أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 04 حزيران 2011


سورية: الاحتجاجات تتسع وعشرات القتلى في حماة

دمشق، نيقوسيا، باريس، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – في أكبر تظاهرة تشهدها سورية منذ بدأت الحركة الاحتجاجية منتصف آذار (مارس)، قتل العشرات وأصيب مئات المدنيين السوريين امس في واحد من أعنف أيام الجمعة في الأسابيع الأخيرة، وذلك عندما أستخدمت قوى الأمن والقناصة الرصاص الحي لتفريق عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا في حماة ودرعا ودير الزور وأدلب والقامشلي وحمص ودمشق وبانياس والعمودا ومناطق أخرى.

وتحدث ناشطون وشهود عن مقتل ما لا يقل عن 34 مدنيا في حماة وجرح المئات. وتحدث نشطاء عن نداءات اطلقتها مستشفيات المدينة للسكان للتبرع بالدم لانقاذ المصابين.

وفيما وجّهت فرنسا انتقادات شديدة الى سورية امس، قائلة إن باريس لا ترى تطبيقاً لاعلان العفو الذي أعلنه الرئيس السوري بشار الأسد «بل ترى تفاقماً» للوضع الامني والانساني، داعية الى وقف «الاعمال الوحشية»، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إن تصاعد اعمال العنف في سورية يثير «الصدمة»، متحدثا عن حصيلة للضحايا تجاوزت الف قتيل.

وعن التطورات الميدانية، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن ما لا يقل عن 34 شخصا قتلوا في حماة عندما فتحت قوات الامن النار على المتظاهرين. وابلغ رامي عبد الرحمن مدير المرصد وكالة «رويترز» انه يتوقع ارتفاع عدد القتلى «نظرا لان عددا كبيرا من الناس اصاباتهم خطيرة… والارقام لا تشمل كل المستشفيات».

وقال ثلاثة من سكان المدينة إن أفراد الامن والقناصة فتحوا نيران أسلحتهم الآلية على آلاف المتظاهرين وسط المدينة، والذين تردد ان عددهم يصل الى نحو 50 الفا. وجرى نقل عشرات الجرحى الى مستشفى قريب.

وقال شاهد من حماة لـ»رويترز»: «يبدو لي وكأنه قد أصيب مئات الاشخاص لكنني كنت في حالة من الذعر واردت البحث عن ساتر. بدأت جنازات الشهداء بالفعل».

كما قال سكان من المدينة إن قوات الأمن، ومن بينها قناصة، فتحت نيران أسلحتها على آلاف المتظاهرين في البلدة القديمة وفي ساحة العاصي القريبة منها. وقال احد الناشطين: «لقد قاموا بإطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين ولم يحاولوا تفريقهم بالغاز المسيل للدموع. استخدموا الغاز المسيل للدموع فقط بعد أن قاموا بإطلاق النار». وأكد الناشط أن المتظاهرين كانوا يرددون «بشكل سلمي» هتافات مطالبة بالحرية وتدعو الى اسقاط النظام. وتحدث ناشط آخر عن عدد اكبر من القتلى «قد يتجاوز الخمسين».

في المقابل اعلن التلفزيون الرسمي السوري عن «مقتل ثلاثة مخربين خلال اقتحامهم وحرقهم مبنى حكومي في حماة وتصدي قوات الشرطة لهم».

وفي شمال سورية، احتشد عشرات آلاف الأشخاص أتوا من المناطق المجاورة، في معرة النعمان، كما قال ناشط. كما تظاهر اكثر من خمسة آلاف في القامشلي وراس العين وعامودا.

وفي الساحل الغربي، تظاهر اكثر من خمسة آلاف شخص في مدينة بانياس. وفي الجنوب، أطلقت قوات الأمن النار في الهواء لتفريق تظاهرة في جاسم قرب درعا. واحتشد آلاف المتظاهرين أيضاً في دمشق وقرى ريفها.

وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) من جهتها أن «مئات الأشخاص» احتشدوا في حماة وتحدثت عن تجمعات في محافظة ادلب (شمال غرب). كما تحدث التلفزيون السوري عن «حوالى 10 آلاف» متظاهر في حماة.

وفي نيويورك، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن «قلقه الشديد» لتصاعد اعمال العنف التي تمارسها السلطات السورية بحق المتظاهرين، متحدثا عن حصيلة للضحايا تجاوزت الف قتيل.

وقالت الناطقة باسم الامم المتحدة فانينا ميستراتشي إن «الامين العام قلق بشدة ازاء تصعيد العنف في سورية الذي يعتقد بانه اوقع ما لا يقل عن سبعين قتيلا خلال الاسبوع المنصرم وحده، ما يرفع عدد الضحايا الاجمالي… الى اكثر من الف قتيل وعدد اكبر من ذلك بكثير من الجرحى والاف المعتقلين».

وهذه اول حصيلة للقتلى خلال التظاهرات تصدر عن الامم المتحدة. وقالت الناطقة ان بان يشعر بـ»قلق شديد ازاء استمرار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان بما في ذلك التقارير المقلقة عن مقتل اطفال جراء التعذيب والرصاص الحي والقصف. يجب اجراء تحقيق كامل ومستقل وشفاف في كل اعمال القتل».

واشار الامين العام الى اعلان الرئيس السوري لعفو عام واطلاق حوار وطني. غير ان الناطقة لفتت الى ان بان «يشدد على وجوب وقف القمع العنيف الذي تمارسه قوات الامن والجيش فورا من اجل قيام حوار حقيقي يشمل الجميع ويقود الى اصلاحات شاملة وتغيير يدعو اليه الشعب السوري».

وتزامن موقف الامم المتحدة مع اعلان وزارة الخارجية الفرنسية أمس إن «سكان بضع مدن سورية ولا سيما الرستن وتلبيسة ودرعا، يواجهون في هذا الوقت اوضاعاً غير انسانية: فهم محرومون من الماء والمواد الغذائية والكهرباء والخدمات الصحية، ويتعرضون لعمليات قتل واعتقالات عشوائية بما في ذلك في المستشفيات». وحضت باريس دمشق «الى وقف أعمال العنف الوحشية».

يوم دامٍ في حماه في “جمعة أطفال الحرية

والتظاهرات الأضخم منذ بدء الاحتجاجات

34 قتيلا على الأقل في المدينة وواحد في حاس وآخر في الرستن

الأسد يدعو 12 حزباً كردياً محظوراً الى الحوار والمعلم الى الامارات اليوم

شهدت سوريا أمس في “جمعة أطفال الحرية” أضخم التظاهرات منذ انطلاق حركة الاحتجاج على النظام السوري منتصف آذار، وتحولت يوما داميا وخصوصا في مدينة حماه حيث قتلت قوى الامن 34 شخصا على الاقل وجرحت العشرات، الامر الذي أيقظ في هذه المدينة الحساسة ذكريات مؤلمة تعود الى عام 1982 عندما أوقع قمع دموي لانتفاضة اسلامية 30 الف قتيل. كما قتل امس مدني برصاص قوى الامن خلال تظاهرة في بلدة حاس بمحافظة أدلب وآخر في الرستن بمحافظة حمص. ص11

والى حماه التي قدر ناشطون عدد المشاركين في التظاهرة التي انطلقت فيها بـ15 الفا، سارت تظاهرات في مدن سورية عدة أخرى منها ريف دمشق والبوكمال ودير الزور والقامشلي ومعرة النعمان وبانياس وكفرنبل وجاسم وغيرها.

وروى شهود ان رجال الامن اشتبكوا بالايدي مع متظاهرين في حي القصور بمحافظة دير الزور واعتدوا بالضرب على احدى النساء المشاركات في التظاهرة، مما دفع المتظاهرين الى حمل السلاح واطلاق النار عليهم، فقتلوا خمسة منهم وجرحوا آخرين، فيما أصيب 15 متظاهرا.

دعوة أكراد الى الحوار

على صعيد آخر (ي ب أ) أفادت مصادر سورية كردية ان الرئيس السوري بشار الاسد دعا قادة 12 حزبا كرديا محظورا الى الاجتماع به اليوم للبحث في الاوضاع التي تعيشها البلاد.

المعلم

وبعد ثلاثة أيام من زيارته بغداد، أفادت مصادر سورية مطلعة ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور اليوم دولة الامارات العربية المتحدة.

وأوضحت ان المعلم سيبحث في الامارات في العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة.

سوريا: تصعيد غداة «الإصلاح» وعشرات الضحايا في حماه تركيا تشـجع خطوة العفو وبان يدعو إلى «حـوار حقيقي»

شهدت سوريا، أمس، تظاهرات وصفت بأنها الأوسع منذ بداية الأزمة منتصف آذار الماضي، فيما نقلت وكالات أنباء دولية عن نشطاء قولهم إن 34 شخصا قتلوا، وأصيب العشرات في حماه، حيث أكدت السلطات حدوث عمليات تخريب واسعة، فيما كانت تركيا تشير إلى أنها «ستكون على رأس الدول التي تتأثر بجو الفوضى في سوريا، ولهذا فإنه من المستحيل بالنسبة لأنقرة ألا تبالي بالتطورات وتشجع خطوات إيجابية مثل إعلان الرئيس بشار الأسد العفو العام».

وجاء تدهور الوضع الأمني غداة قرارات الإصلاح التي اتخذتها القيادة السورية والتي من بينها الى جانب العفو العام، تشكيل لجنة الحوار الوطني. اما الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي اعرب عن «صدمته» من سقوط الضحايا، فقد دعا الى وقف العنف من اجل اطلاق حوار حقيقي وإصلاحات شاملة، في حين قال مصدر اسرائيلي رفيع المستوى ان نهاية الأسد بتقديره ستتطلب «بضعة أشهر أو سنة ونصف السنة».

وقالت مصادر سورية لـ«السفير» إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور أبو ظبي اليوم، لبحث العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة، وذلك بعد 3 أيام على زيارته بغداد.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، الذي يتخذ من لندن مقرا له، «قتل ما لا يقل عن 34 شخصا في حماه برصاص قوات الأمن، لكن هذه الحصيلة قد ترتفع نظرا لإصابة عدد من الأشخاص بجروح بليغة». وكان المحتجون دعوا إلى تظاهرات أطلقوا عليها اسم «جمعة أطفال الحرية». كما أشار إلى سقوط قتيل في بلدة حاس في محافظة ادلب.

وأعلن عبد الرحمن أن عدد المشاركين في التظاهرة في حماه فاق 50 ألف شخص. وأضاف ان «التظاهرات هي الاضخم في سوريا منذ بدء الاحتجاجات، بالرغم من قرار العفو الذي أصدره الاسد. هذا يدل على ان الشعب لم يعد يثق بالنظام».

وقال ناشطون ان قوات الامن اطلقت النار «بشكل مباشر» على المتظاهرين بالقرب من مقر حزب البعث في مدينة حماه، مشيرين الى سقوط عشرات الجرحى. وقال احد النشطاء انه قبل اطلاق النار احرق المتظاهرون مكتب حزب البعث في حماه، مشيرا الى انه لم يتضح كيف بدأ اطلاق النار.

 

في المقابل، أعلن التلفزيون الرسمي السـوري عـن «مقتل ثلاثة مخربين خلال اقتحامهم وحرقهم مبنى حكوميا في حماه وتصدي قوات الشرطة لهم». وتحدث التلفزيون عن «حوالى 10 آلاف» متظاهر في حماه.

وأشار إلى أن «مسلحين يقطعون الطرق في حمص ويحرقون مباني حكومية، واعتدوا على عناصر الشرطة». وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الفضائية السورية بثت أول من أمس «اعترافات مجموعة إجرامية مسلحة قتلت المتظاهرين وقوات الأمن في حمص».

وتحدثت وكالة الانباء السورية عن تجمعات في محافظة ادلب (شمال غرب). اما التلفزيون فأشار الى اصابة 5 من عناصر الشرطة في دير الزور.

 

وقال ناشط ان عشرات آلاف الأشخاص احتشدوا في معرة النعمان شمالي سوريا، فيما قال آخر إن أكثر من 5 آلاف شخص تظاهروا في بانياس. وقال الناشــط الكردي في مجال حقوق الإنسان حسن برو ان اكثر من خمسة آلاف شخص تظاهروا في القامشلي وراس العين وعامودا.

وفي الجنوب، اطلقت قوات الامن النار في الهواء لتفريق تظاهرة في جاسم قرب درعا، كما ذكر ناشط في مجال حقوق الانسان.

في هذه الاثناء، توقفت خدمة الانترنت في معظم المدن، وخصوصا دمشق واللاذقية، بحسب ما ذكر سكان العديد من الاحياء في المدينتين لوكالة «فرانس برس». وقال العديد من السكان ان «الانترنت مقطوعة» في دمشق. وأكد ناشط حقوقي «في اللاذقية الانترنت مقطوعة» ايضا.

وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان «الائتلاف الوطني لدعم الثورة السورية» سيعقد مؤتمرا موسعا في بروكسل اليوم وغدا «لتنسيق جهود العاملين في الخارج ودعم الثورة السورية سياسيا وإعلاميا وحقوقيا».

ردود فعل دولية

ونقلت وكالة «الاناضول» عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قوله، في مقابلة تلفزيونية، «نريد الأفضل لسوريا، ولا نريد التدخل بشؤونها الداخلية». وأشار إلى ان تركيا ستكون على رأس الدول التي تتأثر بجو الفوضى في سوريا، ولهذا فإنه من المستحيل بالنسبة لأنقرة ألا تبالي بالتطورات وتشجع خطوات إيجابية مثل إعلان الأسد العفو العام.

وأشار إلى ان اجتماع المعارضة السورية في أنتاليا قد يزعج الإدارة السورية، لكن تركيا بلد ديموقراطي. وكرر ان بإمكان المجموعة المؤيدة للأسد أن تجتمع على الأراضي التركية «وما من أحد سيمنع ذلك، بل نريد أن تكون تركيا بلداً تجتمع فيه كل الأطراف وتتمازج فيه كل الآراء». وأكد أن تركيا متفائلة على المدى الطويل، لكن مثل هذه الاضطرابات يمكن أن تحصل.

وفي نيويورك، اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان تصاعد اعمال العنف بحق المتظاهرين في سوريا يثير «الصدمة».

وقالت المتحدثة باسم الامم المتحدة فانينا ميستراتشي ان «الامين العام قلق بشدة إزاء تصعيد العنف في سوريا الذي يعتقد انه اوقع ما لا يقل عن 70 قتيلا خلال الاسبوع الماضي وحده، ما يرفع عدد الضحايا الاجمالي منذ منتصف آذار الى اكثر من الف قتيل وعدد اكبر من ذلك بكثير من الجرحى وآلاف المعتقلين». وهي اول حصيلة للقتلى خلال التظاهرات تصدر عن رئاسة الامم المتحدة.

وأضافت ان بان كي مون يشعر «بقلق شديد إزاء استمرار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان، بما في ذلك التقارير المقلقة عن مقتل اطفال جراء التعذيب والرصاص الحي والقصف. يجب اجراء تحقيق كامل ومستقل وشفاف في كل اعمال القتل».

وأشار الامين العام للامم المتحدة الى اعلان الاسد عن عفو عام وإطلاق حوار وطني، غير ان المتحدثة لفتت الى ان بان كي مون «يشدد على وجوب وقف القمع العنيف الذي تمارسه قوات الامن والجيش فورا، من اجل قيام حوار حقيقي يشمل الجميع ويقود الى اصلاحات شاملة وتغيير يدعو اليه الشعب السوري».

وفي باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «على رغم الاعلانات عن العفو ورفع حالة الطوارئ تستمر الانتهاكات الكثيفة لحقوق الانسان والحريات وتتفاقم». وأضاف ان «سكان بضع مدن سورية، ولا سيما الرستن وتلبيسة ودرعا، يواجهون في هذا الوقت اوضاعا غير انسانية: فهم محرومون من الماء والمواد الغذائية والكهرباء والخدمات الصحية، ويتعرضون لعمليات قتل واعتقالات عشوائية بما في ذلك في المستشفيات».

وأعلن ان باريس «تدعو السلطات السورية الى وقف اعمال العنف الوحشية هذه، وتطبيق اصلاحات تتسم بالمصداقية، وإجراء حوار سياسي وطني شامل. وتدعو شركاء سوريا إلى حشد جهودهم للتنديد بالاعمال غير المقبولة التي يجب ان تتوقف».

وكان وزير الخــارجية الفرنسية ألان جوبيــه قال، لراديــو «اوروبا 1»، «نحن في أوروبا فرضنا بالفعل عقوبات (على سوريا) ونحن مستــعدون لتــشديدها إذا لزم الامر. حين تستخدم أسلحة ثقيلة، مدافع ودبابات، لقمــع شعــبك تفقد شرعيتك».

وفي لندن، قال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية اليستير بورت، في بيان، «مرة أخرى، أثبتت الحكومة السورية ازدراءً مقيتاً للحياة الإنسانية في وقت نزل فيه سوريون عاديون إلى الشارع لإحياء ذكرى أطفال أبرياء قتلوا خلال الاضطرابات، من بينهم حمزة الخطيب (13 عاماً) الذي صدم مقتله العالم بأسره».

وبعد أن أخذ علماً بإعلان الأسد عن عفو عام وتشكيل لجنة «لإرساء أسس حوار وطني»، طلب بورت بأن تعقب هذا الإعلان «أعمال ملموسة وتؤدي إلى إصلاحات في العمق»، وإلى أن «تحترم دمشق التزاماتها في مجال حقوق الإنسان».

ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر امني اسرائيلي رفيع المستوى قوله ان «الاسد آخذ في الضعف. قد يستغرق الامر بضعة أشهر أو سنة ونصف سنة، ولكن النظام لن ينجح على ما يبدو في الانتعاش. 40 سنة من حكم عائلة الاسد في طريقها الى النهاية».

واعتبر المصدر الاسرائيلي ان «الاسد فقد الشرعية في نظر أبناء شعبه، وعليه فإنه يبدو أن مصيره قد حسم. في نهاية كل اسبوع تفاقم التظاهرات والقتلى وضعه. معضلته هي بين مزيد من التنازلات للمتظاهرين، والتي ستفسر كضعف وتؤدي في النهاية الى تعاظم المحاولات لإسقاطه، وبين اتخاذ وسائل اكثر عدوانية لقمع الاضطرابات، والكفيلة بتسريع سقوطه».

(«السفير»، أ ف ب،

أ ب، رويترز، أ ش أ)

مستشفيات المدينة تغص بالجرحى وسط نداءات للتبرع بالدم

حماة تشهد اضخم تظاهرات منذ بدء الاحتجاجات في سورية:

شهود يتحدثون عن حمام دماء.. وانباء عن سقوط 67 قتيلا

دمشق ـ لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: شهدت سورية الجمعة اضخم تظاهرات منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد النظام منتصف آذار (مارس) وخصوصا في حماة (وسط) حيث قتلت قوات الامن العشرات، لدى مشاركتهم في تظاهرة تكريما للاطفال الذين قضوا في قمع الاحتجاجات.

وفيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن حصيلة ضحايا التظاهرات التي شهدتها مدينة حماة وصلت إلى 34 شخصاً على الاقل في ‘جمعة أطفال الحرية’، فيما ذكر شهود عيان أن أكثر من 50 قتيلا سقطوا في اطلاق نار خلال هذه التظاهرات. كما نقلت قناة ‘العربية’ عن المعارضة السورية اعلانها أن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 67 متظاهراً وجرح العشرات الجمعة، وأكد ناشطون أن جميع مستشفيات المدينة تغص بالجرحى وسط نداءات للتبرع بالدم. كما اكد شهود ان الساحة مقابل مبنى حزب البعث تحولت لبحيرة من الدم.

وقال نشطاء على شبكة الانترنت إن 34 جثة وصلت لمستشفى الحوراني بمدينة حماة، مشيرين الى’أن أغلب جروحهم هي نتيجة الاصابة بأعيرة نارية. ودعا المحتجون المطالبون بالديمقراطية في سورية الى تظاهرات الجمعة اطلقوا عليها اسم ‘جمعة اطفال الحرية’.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان الذي مقره لندن، ان عدد المشاركين في التظاهرة في حماة فاق الـ50 الف شخص. واضاف ‘مظاهرات اليوم (الجمعة) هي الاضخم في سورية منذ بدء الاحتجاجات بالرغم من قرار العفو الذي اصدره الرئيس (بشار) الاسد. هذا يدل على ان الشعب لم يعد يثق بالنظام’.

واكد الناشطون ان قوات الامن اطلقت النار ‘بشكل مباشر’ على المتظاهرين بالقرب من مقر حزب البعث في المدينة.

وقال احد الناشطين ‘لقد قاموا باطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين ولم يحاولوا تفريقهم بالغاز المسيل للدموع. استخدموا الغاز المسيل للدموع فقط بعد ان قاموا باطلاق النار’. واكد الناشط ان المتظاهرين كانوا يرددون ‘بشكل سلمي’ هتافات مطالبة بالحرية وتدعو لاسقاط النظام.

وتحدث ناشط اخر عن عدد اكبر من القتلى ‘قد يتجاوز الخمسين’. واضاف ‘ما جرى مجزرة حقيقية’. وقال ثلاثة من سكان المدينة إن أفراد الأمن والقناصة فتحوا نيران أسلحتهم الآلية على آلاف المتظاهرين في وسط المدينة في واحد من أكبر الاحتجاجات حتى الآن في حماة وجرى نقل عشرات الجرحى إلى مستشفى قريب.

وقال شاهد اسمه عمر لرويترز من مدينة حماة ‘بدأ اطلاق النار من فوق أسطح المنازل على المتظاهرين. رأيت عشرات الاشخاص يسقطون في ساحة العاصي والشوارع والازقة المتفرعة منها. الدماء في كل مكان’. واضاف ‘يبدو لي وكأنه قد أصيب مئات الأشخاص لكنني كنت في حالة من الذعر واردت البحث عن ساتر. بدأت جنازات الشهداء بالفعل’.

والاحتجاجات في حماة لها صدى خاص منذ هاجمت قوات الرئيس الراحل حافظ الأسد المدينة عام 1982 لسحق انتفاضة إسلامية مسلحة مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 30 ألف شخص وسويت أجزاء من المدينة بالأرض.

في المقابل اعلن التلفزيون الرسمي السوري عن ‘مقتل ثلاثة مخربين خلال اقتحامهم وحرقهم لمبنى حكومي في حماة وتصدي قوات الشرطة لهم’. وفي 1982 اوقع قمع شديد لانتفاضة قادتها حركة الاخوان المسلمين في حماة ضد نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد، 20 الف قتيل.

وفي شمال سورية، احتشد عشرات الاف الاشخاص اتوا من المناطق المجاورة، في معرة النعمان، كما قال ناشط. وتظاهر اكثر من خمسة الاف شخص ايضا في القامشلي وراس العين وعامودا، كما اكد الناشط الكردي في مجال حقوق الانسان حسن برو.

وفي الساحل الغربي، تظاهر اكثر من خمسة الاف شخص في مدينة بانياس الساحلية (غرب) كما قال احد النشطاء.

وفي الجنوب، اطلقت قوات الامن النار في الهواء لتفريق تظاهرة في جاسم قرب درعا مهد التظاهرات، كما ذكر ناشط في مجال حقوق الانسان اتصلت به وكالة فرانس برس.

واحتشد الاف المتظاهرين ايضا في دمشق والقرى المجاورة، كما قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي.

واكدت وكالة الانباء السورية من جهتها ان ‘مئات الاشخاص’ احتشدوا في حماة وتحدثت عن تجمعات في محافظة ادلب (شمال غرب). وتحدث التلفزيون السوري عن ‘حوالى 10 الاف’ متظاهر في حماة.

في هذه الاثناء، توقفت خدمة الانترنت صباح الجمعة في معظم المدن وخصوصا في دمشق واللاذقية (شمال غرب)، بحسب ما ذكر سكان العديد من الاحياء في المدينتين.

وقال العديد من السكان ان ‘الانترنت مقطوعة’ في دمشق منذ الصباح. واكد ناشط حقوقي ‘في اللاذقية الانترنت مقطوعة’ ايضا.

وكان تم قطع خدمة الانترنت ليوم في بداية نيسان (ابريل) بسبب عطل نجم عن الضغط على الشبكة، بحسب شركة الاتصالات السورية.

وكان الرئيس السوري اعلن الثلاثاء عفوا شاملا، لكن عمليات القمع استمرت في الوقت نفسه. وتقول المعارضة ان القمع اسفر عن مقتل اكثر من 1100 شخص منذ منتصف اذار (مارس).

فرنسا تدعو السلطات السورية لوقف أعمال العنف الوحشية

باريس ـ يو بي اي: دعت فرنسا الجمعة شركاء سورية إلى التحرك لانتقاد ‘الأعمال غير المقبولة’ التي تقوم بها السلطات السورية ودعتها إلى التوقف عن ‘العنف البربري’.

وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً دعت فيه ‘ السلطات السورية الى وقف اعمال العنف الوحشية هذه … وتطبيق اصلاحات تتسم بالمصداقية واجراء حوار سياسي وطني شامل. وتدعو شركاء سورية الى حشد جهودهم للتنديد بالاعمال غير المقبولة التي يجب ان تتوقف’.

وجددت إدانتها للوضع في سورية وحثت السلطات ‘على التوقف عن هذا العنف البربري’ والالتزام بتعهداتها بموجب حقوق الإنسان وتطبيق إصلاحات جدية وإطلاق حوار وطني شامل.

وتأتي الدعوة الفرنسية في وقت تعارض فيه روسيا والصين أي قرار قد يتم اتخاذه في مجلس الأمن الدولي ضد سورية، بسبب قمع التظاهرات المستمرة في البلاد منذ آذار (مارس) الماضي والتي أدت الى مقتل المئات.

وقالت الخارجية الفرنسية إن انتهاكات حقوق الإنسان والحريات لا تزال مستمرة في سورية على الرغم من الإعلان عن رفع حالة الطوارئ.

وجددت دعوتها السلطات السورية إلى التعاون مع بعثة تقصي الحقائق التي أوصى بتشكيلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والتي منعت السلطات السورية دخولها.

ويقول محللون إن الاحتجاجات مستمرة في الانتشار على الرغم من الحملة العسكرية لكن لا توجد مؤشرات على وصولها الى النطاق الذي يتيح إسقاط الأسد.

بان كي مون: تصاعد اعمال العنف في سورية يثير ‘القلق

نيويورك ـ ا ف ب: اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة عن ‘قلقه الشديد’ لتصاعد اعمال العنف التي تمارسها السلطات السورية بحق المتظاهرين، متحدثا عن حصيلة للضحايا تجاوزت الف قتيل.

وقالت المتحدثة باسم الامم المتحدة فانينا ميستراتشي ان ‘الامين العام قلق بشدة ازاء تصعيد العنف في سورية الذي يعتقد انه اوقع ما لا يقل عن سبعين قتيلا خلال الاسبوع المنصرم وحده، ما يرفع عدد الضحايا الاجمالي منذ منتصف اذار (مارس) الى اكثر من الف قتيل وعدد اكبر من ذلك بكثير من الجرحى والاف المعتقلين’.

وهي اول حصيلة للقتلى خلال التظاهرات تصدر عن رئاسة الامم المتحدة.

وقالت المتحدثة ان بان كي مون يشعر بـ’قلق شديد ازاء استمرار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان بما في ذلك التقارير المقلقة عن مقتل اطفال جراء التعذيب والرصاص الحي والقصف. يجب اجراء تحقيق كامل ومستقل وشفاف في كل اعمال القتل’.

واشار الامين العام للامم المتحدة الى اعلان الرئيس السوري بشار الاسد عن عفو عام واطلاق حوار وطني.

غير ان المتحدثة لفتت الى ان بان كي مون ‘يشدد على وجوب وقف القمع العنيف الذي تمارسه قوات الامن والجيش فورا من اجل قيام حوار حقيقي يشمل الجميع ويقود الى اصلاحات شاملة وتغيير يدعو اليه الشعب السوري’.

حماة تشهد أكبر التظاهرات المعارضة

أنباء عن سقوط 34 قتيلاً والأسد يدعو ممثّلي 12 حزباً كرديّاً محظوراً للحوار اليوم

تميّزت «جمعة أطفال الحرية» في سوريا، أمس، بتكثيف العنف في مدينة حماة، حيث وصل عدد المتظاهرين إلى 10 آلاف بحسب التلفزيون الحكومي، و50 ألفاً بحسب المعارضين.

أما حصيلة القتلى، فقد تراوحت التقارير بشأنها

كانت حماة، أمس، نجمة المشهد السوري الذي تميّز بتظاهرات يوم الجمعة الروتينية تحت شعار «جمعة أطفال الحرية»، مع تسجيل سقوط عدد كبير من القتلى في المدينة الواقعة وسط البلاد.

وحصلت تظاهرات يوم أمس على وقع ما نقلته صحيفة «تشرين» عن الرئيس بشار الأسد، أمام رجال دين من مدينة درعا، أنّ «الإصلاحات قادمة إلى درعا وجميع المحافظات السورية». وتضاربت الأنباء بشأن عدد القتلى، إذ بدأت الحصيلة بثمانية، لتصل إلى 37 بحسب ما نقلته فضائية «العربية» عن شهود وناشطين حقوقيين، بينما ظلت تقديرات جهات أخرى تحصر الرقم بـ34 قتيلاً، وأشارت أخرى إلى أن عدد القتلى «قد يتجاوز الخمسين»، واصفة ما جرى بأنه «مجزرة حقيقية».

من جهته، أعلن التلفزيون الرسمي السوري «مقتل ثلاثة مخرّبين خلال اقتحامهم وحرقهم مبنىً حكومياً في حماة وتصدي قوات الشرطة لهم». لكن كان لافتاً تأكيد التلفزيون الحكومي أنّ عدد متظاهري حماة بلغ «نحو 10 آلاف» شخص، بينما اكتفت وكالة الأنباء السورية «سانا» بالتحدث عن «مئات الأشخاص»، فضلاً عن «تجمعات في محافظة إدلب»، شمال غرب البلاد.

ووصل الأمر بوكالة «فرانس برس» إلى اعتبار أن سوريا شهدت يوم أمس «أضخم التظاهرات منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية» منتصف آذار الماضي. وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، فإن عدد المشاركين في تظاهرة حماة «فاق 50 ألف شخص»، مشيراً إلى أن «معظم الشهداء سقطوا في حي الحاضر داخل حماة، قرب مقر لحزب البعث، وفي السوق المركزية في المدينة». ورأى أن «تظاهرات اليوم (أمس) كانت الأضخم في سوريا منذ بدء الاحتجاجات، رغم قرار العفو الذي أصدره الرئيس (بشار) الأسد. وهذا يدل على أن الشعب لم يعد يثق بالنظام».

وفي شمال سوريا، احتشد المتظاهرون في معرة النعمان، وتظاهر آخرون في القامشلي ورأس العين وعامودا ودير الزور. ووفق معلومات أخرى، تظاهر أكثر من خمسة آلاف شخص في مدينة بانياس الساحلية (غرب)، وهو ما حصل في جنوب البلاد قرب درعا. ووفق رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي، فإنّ آلاف المتظاهرين احتشدوا أيضاً في دمشق والقرى المجاورة. تطورات ميدانية كانت تحصل على وقع تأكيد عدد من المواطنين أن خدمة الإنترنت توقفت في معظم المدن، وخصوصاً دمشق واللاذقية.

وتوقف بعض المراقبين عند كثافة التظاهرات التي تميّزت بها مدن ذات غالبية كردية كإدلب ومدن أخرى في شمال غرب البلاد وشمال شرقها.

وعن المناطق الكردية، شدد عبد الرحمن على أن «قياديين أكراداً انضموا لأول مرة علناً إلى تظاهرات الحسكة، ومن بينهم فؤاد عليكو القيادي في حزب يكيتي، وعبد العزيز تمو القيادي في تيار المستقبل

الكردي».

وعلى صعيد حوار النظام مع المعارضة السورية، كشفت مصادر كردية أن الأسد دعا قادة 12حزباً كردياً محظوراً إلى الاجتماع به اليوم السبت. وقال عضو اللجنة السياسية لحزب «ياكيتي»، فؤاد عليكو، إن محافظ الحسكة، معزى سلوم، أبلغ بعض قادة الأحزاب الكردية أن «اجتماعاً مع الأسد سيُعقد غداً (اليوم)». وأوضح عليكو «من حيث المبدأ نحن موافقون على اللقاء، لكننا طلبنا مهلة يومين أو ثلاثة أيام حتى يجري التشاور بين قادة الأحزاب الكردية»، مؤكداً أن الدعوة وجهت إلى 12 حزباً كردياً. ورأى عليكو أن توجيه الأسد دعوة إلى الاجتماع بقادة هذه الأحزاب يُعدّ اعترافاً بها. يُذكر أن أحد قادة حزب «ياكيتي»، وهو مشعل تمو، كان قد أُفرج عنه أمس من سجن عدرا، بعد سنتين أمضاهما خلف قضبانه. بدوره، رأى رئيس «المبادرة الوطنية لأكراد سوريا»، عمر أوسي، أن الدعوة تمثّل «بادرة طيبة» لحل الأزمة الراهنة.

«التحرير» في الـ«داون تاون»

في هذه الأثناء، كان وسط مدينة بيروت يشهد مواجهة نتيجة محاولة أنصار النظام السوري منع اعتصام للعشرات من مناصري حزب التحرير الإسلامي، أمس، تضامناً مع الشعب السوري في باحة المسجد العمري. وفي ظل انتشار كثيف للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، لم تشهده العاصمة اللبنانية منذ بدء الأحداث في سوريا، احتشد «التحريريون» في باحة المسجد، بعد أدائهم صلاة الظهر.

واتخذ الجيش إجراءات أمنية مشددة حول المكان، وفتّش أفراده الداخلين إلى الجامع. وكالعادة، كما في كل مرة يجري فيها اعتصام مناهض للنظام السوري، تجمّع العشرات من مؤيّدي حزب البعث بالتزامن مع موعد الصلاة، ووقع تلاسن بين أحد المعارضين السوريين ومناصري البعث، تطور

إلى هرج ومرج، نجح الجيش في احتوائه، بدفع مؤيّدي البعث بعيداً عن المسجد، فيما اعتقل أحد المعارضين للنظام. وفي الواحدة ظهراً، أصبح وسط المدينة أشبه بساحة حرب، بعد فصل الجيش بين الفريقين، وارتفاع الصيحات المتبادلة بينهما.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

حمام دم في حماة

أكثر من 50 قتيلاً… و50 ألف متظاهر

الأمن السوري يعيد إليها أجواء مجزرة 1982

• «جمعة أطفال الحرية» تشهد تظاهرات غير مسبوقة

شهدت سورية أمس، في الجمعة الثانية عشرة من الانتفاضة ضد النظام الحاكم، والتي سميت “جمعة أطفال الحرية”، أضخم تظاهرات منذ بدء الاحتجاجات، بينما عاشت مدينة حماة أجواء مجزرة عام 1982، مع مقتل أكثر من 50 شخصاً وإصابة المئات برصاص قوات الأمن التي فرقت تظاهرة حاشدة شارك فيها حوالي 50 ألف شخص.

وجاءت هذه التظاهرات بعد يوم من دعوة “مؤتمر أنطاليا”، الذي شارك فيه ممثلون عن بعض أطياف المعارضة السورية، الرئيس بشار الأسد إلى التنحي وتسليم السلطة لنائبه، وبعد تحذير هو الأقوى من قبل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي قالت إن شرعية الرئيس السوري “انتهت تقريباً”.

كما جاءت هذه التظاهرات الحاشدة رداً “سلبياً” من المتظاهرين المعارضين لإعلان الأسد قبل أيام قرار العفو العام وتشكيله لجنة للحوار الوطني.

وقال مراقبون إن التقارير عن حدوث تعذيب وإعلان المنظمات التابعة للأمم المتحدة مقتل أكثر من 30 طفلاً خلال الاحتجاجات، ربما ساهمت في دفع مزيد من السوريين إلى التظاهر.

وبينما تحدثت وسائل الإعلام الرسمية عن مشاركة 10 آلاف شخص في تظاهرة حماة، قالت مصادر حقوقية وأخرى معارضة إن حوالي خمسين ألف شخص شاركوا في التظاهرة، مفيدة بأن قوات الأمن أطلقت النار باتجاه المتظاهرين بشكل مباشر ومن دون تحذير، حتى أنها لم تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع إلا بعد إطلاقها النار.

وذكرت المصادر أن 50 شخصاً على الأقل قتلوا، وأن أكثر من 250 شخصاً سقطوا جرحى، مضيفة أن المستشفيات والطرقات غصت بالقتلى والجرحى.

يذكر أن حماة شهدت مجزرة في عام 1982 استمرت 27 يوماً، إذ أمر الرئيس الراحل حافظ الأسد بتطويق المدينة وقصفها بالمدفعية، ومن ثم اجتياحها عسكرياً للقضاء على حركة “الإخوان المسلمين” التي كانت تنشط في المدينة، وتقول مصادر معارضة إن آلاف المدنيين قتلوا خلال المجزرة، لكن السلطات لم تعط أرقاماً محددة.

ومن أبرز المناطق التي شهدت تظاهرات حاشدة أمس، إلى جانب حماة، مدن دير الزور وبانياس واللاذقية وحمص والقامشلي وإدلب وضواحي العاصمة دمشق وحلب ودرعا وريفها.

وردد المتظاهرون أمس شعارات عالية السقف، دعت الأسد إلى الرحيل وإلى إسقاط النظام الحاكم، وركزت على رفض العفو العام الذي صدر قبل أيام ورفض الحوار في ظل العنف ورفض الإصلاحات، كما أحرقت في عدة مدن أعلام إيران التي تدعم النظام السوري، وروسيا والصين اللتين عرقلتا إصدار قرار يدين القمع في سورية في مجلس الأمن.

وتوقفت خدمة الإنترنت أمس عن عموم المناطق في سورية منذ الصباح، ولم تصدر السلطات أي توضيح عن هذا الانقطاع، وهو الأول من نوعه بهذا الحجم، وكانت خدمة الإنترنت قطعت يوماً واحداً في بداية أبريل الماضي، وقالت السلطات وقتها إن عطلاً نجم عن الضغط على الشبكة سبب ذلك. ورغم الانقطاع، تمكنت الصفحات السورية على المواقع الاجتماعية، وفي مقدمتها “فيس بوك” أمس، من نشر مئات الأشرطة المصورة والصور عن التظاهرات الاحتجاجية. إلى ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أنه “صدم” لتصاعد أعمال العنف التي تمارسها السلطات السورية بحق المتظاهرين، متحدثاً عن حصيلة للضحايا تجاوزت ألف قتيل.

(دمشق – أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

المعارضة تحضر لمؤتمر مفتوح داخل البلاد

أكثر من 100 ألف شخص يشاركون في تشييع قتلى حماه السوريّة

مصادر مختلفة

الإحتجاجات تعمّ أنحاء سوريا في جمعة “أطفال الحرية”

نيقوسيا: شارك اكثر من 100 الف شخص السبت في مراسم تشييع عشرات الاشخاص الذين قضوا الجمعة بنيران قوات الامن في مدينة حماة شمال سوريا خلال تظاهرات مناهضة للنظام، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ان “اكثر من 100 الف شخص بدأوا بالمشاركة في مراسم تشييع عشرات الاشخاص” الذين قتلوا الجمعة في حماة.

وافاد اثنان من سكان المدينة من جهتهما عن مشاركة 150 الف شخص في المراسم.

وقال هذان الشاهدان ان قوى الامن غائبة عن المدينة.

واشار احدهما الى ان خدمة الانترنت قطعت عن حماة.

والجمعة، اطلقت القوى الامنية النار لتفريق عشرات الاف المتظاهرين المناهضين للنظام في حماة، ما ادى الى مقتل 48 مدنيا في هذه المدينة شمال البلاد بحسب عبد الرحمن الذي رجح ان ترتفع هذه الحصيلة.

وكانت عملية قمع دامية عام 1982 ادت الى مقتل 20 الف شخص في حماة عندما انتفض الاخوان المسلمون ضد نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد.

قمع تظاهرات جمعة “أطفال الحرية” يخلّف 53 قتيلا

قتل ما لا يقل عن 53 مدنيا الجمعة في سوريا برصاص قوات الامن بينهم 48 في حماة حيث تظاهر عشرات الالاف ضد نظام الرئيس بشار الاسد، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “تاكدنا من مقتل 48 مدنيا الجمعة في حماة (شمال) بنيران قوات الامن”، مرجحا ارتفاع الحصيلة.

وقال مدير المرصد الذي يتخذ مقرا له في لندن انه في منطقة حمص (وسط) قتل مدنيان في الرستن واثنان اخران في مدينة حمص، كما قتل شخص في ادلب (شمال غرب).

وشهدت سوريا الجمعة اضخم تظاهرات منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد النظام منتصف آذار/مارس وخصوصا في حماة حيث تظاهر اكثر من خمسين الف شخص في يوم تعبئة تكريما للاطفال الذين قضوا في قمع الاحتجاجات.

وكانت عملية قمع دامية عام 1982 ادت الى مقتل 20 الف شخص في حماة عندما انتفض الاخوان المسلمون ضد نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد.

واشار عبد الرحمن الى ان مراسم تشييع حصلت بعد ظهر الجمعة في هذه المدينة، قائلا ان سوريا وصلت الى “شفير الهاوية”.

وافاد التلفزيون الحكومي من جهته عن مقتل “ثلاثة مخربين” في حماة خلال مواجهات مع الشرطة لدى مهاجمتهم مبنى حكوميا.

واعلنت وكالة الانباء الرسمية سانا ان 80 عنصرا من القوى الامنية جرحوا في حماة.

وفي بانياس (غرب) التي يطوفها الجيش منذ الاحد، اوقفت القوى الامنية 60 متظاهرا بحسب عبد الرحمن.

الى ذلك، تم الافراج السبت عن المعارض والكاتب علي العبدالله (61 عاما) عضو قيادة “اعلان دمشق للتغيير الديموقراطي” بموجب العفو العام الذي اعلنه الثلاثاء الرئيس بشار الاسد.

وهذا الكاتب الذي قضى عقوبة بالسجن سنتين ونصف السنة بعد مطالبته بالديموقراطية والذي كان من المفترض ان يطلق سراحه في حزيران/يونيو 2010، بقي رهن الاعتقال بعد تصريحات ادلى بها من سجنه حول ايران ولبنان.

وكانت السلطات السورية افرجت مساء الثلاثاء ايضا بموجب العفو عن مئات المعتقلين من بينهم المحامي مهند الحسني رئيس جمعية غير مرخصة للدفاع عن حقوق الانسان والمعارض مشعل التمو رئيس حزب كردي محظور، بحسب المركز السوري لحقوق الانسان.

وفي المحصلة، اسفر قمع الاحتجاجات في سوريا عن سقوط اكثر من 1100 قتيل منذ منتصف اذار/مارس بحسب المعارضة.

عودة خدمة الانترنت بعد انقطاع دام 24

عادت خدمة الانترنت صباح اليوم السبت للعمل في سوريا بعد 24 ساعة على انقطاعها، كما قال سكان.

وكانت الشبكة قطعت في معظم المناطق السورية الجمعة وخصوصا في العاصمة وفي اللاذقية (شمال غرب) بينما كانت تظاهرات ضد النظام مقررة الجمعة.

وقال العديد من السكان امس ان “الانترنت مقطوعة” في دمشق منذ الصباح بينما اكد ناشط حقوقي ان “في اللاذقية الانترنت مقطوعة” ايضا.

وذكر الموقع الاميركي رينيسيس المتخصص بمراقبة الانترنت ان ثلثي الشبكة تعطلت لمدة نصف الساعة الجمعة.

واوضح ان “الشبكات التي توقفت هي تلك المخصصة لشبكة الهواتف النقالة سيرياتيل ومزودين آخرين صغار للانترنت مثل سوا وآينت وران نت”.

وتابع ان الشبكات التي كانت تعمل هي تلك العائدة الى الحكومة السورية “وان كان عدد كبير من المواقع بطيئا في التجاوب او لا يعمل”.

وكان تم قطع خدمة الانترنت ليوم في بداية نيسان/ابريل بسبب عطل نجم عن الضغط على الشبكة بحسب شركة الاتصالات السورية.

المعارضة السورية: نحضّر لمؤتمر مفتوح داخل البلاد

أفادت وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء أنها علمت من أوساط المعارضة السورية في الداخل أنه “بدأ حراك اليوم (السبت) من قبل بعض أطراف المعارضة السورية، مهمته الدعوة إلى عقد مؤتمر مفتوح للمعارضة في الداخل، يحضره من يريد من المعارضة السورية، أحزاباً ولجان وهيئات، ودون شروط مسبقة في ما بينها، وفي مكان يتفق عليه لاحقاً، على أن يكون المؤتمر علنياً حتى لو اعتبرت السلطة ذلك تحديا”ً لها.

ووفقًا لهذه الأوساط، فإن المؤتمر “سيبحث في بيان يمثل اتفاق الحد الأدنى، وسيركز على موضوعين أساسيين”، أولهما إجرائي، وهو “المطالبة بسحب القوات المسلحة وإيقاف العنف والقتل فوراً وإخراج جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي التظاهرات من السجون السورية بشكل جدي وفوري”، والثاني يتعلق ببرنامج الحد الأدنى للمعارضة أي “المطالبة بنظام ديمقراطي تمثيلي تشاركي تداولي تعددي يؤكد على الفصل بين السلطات” المختلفة.

كما علمت “آكي” من مصادر المعارضة السورية في الداخل أن “تواتر عقد مؤتمرات للمعارضين السوريين في الخارج كمؤتمر أنطاليا، الذي انتهى أول أمس، ومؤتمر بروكسل الذي بدأ اليوم، وربما مؤتمرات أخرى ستعقد في الخارج في الفترة المقبلة، توحي وكأن الداخل جامد ومغيّب ولا شأن له.

لذلك ستحاول هذه المعارضة الداخلية أن تؤكد رأيها وموقفها خاصة وأنها هي الأساس في أي حل محتمل للأزمة السورية التي دخلت أسبوعها الحادي عشر، وخلفت أكثر من 1270 قتيل وفق بعض الناشطين الحقوقيين” السوريين.

واختتمت تلك المصادر بالقول إن “هذا المؤتمر سيكون حال انعقاده تحدياً للسلطة السورية، وخاصة إذا قامت باعتقال المشاركين” فيه.

معلم في الإمارات والأسد يلتقي الأكراد

مؤتمر للمعارضة السورية في بروكسل

انطلق في بروكسل السبت مؤتمر لمعارضين سوريين تحت اسم “مؤتمر الائتلاف الوطني لدعم الثورة السورية”، في وقت يتوجه فيه وزير الخارجية السوري إلى الإمارات بعد ثلاثة أيام من زيارة مماثلة إلى العراق، وفي غضون ذلك دعا الرئيس السوري بشار الأسد أحزابا كردية لبحث الأوضاع في البلاد.

وقال عضو الائتلاف الوطني لدعم الثورة السورية عبيدة نحاس ليونايتد برس أنترناشيونال إن المؤتمر يأتي لتنسيق جهود العاملين خارج سوريا لدعم جهود الثورة السورية على الأرض، انطلاقا من “اعتقادنا بأن هناك حاجة لتقديم دعم إعلامي وسياسي وقانوني للثوار على الأرض الذين انتزعوا الاعتراف من الجميع”.

وأضاف نحاس أن من يقف وراء المؤتمر هم أبناء البلد ومن بينهم جماعة الإخوان المسلمين، ويشاركون بهدف محدد جدا وهو مساندة الثورة الشبابية في سوريا، معتبرا أن مهمتهم بوصفهم سوريين مقيمين في الخارج في هذه المرحلة هي الدعم وليس إفراز التمثيل السياسي، مؤكدا مشاركة ممثلين عن مختلف الفصائل السياسية ومن بينهم شخصيات بعثية بارزة سابقة.

ولفت نحاس إلى أن كثافة الزخم على الأرض في هذه المرحلة جعلت التحركات حاجة، وأشار إلى أنه من الطبيعي أن يكون هناك أكثر من مؤتمر لدعم الثورة ومساندتها، معتبرا أن مؤتمر بروكسل مكمل لمؤتمر أنطاليا باعتباره جزءا من الحراك الوطني الذي يطالب بمطالب الداخل والذي يدعو إلى إسقاط النظام.

وفي حراك دبلوماسي لافت، قالت مصادر سورية مطلعة إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم يزور السبت دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأوضحت المصادر أن المعلم -الذي زار العراق قبل ثلاثة أيام- سيبحث في الإمارات العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة.

وكان وزير الخارجية السوري أعلن الأسبوع الماضي أنه سيقوم بجولة على عدد من الدول العربية لشرح الموقف السوري خصوصا بعد العقوبات الأوروبية والأميركية على بلاده.

الأسد والأكراد

في غضون ذلك، ذكرت مصادر سورية كردية أن الرئيس السوري دعا قادة 12 حزبا كرديا للاجتماع به لبحث الأوضاع بالبلاد.

وقال عضو اللجنة السياسية لحزب ياكيتي الكردي فؤاد عليكو ليونايتد برس إنترناشيونال إن الأحزاب موافقة من حيث المبدأ على اللقاء، لكنها طلبت مهلة يومين أو ثلاثة حتى يتم التشاور بين قيادات هذه الأحزاب.

وأكد أن الأحزاب الكردية تقف على مسافة واحدة من المعارضة والنظام، لافتا إلى أنها طرحت مبادرة تتضمن تجنب اللجوء إلى القتل والعنف والسماح بالاحتجاج السلمي والحوار الوطني الشامل بين التيارات السياسية.

من جانبه اعتبر رئيس المبادرة الوطنية لأكراد سوريا عمر أوسي أن الدعوة تشكل بادرة طيبة لحل الأزمة الراهنة.

مطالب أممية

في هذه الأثناء طالب الأمين العام للأمم المتحدة الجمعة بالوقف الفوري “للقمع العنيف” وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها القوات السورية في حملتها ضد المتظاهرين المناهضين للنظام.

وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة فانينا مايستراتشي للصحفيين إن الأمين العام بان كي مون منزعج من استمرار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان بما في ذلك تقارير مثيرة للقلق عن مقتل أطفال تحت وطأة التعذيب واستخدام الذخيرة الحية والقصف.

وخلصت إلى أن بان على علم بعفو وحوار وعدت بهما السلطات السورية، ومع ذلك فإنه يدعو إلى وقف فوري للقمع العنيف من قبل الأمن من أجل إجراء حوار حقيقي وشامل يؤدي إلى إصلاحات دعا إليها الشعب السوري.

بريطانيا أدانت الجمعة “الازدراء المقيت” من قبل الحكومة السورية للحياة الإنسانية

إدانات دولية

في المقابل، دعت فرنسا الجمعة شركاء سوريا إلى التحرك لانتقاد “الأعمال غير المقبولة” التي تقوم بها السلطات السورية، داعية دمشق إلى وقف “العنف البربري”.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن على شركاء سوريا التحرك لانتقاد “هذه الأعمال غير المقبولة التي يجب أن تتوقف”.

وجددت إدانتها للوضع في سوريا، وحثت السلطات على التوقف عن “هذا العنف البربري” والالتزام بتعهداتها وتطبيق إصلاحات جدية وإطلاق حوار وطني شامل.

بدورها أدانت بريطانيا الجمعة “الازدراء المقيت” من قبل الحكومة السورية للحياة الإنسانية، وذلك بعد مقتل عشرات المتظاهرين برصاص قوات الأمن الجمعة، ونددت بالقمع “الوحشي والقاسي للمتظاهرين الأبرياء”.

وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية أليستر بورت إن الحكومة السورية تثبت مرة أخرى ازدراء مقيتا للحياة الإنسانية، في وقت نزل فيه مدنيون إلى الشارع لإحياء ذكرى أطفال أبرياء قتلوا في الاضطرابات.

كما طالب الوزير البريطاني الأسد بأن يعقب إعلانه عن عفو عام وتشكيله للجنة للحوار، “أعمالا ملموسة” تؤدي إلى إصلاحات في العمق.

مقتل العشرات بأضخم احتجاجات بسوريا

معظمهم في مدينة حماة

ارتفع عدد ضحايا احتجاجات “جمعة أطفال الحرية” في سوريا إلى 63 قتيلا على الأقل بينهم 53 في مدينة حماة وسط البلاد وفق منظمة سواسية لحقوق الإنسان, وسط توقعات بارتفاع العدد مع الكشف المتتالي عن تفاصيل أضخم مظاهرات مناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية منتصف مارس/آذار الماضي.

 

لكن رئيس اللجنة السورية لحقوق الإنسان وليد سفور قال للجزيرة من بروكسل إن أعداد القتلى في تزايد، حيث تشير المعلومات الأولية الواردة من مدن سوريا كما يقول إلى سقوط نحو 150 قتيلا والعديد من الجرحى.

وأشار سفور إلى أن لجنته تملك أسماء 46 قتيلا في مدينة حماة وحدها إضافة إلى أكثر من 100 جريح، وعشرة قتلى في مدينة حمص -ثالثة كبرى المدن السورية- كما سقط ثلاثة قتلى في مدينة حلب شمالي البلاد، وهي ثانية كبرى المدن السورية.

حماة تتفرد

وقد شهدت مدينة حماة أعنف المواجهات وأضخم الاحتجاجات, حيث شارك نحو خمسين ألف متظاهر, سقط منهم 53 قتيلا, طبقا لتقديرات المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية).

وتوقع المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع عدد الضحايا, مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المصابين في حالة خطيرة, وقال إن الأرقام لا تشمل كل المستشفيات.

وقالت رويترز نقلا عن ثلاثة من سكان المدينة إن أفراد الأمن والقناصة فتحوا نيران أسلحتهم الآلية على آلاف المتظاهرين وسط المدينة, حيث سقط عشرات الجرحى.

وتحدث شاهد يدعى عمر لرويترز من مدينة حماة عن بدء إطلاق النار من فوق أسطح المنازل على المتظاهرين, وقال “رأيت عشرات الأشخاص يسقطون في ساحة العاصي والشوارع والأزقة المتفرعة منها”. وأضاف “الدماء في كل مكان”.

وذكر ناشطون لوكالة الصحافة الفرنسية أن قوات الأمن أطلقت النار بشكل مباشر على المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بإسقاط النظام قرب مقر حزب البعث في مدينة حماة.

في مقابل ذلك, تحدث التلفزيون الرسمي السوري عن مقتل من سماهم ثلاثة مخربين أثناء اقتحام وحرق مبنى حكومي في حماة. كما تحدث التلفزيون الرسمي عن عودة الهدوء إلى حماة, وقال إن مجموعات مسلحة لم يسمها أطلقت النار على مدنيين وعناصر من الشرطة في مظاهرة شارك بها “عشرة آلاف شخص”.

وتشير رويترز إلى أن الاحتجاجات في حماة لها صدى خاص، حيث تعرضت المدينة لهجوم في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1982 لسحق انتفاضة إسلامية مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 30 ألف شخص وسويت أجزاء من المدينة بالأرض, وهو ما عرف لاحقا بـ”مجزرة حماة”.

احتجاجات متصاعدة

وفي مناطق أخرى, فتحت القوات السورية النار على مظاهرات في مدينة دير الزور شرق البلاد وفي منطقة برزة بدمشق.

بدورها, ذكرت يونايتد برس أن خمسة من عناصر الأمن السوري قتلوا فيما أصيب 15 مدنيا بجروح، بينهم امرأة، خلال صدامات بحي القصور في دير الزور.

وذكر شهود عيان للوكالة أن الحي المذكور شهد احتجاجات جرى فيها الاشتباك بالأيدي بين عناصر الأمن ومواطنين كانوا يتظاهرون ضمن “جمعة أطفال الحرية”.

وتحدثت سواسية عن قتيل واحد في دمشق واثنين في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا, فيما قتل سبعة آخرون في بلدة الرستن قرب حمص التي تتعرض لهجوم عسكري وحصار تشارك فيه الدبابات.

وقال نشطاء وسكان إن الآلاف خرجوا في مسيرات بمحافظة إدلب بشمال غرب سوريا وبالشمال الشرقي الذي يغلب على سكانه الأكراد وفي عدة ضواح في دمشق ومدينتي حمص وحماة وبلدتي مضايا والزبداني في الغرب.

كما تحدى المئات حظر التجول في مدينة درعا بجنوب البلاد التي توصف بأنها مهد الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها الأولى قبل 11 أسبوعا.

واحتشد عشرات آلاف الأشخاص في معرة النعمان بشمال البلاد, وتظاهر نحو 5000 أيضا في القامشلي ورأس العين وعامودا، طبقا للناشط الكردي حسن برو الذي أشار أيضا إلى مظاهرات مساء الجمعة في الدرباسية مطالبين بما سماه الاعتراف الدستوري بالأكراد. وقد امتدت الاحتجاجات إلى الساحل, حيث شهدت بانياس مظاهرة لأكثر من 5000 شخص.

توقف الإنترنت

يشار في هذا الصدد إلى أن خدمة الإنترنت توقفت في معظم المدن السورية اعتبارا من صباح الجمعة وتحديدا في دمشق واللاذقية.

وتشير رويترز أيضا نقلا عن محللين إلى أن الاحتجاجات مستمرة في الانتشار رغم الحملة العسكرية، لكن لا توجد مؤشرات على وصولها بعد إلى النطاق الذي يتيح إسقاط الأسد.

وتتحدث جماعات حقوقية عن سقوط أكثر من 1000 قتيل مدني في الاحتجاجات مما أثار موجة غضب دولي, بينما تنحي السلطات السورية باللائمة في العنف على ما تسميها عصابات مسلحة وتقول إنها مدعومة من إسلاميين وقوى خارجية.

الأسد يدعو الأكراد وتنديد دولي بالعنف

ذكرت مصادر سورية كردية أن الرئيس بشار الأسد دعا قادة 12 حزبا كرديا للاجتماع به اليوم السبت لبحث الأوضاع بالبلاد، فيما دعت فرنسا شركاء سوريا للتحرك لانتقاد “أعمالها غير المقبولة”، ودعت الأمم المتحدة إلى وقف العنف قبل إجراء حوار وطني.

وقال عضو اللجنة السياسية لحزب ياكيتي الكردي السوري فؤاد عليكو ليونايتد برس إنترناشيونال مساء الجمعة، إن محافظ الحسكة أبلغ بعض قادة الأحزاب الكردية أن اجتماعا مع الأسد سيعقد السبت، وذلك في إطار اللقاءات التي يعقدها الرئيس السوري مع أطياف المجتمع كافة.

وأضاف “من حيث المبدأ نحن موافقون على اللقاء، ولكن طلبنا مهلة يومين أو ثلاث حتى يتم التشاور بين قيادات الأحزاب الكردية”، مؤكدا أن الدعوة وجهت إلى 12 حزبا كرديا.

وقال إن الأحزاب الكردية تقف على مسافة واحدة من المعارضة والنظام، مؤكدا أن الأحزاب الكردية طرحت مبادرة تتضمن تجنب اللجوء إلى القتل والعنف، والسماح بالاحتجاج السلمي والحوار الوطني الشامل بين التيارات السياسية في سوريا.

ومن جانبه اعتبر رئيس المبادرة الوطنية لأكراد سوريا عمر أوسي ليونايتد برس إنترناشيونال أن الدعوة تشكل بادرة طيبة لحل الأزمة الراهنة بعد تصاعد الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 15 مارس/آذار الماضي، والتي تطالب بالحرية والإصلاحات وارتفاع سقف المطالب لإسقاط النظام.

دعوة فرنسية

وكانت فرنسا دعت الجمعة شركاء سوريا إلى التحرك لانتقاد ما أسمتها الأعمال غير المقبولة التي تقوم بها السلطات السورية ودعتها إلى التوقف عن “العنف البربري”.

وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا دعت فيه شركاء سوريا إلى التحرك لانتقاد “هذه الأعمال غير المقبولة التي يجب أن تتوقف”.

وجددت إدانتها للوضع في سوريا، وحثت السلطات على التوقف عن “هذا العنف البربري والالتزام بتعهداتها بموجب حقوق الإنسان وتطبيق إصلاحات جدية وإطلاق حوار وطني شامل”.

وتأتي الدعوة الفرنسية في وقت تعارض فيه روسيا والصين أي قرار قد يتخذ في مجلس الأمن ضد سوريا بسبب قمع المظاهرات المستمرة في البلاد منذ مارس/آذار الماضي والتي أدت إلى مقتل المئات.

وسعى دبلوماسيون في مجلس الأمن الخميس لبحث إمكانية تعديل مشروع قرار لإدانة سوريا لتجنيبه احتمال استخدام روسيا والصين حق الفيتو لنقضه.

وكان مستشاران خاصان في الأمم المتحدة قد عبرا الخميس عن قلقهما من “العنف المنهجي والمتعمد” الذي تستخدمه السلطات السورية ضد المدنيين في إطار محاولاتها لوقف الاحتجاجات.

وقال مستشار الأمم المتحدة لشؤون الإبادة الجماعية فرانسيس دينغ والمستشار المعني “بالمسؤولية عن الحماية” إدوارد لاك في بيان إنهما يشعران “بقلق بالغ بشأن تزايد الخسائر في الأرواح في سوريا نتيجة استمرار القمع العنيف للاحتجاجات المناهضة للحكومة”.

وأضافا أنهما قلقان بشكل خاص “بخصوص الهجمات المنهجية والمتعمدة على ما يبدو التي تقوم بها الشرطة والجيش وغيرهما من قوات الأمن ضد المدنيين العزل المشاركين في الاحتجاجات على مدى الشهرين الأخيرين”.

إدانة بريطانية

كما أدانت بريطانيا الجمعة “الازدراء المقيت” من قبل الحكومة السورية للحياة الإنسانية، وذلك بعد مقتل عشرات المتظاهرين برصاص قوات الأمن الجمعة، ونددت بالقمع “الوحشي والقاسي للمتظاهرين الأبرياء”.

وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية أليستر بورت في بيان “مرة أخرى، أثبتت الحكومة السورية ازدراء مقيتا للحياة الإنسانية، في وقت نزل فيه سوريون عاديون إلى الشارع لإحياء ذكرى أطفال أبرياء قتلوا في الاضطرابات، من بينهم حمزة الخطيب الذي صدم مقتله العالم بأسره”.

وبعد أن أخذ علما بإعلان الرئيس السوري بشار الأسد عن عفو عام وتشكيل لجنة “لإرساء أسس حوار وطني”، طلب بورت بأن تعقب هذا الإعلان “أعمال ملموسة” وتؤدي إلى إصلاحات في العمق. ودعا أيضا و”مرة جديدة” إلى أن تحترم دمشق “التزاماتها في مجال حقوق الإنسان”

مطالبة أممية

في هذه الأثناء طالب الأمين العام للأمم المتحدة الجمعة بالوقف الفوري “للقمع العنيف” وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها القوات السورية في حملتها ضد المتظاهرين المناهضين للنظام.

وقالت فانينا مايستراتشي المتحدثة باسم الأمم المتحدة للصحفيين إن الأمين العام بان كي مون “يشعر بانزعاج بالغ من استمرار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك تقارير مثيرة للقلق عن مقتل أطفال تحت وطأة التعذيب واستخدام الذخيرة الحية والقصف”.

وقالت إن بان “على علم بعفو وعدت به السلطات السورية ودعوة إلى حوار وطني، ومع ذلك فإنه يؤكد أن القمع العنيف من قبل قوات الأمن والجيش يجب أن ينتهي على الفور من أجل إجراء حوار حقيقي وشامل يؤدي إلى إصلاحات شاملة وتغيير دعا إليه الشعب السوري”.

وأضافت أن الأمين العام الأممي كرر دعوته لإجراء تحقيق كامل وصريح ومستقل في أعمال القتل.

معارضون للنظام السوري يجتمعون في بروكسل لدعم ثورة الداخل

مصرع 10 أشخاص في قصف على المحتجين على جسر الشغور بمدينة إدلب

بروكسل – نور الدين الفريضي، دبي – العربية.نت

في تطور ميداني عاجل، أشارت تقارير إلى سقوط 10 قتلى من المحتجين على جسر الشغور بإدلب من جراء قصف قامت به قوات الأمن السورية. وسياسيا، التقت أكثر من 100 شخصية معارضة للنظام السوري في بروكسل، السبت 4-6-2011، تحت يافطة “الائتلاف الوطني لدعم الثورة” لتبحث مختلف أشكال دعم الثورة بالوسائل السلمية وتشكيل آليات أو لجان لتقديم الدعم المادي والسياسي الذي تحتاجه تنسيقيات الداخل.

وشاركت في مؤتمر المعارضة تكتلات السوريين لدعم الثورة في العديد من الدول الأوروبية، من بلجيكا، وهولندا، وألمانيا، وفرنسا، والسويد، والنمسا والدنمارك. وتشارك أيضاً شخصيات مستقلة في هذا المؤتمر.

وبين المشاركين شخصيات معروفة، مثل عبيدة نحاس من معهد دراسات الشرق في بريطانيا، الدكتور هيثم رحمة، صدر الدين البيانوني، ووائل حافظ.

ورغم أن عدد الحاضرين لم يُعرف بشكل نهائي بعد، إلا أنه تم توزيع 181 غرفة في فندق غير بعيد عن مقر البرلمان الأوروبي.

وعن اختلاف هذا اللقاء عن مؤتمر المعارضة السورية في أنطاليا، ذكر مشاركون في بروكسل لـ”العربية” أن بعضهم رفض حضور المؤتمر في تركيا “لأن توصياته تفوق السقف الذي يحدده الداخل”.

إذ دعا البيان النهائي لمؤتمر أنطاليا إلى استقالة الرئيس السوري بشار الأسد فوراً وتسليمه السلطة إلى نائبه فاروق الشرع وانتخاب مجلس انتقالي يحضر دستوراً جديداً، أي الدخول مباشرة في مرحة انتقالية إلى بعد النظام الحالي

أما في مؤتمر بروكسل فتعلو أصوات تطالب بتحديد حجم طموحاتها بالسقف الذي تحدده تنسيقيات الداخل، “لأن من يدفع ضريبة الدم في كل يوم يمتلك مشروعية تحديد سقف الطلبات والطموحات”. ويتوقع البعض أن لا يدعو مؤتمر بروكسل إلى إسقاط الأسد، وإنما إلى إسقاط النظام الأمني، والأوساط التي تتحكم في مفاصل الاقتصاد ومقدرات سورية.

ويتوقع أن يشهد المؤتمر نقاشات بين أصحاب بيان أنطاليا والشخصيات الأخرى التي لم تشارك في مؤتمر الأيام الماضية في تركيا.

القتلى 73

وفي وقت سابق،، ذكر ناشطون أن عدد ضحايا الاحتجاجات التي شهدتها البلاد أمس الجمعة ارتفع إلى 73 قتيلاً، بينما جُرح العشرات في إطلاق النار على متظاهرين في مدينة حماه وسط سوريا.

وكانت التظاهرات عمّت مدناً عدة في سوريا للاحتجاج ضد قتل الأطفال لكن أضخمها على الإطلاق كان في مدينة حماة شمال البلاد. إذ خرج المتظاهرون في هذه المدينة، لكنهم تعرضوا كما قال ناشطون لإطلاق نار كثيف من قوى الأمن وقناصة كانوا في البلدة القديمة وفي ساحة العاصي القريبة منها، فسقط عدد كبير من المتظاهرين بين قتلى وجرحى.

من جهته، قال التلفزيون السوري الحكومي قال إن الشرطة قتلت ثلاثة أشخاص وصفهم بأنهم مخربون خلال اقتحامهم وحرقهم مبنى حكومي في حماة.

ولم تكن الحال أفضل في التظاهرة التي خرجت في مدينة دير الزور شرق سوريا، فهناك أيضاً وبحسب نشطاء تعرض المتظاهرون لإطلاق نار من قبل قوات الأمن وسط أنباء عن إصابة متظاهرين.

وفي حمص عمّت التظاهرات أحياءها فيما شهدت بانياس ودرعا وريف درعا وأدلب إضافة الى القامشلي وعامودا وغين عرب والحسكة تظاهرات كبيرة.

أما مدينة الرستن القريبة من حمص والتي تحاصرها قوات الأمن فأفاد شهود بأنه تم قطع الطريق بين هذه المدينة وبين تلبيسة فيما ينتشر القناصة بشكل كبير حول المدينة لمنع المساعدات التي يرسلها أهالي القرى المجاورة.

شهود: مدينة حماة السورية تشهد اضرابا شاملا

قال شهود في مدينة حماة وسط سورية إن المدينة تشهد اضرابا شاملا السبت احتجاجا على ضحايا التظاهرات الذين سقطوا عقب صلاة الجمعة.

واضاف الشهود أن الحركة معدومة بالمدينة تماما، ولم تفتح سوى بعض الصيدليات ابوابها، بينما غابت كل المظاهر الامنية بشكل كامل، حتى شرطة المرور.

وقالوا إن عدد القتلى تجاوز السبت سبعين شخصا، وزاد عدد الجرحى ليصل الى 500، وتم اعتقال المئات من قبل الاجهزة الامنية.

وكانت المنظمة السورية لحقوق الإنسان قد قدرت عدد القتلى الذين سقطوا بنيران قوات الأمن السورية الجمعة بنحو ستين شخصا.

ووصف ناشطون المظاهرات بأنها كانت الأضخم منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الأسد في مارس/آذار الماضي.

وبحسب تقارير الناشطين خرجت المظاهرات الحاشدة في أغلب المدن السورية وكانت اضخمها في مدينة حماة.

وأضافت المنظمة أن متظاهرا قتل في دمشق واثنين في ادلب وسبعة في بلدة الرستن التي تتعرض لهجوم عسكري وتحاصرها الدبابات منذ يوم الأحد الماضي.

واعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، ومقره لندن، ان عدد القتلى في حماة مرشح للارتفاع بسبب اصابة العديد من المتظاهرين اصابات بليغة.

واكد ناشطون ان قوات الامن اطلقت النار “بشكل مباشر” على المتظاهرين بالقرب من مقر حزب البعث في المدينة.

وقال احد الناشطين “لقد قاموا باطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين ولم يحاولوا تفريقهم بالغاز المسيل للدموع. استخدموا الغاز المسيل للدموع فقط بعد ان قاموا باطلاق النار”.

واكد الناشط ان المتظاهرين كانوا يرددون “بشكل سلمي” هتافات مطالبة بالحرية وتدعو لاسقاط النظام.

واشار متحدث اخر الى ان عدد القتلى “قد يتجاوز الخمسين” واضاف “ما جرى مجزرة حقيقية”.

في المقابل اعلن التلفزيون الرسمي السوري عن “مقتل ثلاثة مخربين خلال اقتحامهم وحرقهم لمبنى حكومي في حماة وتصدي قوات الشرطة لهم”.

يذكر ان حماة شهدت اعمال عنف واسعة عام 1982 وحاصرها الجيش السوري وقصفها بالمدفعية والدبابات عدة اسابيع مما اوقع نحو عشرين الف قتيل بعد حمل عناصر من حركة الاخوان المسلمين السلاح وتحديهم لسلطة الرئيس الراحل حافظ الاسد.

وذكرت أنباء أن قوات الأمن السورية فتحت النار على متظاهرين في دير الزور ومساكن برزة في دمشق. كما نقل عن سكان محليين تنظيم تظاهرات في كل من إدلب وحمص ومضايا والزبداني وبعض ضواحي دمشق ودرعا.

كما عمدت الحكومة السورية الى وقف خدمة الانتر نت في اغلب المدن السورية.

وقد اعرب الامين العام للامم المتحدة بان غي مون عن شعوره بالقلق جراء تصاعد اعمال القمع التي يتعرض لها المتظاهرون في سورية.

وقالت المتحدثة باسم الامم المتحدة فانينا ميستراتشي ان “الامين العام قلق بشدة ازاء تصعيد العنف في سوريا الذي يعتقد انه اوقع ما لا يقل عن سبعين قتيلا خلال الاسبوع المنصرم وحده، ما يرفع عدد الضحايا الاجمالي منذ منتصف اذار/مارس الى اكثر من الف قتيل وعدد اكبر من ذلك بكثير من الجرحى والاف المعتقلين”.

وهذه هي اول حصيلة لقتلى التظاهرات في سورية تصدر عن الامانة العامة للامم المتحدة.

“اطفال الحرية”

وشملت المظاهرات مناطق القامشلي ودير الزور وريف حلب وادلب وحمص وريف دمشق ودرعا واللاذقية وامتدت لتشمل عددا من احياء العاصمة السورية التي شهدت انتشارا امنيا واسعا.

وجاءت التظاهرات استجابة لما سمي “جمعة اطفال الحرية” في اشارة الى الاطفال الذين قتلوا خلال التظاهرات التي تشهدها سورية منذ عدة اسابيع الذين وصل عددهم الى اكثر من 30 طفلا حسب تقرير لصندوق رعاية الامومة والطفولة -اليونيسف- التابع للامم المتحدة.

وفي العاصمة دمشق انطلقت المظاهرات من جامع الاشمر في حي القدم وجامع الحسن في حي الميدان وحي ركن الدين وسط انتشار امني كثيف.

وقامت قوات الامن بعزل عدد من الاحياء التي تشهد مظاهرات في دمشق مع توقف خدمة الانترنت في دمشق ومدن اخرى.

وشهدت مدينة “الجديدة” القريبة من دمشق مظاهرة شارك فيها مسيحيون ومسلمون.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى