أحداث وتقارير اخبارية

أحداث 8.05.2011

 


اقتحام بانياس بالدبابات غداة “جمعة التحدي” الدامية

واشنطن تحذّر من عقوبات إضافية لكنها لم تفقد الأمل بالإصلاح

الاتحاد الأوروبي استثنى الأسد من عقوبات على 13 مسؤولاً سورياً

المعارضة تقترح حلاً للأزمة بتنظيم انتخابات حرة بعد ستة أشهر

واشنطن – هشام ملحم

دمشق – الوكالات:

قتل امس ستة اشخاص بينهم اربع متظاهرات اثر اطلاق النار عليهن قرب مدينة بانياس بعد ساعات من دخول الجيش السوري بالدبابات الى هذه المدينة التي تعتبر احد معاقل حركة الاحتجاج على النظام، وغداة تظاهرات في “جمعة التحدي” تصدت لها القوات الامنية بالنار واوقعت اكثر من 26 قتيلا مدنيا و10 من رجال الامن والجيش على رغم التحذيرات الدولية. (راجع عرب وعالم)

وعلى رغم دعوتهم الى تظاهرات جديدة، اقترح معارضون سوريون حلولا للخروج من الازمة ابرزها تنظيم “انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة اشهر”.

وفي غضون ذلك، تلقى الرئيس السوري بشار الاسد دعما سياسيا من البحرين التي عبّر عاهلها الملك حمد بن عيسى آل خليفة في رسالة الى الاسد عن “دعم بلاده الكامل لاستقرار سوريا ومسيرة الاصلاحات بقيادة الرئيس الاسد”.

واستثنت دول الاتحاد الاوروبي الـ27، الرئيس السوري شخصيا من عزمها على فرض عقوبات على 13 مسؤولا في النظام السوري تشمل تجميد ارصدة وعدم منح تأشيرات دخول الى دول الاتحاد.

اما وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون فرفضت مقارنة الوضع في سوريا بالوضع في ليبيا، مؤكدة انها لم تفقد الامل نهائيا بامكان اجراء اصلاحات في ظل النظام الحالي.

لكن البيت الابيض حذر من ان واشنطن ستتخذ “اجراءات اضافية” ضد دمشق اذا لم يتوقف قمع المتظاهرين، بعد اسبوع من فرضها عقوبات اقتصادية على عدد من المسؤولين والكيانات الادارية في النظام السوري.

وجاء في بيان صدر عن البيت الابيض ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي “سيحددون علاقاتهم مع سوريا وفقا للاجراءات العملية التي تتخذها الحكومة السورية”. واضاف ان اجراءات السلطات السورية “المشينة” ضد شعبها “تتطلب ردا دوليا قويا”. ورأى ان “الحكومة السورية تواصل السير وراء حليفها الايراني في اللجوء الى القوة الوحشية والانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان في قمع التظاهرات السلمية”.

“القمع” في سوريا و”سلبياته” على لبنان تهيمن على جلسة لمجلس الأمن عن الـ1559

نيويورك – علي بردى:

هيمنت الإضطرابات في سوريا من باب تداعياتها السلبية المحتملة على لبنان على جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن للإستماع أول من أمس الى احاطة موفد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون لتنفيذ القرار 1559 تيري رود – لارسن، الأمر الذي أثار سجالاً ساخناً وخصوصاً بين رئيس المجلس لهذا الشهر المندوب الفرنسي الدائم لدى المنظمة الدولية السفير جيرار آرو ونظيره الروسي السفير فيتالي تشوركين.

وعلمت “النهار” أن الجلسة استهلت بإحاطة مسهبة من رود – لارسن تلخص العناوين الرئيسية لتقريره الثالث عشر عن تنفيذ القرار 1559، بيد أنها تضمنت أيضاً تحذيراً من أن “عناصر الأزمة في لبنان تتضاعف بسرعة”، مشيراً الى أن ترسيم الحدود اللبنانية – السورية “لم يحصل بعد” طبقاً للقرارين 1559 و1680. وشدد على أن بند حل الميليشيات ونزع أسلحتها لم ينفذ بعد وفقاً ليس فقط للقرار 1559 بل أيضاً لاتفاق الطائف، مضيفاً أن “حزب الله يحتفظ بصلات وثيقة مع دول اقليمية”، داعياً تلك الدول الى “دعم تحول الجماعة المسلحة الى حزب سياسي صرف”. كذلك دعا الحكومة اللبنانية المقبلة الى تطبيق القرارات السابقة التي اتخذتها هيئة الحوار الوطني، وخصوصاً ما يتعلق منها بتفكيك القواعد الفلسطينية خارج المخيمات. وكرر مطالبة اسرائيل بسحب قواتها من الشطر الشمالي لبلدة الغجر. وأضاف أن الطلعات الجوية شبه اليومية للطائرات الحربية الإسرائيلية تمثل انتهاكاً للسيادة اللبنانية. ورأى أن “الإنتشار الواسع” للسلاح والميليشيات “ينذر بالشؤم على السلام الداخلي والإزدهار في لبنان”. وتوقع من الحكومة اللبنانية المقبلة “التقيد بكل قرارات مجلس الأمن الخاصة بلبنان”، مرحباً بتصريحات رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي عن التزامه الواجبات الدولية للبنان.

وقال المندوب اللبناني الدائم لدى المنظمة الدولية السفير نواف سلام: “اليوم كما بالأمس، يجدد لبنان التزامه احترام كل القرارات الدولية ذات الصلة، حرصاً منه على مصلحته العليا”، موضحاً أن “هذا الامر بات من الثوابت اللبنانية، كما عاد وأكد عليه البيان الوزاري الأخير”.

وأبلغ مصدر ديبلوماسي “النهار” أن المندوب الفرنسي ونظيره البريطاني السير مارك ليال غرانت شددا في مداخلتيهما على “التحولات الجارية في منطقة الشرق الأوسط”. وتحدثا “بحزم عن التظاهرات الشعبية في سوريا”، منددين بشدة “بحملات القمع التي تنفذها السلطات السورية ضد المتظاهرين المسالمين وامكانات تأثر لبنان سلباً بما يجري في سوريا”. وحذرا من “احتمالات نشوء أزمة نازحين وتالياً أزمة انسانية”. وأشارا الى “خطورة استمرار انتشار الأسلحة والميليشيات على حساب السلطة الشرعية للحكومة اللبنانية”. وتوقعا أن “تلتزم” حكومة ميقاتي التعهدات الدولية، ولا سيما منها ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان.

وأيدت نائبة المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة روز – ماري ديكارلو هذا المنطق الأوروبي. وركزت على انتقاد سوريا وايران واستمرار امدادهما “حزب الله” بالسلاح، داعية الى ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وحل الميليشيات واستكمال تنفيذ البنود المتبقية من القرارات الدولية واحترام عمل المحكمة الخاصة بلبنان.

وأبدى نائب المندوب الألماني ميغيل برغر “قلقاً عميقاً من أعمال القمع والاعتقال” في سوريا. وأبرز “ضرورة وقف العنف ضد المدنيين فوراً في سوريا”، داعياً مجلس الأمن الى “ابقاء الوضع تحت المراقبة”.

وبينما دعا المندوب الالماني الى التزام القرارات الدولية وأن تكون المحكمة “نزيهة وغير مسيسة”، وجه نظيره الروسي تشوركين انتقادات الى الرئاسة الفرنسية لمجلس الأمن “لسماحها بالتركيز على الأوضاع الداخلية في سوريا في جلسة مخصصة لمتابعة التقدم في القرار 1559 الخاص بلبنان”. وتساءل: “هل سوريا ولبنان بلد واحد؟”.

وسارع آرو الى الرد بحدة على تشوركين، واصفاً كلامه بأنه “غير مقبول” وموضحاً أن “جميع من تحدثوا عن الأوضاع في سوريا إنما فعلوا ذلك لإدراكهم أنها قد تؤثر سلباً على لبنان”. وأشار الى أنه في بداية التظاهرات في سوريا، حاولت دمشق القاء التبعات على لبنان، متجاهلة مظالم شعبها في سوريا.

وأفاد مصدر ديبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه أنه سبق الجلسة المغلقة توزيع رسالة من المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري الى الأمين العام للمنظمة الدولية ورئيس مجلس الأمن، جاء فيها أنه “من غير المقبول الإستمرار في زج اسم سوريا” في التقرير، وأن بلاده “تكرر عدم قبولها بإشارات هذا التقرير الى ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان، باعتبار أن هذه المسألة أمر ثنائي بين البلدين”. واعتبر أن “العائق الحقيقي الذي يقف أمام ترسيم الحدود (…) هو استمرار العدوان والإحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل ومزارع شبعا”، وأن “الترسيم في هذه المنطقة في ظل الإحتلال هو أمر مستحيل”. وأكد أن دمشق “لن تتدخل” في موضوع القواعد الفلسطينية لأنها “تقع ضمن الأراضي اللبنانية”.

ولاحظ ديبلوماسي دولي أن دمشق “ربطت هذه المرة ترسيم الحدود بالإحتلال الإسرائيلي وتجاهلت تعهداتها السابقة عن وجود لجان لبنانية وسورية تعمل على تسوية هذا الموضوع”. وأضاف أن “دمشق تستضيف المقرات القيادية” للتنظيمات الفلسطينية التي تقيم القواعد في لبنان.

بانياس على خطى درعا… وقوى الأمن تقتل 3 نساء خلال تظاهرة

رسالة دعم بحرينية لـ سورية الأسد… ولا مبادرة خليجية في دمشق

بينما لاتزال درعا واقعةً تحت حصار المدرعات العسكرية السورية، دخل الجيش السوري صباح أمس بالدبابات إلى بانياس، في محاولةٍ للحسم الكامل في أحد معاقل حركة الاحتجاج ضد النظام.

وذكر ناشطون حقوقيون أن دخول الدبابات إلى بانياس ترافق مع قطع المياه والكهرباء عن المدينة الواقعة شمال غربي البلاد. وأضافوا ‘أن السكان شكلوا ‘دروعاً بشرية’ لمنع الدبابات من التقدم باتجاه الأحياء، في حين جابت زوارق الجيش السوري السواحل الواقعة قبالة الأحياء الجنوبية، وطوقت الدبابات قرية البيضا المجاورة’.

في السياق نفسه، ذكر شهود عيان أن ثلاث متظاهرات قُتلن وجُرحت خمسٌ أخريات تم نقلهن إلى مستشفى الجمعية في بانياس، عندما أطلق رجال الأمن النار عليهنّ، أثناء تفريق تظاهرة قمن بها على الطريق العام الواصل بين دمشق واللاذقية. وأشار الشهود إلى أن ‘المتظاهرات المنحدرات من قرية المرقب وبانياس خرجن للمطالبة بالإفراج عن الأشخاص الذين اعتقلوا في وقت سابق من اليوم (أمس)’.

وأضافوا ‘أن قوات الأمن اعتقلت أيضاً أشخاصاً من قريتي البيضا والباصية (قرب بانياس)، لافتين إلى وجود لائحة اعتقالات تحمل أسماء 300 شخص.

إلى ذلك، أعلنت منظمة ‘سواسية’ أن ‘عدد القتلى في احتجاجات سورية المطالبة بالديمقراطية وصل إلى 800 مدني منذ بدئها قبل سبعة أسابيع’.

في المقابل، صرح مصدر عسكري سوري بأن وحدات الجيش والقوى الأمنية تابعت أمس ‘ملاحقة عناصر المجموعات الإرهابية في بانياس وريف درعا بهدف إعادة الأمن والاستقرار’. وأضاف أن الوحدات ‘تمكنت من إلقاء القبض على عدد من المطلوبين ومصادرة كمية من الأسلحة والذخائر التي استخدمتها تلك المجموعات للاعتداء على الجيش والمواطنين وترويع الأهالي’. كما أعلنت السلطات السورية أن 719 شخصاً من ‘المتورطين في أعمال الشغب سلموا أنفسهم حتى الآن إلى أجهزة الأمن’.

أما على الصعيد السياسي، فقد أعلن أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني أمس، أن دول الخليج لا تعتزم التوسط في سورية في أي اتفاق سياسي مشابه لما توصلت إليه في اليمن.

من جهة أخرى، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس رسالة شفوية من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، نقلها إليه وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة. وتتضمن الرسالة ‘دعم البحرين الكامل لأمن واستقرار سورية ومسيرة الإصلاحات بقيادة الرئيس الأسد’.

دولياً، حذرت الولايات المتحدة من أنها ستتخذ مزيداً من الخطوات ضد سورية إذا لم توقف دمشق ‘القمع الشديد للمحتجين’. وأعلن البيت الأبيض في بيان أن ‘واشنطن وشركاءها في المجتمع الدولي سيتخذون تلك الخطوات لتوضح بشكل جلي لحكومة الأسد، رفضها القمع الذي تمارسه ضد المطالبين بالديمقراطية’.

(دمشق ـ أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

الجيش السوري يدخل احياء في المدينة الصناعية في حمص

أ. ف. ب.

تظاهرة في مدينة حمص السوريّة

نيقوسيا: دخل الجيش السوري فجر الاحد الاحياء التي تشهد حركة احتجاجية في المدينة الصناعية في حمص وسط سوريا، وواصل مهمته في بانياس على الساحل المتوسطي، كما افاد ناشطون في مجال حقوق الانسان.

ودخل العسكريون الذين كانوا تمركزوا منذ الجمعة مع دباباتهم في وسط حمص، (160 كلم شمال دمشق) مساء السبت وفجر الاحد الى عدد من الاحياء التي تشهد احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد مثل باب السباع وبابا عمرو بعد قطع الكهرباء والاتصالات الهاتفية بحسب ناشط.

واعلن الناشط ان نيران رشاشات ثقيلة سمعت في هذين الحيين.

وبحسب شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب، تظهر شاحنات مكتظة بعسكريين متوجهين الى باب السباع ليلا.

وبحسب منظمة “انسان” للدفاع عن حقوق الانسان، فقد قتل 16 متظاهرا الجمعة في حمص عندما فتحت قوات الامن النار على تظاهرة وصلت الى باب دريب في وسط المدينة.

من جهة اخرى، قال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاتصالات الهاتفية والكهرباء والمياه قطعت عن بانياس.

واضاف ان “المدينة معزولة عن العالم الخارجي وفي الاحياء الجنوبية من المدينة، مركز حركة الاحتجاج، هناك قناصة متمركزون على السطوح”.

والسبت، حصلت عمليات تفتيش وتوقيفات لجرحى كانوا في مستشفى الجمعية في الاحياء الجنوبية.

وحذر عبد الرحمن من “كارثة انسانية في الاحياء الجنوبية” حيث يقيم كما قال عشرون الف شخص. وتعد المدينة 50 الف نسمة.

وقتل ستة اشخاص على الاقل السبت في بانياس. فقد قتلت اربع نساء يطالبن بالافراج عن معتقلين بيد قوات الامن بحسب ناشط، ثم قتل شخصان مساء بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان الذي تعذر عليه تحديد مصدر اطلاق النار.

نشطاء يستبعدون امكانية التراجع بعد سقوط عدد كبير من القتلى

توقعات باتّساع التظاهرات في سوريا إلى مدن حلب ودمشق

بهية مارديني من القاهرة

يعتقد كثيرون أنّ سقوط القتلى في التظاهرات التي تجتاح سوريا، رجالا ونساء، تجعل من الصعب على المتظاهرين التراجع. ويذهب نشطاء سوريّون إلى القول بأنّ الحصيلة الضخمة للقتلى ستزيد عزم المتظاهرين للانتقال باحتجاجاتهم إلى مدن أخرى.

القاهرة: توقع ناشطون سوريون تحدثوا لـ”ايلاف ” أن تتسع رقعة المظاهرات في سوريا لتشمل عموم مناطق دمشق وحلب في الأيام القادمة، نتيجة اشتداد الآلة العسكرية الأمنية في قتل المتظاهرين نساء ورجالا بدم بارد.

ورأى النائب السابق في البرلمان السوري مأمون الحمصي في تصريح خاص لـ”ايلاف”  أن زيارة رئيس الحكومة السورية عادل سفر لن تعود بالنفع على النظام لجهة كسب تأييد الحلبيين، لأن حجم الفساد كبير والمشاكل التي تعاني منها سوريا والتي أوصلها النظام اليها ، باتت عصية على الحل ، واعتبر أن قتل المحتجين والادعاء بأنهم مجموعات ارهابية سيزيد من حالة الحنق الشعبي في البلاد.

وقال وهو معتقل سوري سابق على خلفية ربيع دمشق: “لقد انتفض الناس من كثرة المظالم والظلم والفقر والجوع والاضطهاد واستباحة كرامة المواطن مما جعل المواطن السوري يقدم تضحيات متتالية ، كما ان المناخ العربي فرض نوعا من شد العزائم عند الناس والسوري ليس بعيدا عن الدفاع ، مثل بقية العرب الذين انتفضوا على حكامهم ، عن كرامته ولقمة عيشه”.

وأضاف “سيسطر التاريخ مفخرة ن بطولات السوريين الذين يتصدون بصدور عارية لمؤامرات النظام ، وأفاد” حتى العسكريين يقتلون من الخلف بواسطة الشبيحة ورجال الأمن أي ليس في قتال حقيقي”.

وأشار الى أن الشعب السوري يقول كلمته انه لا رجوع للخلف، ولفت الى “أنّ الشعب الذي يهتف “نحنا الملايين على الشهادة رايحين ” يعرف ان ثمن ثورته الرصاص والقتل”.

واعتبر ” أنّ أرقام القتلى غير واقعية فهناك آلالاف المفقودين ، والمجتمع الدولي ُيقدم على خطوات متأخرة تجاه ما يحدث ، وكل يوم جديد هو عبارة عن فرصة جديدة للنظام ليقتل أكبر عدد ممكن ، ولو كانت هناك عقوبات دولية قوية في البداية لما جرى ما جرى.”

وقال “من حق المواطن السوري أن يتساءل لماذا هذا الصمت العربي الرسمي، ولماذا هذا التحرك الخجول الدولي؟”.

وأضاف “هل دماء الشعب السوري رخيصة الى هذه الدرجة حتى يكون ثمنها فرض عقوبات وحجز اموال على 14 مسؤولا سوريا ؟”.

ورأى “أن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عندما تقول أنه ما زال هناك أمل بالاصلاح فهي كأنما تقول للنظام السوري اقتل شعبك أكثر”.

معارضو منتصف الطريق

من جانبه قال الصحافي السوري تمام البرازي في تصريح خاص لـ”ايلاف” لقد انتفض الشعب السوري للتخلص من هذا النظام، ولا عودة الى الوراء وليس أمام النظام الا أن يرحل ، واعتبر” أن البدائل موجودة” ، الا أنه قال أن نظرته للأمور بقدر ما هي واقعية بقدر ماهي متشائمة اذ ” أن النظام لن يرحل ببساطة بل سيقتل المزيد من أبناء الشعب السوري” ، معتبرا أن الأيام القادمة ستحمل الأسوأ.

وقال “إنّ النظام سيفرط في استعمال القوة وموجات القتل ، وفي النهاية أخشى ما أخشاه أن يرد الناس عليه ، فليس من المعقول أن يبقوا يقتلون بدم بارد وصدور عارية”.

ورأى “أنّ النظام السوري يدفع المتظاهرين لحمل السلاح في وجهه وهذا الشيء المفزع في القضية” ، وأوضح لو اختار النظام سيناريو مناسب للرحيل لجنب البلاد الكوارث والدماء ، ولكن أسف البرازي لأنّ ” النظام ليس لديه ذرة عقل ، ولا يفكر الا بالحفاظ على السلطة بأية طريقة كانت” على حد تعبيره ، مشددا سنشاهد المزيد من التصعيد والقتل.

وقال” 54 يوما مضت من المظاهرات المتفرقة تؤكد أنّ الشعب السوري لن يتراجع، كما أن هذا النظام لن يرحل ببساطة ، ولكن ان صحت التقارير بأن هناك 200 ضابطا قد انشقوا فهذا يعني الكثير وسيكونون نواة لمزيد من المنشقين” ، كما أشار الى أنهم مسلحين”.

واعتبر “أن من أسماهم معارضي منتصف الطريق حالمين حيث لفتوا الى خيار الاصلاح والبقاء وهو خيار بعيد عما يريده الشعب السوري”.

وقال “أنّ النظام كشر عن أنيابه ورأى اصرار الشعب فاما الانكسار الكلي او الدمار الكلي”.

وأفاد ” كل مناطق الجزيرة انتفضت الحسكة الرقة دير الزور الميادين البوكمال ..وتأثروا جدا لما حدث في مدن أخرى ” لذلك توقع بعد قتل هذا العدد من الرجال ومن النساء بدم بارد أن “تتسع رقعة المظاهرات لتشمل حلب ودمشق، ولن يخشى أهل حلب على تجارتهم ومصالحهم وأملاكهم ، وسيضطرون للتخلي عن هذا التحفظ.

ورأى ان دمشق انتفضت في منطقة الميدان ، والميدان ترمز الى دمشق الحقيقية فيما تحولت دمشق الشام الى خليط غير مترابط اجتماعي ، الا أنه أكد أن المعطيات على الأرض تشير الى أن دوائر التظاهرت رغم هذا ستتسع.

استمرار قمع المتظاهرين

هذا وأعلنت المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا ( DAD ) استمرار السلطات السورية  باستعمال القوة المفرطة والعنف لتفريق التجمعات السلمية لمواطنين سوريين عزل.

وقالت في بيان ، تلقت ” ايلاف” نسخة منه “، أنه في يوم الشهداء المصادف ليوم الجمعة 6 / 5 / 2011 قامت السلطات بإطلاق الرصاص القاتل والمميت على هؤلاء المواطنين في عدد من المحافظات والمدن السورية ( حمص – حماه – اللاذقية), مما أدى لوقوع عدد كبير من الضحايا ( قتلى وجرحى ), ووثقت أسماء القتلى  الذين بلغوا في حمص سبعة ، وفي حماة أربعة بينهم طفل ، وفي اللاذقية أربعة”.

ودانت المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا ( DAD ), استمرار استخدام السلطات السورية الرصاص القاتل والمميت والعنف والقوة المفرطة ضد المواطنين السوريين اللذين قاموا ويقومون بالاحتجاجات والمظاهرات السلمية المنادية بالحرية والعدالة والتعددية، وأبدت” القلق البالغ والاستنكار لهذه الممارسات التي تنم على إصرار السلطات السورية في ممارسة أبشع الانتهاكات بحق الإنسان وحقوقه وحرياته الأساسية ( حق التجمع والتظاهر السلمي، حرية الرأي والتعبير،. فضلا عن انتهاك حق الحياة.. )، حيث أن هذه الممارسات والإجراءات تشكل تعبيرا واضحا عن عدم وفاء السلطة السورية  بالتزاماتها الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان التي صادقت عليها سوريا ، معلنة تأييدها الكامل للتجمعات السلمية التي تجري في سورية، ورأت أن مطالب المواطنين السوريين, هي مطالب حقه ومشروعة وعلى الحكومة السورية العمل سريعا على تطبيقها, من أجل صيانة وحدة المجتمع السوري، ومستقبلاً آمناً وواعداً لجميع أبناءه دون أي استثناء”.

اعتقال مهندس لللاشتباه بتحدثه الى قناة العربية

الى ذلك أعلنت منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سوريا”روانكه” أنه صباح السبت أقدمت دورية تابعة للأمن العسكري في مدينة القامشلي على اعتقال المهندس أكرم حسين من محله المختص بخدمات الكومبيوتر بحجة الاشتباه في اتصاله بقناة العربية، ونقله لأخبار مظاهرة القامشلي بحذافيرها ، وعندما شدد على مقولة أن الرئيس السوري ألغى قانون الطوارئ ، قالوا له “ان المعلم يريدك فقط للاستفسار” ، وفي هذا الأثناء شددوا على أخذ هاتفه النقال عنوة.

واستنكرت في بيان ، تلقت “ايلاف” نسخة منه، اعتقال أكرم حسين ، وأبدت قلقها البالغ على مصيره ، وطالبت بالإفراج الفوري عنه دون قيد أو شرط ، كما دانت استمرار الأجهزة الأمنية بممارسة الاعتقال التعسفي على نطاق واسع خارج القانون بحق المواطنين السوريين ، والذي اعتبرته يشكل انتهاكا” صارخا” للحريات الأساسية التي يكفلها الدستور السوري ، بالرغم من الإعلان عن إلغاء حالة الطوارئ.

وكانت منظمة العفو الدولية” أمنستي” دعت “مجلس الأمن الدولي” إلى ” إحالة سوريا إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، وفرض حظر على توريد الأسلحة إليها، وتجميد أصول الرئيس السوري وأركان نظامه في الخارج”.

ستة قتلى في منطقة بانياس التي دخلها الجيش بالدبابات

المعارضة السورية تحشد لـ”ثلاثاء النصر” وتطرح حلاً لإنهاء الأزمة

أ. ف. ب.

قتل ستة أشخاص بينهم أربع متظاهرات اثر إطلاق نار قرب مدينة بانياس، يأتي ذلك في وقت تواصل المعارضة السورية دعواتها إلى التظاهر يوم الثلاثاء المقبل تحت أسم “ثلاثاء النصر” للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين على خلفية الإحتجاجات.

دمشق: قتل السبت ستة اشخاص بينهم اربع متظاهرات اثر اطلاق النار عليهن قرب مدينة بانياس (غرب سوريا) بعد ساعات من دخول الجيش السوري بالدبابات الى هذه المدينة التي تعتبر احد معاقل حركة الاحتجاج على النظام، وغداة تظاهرات تصدت لها القوات الامنية بالنار رغم التحذيرات الدولية.

ياتي ذلك فيما اقترح معارضون سوريون حلولا للخروج من الازمة ابرزها تنظيم “انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة اشهر”.

واكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ارتفاع حصيلة قتلى التظاهرة النسائية التي جرت السبت قرب بانياس الى اربع قتيلات.

وكان ناشط حقوقي فضل عدم الكشف عن هويته اوضح في وقت سابق لوكالة فرانس برس “ان قوات الامن اطلقت النار على 150 متظاهرة تجمعن بالقرب من بانياس على الطريق العام الواصل بين دمشق واللاذقية ما اسفر عن مقتل ثلاثة منهن وجرح خمس اخريات تم نقلهن الى مشفى الجمعية في بانياس”.

واشار الناشط الى ان “المتظاهرات المتحدرات من قرية المرقب ومن بانياس خرجن للمطالبة بالافراج عن الاشخاص الذين تم اعتقالهم في وقت سابق من اليوم”.

واضاف عبد الرحمن “كما قتل شخصان وجرح اخرون اليوم في بانياس نتيجة اطلاق النار عليهم” دون ان يتمكن من تحديد الجهة التي اطلقت النار عليهم.

كما اشار عبد الرحمن الى “ان الاجهزة الامنية قامت باعتقال عدة نساء وفتيان دون ال18 من العمر من قرية المرقب” المجاورة لبانياس لافتا الى “اعتقال طبيبة بينما كانت تسعف جريحا”.

وافاد ناشط حقوقي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس “ان قوات الجيش تطلق النار بكثافة في اربع مناطق من مدينة بانياس وهي منطقة الكورنيش والمدخل الجنوبي ومدخل السوق وجسري المرقب وراس النبع”.

واضاف الناشط “لقد اسفر اطلاق النار عن وقوع قتلى وجرحى الا انه لم يتم التحقق من عددهم بعد”.

كما اكد شاهد عيان هذه الرواية ايضا، موضحا ان “عدة قناصين توزعوا على الابنية” مضيفا ان “الجيش يقوم بتامين الاحياء بالتوالي قبل ان يدخلها رجال الامن” مشيرا الى “اعتقال العشرات”.

وكانت قوات الامن داهمت صباح السبت قرية المرقب، المتاخمة لبانياس واعتقلت العشرات ضمن حضور امني كثيف، بحسب احد الناشطين.

واضاف الناشط ان قوات الامن اعتقلت ايضا اشخاصا من قريتي البيضة والباصية (قرب بانياس)، لافتا الى ان القوات كانت تحمل لائحة باسماء 300 شخص.

ودخل الجيش السوري بالدبابات الى منطقة راس النبع في بانياس وهي احد الاحياء المستهدفة في العملية التي تنوي القوات القيام بها، بالاضافة الى حي الميدان والقبياء، كما قطعت المياه والكهرباء عن المدينة الواقعة شمال غرب البلاد.

كما اعلن هذا الناشط ان دعوات الى الجهاد اطلقت من مكبرات الصوت في الجوامع ما دفع السكان الى الخروج الى الشارع.

وشكل السكان “دروعا بشرية” لمنع الدبابات من التقدم باتجاه هذه الاحياء، بينما تجوب زوارق الجيش السواحل الواقعة قبالة الاحياء الجنوبية، حسب المصادر نفسها.

وقال مصدر عسكري في تصريح بثته وكالة الانباء الرسمية (سانا) السبت ان “وحدات الجيش والقوى الامنية تابعت اليوم ملاحقة عناصر المجموعات الارهابية في بانياس وريف درعا بهدف اعادة الامن والاستقرار”.

واضاف المصدر ان الوحدات “تمكنت من القاء القبض على عدد من المطلوبين والاستيلاء على كمية من الاسلحة والذخائر التي استخدمتها تلك المجموعات للاعتداء على الجيش والمواطنين وترويع الاهالي”.

وكان الجيش الذي دخل مدينة درعا في 25 نيسان/ابريل الماضي لقمع موجة الاحتجاجات ضد النظام السوري بدأ صباح الخميس الخروج من المدينة “بعد ان اتممنا مهمتنا” المتعلقة بمطاردة عناصر مسلحة، حسب ما افاد اللواء رياض حداد مدير الادارة السياسية في الجيش السوري لفرانس برس.

وياتي ذلك غداة مقتل 26 متظاهرا واصابة اخرين بجروح بايدي قوات الامن السورية، بحسب ناشطين، اثناء مشاركتهم بالتظاهر في “جمعة التحدي” التي دعا اليها ناشطون على صفحة “الثورة السورية” على الفيس بوك.

واعلنت السلطات السورية من جهتها مقتل 11 عنصرا من الجيش والشرطة الجمعة.

واوردت وكالة الانباء السورية (سانا) ان جثث الضحايا نقلت من المشفى العسكري في حمص “الى مدنهم وقراهم” متهمة “مجموعات ارهابية متطرفة في مناطق متفرقة من المحافظة الجمعة” بالتسبب في قتلهم.

وطرح معارضون سوريون على صفحة “الثورة السورية” على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الرئيس السوري بشار الاسد حلولا للخروج من الازمة ابرزها تنظيم “انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة اشهر”.

وقال المشرفون على صفحة “الثورة السورية” في نص اقرب منه الى رسالة الى الرئيس السوري “ستكون اعتزاز سوريا الحديثة إذا استطعت تحول سوريا من نظام ديكتاتوري الى نظام ديموقراطي” مؤكدين انه “امر ممكن”.

واعتبروا ان “الحل بسيط” مقترحين “وقف اطلاق النار على المتظاهرين والسماح بالتظاهر السلمي وخلع جميع صور الرئيس وابيه في الشوارع والافراج عن جميع معتقلي الرأي وفتح حوار وطني والسماح بالتعددية الحزبية وتنظيم انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة اشهر”.

وهذه هي المرة الاولى التي يقدم فيها معارضون للنظام اقتراحات شاملة لوضع حد لموجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سوريا والتي اسفرت عن مقتل 708 اشخاص بحسب حصيلة نشرتها “لجنة شهداء ثورة 15 اذار/مارس”.

وقال المشرفون على الصفحة “لست مثل القذافي. انت في ربيع العمر وحضاري وذكي ومفتوح العقل. فلماذا تريد أن تتصرف مثل القذافي؟ لماذا تريد أن تقصف مدنك و شعبك؟ لماذا تريد ان يسيل الدم السوري على ايدي رجالك للامن وقواتك المسلحة؟”.

واكدوا انه اذا فعل الرئيس السوري “كل هذا فستنقذ سوريا وسترتجف إسرائيل من الخوف والا ستربح إسرائيل وستخسر سوريا”.

الا ان المنظمين تابعوا دعواتهم الى مواصلة الاحتجاجات في يوم “ثلاثاء النصرة” للمطالبة بالافراج عن المعتقلين.

وعبرت البحرين السبت عن “دعمها الكامل لامن واستقرار سوريا ومسيرة الاصلاحات بقيادة الرئيس بشار الاسد” وذلك عبر رسالة شفوية من الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك البحرين نقلها الى الرئيس السوري وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة.

دوليا، اتفقت دول الاتحاد الاوروبي ال27 الجمعة على فرض عقوبات تشمل تجميد ارصدة وعدم منح تاشيرات دخول لدول الاتحاد على 13 من مسؤولي النظام السوري ليس بينهم في هذه المرحلة الرئيس بشار الاسد.

وحذرت الولايات المتحدة بانها ستتخذ “اجراءات اضافية” ضد سوريا اذا لم يتوقف قمع المتظاهرين، بعد اسبوع على فرضها عقوبات اقتصادية على عدد من المسؤولين والكيانات الادارية في النظام السوري.

من جهتها اعتبرت منظمة العفو الدولية ان “تفاقم اعمال العنف الى الان والاعتقالات الجماعية وسوء معاملة المحتجزين عززت من تصميم المتظاهرين في جميع انحاء البلاد”.

واضافت ان “حملة الاعتقالات اجبرت عدة معارضين على التستر”.

وتجمع مئات المتظاهرين السبت امام السفارة السورية في لندن ومزقوا صورا للرئيس بشار الاسد احتجاجا على القمع الدموي لمعارضي النظام السوري.

وحمل المتظاهرون صورا للرئيس بشار الاسد والعقيد معمر القذافي مشطوبة بصليب احمر كما حملوا لافتات كتب عليها “على القادة العرب الدمى ان يرحلوا”.

كذلك، رشقوا صور الرئيس السوري والزعيم الليبي باحذيتهم.

واشنطن تلوّح بمزيد من العقوبات على سوريا

الاحتجاجات تتواصل والجيش في بانياس

سقط، أمس، ستة قتلى سوريين، بينهم أربع متظاهرات، وعدد من الجرحى، إثر إطلاق النار عليهم قرب مدينة بانياس (غربي سوريا) بعد ساعات من دخول الجيش السوري بالدبابات إلى المدينة، فيما اقترح معارضون سوريون حلولاً للخروج من الأزمة أبرزها تنظيم “انتخابات حرة وديمقراطية بعد ستة أشهر”، إلا أن المنظمين تابعوا دعواتهم إلى مواصلة الاحتجاجات في يوم “ثلاثاء النصرة” للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين .

بالمقابل ذكر مصدر عسكري سوري أن وحدات الجيش والقوى الأمنية ألقت القبض على عدد من المطلوبين في بانياس وريف درعا وضبطت كمية من الأسلحة والذخائر معهم .

وحذرت الولايات المتحدة بأنها ستتخذ “إجراءات إضافية” ضد سوريا إذا لم يتوقف قمع المتظاهرين، بعد أسبوع على فرضها عقوبات اقتصادية على عدد من المسؤولين والكيانات الإدارية في النظام السوري .

 

وقالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية)، أمس، إن قوات الأمن قتلت بالرصاص 800 مدني على الأقل في الاحتجاجات المندلعة منذ سبعة أسابيع .

أنباء عن قتلى وجرحى واعتقالات في بانياس بعد دخول الجيش بالدبابات

دمشق – “الخليج”، “وكالات”:

تحدث “ناشطون حقوقيون وشهود عيان” عن سقوط 6 قتلى سوريين، بينهم ثلاث نساء، بعد دخول الجيش السوري مدينة بانياس السورية، ولم يتسن التأكد من هذه الأنباء من مصادر رسمية أو مستقلة . ونقلت فرانس برس عن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله إن شخصين قتلا وآخرين جرحوا في مدينة بانياس الساحلية (غرب) التي دخلها الجيش السوري، أمس . وقال رئيس “المرصد”، ومقره لندن، “لقد قتل شخصان وجرح آخرون في بانياس نتيجة إطلاق النار عليهم” من دون ان يتمكن من تحديد الجهة التي أطلقت النار عليهم . وأشار عبد الرحمن إلى “أن الأجهزة الأمنية قامت باعتقال عدة نساء وفتيان دون ال 18 من العمر من قرية المرقب” المجاورة لبانياس، لافتاً إلى “اعتقال طبيبة بينما كانت تسعف جريحاً” .

وأفاد “ناشط حقوقي” فضل عدم الكشف عن هويته ل “فرانس برس” “أن قوات الجيش تطلق النار بكثافة في أربع مناطق من مدينة بانياس وهي منطقة الكورنيش والمدخل الجنوبي ومدخل السوق وجسرا المرقب وراس النبع” . وأضاف “أسفر إطلاق النار عن وقوع قتلى وجرحى إلا أنه لم يتم التحقق من عددهم بعد” . وأكد “شاهد عيان” هذه الرواية أيضاً، موضحاً، حسب “فرانس برس” أن “عدة قناصين توزعوا على الأبنية”، مضيفاً أن “الجيش يقوم بتأمين الأحياء بالتوالي قبل ان يدخلها رجال الأمن”، مشيرا إلى “اعتقال العشرات” .

وكانت قوات الأمن دهمت، صباح أمس، قرية المرقب، المتاخمة لبانياس واعتقلت العشرات ضمن حضور أمني كثيف، بحسب أحد “الناشطين” . واضاف إن قوات الأمن اعتقلت ايضاً أشخاصاً من قريتي البيضا والباصية (قرب بانياس)، لافتاً إلى أن القوات كانت تحمل لائحة بأسماء 300 شخص .

وكانت ثلاث متظاهرات قتلن وجرحت خمس أخريات بالقرب من بانياس برصاص قوات الأمن بعد ساعات من دخول الجيش السوري بالدبابات إلى هذه المدينة، وفق “ناشط حقوقي” قال ل “فرانس برس” إن القوات السورية قتلت ثلاث نساء أثناء مشاركتهن في مسيرة احتجاج اقتصرت على النساء قرب مدينة بانياس .

وقال ناشطون “حقوقيون” إن الجيش دخل بالدبابات بانياس، وإن المياه والكهرباء قطعت عن المدينة . وقالوا في اتصال هاتفي مع “فرانس برس” في نيقوسيا إن السكان شكّلوا “دروعاً بشرية” لمنع الدبابات من التقدم، فيما جابت زوارق الجيش قبالة سواحل الأحياء الجنوبية، حسب المصادر نفسها . وقال “ناشطون” إن دبابات تطوق قرية البيضا المجاورة .

واعلنت السلطات السورية من جهتها مقتل 11 عنصراً من الجيش والشرطة . وقد جرى تشييع جثامينهم “من المشفى العسكرى بحمص، بعدما استهدفتهم “مجموعات إرهابية متطرفة” في مناطق متفرقة من المحافظة، أمس، إلى مدنهم وقراهم”، حسبما أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) .

وذكر مصدر عسكري سوري أن وحدات الجيش والقوى الأمنية ألقت القبض على عدد من المطلوبين وضبطت كمية من الأسلحة والذخائر معهم . وقال المصدر في تصريح نقلته “سانا” “إن وحدات الجيش والقوى الأمنية في إطار ملاحقتها اليومية لعناصر المجموعات الإرهابية في بانياس وريف درعا بهدف إعادة الأمن والاستقرار، تمكنت من إلقاء القبض على عدد من المطلوبين والاستيلاء على كمية من الأسلحة والذخائر التي استخدمتها تلك المجموعات للاعتداء على الجيش والمواطنين وترويع الأهالي” .

وقالت المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية)، أمس، إن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص 800 مدني على الأقل في الاحتجاجات المندلعة منذ سبعة أسابيع . وأضافت في بيان أرسل إلى “رويترز”، إن لديها أسماء المدنيين القتلى ومجموعهم 800 مدني . وتابعت أن من بين القتلى 220 قتلوا في هجوم للجيش مدعوم بدبابات في مدينة درعا .

اضطرابات سورية تهز إيران و«حماس»

ديفيد إغناتيوس *

تبدو اضطرابات سورية، منذ الآن، كأنها تعدل خريطة الشرق الأوسط الاستراتيجية – على نحو تتآكل معه مواقع إيران وحركة «حماس» الفلسطينية المتشددة.

ويرى المسؤولون الأميركيون أن الرئـيس الـسوري بــشار الأسـد، قد استنتج أن نـجـاتـه من الاحـتـجاجـات الـكـثيـفة ضـد نـظامه والتي تتواصل في أرجاء البلاد، تتطلب أن ينأى بنفسه على نحو ما، عن إيران. ويُنظر إلى المحتجين على أنهم من المسلمين السنة الذين ينـتـقدون تـحـالف الأسد مـع القـيادة الـمـسـلمة الـشيعيـة في إيران. وتنامى الغضب الأسبوع الماضي بعدما كـشـفت تـقـارير للاستخبارات الأميركية أن إيران زودت سورية سـراً بغاز مسيل للدموع ومعدات ضد أعمال الشغب وغيرها من أدوات القمع.

وبغض النظر عما يجري في التظاهرات المناهضة للأسد، تبدو إيران كأنها ستخسر بعضاً من مداخلها السهلة الى سورية، حليفها العربي الأهم. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أنه إذا نجا الحكم، سيكون عليه الابتعاد بقدر ما عن إيران لتهدئة المحتجين… أما إذا أطيح به، فالأرجح أن يحكم سورية نظام يهيمن السنة عليه ويكون أكثر عداء لإيران.

ويحذر بعض المحللين العرب، مع ذلك، من أن ارتباط النظام السوري بإيران عميق إلى الحد الذي يجعل من هامش المناورة لديه هامشاً ضيقاً.

وتواجه «حماس» التي يقع مقرها في دمشق وجذورها في غزة، مشكلات مشابهة. فقد دُفعت المجموعة الفلسطينية المتشددة نحو مصالحة مع حركة «فتح» الأكثر اعتدالاً بسبب من العقد في العلاقات مع الأسد، وفقاً لمصدر عربي أكد معلوماته مسؤول رسمي أميركي رفيع المستوى. وقدمت «حماس» التي ضعفت أخيراً قاعدتها السورية، عدة تنازلات مهمة في الاتفاق مع «فتح»

وفي قلب التوتر بين «حماس» وسورية تقع حقيقة أن الحركة تتلقى دعماً قوياً من الإخوان المسلمين- الذين يعتبرون من الأصوات البارزة في الحركة الرامية الى الإطاحة بحكومة الأسد العلمانية. وقال مصدر أن زعيم «حماس» خالد مشعل عرض التوسط بين الأسد وبين أصدقاء «حماس» في الإخوان المسلمين ما أثار غضب دمشق. ويقال إن مشعل أدرك أن قاعدته في سورية لم تعد آمنة وأنه وافـق على تقديم تنازلات لمنافسته الفلسطينية «فتح».

وذكر مسؤول أميركي، كدليل على ضعف «حماس»، قبولها في الاتفاق الذي رعاه المصريون، طلبين لـ «فتح»: الأول تراجع «حماس» عن موقفها الرافض لتوقيع ورقة المصالحة المصرية التي وضعت عام 2009 من دون تعديل؛ والثاني هو قبولها بخطة لتشكيل حكومة من «مستقلين» غير منتمين الى الحركة، أما ما لم تقبله فهو الموافقة على حق إسرائيل في الوجود.

ويعتقد بعض مسؤولي إدارة أوباما أنه على رغم قلق إسرائيل، فإن حركة «حماس» ضعيفة، قد تعتبر فرصة لمفاوضات السلام، على رغم أن هذه المسألة لم تسو بعد مع البيت الأبيض. وقد أرجأ الرئيس باراك أوباما خطاباً كان من المقرر أن يخصصه للشرق الأوسط ويلقيه (الأسبوع الجاري) ويتناول فيه «محددات» المفاوضات من أجل اتفاق سلام، في انتظار تقييم تأثير مصالحة «حماس» و «فتح».

* مـعـلـق، عــن «واشنـطـن بـوسـت» الأمـيـركـيـة، 29/4/2011، إعـداد حسام عيتاني

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى