أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 07 شباط 2013

«الضابطة الشرعية» في الريف الحلبي.. مخافر شرطة بنكهة دينية

تل رفعت (ريف حلب) – بيسان الشيخ

«شدود! نادوا على شدود!». يدخل شاب يقارب طوله المترين، عيناه اصابها حول، وبدا عليه شيء من التخلف العقلي. البدلة العسكرية «النظامية» التي ارتداها كأنما على عجل صغيرة على مقاسه فقوصت كتفيه وكشفت عن ساقين ورجلين متورمتين. لم يعرف «شدود» كما لم نعرف نحن، لماذا تم استدعاؤه على وجه السرعة. دخل مذهولاً ينظر في الوجوه، والوجوه بدورها تنظر اليه. هنا الضابطة الشرعية لبلدة تل رفعت، و «أبو عادل» رئيس «الضابطة» ومعاونه الاول «أبو لطوف» ارادا تعريفنا بالمعتقل «العلوي» الموقوف لديهما. بطيبة خاطر أراد الرجلان إظهار حسن معاملة كتائب «الجيش السوري الحر» للاسرى من جنود النظام، وهو نظرياً صحيح. فالفتى «شدود» (وهو اسم عائلته) أصيب خلال اقتحام وحدته التي قال عنها بنفسه «إدارية لا تشارك في القتال لانها تضم معوقين» فأسعفه «الجيش الحر» وأودع نظارة الضابطة الى أجل غير مسمى. لكن استعراضه بهذه الطريقة واستنطاقه بالسخرية من لهجته الساحلية، لم يفعل إلا أن زاد التعاطف معه عوضاً عن الاعجاب بهم.

و «شدود» الذي ظن أننا من طرف عائلته حمّلنا سلاماً لوالدته، ووصية للجيش السوري بأن «الجيش الحر ليس عصابات مسلحة ولا إرهاب» كما كان يتم تلقينه، بل هم «أناس يخافون الله» بدليل أنهم يحفظونه القرآن ويسمحون له بالصلاة معهم.

و «الضابطة الشرعية» هي عملياً المخفر أو قسم الشرطة في بعض بلدات ريف حلب. فهنا، الصبغة الدينية طغت على ما عداها. وإذ برزت الحاجة لمحاكم تسيّر شؤون الناس وتدير مصالحهم وتفض النزاعات بينهم، أنشئت تلك الهيئات لادارة الشؤون المدنية بمسميات جديدة. «أبو عادل» مثلاً الذي يرأس الضابطة في تل رفعت، كان رئيس قسم شرطة سابق ويعرف آلية العمل الاداري ويمكن القول انه في شكل أو آخر بقي في منصبه لكنه أضاف عليه نكهة تدين. فقد ترك لحية خفيفة، وراح يبالغ أحياناً في الاستشهاد بالآيات القرآنية، حتى إذا جاءه من يسأل عن مصدر صلاحياته قال بنبرة متشجنة «الحكم هنا حكم للشريعة وليس للقوانين الوضعية. جربناها تلك، ووجدنا أن القانون الالهي موجود فلم نخترع قانوناً؟». مساعده «أبو لطوف» الذي كان يعمل في البناء قبل الثورة، بدا أكثر بساطة ومرحاً. فهو بعكس «المعلم» (كما يناديه)، ابن البلدة ويعرف وجهاءها.

ويقسم عمل الضابطة الشرعية الى مكتب لتلقي شكاوى المواطنين حيث تسجل الشكوى وتؤخذ شهادة المدعي عليه، فيحال الى غرفة جانبية حيث المحكمة ويشرف عليها شيخ أزهري ومساعد له ينادى تجاوزاً شيخاً. وتضم الضابطة نظارة وقسماً يرعى الشؤون البلدية من جمع نفايات وتأمين كهرباء وماء ومحروقات وغيرها. وتلك حال عدد كبير من القرى والبلدات الحلبية حيث لا يزال بعضها ينعم باستمرار جزئي لعمل للبلديات «المدنية» مثل مارع ومنبج وان بتفاوت. أما تل رفعت، فهي حالة شبه تامة من العسكرة. ويعمل مع «أبو عادل» 7 عناصر شرطة منشقين من تل رفعت والقرى المجاورة، ولديه تحت أمرته 27 مدنياً هم اساساً من الثوار المسلحين ثم تحولوا إلى العمل في الضابطة. وفي حال نشب عراك أو طرأ طارئ يتطلب قوة عددية أكبر، تتم الاستعانة بفريق من «أمن الثورة» وهو بمثابة الشرطة العسكرية «للجيش الحر». وغالباً ما يستتبع العمل النهاري للضابطة باجتماعات مسائية اسبوعية تضم «المسؤولين» العسكريين ووجهاء محليين لتقويم الاوضاع واجراء مصالحات عائلية توفيراً للدخول في اجراءات كثيرة.

ويتلقى مكتب «أبو عادل» كل أنواع الشكاوى من جنح صغيرة الى جنايات مروراً بقضايا ديون وإرث وطلاق وغيرها. وأكثر الشكاوى تتعلق بتحصيل الديون والطلاق وخصوصاً تلك «المتراكمة منذ أيام النظام». لوهلة يشعر السامع كأن النظام السوري سقط فعلاً، ليعود «أبو عادل» ويستدرك قائلاً «نطبق العقوبات التعزيرية ولا نطبق الحدود. فتلك شروطها قيام الدولة الاسلامية ونحن في حال طوارئ».

ويعاني الشرطي السابق من غياب الخبرات الادارية لدى من وجد نفسه فجأة قاضياً أو مساعد قاضٍ أو محققاً. فهو إذ يطلب جدولاً مفصلاً بالاحكام الصادرة للاشهر الثلاثة الماضية، يواجه بتمنع وعتب لـ «قلة ثقته بفريق عمله»، فيضطر لتفسير فوائد الجداول والارشفة والايصالات المالية باذلاً جهداً كبيراً في الاقناع. وإلى السلطة التي يمنحها العمل في الضابطة لصاحبه، والمكانة الاجتماعية المستجدة يتقاضى العامل راتباً شهرياً يقارب 150 دولاراً، يصل مرة ويغيب مرات.

الملف السوري يهيمن على القمة الإسلامية

القاهرة، الرياض – «الحياة»

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لزعماء الدول الإسلامية المجتمعين في العاصمة المصرية القاهرة أمس (الأربعاء) أن النزاع العربي – الإسرائيلي وتفاقم الأزمة السورية يمثلان أبرز التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي. وأضاف – في كلمته أمام قمة منظمة التعاون الإسلامي ألقاها نيابةً عنه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز – أن مجلس الأمن «هو الكيان الدولي المعني بتحقيق الأمن والسلم الدوليين، وإذا فشلنا في جعله يهب لنصرة الأمن والسلم الدوليين في كل من سورية وفلسطين، ووقف أعمال العنف التي تمارس ضدهما، فعلينا أن ندير ظهورنا له، وأن نعمل على بناء قدراتنا لحل مشاكلنا بأنفسنا».

وأشار خادم الحرمين الشريفين إلى أن «عالمنا الإسلامي يمر بالعديد من التحديات والتطورات والتغييرات البالغة الدقة، مما يتطلب منا جميعاً تدارس أبعادها وتداعياتها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وضرورة اتباع أفضل السبل المنهجية لمعالجتها والتخفيف من حدتها على شعوبنا الإسلامية، خاصة في الجوانب الاقتصادية والتنموية».

وأوضح أن أبرز تلك التحديات يتمثل في النزاع العربي – الإسرائيلي الذي يتمحور حول قضية الشعب الفلسطيني وحصوله على حقوقه المشروعة، والتصدي للتوسع الاستيطاني الذي تمارسه إسرائيل من خلال الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وشن العمليات العسكرية ضد الشعب الفلسطيني بلا هوادة. وقال إن ذلك يوجب «علينا جميعاً الوقوف ضده، وتكثيف الجهود لحشد موقف دولي موحدٍ لممارسة الضغط على إسرائيل».

وشدد خادم الحرمين الشريفين على تفاقم «الأوضاع المأسوية والإنسانية التي يعيشها أبناء الشعب السوري، وما يرتكب في حقه من النظام السوري، من جرائم بشعة، والمتمثلة في التنكيل والتعذيب والقتل الممنهج، وتشريد ونزوح الأسر». وقال إن هذه الجرائم بلغت مستويات «لا يمكن أن يُبَرَّرَ الصمتُ عنها، أو عدم عمل أي فعل لردعها. فعلى دولنا القيام بواجبها لدعم هذا الشعب». وطالب الملك عبدالله بن عبدالعزيز المجتمع الدولي، خصوصاً «مجلس الأمن أن يتخذ الإجراءات والقرارات اللازمة لردع هذه الجرائم والعنف عن الشعب السوري، وإنهاء انتقال السلطة بكل الوسائل الممكنة».

وأكد خادم الحرمين الشريفين أن المملكة بذلت «جهوداً كبيرةً للتعاطي مع القضيتين الفلسطينية والسورية، انطلاقاً من مسؤوليتها الدينية والتاريخية، ولم تدخر جهداً في تقديم كافة أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي، وحث المجتمع الدولي على ضرورة القيام بمسؤولياته التاريخية والأخلاقية حيال رفع المعاناة عن الشعبين الفلسطيني والسوري».

وذكر الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في كلمته، أن الإرهاب ظاهرة خطيرة، وآفة عالمية «لا تنتمي إلى دين أو جنسية، بل تمثل تهديداً يقوض الأمن والسلم الدوليين». وطالب بضرورة مواجهة «هذه الآفة الخبيثة حيثما كانت للقضاء عليها ولتسلم البشرية من شرورها، وأن نجتهد في محاربتها بكل الوسائل الممكنة وتحديد الأهداف والوسائل اللازمة لتحقيق ذلك، والعمل بالشفافية والمصداقية اللازمة».

وأكد أن من التحديات الكبرى التي تواجهها الأمة الإسلامية «استفحال ظاهرة كره الأديان ورموزها، من ذوي الأهداف المشبوهة وبعض أصحاب النفوس الضعيفة، الذين اتخذوا من حرية التعبير والرأي وسيلة للهجوم على المسلمين ومقدساتهم». وطلب خادم الحرمين الشريفين من الدول الأعضاء بالمنظمة «أن يدعموا مقترح المملكة لدى هيئة الأمم المتحدة لاستصدار قرار يدين أي دولة أو مجموعة أو أفراد تتعرض للأديان السماوية وللأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام». وهيمنت الأزمة السورية على أعمال القمة الإسلامية التي تختتم اليوم أعمالها في القاهرة ببيان يدعو إلى حوار جاد بين المعارضة السورية وبين ممثلي الحكومة الملتزمين بالتحول السياسي والذين لم يتورطوا مباشرة في أعمال القمع، فيما أدت معارضة إيران ودول أخرى إلى حذف عبارات تحمّل النظام السوري مسؤولية العنف.

وحض الرئيس المصري محمد مرسي، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، فصائل المعارضة التي لم تنضم إلى «الائتلاف الوطني السوري» على التنسيق معه، داعياً القيادة السورية إلى «أن تدرك أن التاريخ يقول إن من يعلي مصلحته الشخصية على مصلحة شعبه ذاهب وشعبه باق». أما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فطالب بـ «مخرج سلمي» من الأزمة، فيما دعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي الرئيس السوري بشار الأسد إلى «التضحية». وشهدت الجلسة الافتتاحية للقمة ارتباكاً وفوضى واحتجاجات من وفود رسمية لم يُسمح لها بدخول الفندق الذي استضاف أعمالها عند أطراف القاهرة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة لمنع الاحتجاجات. غير أن هذا الأمر لم يحل دون تجمع عشرات الشباب السوريين قرب مقر إقامة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورفعوا لافتة كتبوا عليها: «ليس لك منا من كرم الضيافة إلا ضرب النعال»، ورددوا شعارات ضد أحمدي نجاد الذي رشقه شاب سوري بالحذاء لدى خروجه من مسجد الإمام الحسين مساء أول من أمس. وسجل الرئيس الفلسطيني محمود عباس موقفاً لافتاً في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة بانتقاده «الزيارات السياسية التي تأخذ طابعاً رسمياً لقطاع غزة، وكأن هناك كياناً مستقلاً في القطاع»، معتبرا أنها «تمثل مساساً بوحدة التمثيل الفلسطيني، وتعزيزا للإنقسام، وإضراراً بالمصالح الفلسطينية»، في إشارة إلى زيارات وفود مصرية وقطرية وتركية وتونسية وماليزية. وتلعثم عباس حين هم بشكر الرئيس المصري، فشكر الرئيس السابق حسني مبارك، قبل أن يتدراك الخطأ ويذكر اسم مرسي. وفي وقت أشاد رئيس الدورة المنتهية للقمة الرئيس السنغالي ماكي سال بالدور الذي بذلته الحكومة الفرنسية في مالي، وأعرب عن أسفه لعدم التضامن الكافي مع مالي في منظمة المؤتمر الإسلامي، عبر مرسي عن «القلق البالغ» من التصعيد في هذا البلد. وانتقد ضمناً التدخل الفرنسي بأن دعا إلى «التعامل مع الوضع هناك من منظور شامل يتعامل مع الأبعاد المختلفة للأزمة ويعالج جذورها سياسياً وتنموياً وفكرياً وأمنياً». وفي وقت لاحق، عقد مرسي وأحمدي نجاد ونظيرهما التركي عبدالله غُل قمة ثلاثية بحثت في «آليات واضحة لإنهاء نزيف الدم السوري وتمكين الإرادة الشعبية السورية من أن تري حلولاً ملموسة لوقف نزيف الدم ووقف إهدار البنية التحتية»، بحسب الناطق باسم الرئاسة المصرية ياسر علي الذي قال إن «إعادة إعمار سورية ستصبح عبئاً كبيراً جداً على المجتمع الدولي نتيجة بلايين الدولارات التي أهدرت في هذا الصراع بين نظام متمسك بالسلطة وشعب يتطلع للتغيير واختيار السلطة التي تعبر عن إرادته». وعن عدم مشاركة السعودية في هذه القمة المُصغرة رغم أن مرسي شملها بمبادرته الرباعية التي سبق أن أعلنها، قال علي إن «المحادثات مع السعودية في هذا الشأن قائمة ومستمرة، لكن لظروف خاصة غادر ولي العهد السعودي القاهرة بعد الجلسة الأولى للقمة الإسلامية نظراً إلى ارتباطات خاصة به». وعلى هامش القمة، وعد مرسي أحمدي نجاد بتكرار زيارته لطهران، فيما تعانق وزيرا خارجية إيران علي أكبر صالحي ونظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، وكان صالحي المبادر بالتحية. وغادر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي القاهرة قبل التئام القمة لمتابعة الأوضاع المتفجرة في بلاده بعد اغتيال القيادي المعارض شكري بلعيد.

العيش المستحيل بين «الحر» و «النظامي»… وفي ظل «عنصرية» – فلسطينيو سورية: «من ليس معنا ضدنا» … كما في اليرموك كذلك في لبنان

بيروت – فاطمة رضا

تحاول السيطرة على الحشرجة التي تتسلل إلى صوتها، مؤذنة باقتراب الدموع من مقلتيها. تبدو الغصة واضحة في كلامها الذي يقلّ شيئاً فشيئاً بعد كل زيارة، لأحد مراكز الأونروا أو للمخيم القريب من مكان إقامتها. باتت تستعيض عن الشرح برفع رأسها نافية، أو بهزه يمنة ويسرة قبل أن تطأطئه حسرة، في كل مرّة تفشل فيها بالحصول على إعانة ما. تتابع مع مَن تهجّرت معهم من مخيم اليرموك من أقارب وجيران، الأماكن التي «يحق» للاجئ «الفلسطيني – السوري» الحصول على إعانة منها، تسأل جارتها هل تسجّلت هنا؟ وهل اتصلوا بها من هناك؟ تترقّب الرسائل النصية على الموبايل علّها تعلن عن «فرج قريب» من مؤسسة تلحظ وجودهم كلاجئين أو مهجّرين إلى لبنان.

هي أمّ لثلاثة أولاد، لجأت إلى لبنان مع تأزم الوضع في مخيم اليرموك. زوجها هُجّر داخل سورية إلى مدرسة، في حين أنها لجأت إلى لبنان مع أولادها إلى منزل أهلها. الهروب كان بدافع الحفاظ على حياة أولادها أولاً، «من الصعب أن نسلم في الداخل، بات أهالي المخيم عرضة للخطر من كل الجهات، من غير المجدي الوقوف على الحياد». وتشرح: «كل من الجيش النظامي وأفراد الجيش الحر يعتبر أن مَن ليس معنا فهو ضدنا، أصبحت شوارع مخيم اليرموك عرضة للتنكيل من الطرفين، إمّا بالقتل أو الخطف، وبتهم تنقلب وفق الطرف: الجيش الحر يتهمك بأنك مع النظام فيقتلون فرداً من عائلتك، والجيش النظامي يتهمك بإيواء أفراد من الجيش الحر وفي اليوم التالي يختفي ابنك أو زوجك أو ابنتك». ناهيك بالخوف من أن يدخل أحدهم المنزل فيعتدي على البنات أو حتى على الشبان، وتضيف بحسرة: «أولادي في العشرينات من العمر، الخوف عليهم كبير».

صباح ربة عائلة تشكل نموذجاً من أصل نحو 6000 عائلة، وفق آخر إحصاء غير رسمي للجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية، يبلغ تعداد أفرادها أكثر من 23 ألف شخص، يتوزع معظمهم في المخيمات الفلسطينية في لبنان. عائلات وجدت نفسها محاصرة بـ «خصوصية» لبنانية، تحيط اللاجئين الفلسطينيين من كل حدب وصوب. يوميات أولادها، تنحصر بمتابعة مجريات الأحداث في «وطنهم» سورية، من مواقع التواصل الاجتماعي إلى الصفحات الخاصة بمنطقتهم وصولاً إلى الأخبار على شاشات التلفزة في انتـظار خـبر انــفراج في الـواقع المـؤلم.

يعلو صوت التلفزيون فجأة ليتابعوا خبراً خاصاً بمخيم اليرموك، ويخبو الأمل في عيونهم لمجرد أن الخبر ينقل قصفاً مستمراً أو حصاراً مفروضاً أو مجزرة مرتكبة لا يدرون إن كان بين ضحاياها جار أو قريب. تسارع ريم إلى نفي هذه الأخبار مؤكدة أن إحدى صديقاتها ترتاد المدرسة وفق ما قالت لها خلال محادثاتهما، إلى أن تتدخّل الوالدة «بلا مدرسة بلا شي، هلق مين باله بالمدرسة». وحده أخوها الشاب يراقب ما يحصل من حوله بأقل كلمات ممكنة، قبل أن يقول «بشرفكم بدي اشتغل أي شي»، ليجد نفسه أمام الجواب نفسه، «ألا يكفي أنك لاجئ سوري؟ أنت سوري – فلسطيني وفي لبنان… لا تحلم!».

«أضعف الإيمان»

دخلت تعابير «لاجئ فلسطيني»، «لا يحق للفلسطيني العمل»، «اقفلوا الحدود، لا ينقصنا لاجئون»، «لا يحق لأمي أن تعطينا الجنسية»… قاموس عائلة صباح، وجدوا أنفسهم جزءاً من النسيج اللبناني العام بـ «خصوصيته العنصرية»، كما تصفها الأكثرية، و«المنطقية» كما يراها البعض. يخرج إيهاب فجأة بنظرية مغايرة للواقع المتداول: «لن نستطيع الصمود في وجه النظام بعد الآن، نحن لسنا فلسطينيين هناك، نحن أكثر من مواطنين. إذا كان التغيير سيؤدي بنا إلى ما يشبه أوضاع الفلسطينيين هنا، أنا أصبحت ضد التغيير». موقف الشاب «المتألم» مما يعيشه، دفعه إلى وصف انتحار لاجئ فلسطيني – سوري في مخيم عين الحلوة قبل أسابيع بـ «أضعف الإيمان»، موضحاً: «لم نعتد على هذا النوع من الذل، كنّا أسياداً في وطننا، نحن احتضنّا اللبنانيين، لماذا يحاولون إذلالنا؟». ويضيف: «الموت أسهل من هذه الحياة، قال لي والدي اذهب مع والدتك فالقتل أصبح رخيصاً هنا، بألف ليرة سوري، حوالى 12 دولاراً أميركياً، يقتلون أياً كان… وعندما وصلت إلى هنا فوجئت بأن الحياة هي الرخيصة».

التساؤلات التي يطرحها الشاب العشريني، تتحوّل دموعاً في عيني والدته اللبنانية التي تجد نفسها مكبّلة اليدين، في التخفيف عن أولادها من جهة وتأمين احتياجاتهم في ظل «غلاء فاحش» مقارنة بما يجنيه زوجها في سورية، والذي لا يكفي لأيام معدودة لسد الرمق في لبنان، من جهة ثانية، بعدما كانت الـ 200 دولار أميركي نفسها في سورية تضعهم في خانة العائلات «المرتاحة».

لا تهمل فرصة، صباح اللبنانية الأصل، من دون أن تذهب إلى مكان قالوا لها إنه يقدم مساعدات لتجد نفسها أمام جواب يتردد «نحن نساعد السوريين»، وعند قولها «نحن سوريون»، يؤكد الناظر إليها «السوريون فقط». لتعود خائبة إلى البيت قبل التوجه إلى مخيم ما أو أحد مراكز الأونروا بعدما سمعت أنهم يقدمون مساعدات مالية، مردّدة «ما رماني على الذل إلاّ الأكثر ذلاً». في المرة الأخيرة انتظرت أكثر من ثماني ساعات دورها من أجل التسجيل في «حصّة غذائية»، وفي النهاية لم يُدرج اسمها لولا أن جارتها أصيبت بانهيار عصبي دفع بالمسؤولين عن المركز إلى النظر في الأمر. في اليوم التالي أتت نساء من بلد خليجي لتوزيع 100 دولار لكل عائلة، وخلال التوزيع صرخ رجل «كبّروا»، وكرّر «كبروا بصوت عالٍ لا يخيفنّكم أنكم في الضاحية»، والتكبير هو لازمة يستخدمها «الجيش الحر» في تحركاته في وجه النظام السوري، في إشارة منه إلى الإعلان عن المواقف المناهضة للنظام، وإن كانوا في مخيم برج البراجنة. تسترجع هذه المشاهد أمام أولادها، عند عودتها كل يوم، متمنية أن يتمكنوا من العودة إلى سورية بعدما وعدها زوجها في الاتصال الأخير بأن يؤمن لهم بيتاً في منطقة «آمنة»، خصوصاً أنه قرّر عدم العودة إلى لبنان إثر توقيفه في الزيارة السابقة والأولى لـ «تشابه الأسماء»، وكاد يخسر وظيفته في سورية بعد أن علق في لبنان لأكثر من 15 يوماً، عاشها أمرّ من الحرب وفق وصفه، موضحاً: «يمكن لأي كان أن يقول في الدائرة حيث أعمل أني أصبحت مع الجيش الحر أو أني هربت، وسيؤدي ذلك إلى خسارة وظيفتي أو قتلي».

المخاوف من المستقبل كثيرة لصباح وعائلتها، الذين يشكلون نموذجاً من آلاف الفلسطينيين – السوريين في لبنان، بين واقع يعيشونه ومستقبل مجهول، فيجدون أنفسهم منخرطين في صراع لبناني – لبناني لا «ذنب لهم فيه». تغمض عينيها، مبعدة الدموع عنهما، بعد أن تصف مشهد شخص ما من الموكلين توزيع المساعدات في مخيم ما، وهو يرمي «صواني الحلوى» على الناس المتجمهرين مردداً «كلوا وأطعموا من هم حولكم»، فتتدافع النساء للفوز بقطعة… وتقول: «وحده عجوز عبّر عن المشهد، بالقول يرمون لنا الحلوى لننحني ونلتقطها… ذل ما بعده ذل».

موسكو لـ «شراكة كاملة» مع واشنطن وتكهنات بإبرام «صفقة كبرى»

موسكو – رائد جبر

لم تحمل اللقاءات الروسية – الأميركية، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن أخيراً، جديداً على صعيد العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن، إذ خرج وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من لقائه جوزف بايدن نائب الرئيس الأميركي، ليكرر الكلمات التي رددتها موسكو أكثر من مرة خلال الأشهر الأخيرة: لا اتفاق في المواقف حول غالبية القضايا الدولية والإقليمية، ولا بديل عن مزيد من الحوار لتقريب وجهات النظر.

يقرّ الطرفان بأن العلاقات الثنائية تمر في مرحلة اختبار قاسية، تحاول روسيا خلالها أن تضع قواعد جديدة للتعامل معها، عنوانها «الندية والتكافؤ» كما يقول لافروف، مستندة إلى الحاجة الملحة لواشنطن لترتيب تفاهمات مع الروس في ملفات ملحة، على رأسها الوضع في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي المرتقب العام المقبل.

ويبدو أن النتيجة الوحيدة التي ينظر إليها بنوع من التفاؤل، خبراء روس معنيون بالعلاقات مع واشنطن، تمثلت في نقل الملفات الخلافية الكثيرة، من مستوى تبادل الاتهامات عبر وسائل الإعلام، و «حرب القوانين» في الهيئات الاشتراعية، إلى طاولة البحث على المستويات المختلفة. وبرز ذلك من خلال التوجيه بزيارة توم دونيلون، مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، لموسكو، وبدء إعداد زيارة «تعارفية» قريباً، لوزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري.

وضع البلدان الملفات المطروحة للنقاش على الطاولة، تمهيداً لقمة روسية – أميركية مرتقبة الشهر المقبل. ولا يستبعد خبراء أن يحاول الطرفان التوصل إلى صيغة تبدو أقرب إلى «صفقة كبرى»، تعيد إنتاج «عملية إعادة تشغيل العلاقات» على أسس جديدة. لكن السؤال الرئيس المطروح: ما هي هوامش المناورة عند الطرفين، لتحقيق تقارب يحترم تطلعات روسيا الجديدة لأسس بناء العلاقة؟

قال خبراء في معهد دراسات الولايات المتحدة وكندا لـ «الحياة»، إن موسكو لن ترضى إلا بصيغة «الشريك الكامل» في كل القضايا العالقة، ويبدأ ذلك من دور كل طرف في تسوية الأزمات الإقليمية الساخنة التي تبدأ من سورية ولا تنتهي في أفريقيا مروراً بأفغانستان وإيران.

ويبدو أن موسكو تتطلع إلى توثيق ذلك في اتفاق ملزم، يعكس تفاهمات شفهية أولية أشار إليها لافروف بعد لقائه بايدن، بقوله: «ثمة تفاهم مع الولايات المتحدة حول صعوبة إنجاز أي شيء في ما يتعلق بغالبية القضايا الدولية، من دون روسيا والولايات المتحدة. ونحن متفقون على ذلك». وأوضح أن شرط تسوية أي مسألة دولية هو «ضمان المساواة والتكافؤ، مع أخذ مصالح الدول في الاعتبار». وقال لافروف إنه دعا بايدن إلى «ضرورة أن تستند شراكتنا إلى مسعى إيجاد موقف متفق عليه من كل أزمة، وليس إلى الأمل بأن تنضم روسيا تلقائياً إلى شيء ما، وشعرت بأنه يتفهم ذلك».

عنصرا السياسة الروسية

ولا يخفي ديبلوماسيون أن موسكو تنطلق في موقفها الجديد من عنصرين، يستند أولهما إلى قناعة لدى الرئيس فلاديمير بوتين بأنه «الوقت حان لمراجعة العلاقة مع الغرب وتقويمها، بعدما بقي التعامل مع روسيا لفترة طويلة يستند إلى تطبيق مبدأ الغالب والمغلوب في الحرب الباردة». أما العنصر الثاني فيعتمد على ارتباك الموقف الغربي عموماً، والأميركي تحديداً، في التعامل مع ملفات دولية وإقليمية ساخنة، ما يمنح المواقف الروسية قوة أكبر، بسبب توافر قناعة لدى الكرملين بتعزّز الحاجة عند الغرب إلى شريك روسي كامل. وبرز هذا الفهم في تأكيد لافروف أكثر من مرة، أن «أخطاء واشنطن في ملفات عدة زادتها تعقيداً».

لكن شعوراً قوياً في موسكو بأن اللحظة التاريخية مناسبة لتحقيق «اختراق» يعزز نفوذها الدولي ويستند مباشرة إلى قدرتها على تعطيل أي تسوية إن لم تكن جزءاً أساسياً منها، يصطدم بحائط من العراقيل المزمنة، كما يشير ديبلوماسيون، ففيما يسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تطبيق تصوراته حول استكمال مسيرة ضبط التسلح النووي، تبدو موسكو غير متحمسة لإبرام وثائق جديدة في مجال نزع السلاح، بل أعلنت تخصيص موازنة هائلة تزيد عن 700 بليون دولار لتعزيز قدراتها العسكرية.

كما أن ملف الدرع الصاروخية بدأ يدخل مراحل خطرة بالنسبة إلى موسكو، مع نشر مكوّنات منها في تركيا، ولو كان الهدف المعلن مواجهة صواريخ سورية قد تسقط خطأً في أراضي تركيا. موسكو التي باتت تدرك أن مسألة «الدرع» تحوّلت واقعاً لا يمكن تجاهله، مالت نحو تعزيز قدراتها داخل الفضاء السوفياتي السابق، عبر بناء منظومات مشتركة للدفاع الجوي.

وتواجه موسكو تشدداً في الكونغرس الأميركي إزاء ملف حقوق الإنسان في روسيا، ما يزيد صعوبة تحقيق تقارب كبير مع البيت الأبيض «الذي لا يفعل شيئاً لتخفيف الحرب المعلنة على روسيا»، كما قال خبير روسي أخيراً. هذه ملفات خلافية يستبعد مراقبون تحقيق اختراق فيها، لكن بعضهم يعتبر أنها قد لا تعرقل تحقيق تقدّم على صعد أخرى يحتاج إليها البلدان بقوة، خصوصاً لوجود نقاط تفاهم كثيرة بين موسكو وواشنطن، في ملفات حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة.

يُضاف إلى ذلك الوضع في أفغانستان، إذ تبدو موسكو مصممة على أداء دور أساسي في مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي. ويعتقد خبراء بأن واشنطن سترحّب بدور روسي فاعل، على رغم أنها تهيئ في الوقت ذاته الوضع في آسيا الوسطى، لضمان وجود عسكري طويل الأمد فيها، عكس تطلعات موسكو.

مقاربات متناقضة لسوريا في القاهرة

السعودية غابت عن “الرباعية الإسلامية”

تخللت مؤتمر القمة الاسلامي الذي افتتح أمس في القاهرة مقاربات متناقضة للأزمتين اللتين تعصفان بسوريا ومالي، الامر الذي يظهر بعضا من الانقسامات العميقة التي تنهش العالم الاسلامي.

ويشارك في القمة التي تختتم أعمالها اليوم 25 رئيسا ورئيس حكومة، ويتوقع أن تدعو استنادا الى مشروع اعده وزراء الخارجية، الى “حوار جاد بين الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وبين ممثلي الحكومة السورية الملتزمين التحول السياسي في سوريا والذين لم يتورطوا بشكل مباشر في أي شكل من اشكال القمع من اجل فتح المجال لعملية انتقالية تمكن الشعب السوري من تحقيق تطلعاته في الاصلاح الديموقراطي والتغيير”.

ولا يشير المشروع الى مصير الرئيس السوري بشار الاسد الذي تطالب برحيله المعارضة ودول عربية بينها السعودية وقطر

وفي كلمة له أمام القمة، انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الزعماء الذين يقومون بزيارات رسمية لقطاع غزة، قائلا ان مثل هذه المبادرات تعمق الانقسام بين الفلسطينيين.

وعلى هامش القمة ، عقد الرئيس المصري محمد مرسي قمة ثلاثية مع الرئيس التركي عبد الله غول والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في اطار ما يسمى “الرباعية الاسلامية” لايجاد حل للأزمة السورية، غابت عنها السعودية.

وصرح الناطق باسم الرئاسة المصرية ياسر علي بأن القمة بحثت في آليات واضحة لإنهاء نزف الدم السوري وتمكين الإرادة الشعبية السورية من أن ترى حلولاً ملموسة لوقف نزف الدم ووقف إهدار البنية التحتية في الشارع السوري، “حيث أن إعادة إعمار سوريا ستصير عبئا كبيراً جداً على المجتمع الدولي نتيجة مليارات الدولارات التي اهدرت في هذا الصراع بين نظام متمسك بالسلطة وشعب يتطلع الى التغيير واختيار السلطة التى تعبر عن إرادته”.واضاف: “نريد ان نوضح للقيادة الايرانية ان مصالحها في العالم العربي مرتبطة بمساندتها للشعب السوري لانهاء نزف الدم”.

وكان علي قال قبل القمة إن انهاء الازمة السورية هو شرط لاعادة العلاقات بين مصر وايران.

وأفاد مسؤول ايراني طلب عدم ذكر اسمه ان بلاده تأمل في أن “تلين المعارضة السورية موقفها” في شأن الحوار مع النظام.

وعندما سئل الناطق الرئاسي عن سبب عدم مشاركة السعودية في القمة الثلاثية مع أنها عضو في  “الرباعية الاسلامية” التي سبق لمرسي أن أعلنها،  أجاب أن “المحادثات مع السعودية في هذا الشأن قائمة ومستمرة، ولكن لظروف خاصة غادر ولي العهد السعودي القاهرة بعد الجلسة الاولى للقمة الاسلامية نظراً الى ارتباطات خاصة به”.

* ونسبت وكالة أنباء الشرق الأوسط “أ ش أ” المصرية الى وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي: “أتصور أن الحكومة السورية مستعدة للتفاوض مع المعارضة”.

المعارضة أطلقت “الملحمة الكبرى” لدمشق

الخطيب أمهل النظام حتى الأحد

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

تصاعدت المعارك في دمشق وريفها الى مستويات لم تعرفها منذ اشهر. واعلنت فصائل في المعارضة المسلحة انها تمكنت من الاستيلاء على حواجز للجيش النظامي في هجوم منسق على حي جوبر الملاصق  لساحة  العباسيين  بوسط العاصمة في ما اطلقت عليه “الملحمة الكبرى”  لدخول العاصمة. لكن مصدراً امنياً سورياً أوضح ان “الجيش يشن هجوما شاملا” في ريف دمشق حيث معاقل كثيرة لمقاتلي المعارضة يستخدمونها قاعدة خلفية في هجماتهم على العاصمة.

وتحدث معارضون عن سقوط اجزاء من الطريق الدائري في دمشق في ايدي المعارضة. ومعلوم ان هذا الطريق هو الحاجز الاخير بين الغوطة والعاصمة. لكن قناة “سكاي نيوز” التي تبث بالعربية من دبي قالت ان “الجيش السوري الحر” انسحب من ريف دمشق بعد سقوط مئات القتلى.

في غضون ذلك أمهل رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”  احمد معاذ الخطيب النظام السوري حتى الاحد المقبل للافراج عن النساء المعتقلات لديه والا اعتبر ان  مبادرته للحوار قد رفضت.

وصرح لهيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي”: “هذه الامور ليست الى يوم الدين. اطلاق سراح النساء (يجب ان يتم) حتى يوم الاحد”. واضاف: “يعني اذا … تأكدت ان ثمة امرأة واحدة (في السجن) في سوريا (الاحد)، اعتبر ان هذه المبادرة قد رفضها النظام. وهو يقفز ويرقص على جروح شعبنا وآلامه وتعذيب النساء”.

 وكان الخطيب ابدى في 20 كانون الثاني استعداده المشروط “للجلوس مباشرة مع ممثلين للنظام” خارج سوريا من اجل انهاء الازمة في بلاده. وتوجه الى النظام السوري لابداء موقف واضح من مبادرته، داعيا الى انتداب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع للتحاور معه.

 وأمس، قال الخطيب: “يا للاسف الشديد، السلطة في سوريا تمكن الايرانيين من القرارات. هم رفضوا اقتراحي بادراج اسم الاستاذ فاروق الشرع كطرف محاور، والناطق او الحاكم بأمره الايراني في دمشق يقول ان المفاوضات يجب ان تكون في دمشق”. وأضاف: “انا اصر على الاستاذ فاروق الشرع، لان هذا رجل حقيقة يحاول اخراج سوريا من المشكلة”… انا سوري وارفض التدخل الايراني في المكان الذي يحدد لاجراء المقابلة”.

وكشف انه عبر لوزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي لدى اجتماعه به في ميونيخ في نهاية الاسبوع الماضي “عن سخط الشعب السوري وتبرمه من طريقة ايران في التعامل مع الازمة السورية، واننا نطالب باتخاذ موقف حاسم واننا لا نريد ان نحول الصراع الى صراع سني شيعي في المنطقة”.

 ورحّب رئيس “هيئة التنسيق الوطنية” المعارضة في المهجر هيثم مناع، بالمبادرة التي أطلقها   الخطيب، واصفاً اياها بانها أهم حدث سياسي منذ ولادة الائتلاف قبل نحو ثلاثة أشهر. وقال إن مبادرة الخطيب “أصابت مقتلاً من المبادرة التي طرحها الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير، لأنها أعادت الاعتبار للحل السياسي وجعلت بالتالي نظرية الحل الأمني العسكري جريمة وليس حلاً، واستمرار القتال من أجل القتال تدميراً للبلاد والعباد”.

دمشق: احتدام الاشتباكات وعملية واسعة للجيش

يوم استثنائي آخر، شهدته العاصمة السورية أمس، على خلفية أصوات معارك حربية في ريفها ومحيطها القريب، مركز الإثارة الفعلية، إثر عملية عسكرية واسعة ومتزامنة قام بها الجيش السوري بدأت منذ ساعات الصباح ولم تبدُ نهايتها قريبة حتى آخر الليل.

ووفقا لمصادر رسمية متابعة للوقائع الميدانية، فإن قوات الجيش قامت بعملية عسكرية «متزامنة ومنسقة» على طرفي العاصمة الجنوبي والشرقي، هاجمت خلالها بمساهمة من فصائل «جيش الدفاع الوطني» بلدات وقرى ومزارع متاخمة لكل من داريا والقدم والعسالي وصولا الى حي التضامن من جهة، ومناطق حرستا والقابون وجوبر وزملكا وعربين وصولا إلى مزارع دوما ومناطق الغوطة الشرقية المتصلة بها، من جهة أخرى.

ورغم أن الفضائيات المناوئة لسوريا أعلنتها عبر متحدثين باسم «الجيش الحر» ساعة الصفر لـ«الملحمة الكبرى»، وهو اللقب الذي أطلقته فصائل المعارضة على معركة تشتهيها لـ«الاستيلاء على دمشق»، إلا أن نفيها تم لاحقا ببيان من «المجلس العسكري الثوري الأعلى للحر»، منوهاً بالمعارك التي تجري في مناطق مختلفة من محيط العاصمة. ولاحقا نقلت مواقع تابعة لـ«الجيش الحر» إعلان «كتائب» أخرى تابعة له المشاركة «في نداء الجهاد» آتية من مناطق أخرى من سوريا، وبينها منطقة النبك التي تقع بين دمشق وحمص.

واستخدمت في المواجهات المدافع والطائرات الحربية، كما السلاح الخفيف وقذائف الهاون من قبل الجيش، فيما استخدمت المعارضة بكثافة قذائف الهاون ومضادات الطائرات كما مدافع الدوشكا والسيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون، ولا سيما في محيط جوبر وفي مخيم اليرموك.

ووفقا لما روجته مواقع الإعلام الموالية للحكومة في سوريا، فإن الخطوة العسكرية التي جرت كانت «استباقية» لمخطط يستهدف دمشق. وبيّن مصدر رسمي بلهجة «هادئة ومطمئنة» لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر أن الهجوم كان منسقا وجرى بالتزامن بين منطقتين، حيث تكمن التجمعات الكبرى للمسلحين، وهما داريا ومنطقة جوبر المتاخمة لساحة العباسيين، ولكن من دون أن يكون هناك توقيت واضح لإنهائها، رابطا ذلك «بقدرة الجيش على تمشيط المناطق بعد انتهاء المواجهات».

وهي مواجهات لا تخبو حتى تندلع من جديد، على ما يبدو، فما زالت العملية العسكرية مستمرة في مدينة داريا وفي محيط بلدة معضمية الشام المتجاورتين، والمحيطتين بمطار المزة العسكري، كما تستمر عمليات عسكرية يقوم بها الجيش في الزبداني وعدرا على مدخلي دمشق الشرقي والغربي. وجرت عمليات عسكرية قرب مدخل دمشق الجنوبي في الكسوة أيضا. وأعلنت الصفحات الموالية، ولا سيما «صفحة الدفاع الوطني» على شبكة «فايسبوك»، عن قتلى «بالمئات» لدى المسلحين. وأوردت صفحات أخرى أسماءهم، مشيرة إلى انتماء بعضهم لـ«جبهة النصرة» وهو اتهام شائع في هذه الصفحات. وتزامن هذا مع إعلان صفحات للمعارضة عن أسماء قتلاها «من المجاهدين» ولا سيما في زملكا ودوما وبأعداد مرتفعة.

وخلافا لما ذاع إعلاميا، بقيت الحركة في مدينة دمشق طبيعية، وإن كانت على بعد عشرات الأمتار في بعض المناطق من أماكن المواجهات، كما جرت اعتقالات في مناطق كركن الدين وكفرسوسة والميدان في وسط دمشق، وشوهدت سحب الدخان الأسود من مناطق مختلفة أبرزها جوبر، فيما ظلت أصوات المعركة تشير على استمراريتها طوال النهار. ولاحقا أعلن الجيش السوري سيطرته الكاملة على بلدتي حران العواميد وكفرين بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيات مسلحة أسفرت عن تدمير مقارّهم بالكامل ومقتل كل من كان داخلها. من جهتها ذكرت «لجان التنسيق المحلية» أن المعارضة تمكنت من الاستيلاء على حاجز «حرملة» في جوبر، وأنها رفعت الأذان من مسجده للمرة الأولى منذ عام.

في سياق مشابه، شهدت مدن حلب وحمص اشتباكات مماثلة، ولا سيما في منطقة المسيرفة في حلب، كما تل الوعر في حمص. ووفقا لتلفزيون «الخبر» الخاص فإن تفجيراً لباص مفخخ في حماه أدى لوقوع نحو 30 قتيلا و200 جريح، غالبيتهم من العمال المدنيين في معامل الدفاع بقرى العاصي جنوب غرب حماه، وأغلبيتهم من قرى تابعة لمدينة السلمية.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «إرهابيين انتحاريين فجرا سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات قرب الكراج في حي الجمعية الغربي السكني في تدمر، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى بين المواطنين»، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل 19 عنصرا من قوات الأمن السورية وأصيب حوالى 20 في تفجيرين انتحاريين متزامنين استهدفا مركزين أمنيين في مدينة تدمر» وسط سوريا.

مرسي ـ نجاد ـ غول حول سوريا: اتفاق على الحل السلمي!

اتفق رؤساء مصر محمد مرسي وإيران محمود احمدي نجاد وتركيا عبد الله غول، في قمة عقدت على هامش قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في القاهرة أمس، على أن ضرورة حل الأزمة السورية بشكل سلمي، وذلك وسط تباين حول كيفية تحقيق هذا الأمر. ففيما انتقد مرسي النظام السوري وطالبه بأن «يعي أن الشعوب هي الباقية ومن يعلي مصالحه فوق مصالح الشعوب ذاهب لا محالة»، تمسكت طهران بفكرة وقف العنف أولا والاتجاه نحو الحوار بين المعارضة والسلطة السورية.

ومما يؤشّر على استمرار التباين بين الأطراف الثلاثة، لم يصدر بيان مشترك بعد اختتام القمة المصغّرة، التي لم تشارك السعودية فيها، باستثناء ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصري ياسر علي حول أنه تم بحث «آليات واضحة لإنهاء نزيف الدم السوري، وتمكين الإرادة الشعبية السورية من أن ترى حلولا ملموسة لوقف نزيف الدم».

في هذا الوقت، شنّت القوات السورية عملية عسكرية واسعة ومتزامنة على طرفي دمشق الجنوبي والشرقي، هاجمت خلالها بمساهمة من فصائل «جيش الدفاع الوطني» بلدات وقرى ومزارع متاخمة لكل من داريا والقدم والعسالي وصولا إلى حي التضامن من جهة، ومناطق حرستا والقابون وجوبر وزملكا وعربين وصولا إلى مزارع دوما ومناطق الغوطة الشرقية المتصلة بها، من جهة أخرى. (تفاصيل صفحة10).

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي، بعد القمة الثلاثية بين مرسي ونجاد وغول التي عقدت على هامش افتتاح قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في القاهرة، إن «القمة بحثت آليات واضحة لإنهاء نزيف الدم

السوري، وتمكين الإرادة الشعبية السورية من أن ترى حلولا ملموسة لوقف نزيف الدم ووقف إهدار البنية التحتية في الشارع السوري، حيث أن إعادة إعمار سوريا سيصبح عبئا كبيرا جدا على المجتمع الدولي نتيجة مليارات الدولارات التي أهدرت في هذا الصراع بين نظام متمسك بالسلطة وشعب يتطلع للتغيير واختيار السلطة التي تعبر عن إرادته».

وحول عدم مشاركة أي مسؤول سعودي في القمة حول سوريا رغم أنها عضو في «المبادرة الرباعية» التي سبق أن أعلنها مرسي، قال علي إن «المباحثات مع السعودية في هذا الشأن قائمة ومستمرة، ولكن لظروف خاصة غادر ولي العهد السعودي (الأمير سلمان) القاهرة بعد الجلسة الأولى للقمة الإسلامية نظرا لارتباطات خاصة به».

وكان علي قال، قبل القمة، إن الهدف من الاجتماع البحث في حل «يرضي الشعب السوري». وأضاف «نريد أن نوضح للقيادة الإيرانية أن مصالحها في العالم العربي مرتبطة بمساندتها للشعب السوري لإنهاء نزيف الدم».

ووصف نجاد اجتماع القمة الثلاثي «بأنه كان ايجابيا»، فيما قال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي إنه «كان مثمرا وجيدا والعملية ستستمر إلى أن نصل إلى نتيجة». وأضاف «أتصور أن الحكومة السورية مستعدة للتفاوض مع المعارضة». وكان صالحي قال «أول خطوة في خطوات حل الأزمة السورية وقف العنف وحقن الدماء هذا أول شيء». وأوضح انه يقصد بالجميع «نحن والمعارضة والأخ (رئيس الائتلاف احمد) معاذ الخطيب والدول المعنية بالأمر».

وأعلن صالحي لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن إيران ستسمح للسياح والتجار المصريين بالسفر إليها من دون تأشيرة.

وأضاف أن العلاقات بين البلدين التي قطعت في 1979 تتحسن «كل يوم».

وقالت مصادر في الرئاسة المصرية، لوكالة «الأناضول»، إن القمة الثلاثية استمرت لحوالي ساعة ونصف الساعة. وأضافت أن «نجاد كان أول المنصرفين من القمة، وذلك لارتباطه بموعد»، مشددة على أن اللقاء «كان إيجابيا وأن كل الأطراف دعمت الحل السلمي للأزمة السورية».

وقال مصدر ديبلوماسي في الوفد الإيراني لوكالة «الأناضول» إن «هناك اتفاق بين الأطراف الثلاثة حول آليات حل الأزمة، وإن الحل يجب أن يكون سوريا»، فيما قال مسؤول إيراني لوكالة «فرانس برس»، إن طهران تأمل أن «تلين المعارضة السورية موقفها» بشأن الحوار مع النظام.

افتتاح القمة الإسلامية

وكان مرسي قال، في افتتاح القمة الإسلامية، «على النظام الحاكم في سوريا أن يقرأ التاريخ ويعي درسه الخالد: إن الشعوب هي الباقية، في حين أن من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح الشعوب ذاهبون لا محالة».

ودعا فصائل المعارضة السورية التي لم تنضم لـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» إلى «التنسيق معه ومؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة لعملية البناء الديموقراطي لسوريا الجديدة».

وقال ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمام القمة، إن «النظام السوري يقوم بجرائم بشعة متمثلة في التعذيب والقتل لا يمكن الصمت عليها». وأكد «ضرورة أن تساند القمة انتقال السلطة في سوريا»، مشيرا إلى أن «دعم البعض للنظام السوري لا يساهم في حل هذه المشكلة». وأضاف أن مجلس الأمن الدولي يجب أن يتحرك لإنهاء نقل السلطة. (تفاصيل صفحة11).

الإبراهيمي والخطيب

وقدم المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في الجزائر العاصمة، «عرضا لآخر تطورات الأوضاع في الأزمة السورية ورؤيته لحل الأزمة».

وقال الإبراهيمي، في مقابلة مع صحيفة «لاكروا» الفرنسية تنشر في عدد اليوم، «إنها مبادرة شخصية مؤاتية للشيخ احمد معاذ الخطيب على رغم ردود فعل مختلفة لأعضاء آخرين في الائتلاف». وأضاف «أنها عنصر ايجابي كما اعتبرتها المجموعة الدولية، والبلدان الغربية وكذلك روسيا وإيران. إلا أن هذا ليس كافيا لعملية تنفيذ مشروع حل سياسي».

وعما إذا كان هناك نافذة للتقدم حاليا نحو حل النزاع السوري، قال الإبراهيمي «كلا، لا يوجد حتى الآن». وأعلن عن لقاء في موعد لم يتحدد بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري. وأضاف إن «الأميركيين والروس يتحدثون مع بعضهم البعض. سيرغي لافروف وجون كيري سيلتقيان لكنهما لا يعملان بعد على خطة للخروج من الأزمة».

وتطرق الإبراهيمي إلى إمكانية انتقال سوريا من نظام رئاسي إلى نظام برلماني «لتبديد الغموض» حول مستقبل الرئيس بشار الأسد. وذكر بأن «اتفاق جنيف» في 30 حزيران الماضي «وضع جانبا مسألة الدور المتروك لبشار الأسد». وقال إن «هذا الغموض البنّاء يجب أن يرفع في وقت ما بالقول إن الحكومة الانتقالية ستتسلم كامل الصلاحيات التنفيذية وانه لن تكون هناك سلطة بمعزل عنها. وهذه الحكومة الانتقالية ستحكم البلاد حتى إجراء انتخابات». وأضاف «إذا ما انتقــلنا من نظام رئاسي إلى نظام برلماني فإن مسـألة ترشيح بشار الأسد لن تعـــود مطروحة».

وأكد مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو، في نيويورك، أن «المنظمة الدولية مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا متى يطلب منها، وأنها تقوم حاليا بدرس عدة سيناريوهات للتعامل مع واقع الأزمة السورية على الأرض».

من جهة ثانية، أمهل الخطيب، في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، السلطات السورية حتى الأحد المقبل للإفراج عن المعتقلات لديه تحت طائلة اعتبار أن مبادرته للحوار قد رفضت. وقال «للأسف الشديد، السلطة في سوريا تمكّن الإيرانيين من القرارات. هم رفضوا اقتراحي بإدراج اسم (نائب الرئيس) الأستاذ فاروق الشرع كطرف محاور، والناطق أو الحاكم بأمره الإيراني في دمشق يقول إن المفاوضات يجب أن تكون في دمشق».

وأكد وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي، خلال لقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في بكين، التزام بلاده بموقف موضوعي وعادل ومسؤول وبدور إيجابي لحل الأزمة في سوريا. وعبّر عن أمله في أن تخرج سوريا من هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن وأن تستعيد استقرارها. وأوضح جيتشي أن «الصين تتفهم الصعوبات التي تمر بها سوريا، وأنها ستواصل بذل الجــهود للوصــول إلى حل سياسي للأزمة فــيها، وهــي مهتمة بآراء الجانب السوري وبالتواصل عبر الأقنية الديبلوماسية».

(«السفير»، «الأناضول»،

أ ف ب، أ ش أ، رويترز، أ ب)

معارض سوري بارز: مبادرة الخطيب للحوار مع النظام تشترط رحيل الأسد

القاهرة- (د ب أ): أكد القيادي المعارض السوري البارز رياض سيف أن مبادرة رئيس الائتلاف المعارض الشيخ معاذ الخطيب “تشترط رحيل الأسد والمشاركين معه في الجرائم ضد الشعب السوري”.

وقال سيف في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الخميس: “الهدف المتمثل بتحقيق انتصار الشعب السوري وحقن أقصى ما يمكن من دماء السوريين وتجنب مزيد من الدمار والخراب والمخاطر التي تحدق بالوطن يجعلنا نعطي الأولوية للوصول لحل سياسي لا يكون بشار الأسد وأسرته جزءا منه ويرتب انتقال سورية نحو نظام ديمقراطي حقيقي يضمن العدالة وسيادة القانون والكرامة والحرية لجميع السوريين”.

وأضاف: “فتح الباب أمام إمكانية الحل السياسي يكون ابتداءً عبر تمكين ثوارنا من تغيير موازين القوى وإحراز تقدم حقيقي على الأرض، الأمر الذي يقتضي مد هيئة الأركان بكل ما يلزم من سلاح وعتاد والوسائل الضرورية لإنجاز هذا التقدم”.

وتابع: “العدو الحقيقي والوحيد للشعب السوري هم أسرة الأسد وشركاؤهم من المسؤولين المباشرين عن إيصال البلاد إلى الحال التي هي عليه الآن، ولا يمكن لهم بأي حال من الأحوال أن يكونوا جزءا من أي حل سياسي”.

وقال “لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار بشار الأسد وأسرته ممثلين عن ملايين السوريين الذين ما زالوا تحت سلطة بشار الأسد ولم يتمكنوا من التعبير عن رأيهم بعد بسبب القمع أو أولئك المتخوفين من مستقبل مجهول”.

وكان الخطيب عرض الأسبوع الماضى إجراء محادثات مع مسؤولى نظام الأسد، فى حالة الإفراج عن أعضاء المعارضة، وأمهل النظام السورى حتى الأحد المقبل لإطلاق سراح المعتقلين، خاصة النساء، وإلا “ستنكسر المبادرة” التى أطلقها للحوار مع النظام. وأضاف أن “مبادرته ليست على الطاولة إلى يوم الدين، وأنه إذا ما بقيت إمارة واحدة فى السجون بعد الأحد المقبل فإنه سيعتبر أن النظام قد رفض المبادرة”.

مشعل: الأسد ما زال يدعم حماس

لندن- (يو بي اي): أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خالد مشعل، أن الرئيس السوري بشار الأسد ما زال يدعم حركته بعد مغادرتها لدمشق.

وقال مشعل في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الخميس، إن حماس “أٌجبرت على مغادرة دمشق لأنها لم تتفق مع تعامل الرئيس الأسد مع الأزمة، لكنه ما زال يدعم حماس”.

وأضاف “ليس هناك شك في أننا اختلفنا مع النظام السوري على طريقة إدارة للأزمة ولجوئه إلى الخيار العسكري، فالمذبحة التي تجري في سوريا آلمتنا كثيراً واضطررنا لمغادرة دمشق على الرغم من الدعم الذي كان يقدّمه النظام لنا”.

وقال مشعل “نحن على خلاف أيضاً مع إيران بشأن ما يجري في سوريا، لكننا حريصون على إقامة علاقات طيبة مع جميع الدول في العالمين العربي والإسلامي ومع المجتمع الدولي والبلدان التي تدعم قضيتنا”.

وأشار إلى أنه “يجري محادثات حالياً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية والتنفيذية”.

وقال مشعل “نحرز تقدماً في عملية المصالحة، ونتشاور حول تشكيل حكومة وفاق وطني والاستعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ونعمل على تنشيط منظمة التحرير الفلسطينية وتنظيم اجتماعاتها إلى أن يتم انتخاب المجلس الوطني الجديد واللجنة التنفيذية”.

وكانت حماس، التي تصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل كـ”منظمة إرهابية”، فازت عام 2006 بالانتخابات التشريعية الفلسطينية ما أدّى إلى صراع مرير مع فتح قاد إلى قيام الحركة بإبعاد فتح عن قطاع غزة في حزيران/ يونيو 2007 اثر المواجهات التي اندلعت بينهما.

مجموعة موالية للنظام السوري تخترق حسابات سكاي نيوز عربية في تويتر وفيسبوك

دبي- (ا ف ب): سيطر قراصنة يقولون انهم ينتمون إلى (الجيش السوري الالكتروني) الموالي للنظام في دمشق، على الحسابات الخاصة بقناة سكاي نيوز عربية على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، بحسبما اعلنت القناة الخميس.

وقالت القناة في بيان إن “عددا من حسابات وسائل الإعلام الاجتماعية الخاصة بسكاي نيوز عربية تعرضت لهجمات اختراق من قبل مجموعة تطلق على نفسها اسم (الجيش السوري الإلكترون)”.

وبحسب القناة، تمت عمليات الاختراق منتصف ليل الاربعاء الخميس بتوقيت الامارات من حيث تبث القناة برامجها، وذلك “عبر الاستيلاء على اثنين من الحسابات الخاصة بسكاي نيوز عربية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر”.

واضافت ان “صفحة القناة على الفيسبوك ايضا تعرضت في وقت لاحق لهجمات من قبل نفس المجموعة”.

وذكرت القناة انها استرجعت حساباتها المخترقة وتقوم حاليا “باتخاذ إجراءات احتياطية لضمان أمن جميع أنظمة تكنولوجيا المعلومات لديها، وسيتم تفعيل حسابات سكاي نيوز عربية على وسائل الإعلام الاجتماعية خلال ساعات”.

ونشر “الجيش السوري الالكتروني” بيانا على موقعه أكد فيه انه اخترق حسابات سكاي نيوز عربية,

وينتقد الموقع التغطية “المنحازة” على حد قوله للاعلام الخارجي ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

صور بالأقمار الصناعية تظهر مبنى سوريا سالما بعد غارة إسرائيلية

القدس المحتلة- (رويترز): اظهرت صور التقطت بالأقمار الصناعية وبثها التلفزيون الاسرائيلي الأربعاء ان مركزا للأبحاث قالت سوريا إنه قصف في غارة جوية إسرائيلية الأسبوع الماضي لم يصب بأذى.وقال دبلوماسيون ومعارضون سوريون ومصادر أمنية إن طائرات إسرائيلية قصفت قافلة قرب الحدود مع لبنان الأسبوع الماضي مستهدفة فيما يبدو أسلحة كانت في طريقها إلى جماعة حزب الله اللبنانية التي خاضت حربا استمرت 34 يوما مع اسرائيل عام 2006.

ونفت سوريا هذه التأكيدات قائلة إن الهدف كان مجمع ابحاث جمرايا على الأطراف الشمالية الغربية للعاصمة دمشق ويبعد مسافة 13 كيلومترا عن الحدود.

وقال بعض الدبلوماسيين والمصادر الامنية إن الروايات المتضاربة فيما يبدو ربما تشير إلى نفس الحادث بالنظر إلى قرب مجمع جمرايا من الحدود.

وبثت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي ما قالت إنه صور بالأقمار الصناعية للمجمع التقطت قبل ثمانية اشهر على الهجوم وبعده بأيام قلائل.

واظهرت الصور التي التقطت بعد الهجوم مبنى لم يصب بأي اضرار قرب طريق ومرآب للسيارات بهما اثار قصف وهو المكان الذي قالت القناة إن القافلة قصفت فيه. وقالت القناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي إن المبنى هو مركز الأبحاث.

وقالت القناة إن الصورة الثانية التقطتها شركة ديجيتال جلوب وهي شركة عامة مقرها الولايات المتحدة. وأكد متحدث باسم الشركة اتصلت به رويترز أن الصور اصلية وانها التقطت في الرابع في فبراير شباط الجاري.

وكان التلفزيون السوري بث مقطعا مصورا لموقع جمرايا يظهر اضرارا بالغة بمبان وعدة مركبات عسكرية ثقيلة قادرة فيما يبدو على حمل صواريخ.

السعودية قاطعت اجتماعا على هامش المؤتمر ضم مرسي ونجاد وغول بشأن الأزمة

القمة الاسلامية في القاهرة: ‘خطاب توافقي’ بشأن سورية

دعت النظام الى ‘الحكمة’ وايّدت ‘حلا سياسيا بالحوار مع غير المتورطين بالقمع’

لندن ـ ‘القدس العربي’ من خالد الشامي: ينفض اليوم اجتماع الدورة الثانية عشرة لقمة منظمة المؤتمر الاسلامي، باصدار بيان ختامي سعى الى اظهار حالة من التوافق بشأن سورية، دون ان ينجز تطورا حقيقيا في مواقف الدول المشاركة فيها.

وتبدى ذلك بوضوح في كلمة المملكة العربية السعودية التي القاها ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز نيابة عن العاهل السعودي الذي تغيب لاسباب صحية، ووجه فيها انتقادات ضمنية لايران لدعمها نظام بشار الاسد.

وفشلت جهود مصرية في اقناع ولي العهد السعودي في حضور اجتماع قمة ثلاثي مع الرئيس التركي عبدالله غول والايراني احمدي نجاد، ما سبب حرجا لمرسي حيث ان الاجتماع جاء ضمن مبادرته المعروفة باللجنة الرباعية لحل الأزمة السورية.

وقالت مصادر إن البيان سيشدد على ‘ضرورة صون وحدة سورية، وسيادتها واستقلالها، وسلامة أراضيها’، وسيدين’بشدة العدوان الإسرائيلي غير المبرر وغير الشرعي، ضد سيادة ووحدة أراضي سورية’.

وسيحث النظام السوري على ‘التحلي بالحكمة، وإجراء حوار جاد بين الائتلاف الوطني السوري وقوى المعارضة، وبين ممثلي الحكومة السورية الملتزمين بالتحول السياسي في سورية، والذين لم يتورطوا بكيفية مباشرة في أي شكل من أشكال القمع’.

وسيؤكد ‘دعم الدول الإسلامية لحل سياسي للأزمة في سورية، ودعم مهمة المبعوث الأممي المشترك إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، والترحيب بتشكيل التحالف الوطني للثورة السورية، وقوى المعارضة’.

وتمثل هذه اللغة حلا توافقيا يتفادى الخطاب الحاد الذي تبنته مصر والسعودية في الجلسة الافتتاحية، والذي حمل النظام مسؤولية اعمال العنف، وطالب برحيله.

وأكدت المصادر أن البيان الختامي يؤكد مجددا دعم الدول الاسلامية الثابت للجهود الحالية التي تبذل من أجل استعادة جمهورية مالي وحدة أراضيها، لإعادة إرساء سلطة الدولة على مجمل الأراضي الوطنية، والمبادرات المطروحة من قبل الاتحاد الأفريقي، والمجموعة الاقتـــصادية لدول غرب أفريقيا، وهي تدعو إلى التعجيل بنشر البعثة الدولية لدعم مالي، كما تدعو الدول الى توفير دعم لوجيستي،ومالي لهذه البعثة’.

مبادرته حول الحوار مع النظام تقسم المعارضة مجددا

الخطيب يمهل النظام السوري للأحد للافراج عن المعتقلات وتصعيد عسكري في داخل دمشق

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: اثارت مبادرة رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب حول الحوار مع النظام انتقادات واسعة داخل المعارضة نفسها، في وقت لم يدل النظام المعني بالرد على طلب التفاوض باي موقف رسمي بعد.

وامهل رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الاربعاء النظام السوري حتى الاحد المقبل للافراج عن النساء المعتقلات لديه تحت طائلة اعتبار ان مبادرته للحوار قد رفضت.

وقال الخطيب في تصريح الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) الناطقة باللغة العربية ‘هذه الامور ليست الى يوم الدين. اطلاق سراح النساء (يجب ان يتم) حتى يوم الاحد القادم’.

واضاف ‘يعني اذا (…) تأكدت ان ثمة امرأة واحدة (في السجن) في سورية (الاحد)، اعتبر ان هذه المبادرة قد رفضها النظام. وهو يقفز ويرقص على جراح شعبنا والامه وتعذيب النساء’.

واشار الى ‘تقارير مروعة’ عن سوء معاملة النساء في السجون، مضيفا ‘اقول من اصغر عنصر في اي فرع لاكبر قائد في هذا الفرع سيلقى شيئا لم يلقه من قبل اذا مد يده على النساء’.

وكان الخطيب اعلن في 20 كانون الثاني (يناير) استعداده المشروط ‘للجلوس مباشرة مع ممثلين للنظام’ خارج سورية من اجل انهاء الازمة في بلاده.

وتوجه الثلاثاء الى النظام السوري لإبداء موقف واضح من مبادرته، داعيا الى انتداب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع للتحاور معه.

ووجه الخطيب انتقادات لاذعة داخل الائتلاف لا سيما من المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات المعارضة، الذي رفض اي تفاوض مع النظام، ووصف قرارات الخطيب بـ’المنفردة’.

وقال الخطيب الاربعاء ‘للأسف الشديد، السلطة في سورية تمكن الايرانيين من القرارات. هم رفضوا اقتراحي بإدراج اسم الاستاذ فاروق الشرع كطرف محاور، والناطق او الحاكم بأمره الايراني في دمشق يقول ان المفاوضات يجب ان تكون في دمشق’.

وتابع ‘انا اصر على الاستاذ فاروق الشرع، لان هذا رجل حقيقة يحاول اخراج سوريا من المشكلة’، مضيفا ‘انا سوري وارفض التدخل الايراني في المكان الذي يحدد لاجراء المقابلة’.

وكان امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي قال الاثنين في ختام زيارة له الى دمشق ان بلاده اقترحت عقد اجتماع بين الاطراف السوريين في دمشق وتشارك فيه ‘كافة مؤلفات المجتمع السوري’.

وقال الخطيب انه عبر لوزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي لدى اجتماعه به في ميونيخ في نهاية الاسبوع الماضي ‘عن سخط الشعب السوري وتبرمه من طريقة ايران في التعامل مع الازمة السورية، واننا نطالب باتخاذ موقف حاسم واننا لا نريد ان نحول الصراع الى صراع سني شيعي في المنطقة’.

واعتبر المجلس الوطني المعارض اجتماع الخطيب مع صالحي ‘طعنة للثورة السورية وشهدائها’.

وتمنى الخطيب الاربعاء لو ‘يعقل النظام ولو مرة واحدة ويشعر ان هناك ضرورة لانهاء معاناة الناس ويرحل’، مضيفا ‘الثورة ستستمر، ولكن سنبقي مجالا للتفاوض السياسي على رحيله’.

وعلى الارض، قتل الاربعاء ما لا يقل عن 19 عنصرا من قوات الامن السورية في تفجيرين انتحاريين في مدينة تدمر في وسط سورية، في اول تطور دام على هذا المستوى في هذه المنطقة منذ بدء النزاع قبل اكثر من 22 شهرا.

في الوقت نفسه، تتواصل الاشتباكات في احياء في دمشق ومناطق متاخمة لها وسط قصف افاد سكان في العاصمة انه بين الاعنف الذي تشهده المنطقة منذ بدء العمليات العسكرية الدامية في الريف الدمشقي قبل اشهر.

المعارضة السورية تبحث مسارها بعد عرض الخطيب إجراء محادثات

فتحت مكاتب في نيويورك وواشنطن

عمان ـ الامم المتحدة ـ وكالات: قالت مصادر بالمعارضة إن أعضاء بالائتلاف الوطني السوري المعارض دعوا الى اجتماع عاجل لبحث الاقتراح المثير للجدل الذي طرحه زعيمه للتفاوض مع حكومة الرئيس بشار الأسد. وقال الشيخ معاذ الخطيب – وهو إمام معتدل يتزعم الائتلاف الذي يضم 70 عضوا – انه سيكون مستعدا للاجتماع مع نائب الأسد فاروق الشرع اذا لبى الأسد شروطا من بينها الإفراج عن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين.

وقال مسؤول في الائتلاف ‘ينبغي أن يجتمع الائتلاف لرسم استراتيجية عاجلة بعد أصداء المبادرة وانتهاز القوة الدافعة التي خلقتها بغض النظر عن تحفظات بعض الأعضاء’.

وانتقد عدد من شخصيات المعارضة عرض الخطيب إجراء محادثات مع ممثلين للأسد لكن آخرين يقولون إنه قد يكشف ان اقتراحات الأسد لإجراء حوار انما هي اقتراحات جوفاء.

وأضاف المسؤول ‘المبادرة تثبت للمجتمع الدولي أن الأسد غير مستعد للتزحزح قيد أنملة وينبغي أن نستفيد من ذلك’.

وذكرت مصادر في الائتلاف إن 30 عضوا بعثوا برسالة الى قيادته يطالبون بعقد اجتماع عاجل لجميع الأعضاء.

وقبل اجتماعين مفاجئين في مطلع الأسبوع الحالي بين الخطيب ووزيري خارجية روسيا وايران الداعمين الرئيسيين للأسد تخلى الائتلاف عن سياسة رفض المحادثات مع نظام الأسد ما لم يرحل الأسد أولا.

وقال المجلس الوطني السوري -وهو تجمع يهيمن عليه الأخوان المسلمون داخل الائتلاف – ان الخطيب اتخذ ‘قرارا فرديا’ بطرحه هذه المبادرة التي تتناقض مع ميثاق الائتلاف الذي يدعو إلى ‘سقوط النظام بكل رموزه ومكوناته’.

وقال البيان ان اجتماع الخطيب مع وزير الخارجية الإيراني كان ‘طعنة للثورة’.

غير ان مسؤولا في المجلس قال ان المجلس رفض الدعوة إلى تنحية الخطيب لأن مبادرته تحظى بتأييد في الشارع.

وقال المسؤول ‘الخطيب فيما يبدو يساير المزاج الشعبي لكن المجلس يشعر أن المبادرة غير مدروسة بعناية ويجب تحديدها بشكل كتابي’. واضاف قوله إن المجلس سينتظر ليرى ما ستؤول إليه المبادرة ‘حينما يصبح واضحا ان الأسد لا ينفذ أي شيء وان السجناء ما زالوا قابعين في سجونه’.

وقال الخطيب الذي تحدث بعد الاجتماعين في مؤتمر للأمن الدولي في ميونيخ ان أيا من روسيا وايران ليس لديه حل للأزمة المستمرة منذ أكثر من 22 شهرا وإنه يجب على السوريين حلها بأنفسهم. ووصف متحدث باسم الائتلاف الاجتماع مع ايران بأنه فاشل.

وقال فواز تللو النشط المعارض المخضرم الذي عمل مع الخطيب للدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا قبل الانتفاضة ان المبادرة قد تثبت أنها تصرف ذكي لأنها تضع عبء التحرك على الحكومات الأجنبية.

وقال تللو لرويترز من برلين إن روسيا وايران وحتى الكثيرين من الدول الأخرى في المجتمع الدولي لم تظهر حتى الآن أي استعداد لممارسة أي ضغوط جادة على الأسد لقبول حل سياسي.

والتزمت السلطات السورية الصمت بشأن المبادرة لكن صحيفة الوطن شبه الرسمية قالت يوم الثلاثاء إن الخطيب غير مقبول كمفاوض. وقال بسام اسحق أحد نشطاء المعارضة خارج الائتلاف الذين أعلنوا مساندتهم لمبادرة الخطيب ان موقف الصحيفة مؤشر جيد على ان الأسد والنخبة الحاكمة رفضوا المبادرة. وقال اسحق في عمان ‘الخطيب يتعرض لانتقادات لأنه لم يجر مشاورات كافية مع الائتلاف لكنه نجح بضربة واحدة في أن يضع الأسد في موقف محرج وأن يظهر للدول العربية والغربية التي تضغط على المعارضة لكي تتفاوض أن المعارضة مستعدة لتسوية سياسية لكن نظام الأسد غير مستعد.’

وقال أحد أعضاء المكتب السياسي الاثنى عشر في الائتلاف إن مبادرة الخطيب تحظى بتأييد شعبي في سوريا لكن ينبغي أن تكون أكثر تطورا من الناحية السياسية.

وقال إنه من المقرر ان يجتمع المكتب السياسي وهو أعلى هيئة لصنع القرار في الائتلاف يوم 14 من فبراير شباط لكي يطلعه الخطيب على التطورات لكن من المرجح عقد جلسة طارئة لجميع أعضاء الائتلاف قبل ذلك. وقال برهان غليون وهو عضو رفيع في الائتلاف ومن بين عدد قليل من أعضائه الليبراليين العلمانيين إنه يخشى أن تضعف المبادرة مقاتلي المعارضة على الأرض.

وقال غليون إن كثيرا من الدول الصديقة أو التي تزعم أنها صديقة للشعب السوري تنتظر هذا النوع من المبادرات لتبرير عدم تقديم الدعم العسكري للانتفاضة وحماية المدنيين.

ومن جهة اخرى قال مبعوث للأمم المتحدة ومصدر في المعارضة السورية يوم الثلاثاء أن الإئتلاف الوطني السوري سيفتح مكاتب له في نيويورك وواشنطن مع استعداده لعقد اجتماعات لزعماء المعارضة السورية مع مسؤولين أمريكيين وأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وقال دبلوماسي غربي رفيع طلب ألا ينشر اسمه ‘هذه خطوة مهمة ومن الواضح أنها وسيلة محتملة لدعوة …. (زعيم الائتلاف معاذ) الخطيب للمجئ الى نيويورك في مرحلة معينة’. وأضاف قوله ان نجيب الغضبان -وهو استاذ جامعي أمريكي سوري الأصل في جامعة أركنسو- سيرأس مكتب نيويورك. ولم يمكن على الفور الوصول إلى الغضبان لسؤاله التعقيب.

وقال دبلوماسي آخر ان الغرض من فتح مكتب نيويورك سيكون إيجاد قناة اتصال مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. والمجلس منقسم منذ وقت طويل بشأن الصراع في سوريا الذي أودى بحياة زهاء 60 ألف شخص.

وتساند روسيا والصين حكومة الرئيس بشار الأسد واستخدمتا حق النقض (الفيتو) لإحباط ثلاثة قرارات في مجلس الأمن تدين الحكومة السورية.

وأكد مصدر قريب من المعارضة السورية أن مكتب واشنطن سيرأسه عباب خليل وهو مقيم في فريسكو بولاية تكساس. وقال المصدر ان احدي المهام الأولى لمكتب واشنطن سيكون الإعداد لزيارة محتملة للولايات المتحدة يقوم بها الخطيب قرب نهاية فبراير شباط. واضاف المصدر قوله ان تلك الزيارة سوف تتضمن اجتماعا مع الرئيس باراك اوباما.

ولم يتسن الاتصال على الفور بخليل لسؤواله التعقيب.

وقد يساعد إنشاء مكاتب اتصال في نيويورك وواشنطن المعارضة السورية على تحسين مصداقيتها مع سعيها لكسب التأييد لمقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بحكومة الأسد.

وترفض الولايات المتحدة والبلدان الغربية الأخرى تسليح مقاتلي المعارضة السورية وقصرت مساندتها لهم على المعونات غير الفتاكة.

وحث زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب الحكومة السورية على بدء محادثات مع المعارضة بشأن تنحي الأسد عن الحكم لإنقاذ البلاد من مزيد من الدمار بعد نحو عامين من إراقة الدماء.

وقال الخطيب انه سيكون مستعدا للاجتماع مع نائب الأسد فاروق الشرع اذا لبى الأسد شروطا من بينها الإفراج عن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين.

ولم يرد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري على طلب التعقيب على قرار الائتلاف الوطني فتح مكاتب في الولايات المتحدة.

مقاتلو النصرة يشكلون أقل من خمسة بالمئة من ثوار سوريا

 جال الدكتور مازن الصواف في الداخل السوري، وعاد مؤكدًا أن معنويات الثوار مرتفعة، بينما معنويات النظام في الحضيض، وان قذائف الهاون تصنع محليًا، واعتماد الجيش الحر على ما يغنمه من سلاح، وأن مقاتلي النصرة 5 بالمئة من الثوار لا أكثر.

 لم تعد زيارة المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الثورة السورية، وهي تتجاوز ثلاثة أرباع البلاد، مجرّد نزهة أو سياحة يغرم البعض في القيام بها، على الرغم من مخاطرها ومحاذيرها، بل تحولت مهمة الدخول إلى سوريا عبر المعابر الحدودية التي يسيطر عليها الجيش الحر، خصوصًا في الشمال، إلى مهمة صعبة، غايتها الوقوف على وضع الثوار على الأرض ونقل احتياجاتهم العملية إلى الخارج، علّهم يسهمون في حلها أو التخفيف منها.

الدكتور مازن الصواف، أحد هؤلاء المثقفين الذين نجحوا في التوغل في الداخل السوري، وعاد ناقلًا مشاهداته الحية التي تخالف إلى حد بعيد الصورة النمطية التي ترسمها وسائل الإعلام المختلفة عن حقيقة الأمر في مناطق خرجت عن سيطرة النظام.

 الاعتماد على الغنائم

 تواصل الصواف، المقيم في الولايات المتحدة، مع أطباء في عدة محافظات سورية، واستبين آراءهم عن وضع الثوار الذين يعالجونهم، فتبين له أن الدعم الذي يأتي من المجلس العسكري المشترك مستمر، ولكنه قليل.

قال: “على سبيل المثال، تتم محاصرة مطار أو مدرسة مشاة، وبعد أيام من المعارك يتوقف التقدم بسبب نفاذ الذخيرة، ولا تتم إعادة التزويد بالسلاح حتى تتأكد الجهات الداعمة من أن الذخيرة استخدمت ونفذت فعلًا، وتحليلي الشخصي لهذا الأمر أن الجهات الداعمة تحرص على أن لا يبقى بيد الثوار ذخائر بعد سقوط النظام قد تهدد إسرائيل”.

أضاف: “بين أيدي الثوار أسلحة نوعية، كمضادات الدروع من نوع م – ٢٩، وصواريخ مضادة للطيران محمولة على الكتف ومصنوعة في كوريا الجنوبية من نوع إيغلا، ومدفعية مضادة للطيران، غنمها الثوار من الجيش النظامي، لذلك لم يستطع النظام قصف الثوار بعد سقوط مطار تفتناز، كما أن طلعات الطيران في الشمال في تناقص كبير”.

 إعلام مضلل

 وبحسب الصواف، سيتم تحرير ما تبقى من مناطق خاضعة للنظام، كقرية الفوعة ووادي الضيف ومطار منغ ومطار حلب ومطار الطبقة ومطار دير الزور والمسطومة ومعمل القرميد، خلال شهر شباط (فبراير) إن شاء الله، ما سيؤدي إلى إقامة منطقة محررة وآمنة تمتد من جبل الزاوية إلى البوكمال.

ولفت إلى أن الثوار يتفادون في هذه المرحلة دخول مدينة إدلب ومدينة الرقة وباقي المدن السورية، حفاظًا على سلامة المدنيين، ويركزون في هذه الأثناء على تحرير المطارات.

وخلافًا لما تشيعه بعض الوسائل الاعلامية، يؤكد الصواف أن لا خطر حقيقيًا من تنامي أي جماعات تكفيرية أو إرهابية أو تنظيم القاعدة، “فالغالبية العظمى من مقاطع الفيديو المسربة هي من فبركات النظام لترهيب الأقليات والخارج”.

ويؤكد الصواف أن مقاتلي جبهة النصرة لا يشكلون أكثر من خمسة بالمائة من المقاتلين، “وهم أكثر المقاتلين استبسالًا وانضباطًا، وجاهزون لنصرة إخوانهم في العراق فور سقوط النظام في سوريا، أما ٨٠ إلى ٩٠ بالمئة من الثوار فهم حرفيون وأصحاب مهن، ينتظرون بفارغ الصبر تسليم أسلحتهم والعودة إلى أهلهم وإلى معركة إعادة البناء، والباقون سينخرطون في الجيش الوطني الجديد”.

ثروتنا شعبنا

 يقول الصواف إن معنويات الثوار في الداخل عالية جدًا، يقابلها انهيار كامل لمعنويات مافيا الأسد.

يضيف: “هناك تجمع كبير لشبيحة حلب في قرية الفوعة الموالية للنظام، وكذلك المئات من مقاتلي حزب الله والحرس الإيراني المتطرف، وتم إنذار الأهالي بإخلاء القرية من المدنيين خلال أيام قبل استهدافها، لأنها أصبحت في مرمى الثوار”.

ويتابع مؤكدًا أن الثوار لا يعيرون أي أهمية للوضع السياسي وتطوراته، “فأغلبيتهم العظمى تريد دولة مدنية ديمقراطية تعتني بشعبها بشكل مخلص، فلا وزن حقيقيا للسلفيين، ولا للإخوان المسلمين في الداخل السوري، على الرغم من كثرة الثوار المسلمين، بسبب أخطاء قياداتهم المتكررة في السابق البعيد والقريب، ومنازعاتهم الداخلية”.

ويصف الصواف الوضع الإغاثي الطبي بالمقبول نسبيًا في المناطق المحررة، لكن المشكلة الكبرى تكمن في حمص وريف دمشق والمناطق الشرقية.

يضيف: “لا يمكن وصف العدد الهائل من الأطباء والثوار والأهالي الطيبين والخلاقين، إذ يتم تصنيع قذائف الهاون في الداخل، وقريبًا سنستطيع الإعتماد على النفس في هذا المجال وسنحل مشاكلنا بأنفسنا، فثروتنا الحقيقية ليست البترول والغاز والفوسفات والقمح والقطن والزيتون إنما ثروتنا الحقيقة هي شعبنا الخلاق و ١٧ مليون سوري في الخارج يتوق معظمهم للعودة والمشاركة في إعادة إعمار البلد”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/791549.html

القوات النظامية السورية تستعيد السيطرة على بلدة في ريف حماة

أ. ف. ب.

بيروت: استعادت القوات النظامية السورية الخميس السيطرة على بلدة كرناز في ريف حماة في وسط سوريا بعد 16 يوما من المعارك العنيفة مع مسلحي المعارضة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان “اقتحمت القوات النظامية بلدة كرناز بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة استمرت نحو 16 يوما”، ونقل عن نشطاء في البلدة ان هذه القوات “احرقت بعض المنازل خلال حملة مداهمات وتفتيش” قامت بها، وان المقاتلين المعارضين انسحبوا من البلدة.

وكانت القوات النظامية استعادت قبل يومين السيطرة على قرية المغير القريبة.

وسقطت هاتان المنطقتان بين ايدي قوات المعارضة في الاسبوع الاخير من كانون الاول/ديسمبر بعد معارك ضارية وهجوم شامل شنه مقاتلو المعارضة في ريف حماة الشمالي. ومنذ ذلك الوقت، تحاول القوات النظامية استعادتها.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان هذه القرى “تعتبر ممرا الى القرى العلوية في ريف حماة الغربي”.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” من جهتها ان وحدات من القوات المسلحة السورية “قضت على ارهابيين من جبهة النصرة وأحرار الشام في بلدة كرناز ودمرت مقارهم”.وافاد المرصد عن تعرض بلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي ايضا لقصف من القوات النظامية الخميس.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان “القصف العنيف” يطال قرية الحواش في المنطقة نفسها ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى.

ونزح معظم اهالي هذه المناطق خلال الاشهر الاخيرة بسبب المعارك.

وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا اليوم 17 شخصا، بحسب حصيلة اولية للمرصد السوري الذي يقول انه يعتمد على شبكة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا، للحصول على معلوماته.

مرسي يدعو دمشق لقراءة التاريخ والتعلم من دروسه

أحمدي نجاد عرض تقديم قرض مالي لمصر لكن الرد كان فاترا .. وقال: قوى خارجية تحاول منع التقارب بيننا

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة

دعا الرئيس المصري محمد مرسي، النظام السوري لقراءة التاريخ والتعلم من دروسه، وطالب في كلمته التي ألقاها أمس بمؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي في القاهرة، المعارضة السورية إلى التوصل لرؤية موحدة لإنهاء أزمة البلاد. يأتي ذلك في وقت عرض فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، المشارك في أعمال القمة، تقديم قرض مالي لمصر التي تعاني من مصاعب اقتصادية، لكنه قال في لقاء مع صحافيين مصريين إن «الرد كان فاترا»، مشيرا إلى أن «قوى خارجية تحاول منع التقارب بيننا».

وبدأت أمس أعمال الدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي في القاهرة ومن المتوقع أن تتصدر الأزمة السورية مناقشات الزعماء. وتعقد القمة التي يحضرها 27 من قادة الدول الأعضاء وعددهم 57 عضوا تحت عنوان «العالم الإسلامي تحديات جديدة وفرص متنامية». وسلمت السنغال رئيس القمة السابقة رئاسة القمة الحالية للرئيس المصري محمد مرسي. وقال الرئيس المصري محمد مرسي في كلمته التي ألقاها بالقمة: «على النظام الحاكم في سوريا أن يقرأ التاريخ ويعي درسه الخالد.. الشعوب هي الباقية وأن من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم ذاهبون لا محالة»، مشيرا إلى أن «مصر تقدم كل الدعم اللازم للائتلاف الوطني السوري المعارض ليقوم بمهامه على الوجه الأكمل».

وأضاف أن جهود مصر بشأن سوريا مستمرة وتقوم على ثوابت واضحة هي الحفاظ على سلامة تراب سوريا وتجنيبها خطر التدخل العسكري الأجنبي «الذي نرفضه، والحرص على أن تضم أي عملية سياسية كافة أطياف الشعب السوري». ودعا مرسي أيضا أطياف المعارضة السورية التي لم تنضم للائتلاف الوطني السوري «للتنسيق معه ومؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة». وحث مرسي السوريين على المسارعة في اتخاذ الخطوات اللازمة ليكونوا مستعدين لتحمل المسؤولية السياسية.

وقال مرسي: «الأمة الإسلامية العظيمة تعقد علينا الآمال الكبار للتغلب على التحديات التي تواجهها وتدعونا لتعظيم الاستفادة من الموارد والإمكانات التي تذخر بها بلادنا»، مضيفا أن إسهام الدول الإسلامية في إجمالي الناتج العالمي متواضع وأن إسهامها في المستحدثات العلمية أكثر تواضعا. ووعد بتدعيم التعاون المشترك بين الدول الإسلامية خلال رئاسة بلاده للقمة التي تستمر ثلاث سنوات.

ومن جانبه، قال رئيس السنغال ماكي سال رئيس القمة السابقة قبل أن يسلم رئاسة القمة الحالية للرئيس مرسي إن الدول الإسلامية يمكن أن تتعاون بشكل أكبر. وأضاف: «كل بلد من بلداننا يمكن أن يكون به فرص من بلد آخر».

وأعرب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي عن أمله في أن تخرج قمة القاهرة الإسلامية بقرار يوقف نزيف الدماء في سوريا. وقال: «نحن نأمل ذلك والجميع يحاول ذلك». وشدد على أن أول خطوة في طريق حل الأزمة السورية هو وقف العنف وحقن الدماء، والجميع مهتم بذلك سواء في المعارضة السورية أو الدول المهتمة بالشأن السوري.

وأشار صالحي إلى عقد قمة خاصة بسوريا على هامش القمة الإسلامية. وقال: «نأمل أن نصل إلى خريطة طريق لحل الأزمة في سوريا». وقال صالحي للصحافيين على هامش القمة إن الجميع يحاول، «وأول خطوة في خطوات حل الأزمة السورية وقف العنف وحقن الدماء هذا أول شيء»، موضحا أنه يقصد بالجميع «نحن والمعارضة والأخ معاذ الخطيب (رئيس الائتلاف السوري المعارض) والدول المعنية بالأمر». وعلى صعيد متصل، دعا الرئيس الإيراني الذي يقوم بأول زيارة لزعيم إيراني للقاهرة منذ أكثر من 30 سنة إلى تحالف استراتيجي مع مصر. وقال إنه عرض تقديم قرض لمصر التي تعاني من أزمة مالية، لكن الرد كان فاترا. وأضاف نجاد قائلا إن قوى خارجية تحاول منع التقارب بين أكبر دولتين في منطقة الشرق الأوسط تعدادا للسكان.

ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية عن نجاد قوله في تصريحات للصحافيين المصريين: «يجب أن نفهم جميعا أنه ليس أمامنا إلا القيام بهذا التحالف لأنه يصب في مصلحة الشعبين المصري والإيراني وغيرهما من شعوب المنطقة»، مشيرا إلى أن هناك من يسعى إلى عدم التقاء هذين البلدين الكبيرين رغم أن مشاكل المنطقة تتطلب هذا الالتقاء وخصوصا القضية الفلسطينية.

والعلاقات بين مصر وإيران مقطوعة منذ نحو ثلاثين عاما بسبب خلافات في التوجهات الاستراتيجية للبلدين في المنطقة. وقال نجاد: «لم يحدث تغيير خلال السنتين الماضيتين ولكن الحوارات بيننا تطورت وتنامت». وثارت تكهنات عن إمكانية استئناف العلاقات مجددا بعد زيارة نجاد، خاصة في ظل وجود حكم إسلامي بعد ثورة يناير 2011 بمصر.

دمشق تنفي وصول الاشتباكات إلى ساحة العباسيين وانفجار سيارة مفخخة يهز تدمر

مصدر في الجيش الحر: عملية تحرير دمشق لم تبدأ بعد

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

نفى مصدر قيادي في الجيش السوري الحر أن يكون مقاتلو المعارضة قد أطلقوا معركة تحرير دمشق أمس، رغم اشتباكات شهدتها أحياء عدة في العاصمة وريفها، ووصولها إلى مقربة من ساحة العباسيين وسط دمشق. وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن العملية التي أطلقها الجيش الحر أمس «تهدف إلى اختبار قوة النظام وتحسس مدى انتشاره وقدرته على صد هجوم الثوار في العاصمة»، مشيرا إلى أن تلك العملية «تأتي ضمن الإجراءات التحضيرية لاقتحام العاصمة والسيطرة عليها».

وفي موازاة إشارة المصدر عينه إلى أن «الناشطين على الصفحات الإلكترونية فهموا القضية على نحو خاطئ، واعتقدوا أن الثوار أطلقوا عملية الملحمة الكبرى، لكن الواقع أن الاشتباكات كانت في محيط العاصمة، وخصوصا في حي جوبر المتاخم للعباسيين»، نفت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر إعلامي «كل ما تبثه قنوات الإعلام الدموي حول الأوضاع في دمشق». ووصفته بأنه «عارٍ من الصحة جملة وتفصيلا»، ويأتي في سياق «محاولات بائسة لرفع معنويات إرهابييها الذين يفرون أمام بواسل قواتنا المسلحة». وشدد المصدر، وفق «سانا»، على أن «الأخبار الكاذبة التي تبثها القنوات الناطقة باسم المجموعات الإرهابية و(جبهة النصرة) دليل إفلاس وفشل إرهابييها تحت الضربات الموجعة لقواتنا المسلحة التي تسحق فلولهم».

وقد تضاربت الأنباء عن اشتباكات عنيفة في ساحة العباسيين في العاصمة دمشق بين عناصر الجيش الحر والقوات النظامية. وأفاد ناشطون بوصول الاشتباكات إلى الساحة ومرأب الحافلات الكبيرة، بينما أشارت قناة «روسيا اليوم» إلى أن الاشتباكات اندلعت في أطراف منطقة العباسيين الملاصقة تماما لحي جوبر «المشتعل» منذ أسابيع، بينما تشهد ساحة العباسيين حركة طبيعية رغم سماع أصوات اشتباكات قوية من المناطق الملاصقة.

وفي سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات بالقرب من مؤسسة الكهرباء في المدخل الشمالي الشرقي لدمشق، وتحديدا في حي القابون، لافتا إلى سقوط قذيفة بالقرب من قسم الشرطة ترافق مع انتشار لقوات الأمن واللجان الشعبية المسلحة الموالية لها في الحي. كما سقطت قذائف عدة بحسب المرصد على حي برزة، في حين تعرضت بلدات القطيفة والكسوة ومديرا ومعضمية الشام لقصف نظامي.

أما في الجبهة الجنوبية فتجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي على محاور شارعي نسرين والثلاثين القريبين من حي التضامن، وذلك وفقا للهيئة العامة للثورة السورية، بينما أفادت مصادر معارضة أخرى بقصف الجيش الحر لثكنة سفيان الثوري العسكرية القريبة من دوار البطيخة بمخيم اليرموك، وعلى إثر هذا الهجوم قامت قوات النظام بالرد بالقصف على أحد المشافي في المنطقة، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بحسب لجان التنسيق المحلية. وغير بعيد عن المخيمات الفلسطينية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة إن اشتباكات عنيفة «تدور بين مقاتلين من الجيش الحر والقوات النظامية في أحياء القدم والعسالي».

وفي الجبهة الغربية لا تزال قوات النظام تراوح مكانها في منطقة الخليج على تخوم مدينة داريا. وفي اتصال هاتفي أجرته «الشرق الأوسط» مع المكتب الإعلامي للمجلس المحلي بداريا، أفاد عمر أبو صلاح بأن تعزيزات وصلت أمس إلى المنطقة، وأن اشتباكات متقطعة تجري على الطريق الواصل بين مشفى داريا الوطني ومنطقة الجمعيات ومحيط «مقام السيدة سكينة». وأفادت المصادر ذاتها باستمرار القصف العنيف على مدينة معضمية الشام من جهة مقر الفرقة الرابعة.

وفي مدينة تدمر، وسط سوريا، استهدف تفجير انتحاري بسيارة مفخخة مقرا أمنيا، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى وإصابة آخرين. وذكر المرصد السوري أن «انفجارا شديدا هز المدينة وتبين أنه ناجم عن استهداف فرع الاستخبارات العسكرية وفرع أمن الدولة في المدينة». وأوضح أن «المعلومات الأولية تفيد بأن الانفجار ناجم عن تفجير سيارة مفخخة، تبعه انتشار أمني كثيف، وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الاستخبارات».

وذكرت وكالة «سانا» أن «إرهابيين انتحاريين فجرا سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات قرب (المرأب) في حي الجمعية الغربي السكني، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى بينهم امرأة وجرح العشرات إضافة إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة في المكان».

أما في حلب فقد أفاد المكتب الإعلامي لتنسيقية «التآخي الكردية» أن الجيش السوري الحر ما زال يحاصر لليوم الثالث على التوالي ثكنة الملعب في حي الأشرفية، مشيرة إلى أن هناك حالة ترقب واستنفار كامل من جهة الجيش الحر بعد التنسيق بين القوات النظامية وحزب الاتحاد الديمقراطي.

المعارضة السورية تسعى لوقف العنف في رأس العين.. وناشطون أكراد يتهمون تركيا بالتدخل

كيلو لـ «الشرق الأوسط»: ما يحدث خطير جدا وتبعاته تطال سوريا كلها

بيروت: «الشرق الأوسط»

يكتسب الصراع الدائر في مدينة رأس العين الحدودية بين مقاتلين من كتائب محسوبة على «الجيش السوري الحر» من جهة، ومقاتلين أكراد يتوزعون على ما يسمى «وحدات حماية الشعب» والجناح العسكري لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» من جهة أخرى، أبعادا تتجاوز طبيعة الحرب التي يخوضها النظام السوري ضد خصومه المطالبين بإسقاطه.. فالمدينة الواقعة على الحدود السورية – التركية في أقصى الشمال الشرقي لسوريا باتت، بحسب ناشطين أكراد، مسرحا لتصفية حسابات بين الحكومة التركية و«حزب العمال الكردستاني» الذي يوجد في رأس العين عبر جناحه العسكري المتمثل في مقاتلي «حزب الاتحاد الديمقراطي»، مما انعكس سلبا على العلاقات بين السكان وقسم المنطقة إلى معسكرين متحاربين. ويتهم الناشط الكردي مسعود عكو تركيا بأنها «تساعد (الجيش السوري الحر) للدخول إلى رأس العين من الجانب التركي، مستغلة وجود المجموعات الإسلامية المعارضة كي تحارب من خلالها (حزب العمال الكردستاني) المتمثل في جناحه العسكري (حزب الاتحاد الديمقراطي)». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الدعم العسكري الذي تتمتع به بعض كتائب الجيش الحر يأتي بمعظمه من الجانب التركي، مما يجعل قرار هذه الكتائب خاضعا للإدارة التركية». ويشير عكو إلى أن «عناصر في الجيش الحر داخل منطقة رأس العين يقومون بسرقة البيوت ونهبها»، معتبرا أن «هناك مصلحة تدفع بعض أقطاب المعارضة السورية للدخول إلى رأس العين، انطلاقا من أن المدينة تعتبر بوابة الدخول إلى محافظة الحسكة الغنية بحقول النفط التي تسعى المعارضة إلى استثمارها والتصرف فيها». في المقابل، ينفي المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون تركيا هي من تغذي الصراع في منطقة رأس العين، وقال: «النظام السوري هو من يغذي هذا الصراع»، مشيرا إلى أن «الأكراد تعرضوا لظلم كبير طوال سنوات حكم البعث، ويسعى النظام اليوم للإيقاع بينهم وبين العرب». ويشدد المقداد على أن لمنطقة رأس العين «أهمية استراتيجية بالنسبة للجيش السوري الحر، فهي تشكل عقبة في وجه تحرير المنطقة الشرقية؛ إذ إنه من الصعب إقامة ما يشبه المنطقة الآمنة في المنطقة الشمالية الممتدة من ريف إدلب وحلب وصولا إلى مناطق العشائر، قبل طرد النظام السوري منها».

المشكلة في رأس العين، بحسب المقداد «ليست مع الأكراد؛ بل مع حزب الاتحاد الديمقراطي الذي عقد صفقة مع النظام وحمل السلاح بوجه الجيش الحر»، مؤكدا أن «المعارضة تخوض معركة حرية لا معركة نفط»، على خلفية اتهام المعارضة بالسعي للسيطرة على النفط. ويؤكد أنه «في حال وصل الجيش الحر إلى هذه الآبار، فسيحافظ عليها حتى انهيار النظام ليسلمها إلى السلطة الشرعية».

وكانت منطقة رأس العين الحدودية مع تركيا قد شهدت أكثر من اشتباك عسكري بين الطرفين، آخرها في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، على الرغم من قيام مبادرات ومؤتمرات عدة لمعالجة الوضع، وهو ما استدعى تدخلا جديدا من المعارضة السورية تمثل في إيفاد لجنة مصالحة يرأسها المعارض السوري البارز ميشيل كيلو. ووصلت اللجنة قبل يومين إلى المدينة تحمل مبادرة لـ«حماية السلم الأهلي» بهدف منع تمدد الصراع إلى مناطق مجاورة يختلط نسيجها السكاني بين عرب وأكراد.

ويوضح كيلو لـ«الشرق الأوسط» أن «المبادرة تنطلق من رؤية وطنية جامعة يملك أصحابها من الحس الوطني ما يكفي لمعالجة مشكلة كبيرة كتلك التي نعيش فصولها في منطقة رأس العين»، ويشير إلى «لقاءات عقدتها اللجنة مع الأطراف كافة نقلت خلالها وجهات النظر المتباينة»، مؤكدا «استمرار المساعي حتى التوصل إلى اتفاق نهائي يوقف العنف».

وفي حين ينفي كيلو أن «تكون المبادرة بغطاء من الائتلاف الوطني السوري»، متمنيا أن «يقوم الائتلاف بتبنيها ومتابعتها لأن ما يحصل في رأس العين خطير جدا وتبعاته قد تؤثر على سوريا كلها»، يأمل رئيس المجلس الوطني الكردي فيصل اليوسف أن «يتم التوافق مع جهة سياسية كالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة لضمان تنفيذ الاتفاق». ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن المبادرة المطروحة نصت على «ضرورة تسليم المنطقة لأهلها بعد تشكيل إدارة مدنية من مختلف مكوناتها وإلغاء المظاهر المسلحة كافة»، رابطا بين «نجاح» المبادرة و«انسحاب» ما يسميه «المجموعات المسلحة» من رأس العين. وذكر اليوسف أن «اللجنة الوطنية لحماية السلم الأهلي وحماية الثورة التقت (الهيئة الكردية العليا)، التي تضم ممثلين عن معظم الأحزاب الكردية، لوضع حد للاقتتال الدائر في رأس العين خوفا من انتقال الحالة لمناطق أخرى».

يذكر أن منطقة رأس العين تضم خليطا سكانيا معقدا، يشمل أكرادا ومسيحيين وعربا وتركمانا وبقايا شيشان، إضافة إلى وجود عدد كبير من النازحين الذين هربوا من المناطق المجاورة.

الثوار يقتربون من وسط دمشق والخطيب يهدد الأسد بـ “كسر” مبادرة الحوار إن لم يفرج عن المعتقلات

السعودية: فشل مجلس الأمن يبرّر لنا إدارة ظهورنا له

                                            أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمام القمة الاسلامية الثانية عشرة التي انطلقت في القاهرة أمس، أننا إذا فشلنا في جعل مجلس الأمن يهبّ لنصرة الأمن والسلم الدوليين في سوريا وفلسطين، فعلينا أن ندير ظهورنا له وبناء قدراتنا لحل مشاكلنا بأنفسنا، حسبما جاء في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه ولي عهد المملكة الأمير سلمان بن عبدالعزيز.

وفي القاهرة كذلك، عقدت أمس قمة ثلاثية ضمت الرؤساء المصري محمد مرسي والتركي عبد الله غول والإيراني محمود أحمدي نجاد، بحثت سبل إيقاف نزف الدم السوري كما أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي.

وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب إنه أمهل بشار الأسد لغاية يوم الأحد المقبل لإطلاق سراح المعتقلين، ولا سيما النساء منهم، وإلا فـ”ستنكسر المبادرة” التي أطلقها للحوار. قابل ذلك إعراب وزير الخارجية الإيراني علي صالحي عن تصوره أن الحكومة السورية مستعدة للتفاوض مع المعارضة.

ميدانياً، اقترب الثوار من وسط دمشق حيث اندلع قتال عنيف أمس بين مقاتلي المعارضة وقوات الرئيس السوري في سعي من الثوار لإنهاء سيطرة النظام على الأحياء المؤدية إلى قلب العاصمة، ودوّت صفارات الإنذار في دمشق قرب فرع أمن الدولة في منطقة الخطيب قرب ساحة العباسيين ويرأسه العميد حافظ مخلوف ابن خالة بشار الأسد.

وقال عضو المجلس الوطني السوري رضوان زيادة إن تقدم الجيش الحر أمس في دمشق إجابة عملية على رفض نظام الاسد لأي منطق عدا اللغة العسكرية التي أصبح الجيش الحر أعلى صوتاً وأثراً فيها.

وفي قمة القاهرة أمس، أكد خادم الحرمين الشريفين أن مجلس الأمن هو الكيان الدولي المعني بتحقيق الأمن والسلم الدوليين، وإذا فشلنا في جعله يهب لنصرة الأمن والسلم الدوليين في كل من سوريا وفلسطين ووقف أعمال العنف التي تمارس ضدهما، فعلينا أن ندير ظهورنا له وأن نعمل على بناء قدراتنا لحل مشاكلنا بأنفسنا.

وقال خادم الحرمين الشريفين في كلمته أمام القمة الاسلامية الثانية عشرة التي انطلقت أمس بمشاركة وفود 56 دولة اسلامية، ان على المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن أن يتخذ الإجراءات والقرارات اللازمة لردع هذه الجرائم والعنف عن الشعب السوري وإنهاء انتقال السلطة بكل الوسائل الممكنة، خاصة في ضوء اعتراف المبعوث العربي الدولي المشترك لحل الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي في تقريره أمام المجلس بأن الأزمة آخذة في التفاقم بشكل كبير وتنذر بعواقب وخيمة في ضوء تمسك كل طرف بموقفه ودعم بعض الأطراف الفاعلة في مجلس الأمن لمواقف النظام السوري، الأمر الذي لا يساهم في حل المشكلة.

وأضاف تتفاقم يوماً بعد يوم الأوضاع المأسوية والإنسانية التي يعيشها أبناء الشعب السوري وما يرتكب في حقه من قبل النظام السوري من جرائم بشعة والمتمثلة في التنكيل والتعذيب والقتل الممنهج وتشريد ونزوح الأسر خوفاً من بطش هذا النظام، وبلغت هذه الجرائم مستويات لا يمكن أن يبرر الصمت عنها، أو عدم عمل أي فعل لردعها، وعلى دولنا القيام بواجبها لدعم هذا الشعب في محنته ووقف نزيف دمه المستمر قرابة العامين، مخلفة الآلاف من القتلى والجرحى.

وعقدت في القاهرة أمس قمة ثلاثية ضمت الرؤساء المصري محمد مرسي والتركي عبد الله غول والايراني أحمدي نجاد، بشأن سوريا.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي بأن القمة بحثت آليات واضحة لإنهاء نزف الدم السوري وتمكين الإرادة الشعبية السورية من أن ترى حلولاً ملموسة لوقف نزف الدم ووقف إهدار البنية التحتية في الشارع السوري، حيث إن إعادة إعمار سوريا سيصبح عبئاً كبيراً جدا على المجتمع الدولي نتيجة مليارات الدولارات التي اهدرت في هذا الصراع بين نظام متمسك بالسلطة وشعب يتطلع للتغيير واختيار السلطة التي تعبر عن إرادته.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية “نريد ان نوضح للقيادة الايرانية ان مصالحها في العالم العربي مرتبطة بمساندتها للشعب السوري لإنهاء نزف الدم”.

وقال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي بعد الاجتماع انه “كان مثمراً وجيداً والعملية ستستمر الى ان نصل الى نتيجة”، وأعرب عن اعتقاده أن النظام السوري مستعد للتفاوض مع المعارضة، كما أعلن أن بلاده سوف تلغي التأشيرات للتجار والسياح المصريين القادمين إلى أراضيها.

وكان الرئيس المصري دعا في كلمته الافتتاحية للقمة أمس، فصائل المعارضة السورية الى التوحد من اجل الاسراع بحل ازمة بلادهم.

وقال مرسي “على النظام الحاكم في سوريا ان يقرأ التاريخ ويعي درسه الخالد: ان الشعوب هي الباقية في حين ان من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح الشعوب ذاهبون لا محالة”. ودعا فصائل المعارضة التي لم تنضم للائتلاف الوطني المعترف به دولياً الى “التنسيق معه ومؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة لعملية البناء الديموقراطي لسوريا الجديدة”.

وأضاف “اهيب بالمعارضة السورية ان تشرع في اتخاذ الخطوات اللازمة لتكون مستعدة لتحمل المسؤولية السياسية بكافة جوانبها حتى اتمام عملية التغيير السياسي المنشود بإرادة الشعب السوري وحده”.

وحذر المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الاخضر الابراهيمي، من أن الوضع في سوريا يزداد سوءًا، مؤكداً مواصلته لمهمته في هذا البلد.

وقال الابراهيمي في تصريح صحافي أدلى به مساء أمس، عقب مباحثات أجراها مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في العاصمة الجزائرية، إن الوضع في سوريا كما أكرر دائما، سيئ ويزداد سوءاً.

وأمهل رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، النظام السوري إلى الأحد المقبل لإطلاق سراح المعتقلين، خاصة النساء، وإلا فـ”ستنكسر المبادرة” التي أطلقها للحوار مع النظام، على حد تعبيره.

وقال الخطيب في تصريح خاص لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مساء أمس من القاهرة التي يتخذ منها الائتلاف مقرا له، أنه يصر على أن يتم الحوار مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي قال إنه يحاول إخراج سوريا من المشكلة.

وشدد الخطيب على أن تفاوضه مع السلطة إنما هو من أجل رحيل النظام، وأن الثورة ستستمر.

ميدانياً سقط أمس أكثر من 150 قتيلاً برصاص النظام.

وقال نشطون بالمعارضة السورية إن قتالاً اندلع قرب وسط دمشق أمس بين مقاتلي المعارضة وقوات الاسد مع سعي المعارضة لانهاء سيطرته على الأحياء المؤدية إلى قلب العاصمة.

وقال النشطاء ان هجوم المعارضة يهدف إلى كسر حالة الجمود في المدينة التي يسكنها نحو مليوني شخص حيث منع القصف الجوي والمدفعي مقاتلي المعارضة المتحصنين إلى الشرق من التقدم على الرغم من سيطرتهم على قواعد للجيش.

وقال اسلام علوش الضابط بإحدى كتائب المعارضة “نقلنا المعركة إلى جوبر” وهو حي يربط معاقل المعارضة في الضواحي الشرقية بساحة العباسيين في وسط المدينة.

وأضاف “أعنف المعارك تدور في جوبر لأنه المفتاح إلى قلب دمشق.”

وقالت وسائل اعلام حكومية ومواقع على الانترنت موالية للاسد ان القوات الحكومية صدت تقدم مقاتلي المعارضة في جوبر واجزاء اخرى من منطقة الغوطة بشرق دمشق، ولكن المعارضة قالت انها حققت مكاسب كبيرة.

وقال ابو غازي القيادي في قوات المعارضة في ضاحية عربين في شرق العاصمة “سقطت اجزاء من الطريق الدائري بدمشق في ايدينا اليوم (امس). هذا الطريق كان بالفعل الحاجز الاخير بين الغوطة والمدينة.” وأضاف “لا أريد أن أعطي الناس آمالاً كاذبة لكنني أعتقد أنه إذا وصل قتال الشوارع إلى وسط دمشق فلن يتمكن النظام من وقفه هذه المرة.”

وقال الناشط أبو معاذ الأغا وهو قيادي في تجمع أنصار الاسلام الذي يضم عددا من كتائب المعارضة المسلحة ومتحدث باسمه “توجد استراتيجية جديدة والكتائب متحدة. ما يحدث في الميدان كبير لكنه استعداد لعمليات أكبر. في الوقت الحالي سنهاجم نقاط التفتيش خاصة في جوبر الذي كان مجرد الاقتراب منه يبدو مستحيلاً قبل بعض الوقت. نريد أن نهز النظام.”

وقال الناشط فداء محمد من منطقة القابون “مناطق جوبر وزملكا والزبلطاني واجزاء من القابون والطريق الدائري تحولت إلى ساحة حرب.”

وتتمركز قوات الاسد الرئيسية في جبل قاسيون في دمشق وعلى قمم تلال تنتشر بها المدفعية وراجمات الصواريخ.

وقال سكان إن انفجارات دوت في أنحاء شرق وشمال العاصمة. وقال نشط “يبدو أن الجيش قد أخذ على حين غرة. التقارير الواردة من قلب المعركة تتحدث عن إصابة عدة دبابات وتراجع الجيش إلى ساحة العباسيين.” وقالت وحدة لواء الإسلام المعارضة إن عملية دخول المناطق الشرقية بدمشق تهدف لتخفيف الضغط على ضاحيتين كبيرتين في الجنوب الغربي فرض عليهما الجيش السوري حصارا.

وهاجمت قوات المعارضة أيضا بلدة عدرا على بعد 17 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من دمشق. واظهرت مقاطع مصورة ما زعم أنها عربة مدرعة في المنطقة يصيبها صاروخ. وفر آلاف السوريين إلى البلدة التي يوجد بها اكبر سجن في البلاد.

وفي جوبر قال نشطون إن مكبرات صوت في مساجد رددت التكبيرات دعماً لمقاتلي المعارضة الذين هاجموا حواجز الطرق في الحي. وأضافوا أن الدبابات المتمركزة على مشارف حي الميدان في وسط المدينة والواقع خارج أسوار دمشق القديمة مباشرة قصفت أحياء جنوبية في المدينة.

وقال نشطون في تدمر على بعد 220 كيلومترا شمال شرقي دمشق على الطريق الرئيسي إلى شرق البلاد المنتج للنفط إن انتحاريا فجر سيارة ملغومة في مجمع للمخابرات العسكرية مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين.

وقال نشطاء في تدمر إن قنبلة دمرت جزءا من الجدار الخلفي للمجمع قرب آثار تعود إلى العصر الروماني في المدينة ثم اقتحم الانتحاري المجمع وفجر السيارة الملغومة مما ادى الى تدمير جزء من المجمع.

وقال النشط أبو الحسن من المدينة “انفجرت السيارة الملغومة الأولى في حوالي الساعة السادسة صباحا. أما السيارة الثانية -التي سببت الانفجار الأكبر- اقتحمت المجمع بعد ذلك بعشر دقائق.”

وأضاف أن دبابات متمركزة في المجمع ردت بإطلاق قذائف على حي سكني مجاور فقتلت العديد من المدنيين. وتعرضت حواجز على الطرق في المدينة لهجمات أيضا.

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، العربية،

ا ش ا، قنا، بنا)

 معارضون سوريون يطالبون المجتمع الدولي بأفعال على الأرض

                                            أبدى معارضون سوريون استياءهم لما اعتبروه تباطؤاً من المجتمع الدولي في مساعدة الشعب السوري حتى تتحقق أهداف الثورة المتمثلة في إزاحة بشار الأسد وأركان نظامه عن السلطة وإقامة مجتمع ديموقراطي حر.

وقال المعارضون في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية “قنا” إن الملف السوري كان حاضراً بقوة في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي انعقد في ألمانيا، حيث أكد معظم المشاركين وفي مقدمهم دولة قطر على ضرورة العمل الجاد لوقف الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد ومساعدة الشعب السوري بكل السبل، محذرين من تداعيات هذه الأزمة على الأمن والسلم ليس في المنطقة وحدها، ولكن في العالم أجمع.

وتباينت آراء المعارضين حول اللقاء الذي جمع بين رئيس الائتلاف الوطني السوري الشيخ أحمد معاذ الخطيب ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مؤكدين أنها مجرد مبادرة شخصية من الخطيب لتحريك المياه الراكدة في المجتمع الدولي إزاء القضية السورية بعد مرور أكثر من عامين عليها من دون أن تلوح في الأفق بوادر للحل.

صبرا

وقال جورج صبرا، رئيس المجلس الوطني السوري، إن هناك الكثير من المبادرات التي طُرحت لمساعدة الشعب السوري، وكانت هناك العديد من المؤتمرات التي عقدت لهذا الغرض وكانت الوعود كثيرة، لكن على الأرض المحصلة قليلة جداً فكان لا بد أن يلتفت السوريون إلى ثورتهم في الداخل وقدرتهم على الاعتماد على أنفسهم والتفتيش عن مصادر التسليح لأن هذا حق طبيعي للمعارضة وهي تواجه جيشاً نظامياً ارتكب أبشع أنواع الجرئم بحق شعبه.

وأكد أنه من غير المنطقي أن يستمر تدفق السلاح على النظام من دول معروفة تماماً تسانده سياسياً وعسكرياً، وتظل المعارضة السورية عاجزة عن مواجهة ذلك، وهو سؤال يجب أن يوجه إلى المجتمع الدولي ومن الضروري الإجابة عليه.

وأشار إلى أن الخطاب الأخير لبشار الأسد أغلق الباب نهائياً أمام أي مشروع لتسوية سياسية للأزمة وهذا بالتالي يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته بعد أن قدم الشعب السوري الكثير من التضحيات وسقط آلاف الشهداء في سبيل حريته، وهذا حق طبيعي له أن يجد الدعم الكافي من المجتمع الدولي سواء الإغاثي أو التسليحي حتى تحقق الثورة أهدافها.

النجار

وقال يس النجار عضو الائتلاف الوطني السوري إن نظام بشار الأسد يستفيد جداً من عامل الوقت بعد أن فشل المجتمع الدولي في الانتقال إلى الشق التنفيذي في مجال دعم الشعب السوري، موضحاً في هذا الإطار أن هناك تبايناً واضحاً في وجهات النظر بين الدول المركزية التي ساهمت في اتفاقيات جنيف وبين الدول الإقليمية على صعيد التعامل والتواصل مع حلفاء النظام السوري، وأيضاً من خلال الانتقال إلى دعم واضح للشعب السوري.

وحول مسألة دعم الجيش السوري الحر بالسلاح وما هو المطلوب، قال النجار إن هناك محاولات من بعض الدول لتمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه، لكنها للأسف تبوء بالفشل، وهذا اتضح تماماً خلال الثورة السورية، حيث تصطدم هذه المحاولات بجدار الولايات المتحدة وروسيا، وهو ما يزيد من معاناة الشعب السوري عندما نرى دعماً واضحاً من قبل روسيا لنظام بشار الأسد في وقت يتم فيه منع إيصال السلاح إلى المعارضة.

وأعرب يس النجار عن اعتقاده بأن الشعب السوري سيظل وحيداً ما لم تساعده الدول الأخرى بالمال والسلاح حتى تتحقق أهداف الثورة في تمكين السوريين من الانتقال إلى الدولة المدنية التي تسودها قيم الحرية والعدالة.

وحول اللقاء الذي عقد على هامش مؤتمر ميونيخ بين معاذ الخطيب وسيرغي لافروف، قال النجار إن الخطيب حتى الآن يقوم بدور سياسي مبني على التصور الشخصي وبخاصة في بعض المبادرات.

وأضاف أن الهيئة السياسية المؤقتة في الائتلاف الوطني رفضت الحوار إلا على أساس تسليم السلطة، وهذا لا يعني ألا نلتقي مع الروس، فالمجلس الوطني السوري كان حريصاً على التواصل مع الروس لإيصال ما يحصل على الأرض بشكل واضح إليهم، لكن الموقف الروسي حتى الآن امتنع عن الانحياز لخيارات الشعب السوري.

وفي ما يخص حزمة المساعدات التي قدمتها قطر للاجئين السوريين في الداخل، أجاب النجار بأننا نوجه الشكر إلى دولة قطر أميراً وحكومة وشعباً على كافة الجهود التي يقدمونها للشعب السوري والتي ليست خافية على أحد.

وأضاف أن من الواضح تماماً أن الأشقاء القطريين حرصاء على استمرار دعم الشعب السوري، وأظن أن الحكومة القطرية قادرة من خلال مبادراتها الدائمة ومن خلال تواصلها مع الناشطين السياسيين والقوى الفاعلة على الأرض والتي أصبحت أكثر تمكناً داخل سوريا وخصوصاً في المناطق المحررة أن تنجح في إيصال هذه المساعدات، وهذا يؤكد على عمق العلاقات بين قطر والشعب السوري.

رمضان

وقال أحمد رمضان، عضو الائتلاف الوطني، إن البند السوري كان موجوداً على مائدة مؤتمر ميونيخ للأمن وهو ما يعكس اهتماماً عالمياً الآن بالقضية السورية، وبخاصة بعد انتقالها من حيز المحلية والإقليمية إلى الحيز الدولي، وكون أن النظام السوري بإجراءاته وبعمليات القتل التي يقوم بها أصبح يهدد السلم العالمي والأمن الإقليمي والدولي، ولذلك كان من الطبيعي أن يناقش مؤتمر بمستوى ميونيخ القضية السورية إلى جانب قضايا عالمية أخرى.

أضاف أننا في المعارضة السورية عموماً وفي المجلس الوطني السوري خصوصاً، نعتبر أن النتائج التي خلص إليها المؤتمر لا تشكل حافزاً فعلياً وجدياً من أجل وقف إراقة الدماء في سوريا، وخصوصاً مع استمرار التصعيد من قبل النظام وقيامه بمزيد من عمليات الإبادة الكاملة لأسر وأحياء ومناطق بعينها في دمشق وريفها وحلب وعدد من المدن السورية.

وأوضح أن المؤتمر لم يخرج بتوصيات تعكس معالجة فعلية للوضع الداخلي في سوريا كونه لم تتخذ أي إجراءات تضع حداً لما يقوم به النظام السوري ولم يضع حداً للتدخلات من قبل دول إقليمية تساعد النظام السوري.

وحول لقاء الخطيب لافروف وهل هو مؤشر على تغيرات في مواقف الجانبين، قال رمضان إنه لا يوجد حتى الآن تغيير ملموس في الموقف الروسي تجاه الوضع في سوريا، وبخاصة من ناحية دعم النظام عسكرياً ولوجيستياً وأمنياً، وفي ضوء ذلك لم يكن لدى الائتلاف الوطني وقوى المعارضة برنامج لعقد لقاءات مع أي من المسؤولين الروس ما لم يتم ذلك على أساس واضح ووفقاً لأجندة واضحة تعكس تغييراً جذرياً في الموقف الروسي.

وأضاف أنه على ضوء هذا الموضوع تعاملت معظم قوى الائتلاف وبخاصة المجلس الوطني السوري على أن المبادرة التي قام بها معاذ الخطيب كانت مبادرة شخصية وخاصة من طرفه ولم تناقش على مستوى الهيئة العامة أو على مستوى الهيئة السياسية التي عقدت اجتماعاً لها قبل يوم واحد فقط من بدء اجتماعات ميونيخ، وبالتالي الاجتماعات التي عقدت في ألمانيا كانت بمبادرة من الخطيب ولا تعكس تغييراً في مواقف الائتلاف أو القوى المؤسسة له وخصوصاً وثيقة الدوحة التي تأسس على أساسها الائتلاف وشاركت فيها كافة القوى السياسية وكانت هي الإطار الناظم لعمله خلال الفترة الأخيرة.

وفي ما يتعلق بدعم المعارضة، قال رمضان إننا نميز بين نوعين من الدعم، فهناك الدعم العسكري أو النوعي الذي التزمت به القوى الرئيسية الكبرى، وهذا الأمر لم يجد طريقه إلى التنفيذ ولم يطبق حتى في مستوياته الدنيا، وبالتالي أدى هذا الأمر إلى إحراج الائتلاف ووضعه في خانة صعبة أمام الرأي العام السوري وأمام القوى الميدانية.

وأضاف أن النوع الثاني من الدعم هو الدعم الإغاثي والإنساني الذي التزمت به العديد من الدول وخصوصاً الدول العربية والخليجية وتم الوفاء بجزء كبير منه وبخاصة على صعيد دعم القطاعات الطبية والمستشفيات وعمليات الإغاثة للمخيمات التي قامت دولة قطر مشكورة أيضاً بجزء كبير من هذا المجهود خلال الفترة المنصرمة خلال الدعم الإغاثي والإنساني، وباستثناء ذلك لم نحصل على دعم فعلي من الدول التي تحدثت أو التزمت بعشرات الملايين في مؤتمر مراكش، فليس هناك دعم فعلي تلقاه الائتلاف الوطني باستثناء الدعم القطري والخليجي.

وحول الدعم الإغاثي وآليات إيصاله، قال رمضان إن هناك جهوداً كبيرة تبذلها دولة قطر والمؤسسات الإغاثية فيها وبخاصة الهلال الأحمر القطري، حيث إن لديهم فرق عمل ذات خبرة مميزة في العمل الميداني، وهم استطاعوا العمل في الأردن وفي جنوب تركيا ولبنان ودعموا العديد من المشافي الميدانية، واستطاعوا أيضاً تسخير عدد من القوافل الإغاثية والمساعدات في المناطق المنكوبة.

وأضاف أن هناك مشروعاً واسعاً لمسح الاحتياجات في مخيم الزعتري، إضافة إلى إيصال كميات كبيرة من الأدوية والمواد الإغاثية إلى داخل سوريا عبر منظمات إغاثية أهلية موجودة في المناطق المحررة من قبضة الجيش النظامي السوري.

وأعرب عن اعتقاده بأن هذا المجهود يستحق التقدير وهذا الذي يلمسه المواطن السوري من الناحية الفعلية، أما الوعود الأخرى التي تأتينا من الدول التي تمارس الضغوط السياسية وبخاصة الدول الغربية فإننا نعتقد أنه لا يُرى لها أثر على الأرض.

المالح

وقلل هيثم المالح، عضو الائتلاف الوطني، من جدوى اللقاء بين لافروف والخطيب وما قد يسفر عنه من نتائج.

وأضاف أن الخطيب طالب بإطلاق سراح 160 ألف سجين ولكن النظام لا يعترف بذلك أصلاً، بل يقول إن لديه مجرمين مما يتطلب إجراء أي نوع من الحوار بين المعارضة والنظام أن يعترف الأسد بأن لديه معتقلين سياسيين يصل عددهم إلى ربع مليون معتقل حسب معلوماتنا.

وأوضح أن الخطيب لاحظ ركوداً كاملاً للمجتمع الدولي تجاه القضية السورية وكأن الأمر لا يعنيهم، حيث لا يوجد دعم مالي وإغاثي أو سلاح، فأراد بمبادرته هذه أن يلقي حجراً في المياه الراكدة.

وبين أن لقاء الخطيب ولافروف كان بهدف استماع كل طرف للآخر، فلافروف لا يعطي في هذا اللقاء رأي حكومة روسيا الاتحادية تجاه القضية السورية، لأن الإدارة الروسية قالت مؤخرا أكثر من مرة إن الأسد يفقد إمكانية الاستمرار في السلطة شيئاً فشيئاً، مشيراً إلى أن كل ما يتعلق باللقاء سوف يُناقش في الاجتماع المقبل للائتلاف السوري.

وأكد المالح أن الشعب السوري ماضٍ في ثورته حتى النصر. وقال إنه ليس أمامنا سوى الصبر وفي الوقت نفسه لنا الحق عند إخواننا في الدول العربية والإسلامية في أن يساعدوننا، فهناك فعلاً دعم ولكنه ليس على المستوى المطلوب، فنحن في حاجة إلى تسليح نوعي حتى ينتهي الصراع ونأمل أن يتم إنقاذ الشعب السوري مما هو فيه.

وشدد على أن النظام السوري ليس مؤهلاً لأن يقدم أي شيء لشعبه، فلو كان مؤهلاً لما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من تدمير أكثر من 60 في المئة من البلاد وتشريد الملايين من السوريين خارج أوطانهم وبيوتهم وانتهاك الأعراض وتدمير المساجد وغيرها.

وحول تقديم السلاح الى المعارضة، قال إنه لو تم تسليح المعارضة منذ أيام الثورة لانتهى نظام بشار الأسد مبكراً، فالآن النظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من الأرض، فجميع المناطق العسكرية التابعة للنظام محاصرة من قبل الجيش السوري الحر، ومطار حلب ودمشق لا يعملان ولا يبقى سوى مطار اللاذقية، فجيش الأسد في حالة تراجع وتقهقر وحصار، أما الجيش الحر ففي حالة تقدم رغم قلة الأسلحة لديه، وبالتالي لو تم تسليح المعارضة بأسلحة نوعية لاختلف الأمر كثيراً، وهذا ما نطلبه مراراً والمجتمع الدولي يعلم ذلك ويفهمه.

وحول المساعدات الإغاثية، قال إننا في الائتلاف لدينا وسائل لإيصال الدعم إلى أهلنا في سوريا بالداخل، وعلى كل الحكومات التي تريد أن تدعم الشعب السوري أن تتواصل مع الائتلاف ونحن لدينا من الوسائل ما يمكننا أن نوصل هذا الدعم إلى مستحقيه، فلدينا وحدة الدعم الإغاثي وهي وحدة معروفة، معرباً عن اعتقاده بأن قطر قامت بما عليها فعله من ناحية تقديم الدعم للشعب السوري.

(قنا)

معارك متصاعدة بدمشق وإدلب وحلب

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 11 شخصا قتلوا اليوم بنيران قوات النظام معظمهم في دمشق وريفها، وتجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على حي جوبر بالعاصمة دمشق وعلى مدن عين ترما وزملكا المجاورة للحي.

كما اندلعت اشتباكات عنيفة في شارع الثلاثين بمخيم اليرموك بين الجيش الحر والقوات النظامية، وذلك في أعقاب يوم من المواجهات الدامية سقط فيه نحو مائتي قتيل.

ونقلت رويترز عن نشطاء أن العمليات الجديدة تهدف إلى كسر حالة الجمود في دمشق، حيث منع القصف الجوي والمدفعي مقاتلي المعارضة المتحصنين في الشرق من التقدم على الرغم من سيطرتهم على قواعد للجيش.

وقال إسلام علوش الضابط في إحدى كتائب المعارضة “نقلنا المعركة إلى جوبر”، وهو حي يربط معاقل المعارضة في الضواحي الشرقية بساحة العباسيين في وسط المدينة. وأضاف “أعنف المعارك تدور في جوبر لأنه المفتاح إلى قلب دمشق”.

كما ذكرت شبكة شام أن القصف العنيف تجدد براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء دمشق الجنوبية، وتركز القصف على حي الحجر الأسود.

وتحدثت شبكة شام عن قصف عنيف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون على أحياء الشيخ ياسين والعرضي والحويقة بمدينة دير الزور، وكذلك قصف عنيف بقذائف الهاون على حي القابون بدمشق. وتجدد القصف العنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن داريا ومعضمية الشام بريف دمشق.

وكانت مناطق في ريف دمشق قد شهدت خلال الساعات القليلة الماضية تصعيدا بالمعارك والقصف الذي وصف بأنه الأعنف منذ أشهر، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما دعا المجلس الوطني المعارض السوريين إلى دعم الجيش الحر في “معركة تحرير دمشق”.

من جهة ثانية، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري أن “الجيش يشن هجوما شاملا” في ريف دمشق، حيث توجد معاقل كثيرة لمقاتلي المعارضة يستخدمونها كقواعد خلفية في هجماتهم على العاصمة. وأوضح أن الجيش “علم بأن مسلحي المعارضة يحضرون لهجوم في منطقة دمشق، فبادر إلى مهاجمتهم”، قائلا إن “كل مداخل دمشق مقفلة”.

معارك متفرقة

وعلى جبهة أخرى، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن حدة المواجهات تصاعدت في إدلب لليوم الثاني على التوالي، فيما استهدف الجيش الحر مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام في المنطقة ضمن ما سماها “معركة البنيان المرصوص”، حيث ما زالت الاشتباكات مستمرة لليوم الثاني على التوالي.

في غضون ذلك،  قال ناشطون سوريون إن انفجاراً وقع في مقر فرع المخابرات العسكرية بمدينة تدمر، فيما تتواصل الاشتباكات في المدينة بين الثوار وقوات النظام. وتشير مصادر إلى أن عناصر من “جبهة النصرة” قاموا بتفجير فرع المخابرات العسكرية في المدينة، وأشار الناشطون إلى سقوط العشرات من جنود النظام في الهجوم.

أما في حلب، فقد تواصلت الاشتباكات في حي الشيخ سعيد في جنوب المدينة، حيث تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة عليه من المقاتلين المعارضين الذين دخلوه قبل أيام. كما سجلت معارك لليوم الثالث على التوالي في محيط ثكنة المهلب للقوات النظامية في حي السبيل غرب المدينة.

وتحدث المرصد السوري عن اشتباكات بين أرتال للقوات النظامية متجهة نحو مدينة السفيرة (جنوب غرب حلب) ومقاتلين من جبهة النصرة وعدة كتائب أخرى، من أجل منع القوات النظامية من التقدم.

الصين تطلب خطوات ودمشق تشترط إلقاء السلاح

طالبت الصين اليوم الخميس سوريا بخطوات واقعية لبلوغ مرحلة انتقال سلمي, في حين اشترطت دمشق على المعارضة إلقاء السلاح للتفاوض معها.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي طالب بتلك الخطوات التي لم يحددها خلال اجتماعه اليوم في بكين بفيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري.

وأضافت أن المقداد عرض خلال اجتماع منفصل مع باحثين صينيين في شؤون المنطقة العربية وجهة نظر نظام الرئيس بشار الأسد تجاه المعارضة وما سماها الهجمات الإرهابية.

وفي مقابلة أجرتها معه شينخوا, قال المقداد إن اقتراح رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب التفاوض مع ممثلين للنظام محاولة للرد على مبادرة الأسد التي أعلن عنها في خطاب ألقاه مطلع الشهر الماضي بدمشق.

وفي أول رد رسمي على مبادرة الخطيب, قال المقداد إن “هناك مبادرة من طرف واحد من أطراف المعارضة، وهو الائتلاف الوطني الذي أنشأته الولايات المتحدة في الدوحة”. ورفض المسؤول السوري ضمنا الشروط التي وضعها رئيس الائتلاف الوطني, وبينها إطلاق 160 ألف سجين على رأسهم النساء, وقال إن “كل من يلقي السلاح ويأتي للحوار فأهلا وسهلا به”.

رد المعارضة

وكان الخطيب اقترح محاورة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع, وقال إن الحوار يستهدف رحيل نظام الأسد والدخول في مرحلة انتقالية تحقن الدماء. وفي تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية أمس، اشترط الخطيب إطلاق كل السجينات بحلول يوم الأحد المقبل وإلا سحب المبادرة.

لكن المجلس الوطني السوري -وهو أكبر مكونات الائتلاف الوطني- انتقد مبادرة أحمد معاذ الخطيب, واعتبر أن القوة هي الخيار لإزاحة النظام. وقال في بيان إن ما سميت بمبادرة الحوار مع النظام قرار فردي لم يجر التشاور بشأنه.

وأضاف أن تلك المبادرة تناقض وثيقة تأسيس الائتلاف التي تنص على أن “هدف الائتلاف إسقاط النظام القائم برموزه وحل أجهزته الأمنية والعمل على محاسبة المسؤولين عن سفك دماء الشعب السوري، وعدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم”.

وقال المجلس الوطني السوري -الذي يرأسه جورج صبرا وهو نائب الخطيب في رئاسة الائتلاف الوطني- إن الهجوم الذي يشنه الجيش الحر في دمشق يثبت أن الثورة لا تزال الطريق الأقصر لتحقيق النصر الكامل وإسقاط النظام المجرم.

ودعا في بيان كل هياكل المجلس والائتلاف وجميع السوريين إلى دعم الجيش الحر، وتجنب الجدل السياسي الذي يفرق الصفوف. كما دعا إلى تكريس كل الجهد لدعم معركة تحرير دمشق بوصفها أولوية وطنية مطلقة.

وجاء في البيان ذاته أن “المعركة التي حررت معظم أراضي سوريا وأسقطت النظام في مساحات شاسعة منها، ستتواصل حتى السقوط الكامل لنظام (الرئيس بشار) الأسد المجرم”. وعلى حد تعبير البيان، فإن الانتصارات التي يحققها الجيش الحر سيكون لها أثرها الحاسم على مسيرة الثورة السورية.

طعنة للثورة

ووصف البيان ذاته اللقاء الذي جمع الخطيب بوزير خارجية إيران في ميونيخ بأنه “طعنة للثورة السورية وشهدائها، ومحاولة بائسة لتحسين صورة طهران وتدخلاتها في الشأن السوري ودعمها النظام بكل أدوات القتل والإرهاب”.

وفي تصريح له اليوم, قال المعارض السوري البارز رياض سيف إن مبادرة الخطيب تشترط رحيل الأسد والمشاركين معه في الجرائم ضد الشعب السوري. من جهتها، أعلنت الجبهة الإسلامية السورية التي تضم فصائل تقاتل في مناطق مختلفة بسوريا، أنها ترفض أي حوار مع النظام.

وكانت الولايات المتحدة ودول غربية أشادت بمبادرة الخطيب باعتبارها خطوة أولى على طريق التسوية السلمية، كما رحبت بها إيران والموفد العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي.

السوري الذي رمى نجاد بالحذاء يكشف تفاصيل الحادثة

قال إن ما فعله قليل مقارنة بما فعله الرئيس الإيراني من تدمير لسوريا

القاهرة – الأناضول

يبدو أن حذاء السوري عز الدين خليل الجاسم، سيصبح واحداً من أشهر الأحذية مع بدايات عام 2013، بعد أن قذف به الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أثناء زيارته لحي الحسين بالقاهرة الثلاثاء.

السوري الجاسم (33 عاماً) من محافظة حلب، قال في مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء: “لو كان نجاد بيدي لخنقته من شدة قهري وانفعالي، فما فعلته قليل مقارنة بما فعله من تدمير لسوريا”.

وأشار إلى أنه لو رأى الرئيس الإيراني مرة أخرى في أي دولة في العالم سيكرر هذا الفعل. وأوضح أنه اختار ضرب نجاد بالحذاء لأنه يعلم أن “الرؤساء لديهم عقدة من الحذاء، لأنه يُعتبر رمز الذل لكل رئيس طاغية”.

وعن تصوره قبل زيارة أحمدي نجاد للقاهرة، قال: “كنا عندما نرى إيرانياً في سوريا قناصاً أو شبيحاً كنّا ننزعج ونُستفز بشدة، إلا أن الجيش الحر كان يمسك بهم ويحاكمهم، فما بالك عندما ترى رأس الهرم نجاد في بلد هو العمود الفقري للعالم العربي وهي مصر، لاسيما في ظل دعمه لبشار بالسلاح والتكنولوجيا لقتل أهلنا ثم تراه أمامك، لو كان بيدي لخنقته من شدة قهري وانفعالي”.

تفاصيل الواقعة

أما تفاصيل الواقعة، فيرويها الجاسم قائلاً: “القصة بدأت عندما كنت في القاهرة قادماً من طنطا (بدلتا النيل شمال مصر) لشراء بعض الأشياء، لفت نظري بعض الشباب الذين يحملون صور أحمدي نجاد، فاستفزني الأمر بشدة، لأن نجاد عدو يشارك في قتل السوريين، وقررت انتظاره، بعد انتهائه من صلاة المغرب والعشاء في مسجد الحسين”.

وتابع: “ومع خروج نجاد من المسجد، كان هناك شباب يهتفون، فاستفزني المشهد بشدة، وربطت بين مشاركة هذا الرجل في قتل السوريين وبين صور النساء اللواتي يذبحن في سوريا، فاتجهت نحوه، محاولاً ضربه بيدي، لكنني لم أستطع لأنني كنت بعيداً والحاجز الأمني منعني، فحملت حذائي وقذفته به.

أما بالنسبة لتعامل الأمن معه بعد الواقعة، فأوضح الجاسم، أنهم أبعدوه بكل احترام، وهدأوا من روعه، وجلس معهم لبعض الوقت، ثم قاموا بأخذ بعض المعلومات الشخصية عنه وأطلقوه.

بعد تجاهل نظام الأسد لمبادرته.. الخطيب يهدد بسحبها

قال: إذ بقيت امراة واحدة في السجن فهذا يعني رفض النظام للمبادرة

دمشق – رويترز، العربية

بعد تجاهل نظام الأسد للمبادرة التي أطلقها رئيس الائتلاف السوري، أحمد معاذ الخطيب، هدد الأخير بسحبها، وأمهل النظام حتى يوم الأحد المقبل، بشرط الإفراج عن جميع النساء المعتقلات في السجون السورية.

وأكد الخطيب أنه إذا بقيت امرأة واحدة في السجن في سوريا، فذلك يعني أن النظام رفض مبادرته، والتي لقيت جدلاً كبيراً سواء في أوساط المعارضة أو خارجها.

وأضاف الخطيب في تصريح لإحدى القنوات التلفزيونية أنه في حال تأكد أن ثمة امراة واحدة بقيت في السجن، فإنه سيعتبر مبادرته مرفوضة من قبل النظام.

وأضاف وفق وكالة “رويترز” أنه يصر على الحوار مع نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع رغم أن الحكومة السورية رفضت إدراج اسم الأخير كطرف في الحوار.

وكان الخطيب طرح منذ أيام مبادرة للحوار مع ممثلين عن النظام السوري، ممن “لم تتلطخ أيديهم بالدماء”، بشرط الإفراج عن آلاف المعتقلين وأن يؤدي الحوار إلى رحيل الأسد، ولقيت مبادرته ترحيباً غربياً ورفضاً من المجلس الوطني الذي يشكل جزءاً من الائتلاف المعارض.

المعارضة السورية تسعى لتولي مقعد سوريا بالأمم المتحدة

تفتح مكتبي تمثيل في واشنطن ونيويورك في بادرة تدعمها أمريكا

نيويورك – فرانس برس

تطمح المعارضة السورية إلى الحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة، وستفتح ممثليتين في واشنطن ونيويورك، بحسب ما أعلن ممثلها الجديد في الولايات المتحدة.

وقال نجيب غضبيان، ممثل التحالف الوطني السوري في الولايات المتحدة، “إن نظام الأسد فقد شرعيته، ولذلك فإن هدفنا هو تولي مقعده في الأمم المتحدة”، مقراً مع ذلك بأن الأمر يتعلق بـ”معركة سياسية وقانونية طويلة”.

وقال غضبيان إن رئيس التحالف أحمد معاذ الخطيب دعي من قبل الحكومة الأمريكية للقيام بزيارة، ويمكن أن يلتقي كبار مسؤولي الأمم المتحدة ومن ضمنهم الأمين العام بان كي مون، لكنه لم يشر إلى أي تواريخ محددة.

وأضاف أن المعارضة السورية التي تملك مكاتب في سبع دول بينها بريطانيا وفرنسا وقطر وتركيا، ستفتح مكتبي تمثيل في واشنطن الأسبوع القادم ثم في نيويورك في بادرة تدعمها الولايات المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند “نحن نجري محادثات مع الائتلاف الوطني السوري المعارض لفتح مكتب في واشنطن”. وأضافت “ندعم أيضا فتح مكتب في نيويورك”.

وكانت الولايات المتحدة اعترفت في ديسمبر/كانون الأول بالائتلاف الوطني السوري المعارض “ممثلا شرعياً للشعب السوري”.

الإبراهيمي: مبادرة الخطيب إيجابية لكنها غير كافية للحل

أشار إلى أن الانتقال من نظام رئاسي إلى برلماني يلغي مسألة ترشيح الأسد

دبي – قناة العربية

أعلن الموفد الدولي لأخضر الإبراهيمي، من نيويورك، أن مبادرة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري هي مبادرة فردية منه، واصفاً إياها بالعنصر الإيجابي. إلا أنه أضاف أن المبادرة ليست كافية لعملية تنفيذ مشروع حل سياسي”. وقال الإبراهيمي في حديث صحافي “عند الانتقال من نظام رئاسي إلى نظام برلماني فإن مسألة ترشيح بشار الأسد لن تعود مطروحة”.

من جهة أخرى، نقل التلفزيون المصري عن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قوله إن نظام الأسد مستعد للدخول في حوار مع المعارضة.

في غضون ذلك أمهل رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، أحمد معاذ الخطيب، النظام السوري حتى الأحد المقبل للإفراج عن النساء المعتقلات لديه وإلا اعتبر أن مبادرته للحوار قد رفضت.

وقال في تصريح لـ”بي.بي.سي”: “هذه الأمور ليست إلى يوم الدين. إطلاق سراح النساء يجب أن يتم حتى يوم الأحد”. وأضاف: “يعني إذا تأكدت أن ثمة امرأة واحدة في السجن في سوريا (الأحد)، اعتبر أن هذه المبادرة قد رفضها النظام. وهو يقفز ويرقص على جروح شعبنا وآلامه وتعذيب النساء”.

أما على الصعيد الميداني، فقد وصل عدد القتلى أمس الأربعاء إلى ما يقارب 162 شخصاً بنيران قوات النظام، بحسب ما أعلنت لجان التنسيق المحلية.

وكان المجلس العسكري في دمشق وريفها قد أعلن بدء عملية الدخول إلى دمشق تحت اسم عملية “الملحمة الكبرى”.

سوريا: مبادرة الخطيب والتغير في الموقف الدولي

ندى عبدالصمد

بي بي سي – اسطنبول

في اسطنبول حيث تقيم قيادة المجلس الوطني السوري، لا يسمع الساعي الى معرفة الخلفيات التى دفعت معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري الى اطلاق “مبادرته” سوى الانتقاد لموقف وصف هنا بالفردي.

اما القراءة لمصدر “المبادرة” هنا فهي اقرب الى التحليل المستند الى معلومات يقول كاشفوها انها لا تبرر التراجع عن “التوافق” بان لا حوار مع النظام الحالي في سوريا.

وحسب معارضين سوريين في اسطنبول، فان اصل المبادرة هو “همس” حصل في اذن الخطيب من فعاليات اقتصادية ومالية في العاصمة السورية دمشق ابدت خشيتها من ان تلقى دمشق العاصمة السياسية والاقتصادية لسوريا مصير حلب مدينة الثقل التجاري الذي دمرته المعارك المتواصلة فيها.

وحسب اعضاء في المجلس الوطني فان الهمس من مرجعيات اقتصادية ومالية حصل بالاتجاهين، باتجاه الخطيب وباتجاه الرئاسة السورية.

لكن تكرار الخطيب طرح مبادرته رغم عدم حصول اتفاق في المعارضة السورية حولها وبعد مسارعة قيادة المجلس الوطني السوري الى رفضها، يشير حسب اعضاء في المعارضة السورية، الى ان المسألة ابعد من خوف جسم اقتصادي يعتقد ان تدمير العاصمة بعد المدن الرئيسية يعني نهايته الحمتية.

“عراق آخر”

فما يجري تداوله هنا هو ان الولايات المتحدة مضت في فكرة محاورة النظام السوري بعد اتفاقها مع الجانب الروسي على بقاء الجهازين الامني والعسكري القائمين في سوريا حاليا خشية حدوث فوضى تجعل سوريا عراقا اخر.

لكن الاتفاق حسب قراءة بعض المعارضين هنا والذي يشير الى تعديلات طفيفة على هذين الجهازين يشمل ايضا عدم التمسك بالرئيس السوري في اطار اي تسوية سياسية تنتج عن حوار بين المعارضة والنظام وتوقف المعارك.

وقد جاء في هذا السياق موقف الولايات المتحدة المرحب وبعده موقف اوروبي مرحب وبعده موقف صدر عن الجامعة العربية رحب “بمبادرة” معاذ الخطيب.

اما الموقف التركي فهو حسب معارضين سوريين، معلن وهو رفض محاورة الرئيس السوري.

الا ان محللين اتراك رأوا ان تركيا ليست بعيدة عن تاييد المبادرة. ويستند هؤلاء الى عنصرين، الاول ان الاتراك هم اول من طرح اسم فاروق الشرع كبديل عن الاسد وهو نفس الاسم الذي عاد وطرحه الخطيب ليكون المحاور في الجانب الاخر، بالاضافة الى ان طرح الشرع من قبل الاتراك يستند الى المنطق الذي يقول ببقاء النظام خوفا من الفوضى ولكن تغيير الرأس.

اما العنصر الثاني الذي دفع الاتراك الى التأييد الضمني لمبادرة الخطيب فيكمن، كما يقول محللون اتراك، في المفاوضات التى يقودها الجانب التركي مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان ما خفف المحاذير التركية من تمركز مقاتلي اوجلان على الجانب السوري من الحدود وان كانت المفاوضات لم تصل الى اي نتيجة ولم تغير في المشهد العسكري شيئا.

قطر

يبقى الموقفان القطري والسعودي. فهما حسب معارضين سوريين في اسطنبول ليسا مؤيدان من دون ان يتوقف اصحاب هذا القول امام بيان الجامعة العربية بكثير من الاهتمام “لانه ليس بالضرورة معبر عن كل اعضاء الجامعة العربية ” كما يقولون.

ويجري الحديث في الهمس وفي العلن بكثير من العموميات عن توقف دعم المعارضة السورية منذ ما يقارب الشهرين من الدول التى كانت تدعم تلك المعارضة، من دون رغبة في ربط توقف الدعم هذا بالضغط باتجاه اطلاق حوار عبرت عنه مبادرة الخطيب.

لكن الخطيب نفسه عاد وحدد مهلة للتجاوب مع مبادرته تاركا اطياف المعارضة في حالة ترقب.

وقد ارجأ المجلس الوطني السوري اجتماع امانته العامة عدة مرات هذا الاسبوع بانتظار معرفة المزيد من المعطيات حول ما بدا انه تغيير دولي من التعاطي مع الملف السوري.

BBC © 2013

مقاتلو المعارضة السورية يشتبكون مع قوات الاسد في دمشق

عمان (رويترز) – قال قائد من قوات المعارضة ونشط معارض ان مقاتلي المعارضة اشتبكوا مع وحدات من الجيش السوري يوم الخميس للسيطرة على أحياء في دمشق لليوم الثاني من هجوم لزعزعة قبضة الرئيس السوري بشار الاسد على العاصمة.

وذكرا أن وحدات الحرس الجمهوري الخاصة المتمركزة على جبل قاسيون في وسط دمشق أطلقت قذائف المدفعية والقذائف الصاروخية على حي جوبر الشرقي وعلى الطريق الدائري الجنوبي حيث هاجم مقاتلو المعارضة متاريس ومواقع للجيش.

وفقد الاسد الذي يحارب لقمع انتفاضة مستمرة منذ 22 شهرا قتل فيها 60 الف شخص السيطرة على اجزاء كبيرة من البلاد لكن قواته التي تدعمها القوة الجوية جعلت المعارضة حتى الان على حدود العاصمة.

وقالت وسائل اعلام سورية حكومية ان قذيفة مورتر اطلقتها المعارضة على محطة حافلات في حي قابون في شمال شرق البلاد يوم الخميس قتلت ستة اشخاص بينهم امراة وثلاثة اطفال واصيب العديد باصابات خطيرة.

وقدرا عدد القتلى خلال الليل بنحو 30 قتيلا غالبيتهم نتيجة قصف الجيش العنيف لاحياء جوبر وزملكا والحجر الاسود التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وقال سكان دمشق الذين اصبحوا معتادين على اصوات الحرب ان وابلا من النيران التي اطلقت يوم الاربعاء كان من بين الاكثر كثافة التي سمعوها.

وقال احد سكان وسط دمشق بالهاتف “اصبحوا مجانين. جميعهم. انهم مجانين”.

ويقع جوبر وزملكا بالقرب من مجمعات للامن تتمركز فيها قوات الاسد التي يهيمن عليها العلويون الذين سيطروا على الحكم في سوريا منذ ستينات القرن الماضي.

بينما يقع الحجر الاسود قرب المدخل الجنوبي للعاصمة والطريق السريع المتجه الى مدينة درعا والحدود الاردنية.

وقال اسلام علوش من وحدة لواء الاسلام التابعة لقوات المعارضة ان حي جوبر هو أكثر حي يدور حوله الصراع ولذلك يقصفه النظام بشدة. وذكر ان الجيش السوري يحشد قواته لاستعادة السيطرة على تقاطع هام في الطريق الدائري.

وعلى الرغم من تحدي المعارضة المستمر وغارة جوية اسرائيلية بالقرب من دمشق الاسبوع الماضي لا يزال الاسد جريئا وقال لمسؤول ايراني رفيع زائر يوم الاحد ان سوريا يمكنها ان تواجه المخاطر الحالية والعدوان.

وقالت وسائل الاعلام ان الجيش دحر المعارضين من جوبر واحياء شرقية اخرى. وتحظر السلطات السورية دخول معظم وسائل الاعلام المستقلة الى البلاد مما يجعل من الصعب التحقق من الاحداث على الارض.

وقال ضابط جيش متقاعد في دمشق ان قصف مناطق المعارضة يصيب المدنيين والمقاتلين دون تمييز وان الجيش “يقف على بعد مئات الامتار ويطلق القذائف. وتسقط القذائف على اي شخص. نساء وعائلات واي شخص. اين الشجاعة في ذلك؟”

ولم يحرز اي من الجانبين تقدما عسكريا واضحا في الحرب الاهلية التي تؤلب المعارضين المسلمين السنة في الغالب ضد قوات الامن التي تسيطر عليها طائفة الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد.

وقال علوش ان القصد من هجوم مقاتلي المعارضة ليس السيطرة على وسط دمشق. وأوضح ان قوات المعارضة لن تحاول القيام بذلك مادامت قوات الاسد تسيطر على قواعد رئيسية خلف قوات المعارضة في حي المليحة وبلدة عدرا.

وصرح بأن الهدف هو السيطرة على مواقع القناصة والتحصينات التي تعد جزءا من خط دفاع النظام عن دمشق لا التقدم بسرعة دون الحصول على الدعم المناسب.

وقال نشط معارض في دمشق ان الهجوم يجري تحت قيادة ضباط سنة انشقوا على الجيش النظامي ويهدف الى قطع خطوط القيادة والتحكم لقوات الاسد من قلب المدينة الى ضواحيها.

وتقول مصادر المعارضة ان المقاتلين يستخدمون مدافع مضادة للطائرات وقذائف المورتر وعربات مدرعة تم الاستيلاء عليها من قوات الاسد خلال الاشهر القليلة الماضية.

واخذ العديد من الاباء ابنائهم من المدارس في وقت مبكر يوم الاربعاء وتملأ رائحة المتفجرات اللاذعة الجو واجبرت بعض الناس على الابقاء على نوافذهم مغلقة.

(إعداد عبد الفتاح شريف – تحرير رفقي فخري)

صوت ميشيل كيلو “بُح”… حوار “الطرشان” في رأس العين بين الحر والـPYD

صوت ميشيل كيلو “بُح”… حوار “الطرشان” في رأس العين بين الحر والـPYD

بعد تقرير عن سيطرة جبهة النصرة على الميادين… “زمان الوصل” تحاور سكان المدينة وتستوضح الحقائق..

اللاجئون السوريون يعانون الم العنف المنزلي والمشاكل العائلية بعد مرارة الحرب

بريطانيا تنشط على خط ضحايا الاغتصاب في سوريا

“يكدون” في الخفاء لإعالة أسرهم… العمال السوريين في الأردن بين اللجوء والملاحقات الأمنية

بعد أن شكل الائتلاف الوطني لجنة لمتابعة ما يحدث في (سري كانيه – رأس العين)، بعضوية شخصيات قريبة من مكونات المدينة ومنهم عبد الباسط سيدا وعبد العزيز المسلط وعبد الأحد اصطيفو، وشخصيات أخرى من المجلس الكوردي ومنهم صبحي داود والدكتور لازكين …..والتي لم تثمر جهودها كما يجب لوضع حد للقتال بين (PYD والحر) أتت مبادرة الـ” اللجنة الوطنية لحماية السلم الأهلي والثورة”، برئاسة ميشيل كيلو وعضوية عبدالباري عثمان وعلي ناصر وتميم زاهد وياسر عيادة، وانسحاب المهندس إبراهيم مسلم الذي بقيّ في مدينة جيلان بينار التركية المحاذية لمدينة رأس العين، إلا أن السلطات التركية في المرة الأولى لم تسمح بدخول الوفد إلا بعد الحصول على موافقة والي أورفا، ليدخل الوفد المدينة يوم الأربعاء وبعد الجلوس في مقر الجيش الحر (مخفر المعبر الحدودي) غرب المدينة توجه الوفد بمرافقة قوة عسكرية إلى شرقي المدينة عبر طريق الدرباسية حيث اجتمعوا في مقر (الرابطة الفلاحية) والذي تتخذه قوات الحماية الشعبية YPG التابعة لحزب الـPYD مقراً لها.

ماذا بعد

أُستقبل الوفد من قبل الهيئة الكوردية المؤلفة من (خليل آلدار- إلهام أحمد- عبد السلام أحمد – من مجلس غربي كوردستان التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي – وأحمد سليمان حزب الديمقراطي التقدمي – وإسماعيل حمي سكرتير حزب يكيتي الكوردي، وهما من المجلس الوطني الكوردي وقد أسس المجلس الهيئة الكوردية العليا برعاية مسعود البارزاني)، وبعد المناقشة لساعات: حمل وفد اللجنة الوطنية ورقة تضم المطالب الكوردية للحوار وتلخصت بالنقاط التالية :

1- الهيئة الكوردية العليا هي المعنية بـ إدارة المنطقة بـ التعاون مع المكوّنات الأخرى.

2- إنهاء المظاهر المسلحة .. وانسحاب كل الكتائب المُسلحة من كلا الطرفيـن.

3- تشكيل إدارة مدنية مُشتركة في (سري كانيـه – رأس العين) من أهلــها.

4- تأمين حرية النقل والبضائع من و إلى المدينة.

5- تعويض المُتضررين من الأهالي.

إلى الجيش الحر

انتهى الاجتماع وتوجه الوفد وسط تجمع عدد من العناصر التابعة للحماية الشعبية YPG باتجاه مقر الجيش الحر حيث بقي الوفد متجمعاً مع قادته لعدة ساعات، ثم عاد إلى مدينة جيلان التركية دون أن يحصل على أجوبة من قيادة الجيش الحر، بحسب مصادر “زمان الوصل”، حيث لم تتفق قيادات الحر على كلمة واحدة بسبب تعدد آراء الكتائب، إلا أن المجلس الثوري العسكري أصدر بياناً أهم ماجاء فيه:

1- الائتلاف الوطني السوري هو الجهة المعنية والوحيدة لإدارة البلاد سياسيا وإداريا.

2- انسحاب مقاتلي حزب العمال من مدينة رأس العين وعودتهم إلى المناطق التي أتو منها.

3- ويبقى الجيش الحر الممثل الشرعي لمدينة رأس العين وريفها ممثلا بالمجلس العسكري الثوري.

4- تشكيل مجلس محلي من الإدارة المدنية ومن كافة أطياف رأس العين.

5- عدم تعرض أي شخص من راس العين وريفها لعناصر الجيش الحر.

6- الجيش الحر هو المسؤول عن تأمين عبور الأشخاص والبضائع في المناطق التي يسيطر عليها بالحسكة.

7- إزالة كافة حواجز حزب العمال من كافة المناطق.

8- المعبر الحدودي يبقى تحت سيطرة الجيش الحر بصفته الممثل الشرعي للمدينة.

9- عدم رفع أي علم في محافظة الحسكة باستثناء علم الاستقلال في الساحات والشوارع.

يذكر بأن قوات الـPYD التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي بالتعاون مع المدافعين من الكورد تقدمت وسيطرت على عدة قطاعات باتجاه غرب المدينة وبخاصة حيي العبرة والكنائس في الاشتباكات الأخيرة التي وقعت 19/1/2013 والتي استمرت لمدة اسبوعين، حيث توقف الطرفان دون أن يعلنا وقف القتال بشكل رسمي لتقوم اللجنة الوطنية للمصالحة بهذه المبادرة، التي يأمل الكثير من أبناء المدينة أن تنهي القتال.

وعاد الوفد إلى مدينة أورفا التركية دون تحقيق أي نتائج ملموسة على الأرض.

زمان الوصل – (رأس العين – سري كانيه) – خاص

“الجبهة الإسلامية السورية”: قوة متطرفة جديدة

هارون ي. زيلين

شهد النصف الثاني من عام 2012 زيادة في نزعة التطرف بين صفوف المعارضة السورية المسلحة، وخاصة في شمال وشرق البلاد. ولعل ما تبلور في البداية كقوة علمانية انعكست بصفة أساسية في تكوين “الجيش السوري الحر” الذي ينضوي [الثوار] تحت لوائه، قد تشرذم رويداً رويداً إلى فصائل إسلامية متناحرة من بينها “صقور الشام”، و”كتائب أحرار الشام”، و”جبهة النصرة”. وبينما نالت “جبهة النصرة” القدر الأكبر من الاهتمام لا سيما بعد تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل واشنطن في أوائل كانون الأول/ديسمبر، إلا أنه لم يُسلّط سوى النذر اليسير من الضوء على “كتائب أحرار الشام” وهي مجموعة جهادية سلفية أخرى ذائعة الصيت تنمو قوتها ويستمر دعمها يوماً بعد يوم في حلب وإدلب وأماكن أخرى. وفي 21 كانون الأول/ديسمبر، أعلنت “كتائب أحرار الشام” عن إنشاء قوة مقاتلة شاملة جديدة تدعى “الجبهة الإسلامية السورية”. ونظراً للبسالة والشجاعة الكبيرة التي أظهرتها الجماعة في ميدان القتال والتشابه الأيديولوجي مع “جبهة النصرة”، يتعين على واشنطن وضع تصور كامل لقدراتها وانتشارها.

من هم هؤلاء؟

في بيان وفيديو إعلان تشكيل “الجبهة الإسلامية السورية”، أعلن المتحدث باسم الجبهة أبو عبد الرحمن الصوري أن الجماعة تتبع المذاهب السلفية المتشددة وأنها تخطط للإطاحة بنظام الأسد وحلفائه، وتعمل بعدها على تطبيق معاييرها في تفسير الشريعة في البلاد. ووفقاً لما قاله، إن ذلك سيعني إقامة مؤسسات تركز على القضايا السياسية والدعوة والتعليم الثقافي والإغاثة الإنسانية.

وتتكون “الجبهة الإسلامية السورية” من أحد عشر لواء، من بينها “كتائب أحرار الشام” (التي تعمل في جميع أنحاء سوريا)، و”حركة الفجر الاسلامية” (التي تعمل في مدينة حلب وحولها)، و”كتائب أنصار الشام” (في اللاذقية وحولها)، و”لواء الحق” (في حمص)، و”جيش التوحيد” (في دير الزور)، و”جماعة الطليعة الإسلامية” (في المناطق الريفية من ادلب)، و”كتيبة مصعب بن عمير” (في المناطق الريفية من حلب)، والجماعات “كتيبة صقور الإسلام”، و”كتائب الإيمان المقاتلة”، و”سرايا المهام الخاصة”، و”كتيبة حمزة بن عبد المطلب” التي تعمل في منطقة دمشق. وليس لدى الألوية الخمسة الأخيرة سجل يُذكر أو ليس لديها أي سجل على الإنترنت في خوض المعارك مما يشير إلى أنها ليست لاعباً حقيقياً على الأرض.

وتؤكد “الجبهة الإسلامية السورية” في نهاية بيانها من كانون الأول/ ديسمبر، أنها مفتوحة أمام التنظيمات الإسلامية الأخرى التي تتضامن معها في قضيتها، ويُظهر الفيديو المصاحب مقاتلي الجبهة وهم على أرض المعركة في دمشق وحمص وحماه وإدلب وحلب ودير الزور، من بين أماكن أخرى. ومنذ ذلك الحين، كانت “الجبهة الإسلامية السورية” و”جبهة النصرة” الواجهة الأمامية في عدة معارك هامة، منها تحرير مطار تفتناز مؤخراً وعملية هروب من سجن في إدلب وبذل جهود للسيطرة على جسر الشغور.

كما يُظهر الفيديو جهود الإغاثة الإنسانية التي تقوم بها “الجبهة الإسلامية السورية”، التي شملت على سبيل المثال تمهيد طرق جديدة وتنظيف أخرى قديمة وصنع الخبز للعدد المتزايد من المحتاجين في سوريا إلى جانب تزويدهم بالمواد الغذائية. وتشمل جهود القوة الناعمة الأخرى إقامة مسابقات تلاوة القرآن للأطفال. بالإضافة إلى ذلك، يُسلط الفيديو الضوء على اثنين من الفاعلين الرئيسيين الذين يمولون هذه الجهود وهما: “صندوق الإغاثة والمساعدات الإنسانية” وهي منظمة مجتمع مدني مرتبطة بالحكومة التركية ولها علاقات مع حركة «حماس»، وجمعية خيرية قطرية، وهي منظمة مجتمع مدني أخرى مرتبطة بالحكومة.

ما الذي يريدونه؟

في 17 كانون الثاني/يناير، نشرت “الجبهة الإسلامية السورية” شرحاً مستفيضاً لأهدافها بصورة ميثاق مكون من سبع صفحات. وفي بعض من أجزائه هناك إعادة صياغة ما جاء في الفيديو المصور من كانون الأول/ديسمبر، في حين تقدم الأجزاء الأخرى منه المزيد من التفاصيل.

أولاً، بعد الإطاحة بنظام الأسد، تأمل “الجبهة الإسلامية السورية” في تمكين الإسلام في المجتمع وذلك عن طريق إعداد الأفراد لتولي أدوار قيادية في عدة مجالات خلال الفترة الانتقالية. كما تتطلع أيضاً إلى إعادة بناء سوريا على أساس الوحدة والشفافية، مما يعني محاربة الفساد والاستغلال وفقاً للعقائد القرآنية والسلفية. وستسير عملية اتخاذ القرارات وفقاً لمبادئ التشاور وتجنب الخلافات والاستمرار حسب الشريعة الإسلامية. ووفقاً لهذا الميثاق، سينفذ هذا البرنامج تدريجياً — حيث تدعي “الجبهة الإسلامية السورية” أنها ستتجنب “التطرف” (بمعنى الاستخدام غير الضروري لمفهوم “التكفير” ضد مسلمين آخرين) وأنها سستفادى أخطاء الماضي. وعلى الرغم من ذلك، فإن القرارات ستكون ملزمة بمجرد إصدارها.

ويتطرق هذا الميثاق أيضاً إلى المرأة، والقضايا الطائفية، وغير المسلمين. وتقوم وجهة نظر “الجبهة الإسلامية السورية” على أن المرأة تلعب دوراً تكميلياً، وأن المفاهيم الغربية لحقوق المرأة تعتبر ضد الإسلام وهي غير مقبولة. وعلاوة على ذلك، وعلى الرغم من المطالبة بالحفاظ على الوحدة السورية ورفض الانقسامات العرقية والطائفية، تطالب الجبهة بأن يكون الدين الإسلامي السني دين الدولة والمصدر الوحيد للتشريع في مرحلة ما بعد الأسد. وتقوم وجهة نظرها بشأن حقوق الأقليات على تفسيرها للشريعة الأمر الذي يوحي بأن السكان من غير السنة سيكونون مواطنين من الدرجة الثانية. وعلى الرغم من تأكيد هذا الميثاق على العدل والإنصاف عند التعامل مع غير المسلمين، إلا أنه يرفض أيضاً أية أنشطة بين الأفراد من ديانات مختلفة كما يرفض الاختلاط.

كيف يختلفون عن “جبهة النصرة”

على الرغم من أن “الجبهة الإسلامية السورية” تدور في نفس الفلك الأيديولوجي لـ “جبهة النصرة” وتتعاون معها في ميدان القتال، إلا أن “الجبهة الإسلامية السورية” تعتبر جماعة مختلفة وأكثر دهاء. ويرجح ألا يُعرف إن كانت هذه الاختلافات ستحدث فارقاً على الأرض من عدمه إلا بعد سقوط نظام الأسد لأن هذا هو المحور المشترك ما بين فصائل الثوار في الوقت الحالي.

وعلى النقيض من “جبهة النصرة”، التي ينظر إليها على أنها فرع من «تنظيم القاعدة في العراق»، ليست لـ “الجبهة الإسلامية السورية” أية روابط معروفة على مستوى القيادة مع تنظيم «القاعدة». وعلاوة على ذلك، تظهر مراسلات “جبهة النصرة” في مقدمة المنتدى الرئيسي لـ «القاعدة» على الانترنت — وهو “شموخ الإسلام” — بينما تمتلك “الجبهة الإسلامية السورية” حسابها الخاص المستقل على كل من الفيسبوك وتويتر وتستخدم كل منهما كمنفذها الأول للإصدار والنشر.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أحد أكبر الخصوم المشهورين لـ “جبهة النصرة” — المُنَظِّر الجهادي الشيخ أبوبصير الطرطوسي — يُعتقد أنه يقاتل مع “كتائب أنصار الشام” تحت لواء “الجبهة الإسلامية الثورية”. وقد تُوجِه موافقته الإجمالية على ميثاق الجبهة دعم الجهاديين العالميين بعيداً عن “الجبهة الإسلامية السورية” بسبب الجدل المستمر بينه وبين المناصر الجهادي العالمي لـ “جبهة النصرة” الشيخ أبو المنذر الشنقيطي. إلا أن الشنقيطي لم يُبد رأيه بعد حول تأسيس “الجبهة الإسلامية السورية” أو آرائها، رغم أن أحد المنظرين المشهورين الآخرين — وهو الشيخ إياد القنيبي الأردني — قد أعلن موافقته على ذلك.

ومن المعلوم يقيناً أن كلاً من القنيبي والطرطوسي قد لطّف من حدة موافقته بقوله إن بعض أجزاء ميثاق “الجبهة الإسلامية السورية” ليست كافية. إذ أعرب القنيبي عن قلقه بخصوص دعوة هذا الميثاق للتغيير التدريجي والشمولية متسائلاً عما إذا كانت هذه المبادئ تحتاج إلى التطبيق في مرحلة ما بعد الأسد من عدمه، في حين اعترض الطرطوسي على بيان “الجبهة الإسلامية السورية” وأعرب عن قلقه بشأن عبارة “جميع المسلمين في سوريا” ملقياً باللوم على الجبهة لعدم تسليطها الضوء على الأمة الإسلامية بأسرها. كما أعرب الطرطوسي أيضاً عن قلقه من أن الميثاق لم يطالب على وجه التحديد بدولة إسلامية شاملة وإنما اقتصر على إعطاء الإسلام مساحة للنمو والازدهار.

التبعات

على الرغم من أن “الجبهة الإسلامية السورية” لم تذكر صراحة أنها تريد دولة إسلامية إلا أن أهدافها وسياساتها المحددة توضح أنها تسعى لذلك في الواقع. وتشير وجهة نظر الجبهة عن التشريع القائم على الشريعة أنه سيتم “حماية” الأقليات لكنها لن تحصل على حقوق كاملة في مرحلة ما بعد الأسد. ورغم أن الجبهة ليس لها صلات بـ تنظيم «القاعدة» على غرار ما لـ “جبهة النصرة” من صلات، إلا أن رسائلها تشق طريقها إلى منتديات الجهاديين المشهورين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الكتائب التي تعمل تحت لواء الجماعة الجديدة، لا سيما “كتائب أحرار الشام”، معروف عنها أنها تضم مقاتلين أجانب بين صفوفها.

ونظراً لهذه العوامل وفي ضوء التقارير التي توضح وجود تنسيق متزايد في العمليات القتالية مع “جبهة النصرة”، فإن “الجبهة الإسلامية السورية” ليست الفصيل الذي ينبغي على إدارة أوباما التعامل معه سياسياً أو عسكرياً. ومع ذلك، فوفقاً للشائعات الأخيرة، فإن “كتائب أحرار الشام” ربما تنضم قريباً إلى “المجلس العسكري الأعلى”، إحدى المنظمات المسلحة التابعة لـ “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي تدعمه الولايات المتحدة. وهذا ربما يقيد مساعي الولايات المتحدة المحتملة لمساعدة المعارضة. وحتى لو لم تنضم كتائبها للمجلس، فلا تزال “الجبهة الإسلامية السورية” لاعباً هاماً على الأرض، ليس فقط بسبب قدراتها القتالية بل أيضاً بفضل تنظيمها لبعض أشكال الحكم البدائي في أجزاء من سوريا. سيتعين على الولايات المتحدة التعامل مع هذه الحقيقة عند اتخاذ أي قرار بشأن طريقة معالجتها للمشهد الحالي في سوريا.

تواجه الإدارة الأمريكية حالياً تحدياً كبيراً في تأمين المصالح الأمريكية في سوريا بسبب ترددها حتى الآن في دعم المعارضة. وفي حالة ثبوت كذب الشائعات المتعلقة بانضمام “الجبهة الإسلامية السورية” إلى “المجلس العسكري الأعلى”، ينبغي على واشنطن عندئذ الإسراع في جهودها لتدريب الوحدات المسلحة التابعة للمجلس وتمويلها وإمدادها بالسلاح. إن ذلك سيساعد على أقل تقدير في احتواء النمو المتزايد للقوات المقاتلة التي تعارض القيم الأمريكية ومصالحها في المنطقة.

هارون ي. زيلين هو زميل ريتشارد بورو في معهد واشنطن.

صعود الأكراد في سوريا

نقلاً عن نشرة “صدى” الصادرة عن مركز كارنيغي للسلام الدولي

انسحب النظام السوري المحاصَر من المناطق ذات الغالبية الكردية الواقعة في الشمال والشمال الشرقي من البلاد منذ صيف 2012. حتى الآن، يبدو أن المستفيد الأساسي من شبه الحكم الذاتي الذي تتمتّع به حالياً “كردستان الغربية” (بحسب الجغرافيا السياسية الكردية)، هو “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، وهو حزب كردي سوري نافذ أسّسه في العام 2003 مقاتلون سوريّو الأصل ينتمون إلى “حزب العمال الكردستاني” في جبال قنديل في شمال العراق. لقد أطلق انسحاب الجيش وقوى الأمن السورية من المناطق الكردية من دون إراقة الكثير من الدماء، فضلاً عن التشنّجات بين “حزب الاتحاد الديمقراطي” وجهات ثورية أخرى، موجةً من الاتهامات والشكوك حول مخطّطات الحزب على الصعيدَين الوطني والإقليمي وحوافزه.

يُلفَت في هذا السياق إلى أن “حزب الاتحاد الديمقراطي” نجح، في وقت قصير جداً، في إنشاء جيش مدجّج بالسلاح يتألّف من نحو 10 آلاف مقاتل ويُعرَف بـ”وحدات الحماية الشعبية” (YPG)، فضلاً عن هياكل مدنية محلية ذاتية التنظيم تحت مسمّى “حركة المجتمع الديمقراطي” (TEV-DEM). نظرياً، يتقاسم “حزب الاتحاد الديمقراطي” السلطة مع نحو 15 حزباً كردياً (شكّلت “المجلس الوطني الكردي”) في إطار “المجلس الأعلى الكردي” الذي أُسِّس في 12 تموز/يوليو الماضي من خلال جهود الوساطة التي قام بها مسعود البرزاني، رئيس إقليم كردستان العراق وزعيم “الحزب الديمقراطي الكردستاني” الذي هو من الأحزاب الكردية الأساسية في العراق. لكن على الأرض، يعتبر “حزب الاتحاد الديمقراطي” أن شركاءه في المجلس هم مجرّد عملاء للبرزاني نفسه الذي ينظر الحزب بكثير من الشك والريبة إلى علاقته الوثيقة بتركيا. فضلاً عن ذلك، منع “حزب الاتحاد الديمقراطي” أيّ وجود كردي مسلّح من خارج دائرة الموالين له في “وحدات الحماية الشعبية” – وقد تحدّثت تقارير في الآونة الأخيرة عن مناوشات مسلّحة مع “حزب الوحدة الكردي” في سوريا (يكيتي) في مدينتَي الدرباسية والقامشلي.

وتصادم “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”وحدات الحماية الشعبية” مراراً مع مقاتلين من “الجيش السوري الحر” المرتبط بـ”المجلس الوطني الكردي” عن طريق الائتلاف السوري المعارض. ووقعت الصدامات في شكل خاص في بلدة رأس العين المختلطة الواقعة مباشرة عند الحدود التركية، ولايزال القتال يشتعل من حين إلى آخر على الرغم من كل محاولات الوساطة. وتصدّى “حزب الاتحاد الديمقراطي” أيضاً لمحاولات “الجيش السوري الحر” دخول المناطق الكردية في حلب وحولها، واتّهم تركيا بتحريض العناصر الإسلامية (مثل “جبهة النصرة” و”غرباء الشام”) ودعمهم في غزواتهم داخل المناطق الكردية.

أدّى التشنّج بين “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”الجيش السوري الحر” – وجهات ثورية أخرى – إلى توجيه أصابع الاتّهام إلى “حزب الاتحاد الديمقراطي” بأنه يتصرّف وكأنه ينفّذ أوامر عمليات بالنيابة عن النظام السوري. في أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي، هاجمت قبائل عربية مكاتب الحزب في مدينة الحسكة المختلطة رداً على العنف الذي كان النظام قد مارسه سابقاً بحق المحتجّين، واتّهمت “حزب الاتحاد الديمقراطي” بالتعاون مع النظام. لكن في حين أن موقف الحزب يزيد حكماً من تعقيدات الأمور بالنسبة إلى “الجيش السوري الحر” وداعميه الأتراك، الأمر الذي يصبّ عملياً في مصلحة النظام السوري، ليست هناك أدلّة فعلية على وجود تعاون ناشط بين الجانبَين. فالنظام يستهدف من حين إلى آخر مناطق يسيطر عليها “حزب الاتحاد الديمقراطي”، ولو بوتيرة أقل بكثير من المناطق التي يتواجد فيها “الجيش السوري الحر”. إضافةً إلى ذلك، غالب الظن أن هياكل الحكم الذاتي التي طوّرها الأكراد مؤخراً لن تتمكّن من الصمود في حال نجح بشار الأسد في استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية. بيد أن التشنّجات بين “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”الجيش السوري الحر” تحمل خطراً واضحاً بتأزّم العلاقات بين العرب السنّة والأكراد في هذا الجزء من البلاد، فيما تجد جماعات مسيحية كبيرة نفسها عالقة في الوسط.

الاتهام الثاني الأساسي الذي يُوجَّه إلى “حزب الاتحاد الديمقراطي”، ولاسيما من جانب تركيا التي تزداد عصبيّةً، هو أن الحزب ليس أكثر من مجرد واجهة لـ”حزب العمّال الكردستاني”. رسمياً، ينكر “حزب الاتحاد الديمقراطي” أن يكون له أيّ ارتباط من هذا القبيل نظراً إلى الضرر الذي يمكن أن يلحق بصورته. لكن حتى لو تجاهلنا أن بعض القادة الكبار في “حزب الاتحاد الديمقراطي” يتحدّرون من “حزب العمّال الكردستاني”، تعكس اللغة والرموز (وأكثرها وضوحاً للعيان صورُ زعيم “حزب العمال الكردستاني” المسجون عبدالله أوجلان)، والهياكل التنظيمية (ولاسيما وجود نساء مقاتلات في الرتب الدنيا)، تلك المستعملة في “حزب العمال الكردستاني”. فضلاً عن ذلك، ليس واضحاً كيف تمكّن الأكراد السوريون من أن ينشئوا بمفردهم الإطار اللوجستي والبنيوي الضروري لتشكيل قوّة عسكرية فعلية من أكثر من 10 آلاف مقاتل.

في الوقت نفسه، ليست هناك أدلّة كافية حتى الآن تثبت أن مقاتلين أكراداً يحاولون التسلّل إلى الأراضي التركية من سوريا. ففي حين تسعى القيادة في كلٍّ من “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”حزب العمال الكردستاني” إلى حرمان تركيا من أيّ ذريعة للتدخّل المباشر (الذي أجازه البرلمان التركي في مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2012 من دون تحديد مكان حدوثه) تبقى الأولوية بالنسبة إلى هؤلاء القادة بناء هياكل تتمتّع بحكم ذاتي وإنشاء قوات عسكرية. تنسجم هذه الأولوية مع التحوّل الاستراتيجي الأوسع الذي يشهده “حزب العمال الكردستاني” منذ العام 2000، إذ تخلّى عن الدعوة إلى قيام دولة كردية مستقلّة وموحّدة، ويسعى بدلاً من ذلك إلى حكم ذاتي ضمن الحدود القائمة.

تبدو الفرصةُ المتاحةُ الآن لإنشاء منطقة كردية ثانية تتمتّع بحكم ذاتي (بعد العراق) – بما يسمح لتنظيمٍ تأسّس بعد “حزب العمال الكردستاني” بتسلّم إدارة الهياكل الخاصة بشبه الدولة الكردية، وكذلك للاضطلاع في مرحلة معيّنة بدور في التفاوض حول مستقبل سوريا – فرصةً قيّمةً جداً إلى درجة أن الحزب لن يكون على الأرجح مستعداً للتفريط بها. فضلاً عن ذلك، فإنّ الأراضي الوعرة الواقعة في الشمال والشمال الغربي لجبال قنديل في شمال العراق، حيث مقرّ “حزب العمال الكردستاني”، تؤمّن منطلقاً أفضل من منطقة الحدود التركية-السورية لشنّ غزوات داخل الأراضي التركية، فالجزء الأكبر من المنطقة الحدودية يمكن الوصول إليه بسهولة، كما تسهل مراقبته نسبياً من الجانب التركي.

لكن منذ اندلاع الأزمة في سورية، ينفّذ “حزب العمال الكردستاني” مزيداً من العمليات في جنوب شرق الأناضول، مع تسجيل زيادة لافتة في أعداد المقاتلين من أصل إيراني-كردي في صفوف الإصابات من الجانب الكردي، في حين أن “حزب الحياة الحرة الكردستاني” (PJAK) (النسخة الإيرانية من حزب العمال الكردستاني) أوقف تقريباً عملياته على الأراضي الإيرانية. حتى أن بعض التقارير تورد نظريات تتحدّث عن نشوء تحالف استراتيجي بين “حزب العمال الكردستاني” وإيران في محاولة لممارسة ضغوط على تركيا، وتعزيز موقع الأسد من جديد. لكن حتى في غياب إعادة اصطفاف واضحة كهذه، كان محتّماً أن يؤدّي النزاع حول الأزمة السورية إلى تقويض التعاون الأمني التركي-الإيراني في المنطقة الحدودية. فإيران تعتبر أن تغاضيها عن التسلّل الكردي إلى تركيا يُقدّم لها فائدة مزدوجة تتمثّل في الضغط على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقاماً من دعمه للثورة السورية، وفي الوقت نفسه توجيه الجهود الانفصالية للأكراد المتململين في الداخل نحو مناطق أخرى.

لقد أضفت هذه التطوّرات على مايبدو ديناميكية جديدة على النزاع المستمرّ منذ وقت طويل على قيادة “حزب العمال الكردستاني”، بين مراد كارايلان وباهوز أردال/فهمان حسين (الذي غالباً مايُشار إليه بـ”الدكتور باهوز”) الذي كان قائد “قوات الدفاع الشعبي” من 2004 إلى 2009 قبل أن يطرده كارايلان. يبدو أنّ أردال، وهو قائد شاب يدعم العمل العسكري، عاود نشاطه في العام 2011، بعدما أتاحت الأحداث في سوريا هامشاً أكبر لاعتماد المقاربة العسكرية. من الواضح أن الوقت والسنّ يصبّان في مصلحة أردال (شرط أن ينجح كما فعل حتى الآن في النجاة من القبض عليه أو من القتل في المعركة)، كما تؤدّي خلفيته السورية دوراً في هذا المجال، في هذه المرحلة الزمنية حيث من المحتّم أن تقود سيطرة الأكراد على شبه دولة خاضعة لهم إلى تعزيز ثقل العنصر السوري في الهيكلية العامة لـ”حزب العمال الكردستاني”. ولذلك، يُتوقَّع أن تساهم الأزمة السورية في التعجيل في حدوث تغيير في الجيل القيادي داخل “حزب العمال الكردستاني”، بحيث تنتقل دفّة القيادة إلى أشخاص أصغر سناً وأكثر راديكالية يخوّلهم موقعهم الحالي ممارسة ضغوط عسكرية على تركيا من جهة، وإثبات قدرتهم على المحافظة على الاستقرار في خضم الفوضى من جهة أخرى.

وما الجهود التي تبذلها تركيا مؤخراً لإعادة إطلاق المفاوضات مع زعيم “حزب العمال الكردستاني” المسجون، عبدالله أوجلان ، سوى انعكاس في جزء منها لحجم المخاوف التركية من النوايا التي يخبّئها الحزب، وللحاجة الملحّة إلى كبح عناصره الأكثر تشدّداً. لاتمتلك تركيا الكثير من الخيارات الأخرى لمعالجة هذا الوضع الذي تتحمّل هي نفسها جزءاً من المسؤولية في التسبّب به، وذلك من خلال موقفها المتشدّد من نظام الأسد، وسياستها في قمع الأكراد. فلم يتبقَّ لأي من حلفائها في جنوب الحدود – “الجيش السوري الحر” أو مسعود البرزاني – طاقات كبيرة يستطيع توظيفها لممارسة ضغوط على “حزب العمال الكردستاني” أو “حزب الاتحاد الديمقراطي”. ومن شأن شنّ اجتياح واسع النطاق داخل الأراضي السورية (أو العراقية) أن يؤدّي إلى حشد السكّان المحليين خلف “حزب العمال الكردستاني”، وإلى زجّ القوات التركية في حرب عصابات في أرض أجنبية وشديدة العدوانية؛ وفي مثل هذه الأوضاع نادراً ماتسير الأمور على مايرام بالنسبة إلى الجيوش النظامية. لكنه قد يكون السيناريو المفضل بالنسبة إلى “حزب العمال الكردستاني”.

هيكو ويمن باحث في “المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية” في برلين، يتولّى تنسيق مشروع “التغيير النخبوي والحراك الاجتماعي الجديد في العالم العربي” الذي يديره المعهد. مُظّهِر سلجوق باحثة مساعدة في “منتدى الأمن العام” في برلين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى