أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 15 حزيران 2013

واشنطن تعاقب نظام الأسد وفرنسا تؤيد «الضغط العسكري»

باريس – رندة تقي الدين واشنطن – جويس كرم موسكو – رائد جبر

لندن، واشنطن، برلين، موسكو – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – التحول الذي طرأ على الموقف الأميركي إزاء سورية بإعلان البيت الأبيض قراراً بتسليح المعارضة السورية بعد اتهامه نظام الرئيس بشار الأسد بـ «تجاوز الخط الأحمر»، شجع دولاً أخرى على الحديث عن ضرورة ممارسة كل الضغوط، بما في ذلك العسكرية، لإجبار دمشق على التفاوض على مرحلة انتقالية.

وفي حين اعتبرت الصحافة الأميركية أن قرار الرئيس باراك أوباما جاء رداً على انخراط «حزب الله» وإيران إلى جانب القوات النظامية في السيطرة على مدينة القصير والاستعداد لمعركة حلب، تحدثت مصادر أميركية وأوروبية عن احتمال فرض منطقة حظر جوي في سورية عبر نوعية السلاح المقدم إلى المعارضة، ومن دون انتظار صدور قرار بهذا الخصوص عن مجلس الأمن يحول دونه الفيتو المزدوج الروسي – الصيني.

وفيما رحب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بالقرار الأميركي، مطالباً بـ «دعم استراتيجي وحاسم»، اعتبرت دمشق بيان واشنطن «حافلاً بالأكاذيب»، وساندت موسكو حليفها في دمشق بالقول إن الأدلة الأميركية «غير مقنعة»، وحذرت من تكرار «سيناريو العراق».

وواكب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الموقف الأميركي، وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، إن «البيت الأبيض أكد ما كانت فرنسا تعلمه عن وجود أسلحة كيماوية (لدى النظام) واستخدامها، حتى لو كنا لا نعرف حجم هذا الأمر». وأضاف أن «كشف ذلك يؤكد ضرورة ممارسة ضغط على نظام بشار الأسد، ولو كان ذلك ضغطاً عسكرياً»، مكرراً ضرورة إيجاد «حل سياسي» يشمل تنحي الرئيس السوري.

وفي إشارة إلى تزويد المعارضة السورية أسلحة، شدد هولاند على وجوب الطلب «من المعارضة أن تكون واضحة في شأن توجهاتها واستخدام الأسلحة». وأوضح أن فرنسا ستبرز خلال قمة مجموعة الثماني التي تشارك فيها روسيا «أخطار استمرار المجازر التي ترتكب اليوم وأخطار التطرف لدى الطرفين» المتنازعين في سورية.

وقالت مصادر فرنسية مطلعة لـ «الحياة»، إن المطلوب أن يمر الدعم المادي للمعارضة عبر قيادة أركان «الجيش الحر» برئاسة اللواء سليم إدريس، المعروف باعتداله وسعة اتصالاته على الارض.

في المقابل، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إنه «ليس هناك حل عسكري» للنزاع السوري، مضيفاً في تعليق على القرار الأميركي، أن «تسليم الجانبين مزيداً من الاسلحة لن يحسن الوضع».

أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورغم تأكيدها أن موقف بلادها الرافض تسليح المعارضة السورية لم يتغير، فقد دعت إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن لمناقشة الكشف الأميركي عن استخدام سلاح كيماوي، وقالت: «نأمل أن يصل المجلس إلى نهج موحد»، مضيفة أن السعي إلى عقد مؤتمر دولي للسلام لا يزال الخيار الأفضل.

واستبق الموقف الأميركي أعمال قمة مجموعة الدول الثماني في إرلندا بعد غد ولقاء اوباما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكان أوباما حسم موقفه بعد نحو عام من التردد. وأعلن المستشار الرئاسي بن رودس عزم واشنطن على «تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة» وأنها «ستكون مختلفة في الوزن والعيار عن السابق»، وعزا القرار إلى تخطي النظام السوري «الخط الأحمر»، مؤكداً أن واشنطن حصلت على «أدلة قاطعة وثابتة» على استخدامه السلاح الكيماوي ضد الثوار. ووفق البيان، فإن وكالات الاستخبارات «تعتبر أن ما بين 100 إلى 150 شخصاً قضوا جراء هجمات بأسلحة كيماوية في سورية تم رصدها حتى الآن. وبناء عليه، فإن المعلومات حول الضحايا هي غير كاملة بالتأكيد».

ولم يوضح المسؤول الأميركي ما إذا كانت الإدارة ستختار الذهاب باتجاه تسليح المعارضة السورية مباشرة. لكنه قال إن الرئيس «سيتشاور في هذه الأمور مع الكونغرس خلال الأسابيع المقبلة». وأضاف أن «الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لديهما عدد من الردود القضائية والمالية والديبلوماسية والعسكرية الأخرى المتاحة».

غير أن صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن لسان مسؤولين أميركيين، أن التسليح جاء إضافة إلى استخدام الأسد غاز السارين، كرد على مكاسب النظام في الفترة الأخيرة ودخول كل من «حزب الله» وإيران بقوة على خط المعركة. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس، أن واشنطن تدرس بجدية خيار فرض حظر جوي بناء على أدلة استخدام السلاح الكيماوي. وسيشرف على توزيع السلاح وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي)، التي بذلت جهداً مضاعفاً في الفترة الأخيرة في تحديد المجموعات المعارضة التي يمكن التواصل والتنسيق معها. وأطلعت واشنطن موسكو مسبقاً على المعلومات التي بحوزتها عن استخدام الكيماوي، لكن هذه اعتبرتها «غير مقنعة» وحذرت من ميل واشنطن نحو التصعيد في سورية. وانتقد الكرملين قرار تسليح المعارضة، واعتبر أنه «لا يسهِّل عقد مؤتمر جنيف-2»، لكن موسكو أكدت في الوقت ذاته أنها لن تسرّع تنفيذ عقد تزويد نظام الأسد صواريخ «أس-300».

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي النائب أليكسي بوشكوف في تغريدة على حسابه على «تويتر»، إن «المعلومات حول استخدام الأسد «الكيماوي» مختلقة، في المكان نفسه الذي اختلقت فيه الأكاذيب حول أسلحة الدمار الشامل لدى (صدام) حسين».

من جهة أخرى، رحب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بالمساعدات الإضافية التي أعلنت عنها الولايات المتحدة «بما فيها الدعم العسكري المباشر الذي يجب أن يكون استراتيجياً وحاسماً في وضع نهاية للعنف والوصول إلى حل سياسي يضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري» بعدما اعتبر قرار أوباما «خطوة مهمة ستساهم في تهيئة الظروف المطلوبة لتحقيق ذلك». فيما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية اعتباره بيان البيت الأبيض الأميركي إزاء السلاح الكيماوي «حافلاً بالأكاذيب»، واستند إلى «معلومات مفبركة» بهدف «تبرير تسليح» المعارضة السورية». وانعكس الموقف السوري على معنويات المقاتلين في المعارضة، إذ سيطروا على حاجز عسكري عند البوابة الشرقية لمدينة إدلب في شمال غربي البلاد بعد ثلاثة أيام من المواجهات مع قوات النظام، فيما قصف مقاتلون آخرون مراكز لقوات النظام في الشمال وصدوا هجوماً للجيش النظامي وأنصاره في ريف حلب. في المقابل، كثفت قوات النظام قصفها على مناطق مختلفة في البلاد، مركزة على حرق المحاصيل الزراعية.

وفي ريف دمشق، قال معارضون إن عناصر «الجيش الحر» قتلوا عشرات الأفراد من قوات النظام وأنصاره في مكمن في بلدة المنصورة قرب طريق مطار دمشق الدولي. وجددت قوات النظام محاولة اقتحام حي برزة البلدة في العاصمة تحت غطاء من القصف الجوي.

نصرالله: مستمرون في مواجهة المشروع الكوني في سورية ولا حاجة للدخول في التفاصيل المتروكة للحاجات الميدانية

بيروت – «الحياة»

أكد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله استمرار الوقوف الى جانب النظام في سورية في مواجهة «المشروع الكوني» الذي تشارك فيه الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية ومنها خليجية. وقال: «لا يتصورن أحد أن تصوير المعركة على أنها مذهبية أو طائفية سيدفعنا الى تغيير موقفنا، وما بعد القصير بالنسبة الينا كما ما قبل القصير».

وسأل نصرالله، في خطابعبر شاشة عملاقة ألقاه مساء أمس لمناسبة «يوم الجريح المقاوم»: «هل تغير المشروع؟ وهل تغيرت المعطيات كي نغير موقفنا؟… بالعكس هناك عند المشروع الآخر اصرار على المواجهة أكثر، وسنكون حيث يجب أن نكون، وما بدأنا بتحمل مسؤولياته سنواصله للنهاية لأن المشروع الآخر يسعى الى تطوير المواجهة».

ولفت الى أن «لا حاجة للدخول في التفاصيل المتعلقة بمواجهة المشروع الآخر، لأنها متروكة للحاجات الميدانية».

وتطرق نصرالله الى درس دول مجلس التعاون الخليجي إدراج «حزب الله» على لائحة الإرهاب، وقال: «لا أعلم ان لدى دول مجلس التعاون أو مجلس جامعة الدول العربية لائحة ارهاب، الأوروبيون يناقشون منذ فترة إدراجنا على لائحة الإرهاب، ونحن فخورون ولنا الشرف بأن يدرج اسمنا على لائحة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة».

وقال: «هناك من يهدد اللبنانيين في دول الخليج وأنا أقول لهؤلاء إن لا منتسبين لحزب الله في هذه الدول وليست لدينا مشاريع فيها، وأصلاً لا يعطى المنتسبون لحزب الله اقامات في الخليج، وكنت قلت في خطابي في 25 أيار (مايو) الماضي إننا ذاهبون الى مكان نعرف تبعاته ومستعدون لأن نتحملها، واسألوا كل من في سورية هل لديهم مكان في مستقبلها مع فتاوى التكفير؟».

ورأى أن «اسقاط المشروع الكوني هو أضخم وأكبر من أي تضحيات، ومن يعتقد بأن إدراجنا على لوائح الإرهاب أو تهديدنا باللبنانيين يمكن أن يغير موقفنا فهو مشتبه ويزيدنا قناعة بأن موقفنا صحيح ويستحق التقدير».

وتوقف نصرالله أمام مقتل هاشم السلمان (مسؤول الطلاب في «تيار الانتماء اللبناني») أثناء التجمع على مقربة من السفارة الإيرانية في بيروت، وقال: «هذه الحادثة التي وقعت أمام السفارة الإيرانية مرفوضة ومدانة وهي حادثة عفوية قتل فيها شخص مظلوم، وأيّاً كان قاتله يجب أن يخضع للتحقيق وألاّ يضيع حقه».

واعتبر نصرالله انه «لولا المقاومة لكانت مياهنا تحولت الى المستعمرات ولكانت حكومتنا صورة تابعة للحكم الاسرائيلي، فنحن في مواجهة اعلامية ضخمة جداً تحاول ان تزوّر تاريخ هذا البلد»، وقال: «نحن جزء أساسي من هذا الوطن من آلاف السنين، وليس لدينا اي بيوت وأي مشاريع وأي أموال خارج لبنان، وإذا كان هناك اي مغتربين فهذه ظروفهم لكن الحزب موجود في لبنان ولكننا ولدنا وكبرنا وعشنا هنا وسندفن هنا». وقال: «أحد أقوى الجيوش في التاريخ تحطم عند أيدي مقاتلينا، ومن هم هؤلاء التافهون الذين يتحدثون عن اقتلاعنا؟ سنبقى حاضرين لندفع لأجله الغالي والثمين».

وتناول نصرالله الموضوع الانتخابي، وقال: «ليس لدينا جديد في صعيد الانتخابات، ونندد بتدخل السفارة الاميركية لدفع الامور في اتجاه معين، وهذا غيض من فيض التدخل الامني السافر في لبنان والمنطقة».

وتطرق الى الوضع الامني، فأشار الى ان «لبنان منذ عام 2005 مأزوم، وفي المرحلة الاخيرة هناك ضغط اعلامي وانفلات في المشاعر عند الناس، وأحياناً هناك من يفقدون السيطرة على أنفسهم وقد يقدمون على أعمال غير قانونية وهذا قد يؤدي لمخاطر في الظروف الاستثنائية، ونحن ندعو كل الموجودين على الاراضي اللبنانية من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين لأقصى درجات ضبط النفس ولأقصى الحدود، وخصوصاً جمهور المقاومة لأن أي ممارسة في هذا الظرف قد يكون لها تداعيات»، منتقداً من يطلقون النار ويروعون الناس»، ومتمنياً «على الجميع الانتهاء جذرياً من هذه الظاهرة».

ورأى ان «الوضع في الهرمل وفي البقاع حساس ويحتاج الى عناية خاصة. لكن الموضوع الحساس هو الإشاعات التي تقول ان بلدة عرسال السنّية التي هي في محيط شيعي بأغلبه، يتم منها اطلاق الصواريخ على الهرمل، فيقولون بهذه الاشاعات «اذهبوا وحلوا مشكلتكم هناك». وأشار الى ان «الصواريخ التي سقطت على سرعين وبعلبك والهرمل لم يكن مصدرها عرسال بل الجماعات المسلحة في سورية، وسنجد حلاً لهذا الموضوع».

ولفت نصرالله الى ان «هناك عملاً إعلامياً ومخابراتياً يومياً للإيقاع بين الشيعة والسنة في البقاع، ويستغلون لذلك الاختلاف السياسي مع الانتماء لمذهبين مختلفين، مع أننا أبناء دين واحد. وهناك نداء من حزب الله لقطع الطريق على أي فتنة». وتحدث عن ان «هناك مشروعاً هاجماً في المنطقة، ومناخ ترهيب، وهناك من يعبّر عن موقفه السياسي ويقابل بفتاوى النحر والقتل والتكفير والاعتداء الجسدي أيضاً، وهناك مناطق تعاقَب بسبب توجهها السياسي، وهناك علماء وصحافيون اعتدي عليهم من الطائفة السنية الكريمة بسبب موقفهم السياسي».

وفي الشأن السوري، قال: «أخذنا قراراً متأخراً بأن ندخل ميدانياً في مواجهة المشروع القائم على الأرض السورية، هناك جزء من الشعب السوري مع النظام ونحن مع هذا الجزء، والجزء الآخر، نحن معه بالإصلاح وليس بتدمير سورية، وهناك حديث عن وجود 100 الف مقاتل جاؤوا إلى سورية وهل يمكن أحداً ان يقنعنا ان بعض الدول الاسلامية والعربية التي ليس لديها أصلاً انتخابات هي مع الحقوق والإصلاحات؟ والكلام عن بدء تسليح المعارضة كذب فالتسليح يسير منذ زمن… نحن آخر المتدخلين في سورية، وسبقنا تيار المستقبل وتيارات وتنظيمات لبنانية لا أريد أن أسميها وقوى اخرى ودول».

وقال نصرالله: «أمام الهجمة العالمية الكونية، الحجر يسند خابية، والجيش العربي السوري يقاتل على مختلف الاراضي السورية ونحن نقوم بجزء من المسؤولية، فنحن لا نرسل شبابنا الى سورية ونقول «نوزع بطانيات وحليباً» وإذا قُتلوا ندفنهم في سورية ونُسكت أهلهم في لبنان». وأكد انه «سواء قُتل منا مظلومون او سقطت صواريخ على الضاحية او ظُلم اشخاص في دول عربية، فما نقوم به أكبر من اي تضحيات يمكن ان تقدم، وأسوأ ما حصل في الاسابيع الماضية هو استعمال الخطاب المذهبي»، وقال: «يجب ان نتفهم الغضب والسخط من الدول الخليجية، لأن هناك مشروعاً هم غامروا فيه وموَّلوه ودفعوا فيه الكثير والآن يشعرون بأن مشروعهم على خط أن يهزم وبدأوا يشعرون ان هناك موازين قوى تتغير، لذا يجب ان نتفهمهم».

واعتبر ان «الخلاف في سورية ليس بين مذهبين وليس بين السنة والشيعة، وعلينا ان نبذل كل جهد لمنع تحويل الصراع الى صراع مذهبي، وأنا شخصياً سعيد بمواقف الشيعة المعارضين لموقفنا، فهذا يساعد على اثبات ان الصراع ليس سنياً – شيعياً».

واشنطن لا تؤكد فرض حظر طيران

أوباما يلتقي بوتين شاهراً التسليح

    (“النهار”، و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

بوتين: البديل من الأسد الفوضى وحكم راديكالي

قلل البيت الابيض شأن تقارير تحدثت عن اعتزام الولايات المتحدة فرض منطقة حظر طيران محدودة فوق سوريا انطلاقاً من الاردن وذلك غداة اعلان واشنطن ان الرئيس السوري بشار الاسد تجاوز “الخط الاحمر” الذي حدده له الرئيس باراك اوباما  باستخدامه الاسلحة الكيميائية اكثر من مرة ضد مقاتلي المعارضة، مما استدعى قراراً اميركياً بتسليح “الجيش السوري الحر” ص11. وشككت موسكو في الادلة التي قدمتها واشنطن على استخدام دمشق الاسلحة الكيميائية، واعتبرت ان قرار تسليح المعارضة سيؤدي الى تصعيد جديد في المنطقة. وسيناقش اوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الازمة السورية خلال لقاء يجمعهما على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في ايرلندا الشمالية الاثنين 17 حزيران والثلثاء 18 منه.

وقال نائب مستشار الرئيس الاميركي للامن القومي بن رودس: “نشعر بأن أفضل مسار للعمل هو محاولة تعزيز معارضة معتدلة (في سوريا)”. وأكد ان الولايات المتحدة لا ترغب في إرسال قوات اميركية أو “جنود على الأرض” في سوريا. ولفت الى أن فرض منطقة حظر طيران على البلاد قد يقتضي تدخلا عسكريا اميركيا مكثفا غير محدد المدة.

وأعلن ان اوباما سيناقش الدليل الاميركي على ان القوات الموالية للاسد استخدمت الاسلحة الكيميائية وكذلك الخطوات التالية. قائلا: “هذا موقف مائع لذا من الضروري بالنسبة اليه  التشاور مع كل الزعماء في قمة الثماني في شأن تقديراتنا للاسلحة الكيميائية وانواع الدعم الذي نقدمها للمعارضة”. واوضح أنه “سيناقش مع هؤلاء الزعماء افضل سبيل للمضي قدما. وسيستمع منهم إلى خططهم”.

وأضاف ان الرئيس الاميركي سيجتمع في جلسة خاصة مع بوتين خلال القمة. وامل في امكان الاتفاق بين الرئيسين، لكنه استدرك انه “ليس هناك وهم أن الامر سيكون سهلا… ما اوضحته لنا روسيا علناً هو انها لا تريد انهياراً. لا يريدون ان يروا موقفا فوضويا وغير مستقر في المنطقة. لا يريدون ان تكسب العناصر المتطرفة موطئ قدم في سوريا”.

وفي رسالة اميركية الى الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون، قالت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة سوزان رايس ان القوات السورية النظامية استخدمت غاز السارين في بلدة خان العسل قرب مدينة حلب في 19 آذار وفي 13 نيسان في حي الشيخ مقصود داخل المدينة. كذلك استخدمت مواد اخرى بينها سلاح كيميائي في 14 ايار في قصر ابو سمرا وفي23 ايار في عدرا بريف دمشق.

وفي وقت سابق، قال ديبلوماسيان غربيان رفيعا المستوى في أنقرة، ان واشنطن تدرس اقامة منطقة حظر طيران قريبة من الحدود السورية الجنوبية مع الاردن، وذلك لمساعدة معارضي الاسد”. وأوضح أحدهم ان هذه المنطقة ستكون محددة “من حيث الوقت والمنطقة وعلى الارجح ستكون قرب الحدود الاردنية”.

الموقف الروسي

وفي موسكو، صرح المستشار الديبلوماسي للكرملين يوري اوشاكوف بأن “بوتين واوباما سيناقشان كيفية تطبيق المبادرة الروسية – الاميركية الهادفة الى التحضير لمؤتمر دولي في جنيف” في محاولة لحل النزاع السوري. وحذر من ان “الوضع بالغ التوتر” في سوريا.  وقال ان الرئيسين الروسي والاميركي سيقدمان ايضا تقارير عن الوضع في سوريا خلال قمة مجموعة الثماني. وقد “اقترحت الرئاسة البريطانية ان يقدم باراك اوباما وفلاديمير بوتين التقارير الرئيسية وان يكونا اول من يبدأ المناقشات لان الموضوع الرئيسي المطروح هو انعقاد مؤتمر جنيف – 2”.

ولاحقا، أبلغ الناطق باسم بوتين ديمتري بيسكوف الوكالات الروسية للانباء ان بوتين ناقش الوضع في سوريا مع اعضاء مجلس الامن الروسي.

وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي جون كيري من أن قرار واشنطن بتسليح المعارضة السورية سيؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة، مشيراً إلى أن الاتهامات التي وجهتها الإدارة الأميركية الى الحكومة السورية باستخدام الاسلحة الكيميائية لا تعتمد على أدلة ثابتة.

ونسبت صحيفة “هَموديّاع” الإسرائيلية التي تصدرها حركة “حباد” اليهودية الى بوتين إنه ليس على إسرائيل أن تقلق من بقاء نظام الأسد وأن البديل من هذا النظام هو الفوضى وحكم راديكالي متطرف. ونقلت عنه خلال زيارة لمتحف يهودي في موسكو الخميس إن “البديل من نظام الأسد هو الفوضى التي ستسود المنطقة وهذا أمر ليس جيدا لإسرائيل ولا للعالم”.

وسئل عن قلق إسرائيل من تزويد روسيا صواريخ “اس – 300” فأجاب بأنه “لا مكان لقلق مواطني إسرائيل” من ذلك وأنه مؤمن بأن “الاستقرار سيعود إلى الحدود الشمالية (لإسرائيل) وسيعود الوضع إلى ما كان في الماضي”.

بان كي – مون

وفي نيويورك، اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون ان تسليم اسلحة الى الطرفين المتنازعين في سوريا لن يساعد في معالجة الوضع، مشددا على ضرورة اجراء تحقيق ميداني لاثبات استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية.

وقال انه “ليس ثمة حل عسكري” للنزاع السوري، مضيفاً في تعليق على القرار الاميركي تسليح مقاتلي المعارضة السورية ان “تسليم الجانبين مزيدا من الاسلحة لن يحسن الوضع”. ولفت الى ان “الطريق العسكري يؤدي مباشرة الى تفكك البلاد … وتصاعد التوتر الديني والطائفي”، مشيرا الى ان الامم المتحدة تجهد مع موسكو وواشنطن لعقد مؤتمر جنيف – 2 “في أقرب وقت”.

73 ضابطا سوريا

على صعيدآخر، أفادت وكالة “الاناضول” التركية شبه الرسمية أن 73 ضابطا سوريا مع عائلاتهم لجأوا الى الاراضي التركية أمس.

وفدٌ إيطالي عند نازحي البقاع

سامر الحسيني

بعد مرور أكثر من سنتين على نزوح آلاف العائلات السورية إلى البقاع، لا تزال المخيمات السورية العشوائية في السهل البقاعي، مقصداً لزيارات تقوم بها وفود أوروبية لـ«استطلاع الحاجات».

آخر الوفود هذه، كان وفد من محافظة توسكانا الإيطالية يرأسه مستشار المحافظ ماسيمو توسكي الذي لم يستطع أن يصمد داخل أروقة الخيم سوى دقائق معدودة، بفعل الاكتظاظ وانتشار الروائح الكريهة والمياه الآسنة، فوجد في خارج المخيم مساحة ليتحدث عن مشاريع مقبلة لإغاثة النازحين، لا سيّما الأطفال وتعليمهم و«إخراجهم من جو الحرب ونقلهم إلى جو السلام».

لا تعي هذه العائلات السورية التي تفترش الحقول الزراعية، ما معنى استطلاع حاجات، بل تريد مأوى ومسكناً، ولا ضير إن كان خيمة، وفق جاسم أحد نزلاء مخيم الفاعور.

يشير جاسم إلى معاناة قاطني المخيم الذي وصل إلى «سعته القصوى»، وهو يضمّ أكثر من 58 خيمة بداخلها نحو 400 شخص.

المياه والكهرباء غير متوفرتين في المخيم، ومخلفات مياه الصرف الصحي مفتوحة على حفر صغيرة بين الخيم.

بعض الصور الكارثية يختصرها أطفال يتجمّعون في زوايا المخيم ويلعبون بالتراب والحجارة قرب مجاري المياه الآسنة.

وتؤمن النازحة بسيمة حاجات عائلتها من المياه عبر تعبئة غالونات من أحد قساطل المياه المجرورة، وتقوم بنقلها إلى المخيم سيراً على قدميها.

مع استمرار النزوح اليومي للعائلات السورية إلى البقاع باتت المخيمات أمراً واقعاً لا بد منه، في الفاعور والدلهمية ومجدل عنجر وسعدنايل وقب الياس.

وشملت الجولة الإيطالية نازحين سوريين في منطقة عنجر، حيث أكد توسكي أن «مساعداتنا تشمل كل النازحين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم، فهمّنا السلام والابتعاد عن جو الحرب والحفاظ على لبنان جعله منطقة سلام».

واشنطن تخلط الأوراق السورية: تسليح المعارضة .. وإعادة النظر بالتفاهم مع روسيا

محمد بلوط

تحت عنوان تصحيح ميزان القوى الميداني، تندرج كل المناورات من تسليح المعارضة السورية أميركياً، فهيكلة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، إلى إعادة النظر بشروط التفاهم الروسي ــ الأميركي، قبل الجلوس حول طاولة المفاوضات.

ما كان منتظراً، بأي حال، أن تذهب الإدارة الأميركية قبل اجتماع جنيف التحضيري في ٢٥ حزيران الحالي، ولا حتى إلى لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما في قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية الاثنين المقبل، من دون تعديل ميزان القوى الميداني ما بعد معركة القصير، التي أصبحت هاجساً أميركياً.

والمراجعة كانت تفرض نفسها أصلاً قبل معركة القصير، التي لم تفعل سوى إظهار الضعف الهيكلي للمعارضة السورية، بالنسبة لديبلوماسيين أميركيين يعملون على الملف السوري في أوروبا، ورفعوا تقريراً إلى البيت الأبيض الأسبوع الماضي، عن الخلل الكبير الذي أصاب ميزان القوى في سوريا. وهو خلل لم تقتصر تداعياته على القصير، وإنما يجد جذره الآخر، بحسب تقديرات الديبلوماسيين الأميركيين، في تنازلات جوهرية أيضاً قدمها أقرانهم للروس خلال الاجتماع التحضيري لمفاوضات جنيف في الخامس من حزيران الحالي.

ويشمل التقرير الأميركي مجموعة من الاقتراحات والتقديرات، قام بتلخيصها ديبلوماسيون مستعربون أميركيون، بناء على اجتماعات مع معارضين سوريين، عسكريين ومدنيين، ووزراء خارجية المجموعة المصغرة لـ«أصدقاء سوريا» في الأسابيع الأخيرة، من الأردن وتركيا والسعودية، فضلاً عن لقاءات ديبلوماسية فرنسية، أميركية وبريطانية، بعضها سري، وبعضها الآخر علني.

ويقول قطب سوري معارض إن الفرنسيين استطاعوا إقناع الأميركيين أنهم قدموا تنازلات مجانية للروس في جنيف ينبغي التراجع عنها في الاجتماعات المقبلة، لأن ذلك سيشجع النظام السوري في ظل ميزان القوى الحالي على كسب الوقت للتقدم نحو حلب واستعادتها، وفرض الأمر الواقع على المعارضة وحلفائها.

ونقل ديبلوماسي غربي أن الصقور من فرنسيين وبريطانيين وأتراك وسعوديين استطاعوا الحصول على تعهد أميركي بالرد على التدخل الإيراني و«حزب الله» في القصير وبسرعة، وهو ما حصل مع قرار التسليح. كما حصلوا على تعهد ألا يعقد مؤتمر جنيف في حال هدد الجيش السوري حلب بالسقوط أو قام بعمليات عسكرية كبيرة حولها.

ويورد التقرير تلخيصاً للاستخبارات الغربية حول حلب، ويقول إنه لا توجد استعدادات عسكرية سورية مشابهة لتلك التي شهدتها القصير، وإن الجيش السوري لن يكون قادراً على استعادة المدينة إلا عبر اختراقات أمنية للمعارضة المسلحة فيها.

ويركز التقرير، الذي اطلع عليه ديبلوماسي غربي، على ضرورة العودة عن احدى ابرز نقاط التفاهم الروسي ـ الأميركي، التي وضعت مسألة نقل الصلاحيات الرئاسية إلى الحكومة الانتقالية بين يدي المفاوضين السوريين، بخلاف ما كان ينص عليه إعلان جنيف الأساسي، بحسب ما يرى التقرير الديبلوماسي. وهو يعتبر عملية نقل الصلاحيات ناجزة، وغير خاضعة لأي مساومة.

ويرى التقرير أنه مع ذلك لا خيارات أخرى سوى الحل التفاوضي، ولكنه من الممكن الحفاظ على التفاهم الروسي ـ الأميركي والرهان التفاوضي، مع تطوير عناصر تفاوضية أكثر توازناً تعتبر أن خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة هدف نهائي للعملية الانتقالية، الأمر الذي لم يعد واضحاً في المفاوضات التحضيرية مع الروس.

وقال نائب مستشار الأمن القومي بن رودس إن الرئيس باراك أوباما سيبحث كيفية مساعدة سوريا على إيجاد سبيل لإنهاء الحرب خلال مؤتمر قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية الاثنين المقبل. وأعلن أن «البيت الأبيض لا يتوقع أي سيناريو يتضمن احتمال بقاء الأسد في السلطة بسوريا»، مضيفا «نريد أن تكون المعارضة السورية أقوى ما يمكن». (تفاصيل صفحة 13)

ووفقاً للتقرير، نجح الروس بنقل نقطة الصلاحيات الرئاسية إلى طاولة المفاوضين السوريين، ليقوموا هم بترجمته، كما أن نقاطا أخرى في الإعلان الأساسي لجنيف تتعلق بقضايا الدفاع والأمن، تحولت إلى قضايا ضبابية تسمح بتفسيرات كثيرة، لا بد أيضاً من إعادة توضيحها مع الروس في اجتماع ٢٥ حزيران.

وحذر الكرملين من أن القرار الأميركي بتسليح المعارضين سيضر بفرص عقد مؤتمر «جنيف 2». وقال مستشار السياسة الخارجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوري اوشاكوف، ردا على سؤال عما اذا كان القرار الأميركي بدء تسليح مقاتلي المعارضة السورية سيدفع روسيا إلى بدء تسليم دمشق صواريخ «اس 300»، أن «الكرملين لا ينظر في إمكانية تجميد عقد توريد صواريخ «إس 300» إلى سوريا». وأضاف «نسعى للتوصل إلى تسوية للأزمة السورية بشكل بناء».

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف أكد لنظيره الأميركي جون كيري أن «هذه الخطة (الدعم العسكري) تهدد بتصعيد (العنف) في المنطقة بينما الاتهامات الأميركية ضد دمشق باستخدام أسلحة كيميائية ضد المعارضة لا تدعمها أي وقائع تم التحقق من صحتها».

ويصف التقرير نقاط الخلل في ما يتجاوز ميزان القوى الموضوعي بين الروس والأميركيين، إلى حد اعتبار «الائتلاف» عنصراً بنيوياً في أزمة المعارضة السورية. ويوصي التقرير بأنه ينبغي العمل ما أمكن على تأخير الاجتماع في جنيف إذ لا يجوز دفنه. ولكن ينبغي تغيير موازين القوى، بيد انه لا يجوز عقد المؤتمر في ظل عدم جاهزية «الائتلاف» وعدم قدرته على التفاوض من موقع متكافئ أيا كانت نقاط التفاهم بين الروس والأميركيين، وكائنا ما كانت موازين القوى، «أمالت لصالحنا أم لا»، يقول التقرير.

إلى ذلك، وفقاً للتقرير فإن المعارضين السوريين في «الائتلاف» تنقصهم الحنكة والقوة الضرورية للحفاظ على المكتسبات، التي ساعدهم الحلفاء على انتزاعها. واستعرض التقرير سلسلة إخفاقات متتالية للائتلاف، تبدأ بوضع الائتلافيين العصي في دواليب مبادرة رئيسه السابق احمد معاذ الخطيب التفاوضية، وتصويته على «حكومة مؤقتة» لم يستطع تأليفها، فضلاً عن عجزه عن إعادة الهيكلة المستمر، وغياب الشفافية في الإنفاق المالي، وعدم الاستفادة من الدعم والاعتراف الدولي، وفشله في السيطرة على الميدان والعمليات العسكرية. ويضاف إلى ذلك وجود حالة من الكراهية ضده في المناطق التي خرج منها النظام.

ويقترح الأميركيون التدخل مباشرة لفرض قيادة على «الائتلاف»، والاتفاق على الوفد التفاوضي، وعلى حسن إدارة التحرك الديبلوماسي المقبل.

وكان الفرنسيون قد اقترحوا لتحسين أداء المعارضة وضع «رئيس أركان الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس على رأس «الائتلاف» وعسكرته، بعد عسكرة «الثورة» على اعتباره الشخصية الكاريزمية، التي تحتاجها «الثورة»، و«ديغول سوريا» كما يصفه ديبلوماسي فرنسي بارز يشرف على «الائتلاف» السوري في كل الاجتماعات والمؤتمرات.

كذلك، يطرح الأميركيون فكرة الانتقال إلى الهيكل الثالث، في حال اخفق «الائتلاف»، بعد «المجلس الوطني السوري»، في تحقيق المطلوب منه.

وفي سياق شرح القرار الرئاسي الأميركي بتسليح المعارضة، يقول التقرير إن الأمور لم تحسم عسكرياً بعد القصير. ويشير إلى مقابلات أجريت مع زعماء المعارضة السورية، واقتراحاتهم لمواجهة تقدم الجيش السوري، والتي يبدو أن احدها، بحسب ديبلوماسي غربي، يميل إلى الواقعية أكثر من غيره. إذ ينسب التقرير إلى إدريس اقتراحه على الأميركيين التركيز على جبهة درعا، وفتح جبهات صغيرة أخرى في وجه الجيش السوري المنتشر، وذلك بهدف إلهائه عن جبهة حلب.

ويقول قطب سوري معارض إن التركيز على جبهة درعا ليس مجرد صدفة، وإن الإعلان عن إدخال أسلحة ثقيلة وصواريخ إلى هذه المنطقة بالذات يأتي في الوقت الذي تتقدم فيه مفاوضات مع كتائب مقاتلة، تضم أكثر من أربعة آلاف عنصر من المعارضة، خرجت عن سلطة «رئيس المجلس العسكري» في المنطقة العميد احمد النعمة، ومقره الحالي عمان.

وبحسب المعارض السوري فإن الإسراع في تسليح هذه المنطقة هو لنقض هدنة قريبة شارفت على الانعقاد. وتنص الهدنة على وقف القتال وتحييد المنطقة، وإطلاق سراح المعتقلين، والاحتفاظ بالمدافع، ووقف القصف المدفعي، ومنح حرية الحركة للمدنيين ومنظمات الإغاثة.

وأعلن رودس أن واشنطن لا تفكر بإقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا، وذلك بعد ساعات من نقل صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تفكر في إقامة منطقة حظر جوي بعمق 40 كيلومترا، لتدريب المسلحين، تحميها الطائرات الأميركية من فوق الأردن، وهو أمر لا يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن الدولي.

ويورد التقرير اقتراحاً استقاه الديبلوماسيون الأميركيون من لقاء مع رئيس «الائتلاف» بالإنابة جورج صبرا، يرى فيه أن «التدخل الشيعي» في معركة القصير أدى وسيؤدي إلى تدفق الآلاف من المجاهدين إلى سوريا، ويجب الاستفادة من هذه الفرصة ليقود «الجيش الحر» هجوماً مضاداً ضد الجيش السوري على كل الجبهات.

كذلك، يورد التقرير حديثاً لقطب علماني ديموقراطي من «الائتلاف»، يقول فيه لديبلوماسيين أميركيين إن معركة حلب هي فرصة لضرب الجيش وتفكيكه، وإدخال «حزب الله» والجيش السوري إليها وسحقهم. وبرأيه، أن ذلك ممكن في ظل إمكانات «الجيش الحر»، بالتعاون مع «جبهة النصرة»، التي ستخوض معركتها الأخيرة قبل أن يقوم «الجيش الحر» بتحييدها.

لؤي المقداد: النظام السوري إنتهى ونصرالله أفادنا من حيث لا يعلم

بيروت ـ القدس العربي: أشار المنسق السياسي والإعلامي في الجيش السوري الحر لؤي المقداد إلى وجوب ان يعلم النظام السوري انه إنتهى وان هناك قراراً دولياً لوقف إجرامه، لافتاً إلى وجود قرارات حاسمة لوقف ما تتعرض له سورية.

وفي حديث تلفزيوني، أضاف: تلقينا ضمانات وأكثر من ذلك، هناك قرار حاسم بداية بتسليحنا وإتخاذ إجراءات حاسمة لوقف طيران الرئيس السوري بشار الأسد ووقف قصفنا ووقف إستخدام الأسلحة وجلب مأجورين للقتال ضدنا في سورية، مشدداً على ان نظام الأسد لن يصمد وإنتهى بإعتبارنا. كما شدد على ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أفادنا من حيث لا يعلم، مشيراً إلى ان غزوه لسورية أعطى للنظام الدولي الموافقة الصريحة على ان هناك قوات إحتلال تُستجلب، وهذا ما لن يسمح به المجتمع الدولي، لافتاً إلى اننا نريد منطقة حظر جوي في سورية ومن دول العالم ان تساعدنا.

اكدت استخدام دمشق اسلحة كيماوية وبان كي مون يشكك وموسكو تتهم امريكا بالفبركة

واشنطن تتعهد بتسليح المعارضة وتمهد لمنطقة حظر جوي

بوتين: البديل لنظام الأسد هو الفوضى وهذا ليس جيدا لإسرائيل

نيويورك ـ لندن ـ عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: قال دبلوماسيون غربيون إن الولايات المتحدة قررت تسليح المعارضة وتدرس اقامة منطقة حظر جوي في سورية – في اول تدخل محتمل لها في الحرب المستمرة منذ عامين – وذلك بعد ان قال البيت الابيض ان سورية تجاوزت ‘الخط الاحمر’ باستخدامها غاز الأعصاب.

وقالت السفيرة الأمريكية سوزان رايس ان غاز السارين استخدم على نطاق محدود في مناسبات متعددة ضد المحتجين. ولم تقدم رايس أية تفاصيل أخرى.

وأضافت رايس أن واشنطن ليس لديها دليل ‘موثوق به ونتاج تعاون’ يفيد بأن المعارضة استخدمت أسلحة كيميائية.

وبعد أشهر من المداولات قالت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما انها ستمد المعارضة المسلحة بالسلاح بعد ان حصلت على دليل على ان الحكومة السورية استخدمت الاسلحة الكيماوية.

وقال دبلوماسيان غربيان رفيعا المستوى ان واشنطن تدرس اقامة منطقة حظر طيران قريبة من الحدود السورية الجنوبية مع الاردن.

وقال دبلوماسي ‘واشنطن تدرس اقامة منطقة حظر طيران لمساعدة معارضي الاسد’. وقال ان المنطقة ستكون محددة ‘فيما يتعلق بالوقت والمنطقة وعلى الارجح ستكون قرب الحدود الاردنية’ لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل.

وتحتاج اقامة منطقة حظر طيران من الولايات المتحدة تدمير الدفاعات الجوية السورية المتطورة التي حصلت عليها دمشق من روسيا وهو ما يدخلها في الحرب بنفس الطريقة التي تدخل بها حلف شمال الاطلسي للمساعدة في الاطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قبل عامين. وتقول واشنطن انها لم تستبعد هذا الامر لكن القرار ليس ‘وشيكا’.

وقال بن رودس نائب مستشار الامن القومي الامريكي ‘لم نتخذ اي قرار بشن عملية عسكرية مثل اقامة منطقة حظر طيران. ولدينا مدى من خطط الطوارىء التي وضعناها’.

واضاف ‘منطقة حظر الطيران ستحمل معها كلفة هائلة ولا نهائية بالنسبة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي. ومن الاعقد بكثير القيام بمثل هذا المجهود على سبيل المثال في سورية عما كان عليه الامر في ليبيا’.

وأي من هذه الخطوات ستواجه ايضا بحق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به روسيا الحليفة للاسد في مجلس الامن الدولي. وانكر الكرملين الدليل الذي اتت به الولايات المتحدة على استخدام الاسد لغاز الاعصاب ضد معارضيه.

وقال يوري يوشاكوف كبير مستشاري الرئيس الروسي للشؤون الخارجية ‘سأقول صراحة ان ما قدمه الامريكيون لا يبدو مقنعا لنا’.

وقال نائب في حزب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة ان ادعاءات الولايات المتحدة بان الرئيس السوري بشار الاسد استخدم الاسلحة الكيميائية ضد المتمردين في سوريا ‘مفبركة’.

وتقول الحكومة السورية ان قوات المعارضة هي التي تستخدم الاسلحة الكيماوية ووصفت البيان الامريكي بأنه عامر بالاكاذيب.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان ان البيت الابيض اعتمد على معلومات ملفقة حتى يحمل الحكومة السورية مسؤولية استخدام مثل هذه الاسلحة رغم سلسلة البيانات التي أكدت امتلاك ‘جماعات ارهابية في سورية لاسلحة كيماوية’.

وقالت فرنسا إن اقامة منطقة حظر طيران ستكون ضربا من المستحيل دون ترخيص من مجلس الامن الدولي وهو ما يجعل الامر مستبعدا في الوقت الحالي.

لكن واشنطن اتخذت في هدوء خطوات تجعل من الامر اكثر سهولة اذ قامت رسميا بتحريك أنظمة صواريخ باتريوت ارض جو وطائرات حربية واكثر من اربعة آلاف جندي إلى الاردن خلال الاسبوع المنصرم في اطار مناورة سنوية لكنها اوضحت ان هذه القوات ستبقى في الاردن حتى بعد انتهاء المناورات العسكرية.

وانضم الالاف من المقاتلين المدربين من حزب الله اللبناني الموالي لايران إلى الحرب في جانب الاسد خلال الاسابيع الاخيرة وساهموا قبل ايام في استعادة الحكومة السورية السيطرة على بلدة القصير الاستراتيجية.

وتقول حكومة الاسد ان قواتها تستعد الان لشن هجوم كبير على حلب اكبر المدن السورية التي تسيطر قوات المعارضة المسلحة على معظم انحائها منذ العام الماضي.

وقال نشطاء ان هجوما ضاريا على اجزاء من حلب وريفها بالقرب من الحدود التركية وقع خلال الليل مما اعتبر من اعنف الاشتباكات منذ اشهر.

الى ذلك قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لصحيفة إسرائيلية تصدرها حركة ‘حباد’ اليهودية إنه لا ينبغي على إسرائيل أن تقلق من بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد وان البديل لهذا النظام هو الفوضى وحكم راديكالي متطرف.

ونقلت صحيفة ‘هَموديّاع′، التي تصدر في القدس الغربية، الجمعة عن بوتين قوله خلال زيارة لمتحف يهودي في موسكو، إن ‘البديل لنظام الأسد هو الفوضى التي ستسود في المنطقة وهذا أمر ليس جيدا لإسرائيل ولا للعالم’.

وأضاف بوتين، الذي قالت الصحيفة انه تحدث إلى موفدها إلى موسكو، أن ‘الأفضل لإسرائيل أن يكون لديها عنوان في الشمال من أن تسود حالة فوضى وانتقال الحكم إلى راديكاليين متطرفين’. وفي رده على سؤال حول قلق إسرائيل من تزويد روسيا صواريخ ‘اس-300′ لسورية، قال بوتين إنه ‘لا مكان لقلق مواطني إسرائيل’ حيال ذلك وانه مؤمن بأن ‘الاستقرار سيعود إلى الحدود الشمالية (لإسرائيل) وسيعود الوضع إلى ما كان عليه في الماضي’.

لا منطقة عازلة ولا ضربات جوية وصواريخ مضادة للطائرات ليست في وارد الحسبان

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ لغة غامضة اتسم بها بيان مجلس الامن القومي الامريكي حول استخدام نظام الرئيس بشار الاسد استخدام الكيماوي، وبيان يعكس تردد الرئيس باراك اوباما المستمر الانسياق للحرب في سورية، وفيه محاولة لارضاء كل الاطراف داخل ادارته.

ويعبر عن رؤية تريد احتواء الازمة في سورية وحلها عبر اجماع دولي. ولكن البيان والذي جاء فيه قرار لتسليح المعارضة السورية يثير اسئلة عن موقف الادارة وان كان البيان يشكل مرحلة لسياسة جديدة تجاه الازمة السورية، وان كانت امريكا فعلا سترسل الاسلحة، وما هي طبيعتها ولمن ترسل اليه؟ كما ان توقيت اعلان الادارة الامريكية وعلاقته بقمة الثماني التي ستعقد في مدينة فارما شمال ايرلندا، فهو اعلان مرتبط بالدرجة الاولى بموعد سفر الرئيس باراك اوباما للقمة حيث سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين داعم الاسد. وستحضر المسألة السورية بقوة في اجتماعات يوم الاحد حسب ما اعلن ديفيد كاميرون، رئيس الحكومة البريطانية راعي القمة هذا العام، وفي المقام الثاني انتهاء وكالات الاستخبارات من تحقيقاتها.

ومن هنا فالاعلان عن تورط النظام السوري بالهجمات سيجعل من مهمة اوباما سهلة لاقناع الدول الحلفاء العمل والموافقة على اجراءات تتخذ ضد النظام السوري.

ويعكس القرار ايضا تغلب الجناح الداعي لتسليح المعارضة السورية في الادارة الامريكية ومن انصاره الكبار وزير الخارجية جون كيري على الجناح المتحفظ اي وزارة الدفاع – البنتاغون.

حلفاء غاضبون

وجاء بيان البيت الابيض ليلة امس ليؤكد خرق النظام السوري خط الرئيس باراك اوباما الاحمرـ عن استخدام السلاح الكيماوي وليؤكد في نفس الوقت عدم وجود ادلة عن استخدام المعارضة السورية المسلحة له وبالضرورة حيازتها لها. وتم التوصل الى الحكم بعد سلسلة من التصريحات المتضاربة من البيت الابيض والخارجية وداخل الكونغرس، ومحادثات وتشاورات مع العواصم الدولية والعربية الداعمة للثورة السورية، حيث اكدت الخارجية الفرنسية على ضرورة تحسين موقع المعارضة السورية قبل محادثات جنيف 2 بعد هزيمة قواتها في القصير الاسبوع الماضي. ومن هنا جاء البيان نتاجا طبيعيا للتطورات الميدانية في سورية. ولا يستبعد ان يكون دخول ادارة اوباما بهذه الطريقة مرتبطا بالتدخل الايراني العلني ودخول قوات حزب الله اللبناني التي كان قتالها في معركة القصير عاملا مهما في نجاح الجيش السوري لاستعادة البلدة الحدودية. واضافة لذلك فالاعلان هو بمثابة تتويج لسلسلة من اللقاءات التي نظمتها الادارة على جناح السرعة لدراسة الموقف فيما بعد القصير حيث عبرت الادارة عن خشية من انهيار قطاع كبير من المعارضة المسلحة. وفي تفسير للتطورات الجديدة تقول ‘نيويورك تايمز′ ان الموقف الامريكي الحذر ادى الى توتير العلاقة مع الدول الحليفة في الشرق الاوسط والتي وصفت سياسة اوباما تجاه سورية بالضعيفة ولم يستشر كل من الاردن والسعودية الولايات المتحدة في برنامج لتدريب قوات المعارضة السورية، وهو قرار نبع من اعتقاد حكومتي البلدين من الالتزام الامريكي الفاتر تجاه الازمة السورية حسب قول مسؤولين امريكيين. ومن تداعيات غياب القيادة القوية للازمة هو رفض الامارات العربية المتحدة استقبال مؤتمر لخوفها من تحول المؤتمرالى لعبة مماحكة وتبادل الاتهامات بين دول الخليج حول احسن طريقة لمساعدة المعارضة. ولوحظ ان الضغوط زادت على الرئيس في داخل امريكا حيث انضم الرئيس السابق بيل كلينتون الى الاصوات الداعية للتدخل العسكري والتي يقودها جون ماكين، المرشح الرئاسي السابق. وقال كلينتون يوم الثلاثاء اثناء لقاء خاص حضره ماكين ‘في بعض الاحيان من الافضل ان يلقى عليك القبض وانت تحاول ما دمت لم تلتزم’. وبدا شعور الادارة بضرورة عمل شيء من سلسلة من اللقاءات التي انعقدت على مستويات عليا في واشنطن بين المسؤولين لمناقشة مسار الفعل حول سورية، وقد تم تنظيم اللقاءات على جناح السرعة بعد سيطرة قوات الاسد على بلدة القصير حيث اثار سقوط المدينة مخاوف من انهيار قطاعات من المعارضة المسلحة.

اي اسلحة؟

ولم يتضح بعد طبيعة الاسلحة التي ستقوم واشنطن بارسالها الى المعارضة ولا الجدول الزمني، مع ان البرنامج ستشرف على تنفيذه وكالة الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه) وسيشمل على اسلحة مضادة للدبابات.

وقالت صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان شحن الاسلحة للمعارضة سيتم في غضون اسابيع وتحت اشراف المخابرات الامريكية والتي كانت على اتصال مع المجلس الاعلى للثورة السورية وسليم ادريس، حيث يحتاج تعاونها معه الى مصادقة من الرئيس، وبهذه الطريقة تتجنب الادارة التعقيدات القانونية حول تقديم اسلحة تستخدم للهجوم على دولة اخرى بدون مصادقة من منظمة دولية مثل الامم المتحدة حسب مسؤول امريكي نقلت عنه الصحيفة. ومن المحتمل ان يتم نقل الاسلحة الى المعارضة جوا عبر تركيا او الاردن او كليهما ومن ثم برا الى داخل سورية من خلال الممرات التي تقع تحت سيطرة المقاتلين. لكن تقديم الصواريخ المضادة للطائرات التي يطالب بها المقاتلون ليست محل تفكير في الوقت الحالي. وجاء قرار اوباما بعد عام من خطة تقدم بها مدير سي اي ايه السابق الجنرال ديفيد بترايوس ودعمتها وزيرة الخارجية السابقة ووزير الدفاع السابق ليون بانيتا القاضية بتسليح جماعات معينة من المعارضة السورية وهي الخطة التي رفضها اوباما في حينه. وحتى مع قرار الرئيس الدخول للحرب في سورية عبر تسليح المعارضة فلا تزال ادارته منقسمة وبشكل عميق حول طبيعة الدور الذي يجب ان تلعبه الولايات المتحدة في الازمة السورية لوقف العنف الذي حصد حتى الآن اكثر من 90 الفا حسب اخر الاحصائيات التي اعلنتها الامم المتحدة، ولا يستبعد ان يكون هذا الاعلان الاخير الذي جاء قبل فترة وجيزة من قرار الادارة عاملا من العوامل التي جعلت اوباما يتخلى عن موقفه المتردد. ووجه الخلاف حول الدور ينبع من اعتقاد بعض المسؤولين في الحكومة الامريكية ان شحن الاسلحة لجماعات معينة من داخل المعارضة المسلحة قرار متأخر ولن يغير من ميزان المعركة التي انحرفت ضد المقاتلين في الاشهر الاخيرة.

ويقولون ايضا ان الدعم العسكري المحدود الذي تعد واشنطن بتقديمه الان لن يصل الى مستوى الدعم العسكري الضخم الذي تقدمه ايران لحليفها الاسد حيث تم شحن معظم الاسلحة بالطائرات عبر الاجواء العراقية ومباشرة الى دمشق. ويقول المسؤولون ان وتيرة نقل الاسلحة وان توقف بعد الضغوط التي مارسها جون كيري على رئيس الوزراء نوري المالكي اثناء زيارته بغداد الا ان الرحلات استؤنفت مرة اخرى في بداية شهر ايار (مايو) الماضي حسب مسؤولين نقلت عنهم صحيفة ‘نيويورك تايمز′.

وشكلت الرحلات الجوية ودخول حزب الله للحرب الارضية التي دفعت بالنظام للتقدم على حساب المعارضة لدرجة اعتقادها ان تقدم الاسد لن يتم وقفه بدون وقف التسليح الايراني للاسد وتدمير المطارات العسكرية التي تستخدم لانزال الاسلحة ونقلها من مكان لاخر داخل سورية.

اثبات الكيماوي

والسؤال الذي يطرح الان هو عن الكيفية التي توصلت فيها الادارة لتحديد استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد قوات المعارضة؟ فقد اكد اوباما في آب (اغسطس) العام الماضي ان اقدام النظام السوري على استخدام الكيماوي ضد معارضيه يعتبر بمثابة خرق للخط الاحمر، ثم عاد وكرر كلامه في زيارته لاسرائيل في اذار (مارس) الماضي عندما قال انه ان ثبتت التقارير عن استخدام دمشق للسلاح الكيماوي فستكون بمثابة تغيير لقواعد اللعبة. وفي اثناء هذا ومنذ ظهور تقارير عن استخدام للسلاح الكيماوي في منطقة خان العسل في حلب، ومناطق اخرى مثل حمص ودمشق تمسكت الادارة بموقفها الداعي للتثبت والحصول على ادلة قطعية عن هذا الاستخدام، كما وتحدثت عن عدم معرفتها بالجهة المسؤولة. وجاء موقف الادارة مخالفا لتأكيدات فرنسية وبريطانية وتركية. وفي شهر نيسان (ابريل) قال البيت الابيض في رسالة للكونغرس ان الادلة المتوفرة تتراوح مصداقيتها ودرجة الثقة بها. والان يقول المسؤولون ان النتيجة التي توصلت اليها الوكالات الامنية هي اكثر ‘قطعية’، حيث اشارت الى ان النظام السوري استخدام الاسلحة الكيماوية ضد المعارضة في اكثر من مرة وادت الى مقتل ما بين 100 -150 شخصا مع انهم يقولون ان الارقام قد تكون اعلى. وقد استند البيت الابيض في نتيجته الاخيرة على معلومات امنية عن حكومة الاسد، وشهادات عن هجمات محددة ووصف لاعراض حصلت على الضحايا، وهو ما ادى الى تغيير حسابات الرئيس اوباما. ووصف مسؤول تقرير سي اي ايه بقوله انه قام وقد توصلت الاستخبارات الامريكية لنتائجها من خلال فحص عينات دم وبول اخذت من مقاتلين احدهما قتل والاخر جرح اثناء مواجهات مع الجيش السوري قرب العاصمة دمشق، واظهرت العينات بعد الفحص ان المقاتلين تعرضا لغاز السارين.

مصير جنيف-2

ويعبر قرار الادارة عن تخل عن الحل الدبلوماسي الذي عولت عليه خلال العامين الماضيين لحل الازمة، فهي التي كانت تستعجل عقد مؤتمر جنيف -2 تقوم بابطاء عجلته لخشيتها ان جاء وفد الاسد لجنيف فسيفاوض من موقع قوة ولن يكون مستعدا والحالة هذه لتقديم تنازلات.

وقد تم تأجيل موعد المؤتمر منذ لقاء جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اكثر من مرة. ويقول المسؤولون في الادارة ان التركيز الان سيكون على تعزيز قوات المعارضة قبل المؤتمر وليس على موعد عقده. وظل الدعم الامريكي قبل الاعلان متركزا على تقديم المساعدات الانسانية، الغذاء والدواء على الرغم من التشجيع غير المباشر للسعودية وقطر وتركيا لشحن اسلحة لداخل سورية. ففي شهر نيسان (ابريل) الماضي اعلنت الادارة تقديم 127 مليون دولار على شكل اجهزة ومعدات غير قتالية مثل عربات عسكرية، ولم تعلم الادارة الكونغرس عن نيتها ارسال هذه العربات ام لا. وبحسب القرار فسيتم شحن الاسلحة للمجلس الاعلى للثورة السورية. ولا بد من النظر في هذا السياق للطريقة التي قدمت فيها الادارة موقفها ضد الاسد واستخدامه للسلاح الكيماوي حيث قدمت نفسها عبر صورة الشريك المتردد، وهو ما بدا في تصريحات رودس، نائب مستشار الامن القومي مؤكدا على استبعاد خيار منطقة آمنة لان تأمينها صعب ليس من ناحية التكاليف فقط بل لصعوبة تحقيقها نظرا لتمازج السكان مع المقاتلين في مناطق الشمال. وعليه فقد اعتبرت صحف امريكية القرار ‘رمزيا’ لان قدرتها على تغيير ميزان الحرب يعتمد على طبيعة الاسلحة وكميتها التي ستقدمها للمعارضة، فتقديم اسلحة قتالية خفيفة لن يحدث تغييرا على المعركة لصالح المعارضة.

هل سياسة جديدة؟

وتساءل اندرو تابلر، الباحث في المعهد اليمني معهد واشنطن لابحاث الشرق الادنى ان كان القرار يمثل تغيرا في سياسة اوباما مجيبا بلا لانه ‘الخط الاحمر يعني تعزيزات عسكرية ولم نلاحظ هذه بعد’. ويرى ايان بلاك في ‘الغارديان’ ان البيان غامض والتقارير عن توسيع الادارة لبرامج الدعم في مجال الاسلحة الفتاكة للمعارضة السورية هو ببساطة يشبه الاعلانات الفرنسية والبريطانية اللتين دفعتا لرفع الحظر عن تصدير الاتحاد الاوروبي السلاح للمعارضة الشهر الماضي. وتنبع اهمية القرار بحسب الكاتب من انه مجرد توسيع ‘للمساعدة’ غير المعلنة التي تقوم بها الادارة للمجلس الاعلى للثورة السورية والذي يتلقى معظم الاسلحة الممولة من السعودية وبتنسيق مع سي اي ايه. ولاحظ بلاك ان اللغة الغامضة في بيان مجلس الامن القومي لا توضح ان كانت الولايات المتحدة هي نفسها من سيقوم بنقل الاسلحة مباشرة الى السوريين ام من خلال طرف اخر. وقال ان واشنطن التي تعاني من خلافات داخل وكالاتها الامنية تتبع سياسة بريطانيا بالتوقف مليا قبل ارسال الاسلحة، حيث تحول قرار تسليح المعارضة الى مسألة خلاف محلية بين الساسة في بريطانيا.

أسلحة واشنطن “الخفيفة” للثوار السوريين لن تغيّر منحى الصراع

أ. ف. ب.

بعد تردّد طويل، قررت الولايات المتحدة دعم الثوار السوريين عسكريا، لكن مساعداتها المرتقبة لا ترتقي بعدُ إلى خطورة النزاع الذي لايزال في غير صالح المعارضة التي تنتظر دعما أكبر.

واشنطن: يرى خبراء ان الولايات المتحدة المترددة منذ عامين للتدخل في الشأن السوري، وعدت الان بتقديم “دعم عسكري” للمعارضة غير واضح المعالم، هو كناية عن اسلحة خفيفة غير كافية لتغيير منحى النزاع.

وبعد مماطلة استمرت لاسابيع اقرت واشنطن الخميس بان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية وتجاوز “الخط الاحمر” الذي رسمه الرئيس باراك اوباما قبل اشهر.

وقبل قمة مجموعة الثماني يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين في ايرلندا الشمالية وتحت ضغط الحلفاء البريطانيين والفرنسيين والعرب، تعهدت الولايات المتحدة بزيادة مساعدتها لمعارضة مسلحة سورية تواجه صعوبات امام الجيش السوري المدعوم من عناصر حزب الله وايران المجهزين باسلحة روسية.

واشارت واشنطن الى “دعم عسكري” مباشر للمجلس العسكري الاعلى في المعارضة لكنها رفضت ان تدخل في التفاصيل واعلنت بوضوح عن شحنات اسلحة.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز وخبراء يستعد الاميركيون لتسليم بعيدا عن الاضواء اسلحة خفيفة وذخائر لكن ليس صواريخ ارض-جو يطالب بها مقاتلو المعارضة للتصدي للطيران السوري. وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال امر الرئيس اوباما وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) التنسيق سرا مع الدول الحليفة التي ترسل مساعدات غير قاتلة للمعارضة.

ويرى حسين ايبش من مركز “اميريكان تاسك فورس اون بالستاين” ان الاميركيين “سيسلمون المزيد من الاسلحة وسيشجعون حلفاءهم خصوصا دول الخليج على تسليم اسلحة لمقاتلي المعارضة الاقل تطرفا”.

ويتوقع ديفيد هارتويل المحلل لدى اي اتش اس جاينز ارسال الى المعارضة بنادق اي كاي 47 وذخائرها و”ربما قاذفات قنابل واسلحة مضادة للدبابات” وليس “مضادات جوية”.

وقال ايبش ان “اكبر هاجس” للولايات المتحدة هو ان تقع معدات حربية مثل قاذفات صواريخ ستينغر “بايدي خاطئة” اي بايدي جهاديي جبهة النصرة حليفة القاعدة التي تقاتل في الخط الاول الجيش السوري.

ويقول اخصائيون ان تبدل الموقف الاميركي في الاستراتيجية في سوريا “غير واضح”.

ويتساءل مايكل دوران المحلل في مركز صبان لسياسات الشرق الاوسط التابع لمعهد بروكينغز “ماذا يدور في ذهن (اوباما) بالضبط”.

واضاف انه بسبب الخبرات السابقة في العراق وافغانستان وليبيا، كان اوباما مترددا للغاية للتدخل في ازمة سوريا.

وقال ايبش ان ادارة اوباما المنقسمة منذ عام حول مسألة التدخل العسكري في سوريا والتي اصبحت اليوم محرجة، “تنجر رغما عنها للقيام بخطوات اكبر”.

ويقول الخبراء ان مساعدة اميركية قاتلة محتملة ستبقى بعد اكثر من عامين من الحرب التي اوقعت ما يزيد عن 90 الف قتيل “محدودة جدا” وستأتي “متأخرة”.

ويقول شادي حميد من مركز بروكينغز في الدوحة ان “تسليح مقاتلي المعارضة السورية يتوقع الا يرجح الكفة لصالحهم. كان ذلك سيحدث فارقا قبل عام لكن اليوم نظام الاسد متفوق (…) ومقاتلو المعارضة يخسرون”.

ويدعو الباحث الى “توجيه ضربات جوية محددة وفرض مناطق حظر جوي”.

ورفض البيت الابيض الجمعة بوضوح هذا الخيار.

وقال معاون مستشار الامن القومي لاوباما بن رودس ان “منطقة الحظر الجوي ليست الحل السحري” ووضع بذلك حدا لتكهنات وسائل الاعلام الاميركية.

ولا يؤمن الباحث مايكل دوران بان “تسليم الاسلحة قادر وحده على تغيير توازن القوى على الارض”. ودعا الاميركيين الى اطلاق “برنامج متين لتدريب وتجهيز المعارضة يكون مرفقا بدعم استراتيجي ولوجستي واستخباراتي” حتى وان شكك بان “الادارة تنوي في هذه المرحلة نشر مثل هذا البرنامج”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/818508.html

اليسار الديمقراطي الكردي: المعارضة السورية مسؤولة عن الشرخ القائم مع الأكراد

بهية مارديني

طالبت الهيئة القيادية لليسار الديمقراطي الكردي المعارضة السورية فك الحصار عن عفرين، والكف عن إذكاء الشرخ مع الأكراد في سوريا. كما دعت لفتح معبر سيمالكا مع كردستان العراق، من أجل مرور الحالات الحرجة التي تحتاج إلى عناية سريعة.

لندن: دعت الهيئة القيادية لليسار الديمقراطي الكردي إلى فتح معبر سيمالكا الحدودي مع كردستان العراق، وتطبيق اتفاقية هولير بين الأطراف الكردية نصًا وروحًا. كما حمّلت المعارضة السورية الشرخ القائم مع الهيئة الكردية العليا.

وأكد شلال كدو، عضو الهيئة القيادية لحزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا وعضو المجلس الكردي، في تصريح لـ”ايلاف”، على ضرورة فتح معبر سيمالكا الحدودي على أساس الشراكة والاحترام المتبادل. وأكد أن الهيئة القيادية لليسار الديمقراطي الكردي دعت في اجتماعها الاخير إلى فتح هذا المعبر وتفعيل كافة اللجان التابعة للهيئة الكردية العليا، “على أرضية وضع المصالح القومية العليا فوق المصالح الحزبية الضيقة، وتطبيق بنود اتفاقية هولير نصًا وروحًا، على أساس توحيد الخطاب الكردي”.

فتح سيمالكا

واعتبر كدو أنه لا بد من مساندة وحدات الحماية الشعبية، التي استبسلت في الدفاع عن المناطق الكردية، وقدمت عشرات الشهداء في العديد من المناطق حلب وعفرين وسري كانييه وتل تمر وغيرها. وشدد على ضرورة الإسراع في تفعيل لجان الهيئة الكردية العليا، وخصوصًا الهيئة التخصصية، بحسب الاتفاق المبرم بين المجلسين المجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب لغربي كردستان في هولير.

ونقل كدو استغراب الهيئة القيادية من موقف المجتمع الدولي، الذي لا زال يحجب الإغاثة والمساعدات الإنسانية عن المناطق الكردية المنكوبة، والتي تتعرض لحصار ظالم. ودعا المجتمع الدولي للتدخل من أجل إغاثة الشعب الكردي، وإدانة الحصار المطبق على عفرين وقراها.

وحمّل كدو المعارضة السورية، مسؤولية الشرخ القائم بينها وبين الهيئة الكردية العليا، بسبب مواقف المعارضة السورية المتعنتة من القضية الكردية. ويشار أن معبر سيمالكا الحدودي تم إغلاقه من جانب حكومة إقليم كردستان في 20 من أيار (مايو) الفائت، وتم إيقاف كافة التحركات التجارية ومرورالاشخاص منذ ذلك التاريخ.

بصيص أمل

عقدت الهيئة القيادية لحزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا اجتماعًا لها، وتناولت الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري منذ بداية ثورته في آذار (مارس) 2011.  وقال بيان صادر عن الاجتماع تسلمت “ايلاف” نسخة منه: “بالرغم من وقوف الاجتماع عند الحرب الطاحنة التي تشهدها غالبية محافظات البلاد، وما خلفته من قتل ورعب ودمار، فقد ناقش أيضًا المبادرات السلمية التي تطرح بين فترة وأخرى، بما فيها مؤتمر جنيف-2، التي رأت فيه الهيئة القيادية للحزب بصيص أمل لوقف نزيف الدم السوري”.

وأكد البيان أن الحل الأمني قد أثبت فشله وعقمه خلال الفترة الماضية, أن لا بديل عن الحلول السياسية السلمية التي تضمن الانتقال السلمي للسلطة عبر حكومة وحدة وطنية، وبناء دولة ديمقراطية، تعددية اتحادية، تضمن فيها حقوق الشعب الكردي دستوريًا، بحسب الأعراف والمواثيق الدولية، والاعتراف بلغته القومية، وإلغاء كافة المشاريع الاستثنائية، والإقرار بحقوق الأقليات القومية من السريان والآثوريين وغيرهم.

لا مساس بالوحدة

وبحث الاجتماع وضع المجلس الوطني الكردي، وتداعيات تعطيل مؤسساته ولجان الهيئة الكردية العليا، وصولًا إلى إغلاق معبر سيمالكا الذي كان المنفذ الوحيد لأبناء هذه المنطقة عمومًا، والشعب الكردي خصوصًا، وما تركه هذا الإجراء من آثار سلبية على نفوس الجماهير الكردية المتضررة، خاصة تلك الحالات الإنسانية التي تستدعي المعالجة الفورية، ما يتطلب فتح هذا المعبر على أساس الشراكة والاحترام المتبادل.

ودعا الاجتماع إلى ضرورة تفعيل كافة اللجان التابعة للهيئة الكردية العليا، على أرضية وضع المصالح القومية العليا فوق المصالح الحزبية الضيقة، وتطبيق بنود اتفاقية هولير على أساس توحيد الخطاب الكردي في مرحلة لابد من تعزيز الصف القومي ومساندة وحدات حماية الشعب التي استبسلت في الدفاع عن المناطق الكردية وقدمت عشرات الشهداء في العديد من المناطق. وطالبت الهيئة القيادية بالإسراع في تفعيل عمل الهيئة التخصصية، بحسب الاتفاق المبرم بين المجلسين المجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب لغربي كردستان في هولير، “وأي مساس بوحدة الصف الكردي يعدُّ خرقًا لاتفاقية هولير وعملًا انقساميًا خطيرًا لا يمكن القبول به “.

التمزق الكردي

أشار الاجتماع إلى التعددية المفرطة التي تعانيها الحركة الكردية، “في وقت يستدعي لملمة الطاقات وتوحيد الجهود مما يتطلب العمل من أجل وحدات اندماجية بين التنظيمات المتقاربة، للحد من حالة التعددية المرعبة التي مزقت الحركة الكردية وأضعفتها”.

لكن من جهة أخرى، قيّم الاجتماع إيجابًا الدور المسؤول والموضوعي للحركة الكردية منذ اندلاع الثورة السورية السلمية التي اعتبر الأكراد أنفسهم جزءًا منها. وثمّن الممارسات العقلانية التي أثبتت صوابها وأحقيتها.

وعبّرت الهيئة القيادية للحزب عن استغرابها من موقف المجتمع الدولي، الذي لا زال يحجب الإغاثة والمساعدات الإنسانية عن المناطق الكردية المنكوبة، والتي تتعرض لحصار ظالم. كما تطرق الاجتماع إلى معاناة الشعب الكردي في عفرين، وما تتعرض له من حصار خانق من جانب الكتائب المسلحة، “فهذا الحصار لا يخدم مصلحة الثورة السورية وأهدافها، ويلحق أفدح الأضرار بالعلاقات العربية الكردية”، مطالبًا بضرورة فك الحصار في أسرع وقت، داعيًا المجتمع الدولي وكل الشرفاء في العالم للتدخل من أجل إغاثة الشعب الكردي وإدانة الحصار المطبق بحقه. وحمّل الاجتماع المعارضة السورية مسؤولية الشرخ القائم بينها وبين الهيئة الكردية العليا، بسبب مواقفها المتعنتة من القضية الكردية. ورأى الاجتماع بأنه لا بد من تطوير الاساليب بما يتوافق مع استحقاقات المرحلة، لتكون في مستوى طموحات الشباب وتطلعاتهم، وتكريس القيم الديمقراطية.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/818492.html

البيت الأبيض يؤكد استخدام الأسد أسلحة كيماوية ويقرر تقديم الدعم العسكري للجيش الحر

نائب مستشار الأمن القومي: النظام تجاوز الخط الأحمر وسنزيد من مساعداتنا للمعارضة

واشنطن: هبة القدسي

قررت الولايات المتحدة تقديم المساعدات العسكرية المباشر للمعارضة السورية، بعد أن أكدت أجهزة الاستخبارات الأميركية قيام نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية، بما فيها غاز السارين المميت للأعصاب. واعتبرت الإدارة الأميركية أن هذه الأدلة الموثقة دليل على تخطي نظام الأسد للخط الأحمر، الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما، وتغيير قواعد اللعبة.

وقال نائب مستشار الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية بن رودس إن «الولايات المتحدة راقبت عن كثب الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية في سوريا، وبعد تقييم أجهزة الاستخبارات طلب الرئيس الحصول على معلومات ذات مصداقية، تؤكد هذا التقييم، ونحن اليوم نقدم تقييمنا للكونغرس وللجمهور».

وأضاف رودس: «كان رفض الحكومة السورية منح حق الوصول لمحققي الأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية، حالت دون القيام بتحقيق شامل، وفقا لما دعا إليه المجتمع الدولي، وأثبت نظام الأسد أن طلب سوريا إجراء تحقيق لم يكن سوى محاولة لتشتيت الانتباه».

وأكد رودس أن الولايات المتحدة عملت بشكل عاجل مع الشركاء والحلفاء ومع المعارضة السورية من أجل تقييم المعلومات المرتبطة باستخدام السلاح الكيماوي، وخلصت إلى أن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك غاز الأعصاب على نطاق ضيق ضد المعارضة عدة مرات في العام الماضي، وقال: «أجهزة الاستخبارات لديها تقديرات ذات ثقة عالية بأن 100 إلى 150 شخصا قد لقوا حتفهم من هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا، لكن بيانات الضحايا غير مكتملة، لكنها جزء صغير من خسائر فادحة في الأرواح تصل اليوم إلى أكثر من 90 ألف شخص».

وشدد رودوس على أن استخدام الأسلحة الكيماوية «ينتهك المعايير الدولية، ويتجاوز الخطوط الحمراء التي رسخها المجتمع الدولي منذ عقود، ونحن نعتقد أن نظام الأسد ما زال يسيطر على هذه الأسلحة الكيماوية، ولا يوجد لدينا معلومات موثوق بها تؤكد أن المعارضة تمتلك أو استخدمت أسلحة كيماوية».

وأوضح نائب مستشار الأمن القومي الأميركي أن المعلومات التي يرفعها البيت الأبيض للكونغرس تشمل تقارير ومعلومات عن مسؤولين سوريين قاموا بالتخطيط وتنفيذ هجمات الأسلحة الكيماوية، ويوضح التقرير وصفا للوقت والموقع ووسائل الهجوم ووصف الأعراض الفسيولوجية التي تنجم عن التعرض للأسلحة الكيماوية، والتحليل المخبري للعينات الفسيولوجية التي تم الحصول عليها من عدد من الأفراد الذين تعرضوا لغاز السارين، وبعض التقارير من وسائل الإعلام الاجتماعية وجماعات المعارضة السورية ومصادر إعلامية أخرى، وأشار إلى أن كل النتائج تثبت تعرض هؤلاء الأفراد لغاز السارين، لكنها لا تكشف كيف وأين تعرضوا لهذا الغاز المميت، ومن كان مسؤولا عن استخدامه.

وحول الخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة حيال تأكدها من استخدام الأسلحة الكيماوية، قال رودس: «نحن نعمل مع الحلفاء وسيتم تقديم رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ونطلب من بعثة الأمم المتحدة أن تضمن هذه الحوادث في تحقيقاتها الجارية»، وأضاف: «لقد كان الرئيس واضحا.. إن استخدام الأسلحة الكيماوية هو خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة، ولدينا الآن الثقة في أن تلك الأسلحة تم استخدامها على نطاق ضيق من قبل نظام الأسد، وقد قال الرئيس إن استخدام تلك الأسلحة سيغير حساباته. وعقب الأدلة الموثقة على استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، فإن الإدارة الأميركية سوف تتشاور مع الكونغرس بشأن هذه المسائل في الأسابيع المقبلة، بهدف تعزيز قدرات المجلس العسكري السوري وتنسيق تقديم المساعدات من الولايات المتحدة مع شركاء وحلفاء آخرين، ويجب أن يعلم نظام الأسد أن تصرفاته أدت إلى زيادة حجم ونطاق المساعدة التي نقدمها للمعارضة، بما في ذلك الدعم المباشر للمجلس العسكري، وهذه الجهود ستتزايد بالمضي قدما».

وحول الخطوة التي ستتخذها الولايات المتحدة، قال رودس: «لدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عدد من الاستجابات القانونية والمالية والدبلوماسية والعسكرية المتاحة، ونحن على استعداد لجميع الاحتمالات، وسوف نصدر قرارنا وفقا للجدول الزمني الخاص بنا، وأي عمل نقوم به في المستقبل سيكون متسقا مع مصلحتنا الوطنية، بما يخدم أهدافنا التي تشمل تحقيق تسوية سياسية عن طريق التفاوض لإقامة سلطة توفر الاستقرار السياسي وإدارة مؤسسات الدولة وحماية حقوق جميع السوريين وتأمين الأسلحة التقليدية ومكافحة النشاط الإرهابي».

ويأتي التقييم الصادر عن الإدارة الأميركية في وقت تتقدم فيه قوات الأسد وميليشيات حزب الله اللبناني، الذي يساند الأسد في معاركه قرب مدينة حلب الشمالية ومدينة حمص بعد الاستيلاء على مدينة القصير، الأسبوع الماضي. ووفقا لمصدر بالبيت الأبيض، فإن الرئيس أوباما قد أذن بإرسال بعض الأسلحة الأميركية للمعارضة السورية، كجزء من حزمة جديدة من المساعدات العسكرية، لكن لم يتضح بعد نوعية الأسلحة التي ستوفرها الولايات المتحدة أو موعد تسليمها للمعارضة السورية.

البيت الأبيض: أوباما أجاز تسليح المعارضة السورية

واشنطن ترى صعوبات في فرض منطقة حظر طيران – اجتماع تقني بين مسؤولين غربيين وخليجيين مع الجنرال إدريس

واشنطن: محمد علي صالح – لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أجاز إرسال مساعدات عسكرية إلى المعارضة السورية، لكنه استبعد إقامة منطقة حظر طيران في سوريا. وقال بن ردوس، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، إن إقامة منطقة حظر طيران في سوريا ستكون أصعب بكثير وأكثر تكلفة مما كان عليه الحال في ليبيا، مؤكدا أن الولايات المتحدة ليس لها مصلحة وطنية في المضي في هذا الخيار، مضيفا: «نشعر بأن أفضل مسار للعمل هو محاولة تعزيز معارضة معتدلة».

وقال إن «الولايات المتحدة لا ترغب في إرسال قوات أميركية أو جنود على الأرض في سوريا، وإن فرض منطقة حظر طيران على البلاد قد يستلزم تدخلا عسكريا أميركيا مكثفا غير محدد المدة». وقال مسؤولون أميركيون وفقا لـ«أسوشييتد برس» إن المساعدات العسكرية الجديدة ستشمل أسلحة وذخيرة، وإنها تأتي ردا على الأدلة الأخيرة التي تثبت استخدام النظام في سوريا أسلحة كيماوية، وهو ما كانت إدارة أوباما اعتبرته خطا أحمر يجب على الرئيس السوري بشار الأسد ألا يتجاوزه.

لكن المسؤولين الأميركيين اعترفوا بأن إمدادات الأسلحة ستحتاج إلى وقت للوصول إلى مقاتلي المعارضة. وقال ردوس إن الرئيس أوباما اتخذ قراره بإرسال أسلحة قبل أسابيع مدافعا عن الموقف الحذر للرئيس في هذا الصدد. وبينما يعتقد أن عددا صغيرا من بين الـ93 ألفا الذين أعلن أنهم قتلوا في سوريا في النزاع توفوا بسبب الأسلحة الكيماوية فإن تقديرات الاستخبارات الأميركية بأن عدد قتلى النزاع بين 100 و150 ألفا في سوريا.

وفي موسكو أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا قالت فيه إن وزير الخارجية سيرغي لافروف اتصل هاتفيا بنظيره الأميركي جون كيري وأبلغه بأن إرسال أسلحة إلى المعارضة سيصعد النزاع.

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، يعتزم الأميركيون تسليم أسلحة خفيفة وذخائر للمعارضة السورية، لكن من دون تسليم منظومات أسلحة مضادة للطيران، وهي من أبرز مطالب المعارضين السوريين الذين يواجهون الآلة العسكرية الشرسة للطيران السوري.

وأشارت من جانبها صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أصدر أوامر سرية لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة الذين يزودون المعارضة السورية بالأسلحة.

وعقد اجتماع «تقني» جمع مسؤولين أميركيين وفرنسيين وبريطانيين وسعوديين ورئيس الأركان في الجيش السوري الحر سليم إدريس أمس في تركيا لبحث آليات تقديم «مساعدة ملموسة»، وفقا لـ«رويترز».

وتتمثل أهداف هذا الاجتماع، بحسب مصادر في باريس، في تبادل المعلومات الاستخبارية والمساعدة على التخطيط للعمليات ومراقبة مسارات توزيع «المساعدات» (التي لا تزال رسميا إنسانية وغير قاتلة)، كما يهدف الاجتماع إلى تقوية موقع سليم إدريس.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إنه «يجب أن نمر خلاله»، وذلك من جهة لتعزيز صدقيته في الداخل، ومن جهة ثانية لتفادي وصول الأسلحة إلى أيدي المقاتلين الجهاديين الذين يحاربون في سوريا.

أما الخيار الثاني الذي تم التحدث عنه مرارا فهو إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا. وبحسب معلومات لصحيفة «وول ستريت جورنال» لم يؤكدها البيت الأبيض، اقترح المسؤولون العسكريون الأميركيون إقامة منطقة حظر طيران محدودة في جنوب سوريا.

لكن باريس تذكِّر بأنه من الضروري تجاوز مجلس الأمن الدولي في هذا الموضوع؛ إذ إن الحصول على ضوء أخضر منه لإقامة مثل هذه المنطقة متعذر على الأرجح بسبب معارضة روسيا، الحليف الأساسي للنظام السوري. يبقى أن الأميركيين قرروا إبقاء مقاتلات «إف 16» وصواريخ «باتريوت» في الأردن.

وكان مصدر في الخارجية الأميركية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يقدم على تغيير موقفه مما يجري في سوريا والإقرار بأن نظام الرئيس بشار الأسد قد استخدم بالفعل السلاح الكيماوي ضد شعبه عن «قناعة كاملة»، مضيفا أن «مجموعة ضغط ناشئة قطباها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون والسيناتور الجمهوري جون ماكين، دفعت أوباما للإقرار، على مضض، بتجاوز الأسد للخط الأحمر». وأضاف المصدر الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» شريطة عدم كشف هويته لأنه غير مخول بالإدلاء بتصريحات صحافية، أن الانتقاد المستمر للمشرع الجمهوري، ماكين، دفعت الإدارة الأميركية إلى عقد جلسات مطولة معه، خصوصا بعد عودته من المناطق المحررة في الشمال السوري. وأكد المصدر أنه شاهد ماكين أكثر من مرة في وزارة الخارجية داخلا من «الباب الخلفي لتجنب رؤية الصحافيين»، مضيفا: «أعتقد أنه كان يجتمع بأوباما سرا بينما كان يلتقي زميله السيناتور السابق (وزير الخارجية) جون كيري».

من جانبه، رحب ماكين بقرار أوباما دعم المعارضة السورية بالسلاح، لكنه طالب مجددا بفرض منطقة حظر جوي في سوريا وتزويد معارضي الأسد بأسلحة ثقيلة مضادة للطائرات والمدرعات. وقال ماكين، في بيان بعد بيان البيت الأبيض، إنه «انتهى وقت الإجراءات الضعيفة، وحان وقت التحرك بشكل حاسم. نحن نحتاج إلى أسلحة ثقيلة قادرة على ضرب الدبابات. ونحن نحتاج إلى صواريخ أرض – جو لمواجهة طائرات الأسد». وأضاف: «الخطوة الوحيدة القادرة على تغيير المعادلة في أرض المعركة هي تدمير القدرات الجوية (لنظام الأسد)، وإقامة منطقة آمنة من خلال فرض حظر جوي فيها».

في غضون ذلك، طالب بعض كبار أعضاء الكونغرس الأميركي أمس بتحرك حاسم لبلادهم في الملف السوري بعد اتهام البيت الأبيض دمشق باستخدام أسلحة كيميائية، وحث بعضهم على فرض منطقة حظر جوي وتسليح المعارضين. ورحب الجمهوريون بقرار أوباما تشديد موقفه والتهديد بتقديم «دعم عسكري» للمعارضين، لكن بعض الصقور في الحزب أصروا على ضرورة الذهاب أبعد من ذلك في هذه المرحلة الحرجة من النزاع السوري الدامي.

وأكد السيناتوران ماكين وليندسي غراهام في بيان أن «الخط الأحمر الذي حدده الرئيس تم تجاوزه. باتت المصداقية الأميركية على المحك».

وأضافا: «الوقت ليس للاكتفاء باتخاذ الخطوة التالية. اليوم وقت اتخاذ مبادرات أكثر حسما». وإذ يبقى ماكين معارضا لتدخل عسكري أميركي على الأرض فإنه يواصل الضغط في الكونغرس من أجل فرض منطقة حظر جوي في سوريا، مؤكدا أن المعارضة لا تملك أي فرصة في الانتصار على قوات الرئيس السوري بشار الأسد إن لم يتم وقف طائراته المقاتلة. وحذر الكثير من الخبراء العسكريين من فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، مؤكدين أنها ستتطلب دوريات لطائرات غربية وضرب الدفاعات الجوية النظامية القوية نسبيا، لكن ماكين أكد أن الأمر ممكن. وقال: «يمكننا إقامة منطقة حظر جوي من دون إرسال أي طائرة بطيار إلى أجواء سوريا.. ويمكننا تغيير هذه المعادلة في ساحة المعركة». وقال النائب الجمهوري مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب إنه «يتعين على الولايات المتحدة أن تساعد الأتراك وشركاءنا في الجامعة العربية على إقامة مناطق آمنة في سوريا، حيث يمكن للولايات المتحدة وحلفائنا أن يدربوا ويسلحوا ويجهزوا قوات يتم اختيارها من المعارضة». وتابع أن هذا سيمنح واشنطن «المصداقية اللازمة للجلوس على الطاولة في مرحلة الانتقال إلى سوريا ما بعد الأسد».

نصر الله: البديل عن نظام الأسد جماعات «النحر والقتل»

نفى وجود منتسبين له في الخليج.. وقال إن التدخل جاء متأخرا

بيروت: «الشرق الأوسط»

أوضح أمين عام حزب الله حسن نصر الله، في إطلالة هي الأولى له بعد الإعلان عن مشاركة محازبيه في القتال في القصير إلى جانب القوات النظامية السورية، أن حزبه «اتخذ قرارا متأخرا بأن يدخل ميدانيا لمواجهة المشروع القائم في سوريا». وقال: «نحن آخر المتدخلين في سوريا بعد أن سبقنا تيار المستقبل وأحزاب لبنانية لن أسميها وقوى ودول وجماعات».

وتوجه نصر الله إلى منتقدي تدخل حزبه إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد قائلا: «لا يقول أحد لنا أنتم مع النظام ضد الشعب السوري، إذ أن عددا كبيرا من الشعب السوري مع النظام، ونحن مع الجزء الثاني من الشعب السوري بالإصلاح وليس بتدمير سوريا». واعتبر نصر الله أنه «لو تدخلنا مع المعارضة لكان تدخلنا مباركا وزكيا وكريما وأصبحنا حزب الله الحقيقي»، معتبرا أن «القصة ليست أصل التدخل إذ أن ثمة من تدخلوا إلى جبهة يريد العالم إسقاطها». ووصف ما تتعرض له سوريا بأنه «مشروع كوني خطير لا تقف حدوده عند سوريا بل تستهدف لبنان والعراق والأردن والمنطقة بأكملها»، لافتا إلى أن «المنطقة كلها اليوم بيد مشروع أميركي إسرائيلي تكفيري».

وأشار نصر الله إلى «البديل عن النظام السوري هو الفوضى وحكم هذه الجماعات التي تنحر وتقتل»، موضحا أن «العالم يأتي إلى سوريا اليوم ليقاتل هذا النظام، بأمواله وسلاحه وإعلامه»، واصفا ما يتم تداوله عن «تسليح» المعارضة السورية بأنه «كذبة»، إذ أن التسليح سار منذ فترة طويلة.

وأعرب أمين عام حزب الله عن قناعته بأن مساهمة حزبه في سوريا هي «مساهمة مجدية وليست مسألة وفاء»، وقال: «عندما نقاتل لا نختبئ ولا نخجل بشهدائنا ونشيعهم بوضح النهار لأن هؤلاء ليسوا لصوصا ولا قطاع طرق بل هم مقاتلون ومناضلون في قضية»، مؤكدا «أننا لا نرسل شبابنا إلى سوريا ونقول إننا نوزع الحليب والبطانيات، وإذا قتلوا ندفنهم في سوريا ونسكت أهلهم في لبنان».

وفيما يتعلق بقرار مجلس دول التعاون الخليجي اتخاذ إجراءات تطال المنتسبين إلى حزب الله، قال نصر الله: «كل ما سمعتموه كنا نتوقعه ولم نتفاجأ به، وبأن يهددونا باللبنانيين في دول الخليج». وطمأن «أنه لا يوجد منتسبون لحزب الله في دول الخليج ولا مشاريع لدينا لا في الخليج ولا سواها»، مستنكرا «هذه الطريقة في تهديد اللبنانيين والعائلات». وشدد على أن «وضعنا على لوائح الإرهاب وتهديدنا باللبنانيين لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يغير من موقفنا، لا بل إنه يزيدنا قناعة بأن موقفنا ورؤيتنا وقناعتنا صحيحة وتستحق التضحية».

واعتبر نصر الله أن «أسوأ ما يحصل في سوريا هو اللجوء إلى الخطاب المذهبي»، لافتا إلى أن «الخلاف في سوريا بين مشروعين وليس بين مذهبين». وتعليقا على شريط الفيديو أظهر شبانا يعتلون مئذنة مسجد ويضعون راية سوداء مكتوبا عليها «يا حسين»، ونشرته وسائل الإعلام تحت عنوان «إعلان القصير مدينة شيعية»، قال نصر الله إن هذه المئذنة هي مئذنة مسجد الحسن لا مسجد عمر بن الخطاب، لافتا إلى مشاهد سيتم عرضها في وقت لاحق تدحض صحة ما تداولته وسائل الإعلام بهذا الخصوص.

وفي الشأن اللبناني، قال نصر الله إن «الجميع ينتظر ما سيؤول إليه قرار المجلس الدستوري بشأن التمديد للمجلس النيابي اللبناني، ولا جديد لدينا على هذا الصعيد»، منددا في الوقت «بتدخل السفارة الأميركية في شأن لبناني وممارسة التهديد ولو تلويحا لدفع الأمور في اتجاه معين وهذا غيض من فيض التدخل الأمني السافر في لبنان والمنطقة».

وفي موازاة إشارته إلى أنه «ليس لدينا جديد على صعيد الانتخابات»، دعا نصر الله «جميع الأفرقاء في لبنان إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي شكل من أشكال التوتر والصدام».

وشدد على أن «نداء حزب الله هو لقطع الطريق على أي فتنة يعمل لها في المنطقة»، واستنكر «مناخ الترهيب عبر إصدار فتاوى ترهيب وقتل وحتى نحر لمن لديهم مواقف مختلفة»، مشيرا إلى أن «هناك مناطق في لبنان تعاقب بسبب توجهها السياسي وهناك علماء وصحافيون اعتدي عليهم من الطائفة السنية الكريمة بسبب موقفهم السياسي».

ووصف نصر الله حادثة مقتل الشاب هاشم السلمان، خلال اعتصام الأحد الفائت ضد تدخل حزب الله في سوريا أمام السفارة الإيرانية بأنه «حادثة مرفوضة وغير مقبولة ومدانة»، وقال: إنها «حادثة عفوية، وقتل فيها شخص عزيز»، معتبرا أنه «قتل مظلوما أيا كان قاتله وهذا الأمر خاضع للتحقيق ويجب ألا يضيع هذا الحق».

بوتين: على إسرائيل إدراك أن بقاء الأسد لصالحها

موسكو تعلن مواصلة تجميد العقد الخاص بصواريخ «إس 300» مع سوريا

موسكو: سامي عمارة – تل أبيب: نظير مجلي

«اكتب لقرائك ولزعمائك في إسرائيل أن المصلحة العليا لبلادكم هي بقاء نظام (الرئيس بشار) الأسد». هذا ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصحافي الإسرائيلي مناحم جشاييد من صحيفة «همودياع» التابعة لأحد الأحزاب الدينية عندما التقاه مصادفة، أول من أمس، في المتحف اليهودي بموسكو.

وأضاف بوتين عندما عرف الصحافي عن نفسه قائلا: «المصلحة العليا لكم أن يؤيدوا بقاء الأسد، فهو على الرغم من كل خلافاتكم معه، نظام مستقر وحريص على تطبيق الاتفاقيات المبرمة بينكم. وفي عهده ساد بينكم وبينه هدوء شديد. إذا انهار هذا النظام، فستحل محله الفوضى وقد تقع سوريا بيد المتطرفين»، وعندما سأله الصحافي الإسرائيلي عن صواريخ «إس 300»، قال الرئيس الروسي إنه «لا داعي للقلق من هذا الأسلحة بالنسبة لإسرائيل، فالحدود الشمالية ستبقى هادئة ومستقرة».

وفي موضوع ذي صلة، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف إن بلاده لا تعتزم تسليم منظومة الدفاع الجوي «إس 300» لسوريا، وأضاف أوشاكوف للصحافيين: «إننا لا نتنافس مع واشنطن بشأن سوريا، بل على النقيض، نحن نسعى للتوصل إلى حل بنّاء لهذه القضية التي تعد ضرورية للوضع في المنطقة والعالم».

وكان بوتين أعلن في وقت سابق من هذا الشهر عن قراره بتجميد إرسال صواريخ «إس 300»، مما أثار كثيرا من الجدل في حينه، واعتبرته إسرائيل نزولا على طلب بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، في مقابل وعد من جانبه بعدم قصف الأراضي السورية. لكن بوتين أشار أيضا إلى أن بلاده تلتزم بكل قواعد القانون الدولي فيما يخص كل تعاقداتها حول بيع الأسلحة إلى البلدان الأجنبية.

وسيكون النزاع السوري محور قمة لقادة دول مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، وبينهم بوتين، في آيرلندا الشمالية الأسبوع المقبل.

مكتب الأمم المتحدة بدمشق: 1.2 مليون سوري بريف دمشق بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية

الـ«يونيسيف» تحذر من أن «جيلا كاملا» من الأطفال قد «يحرمون من التعليم»

بيروت: ليال أبو رحال

دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في دمشق السلطات السورية إلى السماح بإيصال مساعدات إنسانية لتلبية الاحتياجات الماسة لأكثر من 1.2 مليون شخص في ريف دمشق، بالتزامن مع إصدار منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» تقريرا بعنوان «الحياة المحطمة»، قالت فيه إن «جيلا كاملا من الأطفال السوريين قد يُحرم من التعليم».

وتتوالى النداءات التي تطلقها المنظمات الإنسانية والإغاثية، من أجل مساعدة السوريين، من نازحين في الداخل ولاجئين في دول الجوار، نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشونها، وانعدام أبسط مقومات الحياة اليومية. ويشكو كثير من السوريين في مناطق الاشتباكات من نقص دوري في المأكل والخبز والطحين وأدوية الأطفال، فضلا عن أزمة الكهرباء والمحروقات، في حين تطلق منظمات الإغاثة الدولية نداءات دورية إلى الدول المانحة من أجل زيادة هباتها لتلبية احتياجات اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا، خصوصا في لبنان والأردن.

ويحتاج 1.2 مليون شخص بريف دمشق إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وفق بيان صادر، أمس، عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في دمشق، أفاد بأن «وكالات الأمم المتحدة قدمت ثلاثة طلبات رسمية إلى الحكومة السورية، للوصول إلى هذه المنطقة، وتقديم المساعدات المنقذة للحياة».

ولفت إلى أنه «تمت إعادة تحديد موعد السماح للقوافل التي تقودها الأمم المتحدة، والتي تحمل معظم مواد الإغاثة اللازمة سبع مرات منذ ذلك الحين وهي بانتظار إذن رسمي من السلطات المعنية».

واعتبر مكتب الأمم المتحدة أن هذا الوضع «لا يعكس التعهدات المتكررة من جانب السلطات بالسماح للجهات الفاعلة الإنسانية بالوصول إلى كل المناطق في سوريا، التي تشهد حاجة ملحة للمساعدات الإنسانية»، مشيرا إلى «المعاناة الهائلة» لسكان مدينة معضمية الشام (جنوب غربي دمشق)، حيث لم تتلق نحو خمسة آلاف أسرة المساعدات الكافية منذ أشهر».

وأوضح عمار القربي رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط» أن «أكثر المناطق في جنوب دمشق باتت محاصرة، وصولا إلى درعا»، مشيرا إلى أن النظام «يكرر سيناريو القصير في ريف دمشق، وحمص وسهل الغاب وجنوب دمشق من جهة كناكر، بغية إرهاب الناس وتفتيت الحاضنة الشعبية للمعارضة».

وأشار إلى أنه في المناطق المحاصرة «لا مساحة لخلوّ المدنيين»، حيث «يُعاقب الشعب السوري بشكل جماعي، وتدفع الحاضنة الشعبية للمعارضة الثمن بالقتل».

وكانت وحدة تنسيق الدعم الإغاثي والإنساني التابعة للائتلاف السوري المعارض قد أعلنت، نهاية الشهر الماضي، في «التقييم المشترك السريع الثاني» أن «هناك 12.9 مليون شخص في المحافظات الشمالية السورية، معرّضون للخطر أو للخطر الشديد، بينما بلغ عدد الذين شرّدوا من بيوتهم في هذه المحافظات نحو 3.2 مليون شخص». وقالت إنه «على الرغم من ارتفاع مقدار المساعدات المقدمة للمدنيين هناك، فإنها تبقى غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة بشكل متضاعف، إذ إن حملة القمع العسكرية التي يشنها النظام السوري تضع جميع السكان تقريبا، في المناطق التي خضعت للتقييم، تحت مستويات مرتفعة من الخطر».

وفي موازاة مطالبة الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة «كل الأطراف المعنية بتسهيل الوصول الفوري إلى المعضمية والمناطق المتضررة الأخرى في مختلف أنحاء البلاد»، مجددة التزامهما «بمواصلة توسيع الاستجابة الإنسانية» للوصول إلى جميع المتضررين، أعلنت «يونيسيف» أن «جيلا كاملا من الأطفال السوريين، إناثا وذكورا، مهدد بفقدان التعليم».

ويقول القربي إن «تهديد جيل كامل من أطفال سوريا بفقدان التعليم، بدأ منذ أكثر من سنتين، مع انطلاق الاحتجاجات»، لافتا إلى أن «الأطفال، في أغلب المناطق بسوريا هم خارج المدارس وإطار التعليم». ورأى أن «الدولة استقالت من دورها، وركزت اهتمامها على الحلين العسكري والأمني، اللذين خرجا الآن عن القاعدة المتبعة بالعلوم العسكرية، لصالح القتل باستخدام الشبيحة والمرتزقة».

وأكد القربي أن «أول ضحايا النزاع، هم الأطفال وتعليمهم»، لافتا إلى أن التقرير «أضاء جزءا من الحقيقة»، واصفا واقع التعليم وواقع أطفال سوريا «بالكارثي».

وأشارت «يونيسيف» في تقرير صادر عنها بعنوان «الحياة المحطمة»، إلى أن «نحو 78 في المائة من الأطفال في مخيم الزعتري (شمال الأردن) وما بين 50 في المائة إلى 95 في المائة في المجتمعات المضيفة خارج المخيم لا يذهبون إلى المدرسة»، مشيرة إلى «مخاطر تتهدد الأطفال والنساء اللاجئين في الأردن، بينها الزواج المبكر والتجنيد لمصلحة مجموعات مسلحة»، علما بأن الأطفال يشكلون 53 في المائة من العدد الكلي للاجئين السوريين في الأردن.

وتتعدد الأسباب التي تمنع الأطفال السوريين من الذهاب إلى المدرسة، وفق تقرير «يونيسيف»، من بينها «إيمانهم بأنهم سيعودون قريبا لسوريا، والخوف من العنف والتحرش في الطريق إلى المدرسة، إضافة إلى عمل بعض الأطفال».

وفي داخل سوريا، يؤكد القربي أن مأساة حرمان الأطفال من التعلم مردها في جزء منها إلى «تحويل المدارس إلى معتقلات منذ اليوم الأول، في درعا، حيث استخدم رجال الأمن المدارس معتقلات بعد ملء السجون بالمعتقلين». وأشار إلى أن المدارس «تحولت فيما بعد إلى مراكز لجوء للنازحين، مما شكل عائقا أمام عودة الطلاب إلى المدارس».

وطالب القربي المجتمع الدولي «باتخاذ قرار بوقف العنف والقتل، كونهما السبب الأول لمشكلة النزوح وانخفاض التعليم»، مشددا على وجوب «فرض منطقة حظر جوي، لوقف استهداف المدنيين جوا»، لافتا إلى قرار «سيتم التقدم به إلى مجلس الأمن لفرض منطقة حظر جوي قريبا، لكنه سيواجه بـ(فيتو) روسي للمرة الرابعة».

الغوطة الشرقية: “قصير” أخرى تلوح في الأفق

يرى الكثير من السوريين أنّهم وقعوا في فخ إعلام نظام بشار الأسد الذي نجح في تحويل أنظار العالم إلى مدينة القصير في ريف حمص، والتي استخدم فيها النظام و”حزب الله” أقلّ المحظور، وذلك للتغطية على معركة أخرى كانت تدور في الغوطة الشرقية في ريف دمشق تجاوز فيها النظام السوري كل الخطوط الحمر.

 وغداة خسارة الثوار لمعركة القصير، أطلق الشعب السوري على يوم الجمعة الماضية إسم “جمعة القصير والغوطة الشرقية: إرادة لا تنكسر”، وذلك في محاولة منهم إلى لفت أنظار العالم إلى أن معركة الغوطة الشرقية لا تقل أهمية ولا ضراوة عن معركة القصير.

والغوطة الشرقية أحد أبرز معاقل الثورة الشعبية في ريف دمشق، وشهدت إحدى أولى التظاهرات السلمية في سوريا ضد النظام السوري في 25 آذار 2011 في مدينة دوما، التي تحررت لاحقًا بتاريخ 23 كانون الثاني 2012. وكان فشل الثوار في السيطرة على العاصمة دمشق في عملية “بركان دمشق” في 17 أيلول 2012 سبباً في تغيير تكتيك الثوار، وانطلاقهم لتأمين خطوطهم الخلفية والعمل على إحكام الخناق على العاصمة، فحرروا 23 قاعدة عسكرية في محيط مدينة دمشق وريفها، بالإضافة الى مطار مروحيات في مرج السلطان، لتصطدم طموحاتهم في تطويق العاصمة بمطار دمشق الدولي، أحد قلاع النظام العسكرية الضخمة جنوب الغوطة الشرقية.

ويبدو ان الدماء الجديدة التي ضُخّت في عروق نظام بشار الأسد، الذي كان يعاني زفرات الموت، قلبت الثوار المُحاصِرين إلى مُحاصَرين، ومكّنت النظام من تطويق الغوطة الشرقية التي يقدر طول جبهتها بحوالى 50 كلم، وساعد في هذا التحول تعامي العالم عن انتهاكات النظام الذي استخدم غازات سامة يعتقد أنها مواد كيماوية، بعدما عجز عن التقدم في بعض نقاط الجبهة.

كما أن غرق كل تشكيل من كتائب الثوار في دمشق بتفاصيل منطقته من دون وجود غرفة عمليات موحّدة تجمع المعطيات على الجبهات المختلفة وترسم رؤية موحدة لكتائب الثوار، جعلهم يستيقظون متأخّرين على حصار خانق أغلق خط الإمداد الذي يمر بالعتيبة، والذي كان يغذي كلاً من الغوطة الشرقية وضواحي دمشق الجنوبية ومن خلفها غوطة دمشق الغربية.

بالإضافة لما سبق فإن بعض الوقائع، سواء على مستوى دقة القصف غير المعهودة قبلاً من الجيش النظامي أو على مستوى التكتيك، فإنه من الواضح ان استيراد النظام للأجانب لم يقتصر على المقاتلين، لا بل هناك خبرات بدأت تدير المفاصل والمراكز الحساسة في المعركة، وإنْ لم ينتبه الثوار لخطورة الوضع في الغوطة الشرقية ويؤمّنوا خط إمداد مفتوح وأدمغة عسكرية شاملة وموحّدة فإن “قُصَير” أخرى تلوح في الأفق.

خلاف “حزب الله” و”حماس”: محور الممانعة شيعي حصراً

(أ.ف.ب.)

بالرغم من أنه ثبُت عدم صحة التقارير التي وردت الأسبوع الماضي حول قيام مسؤولين أمنيين في “حزب الله” بالطلب إلى أعضاء في حركة “حماس” في لبنان بمغادرة البلد، فإن الأمر أعاد إحياء التساؤلات عن وضع العلاقات بين هذه المجموعة الإسلامية السنّية المسلّحة، ونظيرها الإسلامي الشيعي اللبناني. إذ بعدما قام كلا الفريقين بمساندة فريقين متعارضين في الصراع السوري الدائر على مقربة منهما، يبدو أنّ الحليفين – بالإسم فقط – يتحاملان على نفسيهما من أجل الحفاظ على علاقة تزداد التحديات المفروضة عليها، بسبب ما يعتريها من اختلافات سياسية وطائفية.

ولخّص النائب السابق في “حزب الله” حسن حب الله الموقف الرسمي للحزب، حيث قال يوم الجمعة الماضي “ما يجمعنا بشأن العداء الذي نكنّه للكيان الصهيوني، أكبر بكثير من أي خلاف حول الوضع في سوريا”. وعبّر المتحدّث بإسم حركة “حماس” في لبنان، علي بركة، عن الموقف نفسه خلال اتصال NOW به هاتفياً.

غير أنّ بركة اعترف كذلك لموقع “NOW” أنّ “بالطبع العلاقات [بيننا] ليست كما كانت في السنوات السابقة”. وأدان صراحةً تدخّل “حزب الله”، الذي بات اليوم مُعترفاً به علناً في سوريا الى جانب نظام الأسد، وقال: “نحن ضد ذلك، تماماً كما أنّنا ضد أي تدخّل أجنبي في الصراع السوري”.

ويشمل ذلك أي تدخّل من قبل “حركة حماس”، أضاف بركة، في ردٍّ له على الادعاءات بأنّ المجموعة تدرّب وحتى تقاتل الى جانب الجيش السوري الحر في دمشق وحلب. وفي حين لا يوجد دليل قوي يدعم هذه الادعاءات، يبدو أنّ بعض مقاتلي “حزب الله” أنفسهم يصدّقونها. فلدى عودته من معركة القُصير التي جرت مؤخراً في محافظة حمص، قال أحد هؤلاء المقاتلين لإحدى الصحف “ثمة نوع من الألفة التي تثير الغضب في تكتيكات الثوار. فقد علّم “حزب الله” هذه التكتيكات لحركة حماس لكي تقاتل الإسرائيليين. ويبدو أن حماس قرّرت أن تنقل خبرتها الى المجموعات التكفيرية [أي الجيش السوري الحر وفق تعابير “حزب الله”].

سواء أكان ذلك صحيحاً أو غير صحيح، ثمة مؤشرات أخرى أكيدة على عمق الطلاق بين حماس ورفاقها فيما يُسمّى بـ “محور المقاومة”- أي “حزب الله”، والنظامين السوري والإيراني. فقد نقلت صحيفة التلغراف اللندنية الجمعة الماضي خبر وقف إيران شبه النهائي لدعمها المالي الى حركة حماس- والذي يُقال أنّه كان يساوي مبلغ 15 مليون باوند ( 23 مليون دولار أميركي) في الشهر- بالإضافة الى وقف أي تعاون عسكري، وذلك رداً على معارضة الأخيرة لنظام الأسد. وقد نفى الموقع الإلكتروني الرسمي لحركة حماس بدوره مقالة لاحقة تنفي ذلك- حيث تصف بوضوح الانتفاضة السورية بـ “الثورة” وقد أصدرت إدانات للمجازر التي يرتكبها النظام بحق اللاجئين الفلسطينيين.

هذه التطورات تتبع المخطّط الأوسع الذي برز منذ بدء الثورة السورية. فبعد شهر على مغادرة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، مقرّه الرئيسي في دمشق في كانون الثاني  2012 بهدوء، قام رئيس الوزراء الفلسطيني التابع لحماس بـ “تحيّة” المعارضة السورية في خطاب له من القاهرة.

ومنذ ذلك لحين، استقرّ مشعل في قطر، التي قام أميرها حمد آل ثاني مؤخراً بزيارة الى غزة فيما اعتُبر كرسالة مفادها أنّ هذه الدولة الخليجية سوف تصبح من الآن فصاعداً النصير الأوّل لحماس.

هذه الصلة الجديدة بقطر- التي تُعتبر من بين الراعين بكل وضوح للمعارضة السورية- هي إحدى أسباب تدهور علاقات “حركة حماس” بـ “محور المقاومة” وفقاً للدكتور يزيد صايغ، كبير الباحثين في مركز كارنيجي للشرق الأوسط والمفاوض السابق مع الموفدين الفلسطينيين في محادثات السلام مع إسرائيل منذ التسعينات.

“من الواضح أنّ قطر تعهّدت بالكثير من المساعدة لحركة حماس”، قال الصايغ لـ NOW. “من المحتمل أن يكون هناك نوع من التعويض”.

غير أنّ الصايغ قال إنّ الأمر الآخر الذي يتمتع بنفس الأهمية هو الضغوطات الداخلية على المجموعة في غزة من قبل الأصدقاء والأعداء على حد سواء، الذين بمعظمهم رحّبوا بالثورة السورية.

“بعد أن دعمت الربيع العربي في بلدان أخرى، لا سيما في مصر، أظنّ بأنّ حركة حماس وجدت أنّه من غير الملائم أن تدعم نظام الأسد، خصوصاً وأنها تحاول مواجهة التحديات في غزة التي يفرضها عليها أشخاص مثل السلفيين الداعمين بوضوح أكبر للثوار في سوريا”.

وفي النهاية، فيما يتعدّى سوريا، لعلّ السؤال الأكبر هو ماذا سيحل بمحور المقاومة  الذي يبدو اليوم مقسّماً حسب الانتماءات السياسية والطائفية.

“هذا بالطبع يُضعفه” قال الصايغ. “وسوف يضعف أكثر فأكثر إذا ما ازداد الوعي لكونه في الأصل محورا شيعيا، أو هلالا شيعيا، يصل شيعة لبنان، والعراق وإيران بالنظام العلوي في سوريا. إذا خرجت حماس “الشاذة”عن المحور، لن يكون بالأمر السهل لأنهم لا يستطيعون تحمّل أي شيء من شأنه ان يُضعف تحالفاتهم مع مصر خصوصاً، وكذلك مع السعوديين الذين لا يزالون مستائين من استيلائهم على غزة عام 2007. أعتقد بأن خيار البقاء في محور المقاومة غير متاح أمامهم عندما الكل تقريباً ينظر الى ذلك بطريقة طائفية”.

أو كما شرح نديم شحادة، من المركز الملكي للدراسات الدولية (تشاتام هاوس)، الأمر لـ NOW بشكل مباشر:

“بدون حماس، سوف يتقلّص محور المقاومة ليصبح مجرّد تحالف طائفي”

ساهمت يارا شحيد في جمع المعلومات لاعداد هذا المقال

لافروف: الأسد ليس بحاجة لاستخدام الكيمياوي

                                            اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الرئيس السوري بشار الأسد ليس بحاجة لاستخدام الأسلحة الكيمياوية “بالنظر إلى أن قواته حققت تقدما في الأسابيع الأخيرة وتمكنت من فرض سيطرتها”، وفيما تتواصل التحضيرات لتمكين المعارضة السورية من أسلحة نوعية، حذر لافروف من فرض منطقة حظر طيران جوي وعدها انتهاكا للقانون الدولي.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي بموسكو مع نظيرته الإيطالية إيما بونيونو إن “النظام يحرز انتصارات على الأرض، وقد اعترفت المعارضة بذلك صراحة”، وتساءل “أي جدوى يمكن أن يجنيها النظام من استخدام أسلحة كيمياوية خصوصا على نطاق ضيق جدا؟”، وأضاف “لماذا يفترض أن تكون القيادة في دمشق هي من استخدمها، والآن، حيث لم تعد تقف بظهرها إلى الحائط”.

وأشار الوزير الروسي إلى المعايير الدولية الصارمة التي تضعها منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية لإثبات استخدام هذه الأسلحة ومنها ضرورة ثبوت عينات من هذه الأسلحة في الدم أو البول أو في الملابس، وأكد أنه لا توجد ضمانات تفيد بأن المواد التي حصلت عليها الولايات المتحدة وفرنسا تمت فيها مراعاة هذه المعايير.

وقال لافروف إن ثمة تسريبات لوسائل إعلام غربية تتعلق ببحث جاد لفرض منطقة حظر الطيران بنشر صواريخ باتريوت مضادة للطائرات ومقاتلات إف 16 في الأردن، واعتبر أن هذا الأمر لا يحتاج إلى خبير لكي يدرك أنه ينتهك القانون الدولي.

تسليح المعارضة

من جانب آخر تجتمع المعارضة السورية في إسطنبول مع ممثلين من الدول الغربية والعربية لتقديم تقييم للوضع العسكري داخل سوريا وتقديم الاحتياجات العسكرية للمعارضين. وقال رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس إن إقامة منطقة حظر جوي أمر حيوي، وعبر عن أمله بأن يتم تزويد الجيش الحر بالسلاح فورا للاستعداد لمعركة حلب.

وقال مسؤولون أميركيون إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) تستعد لنقل الأسلحة للمعارضة السورية من خلال قواعد سرية في تركيا والأردن، ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن المسؤولين تأكيدهم توسيع هذه القواعد في العام الماضي، في مسعى لإقامة طرق إمدادات جيدة إلى سوريا للمواد غير القتالية، وأضافوا أنه من المتوقع أن تبدأ القواعد في نقل شحنات محدودة من الأسلحة والذخيرة في غضون أسابيع.

وصرح مصدران أمنيان أوروبيان بأن الولايات المتحدة ستعزز نوعية الأسلحة والذخيرة التي تقدمها دول إقليمية مثل السعودية وقطر لمقاتلي المعارضة، إضافة إلى تقديم بعض من الأسلحة الثقيلة مثل القذائف الصاروخية التي ستمكن المسلحين من زيادة قدرتهم على التصدي للعربات الحكومية المدرعة والدبابات.

ولكن مسؤولا أميركيا قال إنه لا يتوقع أن تؤثر المساعدات الأميركية الجديدة على مجريات الأحداث في سوريا على نحو خطير، واتفقت المصادر الثلاثة على عدم وجود خطط لإرسال صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف.

وقد يستغرق وصول أول إمدادات عسكرية ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع حدا أدنى.

وكانت الولايات المتحدة قد غيرت أمس الأول الخميس سياستها التي كانت تتبناها منذ فترة طويلة حيال سوريا حيث قصرت معوناتها على المواد غير القاتلة، قائلة إنها ستبدأ إرسال دعم عسكري إلى “المعتدلين” بين المعارضين بعد اتهام دمشق باستخدام أسلحة كيمياوية.

وذكر البيت الأبيض أمس الجمعة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سوف يستغل قمة مجموعة الثماني الأسبوع المقبل لشرح دعمه الجديد لتسليح المعارضين السوريين بينما يبحث مع روسيا المساعدة في الضغط على الرئيس السوري لحمله على التنحي.

وتسعى روسيا والولايات المتحدة الى تنظيم مؤتمر جنيف 2، الذي سيضم لأول مرة النظام السوري والمعارضة سعيا لايجاد حل للنزاع الذي أوقع أكثر من تسعين ألف قتيل منذ 2011.

غارات على أحياء دمشق وقصف بحمص

أفاد ناشطون بأن قوات النظام كثفت هجماتها في الآونة الأخيرة على أحياء العاصمة دمشق، حيث يتواصل القصف بالمدفعية على حي برزة البلد، كما تجدد قصف قوات النظام على مدينة الحولة بريف حمص.

وبحسب الناشطين، فإن طيران الجيش النظامي شن صباح اليوم غارتين جويتين على أحياء جوبر والقابون في العاصمة، مما أدى إلى دمار في عدد من المباني.

من جهتها قالت شبكة شام الإخبارية إن قصفا مدفعيا عنيفا يشهده حي برزة البلد بدمشق منذ ساعة وهو متواصل حتى الآن، وتشتد وتيرة القصف في منطقة البساتين، كما أفادت بأن قصفا آخر يستهدف السهول المحيطة بقرية عدوان من الجهة الجنوبية الشرقية بريف درعا.

وذكرت الشبكة أن قصفا بالطيران الحربي أصاب حي جوبر، وأن اشتباكات تدور في حي مخيم اليرموك بين الجيش الحر وقوات النظام، وذكرت أن قوات النظام شنت حملة دهم واعتقالات في حي نهر عيشة.

وذكر ناشطون للجزيرة أن قوات النظام تكثف عملياتها الأمنية في العاصمة حيث قصفت مسجد الصحابة في حي تشرين، كما نفذت حملات مداهمة أمنية واعتقالات في حي ركن الدين.

وفي ريف دمشق، قصفت القوات النظامية بالمدفعية الثقيلة مدن وبلدات السبينة وداريا ومعضمية الشام ومناطق عدة بالغوطة الشرقية، كما شنت حملة دهم واعتقالات في مدينة قطنا، حسب الشبكة.

تقدم للحر

وأفادت الشبكة بأن القصف من قبل قوات النظام تجدد على مدينة الحولة بريف حمص، في حين قال الجيش الحر إنه سيطر على حاجز “الأملس”، أحد أكبر حواجز جيش النظام شمال مدينة الرستن بريف حمص.

وأعلنت ما تعرف بجبهة التوحيد أنها عثرت على 20 جثة لجنود مجهولي الهوية في الحاجز في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة. ويتزامن ذلك التقدم مع استهداف قوات النظام أحياء حمص القديمة بالقصف.

أما في حلب فقد قصف طيران جيش النظام بلدة عنجارة بريف المدينة، في حين تستمر الاشتباكات عند جبل شوينحة وبلدة معارة الأرتيق بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام ريف حلب الشمالي مدعومة بقوات حزب الله اللبناني.

وقد كثف الجيش استهداف مطار منغ العسكري في ريف حلب أمس، مؤكدا أنه بات يسيطر على مساحات واسعة منه.

من جانبه، قال مركز حلب الإعلامي إن اشتباكات متقطعة تدور منذ بعيد منتصف الليلة الماضية في جبهة حي الإذاعة وسيف الدولة وصولا إلى صلاح الدين، وجبهة حي كرم الجبال.

يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه شبكة شام أن الجيش الحر أعلن في ريف حلب النفير العام، ودعا الشباب الثائر للانضمام إليه.

وفي ريف درعا، حيث يشكو الجيش السوري الحر من نقص في الذخيرة كما أفاد مراسل الجزيرة هناك، أصاب قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة مدن وبلدات جلين وطفس والمزيريب ومعظم بلدات وادي اليرموك، وسط اشتباكات عنيفة على حاجز مساكن جلين بين الجيش الحر وقوات النظام.

أما في دير الزور فهناك قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على معظم أحياء مدينة دير الزور، بالإضافة إلى اشتباكات عنيفة في أحياء الرشدية والعمال بين الجيش الحر وقوات النظام.

جبهات أخرى

جاء ذلك بعد أن أعلن الجيش الحر سيطرته الكاملة على معسكر الإسكان العسكري في محافظة إدلب شمالي سوريا أمس، بحسب المركز الإعلامي السوري.

في الوقت نفسه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين ينتمون إلى عدة تجمعات تمكنوا من السيطرة على تجمع قوات النظام السوري في “مركز الإسكان العسكري” قرب المدخل الشرقي لمدينة إدلب بعد “اشتباكات عنيفة” دامت ثلاثة أيام.

وأضاف المرصد أن المعارك شهدت سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام وخسائر بشرية في صفوف كتائب الثوار، في حين تحدثت لجان التنسيق المحلية عن مقتل أكثر من 400 عنصر تابعين لقوات النظام خلال المعارك ذاتها.

وكان مصدر عسكري في الجيش السوري الحر أكد في وقت سابق اليوم أن الجيش “سيطر على ثلاثة مداخل رئيسية لمحافظة إدلب شمال سوريا”. وكان الجيش الحر سيطر في السابق على حاجزين عند مداخل المدينة الحدودية مع تركيا.

وتزامن ذلك مع تصعيد قوات النظام قصفها لمدينة الرقة شمال البلاد.

تنديد أممي بتدخل حزب الله بسوريا

                                            ندد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس الجمعة بتدخل مقاتلين أجانب في القتال الدائر في سوريا، بما في ذلك مقاتلون من حزب الله اللبناني يدعمون الحكومة، وتبنى قرارا يحث كل الأطراف على الكف عن المساهمة في تصعيد الصراع.

وتبنى المجلس -الذي يتخذ من جنيف بسويسرا مقرا له- قرارا قدمته دول عربية وغربية يحث كل الأطراف على الكف عن المساهمة في تصعيد الصراع الذي راح ضحيته 93 ألف قتيل على الأقل بنهاية أبريل/نيسان.

وأدان القرار بشدة “تدخل كل المقاتلين الأجانب” بما في ذلك “من يقاتلون إلى جانب النظام” وذكر حزب الله بالاسم. وقال إن “تدخل المقاتلين الأجانب أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني وحقوق الإنسان، مما له انعكاس خطير على المنطقة”.

وندد القرار الذي أصدره المجلس أمس “بكل المجازر” المرتكبة في سوريا، وقال إن “مرتكبيها يجب أن يحاسبوا”، كما ندد بالعنف بصورة عامة، وخاصة عندما يستهدف المدنيين كما ندد “بالأعمال الإرهابية وأعمال العنف التي تثير توترا طائفيا مهما كان مصدرها”.

ودعا القرار إلى السماح بـ”الدخول الفوري والكامل وغير المقيد” للجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة معنية بالنزاع السوري، ذكرت هذا الشهر أن القتال قد بلغ مستويات جديدة من الوحشية، وأن هناك أسبابا منطقية تدعو للاعتقاد بأن أسلحة كيميائية استخدمت.

كما طالب المجلس بالسماح لمنظمات إغاثة أن تعمل عبر الحدود السورية.

تصويت

وصوتت فنزويلا وحدها ضد القرار الذي قدمته قطر نيابة عن بريطانيا والكويت والسعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، في حين صوتت 37 دولة لصالح القرار وامتنعت تسع دول.

وأعربت دول من أميركا اللاتينية وآسيا من بينها البرازيل وباكستان عن قلقها بسبب عدم استخدام المجلس لهجة قوية لاستنكار تدفق الأسلحة إلى سوريا.

وقال سفير سوريا فيصل خباز حموي إن القرار يغض الطرف عن وجود الجهاديين من أكثر من أربعين دولة، وإن دولا بعينها ممن رعوا القرار مولت ودربت ودعمت هؤلاء الجهاديين.

أما روسيا -التي يتمتع سفيرها بدرجة المراقب الذي لا يحق له التصويت- فقد أعربت عن أسفها لمشاركة الولايات المتحدة في تقديم القرار رغم الجهود الروسية الأميركية المشتركة لعقد مؤتمر للسلام. وقال السكرتير الثاني الروسي رومان كشاييف إن “القرار الأخير المنحاز بشأن سوريا يتحدث عن حزب الله لكن لا يظهر أي قلق بشأن ألف جماعة مسلحة متمردة مدججة بالسلاح وتتلقى تمويلا جيدا”.

يشار إلى أن المجلس كان قد تبنى قرارا في 29 مايو/أيار الماضي أدان فيه تدخل “مقاتلين أجانب” دون أن يذكر حزب الله بالاسم عندما كان وقتها منخرطا في القتال إلى جانب قوات النظام السوري في مدينة القصير. ودعا المجلس وقتها الأمم المتحدة إلى التحقيق في الأحداث التي تدور في القصير.

انشقاق 71 ضابطا سورياً لجؤوا لتركيا

                                            قال مسؤول تركي السبت إن 71 ضابطا سورياً -بينهم ستة من كبار القادة- فروا إلى تركيا، وهو أكبر انشقاق جماعي لضباط كبار عن قوات الأمن السورية منذ شهور.

وكانت الولايات المتحدة قالت إنها ستزود مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح بعد حصولها على دليل على أن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيمياوية ضد مقاتلي المعارضة الذين يسعون لإنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد.

يذكر أن سوريا تشهد انشقاقات -بين الحين والآخر منذ اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل أكثر من عامين- في صفوف قوات الجيش والأمن من جميع الرتب، وكان آخرها قبل شهر حين أعلن مائتا جندي -في شريط مصور بُث على مواقع الثورة السورية- انشقاقهم عن الجيش النظامي السوري في المنطقة الشرقية، ولجؤوا إلى عناصر الجيش السوري الحر المعارض.

وقبل ذلك بشهرين أعلن اللواء محمد نور عز الدين خلوف -رئيس هيئة الإمداد والتموين في الجيش السوري- انشقاقه عن النظام، ويُعد اللواء خلوف من الشخصيات الهامة في الجيش النظامي السوري. وقالت كتائب درعا إنها نسقت عملية انشقاق اللواء ونقله من مقره في دمشق، حتى وصوله إلى الأراضي الأردنية.

كما قالت لجان التنسيق حينها إن 25 جنديا نظاميا انشقوا أيضا من فرع الأمن العسكري في تدمر بريف حمص.

وفي فبراير/شباط الماضي أعلن أكثر من 300 عسكري سوري انشقاقهم في دمشق وريفها. وتعهد قادة ميدانيون في الجيش الحر بتأمين إيصالهم إلى ذويهم في محافظات حماة وإدلب وحلب. وقال عدد من المنشقين إن بعض الألوية انشق أكثر من ثلثيها.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي انشق 650 عسكريا بينهم خمسون ضابطا في ريف دمشق بتأمين من لواء الإسلام.

الجيش الحر يتعهد بإسقاط الأسد في 6 أشهر إذا أعطي السلاح

مصادر أوروبية أكدت أن لا نية لإرسال صواريخ مضادة للطائرات تطلق من فوق الكتف

دبي – قناة العربية، رويترز

بعد إعلان واشنطن الدعم، تعهد الجيش الحر بإسقاط الأسد في غضون ستة أشهر، إذا تأمن السلاح المناسب. وحث اللواء سليم إدريس قائد الجيش السوري الحر الدول الغربية على تزويد الجيش بمضادات للطائرات والصواريخ وإقامة منطقة حظر للطيران. وأكد أن الجيش الحر بإمكانه لو حصل على الأسلحة الضرورية هزيمة جيش الرئيس السوري بشار الأسد في غضون ستة أشهر.

وأضاف: “هذا الأمر يعتمد على مدى الدعم الذي سيقدمونه لنا. إذا كان لدينا القليل ستستمر المعركة وقتاً طويلاً. وإن كان لدينا ما يكفي فنحن منظمون بشكل جيد. ونحتاج القليل من التدريب. فإذا حصلنا على التدريب والسلاح أعتقد أننا نحتاج نحو ستة أشهر لإطاحة النظام.

يأتي هذا في وقت أعلنت مصادر أمنية أوروبية، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” أنه من المحتمل أن تتضمن الأسلحة التي تعتزم الولايات المتحدة إرسالها إلى مقاتلي المعارضة في سوريا قذائف صاروخية ومورتر، بهدف التصدي للمدرعات والدبابات بعدما وافق أوباما على تسليح المعارضة. إلا أن تلك المصادر أضافت أنه لا نية لإرسال صواريخ مضادة للطائرات تُطلق من فوق الكتف. لكن مسؤولاً أميركا ذكر في الوقت عينه، أنه لا يتوقع أن تؤثر المساعدات الأميركية الجديدة في مجريات الأحداث بسوريا على نحو خطير.

خبير عسكري: تقديرات إدريس بإسقاط الأسد غير واقعية

شدد على أهمية تسليح المعارضة بأسلحة نوعية مع تطبيق حظر طيران عسكري

دبي – قناة العربية

وصف الدكتور علي التواتي، الخبير العسكري والاستراتيجي، في حديثه لنشرة “الرابعة” على قناة “العربية” تقديرات قائد الجيش الحر، سليم إدريس، بإسقاط نظام الأسد في 6 أشهر بأنها غير واقعية في هذه المرحلة في حال لم يتم تسليح المعارضة بأسلحة نوعية مع تطبيق حظر الطيران العسكري على المناطق التي يسيطر عليها الثوار.

وقال إن أميركا بدأت بخيار تسليح المعارضة، وهو الخيار الأقل بين تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر أو فرض منطقة حذر طيران، مؤكداً أن أوباما جاد في تسليح المعارضة إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، موضحاً أن أميركا استبعدت فرض منطقة حظر طيران حتى على نطاق محدود يشمل حلب وإدلب.

وأوضح أن قرار تسليح المعارضة كان قراراً بالخطوط العريضة، حيث لم يتم توضيح نوعية الأسلحة: هل هي كبيرة أو صغيرة، أو من ذات صنع أميركي أو من دول أخرى برعاية أميركية، ولم يتم تحديد حجم هذا التسليح.

ونوه بأن الكمية القليلة من الصواريخ التي حصل عليها الثوار من القوات السورية استطاعوا بها إسقاط 15 طائرة ميغ وهليكوبتر، موضحاً أهمية وجود منطقة حظر طيران لحمايتها.

وكان اللواء سليم إدريس قائد الجيش السوري الحر حث الدول الغربية على تزويد الجيش بمضادات للطائرات والصواريخ وإقامة منطقة حظر للطيران، قائلاً إن بإمكانه لو حصل على الأسلحة الضرورية هزيمة جيش الرئيس السوري بشار الأسد في غضون ستة أشهر.

وأضاف “هذا يعتمد على مدى الدعم الذي سيقدمونه لنا إذا كان لدينا القليل ستستمر المعركة وقتا طويلاً وإن كان لدينا ما يكفي فنحن منظمون بشكل جيد نحتاج القليل من التدريب، وإذا ما حصلنا على التدريب والسلاح أعتقد أننا نحتاج نحو ستة أشهر للإطاحة بالنظام”.

من جانبه اعتبر لافروف أن أي محاولة لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا باستخدام مقاتلات أف16 وصواريخ باتريوت من الأردن سينتهك القانون الدولي.

وقال “إن نشر صواريخ الباتريوت في الأردن وإبقاء طائرات إف 16 تمهد لإقامة منطقة حظر جوي داخل سوريا لمساعدة المعارضة ونعتقد أنها توجد هناك أيضا للعمل على إسقاط الطائرات السورية من الأردن”.

سوريا.. عوائق أمام تطبيق حظر جوي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أي محاولة لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا باستخدام مقاتلات إف 16 وصواريخ باتريوت من الأردن ستنتهك القانون الدولي.

جاء هذا التصريح بعد رفض واشنطن فكرة فرض منطقة حظر جوي في سوريا لمساعدة مقاتلي المعارضة، على لسان مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس الذي قال إن “فرض هذه المنطقة أخطر وأصعب في سوريا عما كان عليه الوضع في ليبيا”.

إلا أن صحيفة فورن بوليسي نشرت خريطة لـ 23 موقعا عسكريا ينبغي ضربها لفرض منطقة حظر جوي في البلاد التي تشهد نزاعا مسلحا راح ضحيته وفقا لآخر الإحصائيات أكثر من 93 ألف قتيل.

ووفقا لذات المصدر قام سلاح الجو السوري ما بين115-141 ضربة جوية شهريا خلال الربع الأول من هذا العام مستخدما طائرات دلفين التدريبية L-39، وهي تشيكوسلوفاكية الصنع، ومروحيات من تصميم الاتحاد السوفيتي طراز مي 8، ومي 17، ومي 24.

وقد تكون هذه الأسلحة قديمة إلا أنها أحدثت فرقا في أرض المعركة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة المسلحة.

وتظهر الخريطة مواقع عسكرية في ريف العاصمة دمشق، وريف مدينة حلب، وريف مدينة حماة، وريف الرقة ودير الزور والسويداء.

وعن ذلك قال كريستوفر هارمر، من معهد الدراسات الحربية، إن الدفاعات الجوية المتطورة لدى الرئيس السوري بشار الأسد هي دفاعات ثابتة ما يجعلها هدفا سهلا لهجمات مسلحي المعارضة.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز وخبراء آخرين يستعد الأميركيون لتسليم أسلحة خفيفة وذخائر لكن ليس صواريخ أرض-جو يطالب بها مقاتلو المعارضة للتصدي لطيران القوات الحكومية السورية.

كما تحدثت صحيفة وول ستريت جورنال عن أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمر وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بالتنسيق سرا مع الدول الحليفة التي ترسل مساعدات غير فتاكة للمعارضة.

وسيتصدر الملف السوري مواضيع مجموعة الثماني الذي ينعقد الاثنين في المجمع الفندقي الفخم لوخ آرن في الريف الإيرلندي الشمالي، حيث ستسنح فرصة أمام أوباما ونظرائه الغربيين لبحث هذه المسألة وجها لوجه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الحليف الرئيسي لنظام الأسد.

وصرح المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف في موسكو أن “بوتين وأوباما سيتحدثان عن تطبيق المبادرة الروسية الأميركية الرامية للتحضير لعقد مؤتمر دولي في جنيف سعيا لإيجاد حل للنزاع السوري”.

واتهم البيت الأبيض الخميس الماضي، وللمرة الأولى، النظام السوري باللجوء إلى أسلحة كيماوية منها غاز السارين في نزاعه مع مقاتلي المعارضة، واعدا بتقديم مساعدة عسكرية إلى هؤلاء.

لكن موسكو شككت في اتهامات الولايات المتحدة لدمشق، داعية واشنطن إلى على عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبته في العراق قبل 10 أعوام.

سوريا تدين “المزاعم” الأمريكية بشأن استخدام الكيميائي

نفت سوريا ما سمتها المزاعم الامريكية “الحافلة بالكذب” بشأن استخدامها لأسلحة كيميائية خلال الصراع الدائر بها منذ أكثر من عامين.

وقالت الخارجية السورية إن الولايات المتحدة “اختلقت المعلومات الواردة في التقرير” لتبرير تسليح المعارضة.

وأضافت في بيان أن واشنطن لجأت إلى “تكتيكات رخيصة” لتبرير قرار أوباما بتسليح المعارضة.

كان البيت الأبيض أعلن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قرر أن يمدّ المعارضة السورية بالأسلحة بشكل مباشر، في قرار يصدر للمرة الأولى.

وقال بين رودس نائب مستشار الرئيس الامريكي للأمن القومي إن أوباما قرر تقديم “دعم عسكري” للجيش السوري الحر والائتلاف الوطني السوري المعارض ولكنه ليس في وسعه مناقشة نوع المساعدة بصورة علنية.

وقال رودس “سيكون الامر مختلفا في مداه ومستواه عما نقدمه”، وأضاف الدعم الاضافي سيوجه لزيادة فاعلية المعارضة السورية. وتمد الولايات المتحدة المعارضة المسلحة حاليا بالمعونة الغذائية والاسعافات الطبية.

وكشفت الولايات المتحدة في خطاب إلى الأمم المتحدة تفاصيل ما تقول إنه استخدامات للجيش السوري الحكومي للأسلحة الكيميائية ضد المعارضة في الصراع الدائر في البلاد.

“السلام لا السلاح”

وفي الوقت الذي أعلنت مصادر عن نوعية الأسلحة التي تعتزم واشنطن تقديمها للمعارضة، ومن بينها أسلحة ثقيلة مثل القذائف الصاروخية والهاون، بدا أن هناك تحفظا أمريكيا على فرض منطقة حظر طيران في الأجواء السورية.

لكن روسيا حذرت في وقت سابق من أن تسليح المعارضة السورية من شأنه أن يزيد من حدة العنف، وأعربت عن تشككها في الإعلان الأميركي عن إستخدام القوات الحكومية السورية أسلحة كيميائية.

كانت سوريا قد طلبت بتحقيق عن هجوم كيميائي مزعوم يوم 19 مارس/اذار في خان العسل، الذي انحت باللائمة فيه على المعارضة المسلحة.

ولكنها رفضت السماح لفريق المحققين التابع للأمم المتحدة ، بقيادة خبير الاسلحة الكيميائية السويدي اكي سيلستورم، بالدخول إلى سوريا لإجراء تحقيق اشمل يتضمن إلى جانب الحادث مزاعم أخرى أثارتها بريطانيا وفرنسا.

وأفاد تقرير للأمم المتحدة بمقتل ما يزيد عن 93 ألف شخص خلال الصراع السوري المتواصل منذ عامين لكن متحدثا باسم بان كي مون الامين العام للأمم المتحدة اكد أن المنظمة الدولية ترى أن الشعب السوري بحاجة إلى “السلام أكثر من حاجته للسلاح”.

انشقاق جماعي

وفي سياق الأزمة السورية، أفادت تقارير بأن عشرات الضباط انشقوا من الجيش النظامي في سوريا.

وقال مسؤول تركي لوكالة رويترز للأنباء إن 71 ضابطا، بينهم ستة برتبة لواء، انشقوا عن الجيش السوري وفروا إلى تركيا.

ولم يتضح على الفور سبب انشقاق الضباط الذي جاء الإعلان عنه بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة اعتزامها تسليح المعارضة.

ويعد هذا أكبر انشقاق جماعي لضباط برتب رفيعة من الجيش النظامي السوري، بحسب رويترز.

قصف

إلى ذلك، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان النظام السوري قصف بالطيران والمدفعية جيوباً للمقاتلين في دمشق وضواحيها لا يزال يسيطر عليها المقاتلون على رغم الغارات اليومية.

وقال المرصد ان الغارات استهدفت حي جوبر في الضاحية الشرقية للعاصمة السورية، والتي تشهد معارك شبه يومية بين الجنود والمقاتلين.

ويؤكد المرصد أنه يستند المرصد في معلوماته إلى شبكة واسعة من الناشطين والمصادر الطبية المدنية والعسكرية.

وقصفت قوات النظام مجددا حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة ودهمت منازل في حي ركن الدين.

في المقابل، دارت معارك فجر السبت في ضواحي مخيم اليرموك الفلسطيني في الضاحية الجنوبية للعاصمة، التي تتعرض ايضا لعمليات قصف يشنها النظام.

وبالقرب من العاصمة، تعرضت معضمية الشام والسبينة ومنطقة وادي بردى لقصف بمدافع الهاون اسفر عن اصابات واضرار مادية.

وعند اطراف مليحا في شرق دمشق، اسفرت معارك عنيفة عن ضحايا في صفوف الجانبين، وفق المرصد.

الى ذلك، قصف الجيش السوري بقذائف الهاون احياء في حمص، وفي مدينة الرستن في محافظة حمص.

وفي حلب، هاجمت القوات النظامية حيي الاشرفية وبني زيد.

وفي منبج في محافظة حلب، وقع اتفاق بين مجموعة كردية ومقاتلين معارضين بهدف اسقاط النظام وتجنب المشكلات التي وقعت بين العرب والاكراد في مناطق اخرى، بحسب ما اوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن.

وفي دير الزور، كلف المجلس العسكري التابع للمقاتلين المعارضين كتيبتين متابعة الشؤون الامنية لمنع اندلاع مواجهات طائفية، بعد حادث وقع هذا الاسبوع في قرية حطلة ذات الغالبية السنية، بحسب المرصد.

BBC © 2013

أمريكا: الحل السياسي للحرب في سوريا في خطر

واشنطن (رويترز) – قالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم السبت نقلا عن تصريحات لوزير الخارجية جون كيري قوله إن استخدام قوات الحكومة السورية أسلحة كيماوية وتدخل مقاتلي حزب الله يظهران عدم إلتزام الرئيس بشار الاسد بالمفاوضات ويهددان “بجعل التسوية السياسية بعيدة المنال.”

وأصدرت الوزارة بيانا بعد أن تحدث كيري مع وزير الخارجية العراقي.

وقال البيان “أكد وزير الخارجية من جديد أن الولايات المتحدة تواصل العمل بنشاط من أجل حل سياسي بغية عقد اجتماع جنيف الثاني لكن استخدام أسلحة كيماوية وتزايد تدخل حزب الله يظهران عدم التزام النظام بالمفاوضات ويهددان بجعل التسوية السياسية بعيدة المنال.”

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير وجدي الالفي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى