أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 26 حزيران 2015

 

 

 

 

«عاصفة الجنوب» تهدد درعا من سبعة محاور

لندن، بيروت، أنقرة – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدماً في معركة «عاصفة الجنوب» التي بدأوها امس للسيطرة على مدينة درعا، «مهد الثورة» وأحد آخر معاقل النظام في الجنوب، في وقت شن عناصر «داعش» ثلاث هجمات تضمنت اقتحام مناطق النظام في الحسكة شرقاً، والتسلل إلى عين العرب (كوباني) شمالاً قرب حدود تركيا، إضافة إلى قطع رؤوس 12 مقاتلا معارضاً قرب دمشق. ونفى مسؤول تركي اتهامات كردية بتسلل عناصر «داعش» الى عين العرب عبر حدود تركيا.

وشن 51 فصيلاً معارضاً منضوياً في إطار «عاصفة الجنوب»، هجوماً من سبعة محاور على مدينة درعا وقرى قريبة، في استكمال لجهود إنهاء آخر وجود للنظام في المحافظة القريبة من الحدود الأردنية. وفي حال خسر النظام المدينة، سينتقل خط دفاعه الأول عن العاصمة إلى مدينتي إزرع والصنمين والغوطة الغربية لدمشق. وقالت غرفة عمليات «عاصفة الجنوب» إن مقاتليها سيطروا على مناطق للنظام شمال درعا وجنوب بلدة عتمان، بينها موقع السرو الذي يعتبر أحد أهم الحواجز العسكرية والقلاع الحصينة للنظام.

وأوضح موقع «كلنا شركاء» المعارض، أن الهجوم على درعا «بدأ من سبعة محاور، تحاول خلالها الفصائل المشاركة قطع طريق الإمداد الرئيسي والوحيد لدى قوات النظام إلى مدينة درعا، والمتمثّل بالطريق الدولي بين محافظة درعا ومدينة دمشق، إضافة إلى إيقاف نشاط الثكنات العسكرية المنتشرة في محيط المدينة لتخفيف القصف المدفعي والصاروخي على المدينة ومحيطها خلال المواجهات».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن المعارك أسفرت عن مقتل 18 معارضاً و20 من قوات النظام والمسلحين الموالين كان بينهم قائد «وحدة المغاوير» العميد الركن شاهين صافي الأحمد، فيما أفاد مصدر أمني بأن أردنياً يعمل بائعاً متجولاً قُتل إثر سقوط قذيفة طائشة من القتال الدائر في جنوب سورية على منطقة تسوّق مزدحمة في بلدة الرمثا الأردنية. وأضاف أن القذيفة أصابت أيضاً عدداً من الأشخاص.

في موازاة ذلك، شن «داعش» هجوماً على كل من الحسكة وعين العرب، مستهدفاً قوات النظام في الأولى و «وحدات حماية الشعب» الكردية في الثانية. وقال التنظيم في بيان، إن عناصره سيطروا على منطقة النشوة ومناطق مجاورة جنوب غربي مدينة الحسكة المقسمة إلى مناطق تحت سيطرة النظام وأخرى تحت سيطرة الأكراد. وأضاف أن القوات الحكومية انسحبت باتجاه وسط المدينة. وفيما أشار التلفزيون الرسمي السوري إلى أن عناصر «داعش» طردوا سكاناً من منازلهم في النشوة وأعدموا البعض واعتقلوا آخرين، قال «المرصد» إن التنظيم المتشدد انتزع السيطرة على منطقتين من القوات الحكومية. وأعلن الجيش الأميركي أن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا ضربة جوية في مدينة الحسكة ضد «داعش»، فيما استهدفت ضربتان أخريان مناطق قرب مدينتي حلب وتل أبيض شمال البلاد.

وفي عين العرب، قال مسؤولون أكراد و «المرصد» إن هجوم التنظيم بدأ بتفجير سيارة ملغومة قرب المعبر الحدودي مع تركيا، ثم اشتبك عناصر التنظيم مع القوات الكردية في المدينة نفسها. وأوضح «المرصد» أن ما لا يقل عن 35 غالبيتهم من المدنيين قُتلوا في هجوم «داعش» على عين العرب، مشيراً إلى أن عناصر التنظيم تسللوا إلى المدينة مرتدين لباس الوحدات الكردية ولواء مقاتل يساند الأكراد.

وقال ريدور خليل الناطق باسم «وحدات حماية الشعب»، إن المقاتلين الذين شنوا الهجوم الخميس دخلوا المدينة من الغرب في خمس سيارات، وإنهم قاموا بخدعة فرفعوا علم «الجيش السوري الحر» المدعوم من الغرب الذي يحارب التنظيم المتشدد مع «الوحدات». وأردف لـ «رويترز»: «فتحوا النار في شكل عشوائي على كل من وجدوه».

وذكر التلفزيون السوري أن المهاجمين دخلوا المدينة من تركيا وهو ما نفاه ناطق باسم وزارة الخارجية التركية في شدة، وقال إنهم أتوا من جرابلس في ريف حلب.

في غضون ذلك، نشر «داعش» شريطاً مصوراً أظهر إعدام 12 عنصراً في فصائل إسلامية سورية قاتلت ضده، عبر قطع الرأس قائلاً إنهم أسروا خلال معارك في الغوطة الشرقية بريف دمشق. وعرض الشريط «اعتراف» أربعة منهم بالقتال ضد التنظيم. وقال ثلاثة إنهم ينتمون إلى «جيش الإسلام»، في حين قال الرابع إنه تونسي ينتمي إلى «جبهة النصرة».

وقال «المرصد» إن «داعش» نقل 42 ايزيدية من مدينة الميادين إلى مقراته في دير الزور أمس وعرضهن للبيع، حيث تراوح سعر «الأنثى» بين 500 و2000 دولار أميركي.

 

«داعش» يدخل مدينة كوباني السورية مجدداً

بيروت – أ ف ب

ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) دخلوا مدينة عين العرب السورية (كوباني) مجدداً اليوم (الخميس)، بعد تفجير انتحاري واشتباكات مع «وحدات حماية الشعب الكردي».

وتابع «المرصد» أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في هجوم انتحاري للتنظيم وتدور مواجهات بين مقاتلي التنظيم والقوات الكردية في وسط المدينة الواقعة على الحدود مع تركيا والتي سبق أن شهدت معارك عنيفة في أواخر العام 2014.

من جانبهم، قال مسؤولون طبيون إن 12 شخصاً قتلوا وأصيب 70 في انفجار واشتباكات مع مقاتلي «داعش».

 

“داعش” يبيع 42 أيزيدية في سورية

بيروت – أ ف ب

نقل “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن مصادر موثوق بها ان تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) باع فجر اليوم (الخميس) 42 أيزيدية في مدينة الميادين بالريف الشرقي لدير الزور في سورية.

واورد المرصد ان التنظيم المتطرف عرض الأيزيديات في احد مقراته بالمدينة، وقام بـ”بيعهن بمبالغ مالية راوحت بين 500 و2000 دولار فيما لا يزال مجهولا مصير الأطفال الذين جلبهم التنظيم بصحبة الأيزيديات المختطفات”.

يذكر ان “داعش” خطف العديد من الايزيديات خلال الهجوم على منطقة جبل سنجار في شمال العراق الصيف الماضي، ولا يعتبرهم من المسلمين.

وتابع المصدر نفسه ان “التنظيم نقل إلى الميادين قبل ايام، ما لا يقل عن 40  يزيدية مع أطفالهن”.

ووزع “داعش” على عناصره في سورية في شهر آب (اغسطس) العام  2014 نحو 300 فتاة وامراة ايزيدية، خطفهن في العراق ووصفهم بـ”سبايا من غنائم الحرب مع الكفار”.

واكد المرصد “توثيق قيام عناصر التنظيم ببيع تلك المختطفات، لعناصر آخرين مقابل الف دولار للواحدة”، مشيرا الى 27 حالة على الأقل، من اللواتي تم “بيعهن وتزويجهن”.

 

قتيل واربعة جرحى إثر سقوط قذيفة من سورية في الرمثا شمال الأردن

عمّان – أ ف ب

أفاد مصدر حكومي أردني بأن قذيفة مصدرها سورية سقطت في مدينة الرمثا شمال الأردن، ما أدى إلى مقتل شاب عشريني وإصابة أربعة آخرين بجروح متوسطة.

وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن “القذيفة أطلقت من الأراضي السورية وسقطت في مدينة الرمثا قرب الحدود مع سورية، ما أدى إلى مقتل شاب عشريني وإصابة أربعة آخرين”. وأضاف أن “الإصابات الأربعة متوسطة وقد نقل المصابون إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم”.

وتبعد مدينة الرمثا كيلومترات قليلة عن مدينة درعا جنوب سورية والتي تشهد معارك عنيفة، بعد هجوم بدأته الخميس الماضي فصائل المعارضة وجبهة “النصرة” على أحياء تحت سيطرة النظام، وفق ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

ويسيطر مقاتلو المعارضة السورية على حوالى سبعين في المئة من محافظة درعا وعلى الجزء الأكبر من مدينة درعا التي شهدت أولى الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف آذار (مارس) 2011.

 

يوكسيكداج: مذبحة كوباني تعكس دعم أنقرة لـ «داعش»

أنقرة – رويترز

قالت زعيمة حزب تركي مؤيد للأكراد فيجن يوكسيكداج إن “المذبحة” التي وقعت في بلدة عين العرب (كوباني) السورية، اليوم، جاءت نتيجة سنوات من دعم الحكومة التركية لمتشددي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وقالت يوكسيكداج، الزعيمة المشاركة لحزب “الشعوب” الديموقراطي، للصحافيين إن “هناك احتمالاً كبيراً أن يكون المهاجمون دخلوا كوباني من تركيا”.

ونفت أنقرة، من جانبها، هذه المزاعم.

 

الجولان :اسرائيل تبقى على مسافة من الحرب السورية

القدس المحتلة – امال شحادة

بعد ايام من تصريحات وزير التعليم الاسرائيلي، نفتالي بنيت، زعيم حزب المستوطنين، بأنه سيطرح على الحكومة خطة لجلب 100 ألف مستوطن يهودي جديد الى هضبة الجولان (السورية المحتلة)، أطلقت صفارات الانذار ثم أعلن عن إغلاق منطقة الشمال، من جبل الشيخ الى مزارع شبعا، واعتبارها منطقة عسكرية يحظر وجود المدنيين فيها، فانتشر الهلع ولجأ المستوطنون الى الغرف الآمنة والخنادق والملاجئ. وتحول سيناريو الاستيطان الجديد إلى مسخرة.

ولما انقشع الغبار ظهر ان الصفارات أطلقت بسبب طيران شظايا القذائف التي اطلقها الجيش السوري باتجاه قوات «جبهة النصرة». فالتقطتها الرادارات الاسرائيلية، بالغة الحساسية. مع انها سقطت في الجهة الشرقية من الجولان. ثم ظهر ان اعلان المنطقة العسكرية، تم في أعقاب وصول بضع مئات من المتظاهرين أبناء الطائفة الدرزية من اسرائيل ومن قرى الجولان المحتل، للتضامن مع الدروز في السويداء والحضر.

وكانت النتيجة مثيرة. فقد هرب المستجمون الاسرائيليون من الجولان، وخشي الجيش من ضرب الموسم السياحي. وخشيت الحكومة من تبخر الحماسة لتوسيع الاستيطان في الجولان، وسقوط مشروع نفتالي بنيت قبل ان يولد. وجاء المشهد كأصدق تعبير عن تلك المشاريع الاسرائيلية ووقوعها في تخبطات وتناقضات لها أول ولا يوجد لها آخر.

تعاين اسرائيل تصارع القوى في سورية، وتعتبر لاعباً خفياً في الحرب الأهلية السورية. تقيم علاقات مع بعض قوى المعارضة، لكنها تسمح لسلاح الطيران السوري أن يطير فوق المنطقة الشرقية في الجولان، مع ان هذا يتناقض مع اتفاقية فك الارتباط بين البلدين. تفتح الحدود أمام بضع مئات من الجرحى السوريين التابعين بالأساس للمعارضة، ولكنها تحذرها من دخول بلدة الحضر وضواحيها، بدعوى انها منطقة درزية محمية. تقصف مواقع للجيش السوري وترفض مساعدة الجيش السوري الحر وجبهة المعارضة الداخلية.

ظلت اسرائيل تناور طيلة اربع سنوات بنجاح ما، من دون أن تكشف رغبتها الحقيقية، هل هي تؤيد نظام الأسد، وبذلك تقوي «المحور الايراني؟ أم هي مع المعارضة التي قد تفرز نظاماً اسلامياً متطرفاً على حدودها؟ لكن دخول الموحدين الدروز على الخط، عاد ليزعزع برنامجها من جديد. فالغضب الذي ينتشر في صفوف الطائفة في اسرائيل، بسبب الحوادث المتكررة في قلب لوزة والسويداء، وضع اسرائيل في خانة التشكيك. وقد انقسمت الطائفة العربية الدرزية الى قسمين: قسم يطالبها بتقديم المساعدة العسكرية للدروز في وجه «جبهة النصرة» أو على الأقل اتاحة الفرصة للشباب الدرزي من خريجي الجيش الاسرائيلي للانتقال الى سورية ومناصرة اخوتهم، وهؤلاء من فلسطينيي 48، وقسم يتهم اسرائيل بتقديم الدعم لـ «جبهة النصرة» ضد الدروز وضد النظام. وتحول الغضب الى هبة شعبية واسعة، فنظمت التظاهرات في الجولان وفي القرى العربية الدرزية في الكرمل والجليل. وعقدت سلسلة اجتماعات مع القادة السياسيين والعسكريين، من رئيس الدولة رؤوبين رفلين وحتى الضباط الصغار في الجولان.

وبدا الموضوع محرجاً للقوى الدرزية في اسرائيل، وهي التي تقف بغالبيتها مع النظام وتتهم اسرائيل بإقامة حلف مع «جبهة النصرة» و «داعش».

 

المأزق الاسرائيلي

رغم الخلافات داخل الطائفة الدرزية في اسرائيل، فإن أبناءها يتوحدون في اشتباههم بدور حكومتها وقيادة جيشها. فهم لا يقتنعون بما تدعيه انها لا تريد التدخل في الحرب الأهلية، لأنهم واثقون من انها تتدخل ولها مصالحها التي لا يدخل فيها الدروز.

جاي بيخور وهو كاتب يميني، كشف حقيقة الموقف الاسرائيلي وخلفياته. فكتب: «علينا أن نعد قواتنا لليوم المصيري، على الجبهة اللبنانية والجبهة الشرقية»، وهذا ما قاله رئيس القيادة الشمالية في الجيش الاسرائيلي أفيف كوخافي هذا الأسبوع: «على الجيش الإسرائيلي أن يستعد لاحتمال هجوم المنظمات السنية – تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات مشابهه – على حدودنا من ناحية الأرض التي لا يوجد حاكم فيها والتي أطلق عليها في الماضي اسم سورية. من واجب الجيش الإسرائيلي أن يستعد لأي سيناريو، ولكن لا لأن يمنح حافزاً للهجوم علينا. ففي الأيام الأخيرة، شهدنا نوعاً من الحملة الإعلامية السياسية تطالب إسرائيل بالتدخل لمصلحة نحو عشرات آلاف من الدروز يعيشون في جنوب سورية، بالقرب من الحدود مع الأردن.

مثل هذا التدخل، في حال تم، لن يكون تحضيراً لليوم المصيري، عندما يهاجمنا العدو، وإنما سيدفع العدو لمهاجمتنا، ولذلك يجب ألا يحدث بأي شكل من الأشكال. لم تكن هناك أبداً أي علاقة بيننا وبين دروز سورية. على العكس، كانوا من الأعمدة المركزية لنظام بشار الأسد الشرير، وهم اليوم حلفاء لحزب الله. سمير قنطار المعروف، أرسل مؤخراً من قبل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من أجل المساعدة على تنظيمهم تحت حماية المنظمة الشيعية. لا يعقل ان تمنح إسرائيل بالذات أسلحة أو تتدخل لمصلحة حلفاء حزب الله. في تلك اللحظة سنحول أنفسنا، وبصدق، لأعداء السنّة السوريين للأجيال المقبلة. حملة مشابهة انطلقت فوراً عقب حرب الأيام الستة (حرب عام 1967) عندما قامت جماعة ضغط موالية للدروز ضمت رئيس بلدية حيفا أبا حوشي، ومسؤول الدفاع غيورا زايد، لممارسة الضغط على وزير الدفاع موشيه ديان من أجل إعادة دروز هضبة الجولان الذين هربوا الى سورية. وحقاً، سمح ديان لهم بالعودة الى قراهم. هؤلاء هم دروز الجولان، الذين كانت قيادتهم –وما زالت- معادية لدولة إسرائيل التي أنقذتهم».

ويختتم بيخور: «في حال تدخلت إسرائيل، فإن كشاف الضوء الكبير سيوجه نحونا وضدنا، وعمليات الذبح السورية ستلتصق بنا في شكل فوري. مساحة سورية هي 10 أضعاف مساحة لبنان وهي أخطر بكثير. من واجبنا حماية أثمن أصولنا في وجه الانهيار الإقليمي: عدم تدخلنا. نحن لسنا سنة ولا شيعة، لذلك تم استثناؤنا مسبقاً من هذه الحرب. عدم تدخلنا وردعنا سيستمران بحمايتنا في واقع مخادع. اليوم المصيري سيأتي فقط عندما يتم تهديد حدودنا، وليس قبل ذلك».

هذا هو الموقف الاسرائيلي الجوهري. وكل التصريحات الاسرائيلية عن دعم الدروز تبدو وهماً لا أكثر. والحد الأقصى للدعم هو في الأحاديث غير المباشرة التي تجريها اسرائيل أو وسطاؤها مع قوى المعارضة السورية بأن لا تعتدي على الدروز. والوهم الأكبر هو ان يضعوا الخطط لتوسيع الاستيطان وتثبيت الاحتلال للجولان السوري، فهذه ليست الخطة الأولى ولن تكون الأخيرة. والجولان يشهد على ذلك. فعدد المستوطنين اليهود فيه لم يزد على 21 ألف مستوطن منذ عشرين سنة، على رغم التكاثر الطبيعي.

 

أميركا وحلفاؤها يقصفون «داعش» في الحسكة ومدن أخرى

واشنطن – رويترز

قال الجيش الأميركي أن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا ضربة جوية في مدينة الحسكة السورية أمس (الأربعاء) ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وقصفوا أيضاً أهدافاً أخرى للتنظيم في سورية والعراق.

وقالت قوة المهام المشتركة في بيان، أن “الضربة الجوية في الحسكة المقسمة إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة السورية وأخرى تحت سيطرة الأكراد، قصفت وحدة لمقاتلي التنظيم المتشدد وإحدى سياراته”.

وذكر البيان الصادر اليوم أن “ضربتين جويتين أخريين نفذتا في سورية قرب مدينتي حلب وتل أبيض”.

وقالت قوة المهام أن “التحالف نفذ 13 ضربة جوية ضد التنظيم المتطرف قرب مدن الموصل والرمادي وتلعفر وبيجي والبغدادي والفلوجة في العراق”.

 

داعش” يفاجئ كوباني ويتقدّم في الحسكة المعارضـة أطلقـت هجوماً شاملاً على درعا

المصدر: (و ص ف، رويترز)

شن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) هجمات متزامنة على الجيش السوري ومقاتلين أكراد ليل الاربعاء – الخميس في استعادة للمبادرة الهجومية بعدما فقد السيطرة على أراض خلال الأيام الاخيرة في مواجهات مع قوات يقودها الأكراد في محافظة الرقة معقل التنظيم المتشدد. وفي الجنوب اطلقت فصائل معارضة معركة “عاصفة الجنوب” لطرد القوات النظامية من مدينة درعا كاملة.

وبعدما مني بخسائر اخيراً على أيدي القوات الكردية المدعومة بغارات الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة، سعى “داعش” إلى اخذ زمام المبادرة مجدداً بشن هجمات على مدينة عين عرب (كوباني بالكردية) التي يسيطر عليها الأكراد وتقع على الحدود مع تركيا ومناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا.

وسجلت هجمات “الدولة الإسلامية” بعد تقدم سريع أثنت واشنطن على نجاحه لقوات يقودها الأكراد في عمق الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم إلى أن باتوا على مسافة 50 كيلومترا من مدينة الرقة “عاصمة” التنظيم.

ويشكل الهجوم المزدوج على القوات الحكومية في مدينتي الحسكة ودرعا – وهما عاصمتان لمحافظتيهما- اختبارا لمدى قدرة قوات النظام السوري على الصمود في مواقع نائية تقع بعيدا من المنطقة الغربية التي تمثل أولوية قصوى لبقاء النظام.

وقال “داعش” في بيان: “في عملية مباغتة يسر الله لجنود الخلافة السيطرة على حي النشوة الغربية والمناطق المجاورة لها” في جنوب غرب مدينة الحسكة المقسمة مناطق تحت سيطرة الحكومة وأخرى تحت سيطرة الأكراد. وأضاف أن القوات الحكومية “انسحبت نحو مركز المدينة”.

وبث التلفزيون السوري الرسمي إن مقاتلي “داعش” طردوا سكانا من منازلهم في النشوة وأعدموا البعض واعتقلوا آخرين. وقال انه قتل عدد كبير من مقاتلي التنظيم المتشدد بينهم قيادي تونسي.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ، إن التنظيم المتطرف انتزع السيطرة على منطقتين من القوات الحكومية.

 

كوباني

وأوضح مسؤولون أكراد والمرصد إن هجوم التنظيم المتشدد على كوباني بدأ بتفجير سيارة مفخخة واحدة على الأقل في منطقة قريبة من المعبر الحدودي مع تركيا. ويشتبك مقاتلو التنظيم مع القوات الكردية في المدينة نفسها.

وشهدت كوباني بعضا من أعنف المعارك مع “داعش” العام الماضي. وطردت “وحدات حماية الشعب” الكردية المدعومة بغارات الائتلاف مقاتلي التنظيم في كانون الثاني بعد قتال دام أربعة أشهر.

وصرح الناطق باسم “وحدات حماية الشعب” ريدور خليل بان المقاتلين الذين شنوا الهجوم أمس دخلوا المدينة من الغرب في خمس سيارات وإنهم قاموا بخدعة فرفعوا علم “الجيش السوري الحر” الذي يدعمه الغرب والذي يحارب التنظيم المتشدد مع الوحدات. وأضاف :”فتحوا النار بشكل عشوائي على كل من وجدوه”.

وقال المرصد إن المهاجمين ارتدوا ايضا البزات العسكرية التي يرتديها مقاتلو “وحدات حماية الشعب”. وأشار إلى أن ما لا يقل عن 35 شخصا معظمهم مدنيون قتلوا في الهجمات وتحدث عن مقتل 20 شخصا أو أكثر من المدنيين الأكراد في قرية تقع إلى جنوب كوباني.

وافادت “وحدات حماية الشعب” في صفحة بموقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي إن 15 مقاتلا على الأقل من تنظيم “الدولة الاسلامية” قتلوا في كوباني.

واورد التلفزيون السوري أن المهاجمين دخلوا كوباني من تركيا وهو ما نفته حكومة أنقرة.

 

درعا

وشن مقاتلو المعارضة في جنوب البلاد هجومهم للسيطرة على درعا التي ستصير إذا ما سقطت العاصمة الثالثة لمحافظة سورية يفقد الرئيس بشار الأسد السيطرة عليها منذ بدء الحرب، بعدما سيطر التنظيم المتشدد على الرقة وسيطر تحالف لفصائل سورية معارضة للنظام على إدلب.

وتواجه حكومة الأسد ضغوطا عسكرية متزايدة منذ آذار وفقدت السيطرة على أراض في شمال البلاد وجنوبها ووسطها حيث سيطر التنظيم المتشدد على مدينة تدمر الشهر الماضي.

واعلن تحالف لجماعات معارضة يعرف بـ”الجبهة الجنوبية” إن هجومه على درعا بدأ فجرا. وامتدت آثار القتال إلى الأردن حيث تسببت قذيفة صاروخية طائشة بمقتل بائع في سوق وإصابة آخرين.

صرح الناطق باسم “الجبهة الجنوبية” عصام الريس بان المعركة تستغرق وقتا وانهم مستعدون لها وأنهم بدأوا القصف ولكن لا يمكنهم تقويم الوضع حاليا.

 

عاصفة الجنوب” انطلقت وهدفها تحرير درعا وصولاً… إلى دمشق التقدّم شمالاً أشدّ صعوبة والنظام يتحصّن في الصنمين

موناليزا فريحة

من “قاعدة اللواء” 52 التي انتزعتها المعارضة السورية من النظام مطلع حزيران، انطلقت أمس “عاصفة الجنوب” وهدفها الاول تحرير ما تبقى من محافظة درعا تحت سيطرة النظام، وتحديداً درعا والمحطة. أما هدفها الاخير فهو العاصمة دمشق. وهو هدف يمثل التحدي الاصعب نظرا الى التعزيزات التي استقدمها النظام الى المنطقة منذ بدء النزاع السوري.

منذ فجر أمس، تدور في مدينة درعا اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وأكثر من 50 فصيلاً مقاتلاً من جانب آخر، بعد هجوم لهذه الفصائل على مواقع لقوات النظام للسيطرة على المدينة كاملة. وأعلنت حركات اسلامية عدة، أبرزها “حركة المثنى” الاسلامية و”حركة احرار الشام” و”جبهة النصرة” (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، مشاركتها في الهجوم، لكن الناطق باسم “الجبهة الجنوبية” عصام الريس أوضح أن 70 في المئة من المقاتلين الذين ينفذون الهجوم هو من الجبهة، وأن”أحرار الشام” تقاتل الى جانبهم، “الا أن جبهة النصرة تهاجم من جهة أخرى بأعداد قليلة”.

وأفاد مدير المكتب الاعلامي للفيلق الأول، أحد ابرز مكونات “الجبهة الجنوبية”، ضياء الحريري ان الهجوم يهدف الى “تحرير درعا، مركز المحافظة”، وان الفصائل المقاتلة هي تلك المنضوية في اطار الجبهة الجنوبية مع “جبهة النصرة “و”حركة المثنى” و”حركة احرار الشام”، مضيفا أنه “تم قطع طريق “الامداد الوحيد” الذي يربط المحافظة بمواقع النظام في المدينة ويصل اليها من حي البانوراما في الجهة الجنوبية بالنار التي يطلقها المعارضون.

وأبلغ مصدر امني سوري رسمي “وكالة الصحافة الفرنسية” ان “مسلحين حاولوا الهجوم على نقاط عسكرية عدة في درعا، ظناً منهم ان ذلك كفيل تشتيت قدرات الجيش، لكن القوات السورية هناك كانت متيقظة واجهضت هذه المحاولات”. وقال إن “الجبهة الجنوبية ساخنة والمعارك تتنقل فيها شمالا وجنوبا، غربا وشرقا”.

وتضم مدينة درعا المراكز الأساسية للنظام الذي تنتشر قواته حالياً في المربع الأمني بمنطقة درعا المحطة، والذي يضم أربعة أحياء، هي حي المطار، وحي الصحاري، وحي المحطة المركزي، وحي شمال الخط. وفيها ايضاً فرع الأمن العسكري، والأمن السياسي، ومبنى الحزب، واللواء 132 مدرعات، إلى مدينة الباسل الرياضية التي اتخذها النظام مركزاً لإدارة عملياته العسكرية في محافظة درعا.

ويسيطر مقاتلو المعارضة حالياً على نحو 70 في المئة من المحافظة وعلى الجزء الاكبر من المدينة التي شهدت الاحتجاجات الأولى على نظام الرئيس بشار الاسد منتصف آذار 2011. وأخيرا حققت “الجبهة الجنوبية” نجاحات مهمة في المنطقة، وتحديدا بسيطرتها مطلع حزيران على قاعدة اللواء 52 في الريف الشمالي الشرقي لدرعا والتي فتحت الطريق الى درعا المدينة حيث تقاتل حالياً، بعدما نجحت اواخر آذار ومطلع نيسان في طرد قوات النظام من مدن كبرى في المحافظة ومراكز عسكرية والمنطقة الحدودية مع الاردن. ويمثل سقوط محتمل لدرعا في يد “الجبهة الجنوبية” دعماً قوياً للمعارضة، وخسارة كبيرة أخرى للنظام السوري، ويفتح الطريق أكثر في اتجاه العاصمة دمشق. ومع ان الباحث الزائر في معهد “بروكينغز الدوحة” تشارلز ليستر لا يستبعد سقوط درعا في الايام أو الاسابيع المقبلة، فإنه يرى أن مواصلة التقدم شمالا سيكون أشد صعوبة بعدما عزز النظام مواقعه منذ أربع سنوات، لافتاً الى أن الصنمين تشكل مثالاً أساسياً.

ومدينة الصنمين هي نقطة تقع على قاعدة ركوب بين محور درعا دمشق ومحور القنيطرة دمشق، وقد حاول الثوار التقدم في اتجاهها مراراً، الا أن التحصينات الضخمة لقوات النظام حالت دون ذلك.

 

اختبار لـ”الجبهة الجنوبية”

وفي موازاة الاهمية الاستراتيجية للمعركة، تمثل “عاصفة الجنوب” اختباراً لتحالف “الجبهة الجنوبية” الهادف الى اثبات نفسه البديل الوحيد غير الاسلامي من نظام الرئيس بشار الاسد والذي يواجه مخاوف مستمرة من الدول الغربية التي تدعي دعمه، من تمدد “الدولة الاسلامية”.

ويضم تحالف “الجبهة الجنوبية” نحو 54 فصيلا تراوح انتماءاتها بين العلمانيين والاسلاميين المعتدلين، وهي التجمع المعارض الوحيد غير الاسلامي الذي يسيطر على أجزاء واسعة من سوريا، تمتد جنوبا من الحدود مع الاردن الى مرتفعات الجولان، مع جيوب صغيرة في العاصمة دمشق. ومع أنه لم يسجل النجاحات التي عرفتها مجموعات معارضة أخرى، فقد تميز بقدرته على الاحتفاظ بالاراضي التي سيطر عليها.

ومع ذلك، لطالما ترددت الدول الغربية، وتحديدا واشنطن التي تعتبر الداعم لهذا التحالف،في مده بالاسلحة المتطورة والتمويل الذي يحتاج اليه لشن هجوم واسع على نظام الاسد في دمشق.

وتنقل “الفايننشال تايمس” عن ديبلوماسي غربي أن “واشنطن خائفة مما سيعنيه سقوط دمشق… هي قلقة من الا يملأ الفراغ أحد الا الدولة الاسلامية”.

وفي رأي محللين أنه من دون مزيد من الدعم، لن تتمكن “الجبهة الجنوبية” التي تعد نحو 35 الف رجل من الاحتفاظ بزخمها في مواجهة التهديدات المشتركة من قوات الاسد و”داعش” و”جبهة النصرة”. وفي هذا الشأن، يقول المحلل في “مجموعة الازمات الدولية” نواه بونسي إنه “ضمن قدرات الداعمين مساعدة (الجبهة الجنوبية) على فرض السيطرة على الارض… انه أمر جيد ما دام يوفر فرصة لتعزيز قوات المعارضة المعتدلة”.

وفي اطار سعيها الى الحصول على مزيد من الدعم، حاولت “الجبهة الجنوبية” النأي بنفسها عن “جبهة النصرة”، وهي خطوة هددت بتعكير العلاقة مع بعض المقاتلين الذين يريدون المحافظة على العلاقة مع الفرع السوري لتنظيم “القاعدة”. وهي تواجه ضغوطاً أيضاً في عقر دارها. فالاسلاميون الذين اكتسبوا زخما بعد الانتصارات التي حققوها في شمال البلاد، يكثفون نشاطهم للسيطرة على الجنوب. وقد أعلن تحالفان، أحدهما “جيش الفتح” الذي حقق آخر انجازاته في ادلب، انشاء فرعين لهما في المنطقة.

 

«داعش» في عين العرب والحسكة: ضربة متعددة الأهداف.. وتواطؤ تركي

عبد الله سليمان علي

شكلت عودة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» إلى مدينة عين العرب (كوباني) ضربة مباغتة توزعت أهدافها في أكثر من اتجاه.

وبالرغم من أن هذه الضربة سرقت الأضواء بفعل التجربة السابقة للمدينة المنكوبة، إلا أن المعطيات كافة تشير إلى أن الثقل الحقيقي لمجريات يوم أمس إنما يكمن في العملية العسكرية التي تشهدها مدينة الحسكة، حيث تمكن التنظيم من اقتحام بعض أحيائها للمرة الأولى.

ويأتي هذا الهجوم المزدوج على كل من الحسكة وعين العرب بعد أيام فقط من سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية، بالتنسيق مع «التحالف الدولي» على مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، ما أدّى حينئذٍ إلى الربط الجغرافي بين اثنين من كانتونات «الإدارة الذاتية» التي أعلنها «حزب الاتحاد الديموقراطي» مطلع العام الماضي، وهما كانتون الجزيرة وكانتون عين العرب الذي حررته الوحدات من عناصر «داعش» قبل خمسة أشهر.

ولم يكن هذا التطور بالأمر العابر الذي يمكن أن يمر دون أن يخلّف تداعيات تتناسب وحجمه. فقد أثارت سيطرة الأكراد على تل أبيض قلق تركيا، وهي ترى منطقة عازلة (غير التي كانت تسعى إليها) تتشكل بينها وبين الأراضي السورية، راسمةً في الأفق حلم الأكراد القديم بالاستقلال ضمن منطقة حكم ذاتي خاصة بهم، وبالتالي تحجيم دور أنقرة في التأثير في الأحداث السورية من خلال خلق كيان كردي فاصل.

كما أثارت في الوقت ذاته مخاوف التنظيم التكفيري، الذي فقد أحد أهم المعابر الحدودية التي كان يعتمد عليها لإدخال «المقاتلين الأجانب» والأسلحة ولتهريب النفط والآثار وغيرها من المواد إلى الجانب التركي، والأهم هو أن معقله الرئيسي في الرقة بات أقرب من أي وقت مضى إلى دائرة الخطر التي ترسمها «وحدات حماية الشعب» الكردية بتعاون كامل مع طائرات التحالف الدولي.

وبينما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرفع صوته محذراً من هذه التطورات، ومنتقداً ما أسماها سياسة التهجير التي يتبعها الأكراد ضد المكونين العربي والتركماني، بدت كواليس «الدولة الإسلامية» كأنها تردد صدى هذه التصريحات عبر التخطيط في الخفاء لتوجيه ضربة مباغتة تمثل الرد الأنسب على هذه التطورات، فكان الهجوم المزدوج على عين العرب والحسكة.

ولا يغير النفي التركي، الذي يعتبر الأول من نوعه الذي تضطر السلطات التركية إلى إصداره بمثل هذه السرعة لتبرئة نفسها من تهمة التواطؤ مع التنظيم الإرهابي في هجومه الأخير، شيئاً من حقائق الميدان، التي أظهرت بشكل غير مسبوق مدى حجم تشابك المصالح بين أنقرة و «داعش» ومدى حاجة أحدهما للآخر، لدرجة أن الأخير بات يمثل الحصن الوحيد الذي من شأنه أن يمنع تحقيق الحلم الكردي والكابوس التركي.

وكان مكتب حاكم إقليم أورفا أصدر بياناً شدد فيه على أن الاتهامات حول تسلل مجموعات من «داعش» عبرت إلى «كوباني» من تركيا هي «محض أكاذيب. نحن ننفي ذلك بشدة، فهو غير حقيقي». كما اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أن هذه الاتهامات ليست سوى «دعاية مغرضة، وأخبار عارية من الصحة تماماً، ومحض افتراء»، ولكن لم يستطع أيّ من المسؤولين التركيين تفسير كيفية وصول مسلحي «داعش» إلى معبر مرشد نينار حيث استهلوا الهجوم بتفجير انتحاري، فجميع الطرق مغلقة في وجوههم، ما عدا الطريق الآتي من تركيا.

وسواء كان هناك تواطؤ تركي أم مجرد غض طرف، فإن الهجوم المزدوج حمل رسالة مهمة، موجهة في الدرجة الأولى إلى التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مفادها أن مخطط إقامة دولة كردية على الحدود السورية – التركية لن يمر، وهناك من هو مستعد لعرقلته. وواضح أن لتركيا مصلحة كبيرة في توجيه مثل هذه الرسالة، واختيار عين العرب (كوباني) بالذات لتوجيه هذه الرسالة أريد منه أن يشكل صفعة مهينة إلى التحالف الدولي، عبر التشكيك بإستراتيجيته والقدرة على إعادته إلى المربع الأول الذي انطلقت لأجله عملياته ضد «داعش» أواخر العام الماضي. وفي هذا السياق لم يكن من قبيل الصدفة أن يأتي الهجوم بعد ساعات من خطاب المتحدث الرسمي باسم «الدولة الإسلامية» أبو محمد العدناني الذي سخر فيه من الرئيس الأميركي باراك أوباما بالقول: «لم نسمع عبر التاريخ من قبل عن نكسة تكتيكية، ولكننا نعدكم في المستقبل، إن شاء الله، بنكسات ونكسات، ومفاجآت إثر مفاجآت».

والرسالة الثانية موجهة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية التي يتهمها التنظيم بعدم القدرة على تحقيق أي إنجاز ضده لولا «التحالف الدولي». فالغاية من الهجوم هو الإثبات للأكراد أن «الدولة الإسلامية» بمقدوره أن يهاجم الأهداف الكردية متى يشاء، بما فيها أهداف مستعصية مثل عين العرب، بالإضافة إلى أن تنفيذ الهجوم، من ثلاثة محاور من الشرق والجنوب والشمال، أوحى بأن مسلحي «داعش» بإمكانهم التحرك بحرية كبيرة نسبياً رغم وجود طائرات التحالف فوقهم في سماء المنطقة.

ورغم أن عين العرب سرقت الأضواء، إلا أن ما يجري في الحسكة يفوقها أهمية من الناحية العسكرية والإستراتيجية، ليس لأنها المرة الأولى التي يتمكن فيها التنظيم التكفيري من اقتحام المدينة والسيطرة على بعض أحيائها منذ بداية الأزمة السورية، فهذا التطور رغم أهميته، لا يشكل إلا أحد العوامل التي تعطي الحسكة أهمية كبيرة.

وتأتي أهمية الحسكة من كونها مدينة يقطن فيها نسيج اجتماعي متنوع، سواء دينياً أو قومياً، فهناك العرب والتركمان والأكراد، وهناك المسيحيون والمسلمون، بالإضافة إلى دور العشائر والقبائل في هذا النسيج، وهو الدور الذي بات «الدولة الإسلامية» يتقن استخدامه لمصلحته، كما أثبتت الوقائع في مدن أخرى مثل دير الزور والرقة. وبالتالي، فإن اقتحام المدينة من قبل «داعش» سيؤدي إلى استنهاض هذه المكونات للبحث عن مصلحتها وحماية وجودها مع ما قد يحمله ذلك من تناقضات بينها، وهو ما تمثل مبدئياً بوقوف الأكراد في المدينة على الحياد تاركين الجيش السوري يتصدى للهجوم وحده (باستثناء بعض الكتائب المتحالفة معه). كما من شأن ذلك أن يثير قلقاً إقليمياً ودولياً، بخصوص الأقليات التي تسكن المدينة، وهو ما يخشى منه أن يشكل ذريعة لتدخل خارجي في المدينة.

 

«الدولة» يقتحم عين العرب والحسكة ويقتل عشرات الأكراد وجنود النظام

المعارضة تطلق «عاصفة الجنوب» للسيطرة على مدينة درعا وتتقدم نحو دمشق

■ عواصم ـ وكالات: شنّ تنظيم الدولة الإسلامية هجوما مباغتا، الخميس، على مدينة كوباني الكردية في شمال سوريا، وتمكن من دخولها مجددا بعد الهزيمة التي كان مني بها قبل أشهر، وانتزع في هجوم آخر من قوات النظام مناطق في مدينة الحسكة.

وفي جنوب البلاد، شن مقاتلو المعارضة و»جبهة النصرة» هجوما واسعا على مدينة درعا في محاولة للسيطرة عليها بشكل كامل وطرد قوات النظام منها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون أن « التنظيم نفذ تفجيرا انتحاريا بسيارة مفخخة عند منطقة المعبر التي تربط عين العرب بتركيا».

وأضاف «اندلعت على الأثر اشتباكات عنيفة في وسط المدينة حيث يمكن مشاهدة جثث في الشوارع»، مشيرا إلى أن المواجهات مستمرة وعنيفة.

وأقدم التنظيم في وقت لاحق على تنفيذ تفجيرين انتحاريين آخرين بسيارتين مفخختين في منطقة معبر مرشد بينار الحدودي نفسها.

وقال الناشط الكردي ارين شيخموس من جهته عبر الإنترنت «الهجمة انتقامية بامتياز من داعش لخسارته في الجبهات على يد القوات الكردية والجيش الحر».

وأضاف أن الهجوم حصل «في الصباح الباكر، والجميع صائم، لذلك لم يشعر أحد بهم»، مضيفا أن المهاجمين «دخلوا من تركيا عبر المعبر الحدودي وكانوا يرتدون ملابس وحدات حماية الشعب الكردية».

ونفت أنقرة بشكل قاطع أن يكون عناصر تنظيم الدولة الإسلامية قدموا من أراضيها، مشيرة إلى أنهم «تسللوا من جرابلس في سوريا» على الحدود بين البلدين.

وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية خلال الهجوم على كوباني، من دخول قرية برخ بوطان الواقعة على بعد أكثر من عشرين كيلومترا، وأعدم فيها 23 شخصا بالرصاص.

وأوضح المرصد السوري أن بين القتلى «أطفالا ونساء وعجزة ورجالا حملوا السلاح لمواجهة الجهاديين». لكن التنظيم انسحب من القرية الكردية بعد ساعات وإثر إرسال وحدات حماية الشعب تعزيزات إلى المنطقة.

في شمال شرق البلاد، تمكن التنظيم من دخول حيين في مدينة الحسكة إثر هجوم شنه صباح أمس.

وقال المرصد إن التنظيم سيطر «على حيي النشوة والشريعة وصولاً إلى شارع المدينة الرياضية في جنوب وجنوب غرب مدينة الحسكة (…)، وأسفرت الاشتباكات حتى الآن عن مقتل 30 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعشرين 20 عنصرا من التنظيم».

في الجنوب، تتواصل المعارك العنيفة في مدينة درعا بعد هجوم بدأته الخميس فصائل معارضة و»جبهة النصرة» أحياء تحت سيطرة النظام في المدينة.

وقال ضياء الحريري، مدير المكتب الإعلامي للفيلق الأول، أحد أبرز مكونات الجبهة الجنوبية التي تقاتل في جنوب سوريا، إن المهاجمين ينتمون إلى الجبهة الجنوبية وجبهة النصرة وحركة المثنى وحركة أحرار الشام، وقد أطلقوا على المعركة اسم «عاصفة الجنوب». وأضاف «تهدف المعركة إلى تحرير درعا، مركز المحافظة».

وقتل في القصف المتبادل والمعارك في درعا ستة مدنيين وسبعة مقاتلين معارضين و15 عنصرا من قوات النظام، بحسب المرصد.

 

مقتل أردني وإصابة 4 بقذيفة من سوريا

 

الرمثا ـ د ب أ: أعلن مسؤول أردني وفاة شاب وإصابة اربعة آخرين جراء سقوط قذيفة من الجانب السوري وسط سوق الرمثا، أمس الخميس.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية «بترا» أمس عن متصرف لواء الرمثا بدر القاضي قوله إن الدفاع المدني قام بتقديم الإسعافات الأولية للجرحى، ونقلهم إلى مستشفى الرمثا الحكومي ثم تم تحويلهم إلى مستشفى الملك عبد الله المؤسس

 

«الدولة» يقطع رأس 12 عنصرا في فصائل إسلامية سورية

بيروت ـ أ ف ب: نشر تنظيم الدولة الإسلامية شريطا مصورا، أمس الخميس، يظهر قيام عناصره بإعدام 12 عنصرا في فصائل إسلامية سورية قاتلت ضده، عبر قطع الرأس قائلا إنهم أسروا خلال معارك في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

ويأتي الشريط، وهو الأحدث في سلسلة مواد دعائية تظهر عمليات إعدام جماعية نفذها التنظيم بأساليب وحشية، بعد يومين من نشره شريطا يظهر إعدام 16 شخصا على الأقل في شمال العراق، قال إنهم «جواسيس».

ويعرض الشريط الذي تداولته، الخميس، مواقع إلكترونية جهادية، مقتطفات من تقارير صحافية عن إعلان فصائل أبرزها جيش الإسلام «شن حرب ضد عناصر تنظيم الدولة الموجودين في بلدات الغوطة الشرقية».

ويصف متحدث غير ظاهر الأسرى بأنهم أفراد في «الصحوات الخائنة»، وقد «أقيم حد الله فيهم». ويورد الشريط أن الأسرى الذين كانوا حليقي الرأس والذقن، أسروا إثر معارك لم يحدد تاريخها في منطقة تل دكوة قرب دمشق، مع «جيش الإسلام» الذي يعد من أبرز الفصائل المقاتلة في ريف العاصمة السورية.

ويعرض الشريط «اعتراف» أربعة منهم بالقتال ضد التنظيم. وقال ثلاثة إنهم ينتمون إلى جيش الإسلام، في حين قال الرابع إنه تونسي ينتمي إلى «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا.

 

منظمات عالمية تدعو مجلس الأمن لمنع هجمات النظام السوري ضد المدنيين

نيويورك- الأناضول: دعت منظمات مدافعة عن حقوق الانسان وهيئات إغاثية، مجلس الأمن إلى منع الهجمات التي يشنها النظام السوري بالبراميل المتفجرة.

 

جاء ذلك في رسالة مشتركة لـ81 منظمة مدنية ناشطة في دول مختلفة، بينها هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، أعربت خلالها عن خيبتها وغضبها حيال “عدم اكتراث مجلس الأمن، للوحشية المتواصلة في سوريا”، مطالبة كافة أعضاء المجلس بالعمل الدبلوماسي من أجل وقف الهجمات التي تطال المدنيين دون تمييز.

 

كما طالبت المنظمات إلى ضرورة تفعيل القرار 2139، وتحديد المتورطين في الهجمات ومعاقبتهم، مشيرة أن مجلس الأمن اتخذ القرار المذكور قبل 16 شهرا، والذي يدعو لوقف الهجمات ضد المدنيين بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة، لكن رغم ذلك لا تزال الهجمات متواصلة على المدارس والمستشفيات والأسواق.

 

ولفتت الرسالة المشتركة، أن إعراب مجلس الأمن عن قلقه عبر بيانات صحفية، غير كاف، بينما تتواصل انتهاكات حقوق الانسان، ويقتل مدنيون يوميا، مضيفة “السوريون يستحقون الحماية من كافة أنواع الهجمات وليس الكيميائية فقط”.

 

وطالبت المنظمات أعضاء المجلس بإيجاد آلية لتحديد المسؤولين عن الهجمات في سوريا، ومحاسبتهم، خلال الاجتماع  غير الرسمي للمجلس اليوم الجمعة، الذي سيتناول الموضوع ، بمبادرة من فرنسا وإسبانيا.

 

وكانت الصين وروسيا استخدمتا حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار يقضي بتحديد المسؤولين عن الهجمات في سوريا وإحالتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، العام الماضي.

 

إسقاط مروحية عسكرية للحكومة السورية في ريف حمص

دمشق- (د ب أ): أعلنت كتائب عسكرية معارضة سورية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة إسقاط طائرة مروحية عسكرية للحكومة السورية في ريف حمص الشمالي.

 

وبث ناشطون صورا لما قالوا إنه حطام الطائرة واحتراق طاقمها في الجو عندما أصاب الطائرة صاروخ “تاو “.

 

تنظيم الدولة يحظر التعامل بالبضائع الايرانية في مناطق سيطرته في العراق وسوريا

نينوى- الاناضول: حظر تنظيم  الدولة الاسلامية “داعش” الإرهابي، التعامل بالبضائع الإيرانية في مدينة الموصل العراقية، وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها بسوريا والعراق، وأمهل التجار مدة محددة لتصريفها.

 

وقال مرون زيدان أحد الموظفين في غرفة تجارة الموصل، إن “تنظيم داعش أبلغ التجار بمنع التعامل بالبضائع الايرانية في الموصل، والمناطق الأخرى التي يسيطر عليها بالعراق وسوريا “

 

وأوضح زيدان في حديث للأناضول من الموصل، بأن “قسم الحسبة في (داعش) وهو المسؤول عن متابعة تشريعات التنظيم، أبلغ اصحاب المحال والتجار بالتخلص من بضائعهم القادمة من إيران، وتصريفها خلال مدة محددة وعدم السماح بجلب بضائع أخرى ذات منشأ إيراني”.

 

كما بيّن أن التنظيم الإرهابي “أبلغ الأهالي بنفس الأمر، عبر عناصره، وبمنشورات وزعت بهذا الخصوص، فضلا عن إذاعتها عبر إذاعة البيان التي تبث أخبار التنظيم من مدينة الموصل”

 

لكن زيدان استدرك قائلا “لاتزال التمور الإيرانية تدخل مدينة الموصل عبر طريق سوريا ولا نعلم كيف تدخل”.

 

واشنطن: ليس هناك ما يدعونا لتصديق ادّعاءات دخول تنظيم الدولة لكوباني عبر تركيا

واشنطن- الأناضول: قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي إنَّ الخارجية التركية كذبت بشكل قطعي ادعاءات دخول تنظيم داعش الإرهابي إلى مدينة كوباني عبر أراضيها، ونحن لا نملك أي سبب لنصدق تلك الادعاءات”.

 

وأشار كيربي في المؤتمر الصحفي الذي عقده الخميس، إلى أنَّ تركيا حليفة أمريكا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتلعب دورهاً هاماً في محاربة تنظيم “داعش”، موضحاً أنها تدعم قوات التحالف الدولي “وعلينا أن نشكرها على الدوام لدورها”

 

كما لفت كيربي إلى دور تركيا في استقبال اللاجئين على أراضيها، والأعباء التي تتحملها جراء ذلك.

 

وقالت مصادر أمنية تركية، للأناضول في وقت سابق من يوم أمس، إن هجوم “داعش” على مدينة عين العرب، نفذه مقاتلون تسللوا إليها من مدينة جرابلس (شمالي سوريا)، وشاركت فيه خلايا نائمة تابعة للتنظيم، كانت موجودة داخلها، موضحة أن الهجوم أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

 

خطة بريطانية لمكافحة التشدد تتضمن إغلاق مساجد ورقابة على تصرفات المسلمين وتجريم الإعلام المحرض… ودعوات لوضع استراتيجية شاملة لمكافحة تنظيم «الدولة»

السياسة الخارجية سبب تطرف الشباب وانجراره نحو حملات الجهاد… ولا بد من نشر قوات خاصة ودعم القبائل السنية ومواجهة رسالة الجهاديين عالميا

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: لا يكاد النقاش حول «تنظيم الدولة الإسلامية» والمتطوعين الأجانب يخفت على جانبي الأطلنطي إلا ليثور من جديد. ففي بريطانيا تواصل الحكومة المحافظة خطواتها لمحاربة ما تسميه «أيديولوجية» التطرف المسؤولة عن نزعات التشدد بين أقلية من الشباب المسلم وتنتهي بتحميل الغالبية الصامتة من المسلمين البريطانيين البالغ عددهم مليوني نسمة تقريبا.

وستشرع الحكومة بسلسلة من الإجراءات الرقابية وتمنح فيها لنفسها سلطات لإغلاق مساجد ترى أن رسالة التطرف تنتشر منها، وستطالب المؤسسات التعليمية والصحية رصد تصرفات العاملين المسلمين فيها بحثا عن ميول للتطرف.

ويرى نقاد للحكومة أن الإجراءات المقترحة كفيلة بتجريم الغالبية وزيادة التطرف وتهميش المسلمين بشكل عام.

ومن هنا كتب شيموس ميلين في صحيفة «الغارديان» واصفا طبول العداء للإسلام في الغرب الذي صار يصم الآذان بشكل وضع المسلمين في حالة من الحصار. فكلما تزايدت صور المذابح التي يرتكبها الجهاديون من «داعش» على الإنترنت وزاد تدفق الشبان المسلمين من أوروبا وأمريكا الشمالية للانضمام إليه زادت حالة العزلة والتهميش للمسلمين. والكاتب يشير تحديدا لما قاله رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأسبوع الماضي عندما اتهم المسلمين البريطانيين بأنهم «يتغاضون» عن الأيديولوجية التي تقف وراء وحشية «تنظيم الدولة»، وتقوم بتطبيع الحقد على «القيم البريطانية» وتحمل السلطات البريطانية مسؤولية تشدد من يذهبون للقتال مع «تنظيم الدولة». وتصريحات كهذه أثارت غضب سيد وارسي، رئيسة حزب المحافظين السابقة والتي شجبت «التأكيدات المضللة» لرئيس الوزراء حول تواطؤ المجتمع المسلم.

وحذرت قائلة إن تصريحاته تؤثر على المجتمع المسلم بشكل عام والذي يقوم بمواجهة هذه الجماعات. ولم تلق تصريحات كاميرون ترحيبا من تشارلس فار، مسؤول مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية المعروف بأفكاره الرجعية وعلق أن عدد البريطانيين الذين يقاتلون مع «تنظيم الدولة» قد لا يتجاوز الـ 100 وحذر من خطورة «وصم المسلمين واعتبارهم متطرفين في الجوهر».

 

تحضير الأجواء

لا شك أن تصريحات كاميرون ليست مجرد كلام في الهواء بل يقوم هو وحلفاؤه من المحافظين الجدد يتحضير الأجواء للهجوم المقبل، ولن يكون الهدف هذه المرة الإرهاب ولكن الجماعات السلمية. فكما يقول ميلين سيصدر تشريع في الشهر المقبل يحكم على رياض الأطفال وعيادات العيون والخدمات الصحية والجامعات وغيرها مراقبة الطلاب والمرضى لرصد أي علامة من علامات «التطرف» أو «التشدد».

ويضيف أن الصلاحيات الجديدة تعبر عن مستوى من الرقابة الأمنية المضمنة في الحياة العامة وهو أمر غير مسبوق في وقت السلم. ويذكر الكاتب بما فعله برنامج «برفنت/منع» لمكافحة التطرف الذي رصدت له الحكومة الملايين على المسلمين فقد أدى هذا البرنامج إلى تجسس جماعي على المدارس والتلاميذ المسلمين ممن أبلغ عنهم لمجرد أنهم عبروا عن دعمهم لحقوق الفلسطينيين أو علقوا على دور القوات البريطانية في أفغانستان.

وميلين يتحدث بالضرورة عن التشريع الجديد الذي أعلنت عنه الملكة في خطاب افتتاح البرلمان، فهذا القانون سينقل عملية القمع المعادي للمسلمين إلى مرحلة متقدمة جديدة. ويشمل القانون صدور قرارات منع للأفراد السلميين والمنظمات التي تعتبر نشاطاتها غير مقبولة، وسيتم تقييد حركة الأفراد الداعين للاعنف ممن يعتبرون ضارين وستمنح الحكومة سلطات لإغلاق مساجد ومتابعة أمنية للمذيعين والمؤسسات المتهمة ببث مواد متطرفة.

ويقول ميلين إن المشروع الجديد «رقابة آتية ولكن باسم مختلف» وهذا هو رأي وزير الثقافة السابق- التجارة الحالي – ساجد جاويد في رسالة أرسلها لرئيس الوزراء هذا العام وسربت للإعلام. ولكن كاميرون مصمم على ما يبدو للمضي قدما وشن هجوم شامل على الحريات الأساسية.

 

كلنا لسنا شارلي

ومما يثير السخرية أن السلطات الجديدة يتم الدفاع عنها باسم حماية «القيم البريطانية» بما في ذلك «الحريات الفردية» و»الاحترام المتبادل والتسامح».

ويشير ميلين إلى شعار «كلنا شارلي» بعد الهجوم على المجلة الفرنسية الساخرة التي نشرت صورا ساخرة من نبي الإسلام.

وفي بريطانيا عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير «فكلنا لسنا شارلي» كما يقول. معلقا ان استخدام الدولة للصلاحيات ضد التطرف عادة ما توجه ضد المسلمين وليس ضد من يعادونهم من العنصريين.

ولأن السياسة توجه للطرف الخطأ فمن الواجب أنها ستفشل تماما، كما حصل مع قوانين أخرى حاولت منع أقلية تنجر للإرهاب في الداخل وتدعم حملات جهاد في الخارج.

ويرفض الكاتب مزاعم الحكومة التي تربط العنف بالأيديولوجية وليس سياساتها الخارجية وهو ما يعبر عن موقف متجذر في فكر المحافظين الجدد.

ويذكرميلين بأن تحديد أسباب الإرهاب سيؤدي لتورط الحكومة الحالية وسابقتها لأن سياستها هي السبب.

ويقول إنه من ليس الصعب فهم أسباب انجذاب أقلية من الشبان للقتال في سوريا والعراق. ويتساءل لماذا لم يحدث الإرهاب في بريطانيا قبل أن تغزو القوات البريطانية والأمريكية أفغانستان والعراق؟ وكل من أعلن عن مسؤوليته عن هجوم عنف أو مؤامرة إرهابية أشار إلى أن التدخل الغربي في العالم الإسلامي كان وراء انخراطه في العمل الإرهابي.

وهناك بعد آخر في تدفق الشباب إلى «تنظيم الدولة» الذي يختلف عن تنظيم «القاعدة» من ناحية سيطرته على مناطق واسعة مستخدما إرهابا صارخا حيث دمر الحدود وأعلن عن خلافة. وقدم نفسه كمنافح عن السنة في الحرب الطائفية.

وبالنسبة لقلة من الشبان المسلمين الغربيين المهمشين فإنه يقدم لهم وهم القتال ضد الطغيان ويعطيهم حسا قويا بالهوية.

ويشير الكاتب هنا إلى عدوانية الإعلام وشراسته وإلى الإسلاموفوبيا المستشرية والمراقبة والتحرش الذي تقوم به الدولة للتجمعات المسلمة في بريطانيا.

ويذكر بأمثلة عن التضييق مثل التحقيق في العام الماضي والذي أطلق عليه اسم «حصان طروادة» حول مؤامرة لم تحدث في مدارس مدينة بيرمنغهام وطرد لطف الرحمن العمدة المسلم المنتخب لتاور هاملت- شرق لندن بقرار برره القاضي على أرضية أن العمدة «استخدم تأثيرا دينيا مفرطا».

وجاءت هذه الأحداث في وقت تضافرت فيه الأدلة عن زيادة الهجمات ضد المسلمين. مشيرا إلى أن «الإسلاموفوبيا» تتفوق الأن على أي عداء ضد دين آخر أو مجموعة عرقية.

ورغم ما تعيشه الأقلية المسلمة من حالة حصار إلا أن الحكومة ومن يتحالف معها في الإعلام يحاولون التقليل من دور «السياسة الخارجية» وميل المسلمين نحو التشدد. فالسياسة الخارجية تعني هنا الغزو والاحتلال للدول المسلمة والتعذيب والاختطاف على قاعدة واسعة ودعم الديكتاتوريات في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي. وعلى العموم يرى ميلين أن «تنظيم الدولة» يظل نتاجا مباشرا للاحتلال الأمريكي والبريطاني للعراق.

ومع أن الجهاديين الغربيين في صفوفه شكلوا كارثة على سوريا والعراق إلا أنهم لم يستهدفوا بعد بلادهم التي جاءوا منها.

ويمكن أن يتغير كل هذا لأن الحكومة البريطانية التي غذت الإرهاب عبر حروبها الخارجية تقوم بتغذيتها في الداخل ومن خلال تقديم المسلمين فيها ككبش فداء.

 

الجانب الآخر من الأطلنطي

كل هذا يؤشر بالضرورة لغياب الرؤية لدى الحكومة البريطانية وهي ليست استثناء، فغياب الرؤية والتعامل مع الواقع الذي فرضه «تنظيم الدولة» لا يقتصر فقط على بريطانيا التي تقول إنها تحاول مواجهة تهديد يمثله مئات من الشبان الذين يسافرون إلى سوريا والعراق والتعامل بشدة مع من يقرر منهم العودة.

فعلى الجانب الآخر من الأطلنطي لا يزيد عدد من سافروا للقتال مع الجهاديين عن المئة وذلك بحسب أرقام قدمتها وكالات الأمن القومي. إلا أن الولايات المتحدة تتعامل مع تهديد الجهاديين من خلال تحالف دولي لإضعاف ومن ثم تدمير «تنظيم الدولة» واسترداد ما سيطر عليه من مناطق في العراق تحديدا.

وهذا هو جوهر الإستراتيجية التي أعلن عنها الرئيس باراك أوباما وبدأت على شكل غارات جوية في آب/أغسطس العام الماضي في العراق وفي إيلول/سبتمبر في سوريا. ورغم آلاف من الطلعات الجوية التي قام بها الطيران الأمريكي والدول المتحالفة معه لا يزل التنظيم قوة محسوبة ويعزز من مكاسبه.

وهو ما يفتح المجال أمام نقد يوجهه معارضو الإدارة الحالية للإستراتيجية التي يرون أنها ليست كافية.

فالقوات التي أرسلها الرئيس باراك أوباما للعمل مع الجيش العراقي لم تكن كافية ولا يزال الجيش العراقي يتكبد خسائر وكانت آخرها في الرمادي. وحظي موضوع «الإستراتيجية» وغيابها بنقاش كبير في الولايات المتحدة.

 

سياسة شاملة

وآخر هذه النقاشات ما طرحته ميشيل فلورني، التي عملت سابقا في إدارة أوباما مساعدة لوزير الدفاع لشؤون السياسات وتعمل حاليا نائبة لمدير مركز الأمن الأمريكي الجديد وهو ريتشارد فونتين الذي عمل مستشارا للنائب الجمهوري عن ولاية أريزونا جون ماكين. وقد شارك الإثنان بكتابة مقال نشر في صحيفة «واشنطن بوست» وعلق فيه الكاتبان على قرار أوباما الأخير وهو إرسال 450 جنديا أمريكيا إضافيا للعراق لتدريب ونصح ودعم القوات العراقية.

ووصفا الخطوة الأخيرة بالمتواضعة ولن تؤدي لحرف ميزان المعركة أو تحقيق طموح الرئيس لتدمير أو حتى احتواء «تنظيم الدولة»، فهذا الطموح يحتاج جهدا موسعا ومكثفا. ويعتقد الكاتبان أن سقوط الرمادي في غرب الأنبار كان بمثابة صيحة تحذير للشرق الأوسط الذي يترنح من وطأة تقدم قوات «تنظيم الدولة» الذي سيطر على مدينة تدمر السورية وشن هجمات في السعودية.

كما أوجد له حضورا في ليبيا وصحراء سيناء المصرية وحظي ببيعة من جماعات في نيجيريا وأفغانستان وتقدر الحكومة الأمريكية عدد المقاتلين الأجانب في صفوفه بحوالي 22.000 مقاتل.

ويرى الكاتبان أن التركيز على العراق كمكان لتركيز الجهود الأمريكية والعمل مع القوات العراقية لهزيمة «تنظيم الدولة» صحيحة. ولكن تنفيذ الإستراتيجية ينقصه الاهتمام الكبير والمصادر اللازمة للنجاح.

وعليه يقولان أن أي مدخل أكثر نشاطا ومتقدما يجب أن يأخذ بعين الاعتبار عناصر مثل تشكيل خطة سياسية – عسكرية متكاملة للعراق. فقد نجحت الولايات المتحدة بتحقيق إنجازات في العراق عندما تم تنسيق الجهود بين الخطوط العسكرية والدبلوماسية.

ومن هنا فخطة سياسية ـ عسكرية متكاملة يجب أن تتضمن زيادة الضغط الدبلوماسي على حكومة بغداد لدمج السنة وتفويض الصلاحيات وتوفير المصادر للمحافظات مثل الأنبار وإنشاء حرس وطني يكون عجلة تندمج من خلاله الميليشيا السنية القبلية في القوات المسلحة.

وفي الوقت نفسه على الولايات المتحدة مضاعفة جهودها مع حلفائها العرب الذين راقبوا إيران وهي تملأ الفراغ الذي تشكل بسبب ترددهم تقديم الدعم للعراق. أما العنصر الثاني لتفعيل الإستراتيجية فيدعو لتقديم دعم جوي مباشر للقبائل السنية وقوات البيشمركة الكردية.

ولاحظ الكاتبان أن قناة نقل الأسلحة من بغداد إلى العشائر السنية والأكراد الراغبين بقتال «تنظيم الدولة» بطيئة وغير كافية.

وعليه فيجب على الولايات المتحدة تسريع عمليات الإمداد ونقلها مباشرة للقبائل السنية والوحدات الكردية مع عدم استبعاد نقلها عبر الحكومة العراقية إن أوجدت هذه طرقا مقنعة ومررت قوانين لدمج هؤلاء المقاتلين في القوات العراقية المسلحة.

ويضيف الكاتبان عنصرا ثالثا وهو دعوة الإدارة لإرفاق عناصر العمليات الخاصة على مستوى الكتائب والسماح لهم بتقديم المشورة للعراقيين أثناء العمليات. فالقوات العراقية التي تلقت تدريبا وتسليحا عادة ما تتراجع إرادتها للقتال أمام مقاتلي «الدولة الإسلامية» وعليه فإرفاق المستشارين الأمريكيين في العملية سيؤدي لرفع معنويات الجنود.

أما العنصر الرابع في الإستراتيجية الناشطة فيدعو لتكثيف الطلعات الجوية ونشر موجهين جويين على الجبهات الأمامية للاتصال حتى يطلبوا التغطية الجوية أثناء العمليات.

فمع أن الغارات الجوية تمثل مركز الإستراتيجية الأمريكية لمحاربة «تنظيم الدولة» إلا أنها وبشكلها الحالي لن تعمل على حرف ميزان المعركة.

ومن هنا فنشر موجهين على الأرض إما في العراق أو دول الجوار سيزيد من مستوى الغارات اليومية في العراق وسوريا، خاصة أنهم سيكونون قادرين على تحديد الأهداف بدقة أكثر من الطائرات التي تعود أحيانا بدون أن تضرب أهدافا.

 

تكثيف الغارات

وخامسا في الإستراتيجية يدعو الكاتبان الإدارة لتعزيز جهود دعم المعارضة السورية نظرا لكون التنظيم يمثل تهديدا على كل من العراق وسوريا. ويجب أن لا يقتصر الدعم على جماعات المعارضة التي تواجه الأسد والجهاديين بل يشمل السكان السوريين أيضا ممن تريد المعارضة حمايتهم.

وأخيرا يجب أن تشمل الإستراتيجية الناشطة تكثيفا للحملة الدولية ضد «تنظيم الدولة» الذي يوسع جذوره ويبني حضورا في مناطق جديدة. ومن هنا فاستراتيجية معززة تجمع ما بين الجهود الأمنية والعسكرية والدبلوماسية كفيلة بمنع تحول التنظيم إلى «صورة جديدة عن القاعدة».

ويدعو صعود «تنظيم الدولة» في أفغانستان الإدارة لتخليها عن جدول سحب القوات الأمريكية من هذا البلد بنهاية عام 2016.

وعوضا عن هذا يجب على الولايات المتحدة تبني مدخلا متقدما يقوم على الإحتفاظ بقوة صغيرة لنصح القوات الوطنية الأفغانية ويمكن التعاون معها في عمليات مكافحة الإرهاب.

ويعتقد الكاتبان أن خطوات كهذه كفيلة بتكثيف الحملة العسكرية ضد الجهاديين. نعم تقتضي وضع «جنود على الأرض» وتعريضهم لمستوى من الخطر لكن مخاطر الجلوس بدون عمل أعظم. ومثلما تعلمت أمريكا من دروس 9/11 فعليها أن تحرم الإرهابيين من الملجأ الآمن، خاصة أنهم يريدون إشاعة العنف والوحشية ضد من لا يشاركونهم رؤيتهم.

ويرى الكاتبان أن إعلانا عن خطة جديدة بناء على الخطوط التي تحدثا عنها ستعطي إشارة تطمين للسنة المحاصرين في العراق وغيره أن أمريكا تقف معهم. ويختم الكاتبان بالقول «يشعر معظم الأمريكيون بالندم على أنهم سمحوا لتنظيم «القاعدة» بإنشاء ملجأ آمن لهم في أفغانستان أثناء التسعينيات من القرن الماضي. ولا نريد بعد سنوات من الآن أن ننظر للخلف ونشعر بالندم في وقت يقوم فيه «تنظيم الدولة» بإنشاء جيبه الآمن. ففي العراق لدينا شركاء غير مناسبين وغير منظمين ولكنهم يظلون شركاء. وحان الوقت لتكثيف جهودنا والمساعدة في قيادتهم في الحملة لهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

455 عائلة مسيحية محاصرة من قبل النظام السوري من بين 650 عائلة تعيش حسب مزاج شبيحة مدينة حمص

هبة محمد

ريف دمشق ـ «القدس العربي»: أثبتت سنوات الحرب في سوريا، أن نظام بشار الأسد يتاجر بالأقليات السورية، ويروج لمشهد التحريض الطائفي، ويلوح بالتقسيم في المنطقة، ويدفع الوضع بهذا الاتجاه ليظهر وكأن وجوده هو الضامن لعدم التوجه إلى الحرب الطائفية، فيما يكشف عنه القناع فئة من أهالي مدينة حمص من أبناء الديانة المسيحية، ممن صدقوا بعض أكاذيب النظام سابقا، وعاد نصفهم إلى منازلهم في حي الحميدية الواقع شمال المدينة، بعد خروج كتائب المعارضة السورية المسلحة من مدينة حمص المحاصرة، في مطلع شهر أيار/مايو من العام الماضي، بينما امتنعت بعض العائلات المسيحية التي شهدت الحصار داخل المدينة من الخروج منها أصلا، ليبلغ تعداد العائلات المتواجدة في حمص مع من توافد إليها، أو ممن بقوا في أمكانهم إبان تسليم المدينة حوالي 455 عائلة مسيحية.

يقول الناشط الإعلامي خضير خشفة ابن مدينة حمص، في اتصال لـ»القدس العربي» معه: «بعد أن سمحت قوات النظام بعودة أهالي حمص النازحين في كل من أحياء الغوطة والحمرة والإنشاءات إلى المدينة، عادت ضمن العائلات الحمصية العلوية الموالية له، الكثير من العائلات المسيحية وبعض العائلات السنية إلى بيوتهم داخل حي الحميدية، بعد فرض المسؤولين في النظام السوري على هذه العائلات تصديق أوراق حكومية من فرع الأمن العسكري، تثبت عدم تورطهم بالعمل الثوري، فضلا عن إجبارهم التوقيع على شروط فرضت على الراغب بالعودة إلى منزله، فيما رفض النظام طلبات المئات بشكل نهائي وحرمهم من حق العودة».

لكن ما لم يكن بالحسبان أن هذه العائلات ذات الأغلبية المسيحية أصبحت حبيسة حيها، حيث تمنع الحواجز العسكرية المحيطة بالحي والمدعمة بالشبيحة من أبناء الطائفة العلوية، خروجهم أو تحركهم، ويعيشون ضمن ظروف سيئة بحسب المصدر.

وذهب هيثم وهو شاب حمصي مسيحي إلى أن السبب الذي دفع بقوات بشار الأسد «للتضييق على المسيحيين وشركائهم من المسلمين السنة، هو وقوفهم إلى جانب الثورة منذ اندلاعها، وشك النظام بتعاطفهم أو انخراطهم فيها بغض النظر عن الأوراق والثبوتيات الموقعة من قبلهم»، على حد قوله.

فنشرت قوات النظام الحواجز العسكرية على مداخل الحي، وخصصت مدخلين فقط لكل حارة يقطنها العائلات المسيحية مع السنة ممكن يشك النظام بولائهم، فيما أغلقت باقي المدخل بشكل نهائي بالسواتر والمتاريس الترابية.

ويضف خشفة أن «الشبيحة المحيطة بالحي، والمرابطة على الحواجز تقوم باعتقال من تريد وتعذب من تريد، وآخر مشاهدة كانت عند مدخل حمص القديمة، على الإشارة الضوئية لطريق الشام، مقابل مسجد الأتاسي حيث أوقفت الدورية أحد الشبان برفقة طفله، وطلبوا منه بطاقته الشخصية، ثم انهالوا عليه بالضرب دون سبب، أما الطفل فقد وقع على الأرض، ضمن حالة تتكرر كثيرا دونما توثيق، أو الجرأة على تصويرها».

ويختم خشفة قوله «تعيش بعيداً عن العين والإعلام 650 عائلة، بينهم 455 من المسيحيين في حالة سيئة جدا، بسبب انقطاع أغلب مقومات الحياة، وبقاء الأهالي رهن مزاجية الشبيحة التي تغلق الحي، وتطبقه عليهم دون سبب أو قانون، وتسمح بالمرور حسب رضاء ومزاج العنصر المناوب».

 

داعش يتقدّم في الحسكة… تكرار لسيناريو عين العرب؟

عبسي سميسم

يشير تقدّم مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، في مدينة الحسكة، شمالي شرق سورية، إلى أن المعركة ذاهبة باتجاه سيطرة التنظيم على الجزء التابع للنظام السوري من مدينة الحسكة بسهولة، لتتحوّل المعركة إلى حرب شوارع في الأحياء الشمالية والشمالية الغربية التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية، مع ترجيح أن تستعيد القوات الكردية كامل المدينة من التنظيم، لتصبح مدينة الحسكة تحت سيطرة “وحدات حماية الشعب”، وذلك عبر غطاء جوي من قوات التحالف الدولي لمحاربة “داعش” في تكرار للسيناريو نفسه الذي تنتهي إليه المواجهات بين “داعش” وأي فصيل ضمن مناطق تواجد “وحدات حماية الشعب” المدعومة بقوة من قوات التحالف الدولي.

” فقد سيطر مقاتلو “داعش”، يوم أمس الخميس، على عدة أحياء داخل مدينة الحسكة، وذلك بعد أن شنوا هجوماً مباغتاً على المدينة من الجهة الغربية. وقال الصحافي مجيد محمد، لـ”العربي الجديد”، إن الهجوم “بدأ في ساعة متأخرة ليل أول أمس، واستهدف بداية حي النشوة الذي تسيطر عليه مليشيا الدفاع الوطني وكتائب البعث”، مؤكداً “سيطرة التنظيم على حي النشوة الشرقية وفرع الأمن الجنائي ومؤسسة الكهرباء ومناطق أخرى قريبة بعد انسحاب قوات النظام منها”.

وأدت المعارك إلى موجة نزوح كبيرة باتجاه أحياء الصالحية والعزيزية وتل حجر والمفتي، ذات الأغلبية الكردية والتي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب”، بالإضافة إلى النزوح نحو مدن الدرباسية وعامودا والقامشلي خوفاً من امتداد المعارك للأحياء الكردية.

ومن المرجّح أن تتصاعد وتيرة موجات النزوح مع تقدّم المعارك باتجاه المناطق ذات الغالبية الكردية، إذ تتحوّل المعركة في تلك الأحياء إلى معركة وجود مع “داعش”، فلا يمكن أن يبقى أي كردي ضمن المناطق التي قد يتقدّم فيها التنظيم، الأمر الذي قد يؤدي إلى موجات نزوح قد تكون الأكبر منذ بداية الثورة السورية بسبب عدد السكان الكبير في مدينة الحسكة، والذي يقارب الـ800 ألف نسمة، وبسبب الهدوء النسبي الذي كانت تتمتع به المدينة ما جعلها نقطة استقطاب للنازحين من المناطق الأخرى.

وقال الناشط الإعلامي علي الحريث، لـ”العربي الجديد”، إن تنظيم “داعش” اعتمد في هجومه السريع، على المقاتلين الإنغماسيين الذين خلقوا فوضى في المدينة أربكت قوات النظام، مؤكداً سيطرة التنظيم نتيجة المعارك، على مناطق حي النشوة الغربية، النشوة الشرقية، النشوة شريعة، حي الليلية، النشوة فيلات، السكن الشبابي، كلية الآداب.

ويأتي هجوم “داعش”، يوم أمس، بعد يومين من تنفيذه هجمات بشاحنات مفخخة ومقاتلين انتحاريين، استهدف من خلالها مواقع عسكرية وأمنية للنظام وللوحدات الكردية في الحسكة، والتي كانت تشهد، منذ مساء الثلاثاء، استنفاراً أمنياً على خلفية تلك التفجيرات التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى.

وكان التنظيم شنّ عدة هجمات في السابق على المدينة من جهة فوج الميلبية ومناطق يسيطر عليها جنوبي المدينة، فيما جاء الهجوم هذه المرة، من جهة جبل عبد العزيز، غربي المدينة.

وتبدو قوات النظام في مدينة الحسكة في أسوأ حالاتها، إذ تعاني من ضعف في تسليحها وانقطاع خطوط إمدادها، كما تعاني من مشاكل أمنية مع “وحدات حماية الشعب” التي يبدو أنها تستغل معركة النظام مع “داعش” كما تستغل الغطاء الجوي للتحالف في التخلص من الجميع وفرض سيطرتها على المدينة.

وبالنسبة لـ”داعش”، فتُشكّل سيطرته على المدينة أو الجزء الأكبر منها انتصاراً إعلامياً كبيراً له يغطي على خسارته في تل أبيض وعين عيسى، وعلى الرغم من ترجيح أن يكون هذا الانتصار مؤقتاً، إلا أنه يُمكّن التنظيم من رفع معنويات عناصره بعد سلسلة الخسارات التي مني بها في المنطقة.

وتقع مدينة الحسكة أقصى شمال شرق سورية، وتبعد عن العاصمة نحو 700 كيلومتر، ويسيطر النظام السوري على الأحياء العربية فيها، بينما تسيطر “وحدات حماية الشعب” على الأحياء الشمالية والشمالية الغربية ذات الغالبية الكردية، إذ يشكل الأكراد نحو ربع سكان المدينة، فيما بقية السكان هم من العرب السنّة مع وجود أقلية مسيحية صغيرة.

ويبدو أن الهجوم المفاجئ الذي شنّه عناصر من تنظيم “داعش” على مدينة عين العرب في ريف حلب الشمالي بالقرب من الحدود التركية، فجر أمس، والذي تسبب بمقتل أكثر من خمسين شخصاً وجرح العشرات من قوات “وحدات حماية الشعب” الكردية والمدنيين من أبناء المدينة، لا يدخل ضمن خطة لاستعادة السيطرة على المدينة أو الحصول على مناطق سيطرة هناك، وإنما يأتي في سياق رد فعل انتقامي على تراجع التنظيم أمام “وحدات حماية الشعب”، ومن أجل زعزعة الثقة بقدرة هذه الوحدات على حماية حاضنتها الشعبية وبث الرعب في صفوف هذه الحاضنة وإثبات عدم قدرة القوات الكردية على حماية المناطق التي تسيطر عليها.

وقال الناشط الإعلامي باران مسكو، لـ”العربي الجديد”، إن “داعش فجّر خمس سيارات منذ صباح أمس داخل المدينة”، مؤكداً أن “الاشتباكات لا تزال مستمرة في بعض الأحياء، وتتركز غربي سوق الهال وعلى طول شارع 48 وصولاً إلى حي المكتلة، شرقي المدينة”، مشدداً على أن “عناصر داعش يتحصنون داخل مستشفى مشتى نور”.

وأضاف مسكو الموجود في مدينة عين العرب، أن الناشطين هناك وثّقوا “مقتل 51 شخصاً وعشرات الجرحى نتيجة هجوم داعش” الذي استهدف المدينة، وطال كذلك قرية برخ بوطان الواقعة جنوب عين العرب بنحو 30 كيلومتراً. وقال إن “وحدات حماية الشعب” الكردية، “اكتشفت بعد استعادة سيطرتها على برخ بوطان نحو عشرين جثة لمدنيين، بينهم طفل، قتلهم عناصر داعش قبل انسحابهم”.

وكانت عين العرب قد شهدت معارك عنيفة امتدت لأكثر من أربعة أشهر، بين مقاتلي “داعش” و”وحدات حماية الشعب” الكردية، المدعومة بغطاء جوي من طيران التحالف، والذي شن مئات الهجمات الجوية، قبل أن تتمكن الوحدات الكردية من بسط سيطرتها على كافة أحياء المدينة في يناير/ كانون الثاني الماضي.

 

درعا: النظام يترنّح في وجه “عاصفة الجنوب

عدنان علي

بعد معارك عشوائية متسرّعة عدّة، وتشكيل فصائل عديدة من دون أية نتائج، أطلقت أخيراً، قوات المعارضة السورية المسلحة في جنوب البلاد، يوم الأربعاء، معركة “عاصفة الجنوب” بهدف تحرير درعا من قوات النظام. وفي حال نجحت، تكون المعارضة قد سيطرت على ثالث مركز محافظة بعد الرقة وإدلب. وتتزامن المعركة أيضاً مع مدينة الحسكة ( مركز محافظة الحسكة) التي يشن عليها “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) هجوماً عنيفاً، متوغّلاً في معظم الأحياء الجنوبية والغربية للمدينة.

وشملت معركة “عاصفة الجنوب” قسمي المدينة اللذين يفصل بينهما وادي الزيدي، أي درعا البلد التي يسيطر “الجيش الحر” على معظمها، باستثناء حي المنشية، ودرعا المحطة، ويسيطر عليها النظام، باستثناء منطقتي المخيم والسد.

ويوضح الرائد باسم عبد اللطيف في إحدى كتائب “الجيش الحر” في درعا، أن “الهجوم انطلق من أربعة محاور، اليادودة ــ الضاحية، عتمان ــ النعيمة، المخيم والسد، إضافة إلى محور درعا البلد باتجاه حي المنشية.

ويشير عبد اللطيف لـ”العربي الجديد” إلى أنّ “قوات النظام في درعا تتألف من لواء مشاة وكتيبتي قوات خاصة، إضافة إلى فروع الأمن والشرطة”، لافتاً إلى أنّ “اللواء 123 يتمركز في قلب مدينة درعا، وتقع قيادته إلى جانب فرع الأمن العسكري، بينما تنتشر كتائبه (دبابات وكتيبة مشاة) في أنحاء المدينة، فضلاً عن كتيبتي مدفعية ومشاة عند منطقة البانوراما”. ويكشف عن وجود سرية شيلكا في منطقة القصور في درعا المحطة، إضافة إلى فصيلتي هندسة وكوبرا في ضاحية اليرموك التي تبعد نحو كيلومترَيْن عن درعا المحطة. أما في درعا البلد، فتوجد كتيبة قوات خاصة في حي المنشية”.

وتوقع عبد اللطيف حسم المعارك بسرعة على الرغم من الغارات المكثفة لطيران النظام، التي تعيق نسبياً تقدم مقاتلي المعارضة. “أما الجهة التي يمكن أن تنسحب إليها قوات النظام، فقد تكون بلدة خربة غزالة كطريق شبه إجباري، ومنها إلى مدينة إزرع حيث وجوده القوي”.

ويشير ناشطون إلى أنّ قوات المعارضة قصفت بشدة مواقع قوات النظام والفروع الأمنية في أنحاء المدينة بالصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوفها. وطال القصف بشكل خاص ﻓﺮعي ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﻣﻘﺮ “حزب البعث” ﻭﻗﺼﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎفظ ﻓﻲ ﺩﺭﻋﺎ.

ويوضح الناشطون أنّه تمّ تدمير رتل لقوات النظام على طريق الخربة، وسط انهيار لقواته في درعا المحطة، ما مكّن مقاتلو المعارضة من السيطرة على مبنى المخابرات الجوية ومبنى أمن الدولة ومؤسسة الري التي تتمركز فيها عناصر النظام. وأشاروا إلى انسحاب عناصر معظم حواجز قوات النظام إلى مركز المدينة، وتدمير أكثر ﻣﻦ 5 ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ إضافة إلى ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍلآﻟﻴﺎﺕ.

ومن الجهة الشمالية، قصفت قوات المعارضة براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، الملعب البلدي الذي تتحصن فيه قوات النظام، حيث وجود غرفة العمليات المركزية التابعة لها، التي تدير العمليات العسكرية في محافظة درعا.

ويعتبر الناشط الإعلامي أبو أنيس الحوراني لـ”العربي الجديد” أنّ “قوات النظام تخوض معركة خاسرة بسبب محاصرتها من كل الجهات من جانب قوات المعارضة، وشبه انقطاع في خطوط إمدادها، خصوصاً بعد سقوط معظم المواقع العسكرية الهامة للنظام والقريبة على مركز المدينة في الأسابيع والأشهر الأخيرة، بدءا من بصرى الشام إلى معبر نصيب وصولاً إلى اللواء 52، ما جعل معنويات قوات النظام في الحضيض”. وتوقع الحوراني انهيارهم سريعاً أمام ضربات فصائل المعارضة التي تشارك جميعها تقريباً في هذه المعركة، بما فيها “جيش الفتح” الذي تشكّل أخيراً من عدة فصائل، أبرزها “جبهة النصرة” وحركة “أحرار الشام”، فضلاً عن فصائل “الجبهة الجنوبية” مثل “الجيش الأول” و”جيش اليرموك”.

وصدر بيان عن غرفة عمليات “عاصفة الجنوب” أنّ “الفصائل المشاركة في المعركة، أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام بعد استهداف مكثف للمراكز الأمنية في درعا المدينة”. وأفادت غرفة الرصد والمتابعة أن “من بين قتلى النظام، ضابط برتبة عميد، وسط حالة تخبط وتشتت تسود صفوف قوات النظام”.

ويقول محللون أنه “أمام كثافة الهجمات التي تتعرض لها قوات النظام في الآونة الأخيرة، وعجزها عن صدها، ومواصلة نشر قواتها في مناطق واسعة، ما يدفع بها إلى الاستشراس في الدفاع عن المناطق الحساسة فقط. أما مناطق الأطراف أو التجمعات السنية الكبيرة، فيمكن التخلي عنها، مع التركيز على خط دمشق ــ حمص ــ الساحل.

من جانبها، قصفت قوات النظام جميع القرى والبلدات حول مدينة درعا بالمدفعية والصواريخ والطائرات، وسقطت عشرات البراميل المتفجرة في هذه المناطق، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين ومقاتلي المعارضة. وكان النظام مهد للانسحاب من مدينة درعا في الآونة الأخيرة عبر مغادرة عائلات الضباط وعناصر الأمن إلى دمشق، إضافة إلى نقل أجهزة وسجلات من المجمع الحكومي إلى مدينة أزرع أو إلى دمشق.

وفي حال سقوط المدينة بيد قوات المعارضة، فإن الأخيرة تكون سيطرت على نحو 80 في المائة من المحافظة، ولا يبقى بيد قوات النظام سوى بعض المدن، مثل أزرع والصنمين وخربة غزالة، وهي تمثل الخط ما قبل الأخير بيد قوات النظام للدفاع عن دمشق من جهة الجنوب.

 

عاصفة الجنوب” تحصد عشرات القتلى للنظام

درعا ــ وفا مصطفى

أعلنت قوات المعارضة السورية، مساء الخميس، تقدّم مقاتليها في مدينة درعا، وسيطرتهم على مواقع استراتيجية، في إطار معركة “عاصفة الجنوب”، التي بدأت، صباحاً، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام.

وأوضحت الصفحة الرسمية لغرفة عمليات “عاصفة الجنوب” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أنّ مقاتلي الفصائل العسكرية، سيطروا على بناء رسلان، قرب المشفى الوطني في درعا المحطة، أحد الأبنية الهامة التي تتمركز عليها قناصة النظام”.

جاء ذلك، بعد سيطرة مقاتلي “عاصفة الجنوب”، على حاجز السرو قرب بلدة عتمان، والذي يعدّ “أحد قلاع النظام الحصينة على المدخل الشمالي للمدينة، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام”، وفق غرفة العمليات.

وأوقع مقاتلو المعارضة، عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام، بينهم ضابط برتبة عميد، إثر استهداف مكثف، للمراكز الأمنية في درعا المدينة، عقب إعلانهم، الطريق الدولي الواصل بين درعا ودمشق، منطقة عسكرية مغلقة، يُمنع اقتراب المدنيين إليها.

ووفق مؤسسة “نبأ” الإعلامية، فإن الطريق الدولي، يعد “خط الإمداد الرئيسي والوحيد للنظام، في إرسال تعزيزاته العسكرية إلى المدينة وبعض المواقع العسكرية في جنوب بلدة خربة غزالة، حيث تسعى الفصائل المقاتلة إلى قطع الاوتستراد الدولي ومنع وصول التعزيزات العسكرية إلى القوات المتمركزة في مدينة درعا”.

وفي سياق متصل، لفتت “نبأ”، إلى أنّ “سلطات النظام تُجبر عدداً من الأطباء والممرضين على القدوم إلى المشفى الوطني، لمعالجة جرحى العناصر الذين أُصيبوا جرّاء القصف والمواجهات مع مقاتلي الفصائل في المدينة”.

وأوضحت، أنّ “مشفى الطبيب عيسى عجاج الميداني ومشفى درعا البلد الميداني هي النقاط الطبية الرئيسية في مدينة درعا، خصصا فرقاً إسعافية، مهمتها إجراء الإسعافات الأولية لضحايا القصف وجرحى المواجهات على خطوط الجبهات، كما وزّع الدفاع المدني السوري، طواقم الإسعاف والإخلاء على مراكز عدة في مدينة درعا، بعددٍ يتجاوز 100 شخص، وذلك لإخلاء المدنيين من المناطق الخطرة، إضافة إلى إسعاف الجرحى المدنيين”.

إلى ذلك، وثّق “مكتب توثيق الشهداء في درعا”، مقتل 23 مقاتلاً من الجيش الحرّ، فضلاً عن ناشط إعلامي، ضمن معركة “عاصفة الجنوب”، فيما أشار ناشطون، إلى أنّ قتلى الحرّ، من مختلف بلدات درعا، وبينهم قائد ميداني من أبناء ريف دمشق.

وكانت غرفة عمليات “عاصفة الجنوب”، أعلنت، صباح اليوم، بدء معركة جديدة، تهدف إلى تحرير مركز مدينة درعا، وما حولها من نقاط عسكرية تسيطر عليها قوات النظام، إلى جانب بلدتي عتمان والنعيمة وما تحتويهما من ثكنات عسكرية.

 

“عاصفة الجنوب” بدأت في درعا..و”داعش” يخترق الحسكة وكوباني

أعلنت قوات المعارضة السورية المسلحة، إطلاق معركة “عاصفة الجنوب”، للسيطرة على مدينة درعا. وقال الناطق باسم “عاصفة الجنوب” أدهم أبو قصي، إن المعركة تهدف إلى “اجتثاث جذور البغي واسترداد إرادة الشعب للمرافق والمؤسسات”. وتعهد أبو قصي باستمرار المعركة حتى تحرير آخر شبر محتل “من يد من أراد أن يكون الظلم والاضطهاد نهجه”.

 

وشنت فصائل المعارضة هجوماً هو الأعنف من نوعه على مركز مدينة درعا، الذي يضم المؤسسات الحكومية والأفرع الأمنية، بعد أن قصفت منذ ساعات الخميس الأولى مواقع سيطرة النظام في المدينة. وبدأ الهجوم من محاور أبرزها مخيم درعا والذي يهدف للسيطرة على فرع المخابرات الجوية، ومحور طريق السد ويهدف لاقتحام الأبنية التي تتحصن فيها قوات النظام داخل السوق، ومحور درعا البلد وهي جبهة تهدف للسيطرة على حي المنشية.

 

ومن الجهة الشرقية، تحاول قوات المعارضة السيطرة على خط الدفاع الأول لفرع أمن الدولة وفرع الأمن الجنائي. ومن الناحية الشمالية، تقصف قوات المعارضة براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة الملعب البلدي الذي تتحصن فيه قوات النظام، ويحتوي على غرفة العمليات المركزية لها.

 

وردت قوات النظام بقصف جميع القرى والبلدات التي تحيط بمدينة درعا، وأسقطت مروحيات النظام أكثر من 60 برميلاً متفجراً على محيط هذه المناطق. كما عزّزت قوات النظام المتمركزة في مدينة درعا خطوط دفاعاتها، بالقرب من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، كما وسّعت انتشارها داخل المدينة لتشمل مساكن المدنيين، والأبنية المرتفعة، لاعتلاء قناصتها عليها.

 

وفي حال سيطرت المعارضة على مدينة درعا بالكامل، فلن يتبقى أمامها إلا مدينتا إزرع والصنمين، وهي بوابة النظام وخط دفاعه الأول عن العاصمة دمشق.

 

ويشارك في “عاصفة الجنوب” 51 فصيلاً مقاتلاً، منهم تحالف “الجبهة الجنوبية” و”حركة المثنى الإسلامية” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جبهة النصرة”. وأصدرت الفصائل المشاركة في العملية بياناً أعلنت فيه أن الطريق الدولي الواصل بين درعا–دمشق هو منطقة عسكرية مغلقة، يمنع اقتراب المدنيين منه، لأنه “تحت ضربات نيران المجاهدين”. وكان الناطق باسم “عاصفة الجنوب” قد قال في بيان حمل الرقم 1: “عاصفة نجتث فيها جذور الطغاة في حوران ونكسر قيد العبودية ونعيد الحق المسلوب وسيادة الشعب للمرافق والمؤسسات التي طالما كان أسسها ودعائمها عرق هذا الشعب ودمه، معاهدين الله ورسوله والشعب المكلوم الاستمرار حتى تحرير آخر شبر محتل من يدي من أراد ان يكون الظلم والاضطهاد نهجه”.

 

من جهة أخرى، تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعومة بمليشيات “الدفاع الوطني” و”كتائب البعث”، وتنظيم “الدولة الإسلامية”، في الأحياء الجنوبية لمدينة الحسكة. وكان التنظيم قد شنّ هجوماً جديداً على المدينة، الخميس، بدأه بتفجير عربة مفخخة بالقرب من حاجز لقوات النظام عند مدخل الحسكة من الجهة الغربية، ليواصل تقدمه إلى شارع المدينة الرياضية المقابل للسجن المركزي وفرع الأمن الجنائي، بعد سيطرته على أحياء النشوة والشريعة.

 

وأكدت مصادر أهلية أن قوات النظام والمسلحين الموالين لها، منعوا المواطنين من النزوح من منازلهم في أحياء غويران ومناطق أخرى من المدينة. وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل 30 عنصراً لقوات النظام، و20 عنصراً من التنظيم.

 

وهذا هو الهجوم الرابع للتنظيم على مدينة الحسكة، منذ الـ30 من شهر أيار/مايو، حيث كان التنظيم قد تمكن في هجومه الثالث من التقدم والسيطرة على سجن الأحداث وشركة الكهرباء وقرية الدوادية، قبل أن تجبره قوات النظام والمسلحين الموالين لها، على التراجع.

 

وترافق تقدم تنظيم “الدولة” في الحسكة، مع هجوم مباغت له على مدينة كوباني “عين العرب” بريف حلب الشرقي، حيث دارت اشتباكات عنيفة منذ فجر الخميس، بين مقاتلي التنظيم ومقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية، في شارع الـ48 وعند معبر مرشد بينار. وبدأت الاشتباكات بتفجير عربة مفخخة عند منطقة المعبر الواصل بين المدينة والجانب التركي. وهاجمت قوات التنظيم المدينة من 3 محاور، وأسفرت عن مقتل 10 مدنيين ومقاتلين أكراد و3 عناصر من التنظيم.

وعاد التنظيم وفجّر سيارة مفخخة ثانية، ظهر الخميس، عند منطقة معبر مرشد بينار، وأكد “المرصد” أن عناصر التنظيم تمكنوا من الدخول إلى المدينة عبر تسللهم مرتدين لباس “الوحدات” الكردية، ولباس لواء مقاتل مساند للوحدات.

 

وقالت وكالة “مسار برس” إن التنظيم استطاع السيطرة على معبر مرشد بينار ومدرسة ثانوية البنين ومشفى مشتنور ومبنى “الكانتون” التابع لمليشيا “وحدات الحماية” ومركز “أطباء بلا حدود” وأحياء من الجهة الشمالية والغربية للمدينة. في حين استهدف طيران التحالف الدولي مقر “أطباء بلا حدود”، بثلاث غارات، كما قصف مبنى “الكانتون”.

 

وذكرت وكالة “الأناضول” أن 8 أشخاص قتلوا، في تفجير وقع قرب معبر تل شعير الحدودي مع تركيا، ووصل عدد من الجرحى إلى معبر مرشد بينار، في قضاء سوروج بولاية أورفا، حيث نقلتهم سيارات الإسعاف إلى المستشفيات في المنطقة.

 

من جهته، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، بشدة، مزاعماً بأن مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين شنوا هجوما على كوباني قد دخلوها من تركيا، ووصف المزاعم بأنها “أكاذيب”. وقال المتحدث إن 63 مصاباً نقلوا إلى تركيا بعد الهجوم، وإن اثنين منهم قد توفيا أحدهما طفل.

 

وكان التلفزيون السوري، قد قال إن مقاتلي التنظيم الذين هاجموا كوباني دخلوا من تركيا، لكن تركيا نفت الأمر وقالت إنهم جاؤوا من بلدة جرابلس السورية.

في السياق، تستمر المعارك بين الوحدات والتنظيم في محيط قرية برخ بوطان قرب بلدة صرين بالريف الجنوبي لمدينة عين العرب، بعد أن هاجم التنظيم القرية. وترافقت الاشتباكات مع قصف لطائرات التحالف استهدف تمركزات ومواقع للتنظيم في المنطقة. وقال “المرصد” إن التنظيم أعدم مواطنين من القرية، ليرتفع عدد القتلى إلى 35 من ضمنهم 20 مقاتلاً من الأكراد. كما لقي 5 عناصر من التنظيم مصرعهم قبل انسحابهم من القرية، بعد محاصرتها من قبل الوحدات من 3 جهات.

 

من فرنسا الى الرقة.. رحلة شاقة الى معقل “داعش

غازي عنتاب: في فرنسا، امام شاشة الكمبيوتر، شعرت بسعادة غامرة لأنها ذاهبة لتعيش “في ارض شرع الله” لكنها في سوريا سرعان ما ادركت ان الجهاديين يندفعون وراء “السلاح أكثر منه وراء الدين”، ففعلت كل ما بوسعها للعودة بعد أن شعرت بانها خدعت.

 

لنطلق عليها اسم “نادية”. هذه الطالبة الفرنسية البالغة من العمر 21 عاما امضت ثلاثة اشهر في مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. في الاول من حزيران/يونيو اوقفتها الشرطة التركية في اثناء عودتها من سوريا، وكانت تنتظر في مركز اعتقال في غازي عنتاب، حيث اجرت المقابلة مع فرانس برس، قبل ترحيلها الى فرنسا.

 

بموافقة السلطات التركية، قبلت “نادية”، شرط حجب هويتها بالكامل، ان تروي كيف جندها التنظيم الجهادي وسفرها عبر تركيا الى سوريا وحياتها في الرقة، تحت سيطرة “رجال بملابس سوداء” كي تكون عبرة للاخرين.

 

وقالت “اتكلم من اجل فتح عيني فتيات يذهبن الى هناك قائلات نعم، الغرب ضدنا، وداعش (تسمية اخرى للتنظيم) هي دولة الخلافة”. واضافت “لكنها ليست خلافة، انها طائفة متشددة”.

 

وروت الفتاة التي غطت شعرها الكستنائي بمنديل، محطات رحلتها بصوت هادىء، بدءا من تحولها البطيء الى التشدد عبر شبكات التواصل الاجتماعي الذي ادى الى اتخاذها قرار السفر الى سوريا التي تمزقها الحرب.

 

وعلقت الطالبة “الامر بمثابة غسيل دماغ”. “يقولون للفتاة تعيشين في بلد لا اسلام فيه، او حيث الاسلام محظور، عندما تموتين ستذهبين الى النار (…) فينتابها الخوف”. “لاحقا تنعزل، وتبقى وحيدة. اخيرا تقول لنفسها حسنا. ساذهب، ساهاجر الى ارض تطبق شرع الله”.

 

هكذا كانت بداية رحلة “نادية”. ارسل اليها مجندها الذي يرد اسمه في عدد من التحقيقات حول شبكات الجهاديين، شيكا بقيمة 1800 يورو. في 4 اذار/مارس غادرت فرنسا الى جنيف، حيث استقلت طائرة الى اسطنبول.

 

تشبه رحلتها من تركيا الى سوريا ما ورد في عشرات الملفات القضائية السابقة المتعلقة بافراد جندهم التنظيم الجهادي. في المطار استقبلها رجلان، رافقاها بعد ان ارتدت النقاب الى شانلي اورفه في جنوب تركيا في رحلة بالحافلة.

 

“في اليوم التالي قطعنا حوالى 50 كلم بالسيارة. بعدها سرنا على الاقدام حوالى 20 دقيقة ثم قفزنا فوق سياج شائك، قبل ان تصل سيارة لاصطحابنا الى تل ابيض”. اصبحت في سوريا.

 

في 7 اذار/مارس وصلت الشابة الى الرقة على بعد اقل من 100 كلم من الحدود التركية، وحيث أقام تنظيم الدولة الاسلامية مقره العام في سوريا. وضعت نادية في منزل كانت فيه عشرات النساء الاخريات، حيث صودرت اوراق الهوية والهواتف المحمولة، وكل ما يمكنها من الاتصال بالخارج.

 

“قالوا لي اذا ارادت الخروج من هذا المنزل، عليك أن تتزوجي والا فستبقين هنا الى الابد، الخروج ممنوع (…) منعنا من الاتصال باهلنا، واستخدام الانترنت، كان كل شيء ممنوعا (…) قالوا ان ذلك للحفاظ على سلامتنا”.

 

بعد 15 يوما وافقت الفتاة على الاقتران بـ”مجندها” الذي يتحدث الفرنسية كلغته الام. لكن ليس لفترة طويلة. واوضحت “بقيت يوما واحدا (…) لكن في الغد الغيت الزواج (…) غادرت وعرفني هذا الشاب الى فرنسيتين ذهبت للاقامة معهما”.

 

بعد ذلك تغير منحى رواية الطالبة، حيث اكدت ان الجهاديين اشتبهوا في انها تعمل “لصالح الشرطة الفرنسية” واودعوها السجن. “هددوني كل يوم قائلين ستموتين، سنقتلك”. لكن الفتاة اكدت لهم تكرارا انها بريئة وتريد العودة الى فرنسا.

 

“قلت لهم ان هناك الكثير من الظلم (في الرقة) وان ذلك ليس الاسلام في رأيي”. وتابعت “لا توجد مصاحف هناك بل مجرد اسلحة (…) والنساء لا يأتين الا من أجل الترفيه عن المقاتلين”.

 

واكدت نادية انها نجحت انذاك في اقناع سجانيها ببراءتها وبان يسمحوا لها بالعودة الى فرنسا. بالتالي قام رجل بمرافقتها الى الحدود واعاد لها اوراق هويتها، وساعدها في عبور الحدود سرا الى تركيا. “قال لي عودي الى فرنسا (…) لكنك ستغلقين فمك وتنسين كل ما حدث”.

 

ولكن هذه الرواية تطرح تساؤلات كثيرة اذ اعتبر خبراء مطلعون على مثل هذه القضايا في تصريح لفرانس برس ان “فرص حدوثها فعلا ضئيلة في الظروف المذكورة” مذكرين بان القليل من الذين ينضمون الى التنظيم الجهادي يتمكنون من مغادرة معاقله بغير رضاه، ولا سيما النساء.

 

بعد ساعات على عودتها الى تركيا، اوقفت نادية في شانلي اورفه نتيجة معلومات وفرتها الشرطة الفرنسية، بعد بلاغ من والدها. ورحلت الثلاثاء الى فرنسا حيث اوقفت بعد وصولها.

 

قبل ترحيلها، اعربت الفتاة عن خوفها من السجن، لكنها اقسمت على الكشف عن حيل الجهاديين. وافادت ان “اغلبية (مجندي تنظيم الدولة الاسلامية) ممن اعتنقوا الاسلام حديثا (…) وليسوا على اطلاع على فحوى القرآن وانما يتصرفون بدافع الحقد او القتال”.

 

كما اكدت انها لا تخشى انتقام التنظيم منها مشددة على ان قصتها ستمنع اخريات من الوقوع في شرك التشدد.

 

وقالت ختاما “يمضي الكثيرون وقتا مطولا على الانترنت ويحتاجون الى من ينبههم”. “الان ساواصل على طريق الاسلام لكن بالشكل السليم (…) اريد ان اعيش حياة سليمة، مثل جميع الفتيات في مثل سني في فرنسا”.

 

الخالمعارضة السورية تشترط على موسكو الحياد مقابل التجاوب مع مبادراتها

عودة «داعش» إلى كوباني.. وتركيا تنفي عبور مقاتليه أراضيها

بيروت: بولا أسطيح ونذير رضا

مع عودة المساعي الروسية لتفعيل العملية السياسية في الملف السوري، تكشفت أمس معلومات جديدة حول ما دار بين ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ودول أفريقيا، ووفد من الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض في مبنى السفارة الروسية، في أنقرة، أول من أمس.

 

وفي الوقت الذي أعلنت فيه الخارجية الروسية أن الجانب الروسي أكد ضرورة تنشيط الجهود من أجل تسوية الأزمة في سوريا عبر إقامة حوار بين الحكومة وممثلي المعارضة الداخلية والخارجية، على أساس بيان جنيف عام 2012، شدد وفد الائتلاف على تشكيل سلطة مركزية سيادية بسوريا تكون على شكل هيئة حكم انتقالي، على أن يترافق ذلك مع اتفاق أميركي – روسي يساعد في تذليل العقبات لتطبيق ما ورد في بيان جنيف.

 

وأوضح الوفد أنه أبلغ بوغدانوف عزمه التعاطي بإيجابية مع أي تحرك روسي لتفعيل المفاوضات شرط أن تلعب موسكو دورًا حياديًا.

 

في سياق متصل، شن تنظيم داعش هجوما مباغتا، على مدينة كوباني (عين العرب) في شمال سوريا أمس، وتمكن من دخولها مجددا بعد الهزيمة التي كان مني بها قبل أشهر، وانتزع في هجوم آخر من قوات النظام مناطق في مدينة الحسكة. ونفذ التنظيم المتطرف هجمات استخدم فيها ثلاث سيارات مفخخة أثناء إعادة سيطرته على كوباني.

 

وبينما قال مسؤولون أكراد إن «داعش» دخل كوباني عبر المعبر الحدودي مع تركيا، وصفت أنقرة هذه التصريحات الكردية بأنها من باب «الدعاية». وقال مسؤول تركي: «لدينا إثبات قاطع على أنه لم يتم الدخول إلى كوباني من الجانب التركي»، مؤكدا أن هذه «الإثباتات» سيتم نشرها على وجه السرعة.

 

موسكو تدفع باتجاه تفعيل العملية السياسية لحل الأزمة السورية.. والنظام غير متحمس

بيروت: بولا أسطيح

تنصبّ اللقاءات التي عقدها ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا ونائب وزير الخارجية، في أنقرة، خلال الساعات الماضية، بإطار المساعي الروسية لتفعيل العملية السياسية لحل الأزمة السورية بعد فشل مؤتمري «موسكو 1» و«موسكو 2» بإحداث أي خرق يُذكر على هذا الصعيد.

وبدا لافتًا الاجتماع الذي جمع بوغدانوف يوم الأربعاء الماضي بوفد من الهيئة السياسية للائتلاف المعارض في مبنى السفارة الروسية في أنقرة، تباحث خلاله الطرفان بسبل العودة إلى طاولة المفاوضات مع النظام والجهود التي تبذل لمحاربة تنظيم داعش المتطرف.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن الجانب الروسي أكد، خلال المحادثات مع وفد جمع كلا من هادي البحرة وبدر جاموس وأحمد رمضان وحسان الهاشمي وصلاح درويش، ضرورة تنشيط الجهود من أجل تسوية الأزمة في سوريا بطرق سياسية في أسرع وقت، عبر إقامة عملية الحوار بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة الداخلية والخارجية على أساس بيان جنيف بتاريخ 30 يونيو (حزيران) عام 2012.

وأشارت الوزارة في بيان إلى أنّه تم التركيز خلال اللقاء على «مهمة تنسيق مواقف وخطوت دمشق والمعارضة البناءة الرامية إلى مكافحة الإرهابيين الدوليين الذين يشكلون خطرا أمام سوريا كدولة موحدة وذات سيادة».

كما ذكرت الخارجية الروسية أن الجانبين تبادلا الآراء حول نتائج المشاورات السورية – السورية، التي جرت بموسكو، باعتبارها فعاليات تمهيدية لعقد مفاوضات «جنيف – 3»، علما بأن الائتلاف كان قد قاطع لقاء «موسكو – 2» التشاوري في شهر أبريل (نيسان) الماضي. وأوضح عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أحمد رمضان الذي شارك في اللقاء مع بوغدانوف، أن «الاجتماع تم بطلب من الروس، وقد تم خلاله استعراض الوضع السياسي بشكل موسع مع تأكيد وفد الائتلاف على أهمية استئناف العملية السياسية بناء على ما تم التوصل إليه في جنيف 2». وقال رمضان لـ«الشرق الأوسط»: «قد شددنا على مسؤولية الجانب الروسي بالضغط على النظام للالتزام بقرارات مجلس الأمن ودفعه إلى طاولة التفاوض للعمل على نقل السلطة وتشكيل هيئة حكم انتقالي».

ولفت رمضان إلى أنه «تم إبلاغ بوغدانوف بتحفظ الائتلاف على المشاركة بمؤتمرات تعقد هنا وهناك، لما قد يشكله ذلك من ضرب للمرجعية الدولية التي نتمسك فيها لرعاية أي عملية سياسية». وأضاف: «كما أكدنا على أهمية انفتاح روسيا على السوريين والشعب السوري وعدم حصر علاقتها بالنظام، وأبلغنا بوغدانوف أننا سنتعاطى بإيجابية مع أي تحرك روسي لتفعيل المفاوضات شرط أن تلعب موسكو دورًا حياديًا».

وعرض الائتلاف وجهة نظره لكيفية مواجهة الإرهاب وتنظيم داعش المتطرف، وأشار رمضان إلى أن «الوفد أكد للمسؤول الروسي، على أن الأساس في عملية محاربة الإرهاب هو تشكيل سلطة مركزية سيادية بسوريا تكون على شكل هيئة حكم انتقالي تتولى الموضوع، على أن يترافق ذلك مع اتفاق أميركي – روسي يساعد في تذليل العقبات لتطبيق ما ورد في بيان جنيف».

وكشفت مصادر سوريا مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن «وفدا رفيعا من النظام سيزور موسكو نهاية الشهر الحالي للقاء المسؤولين الروس»، لافتة إلى أن «النظام مستاء وغير متحمس لمحاولات روسيا الدفع باتجاه تفعيل العملية السياسية التي يعتبر أنها لا تصب لصالحه في المرحلة الحالية، نظرا إلى أنه سيكون الطرف الأضعف على طاولة المفاوضات بسبب الهزائم المتتالية على الأرض».

وأكد الوفد على أن بدء مفاوضات جديدة في جنيف يجب أن يسبقه توضيح حول أجندة الاجتماع، وأن يكون على رأسها تطبيق بيان جنيف بشكل كامل والقاضي بإقامة هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات، وإلا فإن نظام الأسد سيبقى يتلاعب ويضيع الوقت لعدم الوصول إلى حل سياسي في سوريا.

كما تم التأكيد على أنه لا يمكن لإيران أن تكون حاضرة ضمن أي مفاوضات جديدة في جنيف دون اعترافها ببيان جنيف القاضي بتشكيل هيئة الحكم الانتقالية. وطالب الوفد بتعيين ممثل دائم لدى المعارضة السورية لزيادة التواصل مع روسيا.

وأفاد موقع «روسيا اليوم» بمحادثات عقدها بوغدانوف مع نظيره التركي فريدون سينيرلي أوغلو، بحثا خلالها «جميع المسائل الملحّة للأجندة في الشرق الأوسط، وأكدا الحاجة إلى إجراء حوار سياسي دائم بين موسكو وأنقرة حول أهم تطورات الأوضاع في المنطقة». وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن الطرفين تبادلا الآراء حول الوضع الناشئ في سوريا والعراق وليبيا واليمن، بالتركيز على قضايا التسوية السياسية للأزمات في هذه الدول في أسرع وقت، بالإضافة إلى تقديم مساعدة إنسانية للسكان المتضررين جراء استمرار النزاعات السياسية – العسكرية هناك. كما تطرق الدبلوماسيان الروسي والتركي إلى عدد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المتبادل.

 

«عاصفة الجنوب» تهب باتجاه دمشق

سالم ناصيف

حقق «الجيش الحر» في أول أيام «عاصفة الجنوب» انجازات ميدانية في سياق هدف تحرير مدينة درعا وتطهيرها بالكامل من المعاقل الأمنية والمراكز العسكرية المتبقية لقوات النظام، إضافة لتحرير القرى المحيطة بالمدينة التي لا تزال تحت سيطرة النظام، وفي مرحلة ثانية، فتح الطريق نحو ريف دمشق الغربي الذي تحاصره قوات نظام بشار الأسد، كمقدمة لتحرير العاصمة نفسها.

 

ومنذ الرماية الأولى للثوار، فجر أمس، عاشت قوات النظام حالة من التوتر والفوضى داخل مراكزها المستهدفة في المدينة وتحدثت مصادر متعددة عن هرب مجموعات من الجنود الى خارج المدينة بعدما سقط العشرات من قوات النظام من ضمنهم ضابط برتبة عالية، قتلى.

 

وقد أعلن البيان رقم 4 لغرفة عمليات «عاصفة الجنوب»، مساء أمس، تحرير بناء رسلان بعد معركة شرسة خاضتها فصائل الثوار ضد قوات النظام بالقرب من المشفى الوطني، ويعد المبنى هذا من الأبنية التي يتمركز عليها قناصو النظام الذين يقومون بقتل المدنيين بشكل دائم.

 

وقبله أعلن البيان رقم 3 السيطرة على حاجز السرو بالقرب من بلدة عتمان، والذي يعتبر من أهم قلاع النظام الكائنة عند بوابة درعا الشمالية.

 

وفي البيان رقم 2 تم إعلان طريق دمشق درعا منطقة عسكرية، وهو إجراء تكتيكي يهدف لقطع طريق الامداد الوحيد من جهة الشمال عن قوات النظام المتواجدة داخل المدينة.

 

كما كان الثوار قد أعلنوا تحرير مشفى درعا الوطني، وفرع حزب البعث، واختراق عدة نقاط لقوات النظام داخل المدينة.

 

وذكر ناشطون أن الثوار قتلوا قائد عمليات فرقة المغاوير في جيش النظام العميد الركن شاهين صافي الأحمد خلال الاشتباكات داخل مدينة درعا، مع مجموعة من العناصر. وأعلنت صفحة «عاصفة الجنوب« على «الفايسبوك« أن الفصائل المشاركة في المعركة توقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام بعد استهداف غزير ومكثف للمراكز الأمنية في درعا المدينة.

 

وجاء الهجوم من عدة محاور في وقت واحد، منها محور مخيم درعا الذي يهدف للسيطرة على مبنى المخابرات الجوية، ومحور درعا البلد الي يعتبر خط الهجوم ضد حي المنشية، إضافة لمحور طريق السد الذي يهدف لضرب المراكز الرئيسية من أبنية تتحصف فيها القوات النظامية في حي السحاري. كما اندلعت المواجهات في المحور الشرقي في خطوة تهدف للسيطرة على الأمن الجنائي وعلى مبنى أمن الدولة.

 

ومن جهته، أقدم النظام على استهداف أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم والقرى المحيطة بأكثر من 60 برميلاً متفجراً، حتى ظهر أمس.

 

ويذكر أن البيان رقم 1 كان قد أعلن عن انطلاق المعركة التي يشارك فيها نحو 51 فصيلاً، واعدا باستمرار المعركة «حتى تحرير آخر شبر محتل في درعا واجتثاث جذور البغي واسترداد إرادة الشعب للمرافق والمؤسسات».

 

وذكر مصدر في درعا أن المعركة استهلت بهجوم يعتبر الأعنف الذي تشهده المدينة، وبدأ بقصف صاروخي ومدفعي كثيف ليمهد الطريق أمام قوات المشاة المتأهبة لخوض حرب الشوارع ضد مواقع قوات النظام المتحصنة في منطقة الملعب البلدي ومبنى المخابرات الجوية والمشفى الوطني.

 

وتكمن الأهمية الاستراتيجية لمعركة عاصفة الجنوب بأنها فيما لو كتب لها النجاح ستنهي تواجد النظام لتعلن جنوب محافظة درعا خالياً بشكل كامل من قوات النظام. أما الهدف المعنوي فيكمن في إعلان مدينة درعا محررة، وهي مركز المحافظة، على غرار ما حدث في إدلب. الأمر الذي سيقدم جرعة كبيرة من الدعم المعنوي لمقاتلي حوران الذين يبدو أنهم سيكملون طريق التحرير باتجاه إزرع والخربة غزالة والصنمين قبل دق أبواب دمشق.

 

وتأتي معركة عاصفة الجنوب في هذا الوقت بالذات كخطوة تكتيكية منطقية في سلسلة الحروب التي تخوضها فصائل حوران وعلى رأسها الجبهة الجنوبية، التي حققت حتى الآن باقة من الانتصارات الاستراتيجية في كل من بصرى الشام واللواء 52 ونحجت في إخراج مطار الثعلة الحربي عن الخدمة وتمكنت من دحر قوات النظام وميليشيات «الحرس الثوري« الإيراني و«حزب الله« في بصرى الحرير، حين حاولت فتح طريق السويداء إزرع لدعم القوات النظامية المتمركزة في قطاعات الفرقة الخامسة.

 

وبذلك تكون فصائل «الجيش الحر« في درعا قد قطعت أوصال القوات المتواجدة في المحافظة ولم يبق لمقاتليها سوى تحرير مدينتهم التي انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة، قبل التوجه لتحرير إزرع وخربة غزالة وتحرير الصنمين التي تعتبر بوابة الزحف إلى دمشق. وليس من الغريب أن تعتبر معركة تحرير محافظة درعا بالكامل واحدة من أهم المعارك التي يخوضها الثوار ضد قوات النظام، فتحريرها هو أكثر ضربة موجعة يتلقاها النظام خلال أعوام الثورة الأربعة، لما لتحريرها من أبعاد وتبعات تتجاوز حدود المدينة.

 

فمن الناحية العسكرية، تأتي أهمية تحرير درعا، كمحافظة، لاحتوائها على أربع فرق هي: الفرقة 15 قوات خاصة، والفرقة الخامسة، والفرقة التاسعة، والفرقة الثالثة، ما يعني سقوط أول فيالق النظام بيد الثوار، على اعتبار أن الفرق المذكورة تشكل الفيلق الأول في جيش النظام المؤلف من ثلاثة فيالق فقط، أي بشكل أو بآخر، انتقال عمليات التحرير على المستوى العسكري من الكتائب والأولوية، إلى الفرق والفيالق.

 

أما من الناحية الجغرافية، فإن أهم ما في تحرير درعا أنه يمثل إعلانا لتحرير أولى المحافظات السورية الملاصقة لدمشق، ما يعني بشكل فعلي خطوة جديدة باتجاه نقل المعارك إلى العاصمة دمشق، خاصة وأن معركة «عاصفة الجنوب« الهادفة لتحرير درعا تتزامن مع معركة «نصرة لحرائرنا» التي تهدف إلى تحرير ما تبقى من مدينة القنيطرة المحاذية للعاصمة من الجهة الجنوبية الغربية، وبالتالي فتح الطريق أمام بدء المعارك لاستعادة مناطق دمشق الجنوبية من جهة درعا، وهي المناطق التي تعد أكبر معاقل قوات «الحرس الثوري« الايراني و«حزب الله« والميليشيات الشيعية المتمركزة في مقام السيدة زينب جنوبي العاصمة.

 

كما أن نجاح الثوار في تحرير محافظة درعا بالكامل يحمل تبعات ونتائج تتعدى حدود درعا، كون عمليه التحرير ستساهم إلى حد بعيد في تسهيل فتح معارك كسر حصار الغوطة الغربية (داريا ـ المعضمية) من جهة القنيطرة، كما ستنعكس نتائج تحرير درعا بشكل مباشر على معارك تحرير القطع العسكرية في مدينة السويداء خاصة مطاري الثعلة وبلي، على اعتبار أن تحرير درعا بالكامل يجعل طريق امداد النظام الوحيد إلى السويداء والذي يمر عبر بلدة نجها بريف دمشق الجنوبي تحت مرمى الثوار.

 

أما الأهم في عملية تحرير درعا ككل، إن تمت، فإنها تزيد من خنق نظام الأسد بالضغط على رئته في دمشق، لاسيما بعد تحرير مدينة إدلب والضغط على رئته في الساحل مسقط رأس الأسد وخزان شبيحته. ويشار إلى قوات النظام لا تسيطر سوى على 30 في المئة من مساحة محافظة درعا بالكامل، ويتركز وجودها بشكل رئيسي في ثلاث جبهات رئيسية هي: جبهة ازرع وخربة غزالة، وجبهة الصنمين، وجبهة درعا المدينة وهي الجبهة التي أطلقت تشكيلات الجبهة الجنوبية مساء أول من أمس معركة «عاصفة الجنوب» لتحريرها، ما يعني أنه في حال نجاح المعركة فإن النظام ينحصر وجوده في جبهتين فقط.

 

#داعش يذبح 12 من “جيش الإسلام” بغوطة دمشق

بيروت – فرانس برس

نشر تنظيم داعش شريطا مصورا اليوم الخميس يظهر قيام عناصره بإعدام 12 عنصرا من فصائل سورية قاتلت ضده، عبر قطع الرأس. قائلا إنهم أسروا خلال معارك في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

ويأتي الشريط، وهو الأحدث في سلسلة مواد دعائية تظهر عمليات إعدام جماعية نفذها التنظيم بأساليب وحشية، بعد يومين من نشره شريطاً يظهر إعدام 16 شخصا على الأقل في شمال العراق، قال إنهم “جواسيس”.

ويعرض الشريط الذي تداولته الخميس مواقع إلكترونية متطرفة، مقتطفات من تقارير صحافية عن إعلان فصائل أبرزها جيش الإسلام “شن حرب ضد عناصر تنظيم داعش المتواجدين في بلدات الغوطة الشرقية”.

ويصف متحدث – غير ظاهر – الأسرى بأنهم أفراد في “الصحوات الخائنة”، وقد “أقيم حد الله فيهم”. ويستخدم التنظيم مفردة “الصحوات” للإشارة إلى المجموعات التي تقاتل ضده، في استعادة لتسمية مجموعات من العشائر السنية العراقية قاتلت تنظيم القاعدة قبل أعوام بدعم أميركي.

ويورد الشريط أن الأسرى الذين كانوا حليقي الرأس والذقن، أسروا إثر معارك لم يحدد تاريخها في منطقة تل دكوة قرب دمشق، مع جيش الإسلام الذي يعد من أبرز الفصائل المقاتلة في ريف العاصمة السورية.

ويعرض الشريط “اعتراف” 4 منهم بالقتال ضد التنظيم. وقال 3 إنهم ينتمون إلى جيش الإسلام، في حين قال الرابع إنه تونسي ينتمي إلى جبهة النصرة.

ويظهر الشريط مسلحين يقتادون الأسرى مقيدي اليدين في منطقة شبه صحراوية، قبل أن يجثوا على الأرض وخلف كل منهم ملثم يحمل سكينا.

وتوجه أحد الملثمين إلى “جنود علوش” في إشارة إلى قائد جيش الإسلام زهران علوش، بالقول “توبوا قبل أن نقدر عليكم، توبوا ولكم منا الأمان والصفح والإحسان”، قبل أن يهم المسلحون بوضع السكانين على الرقاب.

ويظهر المشهد الأخير 8 جثث مقطوعة الرأس.

ويرى محللون أن تكرار التنظيم مواد كهذه، يهدف إلى بث الرعب لدى خصومهم ونيل الاهتمام عالميا.

 

كتائب الثوار في درعا تتقدم بمعركة #عاصفة_الجنوب

دبي – قناة العربية

أحرزت كتائب المعارضة السورية تقدما في أحياء مدينة درعا، بعد ساعات من الإعلان عن معركة “عاصفة الجنوب”، حيث استهدفت مقر فرع الأمن العسكري والمخابرات الجوية، ومواقع أخرى في درعا المحطة براجمات الصواريخ.

المكتب الإعلامي لمحافظة درعا قال إن فصائل المعارضة سـيطرت على حاجز “السرو” بالقرب من بلدة عَـتَمان، بعد معارك ضارية مع قوات النظام.

ويعد حاجز “السرو” إحدى القلاع الحصينة لـقوات النظام على المدخل الشمالي لـمدينة درعا.

 

كوباني.. اشتباكات متقطعة بين داعش والأكراد

مهران عيسى – سوروتش – الحدود التركية السورية – سكاي نيوز عربية

تدور اشتباكات متقطعة، الجمعة، بين مقاتلي تنظيم “داعش” ومقاتلين أكراد وسط مدينة كوباني السورية القريبة من الحدود التركية، في ظل حصار مطبق ينفذه مقاتلو “داعش” على مناطق مدنية مأهولة بالسكان، حسبما أفادت مصادر “سكاي نيوز عربية”.

 

وتتركز الاشتباكات في مناطق الثانوية والمركز الثقافي وشارع ثمانية وأربعين وحي المقتلة.

 

وقالت مصادرنا إن الاشتباكات التي بدأت الخميس أسفرت عن نحو 150 قتيلا وعشرات المصابين، ولازالت جثث قتلى آخرين في البيوت والشوارع لم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول لها.

 

وتجمعت عشرات الأسر الكردية الفارة من الاشتباكات منذ ليل الخميس في محيط معبري “مرشد بينار” و”يامورتا لك” الفاصلين بين سوريا وتركيا، أملا في أن تسمح لهم السلطات التركية بالدخول إلى الجار الشمالي.

 

وقالت مصادر في رئاسة الوزراء التركية لمراسلنا على الحدود إن السلطات التركية لم تتخذ قرارا بعد بالسماح للاجئين بالدخول إلى أراضيها، موضحة أنها سمحت فقط بدخول الجرحى لتلقي العلاج في مشافيها.

 

وأكدت المصادر أنها سمحت منذ الخميس بدخول 154 جريحا للعلاج في المستشفيات التركية، 4 منهم فقدوا حياتهم.

 

وشن مسلحو “داعش” الخميس هجوما مفاجئا على كوباني، بعد أشهر من طرد التنظيم المتشدد منها.

 

وتسلل المسلحون إلى المدينة متنكرين بثياب القوات الكردية والجيش الحر، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق إن المعارك مستمرة في أكثر من 5 نقاط داخل كوباني بين القوات الكردية و”داعش”.

 

تنظيم الدولة يسيطر على أحياء بالحسكة وخسائر كبيرة لقوات النظام

روما (25 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر من داخل مدينة الحسكة السورية إن عدة تفجيرات تعرضت لها مدينة الحسكة شمال شرق سورية قبل أن يبدأ مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية هجومهم على المدينة، وأشارت إلى أن التنظيم سيطر على عدة أحياء منها

 

وقالت المصادر من مدينة الحسكة التي تُعتبر مركز محافظة الحسكة السورية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد حصلت عدة تفجيرات استهدفت مقرات ومراكز أمنية وعسكري للجيش السوري ولميليشيات الدفاع الوطني وكتائب البعث الموالية للنظام وللأسايش الكردية وكذلك فوج الهجانة، وغالبية القتلى هم من الجيش والأسايش والدفاع، لكن هناك أيضاً قتلى وجرحى من المدنيين باعتبار أن المقرات التي استُهدفت هي داخل المدينة وفي الأحياء السكنية” وفق تأكيدها

 

وأوضحت المصادر “أحد التفجيرات الانتحارية تم بالقرب من مشفى الأطفال، وأوقع أحد عشر قتيلاً مدنياً معظمهم من الأطفال، والنتيجة حتى ليل الأمس كانت عشرات القتلى والجرحى، منهم خمسة من الجيش السوري بينهم ضابط وسبعة من الهجانة أحدهم برتبة عقيد وخمسة من الدفاع الوطني واثني من الشرطة المدنية واثني من الأسايش الكردية” وفق توضيحه

 

وأشار إلى تقدّم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية داخل المدينة الخميس، وقال “لقد سيطر مقاتلو التنظيم اليوم على عدة أحياء داخل مدينة الحسكة، والاشتباكات مستمرة طوال الليل وحتى اللحظة وهي على أشدها بين مقاتلي تنظيم الدولة والقوات النظام والميليشيات الموالية لها، وهناك حركة نزوح كبيرة من المدينة لخرجها” حسب قوله

 

إلى ذلك أشار المرصد الآشوري لحقوق الإنسان إلى “اشتباكات عنيفة” بالأسلحة الثقيلة اندلعت في مدينة الحسكة السورية بين مقاتلي تنظيم الدولة والقوات الحكومية وميليشياتها، وأشار إلى استخدام النظام سلاح الطيران لقصف تمركزات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق التي تمكنوا من التقدم إليها

 

وأوضح المرصد الآشوري أن الأحياء التي تم السيطرة عليها هي حي النشوة، وحي الشريعة، وشارع المدينة الرياضية، وهذه المناطق تقع في جنوب وجنوب غرب مدينة الحسكة، ولا يزال مقاتلو تنظيم الدولة يسعون للتقدم بغية السيطرة على أحياء ومناطق أخرى من المدينة

 

ويقطن مدينة الحسكة خليط من السوريين العرب والأكراد والكلدان السريان الآشوريين المسيحيين، وكانت حتى الآن تحت سيطرة قوات النظام وبعض القوات الكردية

 

ووفق المرصد فقد نزحت مئات العائلات من الحسكة إلى القامشلي صباح اليوم، بينما لا يزال عدد كبير من العائلات عالقة في مدينة الحسكة

 

والجدير بالذكر أن الهجوم الأخير على مدينة الحسكة من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية هو الرابع من نوعه خلال أقل من شهرين، لكن هذه المرة الأقوى والأوسع

 

القمة الأوروبية في يومها الثاني بعد ليلة عاصفة من النقاشات بشأن الهجرة

بروكسل (26 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تستأنف اليوم الجمعة أعمال القمة الأوروبية في بروكسل، بعد ليل طويل من المناقشات العاصفة حول موضوع الهجرة، لم تتمخض إلا عن التأكيد على ضرورة إظهار التضامن وتسريع عمليات تقاسم عبء المهاحرين.

 

ولم يكن من المفاجئ حصول نقاش اتصف بالتعقيد والحدة بين الزعماء، فقد ظهر فريقان، الأول بقيادة رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، مدعوماً بالعديد من الدول الأعضاء، و يعارض بقوة فكرة الحصص، التي حاولت المفوضية فرضها على الدول بشأن تقاسم اللاجئين، ويصر على مفهوم الطوعية والتضامن.

 

أما الفريق الثاني، فيقوده رئيس المفوضية جان كلود يونكر ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، وكانا يريدان تكريس مفهوم توزيع العبء حسب حصص يتم تحديدها على أساس معايير معينة.

 

وفي هذا الصدد، عبر رئيس المفوضية الأوروبية عن شعوره بالاحباط تجاه نتائج المشاورات، حيث قال “مهما قلنا ، تبقى النتائج دون المستوى المطلوب”، حسب وصفه.

 

وأعاد زعماء الدول التأكيد، في ما وصفوه بـ”الاتفاق” على تصميمهم تقاسم 40 ألف لاجئ يتواجدون حالياً في اليونان وإيطاليا، شريطة أن يتم هذا الأمر بعد التوصل إلى تفاهم عملي نهاية شهر تموز/يوليو القادم.

 

ويركز الزعماء على الصفة الطوعية لمسألة التقاسم، وهو الأمر الذي لم يرق لا لايطاليا ولا للمفوضية الأوروبية، حيث “لا تزال أوروبا دون مستوى الطموحات والآمال المعلقة عليها”، وفق كلام يونكر.

 

وألمح يونكر، في مؤتمره الصحفي الذي عقده فجر اليوم بالاشتراك مع رئيس الاتحاد دونالد توسك، إلى أن النوايا الحسنة ليست متوفرة لدى جميع الدول الأعضاء بما يكفي.

 

ولم يكن موضوع الهجرة هو مصدر الاحباط الوحيد، إذ أن غياب أي إتفاق حول اليونان، جاء ليلقي مزيد من الظلال القاتمة على الأجواء الأوروبية.

 

ويتبقى على زعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء اليوم تدارس الوضع الاقتصادي الأوروبي، والاستماع إلى ملاحظات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي يريد إصلاحات في أوروبا، قبل أن ينظم استفتاء في عام 2017 لاستطلاع رأي مواطنيه، حول مستقبل بريطانيا داخل أو خارج التكتل الموحد.

 

الاندبندنت: تنظيم “الدولة الإسلامية” وعام من الخوف

سوريون نزحوا من المواجهات بين مقاتلين أكراد ومسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في بلدة تل أبيض السورية.

نشرت صحيفة الاندبندنت تقريرا عن مرور عام على إعلان تنظيم الدولة الإسلامية عن نفسه، ويطرح أسئلة بشأن فاعلية الاستراتيجية الأمريكية، وإمكانية أن تكون خدمت مصلحة عناصر التنظيم.

وترى الاندبندنت أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أصبح أقوى مما كان عليه يوم 29 يونيو/ حزيران من العام الماضي، إذ سيطر عناصره على أغلب مناطق شمالي العراق وغربه، و”لا أدل على قوته من سيطرته على الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار.”

وزحف التنظيم في سوريا على مدينة تدمر، إحدى أهم المدن الأثرية، وهو ما جعله قادر على التحرك على أكثر من جبهة في وقت واحد، وفقا للصحيفة.

وتضيف الصحيفة أن ما يثير الدهشة في سقوط الرمادي وتدمر أنهما لم تسقطا في هجمات مفاجئة، مثلما حدث مع الموصل عام 2014.

ونقلت عن قائد شرطة الرمادي أثناء الحملة عليها، حميد شندوخ، قوله إن الفشل له طابع طائفي، إذ أن الحكومة رفضت تجنيد سكان الأنبار، وهم سنة، لأنها ترى فيهم تهديدا مستقبليا لها.

وأضاف شندوخ أن الأسلحة المتطورة كانت تعطى للشيعة وقوات مكافحة الإرهاب، بينما لم يستفيد غيرهم من سكان الأنبار بشيء.

أردوغان وسوريا

ونشرت صحيفة ديلي تلغراف تعليقا عن التطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا، وعودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى عين العرب (كوباني).

ويقول ريتشارد سبنسر في مقاله، إن الشرق الأوسط الأصدقاء فيه أعداء كذلك، وفجأة يتحول الأعداء إلى حلفاء.

وهناك تركيا التي لا يعرف أحد ما تقوم به، بحسب سبنسر.

وذكر أن “الغرب لم يعد يثق في قطر كصديق. فهي تؤوي القيادة المركزية الأمريكية، ولكنها تتغاضى عن الذين يمولون الإرهاب.”

وتقول الاندبندنت إن تركيا لا تريد من القوات الكردية، التي قاتلت الجيش التركي عقودا من الزمن، أن تحتشد على حدودها مع سوريا.

ولكن هذا التفسير لا يقنع الكثيرين، لأن الرئيس، رجب طيب أردوغان، قدم تنازلات للأكراد لم يقدمها أحد غيره، وفقا لما يراه الكاتب.

ولكن ما يقلق أكثر، حسب المقال، أن أردوغان مستعد لمنح الحكم الذاتي للأكراد، ما داموا مسلمين سنة، ولكنه يكون أقل حرصا عليهم عندما يمثلهم الحزب اليساري الانفصالي.

صفقة إيران

ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريرا عن المفاوضات الإيرانية مع الغرب بشأن ملفها النووي، وإنهاء العقوبات المفروضة عليه.

وتقول الفايننشال تايمز إنه على الولايات المتحدة أن تتمسك بموقفها من ضرورة تفتيش ومراقبة المنشآت النووية بعد تجميد العمل فيها.

وتضيف الصحيفة أن هذا هو الوقت المناسب لتكون إيران واقعية في أحلامها، وأن الوقت قد حان ليقرر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي التوقيع على الاتفاق، أو يواجه هو نظامه تبعات هذا الموقف.

 

الأمم المتحدة: أنباء عن نزوح 60 ألفا بسبب هجوم الدولة الإسلامية بسوريا

بيروت (رويترز) – قال مكتب الأمم المتحدة في سوريا يوم الجمعة إنه ترددت أنباء عن نزوح 60 ألف شخص بسبب هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الحسكة بشمال شرق البلاد وإن ما يصل إلى 200 ألف قد يحاولون الفرار في نهاية المطاف.

 

وشن التنظيم المتشدد هجوما على مناطق تحت سيطرة الحكومة في الحسكة يوم الخميس فاستولى على منطقة على الأقل في جنوب غرب المدينة الواقعة في شمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا والعراق.

 

والحسكة مقسمة إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تحت إدارة كردية.

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

تنظيم الدولة الإسلامية يشن هجوما مزدوجا على الجيش السوري والأكراد

من توم بيري وسيلفيا ويستال

بيروت (رويترز) – شن تنظيم الدولة الإسلامية هجمات متزامنة على الجيش السوري ومقاتلين أكراد أثناء الليل بعد أن فقد السيطرة على أراض خلال الأيام القليلة الماضية في مواجهات مع قوات يقودها الأكراد بمحافظة الرقة معقل التنظيم المتشدد.

 

وبعد أن مني بخسائر في الآونة الأخيرة على يد القوات الكردية المدعومة بغارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى الأخذ بزمام المبادرة من جديد بشن هجمات على مدينة كوباني التي يسيطر عليها الأكراد وتقع على الحدود مع تركيا ومناطق تحت سيطرة الحكومة في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا.

 

وفي هجوم منفصل في الحرب الأهلية السورية شن تحالف لمقاتلي المعارضة في جنوب البلاد هجوما يوم الخميس بهدف طرد القوات الحكومية من مدينة درعا.

 

وتأتي هجمات تنظيم الدولة الإسلامية بعد تقدم سريع أثنت واشنطن على نجاحه لقوات يقودها الأكراد في عمق الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم إلى أن أصبحوا على بعد 50 كيلومترا من الرقة.

 

ويشكل الهجوم المزدوج على القوات الحكومية في مدينتي الحسكة ودرعا -وهما عاصمتان لمحافظتيهما- اختبارا لمدى قدرة قوات النظام السوري على الصمود في مواقع نائية تقع بعيدا عن المنطقة الغربية التي تمثل أولوية قصوى لبقاء النظام.

 

وتقصف الولايات المتحدة وحلفاء أوروبيون وعرب التنظيم منذ العام الماضي في محاولة لالحاق الهزيمة به.

 

وحقق التنظيم تقدما سريعا الشهر الماضي إذ سيطر على مدن في سوريا والعراق. وحول تقدم الأكراد في الآونة الأخيرة دفة القتال ضد المتشددين لكن مقاتلي التنظيم يتبعون أسلوب التقدم في مناطق أخرى عندما يفقدون السيطرة على أراض.

 

وقال التنظيم في بيان “في عملية مباغتة يسر الله لجنود الخلافة السيطرة على حي النشوة الغربية والمناطق المجاورة لها” في جنوب غربي مدينة الحسكة المقسمة إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة وأخرى تحت سيطرة الأكراد. وأضاف البيان أن القوات الحكومية “انسحبت نحو مركز المدينة.”

 

وقال التلفزيون الرسمي السوري إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية طردوا سكانا من منازلهم في النشوة وأعدموا البعض واعتقلوا آخرين. وأضاف أنه قتل كثير من مقاتلي التنظيم المتشدد بينهم قيادي تونسي.

 

وقال إن سيارة ملغومة انفجرت في جنوب شرق الحسكة.

 

* آخر معاقل للقوات الحكومية

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التنظيم انتزع السيطرة على منطقتين من القوات الحكومية.

 

وتعتبر المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية في الحسكة بين آخر المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال شرق سوريا على الحدود مع العراق وتركيا وهي أراض يسيطر الأكراد على معظمها منذ نشوب الحرب الأهلية في 2011.

 

وقال مسؤولون أكراد والمرصد إن هجوم التنظيم المتشدد يوم الخميس على كوباني بدأ بتفجير سيارة ملغومة واحدة على الأقل في منطقة قريبة من المعبر الحدودي مع تركيا. ويشتبك مقاتلو التنظيم مع القوات الكردية في المدينة نفسها.

 

وشهدت كوباني بعضا من أعنف المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية العام الماضي. وطردت وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة بغارات التحالف مقاتلي التنظيم في يناير كانون الثاني بعد قتال دام أربعة أشهر.

 

وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب نقلا عن روايات شهود و”معلومات أولية” ان مهاجمي يوم الخميس دخلوا من تركيا لكن الامر لم يتضح بعد.

 

وقال إن المقاتلين الذين شنوا الهجوم يوم الخميس دخلوا المدينة من الغرب في خمس سيارات وإنهم قاموا بخدعة فرفعوا علم الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب والذي يحارب التنظيم المتشدد مع الوحدات.

 

وأضاف لرويترز “فتحوا النار بشكل عشوائي على كل من وجدوه.”

 

وقال المرصد إن المهاجمين أيضا ارتدوا البزات العسكرية التي يرتديها مقاتلو وحدات حماية الشعب. وأضاف ان المقاتلين الاكراد قتلوا 30 من المهاجمين.

 

وأظهرت الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاتلا واحدا ميتا على الأقل قيل إنه مقاتل في تنظيم الدولة الإسلامية لكنه يرتدي بزة مقاتل كردي.

 

وأشار المرصد إلى أن ما لا يقل عن 35 شخصا معظمهم مدنيون قتلوا في الهجمات إضافة إلى 20 شخصا أو أكثر من المدنيين الأكراد في قرية تقع إلى الجنوب من كوباني.

 

وذكرت وحدات حماية الشعب الكردية في صفحة على فيسبوك إن 15 مقاتلا على الأقل من تنظيم الدولة الاسلامية قتلوا في كوباني.

 

وقال ولات عمر وهو طبيب في كوباني إن 15 شخصا قتلوا وأصيب 70 آخرون بينهم كثيرون حالتهم خطيرة مشيرا إلى أن البعض فقدوا أطرافهم في حين نقل آخرون إلى تركيا للعلاج.

 

وقال شهود إن نحو 50 شخصا فروا إلى معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا في كوباني بعد الهجوم سعيا لعبور الحدود. وذكر التلفزيون السوري أن المهاجمين دخلوا كوباني من تركيا وهو ما نفته حكومة أنقرة.

 

* غارات جوية

 

وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد شن غارات يوم الخميس على التنظيم في الحسكة وعلى مقربة من مدينة تل أبيض غربا على مقربة من الحدود مع تركيا.

 

وذكر مسؤول سوري طلب عدم نشر اسمه أن التنظيم يحاول فيما يبدو تشتيت تركيز القوات التي تقاتله بسبب الضغط الذي يتعرض له حاليا في الرقة. وقال “أعتقد أن هذا هو سبب تحركهم الى الحسكة لأنهم شعروا بخطر داهم من الوضع في الرقة.”

 

وقال المقاتلون الأكراد إنهم لا يعتزمون في الوقت الحالي التقدم صوب مدينة الرقة.

 

وشن مقاتلو المعارضة في جنوب البلاد هجومهم يوم الخميس للسيطرة على درعا التي ستصبح إذا ما سقطت ثالث عاصمة محافظة سورية يفقد الأسد السيطرة عليها منذ بدء الحرب بعد أن سيطر التنظيم المتشدد على الرقة وسيطر تحالف لفصائل سورية معارضة للنظام على إدلب.

 

وتواجه حكومة الأسد ضغوطا عسكرية متزايدة منذ مارس آذار وفقدت السيطرة على أراض في شمال غرب وجنوب ووسط البلاد حيث سيطر التنظيم المتشدد على مدينة تدمر الشهر الماضي.

 

وتقتصر سيطرة الأسد الآن في الأساس على المراكز السكنية الرئيسية في غرب سوريا حيث سعى إلى إحكام قبضته بمساعدة جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية المتحالفة معه.

 

وقال تحالف لجماعات معارضة يعرف باسم “الجبهة الجنوبية” إن هجومه على درعا بدأ فجرا. ولجبهة النصرة أيضا وجود قوي في الجنوب.

 

وامتدت آثار القتال إلى الأردن حيث أدت قذيفة صاروخية طائشة إلى مقتل بائع في سوق وإصابة آخرين.

 

وقال عصام الريس وهو متحدث باسم الجبهة الجنوبية إن المعركة تستغرق وقتا وانهم مستعدون لها وأضاف أنهم بدأوا القصف لكن لا يمكنهم تقييم الوضع حاليا.

 

وقال خالد الهنوس محافظ درعا للتلفزيون السوري “هناك حرب حقيقية للارهابيين مع تكثيف الرمايات وبكافة الأسلحة والمدفعية على المواطنين في أحياء المدينة وعلى المستشفيات والمدارس والبنية التحتية.”

 

وأضاف أن المقاتلين لم يحققوا أي تقدم.

 

(اعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

منظمات حقوقية تنتقد رد مجلس الامن على مقتل المدنيين في سوريا

من ميشيل نيكولز

الامم المتحدة (رويترز) – انتقد تحالف يضم نحو 81 منظمة لحقوق الانسان والاغاثة مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الخميس لرده “غير الملائم بشكل يدعو للرثاء” على قتل المدنيين في سوريا ودعت الى معاقبة المسؤولين عنها.

 

ووصل مجلس الأمن الى طريق مسدود بشأن كيفية التعامل مع الحرب المستمرة منذ أربع سنوات في سوريا. واستخدمت روسيا حليف سوريا بدعم من الصين حق النقض (الفيتو) لعرقلة عدة قرارات تهدد باتخاذ اجراء ضد حكومة الرئيس السوري بشار الاسد.

 

وقال التحالف الذي يضم منظمة العفو الدولية وكير انترناشيونال وهيومن رايتس ووتش ولجنة الانقاذ الدولية وهيئة انقذوا الطفولة إنه غاضب للوحشية المستمرة بدون حساب في سوريا.

 

وتقول الامم المتحدة إن نحو 220 ألف شخص قتلوا في سوريا وإن 12.2 مليون شخص يحتاجون للمساعدة بينهم خمسة ملايين طفل. ويوجد نحو 7.6 مليون شخص مشرد بفعل الحرب داخل البلاد في حين فر أكثر من أربعة ملايين إلى الخارج.

 

وقال تحالف المنظمات “التعبير عن القلق الشديد في بيانات المجلس في الوقت الذي يتعرض فيه السوريون للقتل والتشويه في هجمات تنتهك القانون الانساني الدولي يوما بعد آخر إنما هو رد غير كاف يثير الرثاء.”

 

وحثت المنظمات مجلس الامن على “وضع آلية لرصد وكشف الهجمات التي تقع دون تمييز ضد المدنيين بأي وسيلة بما في ذلك البراميل المتفجرة والسيارات الملغومة ووضع عواقب واضحة لمن ينتهكون القانون.”

 

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون لاتخاذ اجراء عاجل من مجلس الامن بشأن سوريا وسط الفظائع التي ترتكب يوميا. وناشدت منسقة الشؤون الانسانية السابقة فاليري آموس المجلس في ابريل نيسان فرض حظر أسلحة وعقوبات على منتهكي القانون الانساني.

 

وفي الاسبوع الماضي طلب أكثر من ثلث الدول الأعضاء في الامم المتحدة أي نحو 71 من بين 193 دولة من مجلس الامن بذل مزيد من الجهد لوقف القصف الجوي الذي تنفذه القوات الجوية السورية وخاصة باستخدام البراميل المتفجرة.

 

وفي فبراير شباط من العام الماضي طالب مجلس الامن الاطراف المتحاربة بوقف الهجمات ضد المدنيين بما في ذلك البراميل المتفجرة التي يتم اسقاطها من الجو. وهدد باتخاذ مزيد من الخطوات في حالة عدم الالتزام.

 

وقال تحالف المنظمات الحقوقية والاغاثة “منذ ذلك الحين وقف المجلس موقف المتفرج بينما يتم انتهاك هذا الطلب مرارا شهرا بعد شهر.”

 

ويعزي مسؤولون غربيون بالمسؤولية في الهجمات بالبراميل المتفجرة الى الحكومة السورية. ونفى الاسد ان تكون القوات الجوية السورية تستخدم هذه الادوات.

 

ومن المقرر أن يعقد مجلس الامن جلسة غير رسمية يوم الجمعة بدعوة من فرنسا وأسبانيا بشأن استخدام الاسلحة دون تمييز بما في ذلك البراميل المتفجرة ضد المدنيين في سوريا.

 

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى