أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 24 تشرين الثاني 2012


طهران وموسكو تحذران الـ«ناتو» من نشر صواريخه قرب سورية

دمشق، طهران، موسكو، انقرة – ا ف ب

انضمت ايران امس الى مجموعة الدول التي انتقدت الطلب الذي قدمته تركيا الى حلف شمال الاطلسي (ناتو) لنشر صواريخ «باتريوت» على حدودها مع سورية. اذ اعلن الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنبراست ان طهران حذرت انقرة من مغبة نشر الصواريخ، معتبرة ان هذا الامر «لن يساعد على تسوية الوضع في سورية بل سيؤدي الى تفاقمه وزيادة تأزيمه». واضاف «ان الاصرار على حل الازمة السورية بالوسائل العسكرية هو السبب الرئيسي للتوتر والمخاطر في المنطقة. وعلى الدول الفاعلة اكثر من غيرها البحث عن حلول سياسية للازمات الاقليمية».

كذلك حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من ان نشر هذه الصواريخ قد يتسبب «بنزاع مسلح خطير». وقال ان «تكديس الاسلحة يطرح تهديدات ويشجع على الارجح الذين يريدون اللجوء بشكل اكبر الى القوة». واجرى لافروف بهذا الصدد اتصالاً مع الامين العام لـ «ناتو» اندرس فوغ راسموسين وعبر له عن «قلق» موسكو من اقتراح نشر الصواريخ.

واكد راسموسن لوزير الخارجية الروسي ان نشر هذه الصواريخ «دفاعي فقط» ولن يؤدي الى اقامة منطقة حظر جوي او الى عمليات هجومية. وقال ان الهدف من نشر الصواريخ هو «تعزيز القدرات الدفاعية الجوية لتركيا من اجل حماية شعبها واراضيها». واوضح ان هذا القرار سيساهم في الحد من تصاعد الازمة على الحدود الجنوبية الشرقية للاطلسي.

واعتبرت الحكومة السورية ان طلب تركيا نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود بين البلدين، «خطوة استفزازية جديدة». وحمّل مصدر مسؤول في الخارجية السورية الحكومة التركية «مسؤولية عسكرة الاوضاع على الحدود السورية – التركية وزيادة التوتر والاضرار في مصالح الشعبين الصديقين».

وتأتي التحذيرات الايرانية والروسية والحملة السورية على انقرة بسبب قضية الصواريخ، على رغم تأكيد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو امس ان النشر المحتمل لهذه الصواريخ يرتدي طابعا دفاعيا بحتا و»لا داعي لقلق اي دولة وخاصة روسيا». واوضح لدى بلاده حدودا بطول 900 كلم مع سورية وانها تعرضت «لانتهاكات حدودية» من طرف دمشق. وادت قذائف سورية سقطت في تركيا الشهر الماضي الى مقتل خمسة اتراك، ما استدعى رداً من الجيش التركي. وذكر مصدر تركي انه ينتظر وصول بعثة من حلف الاطلسي بعد غد الاثنين الى جنوب شرقي تركيا، قبالة الحدود السورية، لاجراء تقويم مع رئاسة الاركان التركية لعدد بطاريات «باتريوت» التي يمكن نشرها على الاراضي التركية وموقعها.

في هذا الوقت اكد رئيس مجلس الشورى الايراني علي اكبر لاريجاني خلال زيارته امس لدمشق حيث التقى الرئيس بشار الاسد، في بداية جولة ستقوده الى لبنان وتركيا على «الدور الطليعي» الذي تلعبه سورية في دعمها المقاومة».

وبحسب «سانا»، تناول اللقاء تطورات المنطقة، وابدى الطرفان خلاله «حرص سورية وايران على التمسك بنهج المقاومة والاستمرار بتعزيزها ودعمها على جميع الصعد». وانتقد لاريجاني «بعض دول المنطقة» التي اتهمها بارسال مجموعات مسلحة، كما التقى في مقر السفارة الايرانية في العاصمة السورية ممثلين للفصائل الفلسطينية و»الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة» (احمد جبريل).

من جهة اخرى، اتفقت المجموعات الكردية الرئيسية في سورية على تشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة المقاتلين المعارضين في شمال شرقي البلاد. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ناشط كردي عرّف عن نفسه باسم «هفيدار» انه تم الاتفاق في اقليم كردستان العراق بين المجلس الوطني الكردي ومجلس غرب كردستان على تشكيل قوة عسكرية كردية موحدة لحماية المناطق الكردية والحفاظ على المنطقة من كل من يكون خطرا على امنها. وتتألف القوة من عناصر في حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي والمنشقين الاكراد المتواجدين في اقليم كردستان. وتأتي هذه الخطوة بعد اشتباكات في الايام الماضية بين مقاتلين سوريين معارضين من «جبهة النصرة» و»تجمع غرباء الشام» ذات التوجه الاسلامي، ومقاتلين اكراد من لجان الحماية الشعبية، في مدينة رأس العين في محافظة الحسكة.

وعلى الصعيد الميداني، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري قصف امس عدة بلدات في ريف دمشق. وشمل القصف داريا ومعضمية الشام. كما تعرضت مناطق في محافظات درعا وادلب وحلب ودير الزور للقصف المدفعي. وكانت حصيلة عدد القتلى حتى مساء امس، بحسب المرصد، 138 شخصا هم اربعون مقاتلا من المعارضة و45 جنديا و44 مدنيا.

وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها المفوضية العليا للاجئين تضاعف منذ مطلع ايلول (سبتمبر) الماضي وزاد عن 440 الفا اي بزيادة اكثر من 213 الف لاجيء. وقال الناطق باسم المفوضية ادريان ادواردز

ان هذه الارقام لا تشمل مئات آلاف السوريين غير المسجلين.

ومن اصل الـ 440 الف لاجىء احصت المفوضية 127420 في لبنان و125670 في الاردن و123747 في تركيا و55685 في العراق و9734 في دول اخرى في شمال افريقيا. وفي العراق زاد عدد اللاجئين السوريين المسجلين او غير المسجلين ثلاثة اضعاف منذ مطلع ايلول وارتفع من 18700 الى 56 الفا. وانتقل ثلاثة ارباع هؤلاء اللاجئين الى منطقة كردستان. وفي الاردن يستمر تدفق اللاجئين مع وصول حوالى 4500 شخص في الايام الثمانية الماضية «في حالة ارهاق»، معظمهم من النساء والاطفال من بلدات في ريف درعا.

 معارك عنيفة في دمشق وقصف على الاحياء الجنوبية للعاصمة

بيروت – ا ف ب

وقعت اشتباكات صباح اليوم السبت في جنوب دمشق بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين تخللها قصف على بعض الاحياء، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان ان “الاشتبكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة استمرت لعدة ساعات في حيي القدم والتضامن في دمشق سقط خلالها عدد من القذائف على المنطقة”.

وكان اشار في بيان سابق الى ان المعارك شملت محيط حي الحجر الاسود في المدينة وترافقت مع قصف مصدره القوات النظامية. وقتل مقاتل معارض في حي القدم. وكانت اشتباكات مماثلة سجلت ليلا.

وفي ريف دمشق، قصفت طائرات حربية مناطق عدة في الغوطة الشرقية، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض مدينة الزبداني في الريف للقصف من القوات النظامية صباح السبت.

وقال المرصد ان حلب ثاني مدن البلاد، تشهد ايضا معارك عنيفة بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة.

وتركزت الاشتباكات في محيط فرع المخابرات الجوية وشارع النيل في المدينة، في حين تعرض حي الشعار للقصف من القوات النظامية.

في محافظة حمص ، افاد المرصد وناشطون عن تعرض مدينة الرستن التي تحاول القوات النظامية اقتحامها منذ اشهر للقصف العنيف ما تسبب بمقتل امرأة.

في محافظة الحسكة، افاد المرصد عن “هدوء يسود مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، في ظل جهود يقوم بها بعض الاطراف للوصول الى مصالحة” بين المقاتلين الاكراد والمقاتلين المعارضين الذين دخلوا المدينة في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) بعد معارك دامية مع القوات النظامية انتهت بانسحاب هذه الاخيرة.

وادت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سورية الجمعة الى مقتل 61 شخصا هم 22 مدنياً و22 مقاتلاً معارضاً و17 عنصرا من قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

موسكو تحذّر حلف شمال الأطلسي من نشر “باتريوت” على الحدود التركية

أعربت موسكو عن معارضتها لطلب نشر صواريخ “باتريوت” على حدود تركيا مع سوريا والتي يقول حلف شمال الاطلسي إنها ستعزز الأمن بينما ترى موسكو إنها ستقوضه.

 وروسيا ليست عضوا في الحلف ولا تستطيع إعاقة قراراته، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد معارضة بلاده لهذه الخطوة في اتصال هاتفي مع الأمين العام للحلف اندرس فون راسموسن. وقال :”مبعث القلق الرئيسي هو أنه كلما زاد كم الأسلحة هناك زاد خطر استخدامها”.  وحاول راسموسن الجمعة طمأنة روسيا الى نشر الصواريخ،قائلا ان الامر لا يعدو كونه تدبيرا “دفاعيا فقط”. وصرحت الناطقة باسمه كارمن روميرو  بأن النشر المحتمل للصواريخ “سيكون رادعا لأي تهديدات محتملة ومن ثم سيساهم في الحد من تصعيد الأزمة على طول الحدود الجنوبية الشرقية لحلف شمال الأطلسي”.

لكن لافروف نبه الى أن نشر الصواريخ قد يؤدي إلى العكس.

 ومن المتوقع ان ترد الدول  الاخرى الـ27 في الحلف مطلع الاسبوع المقبل على الطلب الذي قدمته أنقرة الاربعاء لنشر هذه الصواريخ “بعد درس معمق من الخبراء العسكريين للحلف”، كما قال مصدر ديبلوماسي.

 وبينما استقبل الرئيس السوري بشار الاسد رئيس مجلس الشورى الاسلامي في ايران علي لاريجاني ، التقى وزير الخارجية التركي احد داود اوغلو رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ” احمد معاذ الخطيب.

انقلاب مرسي يفجّر ثورة ثانية في مصر

واشنطن قلقة وتدعو إلى حلّ المشاكل بالحوار

وص ف، رويترز، أب، أش أ، ي ب أ

إحراق مقار حزب الحرية والعدالة في بور سعيد والاسماعيلية والسويس

مرسي دافع عن قراراته، قائلا “انه يعمل من اجل الاستقرار وتداول السلطة”

اغتنم الرئيس المصري محمد مرسي المتحدر من جماعة “الاخوان المسلمين” الثناء الاميركي والدولي الواسع على الوساطة التي اضطلع بها في اتفاق التهدئة في غزة، لتشديد قبضته على السلطة في مصر باعلان دستوري فوض الى نفسه بموجبه صلاحيات مطلقة ووضع نفسه فوق أية رقابة أو مساءلة، وجرد السلطة القضائية من صلاحياتها، في خطوة اعتبرها خصومه، وفي مقدمهم القوى المدنية، انقلاباً على الثورة التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك وكرسته “فرعونا” مطلق الصلاحية.

وفجر الاعلان الدستوري موجة غضب واسعة، هي الاوسع نطاقاً والاعنف منذ تسلم مرسي منصبه الصيف الماضي، وتسبب باشتباكات في وسط القاهرة وعدد من المدن في أنحاء البلاد، خلفت مئة جريح على الاقل، وعكست الانقسام السياسي الحاد حيال الاتجاه الذي يتعين على البلاد اتخاذه بعد سنتين تقريبا من انهيار نظام مبارك.

واستعاد ميدان التحرير الذي قصده عشرات الآلاف من المتظاهرين هتافات “ثورة 25 يناير”: “الشعب يريد اسقاط النظام”. كما هتف هؤلاء: “يا مبارك قول لمرسي الزنزانة بعد الكرسي” و”ارحل ارحل زي مبارك قول لي مين في الثورة اختارك”.

واحرق المتظاهرون مقار حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لـ”الاخوان المسلمين” في مدن بورسعيد والاسماعيلية والسويس.

وحمل قادة القوى المدنية، بمن فيها المرشحان الرئاسيان السابقان محمد البرادعي وعمرو موسى، على قرارات الرئيس، واتهموه بأنه صار “فرعونا مستبدا يريد فرض رؤيته للإسلام على المجتمع”.

وفي ساعات المساء بدأت قوى سياسية معارضة اعتصاما في ميدان التحرير لمطالبة الرئيس بالتراجع عن الاعلان الدستوري. وقال التيار الشعبي المصري بزعامة المرشح اليساري السابق حمدين صباحي الذي حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية في حزيران ان “التيار الشعبي يعلن بدء اعتصام من مساء اليوم في ميدان التحرير بالاتفاق مع القوى السياسية الثورية كافة”، داعيا ايضا الى تجمع حاشد في ميدان التحرير الثلثاء المقبل.

وافاد منظمو الاعتصام ان 26 حركة وحزبا سياسيا اعلنت حتى الساعة موافقتها على المشاركة في الاعتصام.

وفيما وصف ناشطون القرارات بأنها بمثابة اعلان حال الطوارئ، دافع مرسي أمام مناصرين له تجمعوا أمام قصر الاتحاد الرئاسي عن قراراته، قائلا إنه يعمل من أجل الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي وتداول السلطة.ودعا المصريين إلى المضي قدما نحو بناء مصر جديدة.

واشنطن وباريس

والى الغضب الداخلي، أثارت قرارات مرسي ردوداً دولية.

ودعت وزارة الخارجية الاميركية الى حل المشاكل في مصر ب”الطرق السلمية وعبر الحوار الديموقراطي”.

وقالت الناطقة باسمها فيكتوريا نيولاند في بيان ان”احد تطلعات الثورة كان في ضمان عدم تركز كبير للسلطة في يدي شخص واحد او مؤسسة واحدة”، والولايات المتحدة ترى ان الاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس المصري الخميس “يثير القلق لدى الكثير من المصريين ولدى المجتمع الدولي”.

وفي باريس، خلصت وزارة الخارجية الفرنسية الى ان القرارات التي اتخذها مرسي لا تذهب “في الاتجاه الصحيح”. وصرح ناطق باسمها: “بعد عقود من الديكتاتورية، لا يمكن الانتقال السياسي والديموقراطي ان يتم خلال اسابيع ولا خلال اشهر. وفي هذا الاطار، ان الاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس المصري لا يبدو لنا انه يذهب في الاتجاه الصحيح”. وأضاف: “منذ بدء الثورة دعمنا من دون اي تحفظ وفي كل المجالات انتقالا سياسيا يكون مطابقا لتطلعات الشعب المصري… كما قلنا ان هذا الانتقال يجب ان يؤدي الى اقامة مؤسسات ديموقراطية متعددة تحترم الحريات العامة…وفي اطار هذه المبادئ الاساسية لدولة القانون هناك بالطبع استقلال السلطة القضائية”.

ودعا الاتحاد الاوروبي الرئيس المصري الى التقيد بـ”العملية الديموقراطية”.

ومن المقرر ان تجري الدول الاوروبية مشاورات في شأن الوضع في مصر.

موسكو تحذّر من نشر صواريخ “باتريوت” خشية التسبب بــ”نزاع خطير

الأكراد وحّدوا قوتهم العسكرية استعداداً لمواجهة قوات المعارضة السورية

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

حذرت موسكو من احتمال نشر صواريخ “باتريوت” على الحدود التركية مع سوريا، الامر الذي قد يتسبب، في رأي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، “بنزاع مسلح خطير”. ووصفت دمشق الطلب التركي من حلف شمال الاطلسي لنشر هذه الصواريخ بأنه “خطوة استفزازية جديدة”.

صرح وزير الخارجية الروسي للصحافيين: “بقدر ما تتكدس اسلحة يزداد خطر استخدامها”. واضاف ان “تكديس الاسلحة يطرح تهديدات ويشجع على الارجح اولئك الذين يريدون اللجوء الى القوة على نطاق أوسع”. واوضح ان “نشر اسلحة يطرح تهديداً بان يؤدي اي استفزاز الى نزاع مسلح خطير. ونريد تفادي هذا الامر باي ثمن”.

 وفي بيان صدر في وقت لاحق، قالت وزارة الخارجية الروسية ان لافروف اجرى محادثات مع الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن وعبر له عن “قلق” موسكو من هذه الفكرة.

 والخميس رأى ناطق روسي ان “عسكرة الحدود التركية –  السورية مؤشر مقلق”.

 وكانت انقرة طلبت رسمياً الاربعاء من حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ “باتريوت” المضادة للصواريخ على طول حدودها مع سوريا. وايدت الولايات المتحدة وفرنسا خصوصا هذا الطلب.

وقال راسموسن ان الحلف سينظر في الطلب التركي “في اسرع وقت”. وبين الدول الاعضاء الـ28 في الحلف، وحدها المانيا وهولندا والولايات المتحدة تملك بطاريات صواريخ “باتريوت”.

وبررت وزارة الخارجية التركية طلبها “بالتهديدات والمخاطر التي يمثلها استمرار الازمة السورية على الامن القومي” للبلاد.

ولفت وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى ان هذا “نظام دفاعي، لا داعي لقلق اي دولة وخصوصاً روسيا”.

دمشق

ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين “ادانة سوريا لاقدام الحكومة التركية على خطوة استفزازية جديدة بتقديمها طلبا لحلف الناتو لنصب منظومة صواريخ باتريوت بالقرب من الحدود السورية – التركية”.

وحمل المصدر “حكومة (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) اردوغان مسؤولية عسكرة الاوضاع على الحدود السورية – التركية وزيادة التوتر والاضرار بمصالح الشعبين الصديقين”، معتبراً ان الخطوة التركية تصب “في محاولة لايهام الرأي العام التركي بوجود خطر آت من سوريا”.

وذكر بان حكومة اردوغان “سبق لها ان حشدت وحدات من الجيش التركي على هذه الحدود وفتحت الاراضي التركية لتدريب وتسليح الالاف من الارهابيين السوريين وغير السوريين وقامت بتهريبهم عبر الحدود بهدف سفك الدم السوري”.

 لاريجاني

كذلك حذر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني المعارضة السورية، الى قطر والسعودية من اي “مغامرة” بينما يستعد المقاتلون الاسلاميون والاكراد لحرب شاملة بينهم في شمال البلاد.

 وقال لدى وصوله الى مطار دمشق ان “هناك من يريد المغامرة في المنطقة من خلال التسبب بالمشاكل لسوريا”. واشار الى ان سوريا “هي احدى الدول التي تضطلع بدور مهم في دعم المقاومة”، وان ايران “تؤكد دائماً الدور الطليعي لسوريا في دعمها المقاومة”.

 وقبل مغادرته طهران في طريقه الى دمشق، صرح لاريجاني بان “بعض المجموعات تشن باسم الاصلاح عمليات متهورة وتسعى الى بلبلة الوضع السياسي في سوريا، لكنها لم تتمكن من تحقيق ذلك”. واضاف: “اننا ندعم الديموقراطية والاصلاح في سوريا لكننا نعارض اي عمل متهور”.

والتقى المسؤول الايراني الرئيس السوري بشار الأسد.

القوة الكردية

على صعيد آخر، اتفقت المجموعات الكردية الرئيسية في سوريا على تأليف قوة عسكرية موحدة لمواجهة المقاتلين المعارضين الاسلاميين في شمال شرق سوريا.

 وقال ناشط كردي قدم نفسه باسم هفيدار انه “اتفق في اقليم كردستان العراق بين المجلس الوطني الكردي ومجلس غرب كردستان على تأليف قوة عسكرية كردية موحدة لحماية المناطق الكردية والحفاظ على المنطقة من كل من يكون خطراً على امنها”. واوضح ان القوة “مؤلفة من قوات حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي والمنشقين الاكراد الموجودين في اقليم كردستان”.

وتأتي هذه الخطوة بعد اشتباكات في الايام الأخيرة بين مقاتلين سوريين معارضين من “جبهة النصرة” و”تجمع غرباء الشام” ذات التوجه الاسلامي، ومقاتلين اكراد من لجان الحماية الشعبية، في بلدة رأس العين الحدودية مع تركيا في محافظة الحسكة.

قصف ومواجهات

الى ذلك، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان الجيش السوري قصف بلدات عدة في ريف دمشق ولاسيما منها داريا ومعضمية الشام، مما ادى الى مقتل ثلاثة مدنيين. وقال ان قصفاً مدفعياً بلغ ايضاً مناطق في محافظات درعا وادلب وحلب ودير الزور.

وقتل احد مقاتلي المعارضة في مدينة دير الزور التي تحمل اسم المحافظة التي صار جزء كبير منها خارج سيطرة نظام الرئيس الاسد.

جثة رويلي

وعثر مساء الخميس في دير الزور بشرق سوريا على جثة الاديب السوري محمد رشيد الرويلي متحللة بعد شهرين من خطفه، كما اكد ناشطون ومثقفون معارضون و”المرصد السوري لحقوق الانسان”.

واعلنت منظمة “مراسلون بلا حدود” مقتل اربعة صحافيين وناشطين اعلاميين خلال اسبوع في سوريا، على أيدي القوات النظامية والمقاتلين المعارضين ومقاتلين اكراد. وصدر هذا الاعلان غداة مقتل الصحافي في الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون السورية الرسمية باسل توفيق يوسف باطلاق الرصاص عليه في حي التضامن بجنوب العاصمة السورية.

“الائتلاف الوطني”

 وأعلن وزير الخارجية التركي أن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة  السورية” سيفتح مكتباً تمثيلياً له في اسطنبول.  وقال إن رئيس المكتب سيعتبر “ممثل الشعب السوري”.

كما اعلنت قطر، احدى الدول الاساسية الداعمة للمعارضة السورية، انها طلبت من الائتلاف الوطني تعيين سفير له في الدوحة.

اما الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، فقال إن تونس وليبيا اتفقتا على التريث قبل الاعتراف بالائتلاف الجديد وانهما تريدان معرفة المزيد عن تشكيلته قبل اتخاذ هذه الخطوة.

ونفى المرزوقي، أن تكون بلاده تُسلح المعارضة السورية، أو ترسل “جهاديين” للقتال في سوريا.

الأسد ولاريجاني متمسكان بنهج المقاومة… والأكراد يستعدون للقتال

الإبراهيمي يطرح خطته الخميس… بِرهان إقليمي

محمد بلوط

بدءا من الخميس المقبل، سيكون للمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي خطة تحمل اسمه أسوة بسلفه كوفي انان، وهي تستند استنادا واسعا إلى خطة أنان، وتستوحي النقاط الرئيسة لاتفاق جنيف من دون أن تحسم مثله القضايا الخلافية الجوهرية.

في هذا الوقت، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن بلاده «ماضية في إنجاح الحوار الوطني بالتوازي مع محاربة الإرهاب الذي يسعى لزعزعة أمن واستقرار سوريا والمنطقة»، مبديا ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني «حرص سوريا وإيران على التمسك بنهج المقاومة في المنطقة والاستمرار بتعزيزها».

ويستعد المقاتلون الأكراد لشن هجوم ضخم على المسلحين الإسلاميين، خصوصا في بلدة رأس العين الحدودية مع تركيا، وذلك بعد تشكيل المجموعات الكردية الرئيسية في سوريا قوة عسكرية موحدة لمواجهة مسلحي المعارضة في شمال شرق سوريا.

وقال مسؤول الإعلام في «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي نواف خليل،

لـ«السفير»، «هناك وقف لإطلاق نار لمدة 48 ساعة، وإذا لم ينسحب المسلحون، وهم بالمئات، بالكامل، فإن المقاتلين الأكراد سيتصدون لهم». وأضاف ان «قوات اللجان الشعبية ستقاتل لطرد هؤلاء الغزاة الذين ما كانوا ليتجرأوا على مهاجمة المدينة لو لم يحظوا بدعم وتسليح من تركيا. إن الدفاع عن رأس العين هو دفاع عن كل المدن الكردية». (تفاصيل صفحة 13)

مصدر ديبلوماسي أوروبي قال لـ«السفير» إن المبعوث الأممي إلى سوريا سيقدم الخميس المقبل خطته لحل الأزمة إلى مجلس الأمن، خلال جلسة مقررة للإحاطة بالأوضاع في سوريا. وأوضح أن الخطة الإبراهيمية تستند استنادا واسعا إلى خطة سلفه كوفي انان، وتستوحي النقاط الرئيسة لاتفاق جنيف من دون أن تحسم مثله القضايا الخلافية الجوهرية، لا سيما في ما يتعلق بالمصير السياسي للأسد، الذي كان الاتفاق المعقود في 30 حزيران الماضي، قد جعله رهينة العملية السياسية والمفاوضات بين أركان النظام ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء، والمعارضة السورية.

ويقترح الإبراهيمي في خطته حكومة مختلطة تضم ممثلين عن النظام والمعارضة السورية لإدارة المرحلة الانتقالية التي تمتد حتى نهاية الولاية الحالية للأسد في ربيع العام 2014. وتتمتع الحكومة الانتقالية بصلاحيات تنفيذية واسعة تستحوذ على الصلاحيات الرئاسية الحالية.

وتقوم الخطة بتحييد الأسد الذي تستبقيه في منصبه حتى نهاية ولايته، لكنها تحول الموقع الرئاسي إلى منصب رمزي. كما تنص على انتخابات برلمانية ومحلية بعد انقضاء تلك المدة تحت إشراف الأمم المتحدة.

ولم تشر الخطة، بحسب المصدر الديبلوماسي الأوروبي، إلى أي مفاوضات مباشرة بين النظام والمعارضة، آخذاً بذلك علما برفض المعارضة السورية أي مفاوضات مع النظام. وتعتبر أن الحكومة الانتقالية ستكون طاولة مفاوضات وحواراً تقوم بالإعداد للتعديلات الدستورية المطلوبة، والتسويات التي ستقوم على أساسها سوريا ما بعد الأسد.

وقال المصدر إن الإبراهيمي أطلع المحيطين بالأسد على بعض مفاصل الخطة، لكنهم رفضوا أي اقتراح يؤدي إلى تقليص مساحة الصلاحيات الرئاسية خلال الفترة الانتقالية. وقال محيطون بالأسد إن أي خطة تستبعد حق الرئيس السوري بالتقدم إلى صناديق الاقتراع إلى ولاية رئاسية جديدة لن تكون مقبولة. وتحافظ الخطة الإبراهيمية على الغموض في هذه النقطة، تاركة للحكومة الانتقالية أمر تقرير مشاركة الأسد في الانتخابات أو استبعاده.

ويعتقد الإبراهيمي أن الروس سيوافقون على الخطة، لأنها تستبقي الأسد حتى نهاية ولايته، وهو ما كان اقتراحهم في جنيف، لكنهم لن يتمسكوا به بعد العام 2014. ويراهن الإبراهيمي على موافقة الروس على الخطة لأنها تلبي جزءاً كبيراً من مطالبهم باستعادة اتفاق جنيف وتجاوز الفيتو، والحفاظ على موقع الأسد ولو رمزيا، كما يراهن على أن تهميش الأسد سيساعد على تحقيق تقاطع روسي – أميركي حول خطته، تستجيب للحد الأدنى من المطالب الأميركية للولوج إلى تسوية بين واشنطن وموسكو.

وكان جيفري فيلتمان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية والمدير الأميركي للملف السوري، قد ذكر في الإحاطة السابقة أمام مجلس الأمن، أن اتفاق جنيف لا يزال أساسا صالحا للتسوية في سوريا. ويضع الإبراهيمي خطته في سياق رياح دولية وإقليمية، مصرية خاصا، يعتقد أنها ستسهم في فرضها على جميع الأطراف.

وقال المصدر الديبلوماسي، لـ«السفير»، إن الإبراهيمي سيبلغ مجلس الأمن قراره نقل مقر عمله من نيويورك إلى القاهرة. وكان الإبراهيمي قد رفض البقاء في القاهرة للابتعاد عن الجامعة العربية التي رفض عند تكليفه أن يكون مبعوثها، بسبب سيطرة القطريين خاصة على سياستها في سوريا، حيث انعقد في الدوحة وحدها أكثر من 15 اجتماعا للجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا برئاسة حمد بن جاسم الذي اصطدم الإبراهيمي به منذ اللقاء الأول بينهما.

لكن الإبراهيمي يعيد حساباته للاستفادة من عودة مصر، تحت حكم جماعة الإخوان المسلمين، «عبر نافذة غزة « إلى لعب دور إقليمي مهم. ويطمح إلى الاستفادة من تجدد هذا الدور لحث الرئيس محمد مرسي، على إقناع «إخوان» سوريا، وهم قطب أساسي داخل المعارضة السورية، بالقبول بخطته، وتقديم بعض التنازلات التي تفتح الباب أمام عودة الدور المصري كاملا في المشرق وتسوية الأزمة في سوريا.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد بحث مع لاريجاني، في دمشق، «تطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما بعد فشل العدوان الإسرائيلي على غزة والانتصار الكبير للمقاومة الفلسطينية على هذا العدوان، وحرص سوريا وإيران على التمسك بنهج المقاومة في المنطقة والاستمرار بتعزيزها ودعمها على جميع الأصعدة». مؤكدا أن «سوريا ماضية في إنجاح الحوار الوطني بالتوازي مع محاربة الإرهاب الذي يسعى لزعزعة أمن سوريا واستقرارها والمنطقة بأسرها».

وقال لاريجاني، الذي التقى ممثلين عن قوى تحالف الفصائل الفلسطينية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، «أجرينا مباحثات قيمة وجيدة جدا، وخاصة ما يتعلق بالأحداث التي وقعت في فلسطين والانتصار الكبير الذي حققه الشعب الفلسطيني المسلم والحكومة السورية والشعب السوري. والأسد ووالده المرحوم حافظ الأسد من الأشخاص الذين كان لهم دور مهم جدا في المقاومة الفلسطينية».

حــرب بــاردة بيــن تركيــا وروســيا

دمشـق وموسـكو وطهـران تحـذر مـن نشـر «الباتريـوت»

محمد نور الدين

خطوات متوالية ترفع وتيرة التوتر في المنطقة. أنقرة تطلب من حلف شمال الأطلسي نصب صواريخ «باتريوت» على طول الحدود مع سوريا، رابطة الطلب تحديدا بالوضع في سوريا ومكررة أن حدودها هي حدود «الأطلسي».

ردة الفعل الأعنف جاءت من موسكو التي نصحت أنقرة بعدم نشر الصواريخ وعسكرة الحدود مع سوريا، لأن من شأن ذلك إرسال إشارات سلبية على إطالة الحرب في سوريا. ومن بعدها جاء الرد التركي على الموقف الروسي من رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، من إسلام آباد، حيث قال ان «نشر الباتريوت لا يعني روسيا ومن الخطأ أن تتدخل روسيا في شأن تركي داخلي. والصواريخ هدفها دفاعي عن امن تركيا». تصريحات ومواقف متبادلة لا تذكر إلا بمواقف الحرب الباردة التي عادت بقوة إلى مسرح الأحداث.

ردة الفعل الروسية الحادة لن تثني تركيا عن المضي في هذه الخطوة التي بدأت ترجمتها فعليا حتى قبل تقديم الطلب من خلال ما تداولته وسائل إعلام تركيا من أن الصواريخ وصلت من برلين ومعها خبراء ألمان، خصوصا أن تركيا تتحسب لكل الاحتمالات كما تسعى بكل الطرق لإسقاط النظام السوري.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي خلال لقائه وزيرة خارجية بنغلادش ديبو موني في موسكو، ان بلاده وحلف شمال الأطلسي سيبحثان احتمال نشر صواريخ «باتريوت» قرب حدود تركيا مع سوريا.

وأشار إلى انه سيبحث القضية هاتفيا مع الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن، مضيفا ان راسموسن «يريد في ما يبدو شرح موقف الحلف من هذه القضية». وتابع «مبعث القلق الرئيسي هو أنه كلما زاد كم الأسلحة هناك زاد خطر استخدامها». وأعلن أن روسيا، وهي ليست عضوا في الحلف ولا تستطيع عرقلة قراراته، تدرك أنه ما من أحد ينوي جر الحلف إلى الأزمة السورية. وأضاف «لكن في المجال العسكري لا تهم النيات وإنما تهم الاحتمالات. وعندما تزيد الاحتمالات تزيد المخاطر».

ورأت دمشق أن طلب أنقرة من «الأطلسي» نشر «باتريوت» على الحدود بين البلدين «خطوة استفزازية جديدة». وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية ان «سوريا تدين إقدام الحكومة التركية على خطوة استفزازية جديدة تجاه سوريا بتقديمها طلبا إلى حلف شمال الأطلسي لنصب منظومة صواريخ باتريوت بالقرب من الحدود السورية – التركية، وذلك في محاولة لإيهام الرأي العام التركي بوجود خطر قادم من سوريا».

وأضاف المسؤول ان «سوريا إذ تحمل حكومة اردوغان وحدها مسؤولية عسكرة الأوضاع على الحدود السورية – التركية وزيادة التوتر والإضرار بمصالح الشعبين الصديقين، تؤكد للشعب التركي عدم وجود أي مبرر للقلق، لأن سوريا تحترم سيادة وحرمة الأراضي التركية وتحرص على مصالح الشعب التركي وتسعى لإقامة أفضل العلاقات مع هذا الشعب الجار والشقيق».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان نشر الصواريخ إذا تم فانه «لن يساعد على تسوية الوضع في سوريا بل سيؤدي إلى تفاقمه وزيادة تأزيمه». وأضاف «ان اصرار (بعض الدول الغربية والعربية) على حل الازمة السورية بالوسائل العسكرية هو السبب الرئيسي للتوتر والمخاطر في المنطقة. على الدول الفاعلة اكثر من غيرها في المنطقة البحث عن حلول سياسية للازمات الإقليمية».

مسؤول تركي رفيع المستوى تحدث إلى صحيفة «ميللييت» قائلا ان «تركيا تريد حل المشكلة السورية بالطرق السلمية. وقد صرفنا جهدا كبيرا في هذا الاتجاه. وقذائف المدفعية السورية التي سقطت في أكجاكالي لم تسقط في روسيا، ولم تُضرب طائرة الفانتوم التركية على الحدود الروسية. وليس من قذائف تسقط على تلالهم».

وتذكر الصحيفة ان أنقرة لم ترد على الموقف الروسي، واكتفت بالقول انه إجراء دفاعي لأنها لا تريد الدخول في سجال مع روسيا وتوتير الجو عشية وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة مطلع كانون الأول المقبل. ولا تزال تركيا على قناعة بأنه لا يزال ممكنا إقناع روسيا بالبحث في «مرحلة ما بعد بشار الأسد»، واردوغان يسعى إلى تغيير منظّم في سوريا من دون الرئيس السوري بشار الأسد وسيصب جهوده في مطلع العام المقبل من اجل ذلك مع الرئيسين الروسي والأميركي.

مسؤول تركي آخر رفيع المستوى قال لـ«ميللييت» ان «الباتريوت» ستشكل رادعا لسوريا لمنع تعرضها للطائرات التركية. وتقول مصادر معنية للصحيفة ان تركيا ستنصب بداية بطاريتين للصواريخ، ومن بعدهما ستشتري صواريخ متوسطة المدى وتنصبها على الحدود مع سوريا، علما بأن لدى تركيا أيضا نظام صواريخ خاصا بها تستخدمه حاليا.

وفي معلومات للصحيفة من مصادر أخرى أن هيئة من حلف شمال الأطلسي ستأتي إلى تركيا، وتبحث في الأماكن التي ستنصب فيها الصواريخ، خصوصا أن الحدود مع سوريا طويلة وتصل إلى 877 كيلومترا. ووفقا لهذه المصادر سوف ينشر في النهاية من أربع إلى ست بطاريات صواريخ يشارك في إدارتها 150 خبيرا أجنبيا، ومثل هذا القرار لا يحتاج إلى إذن من البرلمان لأنه ضمن نطاق حلف شمال الأطلسي ويكتفى حياله باتفاقيات ثنائية.

وتنقل الصحيفة عن هذه المصادر قولها ان أنقرة لا تريد استخدام صواريخ «باتريوت» من اجل إقامة منطقة حظر طيران بين كيليس وحلب على الأقل في هذه المرحلة، كما أن تركيا لم تبحث الأمر مع الولايات المتحدة.

يذكر انه أثناء حرب غزو العراق للكويت في العام 1991 نشرت الولايات المتحدة بطارية صواريخ «باتريوت» في تركيا، وكذلك في العام 2003 أثناء غزو العراق. وقد جاءت كلتاهما من هولندا.

ولقي قرار نشر «باتريوت» في تركيا انتقادات من معظم الكتّاب بينما اكتفت الصحف الإسلامية بإيراد تصريحات المسؤولين الأتراك عن هذا الموضوع. يالتشين دوغان في صحيفة «حرييت» قال ان «صواريخ الباتريوت تأتي لحماية رادارات الدرع الصاروخي في ملاطيا، وهي في الأساس نصبت لحماية امن إسرائيل التي نعلن دائما أنها عدونا».

وينسب الكاتب إلى السفير التركي السابق في واشنطن النائب الحالي في البرلمان فاروق لوغ اوغلو قوله ان «الباتريوت هي للدفاع عن الدول الصديقة وإسرائيل من بين هذه الدول. صحيح أنها ستدافع ضد سوريا لكن الهدف الأصلي حماية إسرائيل». ويقول الكاتب ان «تركيا تعلن أنها لن تحارب سوريا لكن هل تدفع واشنطن تركيا لمثل هذه الحرب؟».

وتتوقف تشيغديم توكير، في صحيفة «أقشام» عند التباين في المعلومات حول من يعطي الأمر بالتصدي: قيادة حلف شمال الأطلسي أم القوات التركية؟. وتقول ان مصادر الخارجية التركية تقول ان الأمرة لـ«الأطلسي» بينما نائب رئيس حزب العدالة والتنمية حسين تشيليك يقول انها لتركيا. وتضيف الكاتبة ان «قواعد الاشتباك بالنسبة لصواريخ الباتريوت غير واضحة. فهل تطبق مثلا على قواعد الاشتباك التركية الحالية التي تأذن بإطلاق النار على أي طائرة سورية تحلق داخل الأراضي السورية بعمق خمسة كيلومترات من الحدود التركية؟».

محمد نور الدين

مسؤول الإعلام في «الاتحاد الديموقراطي» لـ«السفير»:

الدفاع عن رأس العين هو دفاع عن كل المدن الكردية

تتجه الأوضاع الأمنية إلى الانفجار بين المسلحين الإسلاميين والمقاتلين الأكراد في بلدة رأس العين الحدودية مع تركيا، بعد اتفاق المجموعات الكردية الرئيسية في سوريا، أمس، على تشكيل قوة عسكرية موحدة، لمواجهة مسلحي المعارضة في شمال شرق سوريا.

وقال مسؤول الإعلام في «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي نواف خليل، لـ«السفير»، إن «بلدة رأس العين تاريخيا كردية، وهناك جزء منها في الأراضي التركية وآخر في سوريا»، موضحا أن «المدينة، واسمها التاريخي سريه كانيه، عملياً ليست كلها كردية ففيها عرب وشيشان ومجموعات أخرى».

وأعلن أن «الأتراك، وبهدف ضرب الأكراد، سهّلوا دخول مجموعات من جبهة النصرة وغرباء الشام إلى البلدة بدعم عسكري كبير، بما في ذلك دبابات». وأوضح أن «الأتراك ومنذ تأسيس وحدات الدفاع الشعبي الكردية حاولوا ضرب الحالة الكردية، حيث إنهم جربوا في البداية إثارة الخلافات بين الأكراد والعشائر العربية لكنهم فشلوا، ولهذا السبب لجأوا إلى هذه الخطوة كمقدمة لتعميمها على عدد من المناطق الأخرى».

وتابع أن الأتراك «أقصوا حزب الاتحاد الكردي من ائتلاف الدوحة، وبعد هذه الخطوة دخلوا في المحاولة العسكرية». وأشار إلى أن «لأتراك يتوجسون من الحالة الكردية، حتى أن أحد المسؤولين الأتراك قال إن الربيع العربي يتحول إلى ربيع كردي، والأكراد يكسبون من دون إراقة دماء».

وأكد خليل أن «قوات النظام في رأس العين قليلة لدرجة لم تكن تستطيع حتى منع تظاهرات تطالب بإسقاط النظام، ولهذا فإن كل ما يطرح من تبريرات لهذا الغزو غير صحيح»، مشيرا إلى أن «بين المسلحين الذين دخلوا رأس العين ليبيين وتونسيين وآخرين من تل رفعت والرقة وأماكن سورية أخرى، وأن هناك دعماً تركياً كبير لهم، حيث دخلوا من أراضيها وكانوا يعتقدون أن تنوع المدينة قد يشكل حاضنة لهم».

وأشار خليل إلى أن «المقاتلين الأكراد واجهوهم بعد محاولة دخولهم وأخرجوهم إلى أطراف المدينة»، لافتاً إلى أن «هناك وقفاً لإطلاق نار لمدة 48 ساعة، وإذا لم ينسحب المسلحون، وهم بالمئات، بالكامل، فإن المقاتلين الأكراد سيتصدون لهم، وهذا هو موقف كل الأحزاب الكردية».

وشدد على أن «محاولات تقسيم الصف، سواء بين الأكراد أو بين الأكراد والمجموعات الأخرى، باءت بالفشل، وهناك موقف موحد بمنع جبهة النصرة وغرباء الشام من الدخول إلى المدينة». وقال إن «ما يحصل في رأس العين قد يكون جس نبض لتكراره في مناطق كردية أخرى مثل الدرباسية وعامودا، وهو محاولة لضرب وحدات اللجان الشعبية». وأضاف أن «قوات اللجان الشعبية ستقاتل لطرد هؤلاء الغزاة الذين ما كانوا ليتجرأوا على مهاجمة المدينة لو لم يحظوا بدعم وتسليح من تركيا. إن الدفاع عن رأس العين هو دفاع عن كل المدن الكردية».

وأعلن أن «الوحدة التي تم تشكيلها هي تكريس لوحدة الصف الكردي بمعظم قواه، بما في ذلك حزب الاتحاد الديموقراطي والتنسيقيات الكردية». ونفى «نفيا قاطعا ما تردد عن وجود عناصر من حزب العمال الكردستاني في رأس العين»، موضحا أن «من يقاتل غربان الشام هم شباب وحدات الدفاع الشعبي».

وأشار إلى أن «الادعاءات التركية في ما يتعلق بتهديد أو عمليات للعمال الكردستاني كذب وافتراء، لأنه ليس من المعقول أن يترك حزب العمال الكردستاني معاقله الحصينة التي أسسها منذ أكثر من عقدين ليأتي إلى منطقة سهلية ويهاجم تركيا ويعطيها بالتالي الذريعة التي تبحث عنها».

وأضاف خليل «أكراد تركيا سيتحركون على مستويين، الأول تنظيم مسير عام باتجاه المنطقة للضغط باتجاه عدم السماح بدخول مسلحين، وهناك وفد برلماني من حزب السلام والديموقراطية سيذهب اليوم إلى مدينة جيلان بينار المواجهة لرأس العين للاطلاع على الأوضاع الميدانية والنازحين».

ولفت خليل إلى أن حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي «جزء من الحركة الهادفة إلى إسقاط النظام وبناء سوريا أفضل. سوريا التي تكون لكل أبنائها وبيد أبنائها، والتي تعترف بالشعب الكردي، وعلينا أن نعمل التغيير بأيدينا، فتاريخنا السوري، وحراك مناضلي سوريا، يجعلان من الممكن القيام بذلك مع الاستفادة من التقاطع مع الآخرين من دون أن نتحول أدوات في أيديهم».

وأعلنت «وحدات الدفاع الشعبي» الكردية، في بيان، انه «بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات والمقاومة التي أبداها لواء الشهيد عابد في مدينة سريه كانيه، وتلقي المجموعات المسلحة ضربات مؤلمة، اضطروا لقبول شروط وحدات حماية الشعب وتنفيذها خلال يومين»، موضحة «تقوم هذه المجموعات المسلحة بمغادرة المدينة خلال 48 ساعة وإخلاء جميع المواقع التي تم الاستيلاء عليها في المدينة مع العتاد العسكري، وتشكيل مجلس لمدينة سريه كانيه يضم كل أطياف المدينة من أكراد وعرب ومسيحيين شيشان وأرمن»، مضيفة «في حال عدم تنفيذ هذين الشرطين فإننا سنعلن الحرب عليهم حتى تطهير المنطقة منهم».

وقال ممثل «مجلس الشعب لغرب كردستان» في اربيل محمد رشو، لوكالة «فرانس برس»، إن «محادثات بين قوى كردية سورية انطلقت منذ ثلاثة أيام في عاصمة إقليم كردستان العراق، للاتفاق على بدء حماية المناطق الكردية من أي اعتداءات قد تتعرض لها»، مضيفا «اتفقنا مبدئيا على تشكيل قوة على ألا تنتمي لأي جهة محددة».

من جهته، قال ناشط قدم نفسه باسم هفيدار «تم الاتفاق في إقليم كردستان العراق بين المجلس الوطني الكردي ومجلس غرب كردستان، على تشكيل قوة عسكرية كردية موحدة لحماية المناطق الكردية، والحفاظ على المنطقة من كل من يكون خطراً على أمنها»، موضحاً أن القوة «مؤلفة من قوات حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي والمنشقين الأكراد الموجودين في إقليم كردستان».

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب اشتباكات في الأيام الماضية بين مسلّحين إسلاميين متشددين من «جبهة النصرة» و«تجمع غرباء الشام»، ومقاتلين أكراد من «لجان الحماية الشعبية»، في مدينة رأس العين في محافظة الحسكة. وأدّت الاشتباكات أمس الأول إلى مقتل ثمانية مسلحين ومقاتل كردي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن «جبهة النصرة» استقدمت نحو 200 مسلح من مدينة تل أبيض إلى الغرب من رأس العين، في حين استقدمت «غرباء الشام» أكثر من مئة مقاتل وثلاث دبابات، في مقابل نحو 400 مقاتل كردي.

إلى ذلك، قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية وأصيب 15 في «تفجير انتحاري لسيارة بحاجز للقوات النظامية قرب مؤسسة الإسكان العسكري في مدينة ادلب». وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، عن سقوط قذائف على حي القابون في شمال غرب العاصمة، كما دارت اشتباكات في معضمية الشام وداريا.

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب)

دمشق وموسكو وطهران تحذر من نشر الباتريوت.. وانقرة والاطلسي يؤكدان طابعه ‘الدفاعي

ايران تحذر المعارضة السورية وقطر والسعودية من اي مغامرة والاسلاميون والاكراد على وشك حرب شاملة بينهم في الشمال

دمشق ـ بيروت ـ انقرة ـ وكالات: حذر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الجمعة المعارضة السورية وكذلك قطر والسعودية من اي ‘مغامرة’ بينما يستعد المقاتلون الاسلاميون والاكراد لحرب شاملة بينهم في شمال البلاد.

جاء ذلك فيما انتقدت سورية الجمعة مدعمة بموقفين من حليفتيها روسيا وايران، طلب تركيا من حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ ‘باتريوت’ على حدودهما، رغم طمأنة انقرة والحلف بأن هذه الخطوة دفاعية بحتة، في الوقت الذي دعا فيه الناشطون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد ومثل كل ايام الجمعة منذ بدء الحركة الاحتجاجية في آذار (مارس) 2011، الى التظاهر تحت شعار ‘اقتربت الساعة وآن الانتصار’.

وحمل لاريجاني الذي التقى في دمشق الرئيس السوري بشار الاسد، على قطر والسعودية بدون تسميتهما.

وقال لدى وصوله الى مطار دمشق ان ‘هناك من يريد المغامرة في المنطقة من خلال التسبب بالمشاكل لسورية’، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي.

واضاف ان سورية ‘هي احدى الدول التي تلعب دورا مهما في دعم المقاومة’، مشيرا الى ان ايران ‘تؤكد دائما على الدور الطليعي لسورية في دعمها المقاومة’.

وقبل مغادرته طهران، قال لاريجاني ان ‘بعض المجموعات (المعارضة) تقوم باسم الاصلاح بشن عمليات متهورة وتسعى لبلبلة الوضع السياسي في سورية لكنها لم تتمكن من تحقيق ذلك’، بحسب ما نقلت عنه مهر.

وتابع ‘اننا ندعم الديمقراطية والاصلاح في سورية لكننا نعارض اي عمل متهور’.

وسيزور لاريجاني بعد ذلك لبنان وتركيا التي طلبت من حلف شمال الاطلسي نشر بطاريات صواريخ باتريوت على حدودها مع سورية.

واثار القرار استياء روسيا التي رأت انه يمكن ان يسبب ‘نزاعا مسلحا خطيرا’.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين الجمعة ‘بقدر ما تتكدس اسلحة يزداد خطر استخدامها’. واضاف ان ‘تكديس الاسلحة يطرح تهديدات ويشجع على الارجح اولئك الذين يريدون اللجوء بشكل اكبر الى القوة’.

واوضح ان ‘نشر اسلحة يطرح تهديدا بان يؤدي اي استفزاز الى نزاع مسلح خطير. ونريد تفادي هذا الامر بأي ثمن’.

سياسيا ايضا، اعلنت قطر احدى الدول الاساسية الداعمة للمعارضة السورية انها طلبت من الائتلاف الوطني للمعارضة تعيين سفير له في الدوحة، على ما اعلن مسؤول قطري رفيع لوكالة الانباء الرسمية.

من جهة اخرى، اتفقت المجموعات الكردية الرئيسية في سورية على تشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة المقاتلين المعارضين الاسلاميين في شمال شرق سورية، بحسب ما افاد لوكالة فرانس برس الجمعة ناشط كردي معارض.

وقال ناشط قدم نفسه باسم هفيدار انه ‘تم الاتفاق في اقليم كردستان العراق بين المجلس الوطني الكردي ومجلس غرب كردستان على تشكيل قوة عسكرية كردية موحدة لحماية المناطق الكردية والحفاظ على المنطقة من كل من يكون خطرا على امنها’.

واوضح ان القوة ‘مؤلفة من قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والمنشقين الاكراد الموجودين في اقليم كردستان’.

وتأتي هذه الخطوة بعد اشتباكات في الايام الماضية بين مقاتلين سوريين معارضين من ‘جبهة النصرة’ و’تجمع غرباء الشام’ ذات التوجه الاسلامي، ومقاتلين اكراد من لجان الحماية الشعبية، في مدينة راس العين الحدودية مع تركيا في محافظة الحسكة (شمال شرق).

ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري قصف الجمعة عدة بلدات في ريف دمشق.

وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويؤكد انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سورية ان هذا القصف لداريا ومعضمية الشام اسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين.

واضاف ان قصفا مدفعيا يطال ايضا مناطق في محافظات درعا (جنوب) وادلب (شمال غرب) وحلب (شمال) ودير الزور (شرق).

وتابع ان احد مقاتلي المعارضة قتل في مدينة دير الزور التي تحمل اسم المحافظة التي اصبح جزء كبير منها خارج سيطرة نظام الرئيس بشار الاسد.

دمشق تعتبر طلب انقرة نشر الباتريوت على الحدود ‘خطوة استفزازية’ وروسيا قلقة.. طهران ترى فيها تأزيما للوضع.. وتركيا تطمئن انها دفاعية بحتة

انقرة ـ دمشق ـ موسكو ـ طهران ، وكالات: رأت دمشق الجمعة ان طلب تركيا من حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على الحدود بين البلدين، هو ‘خطوة استفزازية جديدة’، بحسب ما افاد مصدر في وزارة الخارجية السورية.

وقال التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل ‘مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين يؤكد ادانة سورية لاقدام الحكومة التركية على خطوة استفزازية جديدة بتقديمها طلبا لحلف الناتو لنصب منظومة صواريخ باتريوت بالقرب من الحدود السورية التركية’.

وكانت تركيا تقدمت الاربعاء بطلب رسمي من الحلف لنشر هذه الصواريخ، بهدف ‘تعزيز قدرات الدفاع الجوي لتركيا بهدف حماية شعبها واراضيها’، كما اوضح الامين العام للحلف اندرز فوغ راسموسن الذي شدد على ان الطلب ‘محض دفاعي’ ولا يهدف ‘في اي حال الى دعم اقامة منطقة حظر جوي او اي عملية هجومية’ ضد الاراضي السورية.

وبررت وزارة الخارجية التركية طلبها ‘بالتهديدات والمخاطر التي يمثلها استمرار الازمة السورية على الامن القومي’ للبلاد. كذلك، اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الجمعة ان الباتريوت ‘نظام دفاع، لا داعي لقلق اي دولة وخاصة روسيا’.

ويأتي الموقف التركي الجديد يوم حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي تدعم بلاده نظام الرئيس السوري بشار الاسد، من ان نشر هذه الصواريخ قد يسبب ‘نزاعا مسلحا خطيرا’.

من جهة اخرى، حمل المصدر السوري ‘حكومة (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) اردوغان مسؤولية عسكرة الاوضاع على الحدود السورية التركية وزيادة التوتر والاضرار في مصالح الشعبين الصديقين’، معتبرا ان الخطوة التركية تصب ‘في محاولة لايهام الرأي العام التركي بوجود خطر قادم من سوريا’.

واشار هذه المصدر الى ان حكومة اردوغان ‘سبق ان حشدت وحدات من الجيش التركي على هذه الحدود وفتحت الاراضي التركية لتدريب وتسليح الالاف من الارهابيين السوريين وغير السوريين وقامت بتهريبهم عبر الحدود بهدف سفك الدم السوري’.

وتتهم سورية دولا عدة من بينها تركيا بدعم المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية. ويسيطر هؤلاء على نقاط حدودية عدة بين البلدين، كما يشتبك عدد كبير منهم في الايام الاخيرة مع مقاتلين اكراد في مدينة راس العين الحدودية في محافظة الحسكة (شمال شرق سورية).

وشهدت الحدود بين سورية وتركيا والممتدة على مسافة نحو 900 كيلومتر، توترات في الفترة الماضية لا سيما بعد مقتل خمسة مدنيين اتراك جراء سقوط قذيفة مصدرها الاراضي السورية في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي.

وكانت تركيا باشرت محادثات مع الحلف حول نشر الصورايخ على اثر هذه الحادثة، ومع تكرر سقوط قذائف من الاراضي السورية، ما دفع انقرة الى الرد بالمثل.

وافاد مصدر تركي انه ينتظر وصول بعثة من الحلف الاثنين الى جنوب شرق تركيا المتاخم لسورية لاجراء تقييم مع رئاسة الاركان التركية لعدد بطاريات باتريوت التي يمكن نشرها على الاراضي التركية وموقعها.

واعلنت الولايات المتحدة والمانيا وهولندا، وهي الدول الاعضاء في الحلف التي تملك هذا النوع من الصواريخ، انها ستدرس الطلب التركي، بينما اعتبرت فرنسا ان ‘لا سبب’ لرفضه. من جهة اخرى اعلن التلفزيون الايراني الرسمي ان ايران حذرت الجمعة تركيا من مغبة نشر صواريخ باتريوت على مقربة من حدودها مع سورية، معتبرة ان هذا الامر سيؤدي الى تفاقم الوضع.

ونقل موقع التلفزيون الايراني على الانترنت عن رامين مهمنبراست المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان نشر الصواريخ اذا تم فانه ‘لن يساعد على تسوية الوضع في سورية بل وسيؤدي الى تفاقمه وزيادة تأزيمه’.

واضاف المتحدث الايراني ‘ان اصرار (بعض الدول الغربية والعربية) على حل الازمة السورية بالوسائل العسكرية هو السبب الرئيسي للتوتر والمخاطر في المنطقة. على الدول الفاعلة اكثر من غيرها في المنطقة البحث عن حلول سياسية للازمات الاقليمية’.

مجموعات كردية توحد قواتها في شمال شرق سورية لمواجهة مقاتلين معارضين اسلاميين

اربيل ـ بيروت ـ دمشق ـ وكالات: اتفقت المجموعات الكردية الرئيسية في سورية على تشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة المقاتلين المعارضين الاسلاميين في شمال شرق سورية، بحسب ما افاد وكالة فرانس برس الجمعة مسؤول كردي وناشط كردي معارض، جاء ذلك فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري يقصف الجمعة عدة بلدات في ريف دمشق.

وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويؤكد انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سورية ان هذا القصف لداريا ومعضمية الشام اسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين.

واضاف ان قصفا مدفعيا يطال ايضا مناطق في محافظات درعا (جنوب) وادلب (شمال غرب) وحلب (شمال) ودير الزور (شرق).

وتابع ان احد مقاتلي المعارضة قتل في مدينة دير الزور التي تحمل اسم المحافظة التي اصبح جزء كبير منها خارج سيطرة نظام الرئيس بشار الاسد.

ومثل كل ايام الجمعة منذ بدء الحركة الاحتجاجية في آذار )مارس( 2011، دعا الناشطون المعارضون للنظام الى التظاهر تحت شعار ‘اقتربت الساعة وآن الانتصار’.

وقتل اكثر من مئة شخص في اعمال العنف في سورية حسب المرصد الذي احصى اربعين الف قتيل على الاقل خلال عشرين شهرا منذ بدء الاحتجاجات.

الى ذلك قال محمد رشو ممثل مجلس الشعب لغرب كردستان في اربيل ان محادثات بين قوى كردية سورية انطلقت منذ ثلاثة ايام في عاصمة اقليم كردستان العراق للاتفاق على ‘بدء حماية المناطق الكردية من اي اعتداءات قد تتعرض لها’.

واضاف ‘اتفقنا مبدئيا على تشكيل قوة على الا تنتمي لاي جهة’ محددة.

من جهته قال ناشط قدم نفسه باسم هفيدار انه ‘تم الاتفاق في اقليم كردستان العراق بين المجلس الوطني الكردي ومجلس غرب كردستان على تشكيل قوة عسكرية كردية موحدة لحماية المناطق الكردية والحفاظ على المنطقة من كل من يكون خطرا على امنها’.

واوضح ان القوة ‘مؤلفة من قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والمنشقين الاكراد المتواجدين في اقليم كردستان’.

وتأتي هذه الخطوة في اعقاب اشتباكات في الايام الماضية بين مقاتلين سوريين معارضين من ‘جبهة النصرة’ و’تجمع غرباء الشام’ ذات التوجه الاسلامي، ومقاتلين اكراد من لجان الحماية الشعبية، في مدينة راس العين الحدودية مع تركيا في محافظة الحسكة (شمال شرق).

وادت الاشتباكات الخميس الى مقتل تسعة مقاتلين بينهم ثمانية من جبهة النصرة وغرباء الشام ومقاتل من اللجان الكردية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك بعد ايام من مقتل 34 شخصا جراء اشتباكات بين الطرفين وقعت الاثنين في المدينة نفسها.

وذكر رشو انه ‘منذ مجيء قوات الجيش السوري الحر الى المناطق الكردية وبالاخص راس العين، اصبح هناك تفاهم بان ينحصر انتشارها في الاحياء العربية. لكن بعد فترة وبحجة رفع الاعلام الكردية قاموا بحرق هذه الاعلام وحدثت مواجهات بيننا وبينهم’.

واعتبر ان ‘جماعات التوحيد وغرباء الشام، وفي بعض المرات جبهة النصرة، هي التي تعمل ضد المواطنين الاكراد’، مشيرا الى ان ‘الجيش السوري الحر في بعض المرات ينفي صلته بهذه الجماعات، وفي مرات اخرى يؤكد علاقته بها’.

ويتبع مقاتلو ‘لجان حماية الشعب الكردي’ للهيئة الكردية العليا التي يعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، ابرز مكوناتها.

وكان المرصد افاد الخميس عن حشد متبادل بين الطرفين، مشيرا الى ان ‘جبهة النصرة’ استقدمت نحو مئتي مقاتل من مدينة تل ابيض الى الغرب من رأس العين، في حين استقدمت ‘غرباء الشام’ اكثر من مئة مقاتل وثلاث دبابات، في مقابل نحو 400 مقاتل كردي.

وحذر ‘تجمع غرباء الشام’ كل ‘من رفع السلاح في وجهنا’ وخاصة حزب العمال الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردي من اي عمل ‘يتعارض مع مسار الثورة’، داعيا الى انسحابهما ‘الفوري’ من رأس العين، بحسب ما جاء في شريط مصور بثه ناشطـون على شبكة الانترنت الخميس.

كما دعا البيان الذي قرأه احد المسلحين محاطا بعشرات آخرين، كل فصائل الجيش السوري الحر الى الاتحاد في ‘معركة تحرير الحسكة’، وهي المدينة التي ما زالت خاضعة لسيطرة القوات النظامية السورية، مثلها مثل مدينة القامشلي الواقعة ايضا في محافظة الحسكة.

وبات المقاتلون الاكراد يسيطرون على عدد من المدن والقرى الحدودية في شمال شرق سوريا، في خطوة يرى فيها محللون وناشطون نوعا من ‘التواطؤ’ بين نظام الرئيس بشار الاسد وابرز قوة كردية على الارض من اجل استدراج المجموعات المسلحة وتوجيه رسالة سياسية الى انقرة.

ويضم شمال وشمال شرق سوريا معظم الاكراد السوريين البالغ عددهم زهاء مليونين.

وفي تموز (يوليو) الماضي اعلن هيمن هورامي مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ان قوات كردية قامت بتدريب اكراد سوريين في مخيمات الاقليم.

واضاف ان هذه التدريبات ‘البدائية’ تهدف الى ‘ملء اي فراغ امني بعد سقوط النظام السوري’.

ورغم ذلك، اكد سعدي احمد بيرة، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، في تصريح لفرانس برس اليوم ان اكراد سورية لم يتقدموا بطلب دعم عسكري من اكراد العراق.

واضاف ‘لم نسمع باي مطلب من اكراد سوريا يتعلق بدعم عسكري، نحن ننصحهم دائما بالابتعاد عن المسائل العسكرية، وندعمهم انسانيا وسياسيا ودبلوماسيا من اجل الحصول على مطالبهم’. وتابع ‘لن نقوم بدعمهم عسكريا’.

الى ذلك عثر مساء الخميس في دير الزور شرق سورية على جثة الاديب السوري محمد رشيد الرويلي متحللة بعد شهرين على خطفه، بحسب ما اعلن ناشطون ومثقفون معارضون والمرصد السوري لحقوق الانسان.

وكانت تنسيقية دير الزور اعلنت في ايلول (سبتمبر) الماضي اختطاف الكاتب والروائي.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان الجمعة انه عثر مساء الخميس على جثة الرويلي، مشيرا الى ان الجثة كانت ‘متفسخة’.

وقد اتهم نشطاء في المدينة السلطات الامنية السورية بخطفه وقتله.

كما اتهمت رابطة الكتاب السوريين المعارضة، والتي يرأسها الكاتب المرموق جلال صادق العظم، قوات النظام بقتل الرويلي.

وقالت الرابطة في بيان ‘اعدمت ميلشيات (الرئيس بشار) الأسد في وقت سابق من هذا الشهر الروائي والقاص محمد رشيد عبدالله رويلي وألقت جثته في بناء مهجور مع ثلة من شهداء المدينة وليعثر عليها (الخميس) متحللة’.

والكاتب من مواليد دير الزور العام 1947، يحمل إجازة في اللغة العربية وآدابها. وهو الرئيس الأسبق لاتحاد الكتاب العرب في دير الزور.

ومن ابرز اعماله الأدبية ‘هدباء’ و’ليل الظهيرة’ و’الوصية’ و’الرباط الواهي’، والعديد من الأبحاث والكتب.

«الباتريوت» خطوة استفزازية

موسكو تحذّر من نزاع مسلّح بعد نشر الصواريخ «الأطلسية»… وأنقرة تؤكد على طابعها الدفاعي

استبقت دمشق ومعها موسكو وطهران ردّ «الأطلسي» على الطلب التركي بنشر صواريخ باتريوت على حدودها الجنوبية بالتحذير من خطورة الخطوة التي قد تؤدي إلى «نزاع مسلح خطير»

حذّرت كل من موسكو ودمشق وطهران الحكومة التركية من مغبّة «الخطوة الاستفزازية» بنشر صواريخ باتريوت على الحدود السورية، في وقت شدّدت أنقرة و«الأطلسي» على الطابع الدفاعي للمنظومة الغربية. ورأت دمشق أنّ طلب تركيا من حلف شمالي الأطلسي نشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على الحدود بين البلدين، هو «خطوة استفزازية جديدة». ونقل التلفزيون الرسمي عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين تحميله «حكومة (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان مسؤولية عسكرة الأوضاع على الحدود السورية التركية، وزيادة التوتر والأضرار في مصالح الشعبين الصديقين»، معتبراً أنّ الخطوة التركية تصبّ «في محاولة لايهام الرأي العام التركي بوجود خطر قادم من سوريا».

بدورها، حذّرت روسيا من احتمال نشر الصواريخ، ما قد يتسبب، حسب وزير خارجيتها سيرغي لافروف، «بنزاع مسلح خطير». وأضاف أنّ «تكديس الأسلحة يطرح تهديدات، ويشجّع على الأرجح أولئك الذين يريدون اللجوء بشكل أكبر إلى القوة». وأوضح أنّ «نشر أسلحة يطرح تهديداً بأن يؤدي أيّ استفزاز إلى نزاع مسلح خطير. ونريد تفادي هذا الأمر بأيّ ثمن». وفي بيان، قالت وزارة الخارجية الروسية إنّ لافروف أجرى محادثات مع الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي اندرس فوغ راسموسين، وعبّر له عن «قلق» موسكو من هذه الفكرة. وأكد راسموسن أنّ نشر هذه الصواريخ «دفاعي فقط» وليس «في أي حال من الأحوال طريقة للتشجيع على إقامة منطقة حظر جوي، أو لعمليات هجومية»، كما قالت المتحدثة باسم الحلف الأطلسي كارمن روميرو. في السياق، حذّرت إيران أنقرة من مغبة نشر الصواريخ، معتبرةً أن هذا الأمر سيؤدي إلى تفاقم الوضع. ورأى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمنبراست أنّ نشر الصواريخ إذا تمّ فإنّه «لن يساعد على تسوية الوضع في سوريا بل سيؤدي إلى زيادة تأزيمه». وأضاف «أنّ اصرار بعض الدول الغربية والعربية على حلّ الأزمة السورية بالوسائل العسكرية هو السبب الرئيسي للتوتر والمخاطر في المنطقة».

في موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، أنّ النشر المحتمل لصواريخ الباتريوت يرتدي طابعا دفاعياً بحتاً. وقال، في مؤتمر صحافي، «إنّه نظام دفاعي، لا داعي لقلق أيّ دولة وخاصة روسيا».

في سياق آخر، أعلن داوود أوغلو، عقب لقائه رئيس «الائتلاف الوطني» أحمد معاذ الخطيب، أنّ «الائتلاف الوطني لقوى الثورة» سيفتتح مكتباً تمثيلياً له في اسطنبول. وأضاف أن رئيس المكتب سيعتبر «ممثل الشعب السوري».

بالمقابل، تعرضت الحكومة التركية لانتقادات عنيفة من قبل أحزاب المعارضة السياسية، التي أتهمتها باخفاء الحقائق عن الشعب التركي. وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، أنّ «صواريخ باتريوت هي جزء من مشروع الدرع الصاروخية الأطلسية ضد إيران». في هذه الأثناء، بحث الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في «فشل العدوان الاسرائيلي» على قطاع غزة، مؤكدين التزام بلديهما «نهج المقاومة»، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية.

وأبدى الطرفان «حرص سوريا وإيران على التمسك بنهج المقاومة في المنطقة والاستمرار بتعزيزها ودعمها على جميع الأصعدة». واعتبر لاريجاني أنّ موقف سوريا «جعل بعض دول المنطقة ترسل مجموعات مسلحة» إليها. وقال إنّ سوريا «هي إحدى الدول التي تلعب دوراً مهماً في دعم المقاومة». من جهتها، أعلنت قطر أنّها طلبت من الائتلاف الوطني للمعارضة تعيين سفير في الدوحة، على ما أعلن مسؤول قطري رفيع لوكالة الأنباء الرسمية، فيما قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، في مؤتمر صحافي أثناء زيارة رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف لتونس، أولّ من أمس، إنّ تونس وليبيا اتفقتا على التريّث قبل الاعتراف بائتلاف المعارضة الجديد.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

الإبراهيمي: سوريا تتجه نحو صومال جديد

يقول الموفد الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي إن سوريا تتجه نحو صومال جديد، هذا فيما أوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن عدد القتلى الأطفال منذ اندلاع أعمال العنف في البلاد بلغ ألفين و710 أطفال.

دمشق: صرح الموفد الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بأن الوضع في سوريا أصبح خطرا جدا وأن البلاد تتجه نحو صومال جديد.

ونقلت صحيفة “القبس” الكويتية عن الإبراهيمي قوله: النظام غير قادر على الحسم، وكذلك فصائل المعارضة”، لافتا إلى “ظهور أمراء وتجار حرب، وأن سيناريو الصومال يظهر بوضوح هناك”.

وأضاف “مقاتلون من القاعدة ينشطون بشكل كبير في الأراضي السورية بعدما قدموا من العراق، وأن كبار المسؤولين العراقيين أبدوا تخوفاً من عودة هؤلاء المقاتلين إلى الأراضي العراقية في حال لم يتم حسم الأمور كما تشتهي رياح المعارضين”.

كما حذر الإبراهيمي من أن تداعيات المأساة مرشحة للانتقال إلى العراق أولاً، ومن ثم إلى لبنان حيث الوضع هش، ورأى أن مفتاح الحل في روسيا، وأنه من الضروري الضغط عليها.

ممثلون للائتلاف الوطني في قطر وتركيا

يأتي ذلك، فيما أعلنت مصادر دبلوماسية في كل من قطر وتركيا أن البلدين على استعداد لفتح مكاتب تمثيلية لـ “الائتلاف الوطني السوري” المُعارض في بلديهما.

ونقلت وكالة “أنباء الأناضول” التركية الرسمية أمس الجمعة عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قوله إن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” السورية سيفتح مكتبا له في اسطنبول قريبا.

وقال أوغلو عقب استقباله رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب:” إن أنقرة ستعتبر رئيس المكتب المعين ممثلا سياسيا للمعارضة والشعب السوري”.

كما أعرب الوزير التركي عن استعداد بلاده “لتقديم كل ما تطلبه المعارضة في موضوع مأسسة عملها، والمطالب المحقة للشعب السوري”.

وقال داود أوغلو إن الخطيب، “شخصية علمية، تتمتع بالاحترام من كافة أطياف المجتمع السوري، وأنه سجن وعانى نتيجة ريادته في العمل وفق تطلعات الشعب السوري”.

ومن جانبه، شكر رئيس الائتلاف تركيا ووصفها “بالنموذج الريادي في العالم” مؤكدا “أن أبواب المعارضة السورية مفتوحة دائما للاستماع إلى نصائح أنقرة ومساعدتها، وأن الشعب السوري لن ينسى الدعم التركي له أبدا”.

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة الأنباء القطرية “قنا” عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن “قطر طلبت من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” تعيين سفير له في الدوحة.”

وأشار المسؤول إلى ان “الطلب القطري يستهدف تعزيز أهداف “الائتلاف الوطني السوري” على طريق تحقيق آمال الشعب السوري في الحرية والكرامة”.

آلاف الاطفال السوريين قتلوا منذ بداية الثورة

وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن عدد القتلى الأطفال منذ اندلاع أعمال العنف في سوريا في آذار/مارس 2011 بلغ ألفين و710 أطفال بينهم 25 تعرضوا للتعذيب قبل القتل، فيما بلغ عدد قتلى يوم أمس الجمعة 76 شخصا.

وبين تقرير للشبكة السورية لحقوق الانسان بشأن عدد القتلى من الأطفال جرّاء العنف في سوريا منذ مارس/آذار من العام الماضي أن عددهم “وصل إلى 2710 أطفال قتلوا برصاص قوات الأمن والجيش التابعة للحكومة السورية، بينهم 837 طفلة أنثى و1873 طفلاً ذكراً”.

ووفقا لتقرير الشبكة فإن “25 طفلاً تعرضوا للتعذيب في أقبية السجون حتى الموت”.

وأشارت إلى أن 650 طفلاً منهم تحت سن العاشرة، و62 طفلاً لم يتجاوزوا العام الواحد من العمر.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/775914.html

تفجير سيارة مفخخة في إدلب ومحاولة نظامية لاقتحام داريا.. وأسقف سرياني يدعو لحفظ منطقة الجزيرة

مظاهرات في جمعة «اقتربت الساعة وآن الانتصار».. وتوثيق مقتل 2710 أطفال منذ بدء الاشتباكات

بيروت: ليال أبو رحال

لم يحل استمرار القصف البري والجوي على مناطق سورية عدة دون خروج آلاف السوريين في مظاهرات بعد صلاة الجمعة أمس، تلبية لنداء المعارضة السورية في جمعة «اقتربت الساعة وآن الانتصار». وذكرت مواقع وصفحات المعارضة السورية على شبكة الإنترنت أن مظاهرات خرجت تضامنا مع المدن المنكوبة ونصرة لـ«الجيش السوري الحر»، مطالبة بإسقاط النظام في مناطق سورية مختلفة في درعا وحماة وإدلب وحلب وريف دمشق وأحياء في جنوب العاصمة السورية.

وبينما تخطى عدد القتلى السوريين منذ بداية الثورة السورية منتصف شهر مارس (آذار) 2011 الـ40 ألفا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلنت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في تقرير أصدرته أمس «مقتل 2710 أطفال برصاص قوات الأمن والجيش التابعة للحكومة السورية، بينهم 837 طفلة أنثى و1873 طفلا ذكرا». وقالت إن «من بين الأطفال القتلى 25 طفلا تعرضوا للتعذيب في أقبية السجون حتى الموت»، موضحة أن «650 طفلا منهم تحت سن العاشرة، و62 طفلا لم يتجاوزوا العام الواحد من العمر».

ميدانيا، لا تزال قوات الأمن السورية تبقي على حصارها وقصفها العنيف لأنحاء عدة في ريف دمشق. وفيما أفاد المرصد السوري «بتعرض مناطق في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية تزامنا مع اشتباكات عنيفة تدور فيها»، وأشار إلى سقوط قذائف على حي القابون، شمال غربي العاصمة، ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «إطلاق نار كثيفا استهدف حي المزة في دمشق، فيما هز انفجار ضخم شارع خالد بن الوليد، وسمعت أصوات إطلاق نار في أحياء ركن الدين وبرزة».

وحاولت قوات الأمن السورية أمس اقتحام مدينة داريا بريف دمشق، حيث وقعت اشتباكات عنيفة مع عناصر من «الجيش السوري الحر». وقال محمد، أحد الناشطين الميدانيين في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «وتيرة القصف المدفعي اشتدت على مدينة داريا أمس بشكل عنيف جدا، حيث تساقطت الصواريخ بمعدل اثنين أو ثلاثة في الدقيقة الواحدة»، مشيرا إلى «سقوط عدد كبير من المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على المنازل والأبنية السكنية». وأكد الناشط أن «عددا كبيرا من أهالي المدينة أصيبوا جراء القصف الجنوني أمس، في ظل استحالة الوصول إليهم وإسعافهم نظرا لضراوة القصف».

وكان مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق قد وجه أمس «نداء استغاثة للهلال الأحمر والصليب الأحمر للدخول إلى داريا لإسعاف الجرحى»، ووصف المدينة بأنها «منكوبة بما للكلمة من معنى، حيث لا ماء ولا خبز ولا اتصالات، وأكثر من «30 ألف مدني تحت الحصار منذ 15 يوما». وأعلن أن أكثر من مائة شخص قتلوا خلال الأسبوعين الأخيرين في ظل نقص في المواد الطبية والغذائية». وقال ناشطون بريف دمشق إن الجيش السوري الحر اشتبكوا على محاور عدة مع القوات النظامية، وتمكنوا من «إعطاب دبابتين وقتل عدد من الشبيحة وإصابة آخرين قرب كفرسوسة على تخوم داريا».

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «قصفا عنيفا براجمات الصواريخ والهاون استهدف مدينتي حمورية وعربين»، وأفادت «بسقوط عدد من الجرحى وحدوث دمار كبير في المباني جراء قصف قوات النظام جسرين بمدفعية الهاون». كما سقط عشرات الجرحى جراء قصف نظامي استهدف مسرابا، بالتزامن مع تجدد القصف العنيف براجمات الصواريخ على المعضمية من قبل مدفعية الفرقة الرابعة الموجودة في الجبال بين داريا والمعضمية.

وفي سياق متصل، قالت مصادر قيادية في الجيش الحر في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «معركة دمشق وريفها لا تزال تحتاج للوقت من أجل الحسم، وإن كان ثمة تقدم يتم إحرازه». وأشارت إلى أن النظام يركز على مضاعفة حشده العسكري في دمشق والمنطقة المحيطة به، وهو ما يفعله كذلك في المنطقة الساحلية حيث الاشتباكات لا تزال مستمرة مع الجيش الحر. وذكرت أن «تعزيز الانتشار الأمني للقوات النظامية في دمشق يجعل مسألة اختراقها وإضعافها تحتاج لوقت طويل نسبيا».

وفي إدلب، أفاد المرصد السوري بمقتل ثلاثة عناصر على الأقل من القوات النظامية وإصابة 15 آخرين بجروح جراء تفجير سيارة مفخخة بحاجز للقوات النظامية قرب مؤسسة الإسكان العسكري في مدينة إدلب على طريق إدلب سرمين. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن «إرهابيا انتحاريا فجر نفسه بسيارة مفخخة محملة بكميات من المتفجرات على طريق عام سرمين إدلب، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وجرح عدد آخر جروح بعضهم خطرة».

وفي سهل الروج، تعرضت المنطقة لقصف عنيف بالهاون والرشاشات المتوسطة من حواجز النظام. وفي جرجناز، سقط عدد من الجرحى كما تهدمت بعض المنازل جراء القصف المدفعي العنيف من معسكر الحامدية على البلدة، في حين تعرضت بلدة حيش لقصف عنيف.

وفي حماه، أطلقت قوات الأمن السورية الرصاص الحي على مظاهرة في حي طريق حلب، بالتزامن مع تعرض مناطق في سهل الغاب لقصف مدفعي عنيف مع طلاق نار كثيف بالرشاشات الثقيل على قرية الحويز تحديدا.

أما في حمص، فقد أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط عدد من الجرحى جراء تجدد القصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على مدينة الرستن، لافتة إلى حدوث قصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ من اللواء 52 وسقوط عدد كبير من القذائف والصواريخ على مدينة الكرك الشرقي بدرعا. وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قوات النظام قصفت صباح أمس بالمدفعية وراجمات الصواريخ تل شهاب والكرك الشرقي.

من جهة أخرى، أفاد ناشطون بأن «المجلس العسكري في تل أبيض بمدينة الرقة، اعتقل عناصر لواء الأمة التابع للجيش السوري الحر، بعد محاصرتهم في مقرهم الموجود في المدينة لتقديمهم إلى المحاكمة». وكان المجلس المحلي في تل أبيض ذكر في بيان له أنه طلب من المجلس العسكري وكتائب الجيش السوري الحر إخراج لواء الأمة من مدينة تل أبيض، نظرا للإساءة التي ألحقوها بسمعة الجيش الحر وإساءاتهم المتكررة للمواطنين، واعتقالهم لإخوة أكراد بغية زرع الفتنة بين مكونات مجتمع المدينة».

وقد اعتقل «لواء الأمة» رئيس المجلس المحلي وعضو المجلس الوطني في تل أبيض بمدينة الرقة سعد الشويش لمدة ساعتين على خلفية طلبه منهم إعادة مواد منهوبة ونقود مسلوبة من المواطنين.

وفي سياق متصل، وجه أسقف السريان الكاثوليك للحسكة – نصيبة في سوريا، بهنان هندو، نداء استغاثة، الجمعة، إلى البابا والأمم المتحدة والمجموعة الدولية، لإبقاء منطقة الجزيرة، شمال شرقي سوريا التي لم تبلغها المعارك بعد، بمنأى عن الحرب الدائرة في البلاد. وأكد هندو أنه يتحدث باسم الأساقفة الثلاثة للمنطقة – السريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس والآشوريين – ومختلف المكونات العرقية من سريان وعرب وأكراد ويزيديين وأرمن وغيرهم. وقال «نشدد على خروج المجموعات المسلحة التي تحتل مدينة رأس العين الحدودية، التي باتت مدينة أشباح اليوم حتى يستطيع 30 ألف لاجئ غادروها العودة إلى منازلهم».

وأكد هندو «إذا ما هاجمت مختلف المجموعات المسلحة مدننا واستقرت فيها، سنرى 400 ألف لاجئ على طرق المنفى مرة ثانية، وسيسلك أكثر من 800 ألف لاجئ جديد طرق المنفى نحو المجهول، في حالة من الانهيار التام، نحو الجوع والبرد والمجازر». وطالب بتجنيب المنطقة التدخل العسكري، موضحا «إننا نتدبر أمورنا بأنفسنا، ولجاننا المدنية البعيدة عن كل مكائد سياسية تسيطر على الوضع، والتوافق الجيد لكل مكونات مجتمعنا يحقق الأمن والسلام».

عدد اللاجئين السوريين تضاعف خلال ثلاثة أشهر

«مراسلون بلا حدود»: مقتل 4 صحافيين وناشطين إعلاميين في أسبوع

لندن: «الشرق الأوسط»

تضاعف عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين منذ مطلع سبتمبر (أيلول)، وزاد عن 440 ألفا، لكن هناك «مئات الآلاف» غير المسجلين، حسبما أعلن متحدث أمس.

وصرح المتحدث باسم المفوضية العليا أدريان إدواردز للصحافيين، قائلا: «في المنطقة وصل عدد اللاجئين السوريين (…) الآن إلى 442256، أي زيادة بأكثر من 213 ألفا منذ مطلع سبتمبر (أيلول)».

وأوضح أن «هذه الأرقام لا تشمل مئات آلاف السوريين غير المسجلين». ومن أصل أكثر من 440 ألف لاجئ، أحصت المفوضية 127420 في لبنان و125670 في الأردن و123747 في تركيا و55685 في العراق و9734 في دول أخرى في شمال أفريقيا.

وفي العراق، زاد عدد اللاجئين السوريين المسجلين أو غير المسجلين لدى المفوضية 3 أضعاف منذ مطلع الشهر قبل الماضي, وارتفع من 18700 إلى 56 ألفا. وانتقل 3 أرباع هؤلاء اللاجئين إلى منطقة كردستان، بحسب بيان للمفوضية.

وقالت المفوضية إنه في الأردن يستمر تدفق اللاجئين مع وصول نحو 4500 شخص في الأيام الثمانية الماضية «في حالة إرهاق»، معظمهم من النساء والأطفال من بلدات في مدينة درعا (جنوب).

وأضاف المصدر أن «فرقنا على الأرض تقول إن الذين يصلون (إلى الأردن) هذا الأسبوع هم الأشد خوفا، خصوصا النساء».

وتتولى المفوضية توزيع المساعدات على 500 ألف شخص داخل سوريا. ونجحت المفوضية في الوصول حاليا إلى 300 ألف شخص، على أن تصل إلى 100 ألف بحلول نهاية السنة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ومن جهتها، أعلنت منظمة «مراسلون بلا حدود»، أمس، مقتل 4 صحافيين وناشطين إعلاميين خلال أسبوع في سوريا، على يد القوات النظامية والمقاتلين المعارضين ومقاتلين أكراد، بحسب ما جاء في بيان للمنظمة.

ويأتي هذا الإعلان غداة مقتل الصحافي في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية الرسمية باسل توفيق يوسف بإطلاق الرصاص عليه في حي التضامن في جنوب العاصمة السورية، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وأشارت المنظمة نقلا عن «رابطة الصحافيين السوريين» إلى أن هوزان عبد الحليم محمود، وهو ناشط إعلامي ومصور «قتل بنيران القوات العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) في رأس العين» في محافظة الحسكة (شمال شرق)، في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، خلال تصويره «اشتباكات بين الجيش السوري الحر وقوات حزب الاتحاد»، مشيرة إلى أنه كان «ناشطا في تغطية المظاهرات الكردية في القامشلي».

في رأس العين أيضا، نقلت المنظمة عن الرابطة السورية مقتل عابد خليل في 19 من الشهر الحالي، على يد قناص من الجيش السوري الحر.

وفي 18 نوفمبر، قتل الناشط الإعلامي محمد الخالد المتحدر من حمص (وسط)، «على أيدي مسلحين تابعين لكتيبة (نمر) من لواء درع الشهباء في مدينة حلب (شمال)». وأشارت المنظمة إلى أنه «أعدم رميا بالرصاص بسبب انتقاداته المتكررة لبعض عناصر الجيش السوري الحر».

كذلك، أفادت الرابطة عن مقتل الناشط الإعلامي عبد الله حسن كعكة «تحت التعذيب في فرع المخابرات العسكرية في حلب» بتاريخ 17 نوفمبر، مشيرة إلى أن شقيقيه الناشطين الإعلاميين عبد الغني وأحمد كعكة قتلا أيضا في فترة سابقة.

وأشارت المنظمة إلى أن 15 صحافيا و41 ناشطا إعلاميا قتلوا في سوريا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد منتصف مارس (آذار) 2011، أثناء قيامهم بتغطية الأحداث الجارية في البلاد.

مخاوف الغرب من المتشددين تؤخّـر حصول المعارضة على الأسلحة

بقلم : رشيد خشانة – الدوحة- swissinfo.ch

رغم كل التصريحات، يُرجّح العديد من المراقبين أن الرئيس السوري بشار الأسد يعلم علم اليقين أن الدول الغربية لن تتدخل عسكريا في سوريا، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي استبعدت تماما هذا الإحتمال، مُتعمّدة – حسبما يبدو – ترك الطرفين يُستنزفان حتى تستطيع فرض تسوية عليهما.

وليس صعبا على الأسد معرفة ذلك من خلال أصدقائه الروس، وعليه كانت التوقعات التي سبقت اجتماعات المعارضة الأخيرة في الدوحة بأن السلاح الغربي سيتدفق عليها بعد إعلان تشكيل الإئتلاف الوطني السوري، وأن مجلس الأمن سيفرض منطقة حظر للطيران في شمال سوريا، مجرد أضغاث أحلام. وقد تأكد المعارضون من حدود الموقف الغربي خلال اللقاءات التي جمعت قياديين في الإئتلاف الجديد مع مندوبي كل من الولايات المتحدة وفرنسا في الدوحة، قبل دعوة وفد منه إلى كل من باريس ولندن.

أحد المسؤولين المشاركين في تلك الإجتماعات، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه، قال لـ swissinfo.ch: “كانوا يقولون لنا توحّدوا وسنعترف بكم ونقدم لكم الدعم العسكري، ولما توحّدنا صاروا يقولون: شكلوا حكومة مُصغّرة مؤقتة لإدارة المناطق المحررة وإيصال الإغاثات للمدنيين والسلاح للمقاتلين، وعندما سنشكل الحكومة سيأتون بذرائع أخرى”.

واعتبر نفس المصدر أن أمريكا لن تتعامل في الواقع مع الإئتلاف بصفته ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري وتمنحه أسلحة نوعية، فيما كان الإعتراف الفرنسي والبريطاني حتى الآن سياسيا ودبلوماسيا (أي من دون التزامات محددة تجاه المعارضة في موضوع التسليح، خلافا للموقف الذي وقفته باريس مثلا من الثورة في ليبيا). وفعلا صدرت بيانات ترحيب من باريس ولندن بتكوين الإئتلاف تلتها اعترافات به “ممثلا لتطلعات الشعب السوري” (وليس للشعب السوري بشكل صريح)، لكنها لم تشر مباشرة أو حتى مداورة إلى الإستعداد لتقديم السلاح للمعارضة السورية. ولهذا السبب تخلت المعارضة (مؤقتا؟) عن الفكرة التي طرحها المعارض رياض سيف الذي ذهب إلى الدوحة وفي حقيبته مشروع حكومة مؤقتة كان ينوي استدراج الإعتراف الدولي بها بعدما تتبناها أطياف المعارضة المختلفة.

لهذه الأسباب مجتمعة، أبصر “الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” النور كبديل برئاسة أحمد معاذ الخطيب مع نائبين للرئيس هما سهير الأتاسي، وهي من عائلة سياسية دمشقية عارضت الأسد طيلة عقود، ورياض سيف الذي أمضى أكثر من عشر سنوات في سجون النظام، أما الأمين العام فهو مصطفى الصباغ، فيما بقي منصب النائب الثالث للرئيس شاغرا، وهو مقعد مُخصص للأكراد.

ائتلاف أكثر تمثيلية.. وحكومة مؤجلة

رغم كل شيء، يظل موضوع الحكومة مؤجلا وليس ملغى تماما، فالأرجح أن تنبثق من الإئتلاف الجديد لاحقا حكومة مؤقتة تقود المواجهة مع النظام في المرحلة المقبلة وتكون عنوانا لتلقي المساعدات. أما في الفترة الحالية فستكون، كما قالت عنها الناشطة مرح البقاعي، عبءا سياسيا على الثورة “في ظل فشل المجلس الوطني في الحصول على اعتراف دولي نتيجة الإقصاء وعدم استغلال الفرص التي أتيحت له في بداياته”، على حد قولها.

في الأثناء، أثارت إعادة تشكيل المجلس الوطني بهيآته المختلفة، وخاصة المكتب التنفيذي والأمانة العامة، جدلا كبيرا أدى إلى انسحاب شخصيات بارزة من ترشيح نفسها للمكتب التنفيذي الجديد ومنها الدكتور برهان غليون، وغياب نحو 45 شخصية من المعارضة عن الإجتماعات مثل السفير المنشق بسام العمادي وعمر الشواف وراشيل أحدب، نتيجة إعطاء قوائم ناقصة إلى الجهة الداعية للإجتماع.

وفي تصريح لـ swissinfo.ch، عزت الناشطة مرح البقاعي إقصاء هؤلاء إلى كونهم دأبوا على انتقاد أداء المجلس منذ فترة لتأخره عن إجراء انتخابات يطالب بها النشطاء منذ نحو عام، وكذلك إلى ما سمته “سيطرة الإخوان المسلمين على المجلس”. واستدلت على ذلك بأن المكتب التنفيذي للمجلس تألف من واحد وأربعين رجلا في غياب كامل للمرأة السورية “وكأن سوريا لا توجد فيها نساء ثائرات”. واعتبرت تغييب المرأة “مُخيفا وغير مسبوق في التاريخ السوري لأن المرأة كانت ممثلة قبل الإستقلال في جميع المجالات فهي وزيرة ونائبة وأكاديمية… فكيف نبحث مستقبل سوريا من دونها؟”، وأضافت “أعطينا صورة سيئة جدا للداخل قبل الخارج، فالسورية تقاتل مع الثورة في الكتائب المسلحة وبينهن شهيدات وأمهات لشهداء”.

وفي هذا السياق، انتقدت البيان الصادر عن حركة الإخوان المسلمين في سوريا الذي وضع شروطا لمشاركة المرأة بأنها السورية المسلمة الملتزمة، وهو ما اعتبرته البقاعي تغييبا للمسيحيات وإقصاء دينيا لقسم من نساء سوريا باعتبار أن الجميع نساء ورجالا ينبغي أن يخضع لشرط الإلتزام. وقالت: “المرأة الملتزمة هي المرأة الوطنية مهما كان انتماؤها السياسي أو خلفيتها الدينية أو العرقية، وهذا ينطبق على المرأة والرجل على السواء”. وتابعت أن من أبرز الردود التي تلقتها بعد التشكيل الأخير للمجلس الوطني رد من هيئة العلماء الأحرار (وهي هيئة إسلامية تضم 400 عالم منشق) على لسان الشيخ عبد الجليل السعيد أخبرها فيها بانسحابهم من المجلس الوطني بسبب الممارسة الإقصائية ورغبة الإخوان المسلمين في اختزال كل الشخصيات الاسلامية في برنامجهم السياسي. والملاحظ أن تشكيلة المجلس في نسختها الجديدة تشير إلى حضور بارز للإخوان المسلمين السوريين الذين يشكلون ربع المجلس المؤلف من 416 عضوا، ويحتلون منصبا متقدما في القيادة العليا من خلال القيادي البارز فاروق طيفور.

في المقابل ظهر الإئتلاف في صورة أكثر مقبولية وتمثيلية للأطياف السورية من خلال الصيغة المتوازنة التي شكل بها مكاتبه، وبدا أثقل وزنا سواء في عيون الداخل أو العواصم المعنية بالملف السوري. ونظرا لأن الإئتلاف يعتزم تسمية ناطقين رسميين باسمه ضمن مكتب إعلامي تكون التصريحات الرسمية منوطة به، وتصبح بعده تصريحات الأعضاء مواقف غير رسمية لا تلزم الإئتلاف بالضرورة، فضل قياديون تحدثوا لنا عدم الكشف عن هوياتهم.

القياديون أوضحوا لـ swissinfo.ch أن تشكيل الإئتلاف كان “مطلبا وطنيا سوريا وليس استجابة لضغوط من أي نوع”، واعتبروه “اختبارا أخلاقيا” للمعارضة، مستدلين بأن المشاورات لتشكيله انطلقت منذ أربعة أشهر من خلال وثيقة العهد الوطني التي توصلت لها أطياف المعارضة في القاهرة، غير أن العارفين بالشأن السوري يؤكدون أن تلك الوثيقة المؤلفة من 18 بندا كانت “فضفاضة ولم تطرح القضايا الخلافية الرئيسية”.

إيصال سلاح نوعي للمقاتلين

على صعيد آخر، فإن أبرز التحديات التي تواجه الإئتلاف اليوم تتمثل في توحيد مجموعات الثوار تحت مظلة قيادة عسكرية واحدة وضمان إيصال سلاح نوعي للمقاتلين، بالإضافة لجمع الدعم للمناطق المحررة كي لا تسود فيها الفوضى ويشعر السكان أن النظام كان أفضل لأنه يوفر الكهرباء والغاز والوقود ونظافة البيئة، في مقابل فقدان أساسيات الحياة في المدن والبلدات التي بات يديرها الثوار.

ويُقر قياديون في الائتلاف بضرورة إيجاد قيادة مشتركة لمجموعات الثوار التي تنتمي إلى “كتائب مرتبطة بدكاكين حزبية” على حد قولهم، ما يجعل السلاح متوافرا في منطقة ومفقودا في أخرى. وأكدوا أن مشروع توحيد القيادات العسكرية كان موجودا من قبل واشتغل عليه المعارضون منذ ثلاثة أشهر، لكن واشنطن اعترضت عليه، قبل أن تعود وتُقرّ أخيرا بضرورته.

في المقابل، يرى الخبير العسكري العميد صفوت الزيات رأى أن اللامركزية لها فوائد كبيرة في مثل هذه الحرب لأنها تقلل من احتمالات اختراق النظام للمجموعات ووصوله إلى رأس الثورة، مستدلا على ذلك بحادثة اغتيال قائد فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني العميد وسام الحسن، التي اعتبر أنها “غير مُمكنة إن لم يكن هناك اختراق في أعلى مستوى، لأن الحسن غيّر سيارته ومساره في آخر لحظة ومع ذلك كانت السيارة المفخخة في انتظاره”.

33 في المئة للداخل

من جهة أخرى، يمكن القول بأن الائتلاف صار أكثر تمثيلا للثوار في الداخل، فالمجلس الوطني الذي يشكل العمود الفقري للإئتلاف زاد أعضاءه من 286 إلى 418 وبات يضم 16 فصيلا سياسيا جديدا إلى جانب 24 تشكيلا ومجلسا ثوريا من داخل سوريا، مع الملاحظة أن 46 عضوا خسروا عضويتهم في الوقت نفسه في إطار العملية التي أطلق عليها عملية “الترشيق”.

والأهم من ذلك أنه صار أكثر تمثيلا للطوائف بدءا برئيسه الجديد (المسيحي) جورج صبرة مرورا بالأعضاء الجدد وهم الحركة التركمانية وتجمع أحرار سوريا (درزي) ومجلس القبائل السورية واتحاد القوى الديمقراطية الكردية وجبهة العمل الوطني لكرد سوريا، وصولا إلى حزب الإتحاد السرياني وتشكيلات أخرى…وفي السياق نفسه نال “الحراك الثوري” 33 في المائة من إجمالي مقاعد المجلس الوطني، لكن تعزيز تمثيل الداخل وتوحيد القيادة العسكرية للثورة على الأرض ليسا كافيين مادام المقاتلون لا يملكون الأسلحة التي تمكنهم من استمرار المقاومة، فضلا عن الإنتصار على جيش نظامي يُعتبر من الأفضل تسليحا وتدريبا في الشرق الأوسط.

وفي هذا المجال، أكد مسؤول في الإئتلاف السوري أن واشنطن تعترض مُطلقا على تسليم الثوار صواريخ مضادة للطائرات، وهي تمنع تركيا من إيصال هذه الصواريخ إليهم أو حتى السماح بمرورها، لأنها تخشى من أن يتم إخفاؤها من أجل استخدامها في حروب أخرى وكذلك لأنها تشكل خطرا على الطائرات المدنية.

المصدر السوري المعارض قال أيضا إن واشنطن استنتجت من خلال تقاريرها الإستخباراتية أن معظم الأسلحة الموجّهة إلى المقاتلين في داخل سوريا تصل في الواقع إلى الجهاديين المتشددين، مما يزرع بذور التمرد المعادي للولايات المتحدة بعد الإطاحة ببشار الأسد. ولهذا السبب تحرص الولايات المتحدة على عدم إرسال الأسلحة للمعارضة، مكتفية بتقديم المعلومات وأنواع الدعم لشحنات الأسلحة الخفيفة.

وكل ما يتوقعه الآن المعارضون السوريون هو أن تغض واشنطن الطرف على وصول أسلحة دفاعية متطورة إلى الثوار. وهنا تبرز مسألة أخرى تتعلق بهوية الثوار إذ شعر المعارضون السوريون بقلق لدى العواصم الغربية من طغيان التيارات الأصولية على المجموعات المسلحة في الداخل السوري سواء من خلال خطاب قادة تلك المجموعات أو من خلال أسمائها أو لباس أعضائها، “وهو قلق ينطلق من الخوف على مستقبل تقاليد التعايش بين الأديان والطوائف، التي تميزت بها سوريا عبر التاريخ”، بحسب ما قالوا. وكشفوا أن تلك العواصم قد تكون شعرت بصدمة من انتخاب الشيخ أحمد معاذ الخطيب إمام الجامع الأموي سابقا، رئيسا للإئتلاف بينما كانت تتوقع أن يكون شخصية ليبيرالية.

مسؤولية مشتركة؟

وفي هذا الصدد، أوضح عضو قيادي في الإئتلاف لـ swissinfo.ch، أن سير الأمور بتلك الطريقة كان أمرا طبيعيا، مؤكدا أن الخطيب فاز بـ 56 صوتا بالاضافة لصوت واحد أتى عن طريق سكايب من أصل ستين مشاركا في الإقتراع. وأضاف أن وجود الخطيب المعروف باعتداله ووسطية منهجه على رأس القيادة مع أربع شخصيات أخرى، هو مرآة للإسلام السوري وصورة إيجابية عنه.

أما الإنطباع الخاص بسيطرة الأصوليين على غالبية الجماعات المقاتلة في الداخل، فاعتبره مصدرنا “مبالغا فيه” وحمّل مسؤوليته جزئيا للإعلام. لماذا جزئيا؟ لأن بعض الفصائل تسعى للظهور على حساب الآخرين ولأن الإعلام أيضا قام بإبراز التيارات الأصولية، وصمت عن نقل مشاهد الحراك الشعبي السلمي “الذي ظل مستمرا في داخل سوريا، رغم غلبة صوت المدافع وأزيز طائرات النظام”، كما قالت الناشطة ريما فليحان لـswissinfo.ch.

ويمكن القول إن الحراك والعمليات المسلحة يرميان اليوم إلى تحقيق هدف واحد لخّصه البيان التأسيسي للإئتلاف في بنده الخامس يتمثل في “رفض الدخول في اي حوار أو مفاوضات مع النظام، والدعوة إلى مؤتمر وطني عام بعد إسقاطه مباشرة”، وهو ما يشكل رفضا قطعيا للمساعي الروسية لجمع الطرفين في نقاشات تجاوزتها الأحداث، إن لم تكن تضفي شرعية على النظام.

أخيرا، حدد البيان التأسيسي للإئتلاف خارطة الطريق التي وضعتها المعارضة هدفا واضحا بعد إسقاط النظام، يتمثل في “حل الإئتلاف والحكومة المؤقتة التي قد تنبثق منه، من أجل تشكيل حكومة انتقالية”.

رشيد خشانة – الدوحة- swissinfo.ch

قصف بدمشق والجيش الحر يدعم الائتلاف

تجدد قصف قوات النظام السوري صباح اليوم السبت على أحياء دمشق الجنوبية وبلدتي الزبداني وداريا بريف دمشق، وذلك بعد يوم من مقتل 73 مدنيا في جمعة “اقتربت الساعة وآن الانتصار”، في حين أعلن عدد من الضباط تشكيل قيادة الأمن الداخلي، كما أكدت كتائب معارضة في حلب دعمها للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

وقالت شبكة شام إن قصف المدفعية الثقيلة تجدد اليوم على أحياء دمشق الجنوبية وخصوصا القدم والعسالي، وكذلك الحال ببلدتي الزبداني وداريا.

وقال ناشطون إن الدبابات وراجمات الصواريخ المتمركزة في حواجز النظام العسكرية بالجبل الشرقي استهدفت عددا من الساحات العامة والمنازل في الزبداني, مما أسفر عن سقوط كثير من الجرحى بينهم اثنان بحالة خطرة, كما شمل القصف العشوائي إحدى كنائس البلدة المجاورة للحدود اللبنانية.

وأوضحت شبكة شام أن القصف بالمدفعية الثقيلة والهاون تجدد صباحا على بلدة الكرك الشرقي بمحافظة درعا، وعلى أحياء الموظفين والجبيلة والرشدية في دير الزور.

اشتباكات ومعارك

وتتواصل المعارك منذ الصباح في شمال حلب، حيث اشتبك الجيش السوري الحر مع قوات النظام في كلية المشاة العسكرية.

وفي الأثناء، تدور معارك عنيفة بأحياء دير الزور شرق البلاد، وفي مناطق عدة بالغوطة في ريف دمشق، وبأحياء دمشق الجنوبية التي خلت من سكانها.

ورصدت شبكة شام مساء أمس عشرات المواقع التي شهدت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام، حيث هاجم الجيش الحر حاجزا في حي الفحامة وفرع مكافحة المخدرات في حي مساكن برزة بدمشق، كما تصدى لمحاولة قوات الأمن والشبيحة اقتحام حيي القابون وكفرسوسة.

وفي ريف دمشق، دمر الثوار ثلاث دبابات بداريا، وقتلوا العديد من جنود النظام، كما تصدوا لمحاولة جيش النظام اقتحام بلدة سبينة.

أما حلب فشهدت تدمير دبابة ببلدة خان العسل ومحاصرة كلية المشاة وقتل ثلاثة قناصة في محيط مبنى الأمن الجوي بحي الليرمون.

وبثت شبكة شام صورا لصد محاولة قوات النظام الهجوم على المظاهرة بمدينة أريحا في إدلب، ولتدمير حاجز الإسكان العسكري عند مدخل مدينة إدلب الشرقي.

كما تحدثت الشبكة عن معارك في محافظات درعا ودير الزور وحماة، وعن هجوم للثوار على مفرزة الأمن العسكري في بلدة نبع الصخر قرب الجولان المحتل، وتدمير قافلة عربات لقوات الأمن في محافظة الحسكة، واستهداف مماثل لقافلة في غابات اللاذقية.

من جهة أخرى، أعلن عدد من كبار الضباط المنشقين في سوريا الجمعة عن تشكيل قيادة مجلس قوى الأمن الداخلي وعلى رأسه العميد عبد المحسن النعيمي.

وقد باركت قيادة الأمن الداخلي -في بيان مسجل تلقت الجزيرة نت نسخة منه- توحيد معظم أطياف المعارضة والثورة تحت لواء ائتلاف المعارضة باعتباره “ممثلا وحيدا للشعب السوري”.

وجاء هذا البيان بعد يوم واحد من إصدار عدد من كتائب الجيش الحر في حلب بيانا مسجلا يؤكد دعمها لائتلاف المعارضة، وذلك ردا على بيان سابق لعدد من الكتائب يتحدث عن رفضها للائتلاف.

وجاء في البيان الذي تلاه قائد لواء التوحيد عبد القادر صالح أن البيان السابق كان قد صدر عن بعض الكتائب في حلب نتيجة تهميش “القوى الفاعلة على الأرض والتي تقود معارك التحرير في حلب”.

وأكد صالح دعم الجيش الحر لائتلاف المعارضة ما دام “ملتزما بتطلعات الشعب السوري والقوى الثورية”، مع مطالبة الائتلاف بزيادة تمثيل القوى الثورية وتفعليها في أجهزته ومكاتبه.

مكتب للائتلاف بتركيا ودعم إيراني للأسد

أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سيفتح مكتبا في إسطنبول وسيكون ممثل الشعب السوري هناك، كما طلبت قطر من الائتلاف تعيين سفير له في الدوحة، في المقابل جددت طهران دعمها للنظام ضد “المؤامرات الغربية” التي تحاك ضد سوريا والمنطقة.

وأضاف داود أوغلو عقب اجتماعه في أنقرة مع رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب أمس، أن تركيا لم تتردد منذ اللحظة الأولى في الاعتراف بهذا الائتلاف. وقال إنه من الممكن اتخاذ قرارات مشتركة مع الأطراف التي تجتمع في مؤتمر أصدقاء سوريا المزمع عقده في تركيا في الثاني عشر من الشهر المقبل.

كما أعرب الوزير التركي عن استعداد بلاده “لتقديم كل ما تطلبه المعارضة في موضوع مأسسة عملها، والمطالب المحقة للشعب السوري”.

في السياق نقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن الطلب القطري بتعيين سفير للائتلاف الوطني السوري يستهدف تعزيز أهداف الائتلاف على طريق تحقيق آمال الشعب السوري الشقيق في الحرية والكرامة. وجاءت الخطوة القطرية بعد إعلان الائتلاف -الذي تشكل قبل نحو أسبوعين في الدوحة- تعيين سفير له في باريس.

الحوار والسلاح

في المقابل، جدد رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني دعم بلاده للنظام السوري في وجه ما سماها المؤامرات الغربية التي تحاك ضد سوريا والمنطقة.

جاء ذلك أثناء زيارة قام بها لاريجاني لدمشق أمس حيث أجرى محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد. كما التقى قادة فصائل فلسطينية بينها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل.

وطالب لاريجاني من وصفهم بالدول التي ترسل السلاح إلى المعارضة السورية لمقاتلة قوات النظام السوري بأن “تدعم الحوار والمفاوضات من أجل الإصلاح عوضا عن إرسال السلاح”. وأضاف أن جماعات المعارضة فشلت في زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا.

في الأثناء، أدانت سوريا طلب تركيا من حلف شمال الأطلسي (الناتو) نشر صواريخ باتريوت على حدودها، بينما يتجه الحلف نحو خطوات عملية لإجابة طلب أنقرة التي تؤكد أنها تعرضت لاعتداءات متكررة من دمشق.

ونقل التلفزيون السوري عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن سوريا تؤكد إدانتها للخطوة الأخيرة، ووصفت هذا التحرك بأنه “استفزازي”. كما نقل التلفزيون عن المصدر قوله إنه “ما من سبب يدعو للذعر”، وأكد أن سوريا تحترم سيادة وأمن الأراضي التركية ومصالح الشعب التركي.

في المقابل دافع داود أوغلو عن النشر المحتمل لصواريخ باتريوت من الناتو على الحدود مع سوريا، وقال إن الأمر يرتدي طابعا دفاعيا بحتا. كما حاول طمأنة روسيا، وقال إن “عليها ألا تقلق”.

باتريوت والحدود

وأشار الوزير التركي إلى أن لبلاده حدودا بطول 900 كلم مع سوريا “تعرضت لانتهاكات حدودية من طرف دمشق”. كما قال أوغلو إن تركيا قادرة على ضمان أمنها بقدراتها الخاصة وبقدرات حلف الأطلسي.

وكانت روسيا حذرت في وقت سابق من نشر هذه الأسلحة في تركيا، معتبرة أنها تهدد بإثارة “نزاع مسلح خطير”. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين “بقدر ما نكدس أسلحة يزداد خطر استخدامها”.

وطلبت أنقرة الأربعاء رسميا من الحلف نشر هذه الصواريخ الدفاعية المضادة للصواريخ والطائرات على أراضيها. وينتظر وصول بعثة من الحلف الاثنين إلى جنوب شرق تركيا المتاخم لسوريا لإجراء تقييم لعدد بطاريات باتريوت التي يمكن نشرها على الأراضي التركية ومواقعها.

ورفض الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن الانتقادات الروسية لاحتمال نشر الحلف لصواريخ باتريوت قرب الحدود التركية مع سوريا. وقال راسموسن إن الانتقادات الروسية غير مبررة، وأضاف أن الحلف أكد منذ البداية أنه سيفعل كل ما يلزم “للدفاع عن حليفتنا تركيا”.

يشار إلى أن من بين دول الحلف الـ28، وحدها ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة تملك بطاريات صواريخ باتريوت.

بشار الأسد وطياروه مطلوبون للعدالة

حسين جلعاد- الحدود التركية السورية

“يا الله ما لنا غيرك.. يا الله” هي صرخة ملايين السوريين طلبا للعدل الإلهي طوال سنتين عجز فيهما العالم عن وقف حمام الدم في بر الشام.

والصرخة تلك وإن استجمعت كل آلام التاريخ الانساني إلا أنها دفعت اليأس عن المدنيين العزّل، وأبقت نافذة الأمل مفتوحة على حياة عنوانها “الموت اليومي المعلن”. وهذ الأخير بات عنوانه طائرات نظام بشار الأسد وبراميلها المتفجرة التي لا تقتل فقط، بل تمزق وتترك الأرض خواء سوى من الرعب الأعمى.

الطيارون إذن هم ثقب الموت الأسود، فبعد أن حمل “الأحرار” السلاح، وصار الجيش الحر يسيطر على مساحات متسعة من الأرض، صعد النظام من جحيم النيران ليفرض سيطرته على أرض تتناقص من تحت قدميه.

وكما قاوم مناوئو الأسد بالبنادق، فإن شرارة الثورة اتسعت لتشمل القانون الذي ظل شبحا غائبا طوال حكم البعث, في مفارقة  تظهر إجماع السوريين المنتفضين على حاجتهم للعدالة الغائبة منذ خمسين عاما.

بهذا السياق أصدر مجلس القضاء السوري الحر مذكرات توقيف بحق طياري النظام الذين يقومون بقصف المدنيين في القرى والمدن السورية.

ميثاق شرف

وهذا المجلس-الذي التقت الجزيرة نت بعض ممثليه بمنطقة على الحدود السورية التركية- كان قد تشكل قبل أشهر من قضاة منشقين عن نظام الأسد، أصدروا ميثاق شرف يؤكد التزامهم بالعدالة وفق شرعة حقوق الإنسان.

وفي التفاصيل يقول النائب العام بمجلس القضاء السوري الحر محمد أنور مجني إن شكوى قدمت إلى المجلس من تجمع المحامين الأحرار حول قيام طيارين بقصف المدن والقرى السورية مما تسبب بمقتل العديدين وتدمير الممتلكات العامة والخاصة علاوة على الآثار التاريخية.

ولفت إلى أنه بعد دراسة الشكوى وتدقيق الوثائق تم تحريك الدعوى العامة بحق 38 طيارا بجرم القتل العمد والإرهاب وتخريب الآثار، وتمت إحالتها لقاضي تحقيق المجلس لإجراء المقتضى القانوني أصولا.

وبدوره أكد قاضي التحقيق بمجلس القضاء الحر خالد شهاب الدين أنه بعد دراسة الأدلة المتوفرة بحق المدعى عليهم تبين من خلال الجدول المرفق بأسماء الطيارين ونوع الطائرات والمناطق التي يقصفونها بأنها ترجح ارتكابهم للجرائم المسندة إليهم، الأمر الذي استدعى إصدار مذكرات توقيف غيابية بحقهم تمهيدا لجمع كافة الأدلة التي ترجح ارتكابهم للجرم من عدمه وفق القوانين النافذة.

وقد أصدر القاضي شهاب الدين قرارا بإلقاء الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة بحق المدعى عليهم وزوجاتهم وأولادهم حفاظا على حقوق المتضررين من المدنيين السوريين جراء أفعال المدعى عليهم في حال ثبوت الجرائم المسندة اليهم.

وأوضح شهاب الدين أنه كلف جهة الادعاء باستكمال الأدلة وجلب شهود الحق العام فإذا ما توافرت الأدلة لإدانتهم فسيتم اتخاذ القرار القانوني اللازم لإحالتهم لمحكمة الجنايات السورية.

ظروف معقدة

ويعمل القضاة والمحامون الأحرار بظروف بالغة التعقيد فهم يتحركون بالداخل السوري المشتعل وكذلك بالخارج بعد أن يجمعوا الأدلة ويوثقوا الجرائم التي يلاحقونها، ويتعاون في ذلك كل من تجمع المحامين الأحرار ومجلس القضاء السوري الحر.

وحول آلية عمل الجهاز القانوني المنشق، يقول عضو تجمع المحامين الأحرار المحامي أحمد حسون إن التجمع يوثق المعلومات التي تأتي من الشعب السوري ومن المحامين السورين في الداخل، ويضيف “نقدم للسادة القضاة الأدلة التي بحوزتنا من شهادات شهود ووثائق وصور سواء من الداخل السوري أو من النازحين والمهجرين وكذلك من جنود منشقين” لافتا إلى أن من المهجرين لديهم أولاد شهداء وبيوت مهدمة.

أما عضو التجمع المحامي رامي حميدو فقد أفصح أنه تم حتى الآن تقديم ادعاءات ضد أكثر من أربعمائة من شخصيات نظام الاسد جرى توثيق الجرائم المنسوبة إليهم.

ويبدو القانونيون المنشقون -بشقيهم المحامين والقضاة- مصرين على إحقاق العدالة رغم أنهم يدركون الصعوبات القانونية والسياسية التي تحول حتى الآن سوق “مجرمي نظام الأسد” للمحاكم الدولية ذات الاختصاص، فمن جهة سوريا لم توقع اتفاقية روما لعام 1948، كما أن الغطاء السياسي الذي تقدمه روسيا والصين لنظام الأسد يقف سدا منيعا في وجه العدالة الدولية حتى الآن، حسب قول المحامي حميدو.

ويرى الحقوقيون السوريون الأحرار أن العدالة كل لا يتجزأ، وأنهم وفقا لميثاق الشرف الذي أصدروه مؤخرا “لن تكون الأحكام وإجراءات التقاضي سياسية أو فاسدة كما اعتاد نظام البعث الحاكم في دمشق أن يفعل بخصومه”.

وشدد القاضي شهاب الدين على قرب إجراء تحقيقات في قضايا تنسب لعناصر يعلنون أنهم ينضوون تحت لواء الجيش الحر، لكنه تحفظ على ذكر القضايا المنوي التحقيق بها حفاظا على سلامة التحقيق.

المتسلقون أيضا

وقد أكد المحامي حميدو هذا الأمر بقوله إن دور المحامين الأحرار لم يقتصر على توثيق انتهاكات النظام، بل يجري فحص معلومات وردت إلى التجمع تقول إن انتهاكات وجرائم اقترفت من “قبل المتسلقين على عتبات الجيش الحر”.

ولكن ماذا ستفعل أوراق يجمعها حقوقيون أمام كثافة النيران التي تصب على رؤوس السوريين فيما لا تحرك المؤسسات الدولية ساكنا؟

سؤال كهذا لا يغيب عن وجدان القاضي شهاب الدين, لكنه ينظر إلى المسألة من باب نصف الكأس الملآن، فيقول للجزيرة نت “إن إصدار مذكرات توقيف غيابية بحق الطيارين سيكون له أثر كبير مستقبلا حيث لن يفلت أي مجرم من العقاب، كما أن طياري نظام الأسد سيحسبون الآن ألف حساب لأفعالهم فجرائمهم موثقة أما الذين لم ترد أسماؤهم حتى الآن في الادعاء فسيفكرون ألف مرة قبل القاء قنابلهم على رؤوس المدنيين”.

النظام السوري يقصف أكثر من 100 مدرسة في دمشق

دبي – قناة العربية

أفادت “سانا الثورة” أن قصف النظام السوري استهدف أكثر من 100 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية في دمشق وريفها، كما حول بعضها إلى ثكنات عسكرية، ما أدى إلى تعطل الدراسة فيها.

إلى ذلك، أفاد المركز الإعلامي السوري بانشقاق اللواء محمود العلي، رئيس مكتب الدراسات والتخطيط في وزارة الداخلية.

وضمن التطورات الميدانية في دمشق، جرى قصف مدفعي بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في حيي التضامن والحجر الأسود، كما وقعت اشتباكات عنيفة جنوب حي جوبر.

من جانبه، استهدف الجيش الحر حاجز مفرق النهضة على طريق مطار دمشق الدولي.

وبلغت حصيلة قتلى الأمس، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، 73 شخصاً معظمهم في دمشق وريفها وحلب.

وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بوقوع اشتباكات عنيفة في محيط مبنى المخابرات الجوية وقرب دوار شيحان ومحيط بني زيد في مدينة حلب. كما جرى إطلاق نار كثيف قرب مقر حزب البعث في حي المساكن في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا.

من جهة أخرى، تصدى الجيش الحر لثلاثة زواق حربية قادمة من منطقة الطبقة إلى سد تشرين عبر نهر الفرات وأجبرها على الانسحاب في ريف حلب، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة.

ووجهت المشافي الميدانية والأطباء في مدينتي معضمية الشام وداريا بريف دمشق، نداءات استغاثة بسبب كثرة الجرحى ونقص الإمكانيات.

الشتاء يهدد 200 ألف طفل سوري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تزايدت التحذيرات من مواجهة أكثر من 200 ألف طفل سوري لاجئ شتاءً قارساً من دون مأوى مناسب وملابس تقيهم البرد.

ودعت منظمات دولية إلى تقديم معونات عاجلة لتزويد الأسر السورية اللاجئة بما يكفي من الملابس الدافئة لمساعدتهم على البقاء على قيد الحياة.

ميدانيا تواصلت السبت أعمال العنف في العديد من المدن السورية، وقال ناشطون إن الطيران الحربي التابع للقوات النظامية قصف أحياء مدينة حمص القديمة، وشهد محيط مدرسة المشاة قرب حلب اشتباكات ضارية، كما تعرضت مدينة الزبداني قرب دمشق لقصف عنيف.

وكانت لجان التنسيق المحلية أكدت مقتل 76 شخصا الجمعة، معظمهم في دمشق وريفها.

وأعلنت شبكة شام الإخبارية سقوط العديد من الجرحى جراء قصف بقذائف الهاون على حي الحجر الأسود في العاصمة دمشق.

كما شهدت بلدات سقبا وكفر بطنا وداريا في ريف دمشق، قصفا بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون وراجمات الصواريخ.

وفي حلب دوى انفجار قوي في شارع تشرين بالقرب من ثكنة المهلب. كما قصف الجيش الحكومي بشكل عنيف بلدة تل شهاب في ريف درعا.

أما في ريف إدلب الجنوبي فقد سقط  3 قتلى جراء قصف للجيش الحكومي بالمدفعية على بلدة كفرعين.

سوريا: جمعة “اقتربت الساعة” تخلف 76 قتيلاً

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– اندلعت معارك عنيفة في العديد من أحياء العاصمة السورية دمشق، بين القوات الحكومية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ومسلحي الجيش الحر، صباح السبت، في الوقت الذي أفادت فيه مصادر بالمعارضة بسقوط 76 قتيلاً في المواجهات التي وقعت بمختلف أنحاء سوريا الجمعة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أصوات الانفجارات وإطلاق النار سمعت في وقت مبكر من صباح السبت في عدد من الأحياء السكنية الواقعة في جنوب العاصمة، بالإضافة إلى بعض البلدات في محافظة ريف دمشق، فجر اليوم التالي لما أسمتها المعارضة السورية “جمعة اقتربت الساعة وآن النصر.”

وقال الناشط سمير الشامي، في تصريحات لـCNN عبر موقع “سكايب” من دمشق، إن اشتباكات اندلعت في الرابعة فجراً، بالتوقيت المحلي، في أحياء “التضامن” و”الحجر الأسود” و”القدم”، والتي تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية، كما امتدت المعارك إلى أحياء “العسالي” و”جوبر”، شرقي دمشق.

وأضاف الناشط السوري قوله إن “تجدد المعارك في كل هذه الأحياء ربما يهدف إلى تخفيف معاناة السكان في بلدة داريا بريف دمشق، التي تتعرض لعملية عسكرية متواصلة منذ 11 يوماُ”، من قبل القوات النظامية التي تفرض حصاراً شاملاً على البلدة بعشرات الدبابات، في محاولة جديدة لاقتحامها.

من جانبها، أفادت لجان التنسيق المحلية بأنها استطاعت توثيق 76 “شهيداً” مع انتهاء مواجهات الجمعة، من بينهم 30 قتيلاً في دمشق وريفها، بالإضافة إلى 17 قتيلاً في حلب، وستة في درعا، وخمسة في إدلب، وأربعة في كل من دير الزور واللاذقية وحماه، فضلاً عن قتيلين في حمص والرقة، و”شهيد” في بانياس والقنيطرة.

كما أشارت اللجان المحلية، وهي كبرى جماعات المعارضة العاملة داخل سوريا، في صفحتها على موقع “فيسبوك”، إلى تعرض العديد من الأحياء السكنية في دمشق لقصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، بالإضافة إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في مخيم “اليرموك” للاجئين الفلسطينيين في دمشق.

وأفادت بوقوع إطلاق نار كثيف من قبل قوات النظام المتواجدة على حاجز “المشفى” في “الحفة” باتجاه قريتي “بابنا” و”الجنكيل” في اللاذقية، كما سجلت إطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة في درعا.

يذكر أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل ومنفصل من أي من الأرقام أو التقارير بسبب القيود المفروضة على عمل وسائل الإعلام الأجنبية من قبل النظام السوري.

وتشهد سوريا منذ نحو 21 شهراً،حركة احتجاجات مناهضة للسلطات، تصدى لها النظام بحملة قمع أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا ونزوح مئات الآلاف داخل وخارج البلاد.

وقدرت لجان التنسيق المحلية، التي تنظم وتوثق الاحتجاجات بالداخل، حصيلة القتلى، ومنذ بدء تحركات الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، في مارس /آذار عام 2011، بأكثر من 42 ألف قتيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى