أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 11 أيار 2017

ترامب يحض روسيا على «كبح نظام الأسد وإيران ووكلائها»

واشنطن، لندن – «الحياة»

ألقت روسيا بثقلها لإقناع الولايات المتحدة بخطة مناطق التهدئة أو «تخفيف التصعيد» الأربع في سورية. وحض الرئيس دونالد ترامب روسيا على «كبح نظام الأسد وإيران ووكلائها». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن لقاءه الرئيس الأميركي في البيت الأبيض أمس، ركّز على خطة التهدئة التي أُقرّت في الجولة الأخيرة من مفاوضات آستانة. وفي خطوة لافتة في توقيتها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة 10 ملايين دولار لمن يساعدها في اعتقال أبو محمد الجولاني زعيم «جبهة النصرة»، أو فرع «القاعدة» السوري سابقاً والذي حوّل اسمه إلى «هيئة تحرير الشام» بعد توحده مع فصائل أخرى. وجاء العرض الأميركي لـ «رأس الجولاني» بعد ساعات من تهديد جماعته بقتال فصائل معارضة أخرى وصفتها بأنها «فاسدة» وأهدرت دم أفرادها بعدما اتهمتهم بحشد قوات على الحدود التركية بهدف دخول محافظة إدلب تنفيذاً لبنود اتفاق آستانة في خصوص التصدي لـ «الإرهابيين».

وتزامنت هذه التطورات مع أزمة في العلاقات الأميركية- التركية على خلفية قرار واشنطن تزويد «وحدات حماية الشعب» الكردية أسلحة وعتاداً عسكرياً لمساعدتها في معركة الرقة ضد «داعش» في سورية، وهو خطوة سارعت أنقرة إلى إدانتها واعتبرتها تهديداً لأمنها، متمسكة باعتبار «الوحدات» الكردية السورية فرعاً لـ «حزب العمال الكردستاني» المصنّف إرهابياً. وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إنه سيبحث هذه القضية مع الرئيس ترامب عندما يلتقيان في واشنطن بعد أيام، معرباً عن أمله بأن تتراجع الإدارة الأميركية عن قرارها هذا، قائلاً إنه لا تمكن محاربة الإرهابيين بالاعتماد على إرهابيين آخرين، في إشارة إلى مساواته «وحدات حماية الشعب» بتنظيم «داعش».

وعلى رغم التحفظات التركية، أعلن مسؤول عسكري أميركي بعد ظهر أمس، أن بلاده يمكن أن تبدأ «سريعاً جداً» تقديم المساعدات العسكرية للأكراد السوريين، مشيراً إلى أن بعضها موجود فعلاً في سورية. وتزامن كلامه مع إطلاق «قوات سورية الديموقراطية» التي تشكّل «وحدات حماية الشعب» عمادها الأساسي، مرحلة جديدة من عملية «غضب الفرات» في الرقة، معلنة سيطرتها على سد الطبقة أكبر السدود المائية على نهر الفرات في سورية، بعد أيام فقط من سيطرتها على معظم مدينة الطبقة المجاورة للسد. ويؤشر ذلك إلى اقتراب بدء معركة طرد «داعش» من مدينة الرقة، عاصمة التنظيم في شرق سورية.

وأعلن البيت الأبيض مساء أمس أن ترامب أكد في اجتماعه مع لافروف ضرورة العمل لإنهاء الصراع في سورية، وطالب روسيا «بكبح جماح» نظام الرئيس بشار الأسد وإيران و «وكلاء إيران» في سورية، في إشارة إلى ميليشيات شيعية تقاتل إلى جانب القوات النظامية وتعمل تحت إشراف «فليق القدس» في «الحرس الثوري».

وعقد لافروف لاحقاً مؤتمراً صحافياً في مقر السفارة الروسية بواشنطن وتحدث فيه عن لقائه ترامب في البيت الأبيض وقبله اللقاء مع نظيره ريكس تيلرسون في مقر وزارة الخارجية الأميركية. وقال لافروف إن اللقاء مع ترامب ركّز على خطة مناطق التهدئة الأربع أو مناطق «تخفيف التصعيد» في سورية، وهي محافظة إدلب ومحيطها، وريف حمص الشمالي، والغوطة الشرقية، وجنوب سورية. وأشار إلى أن هذه الخطة تعتمد أصلاً على خطة طرحها تيلرسون في شأن إقامة مناطق آمنة في سورية.

ورفض لافروف في حديثه إلى الصحافيين إصرار الغرب على تغيير نظام الأسد، مشيراً إلى أن الدول الغربية فعلت ذلك عندما أطاحت الرئيس السابق صدام حسين في العراق والعقيد معمر القذافي في ليبيا، مشككاً في صحة ذلك نظراً إلى ما يعانيه هذان البلدان من اضطرابات.

وقال لافروف إنه بحث مع تيلرسون آفاق المفاوضات الجارية في العاصمة الكازاخستانية آستانة حول تسوية الأزمة السورية. ونقلت عنه قناة «روسيا اليوم»: «اتفقنا على مواصلة العمل ضمن صيغة آستانة أيضاً، حيث تحضر الولايات المتحدة بصفة مراقب. وقد ثمنا المساهمة البناء للولايات المتحدة خلال اللقاء الأخير (في آستانة)». وأشار الوزير الروسي إلى أهمية العملية السياسية بالنسبة إلى التسوية في سورية، مضيفاً أن موسكو ترحب بقرار المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا استئناف المفاوضات السورية في جنيف منتصف الشهر الجاري.

 

سلاح الجو الأردني يسقط طائرة من دون طيار قرب الحدود السورية

دبي – «الحياة»

قالت القوات المسلحة الأردنية في بيان أمس (الأربعاء) أن سلاح الجو الملكي الأردني أسقط طائرة استطلاع مسيرة اقتربت من المجال الجوي الأردني قرب الحدود مع سورية.

ونقلت «وكالة الأنباء الأردنية» (بترا) عن مصدر مسؤول قوله أن «طائرات من طراز (إف 16) أسقطت الطائرة وطبقت قواعد الاشتباك المعمول بها، بسبب استمرار الطائرة بالاقتراب من الحدود الشمالية، ما استدعى التعامل معها وإسقاطها».

ولفت المصدر إلى أن كوادر سلاح الجو الملكي قاموا بجمع حطام الطائرة، والأجهزة التي كانت تحملها، لفحصها والتعامل معها فنياً.

وقصفت طائرات سورية فجر أمس، مواقع لفصائل المعارضة عند الحدود الأردنية، في تصعيد واضح بين دمشق وعمّان، في ظل أنباء عن حشود على الجانب الأردني من الحدود وتوقعات بعملية وشيكة تقودها فصائل مدعومة من الأردن ودول غربية.

وحذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم من مغبة دخول «قوات أردنية» إلى الأراضي السورية، موضحاً أن بلاده ستعتبر أي قوات أردنية تدخل سورية «قوات معادية» إذا لم تنسّق مع حكومتها مسبقاً، لكنه استدرك بأن «المواجهة مع الأردن ليست واردة».

 

«سورية الديموقراطية» تعلن انتزاع الطبقة من «داعش»

بيروت – رويترز

أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة انتزاع السيطرة على مدينة الطبقة والسد القريب منها بالكامل من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) اليوم (الأربعاء)، وهو هدف كبير مع استعداد القوات للهجوم على مدينة الرقة.

وتقع الطبقة على بعد حوالى 40 كيلومتراً غرب الرقة على امتداد نهر الفرات.

وقال المستشار لدى «قوات سورية الديموقراطية» ناصر حاج منصور إنه تم تحرير الطبقة والسد في شكل كامل بعدما طردت القوات التنظيم من المنطقة.

وبدعم من ضربات جوية وقوات خاصة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، تضيق «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف يضم مقاتلين أكراداً وعرباً، الخناق على مدينة الرقة، قاعدة عمليات «داعش» في سورية.

وبدأت معركة الطبقة بعدما ساعدت القوات الأميركية مقاتلي «قوات سورية الديموقراطية» في القيام بعملية إنزال جوي على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في أواخر آذار (مارس) الماضي.

من جهة أخرى، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن 11 شخصاً على الأقل منهم أربعة أطفال قُتلوا في ضربات جوية على قرية شمال مدينة الرقة الليلة الماضية.

وأوضح «المرصد» أن طائرات يعتقد أنها تابعة لتحالف تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «داعش» قصفت قرية الصالحية قبل منتصف الليل، ما أسفر عن إصابة بعض المدنيين بجروح.

وأضاف «المرصد» إن ضربات جوية يعتقد كذلك أن التحالف نفذها في وقت سابق هذا الأسبوع قتلت 10 أشخاص كانوا يقودون سيارات في مناطق صحراوية تربط الأجزاء التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في محافظة الرقة مع ريف حماة القريب.

وقال الجيش الأميركي إنه يبذل «جهوداً استثنائية» لتجنب قتل مدنيين أثناء عمليات قصف في سورية والعراق.

 

بعد اتفاق استانا الجيش السوري يتجه نحو الشرق

بيروت – أ ف ب – يفتح تراجع الاعمال القتالية في القسم الغربي من سوريا الطريق أمام الجيش للتوجه نحو شرق البلاد، بهدف منع المقاتلين الذين تدعمهم واشنطن، من الاستيلاء على مناطق تحت سيطرة الجهاديين، وفق محللين ومصادر عسكرية في دمشق.

 

ووقعت موسكو وطهران، حليفتا دمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة اتفاقاً في أستانا قبل اسبوع، ينص على إنشاء أربع “مناطق تخفيف التصعيد” في ثماني محافظات سورية، على ان يصار فيها الى وقف القتال والقصف. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ السبت الماضي، ومن شأن تطبيقه أن يمهد لهدنة دائمة في مناطق عدة.

 

ويقول رئيس تحرير جريدة “الوطن” السورية القريبة من السلطات وضاح عبد ربه ، “ستسمح هذه الهدنة لجزء من الجيش السوري بالانتشار نحو الشرق باتجاه مواقع سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية وتحديداً الحدود العراقية ودير الزور” حيث يحاصر الجهاديون الجيش.

 

وبحسب الاتفاق، سيتم إنشاء مناطق “تخفيف التصعيد” في كل من محافظة إدلب (شمال غرب) ومناطق شمالية أخرى، وفي ريف حمص الشمالي (وسط)، وفي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بالاضافة الى أجزاء من جنوب سوريا.

 

وتطمح مجموعتان تتلقيان دعماً من واشنطن بالسيطرة على القسم الشرقي من سوريا الصحراوي بمعظمه، وهي قوات سوريا الديموقراطية، ائتلاف الفصائل الكردية العربية الاكثر نفوذاً، والتي تخوض مواجهات شرسة ضد تنظيم الدولة الاسلامية. أما المجموعة الاخرى فتعرف باسم “جيش مغاوير الثورة”، وهي فصيل يضم مقاتلين سوريين تلقوا تدريبات على أيدي الاميركيين والاردنيين، وتمكنوا من السيطرة في الايام الاخيرة على قرى وبلدات عدة في جنوب شرق سوريا، قرب الحدود مع العراق.

 

– ثلاثة محاور –

 

وبحسب عبد ربه، فإن هدف العمليات العسكرية المقبلة سيكون “ردع الولايات المتحدة والقوات التي تدعمها من ان تبسط سيطرتها الكاملة على شرق البلاد”.

 

وفي هذا الصدد، يؤكد مسؤول سوري ان “الولايات المتحدة تدفع القوات التي تدعمها الى السيطرة الكاملة على الحدود السورية العراقية”.

 

ويتقدم الجيش، وفق مصدر عسكري سوري، على ثلاثة محاور: الاول ينطلق من ريف دمشق بهدف فتح طريق مواز لطريق دمشق بغداد القديم باتجاه معبر التنف على الحدود العراقية. وينطلق المحور الثاني، وفق المصدر ذاته، من البادية، تحديداً من ريف تدمر الشرقي في حمص (وسط) باتجاه مدينة السخنة الاستراتيجية التي يسعى الجيش للسيطرة عليها، لاطلاق عملياته نحو دير الزور، المحافظة النفطية في شرق البلاد والتي يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على معظمها. اما المحور الثالث فينطلق من اثريا في حماة (وسط) باتجاه دير الزور ايضاً.

 

ويقول محلل عسكري سوري رفض الكشف عن اسمه، “نحتاج الى 15 ألف مقاتل على الأقل لفك الحصار عن مدينة دير الزور”، موضحاً أن “أكثر من سبعة آلاف جندي محاصرون داخل المدينة”.

 

ويشير الى ان “الجيش يسعى للوصول إلى نقطة التنف على الحدود العراقية بالتنسيق مع الروس للحؤول دون المزيد من التمدد الأميركي شرقاً”.

 

ويسيطر “جيش مغاوير الثورة” على هذه المنطقة الحدودية.

 

وتبدو مهمة الجيش السوري صعبة جراء عوامل عدة أبرزها اتساع المساحات التي يتوجب السيطرة عليها بالاضافة الى تراجع عديده خلال سنوات الحرب الست.

 

ويرى الباحث الفرنسي المتخصص في الجغرافيا السورية فابريس بالانش انه “بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية في معقله في الرقة، تعتزم الولايات المتحدة مواصلة عملياتها حتى البوكمال” الحدودية مع العراق والواقعة على بعد 450 كيلومتراً شرق دمشق.

 

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن معارك في محافظة الرقة بهدف استعادتها من تنظيم الدولة الاسلامية، وقد أنهت سيطرتها الاربعاء على مدينة الطبقة الاستراتيجية في المحافظة.

 

وفي حال تمت السيطرة على الرقة، “من الأفضل للجيش السوري في هذه الحالة”، يقول بالانش، “المضي قدماً شرقا”، مضيفاً “إذا اراد (الرئيس السوري بشار) الاسد الحفاظ على سوريا موحدة، فهو يحتاج الى ما يعرف بسوريا غير المفيدة ايضاً”.

 

ويطلق المحللون تسمية “سوريا المفيدة” على غرب البلاد حيث تقع المدن الكبرى والمراكز الاقتصادية الرئيسية (دمشق وحمص وحلب..) والواقعة بمجملها تحت سيطرة الجيش السوري.

 

ومنذ آذار/مارس 2011، تشهد سوريا نزاعاً دامياً متشعب الاطراف المحلية والاقليمية والدولية، تسبب منذ اندلاعه بمقتل اكثر من 320 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

فصائل سورية تدعمها أمريكا تنتزع الطبقة من تنظيم الدولة ومقتل 10 مدنيين إثر غارات للتحالف على ريف الرقة

بيروت- الرقة- رويترز- الأناضول- قالت فصائل سورية مدعومة من الولايات المتحدة إنها استردت مدينة الطبقة والسد القريب منها من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بالكامل الأربعاء وهو هدف كبير مع استعداد الفصائل للهجوم على مدينة الرقة.

 

وتقاتل قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف لمقاتلين أكراد وعرب، التنظيم المتشدد منذ أسابيع في الطبقة التي تقع على بعد نحو 40 كيلومترا غربي مدينة الرقة على امتداد نهر الفرات.

 

وبدعم من ضربات جوية وقوات خاصة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تضيق قوات سوريا الديمقراطية الخناق على مدينة الرقة قاعدة عمليات تنظيم الدولة في سوريا بهدف عزل المدينة والسيطرة عليها في نهاية الأمر.

 

وقال طلال سلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إنها انتزعت السيطرة على الطبقة “بفضل تضحيات أبطال وبطلات قوات سوريا الديمقراطية وبالدعم الكامل واللا محدود من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية”.

 

وقال ناصر حاج منصور المستشار لدى قوات سوريا الديمقراطية إنه تم تحرير الطبقة والسد، وهو الأكبر في سوريا، بشكل كامل بعدما طردت قوات سوريا الديمقراطية التنظيم من المنطقة.

 

وأكد بريت مكجيرك المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للتحالف العالمي للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في تغريدة على موقع تويتر استعادة الطبقة.

 

وقال “مؤكد هزيمة داعش في سد الطبقة ومدينة الطبقة الآن في أيدي قوات سوريا الديمقراطية بقيادة التحالف العربي السوري”.

 

وبدا أن معركة الرقة تعثرت حول الطبقة إذ أحرزت قوات سوريا الديمقراطية تقدما طفيفا فحسب بعدما حاصرت المدينة. وتوغلت القوات في المدينة قبل قرابة أسبوعين وسيطرت على معظم مناطقها وطوقت مقاتلي الدولة الإسلامية في السد.

 

وبدأت معركة الطبقة بعدما ساعدت القوات الأمريكية مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في القيام بعملية إنزال جوي على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في أواخر مارس آذار مما مكنها من السيطرة على قاعدة جوية قريبة مهمة.

 

ورغم اعتراضات شديدة من تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي فقد وافقت الولايات المتحدة هذا الأسبوع على تزويد وحدات حماية الشعب الكردية، أحد أهم مكونات قوات سوريا الديمقراطية، بالأسلحة.

 

وتعارض أنقرة بشدة الدعم الأمريكي للوحدات التي تعتبرها امتدادا داخل سوريا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا منذ ثلاثة عقود داخل تركيا.

 

وأثبتت وحدات حماية الشعب الكردية أنها شريك مهم للولايات المتحدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية بشمال سوريا. وتقول واشنطن إن تسليح المقاتلين السوريين الأكراد ضروري للسيطرة على الرقة التي يخطط منها التنظيم المتشدد لهجمات في الخارج.

 

وتقع الرقة الآن في جيب للدولة الإسلامية على الضفة الشمالية لنهر الفرات بعدما أطبقت قوات السورية الديمقراطية على المدينة من ناحية الشمال والشرق والغرب في الشهور القليلة الماضية.

 

ولا يمكن لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” العبور إلى أراضيهم الرئيسية جنوبي النهر إلا على متن قوارب بعدما دمرت ضربات جوية الجسور بالمنطقة.

 

ولا يزال التنظيم المتشدد يسيطر على مناطق بالصحراء مترامية الأطراف في شرق سوريا ومعظم محافظة دير الزور قرب الحدود مع العراق لكنه فقد السيطرة على أجزاء من أراضيه خلال العام الماضي.

 

ومن جهة أخرى، قُتل 10 مدنيين، وأصيب 13 آخرين، الأربعاء، إثر غارات للتحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، على بلدة “المنصورة”، بمحافظة الرقة، شمالي سوريا.

 

وقال حمزة الحسن، أحد الناشطين المحليين في المنصورة، للأناضول، إن مقاتلة تابعة لقوات التحالف أغارت على أحياء سكنية في البلدة، التي تقع على بعد 20 كم جنوب غربي الرقة.

 

وأشار الحسن إلى تسبب الغارات بمقتل 10 مدنيين وإصابة 13 آخرين، وتدمير خمسة منازل بالكامل، فضلاً عن وقوع خسائر مادية كبيرة في ممتلكات أخرى.

 

والإثنين، أسفرت غارات التحالف على الرقة عن مقتل 15 مدنيًا، بحسب مصادر محلية.

 

وتعد الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في سوريا، وتشير التقديرات إلى وجود ألفين و500 إلى ثلاثة آلاف عنصر من التنظيم فيها، بينما تتحدث معلومات أخرى أن عددهم خمسة آلاف عنصر.

 

هل تنجح المساعي الإيرانية في استنساخ مشروع «الحشد الشعبي» العراقي ودمج الميليشيات في سوريا تحت المظلة الرسمية؟

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: في منعطف جديد، تحاول حكومة طهران زرع نواة بشرية تضمن لها الاستمرار في صلب «الجيش السوري» إن صحت تسميته، من خلال دمج وحداتها العسكرية الشيعية، التي تمولها وتدربها، ضمن قوات النظام رسميا، بموافقة الرئيس السوري بشار الأسد، وفقا لوثائق تداولها ناشطون موالون للنظام السوري، والاعلام الحربي التابع لـ «الدفاع المحلي» والذي تدخل ضمن تشكيله العناصر الإيرانية والسورية بشكل مباشر، ممن تم صهرهم في بوتقة واحدة.

وأعلنت «القيادة العامة للجيش» لدى النظام السوري تشكيل لجنة برئاسة رئيس شعبة التنظيم والإدارة، بمهمة تنظيم الميليشيات المحلية التابعة لحكومة طهران، ممن أطلقت عليها اسم «القوات العاملة في سوريا مع الجانب الإيراني»، ضمن تنظيم وملاك ميليشيات «الدفاع المحلي» في المحافظات، حيث أشارت الوثيقة إلى أن اللجنة المعنية، درست وناقشت ملف تنظيم هذه الميليشيات من كافة الجوانب «التنظيم، القيادة، التأمين القتالي والمادي، وحقوق القتلى والجرحى، وتسوية أوضاع المكلفين المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، والفارين والمدنيين العاملين مع الجانب الإيراني».

وخلصت إلى تنظيم العناصر «عسكريين ومدنيين الذين يقاتلون ضمن الميليشيات الإيرانية ضمن أفواج الدفاع المحلي لتكون تحت مظلة القيادة العامة، وتسوية أوضاع العسكريين الفارين، والمكلفين المتخلفين عن الالتحاق بقوات النظام السوري، ونقلهم وتعيينهم وتعديل جهة استدعائهم، إلى أفواج الدفاع المحلي، ثم تسوية أوضاعهم للانخراط ضمن ميليشيات إيران الجديدة»، والمتمثلة بـ ميليشيا «رعد المهدي» التي أعلن عن تشكلها مؤخراً، ونشرت أول بيان رسمي عبر صفحتها الحربية.

العميد الركن أحمد الرحال قال في تصريح خاص لـ «االقدس العربي»، انه «لا يمكن دمج ميليشيات إيرانية، او أي جنسيات أخرى تحت مظلة القيادة العامة للجيش السوري، وسيبقى هؤلاء في حكم الميليشيات، وستحاول إيران تجميعهم تحت أي مسمى كان، سواء كانت ميليشيات دفاع محلية أو وطنية أو غير ذلك، محافظة على تمويلهم وولائهم، بقيادة قاسم سليماني أو بعض الجنرالات الإيرانية، فيما لن يكون للأسد سلطة عليهم».

وعن تحويل حالة هذه الميليشيات إلى قوات عاملة تحت المظلة الحكومية للقيادة العامة للجيش، اقتداء بإقرار البرلمان العراقي نهاية العام الفائت قانون تحويل ميليشيا الحشد الشعبي العراقية إلى قوات رسمية، قال العميد: «ربما يكون مصير هؤلاء الأفراد من الدفاع الوطني أو الدفاع المحلي من السوريين فقط، هو العمل تحت مظلة رسيمة لدى القيادة العامة للجيش السوري مستقبلا، أما العسكريون الإيرانيون فلا يمكن دمجهم ضمن القوات الرسمية، وسيكون مصيرهم مرتبط بمصير بشار الأسـد وفئته الحاكمة»، مرجحا ان يكون لهم السلطة العـليا ضـمن مـناصب مؤقـتة فقـط.

ورأى العقيد محمد خير العطار في تصريح لـ «القدس العربي» أنه «لم يحدث تاريخيا ان ضم حاكم جيش، وحدات عسكرية تحمل جنسيات أخرى، إلى الجيش الوطني، وقد يمر شخص او اثنين او حتى مجموعة محدودة العدد، أما ضم كتل عسكرية إلى جيش وطني هو سابقة تاريخية، ان قرر بشار الأسد فعلها فستكون سابقة واضحة المعالم والأهداف، والتي تتمحور في تأمين ولاء الجيش، للنظام وحده، وخاصة كون هذا الجيش سيصبح مع المستقبل منفصل عن الشعب، وغير لصيق بعلاقات قرابة ونسب مع الشعب، فهو بالدرجة الأولى حماية للنظام، وضد الشعب».

وأضاف: «اشراك وحدات عسكرية إيرانية مع الجيش السوري هو مربح هائل لإيران، لأنها ستضمن تبعية هذا الجيش لأوامرها، وكل مربح لأي سلطة خارجية عن البلد هو خسارة للسلطة المحلية، ولو كان اليوم لبشار الأسد مصلحة آنية أو تفاهم ظاهري مع إيران، إلا ان هناك مشاريع مختلفة، فالمشروع الإيراني لا يمكن أن يتطابق استراتيجيا مع المشروع العلوي الطائفي، فإيران ولو كنّا مختلفين معها وعنها تماما، إلا أنها صاحبة مبدأ ديني عقائدي، إلا ان مشروعها يختلف عن المشروع الفئوي الطائفي الذي يترأسه بشار الأسد من خلال محافظته على السطلة».

وانتهى المحلل العسكري، بأن «ما تدفعه إيران من رواتب أو تكاليف على هذه القوات من ميليشيا الدفاع المحلي أو الدفاع الوطني كما أرادوا تسميتها، سوف تطالب بأضعاف مضاعفة منه في الاقتصاد السوري مستقبلا، فإيران تعتبر انها توهب بشار الأسد، انما الحقيقة منافية لذلك، فهي تستثمر أموالها بغية الحصول على المال مع التغير الديموغرافي، بحيث تضمن امتداداً سياسياً لها، من طهران إلى العراق إلى دمشق وبيروت، إلى البحر المتوسط».

 

مدنيون محاصرون وتباين الآراء حول اقتراب حسم معركة الطبقة في سوريا

عبد الرزاق النبهان

الحسكة ـ «القدس العربي»: لا يزال المئات من المدنيين العالقين تحت ضربات طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية من جهة ونيران مقاتلي تنظيم «الدولة» و«قوات سوريا الديمقراطية» ـ «قسد» المكونة أساسا من «وحدات الحماية الكردية» من جهة أخرى، لا يملون في البحث عن ممر آمن يقودهم للخروج من دائرة الحرب والنجاة من أحياء مدينة الطبقة في غرب محافظة الرقة، فيما تستمر قوات قسد بمحاولة السيطرة على ما تبقى من منطقة الأحياء الثلاثة الأول والثاني والثالث المطلة على بحيرة الفرات من التنظيم.

ويقول الناشط الإعلامي مهاب ناصر لـ»القدس العربي»: «إن هناك نحو 800 مدني ما زالوا تحت الحصار في المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في الأحياء الثلاثة «الحي الاول والثاني والثالث « المطلة على بحيرة الفرات في مدينة الطبقة، حيث المدنيون محاصرون في المنطقة الصغيرة وتتعرض لقصف همجي من قبل طيران التحالف الدولي بعشرات الغارات يومياً وبعضها من طائرات مدمرة مثل (بـ 52) بالاضافة إلى قصف مدفعي من قبل قسد بشكل مكثف وعشوائي».

ونوّه ناصر إلى انقطاع أخبار المدنيين المحاصرين منذ ايام ولا يعلم عنهم أحد أي شيء بسبب الحصار وعدم توافر اتصالات لديهم ومن خلال الصور التي تم التقاطها من مناطق سيطرة «قسد» في المدينة والتصوير الذي بثته وكالة «أعماق» من داخل هذه الاحياء المحاصرة يظهر بوضوح الدمار الكبير في الابنية السكنية في هذه الاحياء وبعض الابنية تم تسويتها بالأرض بفعل قصف طيران التحالف.

وأشار ناصر إلى الحالة المأساوية التي يعيشها المحاصرون في هذه الاحياء والخوف من ارتكاب مجازر بحق هؤلاء المدنيين ببسبب القصف المكثف، كما حصل في باقي احياء المدينة حيث ارتكبت طائرات التحالف عدة مجازر من قبل طيران التحالف الدولي بحق عائلات باكملها، لافتا إلى اكتشاف مجازر مؤخراً في المناطق التي باتت تحت سيطرة قسد كان آخرها مجزرتين أحدهما بحق 18 شخصاً من عائلتي الدلو والمرعي ومجزرة أخرى بحق عائلة علي الباشا، بالإضافة إلى 16 شخصاً، من عائلة الجاسم العبيد، حسب تعبيره.

ويقول الناشط السياسي بشير هويدي، إن «جميع محاولات قوات سوريا الديمقراطية لحسم معركة الطبقة بمساندة طائرات التحالف الدولي، تنتهي بكارثة إنسانية أودت بحياة المئات من المدنيين تحت أنقاض منازلهم، خاصة في أحياء الطبقة، حيث لا يكاد القصف الجوي يتوقف حتى يبدأ مجدداً، مما يفاقم عدد الضحايا المدنيين الذين يسقطون تحت أنقاض مدينتهم المدمرة».

وأضاف لـ»القدس العربي»: «إن تنظيم الدولة يخوض معركة وجود خاصة وأن نهاية الحرب تعني خسارة التنظيم لكل مقاتليه لذلك يحاول التشبث قدر المستطاع ومواصلة القتال من أجل منع قوات قسد من السيطرة على كامل مدينة الطبقة، مرجحا قرب حسم المعركة التي ستنتهي عاجلا أم آجلا إلا أن تكلفة حسمها ستكون كبيرة على صعيد أرواح المدنيين وممتلكاتهم».

أما الكاتب والمحلل السياسي الكردي زيد سفوك فيقول: «إن تأخير حسم معركة الطبقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة امريكيا هو لعدة نقاط، اهمها ان هذه المدينة لها خصوصيه معينة والتي تعتبر الفاصـل بين القوى المتصارعة في الشمال السوري فلا النظام ولا المعـارضة يهمهم هذه المنطقة لأنها بموازاة المناطق الكردية، ومن جـهة أخـرى وجـود تنظـيم الدولة الإرهـابي منذ أعـوام فيها وبالـتالي تحريـرها سيـكون له ثمـن باهـظ من الارواح».

ويقول سفوك لـ «القدس العربي»، «إن المعركة طويلة جدا فقد رأينا جميعا كيف ان تحرير الموصل قد طال أكثر مما كان متوقعا فالحسابات تتغير بين القوى العظمى وهناك اطراف اقليمية مهما كانت ضعيفه تستطيع تحريك ما تملك من اوراق على الأرض وهذا بالضبط ما يجري الآن في سوريا».

وأضاف إن «المعركة طويلة ولن يتم القضاء على تنظيم الدولة الا اذا تم التوصل إلى اتفاق مصالح مشتركة بين الروس والامريكان والتي بدورها تستطيع الضغط على الاتراك ولا سيما بعد فشل الضخ الإعلامي بانهيار سد الطبقة لتاجيل عملية تحريرها واعتقد ان لم يتم التوصل لاتفاق بين الروس والامريكان فان تركيا ستبقى تحرك لاعبيها لمنع القضاء على التنظيم وبالتالي بقاء الكرد تحت الخطر كما حصل في شنكال وكوباني».

يذكر أن «قوات سوريا الديمقaراطية» المكونة أساسا من «وحدات الحماية الكردية» كانت قد بدأت حملة السيطرة على مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي في 21 من آذار/مارس الماضي، في إطار حملة غضب الفرات وذلك بهدف السيطرة على محافظة الرقة معقل تنظيم «الدولة» في شمالي سوريا.

 

ملامح صراع عنيف ترتسم في الجنوب السوري/ ريان محمد

تحتدم المعارك السياسية والعسكرية في الجنوب السوري، لتنذر بصيفٍ حامٍ في تلك المنطقة، في ظل حديث النظام السوري وحلفائه عن تحضيرات عسكرية في الأراضي الأردنية المتاخمة للحدود بهدف التقدّم نحو الأراضي السورية، والتهديد بالرد على ذلك، في وقت جاء فيه التطور الأخير ليل الثلاثاء الأربعاء بقصف طائرات تابعة للنظام مواقع لـ”جيش أسود الشرقية”، أحد فصائل الجبهة الجنوبية، قرب الحدود الأردنية، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى. وقد عزز انطلاق تمرين “الأسد المتأهب” في نسخته السابعة، يوم الأحد والذي يستمر حتى 18 من مايو/أيار الحالي، التكهنات بشأن اقتراب الموعد المفترض للعملية على الرغم من أن أياً من الفصائل التي تواصلت معها “العربي الجديد” لم تتحدث عن موعد محدد.

وجاءت الغارات السورية بعد تصريحات لوزير خارجية النظام السوري وليد المعلم الإثنين قال فيها “إننا لسنا في وارد مواجهة مع الأردن، لكن إذا دخلت قواتها من دون تنسيق مع دمشق سنعتبرها معادية”، وهو رد على تصريح المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني الذي شدد على أن الأردن سيقوم بالدفاع عن حدوده بالعمق السوري إذا اقتضى الأمر ذلك.

أما الأردن، وإن لم يصدر رداً مباشراً، إلا أن موقفه من تصريحات المعلم جاء عبر صحيفة “الغد” الأردنية التي نقلت عن مصادر وصفتها بـ”الرسمية” قولها إن “موقف الأردن ثابت من سياسة الدفاع بالعمق السوري، من دون الحاجة لتدخّل عسكري”. ورفضت المصادر، بحسب “الغد”، التعليق بشكل مباشر على تصريحات المعلم، لكنها اعتبرت أن “أمن واستقرار الحدود أولوية أردنية”؛ كما أكدت أن الأردن ليس طرفاً في اتفاق أستانة 4.

وتُعتبر المنطقة الجنوبية من “مناطق تخفيف التصعيد”، التي نصّ اتفاق أستانة 4 على إنشائها، والمعروفة جغرافياً بالقنيطرة ودرعا والسويداء، وهي تشهد العديد من التداخلات في السيطرة بين قوات النظام والمليشيات الموالية له من جهة، والفصائل المسلحة المعارضة من جهة أخرى، إضافة إلى وجود “جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم “داعش” في وادي اليرموك، ومجموعات “هيئة تحرير الشام” وعامودها الفقري “جبهة فتح الشام” (النصرة سابقاً). كما تضم المنطقة الجنوبية، المناطق المنتشرة من ريف السويداء الشرقي، الممتد إلى البادية السورية، وصولاً إلى محافظة دير الزور. وجزء مهم من هذه المناطق والمحاذية للسويداء، سيطرت عليها فصائل المعارضة المدعومة أميركياً وبريطانياً وأردنياً عقب طرد “داعش” منها، ما جعلها قريبة من فك الحصار عن الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي في ريف دمشق، ما يرجح ضم هذه المناطق إلى المنطقة الجنوبية، كمنطقة نفوذ أميركي.

وبدأت قوات النظام مدعومة من الروس، عمليات عسكرية بداية الأسبوع الحالي، للسيطرة على منطقتي السبع بيار وظاظا، وشهد يوم الثلاثاء اشتباكات بين هذه القوات وفصائل من المعارضة. وتعود أهمية هاتين المنطقتين، لكونهما متاخمتين لمطار السين العسكري، وتقعان على الطريق الدولي الواصل إلى معبر التنف الحدودي، وتُعتبران عقدة طرق باتجاه حاجز البصيري من جهة، وحاجز المثلث من جهة أخرى، كما أنهما عمق استراتيجي لفك الحصار عن الغوطة الشرقية.

ويسعى النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون لاستباق الأميركيين الذين يدعمون فصائل معارضة مسيطرة على معبر التنف بالقرب من مثلث الحدود الأردنية العراقية السورية، والسيطرة على مدينة البوكمال في ريف دير الزور على الحدود العراقية السورية وقطع إمدادات “داعش” عبر معبر القائم المقابل لها، بالتزامن مع التقدّم باتجاه مدينة السخنة، التي يسيطر عليها التنظيم، وتُعتبر بوابة دير الزور.

ويريد النظام وحلفاؤه التقدّم في البادية لحرمان “داعش” من ثرواتها الباطنية وحرية الحركة عبرها، وتوسيع مناطق سيطرتهم، خصوصاً أن المناطق المذكورة ليست مشمولة بمناطق تخفيف التصعيد، وبالتالي ستكون أوراقاً تفاوضية مهمة بيد الروس أمام الأميركيين في حال سيطروا عليها.

وكان المعلم قد تحدث في مؤتمره الصحافي الإثنين عن رؤية النظام لتحديد مناطق تخفيف التصعيد وتوجهاته الميدانية، إذ قال: “أين تقع هذه المناطق مخففة التوتر علينا أن نتصور أين يقف الجندي السوري… فأين يقف الجندي السوري وما بعد هو بداية هذه المناطق”. وأضاف: “أنا تحدثت عن دير الزور وقلت إن المواطن السوري لا يميز بين تحرير إدلب أو تحرير دير الزور، ولكن ربما تحرير دير الزور أهم لأننا نتوقع أن تنعكس نتائج ذلك على حياة المواطن السوري، والتوجّه الآن هو أن نصل إلى دير الزور… الأولوية لما يجري في البادية، إن كان جنوباً مع الحدود مع الأردن، أو في وسط البادية باتجاه السخنة أو ربما الحدود مع العراق”.

ويبدو أن تحركات النظام تزامنت مع تحركات عراقية، ببدء معركة في الصحراء الغربية للعراق على الحدود السورية. وأكد تلك التحركات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال تفقده الإجراءات الأمنية في مدينة كربلاء الإثنين، قائلاً إن “عمليات عسكرية انطلقت الأحد 7 مايو/أيار الحالي، في غرب الأنبار على الحدود السورية”، مضيفاً أن “الحدود من جهة سورية تحت سيطرة الدواعش، ونسعى لتأمينها لمنع مهاجمة القطعات الأمنية العراقية”، الأمر الذي قد يسمح لدخول مليشيات “الحشد الشعبي” العراقية والمدعومة إيرانياً والاشتراك في معارك دير الزور.

مصادر أمنية مقربة من النظام أكدت لـ”العربي الجديد”، وجود مخاوف لدى النظام من حدوث تقدّم عسكري على المناطق الجنوبية من سورية، تكون رأس الحربة فيه فصائل مسلحة سورية مدعومة أميركياً وبريطانياً وأردنياً، لافتة إلى أن “تقارير يومية تصلهم تؤكد انتشار حشود عسكرية على طول الحدود الأردنية السورية، بما فيها الحدود مع السويداء، الخاضعة لسيطرة النظام”. وأضافت: “لا يبدو أن هناك نية للنظام لفتح جبهة مع تلك القوات إن دخلت، ولكنه يحاول الاعتماد على مليشيات محلية، لإثارة البلبلة وعدم الاستقرار تحت اسم المقاومة، وبناء عليه يتم العمل على تشكيل إدارات ذاتية تكون موالية للنظام والروس”، معربة عن اعتقادها بأن “الصيف المقبل سيكون حاراً في جنوب سورية، إن تابع الأميركيون تنفيذ مخططاتهم”.

العربي الجديد

 

مهجّرو الوعر بحمص يغادرون بعد تأخير لأكثر من 24ساعة

عبد الرحمن خضر

غادرت صباح اليوم، الخميس، القافلة التي تحمل الدفعة التاسعة من مهجّري حي الوعر بحمص باتجاه مدينة جرابلس، شمال شرقي حلب، بعد تأخير لأكثر من 24 ساعة.

وقال مصدر من “مركز حمص الإعلامي” إنّ “القافلة غادرت الحي بعد تأخير من قبل قوات النظام، بسبب كثرة إجراءات التفتيش”، مشيراً إلى أنّ “قوات النظام لم تسمح بإخراج الأدوات الكهربائية وأعادتها إلى الحي”.

وأضاف أنّ “القافلة تضمّ 1721 شخصاً بين مدني ومقاتل من “الجيش السوري الحر”، حيث كان من المفترض أن تضم الدفعة 2500 شخص، إلا أن قسماً منهم قرر تغيير وجهته من جرابلس إلى محافظة إدلب، نتيجة سوء وضع المخيمات والخدمات في جرابلس”.

وستغادر الدفعة العاشرة حي الوعر بعد نحو أسبوع، وتليها دفعة مزدوجة أخيرة بعدها بأسبوع أيضاً، إذ هجّر النظام، برعاية روسية، أكثر من 15 ألفاً من الأهالي ومقاتلي المعارضة السورية المسلحة إلى جرابلس وإدلب، عبر ثماني دفعات.

ويعاني مهجّرو حي الوعر في شمال سورية من صعوبات كثيرة في التأقلم مع حياتهم الجديدة في المخيمات، في حين يستأجر من يتوفر لهم ما يكفي من المال منازل في القرى بريف حلب الشمالي الشرقي.

وتأتي عملية التهجير ضمن اتفاقات وصلت إليها لجنة التفاوض مع النظام، برعاية ضباط روس، تقضي بخروج من يرغب من الحي على دفعات، وإدخال المساعدات الإنسانية إليه، لتدخله قوات روسية بعد انتهاء التهجير، وثم قوات النظام بعد ستة أشهر من ذلك.

 

بعد الطبقة.. هل تتجه “قسد” إلى الرقة؟

خليل عساف

انتهت فعلياً معركة السيطرة على مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي، الأربعاء، بعد 45 يوماً من القتال اليومي في محيطها وداخل أحيائها بين تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سوريا الديموقراطية” التي تُشكِّل “وحدات حماية الشعب” عمودها الفقري، بدعم وإسناد مدفعي وجوي من قوات “التحالف الدولي”. انتهاء القتال داخل مدينة الطبقة جاء بعد اتفاق بين الطرفين المتحاربين على انسحاب مَنْ تبقى من مقاتلي تنظيم “داعش” من أحياء مدينة الثورة الثلاثة، وجسم سد الفرات، برفقة أسرهم نحو مدينة الرقة.

 

وكان قد سبق لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية أن أعلنت انتهاء المعارك داخل الطبقة في 1 أيار/مايو، بموجب اتفاق ينسحب وفقه جرحى “داعش” مع أسرهم نحو الرقة، فيما يُسلم مَنْ بقي نفسه إلى “قسد”. إلّا أن الاتفاق نُقض حال خروج جرحى التنظيم وأسرهم، الأمر الذي فُسِّر بأنه خُدعة من قبل التنظيم لإخراج جرحاه والتخفف من أعبائهم، بينما واصل عناصره القتال حتى الأربعاء عندما أُعيد إحياء الاتفاق وتوقف القتال وسُلم سد الفرات وأحياء الثورة الثلاثة التي كان يتحصن فيها آخر المقاتلين.

 

ناشطو مدينة الطبقة ذكروا أن أكثر من 35 سيارة أقلت ما يقارب 200 شخص من عناصر التنظيم وأسرهم واتجهت بهم شرقاً نحو مدينة الرقة. كما ذكروا أن “الوحدات الكردية” أبقت على حظر التجول المفروض على قرية الطبقة، ومنعت فتح محلات الانترنت. كما جمعت عدداً كبيراً من فنيي وموظفي سد الفرات، ونقلتهم إلى جسم السد، لمزاولة أعمالهم حال خروج عناصر تنظيم “الدولة” منه. وفي أحياء مدينة الثورة الثلاثة، أعلنت “الوحدات” حظر تجول كلي، وكلفت مندوبين عن الأحياء بمهمة جلب الخبز من الفرن الوحيد العامل في المدينة، وإيصاله إلى السكان في بيوتهم، في ما يبدو أنه تدبير أمني احترازي.

 

يأتي هذا التطور في مسار “المرحلة الرابعة” من عملية “عزل وتحرير الرقة”، وهي جزء من عملية أوسع يشنها “التحالف الدولي” باسم “عملية العزم الصلب” لدحر تنظيم “الدولة” في العراق وسوريا. ويُرجح أن تنتهي “المرحلة الرابعة” عند هذا الحد، لتبدأ مرحلة جديدة تستهدف طرد وتصفية التنظيم في ما تبقى من ريف الرقة القريب، ومدينة الرقة ذاتها. ومع خروج الطبقة من قبضة تنظيم “داعش” تكون مناطق سيطرة التنظيم ما بين ريف حلب الشرقي ومحافظة الرقة قد فقدت تواصلها الجغرافي المباشر، فيما تبقى طرق ترابية التفافية عبر بادية الشام نحو مناطق سيطرة التنظيم الأخرى في سوريا والعراق.

 

إعلان السيطرة الكلية على الطبقة جاء أيضاً على لسان المتحدث باسم “التحالف الدولي” العقيد جون دوريان، الأربعاء، في بغداد، حيث تحدث في مؤتمر صحافي عبر دائرة تلفزيونية، أعلن فيه “تحرير” أكثر من “30 ألفاً من سكان الطبقة”. وأشار أيضاً إلى البدء بتوزيع أسلحة على “قوات سوريا الديموقراطية”، وذكر أن الأسلحة المقصودة موجودة فعلاً في الميدان، وبعضها سيُسلم عند الحاجة، وأنهم يتوقعون أن يستلم العرب والأكراد في “قسد” الموارد ذاتها. وعن نوعية الأسلحة التي ستُقدم لـ”قسد” قال دوريان إنها أسلحة خفيفة وذخائر ونوع من الأسلحة يمكن استخدامه لمواجهة التهديدات المقابلة التي يستخدمها الجهاديون. كلام الناطق باسم عملية “العزم الصلب” يأتي في سياق جدل إعلامي وسياسي في ما يخص إعلان الولايات المتحدة رسمياً تسليح “وحدات حماية الشعب” الكردية، الطرف الأقوى وحامل الأجندة العسكرية والسياسية الفعلي تحت مظلة “قسد”.

 

مسؤولون أتراك، في مقدمتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتقدوا تسليح “الوحدات” الذراع العسكرية لحزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي في سوريا، والذي تعتبره أنقرة امتداداً لحزب “العمال الكردستاني” في تركيا. كما أن أنقرة أشارت إلى أن أسلحة تسلمها “الوحدات” الكردية في سوريا من “التحالف الدولي” استُخدمت ضدها على التراب التركي، في إشارة في ما يبدو إلى استهداف “الوحدات” لمواقع عسكرية وجنود أتراك عبر الحدود إثر الغارة التركية على مواقع لهذه “الوحدات” في قرة تشوك في ريف الحسكة قبل أيام . وترى تركيا أن “على واشنطن تحويل الدعم المتعلق بالهجوم على الرقة من القوات الكردية إلى قوات سورية معارضة، دربتها تركيا وقادتها في هجمات على التنظيم المتشدد خلال العام الماضي”. كما يشدد المسؤولون الأتراك على أن موضوع تسليح “الوحدات” الكردية سيُطرح في لقاء الرئيسين التركي والأميركي في واشنطن منتصف أيار/مايو الحالي، وفي اجتماعات قادة “حلف شمال الأطلسي” في نهاية الشهر ذاته.

 

الضغط التركي على الحليف الأميركي نابع من مخاوف تركية جديدة من تحول مناطق سيطرة “وحدات الحماية” الكردية على طول الحدود السورية-التركية إلى مصدر تهديد أمني وجيو-سياسي لتركيا، وخاصة مع عجز تركيا عن استهداف “الوحدات” من دون المخاطرة بتعريض جنود أميركيين يعملون معها للخطر. لكن دور “الوحدات” وأهميتها بالنسبة للولايات المتحدة قد يتبدلان في حال نجحت تركيا في فرض شراكة قوى عربية متحالفة معها في معارك دحر تنظيم “الدولة”، وقد ينتهيان بنهايته.

 

الأردن: “الأسد المتأهب” يخيف النظام وإيران

قالت القوات المسلحة الأردنية في بيان لها إن سلاح الجو الملكي الأردني أسقط طائرة من دون طيار اقتربت من المجال الجوي الأردني قرب حدود المملكة مع سوريا، مساء الأربعاء. وجاء في البيان أن طائرات أردنية مقاتلة من طراز “إف 16” أسقطت الطائرة من دون طيار “بسبب استمرار الطائرة من الاقتراب من الحدود”، وأن سلاح الجو “جمع حطام الطائرة” لفحصه. ولم يحدد البيان الجهة التي تتبع لها الطائرة.

 

وكان مقاتلو المعارضة من “أسود الشرقية” في الجنوب السوري، قد قالوا إن طائرات حربية تابعة للنظام، قد قصفت أربع مرات مواقع لهم، الثلاثاء، قرب الحدود الأردنية. وقال مسؤول أردني إن الضربات الجوية هي الأولى قرب هذا الجزء من الحدود. ونفذت الضربات بعد ساعات من تحذير وزير الخارجية السوري وليد المعلم للأردن من إرسال قوات إلى سوريا. وأكد مسؤول أردني لوكالة “رويترز” أن “الغارات السورية التي وقعت قرابة الثالثة من صباح الثلاثاء، وهي الأولى التي تقع قرب هذا الجزء من الحدود”.

 

ويستضيف الأردن مناورات عسكرية باسم “الأسد المتأهب” وتشارك فيها 22 دولة، في محاكاة لاستهداف تنظيم “الدولة الإسلامية”، أو جماعات مرتبطة به، إلا أن النظام وحلفاءه، أصدروا في الأيام الماضية سلسلة تحذيرات من مغبة دخول قوات أردنية إلى الأراضي السورية. وأكدت عمّان مراراً أنها لا تُخطط لذلك. وأعلنت واشنطن أنها ستستخدم خلال المناورات صواريخ متطورة.

 

وعلى رغم نفي الأردن أن قواته البرية لن تدخل الأراضي السورية، وأن الجيش الأردني سيكتفي في هذه المرحلة بـ”سياسة دفاعية”، إلا أنه أكد أن “من حق الأردن الدفاع عن حدوده”.

 

وترسل “الأسد المتأهب” إشارات متعددة، إلى النظام وإيران، تتعلق بحماية الأردن وإسرائيل. فالولايات المتحدة مهتمة بحماية إسرائيل من أي تواجد للمليشيات الإيرانية في الجنوب السوري. والخطر الإيراني يهدد الأردن، كما يهدد إسرائيل، بحسب المحللين.

 

وكان “الإعلام الحربي المركزي” التابع لميليشيا “حزب الله” اللبناني، قد نشر صوراً قال إنها لـ”حشود عسكرية غير مسبوقة داخل الحدود الأردنية مع سوريا”، و”الحشود عبارة عن آليات عسكرية ووحدات من المشاة تمركزت على المثلث الواصل بين الحدود الأردنية والسورية والعراقية”. وقال “الإعلام الحربي” إن “سوريا وحلفاءها رصدوا تحركات لقوات أميركية وبريطانية وأردنية باتجاه الأراضي السورية”، وتحدث عن مسعى لإنشاء “حزام أمني” في جنوب سوريا، واعتبر أن “سوريا ومن يحالفها لا يقبلون بأي احتلال مهما كان نوعه أو عنوانه”. وتوجّه إلى “الأميركيين وحلفائهم” قائلاً: “إنهم سيدفعون الثمن غالياً، وسيكونون أهدافاً بسبب استباحتهم الأرض السورية”.

 

و”الأسد المتأهب” مناورة عسكرية سنوية مشتركة في الأردن، تجرى هذا العام من 7 ولغاية 18 مايو/أيار، بمشاركة 23 دولة، وتعد الأضخم من حيث المشاركة النوعية للقوات المسلحة العربية والعالمية، وانطلقت للمرة الأولى في العام 2011. وتشمل هذه المناورات تدريبات برية وجوية وبحرية، وكيفية التعامل مع هجمات كيماوية، وكيفية التدخل لتأمين مواقع أسلحة كيماوية. ووفق وكالة الأنباء الرسمية الأردنية “بترا” فـ”الأسد المتأهب” هي المناورات الأكبر حجماً في تاريخ الجيش الأردني.

 

وبمناسبة بدء مناورات “الأسد المتأهب” في مايو/أيار 2017، قال الناطق الإعلامي باسم القوات الأردنية المشاركة خالد الشرعة، إن التمرين يهدف إلى بناء تحالف قادر على الاستجابة السريعة لمكافحة الإرهاب ومواجهة نزوح اللاجئين. وأضاف المتحدث في مؤتمر صحافي أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها الحدود الأردنية عام 2016 استدعت التركيز على تمارين استخدام “قوة الرد السريع” في تأمين الحدود.

 

وأشار الناطق الإعلامي باسم القوات الأردنية المشاركة إلى أن مناورات الأسد المتأهب لعام 2017 تتم بقوات برية وبحرية وجوية يبلغ عددها قرابة 7200 مشارك، يمثلون القوات المسلحة الأردنية والجيش العربي وممثلين عن حلف الناتو. وفي مناورات “الأسد المتأهب 2016” شارك ستة آلاف عسكري، نصفهم تقريبا من الولايات المتحدة، وفي العام الذي سبقه شارك في المناورات عشرة آلاف عسكري من 17 دولة، بالإضافة إلى “حلف الناتو”.

 

ترامب مخاطباً لافروف: اكبحوا جماح الأسد وإيران

اكتفى البيت الأبيض بإصدار بيان، في أعقاب زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى الولايات المتحدة، وقال إن الرئيس الأميركي شدد خلال لقائه مع لافروف على ضرورة أن تقوم موسكو بـ”كبح جماح” نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإيران.

 

وقال بيان البيت الأبيض، إن “الرئيس ترامب شدد على الحاجة إلى العمل معاً من أجل إنهاء النزاع في سوريا، ولاسيما التشديد على أن تكبح روسيا نظام الأسد وإيران ووكلاء إيران”، من أجل وضع حد لـ”القتل المروع” في سوريا.

 

وخلال مؤتمر صحافي عقده منفرداً في السفارة الروسية في واشنطن، قال لافروف إن ترامب يسعى الى علاقات “مفيدة للطرفين” و”براغماتية” مع موسكو. وأكد أن كلا الطرفين يسعيان “لإزالة كل العوائق” في علاقتهما الشائكة، وأثنى على النقاش حول سوريا ووصفه “بالبنّاء”.

 

وقال لافروف للصحافيين “أكد الرئيس ترامب بوضوح على رغبته في بناء علاقات مفيدة للطرفين وبراغماتية كالعلاقات في عالم الاعمال”. وأضاف “هدف الرئيسين ترامب وبوتين هو الوصول الى نتائج صلبة ملموسة تسمح لنا بالتخفيف من المشاكل، بما في ذلك تلك التي على جدول الاعمال الدولي”.

 

ويعتبر استقبال لافروف في المكتب البيضاوي ترحيبا نادرا واستثنائيا لوزير يمثل السياسة الخارجية لبلاده وليس رئيس دولة.

 

وبينما بدا استقبال ترامب للافروف في المكتب البيضاوي استثناء لا يحصل عليه في العادة وزراء الخارجية الذين يزورون الولايات المتحدة، إلا أن مراقبين قالوا إن اللقاء لم يكن إيجابياً إلى حد كبير، فلم يعقد مؤتمر صحافي بين لافروف ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون في ختام المحادثات التي أجرياها قبيل اجتماع ترامب مع لافروف، كما أن الملفات الخلافية الكبيرة بين موسكو وواشنطن، وخصوصاً في سوريا وأوكرانيا، حالت دون بحث مسألة العقوبات الأميركية على روسيا.

 

في هذا السياق، قال لافروف إنه لم يناقش هذا الملف مع الرئيس الأميركي، وألقى باللائمة على إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، متهماً إياها بأنها اتخذت قرارات سلبية تجاه موسكو ودبلوماسيين روس كانوا في الولايات المتحدة وطلبت منهم الإدارة السابقة المغادرة.

 

وتأتي زيارة لافروف إلى الولايات المتحدة، التي تستمر ليومين، على وقع عاصفة أثارها قرار الرئيس الأميركي بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، الذي يقود تحقيقات بشأن علاقات محتملة بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا.

 

ورفض لافروف المزاعم بأن موسكو تدخلت في الانتخابات الأميركية، وقال إنها “من نسج الخيال”. وحين سُئل عن تعليقه على إقالة كومي رد مازحاً “هل أقيل بالفعل؟ أنتم تمزحون، لا بد أنكم تمزحون”.

 

جائزة على رأس الجولاني.. و”تحرير الشام” تتأهب

أعلن رئيس المكتب السياسي في “لواء المعتصم” مصطفى سيجري، في “تويتر” أن “التحالف الدولي فوض قواتنا بتسلم 11 قرية في ريف حلب الشمالي من قوات سوريا الديموقراطية”. وعرض سيجري صورة عن كتاب التفويض الموقع من قبل “التحالف الدولي.

 

وقال: “الكتاب الصادر عن التحالف الدولي هو نتاج جهد وعمل دام لأكثر من شهرين ويهدف بالدرجة الأولى إلى إعادة 300 ألف نازح ومشرد في الخيام”. وأضاف، أن “إخوانكم في لواء المعتصم أخذوا على عاتقهم وبالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء إتمام هذا الأمر وتجنيب المنطقة ويلات الحرب”. وأشار إلى أن “الوصول إلى حالة سلام بين مكونات الشعب السوري هدف لنا، ولكن تبدأ بإعادة الحقوق إلى أصحابها”. ووجه سيجري كلامه إلى أهالي تلك المناطق، وقال: “إلى أهلنا في تل رفعت ومنغ وعين دقنة وباقي المناطق، اعلموا أن يوم عودتكم إلى بيوتكم وأرضكم قد بات قريباً، وقد كانت تصلنا دعواتكم الطيبة لنا”.

 

وليس واضحاً إذا ما كانت “وحدات حماية الشعب” الكردية ستتجاوب مع كتاب “التحالف الدولي” لاخلاء تلك المناطق التي استولت عليها من المعارضة نهاية العام 2015.

 

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، تخصيص 10 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تتيح تحديد مكان القائد العسكري لـ”هيئة تحرير الشام”، الجولاني، زعيم “جبهة فتح الشام/النصرة” سابقاً.

 

ورغم أن “حبهة فتح الشام” سبق وقالت إنها قطعت علاقاتها مع “القاعدة” منذ العام 2016، لكن واشنطن تستمر في استخدام تسمية “جبهة النصرة”، وأكدت الخارجية الأميركية أن “جبهة النصرة لا تزال فرع القاعدة في سوريا”.

 

وكانت “جبهة فتح الشام” قد أعلنت في نهاية كانون الثاني 2017 عن اندماجها مع أربع مجموعات أخرى، وتشكيل “هيئة تحرير الشام”.

 

وحشدت “هيئة تحرير الشام” قواتها بالقرب من جبل الشيخ بركات في حلب، وفي ريف إدلب، خلال الأيام الماضية، قبيل إصدارها بياناً هاجمت فيه الفصائل التي حضرت محادثات أستانة. تعزيزات “تحرير الشام” تجمعت بالقرب من بلدة سرمدا في ريف إدلب الشمالي، ودارة عزة في ريف حلب الغربي، وسط احتمال شنّها هجوماً على الفصائل التي شاركت في اجتماعات أستانة. واوقف حاجز لـ”الهيئة”، الأربعاء، تعزيزات عسكرية لـ”أبناء الشام” على طريق سجن إدلب، متجهة إلى بابسقا لدعم “جيش الإسلام” و”أحرار الشام”. “الهيئة” جردت العناصر من أسلحتهم ومعداتهم.

 

واعتبر بيان “مجلس الفتوى” في “تحرير الشام” أن موافقة الفصائل على مخرجات أستانة هو “خيانة لله ورسوله”، وأكد استعداد “الهيئة” للوقوف في وجه أي قوة تحاول دخول إدلب، في إشارة إلى احتمال دخول قوات تركية. ورغم تحفّظ فصائل المعارضة على اتفاقية “خفض التصعيد” المنبثقة عن “أستانة 4″، ورفضها أن تلعب طهران أي دورٍ ضامن فيها، إلا أن “تحرير الشام” أصرّت على تحميل الفصائل مسؤولية استهدافها.

 

وطالب البيان بـ”وجوب قتال فلول الفصائل الفاسدة” التي تسعى لدخول إدلب “انسجاماً مع مقررات أستانة”، ومن يسمح لهم بالعمل تحت رايتهم، معتبراً أن قتالهم “واجب” يشمل الجميع ويعتبر من باب “دفع العدو الصائل”، ودعا للعمل على خرق اتفاقية أستانة، باعتبارها “مؤامرة تبغي وأد الجهاد والثورة في الشام”. وأردف “هذه التحركات تقوم بها زمرة من فلول الفصائل الفاسدة، التي ارتضى قياداتها الولاء للمشاريع الدخيلة على ثورة أهل الشام وجهادهم، حيث يتجهز هؤلاء للانقضاض على ما تبقى من مناطق الثورة والجهاد انسجاماً مع مقررات أستانة”.

 

وقال البيان إن “آخر فصول مسلسل التآمر على ثورة الشام وأسوأها هو اتفاقية أستانة… حيث بيعت تضحيات أهل الشام وثورتهم وجهادهم ودماؤهم وأسراهم في سوق المساومات الإقليمية والدولية”. فالاتفاقية تمهد “لإعادة تسليم البلاد والعباد للمحتلين الكافرين”.

 

“الفيلق السوري الاول”:جيش منظم بإشراف تركي/ عدنان الحسين

باشرت القوات الخاصة التركية العمل على تشكيل جيش منظم من فصائل الجيش السوري الحر في الشمال السوري، وتحديداً في مناطق سيطرة غرفة عمليات “درع الفرات” المحررة من تنظيم “الدولة الإسلامية”، في محاولة لصهر اكثر من 17 فصيلاً ودمجها ضمن قيادة مركزية منظمة، والتخلص من حالة الفوضى في الشمال السوري.

وتداولت صحف ووكالات أنباء تركية، الثلاثاء، أنباءً عن تشكيل هذا الجيش، بهدف “إدارة وحفظ المناطق” التي طرد منها تنظيم “الدولة الإسلامية” والمشاركة في عمليات عسكرية أخرى. ومن المفترض أن يطلق على هذا الجيش اسم “الفيلق السوري الأول”، بقوام نحو 10 آلاف مقاتل مدرب ومجهز بكافة الأسلحة والمعدات اللازمة، ممن خضعوا لتدريبات مكثفة من قبل الوحدات الخاصة في الجيش التركي.

“الفيلق السوري” كان قد حاز في نيسان/إبريل، على مباركة “مجلس شورى أهل العلم في الشام” الذي أصدر بياناً “بتأييد تشكيل جيش وطني بدعم الجمهورية التركية”. وجاء في البيان أن “المسلمين يحتاج بعضهم بعضاً في شؤونهم الدنيوية والدينية، ولذلك كان التعاون بينهم أمراً جللاً، وقد أوجبه الله تعالى، وجعل به قيام دين الناس ودنياهم..”. ووصف البيان ما قامت به تركيا بـ”خطوة رائدة وموفقة.. في الاتجاه الصحيح..”. وأكد البيان على ضرورة مراعاة المشروع لـ”قتال العصابة المجرمة المحتلة في دمشق ومن يساندها، والخوارج المارقين (داعش) وكل من يستهدف وحدة واستقلال سوريا وحرية أهلها..”، وكذلك “تشكيل هذا الجيش ممن يرغب من الضباط وأفراد الجيش السوريين المنشقين.. وكذا من الثوار المجاهدين المخلصين..”، وأن يتم “رفد هذا الجيش بطلاب العلم الشرعي الموثوقين، لتوجيه وإرشاد عناصر وقادة الجيش لما فيه الخير والنفع في الدنيا والآخرة”، وحثّ “الحكومة التركية على تقديم كافة أشكال الدعم لهذا الجيش…ليكون نواة جيش سوري وطني..”.

وتتعارض مطالب “مجلس شورى أهل العلم في الشام” مع فكرة “الوطنية” التي يقوم عليها “الفيلق” إذ يتم مزجها مع صبغة إسلامية. وإذا كانت حيازة “الفيلق” على موافقة “مجلس الشورى” ضرورية لمواجهة “تكفير” فصائل السلفية الجهادية المحتمل، بسبب التعامل مع دولة علمانية كتركيا، إلا أنه يحمّل “الفيلق” ما لا يحتمله، في المنظور “الوطني”، المتعلق بكامل سوريا، ولكامل أهلها.

العمل على تشكيل “الفيلق” بدأ منذ 6 شهور، بدورات متتالية في قواعد عسكرية داخل الأراضي التركية، لفصائل عسكرية تتلقى دعماً مباشراً من تركيا. ومن هذه الفصائل: “جيش طلائع النصر” و”جيش الأحفاد” و”لواء سمرقند” و”لواء المنتصر بالله” و”لواء السلطان محمد الفاتح”، والتي تتراوح أعداد مقاتلي كل منها بين 500 و1000. وألحقت بهم فصائل ذات تعداد عسكري قليل كـ”جيش الشرقية” و”اللواء 115″ و”لواء 101 شرقية” و”القوة 24″ و”اللواء الثالث” و”لواء الوقاص”، وبعض هذه الفصائل قد تشكّل مع بداية عملية “درع الفرات”.

قائد “جيش طلائع النصر” الرائد محمد العلي، قال لـ”المدن”، إن “عملية إنشاء جيش منظم بدأت منذ ستة شهور تقريباً بهدف الوصول إلى تشكيل عسكري منظم ومحترف، مشابه للجيوش النظامية، تكون مهامه حماية أمن الوطن والمواطنين ولا يتدخل إطلاقاً بالإدارة المدنية والسياسية، بل يكون رديفاً لها في تحقيق مهامها”. وأوضح العلي، أن الجيش “سيشارك في عمليات عسكرية تطلب منا، كعملية الرقة اذا ما تم التوافق عليها، كذلك باتجاه المنطقة الشرقية. كما ستكون أحد أبرز مهامه محاربة التنظيمات الإرهابية المتمثلة بنظام الأسد المتهالك، وبتنظيمي داعش ومليشيات (قوات سوريا الديموقراطية) التي لا تقل إرهاباً عن داعش وله أهداف عابرة للحدود، مثله مثل كافة التنظيمات الطائفية”.

واعتبر العلي، أن إيران وروسيا هي دول محتلة، بحسب رؤية وتوجه التشكيل الجديد، كما يرفض الفيلق أي عمليات تقسيم وانفصال، ويؤمن بسوريا موحدة للجميع. وبحسب العلي، فإن لجنة مكلفة باجراء اختبارات جسدية وعقلية، للتحقق من أهلية المقاتلين للانضمام للتشكيل. كما أن هناك عزماً على بناء قوات “تتمتع بحس وطني بعيداً عن الولاءات الأجنبية”، كذلك الحزم مع كل العناصر بما يتضمن فصل أي شخص يصدر إساءة ضمن القواعد العسكرية أو خارجها، ويتم تجريده من العتاد الذي تسلمه. ويشترط على العناصر عدم دخول المناطق المدنية بأسلحتهم وزيهم العسكري، وفي حال ارتكاب مخالفة يحال المخالف إلى محكمة عسكرية.

ويتلقى التشكيل الجديد دعماً مباشراً من تركيا، مالياً ولوجستياً وعسكرياً، وتتلقى قوات “الفيلق السوري الأول” تدريبات شهرية، ويتم تخريج تلك الدفعات وإرسالها مباشرة إلى الداخل السوري. ومن المفترض أن تكون رواتب المجندين ضمن التشكيل نحو 300 دولار أميركي، بينما سيتلقى الضباط رواتب تترواح بين 400–500 دولار. ويشير القائمون على “الفيلق” إلى أن تلك الرواتب هي لضبط العناصر وتأمين كفايتهم المادية وتخطي عقبة تبدل الولاء بحسب الحاجة. ويطمح المشاركون في هذه التشكيل لإلغاء كافة المسميات الفصائلية والعقلية التفتيتية، والانتقال إلى بعد وطني، واحترام العمل المؤسساتي المنظم، والتخلص من حالة التشرذم والتفرق والفوضى التي تعب منها السوريون.

لكن “الفيلق السوري الأول” يواجه مصاعب كثيرة، ليس أقلها غياب حس المسؤولية لدى بعض العناصر، ممن قاموا بالاستحواذ على السلاح الذي سلم لهم وبيعه لاحقاً، أو ممن انشقوا بعد التدريب مفضلين الالتحاق بفصائل أخرى لاعتبارات مختلفة، أهمها المكافئات المالية. وتسبب ذلك في أزمة أثناء الشهور الأولى من تأسيس “الفيلق”، وهو ما دفع لاتخاذ تركيا تدابر احترازية لمنع تكرار ذلك في برنامج التدريب الجديد. غياب الولاء عند بعض العناصر لفكرة “الجيش الوطني” ليست بأقل حدة، فالبعض بات يعتقد بأن بقاء الوضع على حاله أفضل من التوحد.

إحدى أكبر المعضلات التي يواجهها “الفيلق” هي مشكلة تأسيسية، تتعلق بفكرة انشاء “جيش وطني” تشرف عليه دولة إقليمية كتركيا، لها أيضاً في سوريا أهداف تخص أمنها القومي. إلا أن حالة التشتت التي تعيشها الفصائل في الشمال السوري، وتعدد الداعمين وأجنداتهم المتنافرة، والتهديد من فصائل السلفية الجهادية، ومن مشاريع انفصالية، تجعل من العرض التركي، بحسب المدافعين عن المشروع، فرصة لالتقاط الأنفاس، ومحاولة لبلورة نواة لما يمكن أن يكون “جيشاً وطنياً” في مرحلة لاحقة.

وتمتاز الدورات التدريبية التي تخضع لها فصائل عسكرية، بالتدريبات المكثفة على معظم الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وتقديم كافة الخدمات للمتدربين، ولا يتم تسليم السلاح إلى العناصر إذا ما غادروا قواعدهم، إنما تعاد إلى مستودع مخصص شبيه بمستودعات الجيوش النظامية.

وتشكّلت قواعد عسكرية لـ”الفيلق” في محيط مدينتي أخترين والغندورة وبلدة الراعي، في ريف حلب الشمالي، ومنها ستنطلق القوات إلى المعارك وإليها تعود. كما سينتشر لـ”الفيلق” مقار متقدمة عند الجبهات العسكرية.

المدن

 

صحف عربية: هل يتدخل الأردن عسكريا في سوريا؟

بي. بي. سي.

ركزت عدة صحف عربية على احتمالات التحرك العسكري من جانب الأردن أو العراق على الحدود السورية.

 

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد تحدث عن بدء عمليات تطهير واسعة في محافظة الأنبار ووضع خطة لتأمين الحدود العراقية السورية.

 

وتقول صحيفة جنوبية الصادرة من لبنان: “الأردن يحضر قواته لدخول سوريا”، وتضيف: “تجتمع الحشود العسكرية الأردنية والبريطانية والأمريكية عند الحدود الجنوبية لسويداء ودرعا، بهدف ضرب الإرهاب في سوريا”.

 

وكذلك يتساءل عمر عساف في النهار اللبنانية: “هل يشارك الأردن في عمليات عسكرية جنوب سوريا؟”

 

ويقول: “على قلق، وببطء، يتحسس الأردن مواطئ قدميه شمالا، في ظرف قد يكون الأدق والأشد حساسية في تاريخ المملكة الهاشمية منذ أيلول 1970 وهو يراقب بحذر مرأى العين إحدى أكثر المناطق سخونة وتعقيدا في العالم: ‘جنوب سوريا'”.

 

“مقامرة خطيرة”

وفي ذات السياق، يقول عبد الباري عطوان في صحيفة الرأي اليوم اللندنية: “إشعال الجبهة السورية الأردنية ‘مقامرة’ خطيرة، قد يكون الهدف منها ‘تعطيل’ اتفاق الأستانة وإعادة الأزمة السورية إلى المربع الأول”.

 

ويضيف: “أيام الأردن المقبلة صعبة جداً، ولا نعتقد أن قيادته تملك ‘ترف’ القبول أو الرفض، خاصة تجاه المخططات البريطانية الأمريكية، ولدينا قناعة راسخة بأن التهديد الأكبر للأردن واستقراره يأتي من سورية، مع تسليمنا بأن سورية اليوم هي غير سورية قبل 28 عاما، وما علينا إلا الانتظار وهو قد لا يطول”.

 

ويقول صفوت حدادين في الدستور الأردنية إن “نظام ‘الأسد’ ترك كل بقاع سوريا التي تتنازعها المليشيات و الإيراني وانشغل بالجنوب السوري واحتمالات اجتياح قوات أمريكية-بريطانية-أردنية للجنوب السوري”.

 

ويضيف: “ربما حريّ ببشار ورجاله أن يقلقوا على كل شبر من سوريا فقدوا سلطتهم عليه أما الجنوب فهو في الحفظ والصون لأن الأمان يمتد على مدى نظر الهاشميين و دمشق لا نظامها إلى عمّان أقرب من الوريد!”

 

تعاون أمني وعسكري

ومن ناحية أخرى، علقت الأخبار اللبنانية على تصريحات رئيس الوزراء العراقي بقولها: “العبادي يقحم العراق في المعركة الأمريكية ضد سوريا”.

 

وتضيف: “قررت حكومة حيدر العبادي في بغداد، تلبية لطلب أميركي، المباشرة قريباً في معركة تستهدف مناطق الحدود مع سوريا بقوات تعمل تحت إمرة الأمريكيين، وهدفها منع وصول حلفاء إيران وسوريا إلى تلك المنطقة”.

 

ويتساءل موقع القرطاس نيوز العراقي: “العراق.. هل يرسل جنوده لمحاربة داعش في سوريا؟”

 

ويقول: “مع اشتعال جبهة الموصل وقرب نهاية داعش في العراق، تتضاعف جهود التعاون الأمنيّ والعسكريّ بين العراق وسوريا في شكل لافت، خصوصاً لتأمين الحدود ومنع أي تسلل لعتاد ومسلحين، وهذا ما يظهر تباعاً بعد الضربات الجوية العراقية التي تشن في الداخل السوري بالتنسيق مع دمشق”.

 

وتضيف: “ويري خبراء أن الضربة الجوّيّة العراقيّة التي وجّهت ضدّ المعاقل الإرهابيّة في الداخل السوري تمثّل انعاطفة جديدة في طريقة التعاطي مع الإرهاب، ولكنّها لا تؤشر إلى قيام العراق بحرب برّيّة أو جوّيّة واسعة ضدّ الإرهاب في المناطق غير العراقيّة، باعتبار أن العراق سيكون منشغلاً تماماً بعد دحر داعش، بتطهير المناطق من فلول داعش ورصد الخلايا النائمة التي تشكل تهديداً جدياً”.

 

من جانبها، تقول صحيفة الوطن السورية إن خلية الإعلام الحربي أصدرت بيانا حذر من أن سوريا وحلفاءها لا يقبلون بأي احتلال مهما كان نوعه أو عنوانه، وهدد الأمريكيين وحلفاءهم بدفع ‘الثمن غاليا’، وتوعدهم بأن يكونوا ‘أهدافا جراء استباحتهم الأرض السورية'”.

 

صحيفة: خامنئي يخشى من اضطرابات كبيرة ترافق انتخابات إيران

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن التحذير الذي نشره المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الأربعاء، من أن أي اضطرابات خلال الانتخابات الرئاسية بعد نحو أسبوعين “ستقابَل بقوة”، يعكس خشية متصاعدة داخل النظام في إيران من اضطرابات كبيرة قد ترافق تلك الانتخابات، كما أنه يشير إلى طبيعة التوترات السياسية الكامنة في إيران.

 

التحذير الذي وجهه المرشد الإيراني الأعلى، جاء خلال حفل تخريج طلاب في فيلق القدس الإيراني، وهو التشكيل الأقوى في إيران، حيث أكد أن القوات الأمنية ستتعامل بقوة مع أي فعل مخلٍّ بالانتخابات التي ستجرى في التاسع عشر من مايو/أيار الحالي.

 

ومنذ عام 2009 حين رافقت الاحتجاجات الواسعة انتخابات الرئاسة آنذاك، باتت الانتخابات في إيران لحظة حساسة وحرجة للنظام، فعلى الرغم من الأجواء السياسية التي تسود إيران خلال هذا العام والتي تتمثل بنوع من الانفتاح والحرية النسبية، فإن ذلك لا يضمن أن تسير الانتخابات بهدوء.

 

إلى الآن، فإن الناخب الإيراني لم يحسم خياره، خاصة أن المرشحين المتقدمين للانتخابات لا يقدمون خيارات كثيرة للشعب، بحسب الصحيفة.

 

ولعل الانتخابات ستنحصر بين اثنين من أقوى المرشحين؛ وهما: الرئيس الحالي حسن روحاني، الذي يسعى إلى تعزيز الحريات الاقتصادية والاجتماعية، والمرشح إبراهيم رئيسي، الذي يعتبر رئيس أغنى مؤسسة دينية في البلاد والذي يعتبر مرشح المحافظين ويسعى إلى أن تكون إيران قوة مكتفية ذاتياً.

 

وإبراهيم رئيسي، في مدينة مشهد، كبرى المدن الإيرانية، ويبلغ من العمر 56 عاماً، يشغل منصب أمين الروضة الرضوية، المنظمة المسؤولة عن أكثر أضرحة إيران قدسية، مرقد الإمام علي بن موسى الرضا، في مدينة مشهد.

 

حتى المناظرات التليفزيونية التي عُقدت هذا العام، تميزت بأنها كانت مقيدة إلى حد كبير بالقياس مع تلك التي عُقدت عام 2009، حيث شهدت البلاد آنذاك نقاشات حادة واستقطابات لا مثيل لها منذ ثورة الخميني عام 1979.

 

خامنئي، شدد في تحذيره على أن أي شخص سيهدد أمن البلاد خلال الانتخابات سيتلقى صفعة قوية وسيقابل بردٍّ جاد.

 

إيران اتهمت في عام 2009 مستثمراً أمريكياً من أصول مجرية (ملياردير) بالوقوف وراء المظاهرات التي خرجت في إيران آنذاك، وأنه سعى للتأثير على الانتخابات الإيرانية.

 

خامنئي أشار إليه في تحذيره، حيث قال: إنه “الشر الذي يمثله الغني الصهيوني الأمريكي، استطاع أن يقلب جورجيا رأساً على عقب”، معتبراً أنه من الغباء أن يسعى إلى محاولة التأثير مجدداً على الانتخابات الإيرانية.

 

الملايين من الإيرانيين نزلوا إلى الشوارع آنذاك؛ احتجاجاً على ما اعتبروه تزويراً للانتخابات لإعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، والوقوف بوجه المرشحين المنافسين.

 

عُرفت تلك الغضبة الجماهيرية في إيران عقب انتخابات 2009 بـ”الثورة الخضراء”، حيث نفذت السلطات سلسلة من الإجراءات القمعية للتيار المناهض لنجاد، واعتقلت قادة الثورة الخضراء ووضعت العشرات تحت الإقامة الإجبارية، متهمة العديد منهم بالتآمر على النظام بالاشتراك مع جهات خارجية.

 

وبحسب الصحيفة، تتخوف إيران اليوم من تكرار سيناريو عام 2009، وهو الأمر الذي دعا المرشد الأعلى للجمهورية إلى توجيه التحذير، مع البدء بإجراءات أمنية تشمل العديد من المدن، خاصة في ظل التوتر الكبير الذي تشهده المنطقة.

 

جحيم القصف يضع أهالي إدلب في سجن خالٍ من العلاج

في إحدى قرى ريف حماه الشمالي بالقرب من بلدة كفر زيتا، وفي ساعة متأخرة من المساء، بحث محمد عن سيارة لتنقل زوجته التي توشك على الولادة لأقرب مشفى في المنطقة، لكنه لم يجد أي مشفى قريب منه، بعدما أجهز الطيران الروسي وطيران نظام الأسد على كل مستشفيات المنطقة.

 

توجه محمد برفقة زوجته ووالدته باتجاه مشفىً قرب بلدة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، وقد استغرق وصولهم نحو ساعة في الطرق الوعرة الممتدة لنحو 25 كم، وهو ما حال دون حدوث الولادة بالوضع السليم، حيث تعرضت الزوجة لنزيف حاد كاد يودي بها وبمولودها.

 

محمد الحموي، أحد سكان ريف حماه، يقول في حديث لـ”الخليج أونلاين”، إن الاستهداف المتكرر لمشفى كفرزيتا والنقاط الطبية جعل منطقة على مساحة تصل إلى 50 كم مربع خالية من أي مستشفيات قادرة على استقبال حالات الولادة المختلفة، أو الإصابات الحرجة، وهو ما سبب معاناة كبيرة لسكان ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي.

 

ويشير الحموي إلى أن زوجته وطفله كانا يجابهان الموت بسبب الولادة المتعثرة؛ لولا أنهم وصلوا في الوقت المناسب إلى المشفى الذي يبعد نحو 30 كم عن قريتهم.

 

محمد الحموي ليس أفضل حالاً من أبو أحمد، أحد سكان خان شيخون، الذي أصيبت طفلته بشظايا صاروخية، وتحتاج إلى عمليات متلاحقة لإعادة قدمها إلى وضعها الصحيح.

 

يقول أبو محمد لـ”الخليج أونلاين”، إنه يضطر إلى التوجّه إلى المشافي الحدودية كمشفى باب الهوى أو لمدينة سراقب، التي تبعد عنه مسافة ترواح بين 50 – 90 كم من أجل إجراء العمليات بعد خروج معظم المشافي المحيطة في منطقته عن العمل، والتي كان آخرها مشفى الرحمة في المدينة ومشفى معرّة النعمان.

 

– معاناة ونفقات

 

كما أن المسافة ليست وحدها المشكلة؛ فالمصروفات أيضاً تمثل مشكلة كبرى، ففي ظل شحّ الوقود يحتاج أبو محمد لسيارة خاصة للذهاب لإجراء أي عملية أو مراجعة لطفلته، وهو ما يرهقه مادياً، خاصة أنه لا يملك عملاً يُدر عليه دخلاً سوى قطعة أرض صغيرة إلى جوار منزله.

 

من جهته يقول الطبيب منذر خليل، مدير مديرية الصحة في مدينة إدلب وريفها، إن أكثر من 130 هجوماً جوياً على النقاط الطبية في مدينة إدلب وريفها وقعت منذ العام 2012 وحتى الآن، أدت لخروج عدد كبير من المشافي من الخدمة نهائياً؛ مثل مشفى أطباء بلا حدود ومشفى الأمل في بلدة ملس، ومشفى بلدة سرجة.

 

كما أنه نقل بعض هذه المستشفيات إلى أماكن أخرى بسبب الاستهداف المتكرر؛ كمشفى العظيمة في جبل الزاوية، ومشفى إدلب المركزي، بحسب خليل.

 

وفي تصرح لـ”الخليج أونلاين”، أوضح خليل أن شهر نيسان/أبريل الفائت كان الأكثر فتكاً بالنقاط الطبية، حيث طال القصف المشفى الوطني في معرّة النعمان، ومشفى الرحمة في خان شيخون، والمركز الصحي لبلدة حيش، ومشفى الإخلاص في بلدة شنان، والمشفى المركزي في قرية عابدين، ومشفى الشهيد وسيم حسينو، والمشفى الجامعي الخاص في الدير الشرقي، ومشفى التوليد في كفر تخاريم، والنقطة الطبية في قرية معرزيتة.

 

وتابع: “عشرات الضحايا كانوا من الفرق الطبية والمراجعين، وهو ما يمثل 25% من القدرة الطبية في مدينة إدلب وريفها”.

 

ويشير خليل إلى أن المشكلة الكبيرة التي تواجه المراجعين من الأطفال والنساء، هي القصف المتكرر، وهو ما أجبرهم على تجنب الذهاب للنقاط الطبية؛ لكونها أصبحت هدفاً للقصف كذلك تم إنقاص ساعات العمل في المشافي المتبقية، وإغلاق بعض العيادات، حتى عمليات اللقاح في المراكز الطبية تم تجنب الذهاب إليها.

 

وأضاف: “هناك عجز كبير في الفرق الطبية بلغت نسبته 90% في الأطباء البشريين، وأكثر من 90% بالنسبة للقابلات القانونية، وهو ما شكّل عبئاً إضافياً في معالجة النساء”.

 

– استهداف مباشر

 

والسبب الرئيسي للعجز، بحسب مدير صحة إدلب، هو القصف المتكرر والاستهداف المباشر للنقاط والفرق الطبية، وهو ما دفع الأطباء لمغادرة البلاد نتيجة فشل المجتمع الدولي في حماية الفرق والنقاط الطبية، على أقل تقدير، وهو عار كبير على مجتمع دولي يدعي الإنسانية، حسب قوله.

 

من جهته يقول عبيدة ذكرة، مدير مركز الدفاع المدني في مدينة معرّة النعمان بريف إدلب، لـ”الخليج أونلاين”، إن الطيران الحربي الروسي تعمّد استهداف النقاط الطبية ومراكز الدفاع المدني بريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي بشكل مباشر، وهو الأمر الذي زاد معاناة المدنيين.

 

واعتبر ذكرة أن السبب الرئيسي للاستهداف المباشر للمراكز الصحية ومراكز الإنقاذ التابعة للدفاع المدني هو محاولة تجريد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة من أي مرافق تساعد على الحياة فيها، ومحاولة لتهجير ما تبقى من أهلها، ومثال ذلك القصف بالمواد الكيماوية الشهر الفائت.

 

وتعتبر مدينة إدلب وريفها أحد أكبر مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري بكثافة سكانية لأكثر من مليون ونصف مليون شخص يقيمون فيها، كما أنها تعتبر مركزاً لمعظم النازحين والمهجرين من المحافظات الأخرى.

 

هل بدأ الأردن دق طبول الحرب في الجنوب السوري؟

بدا أن النفي الذي أطلقه العاهل الأردني عبد الله الثاني، بعدم مشاركة القوات المسلحة الأردنية في أي عملية عسكرية داخل الأراضي السورية لمواجهة نفوذ تنظيم الدولة، لم يجد آذاناً صاغية في دمشق، التي سارعت من خلال وزير خارجيتها وليد المعلم- بعد التصريح الملكي بأيام- للقول بأنها ستعتبر القوات الأردنية حال دخولها الأراضي السورية “معادية”.

 

وبحسب خبراء عسكريين ومراقبين، فإن الموقف السوري ينبع من التطورات العسكرية المتسارعة على الحدود مع الأردن، فضلاً عن تنظيم الأردن لما يعرف بتدريبات “الأسد المتأهب” بمشاركة القوات المسلحة الأمريكية، لتتزايد التكهنات والتسريبات حول خطوة أردنية مرتقبة لإطلاق عملية “درع اليرموك” في مدينة درعا المحاذية للحدود الأردنية، على غرار تلك التي أطلقتها تركيا على الحدود السورية تحت اسم “درع الفرات”.

 

وجاءت تصريحات الملك الأردني على عكس ما أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، في 7 مايو/أيار الجاري، من أنها ستقوم بالدفاع عن حدودها بالعمق السوري إذا اقتضى الأمر ذلك، وهو ما بدا جادّاً حين أسقطت طائرات سلاح الجو الملكي الأردني، في العاشر من نفس الشهر، طائرة استطلاع مسيّرة اقتربت من أجواء المملكة في الحدود الشمالية، شمال غربي مدينة المفرق القريبة من سوريا.

 

وقال محمد المومني، الذي يشغل كذلك منصب وزير الدولة لشؤون الإعلام: إن الأردن “سيبقى مستمراً بموقفه المتزن والحكيم تجاه الأزمة السورية”، مشيراً إلى أن “العالم يتماهى معه ونشارك في كل ما يتعلق بالشأن السوري، ونحن مع وقف التصعيد، وهدفنا أن تبقى حدودنا مستقرة وآمنة”.

 

ويرى الكاتب والمحلل السياسي عمر كلاب، حول مشاركة مرتقبة للأردن في الحرب بسوريا، أن “قرار المشاركة في الحرب داخل الأراضي السورية عملياً يحتاج إلى حسابات عميقة ودقيقة تدركها قيادة القوات المسلحة جيداً”.

 

وأوضح، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن “الحالة البرية الأردنية تشهد اشتعالات تستدعي وجود كل فرد على الأرض الأردنية ذات الحدود الملتهبة”.

 

وقال: “تصريحات العاهل الأردني عبد الله الثاني مؤخراً بهذا الخصوص واضحة تماماً، إلا إذا حدث تطور أو مستجد استدعى غير ذلك”.

 

– التحضير بسرية تامة

 

بعيداً عن التكهنات السياسية، فإن مطبخ القرار الأردني يعمل بصورةٍ سرية، لتبقى التكهنات حبيسة الصالونات السياسية رفيعة المستوى.

 

وبالرغم من ذلك فإن أحاديث يتداولها البعض وصلت حد الحديث عن ساعة الصفر، وعن تفاصيل العملية العسكرية المرتقبة، وبأنها ستكون تحت إشراف كامل من قبل الجيش الأردني، بالتنسيق الكامل مع فصائل المعارضة المسلحة القريبة من الحدود مع الأردن، إذ يمتلك الأردن علاقات قوية معها، لدرجة أن “الجيش الحر” واجه هجوماً لتنظيم الدولة، في وقت سابق، كان يستهدف الحدود الأردنية بعددٍ من السيارات المفخخة.

 

– خطوة استباقية

 

من جهته رأى اللواء المتقاعد من الجيش الأردني، مأمون أبو نوار، أن “التحركات العسكرية الأردنية بالقرب من الحدود مع سوريا هدفها منع تمدد ووقف نفوذ تنظيم داعش”، واصفاً في تصريحه لـ”الخليج أونلاين” تلك الخطوة بـ”الاستباقية”، التي “تأتي تمهيداً لإقامة مناطق آمنة في تلك البقعة الجغرافية من الحدود”.

 

ويركز الأردن في مراقبة المنطقة المطلة على محافظة درعا بشكل مباشر؛ باعتبارها صاحبة الحدود الاستراتيجية مع الأردن، وصاحبة المعبرين الحدوديين الوحيدين معها، وكذلك هي المعنية بوجود جيش “خالد بن الوليد”، المتهم بمبايعة تنظيم الدولة في ريفها الغربي، وبشكل متاخم للحدود الأردنية.

 

ومن هذه الزاوية- بحسب مراقبين- فإن السبب الرئيس لنية الأردن في دخول الأراضي السورية، يكمن في أن جيش خالد يكن الكثير من العداء المعلن وبشكل واضح للسلطات الأردنية، قبل أن تتنامى قدراته العسكرية، مقابل فشل فصائل المعارضة في احتوائه وهزيمته.

 

لكن مصادر مطلعة في الأردن أوضحت لـ”الخليج أونلاين” أن الدور الأردني في المعركة المقبلة سيقتصر على تقديم غطاء جوي لقوات “الجيش الحر” وبقية فصائل المعارضة التي توصف بـ”المعتدلة” بدرعا، في أثناء بدء المعركة بينها وبين جيش خالد.

 

وسبق لـ”جيش خالد” فرض السيطرة، قبل نحو أسبوع، على بلدات تسيل وسحم الجولان وعدوان وتل الجموع، بعد هجوم مباغت على فصائل للجيش السوري الحر، وكانت حينذاك 7 قرى خاضعة لـ”خالد” في المثلث السوري الأردني الإسرائيلي.

 

من ناحية أخرى، قال لاجئون سوريون في الأردن، نقلاً عن أقاربهم في قرى حوض اليرموك السورية، إن سكان العديد من هذه القرى نزحوا بأعداد كبيرة باتجاه المناطق التي تسيطر عليها الفصائل في محافظة درعا، خاصة أن الحدود الأردنية مغلقة أمامهم منذ أكثر من عام.

 

إندبندنت: تأثير بالغ لتسليح الأكراد على أزمة سوريا  

قال صحفي بريطاني بارز إن من شأن القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترمب مؤخرا بتزويد المقاتلين الأكراد بأسلحة ثقيلة أن يُحدث تأثيرا “بعيد الغور” في الأزمة السورية.

 

وأوضح الصحفي باتريك كوبيرن في تقرير بصحيفة إندبندنت التي تصدر في لندن، أن ترمب بإصداره مثل هذا القرار يغامر بإبعاد تركيا “حليفة بلاده الرئيسية في حلف الناتو”.

 

واعتبر كوبيرن أن القرار الأميركي ينطوي على تغيير “هام” في جغرافية الشرق الأوسط السياسية، فالولايات المتحدة اختارت في واقع الأمر دعم حلفائها الأكراد متحدية بذلك تركيا التي ترمي إلى الحيلولة دون قيام دولة كردية شبه مستقلة في المنطقة.

 

ولطالما ردد ترمب أن الأولوية عنده هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية مما دفعه إلى الاتفاق مع تركيا على خطة تأخر تنفيذها طويلا للاستيلاء على مدينة الرقة في معركة برية بجيش تقوده قوات سوريا الديمقراطية.

 

ولعل الولايات المتحدة تريد بذلك إنزال هزيمة مزدوجة بتنظيم الدولة في كل من الرقة السورية والموصل العراقية خلال الأشهر القليلة المقبلة.

 

غير أن خسارة الرقة والموصل لن تعني نهاية تنظيم الدولة الذي سيلجأ إلى حرب العصابات، لكن دولة الخلافة التي أسسها لن تظل باقية على أية حال.

 

وليس مصير الرقة هو القضية الوحيدة التي سيحسمها القتال في شمال سوريا، فتركيا تواجه “نتيجة كارثية” من الحروب المشتعلة في سوريا والعراق وهي التي كانت تأمل أن تتمكن من ورائها من مد نفوذها في شمال منطقة الشرق الأوسط.

 

وخلص الكاتب في تقريره إلى أن قرار ترمب بإرسال أسلحة ثقيلة إلى وحدات حماية الشعب يكتسب أهمية باعتباره مؤشرا على أن الولايات المتحدة تتجاهل تهديدات تركيا باتخاذ إجراء صارم ضد الانفصاليين، وتتمسك بتحالفها العسكري مع أكراد سوريا.

 

ومن شأن هذا التحالف الأميركي الكردي أن يجعل من الصعب على الجيش التركي وسلاحه الجوي تصعيد هجماته على وحدات حماية الشعب.

 

غير أن الأكراد السوريين ينتابهم القلق من أن الولايات المتحدة إذا تمكنت من دحر تنظيم الدولة فلن تكون بحاجة لهم بعد ذلك، وستعود من ثم لتحالفها القديم مع تركيا بوصفها عضوا في حلف الناتو وقوة كبيرة مما سيجعلهم عرضة لهجوم بري تركي لإجهاض حلمهم باستقلال جزئي.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

الأمم المتحدة تطالب الجميع بإيجاد حل سياسي في سوريا

في رد على قرار واشنطن بتسليح قوات سوريا الديمقراطية

دعت #الأمم_المتحدة جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية إلى التركيز على الحل السياسي.

وطالب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة #استيفان_دوجاريك جميع الأطراف المعنية إلى تركيز الجهود نحو الخروج بحل سياسي للأزمة السورية.

وجاءت تصريحات #دوجاريك رداً على إعلان #واشنطن عزمها تزويد #قوات_سوريا_الديمقراطية (قسد) ذات الأغلبية الكردية بالأسلحة.

وكان المتحدث باسم #التحالف الدولي #جون_دوريان أكد أن #الولايات_المتحدة ستبدأ “سريعا جدا” بتسليم بعض الأسلحة والمعدات لمقاتلي #وحدات_الحماية_الكردية في #سوريا، رغم إدانة ومعارضة #تركيا للقرار.

من جانب آخر، تكمل #قسد تقدمها ميدانياً في سوريا على حساب #داعش حيث سيطرت على #سد_الفرات وهو الأكبر في سوريا، إلى جانب استعادة مدينة #الطبقة بالكامل من قبصة التنظيم.

 

الأمم المتحدة: لدينا “مليون سؤال” بشأن سوريا بعد أستانا

قال مسؤول إغاثة بالأمم المتحدة، اليوم الخميس، إن #الأمم_المتحدة لا يزال لديها “مليون سؤال” بشأن اتفاق أبرمته #روسيا و #تركيا و #إيران الأسبوع الماضي بخصوص #سوريا مع ورود تقارير عن تراجع القتال لكن #قوافل_المساعدات لا تزال معطلة بالكامل تقريباً.

وقال يان إيغلاند، مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا للصحافيين بعد مهمة عمل أسبوعية: “الآن روسيا وتركيا وإيران أبلغتنا اليوم وأمس… أنها ستعمل بشكل منفتح ونشط للغاية مع الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين لتطبيق هذا الاتفاق”.

وأضاف قائلاً: “لدينا مليون سؤال ومخاوف لكن أعتقد أننا لا نملك الرفاهية التي يملكها البعض في التعامل بهذه اللامبالاة الباردة والقول إنه (الاتفاق) سيفشل. نحتاج أن يكلل (الاتفاق) بالنجاح”.

 

يوروستات: نصف القاصرين القادمين إلى أوروبا سوريين وأفغان

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 11 مايو 2017

بروكسل – أظهر تقرير صدر اليوم عن مكتب الإحصائيات الأوروبية يوروستات، أن عدد طالبي اللجوء والمهاجرين من القاصرين غير المرافقين بذويهم، القادمين إلى أوروبا مستمر بالانخفاض، موضحا أن أكثر من نصف هؤلاء هم من السوريين والأفغان.

 

أما عن الأعداد الإجمالية للقاصرين غير المرافقين القادمين إلى أوروبا ضمن موجات المهاجرين وطالبي اللجوء، فقد لفت التقرير الذي صدر الخميس أن عددهم سجل انخفاضاً ملحوظاً خلال العام الأخير، فقد “كان هذا العدد 63300 ألف عام 2016، مقابل 96500 في العام الذي سبقه”، حسب النص.

 

ويعتبر معدو التقرير أن عدد القاصرين غير المرافقين القادمين إلى أوروبا لا يزال مرتفعاً مقارنة بالفترة الواقعة ما بين 2008 – 2013، حيث لم يتجاوز عددهم في تلك الفترة الـ12 ألف شخص سنوياً.

 

وأكد يوروستات أن الغالبية العظمى من هؤلاء القاصرين غير المرافقين هم من الذكور ممن تتراوح أعمارهم ما بين 16 و17 عاماً، وتبلغ نسبتهم 68% من مجمل العدد، مقابل 21% ممن تتراوح أعمارهم ما بين 41 و15 عاماً، فيما تتوزع النسب الباقية على شرائح عمرية ما بين 13 عاماً أو حتى أقل.

 

هذا وخلصت الوكالات الأوروبية والدولية المهتمة بشؤون اللاجئين والمهاجرين، حسب ما جاء في تقرير يوروستات، الى القول إن عام 2016، شهد تدفق 38% من القاصرين الأفغان، بينما بلغت نسبة السوريين 19%.

 

من جهتها، أكدت المفوضية الأوروبية أنها أخذت علماً بالأرقام المرتفعة للمهاجرين القاصرين القادمين إلى أوروبا، قائلة حسب المتحدثة باسم المفوضية ناتاشا برتود “نحن نعمل على مساعدتهم من خلال مخطط خاص يساعد السلطات في الدول الأعضاء على احتوائهم وحل مشاكلهم النوعية”.

 

تركيا تحذر أمريكا من رد فعل عكسي لقرارها تسليح الأكراد في سوريا

من طولاي كارادنيز وطوفان جومروكجو

أنقرة (رويترز) – حذرت تركيا الولايات المتحدة يوم الأربعاء من أن قرار تسليح القوات الكردية التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا قد يفضي إلى الإضرار بواشنطن واتهمت حليفتها في حلف شمال الأطلسي بالانحياز للإرهابيين.

 

وجاءت الانتقادات قبل أسبوع من زيارة مقررة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان لواشنطن في أول اجتماع له مع الرئيس دونالد ترامب الذي أقر إمدادات الأسلحة لدعم حملة استعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا سوريا لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة وأوروبا منظمة إرهابية.

 

وقال إردوغان خلال مؤتمر صحفي في أنقرة “نريد أن نصدق أن حلفاءنا سينحازون لأنقرة وليس للمنظمات الإرهابية” مضيفا أنه سينقل موقف تركيا لترامب الأسبوع المقبل وفي قمة لحلف شمال الأطلسي في وقت لاحق هذا الشهر.

 

وعبر عن أمله في أن يتم العدول عن القرارات التي اتخذت في الآونة الأخيرة بحلول موعد زيارته للولايات المتحدة.

 

وفي وقت سابق قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم خلال مؤتمر صحفي في أنقرة “لا تزال أمام الإدارة الأمريكية فرص لوضع الحساسيات التركية بشأن حزب العمال الكردستاني في الاعتبار. لكن إذا اتخذ قرار بغير ذلك فسيكون لذلك قطعا تداعيات وسيتمخض عن نتيجة سلبية بالنسبة للولايات المتحدة أيضا.”

 

وتعتبر الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب شريكا مهما في المعركة ضد متشددي الدولة الإسلامية في شمال سوريا وتقول إن تسليح القوات الكردية ضروري لاستعادة السيطرة على الرقة معقل الدولة الإسلامية في سوريا ومركز تخطيط الهجمات ضد الغرب.

 

لكن تركيا غير مقتنعة بهذه الحجة ويساورها القلق من أن تقدم وحدات حماية الشعب في شمال سوريا قد يؤجج تمرد حزب العمال الكردستاني على الأراضي التركية.

 

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن إمدادات الأسلحة لوحدات حماية الشعب سبق وانتهى بها الأمر في أيدي حزب العمال الكردستاني.

 

وقال خلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون “حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب منظمتان إرهابيتان ولا يختلفان عن بعضهما البعض باستثناء الاسمين. كل سلاح يحصلان عليه هو خطر على تركيا”.

 

وذكرت وحدات حماية الشعب أن قرار واشنطن سيأتي بنتائج سريعة وسيساعد القوات على “لعب دور أقوى وأكثر نفوذا وحسما في محاربة الإرهاب”.

 

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الثلاثاء إنها على علم بمخاوف تركيا التي قدمت دعما حيويا في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وتنطلق الطائرات التي تنفذ ضربات جوية ضد التنظيم من قاعدة إنجيرليك الجوية التركية.

 

وانتقد إردوغان واشنطن مرارا لدعمها لوحدات حماية الشعب.

 

وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية يوم الاربعاء إن واشنطن قد تبدأ “سريعا جدا” تسليم بعض الأسلحة والمعدات لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا لكنها ستقوم بذلك بشكل تدريجي.

 

وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل بالقوات الجوية الأمريكية جون دوريان للصحفيين “لدينا كمية معينة من الإمدادات في البلاد بالفعل استخدمت لتسليح التحالف العربي السوري وبعض هذه الأسلحة ربما يوزع سريعا جدا”.

 

ولم يحدد جدولا زمنيا لكنه قال إن التسليم سيكون بالتدريج وبحسب ما تقتضيه الحاجة.

 

* “نفس السلة”

 

قال نور الدين جانيكلي نائب رئيس الوزراء التركي إن على الولايات المتحدة أن تعيد النظر في قرارها.

 

وقال جانيكلي في مقابلة مع قناة خبر التلفزيونية التركية “لا يمكننا قبول وجود منظمات إرهابية بإمكانها تهديد مستقبل الدولة التركية… نأمل أن تتوقف الإدارة الأمريكية عن هذا الخطأ وتعود عنه. مثل هذه السياسة لن تكون مفيدة. لا يمكن أن نكون في نفس السلة مع المنظمات الإرهابية”.

 

لكن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس عبر عن ثقته في أن الولايات المتحدة سيكون بوسعها نزع فتيل التوتر.

 

وقال ماتيس للصحفيين أثناء زيارة لمنطقة بابراد التدريبية في ليتوانيا “سنتعامل مع أي مخاوف. سنعمل عن قرب مع تركيا دعما لأمنها على حدودها الجنوبية. إنها حدود أوروبا الجنوبية وسنبقى على اتصال وثيق”.

 

وتقول أنقرة منذ فترة طويلة إنه يتعين على واشنطن تحويل الدعم المتعلق بالهجوم على الرقة من القوات الكردية إلى قوات سورية معارضة دربتها تركيا وقادتها في هجمات على التنظيم المتشدد خلال العام الماضي.

 

لكن الإدارة الأمريكية تتشكك في أن تكون القوات المدعومة من تركية كافية أو مدربة بالدرجة المطلوبة للمهمة.

 

وقال جانيكلي “لا صحة للتصريحات بأن عملية برية ضد داعش لن تحقق نجاحا إلا بوجود وحدات حماية الشعب. آمل أن يتراجعوا عن هذا الخطأ”.

 

ورغم النبرة الغاضبة فإن احتمالات أن تغير حكومة إردوغان القرار الأمريكي ضئيلة كما أن أي تحرك للرد سيكون مكلفا.

 

وقال تشاووش أوغلو إن إردوغان سيتطرق للمسألة مع ترامب خلال زيارته المقررة لواشنطن يومي 16 و17 مايو أيار في مؤشر على أنه لا توجد دعوات لإلغاء المحادثات على سبيل الاحتجاج.

 

وقال سنان أولجين وهو دبلوماسي تركي سابق ومحلل بمؤسسة كارنيجي في أوروبا “تركيا ليست لديها مساحة كافية للتحرك هنا. أعتقد أن واشنطن قيمت الأمر بهذا الشكل عندما اتخذت هذا القرار”.

 

ورغم أن تركيا قد تفرض قيودا على استخدام قاعدة إنجيرليك فإن هذا سيؤدي لعرقلة العمليات ضد الدولة الإسلامية التي تهدد تركيا أيضا وأعلنت المسؤولية عن هجمات تضمنت تفجيرا في مطار اسطنبول.

 

وقد تكثف تركيا أيضا الضربات الجوية على أهداف لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وهاجمت طائرات حربية تركية مقاتلي وحدات حماية الشعب في شمال شرق سوريا وإقليم سنجار بالعراق في أواخر الشهر الماضي.

 

لكن تشاووش أوغلوا وجانيكلي لمحا لرد دبلوماسي لا عسكري على قرار ترامب.

 

وقال جانيكلي “كنا وسنظل نقوم بكل الاتصالات الدبلوماسية الضرورية. أملنا أن تتوقف الولايات المتحدة عن هذا الخطأ وأن تقوم بما تمليه عليها صداقتنا.”

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى