أحداث وتقارير اخبارية

أحداث جمعة الصمود حسب مصادر متعددة

 


مشاركة كردية كثيفة للمرة الأولى

سقوط 49 قتيلا من المدنيين وعناصر الأمن في تظاهرات درعا السورية

دبي – جمعة عكاش، محمد عبيد

أكدت مصادر لـ “العربية” مقتل 30 مدنيا في تظاهرات درعا السورية اليوم الجمعة 8-4-2011 . وكان مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السورية قد أعلن مقتل 19 عنصرا وجرح 75 عنصرا من قوات الشرطة والأمن إثر إطلاق “مجموعات مسلحة” النار عليهم في درعا التي تقع على بعد مئة كلم جنوب العاصمة.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن المصدر ان “عدد الشهداء من قوات الشرطة والامن ارتفع الى تسعة عشر شهيدا وخمسة وسبعين جريحا باطلاق النار عليهم من مجموعات مسلحة في مدينة درعا اليوم (الجمعة)”.

وانطلقت تظاهرات حاشدة في العديد من المدن السورية بعد صلاة الجمعة، والتي أطلق عليها “جمعة الصمود”، تطالب بالحرية تلبية لنداءات ناشطين.

وفي مناطق شرق سوريا التي يقطنها غالبية كردية اندلعت احتجاجات حاشدة، وذلك بعد يوم واحد فقط من عرض الرئيس بشار الأسد منح أكراد كانوا يصنفون على أنهم أجانب الجنسية السورية.

وقال الناشط الكردي حسن كامل، وهو عضو بارز في الحزب الديمقراطي الكردي، في تصريحات لوكالة رويترز، إن لفتة المواطنة التي عرضها الأسد لم تؤد إلا لإشعال الشارع، موضحاً أن القضية الكردية قضية ديمقراطية وحرية وهوية ثقافية.

وشهدت مدينة درعا الواقعة أقصى جنوب سوريا أعنف المظاهرات وأكثرها دموية، حيث تجمع حوالي عشرة آلاف متظاهر في ساحة السرايا في منطقة درعا المحطة بالرغم من التواجد الأمني غير المسبوق في المنطقة وحصار قوات الأمن لها لمنع المتظاهرين في درعا المحطة من الالتقاء بمظاهرة درعا البلد.

وقال أحد الشهود رأيت بركا من الدماء وثلاث جثث في الشارع ينقلها أقارب في منطقة المحطة.

وأفاد شهود أن محتجين أشعلوا النار في مقر لحزب البعث وحطموا تمثالا لباسل الأسد الشقيق الراحل للرئيس بشار في المدينة.

وأفاد شهود عيان عن وقوع العديد من الإصابات إثر إطلاق نار كثيف استهدف المتظاهرين. وفي اللاذقية هناك تجمعات لتظاهرات حاشدة في منطقتي الشيخ ضاهر والصليبة.

وخرج المئات من منطقة سري كانيي في محافظة الحسكة استجابة لنداء حركة الشباب الكردي “جوانين كرد”، وقد انضمت إليهم أعداد كبيرة من العرب.

وفي عامودا خرج حوالي 3000 شخص يرفعون العلم السوري، وفي مدينة القامشلي خرج 10 آلاف شخص إلى الشوارع، وردد المتظاهرون شعارات أبرزها أن الحركة الكردية هي الممثل الشرعي للشعب الكردي، وأن العشائر لا تمثل الشعب الكردي, وهتافات “الحرية، الشعب السوري واحد، الشهيد لا يموت”.

وفي حمص انطلقت المظاهرات من دير بعلبة والوعر باتجاه المدينة، ووجهت نداءً إلى جميع القرى وأبناء المدينة للالتحاق بهم، ولا يوجد أي إطلاق نار أو غازات حتى اللحظة.

ويقول مراقبون وناشطون إن تظاهرات الجمعة التي عمت العديد من المدن السورية هي رسالة واضحة للنظام في دمشق، يقرأ منها أن جملة الإصلاحات التي أعلنت عنها القيادة السياسية دون مستوى تطلعات الشارع السوري.

ويؤكد ناشطون من تجمع “شباب الانتفاضة” الكردي، وهو المحرك الرئيس للحركة الاحتجاجية في المدن الكردية، أن الحرية هي المطلب الرئيس للأكراد لا الجنسية.

ويقول أحد نشطاء التجمع، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ”العربية.نت”، “لا نقبل الرشاوى، وليس بإمكان أحد تحييد الشباب الكردي عن حركة الشارع السوري برمته”.

وكان الناشط يقصد مرسوماً رئاسياً سيتم بموجبه إعادة تجنيس الأكراد الذين جردوا من هوياتهم السورية في إحصاء استثنائي جرى عام 1962.

وأبلغ نشطاء آخرون “العربية.نت” أن “دائرة التظاهرات اتسعت في المدن الكردية هذا الأسبوع لتشمل مدينتي الدرباسية وديريك، إلى جانب القامشلي وعامودا التي تشهد جميعها مظاهرات اليوم”.

ورفع المتظاهرون، كما يظهر من شريط فيديو وصل لـ”العربية.نت” لافتات كتب عليها “من يعوضني عن فقداني الجنسية 49 عاماً”، “وجهاء العشائر لا يمثلون الشعب الكردي، فلهم من يمثلونه”، “الحرية لا الجنسية”، لا لقانون الطوترس نعم لتغيير الدستور”.

احتجاجات في مدن عدة ومخاوف من تحوّل المطالب إلى أزمة أمنية

سـوريـا: السـلطة والنشـطاء يتحدثون عن عشرات القتلى والجرحى

أعلنت السلطات السورية أمس، سقوط 19 قتيلاً و81 جريحاً من قوى الامن بنيران مجموعات مسلحة في مدينتي درعا وحمص، خلال يوم من الاحتجاجات التي جرت في عدد من المدن في سوريا، فيما قالت مصادر حقوقية إن 22 متظاهراً قتلوا بنيران القوات المسلحة في درعا وحمص وحرستا. كما شهدت مناطق ريف دمشق، وحماه، والقامشلي ذات الطابع الكردي تظاهرات احتجاجية أيضاً، بحسب وكالات الأنباء الغربية ووكالة «سانا» السورية.

وأذاع التلفزيون السوري الرسمي مشاهد لمسلحين ملثمين يطلقون النار في درعا، وأكدت أن هؤلاء وجّهوا نيرانهم إلى المحتجين كما إلى قوات الامن، وقاموا بإشعال الإطارات وسدّ الطرقات.

وأفاد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السورية بأن «عدد الشهداء من قوات الشرطة والأمن ارتفع إلى 19 شهيداً و75 جريحاً بإطلاق النار عليهم من مجموعات مسلحة في مدينة درعا». وأضاف المصدر «أنه عقب صلاة الجمعة في مدينة درعا وأثناء توجه جموع المواطنين من الجامع العمري إلى درعا المحطة قامت مجموعات مسلحة بإطلاق النار على المواطنين وقوات الشرطة والأمن العزل من السلاح ما أودى بحياة العديد منهم وإصابة العشرات مؤكداً ان هناك تعليمات صارمة لعناصر الشرطة وقوى الأمن كافة الذين تقضي مهامهم الوجود في أماكن تجمعات المواطنين بعدم حمل السلاح».

وكان المصدر أعلن في وقت سابق أن «أربعة من عناصر الشرطة والأمن استشهدوا برصاص المجموعات المسلحة إضافة إلى قيام المسلحين بإطلاق النار أيضاً على سيارة إسعاف أثناء قيامها بنقل مصابين إلى المشفى ما أدى إلى استشهاد سائق السيارة مشيراً إلى وجود إثباتات موثقة حول هذه الاعتداءات».

وأشار المصدر إلى أن مجموعات أخرى قامت بوضع حواجز إسمنتية على الطرقات وأشعلت النيران في الإطارات ورشقت قوات الشرطة وعناصر الأمن بالحجارة ما اضطرهم لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم قبل أن يعتدوا على ممتلكات عامة وخاصة عدة وقاموا بإحراق بعض المرافق الخدمية والسيارات.

وعرض التلفزيون السوري الرسمي في «بث حي» ما وصفهم بأنهم «مخربون ومندسون يطلقون النار على المدنيين وعلى قوات حفظ النظام» في درعا. واشار مسؤول في التلفزيون السوري إلى «ان ادارة التلفزيون في درعا اضطرت لإغلاق المبنى بعد ان قام محتجون باجتياحه وتدمير

بعض الاجهزة الموجودة فيه» من دون اضافة المزيد من التفاصيل. واعتبر التلفزيون السوري ان «سوريا تعيش ازمة وهذه الازمة اراد لها البعض ان تكون أزمة مستشرية وان تتحول من مطالب شعبية محقة الى ازمة أمنية تستهدف حياة المواطنين وأمن الوطن».

واضاف التلفزيون ان «المحاولات الاصلاحية تتعرض الآن لمحاولة الإجهاض والافساد من بعض الجهات التي تعمل على تخريب الممتلكات العامة والخاصة في محاولة لزعزعة الامن والاستقرار وافساد اللحمة الوطنية التي سادت في سوريا لعقود طويلة».

وأصدرت القيادة السورية، مساء أمس، بياناً تحذيرياً يمكن أن يكون نقطة تحول في سياسة الدولة مع الاحتجاجات منذ ثلاثة أسابيع. وجاء في البيان «خرجت في الأسابيع الماضية مجموعات من المواطنين في تظاهرات في عدد من مناطق القطر وخاصة أيام الجمعة وطالبوا ببعض المطالب التي لقيت استجابة فورية من القيادة.. وفي المقابل تم الإعلان عن سلسلة من الإجراءات والمراسيم استجابة لهذه المطالب مع الاستمرار بإصدار المراسيم واتخاذ الإجراءات اللازمة في إطار عملية التطوير والتحديث التي تشهدها سوريا اليوم».

وأضاف البيان إن «بعض الموتورين والدخلاء على شعبنا والمدفوعين من قبل جهات خارجية معروفة، وفي موازاة التحريض المكشوف للفضائيات وشبكات الانترنت، لم ترق لهم المبادرات والاستجابة لكل المطالب المحقة للمواطنين والجاري تنفيذها والتي عبّر شعبنا العظيم عن تأييده لها بمسيرات عمّت المحافظات والمدن السورية كافة… وقد اتضح ان هؤلاء لا يريدون الإصلاح ولا تعنيهم المطالب الشعبية ولا منع استخدام السلاح، واستغلوا ذلك واندسوا بين صفوف المتظاهرين أو المشيّعين للشهداء وبدأوا بإطلاق النار عشوائياً بهدف إيجاد الشرخ بين المواطنين ورجال الأمن، وقاموا بإحراق المؤسسات الرسمية والخدمية ودفعوا بالبعض للاعتداء على العناصر العسكرية والأمنية التي ما زالت تلتزم عدم إطلاق النار.. الأمر الذي أدى الى استشهاد وجرح أعداد كبيرة منهم».

وتابع البيان أن «وزارة الداخلية تهيب بالإخوة المواطنين أن يتفهموا ويدركوا حقيقة ما يحدث وخفايا المخطط وأن يعملوا على تعرية هؤلاء المجرمين وعزلهم والإبلاغ عنهم أينما وجدوا لمحاسبتهم وتقديمهم للعدالة وكشف أغراضهم وأغراض من دفع بهم ولهم»، مشيراً إلى أنّ «السلطات السورية، حفاظاً على أمن الوطن والمواطنين وعلى المؤسسات الحكومية والخدمية، ستعمل على التصدي لهؤلاء ومن يقف خلفهم وفق أحكام القانون الذي يحدد حالات استخدام السلاح».

وختم البيان إن «وزارة الداخلية تؤكد أنه لم يعد هناك مجال للتهاون أو التسامح لتطبيق القانون والحفاظ على أمن الوطن والمواطن وحماية النظام العام تحت ذريعة التظاهر، والذي ما زلنا نعتبره حالة صحية، ولكننا لن نسمح بالخلط المتعمّد بين التظاهر السلمي وبين التخريب وزرع الفتنة وزعزعة الوحدة الوطنية الراسخة وضرب مرتكزات السياسة السورية القائمة على أساس الدفاع عن ثوابت الأمة ومصالح الشعب».

واشار عضو مجلس الشعب خالد العبود الى «وجود حالة غير طبيعية يتسم بها بعض المحتجين اليوم تنحو باتجاه رفع سقف الاحتجاج وليس المطالب». واضاف «كان لا بد من رفع سقف حالة الشغب بعد أن تمّ التجاوب لأغلب المطالب» لافتاً الى ان «من يريد رفع سخونة الداخل السوري يحاول رفع الأصوات في اكثر من مكان».

وتابع العبود قائلاً «القضية ليست قضية مطالب بل استغلالها للعمل على خلق حالة وجدانية تجعل الناس تندفع الى الشارع مما يتسبب بوقوع قتلى وجرحى». ونقلت وكالة «سانا» الرسمية للأنباء عن مدير المستشفى العسكري في حمص إن المستشفى استقبل 6 جرحى من قوى الأمن موضحاً أن أحدهم مصاب بطلق ناري وحالته حرجة.

في المقابل، نقلت وكالة «فرانس برس» عن «ناشط حقوقي» في درعا قوله إن رجال الامن بملابس مدنية اطلقوا النار لتفريق المتظاهرين بعد صلاة الجمعة». واضاف الناشط «ان 13 شخصاً على الاقل عرفت اسماؤهم قتلوا بنيران قوات الامن، كما اصيب العشرات». واكد ان العديد من الجرحى اختبأوا في المنازل في درعا «الا ان قوات الأمن قامت بملاحقتهم وإخراجهم منها». كما اكد الناشط ان المتظاهرين «قاموا بعد سقوط القتلى بإحراق مقر شعبة حزب البعث» في درعا.

من جهته، اعلن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمر قربي من القاهرة «ان 22 شخصا لقوا حتفهم في سوريا خلال تظاهرات احتجاجية في درعا وحمص وحرستا».

وقال الناشط الحقوقي حسن برو إن «المئات خرجوا من رأس العين من جامع الاسد باتجاه شرق المدينة». واشار برو الى ان المتظاهرين ومعظمهم من الاكراد كانوا يهتفون «بالروح بالدم نفديك يا درعا» و«واحد واحد الشعب السوري واحد» و«الجنسية لا تعني الحرية». وتأتي هذه التظاهرات غداة إصدار الرئيس السوري بشار الاسد مرسوماً يقضي «بمنح المسجلين في سجلات اجانب الحسكة الجنسية السورية». واكد برو ان «المتظاهرين في الدرباسية وقفوا دقيقة صمت على ارواح شهداء اللاذقية ودرعا».

وقال نشطاء وشهود إن آلاف الاكراد ومعظمهم من الشباب قاموا بمسيرة إلى مدينة القامشلي في شمال شرق البلاد ورددوا هتافات «لا كردي ولا عربي… الشعب السوري واحد».

وفي دوما «اقام السكان حواجز حول المدينة من اجل التدقيق في هوية من يريد دخول الجامع الكبير والتأكد من عدم حمله لأي نوع من الاسلحة»، بحسب ناشط حقوقي. واكد الناشط ان السكان «يريدون التظاهر بعد أن تم الاتفاق مع السلطات على عدم تدخل الامن لتفريق المحتجين». كما قال ناشط آخر إن «آلاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية ونحو الف شخص في مدينة التل (شمال دمشق) تضامناً مع شهداء اللاذقية ودرعا ودوما». وقال مواطنون من مدينة حماه إن حوالى 2000 شخص شاركوا في تظاهرة في الحي القديم من المدينة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن «نشطاء معارضين سوريين» قولهم إن أصداء نيران أسلحة آلية ترددت أثناء تظاهرة مطالبة بالديموقراطية في ضاحية حرستا قرب دمشق. وقال النشطاء في اتصال هاتفي إن الاتصالات قطعت عن الضاحية، فيما نقلت عن «شاهد غربي» قوله إن الشرطة هاجمت محتجين بالهراوات أثناء خروجهم من مسجد الرفاعي في منطقة كفرسوسة في دمشق.

(«السفير»، أ ف ب، رويترز)

المدن السوريّة تشتعل مجدداً

عشرات القتلى والجرحى وحرق مقرّ لحزب البعث وسيّارات للشرطة

سقط عشرات القتلى والجرحى، أمس، في مواجهات اندلعت في خلال سلسلة من التظاهرات في مدن سوريّة مختلفة، في أعقاب دعوات على مواقع الإنترنت إلى «جمعة صمود»، فيما تضاربت المعلومات بشأن هوية القتلى، وخصوصاً في مدينة درعا، حيث أعلنت السلطات أن 19 رجل أمن قتلوا، فيما نقلت وكالات الأنباء عن «شهود عيان» سقوط 32 قتيلاً بين المتظاهرين

حفل يوم أمس بروايات مختلفة لما شهدته الأراضي السورية من تظاهرات تطالب بالحريّة، وكانت حصيلتها سقوط عشرات القتلى والجرحى، اختلفت المعطيات بشأن هوياتهم، إذ أعلنت وكالة الأنباء السورية أن معظمهم من الأمن، فيما أكدت تقارير صحافية وشخصيات معارضة أنهم من المتظاهرين.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قوله إنه سقط «19 شهيداً و75 جريحاً من الشرطة والأمن بإطلاق النار عليهم من مسلحين في درعا». وقال المصدر «إنه عقب صلاة الجمعة في مدينة درعا، وأثناء توجّه جموع المواطنين من الجامع العمري إلى درعا المحطة، أطلقت مجموعات مسلحة النار على المواطنين وقوات الشرطة والأمن العزل من السلاح»، مشيراً إلى وجود إثباتات موثّقة على هذه الاعتداءات.

وعرض التلفزيون السوري الرسمي، في «بثّ حي»، من وصفهم بأنهم «مخرّبون ومندسّون يطلقون النار على المدنيين وعلى قوات حفظ النظام» في درعا.

بدوره، أشار رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، عمار قربي، إلى سقوط أكثر من 22 قتيلاً في مدن ثلاث، هي حرستا ودرعا وحمص، مشيراً إلى أن 17 شخصاً قتلوا في درعا، وقدّم لائحة بأسمائهم. وأشار إلى أن 3 أشخاص قتلوا في حرستا وشخصين في حمص.

وتحدّث شهود عيان من درعا عن سقوط 27 قتيلاً، فيما ذكرت مصادر في مستشفى المدينة أن 20 شخصاً قتلوا في المدينة. وأكد ناشط حقوقي لوكالة «فرانس برس» أن قوات الأمن السورية أطلقت النار على تظاهرة ضمّت آلاف الأشخاص في درعا. وأوضح أن «رجال أمن بملابس مدنية أطلقوا النار لتفريق المتظاهرين بعد صلاة الجمعة»، مضيفاً أن «13 شخصاً على الأقل عرفت أسماؤهم قتلوا بنيران قوى الأمن، فيما أصيب العشرات».

وأعلن شهود أن المحتجّين في درعا أحرقوا مقراً لحزب «البعث» وحطّموا تمثالاً لباسل الأسد، الشقيق الراحل للرئيس الحالي بشار الأسد، فيما روى شاهد عيان، لوكالات الأنباء، أن «قوات الأمن أطلقت النار بكثافة على المتظاهرين وقتل الكثير منهم. ما يحدث هنا هو مجزرة بكل معنى الكلمة»، قائلاً إن قوات الأمن «نشرت قناصة على الأبنية، أطلق عناصرها النار على المتظاهرين». بينما أشارت وكالة «أسوشييتد برس» إلى مقتل 32 شخصاً.

وشهدت مناطق سورية أخرى تظاهرات، وذكرت «سانا» أن المئات خرجوا في بعض أحياء منطقتي تلدو وبابا عمرو في حمص، و«أحرقت مجموعة منهم سيارات للشرطة وأطلقت النار على عناصرها وعناصر قوى الأمن، فيما أطلق ملثّمون على دراجات نارية النار عشوائياً على المواطنين، ما أدى إلى وقوع إصابات».

وقال ناشطون في حمص إن أنباءً وردت عن وقوع اشتباكات عنيفة في منطقة الحولة بين المتظاهرين وقوات الأمن، فيما أفادت أنباء عن سقوط 5 قتلى، من دون أن يتسنّى تأكيدها، إضافة إلى إحراق مقرّ لحزب البعث وآخر للبلدية. وأفيد عن اعتقالات كثيرة في صفوف المعارضين في حي البياضة، وسُمع دويّ إطلاق النار في بلدة تلدو، مع ورود أنباء عن مقتل شخص.

وبحسب «سانا»، فقد شهدت منطقة دوما، في ريف دمشق، تجمّعاً لآلاف المواطنين الذين هتفوا للحرية والشهيد، وانفضّ معظمهم بعد أقل من ساعتين، فيما تجمع المئات من المواطنين في اللاذقية والقامشلي وبانياس مطالبين بتسريع وتيرة الإصلاحات وتعزيز مناخ الحرية ومكافحة الفساد، إضافة إلى بعض المطالب الخدمية المحلية، ولم تشهد هذه التجمعات احتكاكات أو أعمالاًً تخريبية.

وشهدت بلدات المعضمية وداريا، غربي دمشق، تظاهرات تدعو إلى مكافحة الفساد وتنفيذ الإصلاحات ونبذ الطائفية. وردّد المتظاهرون، الذين قدّر عددهم بحدود 300 شخص، شعارات «الله سوريا حرية وبس» و«واحد واحد واحد الشعب السوري واحد» و«إسلام ومسيحية كلنا وحدة وطنية». ونفّذ حوالى 1000 شخص في دوما، شرقي العاصمة دمشق، اعتصاماً صامتاً، مطالبين بتنفيذ الإصلاحات ومكافحة الفساد، وخاصة في البلديات.

وفي مدينة البوكمال شرق البلاد، خرج أكثر من 500 شخص من الجامع الكبير وسط المدينة، واتجهوا إلى ساحة المدينة مطالبين بالحرية. وحضر أحد شيوخ عشائر المنطقة، أيمن دحام الدندل، وتبلّغ من المتظاهرين مطالبتهم بالقيام بإصلاحات، وأيضاً بالإفراج عن مجموعة أشخاص اعتُقلوا في المدينة. فنقل الدندل مطالبهم إلى مدير المنطقة، وعاد إلى المحتجين بوعد بإطلاق سراح المعتقلين خلال يومين. وانفضّ بعدها الاعتصام.

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)

سورية: عشرات القتلى في تظاهرات أعنفها في درعا

لندن، دمشق، عمان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب

شهدت سورية أمس تظاهرات واسعة، شملت درعا التي شهدت يوما داميا والقامشلي ودوما والحسكة وبانياس وحمص وحرستا والتل وحماة حيث استخدمت فيها قوات الامن خراطيم المياه وقنابل دخانية لتفريق نحو 2000 متظاهر. وجاءت هذه التحركات الاحتجاجية بعد يوم على قراري منح الجنسية لاكراد في الحسكة واقالة محافظ حمص، وبعد تصريحات رسمية عن تحريك عجلة الاصلاح.

وفيما افادت منظمات حقوقية بان 22 شخصا قتلوا خلال التظاهرات، بث التلفزيون السوري الرسمي ان 19 عنصرا من قوات الشرطة والامن قتلوا وجرح 75 آخرين اثر اطلاق «مجموعات مسلحة» النار عليهم في درعا. واعتبر التلفزيون ان «سورية تعيش ازمة، وهذه الازمة اراد لها البعض ان تتحول… الى ازمة امنية». وقالت وزارة الداخلية، في بيان بثته وكالة «سانا» الرسمية، انها «تهيب بالمواطنين في درعا عدم ايواء المجموعات المسلحة التي اطلقت النار على المواطنين». وعرض التلفزيون في «بث حي» ما وصفهم بانهم «مخربون ومندسون يطلقون النار على المدنيين وعلى قوات حفظ النظام» في درعا.

وقال شهود عيان ومصادر طبية ان عدد القتلى في درعا وحدها بلغ 17 قتيلا، بعدما قال سكان ان قوات الامن فتحت النار على الاف المحتجين، فيما اكد ناشط ان 13 شخصا على الاقل «عرفت اسماؤهم قتلوا بنيران قواى الامن، كما اصيب العشرات». واكد ان العديد من الجرحى اختبأوا في المنازل «الا ان قوات الامن قامت بملاحقتهم واخراجهم منها». كما اكد الناشط ان المتظاهرين قاموا بعد سقوط القتلى باحراق «مقر شعبة حزب البعث» في درعا. وروى شاهد أخر ان قوات الامن «نشرت قناصة على البنايات». وقالت ممرضة ان مستشفى في درعا امتلأت بالجرحى وان المصابين يتم ارسالهم للعلاج في مسجد قريب من المستشفى بسبب عدم وجود اماكن او أسرة.

وكان ناشط حقوقي قال ان «نحو 6 الاف شخص تظاهروا امام قصر العدل بعد ان تجمعوا عند خروجهم من ثلاثة جوامع» في درعا. واضاف ان «قوات الامن قامت بتفريقهم باطلاق قنابل مسيلة للدموع وعيارات نارية ومطاطية»، مشيرا الى ان «المتظاهرين ردوا عليهم باطلاق الحجارة». واشار الناشط الى ان «الاتصالات الخليوية قطعت في درعا منذ صباح اول من امس.

من جانبها ذكرت وكالة «سانا» ان مسلحين اطلقوا النار على مواطنين وقوات الامن في درعا ما اسفر عن مقتل عنصر امن وسائق سيارة اسعاف، وجرح العشرات من المواطنين. واعتبر التلفزيون السوري ان «سورية تعيش ازمة، وهذه الازمة اراد لها البعض ان تكون ازمة مستشرية وان تتحول من مطالب شعبية محقة الى ازمة امنية تستهدف حياة المواطنين وامن الوطن». واضاف ان «المحاولات الاصلاحية تتعرض الان لمحاولة الاجهاض والافساد من بعض الجهات التي تعمل على تخريب الممتلكات العامة والخاصة في محاولة لزعزعة الامن والاستقرار ولافساد اللحمة الوطنية التي سادت في سورية لعقود طويلة».

من جانبه، قال رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي انه «رغم ان الحكومة حاولت احتواء الازمة سواء من خلال انفتاحها على الشارع الديني ومعالجة قضية الاكراد واصدار تعليمات مشددة بعدم الاشتباك، ولكن على ارض الواقع نجد شيئا مختلفا». واضاف انه «شيء غير مفهوم وغير منطقي بالنسبة لنا». وقال ريحاوي ان «الاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية ونحو الف شخص في مدينة التل، شمال دمشق، تضامنا مع شهداء اللاذقية ودرعا ودوما».

فيما ذكر رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان في سورية ان «اكثر من ثلاثة الاف شخص شاركوا في التظاهرات في مدينة القامشلي، شمال شرقي البلاد، التي انطلقت من جامع قاسمو الى ان اعتصم المتظاهرون في دوار الهلالية».

واشار الى ان «المشاركين ينتمون الى جميع اطياف المدينة من عرب واكراد واشوريين». واوضح مصطفى ان «مطالب المتظاهرين تضمنت اطلاق سراح المعتقلين والغاء حالة الطوارئ والتأكيد على الوحدة الوطنية». وأضاف ان «الفي شخص تظاهروا في ناحية عامودا وناحية الدرباسية التابعتين للحسكة»، مشيرا الى ان «التظاهرة التي انطلقت من الجامع الكبير في الحسكة شارك فيها نحو 300 شخص».

من جانبه قال الناشط الحقوقي حسن برو ان «المئات خرجوا من رأس العين (80 كلم شمال الحسكة) من جامع الاسد باتجاه شرق المدينة». واشار برو الى ان المتظاهرين ومعظمهم من الاكراد كانوا يهتفون «بالروح بالدم نفديك يا درعا» و»واحد واحد الشعب السوري واحد» و»الجنسية لا تعني الحرية». واكد برو ان «المتظاهرين في الدرباسية (80 كلم شمال الحسكة) وقفوا دقيقة صمت على ارواح شهداء اللاذقية ودرعا».

وفي دوما، شمال دمشق، حيث قتل الاسبوع الماضي 11 شخصا «اقام السكان حواجز حول المدينة من اجل التدقيق في هوية من يريد دخول الجامع الكبير والتاكد من عدم حمله لاي نوع من الاسلحة»، بحسب ناشط حقوقي. واكد الناشط ان السكان قرروا الخروج للتظاهر بعد ان تم الاتفاق مع السلطات على عدم تدخل الامن لتفرق المحتجين. وكانت صفحة باسم «الثورة السورية» دعت الى التظاهر في يوم ما اسمته «يوم الصمود»، مؤكدة «سنهتف رغم جراحنا ونقول سلمية سلمية حتى نيل الحرية».

من جهة ثانية، اكد عبد الكريم ريحاوي ان السلطات السورية اعتقلت اول من امس رجل الدين عماد الدين محمد محمود الرشيد على الحدود السورية الاردنية اثناء عودته من الاردن. واضاف ريحاوي «انه لم يتسن لنا معرفة سبب الاعتقال ولا الجهة التي قامت باعتقاله او مكان وجوده»، لافتا الى ان الرشيد (مواليد 1965) «يحمل دكتوراه في الشريعة الاسلامية وكان يشغل منصب نائب عميد كلية الشريعة وله العديد من المؤلفات والابحاث».

متظاهرون في المدن السورية: لا نريد “هدايا الخميس” نريد الإصلاح

32 قتيلاً وعشرات الجرحى والشرطة تقول إن الرصاص استهدفها

دمشق – “النهار” والوكالات:

لم تفلح القرارات الاصلاحية التي اتخذتها القيادة السورية في تهدئة خواطر السوريين المطالبين بالمزيد من الحريات والاصلاحات الجذرية، لا بل وسعت الحركة المطلبية الى مدن ومناطق لم تصلها من قبل. فغداة منح عشرات الالاف من الأكراد الجنسية السورية وإقالة محافظ حمص محمد إياد غزال والاعداد لرفع قانون الطوارئ، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع في مدن سورية وهم يهتفون “حرية حرية وحدة وحدة وطنية” و”لا للحلول المجتزأة”. واسترعى الانتباه ان مدن الحسكة والقامشلي وبلداتها التي يغلب عليها الاكراد شهدت تظاهرات صاخبة على رغم صدور قرار التجنيس. في حين تحولت مدينتا درعا وحمص اللتان وعدت القيادة السورية باجراء تحقيقات في شان الاحداث السابقة التي حصلت فيهما، ما يشبه ساحات القتال امس بعد ورود انباء عن سقوط اكثر من 32 قتيلا وعشرات الجرحى بينهم 19 قتيلا في درعا وحدها. (راجع العرب والعالم)

وتضاربت الانباء عما جرى في هذه المدينة التي تعتبر مركز الاحتجاجات السورية منذ تفجرها الشهر الماضي. ففي حين قالت منظمات حقوقية ان رجال الامن والقناصة اطلقوا النار على المتظاهرين في الشوارع وطاردوا الجرحى الى المنازل ونشروا لائحة باسماء الضحايا من المدنيين،  اكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السورية مقتل 19 عنصرا وجرح 75 عنصرا من قوات الشرطة والامن اثر اطلاق “مجموعات مسلحة” النار عليهم في درعا.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عنه مساء امس ان “عدد الشهداء من قوات الشرطة والامن ارتفع الى 19 شهيدا و75 جريحا باطلاق النار عليهم من مجموعات مسلحة في مدينة درعا اليوم (امس)”. وقال ان “مجموعات مسلحة اطلقت النار على المواطنين وقوات الشرطة والامن العزل من السلاح مما أودى بحياة العديد منهم واصابة العشرات”. واضاف ان “اربعة من عناصر الشرطة والامن استشهدوا برصاص المجموعات المسلحة”، مؤكدا وجود “تعليمات صارمة لجميع عناصر الشرطة وقوى الامن الذين تقضي مهماتهم بأن يكونوا في اماكن تجمعات المواطنين بعدم حمل السلاح”. وأشار الى أن “مجموعات أخرى وضعت حواجز اسمنتية على الطرق وأشعلت النيران في الاطارات ورشقت قوات الشرطة وعناصر الامن بالحجار مما اضطرهم الى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم قبل أن يعتدوا على ممتلكات عامة وخاصة وقاموا باحراق بعض المرافق الخدمية والسيارات”.

وفي حمص، قالت الوكالة ان “المئات جرحوا في بعض احياء حمص وقامت مجموعة من العصابات بحرق سيارات للشرطة وأطلقت النار على عناصر الشرطة وقوى الامن فيما قام ملثمون على دراجات نارية باطلاق النار بشكل عشوائي على المواطنين مما أدى الى وقوع اصابات”. ونقلت عن مدير المستشفى العسكري في حمص ان “المشفى استقبل ستة جرحى من قوى الامن” وان “احدهم مصاب بطلق ناري وحاله حرجة”.

وخرجت ايضا تظاهرات في البلدات المحيطة بدمشق وبانياس واللاذقية وحماه وادلب ومدن الحسكة وقراها. واكد متظاهرون ان اصرارهم على التظاهر هو “نوع من الرفض للقرارات التي اتخذت بحجة تهدئة الشارع، لأن المطلب رئيسي هو الحرية وإصلاح جذري وسيادة القانون وكسر احتكار البعث للحياة الحزبية منذ نحو نصف قرن. أما ما بات يعرف في الشارع السوري بهدايا الخميس فالناس لا تريد هدايا من أحد تريد كرامتها وحريتها وتوزيعاً عادلاً للثروة الوطنية ومكافحة الفساد، بمعنى إصلاح جذري، حقيقي وسريع، يطاول الدستور ويضع ضوابط لمناصب المسؤولين الذين يجلسون في مناصبهم لعقود ويكنزون ملايين الدولارات في البنوك الخارجية وآخر همهم سوريا والسوريين”.

ويتناقل الشعب السوري منذ بضعة أيام عبارة “هدايا الخميس” في إشارة إلى القرارات التي تتقصد السلطات إصدارها قبل كل يوم جمعة بغية تنفيس الاحتقان أو سحب أسباب التظاهرات التي تجتاح المدن السورية وتكبر مع كل جمعة جديدة يسقط فيها قتلى وجرحى من المتظاهرين سلميا طلبا للحرية والإصلاح الجذري.

هتافات ضد شقيق الرئيس.. ورفع شعارات ‘ما بدنا حرامية’.. والداخلية تعلن مصرع 19 من قوات الأمن

مقتل العشرات بتظاهرات ‘جمعة الصمود’ في سورية

حرق مقر لحزب البعث وتحطيم تمثال لباسل الأسد بدرعا

دمشق ـ درعا ـ وكالات: شهدت عدة مدن سورية الجمعة مظاهرات شارك فيها الالاف من المحتجين الذين طالبوا بالاصلاح ومكافحة الفساد واطلاق الحريات، وقتل خلالها العشرات وجرح المئات.

واعلن مدير منظمة حقوقية ان 22 شخصا لقوا حتفهم الجمعة في سورية خلال تظاهرات احتجاجية جرت في درعا وحمص وحرستا (ريف دمشق). فيما اعلنت وزارة الداخلية مقتل 19 من قوات الامن.

واعلن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي ‘ان 22 شخصا لقوا حتفهم الجمعة في سورية خلال تظاهرات احتجاجية في درعا (جنوب) وحمص (وسط) وحرستا (ريف دمشق)’.

واوضح قربي ان ’17 شخصا لقوا حتفهم اثناء التظاهرات في درعا’ وقدم لائحة باسماء القتلى الـ 17. واشار الى ‘الاستخدام الكثيف للرصاص الحي اضافة لاطلاق الغاز المسيل للدموع وغاز اخر يسبب الاغماء فورا لمجرد استنشاقه في درعا’.

واضاف قربي ان ‘الاجهزة الامنية والميليشيات التابعة لها قامت بقتل ثلاثة اشخاص من الذين شاركوا في تظاهرة جرت بعد صلاة الجمعة في حرستا’ القريبة من دمشق.

كما استخدمت قوات الامن السورية الجمعة مدافع مياه وقنابل دخان لتفريق احتجاج في مدينة حماة التي قتل فيها الالاف في حملة قمع عام 1982.

وقال ناشطون معارضون إن 17 شخصا على الأقل قتلوا في مدينة درعا، جنوب البلاد، ونشرت أسماؤهم، وأظهرت تسجيلات مصورة بثها موقع ‘شام’ لمستشفى المسجد العمري في درعا عدداً من الجرحى الذين أصيبوا في الاشتباكات مع قوات الأمن، بينهم طفل. كما نشر شريط مصور يظهر أحد القتلى.

واعلن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السورية مقتل 19 عنصرا وجرح 75 من قوات الشرطة والامن اثر اطلاق ‘مجموعات مسلحة’ النار عليهم في درعا التي تقع على بعد مئة كلم جنوب العاصمة السورية دمشق.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن المصدر ان ‘عدد الشهداء من قوات الشرطة والامن ارتفع الى تسعة عشر شهيدا وخمسة وسبعين جريحا باطلاق النار عليهم من مجموعات مسلحة في مدينة درعا (الجمعة)’.

وقال ناشطون على صفحة ‘الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011’ على موقع ‘فيسبوك’ إن قوات الأمن انسحبت من مدينة درعا، حيث أحرق مقر لشعبة حزب البعث الحاكم وتمثال للرئيس بشار الأسد، فيما تم تحطيم تمثال لشقيق الرئيس السوري باسل الاسد.

وفي حمص، قال ناشطون إن أنباءً وردت عن وقوع اشتباكات عنيفة في منطقة الحولة بين المتظاهرين وقوات الأمن، فيما أفادت انباء عن سقوط 5 قتلى، من دون ان يتسنى تأكيدها، بالإضافة إلى إحراق مقرّ لحزب البعث وآخر للبلدية. وأظهرت التسجيلات ترديد المتظاهرين شعارات تندد بماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري.

وفي حي البياضة، في حمص، أفيد عن اعتقالات كثيرة في صفوف المعارضين، كما تم إطلاق النار في بلدة تلدو مع ورود أنباء عن مقتل شخص.

وفي منطقة التلّ، في ريف دمشق، تظاهر العشرات وهم يرددون شعارات ‘ما بدنا حرامية’ و’يد واحدة’.كما ذكرت مواقع المعارضة السورية ان مدينة دوما، القريبة من دمشق، ‘محاصرة’ والاتصالات مقطوعة عنها. وفي إدلب، خرج متظاهرون يرددون شعارات ‘بالروح بالدم نفديك يا شهيد’ و’الله سورية حرية وبس’، فيما ردد المتظاهرون في داريا شعارات ‘الله أكبر’.

وفي اللاذقية، خرج المتظاهرون وهم يرددون شعارات ‘لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله’ وشعارات اخرى تطالب بالحرية.

وفي بانياس، أظهر شريط مصور مظاهرة يوجه فيها خطيب تحية إلى ‘اخوتنا الأكراد’، مشدداً على أن المتظاهرين ليسوا ‘مندسين’، كما يصفهم الاعلام الرسمي، بل يطالبون بالحرية.

وفي مدينة القامشلي، ذات الغالبية الكردية، خرج المتظاهرون وهم يحملون الأعلام السورية، ويطالبون بالحرية، ويرددون شعارات ‘من القامشلي لحوران الشعب السوري ما بينهان’، ورفعوا لافتات كتب عليها ‘لا لقانون الطوارئ نعم لتغيير الدستور’ و’إعادة الجنسية لا تنهي معاناتنا’ و’كورد وعرب اخوة وغير هيك ما منرضى’.

وكان الرئيس السوري أصدر الخميس مرسوماً حمل الرقم 49 ويقضي بمنح الجنسية السورية للأكراد المسجلين كأجانب في سجلات محافظة الحسكة، شمال شرق سورية، والذين قُدر عددهم في مطلع الستينيات من القرن الماضي بأكثر من مئة الف شخص.

 

 

منظمات: عشرات الضحايا في مظاهرات درعا اليوم

بيان صحافي

لندن: اكدت منظمات حقوقية سورية سقوط عشرات الضحايا اليوم الجمعة خلال المظاهرة التي خرجت في مدينة درعا مطالبة بالحرية، داعية الحكومة الى فتح تحقيق فوري وشفاف في ملابسات القضية، وتقديم القتلة الى القضاء المختص.

وقالت هذه المنظمات، وهي المرصد السوري لحقوق الإنسان والرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان في سوريا والمنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا، في بيان صحافي تلقت “إيلاف” نسخة منه الليلة الأخيرة انها حصلت على اسماء عدد من الشهداء الذين سقطوا اليوم وهم : عبد الرحمن الحمادي – وسيم المسالمة – أحمد المسالمة – حسين العميان – محمد طه محمود – محمد أبو القيار – محمد عيد المصري –  محمد طه الغزالة  – جمال أبازيد – طه سليمان سلامة – محمد بشار عزيزة- محمد أحمد الراضي – محمد خلف محمود – ياسر العاسمي  – خلف منصور المحاميد- موفق دخل الله –  محمد يوسف الحاري – اسماعيل احمد ابراهيم محمد صالح الحمادي، إضافة إلى عشرات الجرحى، جروح بعضهم خطرة.

وقدمت المنظمات الثلاث التعازي لذوي الضحايا، ونددت “بشدة بهذه الجريمة النكراء”. وطالبت الحكومة السورية “بفتح تحقيق فوري وشفاف في ملابسات هذه الجريمة النكراء وتقديم القتلة المتورطين فيها والمسؤولين عنها إلى القضاء المختص في محاكمة علنية امام انظار الشعب السوري”.

 

مخاوف من ارتكاب الأمن السوري مجزرة في درعا السبت

بهية مارديني من القاهرة

وسط حديث عن تحركات للفرقة الأمنية الرابعة

قال شهود عيان لـ”إيلاف” إن قوات سورية في إطار ما يعرف بـ”الفرقة الأمنية الرابعة” تحركت باتجاه درعا، وهو ما أثار مخاوف المواطنين من إمكانية ارتكاب مجازر السبت، حيث يستعد السكان لتشييع قتلى سقطوا الجمعة.

عبّر أهالي محافظة درعا لـ”ايلاف” عن مخاوفهم من مجزرة قد تحدث غدًا السبت أثناء تشييع القتلى الذين سقطوا الجمعة.

وقال بعض من أهالي درعا “إنّ هناك أنباء عن تحركات في الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري في ظل عجز السلطات عن السيطرة على درعا”.

واعتبروا تصريح وزارة الداخلية السورية الجمعة الذي “أهاب بالمواطنين في درعا بعدم إيواء المجموعات المسلحة التي أطلقت النار على المواطنين ورجال الشرطة والمسارعة بإبلاغ السلطات المعنية عن أي معلومات تتوافر عنها”، بأنه تمهيد لنوايا الجيش ومن خلفه الأمن لتنفيذ اقتحام لهذه المدينة، خاصة أن مشهد الخميس قبل الماضي قد تكرر من حيث أن شباب درعا قد اعتصموا هذه الليلة في المسجد العمري في وسط درعا.

هذا وتحول المسجد العمري الى مركز طبي للطوارئ الإسعافية، حيث تقاطر أطباء وممرضون ومواطنون عاديون للمساعدة في اجراء الاسعافات لعشرات الجرحى الذين أصيبوا أثناء مواجهات اليوم بعد صلاة الجمعة، خاصة مع الخشية المتزايدة من نقل هؤلاء المصابين الى المشافي لكي لا يؤدي ذلك الى اعتقالهم من قبل الأمن السوري أو اختفائهم اضافة إلى عدم وجود سيارات اسعاف.

مظاهرات كردية تتقدمها قيادات حزبية

من جانبه، قال مصدر كردي لـ”ايلاف” إن المظاهرات السلمية خرجت الجمعة في المناطق الكردية كافة، ولفت الى أنه “في منطقة ديريك خرج المئات، وفي القامشلي خرج حوالي الخمسة آلاف، وفي عامودا تظاهر حوالي الثلاثة آلاف، وفي الدرباسية حوالي ألف شخص، ومثلها في رأس العين من دون تدخل من السلطات الأمنية”.

وأشار المصدر، الذي طلب حجب اسمه، الى “تقدم قيادات حزبية كردية هذه الفعاليات، حيث ألقى إبراهيم خلو عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا كلمة في القامشلي، ومحمد خير في عامودا، ومحمود عمو في رأس العين والدرباسية. كما ألقى ممثل آشوري وآخر عربي إلى جانب زرادشت (حزب الوحدة) كلمات في القامشلي”.

أما رفاق حزب(PYD) فكانوا قد خرجوا البارحة، ولم يشاركوا في مظاهرات الجمعة، وإنما إحتفلوا وحدهم بميلاد الزعيم الكردي عبد الله أوجلان، كما أكد المصدر.

ومن ضمن الشعارات، بحسب المصدر، “الحركة الكردية هي الممثل الحقيقي للشعب الكردي، وليس رؤساء العشائر، حلّ ديمقراطي للقضية الكردية، الحرية والديمقراطية، إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، الأخوة العربية الكردية …”.

ونقل المصدر “أنّ ثمة شائعات سلطوية بوجود الرفاق الثلاثة حسن صالح ومحمد مصطفى ومعروف ملا أحمد في الحسكة تمهيدًا لإطلاق سراحهم”.

هذا واعتبر الأكراد داخل سوريا أنّ “التظاهرات الكردية لا تلاقي التغطية اللازمة من قبل الإعلام الخارجي والعربي، كما استغرب الاكراد أسباب عدم إتصال المحطات الفضائية معهم للمداخلات والإجابة على الإستفسارات اللازمة والميدانية رغم تزويدهم بالأسماء وأرقام الهواتف”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى