صفحات العالم

أخطار النزوح السوري تتضاعف استغراب للتعامل الأميركي مع الأزمة

 

    خليل فليحان

لم يعد خافيا على المسؤولين ان الرئيس الاميركي باراك أوباما ليس متحمساً للقيام في الوقت الحاضر بأي تحرك حول سوريا ولا لفك الجمود المتحكم في عملية السلام، بدليل أن التقارير الديبلوماسية الواردة الى بيروت من واشنطن لم تحمل معلومات عن تصور متكامل ناقشه خلال زيارته لاسرائيل مع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو. واللافت أن وزير خارجيته جون كيري نعى فرص التوصل الى اتفاق سلمي بين الفلسطينيين والاسرائيليين لانشاء الدولة الفلسطينية، اذا لم تنجح المحادثات التي ستستأنف بين الجانبين”. واستخلص كيري هذا الاستنتاج بعد الجولة التي قام بها بتكليف من رئيسه على كل من اسرائيل وعدد من دول المنطقة، بهدف حض القادة المعنيين فيها، ولا سيما اسرائيل والسلطة الفلسطينية على تذليل العقبات التي حالت حتى الآن دون العودة الى طاولة المفاوضات.

وأبدى أكثر من مسؤول استغرابه لاكتفاء كيري بسرد واقع النزوح السوري الكثيف الى لبنان بصورة متواصلة، والاكتفاء بسرد كلام عام عن ان مشكلة اللاجئين السوريين تتفاقم على دول الجوار، أي على لبنان والاردن وتركيا، وان نسبة هؤلاء بلغت في لبنان بين 10 و20 في المئة من السكان. وكرر كيري أمام أعضاء اللجنة النيابية ان بلاده قدمت اغاثة انسانية للشعب السوري بما يقارب 385 مليون دولار. ولفت ان عرضه امام النواب او على الدول المانحة لوقف القتال والجلوس حول طاولة الحوار، ممثلين للنظام ومعارضة.

واستغرب هؤلاء الحماسة التي أبداها كيري عندما طالبه أحد النواب بالضغط على دول الاتحاد الاوروبي من أجل ادراج “حزب الله” في لائحة الارهاب، فسارع رئيس الديبلوماسية الاميركية الى التأكيد أنه يثير الامر مع القادة الاوروبيين للقيام بذلك.

وأشار مسؤول ديبلوماسي لـ”النهار” الى ان كيري عكس حقيقة موقف أوباما بالنسبة الى الازمة السورية، فهي تحولت “انسانية” بعدما فشل في الضغط على روسيا والصين من اجل اتخاذ قرار في مجلس الامن لوقف العنف في سوريا. كما ان أوباما لا يريد افتعال أزمة جديدة مع نتنياهو لاقناعه بأن يبدي ليونة تحرك المفاوضات، وكان وزير الخارجية صريحا في استنتاجاته من خلال الشهادة التي كان قدمها الى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أنه لا يتوقع أي نتيجة ايجابية اذا لم يتبادل الجانبان الخطوات الضرورية خلال العامين المقبلين – في حال أثمرت الاتصالات – الا بعد سنة او سنتين، اي على مشارف نهاية الولاية الرئاسية الثانية، ولا أمل في اي ايجابيات مرتجاة ولا سيما ان نتنياهو الذي كان وراء التجميد منذ تسلمه الرئاسة، كان وراء عرقلة خطوات أميركية من اجل تحريك عملية السلام.

وتوقف عند اعتراف كيري بان ليس هناك خطة جاهزة لانطلاق المفاوضات، ولن تتبلور عناوينها قبل معرفة مدى تذليل العقد بين الطرفين الاساسيين.

وأعرب عن تخوّفه من ان يزداد الوضع في البلاد هشاشة من الناحية الامنية في ظل ارتفاع عدد النازحين السوريين وما يسببه من أزمة انسانية واقتصادية وأمنية، والسلطات المختصة عاجزة عن معالجة أي منها، كما أن التجاوب الدولي والعربي غير متوافر، وعون المنظمات الانسانية غير كاف، ويفتح الامور على احتمالات أقلها مرّ، وفق تعبير مسؤول بارز. وناشد المجتمع الدولي أن يتحرك فعليا لوقف العنف ووقف النزوح السوري وتوفير المساعدات.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى