدستور كما هو وارد في القرار الدولي 2254. ولم يعرب أي منهم في الواقع عن شكوكه حيال أولويات جدول الأعمال».

لكن مصادر مطلعة نقلت عن فريق دي ميستورا أنه أبلغ المعارضة بأنه في حال لم يجرِ تقدم خلال الجولة التفاوضية الحالية التي تستمر إلى 27 الشهر الجاري، فإن المفاوضات مهددة بالانهيار وسط الفجوة بين أولويات وفدي الحكومة والمعارضة. إذ إن الجعفري يحمل معه تعديلات ومقترحات لمناقشة ورقة المبادئ التي كان أعلنها المبعوث الدولي من 12 نقطة في ختام الجولة السابقة وسط اعتقاد ديبلوماسيين بأن الوفد سيركز على الحصول على دعم المعارضة لـ «الجيش السوري في معركته ضد الارهاب».

كما يحمل الوفد لمرحلة لاحقة في المفاوضات، مفهومه لـ «الانتقال السياسي» الذي عبر عنه الاسد، بالقول إن الحديث عن هيئة انتقالية بصلاحيات كاملة «غير منطقي وغير دستوري» وإن الانتقال يكون من دستور إلى اخر، مقترحاً تشكيل حكومة تضم موالين ومعارضين ومستقلين وفق مبدأ المثالثة، انطلاقاً من الدستور الحالي للعام 2012، ثم تقوم هذه الحكومة بصوغ دستور جديد وفق البرنامج الوارد في القرار 2254 ونص على تشكيل «حكم» ثم صوغ دستور وإجراء انتخابات، لاعتقاد دمشق بضرورة «عدم حصول فراغ دستوري وسياسي».

وبدا أن موسكو قريبة إلى هذا الموقف، إذ إنها أقنعت واشنطن بضرورة العمل على دستور جديد وأبدت مرونةً بقبول «إعلان مبادئ دستورية» وتشكيل حكومة تضم موالين ومعارضين مع تفويض الأمم المتحدة بتعيين المستقلين بحيث يكونون الكفة الراجحة في القرارات. كما ظهر أن فريق دي ميستورا مقتنع بمقاربة الحل الوسط القائم على التوازي بين مساري التفاوض على تشكيل الحكم الجديد وصوغ الدستور.

في المقابل، لم تعد «الهيئة التفاوضية» متحمسة لفكرة تقديم أجوبة عن الأسئلة الـ 29 التي كان دي ميستورا قدمها في الجولة الماضية مع أن أعضاء فيها كانوا أعدوا مسودة الإجابة، وهي تفضل حالياً التزام ورقة المبادئ التي سلمتها إلى المبعوث الدولي في الجولة السابقة وضمت 13 نقطة. وأظهرت وثيقة «الهيئة»، التي حصلت «الحياة» على نسخة منها أنه «طبقاً لقرار مجلس الأمن 2254، فإن الانتقال السياسي يبدأ في تشكيل هيئة حكم انتقالي تمارس كامل السلطات التنفيذية، على ألا يكون للأسد وأركان نظامه وجميع من تلطخت أيديهم بدماء السوريين دور فيها، من بدء المرحلة الانتقالية وذلك خلال ستة أشهر من تاريخ بدء العملية السياسية». وطلبت «الهيئة» في وثيقتها بـ «إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات العسكرية والأمنية»، إضافة إلى مطالبتها بـ «إخراج كافة المقاتلين غير السوريين من ميليشيات طائفية وجماعات مرتزقة، وقوات تابعة لدول خارجية من الأراضي السورية» وأن «تلتزم السلطات جميعاً في المرحلة الانتقالية وما بعدها بضمان حماية المدنيين من كل أنواع العنف أو التعسف أو الانتهاك بأي شكل من الأشكال، وفقاً لأحكام القانون الدولي والإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان».

وبدا أن المعارضة تفضل مبدأ المناصفة في المشاركة لتشكيل الهيئة الانتقالية. ونقلت «رويترز» عن الناطق باسم «الهيئة» سالم مسلط أنها مستعدة لـ «المشاركة في هيئة حكم انتقالي مع أعضاء حاليين من الحكومة الحالية لكن ليس الأسد نفسه». وأضاف أن «الهيئة» لن تعترض طالما لن يرسلوا «مجرمين». ويعني هذا أن «الهيئة» تريد تشكيل «هيئة انتقالية» من الطرفين ثم تقوم بصوغ دستور جديد للمرحلة الانتقالية تنتهي بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإدارة وإشراف الأمم المتحدة، لاعتقاد بأن اقتراح دمشق يؤدي إلى «إعادة إنتاج النظام».

وكان الاسد، الذي تنتهي ولايته في العام 2021، وافق في مقابلة مع وسائل إعلام روسية على انتخابات رئاسية مبكرة إذا توافرت الإرادة الشعبية، ما عكس تغييراً في موقف دمشق التي كانت مستعدة فقط لانتخابات برلمانية مبكرة وإلغاء البرلمان الجديد، الذي بدأت أمس عمليات فرز أصوات المقترعين له، في حال حصل توافق مع المعارضة في مفاوضات جنيف.

وإلى الاختلاف على «المناصفة» الذي تريده «الهيئة» و «المثالثة» الذي تريده دمشق، هناك اختلاف آخر يتعلق بطاولة المفاوضات لدى انتقالها إلى مفاوضات مباشرة. إذ إن دمشق تريد طاولة مستديرة تضم وفد الحكومة ووفود المعارضة والمجتمع المدني والنساء، في حين تتمسك «الهيئة» بطاولة مستطيلة وتتخوف من مساع من موسكو ودمشق لـ «تذويب» المعارضة بضم معارضين قريبين منهما. وكان لافتاً أمس، وصول وفد من معارضين كانوا زاروا القاعدة العسكرية الروسية في اللاذقية (مطار حميميم) غرب البلاد، إلى جنيف، في وقت حجز منظمو مفاوضات جنيف، لمجموعة موسكو في فندق ملاصق لمكان إقامة «الهيئة التفاوضية» بدلاً من مكان بعيد كما جرت العادة سابقاً.

وعقدت أمس، مجموعتا العمل المتعلقتان بالمساعدات الإنسانية والهدنة اجتماعين في جنيف. وبحسب المعلومات، فإن دولاً غربية لاحظت تراجعاً في التزام دمشق إزالة العراقيل لإدخال المساعدات إلى مناطق محاصرة بينها داريا ودوما وحرستا قرب دمشق، وزيادة في خروقات الهدنة.

وقال دي ميستورا لصحافيين عقب اجتماع مجموعة العمل التي تضم ممثلين عن 17 دولة بينهم الولايات المتحدة وروسيا: «لا يمكنني أن أنكر أن الجميع يشعر بخيبة الأمل وعدد كبير يشعر بالإحباط جراء النقص في إرسال قوافل مساعدات جديدة إلى المناطق المحاصرة». وأضاف: «حتى الآن لم نتمكن من الوصول إلى دوما وداريا وحرستا… علينا القيام بالمزيد من أجل الفوعة وكفريا (في ريف إدلب) والزبداني ومعضمية» الشام قرب دمشق.

وأعلن رئيس مجموعة العمل يان إيغلاند، أن تحقيق الهدف الذي أعلنته الأمم المتحدة بإيصال المساعدات إلى أكثر من مليون شخص محاصرين قبل نهاية الشهر لن يكون ممكناً إذا لم تبد الحكومة السورية تعاوناً أكبر.

ونقلت صفحة السفارة الأميركية في دمشق على موقع «فايسبوك» عن وزير الخارجية الاميركي جون كيري تأكيده لدي ميستورا في اتصال هاتفي أمس دعم بلاده «القوي تركيز المحادثات على الانتقال السياسي طبقاً لبيان جنيف لعام 2012 وقرار مجلس الأمن 2254 والتطلع الى استجابة الأطراف في شكل جدي وبطريقة بناءة» وأن كيري «عبر عن مخاوفنا الجدية في شأن القتال في مناطق عدة وجهود النظام لعرقلة وصول المساعدات الانسانية».

وكان الزعبي قال إن الحكومة «ارتكبت أكثر من 2000 انتهاك لوقف إطلاق النار وأسقطت 420 برميلاً متفجراً في الشهر الماضي».

 

المعارضة السورية مستعدة للمشاركة في هيئة حكم انتقالي مع أعضاء في حكومة الأسد

جنيف – رويترز

صرح الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة الرئيسة في سورية سالم المسلط اليوم (الخميس) بأن الهيئة مستعدة للمشاركة في هيئة حكم انتقالي مع أعضاء حاليين من حكومة الرئيس بشار الأسد، ولكن ليس الأسد نفسه.

وقال المسلط في اليوم الثاني من جولة جديدة من المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف إن «هناك العديد من الأشخاص على الجانب الآخر يمكننا التعامل معهم».

وأضاف أن «الهيئة لن تعترض طالما لن يرسلوا مجرمين».

 

موسكو تؤيد حصار حلب قبل استئناف جنيف

لندن، موسكو، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

استأنفت القوات النظامية السورية بغطاء جوي روسي، هجوماً بدأته قبل أيام ضد فصائل مقاتلة بينها إسلامية بهدف حصار مناطق المعارضة في مدينة حلب قرب حدود تركيا، وذلك عشية وصول الوفد الحكومي إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة، وسط تأكيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري على ضرورة البحث في الانتقال السياسي. (للمزيد)

وتمكنت القوات النظامية من «التقدم في مزارع الملاح، ما يعني اقترابها من طريق الكاستيلو»، المنفذ الوحيد للأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في حلب، كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي تحدث عن إسقاط طائرة هي الثانية في حلب خلال أسبوع والثالثة خلال شهر.

وتهدف العملية العسكرية التي تعد استكمالاً لهجوم واسع نفذته قوات النظام في شباط (فبراير) الماضي، إلى قطع طريق الكاستيلو ومحاصرة الأحياء الشرقية للمدينة في الكامل، بعدما حققت بدعم روسي اختراقاً في جنوب حلب بداية شباط (فبراير) الماضي. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس: «الوضع في محيط حلب معقد جداً… إنها منطقة ذات أهمية استراتيجية وحلب هي العاصمة الصناعية للبلاد». وأوضح أن «المعارضة المسلحة موجودة في هذه المنطقة وبجوارها توجد «جبهة النصرة» وهي تنظيم معترف به دولياً بأنه إرهابي. ومن الصعب أن نفرق بينهم، ولهؤلاء تصرفات متفاوتة، وهم يحاولون في الوقت الراهن تحسين وضعهم واستعادة ما فقدوه سابقاً».

وقال مسؤول اميركي: «نحن قلقون للغاية حيال معلومات تتعلق بهجوم للقوات الحكومية قرب حلب، ومعلومات مفادها ان ضربات روسية تدعم هذا الهجوم»، مضيفا «اعربنا عن قلقنا البالغ لجميع شركائنا في مجموعة الدعم وبينهم روسيا».

وبالإضافة إلى هجوم القوات النظامية، تدور في محافظة حلب اشتباكات بين أطراف مختلفة على جبهات عدة وقرب تركيا. وتخوض منذ بداية الشهر الجاري فصائل مقاتلة معظمها إسلامي معارك ضد تنظيم «داعش» في القرى المحاذية للحدود التركية في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي. وتمكن «داعش» من التقدم وسيطر على ست قرى قرب الحدود التركية أهمها قرية حوار كلس، لكن فصائل المعارضة صدت الهجوم. كما يخوض إكراد معارك ضد «داعش» وفصائل معارضة. وقال بوتين: «قواتنا على اتصال مع المجموعات الكردية المسلحة، لا سيما في محيط حلب حيث جبهة النصرة وداعش الإرهابي يحاولان أخذ مواقع منها. نحن ندرك هذا وسندعم» الأكراد.

وأعربت الأمم المتحدة عن «قلق شديد إزاء الوضع في شمال سورية ومحافظة حلب ضمناً، حيث تصاعدت أعمال العنف التي تفاقم بدورها الوضع الإنساني»، وفق ما قالت مسؤولة إعلامية في مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.

ويصل اليوم إلى جنيف الوفد الحكومي السوري برئاسة بشار الجعفري بعد انعقاد مجموعتي العمل الخاصتين بالمساعدات الإنسانية والهدنة. وأعرب دي ميستورا بعد اجتماع مجموعة العمل الإنسانية عن «خيبة أمل وإحباط» المجموعة جراء النقص الحاصل في إيصال المساعدات إلى عدد من المناطق المحاصرة في سورية من قوات النظام بمعظمها. ونقلت صفحة السفارة الأميركية في دمشق على موقع «فايسبوك» عن كيري، تأكيده لدي ميستورا في اتصال هاتفي أمس، دعم بلاده «القوي تركيز المحادثات على الانتقال السياسي طبقاً لبيان جنيف لعام 2012 وقرار مجلس الأمن 2254 والتطلع إلى استجابة الأطراف في شكل جدي وبطريقة بناءة»، وأن كيري «عبر عن مخاوفنا الجدية في شأن القتال في مناطق عدة وجهود النظام لعرقلة وصول المساعدات الإنسانية».

وتمكنت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية منذ مطلع العام من إيصال المساعدات إلى 154 ألف شخص في المناطق المحاصرة وقرابة 246 ألف شخص في مناطق يصعب الوصول إليها. لكن رئيس المجموعة يان إيغلاند أشار أخيراً إلى عدم تعاون النظام بشكل واسع في هذه المسألة.

وفي نيويورك، قال السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في جلسة لمجلس الأمن أمس تناولت سبل مواجهة الإرهاب إن «الوقت حان لإغلاق الحدود، بما في ذلك معبر جيهان» في إطار «فرض حظر تجاري ومالي كامل على تنظيم داعش». ودعا الحكومة التركية الى «التفكير بنية جيدة، في الدعوة الى نشر مراقبين دوليين مستقلين على الحدود التركية – السورية».

 

سورية: 30 ألف شخص يفرون من المعارك في حلب

بيروت – أ ف ب

أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، اليوم، أن 30 ألف شخص على الأقل «نزحوا في الساعات الـ48 الماضية» هرباً من المعارك التي تشهدها محافظة حلب، شمال سورية، ودعت تركيا إلى فتح حدودها للسماح بمرورهم.

وتابعت المنظمة أن «زحف داعش في 13 و14 نيسان (أبريل) أجبر ما لا يقل عن نصف سكان مخيمات اللاجئين شرق أعزاز قرب الحدود التركية البالغ عددهم 60 ألف نسمة على الفرار إلى مخيمات أخرى»، وذلك نقلاً عن مسؤولين في هذه المخيمات وعاملين إنسانيين في تركيا.

وقالت في البيان المنشور على موقعها الإلكتروني: «أدى تجدد القتال بين داعش وجماعات المعارضة المسلحة شمال حلب إلى نزوح ما لا يقل عن 30 ألف شخص خلال الساعات الـ48 الماضية». وأوردت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أن «حرس الحدود التركي أطلق النار على بعض النازحين عند اقترابهم من الحدود».

وتابعت أن «الحدود التركية لا تزال مغلقة تماماً» أمام جميع السوريين «باستثناء المصابين إصابات خطيرة». ونددت المنظمة باستخدام الجيش التركي لـ «الذخيرة الحية بدلاً من التعاطف» مع النازحين العالقين على الحدود.

وحقق تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) تقدماً في محافظة حلب شمال سورية على حساب الفصائل المقاتلة، وتمكن من السيطرة على عدد من القرى قرب من الحدود مع تركيا، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس.

وتنتشر مخيمات للاجئين على مقربة من الحدود التركية، وهي مكتظة بالنازحين البالغ عددهم أكثر 51 ألف مدني منذ بدء الهجوم الذي نفذه النظام السوري في الأول من شباط (فبراير) الماضي بدعم من الطيران الروسي على فصائل المعارضة في محافظة حلب، وفق الأمم المتحدة.

 

ألمانيا تتجه لـ «دمج» اللاجئين

برلين – أ ف ب

أقرت الحكومة الائتلافية الألمانية صباح أمس سلسلة تدابير تهدف الى تأمين اندماج اللاجئين وتحديد حقوقهم وواجباتهم، في خطوة هي الأولى من نوعها، وتشكل اتفاقاً تاريخياً لدولة ترددت طويلاً في تحديد نفسها كأرض للهجرة.

وأشادت المستشارة الالمانية انغيلا مركل محاطة بشركائها المحافظين والاشتراكيين الديموقراطيين خلال مؤتمر صحافي بذلك قائلة «انها المرة الأولى في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية».

وقال سيغمار غابرييل، نائب المستشارة ووزير الاقتصاد من الحزب الاشتراكي الديموقراطي ان هذه القرارات التي تم التوصل اليها بعد سبع ساعات من المفاوضات وسيتم تحويلها الى قانون، هي «خطوة تاريخية» للتعامل مع «تغيير عميق في المجتمع».

وتنظم القرارات حقوق وواجبات المهاجرين في ألمانيا التي استقبلت اكثر من مليون طالب لجوء عام 2015، ما أدى الى تعرض مركل لضغوط وخصوصاً من المعسكر المحافظ.

وتتضمن التدابير تخصيص الحكومة مكان الإقامة لطالبي اللجوء المعترف بهم على هذا النحو، من أجل توزيعهم في شكل أفضل في أرجاء البلاد وتجنب إقامتهم في غيتوات.

ويؤكد نص التدبير ان «الاشخاص المعنيين سيتعرضون لعواقب في حال مخالفتهم» التعليمات. وتلحظ التدابير ايضاً عدم منح حق دائم في الإقامة للاجئين الذين لا يبذلون جهداً كافياً للاندماج، وخصوصاً تعلم اللغة الألمانية. كما تنص على «ضرورة اكتساب اللغة من أجل إقامة موقتة» في ألمانيا.

وحذرت مركل «من يتوقف عن التدريب والدراسة بفقدان إقامته، وبالتالي، حق البقاء في ألمانيا».

 

حلب تهدّد بإطاحة الهدنة وجنيف أوباما يبحث في مستقبل سوريا بالسعودية

المصدر: (و ص ف، رويترز)

تشهد محافظة حلب تصعيداً عسكرياً بين أطراف عدة وعلى أكثر من جبهة، الأمر الذي يهدّد الهدنة الهشة المعمول بها في سوريا ويشكل ضغطاً على المحادثات غير المباشرة الجارية في جنيف بين المعارضة والحكومة، فيما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه سيبحث في الأزمة السورية مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الذين سيلتقيهم في الرياض الأسبوع المقبل.

وكانت المحادثات بدأت بلقاء للمبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا ووفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يمثل أطيافاً واسعة من المعارضة السورية، بينما التقى دو ميستورا أمس وفداً من المعارضة القريبة من موسكو.

وصرح الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة سالم المسلط في مقابلة بأن هناك الكثير من الأشخاص على الجانب الآخر الذين يمكن التعامل معهم. وأضاف أن الهيئة لن تعترض ما داموا لن يرسلوا “مجرمين” تورّطوا في قتل السوريين. وأوضح إن المجال لا يزال يتسع للتفاوض في شأن كيفية التعامل مع رحيل الرئيس بشار الأسد. وقال إنه من أجل التوصل الى حل ولمساعدة جميع السوريين على الحكومة تقديم اقتراحات في شأن ما تريده بالنسبة الى الأسد وأن يناقش.

 

حلب

ميدانياً، عاودت قوات النظام السوري بغطاء جوي روسي هجوماً كانت بدأته قبل أيام على فصائل مقاتلة بينها فصائل اسلامية و”جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة”، في مناطق واقعة شمال مدينة حلب، وتحديداً في محيط مخيم حندرات.

وأفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان قوات النظام تمكنت من “التقدم في مزارع الملاح مما يعني اقترابها من طريق الكاستيلو”، المنفذ الوحيد للاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب. وأضاف ان العملية العسكرية التي تعد استكمالاً لهجوم واسع نفذته قوات النظام في شباط الماضي، تهدف الى قطع طريق الكاستيلو و”تالياً محاصرة الاحياء الشرقية للمدينة تماماً”.

وقال علي صابر احد سكان حي بستان القصر في حلب والذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة إن “المخاوف من حصار محتمل” تسود السكان.

وفي واشنطن، أبدى مسؤول أميركي “قلق (الولايات المتحدة) البالغ” من معلومات عن هجوم يشنه النظام السوري “قرب حلب” بدعم روسي، الامر الذي قد يشكل انتهاكاً لوقف النار المعلن. وقال ان المسؤولين الاميركيين “اعربوا عن القلق البالغ” لجميع الدول الأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا ومنها روسيا، ودعوا الكرملين الى الضغط على الرئيس السوري لالتزام المحادثات في شأن عملية الانتقال السياسي.

كما اعربت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني عن قلقها من المعلومات عن “هجوم جديد للنظام السوري قرب حلب وشرق دمشق”.

 

“داعش” والفصائل

والى هجوم قوات النظام، تدور في محافظة حلب اشتباكات بين أطراف مختلفين على جبهات عدة وقرب الحدود التركية.

وتخوض منذ بداية الشهر الجاري فصائل مقاتلة معظمها اسلامية، ومنها “فيلق الشام” الذي تدعمه أنقرة، معارك ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في القرى المحاذية للحدود التركية في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي.

وقالد المرصد إن “داعش” تمكن من التقدم وسيطر على ست قرى بالقرب من الحدود التركية أهمها قرية حوار كيليس.

تشن طائرات حربية، رجح عبد الرحمن انها تابعة للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، غارات على مواقع التنظيم في منطقة الاشتباكات.

واجبرت تلك المعارك “المئات على النزوح من مخيم بالقرب من حوار كيليس الى مناطق أخرى أكثر آماناً”.

وأوردت وكالة “أنباء الاناضول” التركية شبه الرسمية ان “عدداً كبيراً” من النازحين السوريين يقتربون من الحدود مع تركيا هربا من تقدم الجهاديين في شمال حلب.

وفي ريف حلب الجنوبي، تسعى قوات النظام منذ أسابيع الى استعادة بلدة العيس الاستراتيجية والمطلة على طريق دمشق – حلب الدولي من “جبهة النصرة” والفصائل الأخرى المتحالفة معها.

في غضون ذلك، أعلن المرصد أن مقاتلة سورية سقطت ربما بنيران مقاتلي “داعش” قرب مطار خلخلة الحربي شمال شرق مدينة السويداء في جنوب البلاد ولكن أمكن كما يبدو إنقاذ الطيار.

وقالت وكالة “أعماق” للأنباء المقربة من “داعش” إن التنظيم أسقط طائرة حربية سورية في محيط المطار نفسه.

 

أوباما

وقبل أيام من القمة الاميركية – الخليجية في الرياض، صرح أوباما بعد إجتماع مع مستشاريه للأمن القومي في مقر وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إي” بأن الولايات المتحدة ستبذل ما في وسعها للمساعدة في دفع محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف في شأن المستقبل السياسي لسوريا، مشيراً إلى ان إتفاقا لوقف الأعمال العدائية بين حكومة الرئيس بشار الاسد ومعارضيه صامد منذ نحو ستة أسابيع لكنه يبقى هشاً وتحت ضغط.

وقال إن مستقبل سوريا سيكون على جدول أعمال قمة لمجلس التعاون الخليجي تعقد الاسبوع المقبل في الرياض والتي يعتزم أن يحضرها. وأضاف ان العملية السياسية في سوريا يجب أن تشمل فترة إنتقالية لا يشارك فيها الرئيس بشار الأسد.

وأفاد مستشار أوباما لشؤون مواجهة “داعش” روب مالي إن التفاصيل المتعلقة بالاتفاقات مع الدول الخليجية في شأن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي للتهديدات الإلكترونية ستتصدر القمة. وقال: “في كل تلك الأشياء أعتقد أنكم سترون فيها تقدماً وتعاوناً أعمق بيننا وبين مجلس التعاون الخليجي”.

 

بوتين: نراهن على حل الأزمة السورية سياسياً لا عسكرياً والعالم يصرف النظر عن حرب أهلية بجنوب شرق تركيا

المصدر: (روسيا اليوم)

رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الجيش السوري بات قادراً على تحرير أراضي البلاد، لكنه أوضح أن موسكو تراهن على العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية وليس على العمليات العسكرية.

قال بوتين خلال حواره السنوي المباشر مع المواطنين الذي بثته القنوات الروسية للتلفزيون أمس: “نعول كثيراً على أن يؤدي امتناع قوات أطراف النزاع السوري بدعم (اللاعبين الخارجيين) بمن فيهم نحن (عن خرق الهدنة)، ليس إلى التهدئة فحسب بل إلى عملية سياسية. ولكن ينبغي الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وتبني دستور جديد، وإجراء انتخابات مبكرة على أساس هذا الدستور، والخروج من الأزمة بهذه الطريقة”.

وأكد أن قرار موسكو سحب الجزء الأساسي من قواتها التي كانت منتشرة في سوريا، لم يؤد إلى تراجع قدرات الجيش السوري، قائلاً: “لقد سحبنا جزءا كبيرا من مجموع قواتنا في سوريا. لكننا بعد سحب القوات الأساسية، تركنا الجيش السوري في حال تسمح له بالقيام بعمليات هجومية واسعة النطاق بدعم من قواتنا المتبقية في سوريا. وبعد انسحاب قواتنا الأساسية، استعاد الجيش السوري تدمر”.

وذكَر أن الجيش السوري تمكن أيضاً من استعادة بلدات أخرى ذات أهمية استراتيجية، وأشار إلى زيادة عدد البلدات التي انضمت إلى المصالحة. وشدد على أن موسكو ستبذل كل ما في وسعها من أجل الحيلولة دون تدهور الوضع الميداني في سوريا وخصوصاً في ريف حلب، ملاحظاً أن الوضع في هذه المنطقة الاستراتيجية معقد جدا.

وسئل عن المواعيد المحتملة لـ “تحرير حلب”، فأجاب: “الوضع في محيط حلب معقد جدا… إنها منطقة ذات أهمية استراتيجية وحلب هي العاصمة الصناعية للبلاد”. وأوضح أن “ما يسمى المعارضة المسلحة موجودة في هذه المنطقة والى جانبها جبهة النصرة وهي تنظيم معترف به دوليا أنه إرهابي. ومن الصعب أن نفرق بينهم، ولهؤلاء تصرفات متفاوتة، وهم يحاولون في الوقت الراهن تحسين وضعهم واستعادة ما فقدوه سابقا”.

وأفاد أن الأطراف الذين يخوضون المعارك في ريف حلب الفصائل الكردية وبعض التشكيلات المسلحة الأخرى بالدرجة الأولى وليس الجيش السوري . وهذه التشكيلات تشتبك بعضها مع البعض ومع الفصائل الكردية أيضاً. وأضاف : “إننا نراقب هذه التطورات عن كثب، ونفعل كل ما في وسعنا لمنع تدهور الوضع”.

واعتبر أن الجيش السوري في عملياته داخل ريف حلب لا يحتاج إلى المساعدة الروسية وقال : “الجيش السوري ليس في حاجة إلى تحسين وضعه، لأنه حقق مساعيه قبل إعلانه الانضمام الى الهدنة. ونحن ساعدناهم، وليسوا في حاجة إلى تحسين أي شيء في وضعهم”.

وأقر بأن “الإرهاب لا يزال يهدد روسيا، على رغم الضربة القوية التي وجهتها القوات الجوية والفضائية الروسية إلى الإرهابيين في سوريا”.

 

تركيا

وفي شأن موقف أنقرة من محاربة الإرهاب، اتهم بوتين السلطات التركية بأنها تدعم المتطرفين بقدر أكبر مما تعمل للتصدي لهم.

ولفت الى أن “تركيا لا تزال مقصداً خطيراً بالنسبة للسياح الروس”، لكنه “واثق من أن السلطات التركية تسعى الى ضمان أمن السياح ، علما بأن السياحة تمثل إحدى أهم ركائز الواردات في الموازنة التركية”، مع تشكيكه “في قدرة أنقرة على القيام بهذه المهمة فعلاً”.

وتحدث عن زيادة عدد الهجمات الإرهابية في الأراضي التركية، مشيراً الى أن السلطات الروسية ملزمة أن تحذر المواطنين من المخاطر المحدقة بالسياح في تركيا.

وعن الوضع الأمني في تركيا قال إن “حربا أهلية تجري في الواقع بجنوب تركيا… ويحاول المجتمع الدولي أن يصرف النظر عن هذه الحرب، لكنها واقعية خصوصاً أنها تجري باستخدام أسلحة وآليات ثقيلة ومدفعية وأسلحة أخرى”. أضاف أن هجمات إرهابية تهز تركيا بصورة شبه أسبوعية. وأعلن أن موسكو تعتبر تركيا والشعب التركي من أصدقائها، لكن “لديها مشاكل مع بعض السياسيين الأتراك الذين يتصرفون بصورة غير مناسبة”. ومع ذلك، “كما ترون، إننا نعمل بهدوء”، وأبدى استعداد الجانب الروسي لبناء علاقات حسن جوار مع الشعب التركي”، إلا أن موسكو ملزمة الرد على الخطوات غير الودية حيالها من بعض السياسيين. واتهم القيادة الحالية في تركيا بالتعاون مع الإرهابيين.

 

أوباما نزيه

واعتبر الرئيس الروسي ان الرئيس الاميركي باراك أوباما لم يستوعب دروسا من العراق حين تعلق الأمر بليبيا، لكنه خلص الى أن اعتراف الرئيس الاميركي بأخطائه دليل على أنه شخص نزيه.

وكشف عن زيادة حادة في الطلب على شراء السلاح الروسي بعد العملية العسكرية الروسية في سوريا. ووصف التقارير الإعلامية عن وجود حسابات مصرفية في بناما بأنها “استفزاز”، مذكراً بأن الصحيفة الألمانية التي تقف وراء هذه التسريبات يملكها مصرف “غولدمان ساكس” الأميركي. وقال إن مسؤولين أميركيين وراء التسريبات وإن التقارير الإعلامية هدفها زرع الشكوك في بعض الأفراد.

 

لافروف

على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن عملية القوات الجوية والفضائية الروسية سمحت بتهيئة الظروف الملائمة لتحريك الحوار السوري الشامل وعملية السلام.

وجاء في كلمة ألقاها في وزارة خارجية منغوليا أن موسكو تأمل في أن تكون المفاوضات السورية في جنيف فعالة، وأن العملية الروسية سمحت بتهيئة الظروف لتفعيل العملية السلمية الحقيقية من أجل ضمان تسوية الأزمة سياسياً في إشراف الأمم المتحدة ومن أجل الحفاظ على سوريا دولة موحدة ومستقلة وعلمانية.

وأكد مواصلة التعاون الروسي – الأميركي النشيط في سوريا، حيث تمكن الجانبان، وهما رئيسان مناوبان لمجموعة دعم سوريا، من الاتفاق على وضع خريطة طريق للتسوية وتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وضمان إطلاق العملية السياسية.

 

موسكو تؤيد مبادرة “مجموعة القاهرة” حول هيئة انتقالية

“رايتس ووتش”: 30 ألف شخص يفرّون من معارك حلب

أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، الجمعة، أن ثلاثين ألف شخص على الأقل “نزحوا في الساعات الـ 48 الماضية” هرباً من المعارك التي تشهدها محافظة حلب.

وأوضحت المنظمة أن “زحف داعش في 13 و14 نيسان أجبر ما لا يقلّ عن نصف سكان مخيمات اللاجئين شرق أعزاز قرب الحدود التركية البالغ عددهم 60 ألف نسمة على الفرار إلى مخيمات أخرى”.

ونقلت المنظمة في بيان عن مسؤولين في هذه المخيمات وعاملين انسانيين في تركي قولهم إن تجدّد القتال بين “داعش” وجماعات المعارضة المسلحة شمال حلب أدى إلى نزوح ما لا يقلّ عن 30 ألف شخص خلال الساعات الـ 48 الماضية.

واوردت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان أن “حرس الحدود التركي أطلق النار على بعض النازحين عند اقترابهم من الحدود”، مضيفة أن “الحدود التركية لا تزال مغلقة تماماً” أمام جميع السوريين “باستثناء المصابين إصابات خطيرة”.

وندّدت المنظمة باستخدام الجيش التركي لـ”الذخيرة الحية بدلاً من التعاطف” مع النازحين العالقين على الحدود.

وحقّق “داعش” تقدماً في محافظة حلب في شمال سوريا على حساب الفصائل المقاتلة، وتمكّن من السيطرة على عدد من القرى بالقرب من الحدود مع تركيا، وفقاً لـ”المرصد السوري لحقوق الانسان”.

 

موسكو تؤيد مبادرة “مجموعة القاهرة”

وتشهد جنيف منذ الاربعاء جولة جديدة من المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة، ولا تزال نقطة الخلاف الرئيسية فيها هي مصير الرئيس السوري بشار الأسد الذي تُصرّ المعارضة على رحيله مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما تعتبر دمشق أن مستقبل الرئيس ليس موضع نقاش ويتقرّر عبر صناديق الاقتراع فقط.

وأعلنت موسكو أن مبادرة “مجموعة القاهرة” للمعارضة السورية حول إنشاء هيئة انتقالية تضم خمسة أقسام “إذا وافق السوريون عليها”.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: “نؤكد فقط فكرة رئيسة واحدة تتمثّل في ضرورة قيام السوريين أنفسهم بتسوية كل هذه المسائل فيما بينهم. وروسيا ليست طرفاً في النزاع، ونحن لا نستطيع فرض حلول أو إعدادها بدلاً من السوريين”.

وأشار بوغدانوف إلى أن المعارضة السورية يجب أن تجتمع وراء طاولة المفاوضات لبحث كل هذه المسائل والتوصّل إلى قواسم مشتركة، مؤكداً أن موسكو ستدعم “ما سيكون مناسباً لها”.

ورحّب بوغدانوف بتشكيل القيادة الموحّدة لمجموعة “موسكو-القاهرة” للمعارضة السورية، مشيراً إلى أن ذلك سيُساعد على توحيد المعارضة في إطار وفد موحّد.

وأكد الديبلوماسي الروسي أن توحيد المعارضة السورية في وفد واحد كان سيسمح بإجراء مفاوضات بين السوريين بشكل أكثر فعالية، مشيراً إلى أن الإطار المثالي والأكثر فعالية للمفاوضات يقضي بضرورة وجود وفدين يُمثّلان الحكومة والمعارضة.

وكان أحد ممثلي “مجموعة القاهرة” جهاد مقدسي أعلن، في وقت سابق، أن الهيئة الانتقالية في سوريا يجب أن تتضمن 5 مكونات تشمل المجلس الوطني الانتقالي الذي سيتولى دور الرقابة والتشريع والحكومة الانتقالية ومجلس القضاء الأعلى والمجلس الوطني العسكري والهيئة العليا للمصالحة.

إلى ذلك أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده أيّدت ولا تزال تؤيد، منذ بداية النزاع السوري في العام 2011، “حلاً تفاوضياً يُقصي في نهاية المطاف الرئيس الأسد.

وقال هولاند، في حوار مباشر على الهواء عبر قناة “فرانس-2” العامة، إن “ما نقوم به مع روسيا هو السعي إلى حلّ سياسي لا يكون في نهايته بشار الأسد هو الحل، هذا امر مؤكد”.

واضاف ان “بشار الأسد ليس الحل. هناك جزء من سوريا يخضع لسيطرته، ثلث مساحة سوريا، وبالتالي نحن بحاجة لأن تجري مفاوضات وهذا ما هو حاصل الآن”، في اشارة إلى مفاوضات السلام في جنيف.

وأضاف: “منذ 2012 وفرنسا تقف إلى جانب الديموقراطيين السوريين، فرنسا دعمت المعارضة السورية، فرنسا قاتلت داعش، ويشرفنا ان نكون قد أردنا التدخل عندما كانت هناك اسلحة كيميائية”.

( “موقع السفير”، “روسيا اليوم”، ا ف ب، رويترز)

 

سوريا: «داعش» يجتاح.. وواشنطن تنتحل صفة المنتصر!

عبد الله سليمان علي

لم يثبت تنظيم «داعش» بهجومه الواسع على ريف حلب الشمالي عبثية الرهان الأميركي ـ التركي على «فصائل منتقاة» لدحره من المنطقة، فحسب، بل أثار الشكوك حول مزاعم الولايات المتحدة بخصوص انتهاء المرحلة الأولى من الحرب ضده، والتي يفترض أنها أفقدته القدرة على «العمل كقوة تقليدية».

يأتي ذلك، بينما نجح الجيش السوري في إحداث خرق مهم على جبهة حندرات، والتقدم خطوة نحو طريق كاستيلو الاستراتيجي بالنسبة لأحياء حلب الشرقية. فيما أفشل العديد من هجمات «داعش» ضد مواقعه في أكثر من منطقة.

وبعد تمهيد ناري كثيف، بمشاركة طائرات حربية سورية وروسية، تمكن الجيش السوري، بالاشتراك مع «لواء القدس»، من إحراز تقدم في مخيم حندرات خلال هجوم واسع انطلق من عدة محاور. وسيطر الجيش بعد ساعات من بدء الهجوم على جزء من مزارع الملاح الواقعة بين حندرات وحريتان. كما تمكن من اقتحام الجزء الشمالي من مخيم حندرات، وهي من المرات النادرة التي يدخل فيها الجيش هذا المخيم، وسيطر على ثانوية زهير محسن وبعدها جامع فلسطين وسط محاولات من الفصائل، على رأسها «جبهة النصرة» و «أحرار الشام»، لشن هجمات مضادة لاستعادة النقاط التي سيطر عليها الجيش.

ومن نافلة القول إن أهمية مخيم حندرات تأتي بسبب موقعه الجغرافي الذي يجعله مشرفاً على طريق كاستيلو، باعتباره خط الإمداد الأخير للفصائل باتجاه أحياء مدينة حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرتها. وكدليل على شراسة المعارك التي شهدها المخيم فقد سقط عشرات القتلى من عناصر الفصائل، بينهم عدد من القيادات العسكرية وأبرزها عبد العليم الحسن من «لواء الفاتحين» وحكيم العمر من «فيلق الشام»، ومراد باشا من «لواء المنتصر بالله». كما أصيب مراسل قناة «أورينت» إبراهيم الخطيب بجروح طفيفة.

وغير بعيد، وتحديداً في ريف حلب الجنوبي، تمكن الجيش من صد هجوم قام به «داعش» على محور خناصر، مستهدفاً نقاط رصد واستطلاع شرق البلدة. كما استمر الجيش في التصدي لهجمات التنظيم في القلمون الشرقي، حيث لا ينفك عن محاولة استهداف محطة تشرين الحرارية ومطاري الضمير والسين، لكنه لم يستطع تحقيق أي تقدم.

في هذه الأثناء، يصرّ الخطاب الرسمي الأميركي بما يشبه «البلطجة السياسية» على تجيير كل الهزائم التي لحقت بتنظيم «داعش» باعتبارها إنجازات خاصة بالولايات المتحدة.

وبالرغم من أن الحرب على التنظيم تتخذ مسارات عديدة، تقود كل واحد منها دولٌ وجهات متباينة في ما بينها في الأسلوب والأهداف والأجندات، إلا أن واشنطن لا تجد غضاضة في نسبة حصيلة هذه المسارات جميعاً لنفسها، حتى يكاد من يسمع خطابها يظنّ أنها الدولة الوحيدة في العالم التي تحارب الإرهاب. والمفارقة أن واشنطن تتحمل النصيب الأكبر من المسؤولية عن عدم توحد مسارات محاربة الإرهاب، بسبب رفضها التعاون والتنسيق مع دول أو جهات تضطلع بدور رئيسي في الحرب على الإرهاب، مثل روسيا و «الحشد الشعبي» والجيش السوري، وهو ما كانت له تأثيرات مباشرة وغير مباشرة في تقليل فعالية هذه الحرب، وخلق ثغر ما زالت هذه التنظيمات تستفيد منها للحفاظ على قواها وإمكاناتها.

وجاءت تصريحات المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن، أمس الأول، بخصوص انتهاء المرحلة الأولى من محاربة «داعش» والبدء بالمرحلة الثانية، لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن واشنطن تبني استراتيجيتها في قتال «داعش» على جهود الآخرين، وعلى دماء وتضحيات ليس لها فيها أيُّ فضل. فإذا كان التنظيم قد ضعُف فعلاً لدرجة تجعل من الممكن الحديث عن انتهاء مرحلة، فهذا ليس نجاحاً للخطة الأميركية بقدر ما هو حصيلة لجهود بُذلت على مسارات عديدة، شاركت فيها قوى ودول ما تزال واشنطن – للمفارقة – تحاصرها وتضغط عليها اقتصادياً وعسكرياً، الأمر الذي انعكس سلباً على هذه القوى والدول، وجعلها تتحمل أعباءً فوق طاقتها لإكمال مهمتها في قتال التنظيم. كما أن واشنطن، خصوصاً في سوريا، تلعب دوراً مزدوجاً وملتبساً طالما أدّى إلى وقف عمليات عسكرية ضد التنظيم، كان متوقعاً أن تؤدي إلى إنهاكه وضربه في عمق «دولته»، لولا أنها آثرت تقديم مصالح سياسية أو توازنات معينة على أولوية محاربة الإرهاب.

ولكن الأهم من كل ذلك، هو أن ثمة شكوكاً حقيقية حول دقة الإعلان الأميركي بانتهاء مرحلة وبدء مرحلة جديدة، ناهيك عن الشكوك بخصوص نسبة المشاركة الأميركية في تحقيق أي تقدم ضد التنظيم في العراق وسوريا. إلا إذا كان هذا الإعلان يأتي في سياق التوظيف الأميركي للحرب على الإرهاب لتحقيق أهداف لا علاقة لها بالإرهاب.

وقد كان لافتاً أن تصريحات وارن تزامنت مع نكسة جديدة تعرضت لها الفصائل التي تدعمها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) في ريف حلب الشمالي، حيث استطاع «داعش» أن يجتاح مساحات واسعة من الشريط الحدودي مع تركيا خلال ساعات قليلة، ومن دون مقاومة تذكر من قبل «الفصائل المنتقاة» التي تحظى برعاية أميركية وتركية مشتركة. بينما تظهر المقارنة أن الجيش السوري، المدعوم بالغطاء الجوي الروسي، تمكن من ترسيخ إنجازاته في تدمر والقريتين ومنع «داعش» من شن أي هجمات معاكسة عليهما، كما استطاع خلال الفترة ذاتها أن يجهض هجوم التنظيم على قاعدتين جويتين ومحطة حرارية في القلمون الشرقي.

وبينما كان وارن يعلن أن «المرحلة الأولى ركزت على وقف مقاتلي تنظيم داعش من التقدم، وشل قدرته على العمل كقوة تقليدية»، كانت أرتال التنظيم تنفذ هجوماً كبيراً في ريف حلب الشمالي، تمكنت خلاله من الاستيلاء على عشرات البلدات والقرى، من بينها نقاط استراتيجية، كبلدة الراعي ذات المعبر الحدودي. وصباح أمس، أكمل التنظيم الهجوم، الذي بدأه قبل يومين، مسيطراً على مواقع جديدة، أهمها بلدة حوار كلس التي تجعله على مقربة من معبر باب السلامة الاستراتيجي، بالإضافة إلى براغيدة وكفرغان شمال صوران وإيكدة وكفرشوش ويحمول وغيرها.

وجاء تقدم «داعش» هذه المرة، بالرغم من الغارات الجوية التي نفذها التحالف الدولي في المنطقة لوقف تقدم التنظيم، حيث شنت طائراته عدة غارات على حوار كلس، التي وردت أنباء حول استعادتها من قبل الفصائل، علماً أنها تضم مقر القيادة لغرفة العمليات المشتركة التي تتولى التنسيق مع التحالف الدولي ومع تركيا. واتهم التنظيم المدفعية التركية بقصف قريتي براغيدة وإيكدة. وقد أدت هذه الهجمات الضخمة إلى اضطرار المئات من اللاجئين في مخيمي إيكدة والحرمين إلى تجرع تجربة النزوح مرة ثانية، بسبب اقتراب الاشتباكات من الخيام التي يقيمون فيها، حيث شوهدوا يهربون باتجاه الحدود التركية المغلقة بوجههم.

 

الجيش السوري يقاتل الجهاديين على جبهات عدة في حلب

بيروت – أ ف ب – تخوض قوات النظام السور،ي الجمعة معارك على جبهات عدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة على حد سواء في محافظة حلب في شمال البلاد، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.

وبحسب المرصد السوري “تدور معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وتنظيم الدولة الاسلامية شرق خناصر” في ريف حلب الجنوبي الشرقي.

وتسعى قوات النظام، لاستعادة مناطق عدة استولى عليها تنظيم الدولة الاسلامية الخميس قرب خناصر، وفق المرصد.

واستعاد الجيش السوري نهاية شباط/فبراير الماضي، بلدة خناصر الواقعة على طريق الامداد الوحيدة التي تربط حلب بسائر المناطق الخاضعة له ،بعد يومين على سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية عليها.

وعلى جبهة اخرى، تدور اشتباكات بين قوات النظام من جهة وجبهة النصرة والفصائل المقاتلة المتحالفة معها من جهة اخرى، في المناطق الواقعة شمال مدينة حلب وتحديداً في منطقة حندرات.

وتترافق المعارك شمال حلب، مع قصف للطائرات الحربية السورية ضد مواقع جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها. واسفرت تلك الاشتباكات خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، وفق المرصد، عن مقتل “14 عنصراً من قوات النظام و20 مقاتلا ًمن جبهة النصرة والفصائل” المتحالفة معها.

وفي ريف حلب الجنوبي، تتواصل الاشتباكات بين قوات النظام وجبهة النصرة في محيط بلدة العيس الاستراتيجية والمطلة على طريق حلب دمشق الدولي.

وسيطرت جبهة النصرة وفصائل اسلامية ومقاتلة اخرى في نهاية الشهر الماضي على هذه البلدة، وتدور منذ ذلك الحين معارك في مسعى من قبل قوات النظام لاستعادتها.

وتتقاسم قوات النظام والجهاديون والاكراد والفصائل المقاتلة، السيطرة على محافظة حلب “التي تملك مفتاح السلام او الحرب في سوريا”، بحسب عبد الرحمن.

واعرب مسؤول رفيع المستوى في واشنطن الخميس، عن “القلق البالغ” حيال معلومات عن هجوم لقوات النظام السوري “قرب حلب”.

ومع ان اتفاق وقف الاعمال القتالية المعمول به في سوريا يستثني جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية، الا ان انخراط جبهة النصرة في تحالفات عدة مع فصائل مقاتلة ومشاركة الفصائل في المعارك، من شانه ان يهدد الهدنة.

 

المعارضة السورية: مستعدون للمشاركة في حكم انتقالي بدون الأسد مع أعضاء في الحكومة الحالية «لم يتورطوا في القتل»

عواصم ـ وكالات «القدس العربي»: قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة الرئيسية في سوريا، إنها مستعدة للمشاركة في هيئة حكم انتقالي مع أعضاء حاليين من حكومة الرئيس بشار الأسد ولكن ليس الأسد نفسه.

وقال المتحدث سالم المسلط في اليوم الثاني من جولة جديدة من المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف، إن هناك العديد من الأشخاص على الجانب الآخر الذين يمكن التعامل معهم.

وأضاف أن الهيئة لن تعترض طالما لن يرسلوا «مجرمين» تورطوا في قتل السوريين.

وصرح مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا بأن الانتقال السياسي سيكون محور الجولة الحالية من محادثات السلام التي تسعى لإنهاء خمس سنوات من الحرب التي أودت بحياة ربع مليون نسمة.

وجاء في قرار للأمم المتحدة خاص بالمحادثات أن هيئة الحكم الانتقالي ستتمتع بسلطات تنفيذية كاملة. وقال المسلط إن الهيئة ستدعو لمؤتمر وطني سيشكل بدوره لجنة دستورية.

وأضاف أن الهيئة العليا للمفاوضات مستعدة لشغل أقل من نصف المقاعد في هيئة الحكم الانتقالي ما دامت ترضي السوريين وتتوصل إلى تسوية سياسية.

واستطرد أنه إذا مارست روسيا حليفة سوريا الرئيسية ضغوطا على حكومة دمشق، وإذا كان وفد الحكومة جادا في المفاوضات فيمكن التوصل إلى اتفاق في الجولة الحالية.

وتمسكت الهيئة العليا للمفاوضات دوما بعدم وجود مكان للأسد في أي حكم انتقالي، لكن المسلط قال إن هناك مجالا للتفاوض بشأن كيفية رحيله.

وقال إنه من أجل التوصل إلى حل يساعد فعلا بإنهاء معاناة سوريا يمكن للنظام أن يقترح ما يريد بالنسبة للأسد وأن يكون ذلك محل نقاش. وأضاف أنه يمكن بحث كل شيء على طاولة الأمم المتحدة، وأن الهيئة العليا للمفاوضات مستعدة لمناقشة هذه الأمور.

وأفضت عملية السلام لهدنة وساهمت في دخول مساعدات إنسانية لكن دون تحقيق تقدم في الاتفاق على إطلاق سراح سجناء.

وقال المسلط إن الهيئة العليا للمفاوضات لديها قوائم تضم 150 ألف شخص محتجزين لدى الحكومة بينهم نساء وأطفال. ولم يذكر المسلط عدد من تحتجزهم جماعات المعارضة، لكنه أكد حسن معاملتهم.

وتابع أنه ما أن تتحقق خطوة إيجابية فسيكون ممكنا الحديث لفصائل المعارضة هناك وإطلاق سراح أي شخص بحوزتهم.

وقال المسلط أيضا إن فصائل المعارضة تحدثت أيضا عن توحيد الصفوف لقتال المتشددين الإسلاميين فور التوصل لحل سياسي. وأضاف أن جميع السوريين سيكون بمقدورهم التوحد وراء جيش واحد سواء كانوا مع الأسد أو ضده.

وأضاف أنه حين يغيب الأسد عن سوريا سيكون لها جيش واحد يضم جميع الأطياف.

 

الولايات المتحدة تعلن بدء «المرحلة الثانية» في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ـ قبل ساعات من زيارة اوباما لمقر وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي ايه) ـ ان الولايات المتحدة دخلت في «المرحلة الثانية» من حربها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وهي مرحلة ستركز على طرد الجماعة من معاقلها في مدينة الموصل العراقية ومدينة الرقة السورية.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، اشتون كارتر، انه يستعد لتنفيذ توصيات لزيادة دعم القوات العراقية التي تقاتل التنظيم، بما في ذلك إرسال المزيد من القوات الخاصة وطائرات مروحية هجومية من طراز «اباتشي» للقيام بمهام قتالية.

وخلال زيارته النادرة إلى مقر «سي آي ايه»، أعلن الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، انه لديه «اليد العليا» في المعركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». واضاف، عقب اجتماعه مع أكثر من عشرين مستشارا في مجلس الأمن القومي في مقر وكالة الاستخبارات في ولاية فيرجينيا، ان التنظيم في سوريا والعراق «يقف في موقف دفاعي هذه الأيام»، مؤكدا ان «للولايات المتحدة الزخم والعزم على الحفاظ عليهما».

وجاءت زيارة أوباما إلى مقر وكالة الاستخبارات ضمن سياسة متعمدة تهدف لإظهار جهود الإدارة ضد التنظيم إلى الجمهور. فقد زار الرئيس الأمريكي وزارة الدفاع في أواخر العام الماضي، كما زار وزارة الخارجية في شباط / فبراير الماضي.

وقد واجه الرئيس الأمريكي انتقادات لفترة طويلة تفيد ان إدارته «لا تفعل ما يكفي لمحاربة شبكة الإرهاب الإسلامية الأصولية»، وانها «تقوم بعمل هزيل لشرح استراتيجية واشنطن ضد تنظيم الدولة».

وأكد على التقدم الذي أحرزته قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة إضافة إلى القوات المحلية ضد التنظيم وإنجازاتها في تراجع الجماعة المتطرفة، والقضاء على البنية التحتية للنفط والحد من تدفق المقاتلين الأجانب. لكن اوباما اعترف في الوقت نفسه بأن المعركة «صعبة»، مشيرا إلى الهجمات الأخيرة التي نفذتها الجماعة في بلجيكا وتركيا والعراق.

وقال اوباما ان الإرهابيين «لديهم لؤم وقدرة على إلحاق العنف المروع على الأبرياء بطريقة تثير اشمئزاز العالم بأسره». وأضاف ان هذه «الهمجية تؤدي فقط إلى صلابة في وحدتنا»، مع الإشارة إلى سلسلة الهجمات الأخيرة إلى أدت إلى مقتل كبار قادة الجماعة.

وقال انه سيواصل الضغط من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ خمس سنوات والتي تركت فراغا سياسيا سمح للتنظيم بالازدهار في البلاد. واضاف ان اتفاق وقف إطلاق النار «أنقذ حياة الكثير من الأبرياء، ولكنه اتفاق ما زال تحت الضغط وهزيل في أجزاء عديدة من البلاد».

وأوضح الكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم القوات، ان «عدونا أصابه الضعف. والآن نحن نعمل على كسره»، مشيرا إلى ان المرحلة الأولى من الحملة العسكرية قد انتهت مع البدء في المرحلة الثانية التى تهدف إلى «كسر شوكة» التنظيم.

وقال ان النجاحات التي تحققت في المرحلة الأولى تتضمن الاستيلاء على 40 في المئة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها الجماعة، ومصادرة دخول التنظيم، مشيرا إلى ان لدى هذا الأخير «القدرة حتى الآن على شن هجمات معقدة ولكنه لم يتمكن من القيام بأي إجراء على الأرض منذ سنة تقريبا».

ويخطط أوباما لمناقشة الصراع السوري خلال زيارة سيقوم بها في الأسبوع المقبل إلى السعودية حيث سيجتمع هناك مع قادة الدولة الخليجية الحليفة للولايات المتحدة.

 

محور خاص عن الإخوان «المرتدين» في «دابق» ومطالبة بالتبرؤ منهم… وهجوم على أئمة «الكفر» واتهام دعاة بالتعاون مع القوى الصليبية

اندماج «القاعدة» وتنظيم «الدولة» سيكون كارثة على الغرب… واحتمال حدوثه في عام 2021

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: العدد 14 من المجلة الصقيلة «دابق» التي يصدرها تنظيم «الدولة»، «دابق» خصص محورا للهجوم على قادة جماعة الإخوان المسلمين أو «الإخوان المرتدين» واعتبر معد المحور أن الإخوان بأنهم «سرطان» أصاب الأمة امتد من مصر ووصلت عدواه للشام والعراق وأي بلد حل فيه. وقالت المجلة إن ظهور الإخوان جاء بسبب غياب الخلافة وعلماء الأمة الحقيقيين وانتشار القدرية والمرجئة والجهمية والكلام والرأي والمعتزلة والأشعرية والماتريدية وبسبب الإصلاحات التي قامت بها الدولة العثمانية المنحرفة.

ومن كل هذا شكل الإخوان خليطاً غريباً ليخدم مصالح قادتهم الحزبية القصيرة الأمد. وتقول المجلة إن فكر الإخوان يقوم على الجمع بين حداثة الدولة العثمانية المنحرفة والأفكار الديمقراطية والليبرالية والاشتراكية التي اقترضوها من المجتمعات الوثنية بحسب رأي كاتب المقال.

ويضيف أن الإخوان يزعمون أنهم يعملون من أجل الشريعة والجهاد وإحياء الخلافة إلا أنهم تعاونوا مع الطواغيت والصليبيين في أفغانستان والعراق والصومال والجزائر ومعظم دول العالم الإسلامي.

وقال الكاتب إن عبودية الإخوان للغرب وصلت ذروتها من خلال استضافة مسؤولي استخبارات غربيين في مراكزهم الإسلامية والمشاركة في الحرب ضد الجهاد.

علاقات مع الشيعة

وجاء تخصيص المحور ضد الإخوان المسلمين من أجل توعية «المجاهد الموحد» بالدور الذي لعبه هذا التنظيم الذي أنشأه حسن البنا- المرشد العام- عام 1928. وحلل الكاتب عدداً من مواقف الإخوان من الشيعة والديمقراطية والأحزاب السياسية. وربط بين الإخوان والرافضة- الشيعة. فلم يمنع حسن البنا كفر «الرافضة» من اتباع خطى «الماسونيين» جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده اللذين دعيا للتعاون مع «الرافضة». وهنا جوهر هجوم تنظيم «الدولة» على الإخوان المسلمين وهي جهودهم في التقريب بين المذاهب الإسلامية التي بدأت في الأربعينيات من القرن الماضي عندما استقبل المركز العام للإخوان في القاهرة رجال دين شيعة مثل محمد القمي وآية الله الكاشاني وزعيم حركة الشباب في إيران نواب صفوي.

وينقل كاتب المقال ما أورده المرشد العام الثالث للإخوان، عمر التلمساني في مذكراته عن مواقف البنا من الخلاف السني ـ الشيعي بأنه ليس مهماً طالماً اتحدت الطائفتان على كلمة الشهادة. واعتبر البنا الخوض في الخلافات بين الطائفتين حرفاً للإنتباه عن قضايا الأمة الكبيرة. بل وذهب الإخوان في تقاربهم مع «الرافضة» أبعد من هذا حسب مجلة «دابق» فقد أصدروا بيان دعم للثورة الإسلامية عام 1979 بقيادة آية الله الخميني وشكلوا وفداً من قادة الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي وناشطيهم في الغرب حيث ذهبوا إلى طهران وعبروا عن تضامنهم مع الثورة الإسلامية.

ويعلق الكاتب أن هذه «الثورة» هي نفسها التي تواجهها الأمة اليوم في العراق وسوريا ولبنان واليمن والجزيرة العربية. وانتقد كاتب المقال آراء منظر القاعدة أبو مصعب السوري، الذي حظي بالثناء من زعيم القاعدة أيمن الظواهري، الزعيم الحالي للقاعدة الذي اعتبر الشيعة من أهل القبلة. مؤكداً أن هذا الموقف هو رأي علماء أهل السنة والجماعات الجهادية. وهو رأي لا يقبله تنظيم «الدولة». ويعتقد الكاتب أن موقف السوري المتسامح مع الشيعة نابع من كونه «إخوانياً» سابقاً.

الديمقراطية وحوار الأديان

وبالإضافة للتحالف مع الشيعة يتهم التنظيم الإخوان بأنهم من بدأ الحوار الديني الإسلامي- المسيحي ـ اليهودي وبذلك قاموا بخرق مبدأ البراء من أهل الكفر الذي تدعو إليه العقيدة. وأشار الكاتب لشهادة قدمها البنا أمام لجنة أمريكية كانت تحقق في قضية فلسطين حيث قال إن «نزاعنا مع اليهود ليس دينياً». وأرسل المرشد العام رسالة للحاخامات وقادة اليهود في مصر أكد فيها على أواصر الوحدة الوطنية التي تجمع بين كل المصريين على اختلاف عقائدهم ودعاهم لأن يكونوا في مقدمة من يدافعون عن عروبة فلسطين ضد الصهيونية.

وفي السياق نفسه احتفل البنا بمولد النبي محمد إلى جانب أسقف الأقباط. وعبر الإخوان المسلمون عن موقف متسامح مع الأقباط باعتبارهم جزءا من اللحمة الوطنية.

وهو أمر لا يحظى بإعجاب تنظيم «الدولة» الذي يرى قتالهم متقدماً على الحوار معهم، فهذه «هي لغة الإخوان المسلمين: المسيحيون إخوانهم في الكفر».

ويريدون معاملة كل الكفار على قدم المساواة مع المسلمين. ومن العيوب التي يأخذها التنظيم على الإخوان بل الكفر البواح مشاركتهم في الإنتخابات البرلمانية التي علمت كما يقول كاتب المقال تجربتهم في العقود الثلاثة الأخيرة.

وهذه الممارسة قديمة تعود للمرشد العام الأول الذي حاول ترشيح نفسه للبرلمان مبرراً هذا الترشيح بأنه يقع في دائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وينسحب موقف الإخوان من المشاركة الإنتخابية على موقفهم من الديمقراطية التي يصفها التنظيم بالدين الذي يعطي الحاكمية للإنسان بدلاً من الله. ومع ذلك يرى الإخوان المسلمون أنها لا تتعارض مع الإسلام.

ويسرد كاتب المقال سلسلة من مواقف مفكري وقادة الإخوان من الشيخ يوسف القرضاوي إلى المرشد الرابع محمد حامد أبو النصر والسادس مأمون الهضيبي وإلى فريد عبدالخالق وكلهم أجمعوا على أنه لا تعارض بين الإسلام والديمقراطية.

كما وأخذ الكاتب على الإخوان موقفهم الموافق للحكم الدستوري الذي يراه التنظيم يتعارض مع وينافس الشريعة.

ضد التعددية

ويقدم التقرير نقداً لمواقف الإخوان من التعددية الحزبية والسياسية حيث عبر عدد من قادة الإخوان عن استعدادهم للسماح بممارسة أحزاب ناصرية أو اشتراكية السياسة مؤكدين أن الإسلام لديه الآليات لتنظيم عملها. وكذا ينتقد الكاتب موقف الإخوان من حقوق الإنسان، فهذه كما يراها هي إفراز للوثنية الغربية. ورغم المخاطر التي تشكلها هذه الحقيقة إلا أن الإخوان لا يتعبون من الترويج لها. ويناقش كاتب المقال وبشكل مفصل موقف الإخوان من الجهاد ونبذهم العنف. فوضع الأمة المسلمة المحتلة أراضيها والمغتصبة ديارها يجعل من الجهاد في هذا العصر واجباً تكليفياً على كل مسلم إلا أن الإخوان دعوا للسلمية ونبذ العنف والإرهاب.

ولم يتوقف الإخوان عند هذا الحد بل وتعاونوا حسب التنظيم مع الطواغيت من الملك فاروق. وعملوا مع حسني مبارك رغم شركه واضطهاده للمسلمين في مصر. ويتهم التنظيم الإخوان بتبني عقيدة الإرجاء.

ويشير تحديداً للأفكار التي وردت في كتاب المرشد الثاني «دعاة لا قضاة» والذي حاول فيه حسن الهضيبي مواجهة أزمة التكفير في صفوف الحركة. وقبله أكد حسن البنا في «الأصول العشرين» على حرمة تكفير المسلم لأخيه.

اختراق السلفية

ويقول كاتب المقال إن مزاعم الإخوان بدعم الجهاد لم تمنعهم من اختراق الحركة السلفية. وجاء هذا عبر الحركة التي عرفت بـ «السروريين» المنسوبة إلى محمد سرور بن زين العابدين.

فرغم شجب السروريين للطاغوت والظلم إلا أنهم تجنبوا موضوع التكفيروالجهاد. وبعد هجمات أيلول/سبتمبر 2001 والهجمات في السعودية زاد السروريون من شجبهم للعنف وتصالحوا مع النظام السعودي. ويأتي بعد الظاهرة السلفية «حزب الأمة» الكويتي الذي حاول مؤسسه حاكم المطيري المزج بين السلفية وفكر الإخوان.

ووجدت الإخوانية السلفية طريقها فيما بعد إلى صفوف تنظيم القاعدة وتولى عدد من رموزها مناصب وأصبحوا علماءها مثل أبو مصعب السوري الذي اعتبر الإخوان المسلمين الحاضنة التي ولدت منها حركات الإحياء الإسلامي الحديثة. وقال السوري إن دعوة الجهاد متجذرة في الإخوان. ورغم رفضه للديمقراطية إلا أنه أكد على أن الحكم على الإخوان يتنوع بتنوع جماعاتهم.

عداوة الإخوان

ودعا الكاتب في نهاية مقاربته النقدية للإخوان المسلمين للتبرؤ منهم ويحيل القارئ على ما قاله أبو محمد العدناني، المتحدث باسم تنظيم «الدولة» الذي قال إن الإخوان هم حزب علماني ولكنهم أسوأ الأحزاب العلمانية.

وقال الكاتب إن الإخوان المسلمين كرسوا أنفسهم للقتال والموت من أجل الديمقراطية. بل دعا متحدث باسمهم تجمع ضم آلافاً من المتعاطفين إلى القتال والموت في سبيل الديمقراطية. وقال إنهم «حزب مستعد للركوع أمام إبليس في سبيل الحصول على مقاعد» برلمانية. وقال إن الإخوان تخلوا عن كل مبادئ الإيمان عندما منحوا السلطة التشريعية للإنسان بدلاً من الله.

ورد الكاتب كفر الإخوان لأنهم اتبعوا أوامر الأمريكيين والغرب. ويتوصل الكاتب لنتيجة تدعو إلى التبرؤ من الإخوان وإعلان العداء والقطيعة لهم ولكل الجماعات المنبثقة عنهم والمراكز الإسلامية في الغرب (مساجد الضرار) كما يصفها. وبناء عليه يرى الكاتب أهمية هجرة المسلمين إلى «الخلافة» لأنها الجهة الوحيدة التي تقف في وجه الإخوان المسلمين «المرتدين».

أئمة الكفر

ويأتي الهجوم على الإخوان ضمن هجوم التنظيم على قادة سياسيين وأئمة وناشطين مسلمين في الدول الغربية مثل سعيدة وراسي، الوزيرة السابقة في حزب المحافظين وساجد جاويد وزير التجارة البريطاني الحالي وحمزة يوسف هانسون، الداعية الأمريكي المسلم والداعية الكندي الكاريبي الأصل بلال فيليبس ورئيس المجلس الإسلامي البريطاني السابق محمد عبد الباري. وزعيم الطريقة النقشبندية في أمريكا هشام قباني والشيخ محمد اليعقوبي والناشط ياسر القاضي. فقضية التنظيم مع حمزة يوسف أنه اثنى على الدستور الأمريكي وإيمانه بالخصوصية الأمريكية. وهناك الأمريكي هشام ويب الذي يسخر الكاتب منه ومن لهجته الجنوبية والذي استخدم من قبل «الصليبيين» لتدجين الشبان المسلمين وحرفهم عن طريق الجهاد.

وقال ويب عن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما يجعلني أفتخر بنفسي، شكراً سيادة الرئيس». فيما قال الصوفي السوري محمد اليعقوبي إنه لا توجد حالة حرب بين بريطانيا وأي دولة إسلامية. أما هشام قباني فقد باع نفسه حسب كاتب المقال مقابل الحصول على دعم مالي من «الكفار» كي يعيش حياة مرفهة.

وكتب فتوى من 20 صفحة عن الجهاد، ترجمت للعربية وحملها معهم الجنود الأمريكيون عندما احتلوا العراق. وأشار المقال إلى موجة جديدة بين السلفيين الذين يتحالفون مع الغرب الصليبي مثل الأسترالي توفيق تشاودري الذي قال في محاضرة إن السلفيين هم حلفاء الغرب الحقيقيون في محاربة الإرهاب.

وهناك ياسر القاضي الذي دعا المسلمين في الغرب للتعاون مع سلطات النظام والقانون وعبر عن فخره بكونه أمريكياً. ووصف نفسه أنه مسلم أمريكي فخور بنفسه وملتزم الشريعة. واعتبر وليد البسيوني المتحالف مع السعودية أن السفر للقتال في سوريا حرام. أما الكندي الجاميكي الأصل فيليبس فهو متهم بتحوير آيات القرآن والأحاديث من أجل حرف الشباب عن الجهاد. وعبر مواطنه الآخر عبد الحكيم كويك عن أسفه لمقتل الجنود الكنديين في أراضي الإسلام. ويتهم كاتب المقال هؤلاء وغيرهم من القادة المسلمين بشن حرب على تنظيم «الدولة» خاصة أن انتصار الأخير يعني استبدال قانون البغي والطاغوت وتطبيق الشريعة.

واتهم الكاتب بعض عناصر السلفيىة الجهادية ومنظريها مثل أبو بصير الطرطوسي الذي بدت خيانته بعد انشقاق أبو محمد الجولاني زعيم «جبهة النصرة».

ولم ينس الكاتب أن يضم للمجموعة هذه أسماء لا تتزيا بزي الدعوة ولكنها منخرطة بشكل مباشر في السياسة الغربية مثل محمد الأبياري وعارف علي خان ورشاد حسين وكيث أليسون وحمى عابدين في الولايات المتحدة.

ومن بريطانيا محمد عبد الباري وسيدة وارسي وساجد جاويد وأجمل مسرور ووقار أعظمي وغيرهم من «المرتدين الناشطين سياسياً». وهذا بسبب أنهم أشخاص يدعون الإسلام ويقومون في الوقت نفسه بارتكاب أفعال كفر و»هؤلاء ليسوا منافقين كما يعتقد البعض بل مرتدون».

ويمزج كتاب «دابق» بين النصوص الدينية ـ القرآن والحديث- والإقتباسات من كتابات ومواقف من يرون أنهم مرتدون في محاولة دائمة للتأكيد على «خروجهم عن الدين» وأنهم كلهم وبدون استثناء يسعون بالتحالف مع القوى الغربية لتدمير مشروع تنظيم «الدولة».

ولا ريب أن العدد 14 جاء في تقاريره ومقالاته ركز كثيراً على حملته في الغرب حيث سمى منفذي عملية بروكسل الأخيرة ووعد بهجمات ساحقة في الغرب. وجاء في العدد أن «فرنسا كانت تحذيرا وبروكسل كانت تذكيرا».

خسر الزخم

ويأتي العدد الأخير وتعبير التنظيم عن استعداده لمواجهة العدو البعيد في ظل تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أكد أن استراتيجيته نجحت في دفع التنظيم للخروج من سوريا والعراق والبحث عن ملاجئ جديدة له في ليبيا.

وأطلق أوباما تصريحاته هذه بعد زيارة لمقر وكالة الإستخبارات الأمريكية في لانغلي حيث قال إن قادة التنظيم يستيقظون كل يوم ويعتقدون أن «هذا هو يومهم الأخير».

واعترف الرئيس بأن الحرب ضد الجهاديين لا تزال طويلة ومعقدة ورهن حل الأزمة السورية التي مضى عليها أكثر من خمسة أعوام. وتشي تصريحات الرئيس بأن تنظيم «الدولة» يفقد زخمه القتالي بعد سلسلة من التراجعات في العراق وسوريا وأصبح في حالة دفاعية وليس هجومية.

وتعتبر الزيارة لسي آي إيه واحدة من سلسلة زيارات للرئيس خارج البيت الأبيض للإستفادة من التقدم الذي تحقق والتخطيط للمعركة في الأشهر المقبلة ضد الجهاديين. وهو أول اجتماع يعقده بعد هجمات بروكسل التي وصفها أوباما بأنها تهدف «لإضعاف أرادتنا الجمعية». ولكنهم «فشلوا» كما قال.

وتذكر تصريحاته هذه بما قاله في الذكرى الأولى لمقتل أسامة بن لادن أن «الهدف الذي وضعته لهزيمة القاعدة أصبح على مرمى حجر».

وفي عام 2012 صرح جون برينان الذي كان نائباً لمستشار الأمن القومي ومساعد الرئيس لشؤون الإرهاب «لأول مرة ومنذ بداية القتال يمكننا النظر للأمام والتفكير بعالم لا يعتبر فيه تنظيم القاعدة مهماً».

اندماج

ويعلق بروس هوفمان، مدير مركز دراسات الأمن بجامعة جورج تاون أن الوضع مختلف اليوم عن السابق. ففي شهر شباط/فبراير قدم جيمس كلابر مدير الأمن القومي صورة قاتمة تظهر إحياء لنشاطات القاعدة إلى جانب تنظيم «الدولة».

فقد «أثبتت القاعدة والجماعات المرتبطة بها أنها مصممة ومن المتوقع أن تحقق مكاسب في عام 2016 وسيظلون يمثلون تهديداً للمصالح المحلية والإقليمية والدولية». واعتبر كلابر تنظيم «الدولة» التهديد الأول بسبب ما يطلق عليها الخلافة في العراق وسوريا وفروعها في الخارج.

ويعلق هوفمان أن اسبوعاً في السياسة قد يكون طويلاً أما خمسة أعوام فهي أبدية. فلم يكن هناك تنظيم دولة ولا دولة إسلامية وكانت فكرة الخلافة حلماً يداعب خيال البغدادي. أما أوباما ونائبه جوزيف بايدن فقد كانا يتحدثان عن استقرار العراق وسحب القوات الأمريكية منه.

ولأن صعود تنظيم «الدولة» كان مفاجئاً، فلا يمنع كما يقول هوفمان من حدوث مفاجآت جديدة. ومنها إمكانية اتحاد أو تعاون بين تنظيم القاعدة وتنظيم «الدولة» بحلول عام 2021. وسيناريو كهذا بعيد عن الحدوث على المدى القريب إلا أنه محتمل حسب مسؤولين استخباراتيين تحدث إليهم هوفمان.

ولو حدث هذا فسيكون «كارثة كبيرة على الولايات المتحدة وحلفائها». ويعتقد الكاتب الذي نشر مقالة بدورية «فورين أفيرز» الأمريكية أن هناك أربعة أسباب تدعو لهذا النقاش وهي التشابه الآيديولوجي بين التنظيمين.

وهما نابعان من تفكير عبدالله عزام الذي أكد على أهمية الدفاع عن أراضي المسلمين «فرض عين». ففي نظر عزام وكذا بن لادن وزعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري وكذا زعيم تنظيم «الدولة» أبو بكر البغدادي فهناك حرب شرسة شنت على المسلمين وتحتاج لجهاد عالمي. وتشترك القاعدة مع تنظيم «الدولة» بفكرة تناقض النظام العالمي مع الشريعة الإسلامية.

ومثل القاعدة التي استفزت الغرب لاحتلال أراضي المسلمين تقوم استراتيجية تنظيم «الدولة» على جر الدول الغربية لمواجهة في ديار الإسلام.

ويقول هوفمان إن الخلافات بين التنظيمين لا تتعدى الخلافات الشخصية والنبرة. فما يمنع التصالح بين الطرفين هو العداء المستحكم بين البغدادي والظواهري.

وما يدعم النقاش حول اندماج التنظيمين هو التشابه في الاستراتيجية. كما أن الحديث عن التصالح بين الطرفين حاضر بشكل دائم في خطاب «القاعدة» وتنظيم «الدولة».

 

فورين بوليسي”: هذه استراتيجية بوتين لنشر سياسته التوسعية بالعالم

لندن ـ العربي الجديد

ما زالت الدول الغربية تحت صدمة الطريقة، التي تمكنت من خلالها روسيا من ضم شبه جزيرة القرم، في مارس/آذار 2014. وفي هذا الإطار أشار تقرير لمجلة “فورين بوليسي” إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يسخّر استراتيجية جديدة لتحقيق أطماعه التوسعية، يوظف فيها الدراجات النارية، والمليشيات، والقنوات التلفزيونية الخاضعة للدولة.

 

وعاد تقرير “فورين بوليسي” للحديث عما جرى بالقرم، موضحا أنه في أواخر فبراير/شباط 2014، دعت منظمة غير حكومية، تحمل اسم “الطائفة الروسية بالقرم”، والتي تمول من قبل موسكو، الرئيس بوتين وعدداً من كبار المسؤولين الروس إلى التصدي إلى ما أسمته محاولات لاستئصال الشعب الروسي.

 

وأضاف التقرير أنه “مباشرة بعد ذلك نشرت أجهزة الإعلام الروسي بشكل واسع تقارير عن تطهير عرقي وشيك، في شبه الجزيرة الأوكرانية، ليسيطر عناصر بالزي العسكري على المطارات. وفي فاتح مارس/آذار 2014، سمح البرلمان الروسي بإرسال وحدات برية إلى القرم، ليتم ضم شبه الجزيرة في الـ18 من نفس الشهر”.

 

تقرير “فورين بوليسي” أوضح أنه من خلال هذه الطريقة ضمت موسكو القرم من دون إطلاق أية رصاصة، وبأن مركز التفكير “تشاتام هاوس” يرى أن طريقة ضم موسكو لشبه الجزيرة، التي كانت خاضعة لأوكرانيا، يمثل نموذجا قد يدرس في الكتب حول الاستراتيجية المتجددة لموسكو، التي تدمج بين القوة العسكرية والدعاية الشعبية لجماعات تبدو ظاهريا أنها مستقلة، لكنها تخضع لتوجيهات الكرملين.

 

وبحسب “فورين بوليسي” سعى “تشاتام هاوس” لرسم ملامح السياسة الجديدة لموسكو من خلال تقرير جديد.

 

وأضاف التقرير: “هدفهم هو نشر القوة الناعمة لروسيا بالخارج والسعي لاستمالة قلوب وعقول المواطنين في بلدان الجوار، لقبول فكرة تفوق وسيادة روسيا”.

 

معدة التقرير، أوريسيا ليتسيفيش، قالت في تصريح لـ”فورين بوليسي” إن موسكو أصبحت تعتمد بشكل مكثف على المؤسسات الإعلامية التابعة للدولة، والنشطاء المزيفين المشتغلين مع الكرملين، وذلك لإثارة الفوضى والتسبب في ظهور أزمات ببلدان الجوار، وذلك بهدف تبرير التدخل الروسي في الشؤون الداخلية لتلك الدول.

 

إلى ذلك، لفتت المجلة إلى أن اللجوء إلى منظمات المجتمع المدني للدعاية للسياسة الخارجية لبلد معين ليس اختراعا روسيا، لكنه أصبح جزءا لا يتجزأ من السياسة الخارجية لروسيا، موضحة أن اللجوء لهذه الاستراتيجية اكتسى بعدا جديدا مع موسكو.

 

وأوضح التقرير أن موسكو لجأت إلى إقامة شبكة من النشطاء والمدافعين عن مواقفها، وذلك لنشر سياستها تحت ستار “العالم الروسي الجديد”، العبارة التي صاغها بوتين لدى حديثه عن الأشخاص المتواجدين ببلدان الجوار، الذين يحسون بأنهم مرتبطون ثقافيا أكثر بروسيا.

 

كما لفت التقرير إلى أن المؤسسات والجماعات المدافعة عن روسيا تجمعها علاقات وثيقة بأجهزة الاستخبارات الروسية، وتتلقى الدعم من الكرملين وأشخاص مقربين من النظام الروسي، موضحا أن أنشطتها تتراوح بين تقديم المساعدات الإنسانية، والتدريبات شبه العسكرية، وتوجد بينها مجموعة تدعى “فرسان الليل”، نادي الدراجات النارية، الذي قاد معهم بوتين في إحدى الجولات في 2011.

 

وبحسب تقديرات تقرير “تشاتام هاوس”، تتلقى تلك المنظمات ما يقارب 130 مليون دولار كل سنة من الحكومة الروسية، لإنجاز مشاريع ببلدان الاتحاد السوفييتي سابقا، مثل أرمينيا، ومولدافيا، وأوكرانيا، وبلدان البلقان مثل بلغاريا وصربيا.

 

المسلط: هيئة الحكم من التكنوقراط.. وسنعيد تشكيل المؤسسة العسكرية

جنيف ــ العربي الجديد

شددت المعارضة السورية على أنها لن تقبل برئيس النظام السوري، بشار الأسد، في هيئة الحكم الانتقالية، “أو أي مجرم آخر تلطخت يداه بدماء السوريين”، مضيفة أن هيئة الحكم ستكون ضمن مبدأ “التكنوقراط” للحفاظ على استمرارية مؤسسات الدولة.

وفي حديث خاص لـ”العربي الجديد”، ذكر المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، سالم المسلط، أن “بعض وسائل الإعلام اقتطعت جزءا من التصريح يوم أمس حول قبول المعارضة بمقاسمة النظام بحكومة انتقالية”، مضيفاً أن “هيئة الحكم الانتقالي التي يتم التفاوض من أجلها لن يكون فيها الأسد، أو أي أحد من زمرته ممن تلطخت أيديهم بدماء السوريين”.

وتابع المسلط حديثه قائلاً: “إن هيئة الحكم ستكون ضمن مبدأ التكنوقراط، للحفاظ على استمرارية مؤسسات الدولة وخدماتها، باستثناء المؤسسة العسكرية والأمنية التي سيعاد تشكيلها. وليس مشاطرة النظام في الحكم، وخاصة فيما يتعلق بالأمور السيادية، ولن يكون هناك أي حفاظ على الشخصيات أو المؤسسات أو الأجهزة التي تورطت بدماء السوريين”.

وأشار المتحدث إلى أن المعارضة السورية جاءت إلى المفاوضات من أجل تحقيق الانتقال السياسي، وتسعى بجدية للبحث في التفاصيل الجوهرية بحسب بيان جنيف1، والاتفاقات والقرارات الدولية، لافتاً إلى أن الحل السياسي يحتاج إلى جدية، و”نحن مستعدون للعمل مع الطرف الآخر، بما يحقن الدماء ويضمن حقوق الشعب السوري، إذا كان الطرف الآخر لديه الشجاعة للدخول”.

وأضاف المتحدث باسم الهيئة أن وفد النظام يصل إلى جنيف اليوم الجمعة تحت الضغط، مشيراً إلى أن المبعوث الخاص، ستيفان دي ميستورا، أكد أن الجميع جاء إلى جنيف من أجل تحقيق الانتقال السياسي، وأنه على رأس جدول الأعمال.

 

البنك الدولي: انخفاض النفط يصعب إعادة إعمار سورية

واشنطن ــ رويترز

قال جيم يونغ كيم، المدير العام للبنك الدولي، اليوم الخميس، إن انخفاض أسعار النفط سيصعب إعادة إعمار سورية بعد الحرب الدائرة فيها حاليا لأن الدول المانحة التقليدية في الشرق الأوسط قد تواجه صعوبة في تقديم الدعم المالي المطلوب.

وقال كيم، في مؤتمر صحفي في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن: “أشعر بقلق عميق من ألا يكون هناك نفس المستوى من المساعدات التي تقوم على المنح، والذي شهدناه عندما كان سعر النفط 100 دولار للبرميل”.

وبدأت جولة جديدة من المحادثات بقيادة الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات في سورية، إلا أن تصاعد حدة القتال يلقي بظلاله على التوقعات القاتمة فعلا للجهود الدبلوماسية.

وليست لدى البنك الدولي تقديرات خاصة بشأن فاتورة إعادة إعمار سورية بمجرد عودة السلام، إلا أن كيم قال إنه سمع تقديرات تفوق 150 مليار دولار.

وقال رئيس البنك الدولي إن المشكلة تكمن في أن العديد من الدول المانحة التقليدية في الشرق الأوسط باتت تعاني من عجز في ميزانياتها بسبب انخفاض أسعار النفط.

وأضاف أن ذلك يعني أن البنك الدولي وبنوك التنمية الإقليمية سيكون عليها أن تؤدي دورا أكبر من خلال استخدام ميزانياتها العمومية لطرق أبواب أسواق رأس المال الدولية.

 

حلب: هجمات متبادلة..تمهد للمعركة الكبرى

خالد الخطيب

تصدت المعارضة الحلبية، الخميس، لأعنف الهجمات البرية التي شنتها قوات النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية”، كل على حدى، في ريف حلب الشمالي. الهجمات المتزامنة تمت وسط قصف عنيف، مدفعي وصاروخي، وجوي داعم لقوات النظام، طال معاقل المعارضة في دفاعاتها الأولى والقرى والبلدات والمخيمات التي تقع ضمن مناطق سيطرتها.

 

وتصدت المعارضة المسلحة، في ضواحي  مدينة حلب الشمالية، لقوات النظام والمليشيات الشيعية، في حندرات والملاح وتل مصيبين. وتمكنت المعارضة من استعادة كامل النقاط التي خسرتها فجر الخميس، بعدما تقدمت القوات المهاجمة وسيطرت على مساحات واسعة من المناطق المستهدفة، وأبرزها في مزارع الملاح.

 

قوات النظام والمليشيات الإيرانية، و”لواء القدس” الفلسطيني، شنوا هجومهم من ثلاثة محاور ضد معاقل المعارضة في حندرات والملاح، ومهدوا لتقدمهم بقصف مكثف عبر راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وصواريخ أرض-أرض من نوع “فيل” واسعة التدمير. وطال القصف كامل المناطق المستهدفة وتلك المحيطة بها في حريتان والكاستيللو وعندان وكفر حمرة وتلة المضافة.

 

وساند الطيران الحربي الروسي القوات المهاجمة في عمليتها البرية الواسعة، عبر أكثر من 50 غارة جوية طالت الخطوط الأولى للمعارضة وتحصيناتها، وطرق إمدادها في المنطقة. القصف استهدف أيضاً خمسة أحياء تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب؛ الشعار والحيدرية والصاخور وبني زيد والحرابلة والمعصرانية، ومواقع أخرى بالقرب من طريق الكاستيلو الذي يصل مناطق سيطرة المعارضة في حلب بالريف المحرر.

 

ونفذ الطيران المروحي عشر طلعات جوية، على الأقل، في الأجواء الشمالية لحلب، وألقى 20 برميلاً متفجراً على الملاح وحندرات وتل مصيبين، بعضها كان محملاً بغازات سامة تسببت بحدوث حالات اختناق في صفوف مقاتلي المعارضة.

 

مدير “المكتب الإعلامي” في مدينة عندان سامي الرج، أكد لـ”المدن” أن قوات النظام ومليشيات “حركة النجباء” و”لواء الزينبيين” و”أنصار الله”، بالإضافة إلى “لواء القدس الفلسطيني”، تقدمت فعلياً في الملاح ومخيم حندرات، خلال الساعات الأولى من هجومها البري، وسيطرت على كتل ضخمة من المباني والمزارع في المنطقة.

 

وأوضح الرج، أن القصف العنيف الجوي والمدفعي والصاروخي كان هستيرياً خلال الساعات الأولى من المعركة، وتسبب في مقتل عشرة مدنيين على الأقل، ومثلهم من مقاتلي المعارضة. ومع ساعات المساء أعادت المعارضة تجميع نفسها وحشدت المزيد من التعزيزات لتشن هجومها المعاكس. وأشار الرج إلى أن المعارضة تمكنت من  قتل ثلاثين عنصراً من القوات المهاجمة، وأسر ثلاثة مقاتلين من “لواء القدس”، كما دمرت ثلاث مدرعات، وعدداً من السيارات المحملة برشاشات ثقيلة وجرافة، على تلة المضافة وفي الملاح.

 

قائد غرفة عمليات “فتح حلب” الرائد ياسر عبدالرحيم، أكد لـ”المدن”، أن المعارضة استعادت سيطرتها على كامل النقاط في الملاح وحندرات، وأوضح أن الفصائل المنضوية في غرفة العمليات لبت النداء بلا استثناء، وعملت بشكل منظم وتنسيق عالي في ما بينها لمنع حصار المدينة وفصلها عن الريفين الغربي والشمالي. وتمكنت المعارضة من تكبيد قوات النظام والمليشيات خسائر كبيرة.

 

وفي الشمال الحلبي، بالقرب من الحدود السورية-التركية، كانت مناطق المعارضة إلى الشرق وشمال شرقي إعزاز على موعد مع هجوم عنيف لتنظيم “الدولة الإسلامية”. وتسلل مقاتلو “الدولة” إلى قرى وبلدات اكدة وجارز ويحمول وحوار كيليس ودوديان وبراغيدة، واشتبكوا مع مقاتلي المعارضة. وبعدها أرسل التنظيم المفخخات إلى المواقع المستهدفة، واستهدف معاقل ومقرات المعارضة بالمدفعية والهاون.

 

وتسبب هجوم التنظيم، فجر الخميس، بتخبط كبير في صفوف المعارضة بعد سيطرته على قرى وبلدات حدودية، وثلاث مخيمات للمهجّرين، متبعاً تكتيك الالتفاف على الفصائل والتسلل، مستغلاً صدمة المعارضة بعد خسارتها بلدة الراعي الاستراتيجية، قبل أيام.

 

وقتل التنظيم خلال هجومه الذي استمر لأكثر من ثمان ساعات، امرأة وطفلها وجرح 10 مدنيين في مخيم اكدة، بعدما استهدفه بالمدفعية والهاون. وحُرق جراء القصف عدد من الخيام في مخيمات الحرمين واكدة والريان. ونزح القاطنون في المخيمات الثلاثة عنها، بسبب المعارك التي اندلعت في محيطها والقصف المتبادل بين الطرفين. ويقدر عدد النازحين من المخيمات بعشرين ألفاً، توجهوا نحو إعزاز ومخيم السلامة.

 

وقتل عدد من عناصر الفصائل المنضوية في غرفة عمليات “حوار كيليس” خلال هجمات التنظيم، وأثناء هجومهم المعاكس ضده. واستعادت المعارضة السيطرة على اكدة وحوار كيليس وتلة براغيدة ويان يابان وتل بطال والأحمدية وتل شعير ودوديان وجارز ويحمول، بعد معارك كر وفر، قتل خلالها 15 عنصراً من “داعش” وأسر عدد آخر، من بينهم جهادي فرنسي الجنسية.

 

وفجّر مقاتلو المعارضة أربع سيارات مفخخة للتنظيم قبل وصولها إلى أهدافها، في محيط كفرغان وحوار كيليس وبراغيدة، كانت تستهدف الخطوط الأمامية والتحصينات الأولى للفصائل.

 

وبقيت قرى وبلدات كفر غان وبريشة وتل حسين وغزل والتقلي والجكة والشعبانية وتل أحمر والراعي وتل سفير وطاط حمص والبل والشيخ ريح وقنطرة، تحت سيطرة التنظيم، الذي استولى عليها بعدما استعاد بلدة الراعي.

 

المتحدث باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، قال لـ”المدن” إن “الدولة الإسلامية” لا تزال في عافيتها ويمكنها شنّ هجماتها في أي وقت تريد، وتدافع عن مناطق سيطرتها ضد المعارضة شمالي حلب بالتحديد، وهي المنطقة الوحيدة التي تتجاوران فيها.

 

وأوضح العقيد الأحمد أن بقاء التنظيم في هذه المنطقة وحفاظه على مواقعه فيها، هو استراتيجية لا يمكن أن يتنازل عنها التنظيم بسهولة. فتلك المناطق توفر له الكثير من الدعم المعنوي لمقاتليه، بالإضافة إلى ضرب منافسيه، أي المعارضة التي تقاتل أيضاً في الوقت ذاته قوات النظام و”قوات سوريا الديموقراطية”.

 

وأكد العقيد الأحمد أن معركة المعارضة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشمالي، وسعيها للوصول إلى معاقله في الشرق، لن تكون سهلة، وسوف تمر بمطبات كثيرة كالتي حصلت خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكداً أن المعارضة قادرة على استعادة المبادرة من التنظيم واسترداد ما خسرته في فترة قياسية.

 

في ميدان حلب العسكري، لا يبدو أن النظام والتنظيم سيكفان ضغوطهما المستمرة ضد المعارضة لتطويقها وتقليص خياراتها الضيقة أصلاً في هذه المرحلة؛ فالنظام يكرس جهده لإحراز تقدم على الأرض أو على الأقل الحفاظ على مكاسبه التي حققها منذ نهاية العام 2015 وحتى وقت قريب، في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن معركة كبيرة على كل الجبهات بمساندة قوات إيرانية، بدأت علائمها تظهر فعلياً، والتنظيم كذلك لن يتنازل عن نفوذه بسهولة.

 

“حزب الله”.. البحث عن مخرج من الاستنزاف السوري!

منير الربيع

لا تجري الرياح السورية وفق ما تشتهيه سفن “حزب الله” وإيران من خلفه. كل المعطيات تتفاقم لتفوق قدرته على التحمّل. حتى بعد إدخال إيران لجيشها الرسمي إلى سوريا، بآلاف العناصر والضباط، لا تزال الأمور تتفلت من بين أيديها وأيدي حلفائها. كل ما يحكى عن الحلّ السياسي لسوريا، والإتفاق الدولي على صيغة المرحلة الإنتقالية، لا يبدو أن لطهران علاقة به، لا بل هناك من يستبعدها من الصيغة التقريرية، للمستقبل السوري.

خلال أسبوعين متتاليين، تلقت إيران والقوى المتحالفة معها ضربتين متتاليتين في حلب، خسروا خلالها عشرات القتلى الى جانب خسارتهم مناطق معينة، حتى بعد الإستعانة الإيرانية بالقبعات الخضر، بساعات قليلة تلقّت هذه القوات ضربة موجعة في تلّة العيس ما ادى إلى مقتل عدد من ضباط وعناصر الجيش الإيراني، ومن عناصر “حزب الله” بالإضافة إلى أسر عنصر جديد للحزب يدعى محمد ياسين من بلدة مجدل سلم الجنوبية.

وقع “حزب الله” بين فكي كماشة، لم يعد باستطاعته التقدّم ولا التراجع، بهذا الكلام يلخّص احد اعضاء فريق المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا لـ”المدن”، لافتاً إلى أن الوضع أكبر بكثير من قدرة الحزب على التحمّل، وكان عليه عدم التورط في هذا الصراع، وإن كان لا بد من ذلك، فكان عليه الإكتفاء بالإنتشار على الحدود اللبنانية السورية، وليس الدخول إلى العمق السوري، لانه خسر بذلك نخبة عناصره وقوته.

عن المفاوضات الدولية حول سورية، وإمكانية الوصول إلى حلّ سياسي للأزمة، يقول: “هناك إتفاق أساسي وأصبح واضحاً ومعمماً بين الدول الكبرى المتمثلة بروسيا والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، وصيغة هذا الإتفاق أعلمت بها الدول الإقليمية ومن بينها دول الخليج وإيران، لكن طهران ترفض الحلّ السياسي إلا وفقاً لما تراه مناسباً لمصالحها، ولذلك فإن نظرة إيران لحلّ الأمور يتلخّص بتحقيق نصر عسكري كبير في منطقة أساسية من مناطق سوريا، على ان تفرض نتائج هذه المعركة وجه الحلّ السياسي. بمعنى أن إيران لا تعترف بمرحلة إنتقالية، ولا بإشراك المعارضة فيها، إنما تريد بقاء النظام السوري، كصاحب السلطة المطلقة، او ربما قد توافق على مناطق نفوذ أو على ما يشبه الوضع العراقي”.

وتؤكد الشخصية المعنية بالشأن السوري، أن إيران تريد تحقيق نصر في حلب، لاعتبارها العاصمة الثانية لسوريا، وبالتالي منها يمكن فرض الحل السياسي الذي تريده، لانها تعتبر ان نصرها يعني سحق المعارضة، وحصرها في إدلب فقط، بعد السيطرة على حمص ومحيطها ودمشق ومحيطها، فيما يبقى الشرق السوري منسياً بانتظار التدخل الدولي للإطاحة بتنظيم داعش. وعليه تلفت مصادر “المدن” إلى ان حزب الله ومن خلفه إيران يعززان وجودهما في حلب وتحديداً من منطقة حندرات بغية التقدم والتوسع أكثر.

حتى إذا ما تم التوصل إلى حلّ سياسي حول سوريا، فإن المصادر تعتبر انه لن يكون لإيران الحصة الكبرى، او ما تتمناه، نظراً للإتفاق الروسي – الأميركي، لا بل إن حصة الأسد ستكون من نصيب روسيا، خصوصا ان دول الخليج لا يمكن ان ترضى بسيطرة إيران على سوريا، حتى ان التنسيق الخليجي الدولي حول محاربة الإرهاب، يهدف إلى سحب البساط من تحت قدمي طهران، وما تدعيه من محاربة الإرهاب.

وإنطلاقاً من هذه النظرة، تعتبر المصادر أن حزب الله سيكون الخاسر الأكبر عند انتهاء الحرب السورية، خصوصاً ان طهران تلقّت العديد من الرسائل التي تفيد بوجوب الطلب من الحزب الإنسحاب من سوريا والعودة إلى لبنان، وسط تهديدات بتوجيه المزيد من الضربات له على غرار الضربات الإسرائيلية التي تلقاها في مختلف المناطق السورية. حتى إذا ما انسحب الحزب من العمق السوري وتوجه الى الحدود اللبنانية السورية فإن ذلك لا يعني ان مشكلة الحزب ستحلّ، لا بل سيتعرّض للمزيد من الضربات على يد المعارضة السورية. وتؤكد المصادر انه حتى لو حققت إيران وحلفاؤها بعض التقدم العسكري، فإن ذلك لن يستمرّ لان هناك قوى إقليمية لم تعد تسمح بذلك، وهي مستعدة لدعم المعارضة بالسلاح النوعي إذا ما أصرت طهران على إفشال الهدنة والحلّ السياسي.

 

بوتين: نعوّل على العملية السياسية وليس العسكرية في سوريا

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده “تعوّل كثيراً” على العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية وليس على العمليات العسكرية، مشدداً على ضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتبني دستور جديد، وإجراء انتخابات مبكرة للخروج من الأزمة.

 

وأكد بوتين خلال حواره السنوي المباشر مع المواطنين، الخميس، أن موسكو “ستبذل كل ما بوسعها من أجل الحيلولة دون تدهور الوضع الميداني في سوريا، ولاسيما في ريف حلب”، قائلاً إن الوضع في حلب معقد جداً. وأضاف “ما يسمى المعارضة المسلحة موجودة في هذه المنطقة وبجوارها توجد جبهة النصرة، وهي تنظيم معترف به دوليا أنه إرهابي. ومن الصعب أن نفرق بينهم، ولهؤلاء تصرفات متفاوتة، وهم يحاولون في الوقت الراهن تحسين وضعهم واستعادة ما فقدوه سابقا”.

 

واعتبر الرئيس الروسي أن الجيش السوري في عملياته داخل ريف حلب لا يحتاج إلى المساعدات الروسية، وأضاف “لقد سحبنا جزءاً كبيراً من مجموع قواتنا في سوريا. لكننا بعد سحب القوات الأساسية، تركنا الجيش السوري في حالة تسمح له بإجراء عمليات هجومية واسعة النطاق، بدعم قواتنا المتبقية في سوريا. وبعد انسحاب قواتنا الأساسية، استعاد الجيش السوري تدمر”.

 

وفي حين وصف بوتين التعاون القائم بين موسكو وواشنطن حول عدد من القضايا بأنه “لا بأس به”، نصح واشنطن بعدم الانطلاق من “موقف القوة” لدى التعامل مع روسيا، والتخلي عن الطموحات الإمبراطورية.

 

وتطرّق بوتين إلى الوضع في تركيا، واعتبر أن جنوب البلاد حيث تسكن الأكثرية الكردية “تخوض حرباً أهلية يحاول المجتمع الدولي أن يغض النظر عنها، لكنها واقعية، لاسيما أنها تجري باستخدام أسلحة وآليات ثقيلة ومدفعية وأسلحة أخرى”. وقال بوتين إن السلطات التركية تدعم المتطرفين بقدر أكبر مما تعمله للتصدي لهم، مشيراً إلى أن تركيا لا تزال “مقصداً خطيراً بالنسبة للسياح الروس”، وأضاف أنه واثق من أن السلطات التركية تسعى لضمان أمن السياح، لكنه شكك في قدرتها على القيام بهذه المهمة.

 

وأكد الرئيس الروسي أن موسكو تعتبر تركيا والشعب التركي من أصدقائها، لكن “لديها مشاكل مع بعض السياسيين الأتراك الذين يتصرفون بصورة غير مناسبة”، وأعلن استعداد الجانب الروسي “لبناء علاقات حسن جوار مع الشعب التركي”، لكنه أشار في المقابل إلى أن “موسكو ملزمة بتقديم الرد على الخطوات غير الودية تجاهها من جانب بعض السياسيين”.

 

أما بالنسبة للوضع الأمني في مصر، فلفت بوتين إلى فشل السلطات المصرية في مساعيها في محاربة المتطرفين، وأوضح أن انعدام ضمانات أمن السياح الروسي في كل من مصر وتركيا دفع بروسيا إلى فرض قيود على الرحلات السياحية إلى هذين البلدين. وأشار إلى أن العمل جارٍ مع الجانب المصري من أجل استئناف الرحلات الجوية إلى مصر، موضحاً أن هذا الأمر “يتطلب أولاً إيجاد حل مشترك بين السلطات الروسية والمصرية لتفتيش الركاب والحقائب والوجبات التي تقدم على متن الطائرات”.

 

موسكو تعلن تأييد مبادرة “مجموعة القاهرة

تشمل إنشاء مؤسسة حكم انتقالي من خمس هيئات

نصر المجالي

قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو ستؤيد مبادرة مجموعة القاهرة للمعارضة السورية حول إنشاء مؤسسة حكم انتقالي تضم 5 هيئات، إذا وافق السوريون عليها.

 

نصر المجالي: قال نائب وزير الخارجية المبعوث الرئاسي الخاص للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف، إننا نؤكد فقط فكرة رئيسة واحدة تتمثل في ضرورة قيام السوريين أنفسهم بتسوية كل هذه المسائل في ما بينهم. وأكد أن روسيا ليست طرفًا في النزاع، ونحن لا نستطيع فرض حلول أو إعدادها بدلاً من السوريين.

 

وأشار إلى أن المعارضة السورية يجب أن تجتمع وراء طاولة المفاوضات لبحث كل هذه المسائل والتوصل إلى قواسم مشتركة، مؤكدًا أن موسكو ستدعم “ما سيكون مناسبًا لها”.

 

القيادة الموحدة

 

ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن بوغدانوف ترحيبه بتشكيل القيادة الموحدة لمجموعة “موسكو- القاهرة” للمعارضة السورية، مشيرًا إلى أن ذلك سيساعد على توحيد المعارضة في إطار وفد موحد.

 

وأضاف بوغدانوف: “نحن بالطبع نؤيد ذلك. ونؤيد تحديد أناس عقلاء في المعارضة التي توجد الآن مشتتة في جنيف”.

 

يذكر أن قائمة “القاهرة – موسكو” المعارضة السورية المشاركة في محادثات جنيف، كانت بحثت مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، يوم الخميس، ترتيبات الحكم الانتقالي ولكنها رفضت منح المزيد من التفاصيل.

 

وبعد لقاء دي ميستورا عقدت قائمة “القاهرةـ  موسكو” مؤتمرين صحافيين الأول تحدث فيه قدري جميل ورندا قسيس عن قائمة موسكو، والثاني جهاد مقدسي عن قائمة القاهرة.

 

الانتقال السياسي

 

وقالت رندا قسيس، عضو القائمة، عقب اللقاء، “ناقشنا مع دي ميستورا رؤيتنا لعملية الانتقال السياسي في سوريا، لكننا لن نكشف عن أي تفاصيل”.

 

وأوضح قدري جميل، وهو معارض شغل في السابق منصب نائب رئيس الوزراء السوري، أن المحادثات تطرقت إلى “الجسم الانتقالي، صلاحيات الجسم الانتقالي وتكوين الجسم الانتقالي” ولكنه نوّه أن هناك تعليمات من الأمم المتحدة “بأن لا نتحدث في التفاصيل قبل الوصول إلى نتيجة”.

 

ومن جانبه، أكد جهاد مقدسي على رؤية القائمة لتشكيل مؤسسة كاملة للحكم الانتقالي، تتضمن مجلساً يتولى دور الرقابة والتشريع وحكومة انتقالية ومجلساً للقضاء الأعلى ومجلساً عسكرياً يأتمر بأمر الحكومة وهيئة عليا للإنصاف والعدالة، الجميع يشترك في تشكيلها، من ينتمي للحكومة وللمعارضة.

 

خمس هيئات

 

وقال مقدسي “رؤيتنا حول هيئة الحكم الانتقالي ذات الصلاحيات الكاملة، مؤسسة وليست جسماً واحداً. مؤسسة تتكون من خمس هيئات، الأولى: المجلس الوطني الانتقالي وله دور الرقابة والتشريع. ثانياً حكومة للمرحلة الانتقالية، مشتركة (بين النظام والمعارضة). ثالثاً تشكيل مجلس للقضاء الأعلى مشترك. رابعاً المجلس الوطني العسكري، سيكون تحت أمر الحكومة الانتقالية، وسيتولى دمج الفصائل المسلحة الموافقة على الحل السياسي وغير المصنفة إرهابية، أيضاً سيتولى محاربة الإرهاب بين أطياف الشعب السوري. خامساً تشكيل هيئة عليا للإنصاف والعدالة ستتولى موضوع العدالة الانتقالية.

 

وختم مقدسي أن الوفد طلب من دي ميستورا إيصال هذا المقترح إلى وفد الحكومة السورية، “وطلبنا منه أن يستطلع رأيها في ذلك”.

 

غارات مكثفة تلغي الجمعة والمظاهرات بريف حمص  

قتل رجل وابنه وجرح آخرون في غارات كثيفة شنها طيران النظام السوري على مدينة الرستن وقرى محيطة بها في ريف حمص الشمالي وسط سوريا، ودفع هذا التصعيد إلى إلغاء شعائر صلاة الجمعة والمظاهرات المزمع خروجها في المدينة عقبها، وذلك مخافة استهدافها بالقصف.

 

وبحسب شبكة سوريا مباشر، شن الطيران الحربي للنظام 12 غارة على أحياء الرستن والمزارع المحيطة بها، مما خلف أضرارا مادية جسيمة في منازل المدنيين، ترافق ذلك مع إطلاق الطيران الحربي خلال القصف بالونات حرارية في تطور جديد يرافق الغارات على ريف حمص الشمالي. وأشارت وكالة مسار برس إلى وقوع إصابات بعضها خطيرة في صفوف المدنيين جراء القصف.

وشن الطيران الحربي غارات جوية أخرى، استهدفت كلا من قريتي دير فول والسعن بصواريخ فراغية دون ورود معلومات عن سقوط قتلى أو جرحى. وفي السياق استهدفت قوات النظام اليوم قريتي أم شرشوح والهلالية شمالي حمص بقذائف الهاون والمدفعية.

 

وإزاء تصاعد الغارات أصدر مكتب الحراك الثوري في مدينة الرستن بيانا أعلن فيه عن توقف خروج المظاهرات حتى إشعار آخر، وذلك حرصا على سلامة المدنيين من تعمد الطيران الحربي استهداف تجمعاتهم. كما اضطر السكان لإلغاء صلاة الجمعة مع استمرار تحليق الطيران الحربي في الأجواء.

 

يشار إلى أن ريف حمص الشمالي يخضع لحصار قوات النظام السوري وما يعرف بمليشيات قوات الدفاع الوطني، منذ نحو أربعة أعوام، ويتعرض بشكل مستمر لغارات النظام ونيران مدفعيته، الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح المئات من المدنيين.

 

وفي ريف حمص الشرقي، نفذ طيران النظام ثلاث غارات استهدفت مدينة السخنة شرق تدمر، مما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين، بحسب مسار برس.

 

وفي تطور متصل تواصلت الاشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين قوات النظام في محيط جبل الشاعر ومنطقة جزل شرقي حمص، مما أسفر عن مقتل عنصرين للنظام وجرح آخرين، في حين استهدف تنظيم الدولة بصواريخ غراد نقاط تمركز لقوات النظام في محيط حسياء جنوب شرق حمص وفق ناشطين.

 

اشتباكات وقصف

في غضون ذلك، تدور اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام على جبهة الملاح في ريف حلب الشمالي شمال سوريا، بينما تمكنت فصائل المعارضة من تدمير جرافة لقوات النظام بصاروخ تاو وقتل طاقمها على جبهة زيتان في ريف حلب الجنوبي.

 

وفي ريف إدلب المجاور، أغار طيران النظام على مطار تفتناز الذي تسيطر عليه قوات المعارضة.

 

وفي درعا، قتل عدد من لواء شهداء اليرموك خلال اشتباكات مع كتائب المعارضة في محيط بلدة تسيل بريف المحافظة. وتتهم المعارضة لواء شهداء اليرموك بالولاء لتنظيم الدولة.

 

نزوح آلاف العائلات ينذر بمأساة جديدة شمال حلب  

نزحت آلاف العائلات السورية من ثلاثة مخيمات في ريف حلب الشمالي إلى الشريط الحدودي القريب من معبر باب السلامة مع تركيا، بعد تصاعد المعارك بين تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل المعارضة السورية أمس الخميس. يأتي ذلك وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون في المنطقة.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في حلب بـ نزوح أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة عائلة من مخيمات أكدة والحرمين وشمارق بريف حلب الشمالي، بسبب تقدم تنظيم الدولة، والمعارك مع فصائل المعارضة، مشيرا إلى أن هذه الأسر نزحت نحو مدينة إعزاز، وإلى مخيمات بعيدة عن مناطق الاشتباكات يعتقد أنها أكثر أمنا في الريف الحلبي الشمالي.

وتضم هذه المناطق أكثر من سبعين ألف نازح كانوا هربوا من قراهم في الريف الشمالي بعد الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام السوري مدعومة بغارات سلاح الجو الروسي في فبراير/ شباط الماضي.

 

ووفق المكتب الإعلامي لمدينة إعزاز، أدت الاشتباكات العنيفة بين فصائل المعارضة وتنظيم الدولة عن حركة نزوح كبيرة باتجاه المعابر الحدودية مع تركيا وتحديدا معبر باب السلامة، حيث يعيش النازحون ظروفا مأساوية ويقطن أغلبهم في الطرقات والمدارس والأراضي الزراعية على الشريط الحدودي.

 

وكان تنظيم الدولة قصف مخيم أكدة وحرق خياما فيه ما أدى لحدوث حالات هلع بين الأطفال والنساء ، ونزوح أهالي المخيم إلى مناطق أكثر أمنا بعد تقدم التنظيم داخله قبل أن ينسحب منه مجددا وتعاود كتائب المعارضة السيطرة عليه. كما قصف تنظيم الدولة المخيمات الحدودية القريبة من محاور الاشتباك مع الفصائل خاصة في بريشا وشمارين.

 

وكانت الفصائل المعارضة شنت مؤخرا هجوما كبيرا تمكنت خلاله من السيطرة على مساحات واسعة في الريف الشمالي لحلب وصولا إلى بلدة الراعي الإستراتيجية، لكن تنظيم الدولة استرجعها بعد يومين.

 

كرّ وفرّ

ومنذ ذلك الوقت، تدور معارك كرّ وفرّ بين فصائل المعارضة وتنظيم الدولة، فتارة يسيطر الأخير على مناطق وتارة تستعيدها كتائب المعارضة.

 

وفي أحدث التطورات، أفاد الناشط الإعلامي محمد أبو قيس لشبكة “سوريا مباشر” بسيطرة تنظيم الدولة على قرى براغيدة وجارز وحور كلس وكفرغان وأكدة، قبل تمكن مقاتلي المعارضة من استعادة السيطرة على كل من حور كلس وجارز وأكدة إثر هجوم معاكس على تلك القرى.

 

في غضون ذلك، تتواصل المعارك في محيط قرى كفرغان وتل حسين وبراغيدة الخاضعة لسيطرة التنظيم، في حين تدعم كتائب المعارضة مدفعية الجيش التركي وطيران التحالف الدولي في المعارك مع تنظيم الدولة.

 

وأشارت شبكة شام إلى تمكن قوات المعارضة من قتل أكثر من عشرين من عناصر تنظيم الدولة وأسر سبعة آخرين، وتدمير سيارتين مفخختين كانتا متجهتين لمواقعهم، كما تمكنوا من إسقاط طائرة استطلاع تابعة للتنظيم كانت تحلق في أجواء مدينة مارع وفق نفس المصدر.

 

وكانت الغارات الروسية الكثيفة -خصوصا في محافظتي حلب وإدلب- أدت في فبراير/ شباط الماضي إلى استمرار تدفق موجات نزوح جماعي كثيف نحو الشريط الحدودي مع تركيا، حيث يعيش النازحون في مخيمات عشوائية، وفي ظروف إنسانية صعبة مع غياب للمساعدات.

 

الأطباء السوريون يسدون عجز النظام الصحي الألماني  

خالد شمت-برلين

 

كشفت إحصائية لنقابة الأطباء الألمانية عن حصول 500 طبيب سوري لاجئ على رخص رسمية لمزاولة مهنة الطب بعيادات ومستشفيات البلاد المختلفة في عام 2015 فقط.

 

وأوضحت الإحصائية أن قدوم هذا العدد من الأطباء اللاجئين يرفع عدد الأطباء السوريين بالمؤسسات الصحية الألمانية إلى 2149 طبيبا، ليصبحوا بذلك -بعد الرومانيين واليونانيين والنمساويين- رابع مجموعة من الأطباء الأجانب المسجلين للعمل في 17 نقابة أطباء بألمانيا.

 

وأضافت أن 3560 طبيبا أجنبيا حصلوا عام 2015 على ترخيص لمزاولة المهنة بألمانيا، لكنهم يسدون قدرا ضئيلا من النقص الكبير والمستمر للأطباء بالبلاد، بعد وصول عدد الأطباء في ألمانيا العام الماضي إلى 371.302 طبيب بزيادة 1.7% عن أعدادهم عام 2014.

 

وحسب الإحصائية لا يكفي أعداد الأطباء لتلبية الاحتياجات المتزايدة للرعابة الصحية في مواجهة الشيخوخة المتسارعة للمجتمع الألماني، وتفاعد نحو سدس أطباء البلاد سنويا، وميل الأطباء الشبان للعمل ساعات أقل مما كان يعملها أطباء الأجيال السابقة.

 

ووفقا للبيانات الطبية الرسمية بدت الحاجة للمزيد من خدمات الرعاية الصحية في ألمانيا واضحة مع وصول عدد حالات علاج الطوارئ السريعة بالعيادات الطبية والعيادات الخارجية للمستشفيات إلى 152 مليون حالة بين عامي 2004، و2014، ووصول عدد العمليات والعلاج مع إقامة بالمستشفيات إلى 19.1 مليون حالة في هذه الفترة.

 

وأكدت إحصائية نقابة الأطباء أنه مقابل أكثر من 11 ألف طبيب تفاعدوا العام الماضي، حصل 31 ألفا آخرون على رخصة مزاولة المهنة ولم يمارسوها لعملهم بمجالات البحث العلمي والصيدلة وشركات التأمين الصحي والاتحادات الطبية.

 

وخلصت الإحصائية إلى التحذير من مواجهة النظام الصحي الألماني مشكلة حقيقية في السنوات القادمة، إذا لم يتم التوسع بزيادة أعداد المقبولين للدراسة بكليات الطب الذين يبلغ عددهم حاليا 10 آلاف طالب سنويا.

 

“داعش” يعلن تقدمه قرب الحدود التركية وشرق حلب

بيروت – رويترز

أعلن تنظيم “داعش” ومراقبون اليوم الجمعة أن التنظيم سيطر على منطقة جبلية تقع إلى الجنوب الشرقي من حلب، بعدما حقق تقدماً قرب الحدود مع تركيا في تطور قالت الأمم المتحدة إنه أجبر السكان على الفرار.

وقال التنظيم في بيان إنه سيطر على حقل دريهم والتلال المحيطة به الواقعة على بعد 65 كيلومترا جنوب شرقي حلب، وهي منطقة تطل على بلدة خناصر الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.

كانت وسائل الإعلام السورية ذكرت مساء الخميس أن جيش النظام خاض معارك ضد التنظيم قرب خناصر وكبده خسائر فادحة، حسب إعلام الأسد.

ومن جهته، قال المرصد إن القتال بين جيش النظام والتنظيم مستمر مع سعي الأسد لاستعادة السيطرة على المنطقة.

وقالت الأمم المتحدة، أمس الخميس، إن هجوما لـ”داعش” على مناطق حدودية تسيطر عليها المعارضة وضع مخيمات النازحين في خطر، ودفع أكثر من 20 ألفا منهم للفرار باتجاه بلدة إعزاز التي تسيطر عليها المعارضة.

وكان التنظيم استعاد يوم الاثنين بلدة الراعي الواقعة على مسافة 36 كيلومترا شرقي إعزاز من الجيش السوري الحر، وذلك في إطار أشهر من الكر والفر في شمال محافظة حلب.

وشن جيش النظام السوري هجوما على شمال حلب، أمس الخميس، مدعوما بغطاء جوي روسي ليهدد بغلق ممر حيوي للمعارضة إلى داخل المدينة في قتال ألقى ظلالا من الشك على محادثات السلام الجارية في جنيف.

 

لافروف: روسيا وأميركا تسعيان للحفاظ على سوريا موحدة

دبي – قناة الحدث

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن القوات الجوية الروسية سمحت بتهيئة الظروف الملائمة لتحريك الحوار السوري الشامل وعملية السلام.

وقال لافروف إن موسكو تأمل أن تكون المفاوضات السورية في جنيف فعالة.

مؤكدا أن العملية الروسية سمحت بتهيئة الظروف لتفعيل العملية السلمية الحقيقية والحفاظ على سوريا دولة موحدة ومستقلة وعلمانية.

وأشار إلى مواصلة التعاون الروسي الأميركي في سوريا حيث تمكن الجانبان من الاتفاق على وضع خارطة طريق للتسوية وتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وضمان إطلاق العملية السياسية.

وأضاف لافروف أن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة إلى موسكو أظهرت أن

 

الولايات المتحدة تحتاج إلى دعم روسيا والتعاون معها في حل أهم القضايا الدولية.

 

قاسم سليماني في موسكو.. وبوتين لن يلتقيه

موسكو – رويترز

أكدت عدة مصادر أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، توجه إلى العاصمة الروسية للقاء قادة سياسيين وعسكريين، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس ضمنهم.

وقالت ثلاثة مصادر لوكالة “رويترز” اليوم إن سليماني، المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري، توجه إلى موسكو لإجراء محادثات مع الجيش والقيادة السياسية في روسيا.

كما قال مصدر أمني إيراني كبير لوكالة “رويترز”: “سافر الجنرال سليماني إلى موسكو الليلة الماضية لمناقشة قضايا تتضمن تسليم أنظمة الدفاع الصاروخي الجوي إس-300 (التي ستسلمها موسكو لطهران) وتعزيز التعاون العسكري”.

وذكر دبلوماسي غربي في موسكو أنه على علم بأن سليماني سيجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرجي شويجو.

إلا أن وكالة الإعلام الروسية نقلت عن المتحدث باسم الكرملين اليوم الجمعة أن جدول أعمال فلاديمير بوتين لا يضم اجتماعاً مع قاسم سليماني.

وزار سليماني موسكو في تموز/يوليو تموز الماضي لمساعدة الخطط الروسية في التدخل العسكري في سوريا ولتشكيل تحالف إيراني روسي لدعم بشار الأسد.

وفرض مجلس الأمن الدولي على سليماني حظر سفر وجمد أرصدته منذ عام 2007. وصنفت واشنطن فيلق القدس الذي يقوده سليماني قوة داعمة للإرهاب في العام ذاته.

وتلزم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مثل روسيا بمنع دخول الأشخاص الذين وردت أسماؤهم على قوائم سوداء، وعبر مسؤولون أميركيون عن قلقهم الشديد العام الماضي عندما وردت تقارير للمرة الأولى بأن سليمان زار موسكو.

 

أكثر من مائة شخصية سورية في جنيف والجلسات الفعلية تنطلق الاثنين

روما (14 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

ستبدأ يوم الاثنين أولى الجلسات الرسمية بين المبعوث الأممي لسورية ستفان دي ميستورا، والوفد الذي يُمثّل النظام السوري في الجولة الثالثة لمؤتمر جنيف3، ومن المّرجح أن يلتقي المبعوث الوفد بشكل غير رسمي قبل هذا الوقت في سياق الجولة الثالثة، التي انطلقت الأربعاء بعد تأجيل لثلاثة أيام.

 

ويحضر سير المفاوضات في جنيف أكثر من 120 شخصية سورية، تمثل وفد النظام ووفد الهيئة العليا للمفاوضات كوفدين رئيسيين، بالإضافة إلى وفد يُمثل مؤتمر الأستانة وآخر يُمثّل مؤتمر موسكو وثالث يُمثّل مؤتمر القاهرة. كما يحضر سير المفاوضات وفود تمثل جماعات المجتمع المدني وجماعات حقوقية ووفد نسائي استشاري وهي وفود حددها واختارها دي ميستورا، بالإضافة إلى وفد يُمثّل الأحزاب السورية المُرخّصة المُقرّبة من النظام والتي اجتمعت في القاعدة الجوية بحميميم في الساحل السوري برعاية روسية، بالإضافة إلى أعضاء ومستشارين من الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض.

 

وكان المبعوث الأممي قد أعلن أن هذه الجولة من المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة وتُشرف عليها مجموعة العمل الدولية الخاصة بسورية ستُركز على الانتقال السياسي في سورية.

 

فيما أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات عن استعدادها المشاركة في هيئة حكم انتقالي مع أعضاء حاليين من حكومة الرئيس بشار الأسد، ولكن ليس مع الأسد نفسه.

 

ويسود جو عام من التشاؤم في أوساط المعارضة السورية التي تحضر المفاوضات، كما أكّدت مصادر دبلوماسية عربية في جنيف أن المبعوث الأممي بدوره أعرب عن بعض التشاؤم بعد الإعلان عن انطلاق الجولة الثالثة على عكس ما كان يبثه من تفاؤل قبل انطلاقها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى