أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 23 حزيران 2011

بان «لا يرى صدقية» في وعود الأسد… وعقوبات أوروبية تشمل إيرانيين

دمشق، نيويورك، بروكسيل، باريس – «الحياة»، ا ف ب ، رويترز – في تصريحات ترواحت بين العتاب والحض على تحسين العلاقات، دعت دمشق تركيا إلى إعادة النظر في مواقفها من الاحداث في سورية. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي، إن «الاصدقاء الذين سمعوا خطاب الرئيس (السوري بشار الاسد) واداروا ظهرهم له، عليهم ان يعيدوا النظر في موقفهم».

وفيما اتهم المعلم الغرب بـ «محاولة «زرع الفوضى والفتنة» في سورية، معتبرا العقوبات الاوروبية بمثابة «حرب»، وسع الاتحاد الاوروبي العقوبات على دمشق لتشمل أربع شركات مرتبطة بالجيش و4 مسؤولين سوريين، و3 ايرانيين، لاتهامهم بعلاقة بالحملة الامنية ضد المتظاهرين. ووجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انتقادا حادا للسلطات السورية بقوله إن ما يقوله الرئيس السوري «ليس له صدقية تذكر»، وحض مجلس الامن على تجاوز انقساماته حيال الازمة في سورية.

وميدانيا، قال ناشطون وحقوقيون سوريون إن قوات الامن واصلت حملة الاعتقالات في عدد من المدن السورية، بينها دير الزور وطرطوس ودمشق، حيث اعتقلت «اكثر من مئة طالب» في المدينة الجامعية في العاصمة.

وقال المعلم ردا على سؤال لـ»الحياة»، خلال مؤتمره الصحافي، إن العقوبات الاوروبية «تستهدف لقمة العيش للمواطن السوري، وهذه توازي الحرب»، داعيا اوروبا الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وتابع:»سننسى ان اوروبا على الخريطة، وساوصي بتجميد عضويتنا في الاتحاد من اجل المتوسط» وان سورية التي «ستتجه شرقا وجنوبا» ستكون قادرة على «تخطي» الوضع الحالي «كما كسرت العزلة» قبل سنوات، معربا عن «الانزعاج» من ردود فعل مسؤولين اووربين على الخطاب قبل ان يقرأ بعضهم نصه ما يدل الى وجود «مخطط يريد السير به».

كما نفى تدخل إيران أو «حزب الله» لمواجهة المحتجين، وقال إن قتل بعض أفراد الشرطة والجنود يشير الى أن «تنظيم القاعدة» قد يكون وراء بعض أعمال العنف.

واكد المعلم إن دمشق حريصة «على افضل العلاقات مع الجارة تركيا… لا نريد ان نهدم سنوات من الجهد الذي قاده الرئيس الاسد لاقامة علاقة متميزة استراتيجية مع تركيا»، معربا عن التمني ان تعيد انقرو النظر في موقفها من الاوضاع الحالية في سورية.

في موازة ذلك يقر الاتحاد الاوروبي عقوباته الجديدة على دمشق رسميا اليوم. وقال ديبلوماسي غربي لـ»فرانس برس» إن «هناك اتفاقا مبدئيا بين خبراء الدول الــ27» في هذا الشأن.

وتفرض العقوبات الجديدة تجميد الارصدة في اوروبا وحظر السفر الى دول الاتحاد لسبعة اشخاص، بينهم ثلاثة ايرانيين، يتهمهم الاتحاد بتسليم معدات عسكرية لمساعدة النظام السوري على قمع المحتجين، بحسب الديبلوماسيين. وتشمل العقوبات اربع شركات سورية مرتبطة بالنظام، حسبما ذكرت مصادر ديبلوماسية.

ولن تنشر اسماء الاشخاص والشركات قبل غدا الجمعة.

وفيما انتقدت الخارجية الفرنسية «منطق العنف الاعمى» لدى النظام السوري، قال الأمين العام للأمم المتحدة، ردا على سؤال يتعلق بتعهد الرئيس السوري اجراء اصلاحات وحوار مع المتظاهرين: «لا أرى صدقية تذكر فيما يقوله. لان الوضع مستمر على هذا النحو والى متى سيستمر الوضع على هذا النحو؟». واضاف «ينبغي عليه (الاسد) ان يتخذ اجراءات ملموسة… من المهم أن تقود الإجراءات التي أعلنها الى حوار شامل وبناء مع الشعب».

وقال أنه سيحاول الاتصال بالأسد دوماً «لمعرفة كيف يمكننا المساعدة في الإصلاح والوضع الراهن». وجدد التأكيد على ضرورة أن تسمح الحكومة السورية «بزيارة بعثة التقصي التابعة لمجلس حقوق الإنسان وكذلك بزيارة فرق إنسانية لتقويم الوضع في سورية».

وجاء حديث بان بعد فوزه بالتزكية بولاية جديدة على رأس المنظمة الدولية، حيث جدد دعوته القادة في العالم العربي الى «إطلاق حوار شامل وبناء وتعزيز الحريات العامة والإصلاح السياسي والديمقراطية».

وواشنطن تستوضح المعارضة رؤيتها لما بعد الأسد

* أميركا ترى أن الجيش السوري يعاني الإرهاق ويواجه أزمة إمدادات بالمحروقات

مسؤولون أميركيون يعتقدون أن الأسد لم يعد “قائداً فعالاً يمكن التعامل معه”*

واشنطن – هشام ملحم

العواصم – الوكالات

رداً على الضغوط التي يمارسها الاتحاد الاوروبي على النظام السوري كي تتوقف عن القمع العنيف للتظاهرات المطالبة بالاصلاح والتغيير، صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم، غداة الخطاب الذي ألقاه الرئيس بشار الاسد، بان على اوروبا الكف عن التدخل في الشأن السوري، معتبراً ان اوروبا تستهدف لقمة عيش المواطن السوري، الامر الذي يوازي الحرب. وأضاف: “سننسى ان أوروبا على الخريطة”. وحمل بشدة على فرنسا، وحض الزعماء الاتراك على اعادة النظر في موقفهم من سوريا، مؤكداً حرص دمشق على أفضل العلاقات مع الجارة التركية.ص10

وفي المقابل توصلت دول الاتحاد الاوروبي إلى حزمة جديدة من العقوبات تستهدف اربعة كيانات مرتبطة بالجيش السوري وسبعة افراد بينهم ثلاثة ايرانيين مرتبطين بقمع الاحتجاجات. أما واشنطن، فإنها تواصل اتصالاتها مع المعارضة السورية وقد رأت في خطاب الاسد والمؤتمر الصحافي للمعلم دليلاً واضحاً على عمق المأزق الذي وصلت إليه القيادة السورية.

واشنطن

وقد كثف المسؤولون الاميركيون أخيرا اتصالاتهم مع نظرائهم في فرنسا وتركيا، لمناقشة الاوضاع المتفاقمة في سوريا وامكان تنسيق المواقف للتأثير ليس فقط على قرارات الرئيس الاسد، بل ايضا على قوى المعارضة واقطابها، والتي يعترف هؤلاء المسؤولون بانها لا تزال ضعيفة ومشرذمة وفي حاجة الى رص الصفوف وايضاح رؤيتها لحقبة ما بعد الاسد.

وأفادت مصادر مطلعة انه وقت يجري السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد اتصالات واسعة مع شخصيات سورية معارضة، يعتزم المسؤولون في واشنطن توسيع دائرة اتصالاتهم مع شخصيات المعارضة السورية في الخارج، للاطلاع على طروحاتهم وتوقعاتهم، وكذلك للتركيز على بعض القضايا والمبادئ ومن ابرزها صون الطبيعة السلمية للمعارضة والاحتجاجات، ونبذ الشحن الطائفي والمذهبي والتشديد على ضرورة صون الوحدة الوطنية.

ويرسم المسؤولون الاميركيون المعنيون بالشأن السوري صورة قاتمة لحاضر نظام الاسد ومستقبله، ويشيرون الى ان قوات الجيش السوري تعاني ضعف المعنويات والارهاق والافتقار الى الموارد المادية لمواصلة عملياتها ضد التظاهرات التي عمت كل المناطق الجغرافية في سوريا، الامر الذي فرض على الجيش تحديات لوجستية ليس مؤهلا لتحملها على خلفية وضع اقتصادي صعب للغاية.

وأوضحت ان قوات الجيش المنتشرة في انحاء البلاد والتي تنتقل من منطقة الى اخرى بشكل مستمر منذ منتصف اذار، تواجه ازمة امدادات ابرزها انحسار المحروقات، الامر الذي وضع القيادة السورية في حال يائسة ارغمتها على اللجوء الى العراق “للحصول على مشتقات نفطية بأسعار مخفوضة”. ولاحظت بسخرية ان المسؤولين السوريين “يتوددون الان (الى رئيس الوزراء العراقي) نوري المالكي، الذي كانوا في السابق يشككون حتى في شرعيته”.

ويرى المسؤولون ان خطاب الاسد والمؤتمر الصحافي للمعلم أبرزا بشكل واضح عمق قلق القيادة السورية من العزلة الاقليمية والدولية التي تعانيها سوريا الان، بعد تفاقم الانتقادات الاميركية والاوروبية (والفرنسية تحديدا) لها، وبعدما فقدت حليفتها العربية قطر، وتكاد تجازف كليا بعلاقاتها المتشعبة والجديدة مع تركيا، وهي التي كانت من أبرز الانجازات الخارجية للرئيس الاسد.

وقال مسؤولون اميركيون إن هذا ما يفسر موقف تركيا الراهن، والذي يهدف الى الضغط على الاسد للتخلي عن بعض اقطاب النظام السوري الذين يستهدفهم غضب المتظاهرين السوريين، مثل ابن خاله رامي مخلوف، وشقيقه ماهر الاسد. ووفقا لهؤلاء المسؤولين لا يزال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يعتقد انه اذا قبل الاسد بشروطه، ومنها السماح للاسلاميين بالنشاط الحزبي في سياق قانون جديد للأحزاب الى اصلاحات أخرى، فانه يمكن ان يحافظ على نظامه بصيغة معدلة.

أما بالنسبة الى مواقف ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما من سوريا، فيقول المسؤولون الاميركيون إن ثمة اقتناعا واسعا في واشنطن بأن الاسد “حتى لو نجح في البقاء في السلطة في المستقبل المنظور”، لم يعد في الامكان “اعتباره قائدا فعالا يمكن التعامل معه”. كما يرفض هؤلاء المقولة أو الاتهام الموجه الى ادارة اوباما بأنها لا تريد قطع شعرة معاوية المشدودة جدا مع الاسد، بحجة انها تفضل التعامل “مع الشيطان الذي نعرفه على الشيطان الذي لا نعرفه”.

قوات سورية تحتشد قرب الحدود التركية وفرار مئات اللاجئين

عمان- (رويترز): قال شهود الخميس إن قوات سورية احتشدت قرب الحدود مع تركيا مما يزيد التوتر مع انقرة في حين يستخدم الرئيس السوري بشار الأسد القوة العسكرية بصورة متزايدة لمحاولة سحق انتفاضة شعبية.

وذكر شهود أن مئات اللاجئين المذعورين عبروا إلى تركيا هربا من هجوم للجيش.

وقال سكان إن القوات السورية دخلت قرية منغ القريبة من الحدود مع تركيا اليوم في إطار حملة عسكرية متصاعدة في المناطق الريفية إلى الشمال مباشرة من حلب.

وقال أحد سكان حلب “اتصل بي أقارب من منغ (على بعد 15 كيلومترا إلى الجنوب من تركيا). تطلق ناقلات جنود مدرعة نيران مدافعها الرشاشة بشكل عشوائي والناس يفرون من القرية في كل الاتجاهات”.

وتصاعدت نبرة الانتقادات التركية للرئيس السوري بعد أن كانت ساندته في السابق في مسعاه لاقامة سلام مع اسرائيل وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة بينما فتح الاسد السوق السورية امام البضائع التركية.

وقال مسؤول بالهلال الاحمر التركي للصحفيين إن نحو 600 سوري عبروا الحدود صباح اليوم.

وقال لاجيء كان مزارعا في منطقة جسر الشغور ذكر ان اسمه معن “انهم يهرولون مذعورين. رأوا ما حدث لقراهم” وذلك في إشارة إلى عملية برية نفذها الجيش السوري في منطقة التلال الواقعة جنوب غربي حلب قالت جماعات معنية بحقوق الانسان إن القوات السورية قتلت فيها أكثر من 130 مدنيا واعتقلت ألفي شخص. وأضافت أن نحو 1300 مدني قتلوا في سوريا منذ منتصف مارس آذار.

ورأى صحفيون من رويترز نحو ستة جنود سوريين فوق سطح مبنى مكون من ثلاثة طوابق على تل يطل على الحدود وعلى الجانب الاخر مباشرة من قرية جويتشتشي التركية. وكان المبنى مهجورا قبل ذلك ورفع شخص علم تركيا فوقه.

وأنزل الجنود السوريون العلم التركي ورفعوا علما سوريا. وظل الجنود في المبنى طوال الصباح ثم انسحبوا منه قبل الظهيرة. ووصلت أربع حافلات محملة بالجنود في غضون ساعة وبرفقتها شاحنة صغيرة مثبت فوقها مدفع رشاش.

وخيمت أسر لاجئين سوريين أسفل برج المراقبة على الحدود داخل الاراضي السورية لكن الجنود في البرج لم يقتربوا منهم. ورأى صحفيون من رويترز في جويتشتشي نحو خمس ناقلات جند مدرعة تسير وسط تلال على الجانب السوري.

وقال عمر بربر اوغلو وهو صحفي من تلفزيون رويترز “لم يقتربوا بهذا الشكل من قبل… لكنهم لم يصلوا إلى المكان الذي يوجد فيه اللاجئون”.

وسمع صحفي من رويترز أصوات نيران بنادق آلية في حوالي الساعة 10:30 صباحا (07:30 بتوقيت غرينتش) لكن لم يتضح من يطلق النار وعلى اي اهداف.

وتصاعدت الاحتجاجات في المناطق الشمالية السورية الواقعة على الحدود مع تركيا بعد هجمات للجيش على بلدات وقرى في منطقة جسر الشغور بمحافظة إدلب غربي مدينة حلب دفعت أكثر من عشرة آلاف شخص للفرار إلى تركيا.

وفي اليوم المئة لانتفاضة شكلت التحدي الأكبر لحكم الأسد قال سكان إن جنودا من الجيش والشرطة السرية تساندهم مركبات مدرعة اقاموا الاربعاء حواجز على الطريق الرئيسي من حلب إلى تركيا وهو ممر رئيسي لشاحنات الحاويات من اوروبا الى الشرق الاوسط والقت القبض على عشرات الاشخاص في منطقة إلى الشمال من حلب ثاني اكبر مدينة في سوريا.

وقال طبيب يعيش في المنطقة لرويترز بالهاتف “يحاول النظام إجهاض احتجاجات في حلب بقطع الامدادات مع تركيا. اناس كثيرون هنا يستخدمون شبكات الهاتف المحمول التركية للهرب من التجسس السوري على مكالماتهم ولهم صلات عائلية مع تركيا وهناك ايضا طرق تهريب قديمة كثيرة يمكن ان يستخدمها الناس للهرب”.

ولم تشهد أحياء وسط حلب احتجاجات تذكر وهو ما يرجع جزئيا الى الوجود الأمني المكثف واستمرار التحالف بين الأسر السنية التي تعمل بالتجارة والطائفة العلوية التي تحكم سوريا.

وقال مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين ان ما بين 500 و1500 شخص فروا يوميا عبر حدود سوريا مع تركيا التي تمتد لمسافة 840 كيلومترا منذ السابع من يونيو حزيران.

ويصل عدد سكان سوريا إلى 20 مليون شخص وخرجت الاحتجاجات الأكبر في مناطق وبلدات ريفية ومدن تقطنها أغلبية سنية.

ويقول محللون إن هناك خطرا كبيرا من أن تنزلق سوريا التي تعيش فيها طوائف السنة والاكراد والعلويين ويوجد بها مسيحيون إلى شفا الحرب مع اعتماد الأسد المتزايد على قوات من العلويين الموالين له ومسلحين يعرفون باسم الشبيحة.

وحذرت تركيا الاسد من تكرار اعمال القتل الواسعة في المدن والتي حدثت اثناء حكم والده في الثمانينات. وقال مسؤول تركي كبير يوم الاحد ان الاسد امامه أقل من اسبوع لبدء تنفيذ اصلاحات سياسية يعد بها منذ فترة طويلة قبل ان يبدأ تدخل اجنبي. ولم يدل بمزيد من التفاصيل.

وقلل وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس من إمكانية التدخل الاجنبي في بلاده. وطلب من تركيا إعادة النظر في ردها على كلمة ألقاها الاسد قبل أيام قال الرئيس التركي عبد الله جول بعدها إن وعود الاسد بالاصلاحات غير كافية.

ووعد الاسد في ثالث كلمة يلقيها منذ بدء الاحتجاجات في سوريا بتنفيذ إصلاحات لكن معارضين وزعماء رأوا أنها إصلاحات قليلة ومتأخرة وغير واضحة.

وأصدر الأسد عفوا في اليوم التالي لكلمته وقال محامون معنيون بحقوق الانسان إن العفو ضم بشكل أساسي تجار المخدرات والمتهربين من الضرائب واللصوص.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إن الاسد يفقد مصداقيته.

الدعوة لإضراب عام في سوريا وفرار المئات إلى تركيا

بهية مارديني

القاهرة، وكالات: دعا ناشطون الى الاضراب العام في جميع المدن السورية اليوم الخميس بمناسبة مرور مئة يوم على اندلاع موجة الاحتجاجات الدموية ضد النظام السوري الذي لجأ الى العنف لقمعها.

واعلن الناشطون على صفحة “الثورة السورية” على موقع التواصل جتماعي فايسبوك الى “الاضراب العام في كافة المناطق والمدن السورية”.

كما دعوا الى التظاهر مجددا غدا الجمعة تحت عنوان يوم “سقوط الشرعية” عن الرئيس السوري، مشيرين الى ان “بشار لم يعد رئيس ومكوناته لا تمثلني”.

وتاتي هذه الدعوة غداة مطالبة وزير الخارجية السوري وليد المعلم للغرب ولا سيما اوروبا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلده.

من جهته، اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الاسد لا يتمتع باي “مصداقية” وحض مجلس الامن الدولي على تجاوز انقساماته حيال الازمة السورية.

وعلى خط مواز للهجمات والاحتجاجات الشفهية، هاجمت القوات السورية مساء الثلاثاء المدينة الجامعية في دمشق فضربت طلابا واعتقلت اكثر من مئة اثناء تظاهرة. لكن تم الافراج عن غالبيتهم بحسب الناشطين.

وعلى الرغم من القمع الذي اوقع اكثر من 1300 قتيل بين المدنيين في اكثر من ثلاثة اشهر، نظمت تظاهرات الاربعاء في عدد من المدن بينها حماة (شمال) وحمص (وسط) اثناء مراسم تشييع قتلى سقطوا الثلاثاء بيد قوات الامن اثناء تفريق تجمعات مناهضة للنظام، كما اضاف الناشطون.

مئات السوريين الهاربين من الجيش يدخلون تركيا

إلى ذلك دخل الخميس مئات السوريين الذين نزحوا منذ ايام الى الحدود السورية، الى تركيا فرارا من تقدم الجيش السوري الذي بات على مسافة مئات الامتار فقط من مخيماتهم كما افاد مراسل لفرانس برس. وعبر مئات النازحين السوريين حاجز الاسلاك الشائكة الذي يرسم الحدود وصاروا على الطريق الذي تستخدمه دوريات الدرك التركي على بعض كلم شمال بلدة غوفيتشي التركية الحدودية.

استقالة صحافي من التلفزيون السوري

من جهة ثانية أعلن الصحافي السوري فرحان المطر استقالته من التلفزيون العربي السوري وانسحابه من اتحاد الكتاب العرب احتجاجا على ما أسماه الدور الكاذب والتضليلي للتلفزيون السوري واحتجاجا على موقف اتحاد الكتاب مما يتعرض له الشعب السوري.

وقال المطر متوجها الى الشعب السوري “أنه بعد دخول ثورتكم السلمية في سبيل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والسياسية ضد الظلم والتعسف غير المسبوق من قبل نظام أدمن الجور وامتهان كل ما هو إنساني وبعد وصول عدد الشهداء قرابة الألف وخمسمائة شهيداً وبعد تجاوز أعداد الجرحى للثلاثة آلاف جريح و تجاوز عدد النازحين واللاجئين والمشردين قرابة عشرين ألفاً من المواطنين السوريين “.

وأضاف “بعد أن غصت سجون النظام على اتساعها بأبناء شعبنا الحر العظيم وبعد كم المجازر غير المسبوقة بحق أبناء شعبنا السوري على يد أجهزة القمع والشبيحة وأخيراً إقحام الجيش السوري في هذه المعركة  كمحاولة للإساءة إلى تاريخه الوطني المشرف وزجه في تصفية طلاب الحرية من أبناء شعبه وبعد حوادث الاغتصاب التي قام بها بعض عناصر الجيش والشبيحة بحق نساء سورية العظيمة وبعد دخول ثورة الكرامة والحرية شهرها الرابع، أعلن استقالتي” وذلك بصفته عضواً في اتحاد الكتاب العرب في سورية وعاملاً في التلفزيون العربي السوري معداً للبرامج في القناة الفضائية السورية.

وقال المطر لـ”ايلاف” أعلنت انسحابي من عضوية اتحاد الكتاب العرب “احتجاجاً ورفضاً لمواقف اتحاد الكتاب العرب في سوريا المتعامية أمام ما يتعرض له الشعب العربي السوري المسالم الأعزل في وجه آلة القتل والتصفية والتنكيل، وعدم اتخاذه الموقف الذي يليق بالكتاب والمبدعين السوريين الأحرار المفترض وقوفهم إلى جانب مطالب الشعب المنادية  بالحرية”.

ولفت الى ” أنّ اعلان استقالته من التلفزيون العربي السوري احتجاجاً  على الدور الذي يمارسه من خلال الكذب والتزوير والتضليل والفبركة والتجييش الأعمى ضد الشعب ومطالبه بالحرية والكرامة، وتغطيته المستمرة وتبريره لجرائم النظام”. وعبره عن أمله “أن تكون خطوته هذه حافزاً لللكتاب والصحفيين السوريين للوقوف بأقلامهم وأصواتهم مع شعبهم السوري المسالم الأعزل في وجه الموت الممنهج الذي يمارسه النظام بحقه” .

تسع قتلى في سوريا بعد خطاب الأسد

من جانبها وفي بيان مشترك قالت ست منظمات حقوقية سورية انه ما زالت أعداد الضحايا وأعداد المعتقلين تعسفياً في تزايد مستمر، وأكدت أنه رغم الإعلان عن إنهاء العمل بحالة الطوارئ في سوريا ما زالت المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، تتلقى أنباء عن استمرار دوامة القمع و العنف ونزيف الدم في سوريا, في وقت تصر فيه  السلطات السورية على استعمال القوة المفرطة والعنف، في قمع الاحتجاجات السلمية في مختلف المدن والمناطق السورية مما أدى إلى وقوع عدد من الضحايا ( قتلى وجرحى )، وأعلنت في بيان، تلقت ايلاف ” نسخة منع عن سقوط اسماء تسعة قتلى من محافظة حماة والميادين وحمص.

وأكد البيان على استمرار السلطات السورية بنهج مسار الاعتقال التعسفي خارج القانون بحق المواطنين السوريين، و منهم طلاب المدينة الجامعية بحلب. ودانت المنظمات بشدة اعتقال المواطنين السوريين وأبدت القلق البالغ على مصيرهم, و طالبت الأجهزة الأمنية بالكف عن الاعتقالات التعسفية التي تجري خارج القانون والتي تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق والحريات الأساسية التي كفلها الدستور السوري لعام 1973.

وأكدت معلومات  المنظمات أن معظم الاعتقالات  التي تحدث مؤخرا في سورية تترافق بسوء المعاملة مع عدة أساليب من التعذيب والحاطة بالكرامة الإنسانية،والضغوط النفسية والجسدية،وهو من أبشع الانتهاكات التي تمارس بحق المعتقلين،

واشارت الى” أن هذه الممارسات  تأتي رغم الإعلان عن إلغاء حالة الطوارئ، مع استمرار العمل ببعض القوانين الاستثنائية والمراسيم التشريعية والأوامر الإدارية التي تشكل حاضنة ” قانونية” وسياسية وأيديولوجية لممارسة مختلف الانتهاكات لحقوق الإنسان ومنها ممارسة التعذيب والتي أصبحت جزءاً من سياسة الأمر الواقع ضمن الإجراءات العقابية المختلفة، وفتحت باب ممارسة التعذيب على نطاق واسع وحمت مرتكبي جريمة التعذيب من الملاحقة القانونية والقضائية وأهدرت حقوق الضحايا. كالمادة ( 16 ) من المرسوم التشريعي رقم ( 14 ) تاريخ 15 / 1 / 1969 والمادة ( 74 ) من المرسوم التشريعي رقم ( 549 ) تاريخ 12 / 5 / 1969 والمرسوم التشريعي رقم ( 64 ) لعام 2008 مما يضرب بعرض الحائط كل المناشدات المحلية منها أو الدولية والتزامات سورية الدولية بموجب تصديقها على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان”.

وتوجهت إلى “الحكومة السورية بأن تتحمل السلطات مسؤولياتها كاملة، وتعمل على وقف دوامة العنف والقتل ونزيف الدم في الشوارع، آيا كان مصدر هذا العنف وآيا كانت أشكاله ومبرراته وتشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة ومحايدة ونزيهة وشفافة بمشاركة ممثلين عن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، تقوم بالكشف عن المسببين للعنف والممارسين له، وعن المسؤولين عن وقوع ضحايا (قتلى وجرحى)، سواء أكانوا حكوميين أم غير حكوميين، وأحالتهم إلى القضاء ومحاسبتهم واتخاذ التدابير اللازمة لضمان ممارسة حق التجمع السلمي ممارسة فعلية، وإصدار قانون للتجمع السلمي يجيز للمواطنين بممارسة حقهم بالتجمع والاجتماع السلميين”.

كما طالبت ” بإغلاق ملف الاعتقال السياسي وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين, ومعتقلي الرأي والضمير, وجميع من تم اعتقالهم بسبب مشاركاتهم بالتجمعات السلمية التي قامت في مختلف المدن السورية, ما لم توجه إليهم تهمة جنائية معترف بها ويقدموا على وجه السرعةً لمحاكمة تتوفر فيها معايير المحاكمة العادلة، وأن تتخذ السلطات السورية خطوات عاجلة وفعالة لضمان الحريات الأساسية لحقوق الإنسان والكف عن المعالجة الأمنية التي تعد جزءا من المشكلة وليست حلا لها،  والإقرار بالأزمة السياسية في سوريا ومعالجتها بالأساليب السياسية بمشاركة السوريين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم, عبر دعوة عاجلة للحوار الوطني الشامل توجه من السلطات إلى ممثلي القوى السياسية والمجتمعية والمدنية في البلاد بالإضافة لممثلين عن الفاعلين الجدد فئة الشباب”.

ووقعت على البيان المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا، اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (الراصد)، المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا، منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف، المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا (DAD)، لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا (ل. د. ح).

عملاء لنظام الأسد في لندن يهددون النشطاء السوريين

صحافة بريطانية

لندن: قالت صحيفة الغارديان البريطانية أن السفارة السورية في بريطانيا متهمة بتهديد المحتجين عبر عملاء لها يقومون بالاتصال على هواتف النشطاء السياسيين.

ونقلت الصحيفة عن بعض هؤلاء النشطاء قولهم إنهم تلقوا مكالمات هاتفية، كما زارهم بعض عملاء النظام في بيوتهم وهددوهم، كما تعرض افراد من عائلاتهم في سورية للتهديد.

ويقول الناشطون إنه رغم أن السفارة في لندن لا تملك حق اعتقالهم، إلا أن بإمكان السلطات في سورية ملاحقة عائلاتهم.

وتنسب الصحيفة الى وزارة الخارجية البريطانية القول انها تعلم أن السفارة السورية قامت بالتقاط صور لناشطين سوريين أثناء مشاركتهم في مظاهرات في لندن وأن الصور عرضت على عائلاتهم في سوريا.

ونفت السفارة ذلك، حسب الصحيفة، وقالت إنها تخدم مصالح جميع السوريين بغض النظر عن مواقفهم السياسية، ولكن أحد اصدقاء ثلاثة أشخاص ممن تعرضت عائلاتهم للملاحقة قال انهم في حالة خوف شديد وإنهم يفكرون فيما إذا كانوا سيصرون على أقوالهم فيما يتعلق بسلوك السلطات السورية.

الجيش في قرية خربة الجوز على الحدود التركيّة والمئات يفرون

الحركة الاحتجاجيّة في سوريا تدخل يومها المئة و”الثورة” مستمرة

فيما تدخل الحركة الاحتجاجية في سوريا يومها المئة، وصلت الدبابات والقوات السورية الخميس الى مشارف الحدود التركية دافعة مئات السوريين المتجمعين منذ اسبوعين على طولها للعبور الى تركيا. وأعرب ناشطون سياسيون سوريون عن تصميمهم على متابعة ثورتهم ضد النظام.

دمشق: أعرب ناشطون سياسيون سوريون الخميس عن تصميمهم على متابعة ثورتهم ضد النظام السوري حتى اسقاطه وذلك بمناسبة مرور مئة يوم على اندلاع موجة الاحتجاجات غير المسبوقة في سوريا. واكدت لجان التنسيق المحلية “ان ثورتنا السلمية مستمرة حتى اسقاط النظام وبناء سوريا جديدة وحرة وديموقراطية”.

واضاف البيان “مئة يوم، وثورتنا مستمرة، وهو ما يقتضي الى جانب استمرار النضال السلمي باشكاله كافة، العمل جاهدين على توحيد صفوفنا، ثوارا وأحزابا ومستقلين، يدا بيد من اجل تحقيق اهداف ثورتنا في الحرية والديمقراطية وبناء وطن حر لجميع أبناء سوريا”.

وشدد البيان على التمسك “بوحدتنا الوطنية بغض النظر عن الدين او العرق او الطائفة، من اجل الوصول الى الدولة المدنية”. واعتبرت اللجان في بيانها انه “رغم ما يحاول النظام ان يبديه من مظاهر بأس وقوة، فقد بدأت علامات التداعي تظهر عليه بشكل جلي”، مشيرة الى “انتقال زخم المظاهرات الى مناطق جديدة حاول النظام تصنيفها كمناطق موالية، عبر القمع والتهديد واللعب على الوتر الطائفي”.

وقد اسفر قمع حركة الاحتجاج منذ 15 اذار/مارس عن سقوط اكثر من 1300 قتيل في صفوف المدنيين وادى الى اعتقال اكثر من عشرة الاف شخص بحسب منظمات حقوقية. كما ادى الى نزوح الاف السوريين نحو تركيا ولبنان.

وفي اليوم المئة لحركة الاحتجاج، دعا الناشطون المطالبون بالديموقراطية الى اضراب عام الخميس في كل المدن السورية حدادا على ضحايا القمع.  كما دعوا الى التظاهر مجددا غدا الجمعة تحت عنوان يوم “سقوط الشرعية” عن الرئيس السوري، مشيرين الى ان “بشار لم يعد رئيسا ومكوناته لا تمثلني”.

وعلى الرغم من القمع، نظمت تظاهرات الاربعاء في عدد من المدن بينها حماة (شمال) وحمص (وسط) اثناء مراسم تشييع قتلى سقطوا الثلاثاء بيد قوات الامن اثناء تفريق تجمعات مناهضة للنظام، كما اضاف ناشطون.

هذا وأفاد ناشط حقوقي ان الجيش السوري تدعمه دبابات دخل الخميس قرية خربة الجوز (شمال غرب) الواقعة قرب الحدود السورية التركية حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع.

ومن الجانب التركي من الحدود، افاد شهود اتراك لوكالة الأنباء الفرنسية انهم رأوا دبابات وجنودا سوريين يصلون الى مشارف الحدود. وقال احد سكان بلدة غوفيتشي انه رأى قرابة الساعة 06:00 (03:00 تغ) جنودا يمرون عند هضبة تبعد اقل من كيلومتر عن الحدود.

وادى تقدم الجيش الذي بات على بعد مئات الامتار فقط من مخيمات النازحين السوريين على الحدود السورية الى فرار المئات الذين نزحوا منذ ايام ودخولهم الى تركيا. وعبر مئات النازحين السوريين حاجز الاسلاك الشائكة الذي يرسم الحدود واصبحوا على الطريق الذي تستخدمه دوريات الدرك التركي على بعد بضعة كيلومترات عن شمال بلدة غوفيتشي التركية الحدودية.

وقد احاطت بهم عربات الدرك التركي وحافلات صغيرة استدعيت على الارجح لتنظيم نقلهم الى خمس مخيمات للاجئين السوريين اقامها الهلال الاحمر التركي في محافظة هاتاي (جنوب تركيا) التي تستقبل بالفعل 10200 سوري.

كما شوهدت مجموعة من مئات الاشخاص على الطريق نفسها تسير باتجاه سيارات الدرك.  من جهته، اشار رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي تيكين كوجوكالي الذي وصل الى غوفتشي الى دخول اكثر من 600 سوري الى تركيا. وقال “نشهد نشاطا متجددا على الحدود”، موضجا ان “اكثر من 600 شخصا وفدوا اليوم”.

واكد ان “عدد السوريين يبلغ 11 الف لاجئ حاليا في تركيا”. واضاف رئيس الهلال الاحمر التركي الذي كان يتحدث الى القناة الاخبارية التركية خبرتورك ان “منظمته قادرة نظريا على رعاية 250 ألف لاجئ”.

وعلى اطراف محمية غوفتشي الصغيرة، وضعت القوات التركية اكياسا من الرمل وثبتت مناظير عالية الدقة على حوامل كما لاحظ مراسل وكالة فرانس برس. وعمدت القوات التركية الى نصب علم تركي عملاق على راس التلة المشرفة على القرية.

واشار مهرب تركي على علاقة وثيقة مع اقارب في الجانب السوري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس الى ان “المدرعات السورية كانت متمركزة في قرية خربة الجوز (شمال غرب) فيما كانت وحدات من الشرطة تقتحم المزارع اسفل القرية على بعد حوالي 500 متر من الحدود”.

ويتجمع الاف النازحين السوريين في مخيمات على شكل “قرى” تضم مئات الاشخاص على ارض تشكل شريطا ضيقا يبلغ عرضه مئات الامتار وطوله عدة كيلومترات يمتد على طول الحدود. وكان النازحون قد تلقوا تأكيدات من السلطات التركية ان بامكانهم عبور الحدود المحددة بصف من الاسلاك الشائكة في حال تعرضهم للخطر.

وسمع اطلاق عيارات نارية باسلحة خفيفة ودوي انفجارات الثلاثاء عند الجانب السوري من الحدود التركية السورية حيث يتواجد الاف النازحين السوريين الهاربين من القمع، كما افادت مراسلة لوكالة فرانس برس.

يأتي ذلك فيما دعا ناشطون الى الاضراب العام في جميع المدن السورية اليوم الخميس بمناسبة مرور مئة يوم على اندلاع موجة الاحتجاجات الدموية ضد النظام السوري الذي لجأ الى العنف لقمعها. واعلن الناشطون على صفحة “الثورة السورية” على موقع التواصل جتماعي فيسبوك الى “الاضراب العام في كافة المناطق والمدن السورية”.

وذكر ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس ان “تلبية جزئية جرت في بعض المدن لهذه الدعوة”. واشار الى ان “بعض المحال التجارية اغلقت في دوما والمعضمية (ريف دمشق) والاحياء الجنوبية في بانياس (غرب) وبعض قرى درعا (جنوب) بالاضافة الى بعض المحال في القامشلي (شمال شرق)”.

كما استجاب للاضراب “بعض المحال في حمص وحماه (وسط) ودير الزور (شرق) واللاذقية (غرب)”. ودعا الناشطون الى التظاهر مجددا غدا الجمعة تحت عنوان يوم “سقوط الشرعية” عن الرئيس السوري، مشيرين الى ان “بشار لم يعد رئيس ومكوناته لا تمثلني”.

من جهة ثانية، اشار رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة فرانس برس الى ارتفاع حصيلة قتلى تظاهرات الثلاثاءالى “تسعة مدنيين قتلوا برصاص قوات الامن”. وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل خمسة اشخاص.

كما اشار رئيس المنظمة الى “استمرار السلطات السورية في استعمال القوة المفرطة في قمع الاحتجاجات السلمية في مختلف المدن والمناطق السورية ولجأت الى اعتقال العشرات في حلب (شمال) ودير الزور (شرق) وريف دمشق وادلب (شمال غرب)”.

ومنذ اندلاع حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في 15 آذار/مارس، ارسلت السلطات السورية قوات ودبابات الى العديد من المدن لقمع الاحتجاجات وردت اعمال العنف الى “ارهابيين مسلحين يبثون الفوضى”. وخلف قمع التظاهرات اكثر من 1300 قتيل بين المدنيين وادى الى توقيف اكثر من عشرة آلاف، بحسب منظمات غير حكومية سورية.

بان كي مون: الأسد لا يتمتع بمصداقية

الاتحاد الأوروبي يقر اليوم عقوبات إضافية على النظام تشمل 3 إيرانيين * تزايد المظاهرات في دمشق وحلب * ازدحام كبير على محطات الوقود في دمشق * المعلم: حزب الله وإيران يقدمان دعما سياسيا وسنقدم للآخرين دروسا في الديمقراطية

لندن – دمشق: «الشرق الأوسط»

صعد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، من لهجته تجاه الرئيس السوري بشار الأسد، وقال إن الأخير لا يتمتع بأي «مصداقية»، حاضا مجلس الأمن الدولي على تجاوز انقساماته حيال الأزمة السورية.

وأوضح بان كي مون للصحافيين خلال لقاء غداة إعادة انتخابه أمينا عاما للأمم المتحدة: «لا أجد مصداقية تذكر في ما قاله (الأسد) حتى الآن». وتابع أنه سيكون «من الأهمية بمكان» أن يحسم مجلس الأمن الدولي الأمر بصوت واحد حيال الأزمة التي تهز سوريا.

وجاءت تحذيرات بان كي مون في وقت يستعد فيه الاتحاد الأوروبي للتصويت اليوم على مجموعة عقوبات جديدة ضد النظام السوري، تشمل 3 إيرانيين متهمين بمساعدة النظام السوري في قمع المحتجين. إلى ذلك، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم وجود دعم سياسي إيراني ومن حزب الله لبلاده لتجاوز الأزمة، إضافة إلى دعم الإصلاحات التي أعلنها الأسد، لكنه نفى أي دعم عسكري على الأرض. وأضاف المعلم مشيرا إلى تركيا أن بلاده لا تريد دروسا في الديمقراطية من أحد، وقال: «لا نأخذ دروسا من أحد. وبعد إنجاز الإصلاح سنقدم للآخرين دروسا في الديمقراطية».

من جهة أخرى، وفيما تستمر المظاهرات في مناطق ومدن متعددة داخل سوريا، تزايدت هذه المظاهرات في العاصمة دمشق وحلب على وجه الخصوص، في الوقت الذي دعا فيه ناشطون على صفحة «الثورة السورية» في «فيس بوك» إلى إضراب عام اليوم، بينما دعوا لمظاهرات جديدة يوم الجمعة تحت شعار «سقوط الشرعية». وذكر الموقع في الدعوة لمظاهرات الجمعة «بشار لم يعد رئيسي، وحكومته لم تعد تمثلني».

وفي إشارة إلى الأزمة الاقتصادية أشارت صحيفة «الوطن» السورية إلى أن محطات الوقود في مناطق دمشق وريفها فقط تشهد من بداية الأسبوع الحالي ازدحاماً كبيراً، وخاصة أثناء تنزيل الطلب؛ حيث تستهلك الكمية في ساعات قليلة, مرجعة ذلك إلى عمليات تهريب للمازوت عبر الحدود ولجوء منشآت صناعية إلى المازوت من جديد بعد تخفيض سعره حسب شهادات أصحاب محطات.

ناشطون: وصول 200 نازح سوري جديد إلى لبنان هربا من المداهمات في طرطوس

الإفراج عن 14 نازحا سوريا اعتقلوا لعدم حيازتهم أوراقا ثبوتية

بيروت: ليال أبو رحال

كشف ناشطون في مجال حقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط»، أمس، عن أن «نحو 200 نازح سوري غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ وصلوا منتصف ليل أول من أمس، وفجر أمس (الأربعاء)، إلى شمال لبنان هربا من مداهمات وعمليات اعتقال نفذها الأمن السوري في مناطق عرب الشاطئ القريبة من مدينة طرطوس السورية». وأشاروا إلى أن «النازحين الجدد استقبلهم أقاربهم اللبنانيون في بلدات العريضة، الشيخ زناد، القليعات، تل حياة، وتل معيان في سهل عكار». وأضافوا أن «هؤلاء النازحين رفضوا تصويرهم أو التحدث إلى وسائل الإعلام كي لا يلحق ذلك أذى بمن تبقى من عائلاتهم في الداخل السوري».

وجاء ذلك فيما تضاربت المعلومات في بيروت بشأن عدد النازحين السوريين الذين أفرجت السلطات اللبنانية عنهم في اليومين الأخيرين بعد أن تم توقيفهم إثر دخولهم إلى الأراضي اللبنانية هربا من أعمال القمع والعنف في سوريا. وكشفت مصادر ميدانية مواكبة عن كثب لقضية النازحين من سوريا إلى لبنان، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أنه تم أول من أمس «إطلاق سراح 14 نازحا سوريا، وهم: محمد خالد العلي، أحمد سليمان، أحمد يوسف، محمود يوسف، خالد يوسف، شحادة يوسف، علاء عمر، علاء باشا، مصطفى عياش، عبد اللطيف دندشي، بري الخلف، هائل حامد ووئام كدالم».

وأشارت المصادر إلى أنه تم إطلاق سراح سوريين اثنين قبل يومين، هما محمد خضر وللو ومصطفى الكردي الملقب بالعكاري، والذي زاره وفق المصادر عينها، «دبلوماسي سوري رفيع في سجنه في منطقة أميون، شمال لبنان، واستغرب نزوحه إلى لبنان لأنه لا شيء ضده في سوريا»، مطالبا إياه بالعودة. واعتبرت المصادر أن الإفراج عن هؤلاء النازحين جاء نتيجة قرار سياسي، بعد إحالة القضاء لقضيتهم إلى الأمن العام بسبب عدم حيازتهم أوراقا ثبوتية، ونتيجة التنسيق بين الأمن العام ووزارة الداخلية اللبنانية تم اتخاذ القرار بالإفراج عنهم.

ويأتي ذلك غداة ضغوط مارستها قوى «14 آذار» وحقوقيون وناشطون في المجتمع المدني من أجل الإفراج عن النازحين المعتقلين ووجوب معاملتهم أسوة بما يجري في دول أخرى وتحديدا في تركيا. وأكد النائب عن تيار المستقبل معين المرعبي لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات اللبنانية أفرجت عن 14 نازحا سوريا خلال اليومين الماضيين، في حين أنه تمت إحالة نازحين اثنين آخرين إلى مديرية الأمن العام في بيروت صادر بحقهما حكم قضائي لإطلاق سراحهما. وكشف عن أن «10 نازحين آخرين كانوا موجودين مساء أمس لدى القوى الأمنية تمهيدا للإفراج عنهم».

وأشار المرعبي إلى أنه «لو تم الإقدام على هذه الخطوة من قبل لما كان حدث ما حدث في طرابلس في أعقاب مظاهرة يوم الجمعة الماضي، إذ إن تطور الأحداث نجم بشكل أساسي عن التعاطف الشعبي مع مسألة النازحين، خصوصا أنه تم اعتقال نازحين مصابين بجروح وكسور، مما ترك انطباعا غاضبا وسلبيا عند الناس»، مجددا الإشارة إلى أن «كل المعاهدات الدولية التي وقعها لبنان فيما يتعلق بحقوق الإنسان والتزم بها لا تسمح له بمعاملة النازحين السوريين كما جرى». وشدد على أن «الإفراج عن النازحين الموقوفين وإن جاء متأخرا، إلا أنه أفضل من استمرار توقيفهم، وهو يريح الشارع وله تداعيات إيجابية». ولفت إلى «أن حالة من التخبط والضياع اعترت طريقة معالجة الموضوع من قبل القضاء والأمن العام ووزارة الداخلية»، منوها بالجهود التي بذلتها كل هذه المؤسسات بالتعاون مع الجيش اللبناني لوصول الموضوع إلى خواتيمه.

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن ناشطين أن «السلطات اللبنانية أفرجت عن كل الموقوفين السوريين الذين كانت أوقفتهم خلال فترة النزوح إلى الأراضي اللبنانية لعدم حيازتهم أوراقا ثبوتية». وأوضح الشيخ مازن محمد، وهو إمام مسجد في منطقة التبانة في مدينة طرابلس وأحد الناشطين في الدفاع عن السوريين النازحين الموقوفين في لبنان، أن «السلطات اللبنانية أفرجت عن 21 موقوفا كانت احتجزتهم خلال فترة النزوح لعدم حيازتهم أوراقا ثبوتية للدخول إلى لبنان». وأكد مدير المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان المحامي نبيل الحلبي أن «السلطات اللبنانية أفرجت عن كافة الموقوفين من السوريين النازحين إلى لبنان، وأغلقت بذلك هذا الملف».

اعتقالات “جامعية” وهجوم مضاد للنظام

أوروبا تشدد عقوباتها على دمشق وكي مون يعتبر الوعود “بلا صدقية”

استعر السجال السوري – الأوروبي، أمس، مع توسيع الاتحاد الأوروبي دائرة العقوبات على سوريا لتشمل 4 شركات أخرى ترتبط بالرئيس السوري بشار الأسد، إضافة إلى 7 من أركان النظام ومؤيديه بينهم 3 مسؤولين إيرانيين، فيما هاجم وزير الخارجية السوري وليد المعلم أوروبا مطالباً بعدم تدخلها في الشؤون الداخلية لبلاده، ومعتبراً أن العقوبات الغربية على سوريا “توازي الحرب”، وهدد بانسحاب بلاده من الاتحاد من أجل المتوسط، لكنه في نفس الوقت استبعد التدخل العسكري في بلاده، وحاول تحييد تركيا داعياً قادتها إلى مراجعة سياستهم إزاء سوريا . غير أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعتبر أن الرئيس السوري لا يتمتع بأي “مصداقية” .

وردت فرنسا على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها برنار فاليرو بأنها تنتقد “منطق العنف الأعمى” للنظام السوري .

في هذا الوقت، وسعت قوات الأمن السورية حملتها الأمنية في عدد من المدن السورية، وتخللت الحملة مداهمات واعتقالات كبيرة، خصوصاً في المدينة الجامعية بدمشق حيث أوقفت أكثر من 100 طالب، قبل الإعلان عن إطلاق سراحهم في وقت لاحق، وفق ما ذكر ناشطون حقوقيون، فيما شيعت مدينة حمص قتلاها الذين سقطوا خلال تظاهرات الثلاثاء، وتحدثت مصادر رسمية عن تشييع جثامين 20 من عناصر قوى الأمن قتلوا في جسر الشغور إلى مقبرة في اللاذقية .

كتاب عالميون يدعون الأمم المتحدة لاعتماد قرار ضد سوريا

بان كي مون: الأسد فقد مصداقيته

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يتمتع بأي “مصداقية”، وحض مجلس الأمن الدولي على تجاوز انقساماته حيال الأزمة السورية، فيما دعا سبعة كتاب عالميين الأمم المتحدة لاعتماد قرار ضد سوريا .

وأوضح بان كي مون للصحافيين، خلال لقاء غداة إعادة انتخابه أميناً عاماً للأمم المتحدة “لا أجد مصداقية تذكر في ما قاله حتى الآن” . وأضاف “كم سيستغرق هذا الأمر من وقت؟ ينبغي عليه (الأسد) أن يتخذ إجراءات ملموسة” . وتابع بان كي مون أنه سيكون “من الأهمية بمكان” أن يحسم مجلس الأمن الدولي الأمر بصوت واحد حيال الأزمة التي تهز سوريا .

من جهة أخرى، دعا الكتاب أمبيرتو ايكو، ودافيد غروسمان، وبرنار هنري ليفي، وعاموس اوز، واورهان باموك، وسلمان رشدي، وولي سوينكا، مجلس الأمن الدولي إلى اعتماد مشروع قرار يدين القمع في سوريا، ويدعو إلى “وقف المجازر” هناك . وفي رسالة نشرت، أمس، على موقع مجلة “لا ريغل دو جو” التي يصدرها ليفي، وجهت إلى سفراء الدول ال 15 الأعضاء في مجلس الأمن، قال الكتاب السبعة “سيكون مأساوياً وغير مقبول أخلاقياً” أن ينتهي مشروع القرار هذا “في سلة مهملات” . وقال الكتاب في رسالتهم “سيكون أساسياً بالنسبة للشعب السوري الذي يقتل خلال كفاحه من أجل نيل حريته، أن يتم اعتماد القرار من قبلكم” . وأضافوا “أمام الضغط الدولي الواسع، قد يتراجع النظام السوري وقد يوقف المجازر التي ترتكبها قواته بلا رادع حتى اليوم” . وقال الكتاب أيضاً إن مشروع القرار “لا يقترح معاقبة سوريا، ولا تدخلاً عسكرياً”، بل يقتصر على “إدانة القمع وفتح المجال أمام التحقيق في جرائم ضد الإنسانية” .    (وكالات)

صحيفة أميركية: على الأسد الرحيل

قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إنه يجب على الرئيس السوري بشار الأسد أن يتنحى عن السلطة ويرحل، وأوضحت في افتتاحيتها أنه يجب على باراك أوباما أن يفعل ما رفض فعله حتى اللحظة، وذلك يتمثل في ضرورة دعوة الرئيس الأميركي للأسد لأن يستقيل من منصبه.

وأشارت الصحيفة إلى الخطاب الأخير للأسد الذي وعد فيه بإصلاحات دستورية وبنهاية لسفك الدماء، واعدا بحوار وطني يكون من شأنه توسيع المشاركة السياسية، وداعيا اللاجئين السورين إلى العودة من تركيا إلى ديارهم.

لكنها قالت إن الآلاف من السوريين خرجوا إلى الشوارع في أعقاب الخطاب احتجاجا على ما جاء فيه، وأضافت أنه بات على أوباما ضرورة دعوة الأسد إلى التنحي.

وانتقدت لوس أنجلوس تايمز الإدارة الأميركية بشأن ما وصفته بانتظارها وتلكؤها وعدم إطلاقها الدعوة للأسد بالتنحي عن سدة الحكم، مشيرة إلى أن أوباما كان في مايو/أيار الماضي قال إنه يجب على الأسد قيادة حركة الإصلاح في البلاد أو أن يتنحى ويبتعد عن السلطة.

حق الشعب

وقال أوباما في خطابه الشهر الماضي إنه يرغب في أن يضغط على الحكومة السورية من أجل ضرورة وقفها أعمال العنف التي تنفذها ضد أبناء الشعب السوري، وأن تبدأ الإصلاحات التي من شأنها نقل البلاد إلى نظام ديمقراطي حقيقي، والذي يؤكد على حقوق الشعب السوري أسوة ببقية الشعوب في العالم.

وأما في أعقاب الخطاب الأخير للأسد فعلق الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بالقول إن الأهم هي الأفعال وليست الأقوال.

وأضافت الصحيفة إن كل المعطيات على الأرض السورية توحي بأن الوقت ليس متأخرا للأسد كي يقود سوريا إلى مجتمع من الديمقراطية والتعددية، مشككة بأي توقعات بأن يفعل الأسد ذلك، ومضيفة أن التغيير في سوريا يتطلب تغييرا من الأعلى أو من رأس الهرم.

وربما يعود تردد الإدارة الأميركية في دعوتها الأسد للتنحي إلى القلق من أن تلك الدعوة قد يتبعها قرار من مجلس الأمن الدولي بفرض حظر جوي فوق الأجواء السورية، تماما كما حصل في الحالة الليبية عندما كانت دعت العقيد معمر القذافي للتنحي الذي تبعه قرار شرعي يخول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بحماية المدنيين في ليبيا وما تلى ذلك من تطورات.

تدخل عسكري

ولكن لوس أنجلوس تايمز تساءلت عن الحكمة من وراء أي تصريحات أميركية للأسد بالتنحي، ما لم تكن منذرة وملوحة بتدخل عسكري، إذ إن من شأن التلويح بالتدخل العسكري تقديم الدعم والعون للسورين الثائرين والمطالبين بالديمقراطية في البلاد، والذين يدركون أن مطالبهم الشرعية لن تتحقق سوى بإسقاط النظام.

وحتى لو أن الولايات المتحدة لا تريد استخدام القوة العسكرية ضد نظام الأسد في سوريا، فإنه – والقول للصحيفة- يجب على واشنطن تشديد العقوبات والتباحث مع الجماعات السورية المعنية مرحلة ما بعد الأسد.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى الانتقادات الني تواجهها الولايات المتحدة في ظل تلكؤها وترددها إزاء اتخاذ خطوات مناسبة بشأن الثورات الشعبية العربية، وخاصة في حالتي مصر والبحرين، مؤكدة أنه ليس من حاجة للتردد في الحالة السورية، فأوباما يجب أن يقول للأسد إن عليه أن يرحل.

لوس أنجلوس تايمز

سوريا تستعد لجمعة “سقوط الشرعية

احتشاد قوات سورية قرب حدود تركيا

دعت مواقع التنسيقيات المحلية ونشطاء في سوريا إلى إضراب عام اليوم الخميس في عموم البلاد بهدف الضغط على النظام, وسط استعدادات لجمعة غضب جديدة تحمل عنوان “سقوط الشرعية”, في تحد متصاعد لنظام حكم الرئيس بشار الأسد.

وذكرت رويترز نقلا عن شهود أن قوات سورية احتشدت على الحدود مع تركيا أثناء الليل, حيث يتواصل فرار مئات المدنيين إلى تركيا هربا من المواجهات مع الجيش السوري.

وقال فارون لرويترز من محافظة إدلب الشمالية الغربية إن عربات مدرعة وقوات تقف الآن على مسافة 500 متر من الحدود في منطقة خربة الجوز. كما تمركز جنود فوق أسطح بعض المنازل, وعلى قمم بعض التلال.

يأتي ذلك في وقت اعتقل الجيش السوري العشرات في محافظة حلب، كما قطعت وحداته طريقا رئيسيا يربط المحافظة بتركيا, وذلك طبقا لما ذكرته رويترز.

كما قال سكان لرويترز إن الشرطة السرية تساندها مركبات مدرعة أقامت حواجز على الطريق الرئيسي لمرور شاحنات الحاويات وألقت القبض على عشرات الأشخاص في منطقة حريتان شمالي حلب.

كما ذكروا أن ناقلات جند مدرعة وصلت إلى منطقة دير الجمال على بعد 25 كيلومترا من الحدود التركية.

واتهم سكان القوات السورية بمحاولة إجهاض احتجاجات متوقعة قرب الحدود التركية, وأشاروا أيضا إلى أن الفارين يستخدمون شبكات الهاتف المحمول التركية للهرب من التجسس السوري على مكالماتهم.

وتحدث سكان منطقة معضمية الشام عن قيام قوات عسكرية بتنفيذ حملتي دهم اعتقلت خلالهما 15 شابا.

مظاهرات متواصلة

وقد استمرت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في عدة مدن وبلدات سورية أمس الأربعاء مع دخول الاحتجاجات يومها المائة، في حين شيعت مدينتا حمص وحماة وسط البلاد متظاهرين قتلوا في المواجهات.

وانطلقت مظاهرات أمس في مدن حمص وحماة والرقة شمال شرق البلاد والبوكمال التابعة لمحافظة دير الزور قرب الحدود العراقية ومحافظة إدلب شمالا وصولا إلى ريف دمشق ومحافظة درعا جنوبا، ردد المشاركون فيها هتافات تنادي بإسقاط النظام.

ونشر نشطاء على الإنترنت لقطات فيديو من مدينة حمص لتشييع قتيلين في حي الخالدية سقطا برصاص من يسميهم المتظاهرون “الشبيحة” التابعين للنظام وأجهزته الأمنية، إضافة إلى قتيل ثالث شيّع بنفس المدينة، حيث تحولت الجنازات لمظاهرات هتف فيها المشاركون بسقوط النظام.

في المقابل ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم أنه تم تشييع 20 قتيلا من قوى الأمن من المستشفى العسكري بمدينة حمص إلى مقبرة الشهداء في اللاذقية، وأشارت الوكالة إلى أن القتلى كانوا قضوا في جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا في وقت سابق على أيدي من وصفتها الوكالة التنظيمات المسلحة.

وفي مدينة حماة شمال حمص شيع الأهالي قتلى سقطوا في مظاهرات أمس المعارضة للنظام التي خرجت ردا على مسيرات مؤيدة دعا لها النظام بعد خطاب الرئيس بشار الأسد قبلها بيوم. كما شهدت المدينة اعتصاما للأهالي أمام القصر العدلي.

وفي شرق البلاد شهدت مدينة الرقة مظاهرة تنادي بإسقاط النظام ردد فيها المشاركون مقولة “ارحل”، وفق صور نشرها ناشطون على الإنترنت، وكذلك شهدت مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور على الحدود مع العراق مظاهرة مماثلة وصفت بالحاشدة.

وإلى الشمال شهدت منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب مظاهرة مناهضة للنظام، كما تظاهر نسوة في بلدة داريا بريف دمشق تطالب بسقوط النظام والإفراج عن السجناء السياسيين. وفي جنوب البلاد بمحافظة درعا شهدت بلدة داعل في حوران مظاهرة تطالب برحيل النظام.

وجاءت هذه المظاهرات بعد مسيرات ليلية شهدتها عدة مدن وبلدات سورية تنادي بإسقاط النظام وردا على مسيرات نظمها أنصار النظام أمس دعما لخطاب الرئيس بشار الأسد.

الجزيرة + وكالات

سوريا تتجه شرقا لجلب الاستثمار

تحت ضغوط اقتصادية أوروبية وأميركية، تتجه السلطات السورية للبحث عن مستثمرين من دول كالصين وروسيا لتعويض ما ستفقده من تمويلات أوروبية جراء تشديد الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها.

ونقلت صحيفة الثورة السورية عن مساعد وزير الكهرباء مدير المؤسسة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية هشام ماشفج أن اتصالات جارية بين وزارة الكهرباء وشركات عالمية في بلدان كروسيا والصين لتكون بديلا متاحا لتمويل مشاريع إستراتيجية في مجال الكهرباء.

وقد وقع مدير المؤسسة العامة لتوليد الطاقة أول أمس مذكرة تفاهم مع شركة صينية حكومية لتنفيذ مشروعات كمحطات توليد الكهرباء.

وقلل ماشفج من آثار العقوبات الأوروبية على مشاريع الكهرباء التي يجري إنجازها بسوريا، حيث منح البنك الأوروبي للاستثمار قبل ست سنوات قرضا بقيمة 200 مليون يورو لإنشاء محطة لتوليد الكهرباء في دير الزور لإنتاج 750 ميغاواط بواسطة توربينات الغاز الطبيعي.

تمويلات أوروبية

كما قدم البنك نفسه قرضا قيمته 200 مليون يورو أيضا لبناء محطة دير علي، وقد منح البنك الأوروبي للاستثمار قروضا بقيمة 740 مليون يورو لسوريا بين 2006 و2010 في قطاعات الكهرباء والإسمنت والبنى التحتية والرعاية الصحية، حسب الموقع الإلكتروني للبنك.

وفي ظل تردي العلاقات السورية الأوروبية فإن دمشق ستركز في الفترة المقبلة على التمويل الذاتي –يضيف المسؤول السوري- في تنفيذ مشاريع الكهرباء، أو البحث عن تمويل صناديق استثمارية عربية.

وخلال السنوات الماضية نفذت شركات فرنسية بروتوكولات تعاون بملايين اليوروات في مشاريع تطوير البنية التحتية لإنتاج ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية.

طائرات روسية

من جانب آخر، كشف وزير النقل السوري فيصل العباس عن توجه حكومة بلاده بقوة نحو التفاوض مع روسيا لتعزيز الأسطول السوري بطائرات روسية الصنع، خصوصا وأن دمشق فشلت في إبرام صفقة مع شركة إيرباص الأوروبية نتيجة العقوبات الأميركية المطبقة على سوريا منذ سنوات.

وفي هذا السياق، التقى الوزير العباس مع سفير روسيا بدمشق سيرجي كيربيشينكو بغرض زيادة التعاون بين البلدين وإزالة العقبات التي تواجهها دمشق لتأمين حاجياتها من الطائرات.

ويفسر توجه سوريا نحو الصين وروسيا لإنعاش اقتصادها بكون البلدين يتوفران على مقعد دائم في مجلس الأمن ويعارضان أي تدخل في الشأن الداخلي لسوريا، وفرض أي عقوبات عليها من خلال مجلس الأمن.

الهلال الأحمر التركي يؤكد دخول 600 لاجئ اليوم

الاتحاد الأوروبي يقرّ عقوبات مشددة على دمشق.. والجيش يقتحم مدناً حدودية

دبي – العربية.نت

وافقت بلدان الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، على مجموعة جديدة من العقوبات ضد سوريا بسبب استمرار قمع التظاهرات، وتشمل سبعة أشخاص منهم ثلاثة إيرانيين وأربع شركات، كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلاً عن دبلوماسيون.

إلى ذلك, أعلن الهلال الأحمر التركي دخول ما لا يقل عن 600 لاجئ سوري الحدود التركية خوفاً من تقدم الجيش السوري الذي بات على مسافة مئات الأمتار فقط من مخيماتهم، وفق ما أفاد شهود عيان.

وعبر مئات النازحين السوريين حاجز الأسلاك الشائكة الذي يرسم الحدود وصاروا على الطريق الذي تستخدمه دوريات الدرك التركي على بعد بضعة كيلومترات عن شمال بلدة غوفيتشي التركية الحدودية. وقد أحاطت بهم عربات الدرك التركي وحافلات صغيرة استدعيت على الأرجح لتنظيم نقلهم إلى خمسة مخيمات للاجئين السوريين أقامها الهلال الأحمر التركي في محافظة هاتاي (جنوب تركيا) التي تحتضن بالفعل 10200 سوري.

كما شوهدت مجموعة من مئات الأشخاص على الطريق نفسها تسير باتجاه سيارات الدرك.

وفي سياق متصل، أفاد ناشط حقوقي بأن الجيش السوري تدعمه دبابات دخل اليوم الخميس قرية خربة الجوز (شمال غرب)، الواقعة قرب الحدود السورية التركية، حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع.

وقال الناشط في اتصال أجرته معه “فرانس برس” من نيقوسيا إن مئات الجنود تؤازرهم دبابات دخلوا المدينة صباح الخميس.

وعلى الجانب التركي من الحدود، أفاد شهود أتراك لوكالة “فرانس برس” بأنهم رأوا دبابات وجنوداً سوريين يصلون إلى مشارف الحدود. وقال أحد سكان بلدة غوفيتشي إنه رأى قرابة الساعة السادسة صباحاً (03:00 بتوقيت غرينتش) جنوداً يمرون عند هضبة تبعد أقل من كيلومتر عن الحدود.

وأفاد صحافي من “فرانس برس” بأن علماً تركياً كان وضعه اللاجئون السوريون قبل أيام على مبنى عند هذه الهضبة عربون امتنان لتركيا، التي استقبلت الآلاف منهم، تم استبداله بعلم سوري.

وكان إطلاق نار ودوي انفجارات سمعت الثلاثاء عند الحدود، يبدو أن مصدرها قرية خربة الجوز الواقعة عند هضبة تشرف على الحدود على بعد كيلومتر واحد.

على صعيد آخر، بدأت الحكومة التركية رسمياً الأحد في تقديم مساعداتها إلى السوريين الذين نزحوا هرباً من القمع واحتشدوا على حدودها، وفق ما أعلنت الوكالة الحكومية المكلفة بالأوضاع الطارئة.

وذكرت الوكالة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني “أن توزيع المساعدة الإنسانية بدأ لتلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة للمواطنين السوريين الذين ينتظرون في الجانب السوري للحدود”.

وهي المرة الأولى التي تقوم بها السلطات التركية بعملية مساعدة عبر الحدود، بعد أن استقبلت خلال أسابيع في الأراضي التركية أكثر من عشرة آلاف لاجئ سوري هربوا من القمع في بلادهم.

ولا تزال مخيمات اللاجئين على الحدود التركية تستقبل عشرات الآلاف من النازحين السوريين والفارين من مدن اقتحمها الجيش وقتل فيها العشرات على غرار جسر الشغور ومعرة النعمان.

وزيرا خارجية سورية وتركيا يبحثان التطورات على الحدود

بحث وزير الخارجية التركي مع نظيره السوري الاوضاع على الحدود بين البلدين مع اقتراب قوات الامن والجيش السوريين من الحدود بين البلدين وفرار مئات السوريين الى داخل الاراضي التركية فيما دخلت الاحتجاجات في سورية يومها المئة.

واتصل الوزير التركي احمد داود اوغلو بالوزير وليد المعلم مع انتشار قوات الامن السورية على بعد مئات الامتار مع مخيم مؤقت اقامه نازحون من بلدة جسر الشغور وقراها على الحدود بين البلدين.

كما اتصل داوود اوغلو بمسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي لبحث الوضع في سورية حسبما اعلنت وكالة الاناضول التركية شبه الحكومية.

وشوهد قناصة واليات عسكرية من الجانب التركي من الحدود بينما اعلتى مسلحون اسطح بعض المباني في القرية.

وعبر مئات النازحين حاجز الاسلاك الشائكة على الحدود ودخلوا الطريق الذي تستخدمه دوريات الدرك التركي على بعد كيلومتر شمال بلدة غوفيتشي التركية الحدودية.

كما شوهدت مجموعة من مئات الاشخاص على الطريق نفسها تسير باتجاه سيارات الدرك، حسب الوكالة.

وقال لاجيء كان مزارعا في جسر الشغور ذكر ان اسمه معن “انهم يهرولون مذعورين بعدما رأوا ما حدث لقراهم”.

ويقيم آلاف النازحين على الجانب السوري من الحدود بعدما فروا من هجمات على قراهم وبلداتهم على مسافة ابعد الى الجنوب.

وعبر اكثر من عشرة الاف لاجيء الى تركيا على مدى الاسبوعين الماضيين، ويقيمون الان في اربعة مخيمات رسمية.

ونشر الجيش السوري قواته على طول الطريق التي تربط بين حلب وتركيا.

كما نقلت وكالة رويترز عن نشطاء ان قوات الامن اقتحمت بلدة منغ شمالي مدينة حلب وسط اطلاق نار وفرار سكان البلدة وهي المرة الاولى التي تجرى مثل هكذا عملية في شمالي حلب.

مئة يوم

وبمناسبة مرور 100 يوم على اندلاع الاحتجاجات في سورية اصدرت لجان التنسيق المحلية وهي المسؤولة عن تنظيم انشطة المعارضة في الداخل بيانا تعهدت فيه بالاستمرار في “الثورة حتى اسقاط النظام” حسبما ما في بيان ارسلته اللجان الى وكالات الانباء.

واضاف البيان “مئة يوم وثورتنا مستمرة وهو ما يقتضي الى جانب استمرار النضال السلمي باشكاله كافة، العمل جاهدين على توحيد صفوفنا، ثوارا وأحزابا ومستقلين، يدا بيد من اجل تحقيق اهداف ثورتنا في الحرية والديمقراطية وبناء وطن حر لجميع أبناء سوريا”.

وشدد البيان على التمسك “بوحدتنا الوطنية بغض النظر عن الدين او العرق او الطائفة, من اجل الوصول الى الدولة المدنية”.

ودعا نشطاء المعارضة الى اضراب عام في سورية الخميس والى مظاهرات يوم الجمعة تحت اسم “سقوط الشرعية” عن الرئيس السوري بشار الاسد.

وتشير تقديرات إلى أن نحو 1300 شخص قتلوا خلال هذه الانتفاضة بينما اعتقل الآلاف.

وتتهم السلطات السورية المعارضين بأنهم على علاقة بما وصفتها بجماعات إرهابية في الخارج.

كما اعلنت ان مئات الاسر التي فرت الى تركيا قد عادت الى مدينة جسر الشغور بعدما “أعاد الجيش الأمن والطمأنينة إلى المدينة والحياة إلى طبيعتها” حسبما اعلنت وكالة انباء سانا الحكومية.

سورية : بي بي سي تتقصى ما حدث في جسر الشغور

تزعم الحكومة السورية أن مسلحين خارجين عن القانون ارتكبوا “مذبحة شنيعة” في جسر الشغور قتل فيها مائة وعشرون من عناصر الامن في الفترة بين الثالث والسادس من الشهر الجاري.

سكان جسر الشغور يتظاهرون ضد النظام

ويقول نشطاء المعارضة إن ماحدث هو أن مجموعة من الجيش أطلقت النار على مجموعة أخرى لأنها رفضت إطلاق النار على المتظاهرين.

مراسل بي بي سي، جبريل جيتهاوس حاول تقصى هذه الواقعة التي باتت تعرف باسم جسر الشغور:

في بداية الشهر الحالي، قالت الحكومة السورية إن”عصابات مسلحة” قتلت 120 رجل امن في البلدة، القريبة من حدود سورية مع تركيا.

وسريعا جاء النفي من جانب المعارضة التي فندت رواية الحكومة.

ولم ينف المتظاهرون، المطالبون بالحرية والإصلاح وتغيير النظام ، مقتل الجنود. لكنهم أكدوا أن الذي قتلهم هو النظام السوري، رميا بالرصاص لأنهم رفضوا، كما يقول المعارضون، إطلاق الرصاص على المحتجين العزل من السلاح.

مستحيل

ويبدو من المستحيل التحقق من مصادر مستقلة من التقارير التي تناولت حادثة جسر الشغور.

مع ذلك، فإنه ما بين الادعاءات والادعاءات المضادة، يظهر خيط رفيع قد يكشف حقيقة ماحدث.

ففي الثالث من يونيو حزيران الجاري، وبعد صلاة الجمعة، تجمع المتظاهرون في جسر الشغور.

وقتل شخص واحد على الأٌقل يدعى باسل المصري برصاص قوات الأمن، كما يقول النشطاء.

ويبدو أن مقتله فجر سلسلة من الأحداث التي خلفت مقتل أكثر من مائة جندي ودفعت آلاف المدنيين إلى الفرارمن منازلهم إلى تركيا.

القناصة ومكتب البريد

في اليوم التالي لهذه الأحداث، دفن جثمان المصري. وقال أحد النشطاء لبي بي سي إن حوالى 15 ألف شخص حضروا الجنازة. وأوضح أنه شخصيا شهد ما حدث لاحقا.

فقال: “خلال الجنازة أطلق قناصة كانوا على سطح مبني مكتب بريد البلدة الرصاص على المتظاهرين.”

وهذا الكلام تعززه فيما يبدو أقوال شاهد عيان آخر اسمه أبو عبد الله، الذي أبلغ بي بي سي هاتفيا بأنه “كان هناك إطلاق نار عشوائي على المتظاهرين.”

ويضيف: “لا أحد يمكنه تقدير بشاعة ما حدث مالم يكن هناك. لقد كان إطلاق النار كثيفا كما لو كانوا يطلقون الرصاص على حظيرة مواشي. بل إنهم ربما كانوا أرحم على المواشى من المتظاهرين”.

لذا سرعان ما استحالت الجنازة إلى تظاهرة أخرى حول مكتب البريد في الميدان الرئيسي في بلدة جسر الشغور.

وقال شهود العيان إن المتظاهرين الغاضبين أحاطوا بالمبنى ورددوا شعارات مناهضة للنظام.

وهناك تعرض المتظاهرون لإطلاق نار مجددا، وهذه المرة من داخل مبنى مكتب البريد.

روايات متباينة

إلى ذلك، تتفق معظم الروايات. غير أن ماحدث لاحقا هو موضع خلاف.

فالحكومة تقول إن عصابات مسلحة اقتحمت المنشآت العامة في البلدة وقتلت الجنود والمدنيين وقوات الأمن قتلا عشوائيا.

إلا أن شهود عيان آخرون يقولون إن قوات الأمن، التي حوصرت داخل المبنى الذي اقتحمته وحاصرها الناس الغاضبون، طلبت العون من الجيش النظامي.

المدن السورية تشهد من حين لآخر مسيرات مؤيدة للنظام

يقول محمد فازو إنه عندما وصل الجنود، رفض كثير منهم إطلاق نيران أسلحتهم لما أدركوا أن المتظاهرين غير مسلحين.

وأضاف” عندما لم يفتح الجيش النار علينا، أطلقت قوات الأمن الرصاص على جنود الجيش الذين رفضوا إطلاق النار علينا وحينئذ رد الجيش بإطلاق النار على عناصر الأمن الذين فتحوا نيران أسلحتهم على زملائهم فأردوهم قتلى”.

ولم يقل لنا أي من الذين تحدثنا معهم كيف انتهت المواجهة.

غير أن معظم الذين تحدثنا معهم يتفقون على أنه بحلول يوم الإثنين، غادرت قوات أمن الدولة وتحولت جسر الشغور إلى بلدة أشباح.

غيوم وتضارب

ومن بين غيوم وتضارب الروايات المتباينة، يظهر رجل واحد كبطل للمتظاهرين.

وبعد أيام من معركة جسر الشغور، بث شريط فيديو على موقع “يوتيوب”. يظهر رجلا نحيفا في منتصف العمر بزي عسكري ويقول إنه اسمه هو المقدم حسين هرموش، يحملق في الكاميرا، وهو يتلو بيانا بدا واضحا أنه أعد مسبقا.

يقول حرموش: “أعلن انشقاقي عن الجيش”. قالها وهو يعرض بطاقة هويته العسكرية لتأكيد شخصيته.

وقد بحث صحفي من مجلة تايم الأمريكية عن المقدم وقاده البحث إلى قرية قرب الحدود التركية.

وحسبما جاء في تقرير الصحفي فإن المقدم حرموش قال إنه والجنود الخاضعين لقيادته أرسلوا إلى جسر الشغور لاستعادة النظام.

وأضاف أنه لما بدأ الجيش قصف البلدة، قرر الإنشقاق عن الجيش وزعم أن 30 من جنوده انشقوا معه.

غير أنه عندما نجحت بي بي سي في الاتصال بالمقدم هاتفيا، حكى قصة مختلفة حتى عن الأساطير المسجلة في كتب التاريخ.

فقال إن إنشقاقه حدث فعليا بعد أربعة أيام من أعمال القتل في جسر الشغور في التاسع من يونيو/حزيران.

بل إنه زاد على ذلك قائلا إنه انشق في بلدته، وأنه انضم فقط إلى عدد من المنشقين الآخرين في البلدة لاحقا.

وأكد” لم أكن هناك ( في جسر الشغور) في ذلك الوقت فقد وصلت إليها يوم التاسع من يونيو، وعندما وصلت لم يكن هناك أي وجود للجيش السوري”.

اعترافات

وعلاة على ذلك ، قال هرموش إن أيا من المنشقين الآخرين الذين التحق بهم لم يكن موجودا وقت وقوع المذبحة المزعومة.

واعترف هرموش بأنه اختلق معظم قصته الأولية فقط لإحراج الجيش السوري.

لكنه حتى لو لم يكن المقدم هرموش الذي قاد القتال ضد قوات الأمن في مكتب البريد هذا اليوم الحاسم ، فمن كان القائد إذن؟

رحيل نظام الأسد مطلب المحتجين في سورية

لجسر الشعور تاريخ من التمرد ففي عام 1980 ، انتفض عدد مواطني البلدة ضد الرئيس حافظ الأسد ، والد الرئيس الحالي بشار.

ودفعوا ثمنا باهظا فقد أرسلت القوات إلى البلدة ، بحثا عن هؤلاء الذين كانت تعتقد أنهم وراء الانتقاضة وقتلهم.

وموقف الحكومة السورية هو أن جنودها يذهبون إلى البلدات والقرى في أرجاء البلاد لحماية السكان المحليين وبناء على طلبهم.

والمتظاهرون، من جانبهم، يؤكدون دائما أنهم جميعا غير مسلحين وأن تظاهراتهم سلمية ولذا فإن فكرة أن مدنيين مسلحين يمكن أن يهاجموا قوات الأمن السورية تهدف إلى تشويه صورة المتظاهرين.

إلا أن أحد المتظاهرين الذين تحدثنا معهم اعترف بأنه في حالة جسر الشغور، فإنه ربما يكون لدى سكان البلدة ليس فقط الدافع ولكن أيضا وسائل الحصول على السلاح.

“نعم هناك أسلحة”

وقال أمير الصادق، هو ناشط تحدث إلينا من العاصمة السورية دمشق،” نعلم أن هناك أسلحة في المدن الحدودية”.

وأضاف” لو أن لدي مسدس وحاول شخص ما اقتحام منزلي لقتلي واغتصاب بناتي وخطفهن، فلن أتردد لحظة في استخدام هذا السلاح دفاعا عن بيتي وأسرتي. لذا، أعتقد فإنه في هذا السياق ، وقعت هذه الأحداث دفاعا عن النفس”.

وأيا تكن حقيقة ماحدث في جسر الشغور بين الثالث والسادس من الشهر الجاري، فإنه كان تحديا مباشرا وقويا لقبضة النظام السوري على السلطة في البلاد.

لقد فر المقدم هرموش وكثير من زملائه المنشقين عن الجيش، إلى تركيا ويقول إنه ورجاله ليس لديهم القدرة او الرغبة في تحد الحكومة عسكريا.

وحاولت بي بي سي مرارا التحدث إلى ممثل للجيش السوري يمكنه التعبير عن رواية الجيش للأحداث التي وقعت في جسر الشغور، غير أن هذا ليس متاحا.

وما يبدو واضحا هو إنه مع كل مواجهة جديدة ، يدفع النظام السوري أعدادا أكبر من مواطنيه إلى التمرد.

قوات سورية تحتشد قرب الحدود التركية وفرار مئات اللاجئين

عمان (رويترز) – قال شهود يوم الخميس ان قوات سورية احتشدت قرب الحدود مع تركيا مما يزيد التوتر مع انقرة في حين يستخدم الرئيس السوري بشار الاسد القوة العسكرية بصورة متزايدة لمحاولة سحق انتفاضة شعبية.

وقالت تركيا ان وزيري الخارجية السوري والتركي تشاورا عبر الهاتف.

وذكر شهود أن مئات اللاجئين المذعورين عبروا الى تركيا هربا من هجوم للجيش.

وقال سكان ان القوات السورية دخلت قرية منغ القريبة من الحدود مع تركيا اليوم في اطار حملة عسكرية متصاعدة في المناطق الريفية الى الشمال مباشرة من حلب.

وقال أحد سكان حلب “اتصل بي أقارب من منغ (على بعد 15 كيلومترا الى الجنوب من تركيا). تطلق ناقلات جنود مدرعة نيران مدافعها الرشاشة بشكل عشوائي والناس يفرون من القرية في كل الاتجاهات.”

وتصاعدت نبرة الانتقادات التركية للرئيس السوري بعد أن كانت ساندته في السابق في مسعاه لاقامة سلام مع اسرائيل وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة بينما فتح الاسد السوق السورية امام البضائع التركية.

وقال مسؤول بالهلال الاحمر التركي للصحفيين ان نحو 600 سوري عبروا الحدود صباح اليوم.

وقال لاجيء كان مزارعا في منطقة جسر الشغور ذكر ان اسمه معن “انهم يهرولون مذعورين. رأوا ما حدث لقراهم” وذلك في اشارة الى عملية برية نفذها الجيش السوري في منطقة التلال الواقعة جنوب غربي حلب قالت جماعات معنية بحقوق الانسان ان القوات السورية قتلت فيها أكثر من 130 مدنيا واعتقلت ألفي شخص. وأضافت أن نحو 1300 مدني قتلوا في سوريا منذ منتصف مارس اذار.

ورأى صحفيون من رويترز نحو ستة جنود سوريين فوق سطح مبنى مكون من ثلاثة طوابق على تل يطل على الحدود وعلى الجانب الاخر مباشرة من قرية جويتشتشي التركية. وكان المبنى مهجورا قبل ذلك ورفع شخص علم تركيا فوقه.

وأنزل الجنود السوريون العلم التركي ورفعوا علما سوريا. وظل الجنود في المبنى طوال الصباح ثم انسحبوا منه قبل الظهيرة.

ووصلت أربع حافلات محملة بالجنود في غضون ساعة وبرفقتها شاحنة صغيرة مثبت فوقها مدفع رشاش.

وقال مراسل لرويترز ان قائد الجيش الثاني التركي زار الموقع الحدودي في جويتشتشي لتفقد الانتشار الجديد للقوات.

وخيمت أسر لاجئين سوريين أسفل برج المراقبة على الحدود داخل الاراضي السورية لكن الجنود في البرج لم يقتربوا منهم. ورأى صحفيون من رويترز في جويتشتشي نحو خمس ناقلات جند مدرعة تسير وسط تلال على الجانب السوري.

وقال عمر بربر اوغلو وهو صحفي من تلفزيون رويترز “لم يقتربوا بهذا الشكل من قبل … لكنهم لم يصلوا الى المكان الذي يوجد فيه اللاجئون.”

وسمع صحفي من رويترز أصوات نيران بنادق الية في حوالي الساعة 10.30 صباحا (0730 بتوقيت جرينتش) لكن لم يتضح من يطلق النار وعلى اي اهداف.

وقالت وزارة الخارجية التركية ان الحدود مازالت مفتوحة ومازال اللاجئون يتوافدون.

وقال مسؤول في الخارجية التركية “تحدث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اليوم مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وناقشنا الوضع في سوريا والموقف بالنسبة للاجئين الذين يأتون من سوريا الى تركيا.”

وتصاعدت الاحتجاجات في المناطق الشمالية السورية الواقعة على الحدود مع تركيا بعد هجمات للجيش على بلدات وقرى في منطقة جسر الشغور بمحافظة ادلب غربي مدينة حلب دفعت أكثر من عشرة الاف شخص للفرار الى تركيا.

وفي اليوم المئة لانتفاضة شكلت التحدي الاكبر لحكم الاسد قال سكان ان جنودا من الجيش والشرطة السرية تساندهم مركبات مدرعة اقاموا امس الاربعاء حواجز على الطريق الرئيسي من حلب الى تركيا وهو ممر رئيسي للشاحنات من اوروبا الى الشرق الاوسط والقت القبض على عشرات الاشخاص في منطقة الى الشمال من حلب ثاني اكبر مدينة في سوريا.

وقال طبيب يعيش في المنطقة لرويترز بالهاتف “يحاول النظام اجهاض احتجاجات في حلب بقطع الامدادات مع تركيا. اناس كثيرون هنا يستخدمون شبكات الهاتف المحمول التركية للهرب من التجسس السوري على مكالماتهم ولهم صلات عائلية مع تركيا وهناك ايضا طرق تهريب قديمة كثيرة يمكن ان يستخدمها الناس للهرب.”

ولم تشهد أحياء وسط حلب احتجاجات تذكر وهو ما يرجع جزئيا الى الوجود الامني المكثف واستمرار التحالف بين الاسر السنية التي تعمل بالتجارة والطائفة العلوية التي تحكم سوريا.

وقال مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين ان ما بين 500 و 1500 شخص فروا يوميا عبر حدود سوريا مع تركيا التي تمتد لمسافة 840 كيلومترا منذ السابع من يونيو حزيران.

ويصل عدد سكان سوريا الى 20 مليون شخص وخرجت الاحتجاجات الاكبر في مناطق وبلدات ريفية ومدن تقطنها أغلبية سنية.

ويقول محللون ان هناك خطرا كبيرا من أن تنزلق سوريا التي تعيش فيها طوائف السنة والاكراد والعلويين ويوجد بها مسيحيون الى شفا الحرب مع اعتماد الاسد المتزايد على قوات من العلويين الموالين له ومسلحين يعرفون باسم الشبيحة.

وحذرت تركيا الاسد من تكرار اعمال القتل الواسعة في المدن والتي حدثت اثناء حكم والده في الثمانينات. وقال مسؤول تركي كبير يوم الاحد ان الاسد امامه أقل من اسبوع لبدء تنفيذ اصلاحات سياسية يعد بها منذ فترة طويلة قبل ان يبدأ تدخل اجنبي. ولم يدل بمزيد من التفاصيل.

وقلل المعلم يوم الاربعاء من امكانية التدخل الاجنبي في بلاده. وطلب من تركيا اعادة النظر في ردها على كلمة ألقاها الاسد قبل أيام قال الرئيس التركي عبد الله جول بعدها ان وعود الاسد بالاصلاحات غير كافية.

ووعد الاسد في ثالث كلمة يلقيها منذ بدء الاحتجاجات في سوريا بتنفيذ اصلاحات لكن معارضين وزعماء دول رأوا أنها وعود قليلة ومتأخرة وغير واضحة.

وأصدر الاسد عفوا في اليوم التالي لكلمته وقال محامون معنيون بحقوق الانسان ان العفو ضم بشكل أساسي تجار المخدرات والمتهربين من الضرائب واللصوص.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان الاسد يفقد مصداقيته.

من خالد يعقوب عويس

تقرير استخباراتي ألماني: يتهم ماهر الأسد بمقتل كل من قتل ودفن بلباسه العسكري؟!

كلنا شركاء

يبدو أن الأيام القادمة ستكون أو بالأحرى ستشهد حروب إستخباراتية على نطاق واسع بين كبرى الأجهزة الأمنية في المنطقة «الموساد الإسرائيلي» والأجهزة الأمنية المساعدة له أو التي تمد هذا الجهاز بأهم الأخبار والعلاقات السرية بين ما يجري في الدول العربية وبالخصوص الدول العربية التي تشهد احتجاجات ومظاهرات يومية لإسقاط أنظمتها المتعفنة وأهمها سورية.

وآخر تلك التقارير التي كشفت فظائع هذه الأنظمة التقرير الخطير للاستخبارات الألمانية الذي كشف من دمشق لأجهزة الاتحاد الأوروبي الأمنية، النقاب عن أن المعارضة السورية المسلحة تعمل داخل المدن والمحافظات السورية الساخنة منذ نيسان الماضي معظم أفرادها ينتمون إلى فارين من الجيش السوري ومنشقين منه من ضباط وعناصر إلى جانب العشرات من عناصر «الإخوان المسلمين» ومؤيدين للقيادات المعارضة في الداخل والخارج.

وأشار التقرير أن طلائع المقاومة السورية المسلحة انطلقت في بدايتها من مدينة درعا في جنوب البلاد التي فجرت الثورة ضد نظام بشار الأسد بعدما انشقت فرقة عسكرية سورية بآلياتها عن لوائها وانضمت إلى المتظاهرين لحمايتهم بعد التنكيل العلني بهم من الجيش والأجهزة الأمنية، ووقعت معارك طاحنة بين عناصر تلك الفرقة بقيادة ضباط احدهم برتبة مقدم بعدما انضم إليهم أكثر من 80  من أبناء درعا بعد تدريبهم مدة 24 ساعة على إطلاق النار والقتال إلا أن إرسال ماهر الأسد شقيق بشار لواءه الرابع إلى المدينة مزودا بأكثر من 70 دبابة وثلاثة آلاف جندي قضى على معظم عناصر الفرقة المنشقة البالغ عددهم نحو 40 عسكريا كما قتل عدد من السكان الملتحقين بالمقاومة ثم قام عناصر من اللواء الرابع بحفر ثلاثة قبور جماعية دفنوا فيها الجثث بلباسهم العسكري للزعم بأن المسلحين السلفيين فقتلوهم ودفنوهم هناك.

وكشف التقرير الألماني ألاستخباري الذي نشرت صحيفة «السياسة» أجزاء مهمة منه عن أن فرقة أخرى انشقت عن الجيش في بلدة جسر الشغور في مطلع الشهر ثم انضم نحو 200 من السكان إلى أفرادها أوقعت كتيبة من القوات السورية وأجهزة الأمن في كمين في مدخل البلدة وقتلت منها 120 ضابطا وجنديا وعددا من رجال الاستخبارات ما اضطر بشار الأسد وشقيقه إلى إرسال تعزيزات مصفحة بمشاركة المروحيات الجوية للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية للقضاء على هذا التمرد، وقتل عدد من العسكريين المنشقين دفنوا أيضا – كما في درعا – في قبور جماعية بلباسهم العسكري للإيحاء بأنهم قتلوا على أيدي «المجرمين السلفيين» إلا أن معظم عناصر الفرقة المنشقة استطاعوا النجاة من المعركة الطاحنة التي أتت على معظم منازل البلدة تدميرا وإحراقا ولجئوا إلى الجبال والبلدات المحيطة, فمنهم من استطاع دخول الأراضي التركية حيث مازال هناك حتى الآن في احد المخيمات.

وأوضح التقرير من خلال ملحقين عسكريين غربيين في تل أبيب واستخبارات بعض الوحدات العسكرية في يونيفيل جنوب لبنان أن تكون الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية «الموساد» والعسكرية «أمان» دخلت على خط القلاقل والمعارك الدائرة في شوارع مدن وقرى سورية إذ جندت معظم عملائها داخل سورية ولبنان لمهمات لوجستية في بعض المحافظات وخصوصا الجنوب السوري والشمال الساحلي والمدن الكبرى مثل حلب وحمص وحماه واللاذقية.

والأخطر في التقرير إنه كشف عن مشاركة «حزب الله» في العمليات الأمنية حين لم يستبعد التقرير الألماني أن يكون عملاء إسرائيليون محليون وراء قصف شاحنة ركاب صغيرة في مدخل حمص في أواخر نيسان الماضي بقذائف «آر بي جي» كانت تنقل اثني عشر عنصرا من «حزب الله» وعنصرين من الأمن السوري للالتحاق بالأجهزة الأمنية في المدينة لقمع المتظاهرين وقد قتل جميع ركاب الشاحنة وسلمت جثثهم فيما بعد إلى «حزب الله»  في لبنان الذي أقام اثني عشر مأتما في قرى مختلفة في الجنوب والبقاع مثل فيها حسن نصر الله عدد من نوابه ومساعديه ونبيه بري عدد مماثل من كتلته النيابية وقد نشرت وسائل الإعلام أسماء خمسة من عناصر الحزب الإيراني ممن قضوا في تلك الحادثة.

وأشار التقرير استنادا إلى المعارضة السورية الداخلية في حماه وحمص وحلب أن الإخوان المسلمين انشأوا خلايا مسلحة داخل وفي محيط تلك البلدان للدفاع عنها ومواجهة الأعمال الإجرامية للجيش السوري وزبانية النظام الأمنيين فيما انضم إلى تلك الخلايا قياديون في الجيش ينتمون إلى مدن الشمال مع التركيز على حلب المدينة الأكبر الثانية في سورية بعد دمشق كمنطقة للمقاومة المسلحة الواسعة التي يجري تشكيلها الآن بقيادة الإخوان المسلمين.

باحث ألماني: النظام السوري سيرحل إذا أظهر أي ضعف في أية لحظة

الرئيس الأسد طالب اللاجئين في تركيا بالعودة إلى البلاد

يرى الباحث الألماني المتخصص في الشؤون السورية واللبنانية هايكو فيمن أن تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأخيرة تشير إلى أن النظام السوري في موقف “حرج” وأنه سيسقط “في حال أظهر أي ضعف في أية لحظة”.

فيما تواصل فرار مئات السوريين إلى تركيا، في أعقاب اقتراب دبابات الجيش السوري من المناطق الحدودية، وتأكيد بعض المنظمات الحقوقية لوجود استجابة واضحة في بعض المدن السورية للإضراب العام، الذي دعت إليه مواقع التنسيقيات المحلية للثورة بهدف الضغط علي النظام، توقف مراقبون أوروبيون عند تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وكان المعلم قد عقد مؤتمرا صحفيا شن فيه هجوما شديدا على أوروبا متهما إياها “بالتخطيط لزرع الفوضى والفتنة في سوريا”. ولإلقاء المزيد من الأضواء على الحدث السوري أجرت دويتشه فيله الحوار التالي مع هايكو فيمن، الباحث المتخصص في الشؤون السورية واللبنانية في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمنية في برلين.

دويتشه فيله: ما قراءاتك للهجة التصعيدية لوزير الخارجية السوري وخصوصا كلامه “سننسى أن هناك أوروبا على الخارطة وسنتجه شرقا وجنوبا وفي كل اتجاه يمد يده إلى سوريا”؟

الباحث الألماني المتخصص في الشؤون السورية واللبنانية في المعهد الألماني للسياسية الدولية والأمنية هايكو فيمن

هايكو فيمن: السوريون يرون أن موقفهم صعب دوليا، أكثر شيء، فالأوربيون والأمريكيون يقفون ضدهم، خاصة فرنسا التي كانت تعد صديقا قديما أو “جديدا قديما”، ويرون أن الصين تقف إلى جانبهم وكذلك روسيا. ويريد النظام السوري أن يلفت النظر إلى أن سوريا ليست معزولة عن العالم وليست محاصرة. فهناك بلدان أخرى تساند سوريا ومنها الدول العربية. فمن الملاحظ أن السعودية، رغم أنها تاريخيا ليست دولة صديقة للنظام السوري، لم تتخذ موقفا حتى الآن مما يحدث في سوريا إضافة إلى دول الخليج. والوضع الاقتصادي في سوريا يمكن أن يعتمد أكثر على دول الخليج والاستثمارات الخليجية أكثر من اعتماده على الأوربيين. والنظام السوري يريد أن يظهر أنه صاحب موقف وأنه لا يخشى أحدا. ومن وجهة نظري، أن النظام السوري حلل ما حدث في مصر وتونس بشكل دقيق، ورأى انه إذا أظهر أي ضعف في أيه لحظة، فسيرحل. ولذلك يضع هذا النظام نفسه في موقف القوي أو يجعل الآخرين يتخيلون أنه في موقع قوي، ليخافوا.

هل لك أن توضح لنا ما هو موقف الدول الأوربية من الأحداث الجارية حاليا في سوريا، خاصة وأنها عملت قبل الانتفاضة الشعبية على إعادة تنمية العلاقات مع دمشق بعد فترة فرضت خلالها عزلة عليها لمحاولة إضعاف تحالفها الاستراتيجي مع إيران؟

الدول الأوربية اتخذت موقفا واضحا، وترى أن هذا النوع من القمع والعنف غير مقبول. والنظام السوري لا يمكن أن يستمر في هذه التصرفات. وبدأت الدول الأوربية بالفعل في فرض عقوبات على سوريا. وإن كانت لم تقل  بصراحة أنها تريد إسقاط النظام ولكنها تصف تصرفات النظام السوري بأنها “غير مقبولة”. هذا موقف صحيح ولكن التأثير على مثل هذا النظام ليس سهلا.

ما مدى فاعلية وتأثير العقوبات التي فرضتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى على سوريا لتشمل أربعة كيانات مرتبطة بالجيش وسبعة أفراد منهم ثلاثة إيرانيين لهم صلة بقمع الاحتجاجات ؟

تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم اتسمت بلهجة تصعيدية تجاه الغرب

على المدى القصير لن يكون تأثير هذه العقوبات كافيا ولن تضع النظام في موقف صعب. فالنظام السوري، وهذه خلفية تصريحات وليد المعلم الأخيرة، كان في مثل هذا الموقف عام 2006 أو 2005 عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. فيمكن القول، أن النظام السوري تعلم من هذه التجربة وعمق الاتصالات والعلاقات الاقتصادية مع البلدان الأخرى مثل الصين وماليزيا. النظام السوري يمكن أن يعيش تحت طائلة مثل هذه العقوبات وهو على استعداد لدفع ثمن بقائه في السلطة. ولكن على المدى الطويل لا يمكن لسوريا أن تعيش على علاقة سيئة مع أوروبا. ولكن النظام السوري يفكر حاليا في البقاء في السلطة.

ودعيني أن أركز على موقف تركيا، التي تتخذ نفس موقف الدول الأوربية والرئيس عبد الله غول وصف خطاب بشار الأسد الأخير بأنه غير كاف. أظن أن النظام السوري يريد كسب رضا تركيا مرة أخرى على المدى القصير لذلك كانت لهجة وزير الخارجية وليد المعلم في مؤتمره الصحفي مختلفة بعض الشيء تجاه تركيا. وتحسين العلاقات مع تركيا قد تكون مفتاح التأثير على النظام.

بعد تصريحات المعلم الأخيرة حول مطالبته تركيا بإعادة النظر في موقفها مما يحدث حاليا داخل سوريا، ما هي الخطوات التي قد تقوم بها الحكومة التركية بعد ذلك؟

يمكن لتركيا أن تقوم بدور الوسيط بين المجتمع الدولي والنظام السوري الذي يعيش حالة من البارانويا (يهاجم كل من لا يقف إلى جانبه 150%). من الممكن أن تؤثر تركيا على النظام للدخول في حوار مع المعارضة لإجراء تغيير جذري يفضي في نهاية المطاف إلى إنهاء احتكار السلطة من قبل حزب واحد. ولكن هل النظام السوري مستعد لذلك؟ لا أعتقد.

أجرت الحوار: هبة الله إسماعيل

مراجعة: أحمد حسو

قوى المعارضة السورية تشكل هيئة تنسيق وطني

روما (22 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قامت مجموعة من قوى المعارضة الديمقراطية في سورية بتشكيل لجنة تحضيرية مهمتها التواصل مع كافة أطياف المعارضة السورية ودراسة كافة المبادرات السياسية المطروحة من أجل تشكيل هيئة تنسيق وطنية للمعارضة الديمقراطية، وإعلان رؤية سياسية توافقية لحل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من ثلاثة أشهر

وقالت مصادر من المعارضة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أنه خلال جلسة حوارية عقدت بدمشق بين مجموعة من قوى المعارضة الديمقراطية في سورية وعدد من الشخصيات الوطنية العامة، قرر المجتمعون تشكيل لجنة تحضيرية مهمتها التواصل مع قوى المعارضة الديمقراطية الأخرى على الساحة السياسية في البلاد، ودراسة جميع المبادرات السياسية التي قدمت من أطراف وشخصيات عدة خلال الشهرين الأخيرين من أجل تشكيل هيئة تنسيق وطنية للمعارضة الديمقراطية، بالإضافة لتشكيل رؤية سياسية توافقية يعقد على أساسها اللقاء القادم في أقرب وقت ممكن

وكشفت المصادر لـ آكي أن اللجنة التحضيرية تألفت من حازم نهار، حسن عبد العظيم، رجاء الناصر، عارف دليلة، عبد العزيز الخير، محي الدين شيخ آلي، محمد موسى وبسام الملك

وتحضر القوى السياسية السورية المعارضة لمؤتمر يجمع كافة أطياف هذه المعارضة تجتمع على شروط الحد الأدنى في محاولة لتشكيل تيار موحد في مواجهة السلطة السياسية يحدد الشروط والمطالب

سورية: الجيش ينتشر في حلب عشية “جمعة سقوط الشرعية

نيقوسيا – انتشرت قوات عسكرية على طريق رئيسية تصل من مدينة حلب إلى تركيا، في الوقت الذي نفذت فيه مدن سورية إضرابا عاما بمناسبة مرور مائة يوم على اندلاع موجة الاحتجاجات ضد النظام السوري الذي لجأ إلى العنف لقمعها، وهو الإضراب الذي دعا إليه ناشطون.

ودعا ناشطون على صفحة “الثورة السورية” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إلى “الإضراب العام في كافة المناطق والمدن السورية”. كما دعوا إلى التظاهر مجددا اليوم، ليكون حراكهم تحت عنوان “جمعة سقوط الشرعية” عن الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرين إلى أن “بشارا لم يعد رئيسا.. ومكوناته لا تمثلني”.

وتأتي هذه الدعوة غداة مطالبة وزير الخارجية السورية وليد المعلم الغرب ولا سيما أوروبا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلده.

ميدانيا، أكد سكان أن قوات سورية انتشرت على طريق رئيسية تصل من مدينة حلب إلى تركيا مع امتداد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية إلى مناطق حدودية، بينما تتزايد انتقادات أنقرة للحملة العسكرية التي يشنها النظام.

وأضاف شهود عيان أن جنودا من الجيش والشرطة السرية تساندهم مركبات مدرعة أقاموا حواجز على الطريق، وهو مسار رئيسي لمرور شاحنات الحاويات من أوروبا إلى الشرق الأوسط، وألقت القبض على عشرات الأشخاص في منطقة حريتان شمالي حلب ثاني أكبر مدينة في سورية.

(وكالات)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى