أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 10 تشرين الثاني 2011

 الأمم المتحدة تحذر من انزلاق سورية إلى «نزاع مسلح»

نيويورك – راغدة درغام؛ لندن، القاهرة، نيقوسيا – «الحياة»، ا ف ب

حذرت المفوضة العامة لحقوق الانسان نافي بيليه امس امام مجلس الامن من خطر انزلاق سورية الى نزاع مسلح «على غرار ما حدث في ليبيا»، وذلك بسبب «مقابلة السلطة المطالب السلمية بالعنف الوحشي». وأضافت أن «المزيد من الجنود في سورية يرفضون التواطؤ في ارتكاب جرائم دولية ويغيرون ولاءهم الى الجانب الآخر». وذلك في الوقت الذي استمرت فيه المواجهات في مدن سورية عدة، ما ادى الى سقوط نحو 20 قتيلا على الاقل، بينهم ثمانية في دمشق.

وقالت بيليه، في الجلسة التي خصصت للبحث «حماية المدنيين في النزاعات المسلحة»، إن «الجيش السوري والقوى الأمنية تواصل ارتكاب انتهاكات جدية لحقوق الإنسان». ودعت الى إجراء «محاسبة حقيقية على الجرائم في سورية».

ومن جانبها هددت السفيرة الأميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس بعدم رضوخ بلادها لإبعاد ملف سورية عن مجلس الأمن، وأكدت إصرار الإدارة الأميركية على العمل الدؤوب الى حين «قيام مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته». ودعا وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في مداخلة امس امام مجلس العموم جامعة الدول العربية الى الرد بسرعة على «فشل الحكومة السورية في تنفيذ الاتفاق المتفق عليه». كما تعهد تعزيز الضغوط على الرئيس بشار الأسد ونظامه. وقال ان حكومته تعمل مع الحكومات الاوروبية الاخرى من اجل فرض حزمة أخرى من العقوبات على دمشق ما لم تتخذ إجراءات فورية لإنهاء العنف».

وعبرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الإغاثة الطارئة فاليري آموس عن القلق من الوضع في سورية، مؤكدة ايضاً أن «الوضع ينزلق نحو نزاع مسلح». وقالت «إن العمليات العسكرية تسبب وقوع عدد كبير من الضحايا وأن أكثر من ٣٥٠٠ سوري قتلوا منذ آذار (مارس) الماضي». وأشارت الى تقارير عن انتهاكات جدية لحقوق الإنسان بما فيها الاستخدام المفرط للقوة وإعاقة حرية الحركة والانتقال. وأعربت عن قلقها حيال «قطع إمدادات الكهرباء والماء خلال العمليات العسكرية، والتدخل في عمل الخدمات الطبي.

في هذا الوقت تستعد المدن السورية للاضراب العام الذي دعت اليه الهيئة العامة للثورة اليوم للتضامن مع حمص، واستنكاراً للحملة الامنية التي تعرضت لها هذا الاسبوع على ايدي قوات النظام. وكان لافتاً امس الاعتداء الذي قام به عدد من المعارضين السوريين في القاهرة على وفد من «هيئة التنسيق الوطني» برئاسة حسن عبد العظيم بينما كان في طريقه الى اجتماع كان مقرراً سابقاً مع الامين العام للجامعة نبيل العربي.

واثار توقيت هذا الاعتداء تساؤلات كثيرة عن خلفياته واهدافه، خصوصاً ان موقف «هيئة التنسيق» لا يختلف بشكل واسع عن مواقف سائر اطراف المعارضة لجهة المطالبة بوقف اعمال القمع والدعوة الى التغيير، والمطالبة بمراقبين دوليين وبافساح المجال امام وسائل الاعلام للعمل بحرية في سورية.

اذ طالب عبد العظيم، بعد اجتماعه مع العربي، بعدم اعطاء مهل جديدة للنظام السوري «يستخدمها للقمع والقتل». كما طالب الجامعة بتوفير «آليات عمل لحماية شباب الثورة والشعب السوري وثورته السلمية من القتل والقمع والاعتقال، وأن تبعث مراقبين مدنيين وتستعين بمرافقين دوليين لمنظمات حقوقية وإنسانية، وأجهزة إعلام عربية ودولية لتزور سورية، وتعرف أن هذه الثورة سلمية».

واكد عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري جبر الشوفي لـ «الحياة» ان «كل من اعتدى او يعتدي على احد اطراف المعارضة السورية من هيئة التنسيق الوطنية أو من خارجها لا يمثل المجلس الوطني حتى لو خالفنا الرأي أوهاجمنا». ودان أي تصرف يخرج عن حدود اللياقة الأدبية، مضيفاً: «قوة الديموقراطية تكمن في كونها استبدلت البندقية والعنف بحوار الكلمة. وترفعت عن أساليب التشبيح واهانة كرامات المواطنين. نحن نحترم أعضاء هيئة التنسيق الوطنية والمعارضة السورية أفرداً وجماعات». وقال أن «من لجأ إلى العنف معهم، أقل ما يقال فيه أنه يسيء إلى المبدأ الذي يحمله والهدف الذي يسعى إليه ويخرج عن إرادة الثوار الحقيقيين وقيمهم الثورية النبيلة».

وعلى الصعيد الامني استمرت المواجهات امس في مناطق مختلفة من سورية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 19 شخصاً قتلوا، بينهم 7 جنود على الاقل قتلهم منشقون قرب مدينة محردة في محافظة حماة. كما قتل ثمانية مدنيين في حي برزة في العاصمة دمشق. واوضح المرصد ان شخصاً قتل في حي برزة اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن فجر امس. ثم قتل خمسة اخرون اثناء تشييع جنازته.

وذكر المرصد السوري ان شخصين قتلا متأثرين بجروح اصيبا بها صباح امس في حي الخالدية وشارع القاهرة في حمص برصاص الامن و»الشبيحة». كما قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل في محافظة درعا اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية في مدينة انخل. واصيب سبعة اشخاص بجراح اثر اطلاق الرصاص من قبل القوات السورية على متظاهرين في بلدة جاسم كانوا يحتجون على سقوط قتلى في انخل.

وفي دير الزور قتل شخص خلال مداهمات نفذتها اجهزة الامن السورية في مدينة البوكمال بحثا عن مطلوبين.

وفي ادلب دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحين يعتقد انهم منشقون في قرية خان السبل قرب سراقب، بحسب المرصد، وفي حمص اسفرت حملة المداهمات والاعتقالات التي نفذتها اجهزة الامن السورية في حي الخالدية عن اعتقال اكثر من 200 شخص كما قتل فتى تحت التعذيب كان قد اعتقل قبل ايام.

محتجون يمنعون معارضين سوريين من دخول الجامعة العربية ويرشقونهم بالبيض

القاهرة – محمد الشاذلي

طغى الاعتداء الذي نفَّذه معارضون سوريون معتصمون أمام مقر الجامعة العربية أمس على وفد من «الهيئة التنسيقية الوطنية السورية» على نتائج لقاء الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مع عضو الوفد حسن عبدالعظيم.

ويضم وفد «هيئة التنسيق الوطني» عدداً من الشخصيات البارزة في المعارضة السورية من بينها حسن عبدالعظيم وميشيل كيلو وهيثم مناع وصالح مسلم. وطلب الوفد منذ أول أمس عقد لقاء عاجل مع العربي للتشاور معه حول مطالب المعارضة قبيل الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي يُعْقَد بعد غد السبت.

غير ان المعتصمين اعتدوا على أعضاء الوفد وضربوهم ورشقوهم بالبيض، ما أجبرهم على المغادرة، باستثناء عبد العظيم الذي تمكن من الدخول ومقابلة العربي، فيما فشل الآخرين في دخول مقر الجامعة. وقال معتصمون إن البعض هاجموا الوفد لعدم وجود قناعة لديهم بأن الوفد «يمثل المعارضة على الأرض ويعبر عن مطالبهم بتجميد عضوية سورية في الجامعة أو فرض حظر جوي لحماية المدنيين».

وأعرب الدكتور نبيل العربي عن أسفه للاعتداء الذي تعرض له وفد معارضة الداخل. وقال العربي، في مؤتمر صحافي، «حدث استخدام لعنف لا أدري سببه، ونأسف للاعتداء عليهم».

وأضاف: «الجامعة العربية تلتقي كل المعارضين السوريين من الداخل والخارج، وسبق أن التقيت أكثر من مرة ممثلي المجلس الوطني السوري»، مشيراً إلى أن الجامعة العربية مكلفة بذلك من قبل مجلس وزراء الخارجية العرب.

ورداً على سؤال حول على أي أساس تم تحديد وفد المعارضة، خصوصاً أن المعتصمين أمام الجامعة العربية يتهمون الوفد بأنه «ينسق» مع النظام السوري، قال العربي: «من حقهم أن يقولوا أي شيء، وحسن عبد العظيم شخصية سورية لها تاريخ طويل ومن حقه أن يلتقينا».

وجدد الأمين العام للجامعة العربية التأكيد على أن الجامعة مكلفة بمقابلة المعارضة السورية، قائلاً: «أي شخص من المعارضة السورية يطلب اللقاء نلتقيه، وقابلت كل المعارضين في الخارج»، مشيراً إلى أن الجامعة العربية كأمانة عامة تنفذ القرارات بحذافيرها.

وتابع: «خطة العمل العربية تقضي بأن تُتَّخذ خطوات عدة، وأنا على اتصال مع دمشق ومع المعارضة وعدد كبير من الدول العربية، واتصل بي اليوم (أمس) عدد كبير من وزراء الخارجية العرب، وسيتم خلال اجتماع السبت المقبل تقييم الموقف من جميع الوجوه، ومن خلال المتوافر لدى الجامعة العربية من المعلومات، واللقاءات مع المعارضة السورية لهذا الغرض».

ورداً على سؤال عن أن النظام السوري لم يسحب الدبابات حتى الآن، قال العربي: «كل هذه الأمور سوف تطرح على المجلس الوزاري المقبل». وعن احتمال تجميد عضوية سورية، قال إن أي اقتراح تتقدم به دولة سيتم طرحه على المجلس الوزاري.

وفي شأن رسالة وزير الخارجية السوري الذي يطالب الجامعة العربية بالرد على الجانب الأميركي، قال العربي: «الرسالة من الجانب السوري تفيد بأنهم كانوا يتوقعون أن ترد الجامعة العربية على تصريح المتحدث باسم الخارجية الأميركية الذي يدعو المسلحين السوريين إلى عدم تسليم أسلحتهم». وأضاف العربي إن «الولايات المتحدة ليست عضواً في الجامعة العربية، وليس لنا شأن بها، ونحن ناشدنا كل الأطراف أن تعطي فرصة للمبادرة العربية».

وقال رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية الثورة السورية في القاهرة مؤمن كويفاتية «إن وفد هيئة التنسيق الوطني أتى لكي يقابل الأمين العام للجامعة ومنعناهم وجلسوا معنا ودار نقاش لمدة نصف ساعة حول ما سيتم مداولته مع العربي». واستغرب كويفاتية من أنهم لم يتحدثوا بكلمة واحدة حول تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية أو تدويل القضية أو فرض الحظر الجوي لحماية المدنيين السوريين.

وحول الاعتداء على أعضاء الوفد، قال كويفاتية: «ما حدث أمر طبيعي، وهؤلاء خونة متخاذلون تم شراؤهم بالأموال جاؤوا وشعبنا كله من أقصاه إلى أدناه يريد أسقاط الدكتاتور بشار الأسد والاعتراف بالمجلس الوطني السوري، ولم يتحدثوا طوال نصف ساعة في نقاش معنا حول تجميد عضوية دمشق في الجامعة، فلاقوا كل ما يستحقونه من ضرب وكل وسائل المنع، لأنهم لا يمثلون الشعب السوري، وإنما يمثلون حكم النظام، وجاؤوا ليدخلوا ولم يجدوا إلا الإهانة».

وقال المنسق العام تنسيقية الثورة السورية في القاهرة أحمد حمودة إن «هيئة التنسيق» مجموعة من الأحزاب السورية ولم تنضم للمجلس الوطني الذي يمثل الحراك الثوري الشعبي على الأرض. وأضاف إن الشعب السوري يعتقد أنها «لا تنتمى لهم ولا ترفع مطالبهم، كما أن البعض يعتقد أن النظام السوري يحتوي هذه الهيئة».

لكن عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري جبر الشوفي قال لـ «الحياة»: «أبداً لا يمثل المجلس الوطني السوري كل من اعتدى أو يعتدي على أحد أطراف المعارضة السورية من هيئة التنسيق الوطنية أو من خارجها حتى لو خالفنا الرأي أوهاجمنا».

ودان أي تصرف يخرج عن حدود اللياقة الأدبية «ومنه ما قام به بعض الغلاة أمام الجامعة»، مضيفاً: «قوة الديموقراطية ونبلها وعظمتها تكمن في كونها استبدلت البندقية والعنف بحوار الكلمة. وترفعت عن أساليب التشبيح ومهانة كرامات المواطنين، نحن نحترم أعضاء هيئة التنسيق الوطنية والمعارضة السورية أفرداً وجماعات». معتبراً أن «من لجأ أو يلجأ إلى العنف معهم، أقل ما يقال فيه أنه يسيء إلى المبدأ الذي يحمله والهدف الذي يسعى إليه. ويخرج عن إرادة الثوار الحقيقيين وقيمهم الثورية النبيلة».

من ناحيته، شكر المنسق العام لـ «هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي» حسن عبدالعظيم الأمين العام للجامعة العربية ومساعدوه على حسن استقبالهم له. وقال: إن الهدف من اللقاء كان شرح الاوضاع والتطورات الداخلية في سورية ووصولها إلى مخاطر كبيرة على الشعب السوري والانتفاضة الثورية للشباب المطالبة بالتغيير الوطني الديموقراطي وإسقاط النظام بكل مرتكزاته.

وأضاف عبد العظيم، في مؤتمر صحافي عقب لقائه العربي، «شرحنا للأمين العام المخاطر التي تحيط بسورية الشعب والوطن وقلنا إننا نرفض الاستبداد الداخلي، ونعمل على إنهائه وإسقاطه بشكل نهائي»، مؤكداً كذلك رفضه التدخل العسكري الخارجي الذي يشكل خطراً على سورية الشعب والوطن ويمكن أن يؤدي إلى التقسيم.

وتابع: «نحن نطالب في الوقت نفسه بنفس القوة ونفس الحزم وقف الاستبداد، وطلبنا من الجامعة العربية ألا تعطي مُهَلاً جديدة يستخدم فيها النظام القمع والقتل»، كما طالب الجامعة العربية بتوفير آليات عمل لحماية شباب الثورة والشعب السوري وثورته السلمية من القتل والقمع والاعتقال والتعذيب حتى الموت وأن تبعث مراقبين مدنيين وتستعين بمرافقين دوليين لمنظمات حقوقية وإنسانية، وأجهزة إعلام عربية ودولية لتزور سورية، وتعرف أن هذه الثورة سلمية، وأن ما يستخدم من عنف وقتل وقمع لا يؤدي إلى كسر إرادة الشعب السوري في التغيير والحرية.

ورداً على سؤال حول الجديد في مطالب المعارضة السورية، قال عبد العظيم: «توفير آليات عمل لا إعطاء النظام فرصاً جديدة، وإنما توفير آليات عمل جديدة لحماية الشعب السوري وثورته»، مؤكداً أن الآليات التي نريدها هي إرسال مراقبين مدنيين عرب ودوليين، وكل ما يوفر الحماية الإنسانية للشعب السوري. وحول ما إذا طلب وفد «هيئة التنسيق» من الأمين العام تجميد عضوية سورية في الجامعة، قال: «المطلوب قبل التجميد، أن تمارس من الجامعة العربية دورها، قبل مجيئي إلى الجامعة ولقاء العربي التقيت 10 من سفراء الدول الأجنبية المعتمدين لدى القاهرة ومنهم سفيرا روسيا والصين، وهم يطالبون بالتمسك بالمبادرة العربية». ونبه عبد العظيم إلى أن المبادرة العربية إن لم تقترن بوسائل حماية للشعب السوري ستكون خطراً على الشعب السوري وشباب الثورة.

وعن الاتهامات للهيئة بأنها موالية للنظام، قال عبد العظيم: «نحن نعمل بمسؤولية وطنية عالية في هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي لحماية الثورة وشبابها، ونريد من المراقبين المدنيين العرب والدوليين أن يتأكدوا أن الثورة السورية سلمية، وتوفير وسائل الحماية لها دون التدخل العسكري».

وحول منع أعضاء الوفد من لقاء العربي قال: «نحن معارضة وطنية نريد إنجاز نظام وطني ديموقراطي يتسع لكل الشعب السوري بكل طوائفة من دون إقصاء لأحد»، وأكد رفضه أن «يقوم أحد فصائل المعارضة السورية بإقصائنا ومنعنا من التعبير عن موقفنا؛ لأننا نرفض التدخل العسكري المباشر». وجدد رفضه للاتهامات الموجهة لهيئته بأنهم عملاء للنظام. ويتوقع ان يتوجه وفد من المجلس الوطني السوري كذلك إلى مبنى الجامعة العربية للتأكيد على مطالبه بالاعتراف به «ممثلاً شرعياً للشعب السوري والثورة».

يذكر ان ميشال كيلو (71 عاماً) هو احد اشهر نشطاء حقوق الانسان في سورية، وقد سجن من عام 1980 وحتى 1983 ومن عام 2006 وحتى 2009. وهو عضو في اللجنة الوطنية للتغيير الديموقراطي التي تأسست في 17 ايلول (سبتمبر) وتضم عدداً من القوميين العرب والاشتراكيين والماركسيين وعدداً من ابناء الاقلية الكردية ومستقلين مثل كيلو. اما هيثم مناع فهو معتقل سياسي سابق وناشط حقوقي بارز ويعيش في المنفى في فرنسا.

خلافات المعارضة السورية وصلت إلى الشارع

واشنطن: زعماء عرب عرضوا اللجوء على الأسد

 * تحذير أممي من حرب أهلية في سوريا

* مناقشة علنية في مجلس الامن عن حماية المدنيين

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات

اتخذ امس الخلاف بين اطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج طابعا علنيا وحادا، عندما منع عشرات من المحتجين بالقوة مجموعة من المعارضين السوريين المعروفين في الداخل، بينهم الكاتب ميشال كيلو والناشط هيثم المناع، من دخول جامعة الدول العربية في القاهرة للاجتماع مع الامين العام للجامعة نبيل العربي ورشقوهم بالبيض بحجة انهم موالون للنظام و”يأتمرون باوامره ولايدعمون مطالب المجلس الوطني السوري بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وفرض منطقة حظر طيران عليها”.

 واشنطن

وفي واشنطن، كشف مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أن زعماء عربا يعرضون على الرئيس السوري بشار الأسد “ملاذاً آمناً لتشجيعه على الرحيل بسرعة”، وقال إن “القمع الوحشي لا يمكن أن يؤخر” التحول الديموقراطي في سوريا. وإذ حذر من المعارضة المسلحة للنظام، أفاد أن الولايات المتحدة تجري مشاورات لتشكيل “مجموعة اتصال لأصدقاء الشعب السوري”.

وفي جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية الفرعية لشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا الوسطى في مجلس الشيوخ الأميركي عن سياسة الولايات المتحدة حيال سوريا، قال رئيس اللجنة السناتور الديموقراطي بوب كايسي أن “نظام الأسد في سوريا يرد بعنف رهيب لا يوصف” على التظاهرات السلمية في البلاد، مضيفاً أن الأسد “انتهك” بنود اتفاقه مع مبادرة جامعة الدول العربية. واعتبر أن الأسد “يثبت للعالم أن الإصلاحات الديموقراطية ليست ممكنة الآن”. وحض على “انشاء مجموعة اتصال لأصدقاء الشعب السوري يمكن أن تعمل نقطة انخراط دولي للمعارضة الديموقراطية لدى الشعب السوري”، موضحا أنه “يمكن لجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي تشكيل قلب مجموعة كهذه” من أجل “توجيه رسالة واضحة عن التضامن الدولي مع التغيير الديموقراطي في سوريا”، آملاً في أن “تدرس جامعة الدول العربية جديا هذا الإقتراح لدى مناقشة الوضع في سوريا السبت المقبل”.

وتحدث السناتور الجمهوري الرفيع جيم ريش داعياً الى “العزل قدر الإمكان” لنظام الرئيس الأسد، وأكد أن “ثمة اتفاقا بين الحزبين على هذا الموضوع”.

وقال جيفري فيلتمان إن “بشار الأسد يدمر سوريا ويزعزع المنطقة… رسالتنا الى الرئيس الأسد يمكن اختصارها بالآتي: تنح جانباً واسمح لشعبك بالبدء بالإنتقال الى الديموقراطية”. ودعا الى “الإستعداد لعملية طويلة وصعبة”، ذلك أنه “كي يستعيد النظام سلطته، كان على الجيش السوري أن يحتل بلاده”. ورأى أن “عزلة الأسد تزداد” دولياً مع “فقدان المجتمع الدولي صبره مع وحشية الأسد ووعوده المكسورة”. وأشار الى أن “كل جيران سوريا تقريباً يدركون أن الأسد يذر عدم الإستقرار بصورة خطرة”، وأن “العرب يريدون من الأسد أن يوقف تدمير سوريا”. وأضاف أن الأسد صار “منبوذاً في العالم العربي”، بدليل أن “كل الزعماء ووزراء الخارجية العرب تقريباً الذين أتحدث معهم يقولون الشيء ذاته: حكم الأسد يقترب من النهاية. هذا محتوم” و”بعض هؤلاء العرب بدأوا حتى يعرضون على الأسد ملاذاً آمناً لتشجيعه على الرحيل بسرعة”.

 وإذ رحب بمبادرة جامعة الدول العربية لإنهاء العنف، قال إن “الحكم على النظام (السوري) بأفعاله لا بأقواله”. وحض “شركاءنا العرب على التنديد بالنظام  وزيادة الضغوط عليه بما في ذلك في الأمم المتحدة”. كما رحب بتشكيل “المجلس الوطني السوري”، معربا عن تفهمه لـ”حاجة الشعب السوري الى حماية نفسه”، ومحذرا من أن “المقاومة المسلحة تأتي بنتائج عكسية” لأنها “تلعب لمصلحة النظام، وتقسم المعارضة، وتقوض الإجماع الدولي”. ودعا عوض ذلك الى ادخال مراقبين دوليين وصحافة الى سوريا. وخلص الى أن “الأسد بوحشيته يمكن أن يقدر على تأخير التحول  ولكن لا يمكنه وقفه”.

ورداً على سؤال، رحب فيلتمان باقتراح انشاء “مجموعة اتصال لأصدقاء الشعب السوري”، كاشفاً أن المسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما يتحدثون عنها مع عدد من الأصدقاء. وأوضح أن الديبلوماسي الأميركي فريدريك هوف يتشاور مع مسؤولين عرب كي “يضطلعوا بدور قيادي” في هذه المجموعة.

وجدد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر دعوة المعارضين السوريين الى عدم تلبية عرض “العفو” الذي قدمته السلطات السورية الى المسلحين.

الامم المتحدة

 وفي نيويورك، حض المندوب الألماني الدائم لدى الأمم المتحدة بيتر فيتيغ المجتمع الدولي على العمل من أجل “وقف حمام الدماء” في سوريا ومنع انزلاقها الى حرب أهلية، إثر تحذير المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي من “خطر جدي” لنشوب “صراع مسلح” هناك، داعية الى السماح بدخول لجنة تحقيق دولية هذا البلد.

وفي مناقشة علنية لمجلس الأمن عن حماية المدنيين في النزاعات المسلحة، قالت بيلاي أن “هناك خطرا جديا أن تنزلق سوريا الى صراع مسلح”. وذكرت بأنه منذ احاطتها المجلس في آب الماضي بعمل مهمة تقصي الحقائق في سوريا “يواصل الجيش الحكومي وقوى الأمن ارتكاب انتهاكات خطيرة”.

  وندد المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السير مارك ليال غرانت بـ”القمع الوحشي للمتظاهرين المسالمين والإنتهاكات الهائلة لحقوق الإنسان التي يرتكبها الرئيس  الأسد وسلطاته”.

ورأى نظيره الفرنسي جيرار آرو أن مجلس الأمن “لم يضطلع بالدور الذي ينبغي أن يقوم به من أجل حماية المدنيين السوريين”، في إشارة الى استخدام روسيا والصين امتياز حق النقض لمنع صدور قرار عن المجلس في هذا الشأن.

ولفتت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سوزان رايس المجلس أن “لا قرار واحداً” اتخذ في المجلس “حتى للتنديد بالهجمات الوحشية لنظام الأسد ضد المدنيين”. ورأت أن “الأزمة في سوريا باقية أمام مجلس الأمن ولن نرتاح حتى يرتقي هذا المجلس الى مسؤولياته”.

فيلتمان: قادة عرب عرضوا اللجوء على الاسد

اعلن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان امام مجلس الشيوخ “ان بعض القادة العرب قالوا في احاديث خاصة انهم عرضوا اللجوء على الرئيس السوري بشار الاسد لاقناعه بالتخلي عن السلطة امام حركة الاحتجاجات التي تشهدها بلاده”، مشيرا الى أن “كل القادة العرب تقريبا يقولون الشىء نفسه: ينبغي ان ينتهي نظام الاسد. التغيير في سوريا حتمي”.

وأضاف: “ان عددا من القادة العرب بدأوا باقتراح اللجوء على الاسد لدفعه الى التخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة”.

(ا ف ب)

محتجون في القاهرة يرشقون وفداً للمعارضة السورية الداخلية بالبيض

تصويب غربي على دمشق … يستعجل إجهاض المبادرة العربية

اعطت واشنطن وباريس مؤشرات اضافية على انهما تجاوزتا المبادرة العربية حول الازمة السورية، بنية اجهاضها، قبل ايام من اجتماع المجلس الوزاري العربي السبت المقبل، وذلك سواء من خلال الترويج للحديث عن مرحلة ما بعد حكم الرئيس بشار الاسد، وتسريب معلومات حول عروضات لجوء له قدمها زعماء عرب، او من خلال تجديد استخدام فكرة «حماية المدنيين» وهو ما قوبل باعتراضات جديدة من روسيا والصين والهند التي رفضت تكرار «المأساة الليبية».

في هذا الوقت، تعرض وفد من المعارضة السورية في الداخل الى الرشق بالبيض والبندورة والضرب، خلال محاولته الدخول الى مقر الجامعة العربية في القاهرة للاجتماع بأمينها العام نبيل العربي، ما يظهر الخلاف الواضح بين المعارضة الداخلية التي ترفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية، والتي طالبت الجامعة العربية بعدم اعطاء النظام مهلة جديدة لزيادة القمع، ومعارضة الخارج التي تسعى الى هذا الامر، وذلك قبل يومين من اجتماع لوزراء الخارجية العرب لدراسة التطورات في سوريا.

وأعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان، امام لجنة فرعية للخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، «كل القادة العرب تقريبا يقولون الشيء نفسه: ينبغي ان ينتهي نظام (الرئيس بشار) الأسد. التغيير في سوريا حتمي». وأضاف ان «عددا من القادة العرب بدأوا باقتراح اللجوء على الاسد لدفعه الى التخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة».

وأعلن فيلتمان ان السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد الذي سحب الشهر الماضي لاسباب امنية سيعود الى منصبه «خلال اسابيع، اعني اياماً او اسابيع».

وقال فيلتمان ان «الاحتجاجات العنيفة غير مجدية»، مضيفا «نعتقد انه في الظرف الراهن تكمن قوتهم في التظاهرات السلمية» مشيرا خصوصا الى التجار السوريين الذين يقفلون محلاتهم تضامنا مع حركة المعارضة.

وتابع «نشجع المعارضة وحلفاءنا في المنطقة على الاستمرار في رفض العنف. عدم التخلي عن العنف، صراحة، يجعل القمع الوحشي للنظام أكثر سهولة». واشار الى ان «المقاومة المسلحة ستصب في مصلحة النظام وستقسم المعارضة». ووصف مثل «هذه المقاومة بانها ستكون وبالا على اعداء النظام». وتابع ان «بشار الاسد يدمر سوريا ويزعزع المنطقة. رسالتنا الى الرئيس الاسد بسيطة: استقل واترك مواطنيك يبدأون المرحلة الانتقالية نحو الديموقراطية»، معتبرا انه مع العقوبات المفروضة على دمشق «زادت عزلة سوريا».

وكرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر دعوة واشنطن للمسلحين السوريين الى عدم إلقاء السلاح وتسليم انفسهم للسلطات من اجل الحصول على عفو. وقال «من غير الحكيم للمتظاهرين تسليم أنفسهم لان سجلات النظام السوري تشير الى العنف وتعذيب المعارضين». واعتبر ان «انتقال سوريا من الدكتاتورية الى الديموقراطية يجب ان تكون سلمية».

وردا على دعوة واشنطن المسلحين لعدم الاستسلام للشرطة على الرغم من صدور وعد بالعفو عنهم من قبل السلطات السورية، قالت دمشق، في بيان في مجلس الامن، ان «الجمهورية العربية السورية تعتبر ان الولايات المتحدة ومن خلال اعلان وزارة الخارجية متورطة مباشرة في الاضطرابات العنيفة في سوريا». واضاف ان «هذا الموقف الاميركي يعكس النية لاجهاض جهود الجامعة العربية من اجل التوصل الى نهاية للازمة في سوريا».

مجلس الأمن

وقال مندوب فرنسا لدى الامم المتحدة جيرار آرو، اثناء نقاش في مجلس الامن حول حماية المدنيين في مناطق تشهد نزاعا مسلحا، ان «مجلس الامن تخلى عن مسؤولياته: البعض (الصين وروسيا) استخدموا النقض (الفيتو) ضد عمل لمجلس الامن ولو محدودا. آخرون اختاروا الامتناع، اي اللامبالاة». وأضاف ان «فرنسا ستواصل العمل بعزم لكي يضطلع المجلس اخيرا بدوره وهو الذي استطاع ال تثبت من كلفة عدم تحركه».

من جهتها، اعتبرت مندوبة الولايات المتحدة سوزان رايس ان «سوريا تمثل في مجال حماية

المدنيين التحدي الاكثر إلحاحا بالنسبة الى مجلس الامن». وأضافت انه وعلى الرغم من الفيتو المزدوج الروسي الصيني، فإن «الازمة في سوريا تبقى على جدول اعمال مجلس الامن ولن نتوقف حتى يضطلع هذا المجلس بمسؤولياته».

وتطرق المندوب الروسي فيتالي تشوركين، وهو يورد الضربات الجوية لحلف شمال الاطلسي في ليبيا، الى «محاولات تلاعب غير مقبولة بقرارات التفويض الصادرة عن مجلس الامن». ورأى ان مثل هذه الاعمال «تخرب احتمال القيام بأعمال مشتركة من المجتمع الدولي في اوضاع مماثلة».

من جهته، قال مندوب الهند في الامم المتحدة هارديب سينغ بوري «نعتقد ان عددا من الدول الاعضاء (في المجلس) يرغبون بقوة في استخدام موارد مهمة للحصول على تغيير النظام باسم حماية المدنيين». وشدد نظيره الصيني لي باودونغ على انه يتعين استبعاد اي «دوافع سياسية» في العمليات المتعلقة بحماية المدنيين.

واعتبرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي «حيثما تنتهك الحقوق الأساسية للإنسان وتقابل المطالب السلمية بالتغيير بعنف وحشي يضطر الناس في آخر المطاف للجوء إلى التمرد على الطغيان والقمع». وأضافت «حدث ذلك في ليبيا وربما يحدث في سوريا. يرفض المزيد والمزيد من الجنود أن يصبحوا شركاء في جرائم دولية وينضمون إلى الجانب الآخر. ثمة احتمال كبير أن تنزلق سوريا إلى صراع مسلح».

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في بيان، إن «الحكومة السورية لم تف بالتزاماتها أمام اللجنة العربية». وكرر ان على «الأسد الاستقالة والسماح لآخرين بقيادة عملية التغيير السياسي الذي تحتاجه البلاد بشدة».

بيض وبندورة

على وفد المعارضة

ومنع حوالى 100 شخص مجموعة من المعارضين السوريين المعروفين، ومن بينهم الكاتب ميشال كيلو والناشط هيثم المناع، من دخول مبنى الجامعة العربية في القاهرة ورشقوهم بالبيض والبندورة.

وأعلن مؤمن كويفاتيه، المعارض السوري المقيم في القاهرة، ان منع المعارضين من دخول مبنى الجامعة العربية ورشقهم بالبيض مبرر لانهم «خونة اشتراهم النظام». واتهم أعضاء الوفد بعدم دعم مطالب «المجلس الوطني السوري» بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وفرض منطقة حظر جوي عليها.

وتمكن حسن عبد العظيم، أحد أعضاء الوفد والمنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، من التسلل إلى داخل المقر، حيث اجتمع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

وقال العربي، بعد الاجتماع، «حدث استخدام لعنف لا أدري سببه، ونأسف للاعتداء عليهم». وأضاف «أن الجامعة العربية تلتقي كل المعارضين السوريين من الداخل والخارج، وسبق أن التقيت أكثر من مرة بممثلي المجلس الوطني السوري»، مشيرا إلى أن الجامعة العربية مكلفة بذلك من قبل مجلس وزراء الخارجية.

ورداً على سؤال حول الأساس الذي تم بموجبه تحديد وفد المعارضة، وخاصة أن المعتصمين أمام مقر الجامعة يتهمون الوفد بأنه ينسق مع النظام السوري، قال العربي «من حقهم أن يقولوا أي شيء، وكذلك حسن عبد العظيم شخصية سورية لها تاريخ طويل ومن حقه أن يلتقينا».

وتابع «إن خطة العمل العربية تقضي بأن تتخذ خطوات عدة، وهو على اتصال مع دمشق ومع المعارضة وعدد كبير من الدول العربية، حيث اتصل به اليوم (أمس) عدد كبير من وزراء الخارجية العرب، وسيتم خلال اجتماع السبت تقييم الموقف من جميع الوجوه، ومن خلال المتوافر لدى الجامعة العربية من المعلومات، واللقاءات مع المعارضة السورية لهذا الغرض».

وحول أن النظام السوري لم يسحب الدبابات حتى الآن، قال العربي «كل هذه الأمور ستطرح على المجلس الوزاري».

وحول احتمال تجميد عضوية سوريا، قال «إن أي اقتراح تتقدم به دولة سيتم طرحه على المجلس الوزاري».

وقال دبلوماسي بالجامعة العربية انه «من غير المرجح بدرجة كبيرة» ان تقطع الجامعة العربية العلاقات مع سوريا. وأضاف «مع من سنتحدث للعمل لحل هذه المشكلة اذا قطعنا كل العلاقات مع الدولة السورية؟». وأضاف ان الوزراء العرب قد يختارون إجراءات أقل شدة مثل ارسال لجنة عربية الى دمشق لمراقبة الوضع هناك أو ارسال وفد ليرى من الذي ينتهك خطة السلام في سوريا.

وعن رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يطالب الجامعة العربية بالرد على الجانب الأميركي، قال العربي «إن الرسالة من الجانب السوري تفيد بأنهم كان يتوقعون أن ترد الجامعة العربية على تصريح المتحدث باسم الخارجية الأميركية الذي يدعو المسلحين السوريين إلى عدم تسليم أسلحتهم». وأضاف «أن الولايات المتحدة ليست عضوا في الجامعة العربية وليس لنا شأن بها، ونحن ناشدنا كل الأطراف أن تعطي فرصة للمبادرة العربية».

وقال عبد العظيم إن الهيئة التي تعمل في الداخل السوري ترفض التدخل الأجنبي العسكري، ولكنها تؤيد إسقاط النظام السوري بكل مرتكزاته وإنهاء الاستبداد. وطالب، عقب اللقاء مع العربي، «الجامعة العربية بإرسال مراقبين عرب، وكذلك دوليون لحماية الشباب الثائر من القمع»، مؤكدا أن «الثورة السورية ثورة سلمية».

ورفض عبد العظيم اتهامات المعارضة السورية لوفده بأنه يمثل معارضة مهادنة للنظام، واصفا اتهامات المعارضة بالهراء، وأن سبب هجوم معارضة الخارج عليه أن معارضة الداخل يرفضون التدخل الأجنبي. وقال «لقد طلبنا من الجامعة العربية ألا تعطي مهلة جديدة للنظام يضاعف فيها القمع والقتل، وإنما يجب أن توفر آليات عمل للحماية من القتل والقمع والاعتقال والتعذيب من خلال إرسال مراقبين عرب ودوليين، وفتح المجال لمنظمات حقوقية وإنسانية ووسائل الإعلام العربية والدولية لتزور سوريا لتعرف أن هذه الثورة سلمية، وأن ما يرتكب من قتل لن يكسر الشعب السوري».

وحول موقفهم من الدعوة إلى تجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية، قال عبد العظيم «قبل التجميد نريد من الجامعة العربية أن تمارس دورها، وقبل مجيئي للأمين العام التقيت بعشرة سفراء، وحتى الصين وروسيا يطالبون بالتمسك بمبادرة الجامعة العربية، لكن هذه المبادرة إن لم تقترن بوسائل حماية للثورة والشباب سوف تكون خطرا على الثورة». وتابع «نحن معارضة وطنية تريد إنتاج نظام وطني ديموقراطي يضم كل طوائف المجتمع السوري، ونرفض الإقصاء والبعض يريد إقصائنا لأننا نرفض التدخل الأجنبي».

واعتبر المعارض السوري محمد مأمون الحمصي قيام «المتظاهرين السوريين بمنع وفد هيئة تنسيقية الثورة من الدخول إلى مقر الجامعة تصرفا عفويا من الشباب الذين يرون إخوانهم يقتلون يوميا على أيدي النظام السوري في الداخل». واتهم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه «أحد الأجهزة المساعدة للاستخبارات السورية، وأن الأرقام التي يصدرها حول أعداد القتلى في صفوف الشعب على أيدي النظام خاطئة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة».

وتسلم العربي رسالة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تتعلق بتطورات الأوضاع في سوريا، نقلها السفير الروسي لدى مصر سيرغي كيربيتشينكو.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، ان لافروف أكد للعربي، في اتصال هاتفي بينهما، «التأييد الثابت للمبادرة العربية وشدد على أنها تعتبر آلية واقعية لإقامة الحوار بين السلطات السورية والمعارضة وتمهد الطريق نحو تسوية الوضع بوسائل سياسية سلمية». وأشار لافروف إلى أن «الجامعة العربية تتمتع في ظل الوضع المعقد الراهن في سوريا بإمكانيات فعلية لإيجاد حلول مناسبة، ولا يجوز ضياع هذه الفرصة».

من جانبه, قال العربي «إن الجامعة العربية ستواصل بذل جهودها لإقامة الحوار الداخلي في سوريا وضمان تذليل الأزمة في البلاد بطرق سلمية».

وذكر بيان الخارجية أن «لافروف والعربي أعربا عن رأيهما المشترك حول ضرورة وقف العنف والاستفزازات من قبل كافة الأطراف من دون استثناء، والجلوس حول طاولة المفاوضات، كما أكدا أنه يتعين على كافة اللاعبين الدوليين أن يحثوا السلطات السورية والمعارضة على اتخاذ خطوات بناءة بدلا من رفض الحوار».

وذكرت وكالة «الاناضول» ان وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو تباحث هاتفيا مع العربي في الوضع في سوريا. ونقلت عن مصادر في الخارجية قولها إن العربي أطلع أوغلو على أحدث المستجدات في سوريا.

ميدانيات

وأعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيان، «مقتل 12 مدنيا بينهم طفلة، ومقتل 7 جنود على الاقل في اشتباكات مع مسلحين». وأوضح ان «مواطنين استشهدا في حي الخالدية وشارع القاهرة» في حمص، و«قتل ثلاثة مواطنين بينهم طفل في محافظة درعا اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية في مدينة انخل». وأكد ان «رجلا استشهد في حي برزة (دمشق). كما قتل خمسة اثناء تشييع جنازته. وقتل مواطن في مدينة البوكمال في دير الزور».

وفي محافظة حماه، قال المرصد انه «قتل سبعة على الاقل من جنود الجيش النظامي السوري خلال الاشتباكات التي تدور مع منشقين في عدة قرى قرب مدينة محردة».

وأضاف «تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد انهم منشقون في قرية خان السبل قرب سراقب» في ادلب.

ونفى محافظ حمص غسان عبد العال ما أذاعته بعض الفضائيات حول إطلاق النيران في بعض مناطق المحافظة وتهديم بعض المنازل. وأكد، في تصريح نقلته «سانا» أن «أجواء العيد تعم المحافظة ولا صحة لما ذكرته وسائل الإعلام المغرضة وأن الواقع الذي تعيشه المدينة يكذب ذلك».

ونقلت «سانا» عن مصدر مسؤول في حمص «أن عناصر الهندسة تمكنت من تفكيك عبوتين معدتين للتفجير كانتا مزروعتين في حديقة بيت علو بحي الخالدية من دون وقوع إصابات». وأضافت «قامت مجموعة إرهابية مسلحة بإطلاق النار على المدرس محمد خاروف في بلدة سرمين في ادلب أثناء خروجه لمعايدة الأهل في البلدة ما أدى إلى وفاته». («السفير»، سانا، أ ف ب، رويترز، أ ب، أ ش أ)

27 قتيلا بينهم 7 جنود .. واطلاق نار على جنازة في دمشق

محتجون يتهمون معارضين سوريين بالعمالة للنظام ويرشقونهم بالبيض ويمنعونهم من دخول مقر الجامعة

القاهرة ـ دمشق ـ نيقوسيا ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: منع مئات المحتجين مجموعة من المعارضين السوريين المعروفين، ومن بينهم الكاتب ميشال كيلو والناشط هيثم مناع، الاربعاء، من دخول مبنى الجامعة العربية ورشقوهم بالبيض، فيما استمرت الة القمع السورية بقتل المدنيين حيث اعلن ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 20 مدنيا بينهم طفلة برصاص قوات الامن، و7 جنود على الاقل في اشتباكات مع مسلحين، في واحد من اكثر الايام دموية خلال الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الاسد المستمرة منذ سبعة اشهر.

وكان من المقرر ان يلتقي هؤلاء المعارضون بالامين العام للجامعة العربية نبيل العربي قبل اجتماع سيعقد لمناقشة الازمة السورية السبت.

الا ان مؤمن كويفاتي المعارض للنظام السوري والمقيم في القاهرة، اعلن ان منع الزوار من دخول مبنى الجامعة العربية ورشقهم بالبيض مبرر لانهم ‘خونة اشتراهم النظام’.

ويعارض المحتجون ومجموعة المعارضين نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الا انهم يختلفون في الاراء.

وردد مئات المتظاهرين السوريين هتافات تطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتدين زيارة وفد تنسيقيات الثورة متهمين إياهم بالخيانة لدماء الشعب السوري وبالعمالة للنظام.

وقال كويفاتي ان المتظاهرين السوريين المعتصمين خارج أسوار الجامعة حاوروا تلك المجموعة التي يترأسها هيثم منَّاع ‘الذي وعده النظام السوري بتولي رئاسة الحكومة حال إنتهاء الثورة’ وحاولوا إقناعهم بالإنضمام إلى المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام ولكنهم أصروا على موقفهم بضرورة التهدئة مع نظام الأسد برغم الجرائم التي يرتكبها بحق المتظاهرين المسالمين’.

وأشار إلى أن مئات المتظاهرين كادوا أن يفتكوا بتلك المجموعة المكوّنة من 6 أشخاص، غير أننا أمنّاهم وأخرجناهم بسلام بعد حوار عقيم دام نحو نصف الساعة نجح خلالها أحدهم ويدعى حسن عبد العظيم من التسلل إلى الجامعة والتقى الأمين العام للجامعة العربية، و’طلب منه العمل على عدم تجميد عضوية سورية بالجامعة وعدم الانضمام إلى المطالبات السورية الواسعة بفرض حظر جوي على سورية’.

ولا ينتمي اي من اعضاء الوفد الزائر الى المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم التيارات المعارضة للاسد.

وعلم مراسل وكالة الأنباء الألمانية أن ممثل هيئة التنسيق والتغيير السوري حسن عبد العظيم خرج من مقر الجامعة العربية عبر الباب الخلفي بعيدا عن المتظاهرين السوريين في الخارج، في أعقاب لقائه مع الامين العام.

من جانبه قال الدكتور نبيل العربي في مؤتمر صحافي عقب اللقاء ‘إن الاجتماع الوزاري العربي المرتقب يوم السبت القادم سيعرض عليه تقييم لتنفيذ الحكومة السورية للخطة العربية وهي مسؤولة أمام الاجتماع الوزاري’.

واشار إلى ان لقاءاته مع المعارضة ‘سواء في الداخل أو الخارج.. هي تنفيذ للخطة العربية”معربا عن أسفه لتعرض وفد المعارضة في الداخل للهجوم، ورافضا القول إن الخطة العربية فشلت.

وقال العربي ‘إن اي اقتراح من قبل أي دولة عربية سيحظى بالأغلبية ستتم الموافقة عليه’ مؤكدا أن ‘باب الجامعة العربية مفتوح لأي سوري.. وقد استمعت إلى اطراف المعارضة سواء المجلس الوطني الممثل للمعارضة في الخارج أوالمعارضة المتمثلة في الهيئة التنسيقية في الداخل ومن حقها عرض وجهة نظرها والاستفادة منها’.

وأضاف أنه تلقى رسالة من وليد المعلم وزير الخارجية السوري يطالب فيها أن تبدي الجامعة رأيا في التدخل الأمريكي في الشؤون السورية ‘إلا أني ارى أن الولايات المتحدة ليست عضوا في الجامعة العربية.. وتقول ما تشاء وليس لنا دخل في هذا .. ما يعنينا هو تنفيذ خطة العمل العربية’.

وميدانيا استمرت القوات السورية بحملاتها في عدة مدن حيث قتل 27 سوريا امس بينهم 20 مدنيا وسبعة جنود باشتباكات مع منشقين.

وقال نشطاء ان القوات السورية قتلت ما لا يقل عن ثمانية محتجين واصابت 25 اخرين في دمشق الاربعاء في واحد من اكثر الهجمات دموية خلال الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الاسد المستمرة منذ سبعة اشهر.

وقال نشطاء لرويترز ان افرادا من الفرقة الرابعة المدرعة التي يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس اطلقوا النار على حشد تجمع في منطقة البرزة.

وتجمع الحشد في جنازة بسام عبد الكريم وهو محتج قتل في الحي الثلاثاء.

واوضح المرصد في بيان ان ‘مواطنين استشهدا متأثرين بجروح اصيبا بها صباح (الاربعاء) في حي الخالدية وشارع القاهرة (حمص) برصاص الامن والشبيحة’.

كما اعلن المرصد ان ‘ثلاثة مواطنين بينهم طفل استشهدوا في محافظة درعا اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية في مدينة انخل’.

واضاف ‘اصيب سبعة اشخاص بجراح اثر اطلاق الرصاص من قبل القوات السورية على متظاهرين خرجوا في ساحة في بلدة جاسم احتجاجا على سقوط شهداء في مدينة انخل’.

واكد المرصد ان ‘رجلا استشهد في حي برزة (دمشق) اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية فجر’ الاربعاء.

كما قتل خمسة اخرون اثناء تشييع جنازته في وقت لاحق، حيث اوضح المرصد انه ‘ارتفع الى خمسة عدد الشهداء المدنيين الذين قتلوا الاربعاء خلال اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن في حي برزة على مشيعي رجل’.

واوضح المرصد انه ‘سمع صوت اطلاق رصاص كثيف عند الساعة الرابعة والنصف (2,30 تغ) الاربعاء استمر لمدة نصف ساعة دون ان يتسنى لنا معرفة اسباب اطلاق الرصاص’.

وفي دير الزور ‘استشهد مواطن خلال مداهمات نفذتها اجهزة الامن السورية في مدينة البوكمال بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية’.

وفي محافظة حماة، قال المرصد انه ‘قتل سبعة على الاقل من جنود من الجيش النظامي السوري خلال الاشتباكات التي تدور منذ اكثر من ساعتين مع منشقين في عدة قرى قرب مدينة محردة’.

وفي ادلب ‘تدور اشتباكات عنيفة منذ اكثر من ساعة بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد انهم منشقون في قرية خان السبل قرب سراقب’، بحسب المرصد.

اما في حمص فقد ‘اسفرت حملة المداهمات والاعتقالات التي نفذتها اجهزة الامن السورية في حي الخالدية عن اعتقال اكثر من 200 شخص كما استشهد فتى تحت التعذيب كان قد اعتقل قبل ايام’.

عراك أمام الجامعة العربية بالقاهرة بين معارضين ومعارضين سوريين

معارضون سوريون يتهمون المعارض هيثم المناع بالخضوع لنظام الاسد الذي وعده برئاسة الحكومة بعد انتهاء الاحتجاجات.

ميدل ايست أونلاين

القاهرة – منع متظاهرون سوريون تجمّعوا أمام مبنى جامعة الدول العربية، بعد ظهر الأربعاء، وفداً يمثّل المعارضة السورية قدم بعضه من دمشق من دخول مبنى الجامعة.

وردَّد مئات المتظاهرين السوريين هتافات تطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتدين زيارة وفد تنسيقيات الثورة متهمين إياهم بالخيانة لدماء الشعب السوري وبالعمالة للنظام.

وقال المعارض السوري مؤمن كويفاتية رئيس ما يسمى باللجنة الإعلامية لدعم الثورة السورية لوكالة “يونايتد برس انترناشونال” إن تلك المجموعة التي لا تُمثِّل الثورة السورية، جاءت الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وكان من الضروري منعهم من لقائه.

وأوضح كويفاتية أن المتظاهرين السوريين المعتصمين خارج أسوار الجامعة حاوروا تلك المجموعة التي يترأسها هيثم منَّاع “الذي وعده النظام السوري بتولي رئاسة الحكومة حال إنتهاء الثورة” وحاولوا إقناعهم بالإنضمام إلى المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام ولكنهم أصروا على موقفهم بضرورة التهدئة مع نظام الأسد برغم الجرائم التي يرتكبها بحق المتظاهرين المسالمين”.

وأشار إلى أن مئات المتظاهرين كادوا أن يفتكوا بتلك المجموعة المكوّنة من 6 أشخاص، غير أننا أمنّاهم وأخرجناهم بسلام بعد حوار عقيم دام نحو نصف الساعة نجح خلالها أحدهم ويدعى حسن عبد العظيم من التسلل إلى الجامعة والتقى الأمين العام للجامعة العربية، و”طلب منه العمل على عدم تجميد عضوية سوريا بالجامعة وعدم الإنضمام إلى المطالبات السورية الواسعة بفرض حظر جوي على سوريا”.

يأتي ذلك قبل يومين من اجتماع طارئ يعقده مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، يوم السبت القادم، لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية في ضوء موافقة الحكومة السورية على المبادرة العربية الرامية لحل الأزمة.

ويأتي الإجتماع كذلك في ظل إتهامات للحكومة السورية بعدم تنفيذ بنود المبادرة التي تتضمن أربعة عناصر أساسية وهي وقف كل أعمال العنف من أي مصدر كان حمايةً للمواطنين السوريين والإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة، وإخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة، وفتح المجال أمام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء سوريا للإطلاع على حقيقة الأوضاع ورصد مايدور فيها من أحداث

ويُشار إلى أن سوريا تشهد منذ منتصف مارس/أذار الفائت تظاهرات متواصلة تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية، وتعاني أعمال عنف دامية أدت إلى مقتل نحو ثلاثة آلاف بحسب الأمم المتحدة، فيما تقول الحكومة السورية إن عدد القتلى يبلغ 1500 من عناصر الأمن والعصابات المسلحة التي تتهمها دمشق بالتسبب فيما تشهده البلاد.

مخاوف من انعكاس الأزمة السورية طائفياً على شمال لبنان

لميس فرحات

بيروت: مع دخول الثورة السورية شهرها الثامن، تحول الخطاب السياسي إلى نوع من الحقن الطائفي والمذهبي، الأمر الذي يعكس توتراً في مدينة طرابلس اللبنانية، وتحديداً حي جبل محسن الذي يتميز بكثافة سكانية من العلويين، الطائفة التي ينتمي اليها معظم قادة النظام السوري، ولها تاريخ طويل في الصراع المسلح ضد السنة في البلدات المجاورة.

وعلى الرغم من أن التوترات الطائفية ليست شيئاً جديداً في هذه المدينة، إلا أن الأحداث في سوريا تهدد بإغراق المدينة اللبنانية مرة أخرى في أعمال العنف، في حال توفرت الظروف المناسبة.

ففي جبل محسن، تبدو ثقوب الرصاص وآثار الصواريخ المتفحمة واضحة في حي العلويين الذي تطغى عليه صور وملصقات للرئيس السوري بشار الأسد، وعلى مقربة من هذا الشارع، يقع الحي السني الفقير، باب التبانة، الذي يحمل علامات مماثلة، غير أن الملصقات تحمل صوراً للشهداء الذين قتلوا في معارك مع العلويين.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة الـ “نيويورك تايمز”عن رفعت عيد، رئيس الحزب العربي الديموقراطي، الذراع السياسي الرئيسي للعلويين في لبنان والموالي لنظام الأسد، قوله: “اننا أقلية هنا ونحن محاصرون من كل مكان”، مضيفاً:”يبلغ عدد العلويين في لبنان نحو 50,000 فيما يحاصرهم نحو 700,000 سني”، وهو العدد الذي قدره عيد من أصل عدد سكان لبنان البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة.

وأضاف عيد أن الحل الوحيد لحماية العلويين في الشرق الأوسط، هو في تأسيس دولة قوية لهم وتزويدهم بالسلاح ليحموا انفسهم، مشيراً إلى أن “العلويين لا يملكون دولة قوية (في لبنان) ولكنهم يملكون السلاح. لا خيار لنا سوى السلاح لنحمي أنفسنا”.

واعتبرت الصحيفة أن المخاوف التي عبّر عنها عيد بشأن التهديدات التي تواجهها الأقليات، تعكس مشاعر العديد من الجماعات والأقليات في سوريا فيما يتعلق الصراع هناك.

وفي حين قلل عيد من أهمية الأحداث في سوريا، معتبراً أن “لا شيء يحدث هناك”، قال انه لا يتوقع أن يحدث صراع في لبنان، على الرغم من أن مؤيديه مسلحين بشكل كاف ومستعدين لأي سيناريو “فبالنسبة لنا، ليس لدينا شيئا لنخسره”.

واشارت الـ “نيويورك تايمز” إلى أنه من الصعب العثور على رجل في جبل محسن لا يعترف بأنه مقاتل، إذ أن العديد من الرجال البالغين المراهقين والشباب يعلنون بحماس انهم مستعدون للتضحية بحياتهم من أجل النظام السوري.

وتناولت الصحيفة الصراعات المتجددة بين السنة والعلويين في منطقة جبل محسن وباب التبانة في شمال لبنان، فنقلت عن أحد السكان قوله: “ولدت في زمن الحرب، وسوف أموت في زمن الحرب. هذا هو لبنان وهذه هي حياتنا”.

وحدث أسوأ قتال في طرابلس في السنوات الأخيرة في أيار 2008 ، عندما قام مسلحون من أنصار “تيار المستقبل”، حزب المعارضة الرئيسي، الذي تم تأسيسه من قبل رئيس الوزراء السابق سعد الحريري وبدعم من العديد من السنة بالاعتداء على جبل محسن رداً على الهجوم الذي طال أحياء العاصمة بيروت من قبل حزب الله، وهو حليف للنظام السوري والحزب العربي الديموقراطي.

وأصبحت طرابلس مركزاً للاحتجاجات تضامناً مع المعارضة السورية منذ بدأت الانتفاضات هناك. وفي حزيران، تحولت الاحتجاجات الأسبوعية إلى اشتباكات مسلحة في جبل محسن وباب التبانة والتي خلفت سبعة قتلى.

وكثير من السنة في طرابلس يشعرون بالغضب تجاه سوريا بسبب احتلالها العسكري للبنان من العام 1976  إلى 2005.، وتمركزت القوات السورية حينها في جبل محسن، وقدمت أسلحة إلى أنصار الحزب الديمقراطي العربي.

وأدت الاتهامات الحالية من جانب سوريا ضد لبنان، والتي تشير إلى أن مجموعات لبنانية وفرت المال والسلاح للمحتجين السوريين، إلى رفع منسوب التوتر في طرابلس، في الوقت الذي تتهم فيه المعارضة اللبنانية نظام الأسد باتباع أساليب عنيفة، بما في ذلك التوترات التي تشهدها طرابلس.

وتعتبر بعض الشخصيات اللبنانية المعارضة أن ما يجري في الشمال يمثل محاولة سورية للتدخل مجدداً في لبنان، مثل عمليات الخطف التي طالت المعارضين السوريين في لبنان.

وفي هذا السياق، قالت سحر الأطرش، محللة في مجموعة الأزمات الدولية: “أنا متأكدة من أن المنطقة مستعدة للصراع، لكنها بحاجة للاعبين الخارجيين لتمويل ومساعدة المقاتلين لشراء الأسلحة، وكذلك تأمين القرار السياسي لذلك”.

وأضافت: “من وجهة نظري، ينظر اللبنانيون بعين طائفية إلى النزاع، فغالبية السنة في لبنان يعتبرون الاحتجاجات بمثابة ثورة شعبية ضد النظام السوري الذي يكنون له العداء والكراهية”.

ومن جهته، عبّر عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، مصطفى علوش، عن تخوفه من أن تؤدي الأزمة السورية إلى “أعمال انتقامية في لبنان، لكن ذلك لا يعني أن النظام السوري يجب ان يبقى لمنع هذه الانتقامات”.

وأضاف علوش: “ما يحدث في سوريا رفع آمال الشعب في طرابلس، لأن غالبية الناس في هذه المدينة يحملون الكثير من الكراهية تجاه النظام السوري”، مشيراً إلى أن السوريين كانوا يعاملون سكان طرابلس السنة بكثير من القسوة أثناء الوجود السوري في لبنان.

وفي حين يستبعد علوش نشوب صراع مذهبي في طرابلس على الرغم من التوترات، ختمت الـ “نيويورك تايمز” بالإشارة إلى أن العديد من المقاتلين القدامى في المدينة الذين يحملون عداوات تجاه “الآخر” لا يشاطروه الرأي.

حادثة مقر الجامعة العربية تكشف إنقسام المعارضة السورية

عبدالاله مجيد

لندن: ظهرت دلائل انقسام عميق في صفوف المعارضة السورية يوم الأربعاء عندما حاول معارضون منع شخصيات معارضة أخرى رشقوها بالبيض من الاجتماع مع مسؤولين في الجامعة العربية في القاهرة. ونعت بعض الناشطين الذين تجمعوا امام مقر الجامعة العربية اعضاء وفد المعارضة السورية الذين حاولوا دخول المقر بـ”الخيانة”.

 وتمكن رئيس الوفد الزائر حسن عبد العظيم في النهاية من دخول مقر الجامعة العربية والاجتماع مع امينها العام نبيل العربي، كما افادت تقارير. ويمثل الوفد الزائر ائتلافا من قوى المعارضة باسم لجنة التنسيق الوطنية من أجل التغيير الديمقراطي في سوريا. ولكن المجلس الوطني السوري الذي أُعلن تشكيله في اسطنبول الشهر الماضي ينظر الى لجنة التنسيق على انها أداة بيد نظام الرئيس حافظ الأسد. وتنفي لجنة التنسيق انها مطية الأسد مؤكدة استقلالها.

وتقول لجنة التنسيق والمجلس الوطني السوري انهما يعملان من اجل الانتقال الديمقراطي في سوريا وكلاهما يقولان انهما يدعمان حركة الاحتجاج المستمرة منذ منتصف آذار/مارس. وكلاهما يقولان انهما يعارضان التدخل الأجنبي في سوريا رغم دعوة المجلس الوطني السوري الى مراقبين دوليين للحد من بطش النظام بالمحتجين.

ولكن المجلس واللجنة يختلفان على قضية أساسية تتمثل في ما إذا كان لم يزل هناك مجال للحوار مع نظام الأسد. ويقول المجلس الوطني السوري ان المحادثات الوحيدة الممكنة هي المحادثات التي تتمحور على رحيل الأسد ونظامه. وتنقل صحيفة لوس انجيليس تايمز عن عضو المجلس الوطني السوري اسامة منجد قوله في اتصال من لندن ان المجلس يعتقد ان الأسد لا يريد إلا الايحاء بالحوار في محاولة للمد في عمر النظام.

وتتخذ لجنة التنسيق موقفا اكثر انفتاحا على الحوار ولكنها تشترط وقف حملة النظام ضد المحتجين أولا. ويتفق غالبية المراقبين والخبراء على ان المعارضة تحتاج الى جبهة موحدة على غرار المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مشيرين الى ان وحدة المجلس الليبي مكنته من نيل اعتراف وتمويل دوليين.

ويقترب قوام المجلس الوطني السوري من نموذج المجلس الانتقالي الليبي بطابعه التمثيلي الواسع. وكان المجلس الانتقالي الليبي ايضا رفض التفاوض مع القذافي مثلما يرفض المجلس الوطني السوري الآن.

ولكن المراقبين يلاحظون ان السيناريو الذي ما زال عائما وضبابيا في سوريا يختلف اختلافا كبيرا عما حدث في ليبيا لا سيما وان المجتمع الدولي رفض اعتماد صيغة العمليات الجوية بقيادة الغرب التي عجلت برحيل القذافي.

كما ان نواة الدعم الذي يتمتع به الأسد من الجيش أصلب مما كان بمقدور القذافي ان يعول عليه من جيشه. وتقول غالبية المؤشرات ان الأسد ما زال يحظى بتأييد قطاعات مختلفة بينها نخب قطاع الأعمال وأقليات تخشى انزلاق سوريا الى فتنة طائفية إذا سقط النظام، بحسب هؤلاء المراقبين.

وتدعو المبادرة العربية التي قُدمت الاسبوع الماضي الى ازالة جميع المظاهر العسكرية من المدن السورية والمناطق المأهولة الأخرى وبدء حوار مع المعارضة. وتقول المعارضة ان قوى الأمن السورية قتلت اكثر من 100 شخص منذ اعلان المبادرة مشككة في جدواها.

ومن المقرر ان تجتمع الجامعة العربية يوم السبت في القاهرة لاحياء مبادرتها المتعثرة. ومن القضايا المطروحة على طاولة البحث مطلب فصائل معارضة بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وفرض عقوبات ضد النظام.

المستقبل تعتبره إنسانيًا والحكومة تتخوّف من تحوّله الى عسكري

إنشاء مخيم للاجئين السوريين في لبنان: جدل عقيم بين الأفرقاء

ريما زهار من بيروت

أثير أخيرًا موضوع إنشاء مخيم للاجئين السوريين شمال لبنان من قبل تيار المستقبل، الامر الذي لقي رفضًا قاطعًا من الحكومة، وفي حين تعتبر المستقبل أن هذا يأتي ضمن العمل الانساني البحت، تتخوف الحكومة من أن يتحول المخيم الى عسكري تتم من خلاله عمليات من داخل لبنان ضد سوريا.

بيروت: يقول النائب نبيل نقولا ( تكتل التغيير والاصلاح التابع لميشال عون) لإيلاف إنه لم يعد ينقصنا سوى إقامة مخيمات في لبنان للاجئين، وسيصبح لبنان لكل اللاجئين وليس بالضرورة إقامة مخيم اضافي، وعن نظرة تيار المستقبل الى الموضوع من الناحية الانسانية فقط يردّ نقولا هذا كلام غير صحيح، لان سوريا ليست دولة محتلة من دولة أخرى، هناك مشاكل داخلية ويمكن ان تنحل، ويتساءل نقولا عندما كانت تجري أحداث داخلية في لبنان هل اقامت سوريا مخيمات للبنانيين ام اي دولة عربية، ولماذا نقوم نحن بهذا العمل هل لتصبح هذه المراكز للقيام بعمليات ضد انظمة موجودة، ونحن بغنى عن هذا الموضوع اذا اردنا حل القضية الفلسطينية والتخلص من المخيمات الموجودة عندنا يكون افضل من خلق مخيمات جديدة للسوريين.

ويضيف نقولا:” لدينا المخيمات الفلسطينية وهي اكبر دليل على تحول العمل الانساني الى عمل عسكري، فقد دخل الفلسطينيون لبنان كلاجئين وبالنهاية اصبح لديهم اليوم حكم ذاتيّ واصبحت قضيتهم عمرها سنوات ولم تحل، واعتقد ان هذا الموضوع لا يساعد على الحل بل يعقِّده، والافضل لنا كلبنانيين اليوم ان نكون على الحياد، ونساعد على حل القضية داخل المجتمع السوري من ان نكون السبب في تأجيجها من خلال اقامة مخيمات للاجئين تصبح في المستقبل مخيمات تدريب عسكري.

ويتابع نقولا:” الموضوع هو الخوف من ان اي مخيم اليوم يتحول من مخيم للاجئين الى مخيم عسكري، من يعرف كم عدد اللاجئين، واذا كان صحيحًا انهم كلهم سوريون ام هناك من يحاول منهم قلب كل الانظمة العربية، لذلك الموضوع دقيق جدًا ويجب الا نلعب بالنار.

المستقبل والعمل الانساني

تيار المستقبل يرى في إنشاء مخيم للاجئين السوريين في الشمال عملاً انسانيًا ويؤكد النائب خضر حبيب في حديثه لإيلاف أن هذا الموضوع هو انساني بحت وليس سياسيًا، لا نستطيع سوى ان نتذكر خلال الاحداث الاليمة التي جرت خلال الحرب الاهلية في لبنان، كان هناك عائلات مسيحية ومسلمة تركت لبنان الى الاراضي السورية وهناك استقبلوهم جيدًا ولم يسألوهم الى اي طائفة ينتمون.

ولدى سؤاله:” لكن سوريا لم تقم لهم المخيمات حينها؟ يجيب:” صحيح لم تتم اقامة المخيمات لهم لكن تم استقبالهم جيدًا خلال بداية الاحداث في لبنان وما سمي حينها بحرب السنتين، ويضيف:” اليوم هناك الانتفاضة السورية وهناك حدود برية في منطقة عكار بين سوريا ولبنان، وعندما تأتي عائلات من رجال وشيوخ واطفال ونساء فان العامل الانساني يدفعنا للقيام بواجباتنا تجاه هكذا حالة بعيدًا عن اي هدف سياسي، وعندما يطلب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري اقامة مخيمات لهم فهذا من منطلق انساني، ولا خلفية سياسية للموضوع، من هنا يطالب الحريري باقامة مخيمات من ناحية انسانية، وهذه المطالبة لحث ضمير الآخرين وخصوصًا القيمين على المجلس الاعلى للاغاثة، والحكومة المسؤولة حاليًا، الى جانب ذلك هناك الامم المتحدة ولجنة حقوق الانسان لديها مسؤولية ودور كبير في مساعدتهم، وهناك قوانين في الامم المتحدة، يجب متابعة هذا الموضوع وتقديم المساعدات الغذائية والصحية، ولا احد يستطيع ان يُلغي ويقوم مكان الامم المتحدة والحكومة، فمطالبة الحريري بهذا الموضوع هو لحث ضمائر الحكومة والامم المتحدة كي يعتبروا المنطقة حيث اللاجئون السوريون في لبنان منطقة منكوبة، هناك ما يقارب ال6 آلاف لاجئ ونحن مقبلون على موسم شتاء.

ولدى سؤاله بان الفريق الآخر والحكومة يخافان من خلال اقامة هذا المخيم ان يتطور الامر الى خلق مخيم حربي يواجه سوريا من داخل لبنان، ويعطي مثلاً تجربة المخيمات الفلسطينية، يجيب حبيب:” كل شخص يدخل من سوريا الى لبنان كلاجئ هناك قوى امنية تجرده في لبنان من السلاح والعتاد، وهم نساء ورجال واولاد وشيوخ، وحتى ضمن وجودهم في لبنان هناك المؤسسة العسكرية اي الجيش اللبناني وهو مخوّل بمراقبة عدم تسليحهم، وهذا موضوع يُطرح لعدم مساعدة اللاجئين، اليوم لبنان غير مفلوت امنيًا، ومؤسسة الجيش اللبناني ستفرض هيبتها ووجودها، ولا تسليح او توزيع اسلحة في هذه المنطقة، واذا حصل اي نوع من تهريب السلاح الفردي فان المؤسسة العسكرية يجب عليها القيام بدورها، والقيام بواجبها.

ويضيف حبيب:” هل اصبحت اليوم المساعدات الانسانية تعني اخذ طرف ضد آخر؟ مؤسف ان يطرح هكذا موضوع صراحة.

ويتابع حبيب:” من خلال اقامة هذا المخيم فهذا لا يعني ان ينجر لبنان إلى الصراع السوري وهذا الموضوع بحت انساني وكان لدينا قرار من الاساس أنّ ما يحصل في سوريا شأن داخلي ولن نتدخل فيه.

وطالما هناك مؤسسات عسكرية مهتمها الحفاظ على الامن فليس من المفروض ان يكون هناك خوف من وجود هكذا مخيم.

تصاعد الحملة العسكرية في مدن سورية عدة والهجوم الأعنف من نصيب حمص وحماه

المعارضة تعلن وصول المبادرة لطريق مسدود والعربي يطلب “فرصة”

وكالات

في وقت طالب فيه الأمين العام للجامعة العربية إعطاء المبادرة العربية فرصة، أكد المجلس الوطني السوري أنها وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض النظام وتحديه لها. هذا وتصاعدت العمليات العسكرية في مناطق عدة في سوريا أمس، حيث أعلن عن مقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلة برصاص قوات الأمن.

دمشق، القاهرة: تصاعدت الحملة العسكرية في مدن سورية عدة أمس، حيث أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفلة، برصاص قوات الأمن السورية وأربعة جنود سوريين في هجوم نفذه مسلحون يعتقد أنهم منشقون.

وقال المرصد في بيان “قتل مواطن صباح اليوم الخميس إثر إطلاق الرصاص خلال حملة مداهمات تنفذها القوات السورية في حي البياضة” في مدينة حمص في وسط سوريا.

وأضاف إن طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات قتلت أيضًا صباحًا في حي الوعر في مدينة حمص. وتابع إن مواطنًا قتل فجر الخميس أيضًا في بلدة كفرومة في محافظة إدلب شمال سوريا “خلال مداهمات بحثًا عن مطلوبين للسلطات السورية”، مشيرًا إلى أن القوات السورية “تنفذ حملة مداهمات في البلدة الآن”.

يشار إلى أن مدينة حمص تدور فيها أعنف المواجهات بين الجيش السوري ومنشقين عنه، وتشنّ القوات السورية منذ أسابيع عملية عسكرية واسعة النطاق، وخصوصًا في حي بابا عمرو.

من جانب آخر، قال المرصد “قتل أربعة من جنود الجيش السوري على الأقل إثر هجوم نفذه مسلحون، يعتقد أنهم منشقون، فجر اليوم الخميس على حاجز للجيش في بلدة حاس قرب مدينة معرة النعمان” في محافظة إدلب. وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أعلنت الثلاثاء أن أعمال القمع في سوريا أوقعت أكثر من 3500 قتيل منذ بدايتها منتصف آذار/مارس الماضي.

في هذه الأثناء، ناشد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من القاهرة، بعد لقائه حسن عبد العظيم من المعارضة السورية الداخلية، كل الأطراف إعطاء المبادرة العربية فرصة، وقال “لا يوجد فشل أو نجاح، وهناك خطة نتعامل معها”.

لكن المجلس الوطني السوري رأى أن المبادرة العربية “وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض النظام وتحديه لها، من خلال شنّه هجمات دموية على حمص وحماه، أودت بحياة نحو مائة مدني، بينهم أطفال ونساء”.

وقال رئيس المجلس برهان غليون في رسالة وجّهها إلى أمين عام الجامعة نبيل العربي أمس: “إن الحملات الوحشية التي شنّها النظام على حمص، وتحديدًا حي بابا عمرو، واستخدمت فيها المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطيران الحربي، وأتبعها بهجوم مماثل على مدينة حماه، كانت تقتضي من الجامعة العربية ومن الأمين العام إعلان الإدانة الصريحة والواضحة لسلوك النظام بوصفه خرقًا مباشرًا لما تم الاتفاق عليه في مبادرة الجامعة، عدا عن كونه عملاً مدانًا سياسيًا وإنسانيًا وأخلاقيًا”.

وأضاف أنه “في ضوء عدم التزام النظام بالبنود التي وضعتها المبادرة العربية (…) فإن المسعى الوحيد في الوقت الحالي هو ضمان حماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة طبقًا للقانون الدولي”.

وكرر غليون في رسالته للجامعة أن أولويات المجلس الوطني السوري، والتي يأمل تبنيها من قبل الجامعة العربية، تتمثل في تجميد الجامعة العربية لعضوية النظام السوري في كل المنظمات والهيئات التابعة لها، ودعوة الدول الأعضاء في الجامعة إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على النظام، تتمثل في وقف التعاون التجاري والاقتصادي معه، وسحب السفراء العرب من دمشق، وإرسال مراقبين عرب ودوليين إلى كل الأراضي السورية لمراقبة انتهاكات النظام وتوثيقها، ودعم جهود المجلس الوطني المطالبة بتأمين حماية دولية عاجلة للمدنيين السوريين بكل الوسائل المشروعة من خلال التواصل مع الأمم المتحدة.

فرنسا والولايات المتحدة تنتقدان عدم تحرك مجلس الأمن الدولي

دولياً، انتقد سفير فرنسا في الأمم المتحدة جيرار آرو الأربعاء “لامبالاة” بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي حيال قمع المتظاهرين في سوريا، في حين دعت نظيرته الأميركية المجلس إلى تحمّل “مسؤولياته”. وأضاف آرو في خطاب أمام مجلس الأمن أن “مجلس الأمن تخلى عن مسؤولياته: البعض (الصين وروسيا) استخدموا النقض (الفيتو) ضد عمل لمجلس الأمن ولو محدودًا. آخرون اختاروا الامتناع، أي اللامبالاة”.

وقال السفير الفرنسي أثناء نقاش في مجلس الأمن الدولي حول حماية المدنيين في مناطق تشهد نزاعًا مسلحًا، “في حين تواصل الحكومة السورية إطلاق النار على شعبها، ومحاصرته، وتلجأ إلى اعتقالات تعسفية بالآلاف، وحالات اختفاء قسرية وممارسة التعذيب، لم يتمكن مجلس الأمن بالتالي من الاضطلاع بدوره في مجال حماية المدنيين”، مشيرًا إلى “فشل ذريع”.

وأضاف آرو أيضًا أن “فرنسا ستواصل العمل بعزم لكي يضطلع المجلس أخيرًا بدوره، وهو الذي استطاع التثبت من كلفة عدم تحركه”. من جهتها، اعتبرت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس أن سوريا تمثل، في مجال حماية المدنيين، التحدي الأكثر “إلحاحًا” بالنسبة إلى مجلس الأمن.

وأضافت أنه، وعلى الرغم من الفيتو المزدوج الروسي الصيني، فإن “الأزمة في سوريا تبقى على جدول أعمال مجلس الأمن، ولن نتوقف حتى يضطلع هذا المجلس بمسؤولياته”. وقد عبّر المعارضون لقرار من مجلس الأمن يشمل عقوبات ضد سوريا، عن آرائهم أيضًا خلال هذا الاجتماع برئاسة الرئيس البرتغالي أنيبال كافاكو سيلفا.

وتطرق السفير الروسي فيتالي تشوركين، وهو يورد الضربات الجوية للحلف الأطلسي في ليبيا، إلى “محاولات تلاعب غير مقبولة بقرارات التفويض الصادرة من مجلس الأمن”. ورأى أن مثل هذه الأعمال “تخرب احتمال القيام بأعمال مشتركة من المجتمع الدولي في أوضاع مماثلة”.

من جهته، أعلن السفير الهندي في الأمم المتحدة هارديب سينغ بوري “نعتقد أن عددًا من الدول الأعضاء (في المجلس) يرغبون بقوة في استخدام موارد مهمة للحصول على تغيير النظام باسم حماية المدنيين”. وشدد السفير الصيني لي باودونغ على أنه يتعين استبعاد أي “دوافع سياسية” في العمليات المتعلقة بحماية المدنيين.

وفي الرابع من تشرين الأول/أكتوبر، فشل مجلس الأمن الدولي في تبني قرار يدين النظام السوري، بعد استخدام الصين وروسيا، العضوين الدائمين في المجلس، حق النقض (الفيتو). وامتنعت البرازيل والهند وجنوب أفريقيا ولبنان عن التصويت.

وأعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا أنها ستبحث عن سبل جديدة لكي يدين مجلس الأمن أعمال العنف في سوريا. وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء أن أعمال القمع في سوريا أوقعت أكثر من 3500 قتيل منذ بدايتها منتصف آذار/مارس الماضي.

أنباء عن مقتل العميد محسن مخلوف وطهران تضغط على سنّة العراق لدعم النظام

واشنطن: التغيير في سوريا حتمي وقادة عرب اقترحوا على الأسد اللجوء

كشفت الولايات المتحدة أمس أن “كل القادة العرب تقريباً متفقون على الشيء نفسه: ينبغي ان ينتهي نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد. التغيير في سوريا حتمي”، حسبما صرح مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان الذي أضاف أن “عدداً من القادة العرب بدأوا باقتراح اللجوء على الاسد لدفعه الى التخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة”.

وأكدت مصادر عراقية متقاطعة لـ”المستقبل” أن قيادات ايرانية نافذة تمارس ضغوطاً على أطراف عراقية سنية لتأمين دعم واسع لنظام الرئيس السوري الذي لا يزال شبيحته وقواه الأمنية يحصدان مزيداً من أرواح المدنيين في مختلف المدن السورية التي لا تزال برغم الحصار المفروض عليها تقود حملات احتجاج تطالب بإسقاط نظام الأسد داعية اليوم إلى إضراب عام.

وذكر بيان صادر باسم “لواء الضباط الأحرار في الجيش العربي السوري” أمس، أنه “تم قتل العميد محسن مخلوف ابن خالة بشار الأسد و17 من عناصره وهو قائد اللواء 12 في مدينة أزرع”.

وذكر شهود أن ثمانية قتلى على الأقل سقطوا بنيران قوات الأمن في ضاحية البرزة في العاصمة دمشق، إضافة إلى 25 شخصاً على الأقل بينهم طفلان قتلوا كلهم برصاص قوات الأمن أمس في مختلف المدن السورية، فيما سقط سبعة جنود برصاص منشقين عن الجيش السوري في حماه.

وانتقد سفير فرنسا في الامم المتحدة جيرار ارو أمس كذلك، “لامبالاة” بعض اعضاء مجلس الامن الدولي حيال قمع المتظاهرين في سوريا، في حين دعت نظيرته الاميركية المجلس الى تحمل “مسؤولياته”.

ففي بغداد أفادت مصادر اعلامية أن “المشرف على الملف العراقي في ايران، القيادي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، اللواء قاسم آغا سليماني، ابلغ شخصية عراقية سنية بارزة زارت طهران الاسبوع الماضي، أن على السنة الانخراط مع حكومتي طهران وبغداد في تحويل الانبار الى ساحة مفتوحة للتعاون مع سوريا من اجل فك الحصار الذي بدأ العالم بإحكامه حول نظام الرئيس الاسد”.

ونقلت مصادر قريبة من الشخصية السياسية العراقية السنية قولها ان “المسؤول الايراني البارز شدد على انه في ظل الاتجاه الدولي لفرض حظر على سوريا، فإن الطريق الإيراني الى دمشق سيكون عبر كردستان العراق والانبار، وبما ان الطريق الاولى قد تتعرض لمشاكل بسبب وجودها في مناطق كردية داخل سوريا تشهد عدم استقرار، فإن الطريق الوحيدة المضمونة هي الحدود الواسعة بين الانبار وسوريا”.

ولفتت المصادر الى ان “سليماني حذر في حديثه الى الشخصية السنية العراقية، من انه اذا كان الزعماء السنة العراقيون يرغبون باستقرار اوضاعهم وضمان مصالحهم، فما عليهم سوى التعاون مع طهران وبغداد لانقاذ حكم الاسد عبر تهيئة الانبار كممر مفتوح لدمشق، ومن دون ذلك فإنهم سيخسرون مواقعهم ومصالحهم وخصوصاً الزعماء السياسيين وشيوخ العشائر”.

دولياً، أعلن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان امام لجنة فرعية للخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، ان “كل القادة العرب تقريباً يقولون الشيء نفسه، ينبغي ان ينتهي نظام الاسد. التغيير في سوريا حتمي”. وأضاف أن “عددا من القادة العرب بدأوا باقتراح اللجوء على الاسد لدفعه الى التخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة”. وتابع ان السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد سيعود إلى دمشق “خلال اسابيع، اعني اياماً او اسابيع”.

واعتبرت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس ان سوريا تمثل في مجال حماية المدنيين، التحدي الاكثر “الحاحا” بالنسبة الى مجلس الامن. وأضافت انه وعلى الرغم من الفيتو المزدوج الروسي – الصيني، فإن “الازمة في سوريا تبقى على جدول اعمال مجلس الامن ولن نتوقف حتى يضطلع هذا المجلس بمسؤولياته”.

وانتقد سفير فرنسا في الامم المتحدة جيرار ارو أمس “لامبالاة” بعض اعضاء مجلس الامن الدولي حيال قمع المتظاهرين في سوريا، في حين دعت نظيرته الاميركية المجلس الى تحمل “مسؤولياته”.

وأضاف ارو في خطاب امام مجلس الامن ان “مجلس الامن تخلى عن مسؤولياته، البعض (الصين وروسيا) استخدموا النقض (الفيتو) ضد عمل لمجلس الامن ولو محدودا. اخرون اختاروا الامتناع اي اللامبالاة”.

وقال السفير الفرنسي اثناء نقاش في مجلس الامن الدولي حول حماية المدنيين في مناطق تشهد نزاعا مسلحا “في حين تواصل الحكومة السورية اطلاق النار على شعبها ومحاصرته وتلجأ الى اعتقالات تعسفية بالالاف وحالات اختفاء قسرية وممارسة التعذيب، لم يتمكن مجلس الامن بالتالي من الاضطلاع بدوره في مجال حماية المدنيين”، مشيرا الى “فشل ذريع”، وأضاف ان “فرنسا ستواصل العمل بعزم لكي يضطلع المجلس بدوره وهو الذي استطاع التثبت من كلفة عدم تحركه”.

وعبر المعارضون لقرار من مجلس الامن يشمل عقوبات ضد سوريا عن آرائهم خلال هذا الاجتماع برئاسة الرئيس البرتغالي انيبال كافاكو سيلفا.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن الوضع في سوريا يتدهور وهدد بتكثيف الضغوط على نظامها.

وقال هيغ في بيان أمام مجلس العموم البريطاني حول الشرق الأوسط أمس، إن “أكثر من 3500 شخص قتلوا منذ آذار (مارس الماضي) في سوريا وفقاً للأمم المتحدة.

وأضاف أن الحكومة السورية “فشلت في تنفيذ بنود الاتفاق (العربي) وقامت بدلاً من ذلك بتصعيد أعمال عنف سقط خلالها 60 شخصاً على الأقل منذ إبرام الاتفاق مع الجامعة العربية التي ستجتمع في نهاية عطلة الأسبوع الحالي لمراجعة الوضع، ونحثها على الاستجابة بسرعة وبشكل حاسم على تطبيق الاتفاق وبدعم من المجتمع الدولي”.

وأشار وزير الخارجية البريطاني إلى أن هذه التطورات “تؤكد لنا أن الرئيس (السوري) بشار الأسد يجب أن يتنحى ويسمح للآخرين المضي قدماً في عملية الانتقال السياسي التي تحتاج إليها سوريا بصورة ماسة”. وقال “نسعى إلى تكثيف الضغوط على الرئيس الأسد ونظامه.. ونعمل مع شركائنا الأوروبيين على فرض جولة أخرى من العقوبات ستطبق قريباً ما لم تتخذ الحكومة السورية إجراءات فورية لوضع حد للعنف”.

وناقش وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو مع أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي امس، التطورات في سوريا. وأفادت وكالة أنباء “الأناضول” ان داوود أوغلو والعربي عرضا في اتصال هاتفي التطورات الأخيرة في سوريا. ونقلت عن مصادر لم تحددها ان العربي هو الذي اتصل بوزير الخارجية التركي.

وفي موسكو، جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفي امس مع العربي، التأكيد على تأييد بلاده الثابت لمبادرة الجامعة العربية الرامية إلى تسوية الأزمة السورية.

ونقلت وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية عن بيان للخارجية أن لافروف ناقش هاتفياً مع العربي “الوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع التركيز على مسائل تنفيذ مبادرة جامعة الدول العربية لتجاوز الأزمة الداخلية في سوريا”.

وقال البيان إن الوزير الروسي أكد تأييد روسيا “الثابت للمبادرة العربية وشدد على أنها تعتبر آلية واقعية لإقامة الحوار بين السلطات السورية والمعارضة وتمهد الطريق نحو تسوية الوضع بوسائل سياسية سلمية”.

وفي القاهرة، منع عشرات المحتجين مجموعة من المعارضين السوريين المعروفين من بينهم الكاتب ميشال كيلو والناشط هيثم المناع، أمس، من دخول مبنى الجامعة العربية ورشقوهم بالبيض.

وكان من المقرر ان يلتقي هؤلاء المعارضون الامين العام للجامعة العربية قبل اجتماع سيعقد لمناقشة الازمة السورية بعد غد.

الا ان مؤمن كويفاتيه المعارض للنظام السوري والمقيم في القاهرة، اعلن ان منع الزوار من دخول مبنى الجامعة العربية ورشقهم بالبيض مبرر لأنهم “خونة اشتراهم النظام”.

ميدانياً، سقط ثمانية محتجين يطالبون بإسقاط نظام الرئيس السوري إضافة إلى نحو 25 جريحاً في ضاحية البرزة في دمشق نقلوا بعدها إلى مستشفى الزهراء في التل حسبما أفاد شهود عيان.

وقالت لجان التنسيق المحلية التي تنظم الاحتجاجات في سوريا، إن 25 شخصا على الأقل بينهم طفلان، قتلوا برصاص قوات الأمن أمس في جميع أنحاء البلاد.

وقالت اللجان إنه عثر على الناشط هيثم البواب في حمص الذي اختطف من العمل يوم الثلاثاء مع علامات تعذيب واضحة عليه، بينما في درعا ألقي القبض على الصيدلي باسل إبراهيم قويدر لمساعدته الجرحى.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 12 مدنيا بينهم طفلة في سوريا برصاص قوات الامن التي تقمع حركة الاحتجاج الشعبية ضد النظام السوري، ومقتل 7 جنود على الاقل في اشتباكات مع مسلحين.

وأوضح المرصد في بيان ان “مواطنين استشهدا متأثرين بجروح اصيبا بها صباح اليوم (أمس) في حي الخالدية وشارع القاهرة (حمص) برصاص الامن والشبيحة”، كما اعلن المرصد ان “ثلاثة مواطنين بينهم طفل استشهدوا في محافظة درعا اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية في مدينة انخل”. واضاف “اصيب سبعة اشخاص بجراح اثر اطلاق الرصاص من قبل القوات السورية على متظاهرين خرجوا في ساحة في بلدة جاسم احتجاجا على سقوط شهداء في مدينة انخل”.

واكد المرصد ان “رجلا استشهد في حي برزة (دمشق) اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية فجر اليوم” أمس.

كما قتل خمسة اخرون اثناء تشييع جنازته في وقت لاحق، حيث اوضح المرصد انه “ارتفع الى خمسة عدد الشهداء المدنيين الذين قتلوا اليوم (أمس) خلال اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن في حي برزة على مشيعي رجل”. واوضح المرصد انه “سمع صوت اطلاق رصاص كثيف استمر لمدة نصف ساعة دون ان يتسنى لنا معرفة اسباب اطلاق الرصاص”.

وفي دير الزور “استشهد مواطن خلال مداهمات نفذتها اجهزة الامن السورية في مدينة البوكمال بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية”. وفي محافظة حماة، قال المرصد انه “قتل سبعة على الاقل من جنود من الجيش النظامي السوري خلال الاشتباكات التي تدور منذ اكثر من ساعتين مع منشقين في عدة قرى قرب مدينة محردة”.

وفي ادلب “تدور اشتباكات عنيفة منذ اكثر من ساعة بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد انهم منشقون في قرية خان السبل قرب سراقب”، بحسب المرصد.

اما في حمص فقد “اسفرت حملة المداهمات والاعتقالات التي نفذتها اجهزة الامن السورية في حي الخالدية عن اعتقال اكثر من 200 شخص كما استشهد فتى تحت التعذيب كان قد اعتقل قبل ايام”.

(ا ف ب، رويترز، ا ب، سي ان ان، “المستقبل”)

التقى أحد ممثلي المعارضة الداخلية بعد “هجوم” على وفدها

عواصم -“الخليج”، وكالات:

رفض أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي أمس، اعتبار أن الخطة العربية لحل الأزمة في سوريا فشلت، معرباً عن أسفه للهجوم الذي تعرض له وفد المعارضة الداخلية الذي قدم إلى القاهرة للقائه على أيدي محتجين منعوا أعضاءه من الدخول إلى مقر الجامعة ورشقوهم بالبيض، في وقت تحدث ناشطون عن سقوط قتلى جدد في صفوف المدنيين والعسكريين في مناطق سورية عدة .

وكان من المقرر أن يلتقي المعارضون المنتمون إلى “الهيئة الوطنية للتغيير” أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي قبل اجتماع سيعقد لمناقشة الأزمة السورية بعد غد السبت . واعتبر مؤمن كويفاتي المعارض المقيم في القاهرة، أن منع الزوار من دخول مبنى الجامعة ورشقهم بالبيض مبرر لأنهم “خونة” اشتراهم النظام .

وقال العربي في أعقاب اجتماعه برئيس الهيئة حسن عبد العظيم “إن الاجتماع الوزاري العربي المرتقب السبت سيعرض عليه تقييم لتنفيذ الحكومة السورية للخطة العربية وهي مسؤولة أمام الاجتماع” .

وأشار إلى أن لقاءاته المعارضة “سواء في الداخل أو الخارج، هي تنفيذ للخطة العربية”، معرباً عن أسفه لتعرض وفد المعارضة للهجوم، ورافضاً القول إن الخطة العربية فشلت . وأضاف “إن أي اقتراح من قبل أية دولة عربية سيحظى بالأغلبية ستتم الموافقة عليه”، مؤكدا أن “باب الجامعة العربية مفتوح لأي سوري” .

على الأرض، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 12 مدنياً بينهم طفلة أمس، في حمص وحماة ودرعا ودير الزور، برصاص قوات الأمن، ومقتل 7 جنود في اشتباكات .

أربعاء دام في سوريا.. والعربي يطالب بفرصة

واشنطن تدعو العرب إلى مقاطعة سوريا > هورموزلو لـ «الشرق الأوسط»: معلومات عن وجود رموز «الكردستاني» في سوريا

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة لندن: ثائر عباس

تصاعدت العمليات العسكرية في عدة مناطق في سوريا أمس، وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، إن 26 قتيلا مدنيا سقطوا أمس من بينهم طفلان، وثمانية قتلى منهم في حي برزة بدمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أن اشتباكات وقعت في حماه وادلب بين الجيش ومنشقين.

وفي القاهرة، ناشد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، بعد لقائه حسن عبد العظيم من المعارضة السورية الداخلية، كل الأطراف إعطاء المبادرة العربية فرصة، وقال: «لا يوجد فشل أو نجاح، وهناك خطة نتعامل معها». من جهتها، قالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، أن الدول العربية يجب أن تنضم إلى قرارات المقاطعات التي كانت أعلنتها واشنطن ودول غربية أخرى.

الى ذلك, كشف أرشاد هورموزلز، كبير مستشاري الرئيس التركي، لـ«الشرق الأوسط»، عن وجود «رموز وأعضاء» في حزب العمال الكردستاني كانت بأوروبا، في سوريا اليوم، ونبه إلى أن «الجميع يعرف أن اليد التي تمسك بورقة الإرهاب تحترق».

ناشط من «الخالدية» لـ «الشرق الأوسط» : الحي منكوب بسبب القصف العشوائي.. والقنص يستهدفنا

محاصر بالدبابات وممنوع دخول المازوت والخبز إلى سكانه

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: صهيب أيوب

حاصرت القوات العسكرية والأمنية السورية حي «الخالدية» في حمص منذ صباح أمس. «الحصار ليس الأول منذ اندلاع الانتفاضة»، هذا ما يؤكده أحد الناشطين الميدانيين في اتصال مع «الشرق الأوسط»، ويضيف: «مشهد الحي يبدو منكوبا. دخلت الدبابات والمدرعات منذ ساعات الصباح الأولى، وبدأت بالقصف العشوائي على البيوت التي صار معظمها عبارة عن ركام». ويقول إن «القناصة حاضرون فوق أسطح البيوت والمدارس والمستوصفات لقتل كل من يفتح شباك بيته»، مؤكدا أنه من المستحيل الخروج من البيت، موضحا أن سكان الحي يعانون من انقطاع الخبز عنهم بعد إقفال الأفران في الحي وفرض حظر تجول». ويؤكد الناشط أن السبب الأساسي لاستهداف الحي يعود لـ«الإطباق عليه ومنع التنقل عبره في حمص»، حيث إن موقعه «استراتيجي»، نظرا لاعتباره حيا قديما من أحياء حمص ونقطة التقاء للأحياء الفرعية فيها. ويوضح الناشط أن «الحي محاط بـ45 حاجزا موزعين على أحياء حمص وهو مقطع بحواجز صغيرة داخلية فيه»، مضيفا أن «تقطيع الحي عبر الحواجز هو لتمشيطه واعتقال الناشطين فيه». ويضيف: «الحي استهدف مرات عدة من قبل دبابات القوى الأمنية، واحتلت المدارس فيه والمستوصفات، وتحولت إلى مراكز أمنية للاعتقال»، مشيرا إلى أن «عدد المعتقلين من الحي يصل إلى 1000 شخص على الأقل، ووصل عدد القتلى فيه منذ استهدافه إلى 400 شخص».

يتحدث الناشط عن الحي بشيء من «التحدي»، وهو يروي «مشاهد العنف المتوالدة مع كل حصار». يؤكد أن «العنف مستشر منذ بداية الانتفاضة لكنه ازداد حدة بعد أن تحول الحي في الآونة الأخيرة إلى وجهة للمنتفضين في حمص» مشيرا إلى أن «ساحة حديقة (العلو) الكبيرة في وسط الحي، كانت مركزا لتجمع المتظاهرين الخارجين من المساجد داعين لإسقاط النظام. وكانت قبل احتلالها من قبل (شبيحة) النظام وعناصر الأمن التابعة له عبارة عن مركز للنقل المباشر لقنوات عربية فضائية عن مجريات المظاهرات». مشيرا إلى أن «قناة (الدنيا) التابعة لرامي مخلوف إحدى أذرع النظام، قد تسلمت الساحة وصادرت كل الأجهزة الصوتية الموجودة فيها، وصارت تقوم بتغطية موجهة لتقول للعالم إن الحي على ما يرام ولا توجد فيه أي حركات احتجاج». مؤكدا أن «أحد الأطفال الذين قاموا بمقابلة تلفزيونية معه قال: إنه مضرب عن المدرسة إلى حين إسقاط النظام، فقام أحد الشبيحة المرافقين لفريق التصوير بضربه وتعنيفه».

يقول الناشط: «صار الحي أشبه بهدف يحاول نظام الأسد من خلاله توجيه رسائل للمنتفضين، يدخل بدباباته ويرهبهم عبر القصف العشوائي على بيوتهم وشققهم»، مشيرا إلى أن «الحي معاقب مثل بعض أحياء حمص كبابا عمرو وباب السباع، بمنع دخول المازوت إليه رغم رداءة الطقس وبرودته، حيث تعيش العائلات في ظروف تعيسة بسبب انقطاع التدفئة عن بيوتها لا سيما أن الكهرباء مقطوعة منذ ليلتين والمياه غير موجودة في معظم البيوت».

يصف الناشط حصار النظام بـ«الدنيء»، مؤكدا أن «خوف الأجهزة الأمنية من الناس ومظاهراتهم دفعها إلى محاصرتهم، رغم أنهم عزل ولا يملكون سوى الإرادة لا السلاح»، موضحا: «لقد تمت محاصرة الحي مرارا، لكن لم يفلح النظام بعزله لأن موقعه في وسط حمص فرض على النظام فك الحصار على الدوام بحيث لا يبقى أكثر من يومين». إلا أن الناشط يبدو غير متفائل هذه المرة، حيث أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام قد يدخل لأيام الحي ويستوطنه. لأنه على ما يبدو أن هناك حملة تمشيط كاملة ستبدأ للاعتقال والقتل». ويقول الناشط إن «مئات من النساء تم اعتقالهن وعدد من الأطفال تمت الإساءة لهم بالضرب والتعنيف والإساءة اللفظية». مشيرا إلى أن «الشباب يتم اعتقالهم وأخذهم إلى سجون المخابرات الجوية في طريق حماه، وسجن الأمن المركزي في حي الميدان»، مشيرا إلى أن «المعتقلين لا يخرجون من السجون إلا معطوبين أو مقتولين ولا تسلم جثثهم إلى أهاليهم إلا بعد أن يوقعوا أوراقا تثبت أنهم قتلوا على يد عصابات مجهولة»، موضحا أن «بعض المعتقلين من الحي قتلوا أثناء التحقيق معهم عبر الصعق بالكهرباء»، ويروي قصة أحد المعتقلين الذي «تم تعذيبه بقسوة إلى حين كسرت رقبته». مشيرا إلى أن أهالي الحي يقومون بتقديم الطعام والبطانيات للعساكر الذين صاروا ينشقون عن الجيش وينضمون إلى الأهالي، موضحا أن عدد المنشقين منذ أيام من الجنود يصل إلى 30 جنديا.

اشتباكات بين الجيش ومنشقين في حماه وإدلب.. والأمن يفتح النار على مشيعين في دمشق ويقتل 7 منهم

اعتقال 200 شاب من حي الخالدية بحمص ومقتل طفل تحت التعذيب

جريدة الشرق الاوسط

لندن: «الشرق الأوسط»

سقط عدد جديد من القتلى المدنيين في سوريا أمس، في العمليات العسكرية المستمرة لقمع الاحتجاجات الشعبية، ووصل التوتر أمس إلى قلب العاصمة دمشق حيث قتل 7 أشخاص في منطقة البرزة، بحسب ناشطين.

وفيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 مدنيا سقطوا أمس إضافة إلى 7 جنود على الأقل في اشتباكات مع مسلحين، قال ناشطون إن 25 شخصا على الأقل قتلوا أمس برصاص قوات الأمن والجيش السوري. وبحسب مصادر محلية في دمشق، فقد توترت الأوضاع ليلة أول من أمس في منطقة برزة حيث استمر إطلاق الرصاص لعدة ساعات. ويوم أمس عاد التوتر أثناء تشييع القتيل بسام بارة بعد صلاة العصر عندما تحولت الجنازة إلى مظاهرة تهتف لإسقاط النظام وإعدام الرئيس، فقامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين مما أسفر عن سقوط نحو سبعة قتلى منهم شقيق القتيل بسام بارة، ونحو 30 جريحا.

ونقل ناشطون عن شهود عيان: «أثناء تشييع الشهيد بسام بارة، جرى إطلاق النار على المشيعين.. وقالوا إن التشييع انطلق نحو الطريق المؤدي إلى منطقة التل، وكانت الهتافات تتحدى القناصة وهي ويالله وما منركع إلا لله، والتكبير». وكانت قوات الأمن والجيش بدأت تتمركز في مواجهة المشيعين لتقطع الطريق أمامهم، ثم بدأ إطلاق النار على المتظاهرين الذين فروا عائدين باتجاه جامع السلام. وأضاف الناشطون أنه «مع استمرار إطلاق النار، تدافع الناس ووقعوا فوق بعضهم البعض، وحصلت إصابات نتيجة التدافع وأخرى نتيجة إطلاق النار، ورغم تفرق الناس استمر إطلاق النار مع ملاحقات لمن كان يرفع علم الاستقلال، انتشرت بعدها قوات الأمن والشبيجة في منطقة برزة بكثافة لا سيما في منطقة مسبق الصنع، وفي أكثر من حي آخر في برزة، وثمة خشية من عمليات مداهمة ليلية للبحث عن الجرحى والشهداء».

وفي محافظة حماه استمر تأزم الوضع مع تعرض عدة قرى في محافظة حماه للقصف المدفعي. وقال ناشطون إن دبابات ومصفحات مع أكثر من ألفي عسكري تمركزوا عند مقر أمن الدولة بعد اقتحامهم للمدينة ليلة أول من أمس، كما تم نشر قناصة على المباني المحيطة بساحة العاصي لمنع وصول المتظاهرين إليها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «سبعة على الأقل من جنود الجيش النظامي السوري قتلوا خلال الاشتباكات التي تدور مع منشقين في عدة قرى قرب مدينة محردة». وأضاف أنه في ادلب «تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد أنهم منشقون في قرية خان السبل قرب سراقب».

وفي مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور، شيع أمس قتيلان سقطا برصاص الأمن والشبيحة. وفي حمص جرى اعتقال نحو 200 شاب من حي الخالدية، وتم تجميعهم في الشارع وضربهم وإهانتهم أمام أهل الحي، قبل سوقهم إلى دوار القاهرة. وكان كل شخص يسأل عن ابنه أو قريبه يعتقل، بحسب ما قالت مصادر محلية. وأضافت المصادر أن إطلاق الرصاص توقف بعد ظهر أمس في بعض أحياء حمص وسجل انسحاب للدبابات وفك للحصار عن بعض المناطق، في وقت أعلن فيها عن مقتل الطفل إبراهيم محمد عدنان حصرية (14 عاما) بالمعتقل تحت التعذيب، وسلمت جثته إلى ذويه بعد عشرة أيام من اعتقاله.

وشهدت عدة أحياء في حمص أمس مظاهرات مثل دير بعلبه والقصور والإنشاءات والبياضة وغيرها. وفي دمشق خرجت مظاهرة طيارة على أتوستراد المزة أمام مطعم الصنوبر، وهي منطقة تعتبر من المناطق الحديثة وذات انتشار أمني كثيف لتركز السفارات والمكاتب التجارية الراقية، ومنازل أبناء المسؤولين. وفي دوما بريف دمشق شنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة في ساعات الصباح الأولى وشوهدت الدوريات وهي تنزل المعتقلين في مقر أمن الدولة، بعد ثلاثة أيام من التظاهر اليومي الحاشد خلال أيام العيد، حيث لم تكن السلطات تطلق عليها النار.

وفي قرى حوران نمر والحارة وأنخل خرجت مظاهرات لنصرة أنخل وحمص والمناطق المحاصرة. وردا على حملة الاعتقالات التي طالت عددا من الناشطين فجر أمس في قرية نمر وغيرها.

وفي منطقة الصاخور في مدينة حلب خرجت مظاهرة حاشدة دارت شوارع الحي ونادت بإسقاط النظام وهتفت لحمص وبابا عمرو. وفي مدينة الكسوة في ريف دمشق قامت قوات الأمن والجيش منذ الساعات الأولى من صباح أمس بإعادة انتشار للمدرعات في المدينة بعد 50 يوما من اقتحامها وترافق خروج المدرعات مع إطلاق نار كثيف جدا. وقالت مصادر محلية إن المدرعات خرجت ولكن الجنود والشبيحة وقوات الأمن والحواجز لا تزال موجودة في المدينة.

«المجلس الوطني» يبدي لميقاتي قلقه من 13 عملية خطف لمعارضين سوريين في لبنان

ابنة العيسمي لـ «الشرق الأوسط»: نناشد حزب الله التدخل لدى النظام السوري

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

دخل المجلس الوطني السوري مباشرة على خط السجال الحاصل لبنانيا حول ما يشاع عن عمليات خطف تطال المعارضين السوريين الموجودين في لبنان، متحدثا عن 13 عملية خطف تمت خلال الأشهر الأخيرة ومطالبا الحكومة باتخاذ التدابير اللازمة للإفراج عن هؤلاء ومنع حدوث حالات اختطاف جديدة.

وفي حين شدد وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور على أنه «ليس هناك ما يؤكد أو يشير إلى أن هناك مخطوفين من المعارضة السورية على الأراضي اللبنانية»، واضعا ما يتم تداوله في خانة «الاتهامات المتبادلة»، اتهمت قوى 14 آذار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «بتوفير الغطاء للأمنيين الذين يقومون باعتقال المعارضين السوريين».

وكان المجلس الوطني السوري وفي رسالة وجهها إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أعرب عن «قلقه إزاء حصول 13 عملية خطف طالت معارضين سوريين في لبنان خلال الأشهر الأخيرة بما فيها حادثة خطف السياسي المعارض شبلي العيسمي في 24 مايو (أيار)»، مطالبا السلطات اللبنانية بتحمل مسؤولياتها تجاه سلامة المقيمين على أرضها.

وإذ أشار رئيس المجلس برهان غليون إلى أن «هناك قلقا كبيرا من حدوث عمليات تسليم مخطوفين معارضين إلى أجهزة أمن النظام السوري، مما يعرضهم لخطر التصفية»، أكد في رسالته أن «السلطات اللبنانية تتحمل المسؤولية السياسية والقانونية والأدبية تجاه سلامة المقيمين على أراضيها، ومنهم المواطنون السوريون»، داعيا الحكومة إلى «اتخاذ التدابير اللازمة كافة للإفراج عن هؤلاء ومنع حدوث حالات اختطاف جديدة».

في هذا الوقت، طالبت ابنة المعارض السوري شبلي العيسمي، الذي اختطف في لبنان في مايو الماضي، رجاء شرف الدين، حزب الله بالتوسط لدى النظام السوري للإفراج عن والدها، داعية إياه (أي النظام) لعدم تحويل الخطأ لخطيئة والإفراج عنه فورا.

وكشفت شرف الدين لـ«الشرق الأوسط»، عن أنه «وحتى الساعة لا تجاوب بالمطلق من قبل السوريين بعدما تم استنفاذ كل الوسائل المتاحة للتواصل معهم». وقالت: «كل الفرقاء اللبنانيين تعاطفوا معنا وبالأخص رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، والنائب أكرم شهيب الذي أظهر شجاعة كبيرة في التعاطي مع الملف». واعتبرت شرف الدين أنه «من واجب الدولة اللبنانية تحديد الجهة التي اختطفت العيسمي»، مشددة على أن «ما هو مؤكد أنه اختطف وسلم للنظام السوري». وأضافت: «إذا أراد النظام التحقيق معه فمن المفترض أن يكون قد أنهى هذه التحقيقات».

وفي الجانب الرسمي اللبناني – السوري، تلاقت مواقف الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري مع التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية اللبنانية لجهة «نفي أن تكون أي جهات أمنية لبنانية قد شاركت باختطاف المعارضين السوريين». وفي هذا الإطار، قال خوري: «أنا لا أعتقد أن الأجهزة الأمنية تقوم بعمليات خطف بحق سوريين، ولم أسمع أن الدولة اللبنانية سمحت لأي أحد من السوريين بحق اللجوء السياسي داخل أراضيها»، مشددا على «ضرورة أن تقوم الدولة اللبنانية بإحصاء جدي ورسمي لمعرفة من هو لاجئ ومن هو عكس ذلك، أي من كان أصلا موجودا في لبنان، ومن جاء نتيجة اللجوء السياسي».

وفي الدفة المعارضة، اتهم منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» فارس سعيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بـ«توفير الغطاء للأمنيين الذين يقومون باعتقال المعارضين السوريين»، مشددا على أنه «لا يكفي أن تقف قوى (14 آذار) على الحياد وتدعم المعارضة السورية معنويا، بل يجب الذهاب في الوقت المناسب إلى إسقاط حكومة الرئيس ميقاتي».

وكانت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» توقفت وفي اجتماعها الدوري مطولا عند الوضع الأمني الذي يتفاقم اهتزازه وتوتره، وذلك مع استمرار أعمال الخطف وآخرها توقيف مواطنين سوريين داخل حرم مطار رفيق الحريري الدولي الأحد الماضي وتسليمهم إلى السلطات السورية.

مسؤول ميداني لـ «الشرق الأوسط»: حمص أنهكت النظام الذي يخشى تحولها إلى بنغازي ثانية

رغم التضييق والحصار والمجازر التي يرتكبها بحق المدينة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

قال المسؤول الميداني في منسقية الثورة في حمص حسين عريان: «إن حمص استطاعت في الأسابيع الأخيرة أن تنهك النظام السوري وتضعفه إلى أقصى الحدود، من خلال حركات الاحتجاج المتواصلة رغم كل التضييق والحصار والمجازر التي يرتكبها النظام بحق المدينة وأبنائها». وأشار عريان لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الجرائم والمجازر المروعة التي تشهدها حمص يوميا ستبقيها عصية على التطويع ولن تزيدها إلا إصرارا وتصميما على المضي بالثورة وتحقيق أهدافها وأول هذه الأهداف إسقاط النظام ومحاكمة رموزه وكل المسؤولين عن الجرائم التي طالت الشعب السوري».

وردا على سؤال عن أسباب ضراوة الحملة العسكرية على حمص قال المسؤول: «لهذه الحرب الشرسة عدة أسباب أولها أن النظام في سوريا يخشى أن تتحول حمص إلى بنغازي 2 بفعل قربها جغرافيا من الحدود اللبنانية ما قد يخرجها عن طور سيطرته، وثانيا لأن الانشقاقات عن الجيش النظامي بدأت في حمص حيث أنشئت كتيبة خالد بن الوليد التي تستقطب معظم المنشقين عن الجيش وتقاوم بشراسة الهجمات التي يشنّها الجيش يوميا، وثالثا لكون حمص أول مدينة نفذت العصيان المدني وامتنع الأهالي عن تسديد الضرائب المفروضة عليهم، وامتناع موظفي الدولة فيها عن مزاولة عملهم، ورابعا لأن الثوار في حمص استطاعوا استنزاف الجيش النظامي والمخابرات والشبيحة على مدى الأشهر الماضية، وهو ما وضعها في عين الاستهداف وزاد من شراسة الحرب العسكرية عليها». ولفت عريان إلى أن «حمص أصبحت اليوم مدينة منكوبة بكل ما للكلمة من معنى ومقطعة الأوصال، لا سيما في الأسبوعين الأخيرين». مشيرا إلى أن «مدينة حمص وباقي المدن والقرى التابعة لمحافظة حمص مثل القصير دفعت ما يزيد على ألف قتيل منذ انطلاقة الثورة، في حين أن هناك اتصالات تردنا عن وقوع مجازر، وعن مقابر جماعية دفن فيها المئات، ولم نتمكن من تصويرها أو الوصول إليها بسبب الحصار المفروض على المدينة، وهو ما سيتكشّف بعد سقوط هذا النظام».

وعمّا إذا كانت الحملة الأخيرة على حمص أدت إلى حركة نزوح جديدة من المدينة، قال المنسق الميداني: «ليس باستطاعة أي إنسان التحرك بأي اتجاه، فالداخل إليها مفقود والخارج منها مولود». موضحا أن «أكثر من 70 حاجزا عسكريا للجيش والأمن ينتشرون في مناطق حمص ويقطعون أوصالها». وقال: «في كثير من الأحيان نعجز عن دفن جثث الشهداء، وإذا سمحوا لنا بذلك فإنه لا يسمح لأكثر من عشرين شخصا بالسير في موكب التشييع خوفا من تحولها إلى مظاهرة مناهضة للنظام». وسأل: «أين وعود النظام لجامعة الدول العربية بسحب الجيش من المدن والمناطق؟ وما هو موقف العرب من مضاعفة قوات النظام لجرائمها منذ أن التزم هذا النظام بالمبادرة العربية؟». وأمل «أن لا تتحول مبادرة الحلّ العربي إلى إجازة من العرب للنظام السوري لارتكاب المزيد من جرائمه بحق الشعب السوري الأعزل».

واشنطن تدعو الدول العربية لمقاطعة سوريا

قالت إن اجتماع الجامعة العربية السبت المقبل سيكون «حاسما»

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح

قالت الخارجية الأميركية إن اجتماع يوم السبت الطارئ لجامعة الدول العربية للبحث في المبادرة العربية التي طرحتها لحل الأزمة السورية، سيكون «اجتماعا حاسما».

وبينما رفضت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، اعتبار المبادرة «ميتة»، قالت إن الموقف الأميركي نحو نظام الرئيس بشار الأسد «ظل واضحا منذ البداية، وهو أن النظام غير شرعي، وأن الأسد يجب أن يرحل، وأن الدول العربية يجب أن تنضم إلى قرارات المقاطعات التي كانت أعلنتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى».

وقالت إن الجامعة العربية هي التي سوف تقرر إذا فشلت مبادرتها أو لم تفشل، وذلك ردا على سؤال عن تصريحات مسؤولين فرنسيين بأن المبادرة فشلت.

وقالت إن جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية للشرق الأدنى، أجرى محادثات مع مسؤولين كبار في الدول العربية حول اجتماع يوم السبت. وبينما رفضت الحديث عن تفاصيل هذه الاتصالات قالت إن الولايات المتحدة «تشعر بالارتياح لأن الجامعة العربية قررت أن تجتمع مرة أخرى، حتى يتسنى لها أن تقيم الوضع. ومصلحتنا هي في البقاء على اتصال معهم. وسنرى ما سيقررون القيام به يوم السبت».

وقالت إن الولايات المتحدة ما فتئت تدعو، منذ أشهر، المزيد من الدول للانضمام إليها في اقتراح إرسال «كادر قوي من المراقبين الدوليين، بما في ذلك المراقبون من المنطقة، ليكونوا قادرين على الذهاب إلى سوريا، وليروا بأنفسهم، وليشهدوا وضع حقوق الإنسان هناك».

وأضافت: «إذا كان نظام الأسد ليس لديه ما يخشاه، سيفتح أبوابه، وسيسمح للمراقبين الدوليين، وسيسمح للصحافيين بالدخول. أننا نشعر بقلق بالغ، ونعتقد أن أفضل حماية للمدنيين في سوريا هي الحماية الدولية».

وقال مراقبون في واشنطن إن الخارجية الأميركية كانت عطفت في الأسبوع الماضي، على تصريحات نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن «القلق العميق» لجامعة الدول العربية، وأسفها لاستمرار العنف في سوريا. وقال مصدر في الخارجية الأميركية إن الحكومة الأميركية كانت توقعت، منذ البداية، أن الرئيس الأسد لن يقبل مطالب الجامعة العربية، وأن الكرة الآن في ملعب الجامعة العربية. وأشار إلى خطوات يمكن أن تتخذها الجامعة العربية، منها: قطع العلاقات الدبلوماسية مع حكومة الأسد والمطالبة بإرسال مراقبين عرب إلى سوريا والانضمام إلى المقاطعات السياسية والاقتصادية التي كانت أعلنتها الولايات المتحدة، ودول غربية أخرى، ضد سوريا.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما دعا إلى رحيل الأسد، وكذلك قالت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، إن نظام الأسد لا يمثل الشعب السوري، وإن الموقف الأميركي الجديد هو أن الأسد لا يقدر حتى على الإشراف على «المرحلة الانتقالية التي يجب أن تحدث في سوريا».

المجلس الوطني السوري: مبادرة الجامعة العربية وصلت إلى طريق مسدود

شدد على عدم منح النظام أي مهلة إضافية «لمزيد من القتل»

جريدة الشرق الاوسط

أكد المجلس الوطني السوري أن المبادرة التي أطلقتها جامعة الدول العربية ووافق عليها النظام السوري «مرغما» في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) «وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض النظام وتحديه لها من خلال شنّه هجمات دموية على حمص وحماة أودت بحياة نحو مائة مدني بينهم أطفال ونساء».

وقال رئيس المجلس برهان غليون في رسالة وجهها إلى أمين عام الجامعة نبيل العربي أمس: «إن الحملات الوحشية التي شنهّا النظام على حمص وتحديدا حي بابا عمرو، واستخدمت فيها المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطيران الحربي، وأتبعها بهجوم مماثل على مدينة حماة، كانت تقتضي من الجامعة العربية ومن معالي الأمين العام إعلان الإدانة الصريحة والواضحة لسلوك النظام بوصفه خرقا مباشرا لما تم الاتفاق عليه في مبادرة الجامعة، عدا عن كونه عملا مدانا سياسيا وإنسانيا وأخلاقيا». وأضاف أنه «في ضوء عدم التزام النظام بالبنود التي وضعتها المبادرة العربية (…) فإن المسعى الوحيد في الوقت الحالي هو ضمان حماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة طبقا للقانون الدولي».

وكرر غليون في رسالته للجامعة أن أولويات المجلس الوطني السوري، والتي يأمل تبنيها من قبل الجامعة العربية تتمثل في تجميد الجامعة العربية لعضوية النظام السوري في كافة المنظمات والهيئات التابعة لها، ودعوة الدول الأعضاء في الجامعة إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على النظام، تتمثل في وقف التعاون التجاري والاقتصادي معه وسحب السفراء العرب من دمشق، وإرسال مراقبين عربا ودوليين إلى كافة الأراضي السورية لمراقبة انتهاكات النظام وتوثيقها، ودعم جهود المجلس الوطني المطالبة بتأمين حماية دولية عاجلة للمدنيين السوريين بكل الوسائل المشروعة من خلال التواصل مع الأمم المتحدة.

وشددت رسالة المجلس الوطني على أهمية «عدم منح النظام السوري أي مهلة إضافية»، مشيرة إلى أنه يسعى «لتوظيفها من أجل ارتكاب مزيد من عمليات القتل». وقالت إنه «من الأهمية بمكان أن تقوم الجامعة العربية بإعلان موقف صريح مما يرتكبه النظام من عمليات وحشية وصلت حدّ الإبادة الجماعية، على أن يكون موعد الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب فاصلا في هذا المجال».

العربي يناشد الجميع إعطاء المبادرة العربية فرصة: لا يوجد فشل أو نجاح وهناك خطة نتعامل معها

التقى وفدا بقيادة المعارض السوري عبد العظيم

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة

التقى نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أمس بمقر الجامعة قياديا بالمعارضة السورية، بعد أن منع متظاهرون دخول باقي أفراد وفد من معارضي الداخل والخارج، الذين يطالبون الجامعة بإصدار قرارات جديدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، من بينها تجميد العضوية في الجامعة وفرض حظر جوي، وقد وعد العربي المعارضين بأن يطرح مطالبهم على الاجتماع الوزاري العربي المقرر عقده السبت المقبل.

وشكل عدد من المتظاهرين السوريين المعتصمين أمام مقر الجامعة بالقاهرة دروعا بشرية أمام بوابات الجامعة لمنع وفد من معارضة الداخل من دخول الجامعة لإجراء حوار مع الأمين العام، متهمين هؤلاء المعارضين بالعمل سرا لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، مثل الوفد هيئة التنسيق الوطنية وتيار بناء الدولة السورية، وضم حسن عبد العظيم وعبد العزيز الخير ورجاء الناصر وبسام الملك وصالح مسلم وأحمد فايز الفواز ولؤي الحسين، ومن الخارج هيثم مناع وسمير العيطة ومنذر حلوم وحازم النهار. وفشلوا جميعا في الدخول، باستثناء حسن عبد العظيم الذي نجح في الإفلات من المعتصمين السوريين ومقابلة الأمين العام للجامعة، في حين اضطر باقي أعضاء الوفد للانصراف.

وقال العربي في مؤتمر صحافي عقده أمس «إننا نعمل من أجل تنفيذ خطة العمل العربية التي تقضي باتخاذ خطوات على الأرض، وإننا على اتصال مع الحكومة السورية ووزراء الخارجية العرب وسوف نضع كافة النتائج لتقييم الموقف من كافة جوانبه على خلفية كل المعلومات».

وردا على التخوفات من قيام الحكومة السورية بتغليب موضوع التدخل والتحريض الأميركي خلال الاجتماع الوزاري بما يطغى على المطالب الخاصة بخطة العمل العربية والمعارضة، قال العربي «كل شيء مطروح ولا يوجد تخوف من تغليب قضية على أخرى، لأن ما يهمنا هو استقرار سوريا وحفظ الأمن وحماية المدنيين وتلبية مطالب الشعب».

وأشار العربي إلى أنه التقى مع المعارض السوري حسن عبد العظيم «المعروف بتاريخه الكبير، رغم أن بعض الأشخاص استخدموا ضده العنف لمنعه من الوصول للجامعة ورفض الحوار»، مؤكدا أنه من حق أي معارض الحضور للجامعة والاستماع إليه وفق قرارات الاجتماعات الوزارية، وعبر العربي عن أسفه لاستخدام العنف ضد المعارضين. وتابع: «لم نحدد ضوابط ونحن نلتقي مع كل من يطلب اللقاء بنا وقد التقيت أكثر من مرة بوفود من المجلس الانتقالي والمعارضة وحتى المتظاهرين والمعتصمين أمام الجامعة وسوف نقدم تقريرا للاجتماع الوزاري بنتائج كل هذه اللقاءات».

وعما إذا كانت الجامعة العربية قد فشلت في التعامل مع الملف السوري، قال العربي «لا يوجد فشل أو نجاح وهناك خطة نتعامل معها وسوف يبحث المجلس الوزاري كل الخطوات»، مضيفا أن الولايات المتحدة ليست عضوا في الجامعة العربية، وليس لنا شأن بها، وناشد كل الأطراف أن تعطي فرصة للمبادرة العربية.

من جانبه، أعلن حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى لتغيير الديمقراطي الوطني، أن الهيئة التي تعمل في الداخل السوري ترفض التدخل الأجنبي العسكري، لكنها تؤيد إسقاط النظام السوري بكل مرتكزاته، وطالب عبد العظيم الجامعة العربية بإرسال مراقبين عرب ودوليين لحماية الشباب الثائر من القمع، مؤكدا أن الثورة السورية سلمية.

ورفض عبد العظيم اتهامات المعارضة السورية لوفده بأنه يمثل معارضة مهادنة للنظام تقوم بدور «المحلل»، واصفا ذلك بالهراء، وقال: «سبب هجوم معارضة الخارج عليه أنهم يرفضون التدخل الأجنبي». وتابع: «لقد طلبنا من الجامعة العربية ألا تعطي مهلة جديدة للنظام يضاعف فيها القمع والقتل، وإنما يجب أن توفر آليات عمل للحماية من القتل والقمع والاعتقال والتعذيب من خلال إرسال مراقبين عرب ودوليين وفتح المجال لمنظمات حقوقية وإنسانية ووسائل الإعلام العربية والدولية لتزور سوريا لتعرف أن هذه الثورة سلمية».

وأوضح عبد العظيم أنه قبل المطالبة بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، نريد من الجامعة أن تمارس دورها، وحتى الصين وروسيا يطالبون بالتمسك بمبادرة الجامعة العربية، لكن هذه المبادرة إن لم تقترن بوسائل حماية للثورة والشباب سوف تكون خطرا على الثورة.

وقال عبد العظيم: نحن معارضة وطنية تريد إنتاج نظام وطني ديمقراطي يضم كل طوائف المجتمع السوري، ونرفض الإقصاء والبعض يريد إقصاءنا لأننا نرفض التدخل الأجنبي.

محتجون يرشقون الوفد السوري المعارض بالبيض ويمنعونه باستثناء واحد.. من لقاء العربي

ناشطون سوريون يعبرون عن استيائهم من الهجوم على المعارضين ويصفونه بـ«التشبيح الثوري»

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: خالد محمود لندن: «الشرق الأوسط»

منع عشرات المحتجين مجموعة من المعارضين السوريين المعروفين، ومن بينهم الكاتب ميشال كيلو والناشط هيثم المناع، أمس، من دخول مبنى الجامعة العربية ورشقوهم بالبيض. وكان من المقرر أن يلتقي هؤلاء المعارضون بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قبل اجتماع سيعقد لمناقشة الأزمة السورية السبت.

وقال مؤمن كويفاتيه المعارض للنظام السوري والمقيم في القاهرة، إن منع الزوار من دخول مبنى الجامعة العربية ورشقهم بالبيض مبرر لأنهم «خونة اشتراهم النظام». ويعارض المحتجون ومجموعة المعارضين نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنهم يختلفون في الآراء.

واتهم كويفاتيه أعضاء الوفد الزائر بعدم دعم مطالب المجلس الوطني السوري بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وفرض منطقة حظر جوي عليها. ولا ينتمي أي من أعضاء الوفد الزائر إلى المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم التيارات المعارضة للأسد.

وقال شهود عيان إن المتظاهرين السوريين رشقوا أعضاء الوفد السوري المعارض بالبيض والطماطم، وطالبوا الجامعة بتجميد عضوية سوريا وإحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن لفرض حظر جوي وحماية المدنيين.

وقال أسعد الشامي ممثل هيئة تنسيقيات الثورة السورية في مصر: «إن هذا الوفد لا يمثل الثورة السورية، فقد مروا على دمشق قبل أن يأتوا ليحصلوا على التعليمات من النظام»، مؤكدا أن «هدفهم تمييع الثورة السورية».

وقال طه خلو ناشط كردي سوري إن الشعب السوري في الداخل متبرئ من هذا الوفد وهم من صنع النظام، وأضاف أنه تم منعهم من الدخول لأنهم لا يمثلون الشعب السوري المعارض وإنما الممثل الوحيد للشعب السوري الآن هو المجلس الوطني السوري.

لكن المتحدث باسم الجالية السورية في القاهرة الناشط محمد مأمون الحمصي، اعتبر قيام المتظاهرين السوريين بمنع وفد هيئة تنسيقية الثورة السورية من الدخول لمقر الجامعة العربية تصرفا عفويا من الشباب الذين يرون إخوانهم يقتلون يوميا على أيدي النظام السوري في الداخل.

وميشال كيلو (71 عاما) هو أحد أشهر نشطاء حقوق الإنسان في سوريا، ويعيش في ذلك البلد وقبع في سجونها عدة سنوات. وسجن كيلو، الكاتب الذي عارض حزب البعث الحاكم منذ وصوله إلى السلطة عام 1963، من 1980 وحتى 1983 ومن 2006 وحتى 2009. وهو عضو في اللجنة الوطنية للتغيير الديمقراطي التي تأسست في 17 سبتمبر (أيلول) وتضم عددا من القوميين العرب والاشتراكيين والماركسيين وعددا من أبناء الأقلية الكردية ومستقلين مثل كيلو. وهيثم المناع هو معتقل سياسي سابق ويعيش في المنفى في فرنسا.

وسمح في النهاية بدخول شخص واحد من الوفد إلى مبنى الجامعة العربية. وقال معارضون وناشطون سياسيون سوريون في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن إلقاءهم البيض كان يستهدف بالأساس منع الوفد من لقاء العربي «على اعتبار أن هذا الوفد لا يمثل المعارضة الحقيقية للشعب السوري وإنما مجرد أراجوزات ودمى صنعها نظام الأسد».

وروى تيسير توفيق أحد النشطاء الذين شاركوا ضمن مئات آخرين من أعضاء الجالية السورية المقيمة في مصر، في رشق الوفد بالبيض ومنعه من دخول المبنى، تفاصيل ما حدث لـ«الشرق الأوسط». وقال: «إن الوفد كان يريد توجيه رسالة إلى الجامعة العربية يناشده فيها عدم تجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية وعدم التطرق إلى مسألة حماية المدنيين السوريين الذين يعانون بطش النظام وقمعه في مختلف المدن السورية». وأضاف: «كنا قد جهزنا بيانا بهدف محاججة أعضاء الوفد الذي نرى أنه لا يمثل إلا نفسه ولا يصح أن يكون وفدا ينظر إليه على أنه من المعارضة السورية، انتظرنا أن نفند حجج هؤلاء أمام مختلف وسائل الإعلام، لكن مع الأسف الحماس أخذ بعض الشباب وبدأوا في إلقاء البيض على أعضاء الوفد ومنعوهم من الدخول، باستثناء حسن عبد العظيم رئيس الاتحاد الاشتراكي الذي تمكن وحده من الدخول ولقاء الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية».

5وأوضح تيسير أنه حدثت حالة من الهرج والمرج تمكن خلالها عبد العظيم من مقابلة العربي ليعرض عليه ما وصفه «بطلبه البائس الذي لا يخدم سوى مصلحة النظام السوري ولا يعبر مطلقا عن رغبة الشعب السوري». وأضاف: «كنا نود أن تكون المواجهة بالحوار، لكن لا تنسى أن بعض الشباب لديهم أعزاء وأقارب فقدوهم بسبب ممارسات نظام الأسد القمعية خلال المواجهات اليومية التي تشهدها مختلف شوارع ومدن سوريا ويسقط فيها عشرات القتلى والجرحى».

وأكد تيسير على أن مطالب المعارضة السورية واضحة وعلى رأسها تجميد عضوية سوريا لدى الجامعة العربية وسحب كل السفراء العرب من العاصمة السورية دمشق وطرد سفراء بشار الأسد لدى جميع العواصم العربية والدولية بالإضافة إلى إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن للنظر في مسألة حماية المدنيين وإحالة ملف الرئيس السوري بشار الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين العزل.

وكان من المقرر أن يلتقي وفد هيئة التنسيق الوطني السورية المكون من أربعة أشخاص مع الأمين العام لجامعة الدول العربية في الوقت الذي تستعد فيه الجامعة لاجتماع طارئ يوم السبت المقبل لبحث حملة القمع العسكرية التي تستهدف المحتجين في سوريا.

وقال أمين وهو محتج سوري رفض ذكر اسمه كاملا «هذه المعارضة كاذبة مائة في المائة. إنها تريد حوارا من أجل النظام وبقائه». وأضاف: «ألقينا بالبيض على هؤلاء الخونة وابتعدوا. نحن لا نريد مفاوضات مع النظام السوري. نحن نطالب بإسقاط النظام».

ويقول مسؤولون معنيون بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن أنباء وردت عن قتل قوات الجيش والأمن في سوريا أكثر من 60 شخصا منذ أن وقعت حكومة الأسد خطة سلام توسطت فيها الجامعة العربية في الأسبوع الماضي. وتدعو الخطة العربية إلى وقف كامل للعنف والإفراج عن السجناء وسحب القوات من شوارع المدن السورية لإتاحة الفرصة لحوار وطني. ويعتصم محتجون منذ أسابيع أمام مقر الجامعة في القاهرة للمطالبة باتخاذ زعماء المنطقة إجراء أكثر صرامة مع الأسد.

ونشر أحد الناشطين في تنسيقية الثورة السورية في مصر، خبرا على «فيس بوك»، استهله بصيغة زف بشرى لـ«ثوار سوريا ستثلج صدورهم وهي أن اعتصام الناشطين السوريين أمام مقر الجامعة العربية في القاهرة ما زال مستمرا، وأن وفد المعارضة السورية الكاذبة تم استقبالهم «الاستقبال الذي يليق بالخونة»، وقال إنه تم رميهم «بالبيض والبندورة وجرى ضربهم ثم أدخلوهم خيمة الاعتصام واستمر ضربهم نحو نصف ساعة ليكون ذلك درسا لهم وللنظام الذي أرسلهم وأن المعارضين هيثم مناع وحسن عبد العظيم وغيرهما غرقوا بدمائهم».

وأثار هذا الكلام رد فعل سلبيا في أوساط الناشطين في سوريا لا سيما المثقفين الداعمين للثورة، ووصفوه بـ«التشبيح الثوري» و«تشبيح المعارضة»، ومنهم من كتب: «إن الخبر لو كان صحيحا وتعرض هؤلاء المعارضين للضرب فهذا أمر مخز ويسيء للثورة». كما كتب آخر مدافعا عن المعارضين الذين ذهبوا إلى القاهرة: «إن هؤلاء حين كانوا يعانون من الاعتقال ومرارة ظلم النظام كان من يعتبرون أنفسهم اليوم ثوارا يصفقون للنظام».

أما هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، فخطت رسالة وجهت إلى السوريين عموما قالت فيها: «وصلنا خبر مؤسف، حيث تم الاعتداء بالضرب على أعضاء هيئة التنسيق الوطنية لدى ذهابهم للاجتماع وحتى الآن لم نتمكن من معرفة الحالة الصحية للأعضاء حيث تناثرت أقوال هنا وهناك مبتهجة بأنهم أغرقوا الأعضاء بدمائهم». وأكدت هيئة التنسيق في المهجر «لن نصمت على هذا التشبيح من قبل مناصري المجلس الوطني الذي بهذه الممارسات المأجورة أثبتوا فشلهم وتواطؤهم».

أنقرة تحذر دمشق من خطر استخدام «الكردستاني»: من يمسك بملف الإرهاب ستحترق يده

هورموزلو لـ «الشرق الأوسط»: معلومات عن وجود رموز منه في سوريا

جريدة الشرق الاوسط

لندن: ثائر عباس

حذرت تركيا سوريا بشكل واضح أمس من مغبة تكرار تجربة دعم منظمة «حزب العمال الكردستاني» في الثمانينات، واستعمال هذه المنظمة التي تعتبرها تركية إرهابية بهدف «إزعاج الأمن التركي» لأن من شأن ذلك، كما قال مسؤول تركي لـ«الشرق الأوسط» أن يحرق اليد التي تستعمل الإرهاب. مشددا على أن تركيا «بلد قوي ويستطيع الدفاع عن نفسه».

وتحدث الرئيس التركي عبد الله غل أمس للمرة الأولى عن المخاوف التركية من سعي سوريا لاستعمال هذه المنظمة من أجل «المشاغبة» على الدور التركي المناهض للتصرفات السورية في الداخل، فشدد على أهمية إدراك سوريا خطورة تجربة الثمانينات والتسعينات والتي أدت في نهاية القرن الماضي إلى دخول الجيش التركي الأراضي السورية لإبداء الانزعاج من وجود زعيم المنظمة عبد الله أوجلان في دمشق، قبل أن يغادرها وتقبض عليه وحدة تركية خاصة حيث يمضي حكما بالسجن مدى الحياة في جزيرة محصنة في الدردنيل.

وحذر الرئيس التركي سوريا من استخدام الميليشيات الكردية شمال العراق ضد بلاده، لافتا إلى أن دمشق استضافت من قبل أعضاء من حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره واشنطن وأنقرة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، وقال: «أقترح على الحكومة السورية أن لا تدخل في هذه اللعبة الخطيرة. على الرغم من أنني لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، فإننا نتابع الأمر عن كثب».

وبدوره، قال كبير مستشاري غل، إرشاد هورموزلو لـ«الشرق الأوسط»: «خبرنا استعمال بعض الجهات الخارجية لموضوع الإرهاب، ولا أتصور أن القيادة السورية ستنحى في مسلك استعمال المنظمات الإرهابية لإزعاج الأمن التركي».

وأشار هورموزلو إلى مؤشرات عن وجود رموز وأعضاء في المنظمات الإرهابية (الكردستاني) كانت في أوروبا هي في سوريا اليوم»، آملا أن لا يكون هذا الوجود «مبرمجا من قبل القيادة السورية»، منبها إلى أن «الجميع يعرف أن اليد التي تمسك بورقة الإرهاب تحترق عاجلا أم آجلا». وأكد هورموزلو أن تركيا «بلد قوي ويستطيع مواجهة الإرهاب ومكافحته».

وقال المسؤول التركي إن بلاده «لا تمتلك معلومات موثقة حاليا حول دور سوري في تشجيع العمليات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت تركيا وأودت بحياة 24 جنديا الشهر الماضي»، آملا أن لا يكون ذلك صحيحا، لكنه أكد أن بلاده «تتحسب لجميع الاحتمالات.. وتستعد دائما للأسوأ» إلى ذلك، استطاع «هاكرز» أكراد، اختراق موقع وزارة المال التركية. وكتبوا على صفحتها الرئيسية عبارات تشيد بالنضال التاريخي للحزب، وتدعو تركيا إلى «إبعاد يدها القذرة عن كردستان»، مطالبين بالحرية لأوجلان والناشطين السياسيين الأكراد «المنتخبين» من قبل شعبهم. وأعلنت وزارة المالية التركية أن موقعها الرسمي على الإنترنت اخترق في وقت متأخر الليلة الماضية على أيدي أفراد من حزب العمال الكردستاني المحظور «لأغراض الدعاية القذرة». وقد حجبت السلطات التركية الموقع تمهيدا لإعادة تشغيله، وأكدت السلطات أنه سوف يعود إلى العمل «في أقرب وقت ممكن». وأعلن وزير المال محمد شيمشك أن تحقيقا للعثور على المسؤولين عن ذلك بدأ على الفور.

أنقرة تحذر دمشق من خطر استخدام «الكردستاني»: من يمسك بملف الإرهاب ستحترق يده

هورموزلو لـ «الشرق الأوسط»: معلومات عن وجود رموز منه في سوريا

جريدة الشرق الاوسط

لندن: ثائر عباس

حذرت تركيا سوريا بشكل واضح أمس من مغبة تكرار تجربة دعم منظمة «حزب العمال الكردستاني» في الثمانينات، واستعمال هذه المنظمة التي تعتبرها تركية إرهابية بهدف «إزعاج الأمن التركي» لأن من شأن ذلك، كما قال مسؤول تركي لـ«الشرق الأوسط» أن يحرق اليد التي تستعمل الإرهاب. مشددا على أن تركيا «بلد قوي ويستطيع الدفاع عن نفسه».

وتحدث الرئيس التركي عبد الله غل أمس للمرة الأولى عن المخاوف التركية من سعي سوريا لاستعمال هذه المنظمة من أجل «المشاغبة» على الدور التركي المناهض للتصرفات السورية في الداخل، فشدد على أهمية إدراك سوريا خطورة تجربة الثمانينات والتسعينات والتي أدت في نهاية القرن الماضي إلى دخول الجيش التركي الأراضي السورية لإبداء الانزعاج من وجود زعيم المنظمة عبد الله أوجلان في دمشق، قبل أن يغادرها وتقبض عليه وحدة تركية خاصة حيث يمضي حكما بالسجن مدى الحياة في جزيرة محصنة في الدردنيل.

وحذر الرئيس التركي سوريا من استخدام الميليشيات الكردية شمال العراق ضد بلاده، لافتا إلى أن دمشق استضافت من قبل أعضاء من حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره واشنطن وأنقرة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، وقال: «أقترح على الحكومة السورية أن لا تدخل في هذه اللعبة الخطيرة. على الرغم من أنني لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، فإننا نتابع الأمر عن كثب».

وبدوره، قال كبير مستشاري غل، إرشاد هورموزلو لـ«الشرق الأوسط»: «خبرنا استعمال بعض الجهات الخارجية لموضوع الإرهاب، ولا أتصور أن القيادة السورية ستنحى في مسلك استعمال المنظمات الإرهابية لإزعاج الأمن التركي».

وأشار هورموزلو إلى مؤشرات عن وجود رموز وأعضاء في المنظمات الإرهابية (الكردستاني) كانت في أوروبا هي في سوريا اليوم»، آملا أن لا يكون هذا الوجود «مبرمجا من قبل القيادة السورية»، منبها إلى أن «الجميع يعرف أن اليد التي تمسك بورقة الإرهاب تحترق عاجلا أم آجلا». وأكد هورموزلو أن تركيا «بلد قوي ويستطيع مواجهة الإرهاب ومكافحته».

وقال المسؤول التركي إن بلاده «لا تمتلك معلومات موثقة حاليا حول دور سوري في تشجيع العمليات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت تركيا وأودت بحياة 24 جنديا الشهر الماضي»، آملا أن لا يكون ذلك صحيحا، لكنه أكد أن بلاده «تتحسب لجميع الاحتمالات.. وتستعد دائما للأسوأ» إلى ذلك، استطاع «هاكرز» أكراد، اختراق موقع وزارة المال التركية. وكتبوا على صفحتها الرئيسية عبارات تشيد بالنضال التاريخي للحزب، وتدعو تركيا إلى «إبعاد يدها القذرة عن كردستان»، مطالبين بالحرية لأوجلان والناشطين السياسيين الأكراد «المنتخبين» من قبل شعبهم. وأعلنت وزارة المالية التركية أن موقعها الرسمي على الإنترنت اخترق في وقت متأخر الليلة الماضية على أيدي أفراد من حزب العمال الكردستاني المحظور «لأغراض الدعاية القذرة». وقد حجبت السلطات التركية الموقع تمهيدا لإعادة تشغيله، وأكدت السلطات أنه سوف يعود إلى العمل «في أقرب وقت ممكن». وأعلن وزير المال محمد شيمشك أن تحقيقا للعثور على المسؤولين عن ذلك بدأ على الفور.

مفتي سوريا يتهم «شبيغل» باجتزاء كلامه وإعطاء فكرة عكس التي أراد إيصالها

بعد أن نقلت عنه قوله إن الأسد يستعد للتنحي

جريدة الشرق الاوسط

تراجع مفتي الجمهورية السورية أحمد بدر الدين حسون عما قاله لمجلة «دير‎ ‎شبيغل» الألمانية واعتبر أن ما جاء في المقابلة «هو اجتزاء من كلامه»، واتهم المجلة بأنها «نشرت ما يخدم غايات معينة ويعطي عكس ما يود إيصاله عن الأوضاع في سوريا». وحول ما نقل عنه عن الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة، قال حسون في تصريحات لموقع «سيريانيوز» وتناقلتها مواقع إلكترونية سورية شبه رسمية: «قلت لو أن المعارضة قدمت برامجها لتقنع الشارع السوري أن ما لديها خير مما هو موجود في سوريا الآن ولم تستعمل القتل والسلاح والاغتيال لكان السيد الرئيس أول من يرفع قبعته لهم ويشكرهم ويعود إلى ما درسه وما أحبه في مقتبل شبابه الذي ابتدأه فهو طبيب في جراحة العيون. ما نشرته المجلة الألمانية في ما يخص ذلك لا يتجاوز العشر كلمات، والتي جاء فيها باعتقادي أن الرئيس ليس متعلقا جدا بالرئاسة، وكما ذكرته بعض القنوات الإعلامية أن الرئيس الأسد سيتنحى عن السلطة بعد الإصلاحات».

وكانت «شبيغل» قد نقلت عن حسون قوله إن الأسد مستعد للاستقالة والعودة لممارسة طب العيون بعد أن يطبق الإصلاحات. وفي الترجمة الحرفية لما نشرته «شبيغل» على موقعها الإلكتروني أمس، للمقابلة التي جاءت في صيغة سؤال وجواب، سأل اريك فولاث حسون ما إذا كان برأيه هل يمكن للأسد أن يستقيل، فرد المفتي قائلا: «أنا مقتنع أنه سيدخل الإصلاحات تدريجيا، ويسمح بانتخابات حرة وعادلة مع أحزاب مستقلة، وبعد ذلك، بعد انتقال سلمي (للسلطة)، يمكن أن يكون مستعدا للتنحي. ليس رئيسا لمدى الحياة. بشار الأسد طبيب عيون سابق، يريد العودة إلى مهنته القديمة. يمكنني بسهولة تخيل ذلك. في الواقع، قال لي مرات عديدة عن حلمه لإدارة عيادة لطب العيون».

وأوضح حسون أن الحديث الذي أجراه إيريك فولاث، «والذي استمر لساعتين، كنا نهدف منه إيصال الكلمة الواضحة لما يحدث في سوريا، وردا على كل المواقف والكلمات التي حورت وزورت وأجتزئ منها ليخدم غايات معينة ويعطي عكس ما نود إيصاله عن الأوضاع في سوريا وعن موقفنا الديني من هذه الأحداث على مستوى العالم العربي والعالمي». وعبر المفتي حسون عن أسفه لقيام مجلة «دير شبيغل» باجتزاء الحديث المسجل لمدة ساعتين و«اختصرته بمدة خمس عشرة دقيقة فقط» واتهمها بتحوير «بعض الأجوبة من شكل إيجابي إلى جواب سلبي».

وكانت مجلة «شبيغل»، ذكرت أن حسون قال في حفل تأبين ابنه الذي قتل على أيدي معارضين للنظام، إنه «في اللحظة التي يضرب فيها الناتو سوريا، كل أبناء وبنات لبنان وسوريا سيتحولون إلى ساعين للشهادة في أوروبا والأراضي الفلسطينية. أقول لكل أوروبا والولايات المتحدة: سنحضر ساعين للشهادة في ما بينكم أصلا، إذا قصفتم سوريا أو لبنان. ابتداء من الآن، العين بالعين والسن بالسن».

هزان إبراهيم لـ «الشرق الأوسط»: للأكراد مصلحة في تبني الثورة لأنهم لن يعانوا أسوأ مما عانوه من الأسد

أكراد سوريا يفعلون تحركاتهم ويطالبون بالاعتراف بحقوقهم

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

شكلت الشعارات التي حملها المتظاهرون السوريون الأكراد في المظاهرة التي شاركوا فيها بمنطقة عامودا في القامشلي يوم أمس تأكيدا على دعمهم المجلس الوطني السوري بعد حملة الاحتجاجات التي أطلقتها الكتلة الكردية في المجلس الأسبوع الماضي وما رافقها من حملة على موقع «فيس بوك»، تمثل في إطلاقهم صفحة خاصة بهم حملت عنوان «المجلس الوطني لم يعد يمثلني – أكراد سورية». وكانت هذه الحملة قد جاءت ردا على تصريحات رئيس المجلس برهان غليون الذي اعتبر فيها أن المكونات في سوريا هي جماعات أو تجمعات قومية، مشبها وجودها بوجود المسلمين والمهاجرين في فرنسا، قبل أن يعود ويصدر توضيحا يعتذر فيه من أكراد سوريا ويعيد أمور الثورة الكردية وتحركاتها إلى ما كانت عليه. هذه التحركات تظهر جليا من خلال الناشطين السوريين الأكراد على صفحة الثورة السورية إضافة إلى الصفحات الخاصة بهم والتي يديرها أكراد سوريون من سوريا وخارجها، لا سيما في ألمانيا، اهتماما ملحوظا بمجريات الثورة ويحثون من خلالها مواطنيهم الأكراد في المناطق السورية على المشاركة، من دون إغفال أهمية المطالبة الدائمة بحقوقهم كأقلية موجودة في سوريا ومطالبة المجلس الوطني بتقديم التطمينات التي تضمن عدم إقصائهم في «سوريا المستقبل» والاعتراف بحقوقهم. هذا الواقع يعتبره هزان إبراهيم عضو الكتلة الكردية في المجلس الوطني السوري، مبررا وطبيعيا بعد كل ما عاناه الأكراد من نظام الأسد، من دون أن ينفي تأثيره على حجم المشاركة الكردية في المظاهرات، مما يجعل الأحزاب الكردية والكتلة الكردية في المجلس في حراك دائم وتواصل وتنسيق مستمر مع المجلس الوطني بهدف التخفيف قدر الإمكان من هذه المخاوف وتحفيز الأكراد على زيادة مشاركتهم في المظاهرات. ويقول لـ «الشرق الأوسط»: «الكتلة الكردية في المجلس بالتعاون مع التنسيقيات الكردية في سوريا تعمل على احتواء هذه المخاوف من خلال العمل الدائم مع المجلس الوطني وليس تمثيلنا في الأمانة العامة والاعتراف بالقومية الكردية إلا خير دليل على هذا الأمر». ويعتبر إبراهيم أن «رد فعل الأكراد الأسبوع الماضي لم يكن فقط نتيجة التصريح الذي أدلى به غليون، بل سبقته تصريحات عدة أساءت إلى أكراد سوريا إضافة إلى اعتبار حزب العمال الكردستاني حزبا إرهابيا، وبالتالي كان لا بد لنا من اتخاذ موقف في هذا الإطار واستنكار ما يحصل، وما قمنا به كان له وقعه الإيجابي وأعاد الأمور إلى نصابها الطبيعي». مضيفا أن «للأكراد مصلحة كاملة في تبني الثورة لأنهم لن يواجهوا أو يعانوا أسوأ من كل ما عانوه في عهد نظام الأسد، وهم كانوا من أوائل المشاركين في مظاهرة الجامع الأموي في مارس (آذار) مارس الماضي في أول أيام الثورة». ويشير إلى المؤتمر السري الذي عقدته الأحزاب الكردية في القامشلي الأسبوع الماضي وكان إحدى المحاولات التي يقوم بها الأكراد لتوحيد قواهم وتنظيم مشاركتهم في مظاهرات إسقاط النظام. وكانت أبرز عناوين الاجتماع قد ارتكزت على الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي كمكون رئيسي في البلاد ورفض التمييز القومي والطائفي والديني للوصول إلى دولة وطنية علمانية وديمقراطية لكل السوريين. كما كلف المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه السعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية، كون التوحيد هذا يشكل عاملا مهمّا في ترجيح موازين القوى لصالح الثورة السلمية للشعب السوري وتحقيق مطالبه المشروعة. وفي ما يتعلق بالوضع الكردي السوري، فقد رأى المؤتمرون أن الشعب الكردي في سوريا هو شعب أصيل، يعيش على أرضه التاريخية ويشكل جزءا أساسيا من النسيج المجتمعي والوطني والتاريخي لسوريا، وهذا الواقع يتطلب الإقرار الدستوري بوجوده كمكون رئيسي من مكونات الشعب السوري، وإيجاد حل ديمقراطي عادل لقضيته القومية بما يضمن حقه في تقرير مصيره بنفسه ضمن وحدة البلاد. كما اعتبروا أن حل القضية الكردية يعتبر مدخلا حقيقيا للديمقراطية وامتحانا لقوى المعارضة السورية التي تسعى لتحقيق غد أفضل لسوريا على قاعدة أن «سوريا لكل السوريين».

ناشطون سوريون: قوات النظام تقتحم مناطق قرب دمشق

بيروت – أفاد ناشط سوري مقيم في لبنان بأن قوات الأمن السورية اقتحمت اليوم الخميس مناطق على مشارف العاصمة دمشق، حيث قامت باعتقالات عشوائية.

وقال الناشط عمر إدلبي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه منذ ساعات ، تقوم قوات من الأمن السوري بتفتيش المنازل في دوما وسقبا ، وانها ألقت القبض على عشرات الرجال وسيدتين.

وأضاف أن قوات النظام لا تزال تفرض حصارا على محافظتي حمص وحماة.

وذكر أن محصلة قمع النظام للمظاهرات أمس في حمص وحماة وإدلب بلغت 27 قتيلا.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ، قتل 2880 مدنيا و 941 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات في سورية منتصف آذار/مارس الماضي.

وتحت عنوان “الأحداث على حقيقتها” ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه تم تفكيك عبوتين ناسفتين في حمص ، كما نقلت عمن قالت إنهم شهود عيان أن مجموعات إرهابية مسلحة تعتدي على المدنيين في إدلب ودرعا ، وأن الحياة العامة في حمص طبيعية ولا يوجد نقص في السلع والمواد التموينية “كما تبث بعض القنوات التحريضية”. (د ب أ) م م غ/م ا س 2011/11/10

الخميس 10 نونبر 2011

د ب ا

المعلم: تصريح المصدر في الخارجيّة الأميركيّة ضد سوريا قد يشكل مؤشرًا لتبرير تدخل خارجي

أعربت سوريا عن استغرابها من تصريح المصدر في وزارة الخارجية الأميركيّة الذي يشجع الدول العربية على الانضمام إلى المقاطعة السياسية والاقتصادية ضد سوريا ويتجاوز ميثاق “جامعة الدول العربيّة” وأسس العمل العربي المشترك.

ووجّه وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم رسالة إلى الأمين العام لـ”جامعة الدول العربيّة” نبيل العربي أمس بيّن فيها أن “هذا التحريض الأميركي قد يشكل مؤشرًا لتبرير تدخّل خارجي وعقوبات اقتصاديّة وسياسيّة ضد سوريا بموافقة من بعض الدول العربيّة آملاً عدم الالتفات إليه وموضحًا خطورة تلك التصريحات على مستقبل العمل العربي المشترك برعاية جامعة الدول العربية”.

وشدّد المعلم على أنّ “سوريا التي أعلنت التزامها بخطة العمل التي جرى الاتفاق عليها تؤكد قيامها خلال أسبوع بتنفيذ معظم بنود هذه الخطة وذلك خلافًا لما تروّج له بعض الفضائيّات المغرضة وأن مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة سيطلع “مجلس وزراء جامعة الدول العربيّة” على الخطوات التي اتخذت في هذا الصدد”.

وأعرب المعلم فى رسالته عن أمله في أن “يرد الأمين العام لـ”جامعة الدول العربيّة” على التصريحات الأميركيّة تلك بما يمليه ميثاق الجامعة والاتفاقيات العربية التي تصون سيادة الدول العربية والعلاقات فيما بينها.

(وكالة الانباء السورية)

مقتل أربعة جنود واقتحام لريف دمشق

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أربعة من جنود الجيش السوري قتلوا اليوم بمدينة إدلب شمال سوريا، في حين قال ناشطون إن انفجارات هزت مدينة دوما بريف دمشق. سياسيا، انتقد تيار بناء الدولة السورية المعارض إصرار قيادة هيئة التنسيق الوطني على ذهابها منفردة للاجتماع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وأوضح المرصد أن مقتل الجنود الأربعة جاء “إثر هجوم نفذه مسلحون يعتقد أنهم منشقون على حاجز للجيش في بلدة حاس قرب مدينة معرة النعمان بإدلب”.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه تم تفكيك عبوتين ناسفتين في حمص، كما نقلت عن من قالت إنهم شهود عيان أن “مجموعات إرهابية” مسلحة تعتدي على المدنيين في إدلب ودرعا.

من ناحية أخرى قال ناشطون إن إطلاق نار كثيفا وانفجارات قوية هزت مدينة دوما في ريف دمشق، في حين قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات مدججة بأسلحة وآليات ثقيلة اقتحمت صباح اليوم مدينة سراقب في ريف دمشق.

وقال ناشط لوكالة الأنباء الألمانية إن قوات الأمن السورية اقتحمت في وقت سابق اليوم مناطق على مشارف العاصمة دمشق حيث قامت باعتقالات عشوائية.

وقال الناشط عمر إدلبي إنه منذ ساعات تفتش قوات من الأمن السوري المنازلَ في دوما وسقبا، وإنها ألقت القبض على عشرات الرجال وسيدتين. وأضاف أن قوات النظام لا تزال تفرض حصارا على محافظتي حمص وحماة.

مواقف حاسمة

سياسيا، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ جامعة الدول العربية إلى القيام بما سماها مواقف حاسمة وسريعة ردا على عدم تعاون سوريا بشأن ورقة العمل التي قدمتها الجامعة لحل الأزمة السورية.

من جهتها اتهمت واشنطن الرئيس السوري بشار الأسد بالعمل على تدمير سوريا وتقويض الاستقرار في المنطقة، طالبةً منه التنحي.

وقال جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط في جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية الفرعية بمجلس الشيوخ الأميركي، إن عملية الانتقال الديمقراطي في سوريا ستكون طويلة وصعبة.

لكن فيلتمان أضاف أن السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد الذي سُحب الشهر الماضي لأسباب أمنية سيعود إلى دمشق خلال أيام أو أسابيع.

انتقادات

من ناحية أخرى انتقد تيار بناء الدولة السورية المعارض إصرار قيادة هيئة التنسيق الوطني على ذهابها منفردة للاجتماع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وقال التيار في بيان له اليوم الخميس إنه قبيل الاجتماع لم يتمكن أعضاء الوفد المشترك من الاتفاق على عدد من الأمور، نتج عن ذلك إصرار قيادة هيئة التنسيق الوطني على ذهاب إلى الاجتماع وحدها.

وأضاف أنه استجاب بحماس لدعوة وجهت له لينضم إلى وفد تم تشكيله من قوى وشخصيات معارضة ليجتمعوا بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ليوصلوا له رسالة واضحة قبل اجتماع الوزراء العرب يوم السبت القادم بضرورة الضغط على السلطة السورية بشكل فعّال لتنفذ الاتفاق الذي وقّعته مع اللجنة الوزارية العربية.

وكان وفد هيئة التنسيق تعرّض أمس الأربعاء للضرب أمام مبنى جامعة الدول العربية في القاهرة على أيدي معارضين سوريين منعوهم من الدخول إلى المبنى للقاء الأمين العام للجامعة.

تجدد الخلاف بين المعارضة السورية

قال المجلس الوطني السوري إن مبادرة جامعة الدول العربية وصلت إلى طريق “مسدود”، وطالب بحماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة وفقا للقانون الدولي، بينما قال رئيس “هيئة التنسيق” حسن عبد العظيم إنه يؤيد إرسال مراقبين لسوريا لتوثيق الهجمات على المدنيين، ولكنه يعارض التدخل الأجنبي في بلاده.

ففي رسالة موجهة إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، حصلت الجزيرة نت على نسخة منها، انتقد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الموقف العربي الذي كان يتعين عليه “الإدانة الصريحة والواضحة لسلوك النظام” السوري، في إشارة إلى استمرار عمليات القتل بعد موافقة دمشق على بنود الخطة العربية لإنهاء الأزمة.

وأمام هذا الواقع حدد المجلس الوطني السوري مسعاه الوحيد حاليا “في ضمان حماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة طبقًا للقانون الدولي من خلال التواصل مع الأمم المتحدة”.

وشددت رسالة المجلس على أهمية “عدم منح النظام السوري أي مهلة إضافية”، مشيرة إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد “يسعى لتوظيفها من أجل ارتكاب مزيد من عمليات القتل”.

ودعا المجلس في رسالته الجامعة العربية إلى تبني حزمة من الإجراءات في حق النظام السوري، على رأسها تجميد عضويته “في كافة المنظمات والهيئات التابعة للجامعة” بالموازاة مع فرض “الدول الأعضاء لعقوبات اقتصادية ودبلوماسية على النظام”.

وبالإضافة إلى ذلك -دعا المجلس أيضا إلى- “إرسال مراقبين عرب ودوليين إلى كل الأراضي السورية لمراقبة انتهاكات النظام وتوثيقها، وتمكين وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والإغاثية من دخول سوريا وممارسة نشاطها دون قيود”.

رفض للتدخل الأجنبي

في المقابل قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي حسن عبد العظيم إنه يؤيد إرسال مراقبين إلى سوريا لتوثيق الهجمات على المدنيين، لكنه يعارض التدخل الأجنبي.

وأوضح عبد العظيم عقب لقائه مع نبيل العربي أمس الأربعاء بالقاهرة، أنه طلب من الجامعة “توفير آليات لحماية الشعب من القتل والقمع والتعذيب بإرسال مراقبين عرب ودوليين وفتح الطريق أمام منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام لزيارة سوريا”.

وفيما رفض منح النظام السوري مهلة جديدة، لم يطلب عبد العظيم تجميد عضوية سوريا في الجامعة وقال إنه قبل تجميد العضوية يجب على الجامعة العربية أن تقوم بدورها.

وكان عبد العظيم قد تمكن من الدخول بمفرده إلى مقر الجامعة العربية بالقاهرة عقب منع ثلاثة من مرافقيه بينهم عبد العزيز الخير من الدخول بسبب هجوم من محتجين سوريين رشقوهم بالبيض واتهموهم بالعمل سرا لصالح الأسد.

تنفيذ الخطة

من جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في مؤتمر صحفي عقب لقائه بحسن عبد العظيم إن “باب الجامعة العربية مفتوح لأي سوري”.

وأشار إلى أنه استمع إلى أطراف المعارضة سواء المجلس الوطني الممثل للمعارضة في الخارج، أو المعارضة المتمثلة في الهيئة التنسيقية في الداخل التي من “حقها عرض وجهة نظرها والاستفادة منها”، حسب تقديره.

وأوضح أن لقاءاته مع المعارضة  سواء في الداخل أو الخارج هي تنفيذ  للخطة العربية، وأعرب عن أسفه لتعرض وفد المعارضة في الداخل للهجوم.

وقال دبلوماسي بالجامعة العربية لرويترز إنه من المقرر أن يقدم ممثلو المعارضة مطالب ليناقشها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ السبت القادم من بينها تجميد عضوية سوريا وطرد سفراء سوريا من الدول العربية.

وأوضح الدبلوماسي -الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه- أن ممثلي المعارضة يتجهون لمطالبة الجامعة العربية بتقديم قائمة بالجرائم التي ارتكبتها القوات السورية ضد المدنيين إلى المحكمة الجنائية الدولية.

لكنه أوضح أنه “من غير المرجح بدرجة كبيرة” أن تقطع الجامعة العربية العلاقات مع سوريا”، وقال “مع من سنتحدث للعمل لحل هذه المشكلة إذا قطعنا كل العلاقات مع الدولة السورية؟”.

وقال الدبلوماسي إن الوزراء العرب قد يختارون إجراءات أقل شدة مثل إرسال لجنة عربية إلى دمشق لمراقبة الوضع هناك أو إرسال وفد ليرى من الذي ينتهك خطة السلام في سوريا.

يأتي ذلك بينما لقي 27 شخصا مصرعهم في أنحاء متفرقة من سوريا أمس، بينما أشارت المفوضة السامية لحقوق الإنسان إلى احتمال نشوب حرب أهلية بسوريا مع تزايد أعداد الجنود المنشقين، وكشف مسؤول أميركي عن تقديم قادة عرب عرضا باللجوء للرئيس بشار الأسد.

المجلس الوطني السوري: المبادرة العربية وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض النظام

روما (9 تشرين الثاني/نوفمبر ) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

اعتبر “المجلس الوطني السوري” المعارض أن المبادرة التي أطلقتها جامعة الدول العربية ووافق عليها النظام السوري “مرغماً” في الثاني من تشرين ثاني/ نوفمبر 2011 “وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض النظام وتحديه لها من خلال شنّه هجمات دموية على حمص وحماة أودت بحياة نحو مائة مدني بينهم أطفال ونساء” وفق قوله

وقال رئيس المجلس برهان غليون في رسالة وجهها إلى أمين عام الجامعة نبيل العربي اليوم “إن الحملات الوحشية التي شنهّا النظام على حمص وتحديداً حي بابا عمرو، واستخدمت فيها المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطيران الحربي، واتبعها بهجوم مماثل على مدينة حماة، كانت تقتضي من الجامعة العربية ومن معالي الأمين العام إعلان الإدانة الصريحة والواضحة لسلوك النظام بوصفه خرقاً مباشراً لما تم الاتفاق عليه في مبادرة الجامعة، عدا عن كونه عملاً مداناً سياسياً وإنسانياً وأخلاقياً” حسب تعبيره

وتابع أنه “في ضوء عدم التزام النظام بالبنود التي وضعتها المبادرة العربية، فإن المسعى الوحيد في الوقت الحالي هو ضمان حماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة طبقاً للقانون الدولي” على حد قوله

وجاء في رسالة غليون للجامعة أن “أولويات المجلس الوطني السوري، والتي يأمل تبنيها من قبل الجامعة العربية تتمثل في، تجميد الجامعة العربية لعضوية النظام السوري في كافة المنظمات والهيئات التابعة لها، ودعوة الدول الأعضاء في الجامعة إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على النظام، تتمثل في وقف التعاون التجاري والاقتصادي معه وسحب السفراء العرب من دمشق بالاضافة إلى “إرسال مراقبين عرب ودوليين إلى كافة الأراضي السورية لمراقبة انتهاكات النظام وتوثيقها، ودعم جهود المجلس الوطني المطالبة بتأمين حماية دولية عاجلة للمدنيين السوريين بكل الوسائل المشروعة من خلال التواصل مع الأمم المتحدة” و “تمكين وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والإغاثية من دخول سورية وممارسة نشاطها دون قيود فضلاً عن “تواصل الجامعة العربية بالمجلس الوطني السوري بوصفه ممثلاً شرعياً للشعب والثورة في سورية” وفق قوله

وشددت رسالة “المجلس الوطني” على أهمية “عدم منح النظام السوري أي مهلة إضافية”، مشيرة إلى أنه يسعى “لتوظيفها من أجل ارتكاب مزيد من عمليات القتل”، وقالت إنه “من الأهمية بمكان أن تقوم الجامعة العربية بإعلان موقف صريح مما يرتكبه النظام من عمليات وحشية وصلت حدّ الإبادة الجماعية، على أن يكون موعد الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب فاصلاً في هذا المجال” حسب وصفه

فيلتمان يدعو الأسد للتنحي ويعلن أن قادة عرباً عرضوا عليه اللجوء

مقتل 3 مدنيين و4 جنود في سوريا

دبي – العربية

في كلمة له أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، دعا مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فلتمان الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي. وبحسب فلتمان، فإن بعض القادة العرب قالوا في أحاديث خاصة إنهم عرضوا اللجوء على الرئيس السوري لإقناعه بالتخلي عن السلطة أمام حركة الاحتجاجات التي تشهدها بلاده.

وأشار فلتمان في الوقت نفسه إلى أن التغيير قد يكون صعباً ويستغرق المزيد من الوقت.

وقال “إن تغييراً ديمقراطياً وسلمياً يزيح الأسد من السلطة ويعيد الاستقرار، يصب في مصلحة الولايات المتحدة وكذلك في مصلحة الشعب السوري ويدعم أهدافنا لتحقيق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والاستقرار في المنطقة ويمنع امتداد النفوذ الإيراني”.

وتابع “رسالتنا الى الرئيس الأسد نختصرها بالقول له: تنحّ ودع الشعب السوري يبدأ مسيرته باتجاه الديمقراطية وبقدر ما نتمنّى رؤية التغيير في أقرب وقت يجب أن نكون مستعدين لأن التغيير سيكون صعباً وسيستغرق وقتاً طويلاً”.

وفي أحدث تطور ميداني اليوم الخميس، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 3 مدنيين بينهم طفلة برصاص قوات الأمن السورية و4 من الجنود السوريين في هجوم نفذه مسلحون يعتقد أنهم منشقون، نقلا عن وكالة “فرانس برس”.

الجيش السوري الحر

ومن ناحية أخرى، أكد الرائد في الجيش السوري الحر ماهر النعيمي أن قوات الجيش الحر قامت بعدد من العمليات التي استهدفت عددا من عناصر ما سماهم “كتائب الأسد”.

وأضاف النعيمي في تسجيل نشر على المواقع الإلكترونية أن العقيد رياض الاسعد سيظهر في وقت قريب ليعلن مرحلة جديدة على صعيد التحرك العسكري.

وإلى ذلك، أفاد ناشطون سوريون بمقتل 26 شخصا أمس الأربعاء, برصاص القوات السورية في عدد من المدن

وأظهرت مقاطع نُشرت على الإنترنت منازل وبنايات تتعرض للقصف في باباعمرو في مدينة حمص.

وسُمع اطلاق نار كثيف في بلدة دوما في ريف دمشق، ودوي انفجارات قوية في وقت أشار فيه ناشطون الى حدوث مظاهرات منددة بالنظام السوري في دوما ومناطق في ريف دمشق.

كما أظهرت صور بثت على شبكة الانترنت دبابات سورية تنتشر في مدينة المليحة الشرقية في ريف دمشق، اثناء محاولتها تفريق متظاهرين مناوئين للنظام.

سوريا تتهم أمريكا بالتدخل

ومن جانبها، اتهمت سوريا الولايات المتحدة بالتدخل في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أشهر عدة من خلال نُصحها السوريين بعدم الاستسلام للشرطة.

وجاء في بيان سوري في مجلس الأمن الدولي أن سوريا تعتبر أن الولايات المتحدة متورطة مباشرة في الاضطرابات بالبلاد.

وذكر البيان أيضا أن الموقف الأمريكي يعكس النية لإجهاض جهود الجامعة العربية من أجل التوصل إلى نهاية للأزمة في سوريا.

وفي مجلس الأمن أيضا, انتقد سفير فرنسا في الأمم المتحدة ما وصفه باللامبالاة من بعض أعضاء مجلس الامن الدولي حيال قمع المتظاهرين في سوريا.

بدورها, اكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس على إصرار الإدارة الأمريكية على العمل الدؤوب الى حين قيام مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الانسان ضد المتظاهرين في سوريا.

الامم المتحدة: مخاطر حقيقية بانزلاق سورية نحو حرب اهلية

دول عربية “عرضت عليه اللجوء اليها” درءا للصراع القائم

قالت مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي، امام مجلس الامن الدولي، ان هناك خطورة حقيقية في انزلاق سورية نحو حرب اهلية.

واضافت بيلاي ان الحكومة السورية تماطل في تفعيل المبادرة العربية التي وافقت عليها، والهادفة لوقف قتل المدنيين السوريين، وان المجتمع الدولي يجب ان يصر على تطبيقها والالتزام بها.

واوضحت المسؤولة الدولية ان المعارضين والمحتجين السوريين قد ينتهوا الى محاكاة التجربة الليبية التي تحولت الى انتفاضة مسلحة، اذا لم تستجب مطالبهم في الاصلاح والتغيير السلمي.

من جانبه اكد جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط امام جلسة للجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ان بعض القادة العرب قالوا في احاديث خاصة انهم عرضوا اللجوء على الرئيس السوري بشار الاسد لاقناعه بالتخلي عن السلطة امام حركة الاحتجاجات التي تشهدها بلاده.

وقال فيلتمان ان “كل القادة العرب تقريبا يقولون الشىء نفسه: ينبغي ان ينتهي نظام الاسد. التغيير في سورية حتمي”.

واضاف فيلتمان ان ” عددا من القادة العرب بدأوا باقتراح اللجوء على الاسد لدفعه الى التخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة”

من جهة ثانية اكد فيلتمان عودة السفير الاميركي روبرت فورد الى منصبه في سورية في غضون ” ايام او اسابيع”.

وكانت السلطات الامريكية قد سحبت السفير الامريكي من دمشق الشهر الماضي لاسباب امنية.

وكانت الخارجية الاميركية اعربت عن املها في ان يعود فورد الى دمشق قبل نهاية

تشرين الثاني/نوفمبر.

مقتل 16 شخصا

على صعيد ميداني قال نشطاء سوريون في مجال حقوق الانسان ان قوات الامن السورية قتلت الاربعاء 16 شخصا من بينهم خمس اشخاص قتلوا خلال مشاركتهم في جنازة في العاصمة دمشق.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ” ان ستة اشخاص قتلوا في ضاحية برزة في دمشق، من بينهم خمسة قتلوا على يدي قوات الامن التي اطلقت الرصاص على جنازة شاب”.

واضاف المرصد ان ثلاثة اشخاص اخرين قتلوا في مدينة درعا جنوبي البلاد، كما اصيب سبعة متظاهرين اخرين في منطقة جاسم المجاورة حيث كانوا يتظاهرون ضد قمع النظام.

وقد ضاعف استمرار اعمال القتل من الغضب الدولي تجاه النظام السوري حيث شهد اليوم السابق مقتل نحو عشرين شخصا وفقا لتقديرات المرصد السوري.

وبلغ عدد القتلى الذين سقطوا برصاص الامن منذ توقيع سورية على المباردة العربية لحل الازمة السورية وانهاء اعمال العنف نحو ستين قتيلا.

وتقدر المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ان اعمال القمع في سوريا اوقعت اكثر من 3500 قتيل منذ بدايتها منتصف آذار/مارس الماضي، وذلك وفقا لاخر تقديرات المفوضية الثلاثاء.

وأكدت مفوضية شؤون اللاجئين أن تقاريرها بشأن عدد الضحايا تستند إلى معلومات المنظمات غير الحكومية وإفادات مواطنين سوريين فروا من سورية.

منع نشطاء سوريون معارضون بعض أعضاء وفد المعارضة السورية من الاجتماع مع نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية في القاهرة الاربعاء.

ورشق النشطاء كل من هيثم مناع وميشيل كيلو عضوي الوفد السوري بالبيض، وحالوا دون دخولهما إلى مبنى الجامعة، بينما تمكن حسن عبد العظيم عضو الوفد الآخر ورئيس هيئة التنسيق الوطني الموجودة في داخل سورية من الدخول من باب آخر.

وجرى لقاء بين عبد العظيم والعربي في مكتب الأخير.

ويعتصم الناشطون أمام مبنى جامعة الدول العربية منذ السادس عشر من الشهر الماضي للمطالبة بتجميد عضوية سورية في الجامعة العربية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين في داخل سورية.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

الأمم المتحدة: عدد قتلى الاحتجاجات في سورية 3500

قدرت الأمم المتحدة عدد الذين قتلوا اثناء الاحتجاجات في سورية بأكثر من 3500 شخص.

وعزت رافينا شامسداني المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة هذه الحصيلة إلى ما وصفته بـ ” القمع الوحشي للاحتجاجات”.

واكدت في مؤتمر صحفي في جنيف أن الحكومة السورية اعلنت الافراج عن 550 شخصا السبت الماضي ” لكن عشرات الآلاف ما زالوا معتقلين وعشرات الاشخاص يتم توقيفهم كل يوم”.

وتقول الأمم المتحدة إن ستين شخصا على الأقل قتلوا في حمص منذ بدء العمليات الأخيرة للقوات السورية فيها يوم الأحد الماضي.

ووصفت رافينا شامسداني الأوضاع في حي بابا عمرو في مدينة حمض بأنها” فظيعة” وقالت نقلا عن تقارير الناشطين إن الحي محاصر منذ نحو أسبوع وسكانه محرمون من الغذاء والماء والرعاية الطبية.

وكانت الجامعة العربية قد أعلنت الأسبوع الماضي موافقة سورية على مبادرة لإنهاء اعمال العنف.إلا أن المعارضة تقول إن القوات السورية لا تزال تقتل المحتجين.

تقديرات الأمم المتحدة

3500 قتيل منذ بدء الاحتجاجات بينهم 180 طفلا.

السلطات السورية مازالت تمنع ممثلي المنظمة الدولية من زيارة مناطق التوتر.

تقديرات عدد الضحايا تستند إلى معلومات منظمات غير حكومية وإفادات مواطنين سوريين فرو من بلادهم.

أغلب القتلى لم يكونوا مسلحين لكن التقديرات تتضمن على الأرجح الجنود المنشقين.

لا تشمل هذه الأعداد الخسائر في صفوف القوات السورية.

وتقول الأمم المتحدة إن ستين شخصا على الأقل قتلوا في محافظة حمص منذ بدء العمليات الأخيرة للقوات السورية فيها يوم الأحد الماضي.

كما انتقدت المنظمة الدولية عدم السماح لممثليها بزيارة المناطق التي ترد تقارير بشأن حدوث أعمال عنف فيها.

وأكدت مفوضية شؤون اللاجئين أن تقاريرها بشأن عدد الضحايا تستند إلى معلومات المنظمات غير الحكومية وإفادات مواطنين سوريين فروا من سورية.

الوضع الميداني

من جهة اخرى ذكر نشطاء حقوقيون سوريون أن 14 مدنيا على الأقل قتلوا يوم الثلاثاء برصاص قوات الأمن في مناطق حمص وحماة وإدلب. وقال النشطاء إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش السوري وجنود منشقين في مدينة القصير التابعة لمحافظة حمص.

وتحدت الناشطون عن استمرار العمليات العسكرية في مدينة حمص، وقالوا إن الجنود السوريين يقومون بتفتيش المنازل في حي بابا عمرو لاعتقال أشخاص تبحث عنهم أجهزة الأمن.

كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن ثمانية من عناصر الجيش والامن السوري قتلوا اثر كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد انهم منشقون جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب.

وتحدث المرصد عن خروج مظاهرات يوم الثلاثاء في عدد من المناطق السورية وخصوصا في ادلب وحمص وحماة ودرعا.

ويصعب التأكد من تقارير الوضع الميداني في سورية بسبب القيود التي تفرضها السلطات على وسائل الإعلام.

تقارير الناشطين أكدت استمرار المظاهرات في عدة مناطق

لمجلس الوطني

في هذه الأثناء أعلن المجلس الوطني السوري المعارض أنه بدأ “تحركا واسعا” لدفع جامعة الدول العربية الى تبني “موقف قوي” ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال المجلس في بيان له إن خطة تحركه تشمل القيام بزيارات إلى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب لإطلاعهم على تطورات الأوضاع.

وأضاف البيان أن وفدا من المكتب التنفيذي للمجلس سيزور الجامعة العربية قبل اجتماعها الوزاري المقرر السبت لنقل “مطالب الشعب السوري”.

وعدد البيان خمسة مطالب بينها “تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية”، و”فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية من قبل الدول الاعضاء على النظام السوري” و”نقل ملف انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الإبادة إلى محكمة الجنايات الدولية”.

أما وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه فقال في مقابلة نشرت الثلاثاء إن مبادرة الجامعة العربية للخروج من الأزمة في سورية “ماتت” وانه لم يعد بالامكان

الوثوق بالأسد.

وقال جوبيه لصحيفة الشرق الاوسط إنها ليست المرة الأولى التي يعد بها بشار الأسد بشيء ثم يفعل عكسه، أعتقد أنه لم يعد هناك مجال للثقة في تصريحات بشار الأسد”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

سورية: تقارير عن مقتل 10 والمعارضة تدعو لحماية دولية لحمص

تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل عشرة مدنيين على الأقل برصاص قوات الامن في محافظة حمص وسط سورية، وفي مدينتي حماة وإدلب الى الشمال منها.

كما تحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومنشقين عنه في مدينة القصير بمحافظة حمص.

يأتي ذلك في وقت إقتحمت فيه قوات الأمن السورية حي بابا عمرو في مدينة حمص بعد ستة أيام من قصف تعرضت له المدينة بالدبابات بحسب تقارير الناشطين.

وقد دعا المجلس الوطني السوري المعارض إلى إعلان حمص “مدينة منكوبة”، مطالبا بتوفير “الحماية الدولية” لسكانها.

وقال المجلس إن القوات الحكومية تواصل قصف الأحياء السكنية في حمص منذ أيام، وإن المدنيين من سكان المدينة يعانون نقصا حادا في الطعام والأدوية، كما أن إمدادات المياه والكهرباء قطعت عن المدينة.

ووصف ناشطون في المعارضة السورية الظروف المعيشية في أجزاء من حمص بأنها كارثية، خاصة بعد أن عمدت القوات الحكومية إلى قطع المياه والكهرباء عن ثالث أكبر مدينة سورية.

وطالب البيان الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وكافة الهيئات الدولية المعنية بحقوق الانسان “اعلان حمص مدينة منكوبة إنسانيا، وإغاثيا وتطبيق التشريعات الدولية الخاصة بتقديم العون الطبي والاغاثي”.

كذلك دعا المجلس في بيان اخر جامعة الدول العربية ولجنة المتابعة الوزارية بشان سورية الى “التدخل الفوري لدى النظام السوري” لوقف هجومه على مدينة حمص.

ويصعب التأكد من التقارير الخاصة بالوضع الميداني في سورية في ظل القيود التي ترفضها السلطات السورية على وسائل الإعلام الأجنبية.

“مشاورات”

وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس الاثنين إن فرنسا ستتشاور مع بقية الدول الأعضاء في مجلس الأمن بشأن النداء الذي وجهته المعارضة السورية.

وقال جوبيه للصحفيين ردا إن “طريقة تصرف النظام السوري غير مقبولة ولا يمكننا ان نثق فيه”.

وتصطدم فرنسا منذ اشهر بمعارضة الصين وروسيا وعدة دول ناشئة مثل البرازيل وجنوب افريقيا والهند لأي قرار من مجلس الأمن ضد النظام السوري.

في هذه الاثناء استبعد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ خيار التدخل العسكري، مفضلا عليه تعزيز الضغوط الدولية على الحكومة السورية.

وأضاف في تصريح في ستراسبورغ الاثنين “لا اعتقد ان الرد على ذلك (الحملة الأمنية ضد المعارضين) سيكون بتدخل عسكري من الخارج”.

واعتبر هيغ الوضع في سورية “أكثر تعقيدا” مما كان عليه الحال في ليبيا قبيل تدخل حلف الأطلسي.

لكنه استدرك قائلا “اعتقد ان علينا ممارسة ضغط دولي اقوى على النظام”، مضيفا أن من الضروري التفكير في فرض عقوبات إضافية “خلال الايام والاسابيع المقبلة”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

سوريا: 8 قتلى برصاص الأمن في إدلب وحمص

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– ذكرت مصادر في المعارضة السورية أن حملة القمع التي تشنها القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ضد المحتجين المطالبين برحيله، أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل الخميس، فيما أقرت دمشق بمقتل سبعة من عناصر الجيش والشرطة، خلال مواجهات مع من تصفهم بـ”مجموعات إرهابية مسلحة.”

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، إن مدينة “إدلب” شهدت سقوط خمسة قتلى، خلال اشتباكات مع القوات الحكومية، بينهم أربعة من عناصر الأمن، بينما سقط ثلاثة قتلى في مدينة “حمص”، التي تشهد انتشاراً مكثفاً للقوات الموالية للنظام.

ولا يمكن لـCNN التأكد بشكل منفصل أو مستقل عن أي من الأرقام، بسبب القيود التي تفرضها الحكومة السورية على وسائل الإعلام الأجنبية.

وكانت وكالة الأنباء السورية “سانا” قد ذكرت في وقت سابق الخميس، أنه تم الأربعاء تشييع جثامين 7 من “شهداء الجيش والشرطة، ممن استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة، أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني”، إلى مثاويهم الأخيرة في مدنهم وقراهم.

وأشارت إلى أن مراسم التشييع انطلقت من مستشفى تشرين العسكري في دمشق، ومستشفى حمص العسكري.

والقتلى السبعة الذين أعلنت الوكالة الرسمية عن أسمائهم، بينهم ضابطان، أحدهما برتبة “مقدم” من حماة، ويُدعى حسين أحمد رسود، والآخر برتبة “ملازم” من طرطوس، يُدعى محمد علي فندي، إضافة إلى “رقيب” من حماة، و”عريف” من طرطوس أيضاً، فضلاً عن ثلاثة مجندين من إدلب والقامشلي وحلب.

وليس من المعروف ما إذا كان هؤلاء القتلى ضمن الحصيلة التي أعلنت عنها “لجان التنسيق المحلية للثورة السورية”، في وقت سابق الأربعاء، حيث ذكرت المجموعة التي تنظم وتوثق الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد، أن 25 قتيلاً على الأقل، بينهم طفلان، سقطوا (الأربعاء)، برصاص قوات الأمن.

إلى ذلك أوردت “سانا”، حسبما أفاد مراسلها في حمص، نقلاً عن مصدر مسؤول أن “عناصر الهندسة” تمكنت من تفكيك عبوتين ناسفتين معدتين للتفجير، كانتا مزروعتين في حديقة أحد المنازل بحي “الخالدية”، وأشار المصدر إلى أن العبوتين “مصنوعتان محلياً ومحشوتان بالسماد المطبوخ.”

كما أشارت الوكالة الرسمية إلى سقوط قتيلين، على الأقل، من المدنيين، وقالت إن “مجموعة إرهابية مسلحة” قامت بإطلاق النار على المدرس محمد خاروف، في بلدة “سرمين” بإدلب، مما أدى إلى وفاته.

كما أفادت مصادر أمنية بالعثور على جثة مازن حسون، مستخدم بإحدى مدارس “سرمين”، وأشارت إلى أنه كان قد تعرض للاختطاف على يد “مجموعة إرهابية مسلحة” قبل العيد، ووجدت جثته بالقرب من بلدة “تلمنس.”

أما لجان تنسيق الثورة السورية فقد ذكرت، من جانبها، أنه تم العثور على جثة الناشط هيثم البواب في حمص، والذي اختطف من العمل الثلاثاء، مع علامات تعذيب واضحة عليه. بينما في درعا، ألقي القبض على الصيدلي باسل إبراهيم قويدر، لمساعدته الجرحى.

ويتزامن سقوط المزيد من القتلى في سوريا، مع إعلان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة أن حملة القمع الوحشية التي يتصدى بها النظام السوري، للاحتجاجات المناوئة له، والمتواصلة منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، أسفرت عن سقوط ما يزيد على 3500 قتيل.

وفي وقت سابق الجمعة، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن حصيلة ضحايا المواجهات بين نظام الأسد، الذي تولى السلطة خلفاً لوالده عام 2000، والمحتجين الذين انضم إليهم عدد من أفراد الجيش “المنشقين”، تتجاوز 3800 قتيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى